Language: AR
بيّن المسيح الموعود عليه السلام في هذا الكتاب ضرورةَ الإمام من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. وبيّن أنه عند بعثة إمام الزمان تنتشر الروحانية في العالم حتى إن كثيرا من الناس يتلقّون وحيًا ويرون كشوفًا ورؤًى صادقة. ولكن كل ذلك لا يغنيهم عن مبايعة إمام الزمان. لأن ذلك النور إنما نزل عليهم بسبب بعثة إمام الزمان. ثم ذكر (عليه السلام) ما يستلزم منصب الإمامة من أخلاق عالية وقوةٍ للإمامة وبسطةٍ في العلم وعزيمةٍ وإقبالٍ على الله وكشوفٍ ووحيٍ وغيرها. كما ذكر عشر علامات للوحي الرباني تميّزه عن الوحي الشيطاني.
ضرورة الأنفال سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي الكلية ترجمة: محمد طاهر نديم الشركة الإسلامية المحدودة
اسم الكتاب: ضرورة الإمام الطبعة الأولى : ١٤٣٣ هـ / ٢٠١٢م Daruratul-Imām By: Hadrat Mirzā Ghulam Aḥmad (Peace be on him), the Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Aḥmadiyya Muslim Jama'at.(Arabic Translation) Translated from Urdu by: Muhammad Tahir Nadeem © Al-Shirkatul Islamiyyah Limited First Published in UK in 2012 by: Al-Shirkatul Islamiyyah Limited Islamabad Sheephatch Lane Tilford, Surrey GU10 2AQ United Kingdom Printed in UK at: Raqeem Press Tilford Cover designed by: Dr.Naeem Aljabi ISBN: 978-1-84880-423-4
مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلى على رسوله الكريم بسم مقدمة الناشر كان "منشي إلهي "بخش" من أصدقاء المسيح الموعود اللي وأتباعه، فجاء إلى قاديان في سبتمبر/ أيلول عام ١٨٩٨ ولقي المسيح الموعود العلية وذكر له بعض إلهاماته.فسُرِّ العلم بأن الله تعالى قد شرف المنشي بوحيه وإلهامه إلا أنه لما ذكر لحضرته رؤياه التي قال فيها عن المسيح الموعود اللي : "لماذا أبايعك؟ بل ينبغي عليك أن تبايعني"، أدرك العلل بفراسته أن مثل هذه الرؤى قد تسبب عثارا له.فقام بإعداد هذا الكتيب في يوم ونصف فقط وطبعه في أكتوبر/تشرين الأول ١٨٩٨م.لقد سلط اللي فيه الضوء على أهمية وضرورة الإمام من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، وبين أنه عند بعثة إمام الزمان تنتشر الروحانية، حتى يتلقى كثير من الناس وحيا ويرون كشوفا ورؤى صادقة، ولكن هذا لا يغنيهم عن مبايعة إمام الزمان، لأن ذلك النور إنما نزل عليهم بسبب بعثة إمام الزمان.
مقدمة الناشر ثم ذكر العل ما يستلزم منصب الإمامة من أخلاق عالية وقوة الله الإمامة والبسطة في العلم والعزم القوي والإقبال على وسلسلة الكشوف والوحي وغيرها.كما ذكر عشر علامات للوحي الرباني التي تميزه عن الوحي الشيطاني.وفي النهاية ضمن نصيحة مخلصة لمنشي إلهي بخش قائلا: "يجب ألا ينخدع عزيزي الملهم ببعض الفقرات الإلهامية النازلة عليه، بل أقول له حقا إن في جماعتي ملهمون كثيرون مثله، وإلهامات بعضهم كثيرة بحيث يمكن أن تصبح كتابًا إِنْ جُمعت." لم يستفد المنشي من هذا الكتيب شيئا، وبدلاً من أن يزيل وساوسه وشبهاته بهذه الأدلة انضم إلى مير عباس علي شاه، وهو أحد المرتدين، وجاهر بعدائه للمسيح الموعود الله، وبدأ ينشر بين أصدقائه أن الله تعالى أوحى إليه أن المرزا (أي سيدنا أحمد العلي) مسرف كذاب - والعياذ بالله - ولكنه لا ينشر مثل هذا الوحي حتى لا يرفع المرزا دعوى قضائية ضده في المحكمة.فلما بلغ ذلك المسيح الموعود اللي أكد له أنه لن يرفع أية دعوى، بل طالبه بنشر إلهاماته مقرونة بإعلان بأن يحل به عقاب الله تعالى لو لم يكن صادقًا فيها.فإثر سماعه كلمات المسيح الموعود اللي نشر "منشي إلهي بخش" كتابا باسم "عصا موسى" يقع في أربع مئة صفحة ويحتوي على
مقدمة الناشر إلهاماته، إلا أنه لم يضمنه بيانه الحلفي وفق طلب المسيح الموعود ال، وكان من بينها ما يصرّح بأن غضب الله سينزل على المرزا وسيبتلى بالطاعون، كما كتب فيه أيضا: "لن أموت حتى أنجز ما فوّض الله إلي من مهام" إلا أنه لم ينج من عذاب الله تعالى، فمات بالطاعون في ٧-٤-۱۹۰٧- في عهد المسيح الموعود الله، ونعته جريدة "أهل حديث" في عددها الصادر في ١١-٤-١٩٠٧ بالكلمات التالية: "بكل أسف وأسى نعلن أن منشي إلهي بخش " اللاهوري مؤلفُ عصا "موسى قد استشهد بالطاعون." وكان ذلك دليلا ناصعًا على صدق المسيح الموعود الله وإمام الزمان.والحمد لله رب العالمين.لقد ألحق المسيح الموعود الليلة بهذا الكتيب تفاصيل القضية المتعلقة بالضريبة المالية على مداخيل حضرته وقرار المحكمة فيها، مما يشكل دليلا آخر على تأييد الله له وعلى ردّه مكائد الأعداء في نحورهم.ومما يجب الإشارة إليه أن هناك بعض الهوامش في الكتاب التي وضعها المؤلف، وكتب عند نهايتها: (منه) غالبًا، وهناك هوامش أخرى أضافها المترجم توضيحا وتيسيرًا للقارئ، وقد ميّزت عن الهوامش الأصلية بالخط المائل، وكتب في آخرها: (المترجم).
مقدمة الناشر كما أشير في الهامش إلى أسماء السور وأرقام الآيات التي اقتبسها المؤلف، وتم ترقيمها باعتبار البسملة أول آية لكل سورة.لقد حاز شرف تعريب هذا السفر المبارك الداعية محمد طاهر نديم، فجزاه الله أحسن الجزاء، كما نتقدم بخالص الشكر لكل من ساهم في نشر هذا الكتاب ولا سيما الأساتذة الأفاضل التالية أسماؤهم: سيد مير محمود أحمد ناصر، هاني طاهر، تميم أبو دقه، علاء نجمي، خالد عزام هاني الزهيري، د.وسام البراقي، فتحي عبد السلام بشير عابدين، محمد العاني سيد مبشر أحمد أياز، ومير أنجم برويز.الله تعالى أن يجعل هذا السفر المبارك نافعا للعباد ندعو وشافيًا لغليلهم الروحاني، آمين.الناشر
۱۲ ۲۸ ۳۸ ٤٠ ٥١ OV ۷۱ ۷۷ ۷۸ الفهرس مقدمة الناشر غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب القوى والكفاءات والمؤهلات التي يجب أن يتحلى بها الإمام علامات الوحي الحق إنني إمام الزمان الآيات الأربعة التي خص بها الله تعالى المؤلف رسالة المولوي عبد الكريــم إلى أحد أصدقائه ضريبة الدخل وآية جديدة الصناديق الخمسة ترجمة الحكم الصادر الحكم الصادر
ضرورة الانفال وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُ وا لَيْتَ مُرْسَلا الحجمشيد کہ یہ رسالہ میں کا نام ہے التاب يرة الامام صرف ڈیڈو دن میں طیار ہو کر مطبع میاء الاسلام قادیان میں قیمت ۲ محصول علاوه جلد ۷۰ صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب
ضرورة الانفال ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب الحمد لله أن هذا الكتيب المسمى قد أُعِدَّ في يوم ونصف فحسب، وطبع في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان بإشراف حكيم فضل الدين البهيروي مالك ومدير المطبعة
ضرورة الانفال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد، فقد ثبت من الحديث الصحيح أن من لم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية.وكفى بهذا الحديث دليلا هاديًا لقلب أي تقي حتى يبحث عن إمام الوقت لأن الميتة الجاهلية شقاء جامع يشمل كل نوع من التعاسة والسوء، وعليه فغدا لزاما على كل طالب حق البحث عن الإمام الحق بموجب هذه الوصية النبوية.ليس صحيحًا أن كل من رأى رؤى صادقة أو فتح له باب من الوحي جاز له أن يختار لنفسه لقب إمام الزمان، بل إن حقيقة الإمام حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال؛ قال رسول الله ﷺ: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية (صفحة ٦٩ مجلد ٤ مسند أحمد، وأخرجه أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصححه من حديث الحارث الأشعري بلفظ: "من مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية"، ورواه الحاكم من حديث ابن عمرو من حديث معاوية، ورواه البزار من حديث ابن عباس).
ضرورة الاول أمر جامع آخر وحالة كاملة تامة أخرى؛ يسمى بسببها إماما في السماء.وواضح أن مجرد التقوى والطهارة لا تكفيان ليصبح الإنسان إماما، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا فلو كان كل تقي إمامًا، لغدا المؤمنون المتقون كلهم أئمة، وهذا يخالف مفهوم هذه الآية.كذلك لا يمكن لأي ملهم أو صاحب رؤى صادقة أن يكون إمام الزمان، وذلك بموجب نص القرآن الكريم الذي يبشر عامة المؤمنين بقوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أي أن المؤمنين ينعمون في معظم الأحيان برؤى صادقة في الحياة الدنيا ويتلقون إلهامات صادقة أيضا.كما ورد في القرآن الكريم أيضا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا..أي أن الذين يؤمنون بالله تعالى ثم يبدون الثبات والاستقامة تتنزل عليهم الملائكة بإلهامات مبشرة وتُطَمئن قلوبهم، كما طمأنت أم موسى العلة عن طريق الوحي.ويوضح القرآن الكريم أن مثل هذه الإلهامات أو الرؤى نعمة روحانية لعامة المؤمنين رجالا ونساء، إلا ۲ الفرقان: ٧٥ يونس: ٦٥ ٤ فصلت: ۳۱
ضرورة الانفال أنها لا تجعلهم في غنى عن الإيمان بإمام الوقت بعد تلقيهم مثل هذه الإلهامات، لأن معظم هذه الإلهامات تتعلق بأمور تخص متلقيها، ولا يتوخى منها إفاضة ،العلوم ولا يقوم على أساسها أي تحد عظيم، ولا يعتمد عليها، بل يسبب معظمها العثار في أحيان كثيرة، ولا يكون أحدٌ أبدًا في مأمن من العثار ما لم تسعفه إفاضة العلوم من قبل الإمام.وهناك شهادة على ذلك في صدر الإسلام إذ كان أحد بسبب قربه من نور النبوة – يتلقى وحيًا كُتاب الوحي أحيانًا - بعض الآيات القرآنية التي كان الإمام (أي النبي يريد منه اكتتابها، فزعم في أحد الأيام أنه ليس من فرق بينه وبين النبي ﷺ إذ أصبح هو الآخر يتلقى إلهاما مماثلا، فأهلك أهلك بلعام باعور، وورد في بعض الروايات أن قبره قد لفظه خارجًا.بسبب هذا الظن كما كان عمر له أيضا يتلقى وحيًا؛ إلا أنه لم يعتبر نفسه شيئا، ولم يخطر بباله أبدا أنه صار شريكا في الإمامة الحقة التي أقامها إله السماء في الأرض، بل اعتبر نفسه خادمًا متواضعًا لها، فمن الله تعالى عليه وجعله نائبا للإمامة الحقة.وكان أويس القرني هو الآخر يتلقى وحيا، ولكنه تواضع لدرجة أنه رأى بروزه أمام شمس النبوة والإمامة مخلا بالأدب إزاءها.فكان
ضرورة الأموال سيدنا محمد المصطفى ﷺ يقول متوجهًا ناحية اليمن: إني لأجد نَفَس الرحمن من قبل اليمن.وكان يقصد بذلك أن نور الله تعالى قد حلّ في أويس القرني.ولكن مع الأسف لا يدرك الناس في عصرنا هذا أهمية الإمامة الحقة وضرورتها، فإذا رأوا رؤيا صادقة واحدة أو تلقوا بعض الجمل وحيا؛ ظنوا أن لا حاجة لهم بإمام الزمان لأنهم ليسوا بأقل درجة منه الآن، ولا يرون أن مثل هذا الظن معصية؛ لأن نبينا قد أوضح ضرورة وجود إمام الزمان في كل قرن، وقال بوضوح: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ويحشر أعمى.ولم يستثن النبي الله في هذا الحديث أي ملهم أو صاحب منامات، مما يوضح أن من لا يدخل في جماعة الإمام لا تكون عاقبته محمودة سواء أكان ملهما من الله أو صاحب رؤى صادقة، لأن الخطاب في هذا الحديث موجه إلى جميع موجه إلى جميع المسلمين والمؤمنين بمن فيهم ألوف من الملهمين وأصحاب الرؤى في كل عصر، بل الحق أن في الأمة المحمدية مئات الألوف من الناس الذين يتلقون وحيًا من الله تعالى ولكن يثبت من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف أن من يتلقى إلهاما من الله أو يرى رؤيا صادقة؛ فليس ذلك إلا ظلا لنور إمام الزمان الذي ينعكس على القلوب المستعدة له.والحق أنه كلما بُعث في الدنيا إمام لزمانه؛ رافقته ألوف
ضرورة الانقلك من الأنوار السماوية وكأن السماء تتحلى بصفة الانبساط والانفتاح، فتنتشر الروحانية والأنوار الربانية التي تؤدي إلى نهوض المواهب والقدرات الصالحة، فيبدأ بتلقي الإلهام من كان أهلا له، ويوهب قوة للتفكر والتدبر من كان مؤهلا للتفقه في الدين من خلال إعمال الفكر والتدبر ؛ ومن كان يرغب في العبادات يجد لذة في العبادة، ومن كان يحاور الأقوام الأخرى يُعطى قوة الاستنباط وإتمام الحجة، ويكون كل ذلك نتيجة لانتشار الروحانية التي تنـــزل من السماء مع بعثة إمام الزمان؛ فتقع على القلوب المستعدة له.هذا هو القانون العام، وهذه هي سنة الله الجارية التي عرفناها من خلال هدي القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة وشهدت عليها التجارب الذاتية.أما زمن المسيح الموعود فيمتاز بميزة أكبر؛ فقد ورد في كتب الأنبياء السابقين وفي الأحاديث النبوية أنه بسبب انتشار النورانية عند ظهور المسيح الموعود تتلقى النساء إلهامات ويتحدث الأطفال بكلام النبوة، ويتكلم الناس مفعمين بروح القدس، وكل ذلك سيكون ظلا وانعكاسًا لروحانية المسيح الموعود.فكما أن الجدار يستضيء إذا وقعت عليه أشعة الشمس، ويتألق أكثر إذا كان نظيفا ومطليا بالدهان الأبيض، ويزداد نوره لدرجة يبهر فيها العيون إذا كان مرصعا بالقطع الزجاجية، ومع كل ذلك لا يسع الجدار الادعاء
ضرورة الانفال بأن هذا نوره الذاتي، لأنه سيزول بغروب الشمس.كذلك فإن الأنوار الإلهامية كلها انعكاس لأنوار إمام الزمان، وللسعيد أن يستوعب سريعًا هذه النقطة الدقيقة إن لم يكن حظه عاثرا؛ وإن لم يكن ذلك ابتلاء من الله تعالى.ولكن من لا يفهم هذا السر الإلهي.لا سمح الله - ولا يسعى لإنشاء علاقة مع إمام الزمان لدى سماعه عن ظهوره؛ فإنه يُظهر بذلك استغناءه عن الإمام أولا، ثم يؤدي به هذا الاستغناء إلى التجاهل، ثم يتمادى في سوء الظن؛ مما يولّد لديه عداوة تؤدي إلى سلب إيمانه في نهاية المطاف.كان ألوف من الرهبان والملهمين وأصحاب الكشوف يبشرون بظهور نبي آخر الزمان قبل بعثة النبي ، ولكن أهلكتهم صاعقة غضب الله تعالى عندما لم يؤمنوا بإمام الزمان - خاتم الأنبياء - ولا حاجة لنقل كل ما ورد عنهم في الله، فانقطعت علاقتهم مع القرآن الكريم فهم الذين قال عنهم القرآن الكريم: وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ ، ومعنى الآية أن هؤلاء كانوا يدعون الله تعالى من ° أجل نصرة الدين، وكانوا من قبلُ أصحاب كشوف وإلهامات.لا شك أن اليهود الذين عصوا عيسى اللي قد سقطوا من عين الله تعالى ولكن عندما ماتت المسيحية بسبب ترويجها لعبادة البقرة: ٩٠
ضرورة الانفال المخلوق، ولم تعد فيها الحقيقة ولا النورانية؛ رفع عن اليهود إثم إحجامهم عن الإيمان بها، فتولدت فيهم النورانية مرة ثانية، وأخذ الكثير منهم يرون الكشوف ويتلقون الإلهامات.وكان من رهبانهم من أحرزوا درجات عالية في هذا المجال لدرجة أنهم كانوا يتلقون إلهامات مدلولها أن ظهور إمام العصر ونبي آخر الزمان وشيك؛ مما حدا بهؤلاء العلماء الربانيين إلى التوجه إلى بلاد العرب، وكانوا يعرفون - حتى أطفالهم أيضا - أن سلسلة جديدة ستقام من السماء، وهذا هو معنى الآية: (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ أَي أنهم يعرفون هذا النبي بكل دقة كما يعرفون أبناءهم، ولكن لما ظهر ذلك النبي الموعود اللي أهلك العجب والتعصب كثيرا من الرهبان، واسودت قلوبهم، إلا أن بعض السعداء منهم قد أسلموا وحَسُنَ إسلامهم.فيجب أن يخاف المؤمن كثيرا هذا المآل الخطير، أن يجعل الله تعالى عاقبته مثل عاقبة بلعام باعور.اللهم أنقذ وهو هذه الأمة من الفتن وأبعد عنهم أعين اليهود.آمين ثم آمين.وينبغي ألا يغيبن عن البال ههنا أن الله تعالى كما جعل الناس شعوبا وقبائل حتى يقيم نظام العلاقات الحضارية فيما بينهم ليتواسوا ويتعاونوا من خلال إنشاء العلاقات وصلات القرابة فيما بينهم، البقرة: ١٤٧
ضرورة الانفال كذلك أقام سلسلة النبوة والإمامة حتى تنشأ العلاقات الروحانية بين أفراد الأمة المحمدية فيصبح بعضهم شفعاء بعض.وهنا ينشأ سؤال مهم وهو من هو إمام الزمان؟ وما هي علامات صدقه؟ وما وجه تفضيله على الملهمين الآخرين وعلى أصحاب الرؤى والكشوف؟ والجواب أن إمام الزمان شخص يتولى الله تعالى بنفسه تربيته الروحانية، ويجعل في فطرته نور الإمامة الذي يمكنه من التغلب على العقلانيين والفلاسفة، وإنه يرد - بقوة من الله تعالى- على جميع أنواع الاعتراضات الدقيقة بجدارة وروعة ردّا يؤكد أن فطرته مهيأة تماما لهذه المهمة من قِبَل الله تعالى، لذلك فلا يواجه الخزي أمام عدو الله أعدائه، ويكون قائدا للجيوش المحمدية الروحانية، ويريد من تعالى أن يُكتب الفتح لدينه على يده.والذين ينضمون إلى سربه يوهبون كفاءات عالية.كما تتحقق فيه جميع الشروط اللازمة لإتمام ور کو مهمة الإصلاح، ويُزَوِّدُ بجميع العلوم الكفيلة بتبيين محاسن التعاليم الإسلامية وبالرد على المطاعن التي تثار ضدها.إضافة إلى ذلك، يعلم الله تعالى أنه لا بد أن يواجهه سيئو الأدب وبذيئو اللسان أيضا؛ فيوهب القوة الأخلاقية السامية، كما يودع قلبه مواساة حقيقية لبني نوع الإنسان.ولا تعني القوة الأخلاقية أنه يبدي الرفق
ضرورة الانفال واللين عند كل موطن دونما داع له أو حاجة، فهذا ينافي أصول الحكمة في الأخلاق، بل المراد منه أنه كما يستشيط غضبا بعض ضيقي الآفاق جراء أقوال الأعداء وسيئي الأدب فيحدثون في طبائعهم تغيرًا عجيبًا بحيث تظهر على وجوههم آثار كريهة من العذاب الأليم - الذي يسمى غضا - ويفقدون السيطرة على أنفسهم؛ فتخرج من أفواههم كلمات الرعونة والاشتعال تلقائيا وفي غير محلها، إلا أنه لا يمكن أن تلاحظ مثل هذه الحالة المشتعلة في أهل الأخلاق، فقد يستخدم هؤلاء أيضا كلمات قاسية لمعالجة الوضع ومراعاة الحال ،والمصلحة ولكن لا يُحدث ذلك اشتعالا في قلبهم ولا يستشيطون غضبا ولا يرغون ويز بدون، بل يغضبون أحيانا إظهارا للهيبة ولكن قلبهم يكون في حالة من الراحة والانبساط والسرور.وعليه فلا يسعنا القول بأن عيسى اللة لم العليا يكن يتحلى بالأخلاق الفاضلة بسبب استخدامه كلمات قاسية في وصف مخاطبيه مثل: الخنازير والكلاب وعديمي الإيمان والزناة وغيرها، لأنه كان يعلم الأخلاق الفاضلة وينصح بالرفق واللين.فلم تكن تخرج من فيه أحيانًا كثيرة مثل هذه الكلمات بدافع الغضب وثورة الجنون، بل كانت تصدر في محلها وبقلب هادئ.
ضرورة الانفال خلاصة القول، إن الأئمة يتسمون بالكمال في الحالة الأخلاقية، ولا ينافي حالتهم الأخلاقية صدور كلمة قاسية في محلها وعند الضرورة إليها دون أن تكون نابعة من الطبع المشتعل ولا من ثورة الجنون.وجدير بالذكر أن من يجعله الله تعالى إماما؛ يودع في فطرته قوة الإمامة.وكما أن الله تعالى بموجب الآية الكريمة: أعْطَى كُلِّ خَلْقَهُ قد أودع كل الدواب والطيور قوةً كان يعلم أنها ستحتاج إليها، كذلك فإن الله تعالى يودع سلفا في النفوس التي يعلم أنها ستكلف بمهمة الإمامة قوى وملكات روحانية ملائمة لها، وتُبْذَر في فطرتهم الطاهرة بذرة الكفاءات والمؤهلات التي سيحتاجونها في المستقبل.وأرى أنه من أجل إفادة بني نوع الإنسان ولإفاضتهم؛ لا بد أن يتحلى إمام الزمان بالقوى والكفاءات والمؤهلات التالية: الأولى: قوة الأخلاق : لأنه يضطر لمناقشة الأوغاد والبذيئين؛ فلا بد أن يُؤتى أخلاقا رفيعة جدا حتى لا تتولد فيه ثورة النفس وجيشان الجنون الذي يؤدي إلى حرمان الناس من فيوضه.ومن المعيب جدا أن يقع أحد في الأخلاق الرذيلة بعد أن يسميه الله تعالى وليا من أوليائه، فلا يقدر على تحمل بعض الكلمات القاسية V طه: ٥۱
ضرورة الانفال ۱۳ والجارحة.ومن يدعي بأنه إمام الزمان ثم يتسم بطبع ناقص لدرجة أنه يرغي ويزبد وتحمرّ عيناه من أجل أتفه الأمور؛ فليس بإمام الزمان.لأنه لا بد أن يصدق عليه مضمون الآية: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلق عَظِيمٍ.هي الثانية: قوة الإمامة وبسببها يسمى الإمام إمامًا، وتعني اندفاعه لأعمال البر والحسنى، وازدهاره في حقل المعارف الإلهية ومحبة الله تعالى؛ فلا ترضى روحه بأية خسارة ولا نقصان، وهو يتألم ويتأذى كثيرًا من أن يُعرقل تقدمه وازدهاره.هذه القوة الفطرية التي يتحلى بها الإمام؛ فيكون إمامًا من ناحية القوة الفطرية ولو لم يتبع الناس علومه ومعارفه ونوره.باختصار، يجب أن تؤخذ بالاعتبار دوما هذه اللطيفة أن الإمامة قوة تودع في جوهر فطرة ذلك الشخص الذي يتم اختياره لهذه المهمة بحسب الإرادة الإلهية.وإذا ترجمنا كلمة الإمامة فيمكن القول إنها قوة القيادة.على أية حال، إنها ليست قوة خارجية تلحق بالإنسان من وراء ظهره، بل كما أن هناك قوة للرؤية والسمع والفهم كذلك ثمة قوة للتقدم والتفوق في الأمور الروحانية مودعة فيه، وهذا ما تشير إليه كلمة "الإمامة".القلم: ٥
1870 هي ضرورة الانفال الثالثة: قوة "البسطة في العلم وهي ضرورية للإمامة، بل خاصتها اللازمة.وبما أن مفهوم الإمامة يهدف إلى التقدم في الحقائق والمعارف وفي لوازم المحبة الإلهية والصدق والصفاء لذلك فإن الإمام يسخر جميع قواه وجهوده من أجل تحقيق هذا الهدف ويداوم على الدعاء: رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، وتكون مداركه وحواسه الله وقواه ملائمةً ومهيأةً سابقاً لأمور الإمامة، فيُعطى – بفضل تعالى - بسطة في العلوم الإلهية؛ فلا يوازيه أحد في عصره في المعارف القرآنية وكمالات الإفاضة وإتمام الحجة.ويصحح رأيه الصائب معلوماتِ الآخرين، وإذا خالفه أحد الرأي في بيان الحقائق الدينية؛ انكشف له أن الحق مع الإمام دومًا، لأن نور الفراسة يساعده في معرفة العلوم الحقة، ولا يعطى لغيره مثل هذا النور الساطع، ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وكما أن الدجاجة تحتضن بيضها تحت جناحيها حتى تفقس أفراحا ثم تجمعها تحت جناحيها لتبثّ فيها من قواها، كذلك يصبغ الإمام أصحابه بعلومه الروحانية، ويزيدهم يقينًا ومعرفةً بالله تعالى، وليس ضروريًا أن يتحلى الملهمون والزهاد الآخرون بمثل ذلك؛ لأنه لا تعهد إليهم طه: ۱۱۵ الجمعة: ٥ ۱۰ ۹
ضرورة الانفال مهمة التربية العلمية للناس، لذلك فلا غضاضة إذا بقي نقص ما في علم هؤلاء الزهاد وأصحاب الرؤى؛ فليس أحد ربانًا لسفينة، منهم بل هم بدورهم يحتاجون إلى ربان السفينتهم، فعليهم ألا يدعوا عبثا استغناءهم عن الرُّبّان الروحاني، أو أنهم على درجات روحانية عالية.فليتذكروا أنهم بحاجة ماسة إلى الربان الروحاني حاجة المرأة إلى الرجل.لقد خلق الله تعالى الناس وخصهم بأعمال ووظائف، فمن ادعى الإمامة دون أن يكون قد خُلق لهذا المنصب فسيصبح أضحوكة عند الناس مثلما حدث مع أحد الأولياء المزعومين أمام ملك من الملوك؛ إذ يُحكى أنه في إحدى المدن كان يقطن أحد الأولياء، كان زاهدًا وصالحا وورعًا، إلا أنه لم يكن عالما.كان الملك يكن له احترامًا كبيرًا، أما وزيره ،فلا، بسبب جهل الزاهد بالعلوم.ومرة ذهب الملك ووزيره لزيارة هذا الزاهد الذي عرّج في حديثه عبثا إلى التاريخ الإسلامي فقال: كان الإسكندر الرومي من أعظم ملوك هذه الأمة.وهنا وجد الوزير منفذا للاعتراض فقال للملك: سيدي؛ انظر إلى هذا الزاهد الولي الذي له باع طويل في التاريخ أيضا، فضلا عن معرفته بكمالات الولاية! على أية حال، فإن إمام الزمان لا يحتاج إلى الإلهام الكثير – أمام معارضيه والمعترضين عليه – بقدر ما يحتاج إلى القوة العلمية، وذلك
ضرورة الأموال لأن المعترضين على الشريعة أنواع؛ فمنهم من يعترض عليها من ناحية الطب، ومنهم من يعترض من ناحية علم الهيئة والطبيعيات والجغرافيا، ومنهم من يعترض من ناحية الكتب الإسلامية المعتمدة ومن ناحية العقل والنقل وغيره، أما هو فيسمى حامي حمى الإسلام، تعالى قيما ومحافظًا لهذا البستان.ومن واجباته أن يردّ الله والمعين من على كل اعتراض ويفحم كل معترض، بل إضافة إلى ذلك عليه أن يُظهر للعالم جمال الإسلام وميزاته الحسنة.ومثل هذا الشخص جدّ محترم ومعظم، وهو بمنزلة الكبريت الأحمر، لأنه من خلاله يظهر للعالم أن الإسلام دين حي.إنه فخر الإسلام، وحجة الله على الناس.ولا يجوز لأحد التخلي عنه، لأنه - بإذن من الله تعالى وبمشيئته - يكون قائما على عزّ الإسلام ومواسيا لجميع المسلمين ومحيطًا بالكمالات الدينية كما تحيط الدائرة بما فيها، ويكون هو البطل المغوار في كل مواجهة بين الإسلام والكفر ، وهو من تكون أنفاسه الطيبة قاضيةً على الكفر؛ فهو بمنزلة الكُلِّ، والآخرون أجزاؤه.او چو كل وتُو چو جزئی نے کلی تُو هلاک استی اگر از وے بگسلی أي: إنه بمنزلة الكل، أما أنت؛ فلا تمثل إلا جزءا منه، وستفقد هويتك ويقضى عليك إن أعرضت عنه.
ضرورة الانفال الرابعة: قوة العزيمة التي هي ضرورية لإمام الزمان، وتعني العزيمة عدم التعب أو الكلل وعدم اليأس، وعدم الضعف في الإرادة أو الكسل.إن الأنبياء والمرسلين والمحدثين الذين يُبعثون أئمةً لزمانهم يتعرضون أحيانًا لابتلاءات بحيث يقعون في المصائب والمحن لدرجة يظنون عندها أن الله تعالى خذلهم ويريد إهلاكهم، وأحيانا ينقطع عنهم الوحي والإلهام تمامًا لمدة وتسبب لهم نبوءاتهم ابتلاء؛ فلا ينكشف صدقها على عامة الناس، وكثيرًا ما يتأخر تحقق مرامهم لبعض الوقت، فيصبحون في الدنيا كالمتروكين والمخذولين والملعونين والمردودين، وكل من يسبّهم ويشتمهم يظن أنه يعمل عملا يُثاب عليه ثوابا كبيرا.ويكرههم الجميع ويزدرونهم ولا يريدون حتى الردّ على سلامهم، وفي مثل هذه المواطن تختبر عزيمتهم، فإنهم لا يهنون في مثل هذه الابتلاءات، ولا يتكاسلون في إنجاز مهماتهم حتى يحين موعد نصرة الله تعالى.الخامسة : قوة الإقبال على الله تعالى: والمراد من ذلك أنهم ينيبون إليه عل عند المصائب والابتلاءات وعند مواجهة الأعداء، ويخضعون له عند مطالبتهم بإراءة الآيات، وعند ضرورة نيل الفتح والانتصار، وعند أداء واجب المواساة ينيبون ويخضعون أمام الله تعالى بكل صدق وإخلاص ومحبة ووفاء، وبعزيمة قوية لدرجة أن
ضرورة الانفال أدعيتهم تحدث ضجةً قوية في الملأ الأعلى، وإن تضرعاتهم المتسمة بالتفاني والاستغراق تتصاعد إلى السماوات فتحدث فيها صراخا أليما يصيب الملائكة بالقلق.وكما أن الغيوم تلوح في السماء وتبشّر بالمطر بعد أن يبلغ الحرّ ،منتهاه، كذلك فإن حرارة إقبالهم على الله تحدث شيئا في السماء، فيتغير القدر وتتغير المشيئة حتى تهب رياح قضاء الله وقدره.وإن الدواء الذي يخرج جرثومة الحمّى من الجسم يعمل بأمر الله تعالى كما أن هذه الجرثومة نفسها مخلوقة من تعالى، هكذا يكون تأثير إقبالهم على الله تعالى.اں دعائے شیخ نے چوں ھر دعا ست فانی است دست او دستِ خداست الله أي: ليس دعاء الولي كدعاء عامة الناس، بل أصبحت يده يد الله تعالى؛ لكونه قد تفانى في الله.عل.إن إقبال إمام الزمان على الله أو توجهه إليه أسرع أثرًا من أولياء الله أجمع.كان موسى الإمام عصره وبلعام باعور ولي زمانه، وكان الأخير حائزا على شرف المكالمة والمخاطبة الإلهية، وكان مستجاب الدعوات؛ ولكنه لما تصدّى لموسى العلي قتله هذا التصدي مثلما يفصل السيف البتار في لمح البصر الرأس عن الجسد.ولم يكن يعرف الشقي بلعام باعور هذه الفلسفة الدقيقة، وهي أنه
ضرورة الانفال ما من أحد - مهما ازداد في نيل شرف مكالمة الله تعالى ومهما وصفه الله تعالى بألقاب الحب والاصطفاء - وقف في مواجهة من أكثر منه فضلا ونوالا إلا ويهلك ولن يسعفه أي إلهام، ولن هو يجديه نفعًا كونه مستجاب الدعوات.كان بلعام باعور مثالا واحدًا فيما سبق من الأزمنة، ولكنني أعرف أن ألوفًا من أمثال بلعام كانوا موجودين في زمن نبينا ، ومنهم رهبان اليهود الذين كانوا على هذه الدرجة بعد موت الدين المسيحي.السادسة: كثرة الكشوف والإلهامات: يتلقى إمام الزمان معظم العلوم والحقائق والمعارف بطريق الإلهام من الله تعالى.ولا تقاس إلهاماته على إلهامات الآخرين، لأنها تكون أعظم منها كيفا وكما، ولا يمكن للإنسان تصور أفضل منها، وبها تنكشف له العلوم والمعارف القرآنية، وتنحل المعضلات الدينية، وتظهر النبوءات العظيمة لإلقاء الرعب في قلوب الأقوام المعادية.باختصار؛ إن كشوف إمام الزمان وإلهاماته لا تقتصر على ذاته، بل تكون مفيدة ومباركة جدًّا لنصرة الدين وتقوية الإيمان.يكلمه الله تعالى بكل صفاء ويجيب دعاءه، وفي بعض الأحيان تجري بينه وبين الله تعالى سلسلة الأسئلة والأجوبة بحيث يسأل فيجيب الله تعالى على سؤاله، ثم يسأل فيجيب الله عليه، ثم يسأل فيجيبه الله تعالى بكل صفاء
ضرورة الاول وبكلام لذيذ فصيح وحيا وكأن صاحب الوحي يرى الله تعالى أمامه.ولا يكون الوحي الذي يتلقاه إمام الزمان كحجر يقذفه المجهول ويغيب فلا يُعثر عليه، بل يتقرب إليه الله تعالى، ويكشف الستار قليلا عن وجهه الطاهر والنيّر، الذي هو نور محض، ولا يحظى الآخرون بهذه الحالة، بل على عكس ذلك فإنهم في بعض الأحيان عندما يتلقون شيئا، يشعرون بأن أحدا يستهزئ بهم.هذا وإن النبوءات الإلهامية لإمام الزمان تحظى بمرتبة الإظهار على الغيب، وتستحوذ على جوانب الغيب كلها استحواذ الفارس الماهر على الفرس.ويُعطى لإلهاماته قوة الإظهار على الغيب بشكل خارق حتى لا تشتبه إلهاماته الطاهرة بالإلهامات الشيطانية، وذلك لتكون حجة على الناس.فليتضح في هذا المقام أن الإلهام الشيطاني أيضا حقيقة، ويتلقاه بعض السالكين الناقصين، وكذا هناك حديث النفس؛ الذي يسمّى بأضغاث الأحلام، ومن أنكره فإنه يخالف القرآن الكريم، فإن وحي الشيطان ثابت بالنص القرآني؛ ومفاده أن هناك احتمال نزول وحي الشيطان على الإنسان ما لم تكتمل تزكية نفسه، ويمكن أن يندرج
ضرورة الاول ذلك تحت منطوق آية عَلَى كُلِّ أَفَّاكِ أَثِيم"، ولكن الأطهار ينبهون فور حدوث الوسوسة الشيطانية.الأسف كل الأسف أن بعض القساوسة تجاسروا إلى درجة أنهم كتبوا في مصنفاتهم تفسيرًا لحادثة اختبار الشيطان المسيح وأخذه إلى الجبل؛ فقالوا: لم يكن هذا الأمر على الحقيقة حتى يراه العالم ويشاهده اليهود أيضا، بل كان ذلك مجرد إلهام الشيطان الذي تلقاه المسيح ثلاث أو أربع مرات؛ ولكنه لم يستجب له.تقشعر أبداننا لدى سماعنا مثل هذا التفسير للإنجيل.فهل يُتوقع أن المسيح كان يتلقى وحي الشيطان؟ أما إذا لم نسلّم بأن هذه المكالمة مع الشيطان كانت إلهاما شيطانيا، بل تمثل الشيطان بشراً ثم لقي المسيح؛ فينشأ الاعتراض أن الشيطان - وهو الثعبان القديم في الحقيقة- قد أظهر نفسه في صورة متجسدة وتمثل في جسده الظاهري، ثم جاء ووقف عند المعبد المقدس لليهود الذي يقطن حوله ألوف من الناس، ولا بد أن نسلّم أن ألوفا من الناس قد اجتمعوا لرؤيته، ففي هذه الحالة كان ينبغي للمسيح أن ينادي اليهود ويريهم الشيطان الذي كانت بعض فرقهم تنكر وجوده، فكان بالإمكان أن تُعتبر آية عظيمة للمسيح وتؤدي إلى هداية الكثيرين، وكان لا بد أن يتبع المسيح كثير من ١١ الشعراء: ٢٢٣
۲۲ ضرورة الانفال أصحاب المناصب العليا في المملكة الرومية بعد رؤيتهم الشيطان رأي العين ثم طيرانه من هناك في نهاية المطاف، إلا أن هذا لم يحدث على أرض الواقع، مما يوصلنا إلى يقين أنها كانت مكالمة روحانية يمكن وصفها بكلمات أخرى بالوحي الشيطاني.ويخطر ببالي أمر آخر أيضا وهو أن كثيرًا من الناس قد وصفوا في كتب اليهود بالشيطان، وقد استخدم المسيح نفسه هذا التعبير؛ إذ وصف أحد أجل حوارييه بالشيطان، الذي ورد عنه في الإنجيل -بعد واقعة اختبار الشيطان بأسطر قليلة– أنه أعطي مفاتيح الجنة أيضا.وعليه فيمكن أن يكون أحد اليهود قد جاء المسيح ساخرا ومستهزئا به فوصفه بالشيطان كما وصف به حواريه بطرس، لأن اليهود كانوا دائبين على مثل هذه الأعمال الشريرة ويطرحون مثل هذه الأسئلة.كما أن هناك احتمالا آخر؛ وهو أن تكون هذه القصة كلها ملفقة عمدًا أو كُتبت انخداعًا، لأن الأناجيل ليست أناجيل المسيح ولا هي مصدقة منه، بل كتبها الحواريون أو بعض الناس الآخرين بناء على ظنهم؛ ومعتمدين على عقولهم ولأجل ذلك هناك اختلاف فيما بينها.فيمكننا القول إن بعض كتاب الأناجيل قد أخطأوا في كتابة هذه الأفكار، كما أخطأوا بظنهم أن المسيح مات على الصليب.۱۲ ۱۲ من بين الأناجيل الكثيرة الموجودة لدى المسيحيين إنجيل لا يزال موجودًا
ضرورة الانفال ۲۳ كان الحواريون مجبولين على مثل هذه الأخطاء، لأن الأناجيل نفسها تخبرنا أن تفكير هؤلاء الكتاب لم يكن دقيقا، كما أن المسيح نفسه شهد على حالتهم الروحانية الناقصة وعلى ضعف فهمهم ودرايتهم وقوتهم العملية.فالحق أن الطائف الشيطاني لا يمكن أن يقرّ سة في قلوب الأبرار، بل إذا مس قلوبهم طائف عابر من الوسوس الشيطانية دفعت فورًا وأزيلت ولا يمكنها أن تلوث ذيلهم الطاهر.لقد سُمّيت مثلُ هذه الوسوسة التي تشبه الظن غير الناضج بالطائف، وهو ما يسمى في لغة العرب بالطائف والطوف والطيف والطيف أيضا.وتكون علاقة مثل هذه الوسوسة مع القلب ضئيلة جدا وكأنها غير موجودة أصلا، أو بعبارة أخرى إنها تقع كالظل اللطيف الضئيل للشجرة من مكان بعيد.وعليه فمن الممكن أن يكون الشيطان اللعين قد أراد أن يوقع في قلب المسيح اللة مثل هذه الوسوسة الخفيفة، ولكن المسيح قد دفعها بقوة نبوته.لقد اضطررنا لهذا القول لأن هذه القصة لم ترد في الأناجيل فحسب، بل وردت في الأحاديث الصحيحة أيضا، فقد ورد: عندهم، وقد كتب فيه أن المسيح لم يصلب.هذا هو البيان الصحيح، لأن مرهم عيسى أيضا يؤكد ذلك، وهو مرهم ذكره مئات الأطباء، منه
٢٤ ضرورة الاحوال "عن محمد بن عمران الصيرفي قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي عن العباس بن عبد الواحد عن محمد بن عمرو عن محمد أنك بن مناذر عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن أبي هريرة قال: جاء الشيطان إلى عيسى، قال: ألست تزعم صادق ؟ قال بلى قال : فأوف على هذه الشاهقة فألق نفسك منها؛ فقال: ويلك ألم يقل الله : يا ابن آدم لا تبلني بهلاكك؛ فإني أفعل ما أشاء " فواضح من هنا أن الشيطان قد أتى المسيح كما يأتي جبريلُ الأنبياء، لأن جبريل لا يأتي مثل الإنسان راكبًا عربةً أو حصانًا مُستأجرًا عاصبًا عمامته أو مرتديًا رداءه ، بل إن مجيئه يكون بصورة أخرى.فكيف للشيطان - الذي هو الأحقر والأذل أن يتمثل بالإنسان بصورة واضحة؟ على أية حال؛ هذا البحث يضطرنا أن ۱۳۱۱ نسلم بما توصل إليه "درابر ، ولكن نستطيع القول بأن عيسى ۱۳ هو الكاتب الشهير جون وليام درابر (John William Draper) الذي ولد في ١٨١١ في إنجلترا ثم انتقل إلى أميركا عام ١٨٣٢ حيــث تـــوفي في ١٨٨۲.كان خبيرا في الكيمياء الضوئية ومدرسًا في جامعـــــات أميركيــــة عديدة.ألف كتبا شتى في العلوم والتاريخ والأديان.أما الذي أشار إليـــه المسيح الموعود العليا من رأيه ففحواه مذكور في كتابه: History of the
ضرورة الانفال ال - بسبب قوة النبوة ونور الحقيقة - لم يدع إلقاء الشيطان يقربه مطلقا، بل انشغل فوراً في دفع هذه الوسوسة وذبّها.فكما أنه لا يمكن أن تقف الظلمة في وجه النور؛ كذلك لم يستطع الشيطان الوقوف أمامه العليا بل لاذ بالفرار، وهذا هو المعنى الحقيقي لـ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ، لأن سلطان الشيطان ليس إلا على الذين يقبلون وساوسه ،ووحيه ولكن الذين يرمون فيصيبون الشيطان من بعد بسهام نورهم، ويضربون وجهه بنعال زجرهم وتوبيخهم، ولا يتبعونه مهما أمرهم بكلامه؛ فإنهم استثناء من سلطان الشيطان.يريد الله تعالى أن يري هؤلاء الكُمّل ملكوت السماوات والأرض، ولما كان الشيطان من ملكوت الأرض لذلك كان ضروريا أن يروا وجه هذا الخلق العجيب الذي سمي بالشيطان، ويسمعوا كلامه لتكتمل عندهم دائرة مشاهدة المخلوقات.فلا يصم ذلك عصمتهم وبراءتهم.لقد تقدم الشيطان إلى السيد المسيح بطريقته القديمة في إلقاء الوسوسة؛ فطلب منه أمرًا شرا بكل وقاحة intellectual development of Europe أي تاريخ التطور الفكري في أوروبا.(المترجم) ١٤ الإسراء: ٦٦
ضرورة الانفال وخبث، فردّه طبعه الطاهر فورًا ولم يقبله.ليس في هذا ما يشين عصمة المسيح، أفلا يتكلم السفلة والأشرار مع الملوك؟ فعلى هذه الشاكلة ألقى الشيطان - من الناحية الروحانية – في قلب المسيح كلامه، فلم يقبل يسوع هذا الوحي الشيطاني بل ردّه.هذا الأمر بالثناء، الحمق والجهل بالفلسفة الروحانية أن يطعن أحد ومن في مثل هذا الأمر ليس بوسع كل زاهد أو متصوف أن يردّ مثل هذه الوسوسة الشيطانية كما دفعها يسوع بسوط من نوره، مظهرا قذارة هذا الوحي الشيطاني.جدير يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ذات مرة نزل علي وحي شيطاني، فقال لي الشيطان: يا عبد القادر، قبلت جميع عباداتك وقد حللت لك ما حرّمتُ على غيرك، وأعفيتُك من الصلاة أيضا، فافعل ما تشاء.فقلت له: اخسأ أيها الشيطان! كيف يحلّ لي ما لم يكن حلالا للنبي الله فغاب الشيطان من أمام أنظاري مع عرشه الذهبي.فلو نزل الوحي الشيطاني على العارف بالله والولي الفريد- مثل الشيخ عبد القادر - فكيف يمكن إذا أن ينجو منه عامة الناس الذين لم تكتمل بعد مسيرة سلوكهم؟ وأنى لمثل هؤلاء الناس تلك العيون النورانية حتى يتعرفوا على الوحي الشيطاني كما تعرّف عليه الشيخ عبد القادر والسيد المسيح العل؟ يجدر بالذكر هنا أن الكهنة –
ضرورة الانفال الذين كانوا موجودين بكثرة في الجزيرة العربية قبل بعثة النبي - كانوا يتلقون الوحي الشيطاني بكثرة، فكانوا في بعض الأحيان يتنبأون بناء على مثل هذه الإلهامات والعجيب في الأمر أن بعض نبوءاتهم كانت تتحقق أيضا، وكتب التاريخ الإسلامي مليئة بمثل هذه القصص.فمن أنكر الوحي الشيطاني فقد أنكر تعاليم الأنبياء برمتها، وأنكر سلسلة النبوة كلها.ولقد ورد في الكتاب المقدس أنه في إحدى المرات تلقى أربع مئة نبي وحيًا شيطانيا، فقد تنبأوا بانتصار ملك من الملوك بواسطة هذا الوحي بينما لم يكن ذلك إلا شعوذة الجني الأبيض.ولكن هذا الملك قتل في الحرب قتلة موغلة في الذل وتلقى هزيمة نكراء.فلم تتحقق نبوءة أربع مئة نبي، ولكن نبيا منهم تلقى إلهاما بواسطة جبريل فتنبأ أن الملك سيُقتل وستأكل الكلاب من لحمه وسيتلقى هزيمة نكراء، فتحققت نبوءته.هنا ينشأ سؤال بطبيعة الحال أنه إذا كان الوحي الشيطاني ينزل على الناس بهذه الكثرة، فلا اعتبار للوحي والإلهام، لأنه لم يعد هناك يُعتمد عليه، بل يُحتمل أن يكون إلهاما شيطانيا ولا سيما إذا كان أحد أولي العزم من الرسل - مثل المسيح- قد تعرض لمثل هذا وحي
ضرورة الانفال الموقف، الأمر الذي يسبب الإحباط والقلق للملهمين.فهل الإلهام بلاء إذا ؟ والرد على هذا التساؤل هو : لا داعي للقلق، فقد وردت سنة الله وقوانينه على هذا النحو ؛ أنه من كل شيء يوجد صنفان: صنف نقي وصنف مشوب.انظروا، إن الدرر الحقيقية والأحجار الكريمة هي ما يستخرج من البحار، ولكن هناك نوع رخيص من الدرر أيضا يصنعها الناس ويبيعها، فهل توقفت تجارة الدرر واللآلي الخالصة وشراؤها لأن الدنيا مليئة بالدرر المزيفة؟ كلا، بل هناك جواهريون ذوو خبرة عالية ونظرة ثاقبة بحيث يعرفون الخالص من الزائف.وإن إمام الزمان لهو الخبير بجواهر الوحي والإلهام، ومن عاش في صحبته فرّق فورًا بين الوحي الرحماني والوحي الشيطاني.يا أيها المتصوفون، ويا أسرى هذا الحرص والطمع، عليكم بالحيطة والحذر أثناء سلوككم هذا السبيل، وتذكروا جيدا أن الوحي الحق الخالص من الله تعالى، يجب أن يتحلى بالعلامات التالية:
ضرورة الانفال -1 في حالة الوحي الحقِّ يذوب القلب من نار الحرقة وينساب على العتبة الإلهية كالماء الصافي وإليه أشار الحديث أن 01 القرآن قد نزل في حالة الحزن فاقرأوه في حالة من الحزن.١٥ -۲ الوحي الحق يكون مصحوبا بلذة وسرور، ويهب صاحبه اليقين، ويدخل في القلب كالوتد الحديدي، وتكون عباراته فصيحة ومنزهة من الخطأ.يتميز الوحي الحقُّ بشوكة وقوة ورفعة، ويصيب القلب أما بصدمة قوية.إنه ينزل على القلب بقوة وبصوت مهيب.الكاذبين فيكون بصوت خافت مثل صوت اللصوص وحي والمخنثين والنسوان، لأن الشيطان سارق ومخنث وأنثى.-4 الوحي الصادق يصحبه تأثير قدرات الله تعالى وقواه، ولا بد أن يحتوي على أنباء إلهية، ثم لا بد لهذه الأنباء أن تتحقق.الوحي الحق يزيد صاحبه صلاحًا وبرا يوما بعد يوم، ويطهره من الكدر الباطني والقاذورات الداخلية، ويسمو بأحواله الأخلاقية.۱٥ نص الحديث المشار إليه هو: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ فَإِذَا قَرَأَتُمُوهُ فَابْكُوا." (سنن ابن ماجة باب إقامة الصلاة والسنة فيها)- (المترجم)
-7 ضرورة الاموال الوحي الحق تشهد عليه كل القوى الداخلية لصاحبه، فتحظى كل قوة من قواه بنور جديد ويشعر صاحبه بتغيير طيب؛ فتموت حياته الأولى وتبدأ حياته الجديدة.ويكون سببًا للشفقة على البشرية عامة.-۷ الوحي الحق لا ينتهي بصوت واحد، بل إن الصوت شرفه الإلهي يستمر إنه تعالى ،حليم، ومن توجه إليه - ا بمكالمته، وردّ على أسئلته، وبإمكان صاحب الوحي أن ينال أجوبة على أسئلته في مكان واحد ووقت ،واحد، وقد تطرأ على هذه المكالمة أحيانا فترة انقطاع أيضا.-λ صاحب الوحي الحقِّ لا يكون جبانا، ولا يخاف من أي مدعي إلهام مهما كان عدوا لدودًا له، لأنه يعلم أن الله تعالى معه وأنه سيهزم عدوه هزيمة نكراء.الوحي الحق يكون سببًا لمعرفة العلوم والمعارف الحقة، لأن الله تعالى لا يريد أن يترك صاحبه الملهم جاهلا بلا علم.١٠ - وهناك بركات أخرى يكون الوحى الحق مصحوبا بها، منها للعادة.أن كليم الله يؤتى من الغيب العزة والمهابة والإجلال الخارق
ضرورة الانفال إن العصر الحاضر لهو عصر الخسارة والنقصان؛ إذ إن معظم من صارت صبغتهم النفسية مثل صبغة الفلاسفة والطبيعيين والبراهمة ينكرون الوحي والإلهام، ومنهم من ظل على إنكاره هذا حتى رحل من العالم، ولكن الحق حق ولو أنكره العالم كله، والكذب يظل كذبًا ولو صدقه العالم كله.إن إنكار من يؤمنون بالله تعالى - ويعتبرونه مدبّر العالم ويعتقدون بأنه البصير والسميع والعليم لكلام الله تعالى بعد كل هذه الاعترافات لا يدل إلا على حمقهم.أفلا يستطيع الكلام من يبصر ويعلم ويحيط علمه حتى بذرات العالم أجمع دون أية أسباب مادية؟ ومن الخطأ القول إنه كان يتمتع بصفة الكلام فيما سبق ولكنها تعطلت الآن وكأن صفة الكلام عنده اختفت بدلا من أن تظهر بمظاهرها المتجددة.هذا الكلام يبعث على اليأس والقنوط الكبير، لأنه لو سلّمنا جدلًا أن بعض صفات الله تعالى تتعطل وتتلاشى بعد زمن معين ولا يبقى لها أثر؛ فهذا خطير، ويهدد الصفات الأخرى أيضا.فالأسف كل الأسف على أصحاب مثل هذه العقول والاعتقادات الذين يؤمنون بكل صفات الله تعالى ثم يمسكون في أيديهم سكينًا ويقطعون جزءا هاما منها.ومع الأسف أن الآريا قد ختموا على كلام الله تعالى بعد الفيدا، كما أن المسيحيين أيضا لم يدعوا الإلهام بلا ختم، وكأن الناس إلى زمن
ضرورة الانفال السيد المسيح فحسب كانوا بحاجة إلى شهادة الإلهامات البينة من أجل الحصول على البصيرة الذاتية والمعرفة، أما الذين جاءوا بعده فهم ذرية شقيّة جدًّا كتب عليها الحرمان إلى الأبد، مع أن الإنسان بحاجة إلى المشاهدة والبصيرة الذاتية على الدوام.يظل الدين مصدر العلوم الحقة ما بقيت تظهر فيه صفات الله تعالى بتجليات جديدة؛ وإلا فسيتحول إلى قصص وأساطير ويؤول إلى الموت والزوال.هل يمكن لعقل إنسان أن يقبل مثل هذا الفشل الذريع؛ إذ نجد في أنفسنا رغبة عارمة وشعوراً قويًا بالحاجة إلى تلك المعرفة التامة التي لا تكتمل بدون المكالمة والمخاطبة الإلهية والآيات العظيمة، فكيف يُتوقع من رحمة الله تعالى في هذه الحالة أن تغلق علينا باب الوحي.هل تغيرت قلوبنا في هذا العصر ؟ أم تغير الإله نفسه؟! يمكن أن نقبل بأن وحي شخص واحد في بعض العصور كان يكفل تنمية المعرفة لدى مئات الألوف من الناس بحيث لم تكن ثمة ضرورة أن يتلقى كل فرد منهم ،وحيًا، ولكن ما لا نستطيع أن نقبله هو أن تُطوى صحيفة الوحي بشكل نهائي؛ فلا يبقى في أيدينا سوى قصص وأساطير لم نشهدها و لم نجربها بأنفسنا والواضح أنه لو ظل أمر من الأمور يُنقل عبر الأجيال لمئات السنين كانتقال القصص الخرافية دون أن يظهر ما يصدّقه من الأدلة القوية والنماذج الجديدة فلا
ضرورة الانفال يمكن لبعض الطبائع الفلسفية أن تقبله ولا سيما إذا كانت هذه القصص تتكلم عن أمور تبدو لنا في عصرنا الحاضر مخالفة للقياس.ولهذا السبب نفسه أخذ أصحاب الطبائع الفلسفية يستهزئون بمثل هذه الكرامات كلما تقادم عليها الزمن، بل أصبحوا يشككون في صدقها، وهذا حقهم، لأنهم فكروا أنه إذا كان الله هُوَ هُوَ ، وصفاته هي هي، وحاجات الإنسان هي هي، فلماذا انقطعت سلسلة الإلهام، في حين أن الأرواح كلها تنادي بأعلى صوتها بأنها بحاجة إلى المعرفة المتجددة.وهذا هو الأمر نفسه الذي أدى بالهندوس إلى الإلحاد، لأن البانديدات علموهم مرة بعد أخرى أن سلسلة الإلهام والوحي وكلام الله تعالى قد انقطعت منذ ملايين السنين، إلا أنهم رأوا أن زمنهم هذا أحوج ما يكون إلى إلهامات الله تعالى من زمن الفيدا، فإذا كان الإلهام حقيقة ثابتة فلماذا لم تستمر هذه السلسلة بعد الفيدا؟ وهو السبب نفسه في انتشار الإلحاد في الآريا أيضا.ولأجل ذلك تجدون مئات الفرق الهندوسية تستهزئ بالفيدا وترفضه، ومنها على سبيل المثال فئة تسمى "الجينية".وبسبب هذه الأفكار نفسها قد انفصلت فئة "السيخ" عن الهندوسية التي أُشركت فيها مئات الأشياء الدنيوية مع الله تعالى، وهناك تراكم هائل من الأشياء التي اتخذت أربابا من دون الله حتى لم يعد العثور على الإله
ضرورة الانفال الحق ممكنا.ثم إن الإدعاء بأن الفيدا كتاب إلهامي؛ لهو ادعاء تعوزه الأدلة، بل هو قصة ولا يُقدَّم على إثباتها دليل جديد بل يُبرهن على صدقها بأدلة من زمن سحيق قبل ملايين السنين، ولأجل ذلك فلا يؤمن السيخي الحقيقي بالفيدا.لقد نُشر في جريدة "أخبار عام" بتاريخ ٢٦ سبتمبر ١٨٩٨م مقال لأحد السيخ، وقد أيد فيه بوضوح أن فئة "الخالصة "١٦ لا يؤمنون بالفيدا، بل لديهم وصية غُوْرُوَاتِهم " بعدم الإيمان بالفيدا، فأيد الكاتب موقفه بسرده بعض الأبيات - من كتابه المقدس "غورو غرنث" - التي تحتوي على وصية لأتباعه بعدم الإيمان بالفيدا، وعلى اعتراف بأنهم لا يتبعون الفيدا ولا يقبلونه.صحيح أن هذا السيخي لم يعترف باتباعه القرآن الكريم أيضا، ولكن السبب في ذلك أن السيخ لا يعرفون حقيقة ۱۷ الإسلام، ولا يعرفون النور الذي أودعه الله تعالى فيه، وأنهم بسبب جهلهم وتعصبهم - غير مطلعين على تلك الأنوار التي يفيض بها القرآن الكريم، كما أن علاقتهم مع المسلمين ليست جيدة كعلاقتهم مع الهندوس كان يكفي لهم أن يتبعوا تلك الوصية التي كتبها "باوا غورونانك" على قميصه أنه ليس هناك أي دين حق 17 ۱۷ وهم السيخ الملتزمون.(المترجم) وهم معلموهم العشرة الكبار.(المترجم)
ضرورة الانفال سوى الإسلام.فالأسف كل الأسف على إضاعتهم وصيةً هامة لمثل هذا الرجل الصالح.لا يوجد بيد السيخ الخالصة سوى هذا القميص المقدس الذي تركه "باوانانك" تذكارًا حقيقيًا لهم، أما "غرنث" فقد جُمعت أبياته لاحقا ويعترض عليها بعض المحققين.والله أعلم من جمع كلامهم فيه وهو أعلم بالتصرف الحاصل في تلك الأبيات.باختصار؛ لا يناسب هذا المقام لسرد هذه القصة، وإنما الهدف كلامنا هذا التأكيد على أن هناك حاجة ماسة إلى الإلهامات الجديدة من أجل تجديد إيمان نوع بني الإنسان.من يُعرف الوحي الحق من خلال قوته الاقتدارية، لأن الله وحده يملك القوة الاقتدارية، ولا يتمتع بها الشيطان والجن وغيرهما.وبواسطة وحي إمام الزمان تثبت صحة إلهامات الآخرين.لقد ذكرنا سابقا أن إمام الزمان يتحلى بفطرته بقوة الإمامة.وقد أو دعته يد القدرة الإلهية خاصية الإمامة والقيادة.ومن سنة الله تعالى أنه لا يترك الناس متفرقين ومشتتين، بل كما جعل كثيرًا من النجوم في النظام الشمسي، ثم جعل الشمس ملكةً عليها، كذلك على شاكلة النجوم يهب المؤمنين نورًا بحسب مراتبهم، ويجعل إمام الزمان شمسا فيهم ونلاحظ هذه السنة الإلهية في مخلوقاته كلها ومنها النحل مثلا؛ حيث تكون إحداها إماما وتسمى يعسوبا أو
ضرورة الاموال ملكة.وأراد الله تعالى في المملكة المادية أيضا أن يكون أحد القوم أميرًا وملكا فيهم.وجُعلت لعنة الله على الذين يحبون التفرقة ولا يتبعون أميرًا واحدًا منهم؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿أَطِيعُوا اللَّهُ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ١ فالمراد من أولي الأمر من الناحية بمعارض المادية هو الملك، ومن الناحية الروحانية هو إمام الزمان.فمن ليس لأهدافنا من الناحية المادية ونستطيع أن نستفيد منه في ديننا فهو منا.لذلك فإن نصيحتي لجماعتي هي أن يُدخلوا حكم الإنجليز في إطار "أولي الأمر" ويظلوا مطيعين لهم بصدق القلب، لأنهم لا يتدخلون في مقاصد ديننا، بل على عكس ذلك تمتعنا براحة بسبب وجودهم، وسنكون خائنين إن لم نعترف بأن الإنجليز قد ساعدونا في ديننا مساعدة لم يستطع الملوك المسلمون في الهند أن يقوموا بها، لأن بعض الملوك المسلمين في الهند بسبب قصر همتهم؛ أهملوا إقليم البنجاب، وبسبب غفلتهم حلّت بنا وبديننا في ظل الحكم السيخي الجائر مصائب مهولة بحيث تعذر علينا الصلاة بالجماعة في ورفع الأذان بصوت عال، وآل الأمر إلى موت الإسلام في المساجد، البنجاب.ثم جاء الإنجليز، وبمجيئهم عادت إلينا حظوظنا السعيدة مرة أخرى؛ فلقد قاموا بحماية الدين الإسلامي، ومنحوا لنا الحرية ۱۸ النساء: ٦٠
ضرورة الانفال الكاملة في شعائرنا الدينية، ففتحت مساجدنا، وأصبح شعار الإسلام يتراءى في البنجاب بعد مدة طويلة أفليست هذه المنة بجديرة أن نذكرها؟ بل الحق أن بعض الملوك المسلمين بسبب قصر همتهم وغفلتهم؛ قد دفعونا نحو بلاد الكفار، فجاء الإنجليز وأمسكوا بأيدينا وأخرجونا منها فإن العكوف على حياكة مخططات التمرد ضد الإنجليز؛ لهو نكران نعم الله تعالى.الله تعالى أعود إلى صلب الموضوع وأقول كما أكد لنا القرآن الكريم بخصوص الحضارة المادية أن نسير تحت حكم ملك واحد، كذلك أكد على ذلك بخصوص الحضارة الروحانية أيضا.وإلى هذا أشار لما علمنا الدعاء التالي : اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ".يجب أن نتدبر أنه ليس من مؤمن ولا إنسان ولا حتى حيوان يخلو من نعمة الله تعالى، ولكن لا يسعنا القول بأن الله تعالى قد أمرنا في هذه الآية باتباع هؤلاء كلهم.لذلك فمعنى هذا الدعاء هو : أن يهدينا الله تعالى سبل الذين هطلت عليهم أمطار غزيرة من النعم الروحانية بصورة أكمل وأتم حتى نتبعهم.فبعبارة أخرى تشير هاتان الآيتان إلى أن نكون مع إمام الزمان.۱۹ ١٩ الفاتحة: ٦-٧
ضرورة الاموال النبي كلا من لا يعزُ بنَّ عن البال أن لفظ إمام الزمان يشمل والرسول والمحدث والمجدّد.ولكن الذين لم يؤمروا بهداية خلق الله تعالى، وما أعطوا كمالاتها؛ فلا يسمون إمام الزمان حتى ولو كانوا أولياء أو أبدالا.بقي سؤال أخير: من هو إمام هذا الزمان الذي فُرض من الله تعالى اتباعه على جميع المسلمين عامة، وعلى الزهاد وأصحاب الرؤى والملهمين خاصة؟ فأقول بلا أدنى ارتياب: إنني إمام الزمان بفضل الله تعالى ،وعنايته وقد جمع الله تعالى في كل العلامات المذكورة والشروط اللازمة، وبعثني على رأس هذا القرن الذي مضى منه خمسة عشر عاما.ولقد بعثت في وقت كانت المعتقدات الإسلامية مليئة بالتناقضات لدرجة لم يسلم منها معتقد واحد، كما انتشرت أفكار خاطئة عن نزول المسيح الله، ووصل الخلاف في هذا المعتقد لدرجة اعتقاد البعض بحياة عيسى، والبعض بموته؛ فاعتقد بعضهم بنزوله الجسدي، وبعضهم الآخر بنزوله البروزي، كان وبعضهم یری نزوله في دمشق والآخر في مكة المكرمة والثالث في بيت المقدس والرابع في الجيش الإسلامي، ومنهم من كان يرى نزوله في الهند.فكانت كل هذه الأقوال والآراء المختلفة تستوجب
ضرورة الانفال ۳۹ حكما ليبت فيها، فاعلموا أنني ذلك الحكم، وأُرسلت لكسر الصليب من الناحية الروحانية ولرفع الاختلافات، وهذان الأمران قد اقتضيا بعثتي.ما كان لي أن أقدم دليلا آخر على حقيقة أمري غير حاجة العصر التي بنفسها تشكل برهانا على صدقي، مع كل ذلك فقد أظهر الله تعالى آيات كثيرة لتأييدي، فكما أنني حكم للبت في الاختلافات كذلك فإنني حكم أيضا في قضية حياة المسيح ووفاته، فأرى في قضية وفاة المسيح صحة قول الإمام مالك وابن حزم رحمهما الله وقول المعتزلة، وأعتبر الآخرين من أهل السنة على خطأ.وإنني بصفتي حكمًا أصدر قراري هذا بين المتخاصمين.إن حزب أهل السنة على حق في أخذهم معاني إجمالية لكلمة "النزول" إذ لا بد أن يكون نزول المسيح بصورة بروزية، إلا أنهم أخطأوا في بيان كيفية نزوله، فلم يكن المراد من نزوله نزولا حقيقيا بل هو النزول بالصفة البروزية.أما في قضية وفاة المسيح فإن المعتزلة والإمام مالك وابن حزم وغيرهم على حق ، لأن الآية الكريمة: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي ٢٠ تقتضي موت المسيح قبل ضلال المسيحيين.هذا هو قراري بصفتي الحكم.ومن لا يقبل قراري الآن فإنه لا يقبل الذي جعلني حكمًا.٢٠ المائدة: ۱۱۸
التي ضرورة الاموال فلو سأل أحد ما الدليل على كونك حكمًا؟ فجوابه: إن الزمن الذي كان ينبغي أن يُبعث فيه الحكم لهو الزمن الراهن، وإن الأمة كان ينبغي أن يأتي الحكم لإصلاح أخطائها الصليبية لهي موجودة أيضا، وظهرت الآيات التى كان يجب أن تكون شاهدة على صدق ظهور هذا الحكم، ولا تزال سلسلة ظهور هذه الآيات مستمرة، إن السماء تُظهر الآيات، وإن الأرض أيضا تظهرها، و مباركون من لا تبقى عيونهم مغمَضَة إلى الآن.لا أقول لكم أن تؤمنوا بآيات العصور السابقة فحسب، بل أقول لكم أن تبارزوني إن لم أكن حكما من الله في رأيكم، واعلموا أنني قد أتيت في وقت اختلاف المعتقدات، وإن جميع المناقشات الأخرى عابثة بحذائي سوى مناقشة كوني حكمًا، فهو حق الجميع الذي قمت بالقضاء فيه.لقد خصني الله تعالى بالآيات الأربع التالية: لقد أُعطيتُ آية الفصاحة والبلاغة بالعربية ظلا لمعجزة -1 القرآن الكريم، ولا يقدر أحد على مبارزتي في ذلك.-۲ وأُعطيتُ آية بيان حقائق معارف القرآن الكريم، ولا يقدر أحد على مبارزتي فيه.
ضرورة الانفال أعطيت آية كثرة استجابة الدعاء، ولا يقدر أحد على قبول التحدي فيه.وأقول حلفًا بالله تعالى إن قرابة ثلاثين ألفا دعواتي قد استجيبت إلى الآن ولديّ ما يثبت ذلك.-ε من أعطيت آية الأخبار الغيبية، ولا يقدر أحد على مبارزتي في ذلك.إنها شهادات من الله تعالى عندي.كما تحققت في حقي نبوءات الرسول ﷺ مثل آيات ساطعة.آسمان بارد نشان الوقت مے گوید زمیں این دو شاہد از پئے تصدیق من استادہ اند أي: إن السماء تمطر بالآيات والأرض تنادي بأن الوقت وقت بعثة أحد، فهذان الشاهدان يقومان اليوم لتصديقي.لقد حدث الكسوف والخسوف في رمضان قبل مدة من الزمن، ومنع الحج أيضا، كما أن الطاعون أيضا انتشر في البلاد بحسب آیات الحديث النبوي الشريف، وبالإضافة إلى ذلك ظهرت مني كثيرة شهد عليها مئات من الهندوس والمسلمين الذين لم أذكرهم ههنا.فإنني إمام الزمان من كل هذه الوجوه والله تعالى يقف لتأييدي كمثل السيف البتار.ولقد أخبرت أن من يقوم لمواجهتي فإنه سيلقى الندم والهوان.لقد أبلغتكم الحكم الذي كان علي إبلاغه، وكتبت هذه الأمور في كتبي مرات عديدة، ولكن ما حداني
>> ضرورة الانفال إلى كتابتها مرة أخرى هو خطأ اجتهادي لأحد أصدقائي، فلما اطلعت عليه كتبت هذا الكتيب بقلب ملؤه الألم والمواساة.وتفصيل هذا الحدث أن أحد أصدقائي الذي أعتبره إنسانًا وديعًا سعيد الطالع تقيًّا وصالحا، وأحسن الظن فيه منذ البداية، والله حسيبه، إلا أنه مخطئ في بعض أفكاره وأخاف عليه ضرر هذا الخطأ؛ قد وصل إلي - في قاديان بصحبة صديق عزيز آخر لي بعد تجسم عناء السفر الطويل في هذه الأيام، أي في شهر أيلول ۱۸۹۸م الموافق لجمادى الأولى سنة ١٣١٦ للهجرة، وذكر لي بعض إلهاماته.لقد سرني بطبيعة الحال أن الله تعالى شرفه بإلهاماته، إلا أنه ذكر لي - إلى جانب الإلهامات - إحدى رؤاه أيضا، وأنه قال لي في رؤياه: "لماذا أبايعك؟ بل ينبغي عليك أن تبايعني".علمت من ذكره لي هذه الرؤيا أنه لا يؤمن بأني المسيح الموعود ولا يعرف مسألة الإمامة الحقة.لذلك اقتضت مواساتي القلبية أن أكتب له هذا الكتيب لبيان موضوع الإمامة الحقة وأحرر له حقيقة البيعة.أما حقيقة البيعة؛ فإن البيعة مشتقة من البيع، والبيع مبادلة شيء بشيء آخر، وهو تعامل يتمُّ برضا الطرفين.فالغرض من البيعة أن يبيع المبايع نفسه كليًّا بيد هاديه ليتلقى لقاء ذلك تلك المعارف الحقة
ضرورة الانفال والبركات الكاملة التي تزيد من معرفته وتهبه النجاة ومرضاة الله تعالى.فلا تعني البيعة مجرد التوبة، لأنه بإمكان الإنسان أن يقوم بنفسه بمثل هذه التوبة، بل يُقصد من البيعة نيلُ المعارف والبركات والآيات التي تجذب الإنسان إلى التوبة الحقة.فالغرض الحقيقي من البيعة أن يسلم الإنسان نفسه كخادمِ لمقتداه حتى ينعم مقابل ذلك بالعلوم والمعارف والبركات التي تزيد من معرفته وتقوي إيمانه، وتنشأ له علاقة صافية مع الله، فيتخلص من جهنم الدنيا وينجو من جحيم الآخرة، ويُشفَى من العمى الدنيوي ويصبح في مأمن من العمى الأخروي أيضا.فإذا كان هناك أحد يكفل إعطاء مثل هذه الثمار لبيعته؛ فمن الخساسة الإعراض عنه متعمدًا.يا عزيزي، إننا عطاشى للمعارف والحقائق والبركات السماوية، ولا يمكن أن نرتوي ولو شربنا بحراً كاملا منها، فلو أراد أحد أن يجعلنا خداما له، فالطريق إلى ذلك سهل جدا؛ ألا وهو أن يضع في البال المفهوم الحقيقي للبيعة وفلسفتها، ثم ليعقد بيننا مثل هذه المبايعة؛ فلو كان يملك تلك الحقائق والمعارف والبركات السماوية التي لم تعطها، وكُشفت عليه تلك العلوم القرآنية التي لم تكشف علينا، فأهلا وسهلا لمثل هذا الأجل الفاضل، فليأخذ يدنا كخدام ومطيعين له لقاء أن يعطينا تلك المعارف الروحانية والحقائق القرآنية
>> ضرورة الانفال والبركات السماوية.لا أريد أن أرهقهم كثيرا، بل أقول لجميع الإخوة الملهمين أن يجتمعوا في جلسة جماعية ويكتبوا الحقائق والمعارف الكامنة في سورة الإخلاص، فلو لم أتمكن من ذكر ألف ضعف ما ذكروه؛ لأصبحت خادما مطيعا لهم.ندارد کسے با تو ناگفتہ کار ولیکن چو گفتي دليلش بیار أي: لا يهم أحدًا قول لم تقله بعد، ولكن إذا قلت شيئًا فلا بد لك أن تأتي ببرهان على ما تدعيه.على أية حال، فيا صديقي العزيز؛ إذا كانت لديك تلك الحقائق والمعارف والبركات ذات التأثيرات المعجزة فلن أكتفي ببيعتكم بل ستبايعكم كل جماعتي أيضا، ولن يتأخر إلا من هو حقير وسافل جدا.ولكن ماذا أقول وماذا أكتب؟ أقول معتذرا إليك بأنني لاحظت عند سماعي لإلهاماتك المكتوبة بعض الأخطاء الصرفية والنحوية.أرجو ألا تغضب! لأن ما ذكرته لك إنما ذكرته بحسن النية وبكل تواضع وكنصيحة دينية فحسب، وإلا فأرى أنه لو وردت أخطاء نحوية أو صرفية في إلهامات شخص غير مثقف وغير متعلم فلا اعتراض على الإلهام.إنها مسألة دقيقة وتحتاج إلى التفصيل الطويل، ولكن ليس هذا المحل محله، فلو غضب بسبب قولي هذا
ضرورة الانفال أحد المشايخ المتمسكين بالقشور والظاهر فهو أيضا من المعذورين لأنه ما دخل قط في زقاق الفلسفة الروحانية.ولكن يعد مثل هذا الإلهام المذكور من الدرجة الدنيا، ولا يصطبغ بتجل كامل لنور الله تعالى؛ لأن الإلهام على ثلاث درجات الأدنى، والأوسط، والأعلى.على أية حال فلقد خجلت عند سماعي الأخطاء المذكورة في إلهاماته ودعوت الله تعالى أن لا يُسمعها لأحد المشايخ المتشبثين بالقشور والظاهر، لأنه لا بد أن يستهزئ به ويضحك عليه.لا يمكن أن يفيد أحدًا هذا الإلهام الخالي من الحقائق والمعارف والمليء بالأخطاء، ولا سيما في عصرنا الحاضر، بل ثمة خطر أن يضر أكثر مما يفيد.وأقول واثقًا بإيماني وحلفًا بالله تعالى أن هذا هو الأمر الحق.فعلى صديقي العزيز التقدم في مجال التوجه إلى الله تعالى، لأنه كلما زاد القلب صفاء؛ زاد الإلهام فصاحة ووضوحا.وهذا هو السر في كون حي القرآني أوضح وأفصح وأبلغ من وحي جميع الأنبياء، بالإضافة إلى احتوائه على المعارف والحقائق السامية، لأن نبينا وإنني على يقين أنه لو انتبه هذا الصديق العزيز إلى هذا الأمر أكثر؛ فستتسم إلهاماته بصبغة الكمال في القريب العاجل.منه
1 ضرورة الأموال كان قد أُعطى صفاء القلب ونقاء الفؤاد أكثر من الجميع، فظهر وحيه معارف من حيث المعاني، وبلاغةً وفصاحة من حيث الألفاظ.يجب أن يتذكر أصدقائي هذا الأمر أيضا؛ وهو أن البيعة تعامل بيع وشراء، وأقول حلفا بالله تعالى: إنني لا أتوقع أبدا أن يتمكن هذا الصديق العزيز من أن يتفوه بجزء واحد من الألف من معارف القرآن الكريم وحقائقها التي يذكرها –حبي في الله المولوي عبد الكريم عند وعظه والسبب في ذلك أن طريقه الإلهامي ناقص، أما الطريق الذي يمكن أن يُكتسب به هذا الشرف فهو متروك من قبله كليا، ولا نعرف فيما إذا تيسر له سماع القرآن الكريم من أي محقق أم لا".فأرجوك لله أن لا تغضب فإنك ما أدركت إلى الآن حقيقة البيعة، ولا تعرف ما هو الشيء الذي يُعطى فيها وما يُؤخذ.۲۲ لا ننكر بأن تُفتح عليكم ينابيع العلوم اللدنية في المستقبل، إلا أنها لم تُفتح بعد إن الرؤى والكشوف تغلب عليها الاستعارات والمجاز، ولكنك حملت رؤياك على الحقيقة.لقد رأى المجدد السرهندي في الكشف أن النبي ﷺ قد نال مرتبة خليل الله بواسطته هو.ولقد رأى الشاه ولي الله أكبر من هذا إذ رأى أن النبي ﷺ قد بايع على يده، ولكن لم يخطر بباله بسبب بسطته في العلم - ما خطر ببالك بل قام بتأويل هذا الأمر.منه -
ضرورة الانفال هناك عالم فاضل جليل الشأن من جماعتى، وهو من الذين بايعوا على يدي؛ أي المولوي الحكيم الحافظ حاج الحرمين نور الدين، الذي بحوزته تفاسير العالم كله وفي قلبه ذخيرة ألوف المعارف القرآنية.فلو أنك تتبوأ منصبَ أخذِ البيعة من الناس فأطلب منك أن تدرسه جزءاً من القرآن مع شرح الحقائق والمعارف الكامنة فيه.هل هؤلاء كلهم مجانين حتى بايعوني وتركوا جميع الملهمين الآخرين؟ فلو سلكت مسلك المولوي المحترم المذكور لكان خيرا لك.إنه قد ترك بيته وبلدته، وقبلَ عيش الضيق هنا في البيوت الطينية، هل ترى أنه تحمل كل ذلك عبثا دون رؤية أي شيء من الآيات؟ يجب أن يتذكر صديقنا الملهم أنه في ظنونه هذه موغل في الخطأ.فلو أرانا أولا – بقوته الإلهامية – نموذجًا لفهمه حقائق القرآن ومعارفه، واستطاع بنوره الخارق للعادة أن يأخذ بيعة عاشق للقرآن مثل نور الدين، فسأكون أنا أيضا فداء له مع كل جماعتي.هل يمكن لأحد بسبب بعض الفقرات الإلهامية المبهمة - التي يفتقر معظمها إلى الصحة - أن ينال هذه الدرجة السامية؛ بحيث يعتبر نفسه إمام الزمان؟ يا عزيزي هناك شروط كثيرة يجب توافرها في إمام الزمان وبتحققها فيه يمكنه أن يجابه العالم كله.
ضرورة الانفال هزار نکتہء باریک ترز مو اینجاست نہ ہر کہ سر بتراشد قلندري داند أي: إن نقاط المعرفة الكثيرة دقيقة جدا؛ حتى إنها أدق من الشعرة، ولا يبلغ أسرار التصوف كل من حلق رأسه.يجب ألا ينخدع عزيزي الملهم ببعض الفقرات الإلهامية النازلة عليه، بل أقول له حقا إنه يكثر في جماعتي عدد مثل هؤلاء الملهمين، وإلهامات بعضهم كثيرة بحيث يمكن أن تغدو كتابا إن جمعت.فإن سيد أمير علي شاه مثلا؛ يرسل إلي أسبوعيًا ورقة كاملة محتوية على وحيه – كما أن هناك بعض السيدات اللواتي صدقنني يتلقين الوحي باللغة العربية مع أنهن لم يدرسن حرفًا منها – وإني لأعجب أن في إلهاماته أي سيد أمير علي شاه (المذكور) أخطاء أقل من إلهاماتك.ولقد تلقيت عبر البريد في ۲۸ أيلول ۱۸۹۸ بعض إلهاماته التي بعثها شقيقه "فتح محمد بزدار كذلك هناك عدد لا بأس به من الملهمين في جماعتي، وأحدهم في لاهور أيضا، ولكن هل يمكن لأحد أن يستغني عن بيعة إمام الزمان بسبب هذه الإلهامات؟ أما أنا فلا أمانع بيعة أحد، مع التأكيد أن الغرض من البيعة هو إفاضة العلوم الروحانية وتقوية الإيمان، فأخبرني يا أيها العزيز، ما هي العلوم التي
ضرورة الانفال تريد أن تعلمنيها؟ وما هي الحقائق القرآنية التي تريد أن تذكرها لي؟ فتعال وأرني جواهر الإمامة ومعجزاتها حتى نبايعك جميعًا.حضرت ناصح گر آئیں دیدہ و دل فرش راه پر کوئی مجھ کو تو سمجھائے کہ سمجھائیں گے کیا أي: إذا أراد الناصح أن يزورنا فعلى عيني ورأسي، ولكن أرجو أن تفهموني أولا؛ ماذا يريد أن إنني أعلن جهارًا أنّ كلَّ ما أُعطيته الله تعالى؛ إنما أُعطيتُه آيةً ينصحني به؟ من على منصب الإمامة.فمَن يريني مثل هذه الآية برهانا للإمامة ويثبت لي أنه أكثر مني فضلا؛ يجدني مستعدا لأن أضع يدي في يده للمبايعة.ولكن لا تبديل لوعود الله تعالى، ولا يد لأحد فيها.لقد سجل في "البراهين الأحمدية" قبل عشرين سنة الإلهام التالي: "الرحمن علم القرآن لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ولتستبين سبيل المجرمين.قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين." فلقد أعطاني الله تعالى العلوم القرآنية تحقيقا لهذا الإلهام، وسماني أول المؤمنين، وغمرني بالمعارف والحقائق كالبحر الزاخر، وأخبرني بالإلهام مراراً وتكرارًا أنه ليس من أحد يوازيك في المعرفة والمحبة الإلهية.فوالله لقد خرجتُ إلى ميدان المبارزة، ومن لا يقبلني الآن فسيندم بعد موته؛ لأن حجة الله تعالى قد تمت عليه الآن.
ضرورة الانفال يا عزيزي، ليس من عمل دنيوي أو ديني يتم بدون جدارة وكفاءة لإنجازه.أذكرُ أنه قد قُدّم أمام أحد الحكام الإنجليز شخص من عائلة مرموقة، وشفع له أن يُعين نائبا للمفوض، إلا أنه لم يكن يعرف اللغة الأردية بل كان جاهلا محضا، فقال الحاكم الإنجليزي: من سيفصل في القضايا لو عينته نائب المفوض؟! بل لا يمكنني أن أوظفه بوظيفة راتبها أكثر من خمس روبيات شهريا.يقول الله تعالى: اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ "، فمن يأتيه ألوف من الأعداء والأصدقاء بأسئلتهم واعتراضاتهم، ومن تعهد إليه نيابة النبوة؛ هل يقتضي منصبه أن يتأبط بعض الفقرات الإلهامية فقط التي لا برهان يطمئنه عليها ؟ هل يقتنع بذلك قومه؟ وهل يمكن أن يطمئن بذلك قوم المعارضين؟ والآن أريد أن أختم هذا الموضوع.فإن كان يحتوي على كلمة قاسية فأرجو المعذرة من الجميع ولا سيما من صديقي الملهم هذا، كتبت هذه السطور بصدق النية، وإنني أكن لهذا الصديق لأنني العزيز حبا كبيرا، وأدعو له أن يكون الله معه.العبد المتواضع مرزا غلام أحمد من قاديان محافظة غورداسبور ۲۳ الأنعام: ١٢٥
ضرورة الانفال >> نبیه، بسم رسالة المولوي عبد الكريم إلى أحد أصدقائه ؛ ٢٤ الله الرحمن الرحيم الحمد ،لوليه والصلاة والسلام على أما بعد: من عبد الكريم إلى أخي وحبي نصر الله خان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد خطر ببالي مرة أخرى اليوم أن أحكي لك قصة آلام قلبي لعلك تصبح مواسيا لي.ولا يخلو الأمر من مصلحة في أن يخطر ببالي هذا الأمر بعد مدة طويلة، إذ لا يرغب الله تعالى – الذي هو محرّك القلوب - عباده في الأمور العابثة.سيدي الكريم، إنني ابن آدم وقد ولدتُ من بطن امرأة ضعيفة؛ فلا بد أن يلازمني الضعف الإنساني، كما أتحلى بجذب العلاقات الدنيوية ورقة القلب أيضا، فمن ولد من بطن امرأة لا يمكن أن ٢٤ لقد وجدتُ صدفة هذه الرسالة التي كتبها أخي في الله المولوي عبد الكريم إلى أحد أصدقائه، ونشرتها هنا لمناسبة محتواها مضمون هذا الكتيب.منه.
oro أيضا على، ضرورة الامل يكون قاسي القلب، اللهم إلا إذا أصابته عوارض أخرى.إن أمي العجوز موجودة، وهي رقيقة القلب ويلازمها المرض، كما أن أبي حي يُرزق، اللهم عافه وواله ووفقه للحسنى.لي إخوة أعزاء كما أن لي قرابات أخرى أيضا.مع كل ذلك هل تحجر قلبي لدرجة أنني تركت جميع هؤلاء، ولا أبرح هذا المكان (قاديان) منذ شهور؟ هل أنا مجنون واختلت حواسي كلها؟ أم أنا مقلّد أعمى وأجهل العلوم الحقة؟ أم يا تُرى أنا مشهور في عائلتي وحيي ومدينتي بأني أعيش حياة الفسق والفجور ؟ أم أنا مفلس ومعوز فأتنكر دومًا من أجل لقمة العيش؟ يعلم الله والملائكة يشهدون؛ أنني بريء من هذه المصائب كلها، ولا أزكي نفسي ولكن الله يزكي من يشاء.فأي شيء عساه خَلَق في مثل هذه الاستقامة العالية التي غلبت كلّ هذه العلاقات؟ الرد على ذلك واضح ولا يحتاج إلا جملة واحدة وهي: معرفة إمام الزمان سبحان الله ! ما أقوى هذه العلاقة التي تقضي على العلائق كلها إنك تعلم أنني – قدر المستطاع – مطلع على أسرار كتاب الله تعالى ،ومعارفه ولا أرى عملا آخر في البيت سوى قراءة كتاب الله وتعليمه فماذا عسى أن أتعلم ههنا؟ ألم يكن يكفيني تسلية لنفسي وروحي العكوفُ على دراسة القرآن في البيت وأن أكون مطمح أنظار جماعة من الناس حيث يُشار إلي بالبنان؟
ضرورة الانفال أن نفسي ٥٣ كلا، والله لا، ثم تالله ألبتة! لقد كنت أتلو القرآن وأقرأه على مسامع الناس، كنت أقف عند المنبر يوم الجمعة وأُلقى وعظا أخلاقيًا مؤثرًا جدًّا، وأنذر الناس من عذاب الله وأوصيهم بتجنب نواهيه، إلا كانت تلومني دومًا قائلة: لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢٥.كنت أبكي الناس دون أن أبكي، وأنصحهم بتجنب الأفعال والأقوال غير اللائقة دون أن أتجنبها بنفسي.وبما أنني لم أكن أتعمد الرياء ولا أحب الاحتيال ولم يكن هدفي في الحقيقة نيل الدنيا ومناصبها، لذلك كلّما خلوت بنفسي غمرتني الأفكار المذكورة؛ ولكن لما لم أكن أرى من يهديني لإصلاح نفسي، ولا يسمح الإيمان بالتكلان على الأعمال الخالية من الروحانية؛ فقد أدت هذه الأفكار إلى تعرضي لمرض شديد من ضعف القلب، فصممت مرارًا أن أتخلى عن القراءة والتدريس وإلقاء الوعظ، إلا أنني لم أستطع، فعدتُ إلى قراءة كتب الأخلاق والتصوف والتفاسير، وقرأت بكل إمعان كتاب إحياء العلوم وعوارف المعارف والمجلدات الأربعة لكتاب الفتوحات المكية وكثيرًا من الكتب الأخرى، أما القرآن فهو غذاء روحي بحمد الله تعالى منذ صغري، وكنت أكن له احتراما وحبًّا وتقديرًا لا يوصف قبل بلوغي ٢٥ الصف: ٣-٤
ضرورة الانقا الرشد.على أية حال، ازداد علمي بقراءة الكتب، وتعلمت لطائف وظرائف كثيرة لتنميق وعظي ولإمتاع مجلسي، ورأيت الكثيرين من المرضى الروحانيين قد برئوا من أمراضهم على يدي، إلا أنه لم يحدث أي تغير في نفسي.وبعد الشد والجذب مع نفسي كشف أن هذه الكدورات لا تزول إلا بواسطة نموذج حي، ولا بد من علي الوصول إلى ينبوع الحياة الحقيقية الذي بإمكانه أن يغسل كل هذه الكدورات الباطنية على شاكلة الهادي الكامل وخاتم الأنبياء - صلوات الله عليه وسلامه الذي جعل صحابته يتدرجون أعلى منازل السلوك خلال ٢٣ عامًا، حيث كان العلم هو القرآن وكان هو النموذج العملي لذلك العلم، فما رسخت مجرد كلمات القرآن وأسلوبه العلمي عظمة أحكامه في القلوب بشكل خارق للعادة؛ إنما ترسخت تلك العظمة والشوكة في قلوب خدام النبي من خلال النماذج العملية للنبي ﷺ وأخلاقه العظيمة المصحوبة النبي بالتأييدات السماوية التي تواصل ظهورها واحدة تلو الأخرى.ولما كان الإسلام مرضيًّا عند الله تعالى الذي يريد أن يبقى هذا الدين إلى أبد الدهر، لم يشأ الله تعالى أن يتحول هو الآخر إلى قصص وأساطير مثل أديان العالم الأخرى ويصبح حديث الماضي، بل كانت في هذا الدين - في كل عصر من العصور – نماذج حية
Look ضرورة الأموال ذكرت الناس علمًا وعملا- عصر حملة القرآن عليهم صلوات الرحمن.ووفقًا لسنة الله تعالى هذه قد بعث الله تعالى فينا المسيح الموعود أيده الله الودود ليكون شهيدا على عصرنا هذا.كنت قد قصدت أن أكتب في هذه الرسالة بعض الأدلة الوجدانية على ضرورة الإيمان بالإمام الصادق العلا، وبينما كنت كذلك إذ كتب العلم بنفسه كتيبا صغيرًا أول الأمس بعنوان "ضرورة "الإمام" وسينشر قريبا، مما جعلني أمتنع عن إرادتي وقصدي المذكور.وفي النهاية، أذكرك بصحبتي المفعمة بالبر والخير، وبحضورك في درس كتاب الله بسلامة الطوية، وأذكرك بحسن ظنك بي، وفوق كل ذلك أذكرك بقلبك السليم الصالح واستعدادك التام لقبول الحق، وألتمس من ضميرك المنير وفطرتك المستقيمة أن تفكر وتتدبّر فيما كتبت، لأن الوقت عصيب.أين الآن ذلك الإيمان الحي الذي يريده القرآن الكريم؟ وأين الآن تلك النار المحرقة للذنوب التي يريد الفرقان إشعالها في القلوب؟ إنني أقسم بالله رب العرش العظيم وأقول لك يقينًا بأنه يمكن للمرء إحراز هذا الإيمان المذكور بوضع يده في يد نائب الرسول ﷺ المسيح الموعود اللة ومن خلال الجلوس في صحبته الطاهرة.وإنني لأخشى من أن يحدث في القلب تغيّر لا يحمد
ضرورة الأموال عقباه إذا تأخرت في قبول هذا الخير.تخل عن الخوف من الدنيا، وإذا تركت كل شيء من أجل الله تعالى وجدت كل شيء والسلام العبد المتواضع عبد الكريم من قاديان يقينًا.1191-1.-1
ضرورة الانقلك Lov بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم ضريبة الدخل وآية جديدة صدق را هر دم مدد آید ز ربّ العالمیں صادقان را دستِ حق باشد نهان در آستین هر بلا کز آسماں بر صادقی آید فرود آخرش گردد نشانی از برائے طالبیں أي: يستمد الصدق عونًا من رب العالمين دوما، ولعون الصادقين يد الحق مخبأة في الأكمام.كل بلاء ينزل على الصادق من السماء يتحول في نهاية المطاف آية عظيمة للطالبين.لقد شعر بعض أعدائنا الحمقى بالحزن العميق وبخيبة الأمل الكبيرة جراء هزيمتهم في قضية الدكتور مارتن كلارك، لأنهم تلقوا هزيمة نكراء في محاولاتهم المستميتة في قضية كانت تهدد حياتي وشرفي.فلم يتلقوا الهزيمة فحسب بل تحققت بذلك تلك النبوءة الإلهامية التي أطلعت عليها أزيد من مئتي شخص من الثقات والشرفاء، ونشرتها بين الناس على نطاق واسع قبل هذا الوقت بمدة
لا بأس بها.ولكن الأسف أن معارضي - بسب ضرورة الأموال سوء ظنهم وتسرعهم - قد مُنوا بهزيمة أخرى؛ وهي أنه لما طولبتُ في هذه الأيام بأداء ضريبة الدخل البالغ قدرها ١٨٧.٥ روبية – دون إجراء أي تحقيق رسمي من قبل أية محكمة – فإن هؤلاء الذين لا حاجة لذكر أسمائهم (وسيعرفهم العقلاء تلقائيا قد فرحوا كثيرا وظنوا أنهم أخطأوا الهدف في المرة الأولى، إلا أنهم في هذه القضية الجديدة وجدوا التعويض عنها ولكن لا يُكتب النجاح والانتصار للظانين ظن السوء والأنانيين؛ لأنه ليس من انتصار حقيقي يتأتى من خلال خطط الإنسان ومكائده، ولكنه من الله الواحد الذي ينظر إلى القلوب ويعرف أفكارها الكامنة ويرسل حكمه من السماء بموجب نياتها، فإنه الله لم يدع أن تتحق هذه الرغبة أيضا لأصحاب الفكر الأسود، إذ – بعد إجراء التحقيق الكامل – تم إعفائي من ضريبة الدخل المذكورة في ١٧-٩-١٨٩٨.وهي أداء ولقد كان في بروز مثل هذه القضية فجأة حكمة من الله تعالى؛ أنه لكي يثبت للجميع تأييد الله تعالى لي من النواحي الثلاث أي حماية نفسي وشرفي ومالي فقد تجلت النصرة الإلهية لي بكل وضوح في حماية حياتي وشرفي في قضية الدكتور مارتن كلارك، ولكن نصرته تعالى في أموالي كانت لا تزال في الخفاء؛ فقد أراد الله
ضرورة الانفال 1097 تعالى أن يري الناس نصرته لي في حفظ أموالي أيضا، فها هو قد أظهر لي هذا التأييد، وأكمل بذلك دائرة هذه التأييدات الثلاثة.وهذا هو السر في بروز هذه القضية.وكما أن قضية الدكتور كلارك لم تأت من الله تعالى لهلاكي ولا لذلتي بل رفعت لتظهر آيات ذلك الإله القادر والكريم، فالأمر نفسه قد حدث في هذه القضية الأخيرة أيضا.وكما أن الله تعالى قد بشرني سلفا بإلهامه..في قضية تمس حياتي وشرفي..أن براءتي ستثبت في نهاية المطاف، وسيواجه الأعداء الندم والخذلان، كذلك فقد سبق أن في هذه القضية أيضا أنني سأكون المنتصر في النهاية، وسيتلقى الحساد وسيئو الطوية فشلا ذريعا.لقد انتشرت في جماعتنا هذه البشارة انتشارا واسعا قبل إصدار الحكم الأخير، وبذلك فقد رأى أفراد جماعتي آية سماوية في هذه القضية أيضا كما رأوها في قضية بشرني الله هددت حياتي وشرفي مما زادهم إيمانًا، فالحمد لله على ذلك.ومما يثير عجي الكبير أن المشايخ لا يميلون إلى قبول الحق على توالي ظهور الآيات، أفلا يرون أن الله تعالى يهزمهم عند كل موطن؟ يتمنون أن يظهر شيء من التأييد الإلهى لهم أيضا، إلا أن الله تعالى بدلا من تأييدهم ونصرتهم؛ يخزيهم ويفشلهم مرة بعد أخرى.على سبيل المثال؛ في الأيام التي اشتهر فيها من خلال كراسات
01.7 ضرورة الامك التقاويم التقليدية أن خسوف القمرين سيحدث في شهر رمضان في هذه السنة، ولما خطر ببال الناس أنه آية على ظهور الإمام الموعود؛ أقض ذلك مضاجع المشايخ، فخافوا أن يميل الناس نحوي؛ إذ لم يكن في الميدان أحد أعلن أنه المهدي والمسيح، فحاولوا طمس هذه الآية إذ بدأ بعضهم يقول: لن يحدث الكسوف والخسوف في رمضان القادم، ولا يكون إلا لدى ظهور إمامهم المهدي.ولكن لما حدث الكسوف والخسوف اخترعوا حيلة أخرى؛ إذ قالوا: لم يحدث هذا الكسوف والخسوف موافقا لكلمات الحديث؛ لأنه قد ورد في الحديث أن القمر ينخسف لأول ليلة من رمضان، والشمس تنكسف في منتصفه.فلما أفهمناهم أنه ليس المراد هنا أول يوم من شهر رمضان؛ لأن القمر في اليوم الأول يُدعى هلالا، ولا تطلق عليه تسمية القمر - والحديث النبوي يذكر قمرًا لا أن القمر سينخسف في الليلة الأولى من ليالي يعني هلالا، مما انخسافه؛ وهي الليلة الثالثة عشر، والشمس تنكسف في اليوم الأوسط من أيام انكسافها؛ وهو اليوم الثامن والعشرون"- أُسقط 26 هذا هو قانون القدرة الإلهية الذي حدّد ثلاث ليال لانخساف القمر؛ وهي الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة ولا ينخسف القمر إلا في إحدى هذه الليالي الثلاث وعليه فإن الليلة الأولى المشار إليها في الحديث
ضرورة الانفال = في أيدي هؤلاء المشايخ الجهلة عند سماعهم المعاني الصحيحة للحديث؛ فاخترعوا بجهود مضنية عذرًا آخر فقالوا: إن أحد رواة هذا الحديث مجروح.فقيل لهم: إذا تحققت النبوءة الواردة في الحديث فما قيمة هذا الجرح المبني على الشك مقابل الحدث اليقيني الذي يشكل دليلا قويًّا على صحة هذا الحديث؟ أي أن تحقق هذه النبوءة يدل بشكل واضح أنه كلامُ صادق، والقول بأنه ليس صادقا وأنه كاذب يدخلُ في حكم إنكار البديهيات، ولقد اتبع المحدثون القاعدة التالية دوما اليقين لا يزول بالشك، فإنّ تحقق هذه النبوءة بحسب مدلولها في عهد مدعي المهدوية يشكل برهانا يقينيًا على صدق من أنبأ بهذه النبوة.أما القول بأن لنا كلامًا في تصرفات أحد رجال هذا الحديث فهو أمر ظنّي وليس إلا التخمين، ثم قد يصدق الكاذب أيضا.بالإضافة إلى ذلك فإن هذه النبوءة ثابتة بطرق أخرى أيضا؛ فقد أوردها بعض أكابر الأحناف أيضا.فليس من العدل في شيء إنكار مثل هذا الأمر، بل هو عناد وتعنت واضح.فلما تلقوا النبوي هي الثالثة عشرة.أما الأيام المحددة لكسوف الشمس فهي السابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون وعليه فإن اليوم الأوسط لكسوف الشمس هو اليوم الثامن والعشرون، ولقد خسف القمران في هذين التاريخين بالضبط.منه.
ضرورة الانفال لأن مثل هذا الرد المفحم والمسكت؛ اضطروا للقول بأن الحديث صحيح، ولا يفهم منه إلا أن ظهور الإمام الموعود وشيك، ولكن ليس هذا الرجل بالإمام الموعود بل هو غيره الذي سيظهر بعده في زمن قريب ولكن ردهم هذا أيضا بدا واهيا وباطلا؛ لأنه لو كان ثمة إمام آخر لظهر على رأس القرن كما يدل عليه فحوى الحديث، فقد مضى إلى الآن خمسة عشر عاما من القرن الجاري أيضا ولم يظهر إمامهم بعد.وما كان ردّهم الأخير إلا أن قالوا عنا إنهم كفار، فلا تقرأوا كتبهم ولا تقابلوهم ولا تسمعوا لقولهم؛ كلامهم يؤثر في القلوب.فكم يبعث هذا الموقف على العبرة؛ بحيث أصبحت السماء معارضة لهم، كما عارضتهم الأوضاع الراهنة للأرض أيضا.وكم يدل هذا على خزيهم؛ بحيث تشهد السماء ضدهم من ناحية، ومن ناحية أخرى تشهد عليهم الأرض بسبب الغلبة الصليبية فيها شهادة السماء واردة في الدارقطني وغيره من الكتب؛ وهي آية الكسوف والخسوف أما شهادة الأرض فهي الغلبة الصليبة التي كان لا بد من ظهور المسيح الموعود عندها بحسب مدلول الحديث النبوي الوارد في صحيح البخاري.فإنهما شهادتان مؤيدتان لنا ومكذبتان لهم.
ضرورة الانفال ثم لم تكن آية هلاك ليكهرام أقل إهانة لهم من سابقتها.كما لم يكن المؤتمر العظيم للأديان أقل إحراجًا لهم، ذلك المؤتمر الذي غلب فيه مقالنا، وكان ذلك آية من الله تعالى وكنا قد نشرنا الإلهام المتعلق به عن طريق الإعلانات قبل هذا الوقت.لعل محمد حسين البطالوي وأعوانه قد وجدوا مجالا للتأويلات الباطلة إن لم يكن "آتهم" قد هلك وبقي على قيد الحياة، ولكنه أيضا بسرعة انتقاله إلى دار الآخرة قد نقص عليهم حياتهم.وقد بقي على قيد الحياة ما بقى ملتزما بالصمت المطبق، ولكن ما أن فتح فمه حتى انطبق عليه شرط الإلهام.لقد أمهله الله تعالى بحسب الشرط الإلهامي، ولكن منذ بدئه بالتكذيب أخذته العوارض الشديدة التي قضت على حياته بسرعة فائقة ولكن لما كان بعض المشايخ الجهلة يشعروا بهذه الذلة ونظروا إلى النبوءة المشروطة وكأنها لم تكن مشروطة، كما لم يلتزموا بالأمانة ليستنتجوا من حياة آتهم المذعورة الصامتة الواضحة التي عاشها طول مدة هذه النبوءة، كما لم يهتدوا عندما استدعي أتهم ليحلف اليمين وحُرّض على رفع القضية ضدي فرفض ووضع يديه على أذنيه؛ فإن الله تعالى الذي لا يترك الشبهات تحوم حول آياته قد حقق..إتماما للحجة بكل صفاء وجلاء..النبوءة المتعلقة بليكهرام، التي لم تكن مشروطة وقد أُفصح فيها عن
٦٤ ضرورة الامك تاريخ ويوم هلاكه وذكر الطريق الذي بواسطته سيحدث هلاكه.ولكن الأسف أن جاحدي الحق والصدق لم ينتفعوا من آية الله البينة هذه أيضا.من البدهي أني لو كنت كاذبًا لكانت النبوءة المتعلقة بليكهرام فرصة ذهبية لإهانتي؛ لأنها لم تكن مشروطة، بالإضافة إلى ذلك نشرت مع هذه النبوءة تعهدا مني أيضا أنه إذا لم تتحقق هذه النبوءة وبدت كاذبة فإنني كاذب أيضا وأستحق كل نوع من العقاب والذلة.فلو كنت كاذبا لكان الله تعالى – في مثل هذه النبوة نشرتها حالفا يمينًا دون أن يكون معها أي شرط أخزاني - وأذلني ودمرني وقضى على جماعتي ومحا اسمها.فلم يفعل الله ذلك بل أظهر فيها إكرامي وزادني عزا وشرفًا، وأنار بها قلوب أولئك الذين لم يفهموا النبوءة المتعلقة بـ"آتهم" بسبب جهلهم.ألا يدعو الأمر إلى التفكير فيتساءلوا لماذا أيدني الله تعالى وحقق النبوءة غير المشروطة التي كان عدم تحققها بمنزلة غرق سفينتي؟ ولماذا أدخل الله تعالى بذلك حبي في قلوب مئات من الناس لدرجة أتاني بعض أعدائي للبيعة بعيون دامعة.فليفكر المولوي البطالوي أنه لو لم تتحق هذه النبوءة لكان بوسعه أن ينهال بمقالاته في تكذيبي في مجلته إشاعة السنة"، ولا بد أن تترك أثرًا كبيرًا على الناس في هذه الحالة.وهل من أحد يفكر لماذا أخزى الله تعالى البطالوي وأعوانه في هذه
ضرورة الانفال 107 الله المناسبة وأذلهم؟ ألا يقرأ ما ورد في القرآن الكريم: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ٢٧؟ فلو لم تتحقق هذه النبوءة غير المشروطة التي من الغيظ، كانت ضد عدوّ لدود من أعدائي كان يعض علي أنامله فهل كان بالإمكان أن تبقى لي من باقية؟ أفلم يكن عدم تحقق مثل هذه النبوءة فرحة تساوي عند الشيخ محمد حسين البطالوي فرحة ألف عيد؟ وكان بإمكانه في هذه الحالة أن يتفنن في صياغة كلامه الساخر والهازئ فينشره في مجلته ويُكثر من عقد الاجتماعات لذكره ونشره.ولكن ماذا فعل بعد أن تحققت هذه النبوءة؟ أليس حقا أنه قد رمى آية إلهية عظيمة كشيء رديء تافه، وقال في مجلته مشيرا إلي بأنني قاتل ليكهرام.فأقول له بأنني لستُ قاتله بحربة مادية، إلا أنني قاتله بحربة سماوية؛ أي بالدعاء الذي دعوته بعد أن ألح علي والتمسه مني.لم أرد أن أدعو عليه، إلا أنه بنفسه أراد ذلك، فإنني قاتله كما كان نبينا ا لقاتل ملك الفرس خسرو برويز".باختصار إن قضية ليكهرام قد أتمت الحجة على محمد حسين وأعوانه وأنصاره.ثم ظهرت آية من الله تعالى في قضية مرفوعة من قبل الدكتور كلارك، وتحققت تلك النبوءة التي كانت قد انتشرت بين مئات من الناس قبل صدور الحكم الأخير فيها.فلقد واجه الشيخ البطالوي في ۲۷ المجادلة ٢٢
هذه القضية ذلة وإهانة لدرجة لو أسعفته السعادة ضرورة الاموال الحظ وحسن لتاب توبة نصوحا دون أدنى توقف؛ إذ انكشف عليه بكل جلاء من تعالى.علمًا أن محمد حسين قد تكاتف مع المسيحيين المؤيد من الله في قضية الدكتور كلارك ولم يألُ جهدًا لإذلالي وإهانتي، ولكن الله تعالى في النهاية برّأني في هذه القضية، أما هو فقد طلب على مرأى من الناس كرسيا في المحكمة، فواجه ذلة وشناعة قد تقتل النبيل حرجًا.هذه هي نتيجة من يبغي ذلّة الصادق.فلقد زجره نائب المفوض على طلبه الكرسي وقال: لم يُعط لك الكرسي في المحكمة قط ولا لأبيك، ثم زجره وأمره بالابتعاد عنه والانتصاب.فلقد تعرض لموت بعد موت لأنه كان قد جاء لرؤية ذلتي، إلا أنه بنفسه تعرض لزجر شديد بهذه الطريقة، بينما كنت جالسا على الكرسى لدى نائب المفوض نفسه لست بحاجة إلى سرد تفاصيل هذه الواقعة مرة بعد أخرى، لأن المسؤولين في المحكمة والعاملين فيها لا يزالون على قيد الحياة، فليسألهم السائلون.ينصر والسؤال الآن هو يعد الله تعالى في القرآن الكريم أنه المؤمنين ويُعزّهم ويذل الكذبة والدجاجلة؛ فلماذا يا ترى قد جرت كل هذه الأمور عكس التيار، فظلّ محمد حسين يتلقى الذل والهوان في كل ميدان؟ أهكذا يتعامل الله تعالى مع أحبائه؟
ضرورة الانفال أما في قضية الضريبة الحالية فكان محمد حسين قد سعی جاهدًا أن تفرض علي هذه الضريبة لينمق بعدها بمقال طويل عنها وينشرها في مجلته "إشاعة السنة ويستر بذلك كل أنواع الذلة التي لقيها، إلا أنه فشل فشلا ذريعا في ذلك أيضا، وصدر الحكم الواضح بإعفائي منها.ولقد عُهدت هذه القضية - بقدر من الله تعالى – إلى حكام حققوا مقتضيات العدل بالصدق والأمانة وهكذا حرم سيئو الفكر والطالع في هذه الهجمة أيضا من كسب شيء.وألف ألف شكر الله تعالى الذي كشف الحق للحكام المنصفين.وهنا لا يسعني إلا أن أشكر السيد ت.ديكسون دیکسون - نائب مفوض محافظة غورداسبور - الذي كشف الله تعالى الحقيقة على قلبه.وهذا هو الأمر الذي نشكر الحكومة الإنجليزية والحكام الإنجليز ونمدحهم عليه منذ البداية، لأنهم يقدمون العدل على كل شيء.إن القبطان دوغلاس المفوض الأسبق في قضية الدكتور كلارك والسيد.ت ديكسون المفوض في قضية ضريبة الدخل هذه قد قدما للعدل نموذجين رائعين لا يسعنا أن ننساهما طول حياتنا، فقد عُرضت على القبطان دوغلاس تلك القضية الخطيرة التي رفعها أحد المسيحيين الكبار الذي كان مؤيدا ومدعومًا من قبل قسس البنجاب كلها، إلا أن القبطان دوغلاس قد
ضرورة الاموال التزم العدالة بشكل كامل وبرأني منها و لم يول أدنى اهتمام الحزبَ الذي رفع هذه القضية.أما القضية الحالية التي عُرضت على السيد ت.ديكسون فكانت خطيرة وحساسة أيضا لأن الإعفاء من الضريبة يؤدي إلى خسارة حكومية، ولكنه حَكَمَ في القضية بالعدل والإنصاف.أرى أن مثل هؤلاء الحكّام نماذج بينة لاهتمام الحكومة برعاياها ولخلوص نيتها ولتمسكها بمبادئ العدل.ولقد أصاب كبد الحقيقة فكر السيدت.ديكسون الوقاد في هذه القضية؛ فإننا نشكرهم وندعو لهم.ويجدر بالذكر هنا المجهود القيم والبحث الذي قام به المنشي تاج الدين المشرف المسؤول عن المديرية في "بطالا" الذي راعى العدل وإحقاق الحق، وأرى السلطات الأعلى الحقيقة جليةً كالمرآة، وساعدها في الوصول إلى الحق والحقيقة.والآن نورد فيما يلى تفاصيل تلك القضية - وهي رأي المشرف على المديرية في "بطالا" - ثم الحكم الصادر في النهاية من نائب المفوض نسخة تقرير رفعه المنشي تاج الدين المشرف المسؤول عن المديرية في "بطالا" محافظة غورد اسبور بخصوص الاعتراض على فرض الضريبة المتعلقة بملف في محكمة السيد ت.ديكسون نائب المفوض
ضرورة الانفال 197 تاريخ القضية : ٢٠-٦- ۱۸۹۸ ، تاريخ صدور الحكم: ١٧-٩- ۱۸۹۸، القضية رقم ٤٦/٥٥.نسخة الاعتراض على ضريبة الدخل من مرزا غلام أحمد بن غلام مرتضى الشهرة : المغول، المقيم في قاديان مديرية "بطالا" في محافظة غورداسبور.إلى معالي نائب المفوض المحترم في محافظة غورداسبور سيدي المحترم لقد جرى تقييم أموال ميرزا غلام أحمد القادياني هذا العام ففرضت عليه ضريبة دخل قدرها ١٨٧.٥روبية، ولم تفرض عليه الضريبة قط فيما سبق.ولما كانت هذه الضريبة جديدة تقدم مرزا أحمد بالاعتراض عليها في المحكمة الخاصة بكم، ثم أحيلت القضية إلى هذا القسم للتحقيق فيها.غلام قبل سرد تفاصيل التحقيق في ضريبة الدخل هذه يبدو مناسبًا جدا أن أقول شيئا عن مرزا غلام أحمد القادياني من أجل معرفة شخصية المعترض والمكانة التي يحظى بها.ينتمي مرزا غلام أحمد إلى أسرة مغولية نبيلة وقديمة ويقطن في قادیان منذ فترة طويلة كان والده مرزا غلام مرتضی رئیس قادیان وكان يملك فيها أراضي وعقارات ويحظى باحترام كبير، وكان قد
ضرورة الأموال ترك لدى وفاته عقارات لا بأس بها ولا تزال بعضها موجودة عند مرزا غلام أحمد والأخرى يملكها ابنه مرزا سلطان أحمد الذي تملكها عن طريق زوجة مرزا غلام قادر هذه العقارات هي أراضي تحتوي على بساتين مثمرة وزراعية أو بعض القرى التي يتولى إدارتها.ولما كان مرزا غلام مرتضى رئيسا محترما في المنطقة فعلى الأغلب أنه ترك أموالا ومجوهرات كثيرة إلا أننا لم نتلق أي شهادة معقولة بخصوص هذه الأشياء.لقد ظل مرزا غلام أحمد في أيام شبابه يشتغل في وظيفة حكومية، ولا يدل أسلوب حياته – وليس بمأمول منه أيضا - أن يكون قد بدّد أمواله وعقار والده من أموال ومجوهرات وغيرها بل لا يزال يملك عقاره الذي ورثه من أبيه، أما الممتلكات المنقولة التي ورثها فلم تتوفر لدينا شهادة كافية بخصوصها.على أية حال يمكن القول بكل يقين نظرا إلى ظروف مرزا غلام أحمد أنه لم يبددها أيضا.لقد ترك مرزا غلام أحمد وظيفته منذ مدة وعكف على دراسة الدين، وسعى أن يُعترف به كرئيس حزب ديني، ولقد ألف بعض الكتب الدينية أيضا، وكتب بعض الكتيبات، كما نشر أفكاره عن طريق الإعلانات أيضا، مما أدى إلى أن عددًا لا بأس به من الناس أصبحوا يعتقدون به إماما لهم وهكذا تأسست فرقة أخرى
ضرورة الانفال منفصلة.ولقد انضم حتى الآن إلى هذه الفرقة ٣١٨ شخصا بحسب قائمة أسمائهم التي أرفقتها بالأحرف الإنجليزية، ولا شك أن بعضا منهم أصحاب جاه وعلم، وإن كان عددهم قليلا.لما ازداد عدد جماعة مرزا غلام أحمد طلب تبرعات لتحقيق أهداف ذكرها في كتابيه "فتح "الإسلام" و"توضيح المرام"، وقد ذكر فيهما خمسة أمور طلب لأجلها التبرعات.ولما كان أتباع مرزا غلام أحمد قد آمنوا به، فقد شرعوا يرسلون له تبرعاتهم، وكان البعض منهم يحدد في رسالته الصندوق الذي يريد إنفاق تبرعه فيه، كما أن بعضهم كان يترك لمرزا غلام أحمد الحرية لينفقها في صندوق يراه مناسبا.وبحسب بيان أدلى به مرزا غلام أحمد أمام شهود؛ تُنفق أموال التبرعات الواردة إليه في الصناديق الخمسة.باختصار، لقد أصبح هذا الحزب الآن بمنزلة مؤسسة دينية يرأسها مرزا غلام أحمد، والآخرون يتبعونه ويحققون أغراض ومقاصد مؤسستهم من خلال المساهمة المالية المشتركة.وإليكم الآن التفاصيل عن الصناديق الخمسة المذكورة أعلاه: الأول : دار الضيافة كل من يتوافد على مرزا غلام أحمد - سواء كان من أتباعه أم من غيرهم ممن يأتون للبحث في أمور الدين يأكلون من دار الضيافة.وبحسب البيان المكتوب من قبل مرزا غلام
ضرورة الاموال أحمد، فقد يُساعد المسافرون واليتامى والأرامل أيضا الصندوق.هذا من الثاني: المطبعة: تطبع فيها الكتب الدينية والإعلانات التي توزّع على الناس مجانا في بعض الأحيان.الثالث: المدرسة : لقد أنشئت مدرسة من قبل أتباع مرزا غلام أحمد، ولكنها في حالة بدائية جدا ويتولى الإشراف عليها ورعايتها المولوي نور الدين، وهو أحد أخص أتباع مرزا غلام أحمد.الرابع: الجلسة السنوية والاجتماعات الأخرى: تنعقد لهذه الفرقة جلسات سنوية أيضا، فيتبرعون لإتمام أمورها.الخامس: المراسلات بحسب البيان المكتوب من قبل مرزا أحمد وبشهادة الشهود تُنفق أموال كثيرة في المراسلات أيضا؛ غلام فتؤخذ من الأتباع تبرعات للمراسلات التي تكون لأغراض دينية.باختصار، بحسب شهادة الشهود على هذا البيان تنفق أموال التبرعات على هذه الصناديق الخمسة وبهذه الطرق ينشر مرزا غلام أحمد وأتباعه أفكارهم الدينية.إن هذه المؤسسة فرقة دينية، وبما أنكم تعلمون عن هذه الفرقة سابقا، لذلك أكتفي بهذه النبذة المختصرة، وأقول شيئا الآن عن طلب اعتراضه.
ضرورة الانفال لقد فرضت على مرزا غلام أحمد ضريبة قدرها ١٨٧.٥ روبية باعتبار دخله السنوي ۷۲۰۰ روبية، ولقد أخذتُ منه شخصيًا بيانه بالاعتراض عندما زرت قاديان أثناء جولتي الرسمية لها، كما كتبت هنالك شهادة ۱۳ شخصاً على ذلك أيضا.لقد اكتتب مرزا غلام أحمد في بيانه المقرون بالحلف أن إدارته للقرى والأراضي الزراعية ما يدر عليه دخلًا، فتدر عليه إدارته للقرى سنويا نحو والبستان هي ۸۲.۷۰ روبية، والأرض نحو ۳۰۰ روبية والبستان من مئتين إلى خمس مئة روبية، وليس لديه مصدر دخل آخر من أي نوع كان.وأفاد مرزا غلام أحمد أيضا بأنه تلقى ٥٢٠٠ روبية هذا العام تبرعًا من أتباعه، أما في السنوات الماضية فإن نسبة التبرعات السنوية لم تكن تتجاوز ٤٠٠٠ روبية تقريبا، وهذه التبرعات تنفق في الصناديق الخمسة المذكورة ولا تدخل بحال من الأحوال في نفقاته الشخصية.لقد أملى علي مرزا غلام أحمد كل ذلك تقديرًا وتخمينا منه بناء على ذاكرته لأن حسابات الدخل والصرف ليست مسجلة بصورة منتظمة.لقد أفاد مرزا غلام أحمد بأن دخله الشخصي من البستان والأراضى الزراعية ومن إدارته للقرى يكفي لجميع مصاريفه، فلا حاجة له أن ينفق على نفسه شيئا من تبرعات أتباعه، وتؤكد شهادة الشهود ما أفاد به مرزا غلام أحمد.ويُذكر أن أتباعه
VE ضرورة الامل يرسلون إليه التبرعات للصناديق الخمسة المذكورة وهي تنفق فيها حصرًا.ولا يوجد لمرزا غلام أحمد دخل آخر قابل لفرض الضريبة عليه غير الدخل الذي يأتيه من إدارته للقرى والأراضي الزراعية والبستان.فهم ستة من الشهود يُعتبرون من وجهاء المنطقة إلا أنهم من أتباع مرزا غلام أحمد أيضا ويقيمون عنده أما الشهود السبعة الأخرون أصحاب محلات مختلفة ولا علاقة لهم بالسيد مرزا.ويؤكد الشهود كلهم على وجه العموم ما قاله مرزا غلام أحمد، فلا يذكرون مصدر دخل آخر غير إدارته للقرى والأراضي الزراعية والبستان.وبهذه المناسبة سألت سرًّا بعض الأشخاص عن مصدر دخل آخر لمرزا غلام أحمد، فقال لي بعضهم أن دخله كثير ويجب فرض الضريبة عليه، إلا أنني لم أتلق أي دليل واضح على وجود مثل هذا الدخل، لأن من ذكر ذلك إنما ذكره كلاما دون أن يأتي عليه بدليل كامل.لقد زرت في قاديان المدرسة ودار الضيافة أيضا، فلا تزال المدرسة في حالتها البدائية؛ إذ إن مبناها من الطين عموما، كما أن بها بعض البيوت لأتباعه.وأثناء زيارتي لدار الضيافة وجدت فيها
ضرورة الانفال αvo] عددًا من الضيوف حقيقةً، كما رأيت أن جميع أتباعه الموجودين في ذلك اليوم قد تناولوا طعامهم من دار الضيافة.بناء عليه وبحسب رأيي المتواضع لو اقتصر دخل مرزا غلام أحمد على إدارته للقرى والأراضي الزراعية والبستان - كما يتبين من خلال شهادة الشهود أيضا – واعتبر كل ما يأتيه من قبل أتباعه خيرات ،وتبرعات فلا يمكن مطالبته بأداء الضريبة المفروضة عليه.ولكن من ناحية أخرى يُذكر أن مرزا غلام أحمد عائلة ينحدر من شريفة وغنية، وكان أجداده أيضا من رؤساء المنطقة، وكانوا ينعمون بدخل مريح، كما أن مرزا غلام أحمد نفسه أيضا ظل يعمل لمدة وكان ميسور الحال، مما يغلب الظن أنه شخصية ثرية يخضع دخله للضريبة.لقد قال مرزا غلام أحمد في إفادته بأنه قد رهن بستانه لدى زوجته مقابل ألف روبية نقدًا وحلي قدرها أربعة آلاف روبية، فيغلب الظن أن مَن زوجته تملك هذا القدر من المال فلا بدّ أن يكون هو الآخر ثريا.لقد أرفقت مع هذه النسخة الملف الكامل للتحقيق الذي أجريته، وأرسل لكم هذا التقرير وفق أو امركم بتاريخ ۳۱-۸-۱۸۹۸.
ضرورة الانفال يقول العبد المتواضع تاج الدين - رئيس المديرية في "بطالا" بأنه قد حدّد لمحامي مرزا غلام أحمد موعد ٣-٩-١٨٩٨ من أجل المثول في محكمتكم.أُرخت بالتاريخ المذكور أعلاه.ووقعت بتوقيع رسمي.- نسخة من صدور حكم مؤقت على الاعتراض على فرض الضرائب الذي قدّم في محكمة ت.ديكسون نائب المفوض في محافظة غورداسبور - نسخة الاعتراض على ضريبة الدخل من قبل مرزا غلام أحمد بن غلام مرتضى الشهرة : المغول، القاطن في قاديان مديرية بطالا في محافظة غورد اسبور.لقد قدّمت لي اليوم هذه الأوراق والتقرير للاطلاع عليها والنظر في القضية، فقررت أن يبقى هذا الملف قيد النظر للوقت الراهن.لقد حضر المحامي الشيخ علي أحمد ومحامي الاستئناف أيضا وأُخبرًا بذلك.حُرّر بتاريخ ٣-٩-١٨٩٨.التوقيع الرسمي.- نسخة من ترجمة الحكم الصادر الأخير عن الاعتراض على فرض الضرائب الذي قُدِّم في محكمة ت.ديكسون نائب المفوض في محافظة غورد اسبور
ضرورة الانفال ترجمة الحكم الصادر هذه الضريبة فُرِضَت حديثًا، ويقول مرزا غلام أحمد أن مداخيله كلها تنفق لتغطية مصروفات هذه الفرقة التي أسسها، فلا تنفق على أموره الشخصية.إنه يُقرّ بتملك عقارات أخرى، إلا أنه ذكر أمام رئيس مديرية "بطالا" بأن عائدات الأراضي والمحاصيل الزراعية تستثنى من الضرائب بحسب البند الخامس (ب) لإنفاقها في الأغراض الدينية لا أرى أي سبب للشك في صدق نية هذا الرجل، وأعتبره بحسب البند الخامس (ج) معفى من أداء الضريبة المفروضة على دخل التبرعات الذي قدره ٥۲۰۰ روبية، لكونه يُنفق للأغراض الدينية فحسب.وصدر الأمر بإغلاق ملف القضية بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة بخصوصه بتاريخ ۱۷-۰۹-۱۸۹۸ في دلهوزي.توقيع الحاكم ونورد فيما يلي الحكم الأخير الصادر في هذه القضية باللغة الإنجليزية مع ترجمته:
ضرورة الانفال VA In the Court of F.T.Dixon Esquire Collector of the District of Gurdaspur.Income Tax objection case No.46 of 1898.Mirza Ghulam Ahmad son of Mirza Ghulam Murtaza, caste Mughal, resident of mauza Qadian Mughlan, Tahsil Batala, Distt.of Gurdaspur Objector Order This tax is a newly imposed one and Mirza Ghulam Ahmad claims that all his income is applied not to his personal but to the expenses of sect he has founded.He admits that he has other property but he stated to the Tehsildar that even the proceeds of that which is classed as land and the proceeds of agriculture and is exempt under 5 (b) go to his religious expenses.I see no reason to doubt the bona fides of this man, whose sect is well known, and I exempt his income from subscriptions which he states as 5200/- Under Sec 5(c) as being solely employed in religious purposes.Sd T.Dixon Collector 17-9-1898 الترجمة في محكمة السيد ت.ديكسون، جابي الضرائب لمقاطعة غورداسبور.رقم القضية ٤٦ لعام ۱۸۹٨ المتعلقة بالاعتراض على فرض ضريبة
ضرورة الانفال الدخل من قبل ميرزا غلام أحمد بن ميرزا غلام مرتضى الشهرة المغول.من سكان قاديان / مديرية "بطالا" في محافظة غور داسبور.الحكم الصادر هذه الضريبة فُرضت حديثا، ويقول مرزا غلام أحمد بأن كل مداخيله تنفق على جماعته، ولا يُنفق منها شيء على نفسه.وإنه يقرّ بوجود ممتلكات أخرى له أيضا إلا أنه ذكر أمام الجابي بأن عائداتها المصنفة تحت أراض ومحاصيل زراعية والمستثناة من الضرائب بحسب البند الخامس (ب) ينفقها أيضا في الأغراض الدينية.لا أرى أي للشك في صدق نية هذا الرجل الذي يعرف الجميع جماعته.وإنني أعفي مدخوله من التبرع - والذي صرح أنه يبلغ يبلغ ٥٢٠٠ روبية - بحسب البند الخامس (ج)؛ لأنه يُنفق للأغراض الدينية فحسب.التوقيع ت.ديكسون؛ جابي الضرائب بتاریخ ۱۷-۰۹-۱۸۹۸