تحفۂ گولڑویہ

تحفۂ گولڑویہ
Author: Hazrat Mirza Ghulam Ahmad

Language: AR

AR

لقد أقام سيدنا المسيح الموعود عليه السلام الحجة في هذا الكتاب على بير مهر علي شاه الغولروي ومريديه وأصحاب أفكاره. فهو يشمل أدلة قوية على صدق دعواه، حيث أثبت حضرته بنصوص من القرآن والحديث أن المسيح الموعود كان يجب أن يظهر في الأمة المحمدية وكان زمن ظهوره هو الذي بعثه الله سبحانه وتعالى فيه حصرا.


Book Content

Page 1

التحفة الغولروية حضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي الفنية ترجمة محمد أحمد نعيم

Page 2

التحفة الغولروية الطبعة الأولى : 1٤٣٧هـ الموافق لـ ٢٠١٦م At-Tuhfatul-Gholarhviyyah (A Gift for Golarhvi) (Arabic translation) Written by: Hazrat Mirza Ghulam Ahmad (on whom be peace), the Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Ahmadiyya Muslim Jama'at Translated from Urdu by: Muhammad Ahmad Naeem First Published in UK in 2016 O Islam International Publications Ltd.Published by: Al-Shirkatul Islamiyyah United Kingdom Printed in UK at: Raqeem Press Unit 3, Millbourne Business Park, Guildford Road, Franham GU9 9PS For further information please contact: Phone: +44 1252 891330 Fax: +44 1252 821796 www.islamahmadiyya.net ISBN: 978-1-84880-460-9

Page 3

m 邦

Page 4

Page 5

أ :) 。 > ۲۹ 00 ٥٧ ۲۲۳ مقدمة الناشر فهرس المحتويات مقدمة الطبعة الأولى باسم "الخزائن الروحانية" إعلان جائزة خمسين روبية إعلان جائزة خمسمئة روبية للحافظ محمد يوسف المكالمات الإلهية التي تشرفتُ بها وهي مكتوبة في البراهين الأحمدية فتوى المسيح الموعود بالامتناع عن الجهاد القتالي للدين رسالة باللغة العربية الاختبار اللطيف لمن كان يعدل أو يحيف ردا على بير مهر علي الغولروي خاتمة الكتاب ٢٤٠ ٢٤٥ ٢٦١ نبوءة دانيال، الإصحاح ۱۲ ملحق التحفة الغولروية رأي بعض الباحثين المسيحيين الألمان بأن المسيح لم يمت على الصليب

Page 6

Page 7

مقدمات i بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود مقدمة الناشر في يناير عام ۱۹۰۰ نشر بير مهر علي شاه الغولروي كتابا سماه "شمس الهداية في إثبات حياة المسيح"، فدعاه المسيح الموعود اللة للمبارزة العلمية في كتابة التفسير في ۱۹۰۰/۷/۲۰ لتمييز الباطل عن الحق، فلم يقبل بير هذا التحدي مع شروطه ووصل إلى لاهور سرًّا دون تعيين موعد ونشر إعلانا هروبيًّا من المبارزة العلمية، فألف المسيح الموعود الي هذا الكتاب الذي ذكر فيه أدلة قوية على صدق دعواه، وأثبت بنصوص من القرآن والحديث أن المسيح الموعود كان يجب أن يظهر في الأمة المحمدية وكان زمن ظهوره هو الذي بعثه الله يا الله فيه حصرا.كما لقد كان شرف ترجمة هذا الكتاب من نصيب الداعية محمد أحمد نعیم، أسهم في مراجعته وإخراجه عدد من الإخوة الكرام والأساتذة الأفاضل فجزاهم ومع ذلك الله أحسن الجزاء.لقد بذلنا أقصى جهدنا حتى تكون الترجمة أقرب للنص الأردي، لا نبرئ أنفسنا من ضعف فيها.وندعو الله تعالى أن يوفقنا لبذل جهد أكبر في الطبعات القادمة لتحقيق مزيد من الدقة.نسأل الله تعالى أن يوفق القارئ الكريم للاستفادة مما يحويه هذا الكتاب من علوم ومعارف وأن يجعله سببا لهداية الباحثين عن صراط الله المستقيم، آمين.الناشر

Page 8

Page 9

مقدمات بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود مقدمة طبعة الخزائن الروحانية" من مولانا جلال الدین شمس رضي كان بير مهر علي شاه الغولروي من بين أصحاب الزوايا الذين وجه إليهم المسيح الموعود الا دعوة المباهلة في كتابه عاقبة آتهم في ١٨٩٦.ويبدو أنه كان يحسن الظن بالمسيح الموعود الأول الأمر، ففي سنة ١٨٩٦ - ١٨٩٧ حين سأله أحد مريديه بابو فيروز علي مدير محطة القطار من غولره (الذي تشرف فيما بعد بمبايعة سيدنا المسيح الموعود (ال عن رأيه عن سيدنا المسيح الموعود العلي أجابه بلا توقف: بعض مقامات يقول الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله إن معظم عباد الله عند الوصول إلى من منازل السلوك يصبحون مسحاء ومهديين، وبعضهم يتصبّغون بصبغتهم.لا أستطيع القول إن هذا الرجل قد بلغ هذا المقام في منازل السلوك أو هو في الحقيقة الإمام المهدي الذي وعد النبي ﷺ أمته بمجبيئه، لكنه يعمل كالسيف المسلول للأديان الباطلة ومن المؤكد أنه مؤيد.١٩٠٤/٦/٢٤ صفحة ٥) لكنه بعد مدة قصيرة من ذلك برز إلى حلبة المعارضة وفي يناير عام ١٩٠٠ نشر ضد المسيح الموعود اللي كتابا سماه "شمس الهداية في إثبات حياة المسيح" وكان الكتاب في الحقيقة تأليف أحد مريديه المولوي محمد غازي.وقد ذكر ذلك في رسالته إلى حضرة المولوي الحكيم نور الدين له المكتوبة في ٢٦ شوال

Page 10

بير كأنه مقدمات ۱۳۱۷ الهجري الموافق ١٩٠٠/٣/٢٨.فحين انتشر خبر هذه الرسالة تظاهر هو مؤلف هذا الكتاب وذلك ردًّا على سؤال مريد له.لم يستطع حضرة المولوي عبد الكريم الله السكوت على نفاق بير ونشر في جريدة الحكم ١٩٠٠/٤/٢٤ كل هذه المراسلات، فبدأت الأحاديث المختلفة في مريديه.وفي الطرف الآخر نشر المولوي محمد أحسن الأمروهي والله الله الرد على "شمس الهداية" بـ "الشمس البازغة، فلما كانت دعوة المناظرة صدرت في نهاية شمس الهداية فقد أطلعه المولوي المحترم عبر إعلان منشور في ١٩٠٠/٧/٩ أنه جاهز للمناظرة.(جريدة الحكم ١٩٠٠/٧/٩،٢٣) إن معارضة بير والإعلانات التي صدرت لكتابة التفسير قد ذكرها المولوي دوست محمد المحترم في تاريخ الأحمدية.لقد دعا المسيح الموعود ال "بير" للمبارزة العلمية في كتابة التفسير في ۱۹۰۰/۷/۲۰ لتمييز الباطل عن الحق، وقال: يجب أن تُعقد الجلسة في لاهور عاصمة البنجاب وتختار أي سورة قرآنية بالقرعة، ثم يكتب الفريقان تفسير أربعين آية منها بعد الدعاء ويبينا الحقائق والمعارف باللغة العربية الفصيحة والبليغة خلال سبع ساعات، ثم يسلّما التفسير لثلاثة من أهل العلم وانتخابهم وإحضارهم من مسئولية بير مهر علي شاه لم يقبل بير هذا التحدي مع شروطه ووصل إلى لاهور سرا دون تعيين التاريخ والوقت ونشر إعلانا كتب فيه أنه سيناظر المسيح الموعود الله أولا في ضوء النصوص القرآنية والحديثية، وإذا غُلب حضرتُه فيها فليبايعه، وبعد ذلك يستعدّ للخوض في المواجهة الإعجازية معه (في كتابة التفسير).بير قال حضرته الا في ذكر احتيال بير الخادع ما معنى الخوض في المواجهة الإعجازية بعد البيعة؟ وقال: إن بير قد دبر الهروب من المواجهة في التفسير

Page 11

مقدمات ج باقتراح المناظرة الشفهية، وخدع الناس كأنه قبل دعوتي، مع أني قد نشرت في كتابي عاقبة" "آتهم" تعهدا محكما أني لن أخوض معهم في المناظرات مستقبلا.لكنه دعاني للمناظرة الشفهية زعما منه أني إذا لم أستجب له فسوف يدق طبول النصر في العامة، وإذا ناظرتُه فسوف يقول إني كنت عقدت العهد مع الله ال ثم نقضته.الله الحق أن "بير" لم يكن يتمتع بكفاءة علمية لكتابة التفسير، و لم يتشجع فعلا القبول المواجهة الإعجازية.تأليف كتاب : في أثناء ذلك ألف حضرته اللي كتاب وكتب فيه أدلة قوية على صدق دعواه وأثبت من خلال النصوص من القرآن والحديث أن المسيح الموعود كان يجب أن يظهر في الأمة المحمدية وكان زمن ظهوره هو الذي بعثه الله الله فيه حصرا.الهدف من تأليف كما كتب على صورة الغلاف إن هذا الكتاب أقام حجة على بير مهر علي شاه الغولروي ومريديه وأصحاب أفكاره، كما ذكر حضرته في إعلان جائزة خمسين روبية."قد خطر ببالي أن العامة الذين بطبعهم يتمتعون بالكفاءة اليسيرة على التكفير، سيدركون أن "بير" المحترم لم يقدر على كتابة التفسير باللغة العربية الفصيحة ولذلك تحاشى واجتنب لكنه سيخطر ببالهم في الوقت نفسه أن "بير" يملك القدرة على النقاشات في ضوء ما ورد في القرآن والحديث حتما، ولذلك تقدم بهذا الطلب، ومن ثم سوف يفكرون في قرارة نفوسهم أن "بير" يملك بعض الأدلة التي تُثبت حياة المسيح اللة وتفند أدلتي، لكنهم لن يعرفوا أن ما شجع العلمية

Page 12

" مقدمات بير" على التقدم بطلب النقاش الشفوي معي هو تعهدي المطبوع في "عاقبة آتهم" والمنشور في مئات الألوف من الناس بأني سوف أجتنب هذه المناظرات في المستقبل.لذا بكتابة هذا الكتاب أعلن إقرارا شرعيا صحيحا أنه أن ينبغي يكتب "بير" مقابل كتابي هذا كتابًا يدحض فيه جميع أدلتي هذه من الأول إلى الأخير واحدا واحدا، ثم يقيم المولوي أبو سعيد محمد حسين البطالوي اجتماعا عاما في بطالة أحضُره أنا وبير كلانا ويذكر فيه جميع أدلتي أمام الناس واحدا بعد آخر، ثم يذكر ردود بير مقابل كل دليل لي كان المولوي قد ذكره للحضور كاملا دون أي نقص أو تصرُّف ويقول مقسما بالله إن هذه الردود صحيحة وأنها تدحض جيدا الأدلة المقدَّمة.وإذا قام بكل هذا فسوف أقدم لبير في المجلس نفسه خمسين روبية جائزة لانتصاره....وإذا لم يردّ على الكتاب المقرون بالجائزة فسوف يفهم الناس بلا شك أنه غير قادر على النقاشات بطريق صحيح زمن التأليف: أيضا".في رأبي ألف في سنة ١٩٠٠.وإن ملحق في البداية التي هي في الحقيقة أربعين رقم ٣ قد ألفت بين سبتمبر ونوفمبر سنة ۱۹۰۰ لأن أربعين رقم ۲ قد ورد في نهايته تاريخ ١٩٠٠/٩/٢٧ وقد قال حضرته عنه: "إن تاريخ عقد الاجتماع المقترح في ذلك الوقت والمذكور في الصفحة ٣٠ من أربعين رقم ٢ كان ١٩٠٠/١٠/١٥م، وحين سلّمنا هذا المقال في ۱۹۰۰/۸/۷م للكاتب، صدرت إعلانات موجهة إلى بير مهر علي شاه الغولروي وتأخر نشر أربعين رقم ٢ بسبب إعداد كتاب ؛ لهذا

Page 13

قدمات خ نرى المدة المذكورة غير كافية، ونرى من الضروري أن يُعتبر الموعد "19../10/10 ١٩٠٠/١٢/٢٥م بدلا من ١٩٠٠/١٠/١٥م (أربعين) ومن هنا تبين أن سيدنا المسيح الموعود ال كان يكتب كتاب التحفة الغولروية في أغسطس ۱۹۰۰ ، وكذلك حين دعا حضرته العليا بير مهر علي شاه الغولروي في ۱۹۰۰/۱۲/۷ لكتابة التفسير باللغة العربية الفصيحة البليغة خلال سبعين يوما قال: "لنا مهلة سبعين يوما بدءا من ١٩٠٠/١٢/١٥ سوف أبدأ هذا العمل بعد إنهاء إن شاء الله.(حاشية أربعين) فوفق ذلك صدر من حضرته ال تفسير سورة الفاتحة باسم "إعجاز المسيح" باللغة العربية الفصيحة والبليغة في.۱۹۰۱/۲/۲۳.(الحكم ١٩٠١/٣/٣) أن كتاب قد أُلف قبل تأليف إعجاز المسيح، ومن هنا يتضح فلا بد من التسليم يقينا بأن زمن تأليف هو سنة ١٩٠٠، وإن كان طباعته ونشره قد أجل، وكما بقي كتاب ترياق القلوب بعد التأليف غير منشور ثم نشر في سنة ۱۹۰۲ بكتابة صفحتين كذلك حصل للتحفة الغولروية أيضا، فنُشر الغلاف وإعلان جائزة خمسين روبية على الصفحة الثانية في سنة ١٩٠٢ ونشر الكتاب.العبد المتواضع جلال الدين شمس

Page 14

Page 15

التحفة الفولروية غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول الحمد لله والمه کہ یہ رسالہ پیر مہر علی شاہ صاحب گولڑی اور انکے مریدی و ہم خیال لوگو پر تمام محبت کے لئے محض نصی مانند شائع کیا گیا ہے اور رض اس نے کہ عام لوگوں پر حق واضح ہو جائے اس رسالہ کے ساتھ کھائیں رو کے انعام کا اشتہار بھی دیاگیا ہے جو سی ٹائٹل میچ کے دوسرے صفحہ پر مندرج ہے اور یہ رسالہ موسوم به والرويّة ہوکرہ مطیع ضیاء لاسلام قادیاں ضلع گورداسپور میں باہتمام حافظ فضل الدین صاحب بھیروی مالک مطبع چھپیکر حمدان یستمین کو شیاع ہوا.جلده ولی الان کیا گل ☑

Page 16

Page 17

ترجمة صفحة الغلاف الحمد لله والمنة على أن هذا الكتاب قد نشر لإقامة الحجة على بير مهر علي شاه الغولري ومريديه وأصحاب أفكاره نصحا محضا ابتغاء مرضاة الله وبهدف أن ينكشف الحق على العامة قد نشر إعلان معه بجائزة خمسين روبية أيضا، وهو منشور في الصفحة الثانية لهذا الغلاف نفسه وهذا الكتاب قد سمي بـ وطبع في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان محافظة غور داسبور بإشراف الحكيم الحافظ فضل الدين البهيروي المحترم مالك المطبعة في ١٩٠٢/٩/١ عدد النسخ: ۷۰۰ الثمن : عشر آنات رسوم البريد آنتان التسجيل : آنة واحدة المجموع: ۱۳ آنة

Page 18

Page 19

إعلان جائزة خمسين روبية لما كنت قد وعدت في نهاية كتابي عاقبة أتهم بأني لن أخوض في نقاش شفوي مع أي شيخ في المستقبل، لذا لا يسعني في أي حال قبول طلب بير مهر علي شاه الذي وصل إلي بخصوص النقاش الشفوي معي.من المؤسف أنه لمجرد الخداع فقط قد تقدم بطلب النقاش الشفوي معي رغم علمه بأني اجتنابا لمثل هذه النقاشات الشفوية التي لم تؤد إلى أي نتيجة جيدة قد عاهدت الله بأني سأتحاشى هذه النقاشات.إنني أعرف يقينا أن طلبه هذا هو بدافع كتمان الندامة فقط التى أصابته وقت المبارزة الإعجازية لكتابة التفسير باللغة العربية حيث كان موقنا بأنه قد حقق الكرامة بصرف أفكار العامة إلى اتجاه آخر وبذلك ستر! إن الله مطلع على كل قلب وكل صدر يشعر بأنه ارتكب ذنبا، لكنني تأييدا للحق - لا أريد أبدا أن تحالفه حتى هذه الكرامة الزائفة.لذا قد خطر ببالي أن العامة الذين بطبعهم يتمتعون بالكفاءة اليسيرة على التفكير، سيدركون أن بير المحترم لم يقدر على كتابة التفسير باللغة العربية الفصيحة ولذلك تحاشى واجتنب.لكنه سيخطر ببالهم في الوقت نفسه أن بير يملك القدرة على النقاشات في ضوء ما ورد في القرآن والحديث حتما، ولذلك تقدم بهذا الطلب ومن ثم سوف يفكرون في قرارة نفوسهم أن بير يملك بعض الأدلة التي تُثبت

Page 20

حياة المسيح اللة وتفند أدلتي، لكنهم لن يعرفوا أن ما شجع بير على التقدم بطلب النقاش الشفوي معي هو تعهدي المطبوع في "عاقبة آتهم" والمنشور في مئات الألوف من الناس بأني سوف أجتنب هذه المناظرات في المستقبل.لذا بكتابة هذا الكتاب أعلن إقرارا شرعيا صحيحا أنه ينبغي أن يكتب بير مقابل كتابي هذا كتابا يدحض فيه جميع أدلتي هذه من الأول إلى الأخير واحدا واحدا، ثم يقيم المولوي أبو سعيد محمد حسين البطالوي اجتماعا عاما في بطالة أحضره أنا وبير كلانا ويذكر فيه جميع أدلتي أمام الناس واحدا بعد آخر، ثم يذكر ردود بير مقابل كل دليل لي كان المولوي قد ذكره للحضور كاملا دون أي نقص أو تصرف ويقول مقسما بالله إن هذه الردود صحيحة وأنها تدحض جيدا الأدلة المقدَّمة.وإذا قام بكل هذا فسوف أقدِّم للبير في المجلس نفسه خمسين روبية جائزة لانتصاره.وإذا كتب بير المحترم فسوف أُودع هذا المبلغ أي خمسين روبية- سلفا عند المولوي محمد حسين وسوف تكون من مسئولية بير أن يوجه المولوي محمد حسين إلى أن يستلم مني هذا المبلغ أمانةً ويسلّم لي إيصالا رسميا.وبالتزام الأسلوب المذكور آنفا سيكون من صلاحيته أن يسلم ذلك المبلغ للبير المحترم بعد القسم مباشرة دون إذني.وإني لن أشتكيه بعد القسم وإنما سأنظر إلى الله الذي سيُقسم المولوي باسمه، ولن يكون من حق بير أن يقدم أعذارا سخيفة أني قد كتبت الكتاب سلفا للرد لأنه إذا لم يردّ على الكتاب المقرون بالجائزة فسوف يفهم الناس بلا شك أنه غير قادر على النقاشات بطريق صحيح أيضا.المعلن مرزا غلام أحمد من قاديان ١٩٠٢/١٢/١

Page 21

ملحق بالية الحداد نحمده ونصلي على رسوله الكريم رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) آمین إعلان جائزة خمسمئة روبية للحافظ محمد يوسف المراقب في قسم الري في المحافظة، والخطاب في هذا الإعلان موجه إلى جميع الذين أسجل أسماءهم أدناه أيضا المولوي بير مهر علي شاه الغولروي، المولوي نذير حسين الدهلوي، المولوي محمد بشير البهوبالي المولوي الحافظ محمد يوسف البهوبالي، المولوي تلطف حسين الدهلوي، المولوي عبد الحق الدهلوي صاحب تفسير حقاني، المولوي رشيد أحمد الغنغوهي، المولوي محمد صديق الديوبندي المدرس في بشرايون التابعة لمحافظة مراد آباد الشيخ خليل الرحمن الجمالي من سرساوه محافظة الأعراف: ۹۰

Page 22

سهارنبور، المولوي عبد العزيز من لدهيانة المولوي محمد حسن من لدهيانة، المولوي أحمد الله الأمر تسري، المولوي عبد الجبار الغزنوي ثم الأمر تسري، المولوي غلام رسول المعروف برسل بابا المولوي عبد الله تونكى من لاهور، المولوي عبد الله الشكر الوي من لاهور، فتح علي شاه اللاهوري الموظف في مديرية الري المنشي إلهي بخش المحاسب من لاهور، المنشي عبد الحق المحاسب المتقاعد، المولوي محمد حسن أبو الفيض من سكان بهين، المولوي سيد عمر الواعظ من حيدر ،آباد علماء ندوة الإسلام عن طريق المولوي محمد على سكرتير ندوة العلماء، المولوي سلطان الدين من جي بور، المولوي مسيح الزمان أستاذ نظام حيدر آباد دکن، المولوي عبد الواحد خان الشاهجهانبوري، المولوي إعزاز حسين خان من شاه جهانبور المولوي رياست على خان من شاه جهانبور، سيد الصوفي جان شاه من ،ميرته المولوي إسحاق من بتيالة، علماء كلكوتا وبومباي ومدراس، جميع أصحاب الزوايا ومشايخ الهند، جميع جميع أهل العقل والإنصاف والتقوى والإيمان من المسلمين.يضم ليتضح أن الحافظ محمد يوسف المراقب في قسم الري في المحافظة قد صرَّح بتوجيه من مشايخه عديمي الفهم ذوي التصرُّفات السيئة – في مجلس في لاهور السادة مرزا خدا بخش مُرافق النواب محمد علي خان وميان معراج الدين اللاهوري والمفتي محمد صادق والصوفي محمد علي الكاتب وميان تشتو اللاهوري وخليفة رجب دين التاجر اللاهوري والشيخ يعقوب علي محرر جريدة الحكم والحكيم محمد حسين القريشي والحكيم محمد حسين التاجر - المشهور بإعداد مرهم عيسى - وميان شراغ الدين الكاتب والمولوي يار محمد بإصرار أنه إذا ادَّعى أحد من الناس كذبا أنه نبي أو رسول أو مبعوث من الله وبذلك أراد أن يُضل الناس فيمكن أن يعيش بعد هذا الادعاء ٢٣ عاما أو

Page 23

أكثر.أي أن فوزه بهذا العمر بعد الافتراء على الله لا يشكل دليلا على صدقه.وقال بأنه يستطيع أن يقدّم - على سبيل المثال – قائمة هؤلاء المدعين الكثر الذين ادعوا النبوة أو الرسالة أو البعثة من الله وعاشوا بعد ذلك ٢٣ عاما أو ظلوا يزعمون للناس لمدة أطول من ذلك أن كلام الله ينزل عليهم مع أنهم كانوا كاذبين.باختصار قد أصرّ الحافظ على ادّعائه بناء على مشاهداته فقط، مما يلزم القول بأن استدلال القرآن الكريم من الآيات المسجلة في الأسفل على كون النبي من الله ليس صحيحا وكأن الله لا قدم هذه الحجة أمام النصارى واليهود والمشركين خلافا للواقع تماما، وكأن الأئمة والمفسرين هم الآخرون قدموا هذا الدليل للمخالفين بغبائهم المحض.حتى إنه قد ورد عقيدةً في "شرح عقائد النسفي"، وهو كتاب العقائد لأهل السنة.وقد أجمع العلماء على أن الاستخفاف بالقرآن الكريم أو استدلاله كفر.ولا أعرف أي تعصب سيادة الحافظ إلى هذا القول حتى نسي الآيات المسجلة أدناه القرآن الكريم أي: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقاويل " لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجزين أي أن هذا القرآن كلام جاء به الرسول..أي نزل عليه وحيا وليس بكلام شاعر، لكنكم لا تعرفونه لأنكم لم تُعطوا إلا النزر اليسير من فراسة الإيمان، كما أنه ليس بكلام كاهن، أي ليس كلام من له علاقة بالجن، لكنكم تزعمون ذلك لأنكم أُعطيتم حظا قليلا من التذكر والتدبر، إذ لا تعرفون كم ينحط الكهنة وكم تكون حالتهم رذيلةً سافلة! بل دفع مع كونه حافظ الحاقة: ٤١-٤٨

Page 24

هو كلام رب العالمين الذي هو ربُّ عالم الأجسام والأرواح معا..أي أنه يُريد أن يُربي أرواحكم أيضا كما يربي أجسامكم.وبمقتضى هذه الربوبية قد بعث هذا الرسول ، ولو كان هذا الرسول قد تقول شيئا من عنده وقال إن الله تعالى قد أوحى إليه أمرا بينما يكون هو قد اختلق ذلك الكلام وهو ليس كلاما إلهيا؛ لأخذنا يده اليمنى ثم لقطعنا ،وتينَه، ولما تمكّن أحدكم من إنقاذه منا.أي لو افترى علينا لكان عقابه الموت، لأنه يريد - بادعائه الكذب ودعوته إلى الكفر والافتراء- هلاك الناس بموت الضلال، فموتُه أفضل من أن يهلك العالم بأسره من تعليمه المبني على الافتراء فسنتنا من القديم في هؤلاء هي أننا نُهلك من يُقدِّم للعالم طرق الهلاك ويُريد الموت الروحاني لخلق بتقديم التعليم الكاذب الله النبي أن الدليل والعقائد الباطلة، ويتجاسر على الله بافترائه عليه.ويتضح من هذه الآيات جليا أن الله لا يُدلّل على صدق النبي أنه لو لم يكن من عندنا لأهلكناه ولما عاش ولما تمكن أحدكم من إنقاذه من الهلاك على محاولاتكم.لكن سيادة الحافظ لا يقبل هذا الدليل ويقول إن مدة وحي امتدت إلى ٢٣ عاما وأنا أستطيع أن أقدم أناسا ادعوا النبوة والرسالة كذبًا وعاشوا على كذبهم وافترائهم على الله أكثر من ٢٣ عاما.مما يعني الذي قدمه القرآن الكريم على صدق النبي الله باطل وعديم الجدوى في رأي الحافظ المحترم، ولا يمكن الاستدلال به على صدق دعوى النبي.لكن قوله أثار عجبي وذلك لأن المولوي المرحوم رحمة الله والمولوي المرحوم سيد آل حسن حين قدما هذا الدليل أمام القس فندل في كتابيهما "إزالة الأوهام" و " الاستفسار" لم يُنكره القس ولم يستطع دحضه، ومع مهارة هؤلاء الناس في البحث التاريخي وتصفح التاريخ لم يستطع أن يُقدِّم نظيرا لمن عاش هذه المدة

Page 25

التحفة الفولروية بعد ادعائه النبوة كذبا ، وبهت وأُفحِم.واليوم سيادة الحافظ محمد يوسف المحترم يُنكر هذا الدليل القرآني مع كونه ابن المسلمين، ولم يتوقف الأمر عند التصريح شفويا فقط بل نملك مكتوبا خطيا وقع عليه الحافظ المحترم وأعطاه لأخي ومحبي المفتي محمد صادق باعتراف منه أنه سيُهيئ قائمة المفترين الذين ادعوا النبوة كذبا وعاشوا بعده أكثر من ٢٣ عاما.وليكن معلوما أن هذا من جماعة المولوي عبد الله الغزنوي ويشتهر بتمسكه بالتوحيد.هذا هو حال عقائد هؤلاء فقد قدّمنا مثالا لها ولا يخفى على أحد أن تكذيب الدلائل الحافظ القرآنية هو تكذيب القرآن الكريم نفسه، وإذا رُدّ دليل قرآني واحد فلا يبقى = ضمان لأن تكون جميع أدلة القرآن الكريم على التوحيد والرسالة صادقةً أو واهية.اليوم تقدَّم الحافظ لإثبات حياة الناس ٢٣ عاما أو أكثر بعد ادعائهم النبوة والرسالة كذبا، ومن المحتمل أن يُصرِّح الحافظ غدا بأن دليل القرآن لو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلا الله لَفَسَدَنَا ) هو الآخر باطل، ويدعي أن هناك آلهةً أخرى صادقة - ويستطيع إراءتهم - ومع ذلك لم تفسد السماء والأرض.فكل شيء من مثل هذا الحافظ المتجرئ، أما المؤمن فيقشعر بدنه إذا قال أحد أن أمرا من الأمور الواردة في القرآن الكريم يُنا في الحقائق أو أن الدليل القرآني الفلاني باطل، بل لا يليق بالمؤمن أن يتبنى أي موقف خبيث يُعرّض القرآن يُتوقع ا كان القس فندل قد قال في كتابه ميزان الحق: إن المشاهدة تشهد على وجود ملايين من عبدة الأوثان في العالم.لكن هذا الجواب سخيف جدا لأن عبدة الأوثان لا يدعون أن الله تعالى قد أوحى إليهم أن اعبدوا الأصنام وأمرهم بأن يدعوا الناس لعبادتها.فهم ضـــــالون وليسوا مفترين على الله.فهذا الجواب لا يفيد بتاتا الأمر المتنازع فيه بل هو قيـاس مــــع الفارق لأن النقاش حول ادّعاء النبوة والافتراء على الله فقط لا الضلال.منه الأنبياء: ٢٣

Page 26

التحفة الفولروية الكريم والنبي للاعتراض والطعن.وقد آل مآل الحافظ إلى أنه بسبب صحبته لبعض رفاقه القدامى رأى إنكار دعواي بأني من الله له مناسبا، وبما أن الله الله يقيم الحجة على الكاذب ويُخجله في هذا العالم، فقد تمت عليه الحجة الإلهية كالمنكرين الآخرين إذ اتفق أنه حين قال له بعض أفراد جماعتي في المجلس المذكور أعلاه إن الله لا يُقدّم في القرآن الكريم هذا البرهان بتحد وكسيف مسلول أنه لو كان النبي ﷺ تقول عليه بعض الأقاويل وافترى عليه كذبًا لكان قطع وتينه ولما عاش هذه المدة الطويلة، وحين نقيس على هذا الدليل دعوى مسيحنا الموعود هذا فنجد بقراءة كتابه "البراهين الأحمدية" أنه أعلن كونه من الله وتلقي المكالمات الإلهية منذ ٣٠ عاما تقريبا وقد مضى ٢١ عاما على صدور البراهين الأحمدية أيضا، فإذا كانت سلامة هذا المسيح من الهلاك هذه المدة ليست دليلا على صدق دعواه فيلزم أن لا تعتبر سلامة النبي ﷺ من الموت مدة ٢٣ عاما أيضا دليلا على صدق دعواه والعياذ بالله، ذلك لأنه إذا كان الله الا الله أمهل المدعي الكاذب لمدة ٣٠ عاما ولم يُبال بما وعد في لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا فيُقاس على ذلك أن النبي الا الله هو الآخر أُمهل من الله على كونه كاذبا والعياذ بالله ومعلوم أن كذب النبي مستحيل، فما يلزم المستحيل هو الآخر 28 مستحيل.وجلي أن استدلال القرآن الكريم لا يعتبر بديهي التحقق إلا إذا أعترف بالقاعدة العامة أن الله الا الله لا يُمهل أبدا مفتريا يُضل الناس مدعياً أنه مبعوث من الله، لأن إمهاله له يُحدث الخلل في ملكوته ويرتفع التمييز بين الصادق والكاذب.باختصار حين استدل أصحابي بهذا الدليل القرآني على الله صدق دعواي أنكره الحافظ بشدة وقال مصراً: يجوز أن يعيش المفتري على كذبا ٢٣ عاما أو أكثر ووعد بأنه سيقدم مثالاً على ذلك أشخاصا ادعوا النبوة كذبا وقد عاشوا بعد افترائهم ٢٣ عاما أو أكثر، لكنه إلى اليوم لم يقدم أي

Page 27

۱۳ مثال.وإن المطلعين على كتب إسلامية يعرفون جيدا أنه إلى اليوم لم يُبدِ أي من علماء الأمة الاعتقاد بأن أي مفتر على الله يمكن أن يعيش ٢٣ عاما مثل النبي بل إنه هجوم سافر على شرف النبي الله وإساءة شنيعة إليه واستخفاف بالبرهان الذي قدمه الله الا الله في القرآن الكريم.أجل، كان من حق الحافظ المحترم أن يطالبني بإثبات عيشي ٢٣ عاما أو أكثر بعد دعواي بكوني مبعوثا من الله.لكنه لم يطلب مني هذا الإثبات لأنه يعرف جيدا وكذلك علماء جميع الإسلام والهندوس والنصارى أن البراهين الأحمدية" الذي يضم هذه الدعوى وقد سجل فيه كثير من المكالمات الإلهية قد مضى على صدوره ٢١ عاما.ومن هنا يتبين أن دعواي هذه بتلقي المكالمات الإلهية منشورة منذ ٣٠ عاما.كما أن إلهام "أليس الله بكاف عبده" تلقيتُه قبيل وفاة والدي وحفره صائغ في أمرتسر في فص خاتم، وهذا الخاتم موجود حتى اليوم، وإن الذين ذهبوا لإعداده ما زالوا على قيد الحياة.وكتاب "البراهين الأحمدية" الذي يضم إلهام "أليس الله بكاف عبده" هذا أيضا موجود.وقد مضى على ذلك أيضا ٢٦ عاما كما يثبت من الخاتم.باختصار إن مدة ٣٠ عاما هذه ثابتة من البراهين الأحمدية.ولا يمكن لأحد أن يُنكر ذلك بحال من الأحوال.وكان المولوي محمد حسين قد كتب تقريظا على كتاب البراهين الأحمدية نفسه، فلما لم يكن من وسع الحافظ إنكار أمر قد نُشر في البراهين الأحمدية منذ ٢١ عاما، اضطر للهجوم على الدليل القرآني، فالمثل يقول: الغريق يتعلق بقشة.إننا نطلب من الحافظ محمد يوسف المحترم من خلال هذا الإعلان ذلك النظير الذي وعد بتقديمه في مكتوب موقع.نحن نعرف يقينا أن الدليل القرآني لا يمكن دحضه، لأن هذا الدليل قدمه الله ا الله ولا أحد الناس.فقد انبعث عدد من الأشقياء الوقحين في العالم وأرادوا وتعالى دحض هذا الدليل القرآني فلم يتمكنوا من دحضه بل قد رحلوا عن هذا العالم.

Page 28

إن الحافظ عديم العلم ولا يعرف أن آلاف العلماء المشهورين والأولياء قدموا دوما هذا الدليل أمام الكفار و لم يستطع أي مسيحي أو يهودي أن يدل على شخص عاش ٢٣ عاما بعد ادعائه البعثة من الله افتراء، فأنى للحافظ المسكين أن يدحضه؟ ويبدو أن بعض الجهلة والمشايخ السفهاء ظلوا يُفكرون في نسج أنواع المكايد لهلاكي لكي لا أكمل هذه المدة.كما كان اليهود فكروا في صلب المسيح ليحرموه من الرفع والعياذ بالله لكي يستدلوا بموته على الصليب على أنه لم يكن من الصادقين الذين يُرفعون إلى الله ، لكن الله تعالى وعد المسيحَ بأن يُنقذه من الموت على الصليب ويرفعه إليه كما رفع إبراهيم والأنبياء الآخرين الأطهار.وبذلك وعلى عكس مكايد هؤلاء وعدني الله الله بأنه سيعمّرني ثمانين حولا أو أقل من ذلك بسنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر، لكيلا يستدل الناس بقصور العمر على أني كاذب، كما كان اليهود يتمنون بصلب المسيح إثبات عدم رفعه.لقد وعدني الله له أنه سيُسلمني من جميع الأمراض الخبيثة كالعمى لئلا يستنتجوا منه أيضا أي نتيجة سيئة.وقد أخبرني الله في الوحي أن بعضهم سيواظبون على الدعاء علي، لكنه سيجعل أدعيتهم تصيبهم أنفسهم.والحقيقة أن الناس لم يدخروا جهدا في نسج المكايد لكي يُطبقوا على مدلول لَوْ تَقَوَّلَ.وقد أفتى بعض المشايخ بقتلي وبعضهم شهدوا ضدي في القضايا المزوّرة التى أُتُهمتُ بها بالتورط في القتل، وبعض المشايخ تنبأوا بموتي وبعضهم داوموا على الخرور على الأذقان للدعاء على في المساجد، وبعضهم صرَّحوا قطعا في حقي قائلين: "إذا كان كاذبا فسيموت لقد ألهمني الله له عن العين "تنزل الرحمة على ثلاث، العين وعلى الأخريين".منه

Page 29

الدين من قبلنا حتما كما فعل المولوي غلام دستغير القصوري في كتابه والمولوي إسماعيل من عليكره وأكدوا أنه سيموت قبلنا لأنه كاذب".فلما نشروا كتبهم في العالم ماتوا عاجلا، وهكذا قد أثبت موتهم من كان كاذبا، لكن هؤلاء مع ذلك لا يعتبرون أفليس من المعجزة العظيمة أن لكهوكي نشر إلهامه عن موتي فمات هو نفسه؟! كذلك نشره المولوي إسماعيل فمات، والمولوي غلام دستغير ألف كتابا ونشر فيه بتحد وصرامة بأني سأموت قبله فمات هو نفسه قبلي، والقس حميد الله البشاوري تنبأ بموتي خلال عشرة أشهر فمات، وتنبأ ليكهرام بموتي خلال ثلاث سنوات فمات.ألا إنما حدث ذلك كله لكي يُكمل الله آياته من كل وجه.إن المواساة التي أبداها قومي لي واضحة وجلية أما بغض الأمم الأخرى فكان طبيعيا، فأي جهد ادخروه في السعي لهلاكي، وأي مكيدة لم يتخذوها لإيذائي، فهل بقي نقص في أدعيتهم أو كانت فتاوى القتل ناقصة أو أن مكايد الإيذاء والإساءة لم تتحقق كما ينبغي؟ فأي يد تمنعني إذن؟ فلو كنت كاذبا كان حريًّا بالله أن يخلق بنفسه الوسائل لهلاكي لا أن يخلق هؤلاء بين حين وآخر الوسائل فيخيبها الله على الدوام.فهل من علامات الكاذب أن يشهد له انظروا كيف سعى المولوي أبو سعيد محمد حسين البطالوي جاهدا لإبادتي والقضـــاء علي وحارب الله لمجرد الوقاحة والعبث، وادّعى أنه هو الذي رفعني وأنه سيحطني، لكنه يعلم ما أدى إليه هراؤُه، فيا أسفا عليه قد كذب في هذا الادعاء صراحةً عن الماضي وتنبأ كذبا عن المستقبل أيضا.فمن هو وما حقيقته حتى يرفعني، وإنما هي منة إلهية علي فقـــط وما منَّ عليَّ غيرُه قط.فقد خلقني أولا في عائلة نبيلة وعصمني من كل أنواع العيــب والعار في الحسب والنسب، ثم نهض لحمايتي بنفسه يا أسفا عليهم أين وصلت حالتهم حيث يتفوهون بأمور لا تصدقها الحقائق الثابتة ولا أصل لها.فالحق أن هذا الشقي قد شن

Page 30

١٦ القرآن وتنزل الآيات السماوية أيضا لدعمه وتأييده، ويؤيده العقل أيضا وأن يموت كل من تمنى هلاكه؟! لا أستطيع أن أوقن بأن عدوّ أي من أهل الله وأهل الحق بعد الزمن النبوي قد واجه هزيمة نكراء وهوانا واضحا كما لقي أعدائي مقابلي.حين حاولوا الإساءة إلى شرفي تعرّضوا هم أنفسهم للإساءة أخيرا، وحين حاولوا القضاء على حياتي وزعموا أن معيار صدق هذا الرجل وكذبه أنه سيموت قبلنا ماتوا هم أنفسهم وما مضت مدة طويلة على صدور كتاب المولوي غلام دستغير ونشره انظروا بأي تجاسر قد كتب أن الكاذب منا سيموت أولا فمات هو نفسه فمن هنا يتبين أن الذين كانوا يتمنون موتي وتضرعوا إلى الله أن يموت الكاذب قبل الصادق ماتوا أخيرا، وهذا الأمر لا يقتصر على رجل أو رجلين بل قد قال ذلك خمسة فرحلوا من هذا العالم.لكن ذلك لم يؤد إلى أي نتيجة عند المولوي محمد حسين البطالوي، والمولوي عبد الجبار الغزنوي ثم الأمر تسري والمولوي عبد الحق الغزنوي ثم الأمر تسري والمولوي بير مهر علي شاه الغولروي ورشيد أحمد الغنغوهي ونذير حسين الدهلوي ورسل بابا الأمرتسري والمنشي إلهي بخش المحاسب والحافظ محمد يوسف المراقب في قسم الري في المحافظة وغيرهم، فلم يمكنهم من اغتنام فرصة الانتفاع من هذا الإعجاز الصريح فيخافوا الله ويتوبوا، إلا أن هذه النماذج قصمت ظهورهم وخافوا من إصدار مثل هذه التصريحات والإعلانات، فلن علي كل نوع من الهجوم وأخفق، فقد نهى الناس عن البيعة فدخل الألوف في بيعتي، وحاول الإساءة إلي بمساعدته للقسيسين بإدلاء شهادة في قضية مزورة بالقتل، لكنه في المناسبة نفسها حين سأل الحاكم الكرسي وجد ثمار نيته، ونشر إعلانات قذرة منحطة عن حياتي الخاصة وقد ردّ الله عليها سلفا ولا حاجة لبياني.منه

Page 31

۱۷ يكتبوا بمثل هذا بما تقدمت الأمثال فلم تكن هذه المعجزة عاديةً أن الذين حددوا معيار الصدق بأن يموت الكاذب قبل الصادق قد دخلوا القبور في حياتي كنتُ أعلنت في الحوار مع "المساعد أتهم" أمام ستين شخصا تقريبا أن الكاذب منا سيموت أولا، فقد شهد آتهم أيضا بموته على صدقي.إن حالة هؤلاء تُثير تعاطفي ومواساتي لهم لما آل إليه مآلهم بسبب العناد.فحين يطلبون آية إنما يحصرون طلبهم في أن أسأل الله موتهم خلال سبعة أيام، فلا يعرفون أن الله الله لا يتبع المعايير التي اخترعوها هم أنفسهم إذ قد قال سلفًا : لا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ كما قال النبيه الكريم : وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا فإذا كان النبي ﷺ لا يستطيع أن يحدد موعد يوم واحد من عنده فأنى لي أن أحدد موعد سبعة أيام لظهور الآية؟ كان المولوي غلام دستغير أفضل من هؤلاء الظالمين الأغبياء إذ لم يحدد في كتابه أي موعد، وإنما دعا الله قائلا: يا إلهي إذا كنتُ لست على حق في تكذيب مرزا غلام أحمد القادياني فأمتني قبله، أما إذا كان مرزا غلام أحمد القادياني ليس على حق في دعواه فأهلكه قبلي، فأماته الله عاجلا جدا بعد صدور هذا الدعاء.انظروا بأي جلاء صدر الحكم.إذا كان أحد مترددا في قبول هذا الحكم فله الخيار في أن يجرب الحكم الإلهي، لكن يجب أن يترك التصرفات الشريرة التي تنافي آية: لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إذ تنبعث من المحاجة بنية فاسدة رائحةُ الإلحاد.مثل ذلك تقدَّم المولوي محمد إسماعيل بإخلاص أيضا إلى الله بطلب أن يميت الفريق الكاذب منا أولا، فنقله الله الله هو الآخر إلى العالم الآخر بسرعة.الإسراء: ۳۷ ٢ الكهف: ٢٤

Page 32

۱۸ وإن موت هؤلاء المشايخ الذين ماتوا بعد الدعاء يكفي المؤمن الذي يخشى الله الله، أما النجس من عبدة الدنيا الذي قلبه مظلم، فلا يكفيه أبدا.إن مدينة عليكره بعيدة من هنا وقد لا يعرف الكثيرون من أهل البنجاب اسم المولوي محمد إسماعيل، لكن مدينة "قصور" التابعة لمحافظة لاهور ليست بعيدةً وأغلب الظن أن آلافا من سكان لاهور يعرفون المولوي غلام دستغير القصوري ولعلهم قرأوا كتابه أيضا، فلماذا لا يخافون الله إذن، ألن يموتوا؟ فهل سوف يعترضون علي أني نسجت مؤامرةً لقتل غلام دستغير أيضا كما فعلوا عند قتل ليكهرام؟ ألا إن لعنة الله تُصيب الكاذبين إلى الأبد لا للحظة واحدة فقط، وهل تقدر ديدان الأرض بمكيدة ومؤامرة على إصدار نبوءة صارمة كالمبعوثين الله المقدسين.فهل يكون اللصُّ الذي يخرج من بيته قصد السرقة متأكدا أنه سينجح في مهمته أو أنه سيُعتقل فيُرسل إلى السجن؟ فكيف يمكنه أن من يتنبأ بنجاحه أمام العالم والأعداء بتحد؟ انظروا إلى نبوءتي العظيمة عن قتل لیکهرام كيف تنبأتُ بصراحة وتحدّ أنه سيُقتل في يوم معين ووقت معين و تاريخ معين فهل يقدر أي شرير فاجر سفاك على إصدار مثل هذه النبوءة الجليلة؟ باختصار قد طارت عقولُ هؤلاء المشايخ بحيث لا ينتفعون من أي من آية.فقد صدر في البراهين الأحمدية قبل ١٦ عاما أن الله سيُظهر لي آيتي الخسوف والكسوف، ثم عندما ظهرت هاتان الآيتان، وتبين من كُتب الحديث أن الخسوف كان مقدرا في رمضان عند ظهور الامام المهدي ليشهد على صدقه.وقد تجاهل هؤلاء المشايخ عن هذه الآية أيضا وأعرضوا عن الحديث.

Page 33

۱۹ كما كان قد ورد في الحديث أن القلاص ستترك في زمن المسيح وقد ورد الحديدية في القرآن الكريم أيضا وَإذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ والآن يُلاحظ هؤلاء أن السكة تمد بين مكة والمدينة بمنتهى الاهتمام والنشاط وحان توديع الجمال لكنهم لا ينتفعون من هذه الآية.كما كان قد ورد في الآثار أن المذئب سيطلع في زمن المسيح الموعود، فاسألوا الإنجليز فقد طلعت هذه النجمة أيضا منذ زمن، كما كان قد ورد في الأحاديث أن الطاعون يتفشى في زمن المسيح ويُمنَع من الحج؛ فكل هذه العلامات قد تحققت.فإذا كان الخسوف والكسوف لم يحدثا من أجلي في السماء فاخلقوا مهديا آخر يدعي بتلقي الإلهام من الله أن هذا الخسوف قد ظهر من أجله.يؤسفني أوضاع هؤلاء إذ لم يُجلوا ما قال الله ما قال الله وما قال الرسول أي إجلال وقد مضى من القرن ۱۷ عاما ومحددهم ما زال مختبنا في غار، لماذا يُعاملونني بالعناد؟ فلو لم يرد لما بعثني، لقد خطر ببالي أيضا أحيانا أن أتقدم باعتذار إلى الله الله أن يُقيلني من هذا المنصب ويشرف بهذه الخدمة شخصا آخر فألقي في روعي فورا أنْ ليس هناك ذنب أكبر من أن أعتذر عن تحمل المسؤولية التي عُهدت إلي خوفا منها، فالله لا يقدمني ويدفعني قدر ما أتأخر، فنادراً ما تنقضي ليلةٌ لا يُطَمئني الله ال فيها أنه لال معي وأن أفواجه السماوية معي من المعروف أن طاهري القلوب سيرون الله له بعد الموت غير أنني أقسم أقسم بوجهه أنني أراه الآن أيضا.الله إن الدنيا لا تعرفني لكن الذي بعثني هو يعرفني، ومن خطأ هؤلاء ومجرد الشقاوة أنهم يتمنون هلاكي، أنا الشجرة التي غرسها المالك الحقيقي بيده، التكوير: ٥

Page 34

وإن الذي يريد اجتثاثي فلن تتحقق أمنيته غير أنه سيعد من زمرة قارون ويهوذا الاسخريوطي وأبي جهل.إني أترقب كل يوم بعين دامعة أن يبارزني أحد ويطلب الحكم على منهاج النبوة ليتحقق من مِنا مؤيَّد من الله، لكن المبارزة لا يقدر عليها أي مخنث كان غلام دستغير جنديا من جيش الكفر في بلدنا البنجاب وقد نفعنا، والآن من المستحيل أن يخرج من هؤلاء مثيله.أيها الناس اعلموا يقينا أن معي يدا وفيّةً حتى النهاية فلو دعا لهلاكي رجالكم ونساؤكم وشبابكم وشيوخكم وصغاركم وكباركم جماعةً وتضرّعتم في السجود حتى تمترئ أنوفكم في السجود وتُشل أيديكم فلن يتقبل الله دعاءكم ولن يتوقف قدره حتى يُحقق ما أراد.ولو لم يبق أحد من الناس.معي لرافقني ملائكة الله، وإذا كتمتم الشهادة فيوشك أن تشهد لي الأحجار، فلا تظلموا أنفسكم، فللكاذبين وجوه وللصادقين وجوه إن الله لا يترك أي أمر دون أن يحكم فيه، إنني ألعن حياة يعيشها المرء مفتريا و كاذبا ومعرضا عن أمر الخالق خشية المخلوق.يستحيل علي أن أتقاعس في إنجاز المهمة التي عهدها الله القدير إلى والتي من أجلها خلقني حتى لو أرادت الشمس من ناحية والأرض من ناحية أخرى أن تنطبقا علي ما هي حقيقة الإنسان والبشر فهو مجرد دودة ومضغة فأنى لي أن أترك أمْرَ الحي القيوم من أجل دودة أو مضغة؟! فكما حكم الله الا الله أخيرا بين المبعوثين منه ومكذبيهم السابقين كذلك سيحكم الآن، فلمجيء المبعوثين من الله موسمٌ وللذهاب موسم فاعلموا يقينا أني ما جئت في غير موسم ولن أغادر في غير موسم.لا تحاربوا الله، فليس في وسعكم القضاء علي.

Page 35

التحفة الفولروية وإن هدفي من نشر هذا الإعلان أن أُقيم على المخالفين حجة بحسب مدلول آية لو تقول ، كما ألزمهم الله بآيات أخرى كثيرة ولهذا نشرته مع مكافأة خمسمئة روبية.وإن كانوا في شك فأنا على استعداد أن أُودع هذا المبلغ في أي مصرف حكومي.ولو كان الحافظ محمـــد يـوســـف وأشياعُه الذين كتبتُ أسماءهم في الإعلان صادقين في ادعائهم بأنهم يستطيعون أن يُثبتوا أن المفتري على الله كذبا يمكن أن يعيش بعد افترائــه النبــوة أو الرسالة أو البعثة من الله وقراءته بعض الإلهامات على الناس علنا بأنها من الله، ٢٣ عاما أي مدة تماثل مدة نزول الوحي على النبي ، فإني سأدفع ٥٠٠ روبية نقدا لمن يُقدِّم المثال بحسب ما أثبت أو بحسب إثبات القرآن الكريم، وإذا كانوا أكثر من واحد فيمكن أن يتقاسموا هذا المبلغ.وبعد صدور هـذا الإعلان أمهلهم ١٥ يوما ليبحثوا في العالم عن هذا النظير ويقدموه لي.مـــــن المؤسف أنني حين أعلنت بأني أنا المسيح الموعود لم يستفد المعارضـــون مـــن بعض سفهاء هذا العصر يريدون – بعد مواجهتهم هزائم متكررة – أن يناقشوني في ضوء الأحاديث أو يريدون أن أناقش أحدا يمثلهم، ولكنهم مع الأسف لا يعرفون أنه إذا كانوا لا يريدون التخلي عن بعض الأحاديث التي هي مجموعة بعض الظنون وهي مجروحة ومحل اعتراض وتخالفها الأحاديث الأخرى ويكذبها القرآن الكريم؛ فكيف يمكن أن أترك هذا الإثبات المشرق الذي يؤيده القرآن الكريم أولاً وتُصدّقه الأحاديث الصحيحة ثانيا ويصدقه الكلام الإلهي الذي ينزل عليَّ من ناحية ثالثة وتصدقه الكتب السابقة من رابعة ويشهد على صدقه العقلُ ناحية خامسة وتدعمه من ناحية سادسة مئات الآيات لا من ناحية التي نزلت على يدي؟ فاللجوء إلى الأحاديث لا يفيد في حسم القضية، وقد أخبرني الله أن جميع هذه الأحاديث التي يُقدِّمونها ملوثة بالتحريف المعنوي أو اللفظي أو هـي موضوعة أصلا، وإن الذي جاء حكما فهو مخيَّر في قبول مجموعـة مـــن ذخـــيـرة هــذه الأحاديث بتلقي العلم من الله ورد مجموعة أخرى بعلم من الله.منه

Page 36

۲۲ التحفة الفولروية الآيات السماوية أي فائدة ولم يهتدوا من الآيات الأرضية.فقد أنزل الله الآيات من كل جانب وفي كل مجال و لم يقبلها أبناء الدنيا والآن هناك صراع بينهم وبين الله، أي أن الله يريد أن يُظهر صدق عبده الذي أرسله مع البراهين الساطعة والآيات المنيرة، وهؤلاء يتمنون أن يهلك وأن يكون مصيره وخيمًا، ويُريدون أن يُقضى عليه أمام أعينهم وأن تتشتت جماعته وتنقرض فيضحكوا ويفرحوا ويسخروا من الذين كانوا يدعمون هذه الجماعة ويقولوا في أنفسهم أبشروا وهنيئًا لكم فقد شاهدتم هلاك العدو وتشتت جماعته، فهل سوف تتحقق أمانيهم وهل سيطلع عليهم يوم الفرح من هذا القبيل؟ فجواب ذلك أنه إذا كان قد طلع على أمثالهم فسوف يطلع عليهم أيضا.فهل كـــان أبو جهل يظن أنه كاذب، حين دعا قبيل معركة بدر "اللهم من كان منا كاذبا فأحنه في هذا الموطن؟ ثم حين صرَّح ليكهرام قائلا: أنا أيضا أتنبأ بموت مرزا غلام أحمد كما تنبأ هو وأن نبوعتي ستتحقق قبله وسيموت؛ فهل كان يُساوره أي شك أنه كاذب؟ فالعالم لا يخلو من المنكرين غير أن الشقي منهم من لا يعرف قبل موته أنه على الباطل.فهل كان الله الله قادرا في زمـــــن المنكرين السابقين و لم تعد لديه قدرة الآن؟ كلا والعياذ بالله، وكـــل مـــن سيعيش ليرين أن الله سيغلبن في نهاية المطاف."جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه ولكن الله يقبله ويُظهر صدقه بصول قوي شديد صول بعد كذلك حين ألف المولوي غلام دستغير القصوري كتابا وأشاع في البنجاب بأسره أنه حدد طريق الحكم أن الكاذب منا سيموت أولا، فهل كان على علم بأن الحكم سيصدر ضده وحكمه هذا سيجلب له لعنة وأنه سيسود بموته أولا وجوه أصحابه الآخرين أيضا، ويطبع على وجوههم في المستقبل في مثل هذه المواجهات ويجعلهم جبناء؟ منه

Page 37

۲۳ خططك صول" إن الله الذي يمسك السماوات والأرضين وما بينهما بيده القوية كيف يمكن أن يكون مغلوبًا بمكايد الإنسان؟ فهو يُصدر القرار أخيرا.ألا إن علامة الصادقين أن العاقبة لهم وأن الانتصار حليفهم في النهاية ويُكرمهم بأنواع التجليات فكيف يمكن أن تنهدم البناية التي يُقيم فيها ذلك الملك الحقيقي، استهزئوا قدر ما تريدون وكيلوا الشتائم قدر ما تريدون وانسجوا مكايد الإيذاء والألم والمؤامرات قدر ما تشاءون، واتخذوا جميع التدابير لاستئصالي، و امكروا كل مكر لكن تذكروا أن الله سيُريكم عن قريب أن يده غالبة.يقول الغبي إني سأغلب بمكايدي لكن الله يقول : أيها اللعين! سأجعل جميع تذهب أدراج الرياح، فلو أراد الله الوهب لهؤلاء المشايخ المعارضين وأتباعهم عيونا ليعرفوا بها المواعيد والمواسم المقدَّر فيها ظهور المسيح من الله.لكن كان من الضروري أن تتحقق النبوءات الواردة في القرآن الكريم والأحاديث التي ورد فيها أن المسيح الموعود سيتلقى الأذى من مشايخ الإسلام عند ظهوره، وسوف يُكفّرونه ويُفتون بقتله ويُسيئون إليه أشد إساءة، وسيعد بعيدا عن حظيرة الإسلام ومُهلكَ الدين فقد حقق المشايخ هـذه النبوءة في هذه الأيام بأيديهم، فيا أسفا عليهم لا يفكرون أن هذه الدعوى إذا لم تكن بأمر من الله الله و لم تكن تلائم مشيئته فلماذا اجتمعت في هذا المدعي دلائل الصدق مثل الأنبياء الصادقين الأطهار؟ أفلم تكن ليلة حداد عندهم حين ظهر الخسوف والكسوف في رمضان في التواريخ المذكورة في النبوءة بعد دعواي؟ أفلم يكن اليوم الذي قتل فيه ليكهرام بحسب نبوءتي يوم وبــــال عليهم؟ لقد أمطر الله الآيات كالمطر بغزارة فأغمض هؤلاء العيون لئلا يــــروا فيؤمنوا، أليس من الحق أن دعواي ليست في غير الموعد بل قد صدرت في عين الضرورة على رأس القرن بالضبط؟ ومن سُنّة الله القديمة ومنذ أن خُلق

Page 38

٢٤ التحفة الفولروية بنو آدم أن المصلحين العظماء يُبعثون على رأس القرن وفي عين الضرورة كما بعث رسولنا على رأس القرن السابع بعد المسيح الا يوم كان العالم العلية بأسره غارقا في الظلام وعندما تضاعف السبع يصبح ١٤؛ لهذا كان ظهـورُ المسيح الموعود مقدرًا على رأس القرن الرابع عشر ليُشير إلى أن الفساد الذي حصل في الأمم في الفترة بين المسيح ال والنبي سيكون مضاعفا في زمن المسيح الموعود.وكما بينا آنفا أن أكبر برهان قدَّمه الله الله في القرآن الكريم لإفحام النصارى واليهود وإقامة الحجة عليهم هو أن الله الله لا يُمهل مفتري النبوة والرسالة والبعثة من الله كذبًا بل يُهلكه.ما أغرب إيمان المشايخ الذين يعارضوننا إذ يدعون الإيمان بالقرآن الكريم بألسنتهم ويردّون الدلائل التي يُقدمها.فلو قاسوا صدقي في ضوء هذا المعيار مؤمنين بالقرآن الكريم لتوصلوا إلى الحق ،عاجلا لكنهم لمعارضتي لا يؤمنون بمبدأ القرآن الكريم هذا أيضا، ويزعمون أنه إذا ادّعى أحدٌ بأنه نبي أو رسول أو مبعـــوث مـــن الله وأن الله يكلمه بين حين وآخر ليكشف عليه حقائق الطريق القويم لإصلاح الناس ثم مضى على دعواه ٢٣ أو ٢٥ عاما ؛ أي انقضت المدة التي هي مدة نبوة النبي و لم يمت ذلك المدعي خلال هذه المدة ولم يُقتل فهذا لا يُثبت أن ذلــك المدعي نبي صادق أو رسول صادق أو مصلح صادق ومحدد من الله، وأن الله يكلمه في الحقيقة.لكنه من الواضح الجلى أن هذا القول كفر لأن ذلك يستلزم الإساءة إلى كلام الله وتكذيبه، وكلُّ عاقل يدرك أن الله قدم هذا الدليل في القرآن الكريم لإثبات رسالة النبي الله الله الحقة أن هذا الرجل إذا كان مفتريا على الله لأهلكته، ويعرف جميع العلماء أن الاستخفاف بدليل قدمه الله الله لهو كفر بالإجماع، لأن الاستهزاء بهذا الدليل الذي قدمه الله الله علــ صدق القرآن الكريم والرسول يستلزم تكذيب كتاب الله ورسول الله، وهـو

Page 39

يا الله کفر صريح.لكن كيف نتأسف على هؤلاء؟ فلعل الافتراء على الله جائز في رأيهم وقد يقول بعض الظانين بالسوء: لعل إصرار الحافظ محمد يوسف على قوله في كل مجلس أن المرء لا يهلك رغم افترائه على الله طيلة ٢٣ عاما راجع إلى أنه قد افترى على الله والعياذ بالله - بضع مرات، أو قال كذبًا إنه رأى رؤيا، أو تلقى إلهاما، ومع ذلك لم يهلك إلى الآن، مما جعله يظن ببطلان قول الله الا الله عن نبيه الكريم بأنه لو تقول عليه ولا لقطع وتينه، إذ لـو كـــان صحيحا فلماذا لم يقطع الله وتينه مع افترائه عليه الا فنجيب أن هذه الآية تخص الرسل والأنبياء والمبعوثين الذين يدعون ملايين الناس إلـيهـم والـذين بافترائهم يهلك العالم بأسره.لكن الذي لا يدعي بأنه بعث من الله لإصلاح القوم ولا يدعي النبوة والرسالة وإنما يدّعي- مزاحاً أو إثباتا لجدارته وكفاءته للناس بأنه رأى رؤيا ما أو تلقى إلهاما، ويكذب أو يخلط في كلامه كذبا فمثله كمثل الدودة التي تُولد في النجاسة وتموت فيها.فهذا الخبيث ليس جديرا بأي اهتمام أو تشريف من الله حتى يقول له الله : إذا تقولت عليَّ فسوف أهلكك، كلا بل إنه لا يستحق أي التفات لحقارته المتناهية، فلا أحد يتبعه ولا يؤمن به أحدٌ بصفته نبيا أو رسولا أو مبعوثا من الله.ثم يجب أن يُثبت أنه عاش ٢٣ عاما بهذه العادة.نحن لا نعرف كثيرا عن الحافظ محمد يوسف ولا يُتوقع منه أن تكون فيه هذه الخصال، فالله العليم بأسراره.أما نحن فنتذكر اثنين من أقواله وسمعنا أنه الآن تراجع عنهما ويُنكرهما.نحن لا نتوقع من الحافظ المحترم أن يكون قد افترى على الله قط والعياذ بالله ثم لم يعاقب على ذلك فبدأ يؤمن بهذه الفكرة، وإنما نؤمن بأن الافتراء على الله عمَل الأنجاس وهم يهلكون في نهاية المطاف.منه

Page 40

٢٦ أولا : لقد بين الحافظ قبل بضعة أعوام في اجتماعات كبيرة أن المولوي عبد الله الغزنوي ذكر له أن نورا من السماء قد نزل على قاديان وحرم منه أولاده.وثانيا: قال له إن الله الله تمثل لي بشرا وقال لي إن مرزا غلام أحمد على حق، فلماذا يُنكره الناس؟!.العمر الآن دار بخلدي أنه إذا كان الحافظ يُنكر هذين الأمرين اللذين صرح بهما أمام الكثير من الناس مرارا فلا شك أنه قد افترى على الله والعياذ بالله ؛ لأن الذي يقول الحق لا يمكنه الإنكار حتى لو قُتل كما أن أخاه محمد يعقوب أيضا أدلى بشهادته الصريحة أن المولوي عبد الله الغزنوي كان قد قال في تعبير إحدى الرؤى إن النور الذي سينوّر العالم هو مرزا غلام أحمد القادياني.فكان الحافظ المحترم أيضا يردّد هذين الأمرين إلى الأمس القريب، و لم يبلغ من عتيا حتى يُظَنّ أنه بسبب الشيخوخة فقدَ الذاكرة، وقد مرّت أكثر من ثمانية أعوام على نشري كشف المولوي عبدِ الله الغزنوي المذكور آنفا على لسان الحافظ في كتابي إزالة الأوهام.فهل يمكن أن يقبل أي عاقل أني لو كتبتُ في كتابي أمرا كاذبا من عندي أن يبقى الحافظ بعد قراءته ذلك الكتاب ساكتا؟ لا أدري ما الذي أصاب الحافظ المحترم يبدو أنه يكتم الشهادة عن عمد لمصلحة وينوي بحسن النية أن يُدلي بها في مناسبة أخرى غير أنه لا ضمان للحياة.ففرصة الإظهار لم تفت بعد، فما الذي يستفيده الإنسان إذا دمر أنا لا أستطيع أن أقبل أن يُنكر الحافظ هذين القولين لأنني لست شاهدا وحيدا على هذين القولين بل يشهد على ذلك جماعة كبيرة من المسلمين وقد سجلت كشف المولوي الله الغزنوي على لسان الحافظ في كتابي إزالة الأوهام"، وأوقن أن الحافظ لن يتفوه بكذب صريح حتى لو واجه مصيبة كبيرة من قبل القوم.أخوه محمد يعقوب لم يُنكر فأنى له أن يُنكر.فالكذب لا يقل عن الارتداد.منه عبد

Page 41

۲۷ الحياة الروحانية لصالح الحياة الجسمانية؟!.كنت قد سمعت من الحافظ مرارا أنه من جماعة المصدقين لي وجاهز لخوض المباهلة ضد المكذبين وقد قضى فترة طويلة من حياته بهذا الاعتقاد، وظل يذكر رؤاه تأييدا لهذا الاعتقاد وقد باهل بعض الأعداء أيضا؛ فلماذا مال إلى الدنيا مع ذلك كله؟ لكننا إلى الآن لم نيأس من أن يفتح الله عينيه فما زال بريق الأمل موجودا حتى يموت على هذه الحالة.ولا يغيبن عن البال أن أكبر دافع لنشر هذا الإعلان هو الحافظ لأنه هو الذي ركز أولا في هذه الأيام على أن دليل القرآن الكريم القائل "لو ادّعى هذا النبي كذبا أنه تلقى الوحي لأهلكته عديم الجدوى، بل هناك في العالم كثير من المفترين الذين ادَّعوا كذبًا النبوة أو الرسالة أو البعثة من الله وافتروا على الله وعاشوا بعد ذلك أكثر من ٢٣ عاما وما زالوا أحياء يُرزقون.فقول الحافظ هذا لا يتحمله أي مؤمن إلا الذي قد حلَّت على قلبه اللعنة من الله.فهل كلام الله كذب؟ ومن أظلم من الذي كذب كتاب الله؟.ألا إن قول الله حق وألا إن لعنة الله على المكذبين ومن قدرة الله لا أنه أرى لي هذه الآية أيضا بالإضافة إلى آياتٍ أخرى كثيرة إذ جعل مدة نزول الوحي علي تماثل مدة نزول الوحى على سيدنا محمد المصطفى ، ولن تجدوا شخصا - منذ خلق العالم – افترى على الله كذبا بتلقي الوحي من الله ثم عاش ٢٣ عاما مثل سيدنا ومولانا النبي ، فمن تشريف الله لنبينا بوجه خاص أنه جعل مدة نزول الوحي عليه معيارا للصدق.فيا أيها المؤمنون إذا وجدتم شخصا يدعي بأنه مبعوث من الله ثم ثبت لكم ثم ثبت لكم أنه قد مضى على دعواه بتلقي الوحي عاما وظل يدعي بتلقي الوحي خلال هذه المدة على التوالي وثبتت دعواه من ۲۳ كتاباته المنشورة فاعلموا يقينا بأنه من الله حقا لأنه من المستحيل أن يفوز

Page 42

۲۸ الوحي من الكاذب عند الله بتلقي الوحي مدة تماثل مدة نزول الوحي على سيدنا ومولانا محمد المصطفى الله.غير أنه من الواجب الضروري التحقق بأنه فعلا قد مضت على دعواه بتلقيه الوحي ٢٣ عاما وأنه خلال هذه المدة لم يسكت قط ولم يتراجع عن دعواه.وفي هذه الأمة أنا ذلك الإنسان الوحيد الذي نزل عليه الله مدة ٢٣ عاما على شاكلة نبيه الكريم ، وقد استمر نزول الوحي علي ٢٣ عاما بانتظام دون انقطاع.ولإثبات ذلك أسجل فيما يلي تلك المكالمات الإلهية التي نشرتها في البراهين الأحمدية قبل ٢١ عاما وظلّت تُنشر شفويا مدة سبعة أو ثمانية أعوام قبل صدور البراهين، ويشهد على ذلك كتاب "البراهين الأحمدية" نفسه، وبعد ذلك سأسجل بعض المكالمات الإلهية تلقيتها بعد صدور "البراهين الأحمدية" وظلت تنشر في كتبي الأخرى بين حين وآخر، فكلمات الله هذه التي نزلت علي من الله منشورة في البراهين الأحمدية، وأسجلها باختصار كمثل فقط وللاطلاع على التفصيل فكتاب "البراهين" موجود.التي

Page 43

التحفة الفولروية المكالمات الإلهية ۲۹ التي تشرفتُ بها وهي مكتوبة في البراهين الأحمدية "بشرى لك أحمدي ، أنت مرادي ومعي غرستُ لك قدرتي بيدي.سِرُّك سري.أنت وجيه في حضرتي اخترتك لنفسي.أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي، فحان أن تُعانَ وتُعرَف بين الناس يا أحمد فاضت الرحمة على شفتيك.بوركت يا أحمد، وكان ما بارك الله فيك حقًا فيك.الرحمن علّم القرآن لتنذر قومًا ما أُنذِرَ ،آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين.قُل إني أُمرت وأنا أوّلُ المؤمنين.قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله".ويمكرون قد ورد في كتاب البراهين الأحمدية بشرى لك يا أحمدي".(الناشر) الله، فهــــذا يجدر بجماعتي التأمل في هذا المقام لأن الله القدير يقول في هذا الوحي إن الفوز بالحـ الإلهي منوط باتباعكم الكامل بحيث ينبغي أن لا تبقى فيكم أدنى ذرة من المعصية.وإن كلمة "الرسول" أو "النبي" الواردة في الكلام الإلهي بحقي، أنني رسول ونبي الإطلاق مجازا واستعارة لأن الذي يتلقى الوحي من الله مباشرة وكان من المؤكد أن الله يكلمه مثلما كلَّم الأنبياء فليس من غير المناسب إطلاق كلمة النبي أو الرسول عليه، بل إنه استعارة فصيحة جدا، ولهذا السبب قد وردت كلمة "نبي" في صحيح البخاري وصحيح مسلم والإنجيل وسفر دانيال وفي أسفار بعض الأنبياء الآخرين حيث ورد ذكري، كما وردت كلمة "الملك" بحقي في كتب بعض الأنبياء مجازا ولقد سماني دانيال "ميكال" في کتابه دانيال ومعنى "ميكال" باللغة العبرية مثيلُ الله، وكأنه يُشبه الإلهام الوارد في البراهين الأحمدية "أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي فحان أن تُعان وتُعرف بين الناس"، أي أنت حائز على قربي وأنا أحبك كما أحب توحيدي وتفريدي، فسوف أجعلك معروفـــــا في العالم مثلما أريد أن ينتشر توحيدي، وحيثما وصل اسمي سيكون اسمك معه.منه

Page 44

التحفة الفولروية ويمكر الله والله خير الماكرين وما كان الله ليتركك حتى يميز الخبيث من الطيب.وإنّ عليك رحمتي في الدنيا والدين، وإنك اليوم لدينا مكين أمين، وإنك من المنصورين.وأنت مني بمنزلة لا يعلمها الخَلْقُ، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.يا أحمد، اسكن أنت وزوجك الجنة.يا آدم، اسكن أنت وزوجك الجنة.هذا من رحمة ربّك ليكون آيةً للمؤمنين.أردت أن أستخلف فخلقت آدم ليقيم الشريعة ويُحيي الدين.جَريُّ الله في حلل الأنبياء، وجية في الدنيا والآخرة ومن المقربين.كنتُ كنزا مخفيًّا، فَأَحْبَبْتُ أن أُعرَف، ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرًا مقضيّا.يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين وسود 6.كفروا إلى يوم القيامة.ثُلّةٌ من الأوّلين وثلة من الآخرين.يخوفونك من دونه، يعصمك الله من عنده ولو لم يعصمك الناس، وكان ربك قديرا.يحمدك الله من عرشه نحمدك ونصلي وإنا كفيناك المستهزئين.وقالوا إن هو إلا إفك افترى، وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.ولقد كرمنا بني آدم وفضلنا بعضهم على بعض كذلك لتكون آية للمؤمنين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعُلُوًّا.قلّ عندي شهادة من الله فهل أنتم مؤمنون؟ قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مسلمون؟ وقالوا أَنى لك هذا إن هذا إلا سحر يُؤثر.وإن يروا آية يُعرضوا ويقولوا سحر مستمر.كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.لا مبدل لكلمات الله.والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون.وإن يتخذونك إلا هزوا، أهذا الذي

Page 45

بعث الله؟ وينظرون إليك وهم لا يبصرون.وإذ يمكر بك الذي كفر، أَوْقِدْ لي يا هامانُ لعلّي أطلع على إله موسى، وإني لأظنه من الكاذبين.تبت يدا أبي لهب وتب.ما كان له أن يدخل فيها إلا خائفا وما أصابك فمن الله.الفتنة ههنا، فاصبر كما صبر أولو العزم.ألا إنّها فتنةً من الله، ليحب حبا جما، حبًّا الله العزيز الأكرم عطاء غير مجذوذ.وفي الله أجرك، ويرضى عنك ربُّك، ويتمّ اسمك، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.شرح الوحي: فاضت الرحمة على شفتيك" (أي تجري النعمة على شفتيك من أى الحقائق والمعارف) " "الرحمن علم القرآن " (أي كشف عليك معاني القرآن التي نسيها الناس) " "ولتستبين سبيل المجرمين" رأي لتتم الحجة على المجرمين.) "قُل إني أُمِرت" (أي أقول لكم كل هذا الكلام بتلقي الوحي من الله)." وأنا أوّلُ المؤمنين" (في هذا العصر) یا آدم اسكن أنتَ وزَوْجك الجنّة." (أي كل من له علاقة بك سواء أكانت زوجك أو صديقك سينجو وينال الحياة الفردوسية وأخيرا سيدخل الجنة.) "فخلقت آدم ليقيم الشريعة ويُحيي الدين." رأي هذا الأدم الذي سوف يقيم الشريعة ويحيى الدين).لقد كتبنا هذا القدر من الإلهامات من البراهين الأحمدية باختصار، وبما أن هذه الإلهامات قد نزلت علي مرارا وبترتيب مختلف فلم ألتزم في تركيب الجمل أي ترتيب معين، فكل ترتيب بحسب فهم الملهم إلهامي.من منه

Page 46

۳۲ "جَرِيُّ الله في حلل الأنبياء" (أي هذا رسول الله في حلل الأنبياء)."ولنجعله آية للناس ورحمة منا" (أي سنجعل عبدنا هذا آية منا ونجعله مثالا لرحمتنا)."يا عيسى إني متوفيك" (أي لن يقدر أعداؤك على قتلك) "ورافعك إلي" رأي سأثبت بالبراهين الساطعة أنك من مقربي، وأبرئ ساحتك من جميع التهم التي يلصقها المنكرون بك)." وجاعل الذين اتبعوك " (أي من المسلمين فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة."يحمدك الله من عرشه" (أي إذا كان الناس يسبونك فإن الله يحمدك على العرش مقابل ذلك.وقالوا إن هو إلا إفك افترى (رأي لا يعرف هؤلاء السفهاء أن خلع منصب على أحد لا يصعب على الله) كذلك لتكون آية للمؤمنين" (كذلك خلعنا هذه المرتبة على هذا الرجل...) "وإن يروا آية يُعرضوا ويقولوا سحر مستمر" (فليتضح أن الجملة الأخيرة من هذا الوحي آية قرآنية وتعني أن الكفار حين رأوا معجزة انشقاق القمر احتجوا بأنه نوع من الخسوف الذي يحدث عادةً ولا يُشكل آية، ففي هذه النبوءة أشار الله إلى الخسوف والكسوف الذي ظهر بعد سنين عدة من صدور هذه النبوءة وهذا الخسوف والكسوف كان مذكورا في القرآن الكريم وحديث الدار قطني نبوءة آيتين للمهدي.كما صرح أن المنكرين سيقولون بعد رؤية هذه الآية إنها ليست آية وإنما أمر عادي.وليكن معلوما أن القرآن الكريم قد أشار إلى هذا الخسوف والكسوف في آية جُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.أما في الحديث 1 القيامة: ١٠

Page 47

} فرواية الإمام الباقر التي تنص على (إن لمهدينا آيتين..) تبين هذا الخسوف والكسوف.ومن الطريف أن نبوءة الخسوف والكسوف هذه قد وردت في كتاب "البراهين الأحمدية" قبل تحققها بخمسة عشر عاما، وأنبي أن الظالمين لن يؤمنوا بهذه الآية عند ظهورها وسيقولون إنه يحدث عادة، مع أنه لم يحدث خسوف وكسوف في شهر رمضان نفسه في زمن وُجد فيه المهدي منذ خُلق العالم.أما تكرار جملة "قل عندي شهادة من الله" في "قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مؤمنون.قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مسلمون".(فالمراد من الشهادة الأولى كسوف الشمس، أما الشهادة الثانية فهي خسوف القمر) "كتب الله" (من القديم) "الأغلبنّ" أنا "ورسلي" (أي مهما تعرَّض المبعوثون من الله للمواجهة فلن يغلبوا) "وإذ يمكر بك الذي كفر" فهذه نبوءة بأن شيخا شقيا سيعد قرطاس تكفير المسيح الموعود في الزمن الوشيك) "أوقد لي يا هامان" رأي سيقول لكبيره :هامان: ضع أنت أساس التكفير لنفوذك في الناس فأنت قادر بفتواك على إثارة الجميع، فاختم أنت قبل الجميع على فتوى التكفير هذه ليشتعل المشايخ كلهم ولكي يختموا هم أيضا بعد رؤية ختمك.) "لعلّي أطلع إلى إله موسى" رأي لأتأكد هل يؤيده الله أم لا) "وإني لأظنّه من الكاذبين" (فختم).

Page 48

٣٤ التحفة الفولروية "تبت يدا أبي لهب وتب." (إحدى يديه التي أمسك بها ورقة التكفير والثانية التي ختم بها أو كتب بها فتوى التكفير الفتنة ههنا" (أي عندما سيختم هامان على ورقة التكفير فستحدث فتنة كبيرة) العليلا "فاصبر كما صبر أولو العزم" رأي من الأنبياء، ففيه إشارة إلى عيسى الذي كتب المشايخ اليهود الأنجاس فتوى تكفيره، وفي هذا الإلهام إشارة إلى أن هذا التكفير سيتحقق لكي يظهر التشابه مع عيسى اللي في هذا أيضا.لقد سمى الله كاتب الاستفتاء في الإلهام بفرعونَ، أما الذي أصدر الفتوى أولا فسماه هامان، فليس من المستغرب أن يكون إشارة إلى أن هامان سيموت كافرا، أما فرعون فمن المحتمل أن يقول إذا أراد الله آمنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بنو إسرائيل.ألا إنها فتنةٌ من الله ، ليُحب حبا جما، حبًّا مِن الله العزيز الأكرم عطاء غير مجذوذ، وفي الله أجرك ويرضى عنك ربك ويتم اسمك، وعسى أن يتضح من هذا الكلام الإلهي أن الذين يُكفرون ويُكذبون هم قوم هالكون، فلا يستحقون أن يُصلِّي وراءهم أحد أبناء جماعتي، فهل يمكن لحي أن يُصلّي خلف ميت، فتذكروا أن الله له الا الله أخبرني أنه حرام عليكم قطعا أن تُصلّوا خلف أي مكفّر أو مكذب أو متردد، بل يجب أن يؤمكم أحدٌ منكم، وإلى هذا يشير جانب من حديث البخاري "إمامكم منكم" أي عندما سينزل المسيح فسيكون لزاما عليكم أن تتركوا نهائيا سائر الفرق التي تدعي الإسلام، وسيكون إمامكم منكم.فعليكم أن تعملوا بذلك، فهل تُريدون أن تقوم عليكم حجة الله وتحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، فالذي يقبلني بصدق القلب فهو يُطيعني أيضا بإخلاص، ويعتبرني حَكَما في كل أمر ويطلب مني الحكم في كل نزاع.أما الذي لا يقبلني بصدق القلب فسترون فيه نخوة وأنانية؛ فاعلموا أنه ليس مني لأنه لا ينظر إلى أقوالي التي تلقيتها من الله بعظمة فلا تعظيم له في السماء.منه ٢ يونس: ۹۱

Page 49

오 تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.ففيه إشارة إلى أن التكفير كان لا بد منه وكانت تكمن فيه حكمة إلهية، فالأسف على الذين ظهرت بواسطتهم هذه الحكمة والمصلحة الإلهية، فلو لم يولدوا لكان خيرا).لقد نسخنا هذا القدر من الإلهامات من البراهين الأحمدية كمثال، غير أنني خلال مدة ٢١ عاما هذه أي من البراهين الأحمدية إلى اليوم قد ألفت أربعين كتابا ووزّعت قرابة ستين ألف إعلان في إثبات صدق دعواي، وقد أصدرتها كلها في صورة كتيبات، وكان من دأبي فيها كلها أن أنشر فيها إلهاماتي الجديدة على الدوام، ففي هذه الحالة يستطيع كل عاقل أن يُدرك كم كان نشاطي مكثفًا ليل نهار في هذه المدة الطويلة بدءا من دعواي بأني مبعوث من الله إلى اليوم.ولم يُبقيني الله حيًّا إلى الآن فحسب، بل قد متّعني بالصحة والعافية لتأليف هذه الكتب ورزقني المال وهيأ لي الوقت أيضا، وليست من سنة الله معي في الإلهامات أن يكلمني كلاما عاديا بل إن معظم إلهاماتي حافلة بالنبوءات وهي تتضمن ردا على مكايد العدو السيئة.فمثلا كان الله يعلم أن الأعداء سيتمنون هلاكي لكي يستدلوا بموتي العاجل على كذبي، فقد قال لي سلفا لثمانين حولا أو قريبا من ذلك أو تزيد عليه سنينا وترى نسلا بعيدا".وقد تلقيتُ هذا الإلهام قبل ما يقارب ٣٥ عاما، وأُشيع في مئات الألوف من الناس.كذلك لما كان في العلم الإلهي أن الأعداء سيتمنون أن أهجر وأخذل كالكاذبين ولا أُحقق أي صيت في العالم لكي يستنتجوا من ذلك أني لم أحرز القبول الذي يحظى به الصادقون وينزل لهم من السماء، فقد قال في البراهين الأحمدية سلفا ينصرك رجال" نوحي إليهم من السماء، يأتون من كل فج عميق والملوك يتبركون بثيابك.إذا جاء نصر الله والفتح.فعندئذ سيقال

Page 50

٣٦ التحفة الفولروية للمعارضين أهذا افتراء الإنسان أم فعل إلهي ؟ ) وانتهى أمر الزمان إلينا أليس هذا بالحق." (كذلك كان الله لا يعلم أن الأعداء سيتمنون أن أموت منقطع النسل، لكي تكون آية في نظر السفهاء، فقد بشرني الله سلفا في البراهين الأحمدية) "ينقطع آباؤك ويُبدأ منك رأي سينقطع نسل آبائك ولن يبقى لهم أي ذكر وسوف يضع الله بك أساسا مثل الأساس الذي وضع بإبراهيم، وبهذه المناسبة سماني الله في البراهين الأحمدية إبراهيم كما قال: "سلام على إبراهيم صافيناه ونجيناه من الغم واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.قل رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين." "سلام على إبراهيم" (أي هذا العبد المتواضع)..(فأنتم الذين تتبعونه اجعلوا مصلاكم موضع قدميه، أي اتبعوه اتباعا كاملا لتنجوا).هذا الإلهام يُشير إلى أن الله الله لن يتركني فردا وسوف يكثر نسلي كإبراهيم وسيتبرك الكثيرون بهذا النسل.أما قوله : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى" فهذه الجملة آية قرآنية ومعناها في هذا الموضع أن اقتدوا في عباداتكم كذلك كان الله له الا الله يعلم أنه إذا أصابني مرض خبيث مثل الجذام أو الجنون أو العمى أو الصرع فسوف يستنتج من ذلك هؤلاء أن الغضب الإلهي نزل علي، فلهذا قد بشرني سابقا في البراهين الأحمدية أنه سيحميني من كل علة خبيثة وسيتم نعمته علي، وبعده تلقيت إلهاما خاصا بالعين تنزل الرحمة على ثلاث؛ العين وعلى الأخريين"..أي إن عيني لن تتضررا بسبب الشيخوخة ولن يُصيبهما "الماء الأزرق" الذي يسبب ضياع نور البصر، ، أما العضوان الآخران فلم يصرح بهما الله ووعد بأن البركة نفسها ستنزل عليهما أيضا ولن يطرأ الفتور على قواهما وقدراتهما.الآن أخبروني أي كذاب رأيتم في العالم يتنبأ بأنه سيُعمَّر ؟ ويدّعي أن بصره وعضوين آخرين له ستبقى سليمة إلى آخر الحياة.؟ كذلك لما كان يعلم أن الناس سيكيدون لقتلي فقد بشر سلفا في البراهين الأحمدية "يعصمك الله ولو لم يعصمك الناس".منه

Page 51

۳۷ ومعتقداتكم بإبراهيم هذا الذي أُرسل، وتأسوا بأسوته في كل شأن من شؤونكم، كما تشير آيةً وَمُبَشِّرًا بِرَسُولِ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ..أي سيظهر في الزمن الأخير مظهر للنبي ، وكأنه إحدى يديه" وسيكون اسمه في السماء أحمد، وسينشر الدين على شاكلة المسيح في صبغة الجمال.كما تشير آية (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى أنه عندما تفترق الأمة المحمدية إلى فرق كثيرة فسوف يظهر في الزمن الأخير إبراهيم، والذين يتبعونه هم تلك الفرقة الناجية من بين سائر الفرق.والآن نود أن نكتب بعض الإلهامات مثالا من الكتب الأخرى؛ فقد وردت في الصفحة ٦٣٤ من إزالة الأوهام إلى نهاية الكتاب والكتب الأخرى الإلهامات التالية: "جعلناك المسيح بن مريم.ہم نے تجھ کو مسیح ابن مریم بنایا.یہ کہیں گے کہ ہم نے پہلوں سے ایسا نہیں سنا.سو تو ان کو جواب دے کہ تمہارے معلومات وسیع نہیں، خدا بہتر جانتا ہے.تم ظاہر لفظ اور ابہام پر قانع ہو." أي: قُلْ لهم: لقد جئتُ على قدم عيسى.سيقولون ما سمعنا بهذا في الأولين.قُلْ علمكم ضئيل، والله أعلم.إنكم تقتنعون بظاهر الكلمات والإبهام.ثم هناك إلهام آخر: "الحمد لله الذي تشير الصف: ۷ الجدير بالذكر أنه كما كان الله يدا الجلال والجمال، فاقتداءً بذلك قد وهب الله الله نبينا الكريم أيضا يدَي الرحمة والشوكة كلتيهما لكونه مظهرا أتم الله.فإلى يد الجمال آية ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: ۱۰۸ ، أما يد الجلال فتشير إليهــــا آية ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى (الأنفال: (۱۸)، فلما كان الله يريد أن تتجلّى صفتا النبي ﷺ هاتان في وقتهما فقد أظهر الله جلاله ) بواسطة الصحابة وأوصل صفة الجمال إلى الكمال بواسطة المسيح الموعود وجماعته، وإلى ذلك تشير آيـــة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (الجمعة: ٤).منه البقرة: ١٢٦

Page 52

جعلك المسيح بن مريم أنت الشيخ المسيح الذي لا يُضاع وقته.كمثلك دُر لا يُضاع".ثم قال : "التحيينك حياة طيبة ثمانين حولاً أو قريبا من ذلك، وترى نسلاً بعيدًا مظهرُ الحق ،والعلاء كأن الله نزل من السماء." ثم قال : "يأتي قمر الأنبياء، وأمرُك يتأتى ما أنت أن تترك الشيطان قبل أن تغلبه الفوق معك والتحت أعدائك." مع ثم قال : "إني مُهينٌ من أراد إهانتك، وما كان الله ليتركك حتى يميز الخبيث من الطيب.سبحان الله، أنت وقاره، فكيف يتركك.إني أنا الله فاخترني.قل رب إني اخترتك على كل شيء.ثم قال تعالى: "سيقول العدو لست مرسلا.سنأخذه من مارن أو خرطوم، وإنا من الظالمين منتقمون.إني مع الأفواج آتيك بغتة.يوم يعض الظالم على يديه، يا ليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلا.وقالوا سيُقْلَبُ الأمر، وما كانوا على الغيب مطلعين.إنا أنزلناك، وكان الله قديرا." الشرح....سنضيق على هذا العدو الخناق بأدلة قاطعة....إني آتيك بجيوشي فجأةً، أي: لا علم لك بالساعة التي تأتيك فيها نصرتي.....يقول: ليتني لم أعارض من أُرسل من الله وليتني كنتُ معه.وقالوا: ستتشتت هذه الجماعة ويفسد أمرها، مع أنهم لم يُعْطَوا علم الغيب.إنما أنت برهان من عندنا، وكان الله قادرًا على أن يُظهر برهانه عند الحاجة.ثم قال تعالى: "إنا أرسلنا أحمد إلى قومه فأعرضوا وقالوا كَذَّابٌ أَشِرٌ، وجعلوا يشهدون عليه ويسيلون كماء منهمر.إن حبي قريب مستتر.يأتيك نصرتي.إني أنا الرحمن.أنت قابل، يأتيك وابل.إني حاشر كلّ قوم يأتونك

Page 53

التحفة الفولروية ۳۹ جنبًا.وإني أنرتُ مكانك تنزيل من الله العزيز الرحيم.بلجت آياتي، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.أنت مدينة العلم.طيب مقبولُ الرحمن، وأنت اسمي الأعلى.بشرى لك في هذه الأيام.أنت مني يا إبراهيم.أنت القائم على نفسه، مَظْهَرُ الحَيِّ، وأنت مني مَبْدَأُ الأمر، أنت من مائنا، وهم من فشل أم يقولون نحن جميع منتصر، سيُهْزَم الجَمْع ويولون الدبر.الحمد لله الذي جعل لكم الصهر والنسب.أَنذِرْ قومك وقل إني نذير مبين.إنا أخرجنا لك زروعا يا إبراهيم قالوا لنهلكنك.قال: لا خوف عليكم لأغلبن أنا ورسلي وإنّي مع الأفواج آتيك بغتةً، إني أموج موج البحر.إن فضل الله لآت، وليس لأحد أن يردّ ما أتى.قُلْ إي وربي إنه لحق، لا يتبدل ولا يخفى.وينزل ما تعجب منه، وحي من رب السماوات العلى، لا إله إلا هو يعلم كل شيء ويرى.إن الله مع الذين اتقوا والذين هم يحسنون الحسنى.تُفتح لهم أبواب السماء، ولهم بشرى في الحياة الدنيا.أنت تُربّى في حجر النبي ، وأنت تسكن قُنَنَ الجبال، وإني معك في كل حال." الشرح.....إنك ذو كفاءة، لذلك سيصيبك غيث عظيم.سأرسل إليك أفواجًا من كل قوم...ولو قيل: كيف نعرف أنه كلام الله، فآية لهم أن هذا بعض السفهاء يقول: لماذا ينزل عليَّ الإلهام باللغة العربية، فإنما الجواب أن الفرع لا يمكنه الانفصال عن أصله، فلما كان هذا العبد المتواضع يتربى في النبي العطوف كما يدلُّ على ذلك إلهام البراهين الأحمدية "تبارك (الذي من علم وتعلم أي مبارك ذلك الإنسان الذي أكسب الفيوض الروحانية أي سيدنا رسول الله ، والإنسان المبارك الثاني هذا العبد المتواضع الذي تعلم منه، وفي هذه الحالة إذا كانت لغة المعلّم عربيةً فيجب أن يتلقى المتعلم أيضا الإلهام باللغة العربية نظرا لهذه العلاقة.منه كلمة "الذي" هنا زيدت من الكاتب خطأً ولا توجد في البراهين الأحمدية.(الناشر)

Page 54

الكلام نزل بآيات ولن يتيح الله للكافرين فرصة توجيه اعتراض حقيقي إلى المؤمنين...أنت القائم على صفاته تعالى، ومَظْهَرُ الرب الحي، وأنت عندي بداية الأمر المنشود....الحمد لله الذي كتب لك العز من ناحية الأصهار والآباء...إن الله مع الذين يخشونه ويقومون بالحسنات أحسن قيام، ويعملون الصالحات بروعة.من عسى ثم قال تعالى: "وقالوا إن هذا إلا اختلاق إنّ هذا الرجل يجوح الدين.قل جاء الحق وزهق الباطل.قل لو كان الأمر من عند غير الله لوجدتم فيه اختلافا كثيرا.هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وتهذيب الأخلاق.قُلْ إِنِ افتريتُه فعلي إجرامي، ومَن أظلم ممن افترى على الله كذبًا.تنزيل الله العزيز الرحيم، لِتنذِرَ قومًا ما أُنذِرَ آباؤهم، ولتدعو قوما آخرين.الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم مودةً.يخرّون على الأذقان سُجَّدًا، ربَّنا اغفر لنا إنا كنا خاطئين.لا تثريب عليكم اليوم، يغفِرُ الله لكم، وهو أرحم الراحمين.إني أنا الله فاعبدني ولا تنسني، واجتهد أن تصلني، واسأل ربك وكُنْ سَئولاً.الله ولي حنان، علم القرآن، فبأي حديث بعده تحكمون؟ نزلنا على هذا العبد ،رحمةً وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى.ذَرْني والمكذبين، إني مع الرسول أقوم.إنّ يومي لفصل عظيم، وإنك على صراط مستقيم.وإنا يوحى.1 من المستحيل أن يؤمن الجميع لأنه بموجب آية: ﴿ولِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (هود: ۱۲۰) وبموجب آية: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (آل عمران: منهم ٥٦)؛ فإن إيمان الجميع ينافي النص الصريح، فالمراد هنا السعداء فقط.منه

Page 55

ترينك بعض الذي نعدهم أو نتوفّينك، وإني رافعك إلي، ويأتيك نصرتي، إني أنا الله ذو السلطان".هو الله الذي الشرح:...قل لو لم يكن هذا الأمر من عند الله تعالى لما وُجد في كلام الله ما يؤيده ، ولكان هذا الأمر معارضا للسبيل الذي يذكره القرآن الكريم ولمـــا وجد تصديقه في القرآن، ولما قام عليه أي دليل من الأدلة الحقة، ولما وُجد فيه قط نظام وترتيب وسلسلة علمية وذخيرة الأدلة التي توجد فيه الآن، ولما وُجد معه شيء من الآيات التى تُرافقه الآن من السماء والأرض.أرسل رسوله أي أنا العبد المتواضع...قل ان اختلقته من عندي فعلي إجرامي أي: لا بد أن أهلك...إن هذا لا ينطق من عنده، بل إن ما تسمعون إنما هـو الله أي ذهب إلى فوق، ثم جاء إلى تحت لتبليغ الحق، لذا فإنه صار وسط قوسين، حيث صار الله فوقه والمخلوق تحته....وإن ما نعدهم فقد نُريك بعضًا منه في حياتك، أو نُميتك وننجز وعدنا بعد وفاتك، وإني سأرفعك إلي، أي: سوف أُثبت للدنيا أنك مرفوع إلى الله تعالى.سيكون الله إنه دنا من نصرتي حليفك.إني أنا الله الذي تُسيطر آياته على القلوب وتُسخّرها.وفي سلسلة هذه الإلهامات هناك بعض الإلهامات باللغة الأردية أيضا وأُسجل بعضها فيما يلي وهي: (أ): " ایک عزت کا خطاب.ایک عزت کا خطاب لك خطاب العزة.ایک بڑا نشان اس کے ساتھ ہو گا......خدا نے ارادہ کیا ہے کہ تیرا نام بڑھاوے اور آفاق میں تیرے نام کی خوب چمک دکھاوے.میں اپنی چمکار دکھلاؤں گا اور قدرت نمائی سے تجھے اُٹھاؤں گا.آسمان سے کئی تخت اترے مگر سب سے اُونچا تیر اتحت بچھایا گیا.دشمنوں سے ملاقات کرتے وقت فرشتوں نے تیری مدد کی.آپ کے ساتھ انگریزوں کا نرمی کے ساتھ ہاتھ تھا.اسی طرف خدا تعالیٰ تھا جو

Page 56

٤٢ التحفة الفولروية آپ تھے.آسمان پر دیکھنے والوں کو ایک رائی برابر غم نہیں ہوتا.یہ طریق اچھا نہیں اس سے روک دیا جائے مسلمانوں کے لیڈر عبدالکریم کو.خُذوا الرفق الرفق، فإن الرفق رأس الخیرات.نرمی کرو، نرمی کرو کہ تمام نیکیوں کا سر نرمی ہے....خدا تیرے سب کام درست کر دے گا اور تیری ساری مرادیں تجھے دے گا.رب الا فواج اس طرف توجہ کرے گا.اگر مسیح ناصری کی طرف دیکھا جائے تو معلوم ہو گا کہ اس جگہ اس سے برکات کم نہیں ہیں.اور مجھے آگ سے مت ڈراؤ کیونکہ آگ ہماری غلام بلکہ غلاموں کی غلام ہے." (أردية) أي: خطاب العزة، خطاب العزة."لك خطاب العزة." ستكون عظيمة (يبدو من وحي معه آية الله تعالى: "خطاب "العزة أنه ستتهيأ من الأسباب ما يجعل الناس يعرفون صدقي ويعطونني لقب العزة، وسيكون هذا عند ظهور آية ما ثم قال: أراد الله أن يبارك في اسمك، ويُري بريق اسمك في الآفاق جيدا.إني سأري بريقي، وسأرفعك بقدرتي.نزلت سُرُرٌ من السماء، ولكن سريرك وضع فوق كلّ سرير.نصرتك الملائكة عند لقاء العدو.قد عاملك الإنجليز بلطف.كان الله حيث كنت.إن الذين تتقلب وجوههم في السماء لا يحزنون مثقال حبة خردل.هذا التصرف ليس جيدا، فليمنَع منه زعيم المسلمين عبد الكريم.(في هذا الوحي تعليم لأبناء الجماعة كلهم بأن يعاشروا زوجاتهم برفق ولطف، فإنهن لسن إماءهم.الحقيقة أن النكاح معاهدة بين الرجل والمرأة فاسعوا لئلا تكونوا في معاهدتكم من المخادعين.قال الله تعالى في القرآن الكريم: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وورد في الحديث : "خيرُكم خيركم لأهله أي أن أفضلكم من هو أفضلكم في معاشرة زوجته.فاصنعوا إلى زوجاتكم المعروف روحانيا وماديا، وادعُوا لهن دائما، واجتنبوا الطلاق، لأنه شقي جدًا عند الله من يتسرع في الطلاق إن ما وصله الله فلا تستعجلوا في كسره كما يكسر الإناء النجس.) "خذوا الرفق الرفق، فإن الرفق رأس الخيرات." (كان أخي المولوي عبد الكريم قد كلّم زوجته بشيء من القسوة، فنزل الأمر الإلهي بأن قسوة الكلام

Page 57

٤٣ لهذا الحدّ لا تجوز، بل إن أول واجب المؤمن أن يعامل كل واحد بلطف وحسنِ خُلق قدر الإمكان، بيد أن استعمال الكلمات المرّة جائز أحيانًا على شاكلة دواء مر، لكن بمقتضى الضرورة وبقدرها فقط، وليس أن تصبح اللهجة القاسية هي طابع المرء.....إن الله تعالى يصلح أمورك كلها، ويعطيك مراداتك جميعها.ربُّ الأفواج يتوجه إليك.لو نظروا إلى المسيح الناصري لتبين لهم أن البركات عند هذا العبد ليست أقل مما كانت عنده.ولا تخوّفوني من النار، لأن النار خادمة لنا، بل هي خدامنا.(ب): أتذكر أنني تلقيت ذات مرة إلهاما بالأردية وهو: خادمة آگ سے ہمیں مت ڈرا، آگ ہماری غلام بلکہ غلاموں کی غلام ہے."( قال المسيح الموعود ال: هذه الجملة قد قالها الله تعالى حكايةً عني.) أي: لا تخوفني من النار، فإن النار خادمة لنا، بل خادمة خدامنا.الحق أن الذي يصبح عبدا الله حقا، فلن يصاب بالطاعون، ومن تضرر فإنما سيتضرر من نفسه."لوگ آئے اور دعوی کر بیٹھے.شیر خدا نے ان کو پکڑا.شیر خدا نے فتح پائی." (أردية) أي: جاء الناس وادعوا ، فأمسك بهم أسد الله، انتصر أسد الله.ثم قال تعالى : بخرام کہ وقت تو نزدیک رسید و پائے محمد یاں بر منار بلند تر محکم افتاد."(فارسية) پاک محمد مصطفے نبیوں کا سردار (أردية) و روشن شد نشانہائے من."(فارسية) بڑا مبارک وہ دن ہو گا.دنیا میں ایک نذیر آیا، پر دنیا نے اُس کو قبول نہ کیا لیکن خدا اُسے قبول کرے گا اور بڑے زور آور حملوں سے اُس کی سچائی ظاہر کر دے گا.آمین." (أردية)

Page 58

٤٤ أي: تبختر، فإن وقتك قد أتى، وإن قدم المحمديين وقعت على المنارة العليا ".إن محمدا سيد الأنبياء، مطهر مصطفى.وبلجت آياتي سيكون ذلك اليوم يوما مباركًا جدا.جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويظهر صدقه بصول قوي شديد، صول بعد صول.آمين.إن جملة " وإن قدم المحمديين وَقَعَتْ على المنارة العليا " تعني : كانت هناك نبوءات من قبل جميع مسیح الأنبياء عن بعثة آخر الزمان، وكان اليهود يزعمون أنه سيُبعث منهم، وكان النصارى يظنون أنه سيكون منهم، ولكنه ظهر في المسلمين، وهكذا فكانت منارة العزة العليا من نصيب المحمديين.وقد استخدمت هنا كلمة المحمديين للإشارة إلى أن الذين كانوا ينظرون حتى الآن إلى قوة الإسلام الظاهرية وشوكته المادية فقط، والتي مظهرها اسم محمد، سيرون الآن آيات سماوية كثيرة هي من لوازم مظهر اسم أحمد، لأن اسم أحمد يقتضي التواضع والحلم وكمال التفاني، التي هي من لوازم الحقيقة الأحمدية والحامدية والعاشقية ،والمحبية وإن الحامدية والعاشقية تستلزم ظهور الآيات المؤيدة.منه

Page 59

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم فتوى المسيح الموعود بالامتناع عن الجهاد القتالي للدين ا تخلوا أيها الأحبة عن فكر الجهاد الآن فالحرب والقتال من أجل الدين حرام الآن.قد جاء المسيح الذي هو إمام الدين، فجميع الحروب الدينية قد انتهت الآن.ترجمة أبيات أردية.(من المترجم) (إلهام وكشف عظيمان) أُريتُ اليوم ٦/٢/ ۱۹۰۰ يوم السبت في الساعة الثانية بعد الظهر في غيبوبة بسيطة ورقة ناصعة البياض، وكان مكتوبًا في سطرها الأخير: "إقبال." أي العز.وأرى أن في ورود هذه الكلمة في السطر الأخير إشارة إلى حسن العاقبة.أي عاقبني حسنة.ثم تلقيت بعدها فورا الوحي التالي: " قادر کے کاروبار نمودار ہوگئے کا فرجو کہتے تھے وہ گرفتار ہو گئے" أي: لقد تجلت قدرة القادر سبحانه وتعالى واعتقل كل أولئك الذين كانوا يسموني كافرا.ويعني هذا الوحي، كما فهمت عند من الله تعالى، أن آيات عظيمة ستظهر عن قريب، فيُتّهم كل الذين يكفّرونني بشتى التهم ويؤخذون بشدة بحيث لن يبقى لهم مهرب.هذه نبوءة وليتذكرها كل من يقرأها.ثم نزل علي في ۱۹۰٠/٦/٣ في الساعة الحادية عشرة والنصف الوحي التالي: "کافر جو کہتے تھے وہ نگونسار ہو گئے جتنے تھے سب کے سب ہی گرفتار ہو گئے " أي: أن الذين كانوا يكفرونني صاروا مهانين ووقعوا في الأسر أجمعين.أي: ستقام حجة الله على كل أولئك الذين يقومون بتكفيري بحيث لن يبقى لهم أية معاذير.هذا نبأ، أي أن هذا سيحدث عن قريب، وستظهر آية ساطعة حاسمة للأمر.منه

Page 60

٤٦ النور الإلهي يتنزل من السماء الآن، وإن فتوى الحرب والجهاد سخف وعبث.فالذي يخوض الآن في الجهاد هو عدو الله، والذي يتمسك بهذا الاعتقاد ينكر النبي.أيها الناس، لماذا تهجرون حديث النبي فاهجروا الخبيث الذي يهجره.لماذا تنسون نباً يضع الحرب" ألم يرد في البخاري؟ فافتحوه وتأكدوا.لقد قال سيد الكونين "المصطفى " إن عيسى المسيح سيلغي الحروب.فعندما يأتي؛ يأتي الصلحُ.معه، ويقضى على سلسلة الحروب دفعة واحدة.ستشرب الشاة والأسد من منهل واحد وسيلعب الأولاد مع الأفاعي دون أي خوف أو خطر.أي سيكون ذلك الزمن زمن السلام لا زمن الحرب، وسوف ينسى الناس أعمال السيف والسنان.فكل من يخرج بعد سماع هذا الحكم للقتال سوف يلقى هزيمة نكراء من الأعداء.فهذه نبوءة معجزةً تكفي لمن هو أهل للتدبّر.باختصار؛ هذه علامة مجيء المسيح، فبظهوره سيُنهي جميع الحروب الدينية.فالآيات تجلت وتبينت بأن الزمن لم يَعُدْ كما كان في السابق، فإن أمتنا لم تعد تملك القدرة والقوة والرعب.فما عدتم ذوي بأس وقدرة، و لم يبق لكم سلطنة ولا هيبة ولا شوكة.

Page 61

٤٧ فلم يبق لكم صيت وبروز وثروة، ولم يبق فيكم عزيمة التقدم ولا الهمة السابقة.لم يبق فيكم علم ولا صلاح ولا عفاف ولا نور ولا بهاء.لم تبق فيكم حرقة والتياع ولا رقة ولا رحمة ولا شفقة على خلق الله.لم تبق في قلوبكم ألفةً حبيب، و لم تبق حالتكم جاذبة للنصرة.لقد حلّ في قلوبكم الحمق واختفت الفطنة، وأصابكم كسل و لم يبق فيكم جلد.لم تبق فيكم معرفة ولا علم ولا فراسة ولا فكر ولا قياس ولا حكمة.ما عدتم جديرين؛ لا في أمور الدين ولا الدنيا ولم تعودوا سبّاقين على الشعوب الأخرى.لم يبق فيكم أنس ولا شوق ووجد ولا طاعة ولم يبق أي حد ونهاية للظلمة.إنكم تداومون على الكذب و لم تعودوا متعودين على الصدق، و لم تبق فيكم أي علامة للنور الإلهى.إن قلوبكم عامرة بمئات أنواع الأوساخ والأدران، و لم تبق فيكم طهارة، ولم تبق لديكم رغبة في إحراز البر.فالمائدة فارغة ولم تعودوا تتنعمون بالنعمة، فقد صار الدين قشرا قد ضاع مغزاه وحقيقته.لم يبق لكم أي حب لمولاكم، وماتت القلوب ولم تعودوا قادرين على الحسنة.وهناك بلاء فوق كل هذا وذاك أنكم فقدتم الوحدة، وتفشى فيكم التشتت والافتراق وارتفعت المودة.

Page 62

٤٨ لقد متم ولم تبق لكم أي عظمة، وتشوهت الصورة فلم تبق على حالتها السابقة.لماذا لم تبق فيكم قوة السيف؟ إنما السر في ذلك أنه لم تبق له حاجة.فلم تعد الشعوب الأجنبية تمارس عليكم الجبر، فهي لا تمنعكم من الصلاة والصوم.أداء أجل إنكم بأنفسكم تركتم سبيل الدين وتعودتم على ارتكاب المعاصي والفسق.فحياتكم الآن كلها فاسقة ولم تبقوا مؤمنين، بل أصبحتم تتصرفون كالكفار.يا قوم؛ لم يعد الحبيب ينظر إليكم بحب، فلتبقوا متضرعين، فلم يبق أي أثر في أدعيتكم.فكيف يمكن أن تتمتعوا بتلك النظرة، فلم تعد لكم القلوب السابقة، فقد صارت للشيطان و لم يعد يحبها الرحمن.فقد تمزقت جميع ألبسة التقوى وجميع الأفكار في القلوب تنجست.إذا كان هناك بعض الصالحين فقد صاروا ترابا بموتهم، أما الآخرون فقد صاروا ظالمين وسفاكين.فقد أصبحتم محل غضب الله بأنفسكم، وابتعدتم عن ذلك الحبيب عقابا على معاصيكم.فما معنى قتال الأغيار إذ قد أصبحتم أنتم الأغيار وصرتم جديرين بالعقاب.فقولوا صدقا وحقا؛ أين توجد الأمانة، وأين ذلك الصدق والتدين؟ فحين لم يبق فيكم إيمان ولا عرفان ولا نور المؤمنين.فاطلعوا على كفركم أيها القوم وتذكَّروا آية (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ).

Page 63

ففكرة مجيء المهدي الدموي- الذي سيجعل الدين يزدهر بقتل الكفار - ٤٩ أيها الغافلون هي كلام فارغ وبهتان عديم الثبوت وعقيم.أيها الأحبة؛ إن الرجل الذي كان نزوله مقدرا قد نزل، وقد كشفت لكم هذا السر الشمس والقمر.قد مضى من القرن سبعة عشر عاما، أه أين ذهب المتدبرون فيكم؟ فالآيات التي أُريتموها ليست قليلةً، فكم من أسرار طيبة كشفت عليكم! إلا أنكم لم تنتفعوا منها أيما فائدة، وقد أعرضتم وصرفتم عنكم هذه المائدة.أيها الأصدقاء؛ ألن تكفّوا عن البخل، ألن تتطهروا؟ ألن تزيلوا أدران الباطل عن القلوب وتعودوا إلى الحق؟ فما هو عذركم الآن؟ ألن تخبرونا ألن تقولوا لنا ما يخفى في القلوب؟ ألن ترجعوا إلى الله أخيرا؟ ألن تواجهوه آنذاك؟ فإن الذي يحب منكم الدين والأمانة يجب عليه أن يقوم القلب..فيخبر الناس بأن هذا هو وقت المسيح، وأن الجهاد والقتال الآن حرام وقبيح.ها قد أدينا واجبنا أيها الأصدقاء..وإن لم تفهموا حتى الآن، فسوف يفهمكم الله بنفسه."

Page 64

Page 65

رسالة باللغة العربية إلى مسلمي البنجاب والهند والعرب والفارس وغيرها من البلاد عن منع الجهاد بالسيف بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلى على رسوله الكريم اعلموا ايها المسلمون رحمكم الله أن الله الذي تولى الاسلام.وكفل أموره العظام.جعل دينه هذا وُصْلةً إلى حكمه وعلومه.ووضع المعارف في ظاهره ومكتومه.فمن الحكم التي أودع هذا الدين ليزيد هدى المهتدين.هو الجهاد الذي أمر به في صدر زمن الاسلام ثم نهى عنه في هذه الايام.والسر فيه أنه تعالى أذن للذين يقاتلون في أوّل زمان الملة دفعاً لصول الكفرة، وحفظا للدين الصحبة، ثم انقلب أمر الزمان عند عهد الدولة البرطانية.وحصل الأمن للمسلمين وما بقي حاجة السيوف والأسنة.فعند ذلك أثم المخالفون المجاهدين، وسلكوهم مسلك الظالمين السفاكين، ولبس الله عليهم سرّ الغزاة والغازين، فنظروا إلى محاربات الدين كلها بنظر الزراية، ونسبوا كل من غزا إلى ونفوس * ملحوظة: لا شك أنا نعيش تحت هذه السلطنة البريطانية بالحرية التامة، وحفظت أموالنا ونفوسنا وملتنا وأعراضنا من أيدي الظالمين بعناية هذه الدولة.فوجب علينا شكر من بنواله، وسقانا كأس الراحة بمآثر خصاله، ووجب أن نرى أعداءه صقال العضب، عمرنا * ونوقد له لا عليه نار الغضب.منه هذا بحسب ما ورد في الطبعة الأولى ويبدو أنه سهو الناسخ، ففي الخزائن الروحانية ورد "غمرنا" وهو يبدو الصحيح.والله أعلم بالصواب.(الناشر)

Page 66

التحفة الفولروية الجبر والطغيان والغواية.فاقتضت مصالح الله أن يضع الحرب والجهاد، ويرحم العباد، وقد مضت سنته هذه في شيع الأولين.فان بني إسرائيل قد طعن فيهم لجهادهم من قبل، فبعث الله المسيح في آخر زمن موسى، وأرى أن الزارين كانوا خاطئين.ثم بعثني ربي في آخر زمن نبينا المصطفى، وجعل مقدار هذا الزمن كمقدار زمن كان بين موسى وعيسى، وإن في ذالك لآية لقوم متفكرين.والمقصود من بعثي وبعث عيسى واحد وهو إصلاح الأخلاق ومنع الجهاد وإراءة الآيات لتقوية إيمان العباد.ولا شك أن وجوه الجهاد معدومة في هذا الزمن وهذه البلاد.فاليوم حرام على المسلمين أن يحاربوا للدين، وأن يقتلوا من كفر بالشرع المتين.فإن الله صرح حرمة الجهاد عند زمان الأمن والعافية.أن وندد الرسول الكريم بأنه من المناهي عند نزول المسيح في الامة.ولا يخفى الزمان قد بدل أحواله تبديلا صريحاً، وترك طورًا قبيحا، ولا يوجد في هذا الزمان ملك يظلم مسلما لإسلامه، ولا حاكم يجور لدينه في أحكامه.فلأجل ذلك بدل الله حكمه في هذا الأوان.ومنع أن يُحارب للدين أو تقتل نفس لاختلاف الأديان وأمر أن يتم المسلمون حججهم على الكفار.ويضعوا البراهين موضع السيف البتار.ويتورّدوا موارد البراهين البالغة، ويعلوا قنن البراهين العالية حتى تطأ أقدامهم كل أساس يقوم عليه البرهان، ولا يفوتهم حجة تسبق إليه الأذهان ولا سلطان يرغب فيه الزمان، ولا يبقى شبهة يولّدها الشيطان، وأن يكونوا في إتمام الحجج مستشفين.وأراد أن يتصيد شوارد الطبائع المتنفرة من مسألة الجهاد، ويترل ماء الآي على القلوب المجدبة كالعهاد، ويغسل وسخ الشبهات ودرن الوسواس وسوء الاعتقاد.فَقَدر للإسلام وقتاً كإبان الربيع، وهو وقت المسيح النازل من الرقيع، ليجري فيه ماء الآيات كالينابيع، ويظهر صدق الإسلام ويبيّن أن المترزّين كانوا كاذبين.وكان ذلك

Page 67

من ۰۳ الصدأ واجبًا في علم الله ربّ العالمين، ليعلم الناس أن تضوّع الإسلام وشيعوعته كان الله لا من المحاربين.وإنّي أنا المسيح النازل من السماء، وإن وقتي وقت إزالة الظنون وإراءة الإسلام كالشمس في الضياء، ففكروا إن كنتم عاقلين.وترون أن الإسلام قد وقعت حذته أديان كاذبة يُسعى لتصديقها، وأعين كليلة يجاهد لتبريقها، وإن أهلها أخذوا طريق الرفق والحلم في دعواتهم، وأروا التواضع والذل عند ملاقاتهم، وقالوا إن الاسلام أولغ في الأبدان المدى، ليبلغ القوة والعلى، وإنا ندعوا إلى الخلق متواضعين فرأى الله كيدهم من السماء، وما أُريد من البهتان والازدراء والافتراء فجلّى مطلع هذا الدين بنور البرهان، وأرى الخلق أنه هو القائم والشايع بنور ربه لا بالسيف والسنان، ومنع أن يُقاتل في هذا الحين.وهو حكيم يعلمنا ارتضاع كأس الحكمة والعرفان، ولا يفعل فعلا ليس من مصالح الوقت والأوان ويرحم عباده ويحفظ القلوب من والطبائع من الطغيان فانزل مسيحه الموعود والمهدي المعهود، ليعصم قلوب الناس من وساوس الشيطان، وتجارتهم من الخسران وليجعل المسلمين كرجل هيمن ما اصطفاه وأصاب ما أصباه فثبت أن الاسلام لا يستعمل السيف والسهام عند الدعوة، ولا يضرب الصَّعدة، ولكن يأتي بدلائل تحكي الصعدة في إعدام الفرية.وكانت الحاجة قد اشتدت في زمننا لرفع الالتباس، ليعلم الناس حقيقة الأمر ويعرفوا السر كالأكياس والإسلام مشرب قد احتوى كل نوع حفاوة، والقرآن كتاب جمع كل حلاوة وطلاوة.ولكن الأعداء لا يرون من الظلم والضيم وينسابون انسياب الأيم.مع أن الإسلام دين خصه الله بهذه الأثرة، وفيه بركات لا يبلغها أحد من الملة وكان الاسلام في هذا الزمان كمثل معصوم أثم وظلم بأنواع البهتان وطالت الألسنة عليه وصالوا على حريمه، وقالوا مذهب كان قتل الناس خلاصة تعليمه، فبعثت ليجد الناس ما

Page 68

التحفة الفولروية فقدوا من سعادة الجد، وليخلصوا من الخصم الألد.وإني ظهرت برث في الأرض وحُلل بارقة في السماء، فقير في الغبراء وسلطان في الخضراء، فطوبى للذي عرفني أو عرف من عرفني من الأصدقاء.وجئت أهل الدنيا ضعيفا نحيفا كنحافة الصب، وغرض القذف والشتم والسب.ولكني كمي قوي في العالم الأعلى، ولي عضب مذرَّب في الأفلاك وملك لا يبلى، وحسام يضاهي البرق صقالة، ويمزّق الكذب قتاله.ولي صورة في السماء لا يراها الإنسان، ولا تدركها العينان وإنني من أعاجيب الزمان، وإني طُهرت وبُدّلت وبُعدت من العصيان، كذلك يطهر ويبدل من أحبني وجاء بصدق الجنان.وإن أنفاسي هذه الخطيات، وسدّ مانع من سوق الخطرات إلى سوق الشبهات.ولا ترياق سم يمتنع من الفسق عبد أبدًا إلا الذي أحب حبيب الرحمان.أو ذهب منه الأطيبان، وعطف الشيب شطاطه بعدما كان كقضيب البان ومن عرف الله أو عرف عبده فلا يبقى فيه شيء من الحد ،والسنان، وينكسر جناحه ولا يبقى بطش في الكف والبنان.ومن خواص أهل النظر أنهم يجعلون الحجر كالعقيان، فإنهم قوم لا يشقى جليسهم ولا يرجع رفيقهم بالحرمان.فالحمد لله على مننه؛ إنه هو المنان، ذو الفضل والاحسان واعلموا أني أنا المسيح، وفي بركات أسيح، وكل يوم يزيد البركات ويزداد الآيات والنور يبرق على بابي، ويأتي زمان يتبرك الملوك فيه أثوابي.وذلك الزمان زمان قريب وليس من القادر بعجيب.

Page 69

التحفة الفولروية الاختبار اللطيف لمن كان يعدل أو يحيف 00 أيها الناس، إن كنتم في شك من أمري، ومما أوحي إلي من ربي، فناضلوني في أنباء الغيب من حضرة الكبرياء، وإن لم تقبلوا ففي استجابة الدعاء، وإن لم تقبلوا ففي تفسير القرآن في اللسان العربية مع كمال الفصاحة ورعاية الملح الأدبية، فمن غلب منكم بعدما ساق هذا المساق، فهو خير مني ولا مراء ولا شقاق.ثم إن كنتم تُعرضون عن الأمرين الأولين وتعتذرون وتقولون إنا ما أعطينا عين رؤية الغيب ولا من قدرة على إجراء تلك العين، فصارعوني في فصاحة البيان مع التزام بيان معارف القرآن واختاروا مسحب نظم الكلام، ولتسحبوا ولا ترهبوا إن كنتم من الأدباء الكرام، وبعد ذلك ينظر الناظرون في تفاضل الإنشاء، ويحمدون من يستحق الإحماد والإبراد، ويلعنون من لعن من السماء.فهل فيكم فارس هذا الميدان ومالك ذلك البستان؟ وإن كنتم لا تقدرون على البيان، ولا تكفون حصائد اللسان، فلستم على شيء من الصدق والسداد، وليس فيكم إلا مادة الفساد.أتحمون وطيس الجدال، مع هذه البرودة والجمود والجهل والكلال؟ موتوا في غدير، أو بارزوني كقدير، وأروني عينكم ولا تمشوا كضرير واتقوا عذاب ملك خبير، واذكروا أخذ عليم وبصير، وإن لم تنتهوا فيأتي زمان تحضرون عند جليل ،كبير، ثم تذوقون ما يذوق المجرمون في حصير.وإن كنتم تدعون المهارة في طرق الأشرار ومكايد الكفار، فكيدوا كل كيد إلى قوة الأظفار، وقلبوا أمري إن كان عندكم ذرة من الاقتدار، وأحكموا تدبيركم وعاقبوا دبيركم، واجمعوا كبيركم وصغيركم واستعملوا دقاريركم، وادعوا لهذا الأمر مشاهيركم، وكل من كان من المحتالين، واسجدوا

Page 70

على عتبة كل قريع زمن وجابر زمن ليمدكم بالمال والعقيان، ثم انهضوا بذلك المال وهدموني من البنيان، إن كنتم على هَدٌ هيكل الله قادرين.واعلموا أن الله يخزيكم عند قصد الشر، ويحفظني من الضرّ، ويتم أمره وينصر عبده، ولا تضرونه شيئا، ولا تموتون حتى يريكم ما أرى من قبلكم كل من عادى أولياءه من النبيين والمرسلين والمأمورين.وآخر أمرنا نصر من وفتح مبين.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.الله المعلن مرزا غلام أحمد المسيح الموعود من قاديان

Page 71

نحمده ونصلي ردا على بير مهر علي الغولروي أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ به وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ***** ***** لعل القراء يذكرون أني كنت قد دعوت بير مهر علي الغولروي إلى المواجهة الإعجازية في إعلاني الصادر في ۱۹۰۰/۷/۲۰ بشرط أن يكون على شاكلة مشايخ البنجاب والهند الآخرين مكذبا دعواي، ولم تكفه كتبي التي ألفتها المناظرات لإثبات دعواي وتجاوز عددها الثلاثين ويحسب وفق رأيه أن جميع والمناقشات التي حصلت مع المشايخ من أهل عقيدته إلى اليوم نظرية.فالحكم الأخير أن يواجهني على شاكلة المباهلة بحسب السُّنة القديمة لأكابر الإسلام، بحيث نختار أربعين آية من القرآن الكريم بالقرعة ويدعو أن يحقق العزة فورا في ۲ فصلت: ٥٣ الأنعام: ٢٢ هذا النوع من المواجهة ليس مباهلة حقيقية لأنها تخلو من اللعنة وطلب العذاب لأحد، ولذلك سميناها المسابقة الإعجازية ، إلا أن أهداف المباهلة موجودة فيها في صورة لينة، وهي تكفي للحكم الإلهى.منه

Page 72

01 علي - بیر مهر المواجهة من كان على حق منا في هذه المسابقة.أما الذي ليس على الحق فليصبه الخذلان الفوري.ثم يقول الفريقان "آمين.أي أنا وبير مهر علي شاه المحترم نكتب تفسير تلك الآيات الأربعين باللغة العربية الفصيحة والبليغة تفسيرا لا يقل حجمه عن عشرين ورقة وأن الذي يفوق منا في مجال فصاحة اللسان العربي وبيان معارف القرآن الكريم فليُعَدّ وحدَه على الحق.وإذا امتنع بير عن هذه المواجهة فليتقدم المشايخ الآخرون لهذه المسابقة بشرط أن لا يكونوا أقل من أربعين عددا لكي يلاحظ تأثير النهزامهم في العامة في صورة كونهم مغلوبين، وتقل فرصة تقليل شأنهم.لكن الأسف كل الأسف على أن شاه قد صرف بظلم صريح - دعوتي التي كان الحق يتبين منها بأسلوب مسنون ويصدر الحكم بيد الله ولا نستطيع وصف تصرفه هذا بغير العناد والتعصب، إذ قد نشر إعلانا يفيد بأنه حاضر للمناظرة من خلال نصوص القرآن الكريم والحديث أولا، وإذا غُلبتُ فيها فعلي أن أبايعه، ثم يمكن أن يقبل المسابقة الإعجازية أيضا فليتدبر القراء الآن كم وظف من كذب وخداع، حين طالبني أن أبايعه في حال غَلَبَته في المواجهة من خلال نصوص القرآن الكريم والحديث فأي فرصة بقيت لي للمسابقة الإعجازية؟ وواضح أنني في حالة غلبتي لن تبقى لي أي حاجة للمسابقة ،الإعجازية، بينما إذا غُلبتُ فقد صدر الأمر ببيعته فليخبرني القراء الآن، أي فرصة بقيت للمسابقة الإعجازية التي دعوته إليها؟ فكم من الخداع لجأ إليه بير المحترم للهروب مع أنه يدعى بيرا.ثم هناك كذب آخر أنه كتب في إعلانه أنه قبل دعوتي فلينصف القراء؛ هل هذا الذي قدمه هو أسلوب القبول؟ إنما تعتبر موافقته مقبولة إذا كان قد قبل طلبي دون أي حيلة لكن لما قدم طلبا جديدا من عنده وكتب أنه يريد أن يناظرني في ضوء القرآن والحديث، وأنه إذا أبدى المنصفون من جماعته الرأي لأنه

Page 73

۰۹ بأن بير المحترم فاق في هذه المناظرة، فعلي أن أبايعه فأخبروني إذا كان المآل قد آل إلى المناظرة بالأدلة النقلية في ضوء القرآن والحديث فما معنى موافقته على طلبي إذ قد بقي في طي التأجيل؟ هل هذا ما يسمى بالموافقة؟ فهل سأواجه بير المحترم في التفسير بعد كوني مريدا له أم لن يكون لي حق في حالة غلبتي أن آخذ بيعته، إذ سأظل بحاجة إلى المسابقة الإعجازية، أما هو فلا! ثم إن الخدعة المخجلة التي وردت في هذا الإعلان هي أنه لم يبين هدفنا المتوخى من الدعوة، ولقد بينت قبل قليل أني كنت أهدف من هذه الدعوة في الحقيقة أن هذه العلماء المعارضين حين لم يتوجهوا إلى الصراط المستقيم من خلال المناظرات النقلية، وقد مضت على بدء هذه المناظرات أكثر من عشر سنوات، وخلال هذه المدة ألفتُ ٣٦ كتابا ونشرتها في القوم، ونشرت أكثر من مئة نشرة وإعلان، ووزّعت أكثر من خمسين ألف نسخة لكل هذه الكتابات في البلد، وقدمت إثباتا رائعا من نصوص القرآن والحديث إلا أنهم لم يستفيدوا أي فائدة من كل هذه الأدلة والمناظرات فرأيت العلاج أخيرا بأمر من الله بحسب سنة الأنبياء عليهم السلام في أن أبارزهم فورا في صورة المباهلة الإعجازية.والآن يجرني بير إلى المقام السابق، ويريد أن يُقحم يدي في الجحر نفسه الذي ما وجدت فيه غير الثعابين والذي قد نشرت عنه في كتابي "عاقبة أتهم" تعهدا خطيا- إثر ملاحظتي قسوة قلوب المشايخ- أني لن أخوض معهم في المناظرات المذكورة مستقبلا.فحين لم يجد بير أي مكان يستند إليه، قدم حجة المناظرة، كالغريق الذي يتشبث بالحشيش، زعما منه أني إذا لم أستجب له فسوف يدق طبول النصر في العامة وإذا ناظرته فسوف يقول إني كنت عقدت العهد مع الله الله ثم نقضته.نحن نستفتي بير: هل ترضى لنفسك أن تعاهد الله الله ثم تنقض العهد؟ وإلا فلماذا توقعت ذلك منا؟ وأي حاجة بقيت للمناظرات بناء

Page 74

على الأدلة النقلية في ضوء القرآن والحديث.فقد أثبت كلام الله الوفاة المسيح ال؛ فحسبُ المؤمن آية (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي وحدها دليلا على أن عيسى العليا قد توفي، لأن الله تعالى استخدم كلمة التوفي في ٢٣ موضع من القرآن الكريم بمعنى قبض الروح، فلم ترد في القرآن الكريم من أوله إلى آخره كلمة التوفي في أي معنى غير قبض الروح والإماتة.ثم ما يقوى به هذا الإثبات أن البخاري أورد في صحيحه معنى ابن عباس لـ "متوفيك"، وهو: مميتك.وكذلك ورد المعنى نفسه في الفوز الكبير"، وأُدرج في شرح العيني للبخاري سند قول ابن عباس هذا.فالواضح من هذا النص القاطع أن عيسى اللي قد توفي حتما قبل ضلال النصارى.أما الأحاديث فحيثما ورد لفظ التوفي في أي صيغة، فبمعنى الإماتة فحسب، كما لا يخفى على المحدثين.ومن المسائل المسلّم بها والمقبولة والمتفق عليها في علم اللغة، أنه إذا كان الله فاعلا والإنسان مفعولا به، فلا تُستخدم كلمة التوفي في غير معنى الموت، وكل دواوين العرب شاهدة على ذلك.وأي إجحاف أكبر من هذا، حيث يقول القرآن الكريم بصوت عال فلا أحد يستمع إليه، والحديث يشهد ولا يبالي به أحد، ويدلي علم اللغة العربية بشهادته فلا يهتم به أحد، وإن دواوين العرب تبين استخدام هذه الكلمة، فلا ينتبه إليها أحد، ثم لا تدل على وفاة المسيح الا هذه الآية القرآنية الوحيدة فقط، بل ثلاثون آية أوردتها في إزالة "الأوهام" تتضمن الشهادة نفسها؛ منها آية فِيهَا تَحْيَوْنَ " أي ستعيشون على الأرض حصرا.فانظروا الآن إذا كان أحد يمكن أن يعيش جزءا من حياته في السماء أيضا فذلك يستلزم تكذيب هذه ۲ المائدة: ۱۱۸ الأعراف: ٢٦

Page 75

٦١ الآية.وتؤيدها آية أخرى أيضا، وهي وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌ..أي ستبقى الأرض حصرًا مستقراً لكم، وما الذي كان يجب أن يذكر الله أكثر من هذا؟ ثم هناك آية أخرى تدل على وفاة عيسى اللة وهي كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ..أي عندما كان المسيح ال والسيدة مريم عليها السلام حيين كانا يأكلان.واضح أنه لو كان لتركِ الأكل سببان لذكرهما الله على حدة، أي أن السيدة مريم تركت الأكل بسبب الوفاة، أما عيسى فلم يعد يأكل لسبب آخر! بل إن ذكرهما في آية واحدة يدل على اتحادهما في أمر واقع، ليتبين أن كليهما قد توفي.ثم هناك آية أخرى تصرح بوفاة عيسى اللة وهي أَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا " ، أخبروني الآن لمن يدفع الزكاة في السماء؟ ثم هناك آية أخرى تبرهن بصراحة كبيرة على موت عيسى اللة وهي أَمْوَاتٌ غَيْرُ العليلا أحياء..أي أن جميع الآلهة الباطلة التي يعبدها الناس في العصر الحاضر، كلهم قد ماتوا، وليس أحد منهم على قيد الحياة.أخبروا الآن، ألم تتولّد فيكم خشية الله؟ أو قد أخطأ الله الله والعياذ بالله حين وصف جميع من يُعبدون باطلا، أمواتا؟ وبعد هذه الآيات هناك آية عظيمة الشأن التي أجمع عليها الصحابة كلهم ، حيث آمن أكثر من مئة ألف صحابي أن العلية وسائر الأنبياء عیسی السابقين قد ماتوا، وهي: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، هنا قد فسر الله نفسه معاني "خلت" ٤ ۲ البقرة: ٣٧ المائدة: ٧٦ مریم: ۳۲ النحل: ٢٢ آل عمران: ١٤٥

Page 76

٦٢ التحفة الفولروية الأنبياء بالموت أو القتل، ثم إن أبا بكر له استشهد بهذه الآية على وفاة جميع السابقين، فترك الصحابة المقاومة وسلَّموا بما قال، وبذلك أثبتوا أن هذه الآية أحد من جميع برهان قاطع على موت المسيح وسائر الأنبياء السابقين، وحصل إجماع الصحابة على ذلك، و لم يبق أحد مخالفا له كما بينت ذلك مفصلا في كتيب "التحفة الغزنوية".ثم بعد ذلك لم يدع أي مجتهد وإمام مقبول ومقتدى الأنام على مدى ١٣ قرنا بأن المسيح ال ما زال حيًّا.بل قد شهد الإمام مالك صراحة أنه مات كما أدلى الإمام ابن حزم بشهادة واضحة على أنه توفي، ولم يُسمع الكمّل والملهمين الكاملين إلهامًا أنه قد نزل عليه من الله کلام يفيد بأن عيسى ابن مريم ال ما يزال حيا في السماء خلافا لجميع الأنبياء.باختصار، حين لم أجد في نصوص القرآن والحديث وأقوال الأئمة الأربعة ووحي أولياء الأمة المحمدية وإجماع الصحابة والله غير موت المسيح، فنظرت لتكميل مقومات التقوى في قصص الأنبياء السابقين، هل هناك نظير على ذلك في القرون الماضية لصعود أحد إلى السماء وعودته من هناك من جديد، فتبين لي أنه من آدم إلى يومنا هذا، لا يوجد أي نظير لصعود أحد إلى السماء ثم عودته من هناك.كما تشير إلى ذلك آيةُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ؛ أي حين طلب الكفار الأشقياء من النبي لها المعجزة الاقتراحية" أنهم لن يؤمنوا به حتى يرقى في السماء ثم ينزل منها أمام أعينهم فأمر بـ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا )..أي أن ربي منزه من أن يقوم بعمل يخالف سنته القديمة وقانون طبيعته الدائم، وإنما أنا رسول وبشر، و لم تكن ١ الإسراء: ٩٤ أي طلبوا إظهار المعجزة بحسب طلبهم وشروطهم.من المترجم

Page 77

٦٣ التحفة الفولروية سنته الا الله أحد من جميع الرسل الذين أتوا في هذا العالم أنه رفعه بجسمه مع المادي إلى السماء ثم أنزله من السماء.وإذا كانت من سنته فأثبتوا أن فلانا من الأنبياء رفع بجسمه المادي إلى السماء ثم أُنزِل، عندئذ سأصعد أنا أيضا إلى السماء وأنزل أمام أعينكم.وإذا لم يكن لديكم أي نظير لذلك فلماذا تطالبونني بأمر ليس من سنة الله مع الأنبياء.فالواضح أنه لو كان النبي ﷺ قد علم الصحابة أن المسيح اللي قد صعد إلى السماء حيا بجسده المادي لاعترضوا حتما وقالوا: يا سيدنا لماذا تعُدّ صعودَ أحد الأنبياء إلى السماء بجسده المادي مخالفا لسنة الله مع أنك بنفسك قد أخبرتنا أن المسيح اللي قد صعد إلى السماء حيا بجسده المادي؟ كذلك لم يعترض أحد على أبي بكر له و لم يقل له أحد: لماذا تحرف القرآن الكريم؟ متى مات الأنبياء السابقون كلُّهم؟ ثم لو كان أبو بكر له احتج عند هذا الاعتراض أنه لم يقصد وفاة جميع الأنبياء بل أكد على أنه يؤمن قلبا وقالبا بأن عیسی العليا قد صعد إلى السماء بجسمه المادي وأنه سينزل في المستقبل، لقال له الصحابة: أليس هذا ما تعتقد؟ ثم ينشأ سؤال: بم ردَّ على أفكار عمر الله بقراءة هذه الآية؟ فهل هو أصم؟ ألم يسمع ماذا أعلن عمر بصوت عال؟ يا سيدي إنه يقول إن النبي ﷺ لم يمت، وأنه سيعود إلى العالم مرة أخرى، ليقتل المنافقين، وأنه قد رفع إلى السماء حيًّا كما رفع عيسى أنك قرأت الآية، لكن أين الرد على هذه الشبهة فيها؟ لكن النبي المقدس ابن مريم.صحيح الصحابة الأذكياء المتفرسون الذين كانوا قد تمت تزكيتهم على يد وكانت اللغة العربية لغتهم الأم، ولم يكن هناك أي تعصب أيضا، قد أدركوا فور سماع الآية المذكورة أنّ "خلت" تعني ماتت، كما قد فسرها الله نفسه بجملة أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ، لذا تخلُّوا فورا عن أفكارهم ونظموا أبياتا 6

Page 78

٦٤ التحفة الفولروية شعرية أعربوا فيها عن هذا الحب واللوعة والحنين إلى النبي متألمين، كما نظم حسان بن ثابت بيتين رثاء: كنت السواد لناظري فعمى عليك الناظر من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر أي يا نبيي الحبيب، كنتُ أرى بواسطتك وكنتَ نور عيني، وبموتك قـــد عميتُ، ولا أحزن بعد موتك على موت الآخرين؛ فسواء أمــــات عيســى أو موسى فلا أبالي، إنما كنت أحذر وفاتك التي قد حصلت لاحظوا هذا هو العشق والحب، فحين أدرك الصحابة أن أفضل الأنبياء - الذي كانت الحاجة ماسة إلى حياته قد توفي قبل العمر الطبعي تبرأوا جدا من القول بحياة نبي والرضا بموت الرسول صلى الله عليه وسلم.فالأسف على مسلمي هذا الزمان، الذين على تعرضهم للحرج الشديد أثناء مناظراتهم مع القساوسة في هذا الموضوع، بحيث يتركون الحوار بعد عجزهم عن الرد خجلين، لا يتخلون عن هذه العقيدة القائلة بأن الرسول الحي هو عيسى الا فقط الذي يجلس علـــى عرش السماء، ويريدون بعقيدة عودته أن يلصقوا بختم النبوة المحمدية وصمة عار.من المؤسف أن هؤلاء المشايخ يفهمون جيدا أن وصف سيد الرسل وسيد الأنبياء بالرسول الميت والإيمان بأن عیسی العلي رسول حي يشكل إساءة شنيعة إلى سيدنا خاتم الأنبياء ! وهذه هي العقيدة الباطلة التي بسببها ارتــــد ملايين المسلمين في هذا الزمن ويجلسون متعمدين في الكنائس، ومع ذلك لا يرتدع هؤلاء عن هذه العقيدة الباطلة، بل يتمادون فيها لمجرد عدائي ويصرون عليها ويتجاوزون الحدود باستمرار.بل يقول بعض المشايخ الأشقياء: أين النبي من المسيح عيسى الذي كان من الملائكة ولم يكن بشرا؟! لقد قدمت لهم أدلة بينة وصريحة وبراهين ساطعة على وفاة المسيح اللي لكنهم لا يقبلونهــــا

Page 79

مع لبغضهم لي.ومثلهم كمثل الهندوسي الذي كان يقيم في منطقة يسكن فيهـا المسلمون فقط، فجاع بشدة حتى أشرف على الموت، لكنه لم يتناول الأطعمة الشهية اللذيذة التي لم يكن آباؤه قد رأوها، لأنّ أيدي المسلمين لمستها، فمات جوعا.كذلك حال هؤلاء حيث لا يريدون الانتفاع من الدلائل القاطعة الــــي لمستها يدي على حد زعمهم.لكنني أقول لهم مرارا لا تكونوا هندوسا، هذه الأدلة ليست لي و لم تلمسها يدي بل كلها من الله فاستعملوها بكل سرور.انظروا كم من الآيات القرآنية تبرهن على وفاة المسيح الله، ونصوص الحديث أيضا تشهد على ذلك، وإجماع الصحابة أيضا يدل على ذلك، وشهادة الأئمة الأربعة موجودة، والسنة القديمة المؤيَّدة بآية: لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا كل هذا وذاك إذا لم تقبلوا فهذه شقاوتكم القصوى فأي شك بقى عندكم بعد القرآن الكريم والحديث وإجماع الصحابة ونظير السنة القديمة؟ من المؤسف أنهم لا يفكرون بأن قضية النزول مرة أخرى قد حُسمت في محكمة المسيح العليا وصدر القرار لصالحنا، فقد ردَّ المسيح ال فكرة اليهود ببعثة إيليا الثانية إلى هذا العالم وعدَّها من زمرة النبوءات مجازا واستعارة، وأن مصداق نبوءة إيليا هو يوحنا الله أي يحيى.انظروا بأي جلاء يسوّي حكم المسيح الا هذا الخلاف بيننا وبينكم ويحسم المنازعة ، فمن علامة الصدق أنه يتمتع بنظائر.أما علامة الكذب فهو ما ليس له نظير.أخبرونا، إذا كان فريقان يختصمان على أمر ما وأحدهما قدَّم لتأييده نظيرا من حُكم نبي ،معصوم، والآخر عجـز عــن تقديم أي نظير، فأي منهما أحق بالأمن؟ بينوا تؤجروا.فمن المسائل المسلّم بها الأنبياء وتصرفاتهم نظائر ، لكن الله ليس له أي نظير، لئلا تؤدي أن لأفعال جميع الفتح: ٢٤

Page 80

٦٦ التحفة الفولروية مزية أي نبي إلى الشرك.أخبروا الآن؛ من ناحية يستدل النصارى بطول عمـــر المسيح اللي على ألوهيته ويقولون إنه لا يوجد في العالم نبي حي غيره، ويعدّون محمدا المصطفى ﷺ مينا، أما المسيح فيصفونه حيًّا وجالسا بجنب الله ، ومن ناحية ثانية أنتم أيضا أيها المسلمون تصفون عيسى ال حيــــا ضـــــاربين بالقرآن الكريم والحديث وإجماع الصحابة عرض الحائط، وتؤيدون بـذلك النصارى.ففكّروا كم تتأثر بذلك الأمة المحمدية في هذه الحالة؟ فقد أفحمـتم أنفسكم بتصرفاتكم، والأعذار الواهية السخيفة تقوي رأي الأعداء.باختصار، إن كونكم مفحمين قد تسبب في موت آلاف المسلمين وخُلُوِّ المساجد وعمران كنائس النصارى أيها المشايخ المساكين، اخرجوا من حجرات المساجد مـــــرة وألقوا نظرة على ما أصاب الإسلام من انقلاب وانبذوا الأنانية.انظروا لوجــــه الله، إلامَ آل مآل الإسلام.لقد بعثني الله له وعلمني هذه الأمور، فهذه هي الحربة السماوية التي بدونها يستحيل القضاء على الباطل.إن ذنب كل مرتـــد على رقبتكم الآن، لأنه إذا قبلتم أنتم بأنفسكم أن المسيح الرسول حي وأن خاتم الأنبياء الله ميت، فكيف لا يرتد الناس؟ ثم إذا كان حادث البعثة الثانية إلى العالم صحيحا فلأي سبب لا تقدمون له أي نظير؟ فمن دون تقديم نظير لهذه الميزة يتقوى الشرك، وليست من سنة الله أبدا.فواضح أن لإقامة الحجة على النصارى كان هناك نظير وحيد ممكن هو صعود إيليا النبي إلى السماء وعودته مرة أخرى، ولا شك أن هذا النظير كان يفيد لحد ما، لكن هذه المعاني قد فندها المسيح اللي نفسه، وقال إن المراد من إيليا هو يوحنا النبي الذي جاء على سيرته وطبعه.فاليهود إلى الآن يثيرون ضجة أن سفر ملاخي تنبأ صراحةً بعودة النبي إيليا قبل مجيء المسيح، لكن المسيح أوَّلَ هذا النص الواضح ليُعَدَّ صادقا، وهو يتفرد بهذا التأويل، إذ لم يقم بهذا التأويل أي نبي أو ولي أو فقيــــه

Page 81

قط.٦٧ الله وهم لم يقولوا بأن المراد من إيليا هو يحيى النبي، بل قد آمنوا بظاهر النص وظلوا ينتظرون نزول إيليا من السماء من جديد، فهذا كذب لجأ إليه عيســــــى لمصلحته الشخصية فقط! فقولوا الآن أصادقون اليهود في هذا الاتهام أم كاذبون؟ هم يعدّون أنفسهم صادقين، ويحتجون بأنهم لم يخبروا في كتاب إلهي أن مثيل إيليا سيأتي، وإنما أنبئوا بأن إيليا نفسه سيُبعث مرة أخرى إلى العالم، أما المسيح الفقدم حجةً بأنه هو الذي أرسل حكما، وهو تلقى العلم مـــــن و لم يقل من عنده شيئا، لهذا فتأويله هو الصواب.والواقع أنه إذا لم يُسلَّم بـأن المسيح تكلم بعد تلقي العلم من الله فإن ظاهر نص الآية يؤيد اليهود، ولهــذا السبب يصرخ اليهود إلى الآن ويبكون ويسبون المسيح أشنع السباب بحجة أنه حرَّف ليُحسب المسيح المنتظر، فعندي كتاب لحبر يهودي حول هذه النبوءة، وملخصه مكتوب هنا، ومن أراد أن يطلع عليه فأستطيع أن أريه إياه.إن مؤلف هذا الكتاب يناشد الناس كلهم بكل تحدّ وشدة أن انظروا كيف يوظف عيسى الافتراء والكذب عن عمد ليُثبت أنه هو المسيح الموعود.ثم يقول هذا المؤلف: كفانا عذرا عند الله ما ورد بوضوح في سفر ملاخي أن النبي إيليا سيُبعث إلى هذا العالم ثانية قبل ظهور المسيح الموعود، أما هذا الرجل الذي يدعى عيســى ابن مريم فيؤول - انحرافا عن الكلمات الواضحة لنص كتاب الله - المراد من إيليا ليقول إنه مثيله لهذا فهو كاذب ولما لم يتزل إيليا إلى الآن من السماء فكيف ا لماذا تفسر جملتا وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (آل عمران: (٥٦) و (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) (النساء: ١٥٩)، بأن المسيح ال قد رُفع إلى السماء؟ فهذه الكلمات لا تعني ذلك، أما إذا كان أي حديث يضم هذا الشرح فيجب تقديم ذلك الحديث، وإلا عُد تحريفا كتحريف اليهود.منه

Page 82

٦٨ جاء مسيحا، لأنه يستحيل أن تكون الكتب الإلهامية كاذبة.أخبروا الآن أنكم تحبون عيسى اللة لدرجة أنكم تَعُدُّون سيد الأصفياء وأصفى الأصفياء خاتم الأنبياء رسولا ميتا والعياذ بالله، أما المسيح فتؤمنون بأنه رسول حي، وعلــى إطرائكم المسيحَ هذا قد اتخذتم منهج اليهود.فقولوا ما هو الفرق بين تصريحكم بحق المسيح الموعود الأخير وبين تصريح اليهود بحق المسيح الموعود في زمنهم؟ أليست هاتان العقيدتان من نوع واحد؟ أليس جوابي وجواب عيسى الله من نوع واحد؟ فإذا كان لديكم تقوى فلماذا تثيرون هذه الضجة وتقيمون القيامة؟ ولماذا حملتم مسئولية الدفاع عن اليهود على عاتقكم؟ فهل كان من الضروري عندما أعلنت أني أتيت مثيلا للمسيح الا أن تتخذوا فورا موقف اليهود عند ردكم؟ فإذا كان المسيح اللي قد أوَّلَ البعثة الثانية لإيليا أن شخصا آخر سيُبعث على سيرته، فليس لكم حق أن تدعوا إهمالا لحكم نبي - بأن عيسى ال نفسه سيأتي الآن؛ وكأن الله قد واجه مشكلة في إرسال إيليا ثانية، بينما عادت إليه القوة الإلهية عند بعثة المسيح.فهل ثمة نظير على ذهاب بعض الناس إلى السماء بالجسد المادي وعودتهم إلى هذا العالم؟ فالحقائق تتبين بالنظائر.فحين شكك الناس في كون عيسى دون أب قدم الله الله نظير آدم لتطمئن القلوب، لكنه لم يقدم أي نظير لبعثة عيسى ال الثانية لا في الحديث بعض الأغبياء يقولون إن من عقائد أهل الإسلام أن إلياس والخضر حيان على الأرض وإدريس في السماء، لكنهم لا يعلمون أن العلماء الباحثين لا يعدونهم أحياء، لأن في حديث البخاري ومسلم قال النبي ﷺ: "أقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ" (المشكاة رواه مسلم.فالذي يعد الخضر وإلياس حيين وإذا حسبنا إدريس حيا في السماء فلا بد من الإيمان بأنه فهو يكذِّب قسم النبي

Page 83

ولا في القرآن الكريم، مع أن بيان النظير كان ضروريا من وجهين؛ أحدهما بهدف أن لا يؤدي رفع عيسى الا حيا إلى السماء إلى الشرك بعد ذلك ميزته الخاصة، والثاني أن تتبين سنة الله في هذا الخصوص ويُيت في هذا الأمر على وجه الكمال، وبحسبما نعرف هو أن الله ورسوله لم يقدما أي نظير على ذلك، أما إذا كان السيد الغولروي قد اطلع على ذلك النظير في الكشف فعليه أن يقدمه.باختصار؛ إن وفاة المسيح الثابتة من القرآن الكريم والحديث وإجماع الصحابة والأئمة الأربعة العظام ومن كشوف أهل الكشوف بالإضافة إلى دلائل أخرى، مثل "مرهم عيسى" الذي ذكره أكثر من ألف طبيب في كتبهم بانتظام، وملخص ما قالوا إن هذا المرهم الذي يفيد الجروح والتريـف جدا كان قد أُعد لعيسى ال وثابت من الأحداث أنه اللي في زمن النبوة لم يتعرض لغير حادث الصلب ولم يتعرض للسقوط أو الضرب، فلا شك أن هذا العليلا المرهم كان الجروح (الصلب) حصرا.وليس هناك أي شك في أن عيسى ال كان قد أُنزل عن الصليب حيا وشفي باستعمال هذا المرهم.ثم إن الحديث الوارد في "كنز العمال" يكشف الحقيقة أكثر، أعني قول النبي ﷺ إن عيسى في زمن ابتلاء الصليب أُمر أن يهاجر إلى بلد آخر ويبتعد عن هذه البلاد لــــلا يُعرف فيؤذى، لأن اليهود الأشرار يتآمرون عليه.انظروا الآن كيف تتبين حقيقة هذا القول بقراءة هذا الحديث ووصفة مرهم عيسى ووجود القبر في کشمير، وكتاب "سوانح يوز "آسف" الذي مضى على تأليفه أكثر من ألف عام قد ذكر فيه بجلاء أن نبيا كان مشهورا باسم يوز آسف وكان اسم كتابه سيموت أيضا في السماء لأن بعثته الثانية إلى الأرض غير ثابتة من النصوص، كما أن وفاته في السماء تنافي فِيهَا تَمُوتُونَ (الأعراف: (٢٦).منه

Page 84

التحفة الفولروية "إنجيل"، وفي الكتاب نفسه ذكر تعليم ذلك النبي.وذلك التعليم هو تعليم الإنجيل نفسه إذا حذفنا منه مسألة الثالوث.ونصوص كثيرة من الإنجيل والأمثلة نفسها مسجلة فيه.فالقارئ لا يجد أي شك في أن مؤلف هذا الكتاب والإنجيل إنسان واحد، والطريف أن اسم هذا الكتاب أيضا إنجيل.وذكر قصة لطيفــــة وصف فيها اليهود أبا ظالما استعارةً.وهو زاخر بالنصائح الرائعة، وقد مضـــــت مدة على ترجمة هذا الكتاب إلى اللغات الأوروبية الكثيرة، وقد بنيت كنيســـة أيضا باسم يوز آسف بموضع في أوروبا، وعندما أرسلت أحد مريدي الثقات المدعو "خليفة نور الدين" إلى سرينغر في كشمير لتوثيق هذه القصة، فتقصى الحقائق بالإقامة هناك لعدة أشهر بهدوء وتدبر وثبت له أخيرا أن صاحب القبر في الحقيقة هو عيسى العليا الذي اشتهر باسم يوز آسف.إذ كلمة "يوز" محرفة من يسوع أو كتب باختصار، و"آسف" كان اسم المسيح كما هو واضح من الإنجيل، ويعني الباحث عن فرق اليهود المتفرقة أو جامعها" ومعلوم أيضا أن سكان كشمير يصفون ذلك القبر بقبر عيسى العليا، وقد ورد في تاريخهم القديم أن هذا النبي أمير قد جاء من جهة بلاد الشام، وقد مضى على ذلك ألف وتسع مائة عام تقريبا، وكان يرافقه بعض التلامذة أيضا، وظل يعبد على جبل سليمان، وكان على معبده شاهدة كتب عليها: "هذا أمير قد جاء من جهة بلاد الشام، اسمه يوز"، ثم محي ذلك في عهد السيخ لمجرد العناد والتعصب، فهذه الكلمات لا تُقرأ الآن جيدا.وهذا القبر على طراز قبور بني إسرائيل ورأسه تجاه بيت المقدس.وقد وقع وختم هذا المحضر قرابة خمسمئة شخص مـــــن ســــــكـان سرينغر، وهو يفيد أنه ثابت من تاريخ كشمير القديم أن صاحب القبر كان نبيا إسرائيليا وكان يدعى أميرا وكان قد هاجر إلى كشمير نتيجة مظالم أحد الملوك ومات مسنا، وكان يسمى عيسى أيضا، والنبي الأمير، ويوز آسف أيضا.بعض ني

Page 85

۷۱ فأخبروني الآن هل بقي أي شك في موت عيسى اللي بعد كل هذه البحوث وتقصي الحقائق، ورغم وجود كل هذه الشهادات من القرآن الكريم والحديث والإجماع والتاريخ ووصفة مرهم عيسى ووجود القبر بسرينغر ورؤيته في زمرة الأموات ليلة المعراج، وتحديد عمره بـ ۱۲۰ عاما والإثبات من الحديث أنه هاجر بعد حادثة الصلب إلى بلد آخر، وبسبب هذه السياحة كان قد اشتهر بالنبي السائح؟ إذا كانت كل هذه الشهادات لا تثبت موته، فنستطيع أن نقول إنه لم يمت أي نبي، وكلُّهم رفعوا إلى السماء بالجسم العنصري، لأنه ليست بحوزتنا هذه الشهادات الكثيرة على وفاتهم، بل إن موت موسى أيضــا يـبـدو مشكوكا فيه لأن الآية القرآنية: ﴿فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ) تشهد على حياته، كما يشهد على ذلك حديث مفاده أن يأتي لحج الكعبة كل عام برفقة عشرة آلاف قدوسي.أيها السادة الأجلاء ، لن يفيدكم الآن هذا المأتم، فقولوا الآن إنا لله على المسيح، فمن المؤكد أنه قد توفي، وتحقق الحديث الذي ورد فيه أن المسيح عاش ۱۲۰ عاما، لا ألوف الأعوام.فالوقت وقت خشية الله لا وقت المراء العقيم، لأن الأدلة (على وفاته قد بلغ كمالها.أما فكرة أنّ "بل" في قوله تعالى : بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ تدل على أنه رفع بجسمه المادي فهي فكرة سخيفة وهزيلة جدا وصبيانية.فمثل هذا الرفع مذكور بحق "بلعام" أيضا، أي وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ.فواضح أن كلمة "الرفع" التي موسی ۲ السجدة: ٢٤ النساء: ١٥٩ الأعراف: ۱۷۷

Page 86

۷۲ استخدمت بحق المسيح قد استخدمت نفسها بحق بلعام أيضا، فهل كان الله الله يشاء أن يوصل بلعام بجسمه إلى السماء؟ كلا بل كان المراد رفع روحه فقط.أيها السادة اتقوا الله إن الرفع الجسماني ليس محل نزاع في النقاش مع اليهود، وإنما الخصومة كانت عن الرفع الروحاني فقط، لأن اليهود بتعليقهم المسيح على الصليب قد أيقنوا بموجب نص التوراة أنه لن يُرفع روحانيا، وأنه والعياذ بالله لن يذهب إلى الله، بل سيذهب إلى الشيطان ملعونا.فمما اصطلح عليه أن الذي يُدعى إلى الله يقال له مرفوعا، أما الذي يُساق إلى الشيطان فيقال له ملعونا.فهذا هو خطأ اليهود الذي صححه القرآن الكريم بصفته حكما.وقال إن المسيح لم يُقتل على الصليب، وأن عملية الصلب لم تتحقق بكمالها، لهذا لا يمكن أن يُحرم المسيح من الرفع الروحاني.كما أنه من المعلوم بداهة أنّ الجسم يتعرض دوما للتحلّل والتبديل؛ إذ تتغير وتتبدل جزئياته كل حين وآن، وفق علم الطبيعة الذي مسائله مشهودة ومحسوسة فالجزئيات الموجودة الآن لن تبقى بعد دقيقة، فكيف يمكن والحالة هذه أن يكون الجسم الذي وعد برفعه في رَافِعُكَ إِلَيَّ، كان نفسه موجودا في زمن آية (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي؟ فتعيَّن أن الوعد الخاص بالجسم المعين في رَافِعُكَ إِلَيَّ لم يتحقق، لأن ذلك الجسم كان قد تغير عند تحقيق الوعد إذ كان الجسم السابق قد تحلل.ثم من الخطأ الاعتقاد حين يخاطب أحد ويقال له يا إبراهيم، ويا عيسى ويا موسى ويا محمد (عليهم السلام)، فيشترط أن يشمل النداء الجسم أيضا؛ إذ يخص جزء من الخطاب الجسم أيضا.لأنه إذا كان ذلك صحيحا فيلزم أن لا يصح لأي نبي مثلا إذا قطعت يده أو قطعت قدمه بـ "يا عيسى أو يا موسى".لأن الجسم الذي نودي ينقصه جزء منه.ولقد ذكر الله الأنبياء المتوفين في القرآن الكريم على النهج نفسه الذي خاطبهم به في حياتهم المادية، فإذا كان لمثل هذا أنه الخطاب

Page 87

۷۳ الخطاب شرط وجود الجسم فكيف يصح القول مثلا: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهُ منيب ؟ باختصار ؛ قد حسمت قضية موت المسيح العلة بوضوح، والآن؛ إن مثل تقديم مثل هذه الأعذار الواهية السخيفة كمثل من يتشبث بقشة لينجو من الغرق، فالأسف على أن هؤلاء لا يفكرون في الطريق القويم بصدق النية.وأول سؤال في هذا البحث هو أن المسيح لم يكن نبيًّا غريبا نادرا، فلماذا أثيرت الخصومة لهذه الدرجة في قتله، ولماذا كان الإلحاح مرارا على أنه لم يصلب، بل قد رفعه الله إليه لا إلى الشيطان؟ فإذا كان الغرض من هذا النزاع ينحصر في الكشف على اليهود أنه لم يُقتل، فهذا الهدف لغو وسخيف تماما.فما علاقة هذا الهدف بدحض الاعتراض بأنّ الله تعالى قد رفعه إليه..أي إلى مقام الشرف والعز و لم يردّه إلى الشيطان، أي إلى مقام الذل؟ فالواضح أنه بمجرد القتل لا يتأثر شأن النبي في شيء، وإن دعاء النبي يتضمن الرغبة في أن يقتل في سبيل الله ثم يحيا ثم يقتل، فالقتل لا يؤدي إلى هتك العزة، وإلا لما تقدم النبي هذا الدعاء في حق نفسه.ففي هذه الحالة ما معنى التركيز على دفع اتهام قتل المسيح وأنه لم يقتل على الصليب بل قد رفعناه إلينا ؟ إذا كان المسيح لم يقتل فهل النبي يحيى أيضا لم يقتل؟ لماذا لم يرفعه الله إليه بجسمه المادي؟ فلأي سبب لم تثر غيرة الله له بينما ثارت للمسيح؟ ثم إذا كان الله يريد أن يرفع أحدا إلى السماء بالجسم المادي، فكان يجب أن يقال رفع إلى السماء بجسمه المادي" لا أنه قد رفع إلى الله.لا يغيبن عن البال أن القرآن الكريم وجميع الكتب السماوية حددت جهتين فقط، إحداهما إلى الله حيث يقال إن فلانا رفع إلى الله، والثانية بالمقابل إلى الشيطان، وعن ذلك ورد في القرآن الكريم تعبير أَخْلَدَ إِلَى هود: ٧٦

Page 88

٧٤ الْأَرْضِ.فكم من الظلم أن يُفهم من "الرفع إلى الله" الذي هو أمر روحاني - الصعود إلى السماء بالجسم مقابل الإخلاد إلى الشيطان وأن يُظن أن الله رفع المسيح بالجسم إلى السماء! فأي هدف تحقق من هذه العملية؟ وأي فائدة حصلت من ذلك؟ وأي حجة بذلك أقيمت على اليهود؟ ولماذا رفع إلى السماء بجسده المادي؟ وأي ضرورة دفعت الحكيم عزوجل إلى هذا الفعل؟ فلو كان يريد حمايته من القتل فحسب فكان يمكن أن يفعل ذلك وهو على الأرض أيضا " ، كما أنقذ النبيله الا الله من القتل بيد الكفار في غار ثور.إذا استمعتم بهدوء وصبر فنخبركم ما هي حقيقة هذا النزاع.أيها السادة، رحمكم الله، إننا نتوصل بقراءة متأنية لكتب اليهود والنصارى، وإلقاء نظرة على أحداثهم التاريخية البالغة أسمى درجة التواتر بحيث يتعذر إنكارها، إلى أن اليهود في أوائل زمن عيسى ال كانوا بلا شك ينتظرون مسيحا لينجيهم من حكم الشعوب الأجنبية ولكي يقيم عرش داود من جديد كما يُفهم من كلمات النبوءات في كتبهم.ففي زمن هذا الانتظار أعلن عيسى اللة الدعوى ١ ۲ الأعراف: ۱۷۷ لو كان الهدف من الإيصال إلى السماء أن يصل إلى الجنة ويتمتع بلذات الآخرة فهذا الهدف أيضا لم يتحقق، لأن التمتع بلذات الآخرة لا بد من الموت أولا.وبذلك فشل في تحقيق الأهداف التي من أجلها بعث إلى هذا العالم ولم يتمكن من الإصلاح المنشود وامتلأ القوم ضلالا، ولم يتمتع بأي لذة وراحة حتى بعد الذهاب إلى السماء، فهو جالس في السماء دون جدوى، فلم يستفد بالمكوث هناك هو نفسه ولم يفد أمته.فهل يمكن أن تنسب هذه الأمور إلى الأنبياء الذين يلقون الله تعالى بعد إصلاح العالم؟ فيجب التأمل أولا متى يمكن أن يُرفع أحد إلى الله الذي هو جامع لذات الآخرة وأن يكون ذلك دون الموت؟ فما هذا الإخلاف بالوعد أنه وعد بالرفع إلى الله ثم أجلس في السماء الثانية؟ فهل الله في السماء الثانية؟ وهل إبراهيم وموسى عليهما السلام يقيمون فوق الله؟ منه

Page 89

Vo بأنه هو ذلك المسيح وأنه سيقيم عرش داود من جديد.فسر اليهود من هذه الكلمة في أول الأمر كثيرا، وانضم المئات من عامة الناس إلى جماعة مريديه أملا في الملك.وبايعه كبار التجار والزعماء، لكن عيسى ال كشف خلال أيام قليلة أن ملكه ليس من هذا العالم المادي وإنما ملكه سماوي، فخابت جميع آمالهم وتأكدوا أن هذا الرجل لن يقيم عرش داود مرة أخرى، بل سيقيمه غيره.ومن اليوم نفسه بدأوا يبغضونه ويعاندونه وارتد عدد كبير منهم، فأحد أسباب عداء اليهود له أنه لم يُبعث ملكا بحسب نبوءة الأنبياء.ثم ظهر سبب آخر بتدبر ورد في سفر ملاخي أن المسيح الملك الذي كان اليهود الكتب وهو أنه قد بانتظاره لن يأتي ما لم يُبعث إيليا مرة أخرى إلى هذا العالم.فقدموا هذه الحجة للمسيح اللي لكنه قال في جوابه إن المراد من إيليا هنا مثيل إيليا أي يحيى.يا للأسف على الاعتقاد الباطل بأنه أحيا الموتى؛ فلو كان أحيا إيليا لما ظهر هذا التراع، ولأقيمت الحجة عليهم بحسب الكلمات الظاهرة للنص.باختصار؛ قد شك فيه اليهود لعدم كونه ملكا وظهر هذا الشك الثاني من سفر ملاخي، مما أدى إلى أن الجميع كفّروه وسبّوه، وأعدَّ له علماء اليهود فتوى الكفر، وأجمع العلماء الأفاضل في البلد والمتصوفون العظام على تلك الفتوى وختموها، جميع ومع ذلك انضم بعض من عامة الناس إلى المسيح وإن كان عددهم قليلا جدا، ومنهم من ردّه اليهود بتقديم الرشوة له، وبدأوا يتشاورون ليل نهار أن هذا الرجل يجب أن يُكفّر بموجب النصوص الصريحة للتوراة ليتبرأ منه العامة أيضا دفعة واحدة ولا ينخدعوا ببعض آياته فتقرر أن تُكثف الجهود لصلبه فيستقيم الأمر، لأنه قد ورد في التوراة أن من علق على الخشبة ملعون، أي سيرجع إلى الشيطان لا إلى الله.فانصرف اليهود إلى هذا التدبير، إذ بدأوا يرفعون الشكاوى الكاذبة ضده باستمرار إلى الوالي التابع لقيصر الروم، وكان قائما بأعمال قيصر

Page 90

٧٦ كالملك، أنَّ هذا الرجل عدو خفي للحكومة.فألقت الحكومة القبض عليه أخيرا بتهمة الفتنة الدينية وأرادت أن تتركه بعد تنبيه بسيط، لكن اليهود لم يرضوا بذلك فأثاروا ضجة أنّ هذا قد نطق بالكفر، وسوف تحدث فتنة في الشعب، ويُخشى الفساد والثورة، فلا بد من أن يُصلب.فالحكومة الرومية خوفا من ثورة اليهود وتفكيرا في المصالح القومية، سلمت المسيح لهم ليفعلوا به ما أرادوا بحسب دينهم وزوجة بيلاطس - الحاكم الذي كانت هذه القضية مرفوعة في محكمته - رأت في الرؤيا أنه إذا هلك هذا الرجل فسوف تواجه الدمار.فدبرت سرا لإنقاذ المسيح من الموت على الصليب، بينما ظل اليهود يظنون لحمقهم أن المسيح مات على الصليب مع أن المسيح قد خرج من ذلك البلد بإذن من هو ثابت كتاب كتر العمال، ويتبين من من التاريخية التي عثرنا عليها أنه وصل إلى البنجاب عن طريق نصيبين مرورا بيشاور.فلما كان من سكان البلاد الباردة فلم يستطع أن يحتمل حرارة هذا البلد، فانتقل إلى كشمير وشرف سرينغر بوجوده المبارك.وليس من الغريب أن تكون هذه المدينة قد عُمرت في زمنه على كل حال إن أرض سرينغر موطئ قدمي المسيح.باختصار؛ قد وصل المسيح إلى كشمير سائحا.أما اليهود فظلوا الله كما الأدلة إن الهجرة من سنة كل نبي، والمسيح هو الآخر قد أشار إلى هجرته في الإنجيل حيث قال "«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلا فِي وَطَنِهِ مَرْقُسَ ٦: (٤) ، لكن المؤسف أن معارضينا لا يفكرون أيضا متى وإلى أين هاجر المسيح، بل ما يثير الغرابة أكثر أنهم مع إيمانهم بأن سياحة المسيح إلى بلاد مختلفة ثابتة من الأحاديث الصحيحة، وليس ذلك فحسب بل قد وصفت السياحة أحد أسباب تسميته بالمسيح، إذا قيل إنه ذهب إلى كشمير أيضا- يرفضون.مع أنهم آمنوا بأن المسيح سافر إلى بلاد كثيرة زمن نبوته حصرا؛ فلماذا حُرم عليه السفر إلى كشمير؟ أليس من المحتمل أن يكون قد ذهب إلى كشمير أيضا وتوفي

Page 91

۷۷ معهم السمك، يزعمون بأنهم قتلوا المسيح بالصلب، لأن الأسلوب الذي أنقذ به المسيح العلي من الموت على الصليب ومعالجة جروحه باستخدام مرهم عيسى وقيامه بسفر سري، كل هذه الأمور كانت خافية على اليهود، إلا أن الحواريين كانوا مطلعين على هذا السر، فباتوا معه ليلة في قرية على الطريق إلى الجليل، وأكل ومع ذلك كما يتضح من الإنجيل جليا- قد نهاهم المسيح أن يحدثوا أحدا عن سفره هذا.فقد أوصاهم بإخفاء هذا السرّ، فمتى كانوا يتجرأون على أن يفشوا هذا الخبر ويخونوا سر النبي وأمانته.لقد سمى نبينا المسيح اللي بالنبي السائح كما يفهم جليا من حديث النبي ، أن المسيح اللي ساح في أغلبية هذا العالم، وهذا الحديث موجود في كتاب كنز العمال، وبناء على هذا السبب قد ورد في معاجم اللغة العربية سبب العليها بشدة من ﷺ تسمية المسيح بهذا الاسم أنه كان كثير السياحة.باختصار؛ إن قول النبي الذي يفيد أن المسيح نبي سائح مفتاح للسر المختوم، وبهذه الكلمة الوحيدة يبطل ذهابه إلى السماء وأنه ما يزال حيا، لكنهم لم يتدبروها.وبالتأمل فيها أنه إذا كان عيسى المسيح قد قضى أكثر عمره في السياحة في زمن سيتضح نبوته بعد الهجرة من بلد اليهود، ففي أي زمن رفع إلى السماء؟ وأي حاجة فرضت عليه ذلك بعد هذه المدة الطويلة؟ مما يثير التعجب كيف وقع هؤلاء في التعقيد؛ فمن ناحية يعتقدون بأن شخصا آخر صُلب عند فتنة الصليب وصعد المسيح إلى السماء الثانية فورا، ومن ناحية ثانية يعتقدون أنه ظل يسيح ويسافر هناك؟ ثم هناك تساؤل آخر أنه إذا ظل يسيح في الأرض دوما بعد حادثة الصلب فمتى صعد إلى السماء؟ فلا يردّون على ذلك بشيء.منه انظروا لسان العرب، لفظ : مسح ، منه

Page 92

۷۸ في هذا العالم بعد حادثة الصلب بحيث قضى جزءا كبيرا من عمره في السياحة.يا لهذا الإجحاف العجيب بحقه، فلا أحد يفكر أن إقامته في بلد بيلاطس كانت لثلاث سنوات وستة أشهر فقط بالاتفاق، وكان من واجبه دعوة اليهود من البلاد البعيدة؛ فلماذا أهمل هذا الواجب وذهب إلى السماء ولم يؤد هذا الواجب بالهجرة سائحا؟ ومما يثير التعجب أكثر أن الأحاديث الواردة في كتر بأن العمال تصرح المسيح قام بهذه السياحة إلى معظم البلاد بعد فتنة الصليب، وهذا معقول جدا، لأن السنة الإلهية في هجرة الأنبياء أنهم لا يخرجون من تلقاء أنفسهم أبدا ما لم يُخرجوا، ومن المسلم به بالاتفاق أن وقت الإخراج أو القتل كان فتنة الصلب فقط.باختصار، استنتج اليهود من موت المسيح على الصليب على حد زعمهم أنه ذهب إلى الشيطان لا إلى الرحمن لكونه ملعونا، وأن رفعه لم يكن إلى الله بل كان هبوطه إلى الشيطان لأن الشريعة أقرت بطرفين؛ أحدهما إلى الله وهو أعلى ومنتهاه العرش والثاني إلى الشيطان وهو سافل جدا 6 الله وينتهي إلى الثرى غاية القول أن الشرائع الثلاثة اتفقت على المسألة أن المؤمن يذهب إلى الله بعد الموت وتفتح له أبواب السماء كما تشهد عليه آيةً إلَى رَبِّكِ ، أما الكافر فإلى الأسفل وهو طرف الشيطان كما تشهد على ذلك آية لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فالذهاب إلى يسمى الرفع، أما الذهاب إلى الشيطان فيسمى اللعنة فهاتان الكلمتان متضادتان.إن السفهاء لم يفهموا هذه الحقيقة، إذ لم يفكروا أنه إذا كان الرفع يعني الرفع بالجسم فأي كلمة تقابلها كما تقابل اللعنة الرفع الروحاني؟ كان اليهود قد فهموها جيدا الفجر: ٢٩ ۲ الأعراف: ٤١

Page 93

التحفة الفولروية ويبدو ۷۹ لكنهم بسبب حادثة الصلب اعتقدوا بأن المسيح صار ملعونا، كما قبل النصارى أيضا اللعنة، إلا أنهم أوَّلوا بأن المسيح تحمل اللعنة من أجل ذنوبهم.أن النصارى لم يفكروا في مفهوم اللعنة ومدى خبث هذه الكلمة التي تنافي الرفع وتصير بها روح الإنسان نجسة وتذهب إلى الشيطان ولا تستطيع الذهاب إلى الله.وبسبب هذا الخطأ قبلوا بأن المسيح قد مات على الصليب ونحتوا من عندهم مسألة الكفارة، فخفي عنهم بأنه من المستحيل أن يردّ النبي ويختار الشيطان، إلا أن هذا الخطأ لم يظهر في زمن الحواريين، بل كانت الله أول لبنة لضلال المسيحية بعدهم فلما كان المسيح قد أوصى الحواريين بشدة أن لا يحدّثوا أحدا عن سفره ؛ لهذا لم يستطيعوا أن يبينوا الحقيقة الأصلية، ومن المحتمل أن يكونوا قد قالوا على سبيل التورية إنه ذهب إلى السماء ليصرفوا انتباه اليهود إلى أمر آخر.باختصار؛ بسبب هذه الأسباب حصرا ارتكب النصارى بعد زمن الحواريين الخطأ الفادح؛ أي عقيدة الصلب.إلا أن حزبا منهم ظل يعارض ذلك حيث اكتشفوا من القرائن أن المسيح هاجر إلى بلد آخر و لم يمت على الصليب ولم يصعد إلى السماء على كل حال لما كانت هذه المسألة قد اشتبهت على النصارى، ونشر اليهود بصفة عامة بأن المسيح مات على الصليب، فاتبعهم النصارى لكونهم يجهلون أصل الحقيقة إلا قليل منهم، لهذا صار من عقائدهم أيضا بأن المسيح الله قد مات على الصليب، وتأييدا لهذه العقيدة أضيفت بعض الجمل إلى الأناجيل، مما أدى إلى التناقض في نصوص الأناجيل.فمن بعض جمل الأناجيل يُفهم بوضوح أن المسيح لم يمت على الصليب، وورد في بعضها أنه مات، ومن هنا يثبت أن جمل الموت أضيفت ما زالت في النصارى فرقة من هذا الحزب تنكر صعود المسيح إلى السماء.منه

Page 94

۸۰ مؤخرا.باختصار، أصر النصارى بسبب حادثة الصلب على أن عيسى ابن مريم لم يكن مؤمنا وصادقا و لم يكن نبيا و لم يُرفع إلى الله مثل المؤمنين، بل قد ذهب إلى الشيطان، وبرهنوا على ذلك بموته على الصليب وصار ملعونا، أي لم يتم رفعه.وبعده تدريجا جاء زمن النبي ﷺ ومضت على هذه القصة ستة قرون.فلما كان النصارى يجهلون أصل الحقيقة ودفعهم الولع إلى نحت مشروع الكفارة أيضا، بدأوا هم أيضا يؤمنون بأنه لعن ولم يُرفع، ولم يفكروا أن اللعنة تستلزم أن يكون الإنسان مردودا من أعتاب الله تماما ويذهب إلى الشيطان بعد أن يكون قلبه نجسا، وتنقطع جميع علاقات الحب والوفاء ويكون القلب رجسا ومظلما وعدو الله مثل قلب الشيطان، ولهذا يسمى الشيطان لعينا.فكيف يمكن للعنة قلب العبد المقبول عند الله كالمسيح وينجذب إلى الشيطان 6 أن يتعرض والعياذ بالله لانسجامه مع الشيطان؟ باختصار كلا الشعبين نسي؛ فاليهود وصفوا النبي المقدس بأنه ملعون فاتخذوا طريق غضب الله'، أما النصارى الله النقطة الجديرة بالاهتمام هنا أن آية غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) في الفاتحة، تشير إلى هذه المعركة ،فقط أي إن اليهود وصفوا نبي المقدس ملعونا عن عمد قصد الفتنة، فاستتزلوا عليهم غضب الله وصاروا "المغضوب عليهم" مع أنهم كانوا قد عرفوا أن المسيح لا يوجد في القبر وتحققت نبوءته بأن حاله سيشبه حال يونس، أي سيدخل القبر حيا ويخرج منه حيا.أما النصارى وإن كانوا يحبون المسيح، إلا أنهم لجهلهم قبلوا وصمة اللعنة بحق قلب المسيح ولم يفقهوا أن مفهوم اللعنة يتعلق بنجاسة القلب، ومعلوم أن قلب النبي لا يمكن أن ينجس ويعادي الله ويتبرأ منه في أي حال.ففي هذه السورة تعليم الله إشارةً للمسلمين ألا يتسرعوا في تكذيب المسيح الموعود كاليهود، ولا يعدوا فتاوى المكر؟ ولا يسموه ملعونا، وإلا ستعود عليهم لعنتهم، وكذلك يجب ألا يكونوا له أصدقاء أغبياء كالنصارى ولا ينسبوا الصفات غير اللائقة إلى مقتداهم، فلا شك في أن هذه السورة تتضمن ذكرى خفية، ونبوءة لطيفة ببعثتي، وفُهم المسلمون في صيغة دعاء أن مثل هذا

Page 95

۸۱ عن الله فاتخذوا طريق الضلال بوصف قلب نبيهم المقدس والمرشد والهادي بالمنحرف والنجس بسبب اللعنة.لذا كان من الضروري أن يحكم القرآن في هذا الأمر بصفته حكماً ، فهذه الآيات بمنزلة الحكم وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شبِّهَ لَهُمْ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ..أي من الخطأ أصلا الاعتقاد بأن اليهود قتلوا عيسى العليا صلبا، ومن الخطأ ما ينتج عن ذلك من أن المسيح لم يُرفع إلى الله وأنه ذهب إلى الشيطان والعياذ بالله.كلا بل قد رفعه الله إليه، والواضح أنه لم يكن بين النصارى واليهود أي خلاف في الرفع الجسماني.كما لم يكن اليهود يعتقدون أن من لم يُرفع جسمه لا يكون مؤمنا بل يكون ملعونا، وأنه لا يتوجه إلى الله بل يذهب إلى الشيطان! فاليهود أنفسهم يعترفون بأن موسى لم يُرفع جسمانيا مع أنهم يؤمنون بكونه أفضل أنبياء بني إسرائيل وصاحب الشريعة.واليهود ما زالوا أحياء فاسألوهم ما الذي استنتجوه من صلب المسيح؛ أهو عدم رفع الجسد أم عدم رفع الروح وعدم ذهابه إلى فوق والعياذ بالله..أي إلى الله، بل قد تردّى إلى الحضيض أي إلى الشيطان؟ فالخوض في نقاش لا علاقة له بأصل النزاع في شيء حماقة كبيرة.في بومباي وكلكوتا يقيم مئات اليهود وبعضهم من علماء دينهم المتمكنين فاسألوهم بالمراسلة ما هو الاتهام لأنه قد الزمن سيأتي عليهم أيضا وأنهم أيضا سينسجون المكايد ليجعلوا المسيح الموعود ملعونا، الحديث أيضا أن اليهود لو دخلوا جحر ضب لدخله المسلمون أيضا.فمن رحمة الله العجيبة أنه تنبأ ببعثتي في أولى سور القرآن الكريم التي يقرأها المسلمون خمس ورد مرات يوميا، فالحمد لله على ذلك.منه الفرق بين الحكم والحاكم أن حُكم الحكم يكون نافذا غير قابل للطعن(للاستئناف)، أما مجرد كلمة الحاكم فلا يشمل هذا المفهوم..النساء: ١٥٨-١٥٩ منه

Page 96

۸۲ الذي ألصقوه بالمسيح الله وماذا استنتجوا من موته على الصليب على حد زعمهم؟ أكان عدم الرفع المادي أم عدم الرفع الروحاني؟ باختصار، إن مسألة رفع المسيح الا أيضا لم تأتِ في القرآن الكريم عبثا ودون أي دافع، بل لتَذُبَّ وتدحض أفكار اليهود التي ينكرون بها رفع المسيح روحانيا.فلو آمنا جدلا أن بهذا التصرف السخيف والعياذ بالله إذ قد سحب المسيح إليه مع الله رضي جسمه وأورد على نفسه اعتراض كونه جسما وماديا أيضا، لأن الجسم ينجذب إلى الجسم؛ فمع ذلك ينشأ السؤال طبعا أنه لما كان القرآن الكريم قد جاء لإصلاح أخطاء اليهود والنصارى، وكان اليهود قد ارتكبوا هذا الخطأ الفادح إذ وصفوا عيسى ال والعياذ بالله بالملعون ورفضوا رفعه الروحاني، وأعلنوا أنه لم يذهب بعد الموت إلى الله بل ذهب إلى الشيطان فأين دفع هذا الاتهام وذبه في القرآن الكريم؟ مع أنه كان الهدف الأساسي للقرآن، لأنه إذا كانت الآية: ﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ والآية بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ تخصان رفع الجسم، كان يجب أن تذكر الآيات الأخرى رفع الروح، ولدحض خطأ اليهود والنصارى المتعلق بعقيدة اللعنة ثمة حاجة لمثل هذه الآية.ذلك لأن رفع الجسم لا يقابل اللعنة؛ بل كما أن اللعنة أمر معنوي، كذلك يجب أن يكون الرفع روحانيا، وكان ذلك هو الغاية المتوخاة، ومن الغريب في الأمر أن الاعتراض الذي كان جديرا بالرد بقي على حاله، وذكر الله في القرآن الكريم عبثا أمرا آخر مرارا أي الرفع المادي الذي لا علاقة له بعقيدة اليهود واستنباطهم الباطل.فكأن السؤال شيء والجواب شيء آخر تماما.فواضح أن الرفع المادي ليس مدار النجاة بحسب عقائد الفرق الثلاثة؛ أي اليهود والنصارى وأهل كان اليهود ينكرون على عيسى الله الرفع الذي هو مدار النجاة لكل مؤمن، لأنهم

Page 97

۸۳ الإسلام.بل لا تتوقف النجاة عليه البتة، فلماذا ذكره الله مرارا وتكرارا؟ فمتى كان اليهود يؤمنون بأن لا نجاة دون الرفع المادي وأنه لن يُعدّ أي نبي صادقا ما لم يُرفع جسمه؟! فما الفائدة إذن من هذا الذكر العابث، أليس من الغريب أن لا يذكر القرآن الكريم أمرا كان جديرا بالتسوية، والذي كان عدم حسمه يتسبب في اعتبار نبي صادق كاذبا بل كافرا بل ملعونا والعياذ بالله؟ وظهر المعتقد الباطل، أي الرفع المادي، الذي لا يؤدي إلى أي فائدة'.باختصار، هذه هي الأدلة على موت المسيح ورفعه المادي ، وقد كتبناها في كتبنا بإسهاب، وإن معارضينا حتى الآن مدينون لنا لعدم ردهم، ففي هذا الخصوص ما الذي نناقشه مع بير المولوي مهر علي شاه أو بير آخر أو أي مولوي آخر، فإنا قد ۲ أيضا كانوا يؤمنون كالمسلمين أن روح كل مؤمن تُرفع بعد الموت إلى السماء وتفتح لها أبواب السماء، أما الكافر الذي كان يندفع في حياته إلى الشيطان فتغلق عليه أبواب السماء وترمى روحه إلى الأسفل، أي إلى الشيطان.بينما المؤمن كان في حياته يصعد إلى فوق، لهذا يتم رفعه إلى الله بعد الموت ويتلقى نداء ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ)) (الفجر: ٢٩).منه لقد نشأت فكرة الرفع الجسماني في قلوب النصارى عندما أرادوا أن يتخذو المسيح إلها ويعدوه منجي العالم، وإلا فالنصارى أنفسهم يؤمنون بأن الرفع الروحاني وحده يكفي للنجاة، فالمؤسف أن الأمر الذي يستخدمونه لتأليه المسيح الليل ويعدونه ميزته قد أدرجه المسلمون أيضا في عقائدهم، وإذا قال المسلمون بأنهم يعتقدون بأن إدريس أيضا في السماء كالمسيح، فهذا كذب آخر ؛ لأنه كما ورد في تفسير فتح البيان إن عقيدة أهل السنة كوتهى إدريس ليس في السماء بجسمه ،المادي، وإلا يستلزم أن يعود إلى هذا العالم يوما للموت.فلم يبق لنا بد الاعتبار عبثا أن المسيح متميز بالرفع المادي، ولم نجد بدا من القبول بأن من جسمه غير فان، وأنه جالس عند الله، وهذا باطل صراحة.منه يبدو أنه خطأ الناسخ، إذ ينبغي أن يكون حسب السياق "الرفع الروحاني".(الناشر)

Page 98

٨٤ ذبحنا الباطل، فكيف نمرّر السكين على ذبيحتنا مرة أخرى؟ أيها السادة، ليس الآن وقت للخوض في هذه النقاشات، بل ينبغي أن يخاف معارضونا ويتوبوا الآن، لأننا قد أثبتنا موت المسيح الله ورفعه الروحاني بكل طريقة ممكنة في هذا العالم لإثبات الحقائق والدعاوى، فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ؟ والمرحلة الثانية الآن بعد موت المسيح أن نتناول النصوص القرآنية والحديثية والقرائن الأخرى التي تثبت أن المسيح الموعود يجب أن يكون من هذه الأمة حصرا، فنسجل تلك الدلائل فيما يلي، فاسمعوها باهتمام لعل الله الرحيم يهديكم.من جملة الأدلة التي تبرهن على أن المسيح القادم الذي وعد بمجيئه في هذه الأمة سيكون رجلا من هذه الأمة نفسها، حديث البخاري ومسلم؛ حيث ورد فيهما "إمامكم منكم" و"أمكم منكم"؛ أي سيكون إماما لكم وسيكون منكم حصرا.فلما كان هذا الحديث بحق عيسى القادم وبحقه قد وردت فيه صفتا الحكم والعدل قبل هذه الجملة، لهذا فإن كلمة الإمام أيضا تخصه، ولا شك أن الخطاب في "منكم" هنا موجه إلى الصحابة، وهم كانوا مخاطبين.لكن الواضح أن أحدا منهم لم يعلن بأنه المسيح الموعود، لهذا فالمراد من "منكم" شخص بمنزلة الصحابة في علم الله، وهو الذي وصف بالقائم مقام الصحابة في آية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، لأن هذه الآية كشفت أنه تلقى التربية الروحانية من النبي الكريم ، ومعدود ضمن الصحابة نظرا إلى هذا المعنى.وهناك حديث يشرح هذه الآية، وهو لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل ۲ يونس: ٣٣ الجمعة: ٤

Page 99

ㅎ من فارس".فلما نُسبت إلى هذا الرجل الفارسي صفةٌ تخص المسيح الموعود والمهدي؛ أي يملأ الأرض عدلا بعد خلوّها من الإيمان والتوحيد كما ملئت ظلما، لذلك فإن هذا الرجل هو المهدي والمسيح الموعود وهو أنا.وكما أنه لم يحدث كسوف وخسوف في رمضان في زمن أي مدع للمهدوية، كذلك لم يدَّعِ أحد خلال مدة ثلاثة عشر قرنا أنه مصداق نبوءة "لناله رجل من فارس" بتلقي الإلهام من الله وإن النبوءة بكلماتها تصرح بأن هذا الرجل سيكون في الزمن الأخير حين تكون قلوب الناس قد أصابها ضعف كبير، وسيكون فارسي الأصل، وبواسطته سيقام الإيمان في الأرض من جديد وواضح أنه ليس ثمة زمن أكثر ضررا للإيمان من زمن غلبة الصليب، وفي هذا الزمن وحده يمكن أن نقول بأن الإيمان قد رفع من الأرض، كما تُفصح بذلك بجلاء الحالات العملية في العصر الراهن، والاندفاع العظيم إلى السيئة والعلامات الصغرى للقيامة التي ظهرت من زمن.ثم إن آية وَأَخَرينَ مِنْهُمْ تشير إلى أن الشرك كما كان منتشرا في الأرض في زمن الصحابة سيكون في ذلك الزمن أيضا، وليس من شك في أنه يفهم يقينا بقراءة هذه الآية مع هذا الحديث أن هذه نبوءة بحق مهدي آخر الزمان ومسيح آخر الزمان.لأنه قد ورد في تعريف المهدي أنه سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، بينما قد ورد بحق مسيح آخر الزمان أنه سيقيم الإيمان والأمن في الأرض من جديد ويمحو الشرك ويقضي على الملل الباطلة.وإن مفاد هذه الأحاديث أيضا أن يقام من جديد، في زمن المهدي والمسيح، الإيمانُ الذي ارتفع من الأرض وبلغ الثريا، ومن الضروري أن تمتلئ الأرض أولا ظلما ويرتفع منها الإيمان لأنه إذا كان قد ورد أن الأرض كلها ستمتلئ ظلما، وحيث إن الظلم والإيمان لا يجتمعان في مكان، فلا بد أن يرتفع الإيمان إلى السماء التي هي مقره الأصلي.باختصار، إن زمن المصائب

Page 100

٨٦ بني الذي تمتلئ به الأرض ظلما ويرتفع منها الإيمان زمن وحيد بعد زمن النبي ، ويقال له زمن المسيح أو زمن المهدي.وذكر هذا الزمن في الأحاديث بثلاثة أسماء؛ أي زمن رجل من ،فارس، وزمن المهدي وزمن المسيح.ومعظم الناس فهموا لقلة التدبر أنهم ثلاثة أشخاص نظرا لوجود ثلاثة أسماء، وحددوا لهم ثلاثة شعوب ؛ أحدها الشعب الفارسي، والثاني قوم بني إسرائيل، والثالث قوم فاطمة.لكنها أخطاء، والحقيقة أن شخصا أن شخصا واحدا سُمي بثلاثة أسماء لعلاقته بكل قوم.فمثلا في أحد الأحاديث في "كتر" "العمال" يُفهم أن أهل فارس أي بنو فارس من بني إسحاق، وبذلك صار المسيح القادم إسرائيليا، أما علاقته ببني فاطمة فتكون بناء على علاقة الأمهاتكما حصلت لي هذه العلاقة فصرتُ فاطميا - فكأن نصفه إسرائيلي ونصفه الآخر فاطمي بحسب ما ورد في الأحاديث.إلا أنني لا أملك أي دليل على كوني فارسيا سوى الإلهام الإلهي، إلا أن هذا الإلهام من زمن لم يكن فيه أي أثر لدعواي هذه.أي قد كتب في "البراهين الأحمدية" قبل عشرين عاما من اليوم، وهو "خذوا التوحيد التوحيد يا أبناء الفارس" وفي موضع آخر إلهام : إن الذين" صدوا عن سبيل الله ردّ عليهم رجل من فارس شكر الله سعيه." وكذلك في موضع آخر من البراهين الأحمدية إلهام "لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل من فارس."" أي لو رفع الإيمان إلى الثريا وامتلأت الأرض إلحادا محضا لاستعاده من السماء هذا الرجلُ فارسي الأصل.أما عن كوني من بني فاطمة فبحسب الإلهام التالي: فلما لم يدع أحد منذ ثلاثة عشر قرنا بأمر إلهامي من الله أنه مصداق هذه النبوءة- ومن المستحيل أن تبطل نبوءة النبي - فالإنسان الذي أعلن هذه الدعوى وذلك قبل الاعتراض المثار فإن ردّه بمنزلة تكذيب النبوءة.منه

Page 101

۸۷ "الحمد لله الذي جعل لكم الصهر والنسب اشكر نعمتي رأيت خديجتي" أي الحمد لله الذي شرَّفك بأن تكون صهر السادات وتكون سليل عائلة عريقة نبيلة، وكلا هذين الشرفين متماثلان أي قد وهبك فضيلة كونك صهرا للسادات، كما شرف نسبك بخلقك في بني فاطمة.واشكر نعمتي إذ قد حظيت بخديجتي"، أي كنت حائزا على شرف الآباء لكونك من بني إسحاق، ثم أضيف إليه الشرفُ الثاني وهو كونك من بني فاطمة.وفي كوني صهر السادات إشارة إلى زوجة هذا العبد المتواضع التي من عائلة سادات السندي من دلهي، أي من عائلة مير دَرْد وإلى هذه العلاقة الفاطمية أشير في الكشف الذي نُشر في البراهين الأحمدية قبل ثلاثين عاما من اليوم، حيث رأيت خمسة من بني الله إن إلهام "الحمد لله الذي جعل لكم الصهر والنسب يضم استدلالا لطيفا على كوني فاطمة لأن الفعل "جعل" يشمل الصهر والنسب، ووُصف كلاهما بالأمر المحمود.وهذا يبرهن صراحة على أنه كما يتعلق الصهرُ ببني فاطمة، كذلك النسب أيضا مزيج من الفاطمية من قبل الوالدات، وإن تقديم الصهر على النسب لإبراز هذا الفرق فقط، أن الصهر يتضمن الفاطمية الخالصة، أما النسب فخليط منها.منه هذا الإلهام مسجل في البراهين الأحمدية وأخبر فيه إشارةً كنبوءة أن زواجك المقدر في السادات لا بد أن يتحقق، فذكرت أولاد خديجة رضي عنها باسم خديجة، وفي ذلك إشارة إلى أنها ستصبح أمَّا لعائلة كبيرة.توجد هنا نكتة لطيفة وهي أن الله جعل في بداية سلسلة السادات امرأة فارسية اسمها "شهر بانو" أُمَّ السادات، وفي المرة الثانية لتأسيس العائلة الفارسية عين امرأة من السادات، اسمها نصرة جهان بيغم.فكأنه تبادل مع الفرس حيث جاءت سيدة فارسية إلى بيت أحد السادات ثم في الزمن الأخير زوجت سيدة رجل فارسي.والغريب في الأمر أن اسميهما متماثلين، ثم كما كان الوعد الإلهي لنشر عائلة السادات في السابق، هنا أيضا وعد بنشر هذه العائلة في إلهام سُجل في البراهين الأحمدية وهو: "سبحان الله تبارك وتعالى، زاد مجدك، ينقطع آباؤك، ويُبدأ منك" فالحمد الله على ذلك.منه من

Page 102

۸۸ رضي أشخاص، هم السادة "سيد الكونين والحسنين والسيدة فاطمة الزهراء وعلي الله عنه" في عين اليقظة، ووضعت السيدة فاطمة الزهراء رأسي على فخذها بلطف وحب شديدين كالأم الحنون، وظلوا يجلسون في عالم الصمت حزينين.ومنذ ذلك اليوم أيقنت وبتمام الثقة بهذا الاختلاط في الدم.فالحمد لله على ذلك.مر العلية لا الأمة باختصار؛ إن أحد جزأي كياني إسرائيلي والثاني فاطمي، وأنا مشكل من كلتا العلاقتين والمطلعون على الأحاديث والآثار يعرفون جيدا أنه قد ورد بحق المهدي القادم في آخر الزمان أنه سيكون مركب الوجود، إذ يكون أحد جزأي بدنه إسرائيليا والثاني محمديا.فلما أراد الله أن تكون أعمال المسيح القادم ركبة من الإصلاح الداخلي والإصلاح الخارجي..أي أنه يتصبّغ بصبغة مسيحية، وتتسم بعض أعماله بسمة محمدية أيضا، كذلك يكون طبعه أيضا مركبا.فغاية القول: إن الحديث "إمامكم منكم" يعني أن المسيح القادم ليس إسرائيليا البتة، بل هو من هذه الأمة حصرا، كما يدل على ذلك ظاهر النص، أي: إمامكم منكم.أما التكلف والتأويل بأن بعد الترول ولن يبقى نبيا، فليس هناك أي قرينة عليه.والعبارة تجدر أن تُحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عُدَّ تحريفا كتحريف اليهود.باختصار؛ إن القول بأن عيسى ال بعد التزول يرتدي زي المسلمين ويُدعى فردا من الأمة، تأويل غير عقلاني ويتطلب دلائل قوية.فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تُفسَّر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينة صارفة.ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسر خلافا للظاهر.وإن المعنى الحرفي لـ"إمامكم منكم" يقتضي أن يولد ذلك الإمام في هذه الأمة حصرا.عیسی سيصبح من

Page 103

۸۹ وإذا ادعى أحد خلاف ذلك بأن عيسى ال الإسرائيلي الذي نزل عليه الإنجيل هو نفسه سيصبح من الأمة بعد العودة إلى هذا العالم؛ فهذه الدعوى جديدة وتنافي ظاهر النص، وتحتاج إلى دليل قاطع، فالدعوى دون إثبات غير جديرة بالقبول.والقرينة الثانية على ذلك أيضا أن ملامح عيسى ال المذكورة في صحيح البخاري الذي يعد أصح كتاب بعد كتاب الله أنه أحمر، كما يكون لون أهل الشام عادة، وكذلك ذكر أن شعره جَعِد، أما لون المسيح القادم فذكر في كل حديث أنه آدم وسبط الشعر.وهناك التزام في الكتاب كله بذلك، فحيثما كتب لون النبي عيسى ال كتب باهتمام أن لونه أحمر، و لم تهمل حُمرته في أي موضع، وحيثما ذكر المسيح القادم ذكر بالتزام أنه آدم اللون.أي أن كلمات النبي التي سجلها الإمام البخاري بخصوص هذين المسيحين ملتزمة بهذا المبدأ ؛ إذ يختص اللون الأحمر بعيسى ال الإسرائيلي، أما المسيح القادم فذكر لونه بلفظ آدم فهذا الالتزام الذي لم يُهمله البخاري في أي مكان في أحاديث صحيحه لا يُستنتج منه سوى أن النبي ﷺ كان يرى عيسى ابن مريم من بني إسرائيل والمسيح القادم في أمته شخصين مختلفين.وإلا فما مبرر التزامه التام باختلاف الملامح ؟ وإذا كان أي محدّث قد كتب كلمة أحمر مکان آدم أو آدم مكان أحمر لعدم معرفته فلسنا مسئولين عن ذلك؛ أما الإمام البخاري الذي هو حافظ الحديث وناقد من الطراز الأول فلم يأخذ في هذا الموضوع أي حديث يفيد بأن المسيح الإسرائيلي كان آدم اللون ولم يذكر بأن المسيح القادم سيكون أحمر اللون.بل إن الإمام البخاري عند نقل الحديث اهتم بهذا الشرط عن عمد والتزم به بانتظام من البداية إلى النهاية.فالحديث الذي يخالف شرط الإمام البخاري لا يجدر بالقبول.

Page 104

ومن جملة الدلائل التي تثبت أن المسيح الموعود سيكون حصرا من هذه الأمة الآية القرآنية كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ'، أي أنكم خير أمة أخرجت لتنفع خلق الله بالقضاء على فتنة جميع الدجالين والدجال المعهود ودفع شرهم.فليتضح أن كلمة "الناس" في القرآن الكريم قد جاءت بمعنى الدجال المعهود أيضا، وإذا حددت القرينة القوية هذا المعنى لها في آية، فالتفسير الآخر لها معصية، فقد وردت كلمة الناس في آية أخرى للقرآن الكريم بمعنى الدجال، وهي: الخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ.أي أن الأسرار والعجائب التي يزخر بها صنع السماوات والأرض لا يساويها صنع طباع الدجال المعهود.أي مهما بذلوا من جهود مضنية في اكتشاف أسرار الأرض والسماء ومهما كانوا عباقرة فلن تبلغ طباعُهم منتهى تلك الأسرار.ولا يغيين عن البال أنّ المفسرين فسّروا كلمة الناس في هذه الآية أيضا بالدجال المعهود حصرا.انظروا تفسير معالم التنزيل" وغيره.وكتبوا قرينة قوية أن الدجال المعهود يسعى بابتكاراته وصنائعه لينجز أعمال الله، وبذلك سيدعي الألوهية.وسيكون حريصا جدا على أن يقلد الله الله في جميع الأعمال الإلهية من إنزال المطر وإثمار الأشجار ومواصلة النسل للإنسان والحيوان وتأمين وسائل السفر والسكن والمرافق الصحية غير العادية للإنسان وأن يسيطر على كل شيء حيث لا يبقى أمامه مستحيل.وإلى ذلك تشير الآية المذكورة، وملخصها أنّ الأسرار التي أودعت في السماء والأرض ويتمنى الدجال أن يستولي عليها من خلال علمه الطبعي هي أرفع وأكثر من تقديره لجودة الطبع ومبلغ العلم.وكما آل عمران: ۱۱۱ غافر: ٥٨

Page 105

۹۱ أن المراد من لفظة "الناس" في الآية الكريمة هو "الدجال"، كذلك المراد من الناس في آية أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أيضا، الدجال حصرا.لأن معنى هذه الآية بالقرينة المقابلة يتعين على التقدير التالي "كنتم خير الناس أخرجت لشر الناس"، ولا شك أن المراد من شر الناس" حزب الدجال.فالثابت من الحديث النبوي أنه لن يساوي الدجال في الشر والفتنة أحد من آدم إلى يوم القيامة، ولم يكن ولن يكون.وهذا الدليل محكم وقطعي، وكلا جزأيه يقيني و قطعي ومن العقائد المسلمة.أي كما لا ينكر أحد من المسلمين أن حزب الدجال شر الناس، وتدل على هذا التقسيم آيتان من سورة "البينة" وهما: إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.انظروا كيف وصف حزب بشرّ البرية بحسب هذه الآية، والمراد منه الدجال، كما وصف حزب آخر بخير البرية، وهي الأمة المحمدية.على كل حال قد ثبت قطعا بتقابل كلمة "الناس" بـ"خير أمة" أن المراد من الناس هو الدجال، وكان المراد إثباته.وهناك قرينة قوية على هذا الهدف أن عادة الله الحكيمة تريد ألا يمكن.ردع فتنة الدجال إلا أفرادا من أمة النبي.مــن الذي سيولد الدجال في زمنه؛ لا أن تحدث الفتنة في زمن النبوة المحمدية وينزل بي سابق للقضاء على تلك الفتنة.وهذه هي ظهرت في زمن نبوة نبي فرقة مفسدة، فيؤمر بعض ورثة ذلك النبي الأجلة بالقضاء على تلك الفتنة.صحيح أن فتنة الدجال إذا كانت في زمن نبوة المسيح السنة الإلهية منذ القدم ومنذ أن وضع الله الأساس للشرائع، أنه إذا البينة: ٧-٨

Page 106

۹۲ العليلا لكان من حقه أن يقضي عليها شخصيا أو أحد حوارييه أو خلفائه، لكن من غير المفهوم أن تسمى هذه الأمة خير "الأمم" وتكون في نظر الله مقصرة ومتقاعسة لدرجة أنه إذا طرأت حاجة للقضاء على أي فتنة فيها أن يؤمر شخص من خارجها للقضاء عليها؛ فلا يوجد في الأمة أي رجل يقدر على قمعها، فكأن مثل هذه الأمة في هذه الحالة كحكومة فتحت بلدا جديدا يكون سكانه جهلة وشبه الوحوش، فتضطر لتسيير نظام البلد المالي والمدني والعسكري بأن تطلب رجالا من خارج البلد ليشغلوا هذه المناصب الرفيعة.فالعقل السليم لا يقبل بأي حال من الأحوال أن تظهر ذلة الأمة التي قال رسول الله ﷺ بحق علمائها الربانيين "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، فلا يجدوا قدرة على قمع فتنة الدجال الذي ليس له أي مكانة في نظر الله عظيم القدرة.لهذا نحن نعرف آية كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) هذه كما نعرف الشمس.ونفسرها على النحو التالي: أي "كنتم خير أمة أخرجت لشر الناس الذي هو الدجال المعهود." ومعلوم أنه إلى كل أمة تعهد خدمة دينية معينة، وهي تواجه نوعــــا خاصا من العدو.فكان من المقدر لهذه الأمة أن تتصدى للدجال، كما ورد بجلاء في رواية نافع بن عتبة أنكم تغزون الدجال وتنتصرون عليه.صحيح أن الصحابة لم يغزوا الدجال، لكنه بحسب منطوق آية (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ قد عُدَّ المسيح الموعود وجماعته من الصحابة.انظروا الآن قد عدَّ الصحابة.انظروا الآن قد عد رسول الله ﷺ الغزاة في هذا الحديث أيضا من الصحابة ومن أمته و لم يقل إن المسيح الإسرائيلي عن نافع بن عتبة، قال: قال رسول الله : تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ.ثُمَّ تَغْرُونَ الرُّومَ، فَيَفْتَحُهَا اللهُ.ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ، فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ.رواه مسلم مشكاة المصابيح، باب (الملاحم..منه

Page 107

۹۳ سيغزو.أما كلمة الترول فتستخدم لمجرد الإجلال والإكرام، وفيها إشارة إلى أن في هذا الزمن المليء بالفتن سيرتفع الإيمان إلى الثريا ويزول نظام المشيخة والمريدية، والأستذة والتلمذة والإفادة ،والاستفادة، ولذلك سوف يبعث الله من السماء إلى الأرض رجلا يربيه بلا وساطة الوسائل الأرضية، مثلما يتزل المطــــر من السماء دون وساطة الأيدي الإنسانية.الله على ومن جملة الأدلة القوية القطعية التي تدل على أن المسيح الموعود سيكون حصرا من هذه الأمة المحمدية آيةُ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، فالمراد الخلفاء السابقين في هذه الآية خلفاء أمة من موسی العليا الذين بعثهم التوالي لإقامة شريعة موسى ال و لم يترك أي قرن يخلو من الخلفاء المجددين لدين موسى العل.وقد عدّ القرآن الكريم هؤلاء الخلفاء أنهم اثنا عشر، والثالث العلية لا ، عشر هو عيسى وهو المسيح الموعود لأمة موسى.وكانت المماثلة المستنبطة من لفظة "كما" في الآية الكريمة تقتضي أن تكون المشابهة والمماثلة بين الخلفاء المحمديين والخلفاء الموسويين.فلإثبات هذه المشابهة وتحقيقها قد ذكر الله في القرآن الكريم اثنى عشر خليفة موسويا وكان كل واحد منهم من قوم العليا وذكر أن العلية لا الثالث عشر، وكان خاتم الأنبياء في قوم موسی هو موسى، إلا أنه في الحقيقة لم يكن من قوم موسى ثم وضح الله بجلاء من خلال تشبيه خلفاء السلسلة المحمدية بخلفاء السلسلة الموسوية أن في نهاية هذه السلسلة أيضا سيأتي مسيح بعد اثني عشر خليفةً ليتم عدد الأربعة عشر مقابل السلسلة الموسوية.وكذلك بعث المسيح الموعود لسلسلة الخلافة المحمدية على رأس النور: ٥٦

Page 108

٩٤ 6 القرن الرابع عشر لأن المسيح الموعود للسلسلة الموسوية أيضا لم يكن قد ظهر إلا بعد ظهور القرن الرابع عشر بحساب السنة الموسوية.وقدر ذلك لكي تكون المدة بين تأسيس كلتا السلسلتين والمسيحين مماثلا.وفي بعثة الخليفة الأخير على رأس القرن الرابع عشر إشارة إلى تكميل النور، لأن المسيح الموعود متمم نور قمر الإسلام.لهذا فإن تجديده يشبه البدر ليلة الرابع عشر، وإلى ذلك تشير آية: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، لأن الإظهار التام وإتمام النور شيء واحد.وإن قول ليظهره على الأديان كل الإظهار" يساوي القول "ليتم نوره كل الإتمام." وفي الآية الأخرى تصريح أكثر وهي يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ ) مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.فقد فُهُم في هذه الآية بصراحة أن المسيح الموعود سيولد في القرن الرابع عشر.لأن الليلة الرابعة عشرة حددت لإتمام النور.باختصار، كما قد ذُكر في القرآن الكريم اثنا عشر خليفة بين موسى ال وعيسى بن مريم العلة وذكر عددهم اثنا عشر، وذكر أنهم كانوا كلهم من قوم موسى ال.أما الخليفة الثالث عشر، الذي هو آخر الخلفاء أي عيسى ال، فلم يكن من ذلك القوم من جهة والده لأنه لم يكن له أي أب يوصل به فرعه إلى موسى العل.وكل هذه الأمور توجد في سلسلة الخلافة المحمدية..أي قد ثبت من الحديث المتفق عليه أن في هذه السلسلة أيضا اثني عشر خليفة في الوسط، والثالث عشر الذي هو خاتم الأولياء المحمديين ليس من قوم النبي أي ليس من قريش وهكذا كان يجب أن يكون اثنا عشر خليفة من قوم محمد المصطفى الله ولا يكون الأخير من ذلك القوم من جهة أبيه، لكي تتحقق الفتح: ٢٩ ۲ الصف: ۹

Page 109

المشابهة على أكمل وجه وأتمه.فالحمد لله والمنة على أن ذلك قد ظهر، لأن في البخاري ومسلم حديثًا متفقا عليه مروي عن جابر بن سمرة وهو: "لا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيرًا إِلَى اثْنَي عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْش".أما الخليفة الثالث عشر الذي هو المسيح الموعود فسيأتي يوم يكون الإسلام ضعيفا بغلبة الصليب وغلبة الدجالية والخلفاء الاثنا عشر الذين سيأتون في أيام غلبة الإسلام سيكونون كلهم من قريش، أي من قوم النبي ، لكن المسيح الذي سيأتي في زمن ضعف الإسلام لن يكون من قريش لأنه كما لم يكن خاتم أنبياء السلسلة الموسوية من قوم موسى ال من قبل الأب، فكان ضروريا ألا يكون خاتم لا الأولياء في السلسلة المحمدية من قريش.ومن هنا قد بت قطعا في أمر أن المسيح من نص الحديث هو التالي: عن جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: " لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةٌ.كُلُّهُمْ مِنْ لَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.متفق عليه، مشكاة باب مناقب قريش.أي سيبقى الإسلام غالبا حتى ظهور اثني عشر خليفة، وسيكون جميع أولئك الخلفاء من قريش.هنا لا يمكن أن يدعي أحد بأن المسيح الموعود أيضا من أولئك الاثني عشر، ذلك لأنه من المتفق عليه أن المسيح الموعود لن يأتي في زمن قوة الإسلام، بل سوف يُبعث في زمن غلبة المسيحية على الأرض.ويُستنبط هذا جملة " يكسر الصليب".فكان من الضروي أن يفقد الإسلام قوته قبل ظهور المسيح وأن يصيب المسلمين ضعف، بحيث يكون أغلبهم خاضعين للقوى الأخرى مثلما كانت حالة اليهود عند ظهور عيسى اللي.فلما كان المسيح الموعود قد ذُكر في الأحاديث على وجه خاص، لذا قد فصل الخلفاء عن الاثني عشر.لأنه كان من المقدر أن يأتي بعد نزول الشدائد والمصائب وأن يظهر في وقت يكون فيه انقلاب صريح قد ظهر في حالة الإسلام وعلى المنوال نفسه كان عيسى ال قد أتى؛ أي في زمن كان قد ظهرت في اليهود علامة الزوال الصريح.فبذلك كان لموسى الع أيضا ثلاثة عشر خليفة وللنبي الا الله أيضا ثلاثة عشر خليفة.وكما أن بعث في القرن الرابع عشر من موسى العليا ، كان من المحتم أن يظهر مسیح الإسلام الموعود أيضا في القرن الرابع عشر بعد النبي نظرا لهذه المشابهة.منه عیسی العلية الا

Page 110

التحفة الفولروية الموعود في الإسلام ينبغي أن يكون من هذه الأمة.لأنه لما ثبت من النص القرآني القطعي أن سلسلة الاستخلاف المحمدي تماثل سلسلة الاستخلاف الموسوي، مثلما ثبتت مماثلة النبيين موسى اللة ومحمد المصطفى كليهما بلفظة "كما" نفسها في آية: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا.فهذه المماثلة لا تتحقق إلا إذا لم يكن الخلفاء في السلسلة المحمدية الخلفاء السابقين أنفسهم، بل كانوا غيرهم وسبب ذلك أن المشابهة والمماثلة تتطلب نوعا من المغايرة، إذ لا يكون أي شيء يُشبه نفسه.فلو افترضنا أن آخر خليفة في السلسلة المحمدية، الذي يقابل عيسى الل، الذي يجب الإيمان به أنه خاتم الأولياء في هذه الأمة.المزمل: ١٦ لما سُلّم بسبب لفظ "كما" الوارد في آية: ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهم بحق خلفاء السلسلة المحمدية وجوبا وقطعا، بأنهم ليسوا خلفاء السلسلة الموسوية أنفسهم بل يشابهونهم، كما ثبت من الأحداث الواقعة أن هؤلاء ليسوا الخلفاء السابقين أنفسهم بل هم غيرهم؟ فلماذا يُعتقد بحق آخر خلفاء السلسلة المحمدية وهو المسيح الموعود بأنه المسيح السابق نفسه؟ ألا يشمله "كما ؟ أليس من الحق أنه بموجب لفظ كما أن يكون السلسلة المحمدية غير مسيح السلسلة الموسوية، لا نفسه.كلا بل إن عده نفسه، هجوم صريح على منطوق النص القرآني، بل يشكل تكذيبا صريحا للقرآن الكريم، وأيضا هو أن يُعَدَّ الخلفاء الاثنا عشر بحسب لفظ "كما" غير الخلفاء الإسرائيليين، ثم مسیح تعنت غير مبرر يُعتقد بأن المسيح الموعود الذي هو آخر خليفة في السلسلة المحمدية مقابل السلسلة الموسوية هو المسيح السابق نفسه.وهذه نكتة مبتكرة وحجة باهرة ودرة من درر تفردت بها، فخذوها بقوة واشكروا الله ،بإنابة ولا تكونوا من المحرومين منه الشيح محيي الدين ابن عربي قد سجل في كتابه "الفصوص" إحدى علامات المهدي خاتم الأولياء، أن عائلته ستكون على حدود الصين، وستكون ولادته نادرة بحيث تولد الأنوثة، فبحسب هذا الكشف كانت ولادتي، معه ابنة توأما، أي هكذا سيفصل الله عنه وبحسب هذا الكشف جاء آبائي من الحدود الصينية إلى البنجاب.منه

Page 111

۹۷ العلية لا كما كان عيسى عيسى العليا نفسه سيُبعث ثانية في الحقيقة، فذلك يستلزم تكذيب القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم يصف جميع خلفاء كلتا السلسلتين مختلفين من وجه ما ، كما يُستنبط من لفظ "كما".وهذا النص قطعي لدرجة أن لو اجتمع العالم كله مقابله لما استطاعوا ردّ هذا النص الواضح.لأنه إن بعثت السلسلة السابقة نفسها لضاعت المغايرة وبطل مفهوم لفظ "كما".فتعين تكذيب القرآن الكريم في هذه الحالة، وهذا باطل وكلُّ ما يستلزم الباطل فهو باطل.لا يغيين عن البال أن القرآن الكريم قد استخدم لفظ "كما" في آية: ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم وهو اللفظ نفسه الذي استخدمه في آية ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فالجلي الآن أنه إذا ادّعى أحد بأن النبي لم يأت مثيلا لموسى ال بل قد جاء موسى نفسه تناسخا، أو ادعى أن دعوى النبي ﷺ بأنه مصداق نبوءة التوراة ليست صحيحة، بل النبوءة تعني أنه سيُبعث الذي من إخوة بني إسرائيل؛ أفلن يُرد على هذا الادعاء الباطل بأن القرآن الكريم لم يقل أبدا إن موسى نفسه سيأتي بل قد أشار في لفظ "كما" إلى مثيل فهذا هو الجواب منا أيضا أن لفظ كما موجود هنا أيضا بحق خلفاء هو خاتم الأنبياء في خلفاء السلسلة الموسوية.فإذا كان موسی.السلسلة المحمدية.موسی نفسه لا وهذا النص القطعي من الكلام الإلهي يخبرنا بوضوح كالشمس أن جميع خلفاء السلسلة المحمدية هم أمثال خلفاء موسى، وكذلك فإن آخر الخلفاء الذي هو خاتم الولاية المحمدية وقد سُمي بالمسيح الموعود، مثيل عيسى ال الذي هو خاتم سلسلة النبوة الموسوية وشبيهه.انظروا مثلا إلى أبي بكر الصديق فكم يشبه يشوع بن نون إذ أنجز مهمة كانت ناقصة..أي جيش أسامة ومقاومة المتنبئين الكذابين، كما كان يشوع بن نون قد أكمل.وكما جاء آخرُ

Page 112

۹۸ خليفة لسلسلة موسى، أي عيسى ال، في وقت كانت حكومة اليهود قد أفَلَت فى الجليل ومنطقة حكومة بيلاطس، كذلك جاء مسيح السلسلة المحمدية كان الحكم قد انفلت من أيدي المسلمين في الهند.يوم المرحلة الثالثة هي: أثابت أن المسيح الموعود ينبغي أن يُبعث في هذا الزمن الذي نعيشه أم لا؟ يتبين من الدلائل المفصلة فيما يلي أنه من الضروري أن يبعث في هذا الزمن حصرا (۱) الدليل الأول: قد ورد في صحيح البخاري الذي يُعدُّ أصح الكتب بعد كتاب الله، أن المسيح الموعود سيكسر الصليب، ويأتي في زمن تكون الاعتداءات قد تفشت فيه قولا وفعلا في البلاد من كل النواحي.فللتوصل إلى هذه النتيجة ليست هناك حاجة لأدنى تدبر، لأنه من الواضح أن تأثير المسيحية قد أصاب قلوب مئات الآلاف من الناس وأن البلد لا يزال يتأثر من تعاليم الإباحية، إذ لم يرتد مئات الأفراد من كل عائلة عن الإسلام فحسب، بل قد صاروا ألد الأعداء لسيدنا النبي ، وإلى الآن قد صدرت مئات الكتب ردًّا على الإسلام، وغالبية تلك الكتب زاخرة بالإساءة والشتائم.وفي زمن الكارثة هذه حين ننظر إلى الماضي فلا نجد بُدًّا من إبداء الرأي كحكم صارم، أنه ما ضرَّ الإسلام قرن من القرون الاثني عشر كما ضره القرن الثالث عشر أو الحالي.فالعقل السليم يسلم بحاجة الزمن الذي امتلأ أخطارا وتدفق فيه حماس المعارضة في الأرض وأصبحت فيه حياة المسلمين الداخلية موضع رثاء- إلى مصلح لقمع الفتن الصليبية وتطهير الحالات الداخلية، وقد أثبتت مائة عام من القرن الثالث عشر بأكملها أن صاحب قدرة بسيطة لا يقدر على مقاومة الرياح السامة التي تهب بكل قوة وتصيب شيئا من كل مدينة وقرية كوباء متفش.بل إن هذه التأثيرات المعادية وكومة الاعتراضات ليست بحد ذاتها قوةً

Page 113

الموعود هي دین ۹۹ عادية، بل قد ثارت الأرض في موعدها وألقت بكل قوة جميع سمومها.لذا فإن إزالة هذا السم بحاجة إلى قوة سماوية، لأن الحديد لا يفل إلا بالحديد.ومن هذا الدليل تبين أن هذا هو زمن ظهور المسيح الموعود.ومما يُفهم سريعا، حتى إن الطفل يفهمه، أنه لما كانت الغاية المنشودة من بعثة المسيح كسر الصليب، فما الذي يُنتظر بعد هذا الزمن ليكسره الله ما دام الصليب في هذه الأيام في عز شبابه بحيث يستحيل أن تنمو قواه ويزداد فظاعة في هجومه أكثر مما هو عليه ثم لما كان من الضروري أن يُبعث المسيح الموعود على رأس القرن حصرا، وقد مضى من القرن الرابع عشر سبعةَ عشر عاما، ففي هذه الحالة إذا لم يبعث المسيح الموعود حتى الآن فلا بد من الإيمان بأن الله يريد أن يبقى الإسلام عرضة للتحقير والازدراء لمائة عام أو أكثر.لكنّ مرادي من كسر الصليب هذا ليس طريق الجهاد وسفك الدماء الذي يؤمن به أغلبية العلماء المعاصرين؛ فهؤلاء قد حصروا جميع الحسنات والمزايا في القتال فقط، وإنني أرفض بشدة أن يخوض المسيح أو غيره الحروب من أجل الدين ١ تستحيل شدة أكبر لأن الابتلاء الذي كان مقدرا للإسلام قد جاء، والآن لن يصيب هذه الأمة المرحومة ابتلاء أكبر؛ لأنه إذا نجحت معارضته المتزايدة فالقرائن القوية تشهد بجلاء أن الإسلام سينقرض نهائيا.لذا كان من الضروري أن يظهر المسيح كاسر الصليب ۲ عند ظهور الابتلاء من هذه الدرجة، وأن لا يتعرض الإسلام للاستخفاف أكثر.منه إذا التصقت نجاسة بثوب أي ضعيف أو أعمى أو وقع ذلك الرجل في الوحل، فليس من المواساة البشرية أن نقتل ذلك الضعيف أو الأعمى لهذه الأسباب البغيضة.بل يقتضي الرحم منا أن ننهض لنخرج قدمي ذلك العاجز من الوحل بدافع الحب، ونغسل ثوبه.منه

Page 114

(۲) والدليل الثاني هو بعض الأحاديث وكشوف الأولياء الكرام والعلماء الأفاضل التي تدل على أن المسيح الموعود والمهدي المعهود سيظهر على رأس القرن الرابع عشر.فقد كتب كثير من المتقدمين والمتأخرين في شرح حديث "الآيات بعد المائتين"، أن المراد من لفظ "المائتين" المائتان بعد الألف.فصار معنى الحديث على هذا النحو أن ولادة المهدي والمسيح، التي تعد من الآيات الكبرى، ستكون في القرن الثالث عشر، وأنه سيظهر في القرن الرابع عشر.هذا ما فسره العلماء الباحثون، وقرروا من هذه القرائن أنه لا بد أن يولد المهدي المعهود في القرن الثالث عشر لكي يُبعث على رأس القرن الرابع عشر.فبناء على هذا بالإضافة إلى قرائن أخرى عدة - قد كتب المرحوم المولوي النواب صديق حسن خان في كتابه "حجج الكرامة": "أعتقد نظرا إلى القرائن القوية أن المهدي المعهود سيبعث على رأس القرن الرابع عشر، ومن هذه القرائن ظهور فتن دجالية كثيرة".انظروا الآن كيف شهد هذا المولوي المشهور- وهو مؤلف تب عدة بصراحة على أن القرن الرابع عشر حصرا زمن ظهور المهدي والمسيح.ولم يتوقف عند هذا الحد فحسب بل قد كتب وصية لأولاده في كتابه أنه إذا لم يجد هو زمن المسيح الموعود فعليهم أن يبلغوه منه سلام النبي.لكن الأسف أن كل هذه الأمور كانت باللسان فقط و لم يكن القلب إن السلام الذي بلغه النبي الله المسيح الموعود هو في الحقيقة نبوءة من النبي وليس تحية عادية كالعامة والنبوءة أن النبي الله بشرني بأن كل الفتن التي ستظهر من قبل الأعداء حيث يسمونني كافرا ودجالا ويعزمون على إلحاق الضرر بعرضي وروحي ويُفتون بقتلي، فسوف يفشلهم الله في كل هذه الأمور، وأن السلام سيلازمني، ويبقى العز والشرف

Page 115

خاليا من الإنكار.فلو وجد زمن دعواي بأني المسيح الموعود، لشارك إخوته من المشايخ في لعني وطعني وتكفيري وتكذيبي وتفسيقي كما يبدو من القرائن الظاهرة.فهل أمعن هؤلاء المشايخ النظر في ظهور القرن الرابع عشر شيئا؟ وهل خافوا الله قليلا وتحلوا بالتقوى؟ فأي هجوم لم يشنوه عليَّ، وأي تكذيب وإساءة لم تصدر منهم ضدي؟ وأي شتيمة قد كفّوا ألسنتهم عن إطلاقها علي؟ فالحقيقة أنه لا ينفتح أي قلب ما لم يفتحه الله.ولا يمكن لأي عين أن تبصر ما لم يهب لها ذلك القادر الكريم بصيرة بفضله.ثم هناك دليل آخر عن القرن الرابع عشر أن أحد الصلحاء منذ زمن قديم قد نشر بيتا من الشعر عن كشفه، ويعرفه مئات الآلاف من الناس، وفي هذا الكشف أيضا ورد أن المهدي المعهود أي المسيح الموعود سيبعث على رأس القرن الرابع عشر، وذلك البيت الفارسي هو : در سن غاشی هجری دو قرآن خواهد بود از پنے مہدی و دجال نشان خواهد بود وترجمة هذا الشعر أنه حين يمضي أحد عشر عاما من القرن الرابع عشر سيظهر في السماء الخسوف والكسوف آيةً لبعثة المهدي وظهور الدجال.فلم يقل الشاعر في هذا البيت "المسيح" مقابل "الدجال" بل كتب "المهدي" وبذلك أشار إلى أن المسيح والمهدي شخص واحد.انظروا الآن بأي جلاء تحققت هذه النبوءة، إذ قد ظهر الخسوف والكسوف في رمضان في هذا القرن نفسه أي في القرن الرابع عشر في ۱۳۱۱ الهجري عند دعواي فالحمد لله على ذلك.كذلك يدل حديث في الدارقطني على أن المهدي المعهود سيبعث على رأس والقبول والسلم من كل أنواع الفشل محفوظا على صفحة العالم للأبد، كما هو مدلول "السلام عليكم".منه

Page 116

۱۰ التحفة الفولروية القرن الرابع عشر.ونص الحديث "إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ؛ تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْهُ، وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ." لم تكونا؛ أي لم تظهر الآيتان لأي مبعوث أو مرسل أو نبي، والآيتان أي في الأيام التي سيعلن فيها المهدي دعواه في العالم ولا يقبله العالم، ستظهر آية في السماء تصديقا له، وهي أنه في التواريخ المحددة كما صرح بها في الحديث المذكور، ستنكسف الشمس والقمر في رمضان الذي هو شهر نزول الكلام الإلهي.ففي إظهار الظلام ستكون إشارة من الله أنه قد مورس الظلم على الأرض، وعُدّ المبعوث من الله مفتريا.فمن هذا الحديث يتحدد بوضوح القرن الرابع عشر، لأن الزمن الذي يقرره الخسوف والكسوف للمهدي ويقدم آية للمكذبين، قد ظهر في القرن الرابع عشر حصرا.فأي دليل أوضح وأي برهان أسطع من أن الحديث بين زمن الخسوف والكسوف بأنه زمن الإمام المهدي.ومن الأمر المشهود والمحسوس أن هذا الخسوف والكسوف قد ظهر في القرن الرابع عشر حصرا، وفي القرن نفسه تلقى مدعي المهدوية تكذيبا شنيعا، فاستنبط قطعا ويقينا من هذه المقدمات القطعية واليقينية أن زمن ظهور المهدي المعهود هو القرن الرابع عشر.وإنكار ذلك إنكار المشهودات والمحسوسات.إن معارضينا يسلمون بأن خسوف القمر والشمس قد ظهرا في رمضان في القرن الرابع عشر ، لكنهم بمنتهى الظلم وكتمان الحق يقدمون ثلاثة اعتراضات، فليتدبر القراء بأنفسهم هل هذه الاعتراضات صحيحة؟ (۱) فالاعتراض الأول أن بعض رواة هذا الحديث ليسوا ثقات، فجواب ذلك أنه إذا كان الرواة ساقطين عن مرتبة الثقة فهذا الاعتراض يقع على الدارقطني أنه خدع المسلمين بإدراج هذا الحديث أي إذا لم يكن هذا الحديث

Page 117

التحفة الفولروية ۱۰۳ جديرا بالثقة فلماذا أدرجه الدارقطني في صحيحه؟ مع أنه من حيث الدرجة يعقب صحيح البخاري، ولم ينتقده أحد، وقد مضى على تأليفه هذا أكثر من ألف عام.ومع ذلك لم يناقش أي عالم هذا الحديث و لم يعده من الموضوعات، و لم يقل إنه لم يجد ما يدعمه ويؤيده.بل قد سجل جميع العلماء والأفاضل والمتقدمين والمتأخرين هذا الحديث في كتبهم بانتظام منذ أن نشر هذا الكتاب في البلدان الإسلامية.فإذا كان أحد كبار المحدثين قد عده من الموضوعات، فليذكروا فعل أي محدث أو قول من قال بحق هذا الحديث بأنه موضوع.وإذا أثبتم كون هذا الحديث موضوعا من كتاب أي محدث جليل الشأن فسوف تهدي لكم مئة روبية.فورا.ويمكن أن تودع حيث أردتم أمانة سلفا.وإلا فاخشوا الله ولا تعدوا الأحاديث الصحيحة التي كتبها العلماء الربانيون موضوعة جراء بغضي.ومعلوم أن الإمام البخاري قد أخذ الرواية عن بعض الروافض والخوارج أيضا، فلماذا تعدون كل تلك الأحاديث صحيحة؟ باختصار؛ إن هذا الحكم بين وجلي للقراء، إذا كان أحد يعد هذا الحديث موضوعا فليثبت ذلك بشهادة كبار المحدثين.نحن نقطع الوعد بأنا سوف نقدم له مئة روبية هدية، ويمكن أن تطلبوا إيداع هذا المبلغ عند المولوي أبي سعيد محمد حسين البطالوي سلفا لاطمئنانكم بالشروط المذكورة.أما إذا لم يكن هذا الحديث موضوعا وهو متره عن تهمة الافتراء فينبغي أن يكون مقتضى التقوى والإيمان أن تقبلوه.فليس من قاعدة المحدثين أبدا أن يعدوا الحديث موضوعا فورا لأدنى جرح في الراوي.فإلى أي مرتبة ترتقي الأحاديث التي تؤمنون بناء عليها بمجيء المهدي السفاك؟ فما درجتها من الثقة، فهل جميع رواتها سالمون من الجرح؟ كلا بل يعرف جميع أهل الحديث- كما كتب ابن خلدون أن أي حديث من الأحاديث المتعلقة بظهور المهدي لا يسلم من

Page 118

1.2 التحفة الفولروية الجرح.فقبول تلك الأحاديث المتعلقة بالمهدي لدرجةِ عَد إنكارها كفرًا، مع كونها مليئة بالجرح، وإنكارُ حديث ثبت وجوده من طرق أخرى ويصدق القرآن مضمونه في آية (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ؛ أهذا هو إيمانكم؟ فليس من دأب جامعي الأحاديث أن ينبذوا أي حديث نتيجة أي جرح، وإلا لصعب عليهم جمع الأخبار والآثار كلها بهذا الالتزام كل واحد يعرف هذه الأمور، لكن العناد يثور الآن إضافة إلى ذلك إذا كان مضمون هذا الحديث المحتوي على الغيب قد تحقق، فلم يبق لنا مندوحة من الإيمان قطعا ويقينا بأن هذا حديث النبي ﷺ بموجب الآية الكريمة ولا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُول ، وأن راويه أيضا من الأئمة العظام، أي الإمام محمد الباقر فهل من الإيمان عدم عد هذا الحديث حديث النبي ﷺ بعد شهادة القرآن الكريم في آية لا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا على كون هذا الحديث منه يقدر أحد آخر غير رسل الله على إصدار نبوءة عظيمة من هذا النوع؟ وإن لم يقدر أحد غيرهم، فلماذا لا تُقرون بأنه قد ثبت من خلال شهادة القرآن أن هذا الحديث للنبي ﷺ ، أما إذا كان أحد آخر في رأيكم يمكن أن الكريم فهل ۲ القيامة: ١٠ الجن: ۲۷-۲۸ فليكن معلوما أن شهادة القرآن الكريم على صحة حديث الكسوف والخسوف ليست شهادة واحدة فقط، بل هي شهادتان أولاهما آية: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ التي تعلن كنبوءة أن قرب القيامة- أي في زمن ظهور مهدي آخر الزمان- سينخسف القمر والشمس في شهر واحد والشهادة الثانية على كون هذا الحديث صحيحا ومرفوعا متصلا تكمن في آية: لا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ، لأن هذه

Page 119

1.0 يكون قادرا على إصدار مثل هذه النبوءة، فقدّموا نظيرا يُثبت أن مفتريا أو أحدا آخر غير الرسول، تنبأ بأن الخسوف والكسوف سيحدث في شهر معين وفي التواريخ المحددة في المستقبل ليكون آيةً على تصديق أي مأمور من الله قد واجه التكذيب، وأنّ مثل هذه الآية لن تكون قد ظهرت في العالم منذ بدء العالم إلى آخره.وإنني أقول بتحد إنكم لن تقدروا على الإتيان بنظيره.الحقيقة أن أحدا من آدم إلى هذا الزمن لم يتنبأ بمثل هذه النبوءة.ولهذه النبوءة أربعة جوانب: (۱) خسوف القمر في أولى ليالي الخسوف المعروفة، (۲) كسوف الشمس في أوسط أيام الكسوف المعروفة، (۳) أن يكون ذلك في شهر رمضان (٤) وجود المدعي الذي كُذب.وإذا كنتم ترفضون عظمة هذه النبوءة فقدموا نظيرها من تاريخ العالم وما دام العثور على نظير هذه النبوءة معدوما، فهي في الدرجة الأولى من بين جميع النبوءات التي ينطبق عليها مضمون آية لا يُظْهرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا؛ لأنه قد صُرح فيها أنه ليس لها نظير منذ آدم إلى الأخير.ثم حين يتقوى حديث بحديث آخر فإنه يبلغ مرتبة اليقين، فالحديث الذي تقوى بكلام الله فإن القول في حقه بأنه موضوع ومردود، من عمل الذين لا يخافون الله.أن الحديث لم يُرفع إلى النبي ﷺ بسبب كثرة تداوله وكمال شهرته، صحیح 6 و لم يُشعر بالحاجة إلى ذلك، إلا أن الله الله نفسه قد جعل هذا الحديث مرفوعا ومتصلا بشهادتيه؛ أي آية لا يُظهر...)، وآية (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.فلا شك أن الحديث مرفوع ومتصل بشهادة القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم يبرئ ساحة جميع النبوءات التي تحققت بكمال الوضوح- من تهمة أن يكون الآية تحصر بيان علم الغيب الصحيح والصافي في الرسل؛ مما يتعين بالضرورة أن يكون حديث "إن لمهدينا" من النبي ﷺ بلا شك.منه

Page 120

الله والعياذ قائلها شخص آخر غير رسول من الله.فذلك يستلزم تكذيب كلام بالله، إذ يبين الله الله بصراحة أنه لا يجعل أحدا قادرا على إصدار النبوءات الله، دعوني الواضحة والصريحة سوى رسوله.أما إذا ادّعى أحدٌ خلاف ذلك بأنَّ مَن لم ينزل عليه وحي الله أيضا قادر على أن يُصدر هذه النبوءات، فهو يكذب آية لا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا باختصار، حين ثبت هذا الحديث صحيحا من كل هذه الطرق كما تحققت نبوءته بتفصيلها؛ فيا أيها الخائفون من أصرح أنه لمجرد عنادٍ لا يليق بأي مؤمن أبدا إنكار مثل هذا الحديث الذي نُشر على مدى أحد عشر قرنا في العلماء والخواص والعامة، ورواه الإمام الباقر و لم يضعفه أحد من ثلاثة عشر قرنا، أي منذ البدء إلى اليوم، و لم يُشر الدارقطني إلى ضعفه، وقد صدقه القرآن الكريم في قوله وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، أي هذه الآية أيضا تشير إلى خسوف الشمس والقمر هذا، كما أن القرآن الكريم يقول بكلمات واضحة وصريحة بأن أحدا غير رسول من الله لا يقدر على إصدار نبوءة تتحقق بوضوح وجلاء وبشكل خارق.، الاعتراض الثاني للمعارضين أن هذه النبوءة بحسب مفهوم كلماتها لم تتحقق؛ لأن القمر لم ينخسف في أول ليلة من رمضان بل كان ذلك في الليلة الثالثة عشر كما أن الشمس أيضا لم تنكسف في اليوم الخامس عشر من رمضان بل حصل ذلك في تاريخ ،۲۸، فجواب ذلك أن النبي ﷺ لم ينحت من عنده قاعدة جديدة لهذا الخسوف، بل قد تنبأ بتواريخ الخسوف بحسب قانون الطبيعة الذي حدده الله للشمس والقمر منذ البدء، وقال بكلمات صريحة إن كسوف الشمس سيحدث في منتصف أيام الكسوف.أما خسوف القمر فسيحدث في أولى الليالي الثلاثة التي حددها الله الله للخسوف، وهذا ما حدث فعلا؛ لأن الخسوف قد حصل بحسب الحديث في الليلة الثالثة عشر للقمر التي

Page 121

هي أولى ليالي خسوف القمر، وإلا فإن خسوف القمر في أولى ليالي الشهر مستحيل بداهة لدرجة أنه ليس لأحد كلام فيه، وسبب ذلك أنه لا يُطلق في اللغة العربية اسمُ القمر عليه إلا إذا كان عمره أكثر من ثلاثة أيام، فهو لثلاثة هلالا لا قمرا، وعند البعض يسمى هلالا حتى سبعة أيام؛ فقد ورد أيام يسمى في تعريف القمر في لسان العرب وغيره من المعاجم النص التالي: "هو بعد ثلاث ليال إلى آخر الشهر فما دام القمر لا يسمى بالقمر في الليلة الأولى يصح ولا يتحقق فيه سبب التسمية بالقمر..أي شدة البياض والنور، فكيف معنى خسوف القمر في الليلة الأولى؟ فإنما مثاله كمن قال: إن الشابة الفلانية ستحمل في أول ليلة، فأصر أحد المشايخ على أنّ المراد من أول ليلة هو ليلة ولادتها، فهل سيكون هذا التفسير صحيحا؟ ألن يقال له: يا سيدي، لا تسمى البنتُ شابةً في الليلة الأولى بل تسمى وليدةً، فما معنى أن يُنسب الحمل إليها؟ كلا بل سوف يفهم كل عاقل من هذا القول أن المراد من أول ليلة ليلة الزفاف حين تذهب أي امرأة أولا إلى زوجها.فأخبروني الآن إذا فسر أحد هذه الجملة على هذا النحو فهل تجدون هذا المعنى صحيحا ؟ فهل سوف تعتقدون، إيمانا منكم بأن الله قادر على كل شيء، بأن تلك الوليدة ستصبح شابةً وحاملا في أولى ليلة بعد ولادتها؟ أيها الناس اتقوا الله؛ فما دامت كلمة القمر موجودة في ويسمى القمر قمرا باتفاق الجميع بعد ثلاث ليال أو عند البعض سبع فأنى لنا أن نسمي الهلال قمرا؟ فللظلم ،حدود، فواضح أنه ما دامت ثلاث ليال محددة لخسوف القمر في قانون الله في الطبيعة، حيث تعد الليلة الثالثة عشر أولى ليالي الخسوف، كما قد حددت ثلاثة أيام لكسوف الشمس في ناموس الطبيعة الإلهى وأن أوسط أيام كسوف الشمس هو الثامن والعشرون، فكم هذا المعنى سهل وقويم وسريع الفهم ومنسجم مع قانون الحديث، -

Page 122

۱۰۸ الطبيعة أن من علامات ظهور المهدي أن القمر سينخسف في أولى ليالي خسوفه المحددة، التي حددها الله له منذ البدء، أي في الليلة الثالثة عشر وهي أولى ليالي الخسوف.كذلك ستنكسف الشمس في نصف أيام كسوفها المحددة، أي في اليوم الثامن والعشرين من الشهر، وهو أوسط أيام كسوف الشمس منذ الأزل، لأنه بحسب قانون الطبيعة الإلهي ينخسف القمر دوما في إحدى الليالي الثلاث؛ أي ١٣-١٤-١٥، كما لا تنكسف الشمس في غير الأيام الثلاثة المحددة للكسوف وهي ۲۷ و ۲۸ و ۲۹.فأول ليلة لخسوف القمر هي دوما الثالثة عشر، أما أوسط أيام كسوف الشمس فهو دوما تاريخ ٢٨ من الشهر، ويعرفه العاقل.فكم من الظلم مناقشة هذه النبوءة الواضحة والقول بأن القمر كان يجب أن ينخسف في أولى ليالي الشهر، أي حين يطلع الهلال في أفق السماء؟ فأين الباكون الذين يرثون هذه العقول؟ هؤلاء لا يفكرون أن القمر في أولى لياليه الذي يسمى هلالا، لا يُرى إلا بصعوبة بالغة ولهذا السبب يحدث الخلاف بمناسبة العيدين ،دوما، فما بالك إذا انخسف هذا المسكين، فما الذبابة وما مرقها".اعلموا أنه ليس ثمة أي شهادة أقوى ويقينية على صدق أي حديث من تحقق النبوءة التي كان يتضمنها بصفاء، لأن سائر الطرق لإثبات صحة الحديث ظنية، أما هذا فيشكل حلية براقة للحديث إذا ثبت صدقه بتحقق نبوءته، لأن تحقق النبوءة الواردة في أي حديث يوصل ذلك الحديث من مرتبة الظن إلى أعلى درجات اليقين، ولا يساويه مرتبة ويقينا ودرجة أي حديث آخر حتى لو كان في البخاري أو مسلم.وحتى لو كان في سلسلة إسناد هذا الحديث ألف كذاب ومفتر على سبيل الافتراض المحال، فلا يقدر على إلحاق ضرر بقوة صحته ومرتبة يقينه، ذلك لأن صحته تتحقق من خلال الوسائل المحسوسة

Page 123

۱۰۹ الاعتراض الثالث لمحو هذه الآية: أليس من المحتمل أن يكون الخسوف والكسوف الذي قد حصل في رمضان الآن من أجل المهدي الذي سيظهر في القرن الخامس عشر أو في السادس عشر أو في أي قرن بعده؟ فجواب ذلك أيها السادة، رحمكم الله، نفسه هو إذا كان مآل فهمكم قد آل إلى هذا الحد، فلا أجد قدرة على أن أفهمكم.فواضح جدًّا أن آيات الله تظهر تصديقا لرسله ومبعوثيه ليعرفوا، وهي تظهر في وقت يواجهون فيه أشد التكذيب إذ يُعدون من المفترين والكفار والفساق، فتهيج لهم غيرة الله فيريد أن يُظهر بآياته صدق الصادق.باختصار، إن الآيات السماوية دوما بحاجة إلى محفز.وإن الذين يكذبون مرارا وتكرارا هم الذين يمثلون ذلك المحفّز، فهذه هي فلسفة الآيات، إذ لا يحدث أبدا أن تظهر الآيات اليوم ويولد من ظهرت الآية من أجل تصديقه وذب معارضيه ودفع اعتراضهم بعد مئة أو مئتين أو ثلاثمئة عام أو ألف عام.فالواضح أنه لا تتقوى دعواه بهذه الآيات، بل من المحتمل أن يظهر عدد من المدعين استغلالا لهذه الآيات خلال هذه الفترة، فمن سوف يحكم أن الآية التي ظهرت كانت من أجل تأييد فلان فقط؟ فالغريب أن المدعي ليس له أي أثر بعد ولا لدعواه، وليس هناك أي محرّك مكذب في نظر الله، بل يُنتظر ظهوره بعد مئة أو مئتين أو ألف عام؛ فما الفائدة من إظهار الآية قبل الأوان وأي قوم تخص؟ لأن الناس في العصر الراهن لا يستطيعون الانتفاع من هذه الآية التي لم يسبقها المدعي، ثم إن الذين شاهدوا الآية سيفنون ولن يبقى أحدهم حيا على الأرض يمكنه القول إنه رأى بأم عينه خسوف القمر والشمس؛ فأي فائدة تترتب على المشهودة البديهية، ويكون هذا الأمر مفخرة ويشكل دليلا على صحة كتاب يضم مثل هذا الحديث، فكفى بالدارقطني فخرا الذي تحقق حديثه بهذا الوضوح.منه

Page 124

مثل هذه الآية التي ستقدَّم كقصة بالية فقط في زمن المدعي الحي؟ ولماذا تسرع الله إذ قد أظهر الآية في زمن لا يوجد فيه أي أثر لمدّع، بل لم يكن لأبيه وجده أي أثر؟ يجب أن تتذكروا أيضا أن العقيدة التي يسلّم بها أهل السنة والشيعة، كوتهى المهدي سيبعث على رأس القرن حصرا.فحين اشترط ظهور المهدي على رأس القرن فيجب أن نيأس من ظهور المهدي في هذا القرن، لأن رأس القرن قد انقضى، وتأجَّل الأمر إلى القرن القادم.لكن قرارا حاسما لم يصدر عن ذلك أيضا، لأنه لما كان القرن الرابع عشر الذي كان مصداق الحديث النبوي، وكان حافلا بكشوف أهل الكشوف قد مضى خاليا، فأي ثقة بالقرن الخامس عشر؟ ثم لما لم تظهر إلى الآن أمارات ظهور المهدي القادم وتأجل الأمر إلى مئة عام على الأقل، فأي فائدة ترجى من آية الخسوف والكسوف الباطلة هذه؟ ثم عندما سيموت جميع الناس في هذا القرن ولن يبقى من شاهد الخسوف والكسوف حيا، فسوف يكون هذا الكسوف والخسوف في ذلك الزمن مجرد قصة فقط.ومن المحتمل أن يعدّه العلماء في ذلك الزمن حديثا موضوعا فيهملوه ويجعلوه نسيا منسيا.باختصار؛ لو فُصل بين المهدي وآيته فهذا تشاؤم كريه، مما يُفهم أن الله تعالى أصلا لا يريد أبدا أن يُثبت بآيات سماوية دعواه بأنه المهدي.ثم لما كانت سنة الله منذ القدم أن تظهر الآيات عندما يواجه رسل الله تكذيبا، ويُعدّون من المفترين، فمن العجيب والغريب أن تظهر الآية قبل أن يظهر المدعي ويواجه التكذيب، وعندما سيولد أحد بعد مئتين أو ثلاثمئة عام ويواجه التكذيب، فكيف تفيده هذه القصة البالية، لأنه ليس الخبر كالمعاينة، كما لا يمكن الجزم بحق هذا المدعي أن الخسوف والكسوف الذي كان قد حدث في قرن كذا في الماضي، إنما كان من أجل تصديقه حصرا.فليست من عادة الله قط أن يجعل هذه الفترة الطويلة بين المدعي وآياته المؤيدة، حتى يلتبس الأمر، فهل تنفع بضع

Page 125

كلمات إثباتا أن الخسوف والكسوف الذي كان قد ظهر في قرن كذا كان تأييدا لهذا المدعي؟ فما أحسن هذا الإثبات الذي بحاجة إلى إثبات آخر! باختصار؛ إن حديث الدارقطني هذا نافع للمسلمين كثيرا؛ إذ قد حدد القرن الرابع عشر قطعا لظهور المهدي المعهود من ناحية ومن ناحية ثانية قدم آية سماوية لتأييد ذلك المهدي الذي كان يترقبه أهل الإسلام كلهم من ثلاثة عشر قرنا.قولوا أنتم حقا، هل كانت طباعكم تريد أن يحدث الخسوف والكسوف في السماء في شهر رمضان عند إعلاني بأني أنا المهدي؟ فقد ادعى الكثيرون في زمن الثلاثة عشر قرنا هذه بالمهدوية، و لم تظهر لأحد هذه الآية السماوية، حتى إن الملوك الذين كانوا يتمنون أن يكونوا المهدي لم يقدروا بتدبيرهم على أن يُظهروا في السماء الخسوف والكسوف في رمضان، فكانوا بلا شك مستعدين لإنفاق عشرات الملايين من الروبيات في سبيل ذلك، ليدفعوا لمن يقدر من دون الله على إظهار الخسوف والكسوف في رمضان تأييدا لدعاواهم.فوالذي نفسي بيده إنه هو الذي أظهر لتصديقي هذه الآية في السماء، وأظهرها حين سماني المشايخ دجالا وكذابا وكافرا بل أكفر فهذه الآية نفسها قد وعدت بها في منهم الله البراهين الأحمدية قبل عشرين سنة من اليوم، بقوله "قل عندي شهادة من فهل أنتم مؤمنون؟ قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مسلمون؟" وليكن معلوما أن بحوزتي شهادات كثيرة من الله لتصديقي، وقد تحققت من نبوءاتي أكثر من مئة، ويشهد عليها مئات ألوف الناس.أما في هذا الإلهام فقد ذكرت هذه النبوءة لمجرد التخصيص، أي قد أعطيتُ أنا هذه الآية التي لم يعطها أحد من آدم إلى هذا اليوم.باختصار؛ إني أستطيع أن أقسم بالله قائما في الكعبة المشرفة على أن هذه الآية ظهرت من أجلي لا من أجل من لم يواجه التكذيب حتى الآن، ولم يتعرض لضجة التكفير والتكذيب والتفسيق.كما أستطيع أن أقسم بالله قائما في

Page 126

الكعبة المشرفة أنه بظهور هذه الآية قد تعين القرن، لأنه حين ظهرت هذه الآية في القرن الرابع عشر تأييدا لأحد فقد تعين أن النبي ﷺ قد حدد القرن الرابع عشر حصرا لظهور المهدي، لأنه لا بد من الإيمان أن القرن الذي على رأسه تحققت هذه النبوءة، هو نفسه قرن ظهور المهدي لئلا ينشأ البعد والفصل بين الدعوى والدليل.ثم هناك دليل آخر على ذلك يُفهم منه بجلاء، أن علماء الإسلام كانوا يعتقدون يقينا بأن المسيح الموعود سوف يبعث على رأس القرن الرابع عشر، وهو أن الحافظ برخوردار- من سكان قرية "شيتي شيخان" في محافظة سيالكوت، الحائز على شعبية كبيرة في البنجاب- له بيت في اللغة البنجابية في كتابه "أنواع " صرح فيه بوضوح بأن المسيح الموعود سيبعث على رأس القرن الرابع عشر، وتعريبه عندما سيمضي من التقويم الهجري ثلاثة عشر قرنا، فسيظهر عيسى على رأس القرن الرابع عشر، فيقيم العدل الكامل؛ أي سوف يري أن هذا هو الصراط المستقيم.فلاحظوا الآن كيف أن الحافظ المرحوم الذي كان عالما في الحديث والفقه، وكان مشهورا جدا في البنجاب بأسره وكان يعد فقيها من الدرجة الأولى في زمنه في البنجاب، وكان الناس يعدونه من أهل الله والمتقين والصادقين، بل كان يعدّ حائزا على احترام كبير من بين العلماء؛ أن كيف صرح بوضوح، عيسى سوف يُبعث على رأس القرن الرابع عشر، وقدم إثباتا كافيا للمنصفين أن ما يثبت من الحديث وأقوال العلماء إنما هو أن هذه زمن ظهور المسيح الموعود هو رأسُ القرن الرابع عشر.انظروا كم هي الشهادات ،واضحة ولا تقبلونها فهل كان ممكنا أن يكذب "الحافظ برخوردار" احتلاله هذا المقام والاحترام؟ فلو كان قد كذب ولم يثبت أنه اقتبس هذا القول من أي حديث لما تركه علماء الأمة هكذا ثم هناك رجل صالح آخر قد مشهور مضى في هذا الزمن وهو مشهور بـ "الشيخ كوتهى والا" وبعض مع

Page 127

۱۱۳ مريديه ما زالوا أحياء يرزقون، فقد أعلنوا عموما أن حضرة "الشيخ كوتمى والا" كان قد قال مرة إن المهدي قد ولد، والآن زمنه وقد انتهى زمننا، وبين أيضا أن البنجابية.فلما طُلب منه أن يصرح عن اسمه المشهور به وأين يقيم، امتنع لغته هي عن ذلك، والإثبات الذي بينته هو برهان ساطع بديهي أن ظهور المسيح الموعود كان مقدرا على رأس القرن الرابع عشر.سكان حي ا أحد هؤلاء ء الرواة اشتهر باسم ميرزا المحترم واسمه محمد إسماعيل وهو من غل بادشاه" في بيشاور، وكان مراقب المدارس سابقا، وهو رجل محترم وموثوق به، ولم يبايعني، ولقد ظل لمدة طويلة في صحبة "الشيخ كوتهى "والا" وقد روى عند المولوي شاه المحترم أنه سمع الشيخ كوتهى والا يقول: إن مهدي آخر الزمان قد ولد ولم يبعث بعد، فلما سئل عن اسمه قال لن أخبر عن اسمه، وإنما أقول إن لغته سید سرور البنجابية.مي الشيخ والرجل الثاني الذي كان يقول إنه سمع منه مباشرة وهو شيخ مسن من مبايعي كوتهى والا، وهو من رفاقه الخواص واسمه الحافظ نور محمد وهو مقيم في قرية غرهي امازئي وكان يقيم في تلك الأيام في كوته.والرجل الثالث الذي يذكر سماعه المباشر، شيخ مسن آخر صاحب لحية بيضاء، واسمه غلزار خان.وهو الآخر من مبايعي حضرة كوتهى والا، ولين القلب ومن المتقين الورعين الخاشين الله، ومن الإخوة الشيوخ للشيخ المولوي عبد الله الغزنوي.وقد وصلتني رواية هذين الصالحين وهما من شهود عيان عن طريق محبي المولوي الحكيم محمد يحيى الديبغراني، ومولوي محترم وتقي وموثوق به، وهو نجل خليفة حضرة الشيخ كوتهى والا، كتب إلي رسالة في ١٩٠٠/١/٢٣ كتب فيها تصريحي الصالحين بعد السماع شخصيا، وأخبرني بها، جزاه الله خيرا، آمين.وتلك الرسالة: إلى حضرة إمام الزمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فأقول إني قد ذهبت إلى قرية كوته في منطقة يوسفزئي، ولما كنت قد سمعت أن حضرة الشيخ من كوته والا كان يقول إن مهدي آخر الزمان قد ولد ولم يبعث

Page 128

114 بعد، كنت مهتما كثيرا بأن أبحث في حقيقة هذا القول، فحين ذهبت إلى كوت هذه المرة سألت كل واحد من مريديه الأحياء فكان كل منهم يقول لي إن هذا الأمر مشهور، ولقد سمعت من فلان فقال: كان حضرة الشيخ يقول كذا.إلا أن اثنين من الناس المتدينين الموثوق بهم قالا : لقد سمعنا ذلك من لسان حضرته المبارك وبآذاننا شخصيا، ونتذكر جيدا، ولم ننس ولا حرفا واحدا.والآن أسجل تصريح كل منهما على حدة.(1) أحدهما حافظ القرآن واسمه نور محمد وهو من سكان قرية غرهي امازئي ومقيم حاليا في كوته قال إن الشيخ كوتهى (والا) كان يتوضأ ذات يوم وكنت أجلس أمامه، فقال لي ما تعريبه "نحن الآن في عهد شخص آخر" ولم أفهم قصده، وقلت له لماذا يا سيدي؟ هل قد أصبحت مسنًا لهذه الدرجة حيث تظن أن عهدك قد خلا، فما زال كثير مِمَّن هم في سنك أصحاء، وينجزون أعمالهم المادية.فقال لم تفهم كلامي، فقد قصدت غير ذلك، ثم قال إن الإنسان الذي يبعث من لتجديد الدين قد ولد، ودورنا قد مضى، ولذا أقول: نحن في عهد غيرنا.ثم قال: إنه سيكون منقطع العلاقة عن الخلق، أما أنا فلي بعض العلاقات بالخلق، وسوف تحل عليه المصائب والشدائد لدرجة لن يكون لها نظير في الماضي، لكنه لن يبالي بها، وسوف يكون في زمنه كل نوع من الآلام والفساد، لكنه لن يبالي بشيء، سوف تجتمع الأرض بالسماء وتنقلبان ولن يعبأ بشيء.فقلت له أن يخبرني عن اسمه وسكنه، فقال لن أخبرك.الله والسلام هذا تصريحه لم أضف إليه أي حرف ولم أنقصه منه، وهو كتب بالأفغانية، وهذه ترجمته.والثاني، الذي اسمه غلزار خان من سكان قرية بدابير في منطقة بيشاور، وحاليا يقيم في قرية قرب كوته المقدسة، واسمها توبي، هذا الشيخ قد مكث في صحبة الشيخ مدة طويلة، فقال مقسما بالله إن حضرة الشيخ كان جالسا ذات يوم في مجلس عام وكان نشيطا منتعشا، فقال: بعض معارفي سيرون المهدي في آخر الزمان بأم أعينهم (وكان في ذلك إشارة إلى أن المهدي سيكون قريبا من هذه القرية وسوف يرونه)، ثم قال: سوف يسمعون كلامه بآذانهم.والسلام

Page 129

110 حين أطلعت ذلك الشيخ عن هذا السر أن نبوءة شيخك هذه قد تحققت وقد ظهر ما تنبأ، (أي بحسب النبوءة قد ولد المهدي في البنجاب) بكى ذلك الشيخ كثيرا وقال، أين هو؟ أرجو أن توصلوني إلى قدميه بأي طريقة ممكنة، إذ لا أستطيع الذهاب إليه وحدي لضعف البصر، فماذا أفعل؟ ثم قال أرجو إبلاغ سلامي له، وطلب الدعاء لي منه.فوعدته أني سوف أبلغه سلامك حتما، وأطلب منه الدعاء لك، وآمل أنك ستدعو حتما.والسلام خير ختام والله ثم تالله إن هذين الرجلين قد أدليا بالشهادة هكذا.محمد يحيى من ديبغران له ومثل ذلك قد وصلتني رسالة من المولوي حميد الله ملا محترم، من سوات- حيث سجلت فيها نفس هذه الشهادة باللغة الفارسية وترجمتها كالتالي: إلى حضرة السيد كاشف الرموز الخفية والمطلع على العلوم الربانية جناب الميرزا المحترم، أود أن أقول إن فضيلة السيد المولوي محمد يحيى إخوان زاده الذي زارك، سمعت منه ذكرك الجميل عدة مرات؛ فأخيرا ذات يوم أثناء الحديث تطرق إلى ذكر المهدي وعيسى والمجدد، فذكر في المجلس نفسه أنه ذات يوم قال مرشدنا حضرة الشيخ كوته والا، إن المهدي المعهود قد ولد، ولم يبعث بعد، فعند سماع القول أصر حضرة المولوي محمد يحيى إخوان زاده أن يكتب هذا الكلام مؤكدا ،بالحلف فأنا أكتب بحسب الهدي الإلهي وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ (البقرة: ٢٨٤) مقسما بالله أن حضرة الشيخ كوتهى والا كان جالسا مع خواص من مريديه قبل سنة أو سنتين من وفاته أي في عام ١٢٩٢ أو ١٢٩٣ الهجري وكان الحديث في المعارف والأسرار، وتطرق الحديث إلى ذكر المهدي المعهود فقال : قد ولد المهدي المعهود ولم يظهر بعد.وأقسم بالله على أنه هكذا قال، وبينت الصدق تماما، لا بدافع هوى النفس وليس لي أي سوى إظهار الحق، وإنما خرجت هذه الكلمات من فمه حصرا باللغة الأفغانية، چہ مہدی پیدا شوی دے او وقت و ظهور ندے" أي قد ولد المهدي الموعود ولم يبعث بعد، هدف II وبعد ذلك توفي حضرته في سلخ ذي الحجة عام ١٢٩٤ الهجري.وكذلك هناك صالح آخر كان في قرية جمالبور في محافظة لدهیانه اسمه غلاب شاه، وخوارقه مشهورة في تلك المنطقة، فقد بين كشفه أمام عدد من الناس وقد رأيت

Page 130

١١٦ التحفة الفولروية أحدهم وهو الصالح المدعو كريم بخش (رحمه الله وكان تقيا ورعا مسنا ذا لحية بيضاء*، ولقد بين أمامي في جلسات كثيرة بمنتهى الرقة باكيا في زمن كان ثمانية أعوام من القرن الرابع عشر أيضا قد مضت أن المجذوب غلاب شاه المحترم قبل ثلاثين عاما من اليوم أنبأ- كان هذا العبد المتواضع ابن عشرين سنة تقريبا - أن عيسى المنتظر قد ولد وهو في يوم السماء، قاديان.ويقول ميان كريم بخش "إني قلت لحضرته: يا سيدي إن عيسى سیترل من فكيف ولد؟!" فأجاب: إن الذين يُدعون إلى السماء لا يعودون من هناك، فهم يحظون سيظهر سيخرج الخاطئة الأخطاء بالسلطة السماوية، فلا يعودون تاركين إياها، بل قد ولد عيسى المنتظر في قاديان، فعندما من القرآن الكريم فانزعجت في نفسي وقلت: هل هناك في القرآن الكريم أخطاء حتى يخرجها ؟ فقال : لم تفهم كلامي، إنما قصدي أنه سيزيل الحواشي التي ألحقت بالقرآن الكريم..أي عندما سيبعث سيثبت خطأ التفاسير الكاذبة التي صدرت للقرآن الكريم، فعندها تظهر ضجة ضد عيسى ذلك، وسترى كيف يثور المشايخ، تذكر أن المشايخ سيثورون ضده.عندها قلت له إن قاديان على بعد ميلين أو ثلاثة أميال من قريتنا، أين عيسى فيها، فلم يردّ على ذلك.ويبدو أنه لم يعط علما أكثر من أن عيسى سيولد في قاديان ولم يكن يعرف أن في غورداسبور أيضا قرية تدعى قاديان، لذا لم يتدخل في هذا الاعتراض أو لم يلتفت إليه لعظمة (المشايخية ثم يقول كريم بخش المرحوم إنه قال الكلام نفسه في حين آخر، وقال إن اسم ذلك العيسى غلام أحمد، وهو في قاديان.فانظروا كيف يشهد أهل الكشف بكثرة وباتفاق أن موعد ظهور عيسى هو القرن الرابع عشر.منه * محافظة حاشية على حاشية: لقد بين ميان كريم بخش من سكان قرية جمالبور من لدهيانه نبوءة ميان غلاب شاه المجذوب هذه في كبريات جلسات المسلمين، فمرة بينها في جلسة تضم ۷۰۰ شخص في قاديان، وأعتقد أنه قد أخبر بها عشرة آلاف إنسان في لدهيانه على أقل تقدير، ولقد اتفق لي السكن في لدهيانه لعدة أشهر فكان ميان كريم بخش يأتي بعد كل بضعة أيام قرية جمالبور حتما، وكان يبين هذه النبوءة أحيانا باكيا أمام خمسين شخصا، وكان من المحتم أن تدمع عيناه عند أمر ما أثناء بيان هذه النبوءة، ولقد سمع المولوي محمد أحسن المحترم زعيم لدهيانه أيضا هذه النبوءة من لسانه.هذه النبوءة مشهورة جدا في لدهيانه، وآلاف الناس شهود عيان لها.منه من

Page 131

۱۱۷ والأمر الرابع الذي يجب إثباته هو أن المسيح الموعود الذي قدر ظهوره على رأس القرن الرابع عشر، إنما هو أنا.فإثبات ذلك أن الخسوف والكسوف قد ظهر عند إعلاني الدعوى، وفي زمني حصرا ظهرت الفتنُ الصليبية، وعلى يدي وحدي أثبت الله بأن المسيح الموعود يجب أن يكون من هذه الأمة، وأن الله الله قد قواني من عنده بحيث لا أحد من القساوسة يقدر على الوقوف أمامي في المناظرة.ولقد فرض الله هيبتي على علماء النصارى بحيث لم يعودوا قادرين على مواجهتي، فلما أيدني بروح القدس من عنده، وأنزل تأیید معي الله ملكا له من عنده فلا يستطيع أي قسيس أن يبارزني.فهؤلاء هم الذين كانوا يقولون بأن النبي ﷺ لم يُظهر أي معجزة، ولم تتحقق له ،نبوءة، والآن يُدعون ولا يستجيبون، وإنما ذلك أن الله قد ألقى في قلوبهم أنهم لن يجنوا بمواجهتي غير الهزيمة.انظروا في زمن كانوا يُغالون فيه جدا في تأليه المسيح، ويعدّون النبي محروما من روح القدس، وكانوا ينكرون وجود المعجزات والنبوءات عنده؛ من الذي تصدى لهؤلاء القساوسة في هذا الزمن؟ وفي تأييد أي أظهر معجزات جليلة، اقرأوا كتابي "ترياق القلوب" ثم قولوا بإنصاف وصحيح أن مئات الأمور تذكر كقصص وأساطير، ولكن على يد من ظهرت هذه الآيات والنبوءات التي ثبتت برؤية شهود عيان ما زالوا أحياء ويقدر عددهم بمئات الألوف في العالم؟ من ذا الذي يقيم الحجة كل صباح على المعارضين ويدعوهم إلى أن يواجهوه إذا كانوا حائزين على شيء من روح القدس؟ فمن ذا الذي من النصارى والهندوس والآريين يمكن أن يقول قائما أمامي إن النبي ﷺ لم يُظهر أي آية؟ فهذه هي حجة شيء.الله التي قد أقيمت فإنكار الحق ليس من الأمانة والإيمان في لا شك أن حجة الله قد أقيمت على كل أمة، فليس تحت السماء أحد يمكن أن ينافسني في تأييد روح القدس.بماذا أشبه هؤلاء المنكرين؟ فهم يشبهون

Page 132

۱۱۸ ذلك السفيه الذي عُرض عليه صندوق لآلئ متفاوتة الحجم، وكثير منها قد قلت، ولم يصقل الصائغ واحدة أو اثنتين منها على روعتها لاختبار السفهاء، فهل بأن فغضب ذلك السفيه ورمى جميع الجواهر الطيبة والبراقة من يده زعما منه حجرا أو حجرين منها ليس في رأيه براقا.فهذه هي حال هؤلاء إذ لا يستفيدون من غالبية نبوءات الله التي تحققت بكمال الجلاء وتنوف على مئة، ويذكرون مرارا وتكرارا في كل مجلس نبوءة أو اثنتين لم يدركوا حقيقتها لقلة بصيرتهم.يا ذرية المسلمين من الذي علمكم بغض الحق؟ فحين أظهر الله أمام أعينكم العجائب الكثيرة التي لا يقدر الإنسان على إظهارها و لم يرها آباؤكم، كان يجوز نسيان تلك الآيات والطعنُ في نبوءة أو نبوءتين بسخف؟ ألا تعرفون الآية العظيمة التي ظهرت في السماء من أجل تصديقي؟ إذ بعد انتظار ثلاثة عشر قرنا قد خسف الله نيريه أي الشمس والقمر في رمضان، فجعلهما عديمي النور في زمني وفي عهد دعواي حصرا وعند مواجهتي التكذيب.وكان ذلك علامة المأتم لسلب نور علماء الزمن الراهن وظلمهم، وكان قد قدر أن تظهر هذه الآية عند تكذيب المهدي.لقد ظل أنبياء الله المقدسون يتنبأون منذ البداية أن هذه الآية المأتمية ستظهر في السماء بسبب إنكار المهدي.وسيكون في رمضان، لأن ارتكاب الظلمة والظلم في الدين عُدَّ مباحا! كما جاء في الآثار أيضا، أنه ستصدر الفتوى بكفر المهدي، وسيسميه علماء ذلك الزمن دجالا وكذابا ومفتريا وملحدا، وسوف يخططون لقتله، وعندئذ سيظهر الله ربُّ السماء- الذي يحمي بيده القوية حزبه دوما هذه الآية في السماء، تأييدا للمهدي.وسوف يشهد له القرآن الكريم، لكن لما كانت الآيات دوما تتضمن لقد ورد في كتاب حجج الكرامة أن المسيح سوف يستنبط دعاواه ومعارفه من القرآن

Page 133

۱۱۹ إشارة وكأنها تتضمن تفهيما صُوريا، لهذا قد أشار الله تعالى في آيتي الخسوف والكسوف إلى أن العلماء المسلمين الذين كان ينبغي أن يماثلوا القمر والشمس سيزول في ذلك الزمن نور فراستهم ولن يعرفوا المهدي، وسيكون خسوف التعصب قد أظلم قلوبهم ولبيان ذلك ستظهر في السماء الآية المأتمية، ثم إن الله لم يتوقف عند هذه الآية فقط، بل قد تحققت نبوءات خارقة عظيمة مثل النبوءة عن ليكهرام التي تشهد الهند البريطانية بأكملها على تحققها بشأن عظيم وهيبة، إذ كيف حقق الله بقدرته مهمته في وضح النهار رغم آلاف أنواع الحرس والحذر والدهاء؟ كذلك النبوءة المنشورة في كتاب عاقبة أتهم بأن عبد الحق الغزنوي لن يموت قبل ولادة ابني الرابع؛ كيف تحققت بجلاء ونقاء في حياة عبد الحق، وكذلك نبوءتي بولادة ابن في بيت أخى الحكيم المولوي نور الدين بعد وفاة جميع سيكون مليئا بالبثور؛ فقد تحققت كل هذه النبوءات بتفاصيلها.فقد قتل ليكهرام في التاريخ الذي أنبئ به وبطريقة القتل التي أنبئ بها في النبوءة، وشهد مئات الناس على أن النبوءة تحققت بمنتهى الجلاء والوضوح.فذلك المحضر ما زال موجودا عندي، وعليه شهادات الهندوس أبنائه، وأن جسمه * الكريم، أي سوف يشهد القرآن الكريم على صدقه، بينما سيكذبه مشايخ الزمن بناء على بعض الأحاديث.وقد ورد في مكتوبات الإمام الرباني أنه عندما يبعث المسيح الموعود إلى الدنيا سيعقد علماء العصر العزم على معارضته لأن الأقوال التي سيبينها باجتهاده و استنباطه من القرآن الكريم ستكون معظمها دقيقة وغامضة، وبسبب الدقة وغموض المأخذ ستبدو في نظر كل هؤلاء المشايخ معارضة لكتاب الله والسنة، مع أنها لن تكون معارضة في الحقيقة.(راجع الصفحة ۱۰۷ من مكتوبات الإمام الرباني، مطبع أحمدي، دلهي).منه * أي الشيخ أحمد السرهندي.(المترجم)

Page 134

۱۲۰ أيضا، وكذلك قد ولد في بيتي بحسب النبوءة أربعة أولاد، وظل عبد الحق الغزنوي حيا إلى ولادة الابن الرابع عندي.فكم تترشح منه القدرة الإلهية! وكذلك قد رأى الناس بأم أعينهم أنه ولد لأخي الحكيم المولوي نور الدين ابن كان جسمه مليئا بالبثور، وظلت تلك البثور على جسمه لمدة تنوف على سنة، وكانت كبيرة وخطرة وكريهة المنظر وعريضة وكانت تبدو غير قابلة للعلاج، وما زالت آثارها موجودة على جسمه فهل يملك غير الله هذه القدرات؟ ثم هذه النبوءات ليست واحدة أو اثنتين فقط، بل هي أكثر من مئة من هذا النوع، وقد سجلت في كتاب ترياق القلوب، فكم يخدع المخلوق عدم ذكر شيء من كل هذا، وذكر النبوءة عن صهر أحمد بيك أو آتهم مرارا وتكرارا.فمثل ذلك كمثل شرير النفس الذي لم يذكر قط معجزات نبينا البالغ عددها ثلاثة آلاف ويذكر مرارا نبوءة الحديبية، وقال إنها لم تتحقق في الميعاد الذي قدر لها، أو مثلا لا يذكر نبوءات المسيح العلم الصريحة الواضحة عند أحد وقال للناس سخرية واستهزاء متسائلا مرارا: ما رأيك يا سيدي، هل تحقق الوعد حيث كان المسيح قد قال إنه سيعود ثانية إذ سيكون كثيرون منكم ما زالوا أحياء، أو ذكر مثلا النبوءة عن إقامة عرش داود من جديد بدافع السخرية وسأل: هل من الحق أن المسيح ال كان قد أصبح ملكا وحاز على عرش داود؟ لقد صدق الشيخ سعدي في ما قال عن البخيل: "لا ينظر إلى مئات النكات الرائعة في كلامي وحين يرى زحفا يثير شغب هؤلاء السفهاء لا يعرفون أن النبوءة علم، وهي من وحي الله، فهي تتضمن أحيانا متشابهات، وأحيانا يخطئ الملهم في التأويل، كما يشهد على ذلك ترجمة بيت فارسي المترجم

Page 135

صهر ۱۲۱ حديث "ذهب وهلي"، فهل من الأمانة والإيمان إثارة الاعتراض على عدم وفاة أحمد بيك، ونسيان موت أحمد بيك؟ فهنا قد تحقق أحد جزأي النبوءة وهو وفاة أحمد بيك ضمن الميعاد بمنتهى الوضوح بحسب النبوءة ويُنتظر تحقق الجزء الثاني.أما نبوءة النبي يونس الحاسمة فأي جزء منها تحقق؟ فإذا كان لديك شيء من الحياء فردّ على هذا بشيء.إذا لم يكن عندكم أي فراغ للتدبر في جميع الآيات التي يقدر عددها بأكثر من مئة، فيمكن أن تأخذوا آية من السماء مثلا، أي الخسوف والكسوف في شهر رمضان، وآية من الأرض أي قتل ليكهرام بحسب النبوءة، ثم ينبغي أن تتدبروا أن في هاتين الشهادتين كفايةً للطالب الصادق لإظهار الآية في الحقيقة.أما إذا لم يكن هناك طالب صادق فلن تكفيه ألف معجزة.يجب التدبر في شهرة نبوءة الخسوف والكسوف في رمضان الفضيل، لدرجة أنه حين ظهرت هذه الآية في الهند كان ذكرها في كل شارع وزقاق في مكة المعظمة أن المهدي قد ظهر.فأحد الأصدقاء الذي كان مقيما في مكة في تلك الأيام أرسل رسالة كتب فيها أن أهل مكة حين اطلعوا على حدوث الخسوف والكسوف في رمضان بحسب عبارة الحديث، بدأوا يرقصون فرحا، بأن زمن تقدُّم الإسلام قد أتى وقد ولد المهدي، وبعضهم بدأوا ينظفون أسلحتهم بسبب الأخطاء القديمة في فهم الجهاد ظنا منهم بأن المعارك الكفار ستندلع الآن.باختصار؛ قد سُمع بتواتر أن ضجة قد أثيرت ليس في مكة فحسب بل في جميع البلاد الإسلامية إثر سماع خبر الخسوف والكسوف، واحتفلوا بأفراح كثيرة، وقد شهد الفلكيون أيضا أن هذا الخسوف كان يتسم بندرة أي أعجوبة منقطعة النظير فلمشاهدة هذه الندرة قد جعل في بلدنا من قبل الفلكيين الإنجليز مرصد، وكان الفلكيون الأجانب من البلاد البعيدة من أميركا وأوروبا قد جاءوا لرؤية الندرة في هذا الخسوف والكسوف، كما مع

Page 136

۱۲۲ التحفة الفولروية كانت تفاصيل ندرة هذا الخسوف والكسوف قد طبعت في تلك الأيام بالتفصيل في الجرائد الإنجليزية مثل "سيفيل آند ملتري غازيت " بالإضافة إلى الجرائد الأردية.كما كانت آية قتل ليكهرام أيضا آية ذات هيبة؛ حيث كان قد أنبئ بهذه الحادثة قبل خمس سنوات من حدوثها، وصرح في النبوءة أنه سيُقتل في اليوم التالي للعيد، وهكذا قد تعيَّن يوم القتل أيضا، و لم يكن.، أي شرط، وشهد أكثر من ألف شخص على أن النبوءة تحققت بمنتهى الصفاء.ظلما معه الله باختصار؛ قد هزت هيبة هاتين الآيتين كلتيهما القلوب.ولا أعرف بم يجيب المنكرون الذين رأوا هذه الآيات البراقة بأم أعينهم ثم داسوها تحت أقدامهم وبغير حق، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: ۲۲۸).وا أسفا لماذا لا ينظر هؤلاء كيف تنزل الآيات بتواتر وتحالفنا التأييدات الإلهية، وأن قوة إلهية تعمل في الأرض يا أسفا! لماذا لا يفكرون أنه إذا لم يكن هذا المشروع من الله لما اجتمعت له الإثباتات العقلية والنقلية والكشفية قط.إن السماء تمطر الآيات والأرض تقول : الوقت الوقت، ومع ذلك انظر إلى عداء هؤلاء وبغضهم وإنكارهم"."يا لائمي، ألق نظرة الله الا الله على أوضاع الزمن السائدة؛ فمتى كان الله أن يبقى صامتا في مثل هذا الوقت الخطير؟ لقد دعاني من السماء القلقون من أجل الدين ولقد أتيت في زمن كانت القلوب قد ماتت فيه حزنا.Civil and Military Gazzatte

Page 137

۱۲۳ لقد أيدت دعوانا بمئات الآيات والخوارق، فقد هبت الشمس والقمر أيضا لتصديقنا".لقد غشيت عقولهم الحجب فيعتذرون مرارا أن دعواي لا تطابق الله من الأحاديث.يا أيتها الأمة الجديرة بالرحم، حتّامَ أشرح لكم؟ حماكم الضياع، لماذا لا تفهمون؟ وأنى لي أن أشق القلوب لأُدخل فيها نور الـصـــــدق؟ أفلم يكن من الضروري أن يأتي المسيح حكما؟ وهل كان واجبا على المســــي أن يقبل جميع أحاديثكم مع أن الله وهبه العلم الصحيح؟ ألا ترضون بأن تعطوه درجة أدنى المحدثين؟ أو لم يعد نقده المبني على العلم اللدني جديرا بالثقة.فهـــل كان واجبا عليه أن يتقبل نقد المحدثين السلف في كل موضع وفي كل مكان وفي كل تأويل، ولا يحيد عن موقفهم قيد شعرة؟ إذا كان ذلك واجبا فلمـــــاذا حكما، فهو تلميذ المحدثين ومحتاج لإرشادهم.فإن كان لا بد أن يقتفي سمي أثر المحدثين في كل حال، ففي تسميته حكما في نزاعات الأمة لخدعة كبيرة، بل في هذه الحالة لم يبق حكما ولا عدلا بل صار مقلدا للبخاري ومسلم وابـــــن ماجه وأبي داود وغيرهم كأنه الأخ الأصغر لمحمد حسين البطالوي ونذير حسين الدهلوي ورشيد أحمد الغنغوهى وغيرهم فهذا هو الخطأ الذي حرم هؤلاء الناس من الثروة السماوية، أليس من الإجحاف أنهم ينظرون بإجلال إلى نقد المحدثين وتوثيقهم وتصحيحهم وكأن كل ما كتبوه هو مكتوب في القضاء والقدر.أما الذي سماه الله الحكم وجعله حكما لتسوية التراعات الداخلية في الأمة، فقد جاء ذلك مسكينا عديم الحيلة لدرجة أن لا يملك أي صلاحية لـــردّ أي حديث أو قبوله.فكأن الرجال الذين يعتقد أهل السنة أنهم يصححون ترجمة أبيات فارسية.من المترجم

Page 138

١٢٤ الحديث بسؤال النبي ﷺ مباشرة في الكشف وبناء على ذلك كانوا يعــــدون الحديث الصحيح موضوعا وأحيانا أخرى يعدّون الموضوع صحيحا- أفضـــل منه.فتدبروا وعُوا أن الذي وُكلت إليه تسوية نزاعات ۷۳ فرقة من الإسلام، هل يمكن أن يأتي في العالم بصفته مجرد مقلد؟ فاعلموا يقينا أنــه كــان مــن الضروري أن يأتي بحيث يحسب بعض السفهاء أنه يقلب أحاديثهم رأسا علــــى عقب، أو أنه لا يؤمن ببعضها، ولهذا كان قد ورد في الآثار سلفا أنه سيكفر، وأن علماء الإسلام سيُخرجونه من حظيرة الإسلام ويُفتون بقتله.فهل مسيحكم أيضا سيسمى مثلي كافرا ودجالا ، وهل هذه هي العزة التي سينالها من العلماء؟ فقولوا خوفا من الله هل تحققت هذه النبوءة أم لا؟ فالبين أن المسيح والمهدي عندما سيكفر وسيسميه العلماء الأفاضل والصـــــوفيـة العظـــام كافرا ودجالا وملحدا وخارجا عن دائرة الإسلام فهل سوف تقــام هـذه القيامة لأدنى اختلاف فيتفق جميع علماء الإسلام المقيمين على الأرض إلا بعض منهم على أنه كافر.فهذه النبوءة جديرة بتدبر كبير، لأنكم بمنتهى الحماس قد حققتموها بأنفسكم.الجدير بالانتباه أن الشبهة بأنه لماذا لا تنطبق على جميع الأحاديث الواردة في الصحاح السنة عن ظهور المهدي والمسيح تنحل بســـؤال هو: لماذا ورد في الأخبار والآثار حتى في مكتوبات المجدد السرهندي والفتوحات المكية وحجج الكرامة أن المشايخ في زمن المهدي والمسيح سيعارضونه أشد المعارضة، وسيسمونه ضالا وملحدا وكافرا ودجـــالا، وسيقولون إنه شوّه الدين وترك الأحاديث فلذلك سيهدرون دمه؛ ومن ذلك يتبين بجلاء أنه لا بد أن المسيح والمهدي القادم سيترك بعض الأحاديث التي هي صحيحة في نظر العلماء، بل سوف يترك معظم هذه الأحاديث، ولذلك ستقوم القيامة ضده، ويسمى كافرا باختصار ؛ يتبين من هذه الأحاديث صراحة أن

Page 139

المهدي والمسيح سيظهر خلافا لآمال العلماء في زمنه، وسيكون عمله خلافـــــا لتمسكهم بالأحاديث، ولذلك سيكفّر.من الجدير بالتذكر أنه في الحقيقة ليس للعلماء المعارضين أي عذر بحقي غير سخيف وهو أنهم يريدون اختبار صدقي بحسب الكم الهائل من الأحاديث من الغث والسمين التي جمعوها.بينما كـــــان يجب أن يختبروا تلك الأحاديث بي.فهذا الابتلاء كان مقدرا لقليلـي العقـــل والأشقياء، ويقع السفهاء في فخ هذا الابتلاء، لأنهم يقررون في قرارة نفوسهم سلفا أنّ كلّ ما جاء عن المهدي والمسيح في الأحاديث صحيح وواجب الاعتقاد به، وكذلك تفسيره لهذا عندما لا يجدونني مطابقا للصورة الخيالية التي تنافي القرآن الكريم أيضا يحسبونني كاذبا فمثلا هم يظنون أن المسيح الموعـــود يجب أن يأتي في زمن قوم يأجوج ومأجوج الذين ستكون قامتهم كالأشجار العالية، كما ستكون لهم آذانٌ طويلة لدرجة أن يفرشونها وينامون عليها، كما يجب أن يتزل المسيح من السماء مع الملائكة شرقي المنارة في بيت المقدس، أن يكون قد ظهر قبله الدجال عجيب الخلقة، ذو القدرات الإلهية؛ مثل وينبغي و إنزال الغيث وإنبات الزروع وإحياء الموتى.وسيكون أعــــور، ورأس حمــاره سيكون عريضا حتى تكون المسافة بين أذنيه ثلاثمائة ذراع، وسيكون مكتوبــا على جبين الدجال "كافر" ويجب أن تنادي السماء بقوة لتصديق المهدي قائلة: هذا خليفة الله المهدي.ويصل ذلك الصوت إلى الشرق والغرب كله، ثم يُخرج أجله الكثر من مكة، ويخاصم النصارى ويُحْضَر الملوك النصارى إليـه مكبلين، ويخضب الأرض كلها بدماء الكفار ويغصب أموالهم كلها وسيكون انظروا "کتاب حجج الكرامة للمولوي النواب صدیق حسن خان، ودراسات اللبيب، والفتوحات المكية"، بخصوص أن المهدي سيعدُّ كافرا وملحدا ودجالا.منه

Page 140

١٢٦ سفاكا ودمويا لدرجة أنه لم يسبق له مثيل في سفك الدماء منذ بــدء الخلـق.ويقسم الأموال في أتباعه لدرجة أن لا يجد الناس مكانا لحفظها.ثم بعد هذا القتل وسفك الدماء يُرفع الموت عن العالم مطلقا أربعين عاما؛ ولن يموت أحد ولا حشرة ولا حتى الجنين في بطن أمه ولا الشيخ الهرم البالغ من العمر مئة عام في آسيا وأوروبا وأميركا..كلها.ومعلوم حاليا أن مائة ألف شخص يموتون في لمح البصر والأسد والذئب والضبع والعقاب ستكفّ عن أكل اللحم، أي السباع أيضا عن الصيد حتى أربعين عاما، حتى إن القمل الذي يصيب ستمتنع الشعر والجراثيم الموجودة في الماء لن يموت منها شيء، ومع أن الناس سيملكون أموالا كثيرة إلا أنهم سيعيشون على المجروش لأربعين عاما، ولن يقتل أحد كأتباع الديانة الجينية - أي حيوان وينقطع قربان العيد وذبائح الحج كلها، ويمتنع الناس عن قتل الأفاعي كما ستمتنع الأفاعي عن لدغ الناس، فإذا ظهرت كل هذه الأمور في زمن مدعي المهدوية فسوف يصدق، وإلا فلا.فقولوا الآن، كيف يؤمن بي الذين يريدون اختبار صدق المهدي والمسيح بهذه العلامات والآيات؟! لكن الغريب هنا هل سيعد أحد المسيح الموعود - الذي ورد في كل هذه الأمور تستلزم التمسك بنصوص النبوءات حرفيا كما يركز عليه المشايخ المعاصرون؛ لأنه حين صدر الأمر بأنه لن يموت أي حي حتى أربعين عاما، وبناء على ذلك شرب الأسد الماء على مشرب واحد مع الغنم، ومع كون صيده في متناوله امتنع عن صيده، وتاب الذئب أيضا عن أكل اللحم، وتخلى العقاب أيضا عن صيد العصافير، وكلها رضيت بتحمل معاناة الجوع ، ولم يهاجم أي حيوان حتى إن القطة أيضا تركت الفأرة، وكل السباع قبلت هلاكها حفاظا على حياة حيوانات أخرى، فهل يبقى الإنسان شقيا وعاصيا بحيث يصبح أسوأ من السباع بسفك الدماء من أجل بطنه في زمن يسوده الأمنُ والسلام ؟ منه

Page 141

۱۲۷ الآثار أنه سينزل من السماء على حد زعمهم والمهدي الذي سيسمع نداء بحقه من السماء كافرا ودجالا مثلي؟ وهنا ينشأ تساؤل طبعا أنه إذا نزل ذلك المسيح بحسب الأحاديث فعلا من السماء ويأتي نداء من السماء بأنه خليفة الله، فمن سيكفّره ه بعد رؤية هذه الآيات العظيمة وبعد رؤية نزول الملائكــة مــن السماء؟ وخاصة حين يؤمن بجميع الأحاديث التي يذكرونها بعد نزولــه مــــن السماء فلن يبقى أي سبب لتكفيره.فمن هنا يستنبط بالضرورة أنه سيرفض هذه الأحاديث رفضا أكبر من رفضي، وإلا فما سبب تكفيره بعد رؤية هـذه المعجزات العظيمة؟ فلا بد من الإيمان أن علامة المسيح الصـــادق والمهــــدي الصادق أنه سيرفض كثيرا من أحاديث هؤلاء، وإلا لن يكون العلماء فاقدي الصواب حتى يكفروه عبثا دونما سبب ويُفتوا بقتله.فالرد على السؤال التالي واجب على السادة العلماء؛ أنه عندما يأتي المهدي والمسيح بحسب العلامــــات التي يذكرونها ، أي سيتزل أحد من السماء أمام أعينهم مع الملائكة، والثاني يأتي بحقه نداء من السماء أنه خليفة الله المهدي وسينتشر ذلك النـــداء في الشـــرق والغرب في لمح البصر، فكأنهما نزلا من السماء؛ فبعد هذه المعجزة العظيمة التي لم تظهر حتى من أجل سيدنا محمد المصطفى ، لماذا سيكفر ذانك الصالحان صاحبا المعجزات؟ مع أنهما فور ظهورهما سيطأطئان رأسيهما للعلماء الكرام طائعين، ولن ينبسوا ببنت شفة وسيؤمنون بجميع الأحاديث التي يقدمها هؤلاء الموحدون من البخاري ومسلم وابن ماجه وأبي داود والنسائي والموطأ مطأطئين رأسيهما.وإذا قال له أحدهم يا سيدي، لقد أتيت حكما فينبغي أن تختلف مع هؤلاء المشايخ في شيء! فسوف يقول بمنتهى التواضع والمسكنة: أي حكم؟! أنى لي أن أعارض الصحاح الستة في شيء أو أعارض اجتهادات حضرة مولانا شيخ الكل نذير حسين وحضرة مولانا المولوي أبي سعيد محمد حسين البطالوي

Page 142

۱۲۸ أو حضرة مولانا إمام المقلدين رشيد أحمد الغنغوهي وتفاسير أكابرهم؟ فكل ما قال هؤلاء السادة الكرام هو صواب وفي محله وأين أنا منهم.والبين أن المهدي إذا جاء مسلّما بكل ما قاله هؤلاء المشايخ فلا مبرر لتسميته بكافر أو دجــــال.فهؤلاء المشايخ في أكثر الأحيان يبينون للعوام كالأنعام بخداع محض أن انظروا ما أوضح الحديث الذي في مسلم أن المسيح الموعود سيترل من السماء عنــــد المنارة شرقي دمشق ويصلي مع جماعة.وعبارة النبوءة الظاهرة تضم صراحة كلمة "المنارة شرقي دمشق"، فلا بد أن ينزل عندها المسيح الموعود، فإن أوَّلنا كل كلمات هذه النبوءة فلن يبقى للنبوءة أي معنى بل ستكون مهزلة عنــد الأعداء، لأن عظمة النبوءة كلّها وتأثيرها يكمن في ظاهر النص، ويستهدف صاحب النبوءة أن يحفظ الناس تلك العلامات ويعدّها معيارا لاختبار المدعي الصادق، بينما التأويل يُضيع كل تلك العلامات المحددة، ومن المقبول والمسلم به أن النصوص يجب أن تُحمل على ظاهرها دوما، إذ تأويل كل كلمة لا يُقنع المعارض؛ لأنه بهذا الأسلوب لا تنحسم أي قضية، بل إذا كان أحد يؤول أي حديث بحسب رغبته ويصرف معاني الكلمات لغايته، فالمعارض أيضا يستحق أن يلجأ إلى التأويل.فالحكم في أي قضية سيكون مستحيلا إلى يوم القيامة، فهذا هو الاعتراض الذي يثيره معارضونا، ويعلمونه أتباعهم السفهاء، لكنهم لا يعرفون أن هذا الاعتراض يقع عليهم أنفسهم، فنحن لا نترك كلمات أي حديث ما دام القرآن الكريم لا يدفعنا بنصوصه الصريحة وأحاديث أخرى إلى تركها ولا يجبرنا على التأويل وهذا ما حدث هنا، فلو تدبر هؤلاء قليلا خوفا الله، لأدركوا أن هذا الاعتراض في الحقيقة يقع عليهم حصرا، لأن القـــرآن من

Page 143

۱۲۹ الكريم عیسی تنبأ بكلمات صريحة: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ، أي يا أنا سأتوفاك، وبعد الوفاة سأرفعك إلي.لكن معارضينا لم يعملوا بظاهر كلمات النص، ولجأوا إلى تأويل مكروه جدا ومليء بالتكلف، أي قد قدموا كلمة "رافعك" على كلمة "متوفيك"، وقاموا بتحريف صريح، أو أول بعضهم كلمة التوفي بالاستيفاء، وهو غير ثابت من القرآن الكريم والأحاديث ولا مـــــن علم اللغة.وأضافوا من عندهم رفع الجسم، مع أن ابن عباس له قــــد فــــر صراحة في البخاري متوفيك بـ "مميتك"، لكنهم أعرضوا عنه.ثم في علم النحو هناك قاعدة لغوية مسلَّم بها أنه إذا كان الله فاعل فعل التوفي وكــــان الإنسان المفعول به، فمعناه دوما الإماتة وقبض الروح.لكن هؤلاء لم يبالوا بهذه القاعدة أيضا، و لم يرد في أي من كتب الله، أن "رفع إلى الله" تعني أن أحدا رفع إلى الله بجسمه.لكن هؤلاء فسروا "رفع إلى الله" هنا بتعنت أنه رفع بجسمه.وكذلك لم يقدموا أي نظير عند تفسيرهم الباطل لكلمة التوفي، حيث بينوا أن معناها الاستيفاء.فقولوا الآن من الذي ترك العمل بظاهر النصوص؟ أو مـــن الذين افترضوا أن هناك نبوءتين متناقضتين، أي إحداهما تناقض الأخرى.إذ يفسر معارضونا من عندهم النبوءة الواردة في صحيح مسلم بنزول المسيح الموعود أنها أن عيسى الجالس في السماء حيا و لم يمت بعـــد.وأنـــه أنها تعني سيترل في الزمن الأخير شرقي المنارة في دمشق وسيقوم بكذا وكــذا مـــن الأعمال.باختصار، هذه النبوءة موجودة في صحيح مسلم ويذكرونها بتحريف معانيها.وهناك مقابلها نبوءة في القرآن الكريم، وكانت قد اشتهرت في ملايين الناس في القرن الأول، وكانت شهرة النبوءة القرآنية قبل النبوءة المسجلة في ١ آل عمران: ٥٦

Page 144

۱۳۰ مسلم..أي قبل زمن سماع مسلم لها من أحد الرواة وتسجيله هذه النبوءة التي تناقض النبوءة القرآنية في كتابه بعد وفاة الرسول ﷺ بـ ١٧٥ عاما تقريبا.ولا نبوءة مسلم أنها جاءت بعد ١٧٥ تقريبا من وفاة النبي ﷺ فحسب، بل هناك نقص آخر وهو أن مسلم لم يقابل الراوي الذي روى هذا الحديث، ولم يشاهد من نقل له هذه الرواية.بل قد وصلت إلى مسلم عبر ألسنة كثيرة وعن طريق الذين لا نستطيع أن نصفهم كلهم بمعصومين عن الخطأ.وليس لدينا أي دليل على أن نصف النبوءة التي بلغتنا عبر السنة غير بريئة وبوسائل كثيرة بأنها تساوي نبوءة القرآن الكريم درجةً.باختصار، إن هذه النبوءة التي مقوماتها كلها مبنية على الظنون تناقض نبوءة القرآن الكريم؛ لذا فإن الإيمان بنصها الظاهري بمنزلة التخلي عن القرآن الكريم.غير أنها إذا وافقته بالتأويل فيُرفع التناقض، فعندها تُقبل بكل سرور فاعلموا أن إحكام أي حصن فولاذي لا يبلغ إحكام آية وفاة المسيح في القرآن الكريم ثم كم تناقض النبوءة بتروله من السماء بجسمه المادي نبوءة الموت؟! تدبروا قليلا.وقد أفهمنا القرآن الكريم، باستخدام كلمتي "التوفي" و"الرفع" بمعنى واحد في آيات عديدة في محل الموت والرفع الروحاني، أن التوفي يعني الإماتة، أما الرفع إلى الله فمعناه رفع الروح إلى الله.ثم إن معنى لفظ التوفي قد تبين بجلاء من حيث الحديث أيضا، ففي البخاري رواية عن ابن عباس "متوفيك: مميتك"، أي أن ابن عباس له فسر إِنِّي مُتَوَفِّيكَ بأني مميتك حصرا.وقد حصل إجماع الصحابة أيضا على أن عيسى ال قـــــد توفي والتحق بالأرواح السابقة.فقولوا الآن بإنصاف: هناك نبوءتان متناقضتان في أمر واحد إحداهما نبوءة قرآنية تتنبأ بموت عيسى ال؛ ويتبين من آية: العلية فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني بجلاء أن هذه النبوءة قد تحققت والقرآن كله هذه يدعم عیسی العليا قد مات وأن روحه قد رفعت إلى الله، كما أن أبا بكر النبوءة بأن

Page 145

۱۳۱ التحفة الفولروية له وجميع الصحابة الذين كان عددهم يربو على مئة ألف أجمعوا علــــى المسيح اللي قد توفي في الحقيقة.والإمام مالك هو الآخر يؤكد على أن عيسى اللي قد توفي حتما، وإن الإمام الأعظم والإمام أحمد والإمام الشافعي يلزمون الصمت بعد سماع قوله ويصدقون هذا القول حصرا، كما أن الإمام ابن حزم أيضا شهد على موت عيسى ال كما أن فرقة المعتزلة الإسلامية أيضا تقول بموته، وفرقة من الصوفية أيضا تعتقد بأن عيسى العليا قد توفي وأن المسـ الموعود القادم هو من هذه الأمة حصرا.وقد ورد في حجج الكرامة أيضا حديث النبي الذي يحدد عمر عيسى ال بمئة وعشرين عاما، والحديث في کنز العمال يفيد بأن المسيح الا لم يصعد إلى السماء بعد فتنة الصليب، بل قد هاجر من وطنه بتلقي الإذن من الله بحسب سنة جميع الأنبياء عليهم السلام، وذهب إلى البلاد التي كان يقيم فيها اليهود، مثل كشمير التي سكن فيها اليهود بعد تشريدهم من قبل نبوخذ نصر.كما شوهدت روحه ليلة المعراج ضمن أرواح الأنبياء المتوفَّين.فهذه نبوءة قرآنية تبين وفاة المسيح ومعها جيش مـــــن البراهين.وبالإضافة إلى أدلة النصوص القرآنية والحديثية، هناك وصفة مرهم عيسى، والقبر في سرينغر الذي دفن فيه عيسى ال يشهدان على ذلك أيضا.ويُذكر مقابل كل هذا حديث ظني ورد في مسلم تلتصق به مئات الشبهات كالنمل، وهو يناقض بظاهر النص القرآن الكريم صراحة وينافيه.والغريب في الأمر أنه لم ترد في رواية مسلم كلمة "السماء" أيضا.ومع ذلك هم يفسرون الحديث بأن عيسى السينزل من السماء.مع أن القرآن الكريم يعلن بأعلى إن الجملة الواردة في حديث مسلم بأن المسيح سيترل عند المنارة شرقي دمشق لا تدل على أن المسيح الموعود سيقيم فيها، بل يبدو على أقصى تقدير أن دعوته ستصل إلى

Page 146

۱۳۲ التحفة الفولروية صوته إن عيسى ابن مريم رسول الله قد دُفن في الأرض وليس لجسمه أي أثر في السماء.فأخبرونا الآن أيا من هاتين النبوءتين المتعارضتين نقبل؟ فهل نترك القرآن من أجل رواية مسلم؟ ونرمي من أيدينا كومة البراهين؟ فمن منتنا على "مسلم" أننا قبلنا الحديث باللجوء إلى التأويل وإلا كان من حقنا لرفع التناقض أن نعد الحديث موضوعا.لكن بالتدبر بإمعان يتبين أن الحديث في الحقيقة ليس موضوعا، لكنه زاخر باستعارات.ومعلوم أنه إذا أُريد بنبوءة اختبار تكون فيها استعارات، وليس شرطًا أن يفسر كل نبأ بحسب نصه الظاهر.وأمثال ذلك في الأحاديث وكتاب الله تقدر بمئات.لاحظوا نبوءة يوسف العلية في الرؤيا؛ متى تحققت بحسب ظاهر النص؟ فمتى سجدت له الشمس والقمر والنجوم؟ إذن ليس من الضروري أن يكون المكان المراد من "المنارة شرقي دمشق" جزءا من أي منارة شرقي دمشق، فقد ظل يؤمن جميع العلماء بذلك.وليكن معلوما أن قاديان تقع شرقي دمشق تماما، وقد سبق أن ذكرنا سبب ذكر دمشق.وهناك نقطة أخرى جديرة بالانتباه وهي أن تفسير الكلمات في حديث مسلم أن المسيح الموعود سيترل عند المنارة شرقي دمشق يتبين من حديث آخـــر ورد في مسلم وهو أن المراد من شرقي دمشق ليس جزءا من دمشق.فالحديث يفيد أن النبي كان قد أومأ إلى الشرق ليدلّ على الدجال.ونص الحديث "أومأ إلى هو دمشق في زمن ما، وذلك إذا أريد من كلمة دمشق مدينة دمشق حقيقةً، وإذا فهم ذلك فما الحرج في ذلك؟ فالآن تُمدّ السكة الحديدية من دمشق إلى مكة المعظمة.وكل إنسان يمكن أن يصل إلى دمشق خلال عشرين يوما، والتريل المسافر في اللغة العربية، إلا أنه من المحتم أن هذا الحديث يعني حصرا أن المسيح الموعود القادم سيظهر شرقي دمشق.وإن قاديان تقع شرقي دمشق، وإن المراد من الحديث أنه كما سيظهر الدجال في الشرق سيظهر المسيح الموعود كذلك في الشرق حصرا.منه

Page 147

۱۳۳ المشرق" فمن ذلك ثبت قطعا أن دمشق ليس بحال من الأحوال مكان ظهور المسيح، لأنها لا تقع شرقي مكة والمدينة بل هي شمالهما، وإن مكان ظهور المسيح هو المشرق نفسه الذي يظهر منه الدجال بحسب الحديث "أومأ إلى المشرق" أي قد ثبت من الحديث أن الدجال سيظهر من المشرق.والمولوي النواب صدیق حسن خان قد قبل في كتابه حجج الكرامة أن المشرق الذي حدد لظهور الفتنة الدجالية هو الهند، فلا بد من الإيمان بأن مشرق ظهور أنوار المسيح أيضا هو الهند.لأن الطبيب يأتي حيث المريض، وبموجب الحديث "لـــو كان الإيمان عند الثريا لناله ،رجال، أو رجل، من هؤلاء" (أي مــن فــارس) (البخاري، كتاب التفسير) فمكان ظهور رجل من فارس أيضا المشرق نفسه'.وقد سبق أن أثبتنا أن ذلك الرجل الفارسي نفسه المهدي.لذا لا بد من الإيمان بأن المسيح الموعود والمهدي والدجال كل هؤلاء الثلاثة سيظهرون في المشــرق حصرا وهي بلاد الهند.والآن أرد على السؤال الذي يطرحه علي معظم المعارضين متحمسين وهو: ما الذي يُثبت أنك أنت المسيح الموعود؟ فهل يثبت من آية من آيات القرآن الكريم أنك المسيح الموعود؟ ثم يقدمون حجة من عندهم بأنه إذا كان أحد يمكن أن يصبح مسيحا موعودا أو مهديا بناء على مجرد رؤيا صادقة أو كشف صادق، ففى العالم آلاف الناس يرون الرؤى الصادقة ويتلقون الكشوف أيضا، ونحن أيضا منهم، فما الذي يمنعنا من أن تدعى مسيحا موعودا؟ كذلك قد ورد في حديث أن جيشا سيأتي من أصفهان برايات سود، وسينادي ملاك أن فيهم خليفة الله المهدي.ومعلوم أن أصفهان أيضا تقع شرقي الحجاز، فمن هنا ثبت أن المهدي سيولد في الشرق حتما أو أنه سيكون فارسي الأصل.منه

Page 148

أما الجواب: فليتضح أن هذا الاعتراض لا يقع عليّ أنا وحدي بل على جميع الأنبياء عليهم السلام ولا يسعني الإنكار بأن الناس يرون الرؤى الصادقة عادة ويتلقون الكشوف أيضا؛ بل إن بعض الفساق والفجار وتاركي الصلاة بــل الخبيثين ومرتكبي الأعمال غير الشرعية بل الكفار ومبغضي الله ورسوله أشد البغض والمسيئين إليهما بشدة وإخوان الشياطين حقيقة أيضا يرون الرؤى الصادقة فعلا بما شذَّ وندر.ويُرون بعض المناظر الكشفية أيضا في حياتهم أحيانا كسرعة البرق.فهذا النوع من المشاهدات- بنظرة إجمالية في قلــب سيثير الشبهات بحق جميع الأنبياء عليهم السلام أنه ما دامت بعض أمور الغيب تكشف على الآخرين أيضا مثلهم، فأي ميزة للأنبياء في ذلك؟" فيحدث أحيانا أن سعيدا بارا يرى رؤيا معقدة عن أمر ما أو لا يرى شيئا، لكن في الليلة نفسها يرى فاسق ونذل آكل النجاسة رؤيا واضحة بينة وتتحقق.وإن حل غبي مما يثير العجب أن بعض المومسات، وهنَّ فئة خبيثة جدا في العالم، يرين أحيانا الرؤى الصادقة، وبعض الأنجاس الخبيثين والفساق واكلي الحرام وأسوأ من الداعرين وأصحاب الدين الباطل والملحدين الذين يعيشون حياة الإباحية يقصون رؤاهم ويقول بعضهم لبعض: يا أخي من طبعي ألا تكون رؤياي كاذبة قط.وإنني أعرف شخصيا أن كثيرين من خبيثي الطبع والوقحين والنجسين وعديمي الحياء، وعديمي الخوف من الله واكلي الحرام والفساق أيضا يرون رؤى صادقة، وهذا الأمر يلقي قصيري الفهم في حيرة شديدة واضطراب، وإنما جوابه ما كتبتُ في المتن والحاشية.منه لما كان طبع كل إنسان يكن في نفسه نورا كشفيا أيضا بموجب الحديث النبوي "كل مولود يولد على فطرة "الإسلام ليريه ذلك النور آنذاك آثار الإيمان كرامةً إذا كان قد قدر له الإيمان أو أعلى مراتب الإيمان.لهذا يصادف أحيانا أن ذرة ذلك النور تظهر كلمعان البرق في زمن الكفر والفسق أيضا، لأنها أمانة أودعت في الفطرة الإنسانية، ويظن الجاهل أنه حائز على مرتبة الأبدال والأقطاب فيهلك.منه بسبب النشأة

Page 149

علوم هذه المسألة المختومة يتعذر على طباع العامة، ويتعثر الكثيرون بذلك.فاستمعوا بانتباه : إن علوم الخواص وكشوفهم تتميز عن رؤى العامة ومشاهدهم الكشفية إذ تصبح قلوب الخواص مظهر التجليات الإلهية ويمتلئون بعلوم وأسرار غيبيــــة امتلاء الشمس إشراقا، وتكون علومهم وأسرارهم وفيوضهم بلا نهاية كالبحر عديم الساحل بسبب مياهه الكثيرة.ولا نستطيع أن نقول بحق الذين يرون رؤى صادقة فيما شذ وندر، بأنهم يُشبهون والعياذ بالله تلك البحار للعلوم الربانية، لأنه لا يجوز تشبيه بركة ماء نتن راكد بسبب الماء القليل بالبحر.ومثل هذه الفكرة اللاغية والعابثة والسخيفة كمثل الذي يحسب الخترير إنسانا نظرا لفمه وعينه وأنفه وسنه، أو عدّ القرد كبني البشر.إذ يتوقف الأمر كله على كثـــرة الغيب وإجابة الدعاء وعلاقات الحب والوفاء والقبول والمحبوبية المتبادلة.أما إذا رفعنا فرْقَ القلة والكثرة فيمكن أن تُعَدّ اليراعة أيضا مساوية الشمس درجةً، لأنها أيضا تملك ضوءاً.فجميع الأشياء في العالم تتماثل لحد ما حتما.بعض الأحجار البيضاء توجد في جبال التيبت كما تُحضر من المنطقة المجاورة لغزني أيضا، فقد رأيت أنا أيضا مثل هذه الأحجار ، وهي أشد شبها بالجواهر، وتلمع مثلها.أتذكر أنه قبل فترة أحضر أحد سكان مناطق كابول بعــض الأحجار إلى قاديان وأبدى أنها قطع جواهر، لأن تلك الأحجار كانت براقــــة جدا ولامعة، وفي تلك الأيام كان قد جاءني من مدراس إلى قاديــــان صــديق مخلص جدا أقصد أخي السيته عبد الرحمن التاجر - فأُعجب بها فاستعد لشرائها بخمسمئة ،روبية ودفع قرابة خمسا وعشرين روبية سلفا، ثم استشارني بالمصادفة وقال: ما رأيك في هذه الصفقة؟ وإني وإن كنت عديم المعرفة بحقيقة تلك الجواهر وغير متمكن من معرفتها.لكنني لما كنت حائزا على نصيب من معرفة الجواهر الروحانية النادرة في العالم؛ أي أهل الله الأطهار، الذين يُظهر

Page 150

١٣٦ التحفة الفولروية كثير من الأحجار الكاذبة، أي المزوّرون، لمعانا زائفا باسمهم ويُهلكون الناس.فقد وظفتُ هنا خبرتي تلك وقلت لصديقي : من المتعذر أن تستعيد مــا قــد أن دفعت، لكنني أقترح أن تعرض هذه الأحجار على أحد الصاغة الخبراء قبل تدفع خمسمئة، فإذا كانت في الحقيقة جواهر فيمكن أن تشتريها.فأرسلها إلى صائغ في مدراس واستفسره كم تستحق من الثمن فتلقى الرد منــه خــلال أسبوعين تقريبا أن ثمنها بضعة مليمات فقط..أي أنها أحجار وليست جواهر.باختصار، كما يشبه الأدنى الأعلى في أمر جزئي في هذا العالم المادي كذلك تكون هذه المشابهة في الأمور الروحانية أيضا.فالصائغ سواء كان روحانيــــا أو ماديا يستطيع تمييز الأحجار الزائفة من الجواهر الحقيقية؛ حيث يختبرهــا في الصفات المتميزة للجواهر الحقيقية، فتتبين الحقيقية منها وتفتضح الزائفة فواضح أنّ الجواهر الحقيقية لا تتميز باللمعان وحده، بل تتميز بمزايـــا أخـــرى كثيرة؛ فحين يختبر الجواهري الأحجار الكاذبة في ضوء تلك المزايا إجمالا يرميها فورا من يده.وكذلك فإن رجال الله الذين هم على علاقة حب ومودة بالله، لا يقتصر كمالهم على النبوءات فقط، بل تنكشف عليهم الحقائق والمعارف ويعطون دقائق الشريعة وأسرارها والدلائل اللطيفة على صدق الملة، وتنـــــــزل على قلوبهم أدق علوم القرآن الكريم ولطائف الكتاب الرباني إعجازا، ويُجعلون ورثة للأسرار الخارقة والعلوم السماوية التي ينالها المحبوبون موهبة بلا واسطة، ويوهب لهم الحب الخاص، ويعطون صدق إبراهيم وصفاءه، ويكون ظل روح القدس على قلوبهم.يصبحون هم الله ويكون الله لهم.أدعيتهم تظهر آثــارا خارقة، وإن الله لا يُظهر لهم الغيرة وينتصرون على معارضيهم في كل ميدان وتشرق وجوههم بنور الحب الإلهي، وتُرى رحمة الله تنـــزل علـــى جـــدران بيوتهم وأبوابها.ويكونون في حضن الله كطفل عزيز.إن الله يبدي الغضب من

Page 151

۱۳۷ أجلهم أكثر من لبوة إذا أراد أحد أخذ أشبالها.يكونون أبرياء من الذنب، و معصومين من هجمات العدو، ويكونون معصومين من أخطاء التعليم أيضا.هم ملوك السماء، إن الله يستجيب لهم بصفة عجيبة ويظهر قبولهم على نحو غريب، حتى إن ملوك الوقت يأتون إلى أبوابهم، إن الله ذا الجلال ينصب خيمته في قلوبهم وتوهب لهم هيبة إلهية، ويترشح من وجوههم استغناء الملوك، ويعدّون الدنيا وأهلها أدنى درجة من دودة ميتة، ولا يعرفون إلا الواحد الأحد.ومـــن خشية ذلك الأحد يذوبون كل حين وآن.إن الدنيا تخــر علـى أقدامهم، ويظهرون وكأن الله قد تجلى في حلة الإنسان هم نور الدنيا وأعمدة هذا العالم الفاني هم وحدهم الأمراء لإرساء دعائم السلام الحقيقي، والشموس لجلاء الظلمات فهم أخفياء ومتوارون، وغائبون وراء الحُجُب، لا يعرفهم أحد إلا الله، ولا يعرف الله إلا هم إنهم ليسوا آلهة لكننا لا نستطيع أن نقول بأنهم بمعزل عنه، هم ليسوا خالدين، لكننا لا نستطيع القول بأنهم سيموتون يومـــا، فهل للرجل النجس والخبيث الذي قلبه نجس وأفكاره نجسة وحياته خبيثة أن يشابههم؟ كلا ثم كلا، إلا مشابهة الحجر اللامع بالجواهر.إن رجال الله حين يظهرون في الدنيا، يحصل انتشار للروحانية بسبب بركاتهم العامــة، وتتنشـــط الطبائع ويرى الذين قلوبهم وعقولهم تتمتع بالعلاقة بالله الرؤى الصادقة، وفي الحقيقة إنهم يرونها نتيجةً لتأثير نفوسهم الكريمة، كما يرفع هطول المــاء مـــــن السماء في موسم الأمطار منسوب مياه الآبار أيضا وينبت كل أنواع الخضـــرة والعشب.أما إذا لم ينزل الماء من السماء لعدة أعوام فإن مياه الآبار أيضا تحف.فهؤلاء الناس في الحقيقة يكونون بمترلة الماء السماوي، وبظهورهم تفيض ميــــاه الأرض التي لو أراد الله الله الجعلها غورا.لكن السر في تمتع الآخرين أيضــا برؤى صادقة أو مشاهد كشفية في زمنهم أنه لو لم يعط العامة أي نصيب من

Page 152

۱۳۸ التحفة الفولروية الكشوف الباطنية ثم أرسل الله رسله وأنبياءه ومحدثيه إلى العالم وتكلموا عـــن مسألة في الأحداث الخفية العظيمة وأنبأوا عن الغيب والعالم المجازي، فيمكن أن تنشأ قلوب الناس وسوسة أنهم ربما يكذبون، أو أنهم ينجمون في بعض الأمور أو هناك خداع آخر.فلإزالة هذه الشبهات قد أودع الله فطرة العامة أيضا جزءا من مزايا الرسل والأنبياء، وجعلهم شركاء في صفة من صفات النبوة اللازمة وخصالها لحد ما.وذلك ليكونوا قريبين من تصديق أنبياء الله والمبعوثين منـــه والملهمين، ويؤمنوا في قلوبهم أن هذه الأمور جائزة وممكنة.ولذلك أيضا شركاء فيها لحد ما، ولو لم يرزقهم الله هذه المادة لهذه الدرجة أيضا لتعذر فهم النبوة على العامة، ولمالت طباعُهم إلى الإنكار أكثر منه إلى الإقرار.أما الآن فجميع العامة بمن فيهم الفساق والفجار أيضا يتمتعون بشيء من علم الغيب، فهم إذا لم يميلوا إلى التعصب يستطيعون أن يدركوا حقيقة النبوة عاجلا، ويُخشى عليهم قليلا جدا أنه إذا ظن أحد بأن رؤياه الفلانية أيضا تحققت وأنه أيضا رأى مشهدا كشفيا بمناسبة كذا فبذلك قد أحرز أيضا مكانة ما، ذلك لأنه عندما سيطلع جيدا على جميع كمالات النبوة والمحدثية وعلـــــى مقام محبوبيتهم، ينتبه بسهولة متناهية إلى أنه كان على خطأ في ذلك؛ فمثلـه كرجل لم ير البحر ،قط ويحسب بركة صغيرة في قريته تساوي البحر في عجائبه وحجمه، فعندما يمر بالمصادفة بأي بحر ويطلع على حقيقته فسوف يفهم تلقائيا ودون أن ينصحه أي ناصح أنه كان واقعا في دوامة خطأ فادح.أما إذا لم تودع فطرة الناس لا سمح الله - شيئا من فيوض أمور الغيب أمانةً، ولم يكونوا على علم بأن الله أحيانا يُكسب فيوض العلوم والأنباء الغيبية، لكان مثلهم كمثل الأعمى والأصم من الولادة ولواجه جميع الأنبياء في هذه الحالة الإخفاق في تبليغ الرسالة، فمثلا كيف يمكننا أن نشرح النور للأعمى الذي لم ير النــــور

Page 153

۱۳۹ قط؟ فتدبر ولا تكن من العمين واسأل رُحم الله ليفتح عينك وهو أرحــم الراحمين.العلمية لقد كتبنا بصراحة فيما سبق أنه من المستحيل مطلقا أن يكون عيسى اللي قد صعد إلى السماء حيا، لأننا لا نجد إثبات ذلك في القرآن الكريم ولا في الحديث ولا يقبله العقل أيضا.بل القرآن الكريم والحديث والعقل هذه الثلاثة كلها تكذب ذلك، لأن القرآن الكريم قد بين بوضوح أن عیسی العلية لا قد توفي، وأخبرنا حديث المعراج أيضا أنه انضم إلى أرواح الأنبياء المتوفين عليهم السلام، وانقطع نهائيا عن هذا العالم، كما يخبرنا العقل أيضا أنه ليس من سنة هذا الجسم الفاني أن يصعد إلى السماء وينقطع عن جميع لوازم الحياة من الأكل والشرب مع كونه حيا، لينضم إلى الأرواح التي وصلت إلى العالم الآخر بعد تجرع كأس الموت.فليس عند العقل أي نموذج لهذا الأمر، أضف إلى ذلك أنه كما تُعارض عقيدةُ صعود عيسى اللة إلى السماء بيان القرآن الكريم، كذلك تنافي عقيدة نزوله من السماء بيان القرآن الكريم أيما الله بخصوص منافاة.ذلك لأن القرآن الكريم كما أعلن وفاته في آية: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني وآية: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ فقد ختم النبوة بصراحة على النبي ﷺ آية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " وآية: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.وأعلن بكلمات صريحة أن النبي الله خاتم الأنبياء بقوله: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ الله المائدة: ۱۱۸ آل عمران: ١٤٥ المائدة: ٤ الأحزاب: ٤١ ۲ ٤

Page 154

18.وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.أما الذين يعيدون عيسى ال إلى الأرض ثانية فمن عقيدتهم أنه سيأتي مع النبوة كما كان وأن جبريل سيظل يتزل عليه بوحي النبوة لمدة النبوة ٤٥ عاما بانتظام.فأخبرونا الآن كيف بقي ختم النبوة وختم وحي بحسب اعتقادهم؟ بل لا بد من الإيمان بأن خاتم الأنبياء هو عيسى اللي! فقد كتب المولوي النواب صديق حسن خان المحترم في كتابه "حجج الكرامة" في الصفحة ٤٣٢ "إن عقيدة مجيء العليا بصفته رجلا من أفراد الأمة هذه باطلة.كلا بل سيكون نبيا وسيظل وحى النبوة ينزل عليه." فالواضح أنه إذا كان نبيا وسيترل عليه وحي النبوة لمدة ٤٥ عاما، فكيف ينطبق عليه حديث البخاري الذي ورد فيه إمامكم منكم ؟ أما الفكرة بأن المراد من "الإمام" هنا "المهدي" فأولا يعارضها السياق؛ لأن ذلك الحديث هو بحق المسيح الموعود وتعريفه، الذي هو في بداية هذا الحديث، بالإضافة إلى ذلك إن المهدي بحسب قول العلماء المعارضين سيموت خلال بضعة أعوام.أما عيسى فإذا عاش ٤٥ عاما على التوالي في العالم مع أنه ليس من الأمة ولا يتبع الوحي القرآني بل يترل عليه وحى النبوة الخاص به ؛ فتفكروا وتدبروا أن هذا الاعتقاد لا يحدث فسادا بسيطا في الدين، بل يقلب الإسلام أصلا رأسا على عقب.فكم من الظلم الاعتقاد بصعود عيسى العلا إلى السماء ونزوله من السماء، القرآن الكريم لا يصدق صعوده إلى السماء ولا يجيز نزوله منها، لأن القرآن الكريم يدفن عيسى في الأرض بعد موته.فكيف يثبت من القرآن الكريم صعود المسيح إلى السماء حيًّا بجسمه المادي؟ فهل سوف يصعد الموتى إلى السماء؟! فإصعاد المسيح إلى السماء خلافا لبيان القرآن تكذيب صريح للقرآن الكريم.كذلك إنزاله إلى الأرض نبيًّا ومتمتعا بوحى النبوة، مخالف صراحة منطوق الكلام الإلهي، لأنه يوجب إبطال ختم وحي النبوة.فالأسف كل الأسف على مع أن

Page 155

أنه لم يترتب على هذا التصرف العابث أي فائدة؛ إذ قد رفعوا المسيح إلى السماء بمجرد تعنتهم ثم اعتقدوا بفكرتهم الشخصية بنزوله في زمن ما.فإذا كان المسيح سينزل فعلا من السماء وسوف يظل جبريل ينزل عليه لمدة ٤٥ عاما بوحي النبوة، فهل سوف يبقى أي أثر لدين الإسلام مع هذه العقيدة؟ أفلن يصم ذلك ختم نبوة النبي الله وختم وحي القرآن؟ بعض المسلمين حين يعجزون عن أي جواب يقولون متضايقين: أي حاجة لنـزول أي مسيح؟ فكل هذه الأفكار سخيفة وعابثة وادعاءت فارغة، فمتى أنبأ القرآن بأن مسيحا سوف يأتي في العالم؟ ثم يقولون : إن هذا الادعاء مليء بالعبث والتكبر، فمئات الأمور الواردة في الأحاديث لم تتحقق، فكيف نوقن إذن بأن فكرة نزول المسيح حقة؟ بل إن أصحاب هذا الادعاء يريدون بتقديم أمر بسيط جدا أن يستميلوا الناس إليهم، مع أن حياتهم ليست صالحة، بل هي مشوبة بالمكر والخداع والكذب والاحتيال والتكبر وسلاطة اللسان واتباع الشهوات وأكل الحرام ونقض العهد ومدح النفس والرياء والفسق ومع ذلك يقولون نحن مُسَحاء.ففلان وفلان الذين حياتهم طيبة وأعمالهم طاهرة من المكر والخداع والكذب والرياء وأكل الحرام وهم أنقياء القلب واللسان والمعاملة ولا يدعون أي أمر بتكبر ؛ أفضل من هؤلاء المُسحاء آلاف المرات.فهم أفضل بكثير من هذا المدعي ويتلقون من الله إلهاما صحيحا.فقد لاحظنا تحقق نبوءاتهم الكثيرة بأم أعيننا، أما الرجل فلم تتحقق له أي نبوءة هم كبار الصلحاء ولا يدعون شيئا، أما هذا الرجل فمكار وكذاب ومزور ومفتر ومدَّع كاذب وناقض العهد وأكل مال الحرام وغاصب أموال الناس بغير حق، وملحد من الدرجة القصوى.ولقد أظهر الله على هؤلاء الملهمين الصادقين في إلهامهم أن هذا الرجل في الحقيقة كافر بل أشد كفرا، وأسوأ من فرعون وهامان، وقد رأى

Page 156

١٤٢ الذي يدعي أنه التحفة الفولروية بعض الملهمين طاهري الباطن النبي لا الهلال في الرؤى فقال لهم بحقه إنه مفتر كذاب دجال، ويجب قتله، وإننى عدوه وسأهلكه عاجلا.وأحد الصلحاء قص رؤيا مرشده الجدير بالتعظيم الذي يعده قطب الأقطاب وإمام الأبدال، أنه رأى النبي في الرؤيا جالسا على سرير وأجلس حوله جميعُ علماء البنجاب والهند على الكراسي بمنتهى التعظيم، وعندئذ مثل أمامه هذا الرجلُ الذي يدعي أنه المسيح الموعود وكان كرية الهيئة وسخ الثياب.فسأل حضرته الثياب.فسأل حضرته له من هذا؟ فقام عالم رباني ولعله محمود شاه الواعظ أو محمد على البوبري) فقال: يا سيدي، هذا المسيح الموعود.فقال إنما هو دجال، فامتثالا لأمره بدأت الأحذية تمطر على رأسه بغير حساب وعد، فأثنى كثيرا على جميع العلماء من البنجاب والهند- الذين وصفوا هذا الرجل كافرا ودجالا- وكان مرارا يلاطفهم ويقول: هؤلاء علمائي الربانيون الذين أفتخر بهم.و لم يذكر شيئا هنا عن ترتيب وضع الكراسي'، لكنني أظن ترتيبها على النحو التالي، أن ذلك الوجود النوراني غير المرئي الذي كان قد أظهر نفسه في الرؤيا بقدرته القديمة قائلا بأني أنا محمد المصطفى ﷺ كان جالسا على سرير من ذهب، وكان كرسي المولوي أبي سعيد محمد حسين البطالوي قد وضع قريبا من سريره الذي من ذهب، ومعه كرسي ميان عبد الحق الغزنوي وبجانبه كرسي المولوي عبد الجبار، ويلاصقه كرسي آخر كان يزينه المولوي عبد الواحد الغزنوي بالجلوس عليه، وعلى مسافة قصيرة كرسي المولوي رسل بابا الأمر تسري، وبين الكرسيين كرسي آخر لونه من الداخل غير لونه من الخارج، كل هؤلاء هم الذين فرضوا على نفوسهم إطلاق الشتائم عليَّ، والآن بعضهم يختلقون من عند أنفسهم - قصد الإساءة إلي - رؤى كاذبة وينشرونها.منه

Page 157

١٤٣ کرد سي وكان يتحرك بتحريك بسيط، وكان قد انكسر بعض الشيء كان للمولوي أحمد الله الأمر تسري، ومعه كان مقعد صغير يجلس عليه ميان شتو اللاهوري وكان حاضرا في البلاط، وكان بقرب كرسي المولوي محمد حسين البطالوي آخر يجلس عليه شيخ هرم يناهز عمره ۹۰ عاما يدعى نذير حسين، وكان كرسيه قد احتضن المولوي محمد حسين البطالوي كولد صغير، وكان بعده كُرسيا المولوي محمدٍ والمولوي عبد العزيز اللدهيانويين اللذين كان يصدر منهما صوت قوي بأنهما أشجع مشايخ البنجاب أجمعين في التكفير.وكان الرسول يُسَّر من هذا الصوت كثيرا وكان يقبل أيديهما ويدي المولوي محمد حسين حبا ولطفا ويقول: أحبُّ هذه الأيدي التي قد سمت خلال أيام قليلة ماضية ثلاثين ألف شخص من أمتي كفارا ودجالين.وكان يقول: كان من الخطأ الفادح اعتقاد الناس بأنه لو وجد في المرء تسع وتسعون وجها من مئة وجه للكفر ووجدت علامة واحدة للإيمان فليعد مؤمنا.وكان يؤكد قائلا: الحق أنه لو وجدت في المرء تسع وتسعون علامة للإيمان وحسبت علامة واحدة للكفر أو ظُن في ذلك أو أُعلن ذلك دون تحقيق، فيجب أن يعد كافرا بلا أدنى شك! قال هذا وقبل يدي المولوي محمد حسين مرة أخرى وقال: هذا عالم رباني قد أدرك مشيئتي هذه عندئذ قام المولوي محمد علي البوبري وقال: إني أكثر الناس سبا وشتما - قائما في المساجد والأزقة والشوارع وبيوت الناس لمن يدعي أنه المسيح، وألعنه.وإن شغلي الشاغل كل حين وآن حثّ الناس في كل مجلس على الإساءة إلى هذا الرجل واحتقاره ولعنه والطعن فيه.وإنني دوما أسافر لهذا الغرض لأرغب الناس في هذا الأمر، ولم أدخر جهدا في إطلاق الشتائم، و لم أقصر في الإساءة إليه بكل طريقة ممكنة، فما هو أجري؟ فقام ذلك الرسول بجيشان الحب وعائق البوبري شفقة وقال له: إنك ابني العزيز، فقد

Page 158

١٤٤ فهمت أنت مرادي.باختصار؛ كما ذكر هذا الرائي، كانت كراسي جميع مشايخ البنجاب قد وضعت هناك في البلاط، وكان كل منهم جالسا هناك لابسا لباسا فاخرا كالنواب، وكان ذلك الرسول المحترم يقبل أيديهم كل حين وآن ويقول: هؤلاء علمائي الربانيون الأعزة خير الناس على ظهر الأرض.ثم بعد كل ذلك كان هناك كرسي آخر يجلس عليه شيخ آخر متواريا وكان يُسمع صوت: هذا هو خليفة الشيخ البطالوي محمد حسن اللدهيانوي، وكان معه كرسي ،آخر وكان الناس يقولون إنه كرسي المولوي الواعظ محمود شاه، وقد وُضع مع كرسي المولوي محمد حسن لعلاقة معينة، وكان وراءهم كلهم أعمى يدعى عبد المنان الوزير آبادي وكان يصدر من كرسيه بشدة صوتُ "أنا المكفّر".باختصار؛ هذه الرؤيا التي ذكر فيها جميع المشايخ أصحاب الكراسي.وليكن معلوما أن ترتيب الكراسي حددته من عندي بحسب هذه الرؤيا.إلا أن الرؤيا تذكر أن علماء البنجاب أجلسوا على الكراسي بمنتهى التعظيم في بلاط ذلك الرسول، وكان جميع المشايخ من الأمرتسري والبطالوي واللاهوري واللدهيانوي والدهلوي والوزير آبادي والبوبري والغولروي وغيرهم، جالسين على الكراسي في ذلك البلاط.وكان الرسول المحترم قد أبدى حبه لهم بسبب تكفيرهم لي وإيذائهم إياي والإساءة إلي، ولاطفهم وعظمهم وكأنه فداء لهم.فهذا هو مضمون الرؤيا التي أُرسلت إلي في رسالة، والتي قيل بحقها أن صاحبها صالح عظيم طاهر الباطن، وأري أن جميع هؤلاء المشايخ من البنجاب والهند حائزون على درجة الأقطاب والأبدال، فلما ضاعت هذه الرسالة مصادفة و لم أعثر عليها الآن لهذا أقدم اعتذارا للراقم أنه إذا تُرك جزء من رؤياه عن هذا الشأن العظيم لمشايخ البنجاب أو الجزء الذي عوقبتُ فيه في ذلك البلاط، فليعذرني.وإنني لم أهمل أي جزء من هذه الرؤيا

Page 159

عن قصد جهد المستطيع.فهذا كله اعتراض قد أثير ضدي، حيث وصفوني كذابا ودجالا وكافرا ومفتريا وفاسقا ومكارا وآكل الحرام ومرائيا متكبرا فاحش الكلام سليط اللسان، وتخلصوا من إثبات كل هذه التهم بتقديم رؤيا ذلك الصالح زاعمين أن هذه الرؤيا تُثبت كل هذه التهم.لقد تخلصوا من مسئولية إثبات الدعوى، ومع ذلك يقولون إن هذا الكشف والرؤيا ليست وحدها التي تثبت تكفيرك، بل قد حصل إجماع الأمة أيضا، وفسر الإجماع بأن كل من وجد بين غولرة ودلهي من المشايخ وأصحاب الزوايا قد شهدوا كلُّهم على كفري، فأي شك بقي؟ بل إن اللعن والتكفير يترتب عليه رفع الدرجات، ويعد أفضل من بعض العبادات التطوعية.إني لا أسخط على الطعن في شئوني أو الذاتية في الاعتراض المذكور آنفا وانتقاد حياتي الخاصة؛ لأنه ما من نبي رسول أو مبعوث من الله إلا وقد طُعن فيه على هذا النحو.وقد نشر الآريون حاليا كتابا صوروا فيه موسى الأسوأ المخلوقات كلها، وألصقت به جميع الاعتراضات التي تُوجَّه إلي نتيجة قصور الفهم والتعصب، حتى إنه قد وصف ناقض العهد وكذابا وأكل أموال الغير ظلما ومكارا وخداعا والعياذ بالله.وليس ذلك فحسب بل قد أثيرت ضده اعتراضات أكثر مني، ومنها مثلا أن موسى أمر بقتل مئات الآلاف من الرضّع فلاحظوا الآن: إن الذين يعترضون عليَّ لا يملكون أي إثبات، وإنما هي نجاسة سوء الظن البحت، أما الذين اعترضوا على موسى العليا، فقد سجلوا آيات التوراة إثباتا لاعتراضاتهم.كذلك قد أثار اليهود أيضا اعتراضات كثيرة على حياة المسيح اللي وهي قذرة جدا ولا تجدر بالذكر بتاتا.وكذلك فإن الاعتراضات التي وردت في ميزان الحق وكتب القس عماد الدين وأمهات المؤمنين وغيرها على حياة النبي وأحواله الشخصية لا تخفى على أحد.فإذا كانت هذه الاعتراضات تؤدي

Page 160

١٤٦ إلى شيء فإنما هو أن أصحاب الأفكار النجسة دوما يثيرون مثل هذه الاعتراضات، وكان الله يريد ابتلاءهم؛ لهذا قد أخفى عليهم حقيقة بعض أفعال عباده المقدسين وحقيقة شئونهم ولكي يظهر خبث أولئك.أما ما اعترضوا به على نبوءاتي فقد سبق أن رددت عليه بأن هذا الاعتراض أيضا أثير ضدي بحسب سنة الله، أي ما من نبي لم يُعترض على بعض نبوءاته.من أي نوع هذه الشقاوة وسوء الحظ أن العميان منذ الأزل لم يستفيدوا من آيات الله النيرة.وإذا كانت أي نبوءة دقيقة تحققت نظريا بحيث لم يفهمها سطحيو العقول فبدأوا يعترضون عليها، كما يعرف قراء كتابي "ترياق القلوب" جيدا أنه قد ظهرت على يدي إلى اليوم أكثر من مئة آية الله، وعليها مئات من الألوف من الشهود في العالم.لكن المعترضين العمين لم يعيروها أدنى التفات و لم يستفيدوا منها شيئا.وحين لم يفهموا آية أو آيتين لقصور الفهم أو العناد أو عماية الطبع الباطني، أثاروا ضجة دون أن يتدبروا أو يتأملوا أو يسألوني.كذلك ظل أبو جهل وغيره من أعداء الأنبياء يثيرون الضجة، ولا أعرف كيف يبررون هذا الظلم عند الله هؤلاء لا يريدون سوى أن يطفئوا نور الله بأفواههم، إلا أنه لا يمكن أن ينطفئ، لأن الله قد أضاءه بيده.لا أعرف لماذا يتكبدون كل هذه المشاق من أجل تكذيبي، إذا كان أحد غيري مؤيدا مثلي تحت أديم السماء وهو يكذب دعواي بكوني المسيح الموعود، فلماذا لا يبارزني في الميدان؟ فمن ذا الذي لا يعرف اختلاق الأقاويل كالنساء، فهذه هي سنة المنكرين الوقحين منذ الأزل، لكنني إذا كنت قائما في الميدان ومعي قوامها قرابة ثلاثين ألفا من العقلاء والعلماء والزهاد والمتفهمين، وتنزل لي الآيات السماوية كالمطر، فهل يمكن أن تملك هذه الجماعة الإلهية بمجرد أفواه الناس؟ كلا لن تهلك أبدا وإنما سيباد من يتمنى إبادة هذا النظام الإلهي.جماعة

Page 161

لقد ١٤٧ (۱) لقد رزقني الله الا الله معارف القرآن.(۲) لقد وهب الله لي إعجازا في لغة القرآن الكريم.(۳) لقد منّ الله على أدعيتي بالقبول أكثر من الجميع.(٤) لقد أعطاني الله آيات من السماء.(٥) لقد أعطاني الله آيات من الأرض.(٦) وعدني الله الله بأن كل من سيواجهني يكون مغلوبا.(۷) لقد بشرني الله أن أتباعك سيفوقون دوما بدلائل صدقهم، وأنهم سينالون هم وذرياتهم إكراما كبيرا في الدنيا لينكشف عليهم أن الذي يتقرب إلى الله لا يتضرر مطلقا.(۸) لقد وعدني الله أنه سيظل يُظهر بركاتي إلى يوم القيامة وإلى أن ينقطع العالم، حتى إن الملوك سيتبركون بثيابي.(۹) لقد بشرني الله الله قبل عشرين سنة أنك ستُرفض، وأن الناس لن يتقبلوك لكنني سأتقبلك وأظهر صدقك بصولات قوية.(١٠) ولقد وعدني الله الله أنه لإظهار نور بركاتي مرةً أخرى سيقيم شخصا مني ومن سلالتي ينفخ فيه بركات روح القدس، وسيكون طاهر الباطن وقوي العلاقة بالله الله ، وسيكون مظهر الحق والعلاء كأن الله نزل من السماء، وتلك عشرة كاملة.انظروا: فيوشك أن يأتي زمن بل هو قريب حيث ينشر الله قبول هذه الجماعة في العالم كثيرا، وستنتشر في المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وسيكون المراد من الإسلام هذه الجماعة فقط.هذه الأقوال ليست من الإنسان، بل إنها وحي من الله الذي لا شيء يستحيل عليه.الآن أسجل دلائل أني المسيح الموعود والمهدي المعهود في مكان واحد بإيجاز، لعل أحدا من طلاب الحق ينتفع بها أو ينشرح صدر لقبول الحق.رب فاجعل فيها من عندك بركة وتأثيرا وهداية وتنويرا واجعل أفئدة من تهوي إليها، فإنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وادفع بلايانا وكروبنا ونج من كل هم قلوبنا وكفّل خطوبنا وكن معنا الناس

Page 162

١٤٨ حيثما كنا يا محبوبنا واستر عوراتنا وآمن روعاتنا إنا توكلنا عليك وفوضنا الأمر إليك أنت مولانا في الدنيا والآخرة وأنت أرحم الرحمين.آمين يا رب العالمين.العليا، وإن (۱) الدليل الأول على أني أنا المسيح الموعود والمهدي المعهود هو أن دعواي هذه بأني المهدي والمسيح ثابتة من القرآن الكريم، أي أن القرآن الكريم بنصوصه القاطعة أن يُبعث، مقابل عيسى الله الذي كان خاتم أنبياء السلسلة الموسوية، في هذه الأمة أيضا آخرُ الخلفاء لكي يكون مثله خاتم الأولياء في سلسلة الخلافة المحمدية، ويكون مثيلاً لعيسى اللي في صفات المجدد ولوازمه، ولكي تنتهي عليه سلسلة الخلافة المحمدية كما اختتمت سلسلة الخلافة الموسوية على المسيح اللة.تفصيل هذا الدليل أن الله وصف نبينا مثيل موسى سلسلة الخلافة بعد وفاة النبي إلى المسيح الموعود مثيلة لسلسلة الخلافة الموسوية، حيث يقول الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، وهو شاهد على أنكم قوم متمردون ومتكبرون كما كان فرعون باغيا ومتكبرا فمن هذه الآية تتحقق مماثلة النبي ﷺ بموسى العلني، أما الآية التي تتحقق بها مماثلة السلسلتين - أي سلسلة الخلافة الموسوية و سلسلة الخلافة المحمدية- أي التي يُفهم منها يقينا وقطعا أن خلفاء سلسلة النبوة المحمدية أشباة وأمثال لسلسلة النبوة الموسوية فهي: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا..إلخ.حين ننظر بإمعان في كلمة "كما"، التي توجب مماثلة المزمل: ١٦ ۲ النور: ٥٦

Page 163

التحفة الفولروية ١٤٩ الخلفاء المحمديين بالخلفاء الموسويين لا نجد بُدَّا من الإيمان بأن مماثلة خلفاء هاتين السلسلتين ضرورية، وإن أول من وضع الأساس للماثلة هو أبو بكر ، وأما الذي هو مظهر النموذج الأخير للمماثلة فهو ذلك المسيح خاتم الخلفاء المحمديين الذي هو آخر خلفاء سلسلة الخلافة المحمدية.فأول خليفة أي أبو بكر ه يقابل يشوع بن نون ،ويماثله وهو الذي اختاره الله بعد وفاة النبي حمی النبي 冀 موسی ليكون أول خليفة له، ونفخ فيه روح الفراسة أكثر من الجميع حتى إنه تمكن من حل جميع المشاكل التي سيواجهها خاتم الخلفاء المتمثلة في العقيدة الباطلة بحياة المسيح.وقد دحض أبو بكر له كل هذه الشبهات بمنتهى الوضوح والجلاء، ولم يبق من الصحابة كلهم من لا يؤمن بموت جميع الأنبياء الذين خلوا عليهم السلام، بل قد أطاع الصحابة كلهم أبا بكر له في جميع الأمور كما كان بنو إسرائيل قد أطاعوا يشوع بن نون بعد وفاة موسى ال.وكذلك قد الله الله أبا بكر وأيده أيضا كما كان مع على شاكلة ويشوع بن نون.فقد باركه الله في الحقيقة كيشوع بن نون بحيث لم يقدر أي عدو على التصدّي له، وإن المهمة غير الكاملة ببعث جيش أسامة التي تشبه مهمة موسى غير الكاملة، قد حققها على يد أبي بكر.وهناك مماثلة أخرى عجيبة لأبي بكر له مع يشوع بن نون وهي أن يشوع هو أول من اطلع على العليا حيث أوحى الله الا الله إلى قلبه بلا تأخير أن موسى قد مات، موسی لئلا يقع اليهود في خطأ أو اختلاف حول موت موسى كما هو واضح من سفر يشوع الإصحاح الأول.كذلك فإن من أعلن بكامل اليقين بأن النبي ﷺ قد توفي هو أبو بكر، حيث قبل جسده المبارك وقال: كنت طيبا حيا وبعد الموت أيضا.ثم فند في اجتماع عام جميع الأفكار التي كانت قد نشأت في قلوب بعض الصحابة عن حياة النبي الله استدلالا من آية قرآنية، كما استأصل مو

Page 164

10.التحفة الفولروية معها فكرة حياة المسيح الموجودة في قلوب البعض نتيجة عدم التدبّر الكامل في الأحاديث.وكما كان يشوع بن نون قد أهلك أعداء الدين الألداء والمفترين والمفسدين، كذلك قد قُتل كثير من المفسدين والمدعين الكاذبين على يد أبي بكر الصديق له وكمامات موسى الا في الطريق في وقت حرج حيث كان بنو إسرائيل لم يحرزوا الفتح بعد على الأعداء الكنعانيين، وكانت أهداف كثيرة باقية وكانت في ما حولهم فتنة الأعداء، فتأزمت الأوضاع نحو خطر أكبر بعد وفاة موسى، كذلك قد ظهرت أوضاع خطرة جدا بعد وفاة نبينا ، فارتدت قبائل كثيرة، ورفض بعضهم دفع الزكاة، وظهر كثير من المدعين الكاذبين.ففي هذه الأوضاع كانت هناك حاجة إلى خليفة شجاع قوي القلب رابط الجأش قوي الإيمان جريء، فانتخب أبو بكر له خليفة، وفور انتخابه خليفة اعترضته مصائب جمة كما تقول السيدة عائشة الله رضي عنها حين انتخب أبي خليفةً للرسول ﷺ حلت به مصاعب من جراء فتن كثيرة وبغي العرب وظهور المدعين الكذبة ونزلت على قلبه هموم جسيمة لو نزلت على جبل لهدته ولاستوى بالأرض.لكن لما كان من سنة الله أنه حين ينتخب أي خليفة بعد وفاة رسوله، تُنفخ فيه روح الشجاعة والهمة والعزيمة والفراسة وقوة القلب، كما يقول الله ليشوع في سفر يَشُوع ١ ٦: {تَشَدَّدْ وَتَشَجَّع؛ أَي قد مات موسى فلتتشجع الآن فالحكم نفسه نزل على قلب أبي بكر له في إن أوامر الله على نوعين؛ أحدهما شرعية، مثل لا تقتل ولا تسرق ولا تدل بشهادة الزور.أما النوع الثاني للأوامر فهي القضاء والقدر، مثل الأمر قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (الأنبياء (۷۰، ففي الأوامر الشرعية يمكن أن يخالف المحكوم الحكم الشرعي، كما أن الكثيرين يقتلون رغم هذا الحكم الشرعي ويسرقون أيضا، ويشهدون زورا أيضا.أما الأمر بالقضاء والقدر فلا يمكن مخالفته أبدا، فلا يمكن أن يخالف الأمر

Page 165

101 صورة القضاء والقدر لا في صورة الشريعة.ويبدو من مماثلة الأحداث والمشابهة كأن أبا بكر ابن أبي قحافة ويشوع بن نون شخص واحد، فقد أرى المماثلة في الاستخلاف مماثلة دقيقة وذلك لأن الذين يرون المماثلة بين السلسلتين الطويلتين، فهم بالطبع يلاحظون عادة المماثلة في البداية أو النهاية، أما مماثلة المراحل الوسطى التي تتطلب الفحص والبحث أكثر فلا يرونها ضرورية، بل يقيسونها على البداية والنهاية.لهذا فإن الله قد حقق بجلاء تام المماثلة بين يشوع بن نون وأبي بكر وهما في أول سلسلة الخلافتين بالإضافة إلى المماثلة بين عيسى ابن مريم والمسيح الموعود من هذه الأمة، وهما في آخر سلسلة الخلافتين.فمثلا جعل أبا بكر مثيل يشوع لدرجةٍ يبدو وكأنهما شخص واحد، أو قطعتا جوهر واحد، وكما كان بنو إسرائيل مطيعي يشوع بن نون بعد وفاة موسى وأبدى الجميع طاعته، فقد ظهر الحادث نفسه لأبي بكر النواحي.معه العلمية و لم يختلفوا ه أيضا؛ إذ قبل الصحابة كلهم خلافته برغبة قلبية دامعي العيون بفراق النبي باختصار؛ إن مماثلة أبي بكر الله مع يشوع بن نون اللي متحققة من كل فكما أن الله تعالى أظهر تأييداته ليشوع بن نون التي كان يبديها لموسى الدوما، كذلك قد بارك الله في أعمال أبي بكر أمام جميع وتحقق ازدهاره كالأنبياء.فقد قتل المفسدين والمدعين الكذبة بتلقي القوة والجلال من الله ليعرف الصحابة الله أن الله كان معه كما كان مع وهناك علاقة غريبة لأبي بكر له مع يشوع بن نون العلة وهي أن يشوع بن الصحابة النبي.الجمادات القدري حتى دع عنك الإنسان لأنه يتمتع بالجذب الجبروتي، فحين أمر الله يشوع أن يكون قوي القلب كان قدريا، أي الأمر من القضاء والقدر، فالحكم نفسه نزل على قلب أبي بكر أيضا منه

Page 166

نون اضطر مع جيشه بعد وفاة موسى ال لعبور نهر كبير يدعى نهر الأردن، وكان في الأردن طوفان وكان العبور مستحيلا، ولو لم يعبروا الطوفان لهلك بنو إسرائيل على أيدي الأعداء ،حتما، وكان هذا أول أمر هائل تعرض له يشوع بن نون في خلافته بعد وفاة موسى ال فنجي الله يشوع بن نون مع جيشه من ذلك الطوفان بصورة إعجازية، إذ جفف نهر الأردن فعبره بسهولة، وكان الجفاف نوعا من المد والجزر ، أو كان مجرد معجزة فوق العادة.على كل حال قد أنقذه الله من الطوفان والعدو على هذا النحو، فتعرض أبو بكر الخليفة الحق أيضا- بعد وفاة النبي - مع جماعة الصحابة بأسرها التي يقدر عددها بأكثر من مائة ألف لطوفان مشابه، بل أكثر منه شدة؛ إذ انتشر التمرد العنيف في البلد.فالأعراب الذين قال الله بحقهم: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ، كان لا بد أن يتمردوا لكي تتحقق هذه النبوءة، وهكذا حدث، إذ قد ارتدوا كلهم ورفض بعضهم أداء الزكاة، وبعض الأشرار ادعوا النبوة، فانضم إليهم مئات الآلاف من الأشقياء وكثر عدد الأعداء لدرجة أن لم يكن للصحابة أي نسبة مقارنة معهم، فظهر طوفان عنيف في البلد، وكان هذا الطوفان أشد هولا من تلك المياه المخيفة التي تعرض لها يشوع بن نون ، وكما أصيب يشوع بن نون بعد وفاة موسى ال بالابتلاء المفاجئ، حيث كان الطوفان الشديد في النهر ولم تكن هناك أي سفينة وكان الخوف يحيط بهم من كل طرف وصوب؛ أصيب بالابتلاء نفسه أبو بكر بحيث ظهر طوفان ارتداد العرب إثر وفاة النبي بالإضافة إلى طوفان آخر للمدعين الكذبة، فلم يكن هذا الطوفان أقل شدة الحجرات: ١٥

Page 167

التحفة الفولروية وهولا من طوفان يشوع، بل كان أشدَّ منه بكثير، ثم كما قوّى كلام الله في يشوع وقال له إني معك حيثما تتوجه، فكن قويا وشجاعا ولا تخف، فتولّد يشوع قوة كبيرة وعزيمة وإيمان من الذي لا يتولد إلا بطمأنينة الله، كذلك نال أبو بكر قوة من الله عند طوفان التمرد والذي له اطلاع على تاريخ الإسلام في تلك الحقبة يستطيع أن يشهد أن ذلك الطوفان كان عنيفا لدرجةٍ كان يمكن أن ينقرض الإسلام في ذلك اليوم لو لم تكن يد الله مع أبي بكر ولم يكن الإسلام في الحقيقة من الله ولو لم يكن أبو بكر الله الله فعلا خليفة صادقا، لكن أبا بكر الصديق نال قوة من كلام الله مثل النبي يشوع، لأن الله كان قد أنبأ بهذا الابتلاء سلفا في القرآن الكريم، فمن قرأ الآية التالية بتدبر فسوف يوقن بأن نبأ هذا الابتلاء موجود بلا شك في القرآن الكريم سلفًا وذلك الخبر هو : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.فلاحظوا: قد قال الله بوضوح في هذه الآية إن زمن الخوف أيضا سيأتي ويزول الأمن.لكن الله الله سيبدل ذلك الخوف أمنا، فهذا الخوف نفسه تعرض له يشوع بن نون أيضا.فكما نال الطمأنينة من كلام الله، فقد تلقى أبو بكر هل له أيضا الطمأنينة من الكلام الإلهي ، فلما كان قانون الطبيعة الإلهي في كل سلسلة أن كمالها يظهر عندما يماثل الجزء الأخير منها الجزء الأول منها، لذلك تحتم أن يماثل أول خليفة من السلسلتين الموسوية والمحمدية آخر خليفة النور: ٥٦

Page 168

154 منهما، ذلك لأن كمال كل شيء يتطلب الاستدارة، ولهذا السبب خلقت كل الدقائق دائرية الشكل لكيلا تكون الأشياء التي خلقها الله بيده ناقصة، وبناء إن قصدي من كلمة الاستدارة أن الدائرة حين تكتمل تتصل بدايتها بنهايتها، وما لم تتصلا لا يمكن أن تسمى دائرةً كاملة.فاتصال النقطة الأخيرة بالنقطة الأولى إنما يُسمى في الحقيقة بتعبير آخر مشابهة تامة، فكما كان عيسى ال يُشبه يشوع بن نون حتى كان التشابه في الاسمين، كذلك هناك تشابه كبير بين أبي بكر والمسيح الموعود من حيث بعض الأحداث؛ وهو أن الله يا الله عين أبا بكر خليفة في الفتنة الشديدة والبغي وعهد المفترين والمفسدين.كذلك بعث المسيح الموعود في زمن كانت العلامات الصغرى كلها وبعض العلامات الكبرى أيضا قد ظهرت.والمشابهة الثانية أنه كما خلق الله الأمن بعد الخوف في زمن أبي بكر وعلى عكس تمنيات الأعداء مكن الدين، كذلك سيحدث في زمن المسيح الموعود أيضا، أنه بعد طوفان التكذيب والتكفير والتفسيق ستجعل القلوب تهوي إليه فجأة بحب وإخلاص.وعندما تنزل أنوار كثيرة وتنفتح عيونهم فسوف يعرفون أن اعتراضاتهم لم تكن شيئا وأنهم في اعتراضاتهم لم يُرُوا الناس شيئا سوى إظهار سموم الأفكار السطحية والعقل البليد والحسد والتعصب.ثم تكشف المشابهة بين أبي بكر والمسيح الموعود أن الدين الذي يريد الأعداء استئصاله سيُمكّن في الأرض، ويجعل مستحكما لدرجة لن يحدث فيه تزلزل إلى يوم القيامة والمشابهة الثالثة أن شائبة الشرك التي كانت قد اندست في عقائد المسلمين ستنزع من قلوبهم نهائيا.فالمراد منه أنه سوف يقضى على كل أنواع هذا الشرك الذي كان قد دخل عقائد المسلمين لدرجة أن نُسبت صفات الله إلى الدجال وعُدَّ المسيح خالق جزء من المخلوقات كما يستنبط من الآية: ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ شَيْئًا (النور: (٥٦).فكذلك يُفهم من هذه النبوءة التي تشكل قاسما مشتركا بين المسيح الموعود وحضرة أبي بكر له بأنه كما يكفر الشيعة أبا بكر له وينكرون مكانته وعظمته كذلك سيكفر المسيح الموعود أيضا وسينكر معارضوه مرتبة ولايته؛ ففي نهاية هذه النبوءة قال : وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، أي كما انكشف عل: من بي الحالة العملية للروافض أن بعض الضالين سينكرون المكانة الرفيعة لأبي بكر ويكفّرونه، فمن هذه الآية يُفهم أن المسيح الموعود أيضا سيواجه التكفير، لأنه على النقطة الأخيرة للخلافة المتصلة بالنقطة الأولى.فهذا الأمر ضروري جدا وجدير بالانتباه أن

Page 169

100 على ذلك لا بد من التسليم بأن الأرض أيضا كروية، لأن الأشكال الأخرى كلها تنافي الكمال التام.أما الشيء الذي خرج من يد الله مباشرة فيجب أن يتمتع.حتما بالكمال التام بحسب حال المخلوقية، لكي لا يُنسب النقص فيه إلى عيب في الخالق؛ لذلك أحب الله أن تكون الدقائق دائرية الشكل، لأن الدائرة لا تكون بها أي جهة وهذا ينسجم مع التوحيد جدا.باختصار؛ إن كمال الصنعة يتحقق من الشكل المدور حصرا.إذ تبلغ نقطتها النهائية كمالها باتصالها بمبدئها.والآن نكتب مرة أخرى عودًا إلى مقصدنا الحقيقي أنه قد ثبت يقينا وقطعا من بياننا المذكور آنفا أن لأبي بكر الله الذي كان أول خليفة بعد وفاة سيدنا محمد المصطفى الله تشابها كبيرا بيشوع بن نون الذي كان أول خلفاء موسى العليا بعد وفاته.فإذا كان أول خلفاء السلسلة المحمدية يشبه أول خلفاء السلسلة الموسوية فقد تحتم أن يكون آخر خلفاء السلسلة المحمدية، وهو المسيح الموعود، شبيهًا بآخر خلفاء السلسلة الموسوية أي عيسى ابن مريم؛ لكي لا يبقى بين السلسلتين أي نقص في المماثلة التامة التي تتحقق من النص القرآني.لأنه ما القاعدة العامة في الدائرة أن تتصل نقطتها الأخيرة بنقطتها الأولى.فبحسب هذه القاعدة العامة يجب أن تكون دائرة الخلافة المحمدية أيضا على المنوال نفسه..أي من المحتم أن تكون نقطتها الأخيرة التي أريد منها المسيح الموعود الذي هو خاتم سلسلة الخلافة المحمدية على اتصال تام بالنقطة الأولى للخلافة المحمدية والمراد بها أبو بكر، كما تشهد على ذلك المشاهدة أن النقطة الأخيرة لكل دائرة تتصل بالنقطة الأولى لها.الآن حين لم يبق بد التسليم بأن النقطة الأولى والأخيرة متصلتان، فمن هنا ثبت أن النبوءات القرآنية المتعلقة بالنقطة الأولى للخلافة أي بحق أبي بكر، هي نفسها بحق النقطة الأخيرة أيضا أي بحق المسيح الموعود، وهو ما كنا نريد إثباته منه من

Page 170

لم تحقق السلسلتان أي السلسلة المحمدية والسلسلة الموسوية التشابة من الأول إلى الآخر، لا تتحقق المماثلة المستنبطة من لفظة "كما" في: كما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ....ثم لما قد أثبتنا آنفا في الحاشية على وجه أكمل وأتم أن حضرة أبي بكر الصديق الله يشبه المسيح الموعود، وعلى الطرف الآخر ثبت أن حضرة أبي بكر يشبه حضرة يشوع بن نون، وإن يشوع بن نون بحسب مبدأ تطابق النقطة الأولى للدائرة والنقطة الأخيرة منها - كما كتبنا آنفا في الحاشية- يشبه حضرة عيسى ابن مريم فاقتضت المساواة أن يكون عيسى العليا شبيها بالمسيح الموعود في الإسلام الذي هو آخر خلفاء الشريعة الإسلامية، ذلك لأن عيسى ال يشبه يشوع بن نون وهو يشبه حضرة أبي بكر، وقد ثبت سابقا أن أبا بكره يشبه آخر خلفاء الإسلام أي المسيح الموعود؛ وبذلك ثبت أن عيسى ال يشبه آخر خلفاء الإسلام أي المسيح الموعود.لأن شبيه أحد المتشابهين يشبه الآخر.فمثلا إذا كان الخط (د) يساوي الخط (ن) والخط (ن) يساوي الخط (ل) فلا بد من التسليم بأن الخط (د) يساوي الخط (ل)، وهو المطلوب.والواضح أن المشابهة تتطلب من وجه المغايرة، فلا بد من القبول بأن المسيح الموعود في الإسلام ليس عيسى ال بل يكون غيره.وإن العامة الذين لا يدركون هذه الأمور الدقيقة يكفيهم القول إن الله بعث رسولين في ذرية إبراهيم وأعطاهما شريعتين مستقلتين، إحداهما الشريعة الموسوية، والثانية الشريعة المحمدية، وحدد في كلتا السلسلتين ثلاثة عشر خليفة، وإن الخلفاء الاثني عشر المتوسطين في كل شريعة هم من قوم النبي صاحب الشريعة، أي أن الخلفاء الموسويين إسرائيليون والخلفاء المحمديون من قريش، لكن آخر الخلفاء في كلتا السلسلتين ليس من قوم النبيين صاحبي الشريعة، فلم يكن عيسى هكذا لكونه بغير أب، أما المسيح الموعود الإسلامي الذي هو آخر خلفاء الإسلام فقد

Page 171

التحفة الفولروية سلم جميع يسمى الخلفاء علماء الإسلام أنفسهم أنه لن يكون من قريش.ثم إن القرآن الكريم يقول: ليس أحد هذين المسيحين عين الآخر.وذلك لأن الله الله قد وصف المسيح الموعود الإسلامي مثيل المسيح الموعود الموسوي لا عينه.فالقول إنّ المسيح المحمدي هو ذاته المسيح الموسوي تكذيب للقرآن الكريم.وتفصيل هذا الاستدلال، أن لفظة "كما" الواردة في: كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، التي تثبت بها مشابهة خلفاء السلسلة المحمدية بأكملها بخلفاء السلسلة الموسوية، ترد دوما لتفيد المماثلة.وإن المماثلة تقتضي المغايرة من وجه ما على الدوام.فمن المستحيل أن شيء مثيل نفسه.بل لا بد من المغايرة بين المشبه والمشبه به.إذ لا يعتبر عينُ شيء مغاير نفسه لسبب ما فكما لا يمكن أن يكون نبينا عين موسى العل لكونه ،مثيله كذلك لا يمكن أن يكون جميع المحمديون الذين آخرهم المسيح الموعود، عين الخلفاء الموسويين الذين آخرهم عيسى ال لأن ذلك مدعاة لتكذيب القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم كما استخدم لفظة "كما" لبيان التشابه بين موسى الا والنبي ، كذلك أورَدَها نفسها في آية: كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ.فهي تقتضي المغايرة نفسها التي بين الليل والنبي وليكن معلوما أن الخليفة الثاني عشر في الإسلام الذي ينبغي أن يُبعث على رأس القرن الثالث عشر، ينبغي أن يكون مقابل يحيى النبي، الذي قطع رأسه من أجل قوم نجس ، فليفهم الفاهم).فمن الضروري أن يكون الخليفة الثاني عشر من قريش كما كان يحيى اللا إسرائيليا.أما الخليفة الثالث عشر في الإسلام الذي كان يجب أن يُبعث على رأس القرن الرابع عشر، المسيح الموعود، فكان من الضروري أن لا يكون من قريش، كما لم يكن موسی واسمه

Page 172

101 عيسى اللة إسرائيليا، بينما السيد أحمد البريلوي وهو الخليفة الثاني عشر في سلسلة الخلافة المحمدية، فهو مثيل يحيى ومن السادات.(۲) ومن جملة الأدلة على كوني المسيح الموعود آيتا الله اللتان لن ينساهما العالم؛ إحداهما التي ظهرت في السماء والثانية التي أظهرتها الأرض.آية السماء هي حدوث الخسوف والكسوف وهي تطابق تماما الآية الكريمة: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وقد تحققت في رمضان" بحسب النبوءة في الدارقطني.أما آية الأرض فهي التي أشارت إليها الآية الكريمة من القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عطلت، والتي يصدقها الحديث في مسلم ويترك القلاص فلا يسعى عليها".١ 6 كان سيد أحمد البريلوي مجدد زمنه وكان إرهاصا للمسيح الموعود اللة واستشهد في الجهاد ضد السيخ في بالا كوت.مترجم القيامة: ١٠ لقد كتب الشوكاني في رسالته التوضيح " أن الآثار الواردة بحق المسيح والمهدي هي بحكم الأحاديث المرفوعة، لأن النبوءات لا سبيل فيها للاجتهاد.لكنني أقول إن كثيرا من النبوءات عن المهدي والمسيح متناقضة أو هي معارضة للقرآن الكريم أو تناقض سنة الله، ففي هذه الحالة لو رُفعت لما أمكن أن تكون مقبولة قط.إلا أنه بحسب إقرار الشوكاني المحترم فإن نبوءة الخسوف والكسوف بلا شك بمنزلة الأحاديث المرفوعة، بل إن هذا الحديث أقوى مئات الدرجات حتى من الحديث المتصل المرفوع، لأنها بتحققها قد أثبتت صدقها، وصدق القرآن الكريم مضمونها.كما بين القرآن الكريم نبوءة أخرى مقابل هذه..أي تعطل العشار، فذكر هذه الآية الأرضية مصدقا آية سماوية أي الكسوف والخسوف، لأن هاتين الآيتين متقابلتان، وكذلك ورد تصديقها في بعض أسفار التوراة أيضا، ولم تتحقق مرتبة الإثبات هذه لأي حديث مرفوع متصل آخر لا تقترن بها هذه اللوازم.منه ٤ التكوير: ٥ نص الحديث: "ولتتركن" القلاص فلا يسعى عليها" (المترجم)

Page 173

أما آية الخسوف والكسوف فقد ظهرت مرتين قبل سنوات عدة، أما ترك القلاص واستعمال مركبة جديدة وإن كان يجري في البلاد الإسلامية من مائة سنة تقريبا، إلا أن هذه النبوءة ستتحقق تحققا خاصا بإيصال السكة الحديدية إلى المدينة المنورة.لأن القطار الذي سينطلق من دمشق ويصل إلى المدينة، سيأتي نفسه إلى مكة المعظمة، هذا المشروع عاجلا جدا وخلال بضع أن ويرجى يتم سنوات.عندئذ ستعطَّل دفعة واحدة تلك القلاص التي كانت تحمل الحجاج منذ ١٣٠٠ عام إلى مكة والمدينة ويظهر انقلاب عظيم على الرحلات إلى العرب وبلاد الشام.فهذا المشروع ينفّذ بمنتهى السرعة، وليس من المستبعد أن تكتمل هذه القطعة من السكة الحديدية بين مكة والمدينة خلال ثلاث سنوات فقط، ليصل الحجاج إلى المدينة المنورة متمتعين بأنواع الفواكه بدلا من التعرض لحجارة البدو.بل يبدو على الأغلب أن يتعطل ركوب الجمل في العالم كله خلال مدة قصيرة، وستتجلى هذه النبوءة كالبرق في العالم كله، وسيراه العالم كله بأم عينه.فالحق أن مدّ سكة الحديد للقطار بين مكة والمدينة بمنزلة تجوال القطار في العالم كله، لأن مكة المعظمة والمدينة المنورة هما مركزا الإسلام.وإذا تأمل الإسلامي فلما كان اختراع القطار وتعطل الجمال هو علامة لزمن المسيح الموعود، وحيث إن من معاني المسيح كثير السياحة، فكأن الله قد جعل القطار وسيلة للسياحة من أجل المسيح وتحقق معاني اسمه، إضافة إلى جماعته التي في حكمه، لكي تتيسر لهذا المسيح خلال بضعة أشهر جميع السياحات التي قام بها المسيح السابق ببذل جهود مضنية في مائة وعشرين عاما، ومن المؤكد أنه كما يستطيع المبعوث من الله في هذا الزمن أن يتجول في جزء كبير هذا العالم بمنتهى السرور والراحة ويعود إلى وطنه بواسطة القطار ولم تكن هذه الوسيلة مهيأة للأنبياء السابقين، لهذا يتحقق مفهوم المسيح في هذا الزمن بسرعة بما لا نظير له في أي زمن آخر منه من

Page 174

١٦٠ أحد أن وجد نبوءة الخسوف والكسوف وترك العشار على درجة واحدة من حيث الكيفية.ذلك لأنه كما جعل ظهور الخسوف والكسوف الملايين من الناس شهودا عليه، كذلك مشهد ترك العشار.بل هذا المشهد أكثر من الخسوف والكسوف، لأن الخسوف كان قد ظهر مرتين فقط وانتهى من العالم بعد أن بقي بضع ساعات فقط.أما مشهد هذه المركبة الجديدة التي تسمى القطار، فسيظل يذكر على الدوام أنه كانت هناك جمال.فتذكروا قليلا ذلك الزمن عندما سينتقل الملايين من الناس راكبين في القطار في صورة جماعية من مكة المعظمة إلى المدينة المنورة أو العكس.فإذا قرأ أحد العرب في هذا النوع الجديد من القافلة في أثناء السفر آية: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطّلت أي حين لن تبقى أي أهمية للناقة الحامل التي كانت تعدّ غالية جدا عند العرب أو إذا قرأ أحد الحجاج راكبا في القطار أثناء ذهابه إلى المدينة الحديث ويترك القلاص فلا يسعى عليها فكم ستستولي حالة من الوجد على المستمعين وكم سيقوى إيمانهم! إن الذي لديه إلمام بتاريخ العرب القديم يعرف جيدا أن الجمل رفيق العرب القديم، وله قرابة ألف اسم في اللغة العربية، وللعرب علاقات قديمة بالجمل لدرجة أن قدر الله عدد الأبيات العربية التي تتضمن ذكر الجمل بعشرين ألف بيت.وكان الله يعلم أنه ليس هناك أسلوب أكبر تأثيرا لترسيخ عظمة أي نبوءة في قلوب أهل العرب من ذكر هذا الانقلاب العظيم للجمال فيها، ولهذا السبب ذكرت هذه النبوءة العظيمة في القرآن الكريم، وبسببها ينبغي أن يرقص كل مؤمن فرحا أن الله أنبأ في القرآن الكريم عن الزمن الأخير، الذي هو زمن المسيح الموعود ويأجوج ومأجوج والدجال، أن العرب سيفارقهم للأبد هذا الرفيق القديم أي الجمل الذي ينتقلون عليه من مكة إلى المدينة وكانوا يقومون بالتجارة عليه إلى بلاد الشام.سبحان الله ما أجلاها من نبوءة لدرجة نحب أن نرفع هتافات

Page 175

الفرح، ١٦١ لأنه قد ظهرت آيةٌ في العالم لتحقيق صدق قرآننا الكريم الجميل- الذي هو كتاب الله وكونه من الله، بحيث لا توجد مثل هذه النبوءة الجليلة الواضحة في التوراة ولا في الإنجيل ولا في أي كتاب آخر في هذا العالم.كان البانديت الهندوسي المدعو ديانند قد قال عبثا وبغير حق إن ذكر القطار موجود في الفيدا..أي أن القطار كان موجودا في بلاد الآريين (أي الهند في الزمن القديم.لكننا لما طلبنا منه الإثبات لم يستطع غير ذكر بعض القصص الواهية.ولم يكن ديانند يقصد أن نبوءة اختراع القطار موجودة في الفيدا لأن ديانند بنفسه يعترف أن الفيدا لا يتضمن أي نبوءة.وإنما كان يقصد أن في عهد حكم الهندوس كان الصناع مثل فلاسفة أوروبا موجودين.وكان القطار في ذلك الزمن أيضا موجودا.أي كان أسلافنا الكبار أيضا يخترعون صناعات عدة مثل الإنجليز.لكن القرآن الكريم لا يدّعي بأن القطار في زمن ما مضى كان موجودا في الجزيرة العربية.بل أصدر نبوءة عظيمة بأن انقلابا عظيما سيحدث في الأيام الأخيرة فيعطل ركوب الجمال وتخترع في العالم مركبة جديدة تغني عن الجمال.فهذه النبوءة كما ذكرتُ موجودة في مسلم أيضا وذكرت كعلامة لزمن المسيح الموعود.ويبدو أن النبي لا استنبط هذه النبوءة من آية: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) حصرا.فليكن معلوما أن في القرآن الكريم نوعين من النبوءات، أحدهما يتعلق بالقيامة والثاني بالزمن الأخير.فمثلا نبوءة خلق يأجوج ومأجوج وتفوقهم على جميع الأمصار تتعلق بالزمن الأخير، وقد شرح حديث مسلم بوضوح في "ويترك القلاص" وبيَّن أن ركوب الجمل سيُترك في زمن المسيح.(۳) الدليل الثالث - وهو الآخر مستنبط من القرآن الكريم كالدلائل المذكورة سابقا - مبني على الآيتين التاليتين من سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)

Page 176

١٦٢ فقد ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري أن المراد من الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ باتفاق جميع أكابر الإسلام والأئمة هم اليهود، أما المراد من الضَّالِّينَ فهم النصارى.ويثبت من الآية القرآنية يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ...أن الأمر الأكبر الذي تسبب في كون اليهود الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ فعوقبوا إلى يوم القيامة وأصيبوا بذلة وأن يُحكموا على الدوام، إنما أنهم كفروا عيسى العليا وأساءوا إليه مع رؤية آيات الله على يديه، وفسقوه وكذبوه بمنتهى العناد والفتنة والحماس وألصقوا به وبوالدته الصديقة تهما باطلة، كما يُفهم بصراحة من آية وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فليس هناك ذلة مثل أن يظل المرء محكوما دوما.فالذلة الدائمة تستلزم العذاب الدائم.وتؤيد هذه الآية آية أخرى من سورة الأعراف وهي: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَاب، أي قد قطع الله على نفسه الوعد بحق اليهود أنه سيظل يبعث عليهم ملوكا يصيبونهم بأنواع العذاب ومن هذه الآية عرفنا أيضا أن أكبر سبب لكون اليهود الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) حصرا أنهم آذوا عيسى ال أشد الأذى، وكفّروه وفسّقوه وأهانوه، ونعتوه مصلوبا، ليعد والعياذ بالله من الملعونين، وآذوه لدرجة أن ألصقوا بأمه بهتانا عظيما كما يتبين من الآية ۲ آل عمران ٥٦ الأعراف: ١٦٨ العلمية حاشية: كما كان الأعداء الأشرار قد ألصقوا بهتانا بأم عيسى ال، كذلك قد اختلق الشيخ محمد حسين ورفيقه جعفر زتلي بمحض الفتنة الرؤى الخبيثة ضد زوجتي ونشراها وقاحة.و لم يراعيا بسبب عدائي الاحترام والأدب الواجب بحق السيدات الطاهرات من النبي فألف تعس على هذه التصرفات الشنيعة بعد التسمية بالشيخ.وكان أهل بيت

Page 177

١٦٣ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا، باختصار؛ قد أصابوه بكل أنواع الإيذاء الممكن من التكذيب وإطلاق الشتائم وإلصاق التهم الكثيرة افتراء، وإصدار الفتوى بكفره، وبذل المساعي لتشتيت جماعته ورفع الشكاوى الكاذبة لدى الحكومة، وعدم ادّخار أي جهد في الإساءة، ثم عقد العزيمة أخيرا على قتله.فكل ذلك صدر من اليهود الأشقياء بحق عيسى ال.ونعلم بتدبر الآية: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَن العقوبة المذكورة في آية: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ " أصيب بها اليهود على إيذائهم المسيح الليلة أيضا.لأن الآية المذكورة آنفا تتضمن وعيدا دائما بحق اليهود أنهم سيخضعون دوما لسيطرة غيرهم في الحياة، وهي أصل كل عذاب وذلة.كما يثبت حتى الآن بملاحظة الأوضاع البائسة لليهود أنه يهدأ بعد غضَبُ الله الذي ثار عليهم حين ذهبوا بذلك النبي الوجيه معتقلا إلى "جلجثة" ،" ليصلبوه.وأصابوه بشتى ألوان الهوان قدر ما استطاعوا، موضع لم وبذلوا السعي ليكون مصلوبا لكي يُعدّ من الملعونين بحسب النصوص الصريحة للتوراة ويُكتب من الذين ينحطون إلى تحت الثرى بعد الوفاة ولا يكون رفعهم إلى الله.باختصار ما دام قد بُت في هذه القضية من النصوص القرآنية الصريحة أن المراد من المغضوب عليهم اليهود، وأن المراد من "الضالين" هم النصارى.كما ثبت أن لقب الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ المفعم بالغضب الذي 6 " "مستر ج.م.دوئي آئي سي ايس" الحاكم السابق لمحافظة غور داسبور قد زجر الشيخ محمد حسين إثر هذا التصرف المشين بإشارة عينه ونهاه عن مثل هذا التصرف في المستقبل.منه النساء: ١٥٧ ٢ البقرة: ٦٢

Page 178

أعطي لليهود، قد صدر بحق أولئك اليهود الذين كذبوا عيسى العلي الحادا وفتنة وأصدروا الفتوى بكفره، وأساءوا إليه كل أنواع الإساءة وقتلوه على حد زعمهم ورفضوا رفعه بل سموه ملعونا.فهنا ينشأ سؤال طبيعي أنه لماذا علم الله المسلمين هذا الدعاء؟ بل قد افتتح القرآن الكريم بهذا الدعاء نفسه وفرض هذا الدعاء على المسلمين كورد لازم وذكر دائم إذ يردده ٩٠٠ مليون مسلم في خمس صلوات يوميا في مختلف الديار والبلاد.ومع وجود اختلافات كثيرة فيهم وفي طريقتهم في أداء الصلاة إلا أنه ليست هناك أي فرقة إسلامية لا تردد هذا الدعاء في الصلاة.فقد ردّ القرآن الكريم نفسه على هذا السؤال في آيات آخرى، فمثلا يُفهم بصراحة وجلاء من آية كما أن اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وسبق بيانه، أنه لما كانت المماثلة تقتضي سلسلة خلفاء هذه الأمة على خليفة يماثل عيسى الله، فمن أوجه تنتهى 6 المماثلة كان وجه ضروري التحقق أنه كما عودي عيسى العليا في زمنه من قبل الفقهاء والكتبة وأفتوا بكفره وكانوا يطلقون عليه أشنع الشتائم وكانوا يهينونه هو ونساءه المحجبات وكانوا يطعنون في حياته الخاصة ويسعون أن يثبتوا أنه ملعون؛ كذلك سيكتب المشايخ فتوى كفر المسيح الموعود في الأمة الإسلامية في زمنه ويسيئون إليه ويصفونه بالملحد والملعون ويطلقون عليه هذا هو العدد الصحيح للمسلمين بحسب البحوث، أي عددهم هو ٩٠٠ مليون، فالمؤرخون الإنجليز لم يستطيعوا إحصاء المسلمين في المناطق العربية المختلفة إحصاء صحيحا، وكذلك لم يعرفوا عددهم الصحيح في بلاد الشام والروم، أما المناطق الإسلامية في أفريقيا والصين فلربما أهملت باختصار إن عدد المسلمين الذي أعلن في الإحصاء المسيحي ليس صحيحا، بل ليس صحيحا البتة.منه ۲ النور: ٥٦

Page 179

الشتائم ويتدخلون في شئونه الشخصية ويلصقون به أنواع الافتراء ويفتون بقتله.فلما كانت هذه الأمة مرحومة ولا يريد الله الله أن تهلك، فقد علم الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ هذا، وأنزله في القرآن الكريم وبدأ به القرآن دعاء الكريم وأدخل هذا الدعاء في صلوات المسلمين ليتفكروا ويفقهوا لماذا حذروا من سيرة اليهود التي أبدوها بأسوأ أسلوب على عيسى ال.من السهل جدا أن يُفهم أن في هذا الدعاء الذي عُلّمه المسلمون في الفاتحة لم تكن للمسلمين أي علاقة بفرقة غَيْر الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ في الظاهر، لأنه حين ثبت من القرآن الكريم والأحاديث واتفاق علماء الإسلام أن المراد من غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) هم اليهود أولئك اليهود حصرا الذين آذوا عيسى اللي والموه وسموه كافرا وملعونا ولم يدخروا جهدا في محاولات قتله وأهانوا نساءه؛ فبأي صلة يمت المسلمون إليهم؟ ولماذا عُلموا هذا الدعاء؟ الآن عرفنا أن هذه هي العلاقة بحيث كان مقدرا مجيء مسيح هنا على شاكلة المسيح السابق، وكان مقدرا له أن يتلقى الإساءة والتكفير كليهما، فنظرا إلى ذلك علم الدعاء يا ربنا احفظنا من أن نرتكب إثم إيذاء مسيحك الموعود وإصدار فتوى تكفيره وجره إلى المحاكم لمعاقبته، والإساءة إلى أهل بيته الأطهار وأن نلصق به أنواع البهتانات ونفتي بقتله.باختصار، واضح جدا أنّ هذا الدعاء عُلّمناه لكي يوجه القوم انتباههم إلى الورقة التي تُحفظ في الجيب كل حين وآن أو تلصق على جدار الصالة لتذكر دوما أن مسيحا موعودا نازل فيهم أيضا، وأن فيهم أيضا الخصلة التي كانت في اليهود.باختصار يثبت من تدبر هذه الآية بنظرة باحثة، أن هذه نبوءة صدرت بصورة دعاء، فلما كان الله الله يعلم أن آخر خلفاء هذه الأمة سيأتي

Page 180

على سيرة عيسى ال بحسب الوعد في كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ومن الضروري أن يتلقى الألم والأذى على أيدي القوم مثل عيسى ال، وأن عدة لقد بينا في مواضع من كتبنا أن هذا العبد المتواضع الذي بعث على سيرة عيسى بن مريم يماثله في أمور كثيرة؛ فكما كانت ولادة عيسى ال ،نادرة، اتسمت ولادتي أيضا بنوع من الندرة؛ وهي أن ابنة ولدت معي وهي من النوادر في الولادة البشرية؛ لأن في أغلب الأحوال يولد طفل واحد.ولقد استخدمت كلمة الندرة لأن ولادة المسيح بلا أب أيضا الأمور النادرة وليست مخالفة لقانون الطبيعة؛ لأن الأطباء اليونانيين والهنود من والمصريين قد كتبوا نظائر كثيرة لولادة أولاد من دون أب.فبعض النساء يتمتعن بحكم القادر المقتدر - بكلتا القوتين العاقدة والمنعقدة ومن ثم توجد في بذرتمن خصائص الذكر والأنثى كليهما.ولقد ذكر اليونانيون نظائر هذه الولادة كما قدم الهندوس أيضا أمثلة.وسُجِّلت أيضا في الكتب الطبية التي ألفت مؤخرا في مصر هذه الظواهر بتحقيق كبير.إن الكلمتين "شندر بنسي" و"سورج بنسي" في الكتب الهندوسية أيضا تشير في الحقيقة إلى هذه الأمور.فهذا النوع من الولادة يتضمن ندرة فقط، كما في ولادة التوأم ندرة ليس أكثر.فلا يمكن القول: إن الولادة بلا أب أمر خارق للعادة يخص عيسى العلية لا فقط.فلو كان ذلك ميزة خاصة بعيسى الل لما قدم الله في القرآن الكريم نظيره الأكثر ندرة، ولما قال: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ هو جميع...من وحده الناس ثم قال له كن خلقه فَيَكُونُ (آل عمران: ٦٠)، التراب الذي ام فكان، أي صار حيا يقظا.فواضح أنه إذا ظهر نظير شيء ما فلن يبقى منقطع النظير.فإذا عُثر على ميزة لأحد فلا يسعه القول إنها تخصه وحده وأثناء كتابة هذا الموضوع حصرا خاطبني الله الله قائلا : "إن يلاش اسم الله حصرا." فهذه كلمة إلهامية جديدة؛ إذ لم أجدها حتى الآن بهذه الصيغة لا في القرآن الكريم ولا في الحديث ولا في أي معجم، وكشف علي أن معناها "يا لا شريك".والغرض الحقيقي لهذا الإلهام أنه ليس من إنسان يتصف بصفة حميدة أو باسم أو أي فعل معين إلا وهذا الاس أو هذه الصفة أو هذا الفعل سم موجود في غيره وبسبب هذا السر تظهر صفاتُ كل نبي ومعجزاته كأظلال في أتباعه الخواص الذين يتعلقون به علاقة تامة في الجوهر، لكيلا يعد الجهلة نبي أي أمة عديم

Page 181

١٦٧ الشريك منخدعين بميزته.فمن أقبح الكفر أن يسمى أي نبي بـ "يلاش".إذ ليس لأي نبي أي معجزة أو أمر خارق لا يشاركه فيها آلاف الناس.إن أحب شيء إلى الله توحيده، ومن أجل التوحيد فقط أقام الله عز وجل سلسلة الأنبياء هذه على الأرض، فلو كانت مشيئة الله أن يخصص بعض الناس ببعض صفات الربوبية، فلماذا علّم الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله" التي من أجلها سُفكت في براري العرب دماء الآلاف من عبدة المخلوق فيا أيها الأحبة! إذا كنتم تريدون أن يكون سفركم إلى الآخرة بعد صيانة الإيمان من الشيطان فلا تخصوا أي إنسان بميزة خارقة.فهذا هو النبع الخبيث الذي تتدفق منه أرجاس الشرك بقوة فتهلك الناس.فاعصموا منها أنفسكم وأولادكم أيضا، إذ في ذلك تكمن نجاتكم.أيها العاقلون تأملوا قليلا، لنفترض أن عیسی العليلا حي في السماء الثانية منذ تسعة عشر قرنا، رغم التحاقه بالأرواح الميتة وجلوسه بجنب يحيى العلية لا ، ومع ذلك يُعتقد أنه موجود في هذا العالم وأنه سيأتي في زمن آخر وكأنه سيتزل من السماء بعد هلاك هذه الأمة؛ فقدموا أي نظير على هذه الصفة الخارقة حتى نجتنب الشرك أي سموا أي شخص يجلس في السماء منذ ألفي سنة تقريبا، دون أن يأكل ويشرب وينام ولا يُظهر أي خصوصية مادية، ثم مع كونه جسدا يجالس الأرواح أيضا كأنه منها، ثم لم يحدث أي خلل في حياته المادية، فهو في هذا العالم وفي ذلك أيضا، كأنه مد قدميه إلى كلا الطرفين، إحدى قدميه في الدنيا والقدم الثانية في الأرواح الميتة.وحياته المادية أيضا عجيبة؛ إذ لا يحتاج إلى الأكل والشرب على مرّ مدةٍ لهذا الحد.ثم لا تأخذه سنة ولا نوم أيضا، وسوف يتزل في 6 حاشية على حاشية: لقد كتبنا مرارا وتكرارا أن الميزة الكبيرة التي خُص بها المسيح العليا المتمثلة في صعوده إلى السماء وحياته لمدة طويلة وعودته إلى العالم تؤدي من كل النواحي إلى الإساءة إلى نبينا ، وتثبت أن الله علاقة وطيدة عظيمة لا حد لها بالمسيح وحده، إذ لم يبلغ النبي ﷺ من العمر مائة عام مثلا، بينما المسيح ما زال حيا منذ ألفي عام تقريبا.ثم إن الله اختار لإخفاء النبي ﷺ مكانا حقيرا عفنا وضيقا ومظلما وموضع حشرات الأرض، بينما نادى المسيح الله إلى الجنة في السماء جوار الملائكة، فقولوا الآن من الذي أحبه أكثر؟ ومن الذي أكرمه أكثر؟ ومن الذي قربه إليه؟ ومن الذي أكسبه شرف البعثة الثانية؟ منه

Page 182

١٦٨ التحفة الفولروية الزمن الأخير من السماء بعظمة وهيبة برفقة ملائكة الجلال.عندما ذهب نبينا ليلة المعراج لم يره أحد صاعدا إلى السماء ولا نازلا منها ! أما المسيح فسوف يُرى عند نزوله السماء، وجميع المشايخ يرونه واضعا يديه على أكتاف الملائكة! وليس هذا فقط، بل من المسيح قد أظهر تلك الأعمال التي لم يستطع نبينا إظهارها رغم مطالبة المخالفين، بل اكتفى في كل مرة بأنه قدّم دليل الإعجاز القرآني فقط !! أنتم تقولون أن المسيح كان يحيي الأموات حقيقة، وقد أحيا مئات الألوف من الناس من الذين كانوا قد توفوا قبل آلاف السنين، وأنه ذات مرة أحيا مدينة كاملة، ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يحي ولا ذبابة واحدة! ثم حسب قولكم قد خلق المسيح الطيور أيضا، وحتى الآن يوجد في العالم بعضها من خلقه وبعضها من الله ! وهو (عيسى) وحده لا شريك له، بل قد تفوق على الله في بعض الأمور " ولم يمسه الشيطان عند الولادة، بينما مس سائر الأنبياء؛ وهو لم يذكر أي ذنب له يوم القيامة بينما سيكون جميع الأنبياء متورطين في الذنوب، حتى إن نبينا أيضا لن يقدر على القول بأنه معصوم.فقولوا الآن، ألم يوصل المشايخ المسيح بعد جمع كل هذه المزايا فيه إلى مرتبة الألوهية؟ أو لم يحذوا حذو القساوسة لحد ما؟ هل ادخروا جهدا في إعطاء عيسى اللي مرتبة "واحدٍ لا شريك له؟ لكن الله الله قد بعثني للتجديد لأبين للناس بأن هذه الفكرة كفر بل كفر بواح وأشد الكفر.بل إذا كان المسيح قد قدم أي معجزة فعلا أو إذا كان أي قول له أو فعل أو دعاء يتسم بإعجاز، فلا شك أن تلك خلق حيا حاشية على حاشية: إنه متفوق على الله بحيث من سنة الله أنه يخلق ولد الإنسان في تسعة أشهر، وخلق كل حيوان يستغرق مدة، أما خالقية المسيح العجيبة فيبدو أنها تفوق خالقية الله لأن المسيح كان انا يصنع حيوا من التراب فورا، وكان فور نفخه فيه يصبح ويطير وينضم إلى طيور الله.مرة سألتُ أحدا من غير المقلدين الذين يسمون أهل الحديث أن المسيح إذا كان قد خلق آلاف الطيور على حد زعمكم فهل تقدر على التمييز بين هذين النوعين من الطيور؛ فأيها خلقها الله وأيها خلقها المسيح؟ فقال: كيف أميزها إذ قد اختلطت.فبهذا الاعتقاد يكون الله هو الآخر خداعا والعياذ بالله إذ قد أمر عباده بأن لا يجعلوا له شريكا ثم جعل بنفسه المسيح شريكا عظيما له وذا نصيب، إذ هناك مخلوقات الله ومخلوقات للمسيح.بل المسيح شريك الله في البعث بعد الموت أيضا وعلم الغيب أيضا.أفلا نقول بعد كل هذا وذاك : لعنة الله على الكاذبين؟ منه

Page 183

١٦٩ الصفة موجودة في عشرات الملايين من الناس، ومن أنكر فقد كفر وأغضب ربه، الله أكبر.والله تفرد بتوحيده لا إله إلا هو.وليس كمثله أحد من نوع البشر.والعباد يشابه بعضهم بعضا، فلا تجعل أحدا منهم وحيدا، واتق الله واحذر.إنني أستغرب جدا من فهم أولئك الذين يقولون بأنهم أهل الحديث وغير المقلدين، ويدعون بأنهم يحبون سبل التوحيد، فهؤلاء هم الذين يتهمون الأحناف أنهم يشركون بعض الأولياء في الصفات الإلهية ويطلبون منهم الحاجات وقد أثبتنا آنفا أن هؤلاء يقيمون كثيرا من صفات الله في عيسى ال ويصفونه بالخالق ومحيي الأموات وعالم الغيب، ويقررون له صفات لا يُعتقد أن غيره شريك له فيها، مع أن أصل التوحيد الإلهي أنه واحد لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله ولا أحد من المخلوق وحيد عديم الشريك.هؤلاء هم الذين يعترضون على الكرامات التي ظهرت على يدي الشيخ عبد القادر الجيلاني الله والأولياء الكرام الآخرين، فهؤلاء هم الذين يسمون موحدين والذين كانوا يضحكون على خروج السفينة من النهر بعد اثني عشر عاما وكانوا يقولون كيف يمكن أن يكون جميع الذين كانوا قد غرقوا أحياء؟ والآن يقيمون في الدجال تلك الصفات الإعجازية التي لا يقبلونها بحق أي.ولي هؤلاء كانوا يقولون بأن القول: "يا شيخ عبد القادر، شيئا لله كفر، والآن يرون الكفر الأكبر من ذلك بحق المسيح جائزا ، ويعدونه واحدا لا شريك له مثل الله في بعض الصفات الخارقة للعادة.والجدير بالانتباه أن الله شبه المسيح بآدم في كونه ولد من دون أب.وإن قيل لماذا لم يُشبه بإنسان آخر، فأقول كان ذلك بهدف أن يقدَّم نظير معروف مشهور، وذلك لأن النصارى كانوا يدعون بأن الولادة بدون أب ميزة تخص المسيح وحده، ومن ثم كانوا يستدلون به على ألوهيته.فلدحض هذه الحجة قدم الله نظيرا يسلم به النصارى أيضا ويقبلونه.فلو كان الله قدم أحدًا آخر من مخلوقاته لما كان مقبولا ومسلماً به مثل هذا النظير ولعدّ أمرا نظريا فقط، وإلا فهناك في العالم آلاف الأشخاص قد ولدوا بدون أب.وعلى أقصى تقدير يعد هذا الأمر من الأمور النادرة وليس مخالفا لسنة الله وقانون الطبيعة.فهذه الندرة تماثل ندرة التوأم الذي حاشية على حاشية من أكبر البراهين على عقائدهم الباطلة المحرفة أن الإسلام الحقيقي قد صدر الوعد بحقه أنه سيفوق كل دين، لكن هؤلاء لا يقاومون مع مبادئهم هذه العقائد المخجلة كالدين المسيحي لدقيقة واحدة، ويهربون بعد مواجهة الهزيمة النكراء.منه

Page 184

۱۷۰ بعیسی التحفة الفولروية تنتهي قدره الله لي لتحقق التشابة في الندرة.بالإضافة إلى تشبيه الله المسيح بآدم في القرآن الكريم ثم تسميتي بآدم في "البراهين الأحمدية" الذي مضى على نشره عشرون سنة، ففي ذلك إشارة إلى أنه كما شبه عيسى ال بآدم اللي فقد شبهني أنا أيضا به.فأولا هذا التشابه في الولادة النادرة والمشابهة الثانية أنه كان آخر خلفاء إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل، مع أن "الزبور" يضم وعدا بأن جميع الخلفاء سيكونون من بني إسرائيل، فاكتفي بكون أمه إسرائيلية لتحقق الوعد.كذلك أنا آخر خلفاء السلسلة المحمدية، لكنني لست من قريش من قبل الأب.مع أنني من قريش أيضا لكون بعض جداتي من قبل الأب كن من السادات من قبل الأب.ومشابهتي الثالثة العليلا أنه لم يظهر ما لم يطلع القرن الرابع عشر بعد العليا ، وفاة موسى وكذلك بعثت أنا أيضا على رأس القرن الرابع عشر من هجرة النبي فلما أراد الله تعالى أن يوافق بين قانون القدرة الروحانية وقانون القدرة المادية، فقد بعثني على رأس القرن الرابع عشر، لأن الهدف الحقيقي من سلسلة الخلافة أن هو هذه السلسلة عند قمة الكمال تدريجا أي على النقطة التي تتجلى فيها المعارف الإسلامية والأنوار الإسلامية والدلائل والحجج الإسلامية بصفة كاملة.فلما كان نور القمر يبلغ الكمال في الليلة الرابعة عشرة، كان في خلق المسيح الموعود على رأس القرن الرابع عشر إشارة إلى أن المعارف الإسلامية والبركات ستصل إلى الكمال في زمنه.كما تشير إلى ذلك الكمال التام نفسه الآية: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ (الصف: ١٠).ثم لما كان القمر في ليلة كماله التام أي في الليلة الرابعة عشرة يطلع من الشرق، لهذا فإن العلاقة التي يجب أن تكون في الناموس الإلهي الروحاني والمادي تقتضي أن يولد المسيح الموعود الذي هو مبرز كمال الإسلام التام في البلاد الشرقية حصرا.مماثلتي الرابعة بعيسى العليا أن اللي كان قد بعث يوم كانت حكومة بني إسرائيل قد انتهت من بلده ومن البلاد المجاورة الله الله أيضا في زمن مماثل.مشابهي الخامسة بعيسى العليا أنه كان قد بعث في عهد السلطنة الرومية أي كان قد أُمر في عهد قيصر الروم.وكذلك بعثت أنا أيضا في عهد السلطنة الرومية وفي عهد قيصرة.الهند.ولقد وُصفت الحكومة المسيحية بالسلطنة الرومية لأن النبي قد سمى الحكومة التي ستكون في زمن المسيح الموعود بالروم أنفسهم، كما هو واضح من حديث صحيح مسلم.ومشابهتي السادسة بالمسيح الا أنه كما كان قد كُفّر وأُطلقت عليه الشتائم وأسيء إلى والدته كذلك قد صدرت الفتوى بكفري وأطلقت علي الشتائم وأسيء إلى أهل بيتي ومشابهتي السابعة بالمسيح الا أنه نهائيا، وقد بعثني عیسی

Page 185

مسیح ۱۷۱ تكتب ضده فتوى التكفير وتحاك المؤامرات لقتله ؛ لهذا علم المسلمين هذا الدعاء رحمة بهم، أن يستعيذوا بالله الا الله من أن يكونوا مثل اليهود الذين كانوا كفروا السلسلة الموسوية وكانوا يهينونه ويسيئون إليه ويسبّونه.وفي هذا الدعاء إشارة واضحة إلى أن الوقت سيأتي عليهم وأن في كثيرين منهم توجد هذه الخصلة، فليتنبهوا ويحذروا وينشغلوا في الدعاء دوما، لكيلا يتعثروا.فالجملة الثانية من هذه الآية أي الضَّالِّينَ) التي تعني يا ربنا احمنا من أن نتنصر، تتضمن إشارة إلى أن النصارى في زمن ظهور المسيح الموعود سيكونون أقوياء جدا، وأن ضلال المسيحية سينتشر في الأرض كالفيضان، وسيتدفق طوفان الضلالة لدرجة لن تبقى عندها أي وسيلة غير الدعاء وأن مبشّري الثالوث سينشرون شراك المكر لدرجةٍ يوشكون حينها أن يُضلوا الصالحين أيضا؛ لهذا قد ضم هذا الدعاء إلى الدعاء السابق، وقد أشير إلى زمن الضلالة في الحديث أنه إذا رأيتم الدجال فاقرأوا أوائل سورة الكهف وهي: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ...وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كما لُفقت القضايا المزورة ضده قصد اعتقاله ورفعت شكاوى كاذبة، وكما أدلى مشايخ اليهود بالشهادات ضده في المحكمة، كذلك قد رُفعت ضدي أيضا قضايا مزورة وشهد المولوي محمد حسين البطالوي ضدي تأييدا للقضايا الكاذبة في محكمة الكابتن دوغلاس بغية شنقي تأييدا للقساوسة، فثبت في المحكمة أخيرا أن قضية الاتهام بمحاولة القتل باطلة.ويمكن أن تقدروا الآن من أي نوع كانت شهادة ذلك المولوي.ومشابهتي الثامنة بالمسيح العلم أنه كان قد ولد في عهد الملك الظالم هيرودس الذي كان يقتل ذكور بني إسرائيل، وكذلك ولدتُ في أواخر عهد السيخ الذين لم يكونوا بحق المسلمين أقل من هيرودس.منه

Page 186

۱۷۲ كَذِبًا.يتبين من هذه الآيات أي جماعة قصدها النبي ﷺ من الدجال".والمراد من الـ "عوج" إشراك المخلوق بالله البارئ، كما اتخذ النصارى عيسى ال إلها.ومن الجذر نفسه اشتق الفيجُ الأعوج، والمراد من الفيج الأعوج ذلك الزمن المتوسط الذي عد فيه المسلمون المسيح ال شريك الله البارئ في بعض الصفات.وكل إنسان يستطيع أن يفهم هنا أنه لو كان للدجال أيضا أي كيان مستقل لذكرت فتنته أيضا في الفاتحة، ولكان فيها دعاء مستقل لاتقاء فتنته أيضا، أما الواضح هنا- أي في الفاتحة - فهو دعاء لاتقاء إيذاء المسيح الموعود واتقاء فتنة النصارى فقط، مع أن الدجال بموجب أفكار المسلمين المعاصرين شخص آخر، وفتنته أعظم الفتن، فكأن الله قد نسي والعياذ بالله إذ لم يذكر فتنة عظيمة واكتفى بذكر فتنتين فقط.إحداهما الداخلية أي إيذاء المسيح الموعود على شاكلة اليهود، والثانية اعتناق الدين المسيحي.تذكروا جيدا أننا عُلّمنا الدعاء في لاجتناب فتنتين فقط: (۱) الفتنة الأولى تتمثل في تكفير المسيح الموعود والإساءة إليه والطعن في حياته الخاصة وإصدار الفتوى بوجوب قتله، كما قد أشير إلى كل الكهف: ٢-٦ الفاتحة لقد أورد النسائي في صفة الدجال حديث النبي برواية أبي هريرة: "يخرج في آخر الزمان دجال* يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون.الخ" (كنز العمال، مجلد (٧ صفحة ١٧٤).أي يبذلون أموالا هائلة لنشر دينهم..يقول الله هل تغترون بسبب حلمي؟ وهل بدأتم التحريف في كلماتي؟ من * حاشية على حاشية: لقد اقتبس سيدنا المسيح الموعود الليلة هذا الحديث من كنـز العمال، طبعة حيدر آباد دكن بالهند الصادرة في ١٣١٤ هـ وقد ألحقنا صورة النص الأصلى في نهاية الكتاب من المترجم)

Page 187

۱۷۳ هذه الأمور في: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)).(۲) وثانيا علمنا الدعاء لاجتناب فتنة النصارى.وقد أشير في نهاية السورة عند هذا الذكر إلى أن فتنة النصارى ستكون كالسيل العظيم ولن تكون أي فتنة أكبر منها الخلاصة أنه يتبين من هذا البحث أن القرآن الكريم قد شهد لهذا العبد الضعيف في سورته الأولى، وإلا يجب البحث عمن يكون "المغضوب عليهم الذين حُذرنا منهم في هذه السورة؟ أليس من الحق أن بعض العلماء في الزمن الأخير قد شُبّهوا في القرآن الكريم والحديث باليهود؟ أليس من الحق أن المراد من المغضوب عليهم هم أولئك اليهود الذين كفروا عيسى الله الذي كان آخر خلفاء السلسلة الموسوية وكان مسيحا موعودا لها وأساءوا إليه إساءة شنيعة وأظهروا العيوب في حياته الخاصة افتراء.فلما كانت عبارة "المغضوب عليهم" نفسها استخدمت بحق أمثال اليهود الذين سموا باسم "المغضوب عليهم" نتيجة تكفيرهم وإهانتهم للمسيح ال، فلو تأمل أحد هنا واضعا في الاعتبار المدلول التام لعبارة المغضوب عليهم، لتبين له أنها تتضمن نبوءة صريحة واضحة عن المسيح القادم بأنه سيتعرض أولا كالمسيح لإيذاء المسلمين.والدعاء أن يا إلهي اجنبنا أن نكون من المغضوب عليهم إنما معناه الحقيقي واليقيني أن احمنا من أن نؤذي مسيحك الموعود الذي هو مثيل المسيح الأول ونكفّره.وتكفي القرينة لهذا المعنى أن المغضوب عليهم إنما هم أولئك اليهود الذين آذوا المسيح ، وسُمي علماء الزمن الأخير في الأحاديث باليهود، أي الذين كفروا عيسى وأساءوا إليه.وهذا الدعاء يفيد بأن يا إلهي لا تجعلنا من تلك الفرقة التي سُميت بالمغضوب عليهم.فهذا الدعاء ١ لقد أنبئ في الأحاديث بصراحة أن المسيح الموعود سيواجه التكفير، حيث يعده علماء الزمن كافرا ويقولون: من أي نوع هذا المسيح؟ فقد استأصل ديننا.منه

Page 188

يتضمن نبوءة تحتوي على أمرين؛ أحدهما أن في هذه الأمة أيضا سيظهر مسيح موعود، والثاني أن بعض أفراد هذه الأمة سيكفّرونه ويسيئون إليه وسيكونون محل غضب الله وعلامة ذلك الزمن أن فتنة النصارى أيضا ستكون قد تجاوزت حدودها في تلك الأيام، واسمها الضالين وإن كان الغضب الإلهي على "الضالين" أي النصارى أيضا، لأنهم لم يستجيبوا لأمر الله، إلا أن آثار ذلك الغضب ستظهر يوم القيامة.وإن المراد من المغضوب عليهم" هنا أولئك الذين سيتزل عليهم الغضبُ الإلهي في هذا العالم نتيجة تكفيرهم للمسيح الموعود والإساءة إليه وإيذائهم له ومحاولتهم قتله؛ فهذه نبوءة القرآن الكريم ضد أعدائي الذين يريدون قتلي.والجدير بالانتباه أن الذي يترك الطريق القويم هو بلا شك يتعرض لغضب الله، إلا أن معاملة الله تجاه المجرمين على وجهين، والمجرمون نوعان: (١) أولهما مجرمون لا يتجاوزون الحدود وإن كانوا لا يتخلون عن الضلال من جراء تعصبهم المتناهي، لكن يبقون عند درجة بسيطة من الظلم والتجاسر إذ لا يوصلون مظالمهم وتجاسرهم إلى النهاية، فهم سوف يجدون عقابهم يوم القيامة، وأن الله الحليم لا يعاقبهم هنا في هذا العالم، لأنه ليس في سلوكهم قسوة متناهية.لهذا حدد لمثل هذه الذنوب يوم واحد يسمى يوم المجازاة ويوم الدين واليوم الفصل.(۲) والنوع الثاني من المجرمين هم الذين يتجاوزون حدود الظلم والجور والتباهي والتجاسر ويريدون أن يمزقوا كالسباع ورسله والصالحين ويقضوا عليهم قضاء تاما ويُفنوهم كالنار؛ الله المبعوثين من فهؤلاء المجرمون الذين يبلغ غضبهم منتهاه من سنة الله تعالى أن غضب الله تعالى يثور عليهم في هذا العالم، ويواجهون العقوبة في هذا العالم بالإضافة إلى عقابهم يوم القيامة، ولهذا سموا في المصطلح القرآني بالمغضوب عليهم.وأن الله تعالى بين في القرآن الكريم أن المصداق الحقيقي لهذا الاسم هم اليهود الذين

Page 189

أرادوا القضاء على عيسى الل، فقد أهلكهم الله بوعيد غضبه الدائم مقابل غضبهم المستمر، كما يُفهم من الآية: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فهذا النوع من الغضب الذي لن ينقطع إلى يوم القيامة لا يوجد له نظير في أي قوم بحسب بيان القرآن الكريم إلا في أعداء المسيح الناصري اللة أو في أعداء المسيح الموعود القادم.وعبارة "المغضوب عليهم" تتضمن وعيد نزول الغضب في هذا العالم المتعلق بأعداء المسيحين كليهما.فهذا النص صريح لدرجة أن يُعدّ إنكاره إنكار القرآن الكريم كله.وإن المعاني التي قدمتها آنفا لدعاء: قدمتها آنفا لدعاء: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فِي الفاتحة، قد أشير إليها في السور الأربع الأخيرة من القرآن الكريم، كما تشير الآية الأولى من سورة "تبت" أي تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ"، إلى ذلك المؤذي الذي سيكون مكفِّرَ مظهر الجمال الأحمدي أي أحمد المهدي ومكذبه ومهينه.فهذه الآية نفسها موجودة في صورة إلهام بحق هذا العبد المتواضع في الصفحة ٥١٠ من البراهين الأحمدية قبل عشرين سنة، وذلك الإلهام المسجل في السطر التاسع عشر والثاني والعشرين من الصفحة المذكورة، هو : "إذ يمكر بك كفر، أوقد لي يا هامان لعلي أطلع إلى إله موسى، وإني لأظنه من الكاذبين تبت يدا أبي لهب وتب ما كان له أن يدخل فيها إلا خائفا، وما أصابك فمن الله." أي اذكر ذلك الزمن يوم يُفتي شيخ بكفرك، وسيقول لأحد الذي آل عمران: ٥٦ صحیح أن اليهود الأشقياء كانوا يعادون نبينا الا الله أيضا، إلا أن مكر اليهود الأشقياء لم ينطل على ذلك النبي المظفر والمنصور الذي كانت سهامه تصيب الأعداء بقوة.منه المسد ٢

Page 190

١٧٦ مؤيديه الذي يمكن أن يؤثر في الناس أن يُشعل له نار هذه الفتنة، أي أن يصدر مثل هذه الفتوى حتى يحسب الناس كلهم هذا الرجل كافرا، لكي يرى ما علاقته بالله أي أن هذا الذي يدعى كونه كليم الله مثل موسى أيؤيده الله أم لا؟ وإني لأظنه كاذبا تبت يدا أبي لهب لأنه هو كتب هذه الفتوى) وهلك هو نفسه أيضا ما كان له أن يتدخل في هذا الأمر إلا خائفا، وإن الحزن الذي سيصيبك فمن الله.هذه النبوءة قد نُشرت في البراهين الأحمدية قبل اثني عشر عاما من صدور فتوى التكفير ، أي حين كتب المولوي أبو سعيد محمد حسين المحترم هذه الفتوى وطلب من ميان نذير حسين الدهلوي أن يمهرها بختمه أولا، وأن يفتي بكفري، وينشر في كافة المسلمين بأني كافر، فقبل اثني عشر عاما من صدور هذه الفتوى وختم ميان ،المحترم كان هذا الكتاب قد نُشر في البنجاب والهند بأسرها.وكان المولوي محمد حسين الذي بات أول المكفرين بعد اثنى عشر عاما، مؤسس التكفير وتسبب ميان نذير الدهلوي في اضطرام هذه النار في البلد كله بسبب صيته.من هنا يتحقق علم الله للغيب، إذ لم يكن أي أثر لهذه الفتوى، بل كان المولوي محمد حسين يعد نفسه كالخدم لي.في ذلك الوقت تنبأ الله بهذا فليتأمل من كان له نصيب من العقل والفهم وليعلم هل من القدرات البشرية أن أطلع أنا أو غيري بمجرد القرائن العقلية على الطوفان الذي كان سيظهر بعد اثني عشر عاما، والذي قد جرّ سيله الجارف مدعي الإخلاص مثل المولوي محمد حسين إلى درجة الضلال، وأصاب المخلص مثل نذير حسين الذي كان يقول إنه لم يصدر أي كتاب في الإسلام مثل البراهين الأحمدية؟ فهذا هو العلم الإلهى الخالص الذي يسمى معجزة باختصار؛ في إلهام البراهين الأحمدية هذا قد عُدّ مصداقا للآية الأولى من سورة المسد ذلك الإنسان الذي هاجم قبل الجميع مسيحَ الله بالتكفير والإساءة، وهو دليل أيضا على أن القرآن

Page 191

التحفة الفولروية ۱۷۷ الكريم عدّ المراد من أبي لهب في هذا السورة عدو المسيح الموعود أيضا بالإضافة إلى عدو النبي.وهذا التفسير انكشف من خلال الإلهام الذي نُشر قبل عشرين عاما من اليوم في البراهين الأحمدية في عشرات الملايين من الناس بمن فيهم النصارى والهندوس والمسلمون.لهذا فإن هذا التفسير حق تماما، ومتره عن وتصنع، ولن يشك أي عاقل ومنصف في أنه لما كان الإلهام الإلهي كل تكلُّف قد فسر النبوءة العظيمة المسجلة في الصفحة ٥١٠ من البراهين الأحمدية قبل عشرين سنة وقد تحقق هذا التفسيرُ بكمال النقاء؛ فليس هذا المعنى اجتهاديا.بل الله، ومبني على ثقة تلك النبوءة الإلهامية التي هو قطعي ويقيني لكونه من تحققت بمنتهى الوضوح.باختصار، إن آية تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ التي هي أولى آيات السور الأربعة الأخيرة من الجزء الأخير للقرآن الكريم، تدل على أعداء النبي المؤذين، وتشير إلى أعداء المسيح الموعود في الإسلام المؤذِين، كما أنّ آية هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ" نزلت بحق ، وهي بحق المسيح الموعود أيضا، كما قد أشار إلى ذلك جميع المفسرون.فليس من الغريب أن يكون النبي ﷺ مصداق آية ثم يكون المسيحُ الموعود أيضا مصداقها نفسها.بل القرآن الكريم ذو وجوه، فقد وقع تعبيره على هذا النحو بحيث يكون النبي مصداق آية ثم يكون المسيح الموعود أيضا النبي لقد ذكر ابن سعد في الطبقات، وأبو نعيم في الحلية عن أبي قلابة أن أبا الدرداء قال: "إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها"..أي لن توهب لك دراية القرآن الكريم كلها ما لم ينكشف عليك أن للقرآن الكريم وجوها كذلك في المشكاة حديث مشهور أن للقرآن الكريم ظهرا وبطنا وهو يحتوي علم الأولين والآخرين.منه الصف: ۱۰

Page 192

۱۷۸ مصداق الآية نفسها، وهذا يتبين من آية هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى.فالمراد من الرسول هنا النبي ﷺ والمسيح الموعود أيضا.ملخص القول: إن آية تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَب وَتَبَّ الموجودة في أواخ القرآن الكريم شرح لآية الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ في بداية القـــرآن الكريم، لأن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا.كما تقابل آيةُ وَلَا الضَّالِّينَ في سورة الفاتحة، سورة الإخلاص التي وقعت بعد المسد وتُفسّرها.لقد بينت أننا عُلّمنا في الفاتحة ثلاثة أدعية (1) أحدها أن يُبقينا الله تعالى في جماعة الصحابة ويُدخلنا في جماعة المسيح الموعود التي قال الله عنها وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ.باختصار؛ هاتان الجماعتان في الإسلام من المنعم عليهم ، وإليهما أشير في صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.فاقرأوا القرآن الكريم كله فلن تجدوا غير هاتين الجماعتين، إحداهما جماعة الصحابة الله، والثانية جماعة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ التي على سيرة الصحابة، وهي جماعة المسيح الموعود.فإذا قرأتم في الصلاة أو خارجها دعــــاء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، فضعوا في البـــال دوما أنكم تطلبون من الله صراط الصحابة وجماعة المسيح الموعود، فهذا أول دعاء لسورة الفاتحة.(۲) والدعاء الثاني هو غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِم والمراد منه أناس يــــؤذون المسيح الموعود، وبمحاذاة هذا الدعاء هناك سورة تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَـ أواخر القرآن الكريم.(۳) والدعاء الثالث هو وَلَا الضَّالِّين وبمحاذاته هناك سورة الإخلاص في أواخر القرآن الكريم، أي قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وبعدها سورتان أخريان؛ أي سورة الفلق وسورة

Page 193

۱۷۹ مسیح الناس.وكلتا هاتين السورتين بمنزلة الشرح لسورة المسد وسورة الإخلاص.وفي هاتين السورتين استعيذ بالله من الزمن الحالك الذي سوف يؤذي الناس فيه الله حين يكون ضلال المسيحية منتشرا في العالم، فتعليم هذه الأدعيـــة الثلاثة في سورة الفاتحة بمنزلة براعة الاستهلال، أي إن الغاية المهمة التي ذكرت في القرآن الكريم بالتفصيل قد ورد ذكرها الإجمالي في الفاتحة.ثم في سورة المسد وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس استعيذ بالله من هاتين الآفتين حصرا عند ختم القرآن الكريم.فكان افتتاح كتاب الله أيضــا بهـذين الدعائين، وكان اختتامه أيضا على هذين الدعائين وليكن معلوما أن هـــاتين الفتنتين مذكورتان في القرآن الكريم تفصيلا، وفي سورة الفاتحة والسور الأخيرة إجمالا، فقد فُهم مثلا في دعاء سورة الفاتحة بكلمتي: (وَلَا الضَّالِّين فقط، أن نواظب على الدعاء لاتقاء فتنة المسيحية.مما يُفهم أن فتنة عظيمة قادمة، وقـــــد صدر هذا الاهتمام لمقاومتها؛ بحيث فُرضت قراءة هذا الدعاء في الصلوات الخمس، وأكد على ذلك لدرجة أنه ذكر أنّ الصلاة لا تصح من دونه، كمــــا يتبين من حديث "لا صلاة إلا بالفاتحة".فالواضح أن في العالم آلاف الأديان مثل الزرداشتية المجوس والبراهمة أي الهندوسية والبوذية، التي تحتل جزءا كبيرا من العالم، والديانة الصينية التى يقدر عدد أتباعها بعشرات الملايين، وكذلك الوثنيين الذين يفوق عددهم أتباع جميع الأديان، وكل هذه الأديان كانت منتشرة في زمن النبي ﷺ بمنتهى الحماس والقوة، وكان الدين المسيحي مقابلها جميع هنا نبدي الأسف على الذين يقولون بأنهم أهل الحديث ويركزون دوما على سورة الفاتحة على أنه بدونها لا تكتمل الصلاة، مع أن مغزى الفاتحة اتباع المسيح الموعود كما أثبتنا ذلك في المتن.منه

Page 194

۱۸۰ كالعُود مقابل الجبل.فلأي لم يعلم الدعاء في الفاتحة أن يحمينا الله مـــــن ضلال الدين الصيني أو أن يُعيذنا من ضلالات المجوس أو ضلالات البوذية أو ضلالات الآريا أو ضلالات الوثنيين الآخرين، بل قد علمنا أن ندعو الله تعالى أن يحمينا من ضلالات الدين المسيحي، فما السر في ذلك؟ وأي فتنة عظيمـــة كانت ستظهر في الدين المسيحي مستقبلا إذ قد أُمر جميع المسلمين في العالم نظرا إليها - بالدعاء ليسلموا منها؟ فافهموا وتذكروا أن تعليم هذا الدعاء صدر بحسب العلم الإلهي عن الزمن الأخير ، فكان لا اله الا الله يعلم أن كل هذه الأديان للوثنيين وأهل الصين والمجوس والهندوس وغيرها ستتردى ولن يُبدي لها أتباعها أي حماس يعرض الإسلام للخطر.أما المسيحية فيأتي زمن يصدر فيه الحمــاس العظيم لتأييدها، حيث تُبذل الجهود لتقدُّمها بإنفاق عشرات الملايين مـــن الروبيات ويُتَّخذ كل تدبير وحيلة ومكر ،لازدهارها، وسيتمنى أصحابها أن يكون العالم كله عابد المسيح، فستكون تلك الأيام عصيبة على الإسلام وجالبة الابتلاء العظيم، فالزمن الذي تعيشونه اليوم هو زمن الفتن نفسها.لقد تحققت في زمنكم وفي بلدكم النبوءة التي صدرت في الفاتحة قبل ثلاثة عشر قرنا، وثبت أن الشرق نفسه كان مهد هذه الفتنة.وكما ذكرت هذه الفتنة في بداية القرآن الكريم فقد ذكرت في نهاية القرآن الكريم أيضا، لكي يترسخ هذا الأمر في القلوب مؤكدا.فالذكر البدائي الموجود في الفاتحة قد سمعتموه مرات كثيرة.أما الذكر النهائي، أي ذكر هذه الفتنـــة العظيمة في نهاية القرآن الكريم، فنفسرها بشيء من التفصيل أكثر؛ فتلك السور هي: سورة: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)

Page 195

۱۸۱ سورة: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * ° وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) يا أيها المسلمون، قولوا للنصارى إن الله تعالى واحد، وهو صمد وغني، يولد أحد منه ولا هو ولد من أحد، وليس من أحد يساويه أبدا.وإذا رأيتم فتنة النصارى وتعرضتم لإيذاء على يد أعداء المسيح الموعود فادعوا الله تعالى قائلين: اللهم يا فالق الإصباح إني أعوذ بك من شر المخلوق؛ أي من شــر الأعـداء الداخليين والخارجيين.بمعنى أن إظهار النور بيد ذلك الإله.وإنني أعوذ بالله من شر هذا الليل الحالك، الذي هو ليل فتنة المسيحية ورفض الإيمان بالمسيح الموعود.فيجب القيام بهذا الدعاء عند بلوغ الظلام منتهاه، وأعوذ بالله من فتن أناس أنثويي الطبع، الذين ينفثون في العُقد، أي أن العقد التي تقتضي الحل في الشريعة المحمدية والمعضلات والمشكلات التي يعترض عليها المعارضون الجهلة، ويعدونها سبب تكذيب ،الدين وينفثون فيها أكثر بسبب العناد أي أن الأشرار يجعلون المسائل الإسلامية الدقيقة - التي هي في صورة العقدة – في صورة اعتراض معقد خداعا لكي يُضلوا الناس، ويضيفون من عندهم الحواشي على الأمور النظرية، وهؤلاء الناس على نوعين أحدهما الأعداء الصريحون وأعداء الدين مثل القساوسة الذين ينحتون مثل هذه الاعتراضات، والثاني المشايخ الذين لا يريدون التخلي عن أخطائهم، ويعقدون بأنفاحهم النفسانية دين الله الذي هو دين الفطرة، ويملكون طبع الإناث حيث لا يقدرون على أن يبرزوا إلى الميدان لمواجهة أي من رجال الله، وإنما يريدون أن يجعلوا اعتراضاتهم عُقدا لا تنحل من خلال التحريف والتبديل فيها، وهكذا يضعون العراقيل في سبيل المصلح

Page 196

۱۸۲ المبعوث من الله.إنهم يكذبون القرآن الكريم حيث يصرون على مواقف مخالفة لمشيئته، ويدعمون الأعداء بأفعالهم المعادية للقرآن والمتفقة عقائد الأعداء، مع وبذلك يريدون أن يجعلوا تلك العقد لا تنحل بالنفخ فيها، فنحن نعوذ بالله من شرورهم وفتنهم كما نعوذ بالله من شرور الحاسدين الذين يفكرون في طرق الحسد، ونعوذ من الزمن الذي يحسدون فيه.وحده.وقل لهم أن ادعوا الله قائلين: نعوذ بالله من شر الشيطان الوسواس الذي يثير الوساوس في قلوب الناس، ويريد أن يصرفهم عن الدين أحيانا بنفسه وأحيانـــــا.أخرى عن طريق أحد الناس نعوذ بالله الذي هو رب الناس والذي هو ملك الناس وهو إله الناس.وفيه إشارة إلى أنه سيأتي زمان لن تبقى فيـه مـواســــاة إنسانية التي هي أصل الربوبية، ولن يبقى عدل حقيقي الذي هـو الشــرط للملوكية، ولن يبقى عندئذ ملجأ يلجأ إليه المتعرضون للمصائب غير الله كل هذه الكلمات تشير إلى الزمن الأخير يوم يرتفع من العالم الأمن والأمانة.باختصار، قد ذكر القرآن الكريم المَغضُوبِ عَلَيْهِمْ والضَّالِّينَ) في بدايته وفي آخره أيضا كما تدل عليه صراحة آية (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وورد هذا الاهتمام الإضافي من أجل التأكيد، لكي لا تبقى نبوءة ظهور المسيح الموعود وغلبة النصارى نظريةً فحسب، بل تتألق كالشمس.واعلموا أنه قد ورد في القرآن الكريم أيضا أن اتخاذ المسيح البشر إلها هو أمر خطير هائل عند ويثير غضبه لدرجة أن تكاد السموات يتفطرن منه.وفي ذلك أيضا إشارة خفية إلى أن الدنيا عندما توشك على النهاية سوف يطوى صف الناس بسبب دينهم هذا.ومن هذه الآية أيضا يفهم يقينا أنه مهما كان الإسلام غالبا ومهما كانت جميع الأمم كالحيوان الميت، إلا أنه من المقدر ألا تنقرض المسيحية إلى الله

Page 197

يوم ۱۸۳ القيامة، بل سوف تزداد ذريتها، وسيوجد أناس كثيرون يؤمنون بألوهية المسيح كالأنعام دون أدنى تفكير حتى تقوم عليهم القيامة.هذا تفسير آيات القرآن الكريم ومرادها وهو ليس منا.فعقيدة معارضينا المسلمين بأن مهديا سفاكا سيظهر في الزمن الأخير وسوف يُهلك جميع النصارى ويخضب الأرض كلها بالدماء، ولن ينتهي الجهاد ما لم يظهر ذلك المهدي، وما لم يهلك بسيفه العالم، فكلها أكاذيب تناقض وتنافي النص الصريح للقرآن الكريم وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ويجب على المسلم أن لا يؤمن بأي من هذه الأمور قطعا، بل الجهاد الآن حرام قطعا، وإنما الجهاد كان مسموحا به عندما كان يُرفع السيف ضد المسلمين بسبب الدين.أما الآن فقد هبت رياح كره كلِّ الأقوام القتل باسم الدين، و لم يكن الجهاد في الأزمنة السابقة عند المسلمين فقط، بل كان عند النصارى أيضا، فهم أيضا قد قضوا على آلاف من عباد الله من أجل الدين.أما الآن فهم أيضا قد تخلوا عن هذه الأعمال الباطلة، ويلاحظ أن الناس قد تحلوا بصفة عامة بالفهم والتحضر والرفق.لهذا من المناسب أن يكسر المسلمون أيضا سيف الجهاد ويصنعوا أدوات الحرث.لأن المسيح الموعود قد ظهر وانتهت جميع أنواع الحروب في الأرض، أما الحروب السماوية فباقية وستكون بالمعجزات والآيات لا بالسيوف والبنادق.وهذه هي الحروب الحقيقية التي يقوى بها الإيمان ويزداد نور اليقين.أما الجهاد بالسيف فمحل اعتراض لدرجةٍ لو لم يكن عند أهل الإسلام في صدر الإسلام وأوائل الزمن عذرٌ أنهم رفعوا السيف حين مزقوا بهجمات الأعداء الباطلة وكادوا يُقضى عليهم، لكان الجهاد وصمة عار على جبين الإسلام.المائدة: ٦٥

Page 198

١٨٤ التحفة الفولروية الله أولئك الصلحاء والصادقين آلاف الرحمات وأمطر عليهم أفضاله، الذين بعد شرب كأس الموت قد أعادوا كأس الأعداء نفسها إليهم لبقاء الإسلام وذرياتهم.لكن أي مصيبة وآفة يواجهها المسلمون الآن ومن ذا الذي يهلكهم حتى يرفعوا السيف بغير حق، ويُخفوا في نفوسهم أمنية الجهاد، وبسبب هذه الأمنيات الخفية الكامنة في قلوب أكثر المشايخ تسفك كل يوم دماء الأبرياء في إقليم سرحد.ففي رقبة من كلُّ هذه الدماء؟ إني لأقول دون وجل أو خوف إنها في رقاب أولئك المشايخ الذين لا يبذلون جهودا كافية إخلاصا للقضاء على هذه البدعة.هناك أمر يجدر بيانه بشيء من التفصيل وهو أننا قد بينا قبل قليل أن الله علم المسلمين دعاء في الفاتحة أن يسألوا الله على الدوام صراط الفريق المنعم جميع عليهم، وإنّ مصداق المنعم عليهم بصفة كاملة من حيث كثرة العــــدد وصـــفاء الكيفية والحصول على نعماء حضرة الأحدية في ضوء النص القرآني الصريح والأحاديث المتواترة لحضرة المرسَل الرباني فريقان فقط؛ أحدهما فريق الصحابة، والفريق الثاني جماعة المسيح الموعود؛ لأن هذين الفريقين كليهما تربيا على يدي وليسوا بحاجة إلى اجتهادهم الشخصي، والسبب أن في الفريق الأول النبي كان يقيم النبي الله نفسه والذي كان يتلقى الهدى مباشرة من الله ثم ينفخ الهدى نفسه في قلوب الصحابة بتركيز النبوة الطيب، وكـــان مــــربيهم دون أي توسط، وفي الفريق الثاني المسيح الموعود الذي يتلقى الإلهام من الله وينال فيضــــا من روحانية النبي الا الله.لذا فإن جماعته أيضا ليست بحاجة إلى اجتهاد عقيم، كما يُفهم من آية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهم..أما الفريق المتوسط الذي سماه الجمعة: ٤

Page 199

110 النبي بالفيج الأعوج وقال بحقه ليسوا منّي ولست منهم"" فهذا الفريق ليس في الحقيقة مصداق المنعم عليهم.صحيح أنه كان في زمن الفيج الأعوج صالحون وأهل الله أيضا مقابل جماعة كبيرة للضالين، كما بعث على رأس كـــل قــــرن مجددون أيضا.لكن بحسب منطوق الآيتين: ثلة مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَتُلَّةٌ مِنَ الْآخِرينَ ، فإن الحزب المحمدي، الخالص الطاهر من كل أنـواع الشوائب والمتمتع بإيمان مغسول بالتوبة النصوح ودقائق العرفان والعلم والعمل والتقوى، جماعة كثيرة العدد، فله في الإسلام فريقان فقط ؛ أي فريق الأولين وفريــق الآخرين..أي الصحابة وجماعة المسيح الموعود.فلما كان الحكم علـــى كثـــرة العدد وكمال صفاء الأنوار فإن المراد من جملة أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ في سورة الفاتحة هذان الفريقان حصرا، أي رسول الله ﷺ مع جماعته، والمسيح الموعـــود مــــع إن كلمة "مني" الواردة في هذا الحديث أي "ليسوا مني" قد وردت نفسها في الحديث الذي أورده أبو داود في كتابه أي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني"، أي المهدي الذي هو مني، أي سيأتي حاملا سيرتي وأخلاقي.وواضح أن المراد من "مني" ليس أنه من قريش وإلا كان الحديث يفيد فقط أن المهدي سيكون من قريش ولا يتضمن أي مفهوم سامٍ آخر، بينما التفسير الذي قدمناه لـ "مني" أي أن يكون المرء وارثا ظليا لأخلاق النبي ﷺ وكمالاته ومعجزاته والكلام المظهر للمعجزات، فيثبت منه صراحة أن المهدي من زمرة الكمّل، وهو ظل النبي في كمالات أخلاقه، وهذه هي الإشارة العظيمة التي تُستنبط من لفظ "مني"، ، وإلا فإن كون المرء من قریش ماديا لا تتحقق منه أي فضيلة، بل في هذه الحالة يمكن أن يكون أي ملحد وسيئ العاقبة أيضا مصداق هذه الكلمة.باختصار؛ إذا فسر أحد لفظ "مني" بأن المراد منه الانتماء إلى قريش فهذا باطل وسخف تماما، وإلا يستلزم أن يكون المراد من الذين الذين ليسوا من قريش وهذا المعنى باطل صراحة.منه تشملهم ۲ كلمة "ليسوا مني" جميع الواقعة: ٤٠-٤١

Page 200

١٨٦ التحفة الفولروية جماعته وملخص القول إن الله الا الله منذ البدء قد بين لهذه الأمة فريقين، وإليهما أشير في جملة أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ في الفاتحة، (۱) أولهما الأولون، وهم جماعة النبي (۲) والثاني الآخرون ، وهم جماعة المسيح الموعود.أما الأفراد الكمل في الزمن الوسطي - المسمى بالفيج الأعوج - فقد عُدُّوا كالشاذ والنادر بسبب قلـــة عددهم وكثرة الأشرار والفجار وهجوم جيوش الأديان الباطلة والعقائد السيئة والأعمال السيئة.ومع ذلك ظل الصالحون من الأمة المحمدية حتى في هذا الزمن الوسطي يتواجدون كالنهر العظيم رغم طوفان البدع بالمقارنة مع الأديان الأخرى.على كل حال، إن علم الله ورسوله الذي لا يتطرق إليه الخطأ، يفيـــد حصرا بأن الزمن الوسطي الذي هو بعد زمن النبي الله، بل بعد زمن خير القرون وهو قبل زمن المسيح الموعود، لهو الفيج الأعوج..أي زمن الفريق المعــــوج الخالي من الخير إلا نادرا.هذا هو زمن الفيج الأعوج الذي قال النبي ﷺ بحقهم ليسوا منّي ولست "منهم أي لا صلة لهم بي.ففي هذا الزمن حصرا قد ظهرت آلاف البدع والعادات الخبيثة التي لا حصر لها، وكل أنواع الشرك في ذات الله وصفاته وأفعاله، والمذاهب النجسة الكثيرة التي بلغ عددها ٧٣.والإسلام الذي كان قد جاء بمثل الحياة الفردوسية، قد تلطخ بالأرجاس كما تكون الأرض الميتة المنتنة المليئة بالنجاسات.كفى ذما لهذا الفيج الأعوج كلمات.كلمات خرجت من فم کله من النبي ﷺ في وصفهم، ومن ذا الذي يمكن أن يبين سوء زمن الفيج الأعوج أ النبي فعن هذا الزمن قال النبي ﷺ : إن الأرض ستمتلئ جورا وظلما.أما زمن المسيح الموعود، أي القرن الرابع عشر من أوله إلى آخره وجزء آخر مـــــن الزمن الذي يساوي خير القرون ويفوق زمن الفيج الأعوج فهو زمن مبارك قد قدَّر فضل الله وَجُوده أن يتصبغ مرة أخرى بصبغة الصحابة من جديد.وستهب السماء رياح بحيث تقل تلقائيا فرق المسلمين الثلاث والسبعون هــــذه الــــي من

Page 201

التحفة الفولروية منهم ۱۸۷ كلها عار على الإسلام ومسيئة إلى هذا النبع الطيب إلا واحدة.وستنقرض مـــــن على وجه الأرض جميع الفرق الخبيثة التي توجد في الإسلام وتنافي حقيقته وتبقى فرقة واحدة فقط تكون على سيرة الصحابة له.ويمكن أن يتأمل كل إنسان كم هو قليل عدد الفرق العاملة بدقة بتعاليم القرآن الكريم في الوقت الراهن، وهـــم فريق واحد من ضمن جميع فرق المسلمين الثلاث والسبعين.ثم إن الذين أصبحوا لله فقط انقطاعا عن كل أنواع الهوى والنفس والخلق و لم تبق أي شائبة خبث في أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم ونياتهم وخواطرهم، لهم بمترلـــة الكبريت الأحمر في هذا الزمن.باختصار، يمكن الإدراك جيدا - نظرا لجميـــع تفاصيل -الفتن أن الوضع الراهن للإسلام لا يبشر بخير وليس جديرا بأي فرحة؛ إذ قد اجتمعت فيه مفاسد كثيرة، وقد أصابت كل فرقة إسلامية آلاف ديــــدان البدع والإفراط والتفريط والخطأ والتجاسر والتباهي، وقد ولدت فيه مذاهب كثيرة تعادي عداء شرسا أهداف الإسلام من التوحيد والتقوى وتهذيب الأخلاق واتباع النبي الله الكريم رغم ادعائها الإسلام.باختصار ؛ هذه هي الأسباب التي بالنظر إليها يقول الله تعالى: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ، أي أنّ الجماعة الكبيرة من الأبرار والأخيار التي لم تتلطخ من المذاهب السيئة اثنتــــان فقط؛ جماعة الأولين..أي جماعة الصحابة الذين تلقوا التربية وجماعة الآخرين الذين بسبب التربية الروحانية للنبي ﷺ يُعدّون علــــى ســــيرة الصحابة، كما يُفهم من آية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ).فهاتان الجماعتان حصرا مـــــن المنعم عليهم في الإسلام على وجه ،حقيقي، وإن إنعام الله عليهم يتمثل في أن الله خلصهم من أنواع الأخطاء والبدع المتنوعة وطهرهم من كل أنواع الشرك، و وهب لهم التوحيد الخالص والنيّر ، فلا يُحسبُ الدجال إلها، ولا ابن مريم شريكا في الصفات الإلهية، وقوّى إيمان هذه الجماعة من خلال آياته وجعلها بيده جماعة

Page 202

۱۸۸ طيبة.إن الذين يتلقون الإلهام الإلهي منهم والمنجذبين بجذب إلهي خاص، فهـــم على سيرة الأنبياء، أما الذين يُبدون الصدق والإخلاص منهم بأعمالهم ويعبدون الله لحبهم الذاتي له لا طمعا في أي مصلحة فهم على سيرة الصدِّيقين.أما الذين يتحملون الأذى أملا في الحصول على نعماء الآخرة ويغامرون بأرواحهم نتيجة مشاهدتهم يومَ الدين بعين القلب، فهم على شاكلة الشهداء، والذين يجتنبـــون كل أنواع الفساد فهم بمنزلة الصلحاء، وهذا هو الهدف المتوخى للمسلم الصادق، أن يطلب هذه الدرجات وأن لا يتوانى في التحري ولا يتكاسل ما لم يحصل عليها.أما الجماعتان اللتان ذُكرتا مقابل هؤلاء فهم المغضـــوب عـلـيـهـم والضالون.وعُلّمنا في الفاتحة نفسها أن ندعو الله أن يحمينا من أن نكون منهم، وهذا الدعاء عندما يردَّد كاملا..أي حين يقال: ربَّنا اجعلنا "الذين أنعمت من منهم عليهم" واجنبنا أن نكون من "المغضوب عليهم والضالين"، يتبين بجلاء أن في الله هناك فريقًا من المنعم عليهم معاصرا للمغضوب عليهم والضالين.ثم لما كـــان المراد من المغضوب عليهم في هذه السورة يقينا من سوف ينكرون المسيح الموعود ويكفرونه ويكذبونه ويسيئون إليه، فلا شك أن المراد من المنعم عليهم بمحاذاتهم من يؤمنون بالمسيح الموعود بصدق القلب ويعظمونه من صميم الفؤاد، وهم من أنصاره ويشهدون على صدقه أمام العالم.أما الضالون فالمراد منهم النصارى، كما بينا سابقا بشهادة النبي الله وجميع أكابر الإسلام.والدعاء بألا نكون منهم لقد أورد البيهقي في "شعب الإيمان" رواية عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال إن المراد من المغضوب عليهم في الفاتحة هم اليهود، ومن الضالين النصارى.وأخرج عبد الرزاق وأحمد مسنده وعبد بن حميد وابن جرير والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن شقيق قال «أخبرني من سمع النبي ﷺ وهو بوادي القرى على فرس له،

Page 203

۱۸۹ يتصبغ بصبغة النبوءة، لأنا قد كتبنا سلفا أن في زمن النبي ﷺ لم يكن للنصـــــارى أي شأن يذكر ، بل كانت سلطنة الفرس قوية وذات شوكة، وكانت البوذية من بين الأديان من حيث عدد الأتباع متفوقة على جميع الأديان، كما كان دين المجوس أيضا قويا ومتحمسا وكان الهندوس أيضا بالإضافة إلى اتحادهم القومي حائزين على شوكة وسلطنة وكثرة عددية والصينيون أيضا كانوا أقويا جــــــدا.فهنا ينشأ السؤال بالطبع: لماذا لم يعلمنا الله دعاء لاتقاء شر جميع هذه الأديــــان القديمة التي كانت لها سلطة قديمة وقوية، وكانت أوضاعها متقدمة جـدا مـــــن حيث الاتحاد القومي والثروة والقدرة والقدم والأسباب الأخرى؟ ولماذا علمنا الدعاء لاجتناب فتنة الأمة المسيحية التي كانت ضعيفة نسبيا؟ فإنما جواب ذلك الذي يجب أن يُتذكر جيدا، أنه كان مقدرا في علم الله أن هذه الأمة ستظل تتقدم يوما بعد يوم، حتى تنتشر في العالم كله وستبذل جميع الوسائل الممكنة لأن يعتنق الناس دينها.سواء بالعلوم أو بالإغراء بالأموال وبالأخلاق والكلام المعسول، وببريق الثروة والشوكة وبشهوات النفس والإباحة والتحرر.وسيستترفون الجهود، سواء بإثارة الاعتراضات والطعن أو كفالة المرضى والفقراء والمساكين والأيتام، ليدخلوا في دينهم أي سفيه شقي أو طماع أو شهواني أو طالب جاه أو عديم حيلة أو مسكين أو يتيم أبوين بالسيطرة عليه.باختصار؛ كانت للإسلام فتنة عظيمة لم تسبق لعين الإسلام رؤية نظيرها، وكان الإسلام عرضة لابتلاء عظيم يُخشى منه هلاك مئات الألوف من الناس.لهذا قد علمنا الله في سورة الفاتحة التي افتتح بها القرآن الكريم دعاءً لاجتناب هذه الفتنة المهلكة، وسأله رجل من بني العين فقال: من المغضوب عليهم يا رسول الله؟ قال: اليهود قال: فمن الضالون؟ قال : النصارى» الدر المنثور.منه

Page 204

۱۹۰ وليكن معلوما أن هذه نبوءة عظيمة في القرآن الكريم لا تماثلها نبـــوءة أخـــرى درجةً، لأنه صحيح أن القرآن الكريم زاخر بنبوءات كثيرة قد تحققت في زمنــــا هذا، كنبوءة اجتماع كسوف الشمس والقمر المستنبطة من آية ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، ونبوءة تعطل العشار ومد سكة الحديد بين مكة والمدينة التي تفهـــم بوضوح من آية (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، لكن الله قد اهتم كثيرا بنشــــر هـذه النبوءة وأن يذكرها أفراد الأمة دوما.لأنه علمها كدعاء في هذه السورة..أي في الفاتحة، ويردده عشرات ملايين المسلمين خمس مرات في فرائضهم وصلواتهم.ومن المستحيل أن لا يخطر ببال أذكياء المسلمين أنه إذا كانت فتنة الدجال في رأي عامة المسلمين في العصر الراهن أكبر الفتن لهذه الأمة، التي ليس لها نظير منذ آدم إلى نهاية العالم ، فلماذا أهمل الله ذكر هذه الفتنة العظيمة في هذا الدعاء العظيم الذي يرجى له القبول لكونه يُردَّد كثيرا ويتضرع به دوما في أوقات مباركــــة؟ فلماذا لم يعلمنا الدعاء على النحو التالي: غير المغضوب عليهم ولا الدجال"؟ فجواب ذلك أن الدجال ليس فرقة منفصلة، ولا يوجد هناك شخص سيملك العالم بفرض السيطرة على النصارى والمسلمين، لأن هذه الفكرة تنافي تعليم القرآن الكريم تماما ، ذلك لأن الله الله قد خاطب المسيح قائلا: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، أي يا عيسى إن الله سيجعل أتباعك الحقيقيين أي المسلمين والذين يدعون اتباعك أي النصارى فقط، فوق الذين عادوك وأنكروك وكذَّبوك، إلى يوم القيامة.فالجلي الآن أن الدجال ۲ القيامة: ١٠ التكوير: ٥ آل عمران: ٥٦

Page 205

التحفة الفولروية ۱۹۱ الافتراضي لمعارضينا المشايخ أيضا سيُنكر عيسى ال، فإذا غلب على النصارى والمسلمين وجعلت سلطة العالم وحكومته في يده فهذا يستلزم تكذيب القرآن الكريم، ويُثبت بطلان كلام الله، لا من ناحية واحدة فحسب بل من ناحيتين والعياذ بالله؛ (۱) أولاهما أن الأمم التي وعدت بأنها ستظل غالبة وحاكمة إلى يوم القيامة لن تبقى كذلك في هذه الحالة.(۲) وثانيتهما أن الأمم الأخرى التي وعدت بأنها ستكون مغلوبة لن تبقى مغلوبة بل ستكون هي الغالبة.وإن قيل إنه وإن كانت سلطنة تلك الأمم وقوتها وثروتها ستبقى إلى يوم القيامة، ونحن نقبل ذلك، إلا أن الدجال أيضا سيصبح حاكما أو واليا كالراجا الصغير أو الزعيم على عشرة أو عشرين أو خمسين أو مائة قرية فهذا القول أيضا ينافي بيان القرآن الكريم، لأنه إذا كان الدجال عدوا لجميع الأنبياء عليهم السلام لدرجة أن يعدّهم مفترين ويدعي بنفسه الألوهية، وجب بموجب منطوق الآية أن لا يُجعل ذلـــك الطاغية حاكما لساعة واحدة حتى لا يحدث خلل في مضمون آية ﴿فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا.وبالإضافة إلى ذلك حين قبل أن سلطنة الدجال ستقوم في كل بلد إلا الحرمين الشريفين، فكيف يتحقق صدق آية وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؟ بل لا بد من الإيمان بعد قيام سلطنة الدجال أن الوعد الذي قطع مع أتباع المسيح بأنهم سيبقون متفوقين وغالبين دوما، سيتحول إلى الدجال لمدة أربعين عاما.فالذي يؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله وحق، فلا بدّ أن يعد الاعتقاد المؤدي إلى تكذيب كلام الله كفرا صريحا.تفكروا أنتم وتدبروا أنه إذا كان من واجبنا الإيمان بموجب آية وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أن الحكومة والسلطنة ستبقى في المسلمين والمسيحيين إلى القيامة، وأن الذين يُنكرون المسيح لن يحكموا البلاد الإسلامية أبدا حتى تأتي يوم :

Page 206

۱۹۲ القيامة، فأين المجال للدجال؟ فهل من الإسلام في شيء ترك القـــرآن الكريم والتمسك بحديث ينافي منطوقه الصريح، وأمر ظني فقط؟ وإذا طرح سؤال: كيف نؤول الأحاديث التي ورد فيها ظهـور الــدجال وادعاؤه النبوة أولا ثم الألوهية؟ فجواب ذلك أنه ليس ثمة أي حاجة لتأويلكم، إذ قد بينت الأحداث معنى هذا الحديث، حيث يشير إلى قوم يُظهرون بأعمالهم أنهم ادعوا النبوة والألوهية أيضا؛ فهم يدعون النبوة بتحريفهم كتاب الله وتبديله وأنواع تدخلاتهم الناتجة عن منتهى التجاسر والتجرؤ والتباهي لدرجة يقومون حينها بتصرفات من عندهم ويشوهون الترجمات عن عمد وكأنهم بأنفسهم يدعون النبوة، فهذا ادعاء النبوة.فاسمعوا الآن عن شرح ادعائهم الألوهية، وهو أن رسول الله ﷺ يقول إنهم في أعمال الابتكار والصنعة وإدراك كنه أفعال الله سيكونون حريصين جدا على أن يقلدوا كل شئون الألوهيــة والصنعة وكأنهم يدعون الألوهية، سيريدون مثلا أن يكسبوا القدرة على إنزال المطر وإمساكه وتوفير المياه بكثرة وتجفيف المياه وتصريف الرياح وإمساكها إن اشتغال المرء في أعمال الابتكار والصنعة باعتدال وتواضع واحترام العبودية مراعيا عظمة الربوبية وجلال الألوهية ووحدانية صفات البارئ، هو أمر.أما أن يُظهر أنانيته عند أي اختراع مقابل الله له استهزاء بقضاء الله وقدره بدافع التكبر والأنانية، فهذه هي الدجالية.ولا نقصد من كلمة الدجال ما يبينه المشايخ المعاصرون، إذ يعدونه شخصا يقاتلونه؛ ذلك لأن القتال من أجل الدين ممنوع في رأينا سواء كان الدجال أو غيره.إنما المواساة الصادقة واجبة تجاه كل أصناف المخلوقات ؛ فأفكار القتال كلها باطلة، وإنما المراد من الدجال الفرقة التي تحرف كلام الله، أو الذين يتغافلون عن على شاكلة الملاحدة.فلا يضمر في هذه الكلمة أي مدلول خطير قط، بل إن هذه الكلمة مرادفة للمحرف أو الله الملحد.منه

Page 207

۱۹۳ و استخراج كل أنواع جواهر المناجم بأيديهم.فالخلاصة أنهم سيسعون للسيطرة على كل أفعال المخلوقات الطبيعية حتى أنهم سيبذلون الجهود لينجحوا في تثبيت الحمل من خلال إلقاء النطفة الإنسانية في أي رحم يريدونه بأداة مثل الحقنة، ويُحيوا الأموات بطريقة معينة ويطيلوا الأعمار ويطلعوا علـــى أمـــــور الغيب لدرجة سيتمكنون حينها من التحكم التام في النظام الطبيعي بأسره، ولن يبقى أمامهم أي شيء مستحيلا.ولما كان أدب الربوبية وعظمة الألوهية سوف يرتفع من قلوبهم نهائيا وسيبحثون باستمرار عن التدابير والأسباب - على شاكلة المقاتل في الحرب ليصرفوا القدر الإلهي، فسوف يُعدون في السماء كأنهم يدعون الألوهية.وإنني أقسم بالذي نفسي بيده أن هذا المعنى هو الحــــق حصرا، أما ما ورد في الأحاديث عن الدجال أن إحدى عينيه ستكون عميـــاء والأخرى عنبة طافية، فمعنى ذلك أن الحزب المتصف بصفات الدجال سيكون إبصار إحدى عينيه ضعيفا، حيث تتراءى لها وجوه الحقائق ضبابية، أما العـــين الثانية فستكون عمياء نهائيا، فلن ترى شيئا، كما أن هذه الشعوب التي أمامنــــا تؤمن بالتوراة نوعا ما وإن كان إيمانها ناقصا وخاطئا، لكنها لا ترى القرآن الكريم، فكأن إحدى عينيها عنبة طافية.أما التي كانت سترى بها القرآن الكريم فعمياء تماما.فهذه صورة كشفية للدجال وتعبيرها أنهم لن يعرفوا الكتـ الإلهي الأخير.والواضح أنه بحسب هذا التعبير المعقول والأقرب إلى القياس لم تبق أي حاجة إلى البحث عن أي دجال جديد بل إن الدجال هم الحزب الذي كذب القرآن الكريم، والذين أعطاهم الله الكتاب لكنهم لم يعملوا بــه وقاموا بالتحريف وكأن كتابا جديدا قد نزل، بالإضافة إلى تدخلهم في شئون القضاء والقدر لدرجة أن ارتفعت عظمة الله من القلوب نهائيا.فهم من ناحية يدعون النبوة، ومن ناحية أخرى يدّعون الألوهية.فهذا هــو مفاد جميع

Page 208

١٩٤ الأحاديث، وهو ينسجم مع القرآن الكريم، وبذلك فقط يزول الاعتراض المحتمل على دعاء وَلاَ الضَّالِّينَ) وهذا الأمر تشهد عليه سلسلة الأحــداث شهادةً قوية ولا يسع أي منصف إلا أن يقبل.وصحيح أن عددا كبيرا من المسلمين يخطئون في تفسير كلمة الدجال تفسيرا خاطئا وخطيرا.إلا أن الأمر الذي ثبت خطؤه من نصوص القرآن الكريم الصريحة ونصوص الأحاديث الواضحة المنسجمة مع القرآن الكريم وصدقه العقل السليم، لا يمكن أن يُعدّ خاطئا بسبب الأفكار الخاطئة لإنسان واحد أو عشرة ملايين إنسان.وإلا يستلزم أن يكون الدين الذي أتباعه أكثر عددا في الدنيا هو الصادق حصرا.باختصار؛ قد بلغ هذا الإثبات ،كماله وإذا لم يرتدع أحد حتى الآن من التعنت والعناد فهو عار من الحياء ويتجاسر على تكذيب القرآن الكريم.إن الأحاديث الواضحة التي تبين حقيقة الدجال بحسب مراد القرآن الكريم كثيرة، إلا أننـــا نورد هنا واحدا منها مثالا وهو يخرج في آخر الزمان دجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن...ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل أبي يغترّون أم عليَّ يجترئون حتى حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة..إلخ "؟ (كنز العمال، مجلد ٧، صفحة ١٧٤) أي سيظهر الدجال في الزمن الأخير ويكون حزبا دينيا يخرج في كل مكــان مـــــن العالم، وسوف يخدعون طالبي الدنيا بالدين، أي سوف يعرضون عليهم أموالا كثيرة ليدخلوهم في دينهم ويُغرونهم بكل أنواع الراحة واللذة الدنيوية، ومـــن أجل أن يعتنق أحد دينهم سيظهرون في جلود الضأن وستكون ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب.وسيقول الله عز وجل هل يغترون بحلمى إذ لا أستعجل في البطش بهم، وهل يتجاسرون على الافتراء علي؟ أي لماذا

Page 209

۱۹۵ ينصرفون إلى التحريف في كتبي لهذه الدرجة، ولقد أقسمت بأني سأبعث منهم فتنة لهم.انظروا كنز العمال.فقولوا الآن هل يبدو من هذا الحديث أن الدجال شخص واحد؟ ألا تنطبق جميع هذه النعوت التي وصف بها الدجال على قوم في العصر الراهن؟ ولقد سبق أن أثبتنا من القرآن الكريم أن الدجال اسم جماعة لا شخص واحد، وفي هذا الحديث المذكور آنفا تصرح صيغ الجمع التي استخدمت للدجال مثل "يختلون، يلبسون ويغترون ويجترئون وأولئك ومنهم بأعلى صوت أن الدجال جماعة لا شخص واحد.وإن عدم تكذيب القرآن الكريم بيان الكتب الإلهية السابقة بأن يأجوج ومأجوج المذكورين فيها وفي القرآن الكريم أيضا هم شعوب أوروبية، برهان قوي على معاني الدجال التي بيناها، كما أن بعض الأحاديث أيضا تصدق بيان التوراة هذا، وإن تماثيل يأجوج ومأجوج الحجرية ما زالت موجودة في لندن من زمن قديم فحين نلقي نظرة متكاملة على كل هذه الأمور، يبدو لنا هذا الإثبات بدرجة عين اليقين وتتبخر جميع الأفكار الدجالية خلال لحظة.وإذا لم أحد الآن بأن الحقيقة الحقة ما يُفهم من الجملة الأخيرة من سورة الفاتحة أي وَلَا الضَّالِّينَ فكأنه لا يقبل عدم ضرورة الإيمان بتعليم القرآن يقبل حتى هي الكريم فحسب، بل يرى رفع خطوة خلافه مجلبة ثواب عظيم.فينبغي أن يفكر المتعطشون لدمائنا- بسبب المعارضة في هذه المناسبة خشية الله - كم هم يحاربون كلام الله المقدس كالأعداء.وإن كانت عندهم على سبيل الافتراض كومات من الأحاديث يتبين منها كيان مخيف للدجال المعهود الذي لضخامة جسمه يحتاج إلى مركبة تكون المسافة بين أذنيها ٣٠٠ ذراع تقريبا وله سيطرة على الأرض والسماء والقمر والشمس والأنهار والرياح والأمطار،

Page 210

١٩٦ التحفة الفولروية إلا أنه لن يتأتى لهم إثبات كائن مهيب من هذا النوع.فإن قبول وجود الكائن المناقض لقانون الطبيعة في عصر العقل والقياس وصمة عار على جبين الإسلام.وعلى أقصى تقدير ستكون بأيدي المسلمين أيضا قصة سخيفة لإضحاك الناس على شاكلة "مهاديو" و"بشن" و"برهما" عند الهندوس، وستناقض تماما نبوءة: وَلَا الضَّالِّينَ القرآنية، وتعليمه التوحيد أيضا.ولا شك في أن قبول كائن يملك القدرة الإلهية والتدبير الإلهي كله حتى لو كان لمدة قصيرة، هو نوع من الشرك الذي لا نظير له حتى عند الهندوس ولا عند الصينيين ولا عند المجوس.فالمؤسف أن أهل الحديث الذين يُدعون موحدين يتبرأون من الشرك الذي هو أصغر من الفأرة ويُدخلون في بيوتهم شركا هو أكبر من الفيل! إن توحيد هؤلاء لمتين جدا وغريب إذ لا يتأثر ولا يحدث فيه أي خلل حتى بعد إيمانهم بأن عيسى بن مريم شريك الله في الخالقية بالتساوي.ومما يثير الغرابة أن هؤلاء الذين يدعون التوحيد وإصلاح المسلمين ولم شملهم هم أنفسهم يركزون على الله مثل هذا النوع من الشرك، ويحسبون المسيح بل الدجال أيضا يتصفان- مثل بصفات الألوهية التي لا حصر لها.ومن العجيب أن ملكوت الله أيضا في نظرهم غير متره من أمثال هؤلاء الشركاء، ومع ذلك هم يُعدون كبار الموحدين وأهل الحديث.فمن ذا الذي يصفهم مشركين؟! وهؤلاء يمنون كثيرا على المبشرين المسيحيين في الحقيقة - سواء قبل ذلك النصارى أم لا- إذ يقربون إلى المسيحية بكل سهولة مسلما يتمسك بهذه العقائد التي يعلمها هؤلاء المشايخ عن المسيح والدجال حتى يستطيع قسيس مازحا أن يردّهم عن دينهم خلال دقائق معدودة.ولا ينبغي التفكير في كيفية انتفاع النصارى إذا منح الدجال صفات الألوهية؟ وإن كان الإيمان بوجود هذه الصفات في المسيح مفيدا، لأنه حين اعترف بحق عدو الدين وخبيث الطبع كالدجال أنه قادر برغبته على إنزال

Page 211

۱۹۷ المطر، وإحياء الموتى، وإمساك المطر، وعلى أعمال أخرى خاصة بالإله، فقد تبين بذلك بكل جلاء، أنه إذا كان عدو الله يمكن أن يرتقي إلى مرتبة الألوهية، وأنه إذا حصل في النظام الإلهي خلل وفساد لدرجة سيتمكن حينها الدجال أيضا إظهار الألوهية الزائفة لمدة أربعين عاما أو أربعين يوما؛ فأي إشكالية من تبقى في ألوهية عيسى الل؟ فينبغي أن يُضمِر القساوسة آمالا كبيرة في تعميد العليا؟ هؤلاء، والحقيقة أنه لو لم يضع الله الله الأساس من السماء لجماعته هذه في الزمن الحرج لانضمت أرواح آلاف المشايخ إلى روح القس عماد الدين بسبب هذه العقائد، إلا أن الصعوبة أن غيرة الله ووعده عن رأس القرن قد حال دون نجاح القساوسة هذا، أما المشايخ فلم يكونوا قد قصروا في ذلك شيئا.إن العقلاء يعرفون جيدا أن الله الا الله من أجل تقدم الإسلام في المستقبل ولحماية الإسلام من هجمات القساوسة في المستقبل قد دحض بإرسالي جميع الأمور التي بناء عليها عُدَّ المسيح مرفوعا إلى السماء حيًّا، وعُدّ هو وحده رسولا حيا ورسولا بريئا ومعصوما من مس الشيطان ومحبي آلاف الأموات وخالق طيور لا حصر لها، وشريك لها، وشريك الله في نصف قدراته تقريبا، بينما اعتبر بقية الرسل موتى وعاجزين وملطخين بمس الشيطان و لم يخلقوا حتى ذبابة واحدة؛ فقد كسر الله بإرسالي كل هذا الافتراء وطلسم الكذب، وطواه طي السجل، وأجلس عیسى بن مريم بعد أن نزع عنه جميع الزوائد على الدرجة العادية للإنسان.فلم يبق له أدنى تميز عن أفعال سائر الأنبياء وخوارقهم وأشرقت كالشمس المحامد العالية لسيدنا ومولانا نبي الورى محمد المصطفى الله من كل النواحي.يا ربنا أنى لنا أن نشكرك على مننك؛ فقد أخرجت الإسلام والمسلمين من القبر المظلم والضيق، وأرغمت كل مفاخر النصارى بالتراب وتبت أقدامنا نحن المحمديين على منارة عالية ورفيعة جدا، لقد رأينا آياتك النيرة على الرسالة المحمدية بأم وتعالى

Page 212

۱۹۸ التحفة الفولروية أعيننا، لقد شاهدنا الخسوف والكسوف في رمضان الذي تنبأ به كتابك القرآن ونبيك قبل ثلاثة عشر قرنا ولقد شاهدنا بأم أعيننا تحقيقا لنبوءة كتابك ونبيك، اندثار ركوب الجمال بابتكار القطار، وعن قريب ستتعطل هذه المراكب على طريق مكة والمدينة أيضا.نحن شاهدنا تحقق نبوءة كتابك في وَلاَ الضَّالِّينَ أيضا بكل جلاء ووضوح وأيقنا بأن هذه هي الفتنة التي ليس لها نظير في الحقيقة في إلحاق الضرر بالإسلام منذ آدم إلى يوم القيامة.إذ كانت هذه الفتنة الجسيمة وحيدة لمقاومة الإسلام فقد ظهرت والآن ليست هناك أي فتنة كبيرة إلى يوم القيامة يا كريم ليس من شأنك أن تجمع على دينك الإسلام موتتين؛ إحداهما ابتلاء عظيم كان قد قدّر للإسلام والمسلمين فقد حدثت، والآن يا ربنا الرحيم إن روحنا تشهد على ما فعلت في زمن نوح إذ جاشت رحمتك بعد إهلاك الكثيرين، وقد وعدت في التوراة أنك لن تهلك الناس بالطوفان على هذا المنوال مرة أخرى فانظر يا ربنا إن هذا الطوفان الذي حل بهذه الأمة لا يقل عن طوفان نوح، فقد هلكت مئات الألوف من الأرواح، وإن عرض نبيك الكريم قد ألقي به في الوحل النجس، فهل هناك طوفان بعد هذا الطوفان على هذه الأمة ؟ أم هل هناك دجال آخر تظل أرواحنا تذوب بخوفه إن رحمتك تبشر أنه "لا يوجد" لأنك لست الذي يجمع لقد سبق أن بينا أنه ليس المراد من كلمة الدجال شخصا دمويا ينتظره المسلمون، وإنما المراد منه فرقة تدفن الصدق بتحريف الكتب وتبديلها، وإنما المراد من قتل الدجال قهره بالدلائل، وإن المسيح ابن مريم الذي كان يشفي المرضى الذين هم في حالة الخطر، وكانوا بحكم الموتى من شدة الإغماء، فكأنه أحياهم ومن مهمة المسيح الموعود في هذا الزمن أن يحيى الإسلام على شاكلته كما في البراهين الأحمدية إلهام يقيم الشريعة ويحيي الدين".منه

Page 213

۱۹۹ الموتين على الإسلام والمسلمين إلا الموت الذي قد حدث.فلن يقدر أي دجال على قتل هذا الشاب الوسيم إلى يوم القيامة بعد هذا القتل الواحد.فاحفظوا هذه النبوءة.أيها الناس تذكروا جيدا أن هذا البطل الوسيم الذي يتمتع بجميع قدرات الشباب، أعني الإسلام كان سيُقتل مرة واحدة فقط على يد الدجال، فقد قتل في الأرض الشرقية كما كان مقدرا، وشق جسمه بمنتهى الشراسة.ثم أراد الدجال إنهاء حياته، فأراد الله أن يحيي هذا الشاب، فقد استعاد الحياة الله، بواسطة مسيح ومن الآن سيظل يعمر بجميع قواه مرة أخرى، ويصبح أقوى من ذي قبل ولا ترد عليه موتة إلا موتته الأولى.وإذا هلك الدجال فلا دجال بعده إلى يوم القيامة، أمرٌ من لدن حكيم عليم ونبأ من عند ربنا الكريم وبشارة من الله الرءوف الرحيم لا يأتي بعد هذا إلا نصر من الله وفتح عظيم أيها الإله القادر، ما أعلى شأنك وما أعظم الآيات التي أريتها ب ب على يد عبدك وإن ما فعلته يدك جمالا "تهم" ثم ما فعلته جلالا لیكهرام" آيات نيرة؛ فهل لها نظير عند النصارى أو في أي بلد؟ فليرنا أحد.أيها الإله القادر كما قلت لعبدك هذا "سأكون معك في كل ميدان وسأنصرك بروح القدس عند كل مواجهة" فمن ذا الذي في النصارى قد فتحت عليه أبواب الغيب والإعجاز على هذا النحو؟ لهذا نحن نعلم ونلاحظ بأم أعيننا أن رسولك الذي اسمه محمد المصطفى هو الذي جاء حصرا بالفضل والصدق.إن نبوة عيسى أيضا تتمتع برونق وجمال بسببه ، وإلا إذا طلب إثبات حي على نبوة المسيح بعيدا عن القصص الماضية فلا يتوفر الإثبات مثقال ذرة، أما القصص فهي عند كل شعب أليست عند الهندوس؟ ومن جملة الدلائل التي تبرهن على كوني المسيح الموعود علامات خاصة ذكرت بحق المسيح الموعود.وكبرى تلك الآيات أنه من الضروري للمسيح

Page 214

الموعود أن يُخلق في الزمن الأخير، كما هناك حديث: "يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن وانقطاع من الزمن، وللدلالة على أن هذا الزمن هو الأخير في الحقيقة الذي ينبغي أن يظهر فيه المسيح نوعان من الدلائل: (۱) الآيات القرآنية والآثار النبوية التي تدل على قرب القيامة وتحققت؛ مثل ظهور الخسوف والكسوف في شهر واحد أي ،رمضان الذي صرح به في آية وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وتعطل العشار المصرَّح به في آية: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطّلت، وتفجر الأنهار الكثيرة في البلد كما يتبين من آية: ﴿وَإِذَا الْبحَارُ فُجِّرَتْ، وتساقط النجوم بتواتر كما يتبين من آية: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَت وحدوث القحط وتفشي الأوبئة وشح الأمطار كما ينكشف من آية: إذا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ، وحدوث الكسوف الشديد الذي يتسبب في انتشار الظلام، كما هو واضح من: إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وإزالة الجبال من أماكنها كما يُفهم من: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وتحضُّر الناس الوحوش والأراذل والمحرومين من التمدن الإسلامي كما يتبين" من: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، ۲ القيامة: ١٠ إن كلمة السماء لم تطلق في القرآن الكريم على السماء فقط كما يزعم العامة بل قد وردت كلمة سماء في القرآن الكريم بمعان عدة، فقد وردت بمعنى المطر أيضا، والعرب يسمون المطر أيضا سماء، وفي كتب التعبير إن المراد من السماء الملك أيضا، والمراد من انشقاق السماء انتشار البدع والضلالات وكل أنواع الجور والظلم كما يراد منه ظهور كل أنواع الفتن أيضا، فقد ورد في كتاب تعطير الأنام: "فإن رأى السماء انشقت دل على البدعة والضلالة".انظروا الصفحة ٣٠٥ ، تعطير الأنام..لقد سبق أن سجلنا رواية أبي الدرداء أن القرآن الكريم ذو وجوه.فالذي حصر آيات منه منه.القرآن الكريم في جانب واحد فلم يفقه القرآن الكريم ولم يفهمه وليس هناك أجهل فمن المحتمل أن تكون علاقة بعض هذه الآيات بالقيامة أيضا، إلا أن مصداق هذه الآيات

Page 215

وتنشط العلاقات في العالم واللقاءات وسهولة الزيارات والمقابلات بالسفر كما يتبين بداهة من آية: (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، ونشر الكتب والمجلات والرسائل في البلاد كما يتضح من آية (وَإذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وتكدر الحالة الباطنية للعلماء الذين هم بمنزلة النجوم في الإسلام كما يتبين جليا من وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وتفشي البدع والضلالات وكل أنواع الفسق والفجور كما يُفهم من آية: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت.فقد ظهرت كل هذه العلامات لقرب القيامة وحدث في العالم انقلاب عظيم، ثم لما كان زمن رسول الله نفسه زمن قرب القيامة كما يفهم من آية: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، فمن ذا الذي يشك في كون هذا الزمن الذي جاء بعده بثلاثة عشر قرنا إضافيا - الزمن الأخير.وبالإضافة إلى النصوص الصريحة للقرآن الكريم والأحاديث قد اتفق جميع أكابر أهل الكشوف على أن القرن الرابع عشر هو الزمن الأخير الذي سيظهر فيه المسيح الموعود، وظلت قلوب الآلاف من أهل الأول هذا العالم لأنها علامات الزمن الأخير.أما عندما ستطوى صفحة الدنيا فلأي شيء تكون هذه العلامات.قد يكون في المسلمين بعض الجهلة الذين لم يفهموا هذا السر.وإن النبوءات الإلهية التي يقوى بها الإيمان، ستتحقق في نظرهم تلك الأمور بعد الدنيا، كل هذه النبوءات القرآنية قد عُدت في الكتب السابقة علامات زمن المسيح الموعود.انظروا سفر دانیال، الإصحاح: ١٢.منه ٤ التكوير: ٦ التكوير: ٨ التكوير: ١١ التكوير: ٣ الانشقاق : ۲ القمر : ٢

Page 216

۲۰۲ التحفة الفولروية الله ميالة إلى أن موعد ظهور المسيح الموعود هو القرن الرابع عشر على أقصى تقدير ولن يتجاوز هذا الموعد، فقد كتب ذلك النواب صديق حسن خان في الكرامة، أضف إلى ذلك آية سورة المرسلات التي يُستنبط منها أن كتابه حجج 6 العلامة العظيمة لقرب القيامة أن يظهر شخص يتم به تعيين الرسل.أي أن يظهر آخر خلفاء السلسلة المحمدية الذي اسمه المسيح الموعود والمهدي المعهود وتلك الآية هي: وَإذَا الرُّسُلُ أَقتَتْ ، أي أن تقدير القضاء والقدر الذي كان مخفيا عن عدد المرسلين سيُحدَّد في الزمن الأخير، أي بظهور الخليفة الأخير.هذه الآية أيضا نص صريح على أن المسيح الموعود سيكون من هذه الأمة حصرا، لأنه إذا عاد المسيح الناصري نفسه إلى العالم فهو لا يستطيع إفادة تعيين العدد، لأنه أحد أنبياء بني إسرائيل وقد توفي، أما هنا فالمطلوب تحديد خلفاء السلسلة المحمدية.وإذا سأل أحد من أين عُرف معنى تحديد العدد الذي أريد من كلمة "أقتت"؟ فجوابه أنه قد ورد في كتب المعاجم مثل لسان العرب: قد يجيء التوقيت بمعنى تبيين الحد والعدد والمقدار كما جاء في حديث ابن عباس : "لم يَقِتْ رسولُ الله ﷺ في الخمر حَدًّا"؛ أَي لم يُقَدِّرْ ولم يَحُدَّه بعدد مخصوص.فهذا هو معنى (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقْتَت الذي كشفه الله على.وهذه الآية تشير إلى أن كاشف الميزان الأخير للرسل هو المسيح الموعود.فمن البين الجلي أنه حين يظهر آخر أي سلسلة، يتم عند العقل قياس وحدّ تلك السلسلة، وما لم ينته الخط الممدود عند نقطة ما، فيستحيل قياس مثل ذلك الخط، لأن طرفه الثاني يكون غير معلوم وغير محدد، فمعنى هذه الآية الكريمة أنه بظهور المسيح الموعود سيتعين ويتحدد كلا الطرفين لسلسلة الخلافة المحمدية المرسلات: ۱۲

Page 217

التحفة الفولروية ۲۰۳ وكأنه قال "وإذا الخلفاء بين تعدادهم وحُدِّد عددهم بخليفة هو آخر الخلفاء الذي هو المسيح الموعود، فإن آخر كل شيء يعين مقدار ذلك الشيء وتعداده، فهذا هو معنى "وإذا الرسل أقتت." والدليل الثاني على كون هذا الزمن أخيرا أنه يتبين من سورة العصر من القرآن الكريم أن زمننا هذا هو الألف السادس من خلق آدم العلمية، وكذلك ثابت من الأحاديث الصحيحة أن عمر الدنيا من آدم إلى آخرها سبعة آلاف سنة، لهذا فإن نهاية الألف السادس يكون الجزء الأخير من هذا العالم الذي لقد أورد الحكيم الترمذي في نوادر الأصول رواية عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وهناك رواية عن أنس بن مالك أن الذي يسد حاجة المسلم في سبيل الله فيكتب له صيام النهار وقيام الليل بحساب عمر الدنيا، وأن الدنيا سبعة عمر آلاف سنة، انظروا تاريخ ابن عساكر، ثم إن المؤلف نفسه يروي مرفوعا عن أنس أن عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة أي سبعة آلاف سنة بحسب منطوق آية ﴿وَإِن يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ (الحج: (٤٨) ، فمعنى هذه الآية أن ألف سنة عندكم تساوي يوما واحدا عند الله، وكذلك روى الطبراني والبيهقي في الدلائل وشبلي في الروض الأنف عن النبي أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وكذلك قد نقل بطريق صحيح عن ابن عباس أن الدنيا سبعة أيام وكل يوم منها ألف سنة، وإن بعثة النبي ﷺ في أواخر الألف السابع، إلا أن هذا الحديث يرد عليه الاعتراض من وجهين ولا بد من ،دحضه، أولا: إن هذا الحديث يناقض بعض الأحاديث الأخرى؛ لأنه قد ورد في أحاديث أخرى أن بعثة النبي كانت في أواخر الألف السادس، وفي هذا الحديث أنها في الألف السابع، فهذا التناقض يتطلب التوفيق، فجواب ذلك أن واقع الأمر والصحيح أن البعثة النبوية كانت في أواخر الألف السادس كما تشهد عليه النصوص من القرآن والحديث باتفاق لكن لما كانت نهاية القرن أو الألفية مثلا تسمى رأس القرن أو الألفية لما بعده، ولهذا فهي تلتصق به، فهذا التعبير شائع في كل شعب؛ أنهم يعدّون نهاية القرن التي ينتهي عليها القرن، من القرن التالي الذي يبدأ بعده، فيقولون مثلا إن المجدد الفلاني كان قد ظهر على رأس القرن الثاني عشر وإن كان في

Page 218

٢٠٤ التحفة الفولروية الحقيقة قد ظهر في نهاية القرن الحادي عشر، أي كان قد ظهر حيث كانت بضع سنين منه باقية، ثم في أحيان كثيرة بسبب التساهل بالكلام أو بسبب قصور فهم الرواة أو بسبب عدم ضبط الكلمات النبوية والنسيان الذي هو من لوازم النشأة البشرية يحدث تغير أكثر نوعا ما، فمثل هذا التعارض غير قابل للالتفات بل هو ليس تعارضا أصلا في الحقيقة، وكل هذه الأمور تندرج في العادة والتعبير ولا يعدّه أي عاقل تعارضا.(۲) الجانب الثاني الذي بسببه يرد الاعتراض هو أنه بموجب هذا الحساب المحفوظ عند اليهود والنصارى بتواتر والذي شهادته موجودة بإعجاز في كلام القرآن الكريم الإعجازي بكمال اللطافة كما قد فصلناه في المتن أن النبي كان قد بعث بعد ٤٧٣٩ عام من آدم 6 أن الله العلة وفق التقويم القمري.أما بالحساب الشمسي فقد ظهر نبينا محمد المصطفى من بعد ٤٥٩٨ عام من آدم صفي الله العليلا، ومن هنا يتبين النبي قد ظهر في الألف الخامس لا في الألف السادس، وهذا الحساب دقيق جدا؛ فهو متواتر عند علماء اليهود والنصارى، ويصدقه القرآن الكريم.وهناك أسباب أخرى كثيرة ودلائل عقلية يطول بيانها بالتفصيل، تجزم قطعا أن هذه هي المدة بين سيدنا محمد المصطفى وآدم صفي الله، لا أطول من ذلك.حتى لو كان تاريخ خلق السماوات والأرضين ملايين السنين التي علمها عند الله، إلا أن آدمنا صفي الله - أبو النوع كان قد خُلق قبل النبي بهذه المدة أي ٤٧٣٩ عاما قمريا، وهي تساوي ٤٥٩٨ عاما شمسيا ، فلما ثبتت هذه المدة حصرا من القرآن الكريم والأحاديث والتواثر عند أهل الكتاب، فمن بدهي البطلان الفكرة بأن النبي كان قد بعث في نهاية الألف السادس، لأنه إذا كان ذلك الزمن نهاية الألف السادس فبإضافة ۱۳۱۷) (العام) الحالي إليها يكون المجموع ٧٣١٧، أن مع عمر الدنيا باتفاق جميع ٧٠٠٠ عام فقط، فكأننا الآن نعيش خارج الدنيا، وكأن الدنيا قد انتهت قبل الأحاديث ٣١٧ عاما، فما أسخفها وألغاها من فكرة، لم ينتبه إليها علماؤنا قط.فالطفل أيضا يمكن أن يدرك أنه حين تقرر من الأحاديث الصحيحة المتواترة بأن عمر الدنيا، أي بدءا من آدم العلا إلى الأخير، سبعة آلاف سنة، وفي القرآن الكريم أيضا أشار إلى ذلك في آية ﴿إِن يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ، وهذا هو مذهب أهل الكتاب من اليهود والنصارى أيضا، وإن تحديد الله سبعة أيام وتعيين سبعة كواكب لها طبقات في الأرض وسبع سموات وسبع والتي تسمى الأقاليم السبعة، فكل هذه إشارات إلى ذلك.إذن فبأي حساب يعد زمن النبي

Page 219

الألف السادس؟ فالبين أنه قد مضى ۱۳۱۷ عاما قمريا وستة أشهر إلى يومن هذا على زمن النبي.فإذا كان زمن النبي ﷺ الألف السادس فزمننا هذا الذي جاء بعده بثلاثة عشر قرنا كيف يمكن أن يبقى ضمن عمر الدنيا، فاجمعوا ٦٠٠٠ و ۱۳۰۰.باختصار؛ هذا هو الاعتراض الذي يقع على هذا الحديث الذي ورد فيه أن عمر الدنيا سبعة آلاف عام وبعث النبي في نهاية الألف السادس، وجواب هذا الاعتراض أن لكل نبي بعثا واحدا، أما نبينا فله بعثان ويدل عليه النص القطعي للآية الكريمة وَأَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ، ولقد كتب جميع أكابر المفسرين في تفسير هذه الآية أن الفئة الأخيرة من هذه الأمة، أي جماعة المسيح الموعود، تكون على سيرة الصحابة وسينالون الهدى والفيض من النبي مثل الصحابة دون أدنى فرق.فلما ثبت من النص القرآني الصريح أنه كما تمتع الصحابة بفيض النبي كذلك ستتمتع به جماعة المسيح الموعود دون أي فرق؛ ففي هذه الحالة لا بد من الإيمان بأن للنبي ﷺ بعثا آخر يكون في الزمن الأخير في عصر المسيح الموعود في الألف السادس.وبهذا البحث ثبت أن للنبي ﷺ بعثين.أو كان النبي ﷺ قد وعد ظهوره بتعبير آخر في العالم ثانية بروزا، وقد تحقق بظهور المسيح الموعود والمهدي المعهود.باختصار؛ لما كان للنبي ،بعثتان فإن ما ذكر في بعض الروايات أن النبي ﷺ كان قد بعث في نهاية الألف السادس فإن المراد منه البعث الثاني، الذي يفهم من النص القطعي لآية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ.ومن الغريب أن المشايخ السفهاء الذين بيدهم قشر فقط ينتظرون ظهور المسيح الناصري ثانية، بينما يبشر القرآن الكريم ببعثة نبينا ثانية، لأن الإفاضة دون البعث مستحيلة، وإن البعث دون الحياة متعذر، وإنما مدلول هذه الآية- أي وَآخَرِينَ مِنْهُمْ - أن الرسول الحي في العالم وحيد، أي محمد المصطفى ﷺ، الذي سيفيض ببعثته في الألف السادس أيضا كما كان يفيض في الألف الخامس، وإنما المراد من البعث هنا أنه عندما سيأتي الألف السادس ويُبعث في أواخره المهدي الموعود، ففي الظاهر ستنال الدنيا بواسطة المهدي الموعود، لكن في الحقيقة ستهتم القوة القدسية للنبي ﷺ من جديد بإصلاح العالم بحماس ونشاط، فكأن النبي الله نفسه قد بعث إلى العالم مرة أخرى.وهذا هو معنى آية وَأَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) حصرا.فهذا الخبر عن البعث الثاني للنبي ﷺ مشروط بكونه في نهاية الألف السادس.فهذا الحديث يحتم أن يبعث المهدي المعهود والمسيح الموعود- الذي هو مظهر التجليات المحمدية ويتوقف عليه البعث الثاني للنبي - على رأس الهدى

Page 220

٢٠٦ يرتبط به الإكمال المادي والروحاني من كل نوع، لأن اليوم السادس والألف السادس قد حددا من القدم لإكمال الفعل الإلهى في الكون.فمثلا قد ولد آدم ال في الجزء الأخير من اليوم السادس أي الجمعة، أي قد ظهر خلق وجوده بتمامه وكماله في اليوم السادس، وإن كان خلق آدم أُنجز رويدا رويدا وكان شريك الجمادات والنباتات والحيوانات في الخلق، إلا أن يوم الخلق الكامل كان سادسا.القرن الرابع عشر، لأن هذا القرن حصرا يقع في أواخر الألف السادس.أما تأويل بعض العلماء هنا أن المراد من عمر الدنيا العمر الماضي فليس بصحيح، لأن كل هذه الأحاديث بمترلة نبوءة، ويؤيده الحديث الذي ورد فيه ذكر رؤية منبر فيه سبع درجات.كما تؤيده العقيدة التي أجمع عليها اليهود والنصارى.وبالنظر إلى سلسلة الأنبياء السابقين يُفهم هذا التقدير قياسا، أما القول بأن الله تعالى لم يُطلع أحدا على المستقبل ومتى تقوم القيامة، فصحيح بلا شك، إلا أن اعتبار عمر الدنيا سبعة آلاف سنة يبرهن قطعا على أن القيامة بأي ساعة ستقوم.لأنه لا يستنبط من كلمة سبعة آلاف أن القيامة ستقوم فور اكتمال سبعة آلاف سنة حتما.وذلك لالتباس الأمر؛ فهل أراد الله من سبعة آلاف شمسية أم قمرية؟ لأنه إذا كانت السبعة آلاف سنة بالحساب الشمسي لزادت بالحساب القمري مائتا عام ، أضف إلى ذلك أن من عادة العرب أنهم يحذفون الكسور من الحساب، ولا يعدون ذلك مخلا، فلهذا من المحتمل أن يكون بعد سبعة آلاف ما لا يبلغ ثمانية آلاف؛ فقد يكون الفرق مثلا مائتين أو ثلاثمئة سنة أكثر، ففي هذه الحالة ستبقى تلك الساعة المعينة مخفية كل هذه الحسابات.وهذه المدة اعتبرت كعلامة، كما أن ساعة موت الإنسان التي تعد قيامة صغرى- مخفية، إلا أن العلامة بينة أن عند مئة وعشرين عاما تقريبا، وإن الشيخوخة أيضا تعد علامة الموت، وكذلك الأمراض الفتاكة أيضا علامة على الموت، ثم أي شك في أن القرآن الكريم وردت فيه أيضا علامات كثيرة لقرب القيامة وكذلك في الأحاديث، فمن جملتها سبعة آلاف عام أيضا علامة، وليكن معلوما أن القيامة لها أنواع، ومن المحتمل أن تحدث بعد سبعة آلاف سنة قيامة صغرى أريد بها التغير الهائل للعالم لا القيامة الكبرى.منه عمر الإنسان ينتهي مع

Page 221

۲۰۷ وإن القرآن الكريم وإن كان ينزل منجّما، إلا أن وجوده الكامل أيضا بلغ كماله في اليوم السادس أي يوم الجمعة، ونزلت آية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، كما تنال النطفة الإنسانية أيضا حظا كاملا من الخلق البشري في المرتبة السادسة من تغيراتها، وإلى ذلك أشير في آية (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ، والمراتب الستة هي (۱) النطفة (۲) العلقة (۳) المضغة (٤) العظام (٥) اللحم المحيط بالعظام (٦) خلق آخر لا بد من الإيمان بحسب قانون الطبيعة المعلومة عن اليوم السادس والمرتبة السادسة بأن الألف السادس من عمر الدنيا- أي الجزء الأخير منه الذي نعيشه - هو زمن تولد آدم وزمن ظهور التكميل الديني، كما يدل على ذلك إلهام البراهين الأحمدية: أردت أن أستخلف فخلقت آدم" وإلهام ليظهره على الدين كله ولا يغيبن عن البال أن نص القرآن الكريم في الظاهر لا يتحدث عن عمر الدنيا شيئا، إلا أن القرآن الكريم زاخر بإشارات توحي إلى أن عمر الدنيا، أي زمن دور آدم سبعة آلاف سنة، فمن جملة إشارات القرآن الكريم أن الله الله قد أخبرني في الكشف أنه يُستنبط من أعداد سورة العصر بحسب حساب الجمل أن من آدم العلم إلى العصر المبارك الذي هو عهد النبوة، أي متضمنا الـ ٢٣ عاما بأكملها، يساوي للنبي • إجمالا ٤٧٣٩ عاما، من بدء العالم إلى يوم وفاة النبي ﷺ وفق التقويم القمري ۲ المائدة: ٤ المؤمنون: ١٥ وفق هذا الحساب كانت ولادتي حين كانت إحدى عشرة سنة باقية من الألف السادس، فكما كان آدم اللي قد خُلق في الجزء الأخير، كذلك كانت ولادتي أيضا، وكان تدبير الله محكما لإبطال أعذار المنكرين؛ إذ عين للمسيح الموعود أربع علامات مهمة: (١) أن تكون ولادته على شاكلة آدم العلم في نهاية الألف السادس.(٢) وأن

Page 222

۲۰۸ التحفة الفولروية فمن هنا عرفنا أن النبي له بعث في الألف الخامس المنسوب إلى المريخ، وتكون هذه المدة بالتقويم الشمسي ٤٥٩٨ عاما، وبحسب حساب النصارى الذي يتوقف عليه مدار الكتاب المقدس كله تكون المدة ٤٦٣٦ عاما؛ أي من آدم العليا إلى آخر زمن النبي ٤٦٣٦ عاما.ومن هنا ظهر أن الفارق بين الحساب القرآني الذي يُكشف من حساب الجمل لسورة العصر وحساب الكتاب المقدس للنصارى، الذي بحسبه يكتبون في حواشي الكتاب المقدس، يبلغ ٣٨ عاما فقط.وهذه معجزة عظيمة من معجزات القرآن الكريم العلمية، أُطلعت عليها أنا وحدي مهدي آخر الزمان من بين أفراد الأمة المحمدية.لكي أكشف معجزة القرآن الكريم العلمية هذه ولأثبت بها للناس دعواي.وإن زمن النبي من كلا الحسابين هذين الذي أقسم به الله في سورة العصر، هو الألف الخامس وهو يتبع لتاثير المريخ، وهذا هو السر الذي يكمن في كون النبي قد أمر بقتل المفسدين وسفك دمائهم الذين قتلوا المسلمين وأرادوا القضاء التي عليهم وعزموا على إبادتهم.وهذا هو تأثير المريخ بأمر الله وإذنه، باختصار؛ كان زمن البعثة الأولى للنبي الألف الخامس الذي كان مظهرا لتجلي اسم محمد، أي أن هذه البعثة الأولى كانت لإظهار آيات الجلال، بينما البعثة الثانية يكون ظهوره وبروزه على رأس القرن (۳) أن يحدث الخسوف والكسوف في السماء في رمضان عند إعلان دعواه، (٤) أن يتم اختراع مركبة جديدة في زمنه تحل محل الجمال.فالواضح البين الآن أن هذه العلامات الأربع قد تحققت.فقد مضت مدة على انقضاء الألف السادس، والآن نعيش العام الخمسين بعده تقريبا، والعالم يعيش حاليا الألفية السابعة.كما قد مضت ١٧ عاما من القرن، وقد ظهر الخسوف والكسوف قبل سنين، واخترع القطار ليحل محل الجمال، فلا أحد يستطيع الآن إلى يوم القيامة أن يدعي أنه المسيح الموعود، لأن زمن ولادة المسيح الموعود وبعثته قد مضى.منه.

Page 223

۲۰۹ التي تشير إليها آية (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ، فهي مظهر تجلي اسم أحمد الذي هو الاسم الجمالي" كما تشير إلى ذلك آية ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، وإنما معنى هذه الآية أنه عندما سيُبعث المهدي المعهود الذي يسمى في السماء مجازا أحمد، عندئذ سيظهر التجلي الجمالي لذلك النبي الكريم - الذي هو مصداق هذا الاسم على الوجه الحقيقي - مجازا في صورة أحمد.هذا ما كتبته سابقا في كتاب إزالة الأوهام، أي أني شريك النبي ﷺ في اسم أحمد.وأثار المشايخ ضجة دوما كما هي عادتهم، مع أنه إذا رفض ذلك انقلبت النبوءة رأسا على عقب، بل يترتب عليه تكذيب القرآن الكريم أيضا، مما يؤدي والعياذ بالله إلى الكفر.لهذا كما من واجب المؤمن أن يؤمن بأحكام إلهية أخرى، من الواجب عليه أن يؤمن أيضا بأن للنبي ﷺ بعثتين: (۱) البعثة المحمدية، وهي تتسم بالجلال الذي يتبع تأثير كوكب المريخ الذي ذكرته الآية الجمعة: ٤ السر الدقيق الجدير بالتذكر هو أن التجلي الأعظم الذي هو أكمل وأتم في البعثة الثانية للنبي هو تجلي اسم أحمد فقط، لأن البعثة الثانية مقدرة في أواخر الألفية السادسة.وعلاقة الألفية السادسة هي بكوكب المشتري، وهو السادس من جملة الخنس الكنس.وإن تأثير هذا الكوكب يمنع المبعوثين من سفك الدم، وينمي العقل والذكاء وموهبة الاستدلال.لذا وإن كان صحيحا أن في البعثة الثانية هذه تجلي اسم محمد أيضا، وهو التجلي الجلالي وهو مقترن بالتجلي الجمالي، إلا أن ذلك التجلي الجلالي قد تصبغ بصبغة الجمال روحانيا، لأنه لا يظهر في العصر الراهن تأثير التجلي الجلالي في القهر بالسيف، بل في القهر بالاستدلال.ذلك أن مبعوث هذا العصر يُظله كوكب وسبب المشتري لا كوكب المريخ.ولذلك قد ورد في هذا الكتاب مرارا أن الألفية السادسة المظهر الأتم لاسم أحمد فقط، الذي يقتضي التجلي الجمالي، الصف: ٧ منه هي

Page 224

انطلاقا مما ورد في التوراة: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ، (۲) والبعثة الثانية الأحمدية تتسم بالجمال التابع لكوكب المشتري الذي ذكره القرآن الكريم انطلاقا مما ورد في الإنجيل: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، ولما كان للنبي لا لا لا مماثلة ظاهرة وواضحة بموسى من حيث الذات وسلسلة الخلفاء بأكملها، لهذا بعث الله النبي ﷺ على شاكلة العليا موسى بلا واسطة، ثم لما كانت لحضرته ل مماثلة خفية ولطيفة بعيسى الل، من لهذا قد حقق الله تلك المماثلة الكاملة في صورة البروز بشكل كامل.فجوهرا المهدي والمسيح كلاهما كان موجودا في ذات النبي ﷺ ، فمن حيث تلقيه الهدى الكامل من الله إذ لم تكن لأي أستاذ من البشر منة عليه؛ كان النبي ﷺ مهديا كاملا، وكان موسی العليا مهديا من الدرجة الثانية بعده الذي بعد تلقيه العلم الله أقام الشريعة لبني إسرائيل.وكان النبي الله أيضا مهديا لأن الله تعالى قد فتح عليه جميع سبل النجاح، والذين كانوا يعرقلون طريقه من الأعداء قد قضى عليهم، وكان موسى مهديا بعده بهذا المعنى أيضا، لأن الله قد فتح طريق بني إسرائيل على يدي موسى، وبعد تخليصهم من الأعداء أمثال فرعون، أوصلهم إلى غايتهم المنشودة، لهذا كانت مماثلة بين النبي ﷺ وموسى من حيث كونهما مهديين أيضا، أي قد فُتح لكل من هذين النبيين المقدسين طريق النجاح باستئصال الأعداء، وفهمت الله من جميع مسالك الشريعة، ويجعل القرون الأولى كالعدم وضع أساس جديد للشريعتين، وبنيت العمارة كلها من جديد.ولكن المهدي الكامل والحقيقي كان وحيدا في العالم، ولم يتعلم ولا حرفا واحدا من أي أستاذ غير الله.وعلى كل حال بعد هلاك القرون الأولى التي لم الفتح: ٣٠

Page 225

الله عنها بالتفصيل كان موسى مؤسس الشريعة مهديا بتلقي العلم من الذي محى آثار الآلهة الباطلة جهد المستطيع وأهلك مهاجمي الدين، ووهب قومه الأمن.لهذا فصحيح أن سيدنا محمدا المصطفى كان مهديا أكمل من موسی العليلا كل النواحي، لكنه من سمي مثيل موسى لكون مو موسی سبقه زمنا.أساس شريعة عظيمة بتلقي العلم من لأنه كما أهلك موسى الأعداء ووضع الله، ومهد الله طريق موسى فلم يقف أمامه أحد، بالإضافة إلى إعطائه سلسلة الخلفاء الطويلة؛ فهذه الصبغة وهذه الصورة والسلسلة المشابهة لها قد أعطيت للنبي أيضا، ففي موسى ومحمد الله مماثلة عظمى والأغرب في هذه المماثلة أن النبي أيضا وهبت له شريعة جديدة عندما كانت شريعة اليهود السابقة قد دمرت نهائيا بسبب أنواع الشوائب في عقائدهم بالإضافة إلى التحريف والتبديل، وكان الشرك وعبادة الدنيا قد حلا محل التوحيد وعبادة الله.باختصار؛ هناك مماثلة واضحة بين موسى والنبي الله وكلا النبيين، أي سيدنا محمد المصطفى وموسى مهدي من كلا المعنيين؛ أي المهدي من حيث الفوز بالشريعة الجديدة والهداية في زمن لم تكن الهدايات السابقة على صورتها الأصلية، ومن حيث أن الله هداهما إلى طرق الفلاح والنجاح وفتح عليهما سبل الفتح والازدهار بعد القضاء على أعدائهما.كذلك يماثل النبي ﷺ عيسى من وجهين: (۱) أحدهما أنه أنقذ من هجمات الأعداء في مكة كالمسيح، وأخفق الأعداء في محاولة قتله، (۲) وثانيا كانت حياته تتسم بالزهد، وكان منقطعا إلى الله انقطاعا تاما، وكانت كل فرحته وقرة عينه في الصلاة والعبادة.وكان اسمه أحمد نظرا إلى هاتين الصفتين، أي العابد الحقيقي لله والشاكر على ورحمته، وهذا الاسم من حيث الحقيقة يرادف اسم يسوع، وإنما معناه المخلّص من هجمات الأعداء والنفس.إن حياة النبي في مكة تشبه حياة فضله العليا

Page 226

۲۱۲ التحفة الفولروية العليا، أما حياته في المدينة فتشبه حياة موسى العليا.ولما كان قد ظهر إكمالا للهداية في البروزين، أحدهما البروز الموسوي والثاني البروز العيسوي؛ فلهذه الغاية نزل القرآن الكريم جامعا لهاتين الهدايتين، أي هداية التوراة والإنجيل.ومراعاة كل هداية واجبة من حيث المحل والمناسبة، وبذلك بلغ الهدى الإلهي كماله التام.بعد تكميل الهداية الذي كان قد تحقق على يد النفس الغالية للنبي بلا واسطة أي بروز ،له كانت ثمة حاجة إلى تكميل نشر الهداية، وكان ذلك يتوقف على زمن تتوفر فيه جميع وسائل النشر على أكمل وأحسن لتكميل نشر الهداية - بحاجة إلى بروزين: (١) أحدهما وجه.فكان النبي البروز المحمدي الموسوي، (۲) والثاني البروز الأحمدي العيسوي.فسمي مظهرُ الحقيقية المحمدية مهديا نظرا للبروز المحمدي الموسوي، إذ استخدم لإهلاك الملل الباطلة القلم بدلا من السيف، لأنه حين غير الناس أسلوبهم و لم يقاوموا الحق بالسيف، فقد غير الله هو الآخر منهجه؛ فاستخدم القلم بدلا من السيف ذلك لأن الله يساير الإنسان فيما يتعلق بالجزاء: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسهمْ.أما مظهر الحقيقة الأحمدية - إذ بالبروز الأحمدي العيسوي سمي مسيحا وعيسى - فكما كان المسيح قد انتصر على الصليب الذي أقامه اليهود لقتله، فإن مهمة هذا المسيح أن يتغلب على الصليب الذي أقامه النصارى لإهلاك بني البشر.كما من مهمته أيضا أن يصلح الناس ذوي السيرة اليهودية مجتنبا هجماتهم ثم يُرفع أخيرا إلى الله بذكر طيب بعد تبرئة ساحته من جميع افتراءات الأعداء، كما في البراهين الأحمدية إلهام بحقي "يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ الرعد: ١٢ -

Page 227

۲۱۳ رُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".وهذه البعثة المحمدية كانت لتكميل النشر، وكانت في صورة البروز الموسوي والعيسوي.فقد اقتضت حكمة الله لها أيضا أن تكون في اليوم السادس، كما اكتملت الهداية في اليوم السادس، فاختير لهذه المهمة الألف السادس الذي هو اليوم السادس من أيام الله والحكمة في ذلك أن النبي ﷺ هو خاتم الأنبياء، كما أن آدم كان خاتم المخلوقات.فأراد الله تعالى أنه كما حدد اليوم السادس لتحقيق مماثلة النبي ﷺ بآدم العلا لتكميل الهداية القرآنية، أي يوم الجمعة، وأنزل في اليوم نفسه الآية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، كذلك حدد الألف السادس لتكميل نشر الهداية، الذي هو اليوم السادس بحسب تصريح آيات القرآن الكريم.الآن أذكر مرة أخرى أن النبي الله نفسه كان موجودا في العالم في يوم تكميل الهداية.وذلك اليوم، أي يوم الجمعة الذي هو اليوم السادس، كان سارا جدا للمسلمين حين نزلت الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعْمَتِي، وإن القرآن الكريم الذي هو آدم جميع الكتب السماوية وجامع الجميع معارف الكتب السابقة ومظهر الجميع الصفات الإلهية، قد أظهر نفسه الغالية في اليوم السادس أي يوم الجمعة على وجه أتم وأكمل كآدم؛ كان هذا يوم تکمیل الهداية.أما يوم تكميل النشر والتبليغ فلم يكن ليجتمع مع هذا اليوم، لأنه لم تكن قد ظهرت بعد الوسائل التي تربط العالم كله بالعلاقات وتسهل على المسافرين الكتب السفر البري والبحري وتهيئ الآلات للكتابة السريعة لعدد هائل من الدينية التي يمكن أن توزع في العالم كما لم يكن الإنسان قد تمكن من علوم اللغات المختلفة و لم تكن جميع الأديان المتنافسة قد اجتمعت في موضع علنا.لهذا المائدة: ٤

Page 228

٢١٤ فإن النشر الحقيقى الذي يمكن تحققه بإتمام الحجة على كل قوم، ويصل إلى كل بلد، لم يكن له أي وجود و لم تكن حتى وسائل بسيطة للنشر متوفرة.لهذا قد حدد العلم الإلهي زمنا آخر لتكميل النشر، الذي كانت وسائل التبليغ الكامل متوفرة فيه، وكان من الضروري أنه كما تحقق تكميل الهداية على يدي النبي ﷺ أن يتحقق تكميل نشر الهداية أيضا بواسطته ، لأن هاتين المهمتين كلتيهما كانت موكولة إلى النبي نفسه.فلما كان خلوده لهذه المدة مستحيلا بحسب سنة الله حتى يجد ذلك الزمن الأخير ، كما كان ذلك الخلود سيعد وسيلة لانتشار الشرك، لهذا قد حقق الله له مهمة النبي هذه الموكولة إليه بواسطة أحد أفراد الأمة الذي كان كأنه جزء من وجود النبي ﷺ من حيث الملامح والروحانية.أو يمكن أن تقولوا كأنه هو نفسه، وكان شريكا في اسمه ظليا في السماء، ولقد كتبنا قبل قليل أن يوم تكميل الهداية كان يوما سادسا أي يوم الجمعة، لهذا قد حدد مراعاة للعلاقة يوم تكميل نشر الهداية أيضا ،سادسا ، أي نهاية الألف السادس الذي هو اليوم السادس للدنيا عند الله، كما تشير إلى هذا الوعد الآية: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وقد بعث في هذا اليوم السادس- على سيرة النبي ﷺ كان مظهر التجليات الأحمدية والمحمدية لكي يتحقق تكميل نشر الهداية الفرقانية بواسطة ذلك المظهر التام.باختصار أراد الله بحكمته الكاملة أنه كما اكتملت الهداية القرآنية في اليوم السادس، أن يحدد الألف السادس لتكميل نشر الهداية القرآنية الذي هو بمنزلة اليوم السادس بموجب النص القرآني.وكما كان اليوم السادس لتكميل الهداية القرآنية يوم الجمعة، كذلك يكمن في الألف السادس أيضا مفهوم الجمعة من الله أي كما يجمع المسلمين كلهم في الجزء شخص الصف: ١٠

Page 229

الثاني من يوم الجمعة في مسجد واحد ويعطل الأئمة المختلفين ويجعلهم تابعين لإمام واحد ويرفع التفرقة ويحقق صورة الاجتماع في المسلمين.فالميزة نفسها في نهاية الألف السادس هو الآخر تتطلب الاجتماع، ولذلك قد ورد أن مظهر اسم الهادي يظهر بقوة لدرجة أن يجذب الناس إلى الله من مسافات شاسعة وإلى ذلك أشير في الآية: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا.فكلمة الجمع هذه تشير إلى هذه الجمعة الروحانية.باختصار ؛ كانت قد قُدرت للنبي ﷺ بعثتان، (۱) بعثة لتكميل الهداية (۲) والثانية لتكميل نشر الهداية.وكان التكميل بنوعيه مرتبطا باليوم السادس لكي تتحقق مشابهة خاتم الأنبياء بخاتم المخلوقات على وجه أتم ،وأكمل ولكي تستدير دائرة الخلقة استدارتها الكاملة.فكان اليوم السادس أولا ذاك الذي نزلت فيه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وثانيا ما وعد به في الآية: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ "، أي أواخر الألف السادس.وعندما عُد اليوم السادس في الإسلام أي يوم الجمعة عيدًا، ففي ذلك أيضا في الحقيقة إشارة إلى أن اليوم السادس يوم تكميل الهداية وتكميل نشر الهداية.إن جميع المشايخ المعارضين المعاصرين لن يجدوا بدا من الإيمان بأن النبي كان خاتم الأنبياء، وأن شريعته كانت لكافة الناس، وقيل بحقه: وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ، وقد خوطب بقوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ، وصحيح أن جميع أنواع الهداية المتفرقة من آدم ال إلى عيسى ۲ ٤ الكهف: ١٠٠ المائدة: ٤ الصف: ۱۰ الأحزاب: ٤١ ٤ الأعراف : ١٥٩

Page 230

٢١٦ التحفة الفولروية العقد جمعت في حياة النبي الله في القرآن الكريم، لكن مضمون الآية: قل يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا لم يتحقق في حياة النبي عمليا، لأن النشر الكامل كان يتوقف على أن يصل القرآن الكريم في حياة النبي إلى جميع البلدان المختلفة من آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا وإلى أقصى أنحاء المعمورة.وكان ذلك مستحيلا في ذلك العصر، بل كانت بلدان العالم لم تكشف كلها بعد حتى ذلك العصر.وكانت وسائل السفر إلى أماكن بعيدة نائية متعذرة وكأنها معدومة.وحتى قبل ستين عاما، وهو عمري، كانت الوسائل الكاملة للنشر كأنها معدومةً، أي حتى عام ۱۲٥٧ من الهجرة.وإلى ذلك الزمن كانت أميركا بأسرها ومعظم بلاد أوروبا محرومة من دعوة القرآن وبراهينه، بل كانت المناطق الشاسعة من البلاد البعيدة لم تكن سمعت حتى اسم الإسلام.باختصار؛ حين قيل في الآية المذكورة آنفا يا سكان الأرض إني رسول الله إليكم جميعا، فلم تصل هذه الرسالة عمليا إلى العالم كله قبل هذا قط، وما أقيمت عليهم الحجة أيضا، لأن وسائل النشر كانت غير متوفرة، كما كان عدم معرفة اللغات الأجنبية عائقا كبيرا في ذلك كما كانت معرفة أدلة صدق الإسلام تتوقف على أن تترجم التعاليم الإسلامية إلى لغات أجنبية أو يتمكنوا هم من معرفة لغة الإسلام، وكلا الأمرين كان مستحيلا في ذلك العصر.بينما قول القرآن الكريم وَمَن بَلَغَ كان يعقد أملا أن هناك كثيرين لم تصلهم دعوة القرآن الكريم أنه بعد، كذلك كانت آيةُ وَأَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ أيضا تفصح أن ذخيرة الهداية اكتملت في حياة النبي الا الله ولكن النشر ما زال ناقصا.صحيح الأنعام: ٢٠ ٢ الجمعة: ٤

Page 231

۲۱۷ وكانت كلمة (مِنْهُمْ في هذه الآية توحى إلى أن شخصا مناسبا لإكمال نشر الهداية سيبعث في ذلك الزمن وسيكون على سيرة النبي ، وأن رفقاءه سيكونون متصبغين بصبغة الصحابة المخلصين.باختصار؛ لم يعترض أحد من المتقدمين والمتأخرين على أن الازدهار الإسلامي قسم إلى جزأين : (۱) أحدهما زمن إكمال الهداية الذي تشير إليه الآيتان: يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةٌ * فِيهَا كُتُبٌ قيمة )) (۲) والثاني زمن إكمال النشر الذي تشير إليه الآية: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ وكان من واجب النبي ﷺ أن يكمل الهداية بسبب ختم النبوة، كذلك بسبب عموم الشريعة كان من الواجب عليه أن يقوم بإكمال النشر أيضا في العالم كله، إلا أنه في زمن النبي ﷺ وإن كانت الهداية قد اكتملت كما تشهد عليه آية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وآية (يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةٌ * فِيهَا كُتُبٌ قيمة، إلا أن إكمال نشر الهداية في ذلك الزمن كان مستحيلا، و لم يكن هناك أي نظام مناسب لتبليغ الدين وتفهيم أدلته في اللغات الأجنبية وزيارتهم، كما كانت علاقات الديار والبلاد منقطعة عن بعضها لدرجة أن كان كل شعب يظن ١ ملحوظة: تذكروا هذا التقسيم جيدا أن الله قد وكل إلى النبي ﷺ في القرآن الكريم منصبين: (۱) أحدهما تقديم الكتاب الكامل كما ورد يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةٌ * فِيهَا كُتُبٌ قيمَةٌ (البينة : ٣-٤) ، (۲) والثاني نشر هذا الكتاب في العالم كله كما قال لِيُظْهِرَهُ عَلَى كُلِّه (الصف: ١٠)، وحدد الله لإكمال الهداية اليوم السادس، فهذه السنة الإلهية الأولى تفهمنا أن يوم إكمال نشر الهداية أيضا سادس، وهو الألف السادس، وقد قبل علماء الإسلام وجميع أكابر الملة أن إكمال النشر سيتحقق بواسطة المسيح الموعود، فالآن قد ثبت أن إكمال النشر سيكون في الألف السادس، مما يُستنتج منه أن المسيح الموعود الدِّينِ سيبعث في الألف السادس.منه المائدة: ٤ ۲

Page 232

۲۱۸ أنه ليس هناك أي بلد غير بلدهم، كما كان الهندوس أيضا يظنون أنه ليس هناك سكن وراء جبال الهملايا ولم تكن وسائل السفر سهلة ميسرة، وكان سير السفن يتوقف على الريح، لهذا قد أحل الله له مهمة إكمال النشر إلى زمن نشأت فيه العلاقات المتبادلة بين الشعوب، وابتكرت المراكب البرية والبحرية التي ليس أسهل من ركوبها، وقد جعلت كثرة المطابع المؤلفات كحلوى يمكن منْهُمْ لَمَّا توزيعها في الجمع كله.وفي ذلك الوقت بحسب منطوق الآية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ وبحسب منطوق الآية: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، مست الحاجة إلى البعث الثاني للنبي الله وجميع هؤلاء الخدام من القطار والبرقية والباخرة والمطابع ونظام البريد الرائع وعلم اللغات الأجنبية ولا سيما اللغة الأردية في الهند التي كانت قد صارت لغة مشتركة بين المسلمين والهندوس؛ قد حضروا إلى النبي والتمسوا منه بلسان حالهم قائلين: يا رسول الله ! نحن الخدم حاضرون جميعا ونتنشط لإنجاز مهمة النشر قلبا وقالبا، فتعال من فضلك وأنجز مهمتك، لأن دعواك أنك أتيت للناس كافة، وآن الوقت الذي تستطيع فيه أن توصل رسالة القرآن الكريم إلى جميع الشعوب التي تسكن على الأرض، وتقدر على أن توصل مهمة النشر إلى الكمال، ويمكن أن تنشر دلائل صدق القرآن الكريم في الناس كافة لإتمام الحجة عليهم.فردت عليهم روح ها أنا قادم بروزا إلا أنني سآتي إلى بلاد الهند، لأن الحماس الديني واجتماع ۲ الأعراف: ١٥٩ ۲ النبي لما كانت المهمة الثانية الموكلة إلى النبي ، وهي إكمال نشر الهداية، مستحيلة التحقق في زمنه بسبب انعدام وسائل النشر، وعد بمجيء النبي ﷺ ثانيا في آية ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهم (الجمعة: (٤).وقد ظهرت الحاجة لهذا الوعد؛ لأن الواجب الثاني للنبي ، أي إكمال نشر الهداية الدينية، الذي كان يجب أن يتحقق على يديه، لم يتحقق في زمنه،

Page 233

جميع ۲۱۹ الأديان ومواجهة جميع الملل والنحل والأمن والسلام كله مهيأ هنا، وكذلك كان آدم اللي أيضا قد نزل هنا.فعند ختم دورة الزمن أيضا كان ينبغي أن يأتي من يأتي على شاكلة آدم في هذا البلد حصرا، لتكتمل الدائرة بلقاء الأول والآخر في مكان واحد.فلما كانت البعثة الثانية للنبي ﷺ بحسب الآية وَآخَرِينَ مِنْهُمْ مستحيلة إلا في صورة البروز، فقد اختارت روحانية النبي شخصا يماثله خلقا و ملامح وهمة ومواساة للخلق، وأعطاه اسمه أحمد ومحمد مجازا ليفهم أن ظهوره هو ظهور النبي الا الله بعينه.أما السؤال في أي زمن كان يجب أن تحصل هذه البعثة الثانية؟ فجوابه أن أعمال الله لما كانت متناسقة ومتزنة، كما من عادته "وضع شيء في محله"، بحسب مقتضى صفته الحكيم، كما يحب الله الوحدة لكونه واحدا؛ فقد أراد أنه كما تحقق إكمال هداية القرآن الكريم في اليوم السادس كخلق آدم أي في يوم الجمعة، أن يكون مثله زمنُ إكمال النشر زمنا يشبه اليوم السادس.لهذا فقد أحب الألف السادس لهذه البعثة الثانية، كما أكثر من وسائل النشر أيضا في هذا الألف السادس نفسه وفتحت كل الطرق للنشر، إذ يُسر السفر إلى كل بلد وظهرت المطابع الكثيرة في كل مكان، ووُجد نظام أحسن لمكاتب البريد ومعظم الناس بدأوا يعرفون لغات بعضهم.وكل هذه الأمور لم تكن متوفرة في الألف الخامس، بل كان البلد خاليا من هذه الوسائل للنشر قبل وهو عمري، وإن ما كان موجودا منها كان ناقصا وقليلا وكان ستين عاما، بمترلة الشاذ والنادر.لعدم توفر الوسائل.وقد أدّى النبي هذا الواجب ببعثته الثانية بروزا في زمن توفرت فيه الوسائل لإيصال الإسلام إلى جميع شعوب العالم.منه

Page 234

۲۲۰ هذه هي البراهين الساطعة على كوني مسيحا موعودا وإماما مهديا وليس من شك في أن من تأمل في كل هذه الدلائل بالتقوى فسوف يتبين له أني من الله.انظروا بإنصاف كم من شهادات متوفرة على صدقي عند دعواي'.(۱) قد استأصلت الفتن والمفاسد في الأرض الإسلام والمسلمين تقريبا، وحالة الإسلام الداخلية صارت حرجة لدرجة أن اندفن الدين المطهر تحت آلاف البدع.كان المسلمون قد افترقوا إلى ۷۳ فرقة خلال اثني عشر قرنا، أما القرن الثالث عشر فقد أحدث البدع والفرق الجديدة التي لم تكن في اثني عشر قرنا ماضيا، ويتعرض الإسلام للهجمات الخارجية بقوة وحماس لدرجة أن أعرب الذين يستنتجون من الأوضاع الراهنة فقط وهم غير مطلعين على المشيئة السماوية عن رأيهم أن الإسلام يكاد ينقرض فالدين العظيم الذي كان إذا ارتد عنه شخص واحد قامت القيامة في الأمة، يرتد عنه الآن مئات الألوف.وإن رأس القرن هو الذي كان قد أنبئ بحقه أنه سيُبعث فيه شخص من الأمة لإصلاح المفاسد الراهنة على الدوام.والآن توجد المفاسد بل هي على أوجها، لكنه على حد زعم معارضينا لم يبعث شخص لإصلاح هذه المفاسد التي تأكل الإيمان، وقد مضى من القرن قرابة خمسه وبتعبير آخر آخر كأن نبوءة النبي نبوءة النبي هذه قد بطلت عند ضرورة تحققها أنه القرن نفسه الذي صار فيه الإسلام غريبا وكان بحاجة إلى التأييد السماوي من جملة الشهادات شهادة قوية أن الدلائل على وفاة عيسى العليا قد توفرت في هذا الزمن من كل جانب، وقد توفر الإثبات القوي جدا والبراهين البينة جدا على أن قبره موجود في حي خانيار بمدينة سرينغر في كشمير وليكن معلوما أن معيار اختبار صدقنا وكذب معارضينا وفاة عيسى ال وحياته، فإذا كان عيسى اللي في الحقيقة حيا فجميع دعاوينا كاذبة وجميع براهيننا ،باطلة، أما إذا كان قد توفي بحسب البيان القرآني في الحقيقة فإن معارضينا على الباطل، فالآن بيننا القرآن الكريم، فتدبروه.منه

Page 235

۲۲۱ المحض.وكان ينبغي أن يُبعث في القرن نفسه شخص يرد هجمات النصارى وينتصر على الصليب، أو بتعبير آخر يمكن أن تقولوا بأنه كان يجب أن يُبعث مسیح موعود ليكسر الصليب.فأي نظام دبره الله عند رؤيته طوفان الضلالة هذا وملاحظة الموت الروحاني لهذا الحد؟ فهل ظهر شخص على رأس هذا القرن لقمع الفتن الصليبية؟ وأي شك في أن الهند كانت بؤرة الضلال، لأنه قد ظهرت في هذا البلد مئات الأديان الفاسدة وآلاف البدع المهلكة التي ليس لها نظير في أي بلد وإن الحرية كما فتحت الطريق للسيئة فقد فتحته للحسنة أيضا، إلا أنه لما كانت مواد السيئة الكثيرة قد اجتمعت فقد شجعتها هذه الحرية قبل كل شيء وظهرت في الأرض أشواك وأعشاب بكثرة ولم تترك موطئ قدم، وكل عقل نقي وطيب ومؤيد بروح القدس يدرك أن هذا هو زمن ظهور المسيح الموعود.وكان هذا القرن جديرا بأن يبعث فيه عيسى بن مريم لينال الفتح على صليب في أيدي النصارى في العصر الحاضر كما كان عيسى بن مريم قد نال الفتح على الصليب الذي كان بأيدي اليهود وهذا الفتح نفسه قد عبر عنه في الأحاديث النبوية بكسر الصليب.لقد بلغت الفتنة الصليبية مبلغا لا تريد لها الغيرة الإلهية أبدا أن تتقدم أكثر.وكفى دليلا على ذلك أنه لا يوجد نظير في أي حقبة من تاريخ الزمن لعظم السيل الذي أحرزته هذه الفتنة والهجوم الذي شنته هذه الفتنة على الإسلام من كافة الجوانب، والتجاسر والوقاحة التي مدت بها هذه ١ إذا خرج أحد من بيته لبضعة أيام وتجول في مكة المعظمة والمدينة المنورة والبلدان الإسلامية مثل الشام وغيرها، فسوف يشهد أنه لا نظير لما اجتمع في بلدنا هذا من أديان مختلفة في العصر الحاضر ولا نظير له في مهاجمة أتباع كل دين غيرهم ليل نهار في أي بلد آخر.منه

Page 236

۲۲۲ الفتن يدها إلى عرض النبي ، والتدابير الكاملة التي وظفتها هذه الفتنة لإطفاء نور الإسلام.لا يوجد له نظير في أي حقبة من تاريخ الزمن.ولا شأن يذكر أمام هذه الفتنة للفتن التي كان يبعث عند ظهورها أنبياء ورسل في بني إسرائيل أو بعث لها المجددون في هذه الأمة.وهذا الأمر من الأمور المحسوسة البدهية التي لا المرء إنكارها.لقد تم نشر قرابة مائتي مليون كتاب وكتيب ردا على الإسلام وتكذيبا له في هذا القرن الثالث عشر.وقد اقتحمت المسيحية كل بيت، أو بعد هجوم مئة عام لم يئن أوان هجوم واحد وإذا كان قد آن فأخبروني أنتم بأي اسم كان يجب أن المجدد الذي كان سيبعث على رأس هذا يسع يسمى لله القرن للفتح على الصليب أو لكسر الصليب بحسب مصطلح الحديث؟ وأي اسم أعطى النبي ﷺلكاسر الصليب، أليس اسم كاسر الصليب المسيح الموعود وعيسى بن مريم؟ إذن فكيف كان يمكن أن يبعث على رأس هذا القرن مجدد آخر غير المسيح الموعود؟ " الله ليس المراد من هذا الهجوم أن الإسلام سيشن الغارة بالسيف أو البندقية، بل المواساة الصادقة أمضى وأحد الأسلحة فاهزموا المسيحية بالدلائل، لكن بحسن النية وحب بني البشر، فليس من مقتضى الغيرة الإلهية الآن أن يؤسس سفك الدماء والحروب، وإنما يريد في الوقت الحاضر أن يخلص النسل الإنساني- رحمة به من الشرك وعبادة المخلوق، وذلك بآياته البينات وببراهينه القوية وبساعد إظهار قدرته.منه صحيح أن مجددا يبعث على رأس كل قرن وفي ذلك يوجد حديث، لكن القرآن الكريم يعلن بصوت عال عن بعثة المسيح الموعود أن ادعوا دعاء سورة الفاتحة أن يعصمكم الله من فتنة زمن يكفّر فيه المسيح الموعود ويكذب عندما تكون المسيحية مسيطرة على العالم.فهذا الدعاء يبشر بوضوح ببعثة ذلك الموعود، وكذلك تصرح الآية: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: (۱۰) بجلاء أنه عندما سيظهر قوم يتمنى القضاء على ۲ هذا الذكر، فسوف يحفظه الله في ذلك الوقت عن طريق أحد المبعوثين من السماء.منه

Page 237

۲۲۳ خاتمة الكتاب نريد أن نبين في هذه الخاتمة لفتا لانتباه القراء أنه يتبين من القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة بمنتهى الوضوح، أنه إذا ظهرت ثلاثة أنواع من المخلوق في العالم فاعلموا أن المسيح الموعود قد ظهر أو يوشك أن يُبعث: (۱) المسيح الدجال؛ الذي يعني خليفة إبليس، ذلك لأن الدجال هو الاسم الأعظم للشيطان من بين أسماء الشيطان، ومعناه كاتم الحق وواهب الرونق والبهاء للكذب وفاتح طرق الهلاك، ومُسدل الستار على طرق الحياة؛ وهذا هو الهدف الأعظم للشيطان.لهذا فهو اسمه الأعظم.ومقابله مسيح الله الحي القيوم؛ أي خليفة الله الحي القيوم.فالله الحي القيوم اسم القيوم اسم الله الأعظم بالإجماع، ومعناه المحيي روحانيا وماديا، والسند الأبدي لكلا نوعي الحياة والقائم بالذات، وقيوم الجميع بجذبه الذاتي.والله ؛ هو المعبود أي الذات غير المدركة، وهو فوق العقول ووراء الوراء والألطف، الذي يرجع إليه كل شيء عابدا، أي إما في حالة الفناء العشقي الذي هو الفناء النظري، أو في حالة الفناء الحقيقي الذي هو الموت.إن كل هذا النظام لا يغادر خواصه - كما هو بين - وكأنه ملتزم بأمر معين، ويتجلى من هذا التفصيل أن الله الأعظم أي الله الحي القيوم" يقابله اسم الشيطان الأعظم أي "الدجال" وأراد الله الله أن يندلع صراع في هذا الزمن الأخير بين اسمه الأعظم والاسم الأعظم للشيطان، كما كان صراع قد حدث من قبل عند خلق آدم فكما أن الله الا الله يسلط الشيطان على أيوب في زمنه، فقد سلط اسم "

Page 238

٢٢٤ الشيطان على الإسلام عند هذا الصراع وأذن له أن يشن الغارة على الإسلام بجميع خيله ورجله عندئذ جَعل الشيطان بحسب عادته قوما مظهرا له، الله (۱) من الثابت بالتحقيق وهذا هو مذهبنا أن الدجال في الحقيقة اسم الشيطان الأعظم، وهو بمحاذاة اسم الأعظم؛ أي "الله الحي القيوم.ويتجلى من هذا التحقيق أن اسم الدجال لا يطلق على اليهود على وجه الحقيقة ولا على قساوسة النصارى، ولا على أي أمة أخرى، لأن كل هؤلاء عباد الله الضعفاء، ولم يعطهم الله أي خيار مقابله، فلا يمكن أن يسموا الدجال في أي حال من الأحوال، إلا أنهم مظاهر لاسم الشيطان هذا.فمنذ بدء الدنيا يوجد هؤلاء المظاهر باستمرار، وكان أول مظهر له "قابيل" الابن الأول لآدم، الذي حسد أخاه هابيل على كونه "تقبل منه"، وبسبب الحسد خضب نفسه بدماء نفس بريئة.أما المظهر الأخير للدجال الذي هو المظهر الأتم والأكمل لاسم الشيطان، فقوم في أول القرآن الكريم وفي آخر القرآن الكريم أيضا، أي فرقة "الضالين" الذين انتهت سورة الفاتحة على ذكرهم ، ثم ذُكروا في السور الثلاثة الأخيرة للقرآن الكريم أيضا، أي في سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس وإنما الفرق أن سورة الإخلاص تضم بيان اعتقادهم كما قال : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حاشية على الحاشية: ليس المراد من الضالين مجرد من ضلوا، بل المراد منه أولئك النصارى الذين يُغالون في شأن العليا لحبهم المفرط له، لأن من معاني الضلالة أن يتخذ الإنسان عیسی أحدا حبيبه لدرجة أن لا يتحمل- نتيجة الحب المفرط له- حتى سماع اسم غيره بالإكرام كما تحمل الآية: إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيم (يوسف: (٩٦ أيضا المعنى نفسه.فالمراد من الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ علماء اليهود أولئك الذين لم يرضوا بأن يو صف عیسی العليا بالمؤمن نتيجة عدائهم الشديد له، بل وصفوه كافرا يجب قتله.فالمغضوب عليه هو ذلك الإنسان شديد الغضب الذي يغضب عليه غيرُه لغلوه في الغضب.وكلتا هاتين الكلمتين وقعتا بمقابل؛ أي أن مسیح هم الضالين هم الذين اتخذوا عيسى اللة إلها للإفراط في الحب، بينما المغضوب عليهم اليهود الذين كفروا الله للإفراط في العداء.ولهذا حُذر المسلمون في سورة الفاتحة أن يتقوا من كلتا الفتنتين- حيث أشير إلى أنهم سيواجهون كلا الامتحانين، إذ سوف يأتي المسيح الموعود وسيكفّر كالمسيح السابق، كما تبلغ غلبة الضالين أي النصارى الذين اتخذوا عيسى ال إلها، أيضا كمالها - ويواظبوا على الدعاء في الصلوات لاتقائها.منه

Page 239

التحفة الفولروية الأخير، ٢٢٥ كُفُوًا أَحَدٌ أي أن الله أحدٌ، أي غيرُ مركب وليس له ابن ولا أب وليس له أي كفء.ففي هذه السورة ذكرت عقائد هؤلاء القوم، وبعد ذلك أشير في سورة الفلق إلى أن هؤلاء القوم يشكلون خطرا على الإسلام وبواسطتهم سينتشر الظلام الحالك في الزمن ، وسيواجه الإسلام في ذلك الزمن شرا هائلا وأن هؤلاء الناس سوف يخدعون الناس بنفثهم في عُقد المعضلات ودقائق الدين على شاكلة المكارات، وكل ذلك سيكون بدافع الحسد فقط، كما كان تصرف قابيل ناتجا عن الحسد.وإنما الفرق أن قابيل أراق دم أخيه على الأرض أما هؤلاء فبسبب ثورة الحسد سيقتلون الصدق.باختصضار؛ إن سورة قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تضم بيان عقائدهم، أما سورة الفلق فتضم شرحا لأعمالهم التي تصدر عنهم زمن القوة والسلطة.فبوضع السورتين بمحاذاة بعضهما يُفهم جليا أن السورة الأولى، أي سورة الإخلاص، تضم بيان عقائد قوم النصارى، والسورة الثانية تبين أحوالهم العملية، وأُشير في (غَاسِق إذَا وَقَبَ إلى الزمن الأخير عندما يصبح هؤلاء مظاهر أتم للروح التي وصفها الله مُضلة، وبكتابة هاتين السورتين بمحاذاة بعضهما تُدرك بسهولة هذه الإشارات اللطيفة؛ فمثلا اقرأوا على هذا النحو: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قل إن ذلك المعبود الحقيقي الذي إليه قل إنني أعوذ بالرب الذي خلق جميع ترجع جميع الأشياء بعد فناء العبودية المخلوقات بحيث فلق أحدا وخلق منه الثاني؛ التامة أو الفناء القهري، أحدٌ.وبقية أي جعل البعض محتاجا للبعض، والذي يخلق المخلوقات كلها تخضع لأحدِ نوعي الصبح بعد الظلام.الفناء، وكل شيء محتاج إليه، لكنه هو غني عن كل شيء.لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فهو من ليس له أي ابن ولا هو ابنا نحن نعوذ بالله من شر مخلوق فاق جميع لأحد.الأشرار شرا، وليس له أي نظير في الشرور منذ بدء الخلق إلى الأخير.ومن شر الذين يعتقدون خلاف الأمر الحق لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ أي قد اتخذوا الله ولدا.

Page 240

٢٢٦ كُفُوًا أَحَدٌ التحفة الفولروية وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ وليس له أي نظير أو مثيل منذ الأزل النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا أي ذاته منزهة عن النظير والمثيل وهو حَسَدَ سبوح.ونحن نعوذ بالله من الزمن الذي ينتشر فيه ظلام الثالوث والشرك في العالم كله، ومن شر أولئك الذين ينفثون ويعقدون؛ أي يقومون بسحر في الخداع، ويسببون المشاكل في معرفة الصراط المستقيم.كما نعوذ بالله حسد ذلك الحاسد العظيم، حين سيكتم من ذلك الحزب الحق لمجرد الحسد.وكل هذه الإشارات إلى القساوسة النصارى أن الزمن يوشك أن يأتي عندما سينشرون الشر في العالم ويملأون العالم ظلاما، ويكون خداعهم كالسحر، وسيكونون حاسدين جدا، إذ سوف ينظرون إلى الإسلام بازدراء وبدافع الحسد، وإن عبارة "رب الفلق" تشير إلى أن زمن الصبح - أي زمن المسيح الموعود - أيضا سيطلع بعد ذلك الظلام.يتبين من هذه المقارنة التي أجريت بين سورة الإخلاص وسورة الفلق أن كلتا هاتين السورتين تذكر فرقة واحدة، وإنما الفرق بينهما أن سورة الإخلاص تضم بيان عقائد هذه سورة الفلق فتضم بيان أعمالها.ولقد سميت هذه الفرقة في سورة الفلق بـ "شر ما خلق" أي "شر "البرية" ويتبين من إلقاء نظرة على الأحاديث أن الدجال المعهود هو "شر البرية" لأنه لا أحد يساويه شرا من زمن آدم إلى الأخير.ثم بعد الفرقة أما الآخر قد سمي ب هاتين السورتين سورة الناس وهي: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.في هذه

Page 241

التحفة الفولروية ۲۲۷ السورة إشارة إلى أن زمن وسوسة هذا الخناس هو حين لن يبقى على الأرض أيُّ مُربِّ وحده للإسلام ولا عالم رباني، ولن يكون أي ملك مسلم يحمي الدين.فعندئذ يكون الله ملاذ المسلمين في كل مناسبة.وهو وحده يكون إلههم ومربيهم وملكهم فقط.فليتضح الآن أن الخناس أحد أسماء الشيطان أي حين يتخذ الشيطان سيرة الأفعى ولا يقوم بإكراه وإجبار علنًا ويوظف مجرد المكر والخديعة وإثارة الوساوس ويختار أدق الطرق وأخفاها للدغ، يسمى الخناس.واسمه في العبرية "ناحاش".فقد ورد في أوائل التوراة أن الناحاش أغوى حواء، فأكلت بإغوائه الثمرة الممنوعة وعندئذ أكل آدم أيضا.فمن سورة الناس هذه يتبين أن هذا الناحاش سوف يظهر في الزمن الأخير مرة أخرى أيضا.وهذا الناحاش بالدجال أيضا، وهو الذي تسبب في تعثر آدم قبل ستة آلاف سنة وكان قد نجح في خداعه آنذاك، وكان آدم مغلوبا.لكن الله أراد أن يخلق آدم مرة أخرى في الجزء نفسه سمي - حاشية على حاشية: فليكن معلوما أن من ذنب حواء أنها استجابت للشيطان مباشرة وعصت حكم الله، فالحق أن حواء لم ترتكب ذنبا واحدا فقط بل أربع معاص، (۱) أولا: أنها استخفت بأمر إلهي، واعتبرته كاذبا (۲) ثانيا : صدقت عدو الله الشيطان والكذب المتجسد مستحق اللعنة الأبدية (۳) ثالثا: لم تكتف باعتبار تلك المعصية عقيدةً فقط بل قد خالفت أمر الله وارتكبت المعصية عمليا (٤) رابعا: إن حواء لم تخالف أمر الله وحدها فقط بل قد أغوت آدم أيضا ممثلةً الشيطان، فأكل آدم من تلك الشجرة الممنوعة بإغواء حواء فقط.ولهذا السبب عُدّت حواء عند الله آثمة جدا، بينما عُدَّ آدم معذورا، ومرتكب خطأ بسيط كما يظهر من الآية الكريمة وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (طه: (١١٦، أي يقول الله في هذه الآية: إن آدم لم يخالف أمري متعمدا، بل قد خُيل إليه أن حواء حين أكلت من الشجرة ثم أعطته، فلعل ذلك بإذن من الله.ولهذا السبب لم يبرئ الله ساحة حواء في كتابه، لكن برأ ساحة آدم.أي قد قال بحقه: ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً وعاقب حواء عقابا شديدا، حيث جعلها خاضعة للرجل ومحتاجة إليه وقدر لها مشاكل الحمل والولادة.ولما كان آدم قد خُلق على صورة الله، لذا لم يستطع الشيطان مواجهته.ومن هنا يُستنبط أن الذي ليس في ولادته نصيب ذكورة فهو ضعيف، وبحسب التوراة من الصعب القولُ في حقه بأنه خُلق على صورة الله أو هو مثل الله.صحیح أن آدم أيضا مات حتما، إلا أن هذا الموت ليس وليد الذنب، بل كان الموت منذ البداية قد جُعل جزءا من خلق الإنسان، فكان لا بد أن يموت حتى لو لم يرتكب الذنب.منه

Page 242

۲۲۸ خلقني الأخير من اليوم السادس مثله، أي في نهاية الألف السادس، كما كان قد ولد في اليوم السادس ليقيمه مقابل الناحاش.وهذه المرة غُلب الناحاش وكان آدم غالبا.فقد الله كمثل آدم، وسمي هذا العبد المتواضع آدم، كما في البراهين الأحمدية إلهام: "أردت أن أستخلف فخلقت آدم" كما هناك إلهام آخر هو: "خلق آدم فأكرمه" بالإضافة إلى إلهام آخر: "يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة".وقد ورد عن آدم في الإصحاح الأول: ٢٦: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبهنا".ثم ورد في سفر دانيال الإصحاح ١٢: عندئذ سينهض ميخائيل ومعناه مثيل (الله) ذلك السيد العظيم القائم لتأييد أبنائك.(أي سيُبعث المسيح الموعود في الزمن الأخير، فميخائيل، أي مثيل الله، هو في الحقيقة اسم آدم في التوراة.وقد أشير إلى ذلك في الحديث النبوي أيضا حيث ورد: إن الله خلق آدم على صورته.فمن هنا تبين أن المسيح الموعود سيظهر على صورة آدم، ولهذا خُصصت له نهاية الألف السادس لأنه متزلة اليوم السادس أي كما خُلق آدم في نهاية اليوم السادس كذلك قدرت ولادة المسيح الموعود في نهاية الألف السادس.وكما ابتلي آدم بالناحاش الذي يسمى في العربية بالخناس والذي اسمه الآخر الدجال، كذلك قد خُلق مقابل هذا الآدم الأخير ناحاش ليطمع الناس الذين في مزاجهم أنوثة في الحياة الأبدية كما كانت الأفعى التي سميت في التوراة بالناحاش- وفي القرآن بالخناس- قد طمعت حواء.لكنه قد قُدِّر هذه المرة أن هذا الآدم سيغلب ذلك الناحاش.باختصار؛ قد ظهر صراع مرة أخرى بين آدم والناحاش الآن في نهاية الألف السادس.وهذه المرة لن تقدر الأفعى القديمة على اللدغ كما كانت قد لدغت حواء سابقا، لتناول آدم نصيبا من السم.بل يأتي زمن يلعب فيه الأولاد مع هذه الأفعى، ولن تقدر على إلحاق الضرر.لقد أشار القرآن الكريم إشارة لطيفة حين أنهى سورة الفاتحة على "الضالين" والقرآن على "الخناس" ليفهم العاقل أن هذين الاسمين واحد في الحقيقة والروحانية.منه

Page 243

۲۲۹ وشنَّ على الإسلام غارة شديدة، وخلق الله شخصا هو مظهر لاسمه الأعظم، ووهب له حالة الفناء ليرجع إليه، لتنشأ له العلاقة بالمعبود في صورة العبادة وهو الحقيقية، وسماه أحمدَ؛ لأن ألطف أنواع العبادة وأسماها هو الحمد، يتطلب المعرفة التامة بصفات البارئ، ولا يتأتى الحمد التام دون تحقق المعرفة التامة.وإن محامد الله على نوعين: (۱) أحدهما الذي يتعلق بعلوه الذاتي والرفعة والقدرة والتنزه التام.(۲) والثاني الذي يتجلى أثرها على المخلوق من خلال الآلاء والنعماء.وإن الذي يعطى اسم أحمد من السماء، تتزل عليه أولاً الآلاء والنعماء الظاهرية والباطنية بتواتر بمقتضى اسم الرحمانية.ثم ينشأ في قلبه حب ذلك المحسن الحقيقي بسبب الإحسان الدافع إلى حب المحسن، ثم ينمو ذلك الحب فيبلغ درجة الحب الذاتي، ثم يكسب القرب بموجب الحب الذاتي.ونتيجة القرب تنكشف عليه جميع صفات حضرة البارئ عز اسمه الجلالية والجمالية فكما أن اسم جامع الصفات الكاملة، كذلك الله اسم أحمد جامع جميع المعارف.فكما أن " الله " اسم يصبح هو الاسم الأعظم الله، كذلك فإن اسم أحمد هو الاسم الأعظم لذلك الإنسان الذي يعطى هذا الاسم في السماء من بين البشر.وليس للإنسان اسم أعظم منه.لأنه مظهر لمعرفة الله التامة وفيوضه التامة، فحين يظهر على الأرض تحل عظيم من الله الله ويريد الله أن يظهر الكنز الخفى لصفاته الكاملة، فيُبعث في الأرض إنسان يسمى في السماء بأحمد.باختصار؛ لما كان اسم أحمد ظلا كاملا لاسم الأعظم، لذا يتمكن اسم أحمد دوما من الانتصار على الشيطان، وكذلك كان مقدرا للزمن الأخير أن تظهر من ناحية قوى الشيطان على وجه الكمال وبروزه، ويظهر الاسم الأعظم للرحمن أيضا على الأرض ويظهر مقابله اسم يُعدّ ظلا لاسم الله الأعظم، أي أحمد.وحدد موعد هذا الصراع الأخير في

Page 244

۲۳۰ التحفة الفولروية أن الله الجزء الأخير من الألف السادس.وكما يضم القرآن الكريم التصريح تعالى قد خلق كل شيء في ستة أيام إلا أنه خلق الإنسان الذي كانت دائرة المخلوق تنتهي عليه في الجزء الأخير من اليوم السادس؛ كذلك حدد لهذا الإنسان الأخير الجزء الأخير من الألف السادس، فخلق حين كانت بضعة أعوام باقية على انتهاء الألف السادس من حيث الحساب القمري.وإن نضجه الذي حدد للمرسلين، أي أربعون عاما، قد تحقق حين جاء رأس القرن الرابع عشر.وكان من الضروري للخليفة الأخير أن يُخلق كآدم في الجزء الأخير من الألف السادس وأن يُبعث مثل النبي الله عند بلوغه أربعين عاما من العمر على رأس القرن.ويستحيل على أي كاذب ومفتر أن يتدخل في هذه الشروط الثلاثة، وأضيف إليها الأمر الرابع وهو الخسوف والكسوف في رمضان الذي كان قد عُدّ من آيات المسيح الموعود.النوع الثاني من المخلوقات الذي هو علامة المسيح الموعود هو ظهور يأجوج ومأجوج، ولقد وصفت بعض شعوب البلاد الغربية بيأجوج ومأجوج في التوراة، وحدد زمن ظهورهما زمن المسيح الموعود.وإن القرآن الكريم قد كتب من علامتهما مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ'، أي سيتمتعون بكل تفوق أرضي وسوف ينتصرون على كل قوم.وثانيا أشير إلى العلامة أنهم يوظفون النار بمهارة في أعمالهم أي ستكون معاركهم بواسطة النار وتسير محركاتهم بواسطة النار، وسيحوزون على مهارة كبيرة في استخدام النار.لهذا السبب سُموا يأجوج ومأجوج.لأن الأجيج هو لهيب النار، وإن خلق الشيطان أيضا الأنبياء: ۹۷

Page 245

۲۳۱ من النار كما يتبين من الآية: (خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ ، لهذا لها علاقة فطرية بيأجوج ومأجوج.ولهذا السبب يتجلى اسم الشيطان الأعظم بهذا القوم، ويصلحون ليصبحوا مظهره الأتم، لكن التجلي الأعظم لاسم الله الأعظم الذي مظهره الأتم اسم أحمد، كما سبق بيانه قبل قليل كان يقتضي وجودًا لا يذكر القتال وسفك الدماء، بل ينشر في الأرض السلام والوئام والحب.كذلك كان يقتضي تأثير كوكب المشتري أن لا يُحمل السيف للقتل.وكذلك كان هذا الجزء الأخير من الألف السادس الذي يتضمن مفهوم الجمع ويُبرز برفع جميع الفروق والخلافات والخسائر- مجموعة المخلوقات مع أن إمامهم والذي يمتلئ بتمام الصلح والوئام انطلاقا من النظير السابق، يقتضي يرتفع الافتراق والاختلاف مع لوازمهما أي الحرب والجدال.كما يتبين من كتاب الله أن الله خلق الأرض والسماء في ستة أيام وخلق آدم في الجزء الأخير من اليوم السادس" وألف نظام العالم، وخلق آدم تابعا للتأثير العظيم للمشتري لينشر السلام والصلح في الأرض.101 الأعراف: ١٣ يتبين من الآيات التالية أن آدم خلق في اليوم السادس وهي: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٣٠ - ۳۱)، أي بعد أن خلق الله كل ما في الأرض وخلق سبع طبقات للسماء.باختصار؛ بعد الفراغ من خلق العالم كليا أراد أن يخلق آدم فخلقه في اليوم السادس أي في الجزء الأخير من يوم الجمعة.لأن الأشياء التي كانت قد خُلقت في اليوم السادس قد خُلق آدم بعدها كلها بحسب النص القرآني، ويبرهن على ذلك ما ورد في سورة "فصلت" بصراحة وهو أن الله خلق سبع سماوات في يوم الخميس والجمعة، وفهم سكان كل سماء أمرهم المتعلق

Page 246

۲۳۲ التحفة الفولروية بتلك السماء، وزين السماء الدنيا بقناديل النجوم، كما خلق هذه النجوم لأن أمور حفظ العالم الكثيرة كانت تتوقف عليها.هذه تقادير الله العزيز العليم.والآيات هي: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت:۱۳)، فقد تبين من هذه الآيات أن الأمور مثل جعل السماوات سبعة، وتدبير أمورها الداخلية قد تحققت خلال يومين متبقيين، أي في يوم الخميس والجمعة.ويثبت من الآيات الأولى التي كتبناها آنفا أن خلق آدم كان بعد خلق سبع سماوات وبعد الفراغ من النظام الأرضي والسماوي.باختصار؛ بعد خلق ما في العالم كله خلق آدم.ولما كانت كل هذه الأعمال لم تنته في يوم الخميس فقط، بل قد استغرقت شيئا من يوم الجمعة أيضا، كما يتبين من: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ أَي لم يقل الله في هذه الآية: "في يوم" بل قال : فِي يَوْمَيْنِ.فعلم منه يقينا أن الجزء الأول من الجمعة استغرق في خلق السماوات والنظام الداخلي لها.لهذا قد تقرر بنص صريح يوم ° ° أن آدم خُلق في الجزء الأخير من يوم الجمعة.ولو أثار أحدٌ شبهةً بأن من المحتمل أن يكون الله آدم قد خُلق في اليوم السابع، فالآية الرابعة من سورة الحديد تزيل هذه الشبهة وهي: الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (الحديد: ٥)، أي بعد الفراغ من خلق المخلوقات كلها في ستة أيام بدأ يُظهر صفتي العدل والرحمة.إن استواء على عرش الألوهية يشير إلى أنه بعد أن خلق الخلق كله بدأ يتصرف معهم بمقتضى العدل والرحمة والسياسة.فهذا التعبير مستمد من أنه حين يحضر أصحاب القضية كلهم وأركان الدولة والجيش بهيبتهم وتكون أعمال المحكمة على أوجها حيث يطلب كل من العدل الملكي، وتتوفر جميع أسباب العظمة والهيبة، يأتي الملك بعد ذي حق حقه الجميع ويزين عرش المحكمة بوجوده الكريم.باختصار؛ قد ثبت من هذه الآيات أن آدم خُلق في الجزء الأخير من يوم الجمعة، لأن سلسلة الخلق قد انقطعت بعد اليوم السادس.والسبب أن اليوم السابع هو يوم الاستواء على العرش لا يوم الخلق.إن اليهود وصفوا اليوم السابع يوم الراحة، لكن ذلك سوء فهمهم، بل تعبير معناه أن الإنسان حين يفرغ من مهمة عظيمة فكأن ذلك الوقت وقت راحته.فالنصوص من هذا النوع في التوراة من قبيل المجاز ولا تعني أن الله تعب في الحقيقة ولم يجد بدا من الراحة نتيجة الإرهاق والمشقة.هو

Page 247

۲۳۳ هو هناك أمر آخر عن هذه الآيات؛ فما معنى قول الملائكة الله لا أتجعل المفسد خليفة؟ فليتضح أن الحقيقة أن الله حين خلق في اليوم السادس سبع سماوات وقضى وقدَّر أمر كل سماء، وقرب اليوم السادس- الذي هو يوم نجم السعد الأكبر، أي المشتري- على الانتهاء، ولاحظ الملائكة الذين كانوا قد أوتوا علم السعد -والنحس حسب مدلول الآية (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وكانوا قد علموا أن السعد الأكبر المشتري- أن آدم في الظاهر لم يجد نصيبا من هذا اليوم، إذ ما تبقى من اليوم قليل جدا، فخطر ببالهم أن خلق آدم سيكون في وقت "زحل"، وأن فطرته ستودَع التأثيرات الزحلية من القهر والعذاب وغيرهما، ومن ثم سيتسبب في ظهور فتن كثيرة، فكان الاعتراض مبنيا على ظنّ لا يقين.فاعترضوا بناء على الظن وقالوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ؟ وحسبوا أنفسهم زُهّادا وعابدين ومقدّسين ومترهين من كل سيئة، بالإضافة إلى أن خلقهم كان المشتري الذي هو رمز للسعد الأكبر.فقال لهم الله: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، في عصر أي أنكم لا تعلمون متى سوف أخلق آدم؟ سأخلقه في الساعة التي هي أكثر ساعاتٍ بر كةً السعد الأكبر، إلا أن ساعة العصر فيه يوم يوم الجمعة هو يوم من يوم المشتري.وصحيح أن قد فاقت كل ساعة سعادة وبر ركة.فقد خُلق آدم في آخر ساعات يوم الجمعة، أي وقت العصر.ولهذا السبب هناك حث في الأحاديث على الإكثار من الدعاء بين العصر والمغرب الجمعة.فإن فيه ساعةً يجاب فيها الدعاء.فهذه الساعة هي نفسها التي لم يكن الملائكة أيضا على علم بها.فمَن خُلق في هذه الساعة آدم في السماء، ويوضع به أساس يسمى لسلسلة عظيمة.فقد خلق آدم في هذه الساعة حصرا، ولهذا السبب أعطي آدم الثاني أيضا أي هذا العبد المتواضع الساعة نفسها، وإلى ذلك أشير في الإلهام الوارد في البراهين الأحمدية : ينقطع آباؤك ويُبدأ منك"، انظروا البراهين الأحمدية، الصفحة ٤٩٠.ومن المصادفات الغريبة أن هذا العبد المتواضع لم يولد فقط في الجزء الأخير من الألف السادس- الذي له العلاقة بالمشتري نفسها التي كانت لآدم باليوم السادس أي بجزئه الأخير - بل قد وُلد هذا العبد المتواضع في يوم الجمعة وفي الرابع عشر بحسب القمر.وهناك أمر آخر جدير بالبيان هنا أنه لو طرح سؤال أنه لماذا بوركت الساعة الأخيرة من يوم الجمعة وهي وقت العصر، التي خُلق فيها ،آدم لهذه الدرجة؟ ولماذا خُصت بخلق آدم؟ فجواب ذلك أن الله جعل نظام تأثير الكواكب بحيث ينال كوكب في الجزء الأخير من

Page 248

٢٣٤ يريد عمله شيئا من تأثير الكوكب القادم اللاحق به.فلما كان الليل قريبا من وقت العصر الذي خُلق فيه آدم، كان ذلك الوقت حائزا على شيء من تأثير زحل أيضا، كما كان مستفيضا بفيض المشتري الحائز على تأثيرات صبغة الجمال.فقد خلق الله آدم يوم الجمعة وقت العصر لأنه كان أن يخلق آدم جامعا للجلال والجمال.وإلى ذلك تشير الآية خَلَقْتُ بيَدَيَّ (ص: (٧٦ ، أي خلقتُ آدم بيديَّ.فالواضح الجلي أن يدي الله ليستا كيدي الإنسان، فإنما المراد من اليدين التجلي الجمالي والجلالي.فالمقصود من هذه الآية أن آدم خلق جامعا للتجلي الجلالي والجمالي.ولما كان الله لا يريد أن سلسلة يضيع علمية، فقد استخدم عند خلقه لآدم تأثيراتِ هذه الكواكب التي صنعها بيديه.وليكن معلوما أن هذه النجوم ليست للزينة فقط، كما يزعم عامة الناس، بل لها تأثيرات، كما يتبين من كلمة "حفظا" في آية: ﴿وَزَيَّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا.أي لهذه النجوم علاقة بحفظ نظام العالم، مثلما للدواء والغذاء علاقة بصحة الإنسان.وليس لها أي دخل في اقتدار الألوهية، بل إن كل هذه الأشياء بمنزلة الميتة أمام الجبروت الإلهي، فلا تقدر على فعل شيء دون إذن إلهي.إن تأثيراتها بيد الله.فالأمر الواقع الحق أن للنجوم تأثيرات في الأرض، فلا أحد أكثر جهلا في الأرض ممن يؤمن بتأثير "البنفسج" و"زنبق الماء" و"تربد" و"سقمونيا" و"خيار "شنبر" ويرفض تأثيرات النجوم التي هي مظاهر لتجلي القدرة الإلهية من الدرجة الأولى.وهي مظهر العجائب، التي استخدم الله نفسه بحقها كلمة "حفظا".فهؤلاء الغارقون في الجهل حتى الرأس - الذين يعدّون هذه السلسلة العلمية من الشرك - لا يعرفون أن قانون قدرة الله في العالم أنه لم يخلق أي شيء باطلا وعقيما وعديم التأثير.فحين يقول إن كل شيء سُخر للإنسان، فأخبروا الآن أي فائدة يجلب للإنسان ملء "سماء الدنيا" بملايين النجوم؟ أما قول الله تعالى بأن كل هذه الأشياء قد خلقت لمنفعة البشر فيجذب انتباهنا حتما إلى أن هذه الأشياء أُودعت تأثيرات خاصة تؤثر في حياة الإنسان وتحضره.كما كتب الحكماء المتقدمون أن الأرض في البداية كانت غير مستوية جدا، فسوّاها الله بتأثيرات النجوم.وإن هذه النجوم ليست محصورة في السماء الدنيا فقط كما يظن الجهلة، بل تقع على مسافات شاسعة عن بعضها.ففي السماء نفسها يتراءى المشتري الواقع في السماء السادسة كما يُرى زحلُ الواقع في السماء السابعة.وسُمي زحل لكونه أبعد النجوم مسافةً، لأن زحل في المعاجم تعني الأبعد أيضا.

Page 249

الله والمراد من السماء، الطبقات اللطيفة التي يتميز بعضها عن الآخر بخواصها.فمن الجهل القول أيضا إن السماء ليست بشيء، ذلك لأننا إذا صعدنا إلى العالم الأعلى لن يظهر لنا الخلاء والفراغ المحض في أي مكان.فكامل الاستقراء الذي هو على الدرجة الأولى لاستكناه المجهولات، يفهمنا بجلاء وصراحة أنه ليس هناك خلاء محض أو فراغ.فكما خُلق آدم الأول متمتعا بتأثيرات المشتري وزحل، أي بصبغة الجلال والجمال، يتمتع مثل ذلك الآدم الذي ولد في نهاية الألف السادس بكلا نوعي التأثيرات.فعلى قدمه الأولى إحياء الموتى، وعلى الثانية موت الأحياء، أي في القيامة.وقد جعل في زمنه علامات الرحمة والغضب أيضا، لتثبت صفتا الجمال والجلال.أما ما قال الله الله عن الزمن الأخير بأن الشمس والقمر كلاهما سيظلم في وقت واحد، ويحدث الخسف في عدة أماكن في الأرض، وتنسف الجبال، فكل هذه علامات القهر والجلال.فعن زمن غلبة المسيحية أيضا توجد مثل هذه الإشارات في القرآن الكريم، لأنه قد ورد قوله عن تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ) (مريم: ٩١) عند غلبة هذا الدين، ويحدث الموت نتيجة الخسف وغيره.باختصار؛ إن وجود آدم الثاني أيضا جامع الجلال والجمال ولذلك خُلق في نهاية الألف السادس.وهو يوم الجمعة من أيام الدنيا بحساب الألف السادس، ووقت العصر من يوم الجمعة حيث ولد آدم وفي سورة الفاتحة هناك إشارة لطيفة بخصوص هذا المقام؛ وهي لما كانت سورة الفاتحة تذكر المبدأ والمعاد، أي ذكرت صفات الله من الربوبية إلى مالك يوم الدين، فنظرا لهذه العلاقة قد قسمها الحكيم الأزلي على آيات ليشير إلى أن عمر الدنيا سبعة آلاف عام.والآية السادسة لهذه السورة هي: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ فكأنها تشير إلى أن ظلام الألف السادس سيتطلب الهدى السماوي، وأن الطبائع الإنسانية السليمة ستطلب من الله هاديا أي مسيحا موعودا.وأنهى هذه السورة على "الضالين"، أي على الآية السابعة التي على كلمة الضالين.ففيها إشارة إلى أن القيامة ستقوم على تنتهي سبع أنه الضالين.هذه السورة في الحقيقة جامعة لحقائق ودقائق كثيرة، كما بينا في السابق.وإن دعاء: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ في هذه السورة ، يشير بصراحة إلى أن هذه الأمة ستتعرض لابتلاء عظيم عند ظهور فريق "المغضوب عليهم، وفي زمن غلبة الفريق الآخر "الضالين"، الذي لاتقائه يجب تكرار هذا الدعاء في خمس صلوات.وعُلّمنا دعاء الفاتحة هذا بحيث يتضمن أولا من

Page 250

٢٣٦ التحفة الفولروية النوع دابة الأرض، والمراد من دابة الأرض أناس يذكرون الله بألسنتهم وقلوبهم أيضا تفرح بالإيمان به عقليا، لكنهم لا يملكون الروح السماوية، فهم مجرد ديدان الأرض، ولا ينطقون بإنطاق الروح بل يتكلمون بدافع التقليد الأعمى والأهواء النفسانية.ولقد سماهم الله دابة الأرض، لعدم علاقتهم بالسماء في والأعجب أنهم يشهدون على دين الحق في الزمن الأخير.فهم يشهدون للحي مع كونهم موتى هذه الأشياء الثلاثة أي الدجال ويأجوج ومأجوج ودابة الأرض علامات للمسيح الموعود على الأرض.وبالإضافة إلى هذه هناك علامات أرضية أخرى أيضا فترك ركوب الجمال ونقل البضائع عليها في الثالث من المخلوقات- الذي هو علامة المسيح الموعود- هو خروج شيء الحسنات الْحَمْدُ للهِ إِلى مَالِكِ يَوْمِ الدِّين محامد الله والصفات الجمالية والجلالية، لكي ينطق القلب بأنه هو وحده المعبود، وإعجابا بهذه الصفات الطيبة أقرت الفطرة الإنسانية قائلة: إيَّاكَ نَعْبُدُ ثم حين لاحظت ضعفها لم تجد بدا من القول: إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.ثم تقدمت بعون الله بدعاء واف وشامل لاجتناب جميع أقسام الشر وكسب جميع أنواع الخير، أي اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، آمين.فمن الجلي أن السعادة التامة لا تُنال إلا إذا كان الإنسان آمنا من جميع الشرور والسيئات التي يظهر نموذجها إلى يوم القيامة، بالإضافة إلى اكتسابه جميع التي تظهر إلى يوم القيامة.فهذا الدعاء يشمل هذين الجانبين كليهما.كذلك قد عُلم في السورة الأولى من السور الثلاث الأخيرة من القرآن الكريم أي سورة الإخلاص قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وقدمت في هذه الآية العقيدة الجديرة بالقبول، ثم علم لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ و قدمت فيها العقيدة الجديرة بالرفض، ثم في سورة الفلق، أي في آية: ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، تحذير من الظلام الحالك القادم.وفي الآية قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ بشارة بطلوع الصادق، ولنيل هذا الهدف هناك تأكيد في سورة الناس على الصبر والثبات لاتقاء الصبح الوساوس.منه

Page 251

۲۳۷ معظم مناطق الأرض، علامة متميزة لظهور المسيح.وفي "حجج الكرامة" هناك رواية عن ابن واطيل وغيره أن المسيح سيترل من السماء وقت العصر، وأريد من العصر الجزء الأخير من الألف.(انظروا حجج الكرامة، صفحة.(٤٢٨ الأخير، هو يتبين من هذا القول أن المراد من الألف هنا الألف السادس، وأن وقت العصر للألف السادس هو زمن ولادة هذا العبد المتواضع، وهو بمحاذاة زمن خلق آدم.والدليل على ذلك أن ألف الزمن الألف السادس مقابل اليوم السادس لآدم، الذي قُدرت فيه بعثة المسيح الموعود.وأن الجزء الأخير له يسمى العصر.فالقول الأصلي لابن واطيل المستمد من ينبوع النبوة، يبدو على النحو التالي: نزول عيسى يكون في وقت صلاة العصر في اليوم السادس من الأيام المحمدية حين تمضي ثلاثة أرباعه أي نزول عيسى المسيح المحمدي سيكون وقت العصر حين تكون ثلاثة أرباع ذلك اليوم قد مضت، أي يكون الألف السادس كله قد مضى إلا الجزء الأخير منه.عندئذ تترل روح عيسى على الأرض ولا يغيبن عن البال أن المراد من اليوم المحمدي في مصطلح الصوفية ألف سنة بدءا من يوم وفاة النبي.فقد أثبتنا بهذا الحساب من حساب الجمل لسورة العصر أنني ولدت يوم كان أحد عشر عاما قد بقى من اليوم المحمدي، وهو الجزء الأخير من ذلك اليوم وليكن معلوما أن كثيرا من الصوفية الذين يقدر عددهم بأكثر من ألف صوفي، قد مالوا نظرا لمكاشفاتهم إلى أن المسيح الموعود سيولد في القرن الثالث عشر، أي في نهاية الألف السادس.فإلهام الشاه ولي الله "جراغ دين" أي "مصباح الدين" عن ولادة المهدي المعهود يدل دلالة واضحة على أن وقت ظهوره نهاية الألف السادس.وكذلك كثير من أكابر الأمة ذكروا نهاية الألف السادس بخصوص

Page 252

۲۳۸ ولادة المسيح الموعود، وكتبوا أنه سيظهر ويُبعث في القرن الرابع عشر.فلما لم يكن للمؤمن أي شاهد أكبر من كتاب الله، لهذا فإن إنكار موعد ظهور المسيح الموعود في نهاية الألف السادس هو إنكار كتاب الله، لأن الله الله قد أظهر بنفسه - بتشبيه سلسلة الخلافة المحمدية بسلسلة الخلافة الموسوية- أن ولادة المسيح الموعود في نهاية الألف السادس بالإضافة إلى ذلك يتبين لنا من النظر إلى هيئة العالم أنه قد ظهر في الألف السادس انقلاب عظيم في الأرض، وقد ظهر بالأخص تغير صريح على صفحة الوجود في الستين سنة الماضية أي بما يعدل عمري تقريبا - فلم تبق المراكب نفسها ولا أسلوب التمدن ولا سعة في الملوك لأقدار الحكم، فلم يبق ذلك الطريق ولا المركبة، فكأن العالم أصبح غير الذي كان؛ فلا المراكب بقيت نفسها ولا أسلوب التمدن ولا حكم الملوك بات نفسه، فلا ذلك الطريق بقي ولا تلك المركبة.وقد تجدد كل شيء وكأن أساليب الحياة القديمة كلها قد ألغيت، وكأن الأرض وأهلها قد لبسوا زيا جديدا في كل مجال، ومَثَل أمام الأعين مشهد "بدلت الأرض غير الأرض".كما أظهر الانقلابُ وجها آخر أيضا؛ أي كان الله الله قد قال في القرآن الكريم كنبوءة أنه يوشك أن يأتي وقت حساس تتفطر فيه السماوات عند غلبة الثالوث وتنشق الأرض، وتخر الجبال، وقد تحققت كل هذه الأمور وظهر الغلو الزائد في الدعوة إلى المسيحية وتكذيب النبي ﷺ لدرجة يوشك حينها أن يضل الصلحاء الذين يسمون سماويين نظرا لإخلاصهم، وتنشق الأرض أي يفسد جميع الناس الماديين، ويخر الثابتون الذين هم أمثال الجبال الراسخة.وإن الآية القرآنية التي تتضمن هذه النبوءة هي:

Page 253

۲۳۹ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَذَا ، فلما كانت الآية ذات وجهين فالمعنى الثاني لها أن غلبة النصارى ستتحقق في الأرض قرب القيامة الكبرى، كما يتبين في العصر الراهن.وإن هذه الآية الكريمة تقصد أنه إذا لم يتدارك الله هذه الفتنة بإرسال المسيح من عنده فسوف تقوم القيامة فورا وتتفطر السماوات، لكنه لما لم تحدث القيامة مع هذا القدر من غلو النصارى وتكذيبهم إذ قد نُشرت إلى الآن عشرات الملايين من الكتب والكتيبات والنشرات ذات الورقتين في هذا البلد، فهذا يدل على أن الله الله قد بعث مسيحه رحمةً بعباده.فمن المستحيل أن يبطل وعد الله.فلما ثبت من الخطاب السابق أن الانقلاب العظيم قد حدث في العالم وهلكت تقريبا جميع الأرواح التي كانت تطلب الله بصدق.لهذا فلإقامة الحياة الروحانية من جديد في هذا الزمن مست الحاجة إلى آدم جديد، وإن مكانة هذا الآدم ومرتبته واضحة؛ إذ قد أعاد إلى العالم الجوهر النفيس كالإيمان، وطهر الأرض من النجاسة، وتثبت ضرورته، لأن الإسلام في العصر الحاضر يعيش حياة الغربة من كلا الجانبين الاعتقادي والعملي.لهذا فهو زمن تحقق جميع نبوءات الأنبياء وانتظار البركات السماوية.الآن نكتب في هذه الخاتمة نبوءة عن ظهور المسيح الموعود من سفر دانيال، وأخرى من سفر إشعياء النبي، وهما: مریم: ۹۱

Page 254

٢٤٠ دانيال، الإصحاح ١٢ التحفة الفولروية עת הַהִיא יַעֲמֹד מִיכָאֵל הַשָׂר y عت ههي يَعَمُودْ میخائل هَسَارْ و الْوَقْتِ ذلك يَقُومُ مِيحَائِيلُ الرئيس הַגָּדוֹל, הָעֹמֵד עַל בְּנֵי וְהָיְתָה עת هَكَدُولْ هَعُومِدْ عَلْ عَمْخا وهَيْتَه عت الْعَظِيمُ الْقَائِمُ شعبك، وَيَكُونُ زَمَانُ پود, אֲשֶׁר تُسَارَه נִהְיְתָה نهيته הְיוֹת גוי هيوت كوي ضيق (ما) يَكُن كَانَت עד הָעֵת הַהִיא ; עת הַהִיא عد هَعِتْ إلى الْوَقْتِ.ذلك و J.Y عت الْوَقْتِ ذلك יִמָּלֵט עַמְּךָ, הַנִּמְצָא כָּתוּב סֵּפֶר عَمْحَا هنمتسا كتوب سفر شَعْبُكَ، مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا في (ال) السفر.دج, دند אַדְמַת- لاد يشني أَدْمَتْ و كَثِيرُونَ الرَّاقِدِينَ تُرَاب الأَرْضِ חַיֵּי וְאֵלֶּה عُولَمْ واله يَسْتَيْقِظُونَ، هؤلاء إلى الحياة الأَبَدِيَّةِ، وَهؤلاء חֲרָפוֹת דִרְאוֹן ده.حَرْفُوت هراون عُولَمْ الْعَارِ الازْدِرَاء الأَبَدِي וְהַמַּשְׂכִּלִים - יַזְהָרוּ זהַר הָרָקִיעַ וּמַצְדִּיקֵי وهَمَسْكيليم يرْهِرُو زُوهَرْ هَرَقِيع ومَتَسدِيكي وَالْقَاهِمُونَ يَضِيئُونَ ضياء الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا הָרַבִּים هَرَبِيمْ כּוֹכָבִים לְעוֹלָם וָעֶד h خَفِيمْ لِعُلَمْ وَعِدْ

Page 255

٢٤١ كَثِيرينَ إلى البر گ الْكَوَاكِب إِلَى أَبَدِ الدُّهُور.? אַתָּה דָנִיֵּאל סְדֹם הַדְּבָרִים וַחֲלֹם دانييل ستوم هَدْ فَرِيمْ وحَتومْ هَسيفِرْ (أَمَّا ) أَنْتَ (يَا) دَانِيآلُ (ف) أَخْفِ الْكَلَامَ السِّفْرَ עד עת קֵץ יְשֹׁטְטוּ רַבִּים ? תִּרְבֶּה عد عت قنس يشطِطُو تربه إلَى وقت النِّهَايَةِ.يَتَصَفْحُونَهُ كَثِيرُونَ تَزْدَادُ הַדָּעַת هَدَغَتْ الْمَعْرِفَةُ ? רָאִיתִי אֲנִי דָנִיֵּאל, ? הִנֵּה שְׁנַיִם رايتي أني دَانِيئِلْ هینه نَظَرْتُ دَانِيآلَ إذا (ب) اثْنَيْن אֲחֵרִים עמְדִים: אֶחָד הֵנָּה שְׂפַת הַיְאר أجريم عُومْدِيمْ إحد سفات هيؤُورْ آخرین قَدْ وَقَفَا وَاحِد مِنْ هُنَا عَلَى شاطئ النهر، ? אֶחָד הֵנָּה שְׂפַת הַיְאֹר إحد سفات هَيؤُورٌ آخَرُ (مِنْ) هُنَاكَ شَاطِئ النهر.אֶשְׁמַע אֶת הָאִישׁ לְבוּשׁ הַבַּדִּים, אֲשֶׁר إسْمَعْ إن هَايُش لْقُوش هَبَدِيمْ أشير سَمِعْتُ الرَّجُل اللابس الكتان الَّذِي מַּעַל מֵימֵי مِعَلْ ل ميمي هَاؤُون فوق مِيَاهِ שְׂמֹאלוֹ אֶל- הַשָּׁמַיִם, יִשָּׁבַע ב سْمُولُو ال هَشَمَايِمْ يشْبَعْ يُسْرَاهُ نَحْوَ السَّمَاوَاتِ حَلَفَ הָעוֹלָם ن לְמוֹעֵד מוֹעֲדִים וָחֵצִי هَعُولَمْ لِمُوعِدْ مُوعَدِيمْ وَحِتْسِي إِلَى الأَبَدِ إِنَّهُ إِلَى زَمَانٍ وَزَمَانَيْن ونصف.נַפֶּץ יד עם קדֶשׁ תִּכְלֶינָה ).06222 יְמִינוֹ يمينو يُمْنَاهُ وخ חֵי حِبِي الْحَيِّ כַלּוֹת خَلُوت و כָל אֵלֶּה

Page 256

٢٤٢ , يُومِرْ نَفْتُس يد کودش تخلينه تَفْرِيقُ أَيْدِي الْمُقَدَّسِ G = G² אני שָׁמַעְתִּי לא אָבִין أني شَمَعْنِي أفين سَمِعْتُ אמְרָה , أُومِرَه قُلْتُ يَا أَدُونِي سَيِّدِي לֵךְ لخ إله هذه ما فَهُمْتُ.מָה אַחֲרִית אֵלֶּה أخريت أيله ما آخر هذه דָּנִיֵּאל הַדְּבָרִים, دانيئِل هَدْفَرهُمْ قال: «اذْهَبْ یا دَانِيآلُ لأَنَّ الْكَلِمَاتِ סְתָּמִים חֲתֵמִים עד עת Y ستوميم وَ حَتُومِيمْ عد عت قتس و مَحْتُومَةٌ وَقْتِ النِّهَايَةِ.רַבִּים יתבררוּ יִתְלַבְּנוּ :: יִצְרְפוּ بیم يتبررو يشْسَرْحُو كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ يُبيضُونَ يُمَحْصُونَ أَمَّا הִרְשִׁיעוּ לא יָבִינוּ כָּל رشَعِيمُ رْشِيعُو و يَفِينُو كُولْ الأَشْرَارُ يَفْعَلُونَ شَرًّا و يَفْهَمُ أَحَدُ رشَعِيم هَمَسْكِيْلِيْمْ يَفِينُو الأَشْرَارِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ و الكرام עת הוּסַר הַתָּמִיד ? عت هُوسَرْ هَتَمِيد وقت إزالة الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ לָתֵת שְׁקוּץ שׁמָם מָאתַיִם וְתִשְׁעִים יָמִים لتت شكوتس وتشعِيم يميم إِقَامَةِ رجس الْمُحَرَّبِ وَمِتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْمًا.אַשְׁרֵי הַמְחַכֶּה ? יַגִּיעַ אֶלֶף

Page 257

أشري هَمحَكه و الف.طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ و 洗 الألف و שְׁלשׁ מֵאוֹת , חֲמִשָּׁה שְׁלשִׁים ימים شلُوش مؤوت و حَمِشَه شلُوشِيمْ يَمِيمْ الثلاث الْخَمْسَةِ و الثَّلَاثِينَ يو אַתָּה לֵךְ YP תָנוּחַ لخ تَنُووَحْ (ف) اذْهَبْ إِلَى النِّهَايَةِ تَسْتَريح תַעֲמֹד גרָלְךָ ל הַיָּמִין و تَعَمُودْ كُوْرَلْحَ هیمین و تَقُومَ قُرعَتِكَ نهَايَةِ الأيام إشعياء الإصحاح ٤١ הַחֲרִישׁוּ هَحَرِيْشُو 受 אֵלַי איים וּיַחֲלִיפוּ לְאֻמִּים ذي إِيِّيْمْ ويَحَلِيْفُو لِتُومِيمْ كُووَحْ انْصُتِي أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَلْتُجَدِّدِ الْقَبَائِلُ قُوَّةً יִגְּשׁוּ יְדַבֵּרוּ ל מִּשְׁפָּט يدَبْرُو يَحْدَوْ مشبط لِيَقْتَربُوا لِتَتَقَدَّمْ مَعًا الْمُحَاكَمَةِ מי הֵעִיר د, יִקְרָאֵהוּ צֶדֶק ٢٤٣ لقد أخبر النبي دانيال في هذه العبارة أنه عندما سينقضي على ظهور نبي آخر الزمان (الذي هو محمد المصطفى ) ١٢٩٠ عاما، فسوف يظهر ذلك المسيح الموعود، وسوف ينجز أعماله حتى ١٣٣٥ ، أي سوف يعمل ٣٥ عاما في القرن الرابع عشر على التوالي، فلاحظوا بأي صراحة وصف زمن المسيح الموعود بأنه القرن الرابع عشر، فقولوا الآن هل إنكار هذا من الإيمان؟ منه

Page 258

٢٤٤ أَنْهَضَ רַגְלוֹ رَكْلُوْ عنْدَ رجْلَيْهِ מְלָכִים 772 مْلَخِيمْ يَرْدُ 31 32 3 مِزْرَحْ الْمَشْرِقِ تسدق الَّذِي النَّصْرُ 31 ير לְפָנָיו גּוֹיִם لفنفء كُوييمْ أَمَامَهُ أُمَمًا و יִתֵּן لاد חַרְבּוֹ ك حربو مُلُوكٍ سَلَّطَهُ.جعلهم ك נְדָּף קַשְׁתּוֹ قش ندف الْقَش الْمُنْذَرِي יַעֲבוֹר שָׁלוֹם ארַח לא سه יָבוֹא يَعَفُورْ شَلُوْمْ اورخ سالمًا طريق يَسْلُكْهُ رَكْلَفْ رِجْلَيْهِ.פָעַל עָשָׂה קרֵא הַדְּרוֹת מֵרֹאשׁ فَعَلْ عَسَاة قرية هَدُوْرُوْت مِرُوش فَعَلَ صَنَعَ دَاعِيًا الأجيال مِنَ الْبَدْءِ ראשׁוֹן וְאֶת אַחֲרֹנִים אֲנִי הוּא يهْوَه رِيشُونْ وات الأَوَّلُ، أَحَرُوْنِيْمْ الآخِرينَ معنى هذه العبارة أن المسيح الموعود الذي سيُخلق في الزمن الأخير سيظهر في الشرق، أي في بلاد الهند.وصحيح أن هذه الآية لا تصرح بأنه سيبعث في البنجاب أو في الهند، لكنه يُستشف من المواضع الأخرى أنه سيُبعث في البنجاب حصرا.منه

Page 259

التحفة الفولروية ملحق 6 ٢٤٥ رأينا من المناسب أن نسجل هنا جميع البراهين على دعوانا إجمالا، فأولا أرى من الضروري أن أقول تمهيدًا إن دعواي هي أني أنا ذلك المسيح الموعود الذي تنبأت بظهوره في الزمن الأخير جميع الكتب الإلهية المقدسة.إن المشايخ المعاصرين يؤمنون بأن المسيح عيسى بن مريم الذي نزل عليه الإنجيل سيترل من السماء في الزمن الأخير، لكن البين أن القرآن الكريم يعارض هذه الفكرة وآية: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وآية كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ وآية مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، وآية فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ.وجميع الآيات الأخرى التي ذكرناها في كتبنا تبرهن قطعا على أن عيسى ال قد توفي وأن إنكار موته إنكار القرآن الكريم.وبعد ذلك ليست ثمة حاجة إلى أن نبحث عن الدليل على وفاته من الحديث.لكننا مع ذلك حين نلقى نظرة على الأحاديث يتبين لنا أن قدرا كافيا من الأحاديث يذكر أن ال عاش مائة وعشرين عاما، والتي ذُكر فيها أنه "لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي"، والتي كُتب فيها أن الأرواح الميتة.فجميع أحاديث المعراج الواردة في البخاري تشهد على أن عيسى ال شوهد ليلة المعراج ضمن الأرواح الميتة.وأكبر دليل يُعثر عليه في عیسی العلة يعد من ٤ المائدة: ۱۱۸ المائدة: ٧٦ آل عمران: ١٤٥ الأعراف: ٢٦

Page 260

٢٤٦ التحفة الفولروية الأحاديث إجماع الصحابة على أن جميع الأنبياء السابقين بمن فيهم عيسى العلي أيضا - قد ماتوا كلهم.وهذا الإجماع الذي لم يخرج منه أي صحابي مذكور في البخاري.فطالب الحق الذي يخاف الله ليس بحاجة لإثبات أكثر عن وفاة المسيح.بالإضافة إلى ذلك قد اعترف عيسى العليا نفسه في الإنجيل بأن بعثته الثانية ستكون بروزا لا على وجه حقيقي، وذلك الاعتراف هو: {وَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» * فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.* وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إيليا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا كَذلِكَ ابْنُ الْإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلُمُ مِنْهُمْ» } (أي عند بعثته الثانية) (إنجيل متى ١٧: ١٠-١٢).لقد صرح المسيح في هذه الآيات بكلمات واضحة بأن بعثته الثانية أيضا على شاكلة بعثة إلياس.فلما كان المسيح قد ذكر بعثته الثانية مرارا أمام حوارييه كما يتبين من إنجيل متى هذا نفسه، فقد أراد أن يكشف حقيقة بعثته الثانية أيضا بذكر البعثة الثانية لإلياس.فأخبر أن بعثته الثانية أيضا ستكون على شاكلة بعثة إلياس الثانية، أي في صورة البروز حصرا.فكم من الظلم أن المسيح يصف بعثته الثانية ،بروزية، ويقول صراحة بأنه لن يعود شخصيا، بل سوف يأتي إِيلِيَّا ليس من الغريب أن يكون السيد أحمد البريلوي قد جاء على شاكلة إلياس لهذا المسيح الموعود، لأنه بدمه مهد الطريق للمسيح الموعود الذي هو هذا الراقم، وذلك بالقضاء على سلطنة ظالمة.ويبدو أن تأثير دمه قد استدعى الإنجليز إلى البنجاب، وقضى على القيود الدينية القاهرة القاسية جدا التي كانت كفرن الحديد، وسلَّم البنجاب للسلطنة الحرة ووضع الأساس لتبليغ الإسلام.منه

Page 261

* ٢٤٧ أحد آخر على خلقه وسيرته، لكن المشايخ وبعض النصارى يزعمون أنه سيعود نفسه في الحقيقة إلى هذا العالم.هناك لطيفة تجدر بالذكر هنا يتبين منها أنه قُدِّر في العلم الإلهي زمن تعود فيه الأرواح الميتة بروزا، وهي أن الله تعالى قد أنبأ في القرآن الكريم – في سورة الأنبياء، الجزء السابع عشر- ما مفاده أن الهالكين سيعودون إلى هذا العالم مرة أخرى في زمن يأجوج ومأجوج، وذلك في الآيات (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ وقبلها الآيات: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَحْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا أَيَةٌ لِلْعَالَمِينَ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ، ومعنى هذه الآيات أن مريم حين أحصنت فرجها من غير المحرم أي تحلت بمنتهى العفاف، جزيناها على ذلك بحيث رزقناها ولدا قد خُلق من نفخ روح القدس.وفي ذلك إشارة إلى أن خلق الأولاد في العالم على نوعين، (۱) أحدهما من يؤثر فيهم نفخ روح القدس، وهؤلاء الأولاد هم أولئك الذين تكون أمهاتهم عفيفات وطاهرات الأفكار عندما تستقر في أرحامهن النطفة.فهؤلاء الأولاد يكونون أطهارا ، ولا يكون للشيطان نصيب فيهم.(۲) النوع الثاني أولئك النساء اللاتي أوضاعهن في أغلب الأحوال سيئة كتبنا لفظة "بعض" لأن جميع النصارى ليسوا متفقين على أن المسيح سيأتي إلى العالم من جديد، بل يعتقد فريق منهم أن المسيح الموعود شخص آخر سيأتي بصفات المسيح وسيرته، ولذلك ظهر في المسيحيين أدعياء زعم كل منهم كذبا أنه المسيح الموعود.منه ۲ الأنبياء: ٩٦-٩٨

Page 262

٢٤٨ التحفة الفولروية وخبيثة، فيتخذ الشيطان من أولادهن نصيبا كما تشير إلى ذلك الآية: وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ ، بحيث وُجه الخطاب إلى الشيطان أن يكون شريكهم في الأموال والأولاد أي سوف يجمعن أموال الحرام وينجبن أولادا خبيثين.فمن الخطأ الاعتقاد أن نفخ الروح يخص عيسى اللة دون غيره.كلا بل إن هذه الفكرة قريبة من الكفر والعياذ بالله إنما الحقيقة الأصلية أن القرآن الكريم بين نوعين من الاشتراك في ولادة الناس: (١) أحدهما اشتراك روح القدس، وذلك عندما لا تكون السفالة والخبث مستوليين على أفكار الوالدين، (۲) والثاني اشتراك الشيطان، وذلك عندما يستولي الخبث والسفالة على أفكارهما، وإلى ذلك تشير الآية: لا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا.فلا شك أن عيسى ال كان من أولئك الذين لا تكون ولادتهم نتيجة مس الشيطان ولا العليا من نفخ إبليس.أما ولادته بدون الأب فهذا أمر آخر لا يمت إلى روح القدس بصلة؛ ففي موسم الأمطار تتولّد آلاف الديدان والحشرات بدون أب بل بدون الأبوين.فهل تسمى أبناء روح القدس؟ إنما أولاد روح القدس من يستقرون في أرحام أمهاتهم نتيجة اختلاط الرجال والإناث كاملي العفاف.ومقابلهم أولاد الشيطان، هذا ما شهدت به جميع الكتب الإلهية دوما.ومعنى بقية الآية " هو أنا جعلنا مريم وابنها آية لبني إسرائيل وللذين يفهمون، وفي ذلك إشارة إلى أن الله بخلق عيسى بدون أب فهم بني إسرائيل أن النبوة قد انقطعت في بني إسرائيل عقابا على أعمالهم السيئة لأن عيسى ليس إسرائيليا من قبل الأب.الإسراء: ٦٥ نوح: ۲۸ الأنبياء ۹۲

Page 263

٢٤٩ والجدير بالانتباه هنا أن ما يقوله أكثرُ القساوسة أن الذي وعد بمجيئه مثيلا لموسى في التوراة، كما ورد أقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ.} (التَّثْنِيَة لأنه ١٨: ١٨) هو يسوع، أي عيسى بن مريم؛ فقولهم هذا يتبين هنا، من إذا لم يكن أحد من بني إسرائيل أبا لعيسى الله، فأنى له أن يكون أخا لبني إسرائيل؟ فلا نجد بدا من الإيمان بأن المراد من لفظة "من وسط إخوتهم" الواردة في التوراة ذلك النبي الذي ولد من بني إسماعيل، أي محمد المصطفى ؛ لأن بني إسماعيل سُموا في مواضع كثيرة من التوراة بإخوة بني إسرائيل.أما الإنسان الذي ليس من نطفة أي إسرائيلي باتفاق كلا الفريقين وليس من نطفة رجل من بني إسماعيل فلا يمكن أن يوصف أخا لبني إسرائيل.وليس مثيل موسى كما يدعي النصارى، لأنه على زعمهم إله، أما موسى فليس إلها، كما أنه ليس في رأينا أيضا مثيل موسى، ذلك لأن موسى أنجز بعد بعثته ثلاث مهمات بارزة تجلت للعالم، والنبي الذي أنجز ثلاث مهمات جليلة مثلها ظهرت للعالم بداهة هو مثيل ،موسى وتلك المهمات هي: (۱) أولا إن موسى أهلك العدو الذي كان يريد القضاء عليه وعلى شريعته (۲) ثانيا إن موسى قد أعطى قوما غبيا وكتبه وكانوا يعيشون كالوحوش منذ أربع مائة عام- الكتاب يجهل الله والشريعة الإلهية أي وهب لهم التوراة وأقام فيهم الشريعة.(۳) ثالثا بعد أن كانوا يعيشون حياة الذلة قد أعطاهم الحكم والملك وجعل منهم الملوك.وكل هذه الإنعامات الثلاث مذكورة في القرآن الكريم كما يلي: قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ثم قال في موضع آخر: فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا الأعراف: ١٣٠

Page 264

٢٥٠ العلمية الا عَظِيمًا ).لاحظوا الآن بالتأمل أن عيسى ال ليس له أدنى مماثلة بموسى في هذه المهمات الثلاث، إذ لم يتمكن بعد ولادته من القضاء على أعداء اليهود، ولم يأتهم بشريعة جديدة ، و لم يؤتِ بني إسرائيل أو إخوتهم ملكا.أما الإنجيل فهو ملخص عدد من أحكام التوراة و لم يكن اليهود يجهلونها من قبل، وإن كانوا غير عاملين بها.صحيح أن أكثر اليهود كانوا في زمن المسيح اللي سيئي السلوك، لكنهم مع ذلك كانت عندهم التوراة.فالإنصاف يجبرنا على الإدلاء بالشهادة أن بأنه العليا لا يماثل موسى العليا في شيء.أما الزعم عیسی نجى أتباعه من الشيطان كما نجى موسى أتباعه من الشيطان، فهذه الفكرة العليا سخيفة وبذيئة لدرجة أن لا يتمالك الإنسان نفسه من الضحك عند اطلاعه عیسی عليها مهما كان مغيضا فأي برهان يقدم للعدو على أن خلص أتباعه من الشيطان حتما كما كان قد نجی موسی بني إسرائيل من فرعون؟ فإنقاذ موسى بني إسرائيل من فرعون حدث تاريخي لا يقدر على إنكاره أي يهودي ولا مسيحي ولا مسلم ولا مجوسي ولا هندوسي، لأن ذلك الأحداث من المشهورة في العالم.أما تخليص عيسى أتباعه من الشيطان فاعتقاد يوجد في أذهان النصارى فحسب، وليس له في الخارج أي وجود واضح يقتنع بملاحظته كل إنسان، ليقر بأن هؤلاء في الحقيقة قد نجوا من الشيطان ومن كل سيئة وأن حزبهم تطهر من أنواع السيئة فلا يوجد فيهم الزنا ولا شرب الخمر ولا القمار ولا سفك الدم.بل قد نجى جميع رؤساء الأديان أممهم من الشيطان، فأي مقتدى يرفض دعوى التخليص؟ فمن ذا يقرر أن الآخرين لم ينجوا أممهم وأن نجاها؟ فالنبوءة يجب أن تتضمن حادثا تاريخيا بارزا مماثلا لحادث موسى المسيح النساء: ٥٥

Page 265

التي ٢٥١ به لا أمرا اعتقاديا يحتاج نفسه إلى إثبات.فالواضح أن المقصود من النبوءة أن تُستخدم دليلا للآخرين، لكنه إذا كانت النبوءة نفسها بحاجة إلى دليل فما الفائدة منها؟ فالمماثلة يجب أن تكون في أمور معروفة ومشهورة لا أن تكون معتقدات تحتاج بحد ذاتها إلى إثبات فتأملوا أنتم بإنصاف أن موسى قد أهلك فرعون مع جيشه، وبذلك قد أثبت للعالم أنه نجى اليهود من العذاب والربقة كانوا يواجهونها منذ أربع مائة عام تقريبا ثم أعطاهم الملك أيضا.أما سلمه آثار النجاة التي أراها لليهود وأي بلد المسيح فما هي لهم؟ ومتى آمن اليهود ومتى آمنوا بأن هذا الرجل نجاهم كموسى وأقام عرش داود من جديد؟ ولو كانوا قد آمنوا افتراضا، فالنجاة في الآخرة أمر خفي، والأمر الخفي لا يكون جديرا بأن يُثبت في النبوءة كأمر بديهي.إن الذي يؤمن بمدعي النبوة يكون إيمانه موضع نقاش؛ فمن يعرف أنه سينجو بالإيمان أو يكون مصيره العذاب والمؤاخذة الإلهية؟ ففي النبوءة ينبغي أن تذكر أمور يلاحظها العالم ء ويتعرف إليها.فهذه النبوءة تعني أن ذلك النبي سينجي بني إسرائيل أو إخوتهم من عذاب كما كان موسى قد نجاهم من العذاب.ولن ينجيهم فحسب، بل سوف يهب لهم الملك بعد أيام الذلة كما كان موسى قد نجى بني إسرائيل بعد ذلة أربع مائة عام ثم أعطاهم الملك.ثم سوف يجعل أولئك القوم الوحشيين متحضرين بشريعة جديدة كموسى، وأولئك القوم سيكونون إخوة بني إسرائيل.انظروا الآن بأي جلاء ونور تحققت هذه النبوءة بحق سيدنا محمد المصطفى ، ولو عُرضت هذه الأحداث التاريخية لكليهما على هندوسي ذي عقل سليم؛ أي قد نجى موسى قومه من فرعون ثم أعطاهم ملكا ثم وهب الشريعة للوحوش الذين كانوا يعيشون عبيدا، كذلك نجى سيدنا محمد المصطفى أولئك الفقراء والضعفاء الذين آمنوا به من السباع العرب الهمجيين بجلاء

Page 266

٢٥٢ السفاكين وأعطاهم سلطنة، ثم بعد تلك الحالة الوحشية أعطاهم الشريعة- فلا شك أن ذلك الهندوسي سيرى كلا الحدثين من نوع واحد ويشهد على مماثلتهما.ثم حين نلاحظ نحن شخصيا كيف خلص النبي الا الله وأتباعه من العرب الظالمين السفاكين وأخذهم تحت أجنحته، ثم أعطى الذين كانوا يعيشون حياة الوحوش من قرون شريعةً جديدة وأعطاهم ملكا بعد أيام الذلة والعبودية؛ تمثل أمام أعيننا فورا مشاهد زمن موسى.ثم عندما نتدبر أكثر ونلقي نظرة بإمعان على سلسلة خلفاء موسى الا الذين كانوا في العالم لأربعة عشر قرنا على التوالي، نجد مقابلها السلسلة المحمدية بالعدد نفسه حتى إننا لنجد في نهاية هذه السلسلة المشابهة لسلسلة كما ومدة، مسيحا أيضا كما كان في آخر موسی خلفاء السلسلة الموسوية مسيح يسمى ابن مريم وكلتا السلسلتين تتراءى متقابلتين ومتجاورتين كما تكون رجلا المرء متقابلتين.فما معنى المماثلة أكثر هذا؟ وتكشف هذه الحقيقة نفسها الآية: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا من عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا.ومن هذه الآية نفسها يتبين لماذا كانت هذه الأمة بحاجة إلى بعثة المسيح في زمنها الأخير؟ إنما الحاجة تتمثل في أنه كما وصف الله الله نبينا مثيلا لموسى ال و شبه سلسلة الخلافة المحمدية بسلسلة الخلافة الموسوية، وبدأت السلسلة الموسوية بموسى العلة وانتهت على المسيح؛ كذلك كان يجب أن تكون هذه السلسلة أيضا، فعين نبينا مقابل موسى ثم مقابل نهاية السلسلة التي هي القرن الرابع عشر بالحساب بعث بالمقابل باسم المسيح شخص ليس من قريش كما لم يكن عيسى بن مريم العلية الا من بني المزمل: ١٦

Page 267

٢٥٣ التحفة الفولروية إسرائيل من قبل الأب.باختصار ؛ هذه هي حاجة هذه الأمة إلى ظهور المسيح في الزمن الأخير، ليتطابق أول كلتا السلسلتين وآخرهما.وكما بدأت سلسلة من موسى وانتهت على عيسى بن مريم في مدة ألف وأربعمائة عام، كذلك فإن السلسلة التي أقيمت مثيلة لها في كتاب الله في مدة ألف وأربعمائة عام نفسها بدءا من مثيل موسى، قد انتهت إلى مثيل عيسى بن مريم.هذا ما أراده الله الله، ويلاحظ بإزاء ذلك أيضا أنه كما انتصر عيسى الأمة الموسوية على الصليب الذي أقامه اليهود فقد قدر لعيسى الأمة المحمدية أن يتغلب على الصليب الذي أقامه النصارى فغاية القول : كان يجب أن يظهر آخر خليفة من الخلفاء المحمديين باسم عيسى لتحقيق التقابل ،والمحاذاة وكما كان النبي ﷺ قد بعث باسم موسى على رأس السلسلة وبدأت هذه السلسلة الإسلامية من مثيل كان محتما أن على مثيل عيسى لتتطابق السلسلتان، أي السلسلة المحمدية والسلسلة الموسوية، فهكذا حدث وإن حسم جميع النزاعات يتوقف على فهم هذه الحقيقة فليس للإنسان أن يرد ما أراده الله لقد أقام الله الله لإظهار أعاجيب قدرته سلسلتين من ذرية إبراهيم أولاهما السلسلة الموسوية التي أقيمت في بني إسرائيل، وختمت على شخص لم يكن من بني إسرائيل أي عيسى المسيح.وكان لعيسى المسيح حزبان معاديان؛ حزب داخلي، أي اليهود موسی، تنتهي الذين أرادوا قتله بالصلب الذين أشير إليهم في سورة الفاتحة في آية: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ.والثاني، الأعداء من الخارج أي المتعصبون من قوم الروم الذين كانوا يزعمون أن هذا الرجل يعادي دين الحكومة وتقدمها.وكذلك للمسيح الأخير نوعين من الأعداء، أحدهما أولئك الذين سماهم باليهود، فلم يكونوا اليهود الحقيقيين، كما أن هذا المسيح الذي يُدعى في السماء عيسى بن مريم ليس في الحقيقة عيسى بن مريم بل هو مثيله.وثانيا أعداء جعل الله

Page 268

٢٥٤ التحفة الفولروية هذا المسيح هم أولئك الذين يغالون في الصليب ويتمنون انتصار الصليب، لكن ملك هذا المسيح أيضا في السماء كالمسيح السابق وليس له أي علاقة بالحكومات الأرضية.إلا أنه كما قبل القوم الروميون الدين المسيحي أخيرا، مثل ذلك سيحدث هنا أيضا.ملخص الكلام أن عيسى ال لم يدع في الإنجيل أنه مثيل موسى، كما لم يكن بوسعه أن يدعي ذلك لكونه آخر خلفاء السلسلة الموسوية.فمتى كان يمكن له أن يكون مثيل موسى؟ إنما كان مثيل موسى من هيأ السلام والسلطة وجاء بشريعة كموسى، ثم أقام كموسى سلسلة طولها ألف وأربعمائة عام، وبكونه مثيل موسى بشر مثله بظهور المسيح في نهاية سلسلته.وكما كتب موسى في التوراة أن سلطة اليهودا لن تنتهي ما لم يُبعث المسيح، كذلك قال مثيل موسى محمد المصطفى الله إن مسيح السلسلة المحمدية سيأتي في زمن لن تكون الحكومة الإسلامية قادرة على مواجهة القوى الرومية، وستصبح ضعيفة ومنحطة ومغلوبة.وستقوم على الأرض سلطة لن يقدر أحد على مواجهتها.أما المسيح فلم يدَّعِ في الإنجيل كله بأنه مثيل موسى.بينما أعلن القرآن الكريم بصوت عال: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا أي أيها الظالمون السفاكون العرب، قد أرسلنا هذا الرسول مثل الرسول الذي بعث إلى فرعون قبلكم.فالجلي أنه لو لم تكن من الله هذه النبوءة سجلت في القرآن الكريم بتحدٍّ ودعوى صارخة، لما انتصر النبي على مع هذا الادعاء الكاذب بكونه مثيل موسى.إلا أن التاريخ يشهد على التي أعدائه النبي كلا أن النبي الله قد أحرز على أعدائه فتحا عظيما لا يتمتع به أبدا غيرُ الصادق.فهذا ما يُدعى مماثلة، حيث تؤيدها الأحداث التاريخية من الطرفين بكل قوة وتحد، إذ تلاحظ الأحداث من كلا النوعين بكل جلاء، وإن

Page 269

التحفة الفولروية ٢٥٥ أعمال موسى وتوفير الحكم والسلطة الجماعته، وإعطاؤهم الشريعة - قد ثبتت مشابهتها بأعمال النبي الثلاثة نفسها وكأنها واحدة فهذه المماثلة تقوي الإيمان وتؤدي بالمرء إلى اليقين بأن هذين الكتابين كليهما من الله.والحق أن بهذه النبوءة نطلع على وجود الله تعالى كم هو قادر وقوي بحيث لا شيء مستحيل عليه.ومن هنا تزداد معرفة طالب الحق وتبلغ حق اليقين بأن المسيح الموعود القادم هو من الأمة المحمدية حصرا، لا أن يعود عيسى نبي الله نفسه إلى هذا العالم مرة أخرى ليجعل مسألة ختمية الرسالة المحمدية ملتبسة، ويكذب والعياذ بالله اعترافه في: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني.إن الذي في قلبه رغبة في البحث عن الحق يستطيع أن يفهم أن بعثة عدد من الناس كانت مقدرة بروزا من القرآن الكريم؛ (۱) أولا مثيل موسى، أي بعثة النبي ﷺ ثابتة من الآية: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا)) (۲) ثانيا مثيلو خلفاء موسى بمن فيهم مثيل المسيح أيضا كما هو ثابت من الآية: ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، (۳) ثالثا مثيلو عامة الصحابة كما هو ثابت من الآية: وَأَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، (٤) رابعا مثيلو أولئك اليهود الذين كتبوا فتوى كفر عيسى العليا وأفتوا بقتله واستترفوا الجهود لإيذائه وقتله كما يتبين آية الدعاء الذي عُلّم في غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، (٥) خامسا الثلاثة- أي القضاء على الفريق الخصم الذي كان يضر بالأمن، بجلاء من مثيلو ملوك اليهود الذين ولدوا في الإسلام، كما يُفهم من الآيتين التاليتين اللتين تتشابه مفرداتهما أيضا وهما: ١ النور: ٥٦ ٢ الجمعة: ٤

Page 270

٢٥٦ عن ملوك اليهود عن ملوك الإسلام التحفة الفولروية فِي قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِتَنْظُرَ كَيْفَ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ تَعْمَلُونَ هاتان الجملتان أي "فينظر كيف تعملون الواردة بحق ملوك اليهود، والتي تحاذيها جملة أخرى أي لننظر كيف تعملون الواردة بحق ملوك المسلمين توضحان بجلاء أن أحداث ملوك هاتين الأمتين أيضا ستتشابه، وهكذا حدث.فكما صدرت من ملوك اليهود الحروب الأهلية والمعارك المخجلة، وفسد سلوك الكثيرين حتى صار بعضهم مثلا في ارتكاب الفواحش وشرب الخمر وسفك الدماء وأعمال الظلم الشرس، كذلك اتخذ معظم الملوك المسلمين أيضا هذه الأعمال نفسها، كما كان بعض ملوكهم صالحين وعادلين أيضا على شاكلة ملوك اليهود الصالحين ،والعادلين مثل عمر بن عبد العزيز.(٦) سادسا لقد ذكر القرآن الكريم مثيلي الملوك الذين احتلوا بلاد الملوك سيئي السيرة من اليهود كما يتضح من الآية غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ سَيَغْلِبُونَ" وثابت من الأحاديث أن المراد من الروم هم النصارى، وأنهم غَلَبِهِمْ في الزمن الأخير سيحتلون بعض أجزاء البلاد الإسلامية، وأن بلاد الملوك المسلمين ستنفلت أيامَ فواحشهم إلى الملوك المسيحيين مثلما كانت الإمبراطورية الرومية قد احتلت بلاد ملوك اليهود زمن انغماسهم في السيئات.فاعلموا أن الأعراف: ١٣٠ يونس: ١٥ الروم: ٣-٤

Page 271

هذه النبوءة قد تحققت في زمننا هذا، إذ لا تخفى على أحد الأضرار الفادحة التي ألحقها الروس بالإمبراطورية العثمانية بمشيئة الله الأزلية.وهذه الآية إذا فسرناها تفسيرا آخر فليس المراد من الروم عند الغلبة عائلة قيصر، لأن تلك العائلة قد عليها على أيدي المسلمين.بل المراد من الروم هنا بروز الروس وبقية توضي ملوك الحكومات التي تعتنق المسيحية.هذه الآية نزلت أولا عندما غلب كسرى ملك إيران قيصر ملك الروم بالحرب على بعض الحدود.ثم حين غلب قيصر الروم ملك إيران في بضع سنين تحقيقا لهذه النبوءة نزلت هذه الآية مرة أخرى: غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ...إلخ ) مما يعني أن الإمبراطورية الرومية غلبت الآن، لكنهم في بضع سنين سيغلبون على أيدي المسلمين.ففي قراءة أخرى؛ قُرئت "غَلبت" بصيغة المبني للمعلوم وسيُغلبون" المبنية للمجهول، ومع وجود القراءة الأولى التي وردت فيها "غلبت" مبنيا للمجهول و"سيغلبون" مبنيا للمعلوم، إلا أن الآية لم تصبح منسوخة التلاوة، بل ظل جبريل ال يسمع النبي الله القرآن الكريم بحسب هذه السنة الإلهية الثابتة في نزول القرآن الكريم.وهو أنه مقدر أن تحتل الحكومة المسيحية مرة أخرى بعض حدود الدولة العثمانية.وبناء على ذلك قد ورد في الأحاديث أن غالبية سكان العالم في زمن المسيح ستكون الروم، أي نصارى.نستهدف من عبارتنا هذه أن كلمة الروم أيضا وردت في القرآن الكريم والأحاديث بروزا، أي ليس المراد من الروم الروم أنفسهم، وإنما المراد منهم النصارى.وقد ذكرت في القرآن الكريم ستة أنواع البروز هذه.ويمكن أن يتدبر العاقل هنا أنه في السلسلة المحمدية سُمي أحدٌ موسى بروزا، ومحمد المهدي أيضا بروزا ، وأن المسلمين أيضا سُموا باليهود بروزا، وأن كلمة الروم أيضا استخدمت بروزا للحكومة المسيحية.فمن غير المناسب تماما أن يكون

Page 272

٢٥٨ التحفة الفولروية المسيح الموعود من بين كل هذه البروزات عيسى بن مريم الحقيقي'.وقد أكد الله الله في القرآن الكريم مرارا على وفاة عيسى ال ليقيم حجة في الزمن المستقبل على الذين كانوا سيبتلون بغير حق بخداع أن عيسى ال حي في السماء ولا يملكون أي دليل على حياة المسيح.ويتضح من الدلائل التي يذكرونها أن الغباء الشديد قد استولى عليهم، فهم يقولون مثلا إن آية ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ تدل على حياة المسيح، أي أن أي أن جميع أهل الكتاب سيؤمنون به قبل موته.لكن من المؤسف أنهم يريدون بمعانيهم المختلفة الاختلاف في القرآن الكريم إذ يقول الله : وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مما يعني أن البغض والعداء سيدومان في اليهود والنصارى إلى يوم القيامة.فأخبروا الآن إذا آمن جميع اليهود بالمسيح الا قبل القيامة فمن سوف يُبغض ويعادي النصارى إلى يوم القيامة؟ فحين لن يبقى إن ما ورد في صحيح البخاري هو أنه ما من مولود محفوظ من مس الشيطان إلا عيسى ابن مريم.فقد كُتب في هذا الموضع في فتح الباري"، وكتب العلامة الزمخشري أيضا أن اعتبار عيسى بن مريم وحده معصومًا من بين سائر الأنبياء مخالف لنصوص القرآن الكريم الصريحة.إن الله قد وصف جميع الأنبياء معصومين في قوله في القرآن الكريم: إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (الإسراء: (٦٦)، فما ميزة عيسى بن مريم؟ لذا فإن هذا الحديث يعني أن جميع الذين هم على صفة عيسى بن مريم بروزا، أي الحائزين على نصيب من روح القدس والعاقدين علاقة طيبة بالله الله كلهم معصومون، وكل واحد منهم عيسى بن مريم.وإنما ذكرت عصمة عيسى بن مريم على وجه خاص، لأن اليهود كانوا أن ولادة عيسى بن مريم حصلت بمس الشيطان، أي أن حمل مريم بعيسى كان غير شرعي والعياذ بالله فكان لا بد من ذبّ هذا الاعتراض الخبيث.منه يعترضون 6 العليلا ٢ النساء: ١٦٠ المائدة: ٦٥

Page 273

اليهود وسيؤمن كلُّهم فأي فرصة تبقى لهم للعداء والبغضاء؟ وكذلك يقول الله: فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فلهذه الآية أيضا المعاني نفسها ويرد عليها الاعتراض نفسه الذي ذكر آنفا.وكذلك يقول الله الله: وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فالضمير في "كفروا" هنا أيضا يعود إلى اليهود، لأن عيسى ال كان قد بعث إلى اليهود فقط، وهذه الآية تتضمن الوعد بأن المؤمنين بالمسيح الله سيكونون فوق اليهود إلى يوم القيامة فأخبروني الآن إذا كان جميع اليهود سيؤمنون بعيسى ال بموجب تفسير معارضينا لآية: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتاب هذه، فكيف تصح هذه الآيات التي تفيد بأن العداء بين اليهود والنصارى سيستمر إلى يوم القيامة؟ وأن اليهود سيبقون مغلوبين من قبل الفرق التي تعد المسيح الله من الصادقين إلى يوم القيامة؟ وكذلك لو سلمنا بأن المسيح العليا قد صعد بجسمه المادي إلى السماء فكيف تصح :آية (فَلَمَّا تَوَفيتَنى ، التي تعني أن النصارى ضلُّوا بعد وفاة المسيح ال، وأنهم لم يضلوا ما دام المسيح حيا.ثم كيف تفسّر آية: فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ ؟ أفليس من الناس من يعيش في السماء منذ ثمانية عشر قرنا بحسب زعم معارضينا؟ فإذا كان المسيح إنسانا فحياته في السماء على مدى هذه المدة الطويلة تؤدي إلى بطلان هذه الآية والعياذ بالله.أما إذا لم يكن إنسانا في نظر معارضينا بل هو إله فبهذه العقيدة لا يستقيم المائدة: ١٥ ٢ آل عمران: ٥٦ ٤ المائدة: ۱۱۸ الأعراف: ٢٦

Page 274

٢٦٠ أن الذين إسلامهم.ثم إن آية القرآن الكريم: أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء ، التي تعنى تعبدون من دون الله قد ماتوا كلهم ولا أحد منهم حي، تفصح بداهة بأن الرُّسُلُ العليا قد مات ثم :آية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ بذلك بأن قبله ، تشهد بصوت عال على أن المسيح اللي قد توفي لأن هذه الآية العظيمة الشأن قد أجمع عليها مائة وأربعة وعشرون ألف صحابي ، وأقروا جميع الأنبياء قبل النبي قد ماتوا كما قد شرحنا ذلك بإسهاب في هذا الكتاب نفسه.ثم حين نعود إلى الأحاديث فتثبت بها هي الأخرى وفاة المسيح حصرا.فاقرأوا حديث المعراج مثلا؛ فقد رأى النبي ﷺ المسيح الليلة الأنبياء المتوفين.فلو كان حيا في السماء لما شوهد أبدا بين الأرواح المعراج مع الميتة.وإن قلتم إن النبي هو الآخر كان حيا، فإنما نقول ردا على ذلك إن النبي ﷺ هو الآخر لم يكن عند هذه المشاهدة في هذا العالم، بل كما ينتقل النائم في المنام إلى عالم آخر ويتمكن أحيانا من لقاء الموتى أيضا، مثل ذلك كان النبي في أثناء ذلك الكشف منقطعا عن هذا العالم وكأنه في عداد الموتى.وكذلك قد ثبت من الأحاديث أن عیسی اللي عاش مائة وعشرين عاما، لكن كل واحد يعلم أن عمره ه عند التعرض لحادث الصلب كان ٣٣ عاما وستة أشهر.وإن قيل إنه سيكمل بقية العمر بعد النزول، فهذه الدعوى تعارض نص الحديث.بالإضافة إلى ذلك نعرف من خلال الحديث أن المسيح الموعود سيبقى في هذا النحل: ٢٢ ٢ آل عمران: ١٤٥ " إنما حدد للمعراج الليلُ لكونه من ضروب الكشف، وأن الكشف والرؤيا تناسب الليل، فلو كان الأمر يتعلق باليقظة لكان في النهار.منه

Page 275

٢٦١ العالم بعد الدعوى أربعين عاما، وإذا أضفنا إليها ٣٣ عاما، يكون المجموع ٧٣ مثلنا فجواب عاما لا ١٢٠ عاما، مع أن الحديث يصرح بأنه عاش مائة وعشرين عاما.وإذا قلتم بأن النصارى أيضا ينتظرون البعثة الثانية للمسيح ذلك أنه كما بينا آنفا أن المسيح نفسه شبه بعثته الثانية بالبعثة الثانية لإلياس النبي، كما ثبت من إنجيل متى الإصحاح ۱۷ ، العبارة ١٠-١٢.أضف إلى ذلك اعتقاد بعض الفرق المسيحية بأن البعثة الثانية للمسيح بروزية كالبعثة الثانية لإلياس النبي.فقد ورد في كتاب "الحياة الجديدة للمسيح" المجلد الأول، صفحة ٤١٠ ، من تأليف: د.أيف.ستراس، العبارة التالية: (رأي بعض الباحثين المسيحيين الألمان بأن المسيح لم يمت على الصليب) Crucifixion they maintain, even in the feet as well as the hands are supposed to have been nailed occasions but very little loss of blood.It kills therefore only very slowly by convulsion produced by the straining of the limbs or by gradual starvation.So if Jesus supposed indeed to be dead, had been taken down from the cross after about six hours, there is every probability of his supposed death having been only a death-like swoon from which after the descent from the cross Jesus recovered again in the cool carven covered as he was with healing ointment and strongly scented spices.On this head it is usual to appeal to an account in Josephus, who says that on one occasion, when he was returning from a military recognizance, on which he had been sent, he found several Jewish prisoners who had been crucified.He saw among them three acquaintances whom he begged Titus to give to him.They were immediately taken down and carefully attended to, one was really saved, but two others could not be recovered.(A new life of Jesus by D.F.Strauss.Vol 1.page 410

Page 276

٢٦٢ بسبب الترجمة هم يبرهنون على رأيهم بأنه حتى لو دقت المسامير على الأيدي والأقدام كليهما عند الصلب، مع ذلك يخرج القليل من الدم من جسم الإنسان، لهذا كان الناس يموتون على الصليب نتيجة تشنج الأعضاء الوزن على الأعضاء رويدا رويدا والجوع ، فلو افترضنا جدلا أن المسيح كان قد مات عند إنزاله عن الصليب بعد ٦ ساعات، فمن الأقرب إلى القياس جدا أن ذلك الموت كان إغماء يشبه الموت.فحين عولج بمراهم شافية ودهن بأدوية عطرة ووضع في مكان بارد في الغار زالت عنه إغماءته.فلدعم هذه الدعوى يقدم مقتبس من كلام يوسيفس عادة، حيث كتب يوسيفس أنه ذات مرة كان عائدا من مهمة عسكرية، فرأى في الطريق عددا من اليهود الأسرى قد علقوا على الصليب، فعرف أن ثلاثة منهم من معارفه فأخذ الإذن من طيطس (حاكم الوقت في إنزالهم، ثم أنزلهم فورا وقدم لهم عناية، فشفي أحدهم أخيرا ومات الآخران.أما كتاب Modern doubt and Christian belief الشبهة الحديثة والعقيدة المسيحية) فقد ورد في الصفحة ٤٥٥ و ٤٥٧ و ٣٤٧ منه العبارة التالية: The former of these hypotheses that of apparent death, was employed by the old Rationalists, and more recently by Schleiermacher in his life of Christ Schleiermacher's supposition.That Jesus afterwards lived for a time with the disciples and then retired into entire solitude for his second death.الترجمة: من اعتقاد "شلير ميخر" وكذلك الباحثين القدامى أن يسوع لم يمت على الصليب، بل قد أصيب بحالة تشبه الموت في الظاهر، وقد ظل يتجول مع الحواريين بعد الخروج من القبر، ثم انطلق إلى مكان منعزل آخر لموت آخر أي حقيقي.

Page 277

* هناك نبوءة عن تخلص ٢٦٣ عیسی العليا من الموت على الصليب في الإصحاح ٥٣ من سفر إشعياء على النحو التالي: مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٌّ عِنْدَ مَوْتِهِ.عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِش." أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ.إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ} (إِشَعْيَاءَ ٥٣: ٨-١٠) الآن نكتب بإيجاز الدلائل التي ذكرناها عن دعوانا بالمسيح الموعود في كتابنا هذا وكتبنا الأخرى وهي كالتالي: (۱) إن دعواي بأني أنا المسيح الموعود متحققة كما أثبتنا في كتبنا أن زمن خروج يأجوج ومأجوج وفتحهم وازدهارهم قد أتى.وثابت من القرآن الكريم أن جميع وعود الله ومنها ظهور المسيح الموعود في العالم ستتحقق بعد ظهور يأجوج ومأجوج وازدهارهم كما تدل على ذلك صراحةً آيةُ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ أي أن الذين أهلكناهم قد حرّمنا عليهم العودة إلى هذا العالم.أي لا يستطيعون العودة إلى هذا العالم ولا بروزا، حتى تأتي أيام يستولي فيها يأجوج المراد من هذه الآية أن المسيح بعد إنزاله عن الصليب سوف يوضع في قبر على شاكلة الموتى المعاقبين، لكن لما لم يكن قد مات في الحقيقة، لذا سوف يخرج من ذلك القبر وسوف يُدفن أخيرا في قبر بين النجباء والكرام وهكذا حدث، لأن قبر عيسى خانيار بسرينغر موجود في مقبرة بعض السادات الكرام وأولياء الله.منه حي ٢ الأنبياء: ٩٦-٩٨ العليا في

Page 278

٢٦٤ ومأجوج على الأرض وتتحقق لهم الغلبة في كل مجال لأن الترقيات الكاملة لقوى الإنسان الأرضية تنتهي عند يأجوج ومأجوج، وبذلك فإن نمو قوى من عجائب الأسرار الإلهية مسألة البروز التي ذكرت في كتب الله المقدسة، فهناك نبوءات في كتب الله المقدسة عن البعثة الثانية لبعض أنبياء الله السابقين.لقد تنبأت الكتب الإلهية المقدسة أن بعض الأنبياء السابقين سيُبعثون مرة أخرى إلى هذا العالم، وتحققت تلك النبوءات عندما بعث نبي آخر، أخبر النبي الموجود في زمنه أن هذا المبعوث هو نفس الذي وعدت بعثته الثانية، فالغريب في الأمر أنه ما قيل إنه مثيل ذلك النبي السابق بل قيل إن الذي وعد بمجيئه ثانية قد جاء نفسه إلى العالم.فكان هناك وعد مثلا بأن إلياس النبي سيُبعث مرة أخرى إذ كان النبي ملاخي قد تنبأ في صحيفته أنه سيُبعث من جديد.وقال عيسى العلم إن إلياس الذي وعد بمجيئه مرة أخرى هو يوحنا أي يحيى كما يقول عيسى ال في إنجيل متى، الإصحاح ١٧، العبارة: ١٠ - ١٣ أن إلياس قد جاء في العالم ولكن الناس ماعرفوه وبين المسيح الا أن المراد منه هو النبي يحيى أي هو إلياس نفسه.فهذه النبوءة صارت دقيقة جدا، إذ أصبح النبي يحيى الذي يدعى يوحنا أيضا إلياس.فلو كان ذكر في النبوءة أن مثيل إلياس سيأتي لكان التفسير معقولا، لكنه لم يرد في سفر ملاخي أن مثيل إلياس سيأتي، بل ورد أن إلياس النبي نفسه سيأتي مرة أخرى.والمسيح الله أيضا حين واجه الاعتراض بأنه كيف جاء المسيح قبل نزول إلياس - كما ورد في الإنجيل لم يستخدم كلمة مثيل، بل قد ورد في إنجيل متى الإصحاح ١٧ أن إلياس قد بعث، إلا أن هؤلاء لم يعرفوه.وكذلك هناك أقوال عند الشيعة أن عليّا والحسن والحسين سيأتون إلى العالم مرة أخرى، ومثل هذه الأقوال توجد بكثرة عند الهندوس أيضا، لأنهم ظلوا أيضا ينتظرون المبعوثين باسم الأنبياء السابقين.والآن أيضا يؤمنون أن المظهر الإلهي الأخير الذي يسمونه "كلكي أوتار" هو مظهر كرشنا، ويقولون إنه كما من صفات كرشنا رور غوبال" أي قاتل الخنازير ومربي البقرات، كذلك يكون حال كلكي أوتار.وهذه استعارة عن صفات كرشنا بأنه كان يهلك الوحوش أي الخنازير والذئاب، ويربي البقرات أي الصالحين.والغريب أن المسلمين والنصارى أيضا يقرون هذه الصفات نفسها أي "رودر غوبال التي هي صفة كلكي أوتار ويقولون بأنه سيقتل الخنازير وستكون للثيران أهمية في زمنه.فليس المراد هنا أنه سيقتل الخنازير بيده أو يحمي البقرات، بل المراد منه أنه سيأتي عصر تقضي فيه الرياح السماوية على الأشرار ويزداد الصالحون ويزدهرون ويملأون الأرض، عندئذ ينطبق على هذا المسيح اسم رودر" غوبال، وإنني أنا الآخر الذي أعلنُ بأني المسيح نفسه المتصف بالصفات المذكورة، لهذا أُريتُ ذات مرة في الكشف شخصـــا "

Page 279

٢٦٥ التحفة الفولروية عالما بالسنسكريتية وهو راسخ الإيمان بكرشنا قد مثل أمامي وقال لي مخاطبا إياي "ہے زو ڈر گوپال تیری استت گیتا میں لکھی ہے.." أي: يا قاتلَ الأشرار وراعي البقر، ثناؤك مكتوب في الجيتا".وفهمت فورا أن العالم كله بانتظار رودر" "غوبال سواء كانوا هندوسا أو مسلمين أو نصارى بلغتهم وكلماتهم، وكلهم حددوا هذا الزمن حصرا، وبينوا هاتين الصفتين بحقه، أي قاتل الخنازير وحامي ،البقرات، وإني ذلك الذي بحقه ركز أصحاب النبوءات الهندوس منذ القدم أنه سيولد في بلاد الآريين، أي في بلاد الهند هذه، وقد كتبوا اسماء مسكنه أيضا.لكن جميع هذه الأسماء ذُكرت استعارةً، ووراءها حقيقةً أخرى.وكتبوا أنه سيولد في بيت البراهمن، أي الذي يؤمن بأن "برهم" صادق وواحد لا شريك له، أي المسلم.باختصار؛ إن عقيدة بعثة ثانية لأي أوتار أو رسول متصف بصفات رودر غوبال والمبعوث في القرن الرابع عشر من الهجرة ليست فقط عقيدة النصارى والمسلمين فحسب بل هي عقيدة الهندوس وجميع أهل الأديان أيضا.حتى إن أتباع "زند آفستا" أيضا يعتقدون بحق هذا الزمن هذه العقيدة نفسها.أما عند البوذية فلا أعرف تفصيل ذلك، إلا أنهم يقولون أيضا بأنهم ينتظرون البوذا الكامل في هذا الزمن والعجيب أن جميع الفرق يقيمون صفة رودر غوبال في ذلك المنتظر.لكن المؤسف أن العامة ما زالوا لا يعرفون فلسفة عقيدة البعثة الثانية، وفضلا عن العامة إن الذين يُدعون مشايخ في هذا الزمن هم أيضا يجهلون هذه الفلسفة.ومعلوم أن الصوفية المسلمين يعتقدون بمسألة الرجعة البروزية بكل قوة ويؤمنون بحق بعض الأولياء روح أحد الأولياء السابقين قد حلت فيهم ،بروزا، كما يقولون مثلا إن "بايزيد البسطامي" قد حلت بروزا في "أبي الحسن "الخرقاني" بعد مضي مائة عام تقريبا.لكنه جميع أن مي روح مع حاشية على حاشية فليتضح أن الله قد أطلعني مرارا في الكشف على أن كرشنا الذي كان في الشعب الآري كان من المقربين إلى الله ومن أنبياء ،زمنه وإن كلمة أوتار عند الهندوس في الحقيقة بمعنى النبي، وهناك نبوءة في كتب الهندوس أيضا أنه سيأتي في الزمن الأخير "أوتار" على سيرة كرشنا وسيكون بروزا له، وقد كشف علي أنني أنا ذلك الأوتار.إن أبرز صفات كرشنا اثنتان إحداهما أنه "رودر" أي قاتل السباع والخنازير، وذلك بالأدلة والآيات، والثانية "غوبال" أي مربي ،البقرات، أي مُعين الصالحين بأنفاسه، وكلتا هاتين الصفتين من علامات المسيح الموعود وهاتان الصفتان كلتاهما قد أعطانيهما الله يا الله.اسیک منه

Page 280

٢٦٦ التحفة الفولروية هذه العقيدة المسلم بها والمعترف بها لا يؤمن بعض السفهاء- بخصوص البعثة الثانية للمسيح- بالرجعة البروزية التي هي من السنة الإلهية القديمة فهؤلاء في الحقيقة لا يعلمون فلسفة الرجعة البروزية، ففلسفة هذه المسألة كوتهى الله الله قد خلق كل شيء بطراز يدل على توحيده.ولهذا السبب قد خلق الله الحكيم جميع العناصر والأجرام الفلكية كرويةً، لأن الشيء المدوّر لا يكون له أي جهة وضلع، وهذا يتناسب مع الوحدة.فلو كان في الذات الإلهية تثليث لخلقت جميع العناصر والأجرام الفلكية ثلاثية الأطراف، لكنكم سترون أن أبسط عناصر المركبات مكور ؛ فقطرة الماء أيضا تظهر على هيئة مكورة، وجميع الكواكب التي تظهر، شكلها مكور، ويتخذ الهواء أيضا شكلا مدورا في الزوابع التي تسمى بالعربية شكلا أعاصير، وهي التي تظهر في الريح العاصف الشديد، فتلتف بشكل دائري ليتخذ الهواء دائريا؛ فكما أن جميع البسائط التي قد خلقها الله كروية، كذلك دائرة خلق العالم أيضا كروية الشكل، لهذا ذهبت الصوفية إلى أن خلق بني آدم في وضعه دائري، أي أن أرواح بني نوع البشر تعود مرارا وتكرارا إلى هذا العالم بروزا ، فلما كان خلق بني آدم أيضا دوري، حاشية على حاشية: إن أسمى أنواع الرجعة البروزية اثنان فقط هما (۱) بروز الأشقياء (٢) بروز السعداء.فكلا هذين البروزين داخل في سنة الله إلى يوم القيامة، إلا أنهما سيتكاثران بعد يأجوج ومأجوج لكي يشكلان دليلا على نهاية بني آدم، ولكي يفهم منه اكتمال الدور.أما الاعتقاد بأن زمنا سيأتي يجتمع فيه جميع الناس والطباع على ملة واحدة فهو خاطئ، لأنه إذا كان الله قد قسم بني آدم إلى شقي وسعيد كما قال: مِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (هود: ١٠٦) فلا يمكن أن يبقى السعداء في زمن ما ويهلك الأشقياء.ثم قال أيضا: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود: ١٢٠) أي فطر الناس على الاختلاف فإذا كانت الفطرة الإنسانية تقتضي تعدد الأديان، فأنى لهم أن يجتمعوا على دين واحد! إن الله قد فهم بخلق قابيل وهابيل في البداية أن الشقاوة والسعادة قد وزعتا على فطرة الإنسان سلفا.ثم إن الآية: ﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى الْقِيَامَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (المائدة: (۱٥) وآية (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) (المائدة: يوم ٦٥)، وآية: ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (آل عمران: ٥٦) والآيتين: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ كل هذه الآيات تفيد بأن الاختلاف سيبقى إلى يوم القيامة، حيث يبقى المنعم عليهم أيضا، وكذلك المغضوب عليهم أيضا.غير أن الملل الباطلة ستهلك عن بينة.منه

Page 281

٢٦٧ ليدل على وحدة خالق الكون، فاستلزم أن تكون آخر نقطة خلق بني آدم أقرب إلى أول نقطة، أي حيث تبدأ نقطة دائرة خلق بني آدم وأن ترجع في ظهورها وبروزها إليها.وهذا ما يسمى بتعبير آخر الرجعة البروزية كما في هذه الدائرة مثلا: بداية خلق بني نهاية خلق بني لنفترض أن الجزء من هذه الدائرة الواقع على يمين الحرف "ل" قد بدأت منه دائرة خلق بني آدم، وانتهت إلى الجزء الواقع على يسارها، فلهذا من الضروري أن تكون النقط القريبة من الجزء الأيسر من الحرف "ل" قريبة جدا من النقط البدائية، فهذه هي الرجعة البروزية التي هي ضرورية لكل دائرة.وإلى ذلك يشير الله جل في الآيات: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ (الأنبياء: ۹٦-۹۸).والمراد من يأجوج ومأجوج القوم الذين سيتمتعون بقوى أرضية على وجه الكمال، وتنتهي عليهم دائرة تقدم القوى الأرضية.إن يأجوج ومأجوج مشتقة من الأجيج، وهو لهيب النار.وهذا سبب التسمية نظرا للوازم خارجية؛ حيث أشير فيه إلى أن النار ستُسخَّر لهم وأنهم سيوظفون النار في حياتهم المدنية المادية، وستكون رحلاتهم البرية والبحرية بالنار، وستكون حروبهم أيضا بالنار، إن محركاتهم وتجاراتهم كلها ستسير بالنار.والسبب الثاني لتسمية يأجوج ومأجوج هذه هو نظرا لخواصهم الداخلية، وهو أنه ستكون في طباعهم مادة نارية غزيرة، أي ستكون تلك الأقوام متكبرة جدا، وستُبرز الخصائص النارية في سرعتهم ونشاطهم ودهائهم.وكما أن التراب حين يبلغ كماله التام يتحول جزؤه الذي يضم

Page 282

٢٦٨ التحفة الفولروية مادة نارية إلى جوهر مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة الأخرى.فالآية القرآنية تعني هنا أن في طباع يأجوج ومأجوج كمالا تاما للجوهر الأرضي، مثلما يكون الكمال التام في الجواهر المعدنية والفلزات.وهذا يبرهن على أن الأرض أخرجت خصائصها النهائية وأسمى جواهرها بموجب الآية: ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (الزلزلة: ).وهذا برهان على استدارة الزمان، أي عندما يتكاثر يأجوج ومأجوج فسيفهم أن الزمن قد أكمل دائرته وأن الدائرة الكاملة تلزمها الرجعة البروزية.وإن انتهاء الكمال الأرضي على يأجوج ومأجوج يدل على أن خلق آدم ابتدأ من "الألف" الذي هو أول حروف كلمة آدم وانتهى على الياء، الذي هو على رأس كلمة يأجوج ومأجوج وهو آخر أحرف الهجاء.فهكذا بلغت هذه السلسلة كمالها الطبعي ابتداء الألف وانتهاء على الياء.من وملخص الكلام أن في الآية الكريمة إشارةً إلى أن علامة الرجوع البروزي، الذي هو ضروري لاستدارة دائرة خلق بني آدم أن يتم ظهور يأجوج ومأجوج وخروجهما على وجه أقوى وأتم وأن لا يقدر أحد على مقاومتهما.لأن كمال الدائرة يلزم تحقق موضوع: ﴿وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا على وجه الكمال، ويتم ظهور جميع القوى الأرضية وبروزها.وإن وجود يأجوج ومأجوج دليل كامل على أن القوى الأرضية والقدرات التي فُطر عليها الإنسانُ قد ظهرت كلها، لأن اللبنة الفطرية لهؤلاء القوم قد أشعلت عليها النار في أتون الكمالات الأرضية بما لا يشك فيه أحد.ونظرا لهذا السر قد سماهم الله يأجوج ومأجوج، لأن تراب فطرتهم ورث تماما المادة النارية تدريجا كجواهر المناجم.والواضح أن ترقيات التراب تنتهي عند الجواهر والفلزات المعدنية.عندئذ تنشأ في تلك الجواهر والفلزات المعدنية مادة نارية كثيرة بالمقارنة مع التراب العادي.كأن كمال التراب النهائي يقرب الشيء الحائز على الكمال إلى النار، ثم تعطى لنفس المخلوق بسبب الجذب بين المتجانسين اللوازم النارية الأخرى والكمالات أيضا.باختصار؛ إن الكمال الأخير لبني آدم هو أن تدخل فيهم المادة النارية بكثرة، وهذا الكمال يوجد في يأجوج ومأجوج.وإن المهارة التي أحرزتها هذه الشعوب في الدنيا والتدابير الدنيوية، والرقي الذي أكسبه هؤلاء للحياة الدنيوية والازدهار، لا يخطر ببال

Page 283

٢٦٩ أحد أكثر منه.فلا شك أن ما يصدر من يأجوج ومأجوج هو خلاصة قوى الإنسان الأرضية.لهذا فإن ظهور يأجوج ومأجوج وبروزهم وحيازتهم على الكمال في جميع قواهم علامة لظهور جميع قدرات الإنسان الأرضية، وأن دائرة الفطرة الإنسانية قد و لم تبق لها أي حالة منتظرة.فلهذا الوقت كانت الرجعة البروزية حتمية، لذا صار من العقيدة الإسلامية، أن الرجعة البروزية لأكثر الأخيار والأبرار من الزمن الماضي ستتحقق عند ظهور يأجوج ومأجوج وازدهارهم وفتحهم.وكما يركز أهل السنة من المسلمين على هذه المسألة فهي من عقائد الشيعة أيضا، لكن المؤسف أن كلا الحزبين غافل عن فلسفة هذه المسألة.فالسر الحقيقي لضرورة الرجعة في زمن استدارة دائرة خلق بني آدم أي في نهاية الألف السادس، هو أن اتجاه نقط الخلق نحو نقطة بدء الخلق أمر إلزامي.لأن أي دائرة لا تكتمل ما لم تبلغ النقطة التي ابتدأت منها، وإن الجزء الأخير للدائرة يلزم الرجعة بالضرورة.لكن العقول السطحية لم تكشف هذا السر، واخترعت بدون حق العقيدة المخالفة لكلام الله التي هي عودة جميع أرواح السعداء والأشقياء في الحقيقة إلى هذا العالم من جديد.ولكن تجلى من هذا البحث أن الرجعة ستكون بروزية فحسب لا حقيقية؛ فالناحاش - الذي اسمه الآخر الخناس أيضا- الذي أعطيت له كنوز العالم وكان قد جاء إلى حواء أولا وأغراها بدجله بحياة أبدية، سيظهر مرة أخرى بروزا في الزمن الأخير، وسيغري أناسا ذوي طبع أنثوي وناقصى العقل بحياة أبدية مقابل أن يعدوه بأن يتركوا التوحيد.لكن الله كما كان قد نصح آدم في الجنة أن كل ثمرة قد أحلت له فليأكل رغدًا، وحذره أن يقترب من تلك الشجرة المحرمة؛ كذلك وعد الله في القرآن الكريم: ﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ...) (النساء: (٤٩) أي كل ذنب سيغفر إلا الشرك فلن يغفره الله ؛ فلا تقربنّ الشرك ولتعدّوه الشجرة المحرمة.فالناحاش نفسه الذي كان قد جاء إلى حواء قد ظهر في هذا العصر بروزا وقال: كُلوا رغدا من الشجرة المحرمة هذه ففي ذلك تكمن الحياة الأبدية.وكما أن الذنب في البداية جاء من المرأة، كذلك في الزمن الأخير قد قبل الناس ذوو الطبع الأنثوي وسوسة الناحاش.فبروز الناحاش هذا كان قبل كل البروزات.

Page 284

۲۷۰ لأنه القدس.ثم إن البروز الثاني الذي كان ضروريا بعد يأجوج ومأجوج هو بروز المسيح ابن مريم، عدو الناحاش " وذلك لأن الأفعى تستعين بالشيطان.بسبب علاقته بروح أما عيسى بن مريم فبروح القدس، وإن روح القدس ضد الشيطان.فحين ظهر الشيطان كان لا بد أن تظهر روحُ القدس أيضا لإبطال تأثيره وكما أن الشيطان أبو السيئة فإن روح القدس أبو الحسنة.ففي فطرة الإنسان عاطفتان مختلفتان (۱) إحداهما الحافز على السيئة الذي يولد في قلب الإنسان أفكارا سيئة، فتنشأ فيه أفكار السوء والظلم.وهذا الحافز من الشيطان ولا أحد يرفض أن الإنسان مفطور على هذا الحافز.وإن كانت بعض الشعوب ترفض وجود الشيطان لكنهم لا يستطيعون إنكار هذا الحافز.(۲) والحافز الثاني هو على البرِّ الذي به تنشأ في قلب الإنسان الأفكار الحسنة والرغبة في إحراز الحسنات، وهذا الحافز من روح القدس.وصحيح أن هذين الحافزين موجودان في الإنسان منذ خُلق، إلا أنه كان مقدرا للزمن الأخير أن يتدفق هذان الحافـــــزان القدس حاشيه على حاشية: إن لروح القدس علاقة بجميع الأنبياء والمقدسين فما خصوصية المسيح في ذلك؟ فجواب ذلك أنه ليس ثمة أي خصوصية، بل إن سيدنا محمد المصطفى حائز على أكبر نصيب وأعظمه من فطرة روح القدس.لكن لما كان اليهود الأشرار قد بهتوا المسيح ال بأن ولادته ليست من شراكة روح القدس بل كانت بشراكة الشيطان، أي كانت غير شرعية، فقد ركز الله الله دبا لهذا البهتان ودحضه على أن ولادة المسيح كانت بمشاركة وهو متره عن مس الشيطان.فالاستنتاج من ذلك أن بقية الأنبياء لم يكونوا معصومين من مس الشيطان من عمل الملعونين فقط.بل إن هذا الكلام لمجرد تفنيد لفكرة اليهود الباطلة القائلة بأن ولادة المسيح كانت من مس الشيطان، أي كانت حراما.ثم لما بدأ هذا النقاش من المسيح، لذا قد صار مثلا في الولادة بروح القدس، وإلا لم تكن ولادته أفضل مثقال ذرة من ولادة مطهرة روح لسيدنا محمد المصطفى.بل إن المعصوم الكامل الذي ظهر في العالم هو محمد المصطفى وحده.أما كلمات بعض الأحاديث بأنه لا أحد معصوم من مس الشيطان إلا ابن مريم وأمه، أي مريم؛ فهذا التصريح أيضا لبيان طهارة المسيح أمام اليهود كأنه قيل بأن في العالم حزبين فقط، أحدهما يسمون في السماء ابن مريم إذا كانوا ذكورا ، ومريم إذا كنّ إناثا.والحزب الثاني ما يسمون في السماء اليهود المغضوب عليهم.فالحزب الأول معصوم من مس الشيطان والحزب الثاني هم أبناء الشيطان.منه

Page 285

التحفة الفولروية ۲۷۱ الإنسان الأرضية المستمرة منذ البدء يبلغ كماله بوجود يأجوج ومأجوج فقط.لهذا فإن زمن ظهور يأجوج ومأجوج يدل دلالة قاطعة على زمن الرجعة البروزية، لأن زمن يأجوج ومأجوج يدل على استدارة الزمن التي تتطلب الرجعة البروزية.فبحسب اعتقاد رجعة المسيح ابن مريم، هذا هو زمن البعثة الثانية لعيسى المسيح، فقد تحققت تلك البعثة الثانية بروزا.(٢) الدليل الثاني على كوني المسيح الموعود هو أنه ليس القرآن الكريم وحده يحدد هذا الزمن لظهور المسيح الموعود، بل إن الكتب الإلهية السابقة أيضا تحدد هذا الزمن نفسه لظهور المسيح الموعود؛ فقد ورد في سفر دانيال صراحة أن في هذا الزمن حصرا يظهر المسيح الموعود، ولهذا السبب إن جميع فرق النصارى في العالم يذكرون ظهور المسيح في هذا الزمن حصرا، وهم ينتظرون نزوله.بل قد مضت عشر سنوات عند البعض على التاريخ الذي كان ينبغي فيه نزول المسيح ثانية، وعند البعض عشرون سنة تقريبا.فهم مصابون بحيرة شديدة بسبب عدم تحقق النبوءة، وأخيرا لم ينتبهوا لقلة الفهم إلى أن المسيح الموعود قد ظهر و لم يعرفوه، فأولوا أن النشاط الذي تحرزه الكنيسة في العصر الحاضر، أي الدعوة إلى كلاهما بكل قوة.فولد اليهود بروزا في هذا الزمن ووُلد المسيح ابن مريم أيضا بروزا.فخلق الله حزبا يدفع إلى السيئة وهو الناحاش الأول نفسه وقد ظهر الآن بروزا، كما خلق الحزب الآخر المحرض على البر والحسنة وهو حزب المسيح الموعود.باختصار؛ إن البروز الأول هو حزب الناحاش والبروز الثاني هو المسيح ،وجماعته والبروز الثالث حزب اليهود الذين.عُلمنا الدعاء: غَيْر الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ في الفاتحة أن لا نكون منهم.والبروز الرابع بروز الصحابة لله الذي كان ضروريا بموجب الآية (وَأَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (الجمعة: ٤)، وبهذا الحساب يبلغ عدد هذه البروزات مئات الألوف، لهذا الزمن زمن الرجعة البروزية.منه يسمى هذا

Page 286

۲۷۲ الثالوث ونشر عقيدة كفارة المسيح هو بمنزلة البعثة الثانية روحانيا للمسيح.فكأن المسيح نفسه بتروله على قلوبهم قد حمسهم على نشر عقيدة ألوهيته في العالم.إذا ذهبتم إلى أوروبا فستجدون آلاف الناس يتبنون هذه الأفكار؛ فهم حين لاحظوا مضي زمن نزول المسيح نحتوا في قلوبهم هذا الاعتقاد، لكن المسلمين لا يحبون هذا المعنى للنبوءة ولا يحبون طمأنة قلوبهم بمثل هذه التأويلات، مع أنهم أيضا يواجهون المشاكل نفسها، لأن كثيرا من أهل الكشوف من المسلمين الذين يقدر عددهم بأكثر من ألف قد قالوا متفقين في ضوء كشوفهم واستنباطا من الكلام الإلهي إن زمن ظهور المسيح الموعود لن يتأخر أبدا عن رأس القرن الرابع عشر.ومستحيل أن تجتمع على الكذب جماعة كبيرة من أهل الكشوف من الأولين والآخرين، وأن تكذب استنباطاتهم كلها، لهذا إذا لم يقبل المسلمون الآن أني أنا الذي بعثتُ على رأس القرن الرابع عشر بحسب بشارة القرآن الكريم والحديث والكتب السابقة وبشهادة جميع أهل الكشوف، فإن حالتهم الإيمانية في المستقبل في خطر كبير، لأنه ينبغي يعتقدوا بعد إنكاري بأن جميع الاستنباطات التي قدمها كبار العلماء من القرآن الكريم عن المسيح الموعود كاذبة، وكل ما تنبأ به أهل الكشوف عن زمن ظهور المسيح الموعود كانت أخبارا كاذبة كلها، وأن جميع الآيات الأرضية والسماوية التي ظهرت بحسب الحديث مثل الخسوف والكسوف في رمضان في التواريخ المعينة المحددة، وابتكار القطار على الأرض وطلوع المذنب وإظلام الشمس كل هذه الأحداث باطلة والعياذ بالله.وهذه الفكرة تؤدي أخيرا إلى أن يعدّوا النبوءة أصلا باطلة، ويعتبروا النبي كاذبا والعياذ بالله.وهكذا يوشك أن يأتي زمن يرتد فيه مئات الألوف من المسلمين دفعة واحدة.الآن قد مضى من القرن سبعة عشر عاما، ففي زمن الضرورة هذه بحسب قولهم لم يُبعث مجدد أن

Page 287

الله من مسیح ۲۷۳ لقمع فتن النصارى.إذ كانت هذه هي الفتن العظيمة حصرا، فلا بد من الاعتقاد بأنه لن يبقى للإسلام أي أثر خلال ثمانين عاما قادمة.ثم إذا نزل أي بعد انقراض الإسلام فأي فائدة ترجى من نزوله، بل سيكون مصداق المثل الفارسي القائل: إذا لم أبق أنا شخصيا، فأي فائدة لمجيئك؟ وأخيرا سوف يسود الاعتقاد ببطلان مثل هذه النبوءات وتنتشر موجة الارتداد والإلحاد، ويهلك الإسلام والعياذ بالله.الله العلماء المعارضين إذ أن رحم الأعمال التي يحرزونها ليست مفيدة للدين، بل تشكل خطرا كبيرا عليه.فهل نسُوا الزمن الذي كانوا يذمون فيه القرن الثالث عشر من المنابر إذ قد تعرض فيه الإسلام لأضرار فادحة، وكانوا يستدلون من آيتي: فَإِنْ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، أن مقابل هذا العسر سيأتي القرن الرابع عشر باليسر.حين جاء ذلك القرن الرابع عشر بعد انتظار طويل وأعلن على رأسه بالضبط شخص بأنه المسيح الموعود من الله وظهرت الآيات وشهدت له السماء والأرض، صار هؤلاء العلماء أنفسهم أول المنكرين.لكن ذلك كان يجب أن يحدث، لأن الذين أنكروا المسيحَ الناصري أولا هم أيضا كانوا أحبار اليهود الذين أعدُّوا له نوعين من الفتاوى إحداهما بتكفيره والثانية بوجوب قتله.فلو لم يُفتِ هؤلاء بتكفيري وقتلي فكيف كان يمكن تحقق الدعاء الذي عُلمناه في: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ في الفاتحة، الذي كان يتسم بسمة النبوءة، لأن المراد من جملة: (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ في الفاتحة هم اليهود كما ورد في فتح الباري والدر المنثور وغيرهما.وإن أكبر حادث لليهود الذي ظهر في الزمن الأقرب إلى النبي ﷺ كان وصفهم لعيسى اللي كافرا وملعونا وواجب القتل، الشرح: ۷

Page 288

٢٧٤ واستشاطتهم غضبا شديدا عليه، لذا قد عُدُّوا من جراء غضبهم هم أنفسهم - من المغضوب عليهم في نظر الله.وبعث النبي ﷺ بعد هذا الحادث بست مائة عام، فالواضح أن أمته أن أمته حين علمت الدعاء في في الفاتحة أن لا يكونوا من المغضوب عليهم، وصدر التأكيد بحقهم أن يقرأوه في الصلوات الخمس والتهجد والإشراق وفي العيدين فما السر في ذلك؟ ومعلوم أن زمن اليهود كان قد انقطع قبل مدة من الإسلام، فلماذا لقن المسلمون هذا الدعاء ولماذا عُلّموا في هذا الدعاء أن يستعيذوا على الدوام في خمس صلوات يوميا من أن يكونوا من فرقة اليهود الذين هم المغضوب عليهم؟ فمن هذا الدعاء يُفهم بوضوح أن في هذه الأمة أيضا سيُبعث مسيح موعود، وأن فرقة من علماء المسلمين ستكفره وتفتي بقتله.لهذا إن المسلمين نبهوا بتعليم دعاء: غَيرِ المَغضُوب عَلَيْهِمْ في سورة الفاتحة أن يدعوا أن لا يكونوا أمثال اليهود الذين أفتوا بتكفير عيسى بن مريم وقتله.وبالإضافة إلى التدخل في حياته الخاصة كانوا قد افتروا على أمه.وفي جميع كتب الله سنة وعادة مستمرة أنه حين يمنع حين يمنع أي جماعة من عمل ما أو يعلم الدعاء لاجتنابه، فإنما يقصد من ذلك أن بعضا منهم سيرتكبن حتما ذلك العمل.لهذا فبحسب هذا المبدأ في كتب الله يتضح جليا أن الغاية من تعليم الله دعاء: غَير المغضوب عَلَيهِمْ هو البيان أن فرقة من المسلمين ستقلد اليهود تقليدا كاملا حتما، وستثير غضب الله بتكفير مسيح وإصدار الفتوى بقتله، وتنال لقب: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ على شاكلة اليهود.هذه النبوءة واضحة لدرجة إذا لم يكن المرء حينها قد عقد العزم على الخيانة، فلا يسعه إنكارها.وإن القرآن الكريم لم يجعل وحده اليهود أمثال هؤلاء، بل قد أعطاهم الحديث أيضا اللقب نفسه، وبيَّن بجلاء أن علماء هذه الأمة أيضا سيلصقون بالمسيح الموعود فتوى الكفر كاليهود، وأن المشايخ سيكونون ألد أعداء المسيح الموعود.

Page 289

لأنهم بسببه سيفقدون كل شرف كانوا يحوزونه بصفتهم العلماء، وأن احترام الناس لهم سيتضاءل.وهذه الأحاديث مشهورة جدا في الإسلام حتى إنه قد ورد في "الفتوحات المكية" أن المسيح الموعود حين يترل سينال التكريم بحيث يُخرج من حظيرة الإسلام، وسيقول أحد المشايخ "إن هذا الرجل غير ديننا"، كيف يدعي هذا الرجل أنه المسيح الموعود، وقد أفسد ديننا، أي لا يقبل اعتقادنا بالأحاديث ويعارض عقائدنا القديمة.وقد ورد في بعض الأحاديث أن بعض علماء هذه الأمة سيتبعون اليهود اتباعا كبيرا لدرجة لو أن شيخا يهوديا قد زنى بأمه فهم أيضا سيزنون بأمهاتهم ، وإذا كان فقيه يهودي قد دخل جحر ضب فسوف يدخلونه هم أيضا، ومن الجدير بالانتباه أيضا أن الإنجيل والقرآن الكريم حيثما بينا مفاسد اليهود لم يذكرا رجال الدنيا وعامة الناس، بل المراد مشايخهم وكتبتهم ورؤساؤهم الكهنة الذين بأيديهم فتاوى الكفر، والذين يثور الناس نتيجة خطاباتهم.ولهذا شبه القرآن الكريم أمثال هؤلاء اليهود كمثل الحمار يحمل أسفارا، إذ من البين أن العامة لا تكون لهم أي علاقة بالأسفار، وإنما المشايخ يحوزون الأسفار.لهذا من الجدير بالاهتمام أنه حيثما ذُكر اليهود في الإنجيل والقرآن والحديث فالمراد منهم علماؤهم ومشايخهم، وكذلك ليس المراد من غير المغضوب عليهم عامة المسلمين بل مشايخهم.ثم نقول عودًا إلى الموضوع الأصلي إنه لما كانت كتب النصارى واليهود تتضمن الإشارات بكثرة أن المسيح الموعود سيظهر في القرن الرابع عشر الهجري حصرا، ولذلك ركز الكثيرون من النصارى في العصر الراهن على أن أيام ظهور المسيح الموعود.فقد أوردت جريدة "فري ثينكر" الصادرة من لندن في ۱۰/۱۷/ ۱۹۰۰ خبرا مفاده: حين سأل أحدهم قديسا من سكان اسلنغتون" الرأي عن الانتخابات عند انتخاب أعضاء البرلمان العام، رفض هذه هي

Page 290

٢٧٦ التحفة الفولروية إظهار أي رأي في الانتخابات، وبين سبب امتناعه عن إبداء الرأي أنه "قبل نهاية ذلك العام سيأتي يوم القيامة، أي يوم البعثة الثانية للمسيح، ولهذا كل هذه الأمور عديمة الجدوى، وكذلك قد وردت العبارات التالية عن البعثة الثانية للمسيح في كتاب "هز غلوريس ابيرنغ (أي بعثته الجليلة) المنشور من لندن، الكتاب بأكمله.وكتيب "البعثة الثانية للمسيح" المنشور من لندن، الصفحة ١٥.وكتيب بعثة الرب" المنشور في لندن، الصفحة ١: " يوشك أن يظهر في العالم حادث عظيم الشأن، حيث تجتمع له الآيات من الجهات الأربع، الآيات التي لم ير مثلها العالم من قبل، كما لم يسبق لها النظير في تاريخ الكنيسة والعالم، عند ظهور We stand on the eve of one of the greatest events the world has ever witnessed.Signs are multiplying on every side of us, compared with which there has been no parallel either in the history of the church or the world.One of the greatest ذلك الحادث العظيم سيحدث تغير | changes to both hangs upon this great عظيم في الدنيا والدين كليهما | event.It is the coming of the Lord وذلك الحادث هو بعثة ربنا يسوع المسيح فهل يمكن أن يشك العاقل في ثانية، بالقوة والجلال.أن هذه الآيات بلا مراء تنبئ بالتأكيد بأن العاقبة وشيكة.Jesus Christ the second time in power and glory.Can anyone reasonably doubt that these signs are not a sure and certain warning that the end draweth on space.His grorious appearing Christs second coming The comong of Lord

Page 291

۲۷۷ التحفة الفولروية The signs are قد ظهرت الآيات والعلامات | fulfilled, that generation come.has Christ's coming at is hand, glorious anticipation! Glorious future! The impression prevails to some وظهر ذلك الجيل، وبعثة المسيح وشيكة جدا، ما أروع هذا الوقت وأعظمه وأجلّه.الفكرة السائدة نوعا ما في الناسكوتهى الذين يعلمون أن extent that he who teaches that ظهور المسيح قريب هم يُنذرون Christ is soon coming is acting the الناس، إذا كان ذلك صحيحا فالمعلم الكبير يسوع المسيح نفسه هو أول من نشر هذا التعليم، ونحن قد أثبتنا ذلك في الأعلى.role of alarmist.If so, we have seen that the great Teacher has placed himself at the head of the class.يستطيع القراء أن يفهموا من هذه النصوص المذكورة آنفا كم ينتظر النصارى البعثة الثانية للمسيح في هذا الزمن، وهم يُقرون أن العصر الراهن هو نفسه الذي ينبغي أن ينزل فيه المسيح من السماء، لكن غالبيتهم مع ذلك تعتقد أنه قد مات في الحقيقة ولم يصعد إلى السماء.لهذا فإن الذين يعتقدون منهم بأنه لم يذهب إلى السماء ويعتقدون في الوقت نفسه بموجب الإنجيل أن بعثته ضرورية في هذا الزمن أي على رأس القرن الرابع عشر من الهجرة- فهم لا يجدون بدا من الإقرار بأن نبوءة البعثة الثانية للمسيح ستتحقق على شاكلة نبوءة البعثة الثانية لإلياس النبي.كما يزعم بعضهم أن نشاط الكنيسة في العصر الراهن هو حصرا البعثة الثانية للمسيح.لكن هذا التأويل لا ينسجم مع السماوية، كما لم يقم أي نبي في السابق بمثل هذا التأويل، ومما يثير التعجب الكتب

Page 292

۲۷۸ أنهم يقرأون في مواضع كثيرة من الأناجيل أن البعثة الثانية لإيليا تحققت بظهور النبي يوحنا على سيرته؛ فلماذا يؤولون البعثة الثانية للمسيح قائلين بأن المراد منها نشاط الكنيسة، ويؤمنون بأن نشاط الكنيسة ينوب عن ظهور المسيح؟ فهل المسيح كان قد أوَّل على هذا النحو البعثة الثانية للنبي إيليا؟ فلماذا لا يبحثون عن التأويل نفسه الذي تفوه به المسيح، ويتعرضون للتخبط عبثا؟ فالجلي أن النبي ملاخي حين تنبأ ببعثة إيليا ثانية كان يمكن أن يؤولها المسيح بأن المراد منها نشاط فقهاء اليهود والكتبة، وبذلك كان اليهود أيضا سيفرحون، وربما كانوا سيقبلون المسيحَ أيضا.إلا أنه لم يقدّم هذا التأويل المشابه جدا لتأويل الكنيسة، بل قدَّم النبي يوحنا الذي كان هو الآخر كاذبا ومفتريا في نظر اليهود.الأمر الذي أدى إلى اشتعال غضب اليهود أكثر ، وظنوا أن هذا الرجل حين لم يستطع الرد المقنع على سؤالنا فقد وصف مرشده يوحنا بأنه إيليا، ظنا منه بأنه سيصدقه في كل حال شاء أم أبى ويعلن بأنه هو إيليا، لكن العلي الشقاوة اليهود رفض أن يكون إيليا وصرح بجلاء أنه ليس إيليا.وإنما كان الفرق بين الكلامين أن المسيح الا وصف يوحنا (أي النبي يحيى) الليلة إيليا مجازا أي بروزا، أما يوحنا فرفض كونه إيليا بالمعنى الحقيقي، فتعرض اليهود الأشقياء لابتلاء آخر هو أن التلميذ، أي عيسى، قال غير ما قاله أستاذه أي يجي، وكان قولاهما متناقضين وإنما نقصد هنا أن تفسير البعثة الثانية في رأي المسيح ما صرح به به نفسه، فكأن المسألة كانت تتطلب التنقيح وحسمت القضية محكمة المسيح إذ قد شبه المسيح نفسه بعثته الثانية بالبعثة الثانية لإيليا في إنجيل متى، إصحاح ،۱۷ ، العبارة ۱۰ - ۱۳.وإنما اكتفى بالقول عن البعثة الثانية للنبي إيليا أن يعدوا يوحنا إيليا فكأن الأعجوبة الكبيرة في نظر اليهود أن إيليا سوف يترل من السماء بأسلوب عجيب قد أبطلها المسيح بكلمتين.إن في

Page 293

التحفة الفولروية ۲۷۹ الفرقة المسيحية التي ترفض صعود المسيح إلى السماء أصلا أجدر بقبول هذه المعاني، فننسخ في الأسفل قول الباحثين النصارى ليعلم المسلمون أنهم يتحمسون ويثيرون الضجة لنزول المسيح فيكفّرون ثلاثين ألف مسلم تأييدا لهذه الفكرة السخيفة.أما الذين يؤمنون بأن المسيح إله، ففرقة منهم تُثبت ببراهين كثيرة بأن المسيح لم يصعد إلى السماء قط، بل قد نجا من الصلب وهاجر إلى بلد آخر ومات هناك، فنقتبس هنا عبارة من كتاب "سوبر نيتشرل ريليجن" (Super Natural Religion الصفحة ٥٢٢ مع الترجمة وهي: أول تفسیر قام به بعض الباحثين الأكفاء هو أن يسوع في الحقيقة لم يمت على الصليب، بل قد سلّم جسده لأصدقائه بعد إنزاله حيا من على الصليب، فنجا أخيرا.فلدعم هذه العقيدة تُقدَّم الدلائل من بيان الأناجيل بأن يسوع مات أو على الصليب بعد ثلاث ساعات ست ساعات، لكن الموت على الصليب بهذه السرعة لم يسبق له نظير في الماضى قط، ويسلم بأن المسامير لم تدق في قدميه وإنما دقت على يديه subsequently The first explanation adapted by some able critics is that Jesus did not really die on the cross but being taken down alive and his body being delivered to he friends, revived.In support of this theory it is argued that Jesus is represented by Gospels as expiring after having been but three or six hours upon the cross which would have been but unprecedentedly rapid death.It is affirmed that only the hands and not the feet were The nailed usually cross.the to crucifragian not

Page 294

accompanying crucifixion 1S dismissed as unknown to the three synoptists and only inserted by the fourth evangelist for dogmatic reasons and of course the lance disappears with the leg-breaking.apparent Thus the death was that profound faintness which might well fall upon an organization after some hours of physical and mental agony on the cross, following the continued strain and fatigue of the previous night.As soon as he had sufficiently recovered it is supposed that Jesus visited his disciples a few times to re- assure them, but with pre- caution on account of the Jews, and was by them believed to have risen from the dead, as indeed he himself may likewise have supposed, reviving as he had done from the faintness of death.Seeing however that his ۲۸۰ فقط.فلما لم تكن قاعدة عامة أن تكسر رجلا كل مصلوب فلم يذكر ثلاثة من مؤلفي الأناجيل هذا الأمر أصلا، أما الرابع فقد ذكره لتكميل أسلوب بيانه، وحيث لم يذكر كسر الأرجل فلم يذكر أيضا حادث الحربة.فالموت الذي حدث في الظاهر كان إغماءة تعرض شديدة أصابته بعد جسدية لصدمات جسمه وعصبية لست ساعات، لأنه قد قضى الليلة السابقة أيضا في الألم استعاد والإرهاق.ثم حين الصحة الكافية لاقى حوارييه مرارا لإقناعهم، لكن بحذر شدید خوفا من اليهود.فظن الحواريون أنه استعاد الحياة بعد الموت، فلما كان قد أفاق بعد إغماءة تشبه الموت، فمن المحتمل أن يكون قد ظن نفسه أيضا أنه عاد إلى الحياة بعد أن مات.

Page 295

۲۸۱ death had set the crown upon his work the master withdrew into impenetrable obscurity and was heard no more.Gfrorer who maintains the theory of Scheintod with great ability thinks that Jesus had believers amongst the rulers of the Jews who although they could not shield him from the opposition against him still hoped to save him from death.Joseph, a rich man, found the means of doing SO.He prepared the new sepulchre close to the place of execution to be at hand, begged the body from Pilate the immense quantity of spices bought by Nicomedus being merely to distract the attention of the Jesus being quickly carried to the sepulchre was restored to life by their efforts.He interprets the famous verse John xx: 17 curiously, The expression "I have not yet - الآن حين لاحظ المعلم أن الموت قد أنجز مهمته ، توجه إلى مكان منعزل مجهول وصار مفقود الخبر.إن "غفرُورر" الذي أيد مسألة شنتود" هذه بمنتهى الجدارة يكتب: كان بين حكام اليهود مريدو يسوع الذين وإن كانوا غير قادرين على حمايته من الأعداء، إلا أنهم كانوا واثقين يأملون بأنهم سينقذونه من الموت.كان يوسف رجلا ثريا ففاز بوسائل إنقاذ فهيأ الوسائل فأعد القبر الجديد لإنقاذ يسوع؛ قريبا من مكان الصلب، وطلب جسمه أيضا من بيلاطس، ونيكوميدس الذي كان قد اشترى كثيرا من الحنوط، فإنما كان لصرف انتباه اليهود، فوضع يسوع بسرعة في القبر.فنجا نتيجة مساعي هؤلاء.غفرورر قد فسر الإصحاح ۲۰ العدد ۱۷ المشهور من إنجيل يوحنا

Page 296

۲۸۲ تفسيرا غريبا، حيث يقول: إن ما يسوع إني لم أذهب إلى أبي قاله حتى الآن، فالمراد من الذهاب إلى السماء في هذه الجملة الموتُ فقط، وإن ما قاله يسوع أن لا تلمسوني لأني ما زلت لحما ودما، فالمراد من كونه لحما ودما أنه لم يمت بعد.إن يسوع بعد هذا الحادث لقي حوارييه مرارا سرا، وحين تأكد أن هذا الموت مَهَرَ الختم الأخير على صدق عمله، توجه إلى مكان منعزل متعذر.(راجع کتاب سوبر نيشرل ریلیجن، الصفحة ٥٢٣) التحفة الفولروية ascended to my father." He takes as meaning simply the act of dying "going to heaven" and the reply of Jesus is equivalent to "Touch me not for I am still flesh and blood" I am not yet dead, Jesus sees his disciples only a few times mysteriously and believing that he had set the final seal to the truth of his work by his death he then retires into impenetrable gloom Das Heiligthum and die Wabrhcit p 107 p 231.(Pp.523 of the Supernatural religion) والجدير بالانتباه أن المسلمين يستطيعون أن يفهموا مسألة وفاة عيسى العليا أكثر من النصارى، لأن القرآن الكريم ذكر موته مرارا وتكرارا، لكن بعض السفهاء أصيبوا بشبهة أن المراد من "شبه" في الآية ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ، أن شخصا آخر صُلب مكان عيسى ال.ولا 6 يفكرون أن كل إنسان يحب حياته.فلو كان شخص آخر قد صُلب مكان النساء: ١٥٨

Page 297

عيسى.۲۸۳ العلي الأثار ضجة عند الصلب أنه ليس عيسى، ولأنقذ نفسه حتما بعد تقديم دلائل عدة وبيان أسرار مميزة لا أن يتفوه مرارا بكلمات تثبت بأنه هو أما "شبه لهم" فلا تعني ما فُهم منها.كما لم يقدم شيء تأييدا لهذه المعاني من القرآن الكريم ولا من الأحاديث النبوية، وإنما المراد أن أمر حدوث الموت قد اشتبه على اليهود، إذ قد ظنوا أنهم قد قتلوه، مع أن المسيح نجا من القتل.إنني أستطيع أن أقول مقسما بالله بأن هذا هو معنى "شبه لهم" حصرا في هذه الآية، وهي سنة الله.إن الله الله حين يريد إنقاذ أحبائه يصيب الأعداء بمثل هذه الشبهات؛ فحين اختفى نبينا في غار ثور فهناك أيضا شبه لهم بأمر من الله، أي قد أصاب الأعداء بشبهة إذ فكروا أن العنكبوت قد نسج شبكة على فم الغار والحمامة قد باضت، فكيف يمكن أن يدخل فيه أي إنسان.فمكث النبي ﷺ في ذلك الغار المماثل للقبر ثلاثة أيام كما كان المسيح قد بقي ثلاثة أيام في القبر الشامي الذي أُدخل فيه مغمى عليه.وإن ما قاله النبي "لا تفضلوني على يونس" فقد أشار فيه إلى هذه المماثلة، لأن الدخول هذه في الغار والدخول في بطن الحوت متشابهان فنفى التفضيل كان من الناحية لا من كل النواحي، إذ لا شك في أن النبي ﷺ ليس أفضل من يونس فقط، بل من جميع الأنبياء.ملخص القول إن من سنن الله وعاداته القديمة أن أعداء أنبيائه ومبعوثيه حين يريدون قتلهم فهو يعصمهم من أيديهم بحيث يظنون أنهم قد قضوا على أن الموت لا يكون قد وصل إليه، أو يظنون أنه انفلت من شبه هذا الرجل مع كونه مخفيا في المكان نفسه فينجو من شرهم، فهذا ما تعني أيديهم مع لهم" حصرا.وجملة "شبه لهم" لا تخص المسيح وحده، إذ حين ألقي بإبراهيم ال في النار تجلت عادة الله هذه، بحيث لم يُصرف إبراهيم عن النار ولم يُرفع

Page 298

٢٨٤ إلى السماء، بل إن النار لم تقدر على حرقه بحسب مدلول الآية قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا ، وكذلك حين ألقي بيوسف في البئر لم يصعد إلى السماء عند الصلب، بل إن البئر لم تقدر على إهلاكه كما أن ابن إبراهيم العزيز إسماعيل أيضا لم يرفع إلى السماء عند الذبح، بل إن السكين لم تذبحه.كذلك لم يصعد نبينا عند محاصرتهم لغار ثور إلى السماء، بل إن أبصار الأعداء الدمويين لم تقدر على رؤيته.وكذلك لم يصعد المسيح أيضا إلى السماء، وإنما الصليب لم يقدر على القضاء عليه باختصار؛ لم يصعد أحد هؤلاء الأنبياء إلى السماء عند المصائب، إلا أن ملائكة السماء جاء وهم وساعدوهم.هذه الأحداث واضحة جلية، وتبرهن بجلاء على أن المسيح لم يذهب إلى السماء، وكان رفعه مثل إبراهيم وسائر الأنبياء، ومات أخيرا.لهذا فالمسيح القادم لهو من هذه الأمة، وهكذا كان ينبغي لتطابق كلتا السلسلتين أي السلسلة الموسوية والسلسلة المحمدية من حيث البداية والنهاية، فالواضح أن الله الذي بدأ هذه السلسلة الثانية بمثيل موسى تتبدى إرادته بداهةً أنه سيُنهيها على مثيل المسيح.فلما أعلن أن النبي له مثيل موسى، وأن هذه السلسلة كلها مثيلة سلسلة الخلافة الموسوية، فأي شك بقي في أنه ينبغي أن تكون نهاية هذه السلسلة على مثيل المسيح.لكن هؤلاء الذين يُدعون مشايخ لا يستطيعون الآن التخلي عن أفكارهم، فينتظرون المسيح الذي سيخضب الأرض بالدماء ويجعل هؤلاء ملوك الأرض.ومعلوم أن اليهود الذين لم يقبلوا عيسى العليا، كانوا أيضا قد أصيبوا بهذا الخداع نفسه.كما ورد النص التالي في كتاب "تاريخ الكنيسة الأنبياء: ۷۰

Page 299

المسيحية للقرون الثلاثة الأولى "، من تأليف ريورند جيه جيه بليت دي دي" صفحة ۱۱۷: يتبين من كل هذه الأحداث كم كان اليهود يترقبون ظهور المسيح، وكم كانوا مستعدين للانضمام إلى جماعة المسيح، إلا أنهم كانوا منخدعين في بعثة المسيح، فكانوا يظنون لفهمهم الخاطئ لنبوءات الأنبياء أن المسيح سيقهر الشعوب، وأنه سيخوض المعارك على شاكلة العسكريين الحربيين من الزمن الماضي من أجل قومه، ويخلصهم من براثن الظالمين الذين كانوا يحكمونهم كالفلسطينيين.المؤلف میرزا غلام أحمد عفا الله عنه من قادیان دار کا ان کا ان کا دار کا امریکا (مترجم).History of the Christian Church for First Three Centuries 1

Page 300

Page 301

• قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم نصر الله امر.سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه قرب مبلغ اوعى له من سامع اتقوا الحديث عني الا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوه مقعده من النار الجزء السابع : كنز العمال في سنن الاقوال والافعالي للشيخ علاء الدين علي المنقي بن حسام الدين المندي البرهان فورى لله دره حيث من بترتيب جمع الجوامع للمحافظ السيوطي كان ترتيب احاديثه على وفق حروف الهجاء فسهل الطريق على الطالبين وصيرها مبوبة على ديدن الفقهاء فشدوا الرحال إليه وكان الشيخ ابو الحسن البكري يقول للسيوطي منة على العالمين ولامتي منة عليه وقد فرغ المؤلف من تاليفه سنة ٩٥٧ وخمسين وتسعمائة وقضى نجه في الثاني صبح من جمادي الاولى سنة ٩٧٥ خمس وسبعين وتسعمائة وتاريخ وفاته قضى نحيه انطبع في مطبع دائرة المعارف النظامية الواقعة في حيدر آباد كانت معمورة إلى يوم التناد في سنة الف وثلاثمائة واربع عشرة من الحجرة النبوية على صاحبها الصلوة والسلام هذه صورة المرجع المشار إليه في ص ١٧٢ ۲۸۷

Page 302

۲۸۸ التحفة الفولروية ۱۷۴ كتاب القيامة من قسم الاقواله ع (۲) ١٧٠١ ان من اقتراب الساعة ان يصلى خمسون نفسالا تقبل لا حد هم صلوة ( ابو الشيخ في كتاب الفتن عن ابن مسعود) ۱۷۰۲ اول الارض خرابا بسراهاتم بيمناها ( ابن عساكر عن جرير ) ۱۷۰۳ اول الناس ولا كا قريش و اول قريش ملاكا اهل بيتي ( طب عن عمر و بن العامي ) ۱۷۰۴ اول الناس فناء قريش و اول قريش فاه بنو هاشم ( حم خ عن ابن عمرو ) ۱۲۰۰ اول ما يرفع الركن والترآن وروبا التي في المنام ( الازرق في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج بلاغا ) ١٧٠٦ الآيات بعد المأنين (.ك عن ابي قتادة ) ۱۷۷ الآيات خرزات منظومات في سلك فاذا انقطع السلك فيتبع بعضها بعضا ( حم ك عن ابن عمر ) ١٧٠٨ لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ثم يبعث الله ريحاطيبه فيتوفى كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون الى دين آبأ بهم ( م عن عائشة ).۱۷۰۹ والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على الغبر فيتمرغ عليه ويقول بالبنني كنت مكان صاحب هذه القبر وليس به الدين ما به الا البلاء (م ، عن أبي هريرة ) 1 ۱۸۱۰ والذي نفسي بيد.لا تقوم الساعة حتى تقتلوا امامكم و تجتاد وا باسيانكم وبرث دنياكم شراركم (حمت.عن حذيفة ) ۱۸۱۱ والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكم السباع الانس وحتى يكم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما يحدث اهله بعد.( حم ت ك حب عن ابي سعيد ) ۱۷۱۲ لا تذهب الايام والليالى حتى يملك الرجل يقال له الجهجاه (.م عن ابي هريرة ) ۱۲۱۳ لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالى يقال له الجهجاء ( ت عن ابي هريرة ) ۱۷۱۴ يا ابن حوالة اذا رأيت الخلافة قد نزات الارض المقدسة فقد دأت الزلازل والبلابل والامور العظام والساعة يومئذ اقرب من الناس من يدى هذه من رأسك ( حم دك عن ابن حوالة ) ۱۷۱۰ ياعرف احفظ خلالأستابين بدى الساعة احداهن مونى ثم فتح بيت المقدس ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم و انفسكم ويزكي به اموالكم ثم تكون الاموال فيكم حتى يعلى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا وفتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم الادخلته ثم تكون بينكم وبين بني الاصغر هدنة فيندرون ثم يسيرون اليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر الفا (.ك عن عوف بن مالك الاشجعي ) منهم نة ندع ١٢١٦ ياتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجيدون اما ما يصلى بهم ( حم.عن سلامة بنت الحر) ۱۷۱۷ يخرج في آخر الزمان دجال يختلون الدنيا بالدين بلبسون للناس جاود الضمان من الدين السنتهم احلى من وقلو بهم قلوب الذباب يقول الله عز وجل ابي بفترون ام على يجترون حتى حلفت لا بعثن على اولئك.الحليم منهم حيران ( ن عن ابي هريرة ) ۱۷۱۸ يدرس الاسلام کا بدرس وشى النوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلوة ولا نحك ولا صدقة ويصرى على كتاب الله في ليلة فلا يقي في الارض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير و الجوز يقولون ادركا ابانا على هذه الكلمة لا اله الا الله فنحن نقولها.ك هب والضياء عن حذيفة ) اعدد ددسنا بين بدى الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم مونان الارض باخذ فيكم كقماص المغنم ثم استفانة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الادخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الاصفر ويقدرون فيا تونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر الفا ( خ عن عوف بن مالك ) ١٧٣٠ بين بدى الساعة من كقطع الليل المظلم ( ك عن انس ) ۱۷۲۱ تكون بين يدى الساعة تتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مومنا ويمسي كافرا ويسى مومنا ويصبح كافرا يبع اقوام د ينهم بعرض من الدنيا ( ت عن انس ) ۱۷۱۹ تكون

Page 302