Language: AR
لقد ألّف المسيح الموعود عليه السلام هذا الكتيب ردّا على إعلان المولوي عبد الحق الغزنوي الذي استخدم فيه لغة قاسية والاستهزاء والسخرية، ثم دحض عليه السلام هجومين شنهما عليه المولوي عبد الحق في إحدى إعلاناته، فقد ردّ المسيح الموعود عليه السلام على هذين الهجومين ردا مفحما في هذا الكتيب، وذكر بالتفصيل تأييدات الله تعالى التي تلقاها عليه السلام بصورة تقدُّم الجماعة وظهور الآيات السماوية والفتوحات المالية بعد مباهلة ميانْ عبد الحق. ثم ذكر بيان الشيخ عبد الله الغزنوي (والد عبد الحق) برواية منشي محمد يعقوب جاء فيها: "... أن نورا نزل من السماء وهو الميرزا غلام أحمد القادياني". ثم دعا المسيح الموعود عليه السلام الشيخ عبد الحق الغزنوي للمبارزة فقال: "إن استطعتم أن تُثبتوا من أيّ حديث معنى الوفاة في الآية: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي غير الإماتة، أو استطعتم أن تثبتوا من آية أو حديث صعود عيسى عليه السلام إلى السماء حيا بجسده المادي أو نزوله منها بجسده المادي، أو لو استطعتم أن تبارزوني في الأخبار الغيبية التي يكشفها الله تعالى عليّ، أو استطعتم أن تواجهوني في استجابة الدعاء، أو في الكتابة باللغة العربية، أو قدرتم على مواجهتي في الآيات السماوية التي أُعطِيتها، لكنتُ كاذبا. بل الحق أنكم صرتم كالأموات عند هذه الأسئلة. لهذا السبب يخذلكم آلاف الصلحاء والعلماء الكبار ويدخلون هذه الجماعة باستمرار".
صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول والمنته که رسالید از تصنیفات حضرت امام مهام مسیح موعود و مهدی جو جناب نے اعلام احمد صاحب نصره الشرائية واء ماه اکتوبر مطبع ضياء الاسلام قادیان ضلع گورد اسکولین تمام حکیم فاط محصولہ اک / فضل الدین مجلد بیری مالک مطبخ ی پی تعداد اشاعت
ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب بحمد الله ومنته طبع هذا الكتاب من تأليفات الإمام الهمام المسيح الموعود والمهدي المعهود حضرة مرزا غلام أحمد نصره الله وأيده بعنوان: التحفة الغزنوية في تشرين الأول عام ١٩٠٢م في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان محافظة غورداسبور تحت إشراف حكيم الحافظ فضل الدين البهيروي : الثمن ٤ آنات مالك المطبعة رسوم البريد آنه الطرد: آنه المجموع: ٦ آنات نشر بعدد: ۷۰۰
التحفة الغزنوية ۳۹۳ بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي في الردّ على إعلان "عبد الحق الغزنوي "يا من شمر عن ساعده المذلتي! لا شغل لك إلا بيان عيوبي..أنت تُطيل لسانك ضدي دائما ، لماذا لا تخاف الله عالم الغيب.المجادلة يجب أن تكون بالتقوى؛ فحتّامَ تشتم يا سيء السيرة.الله.لست ذئب الفلاة ولست ثعبانا فاترك هذه العادة واستحي من إنني أستغرب من سيرتك يا غضوب، إنك تجهل الحقيقة وبعيد عن الأدب.قم وأصلح فهمك أولا يجب أن تكون عين العياب سليمة أولا.القلب يسود نتيجة الكلام الفاحش، ولا يجد المتفحشون إلى الله سبيلا..لا تجالس المستهزئين لتنال نصيبا من المهتدين.إن شغلك هو الإساءة لي ليل نهار، وقد اتخذت اللعن والتحقير منهجا لك.هي التي تأتي من الله الرحمن ولا حقيقة للعنة شخص جاهل وحقير.اللعنة إذا لعنني أحمق، فلا تقع اللعنة علي بل هو يهين نفسه.كيف لذي قلب تقي أن يستغرب من أفعال الله.الله الذي يخلق الإنسان من قطرة، ويُنبتُ من حفنتي البذور حديقة.فإذا جعل شخصا مثلي مسيحا، أو جعل المتسول ملكًا،.فهذا ليس مستبعدا من فضله بل الأعمى هو الذي ينكر ذلك..ألا لا تيأس من الله الله ذي الجلال، كن عبدا تجد ما تريد.
٣٩٤ هو التحفة الغزنوية الله القادر والخالق والرب المجيد يفعل ما يريد، هل وجده أحد عاجزا؟ هو يخلق من النطفة وجها مشرقا، ويحوّل الحجارة إلى جوهرة لامعة.وإذا تلطف بأحد حوله من شخص أرضي إلى سماوي.كذلك تلطف بي وأنزل عليّ أفضالا لا تُعد ولا تحصى.فقد صرتُ مظهر من لا مثيل له وسبقتُ الجميع في الحقائق والمعارف..إن ربي حفي بي كثيرا، وعندي مئات الآيات لو جاءني أحد لرؤيتها..اسمعوا أيها الناس أني حي، واسمعي أيتها الليالي الليلاء أني منوّر..إن عيني اللتين هما رونق رأسي تنظران ذلك الحبيب الذي هو حبيب.إن قدمي هذه تصل إلى عرش الله، وتتناهى إلى أُذني أخبار من لقد أُعطيتُ مئات آلاف النعم، وقد أُخفي هذا وجهي عن الحق.الأغيار.قلبي.أُري ذوي خصائل فرعونية مئات الآيات في كل زمان مثل "اليد البيضاء".الأشقياء عمي وصمٌ تجاه هذه الآيات ولا يبالون بعد رؤية مئات الآيات.أنا بعيد عن أعين الناس، ولا يدرك أحد مكانتي.لقد بارزني الناس لقلة عقلهم، وحُرموا من قبولي لشقاوتهم.• لا يعلم أحد أسرار بالي وإن عقولهم لا تبلغ عتبتي.إن حماسهم وخصامهم ناتج عن جهلهم، إذ يهدفون إلى إطفاء نور يا أيها المزوّر لو جئتنا ومكنت عندنا بإخلاص، الله..وعشت عندنا لبعض الوقت كصادق وبنية البحث عن الحق،.لرأيت عالما من آيات الله التي تجذب الخلق والعالم إلى الله الرحمن لا أريد أن أكلفك في ذلك بشيء، بل مستعد لأدفع لك مالا كل شهر.هذا عهد مني، وعليك أن تمكث عندي لعام وينبغي عليك الالتزام به.لو مضى عام على وعدي و لم تظهر آية، فلتقل بعده ما تشاء.
هذه هي شيمة الصالحين وسنتهم، وطريق التسرع، إنما هو طريق اللعنة.من أنار الله باطنه، كانت اللحظة في صحبته مثل الذهب.أحاط به الظلام، كانت صحبة الأطهار شفاعة له.من إن الله يحب أولياءه، ويبدي الوفاء للأوفياء.من دخل حبه مهجته ومدار كه دبت الحياة إلى إيمانه دفعة واحدة.إن حب الله يظهر من وجهه، وتفوح رائحته من بيته وزقاقه.تكون زيارته بحكم رؤية الله، الله وينصره تعالى بنفسه.فيري الله تعالى لإكرامه أمورا عظاما في هذه الدنيا.الظلام.ل مئات الأشعة النورانية مثل الشمس، لتنجو نفسه كذلك من الله عليّ مننا عظيمة، ومن أنكرني فقد ظلم نفسه.علم القرآن، وعلمُ هذه اللغة الطاهرة، وعلم الغيب بوحي الله.• أُعطيتُ هذه العلوم الثلاثة آيةً، وهي واقفة شاهدةً لتأييدي.لا يسع أحدا من الناس أن يبارزني في هذا المجال.لقد تمت عليهم حجة الله الرحمن ولم يبق لدى اللئام إلا الهذيان.من حُجب.لقد خرّت الشمس والقمر لي ساجدين بفقدانهما النور عند الكسوف والخسوف.لقد أرى الله الرحمن هذه الآية في السماء، كما أرى قدرته المهيبة في الأرض..إن ربي حفي بي، فقد صار لي وصرت له كليا.لقد سرى حبيبي في مهجتي ومداركي وجناني، وسعادة روحي ذكر وجهه.تكمن في
٣٩٦ بيني وبين حبيبي أسرار كثيرة، وإن عظمته تظهر بوجودي.الكل يمسك بذيل أحد، وقد أمسكتُ بأهداب الإله الحي والقيوم والأحد.وا أسفاه إن قومي لم يعرفوني، وهدروا ثروة الإيمان حسدا.أهل هذه الدنيا ظالمون وعميان وصمّ، وعيونهم أدنى حتى من عين البوم.حين كنتُ ذرة أكرموني وحين صرتُ شمسا أسقطوني من أنظارهم لقد نشر مؤخرا ميان عبد الحق الغزنوي ،إعلانا، ولكن يبدو أنه في الحقيقة من قبل الشيخ عبد الجبار وإخوته، والله أعلم.الكلام القاسي والسخرية والاستهزاء الذي ورد في هذا الإعلان كما هي عادة السفهاء منذ القدم أفوض أمره إلى عدل الله وأرد على كلامه في صلب الموضوع، وبالله التوفيق.هذا الإعلان يحتوي على هجمات من نوعين :أولا: قدم ميان عبد الحق للناس بعض الآيات والنبوءات السابقة التي تحققت في الحقيقة أو على وشك التحقق، وأراد أن يخدعهم كأنها لم تتحقق.فمثلا كتب في إعلانه أن النبوءة عن عبد الله آتهم وأحمد بيك الهوشياربوري وعن صهره لم تتحقق.ولكنني أستغرب كيف تستسيغ طبائعهم قول الزور الشنيع إلى هذا الحد مع تسميتهم أنفسهم مشايخ من لا يعلم أن هاتين النبوءتين كانتا مشروطتين بشرط الرجوع إلى الحق والتوبة.ولما لم يكن أمام أحمد بيك مثال مهيب لم يستطع الاستفادة من الشرط ومات في الميعاد بحسب منطوق النبوءة تماما، وحقق موته شطرا من النبوءة بكل جلاء.وقد أحدث موت أحمد بيك مأتما كبيرا في صفوف المشايخ المعارضين، فكتب عني الشيخ محمد حسين: "هذا الشخص يعلم التنجيم حتما، لذا تحققت نبوءته بهذا الجلاء." ولكن لما شهد صهر أحمد بيك وأبواه وأقاربه ذلك المشهد المهول بأم أعينهم استولى عليهم الذعر وكأنهم إلى هنا ترجمة قصيدة فارسية.(المترجم)
۳۹۷ حسبوا صهره كأنه مات قبل أن يموت فتولّد في قلوبهم الرجوع إلى الله بشدة نتيجة لذلك كما هو من طبيعة الإنسان فبعث بعضهم إلي رسائل طلبوا فيها العفو عن أخطائهم.وأقيم مأتم في بيوتهم ليل نهار، وانصرفوا إلى الصدقات والصلاة والصيام.وكان الناس في القرية يسمعون بكاء النساء وعويلهن.فقد ملئ جميعهم، رجالا ونساء خوفا وحزنا وانصرفوا إلى التوبة والصدقات مثل قوم يونس نظرا إلى العذاب فكّروا الآن ماذا كان من المفروض أن تكون معاملة الله معهم في هذه الحالة؟ كذلك كان عبد الله آنهم قد سمع عن الآية المتعلقة بأحمد بيك، وكانت قد اشتهرت بين مئات آلاف الناس بواسطة الجرائد والإعلانات، لذا أبدى هو أيضا أمارات الخوف والذعر بعد سماع النبوءة.فمهله الله بحسب الشرط الوارد في النبوءة لأن الشرط كان وعدا من الله والله لا يخلف الميعاد.إنها لقضية متعارف عليها في العالم كله ومعتقد متفق عليه عند المسلمين والنصارى واليهود أيضا أن نبوءة الوعيد أي العذاب يمكن أن تزول بغير شرط التوبة والاستغفار والخوف أيضا كما زالت نبوءة الأربعين يوما للنبي يونس التي لم تكن مشروطة بشرط.ولم يمت حتى طفل صغير من أهل نينوى الذين كان عددهم يربو على مئة ألف نسمة، وغادر النبي يونس بلده خجلا ظنا منه أن النبوءة ثبت بطلانها.فكروا الآن، هل من الأمانة في شيء أنهم لا يذكرون تلك القصة عند الاعتراض، وقد جاء في الحديث في هذا المقام كلمات: "قال لن أرجع إليهم كذابا".إن كنتم تثقون بالحديث فاقرؤوا في كتاب "الدر المنثور" أحاديث أخرى في شرح الحديث المذكور.وإن كنتم تثقون بالكتاب المقدس، كتاب المسيحيين فاقرؤوا سفر النبي يونان.ولتستحيوا في وقت من الأوقات.الإيمان وعدم الحياء لا يجتمعان في مكان واحد ماذا ستجيبون عند الله على هذا الظلم
۳۹۸ وعدم الإنصاف بأنكم رأيتم مئة نبوءة تتحقق بكل جلاء ولم تستفيدوا منها شيئا، وأثرتم ضجة على نبوءة أو نبوءتين مشروطتين لم تفهموهما لجهلكم.ولكن ضجيجكم هذا ليس خاصا بي وحدي وبنبوءاتي فقط بل سموا لي نبيا واحدا لم يُثر الجهال ضجة عن بعض نبوءاته قائلين بأنها لم تتحقق.هي أنه لقد كتبتُ قبل قليل بأن سنة الله في الوعيد، أي نبوءات العذاب، يزيلها نتيجة التوبة والتضرع والخوف سواء أكان فيها شرط أم لا.ولا تشهد على ذلك قصة النبي يونس فقط بل ثابت من القرآن والحديث وكتب الأنبياء جميعا بأن الله تعالى عندما يريد أن يعذب قوما أو ينوي إنزال بلاء عليهم يمكن أن يزول بالدعاء والتوبة والصدقات.فالمعلوم أن الله تعالى إذا أراد أن يعذب وأظهر إرادته هذه على نبي أو رسول أو محدَّث فتسمى هذه الإرادة نبوءة.فلما اعترف بأن تلك الإرادة يمكن أن تزول نتيجة الدعاء والصدقات فلماذا لا يمكن أن تزول إذا أُخبر بها ملهم؟ هل تصبح تلك الإرادة شيئا آخر بعد أن يُخبر بها؟ أولا يرى الله تعالى إزالتها مناسبا نتيجة الدعاء والتوبة والصدقة بعد إخباره بها أحدا، ويرى إزالتها قبل الإخبار مناسبا؟ من المؤسف حقا أن قليلي الفهم لا يفقهون الفرق بين وعد الله ووعيده.الحق أن الوعيد لا يكون وعدا بل يريد الله بمقتضى قدوسيته أن يعاقب بحرما، وفي كثير من الأحيان يُطلع ملهميه على هذه الإرادة.ثم حين يؤدي المجرم حق هذا المقتضى بالتوبة والاستغفار والتضرع والبكاء تسبق رحمة الله غضبه وتحجب الغضب وتستره.هذا هو معنى الآية: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أي رحمتي سبقت غضبي.وإن لم يُعترف بهذا المبدأ لبطلت الشرائع كلها.فكم هي مؤسفة حالة معارضينا إذ يضعون الفأس ١ الأعراف: ١٥٧
۳۹۹ على الشريعة الإسلامية لمجرد بغضي! عندما يسمعون قول الحق لا يتقون بل يفكرون أن يردّوه بأي طريقة لا أدري إلى أين سيصلون رافضين المعارف الحقة! أما ما ورد أن في مقاومة الأولياء خطر سلب الإيمان، فإن هذا الخطر ينشأ لسبب آخر أيضا هو أن كلام الصدّيقين والأولياء ينبع من نبع الصدق ويكون عماد الإيمان ولكن معارضه يتخذ لنفسه مبدأ أن يرفض كل قول لهم ولا يقبل من كلامهم شيئا لأن الحسد والعداوة بلاء ان خطيران فتصدر منه العداوة في يوم من الأيام في قضية يضيع بسببها الإيمان فورا ومثالها مسألة زوال إرادة الله بالعذاب نتيجة الدعاء والصدقة والتوبة والاستغفار سواء أأظهرها على ملهم أم لم يُظهرها، كم هي مسألة صحيحة وهي مغزى الشريعة ومسألة متفق عليها عند جميع الأنبياء، ولكن هل يمكن لشخص يتبع أهواءه النفسانية ويعاديني أن يقبل نقطة المعرفة هذه لدى سماعه إياها من لساني؟ كلا، بل سيفكر في دحضها فورا، لتكون تلك وسيلة تكذيب نبوءة ما لو كان لدى هذا الشخص خشية الله لما نظر إلى الناس ولما توجه إلى الرياء بل لحسب نفسه كأنه واقف أمام الله ولما تفوّه إلا بما كان جديرا بالبيان التزاما بالتقوى، ولتحمل الملام وسمع اللعنة من الناس وأدلى بشهادة الحق.ولكن إذا غلبت الشقوة فأين السعادة.والهجوم الثاني الذي شنّه ميان عبد الحق هو أن الاقتراح الذي قدمته بإلهام إتماما للحجة وكنت قد نشرته من قبل أيضا في إعلان، أي المبارزة في من الله استجابة الدعاء من خلال شفاء المرضى، فلم يقبله ميان عبد الحق بل قدم عذرا قائلا: كيف يمكن أن يجتمع جميع المشايخ والعلماء من الهند والبنجاب ومن سيتكفّل نفقاتهم؟ ولكن من الواضح أن هذا العذر أسخف ما يكون وأشد بذاءة ما دام هؤلاء الناس يأكلون آلاف الروبيات من أموال القوم فهل يصعب
٤٠ عليهم إنفاق بضع روبيات ثمن تذكرة لأمر مهم؟ نعترف أنهم لا يستطيعون أن يتكبدوا عناء من أجل الدين؛ ولكن ليس بطامة كبرى أن يبذلوا بضعة دراهم من جيبهم لنفقات السفر من أجل أمر ذي بال ينفلت به آلاف الناس من قبضتهم ويصبحون كفارا بحسب زعمهم أما إذا كان أحد مصداقا لقوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة فهو ليس بحاجة إلى الدفاع عن "عبد الحق" بل سأتحمّل ثمن تذكرته إلى مئتي فرسخ فليقترض من أحد وليصل لاهور ويُريني شهادة زعيم معروف من مدينته تقول بأن هذا الشيخ أو المرشد قد حلت به في الواقع مصيبة كبيرة في الرزق وقد وصل لاهور بالاقتراض، وأنا أعد بأني سأدفع له ثمن التذكرة بشرط ألا يكون شيخا ومرشدا بالاسم فقط بل يجب أن يكون معروفا مثل "نذير حسين الدهلوي أو مثله.وإذا لم يكن هذا الاقتراح مقبولا فليجتمع المولويون والمشايخ من محافظة لاهور وأمرتسر وغورداسبوره ولدهيانه، ولسوف أدفع بحسب الشرط المذكور ثمن التذكرة لكل مضروب النوائب منهم.وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاعلموا أنكم سترجعون إلى تسألون.- الله ثم كاد ميان عبد الحق كيدا آخر وهو أنه طلب آية بسخرية واستهزاء - مقدما العذر الذي رددتُ عليه قبل قليل و لم يقصر في الاستهزاء والسخرية مقارنة بالمنكرين الذين سبقوه، لأن العرب لم يطلبوا آية بهذا النوع من الاستهزاء والسخرية قط، و لم يقولوا مثلا بأن رجل هذا الصحابي ضعيفة فلتعد إلى طبيعتها، أو عينه محرومة من البصارة فلتُشفَ عينه ؛ غير أن أهل مكة طلبوا من النبي أن يكون بيته من زخرف وأن تجري حوله الأنهار، أو يصعد إلى السماء على مرأى منهم، وينزل منها أمام أعينهم ويأتي من عند الله بكتاب ۱ آل عمران: ۱۱۳
٤٠١ ليلمسوه بأيديهم عندها سيؤمنون.كان هذا الطلب مبنيا على الجهل، ولكن لم يكن فيه تجاسر مؤذ مثلما فعله ميان عبد الحق.كذلك طلب الناس آيات من عيسى ولكن من الواضح أنه لم يُعطَ مقدِّمو الطلب آية بحسبما طلبوه بالضبط بل أعطوا جوابا فيه الزجر والتوبيخ والذين طلبوا آيات اقترحوها من عند أنفسهم رُدَّ عليهم في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا..أي أن الله تعالى بريء من أن يكون رسوله أو نبيه أو ملهم منه حائزا على قدرة ليُري بقدرته أعمالا خارقة للعادة تخص الألوهية فقط.وقال: قل لهم بأني لستُ إلا بشرا ورسولا ولا أستطيع أن أنجز شيئا من تلقاء نفسي بل أتبع أمر الله فقط، لذا فإن مطالبتكم إياي أن أري آية كذا ولا أري آية كذا غباوة محضة فلا أستطيع أن أري إلا ما أخبرني الله به.ولقد في خاطب المسيح الا الذين طلبوا آية اقترحوها بأنفسهم وقال بصراحة تامة الإنجيل: "جيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ".أن الأعداء يريدون بكل ما في وسعهم أن يقتلوني على هي أي أن الآية الصليب، ولكني سأدخل بطن القبر الذي يشبه بطن الحوت- حيا مثل النبي يونس وأخرج منه حيا، وأنجو وأسافر مثل النبي يونس إلى بلد آخر.وفي ذلك كانت إشارة إلى حادث أخبر به النبي كما يتبين من حديث ورد في "كنز العمال" أي نجا عيسى من الصلب، وسافر إلى بلد بارد أي كشمير حيث لیسی العليا يوجد قبره في مدينة سرينغر.باختصار، حين طلب أعداء المسيح منه آية وقدموا آيات اخترعوها من عند أنفسهم مثل ميان عبد الحق، وقالوا أرنا آية كذا وكذا، فكان ردّ عيسى ال ما نقلناه هنا الآن فيتبين من ذلك أن ميان عبد الحق ليس مخطئا في طلب مثل الإسراء: ٩٤
٤٠٢ هذه الآيات التي اقترحها من عنده بل إن طبيعته بحسب الآية: (تَشَابَهَتْ تشبه طبيعة الكفار الأشقياء الذين ما كانوا يقبلون آيات الله، بل كانوا قلوبهم يقدمون طلبات مخترعة من عند أنفسهم أن يُروا آية كذا وكذا.ولكن مما يؤسف له هو أن هؤلاء القوم قد اتخذوا الاستهزاء والسخرية شيمة لهم مع تسميتهم أنفسهم مشايخ والذي سيقرأ إعلان عبد الحق بتأمل لن يسعه إلا القبول بأن ذكره أخي في الله السيد المولوي عبد الكريم، بالوقاحة والتجاسر وطلبه آية شفاء رجله أو إبصار عينه ليس إلا سخرية واستهزاء على غرار عادة الأوباش والرعاع، وليس بعمل تقي وسعيد.الكلام النجس يخرج من القلب النجس، والكلام الطيب ينبع من القلب الطيب.والإنسان يُعرف بكلامه كما تُعرف الشجرة بثمارها.فما دام الله الله قد قال في القرآن الكريم: لا تَنَابَزُوا بالألقاب فمن سيكون هؤلاء الذين يتصرفون على النقيض من منطوق الآية؟ ولكننا لا نتأسف هنا على عبد الحق ولا على رفقائه الآخرين لأن ظلمهم وإجحافهم وكذبهم وافتراءهم قد تجاوز الحدود كلها، اقرؤوا إعلانه قيد البحث وحده لتروا كم كذب فيه، وهل استحى فيه من الله ولو مرة واحدة؟ أنقل فيما يلى على أسلوب "قوله" و "أقول" كومة من كذبات هذا الظالم الغاشم التي أدلى بها في هذا الإعلان، وهي التالية: قوله: لقد واجه المرزا خجلا في المناظرات مرارا في أماكن مختلفة و لم يطق جوابا، وخاب وخسر وفشل في كل اجتماع.أقول : هل صدقت فيما نطقت يا ميان عبد الحق؟ أفلا نقول بعده أيضا: لعنة الله على الكاذبين؟ واها لك، ما أحسن ما أظهرت نموذج سيرة عبد الله الغزنوي! هكذا يجب على التلميذ أن يؤدي حق التلمذة!! إن كنت صادقا الحجرات: ١٢
قد ٤٠٣ فعليك أن تشرح قليلا تلك المجامع والمجالس التي واجهتُ فيها الخجل.لماذا تكذب إلى هذا الحد؟ ألن تموت يوما؟ اكتب عباراتِ تلك المناظرات التي غلبت فيها أنت أو أحد من إخوتك، وإلا فلا أقول أنا فقط بل تنادي السماء أيضا: لعنة الله على الكاذبين.ماذا عسى أن يكون إتمام الحجة أن يكون إتمام الحجة مني أكثر من أني أثبتُ من القرآن الكريم أن المسيح ال قد مات وكذلك أثبت من الحديث أنه العلي مات وكان عمره ۱۲٥ عاما.وقد أثبت حديث المعراج أنه لحق بالأموات؛ إذ راه نبينا لا في السماء الثانية مع يحيى ال.هل بقي شك في موته بعد ذلك أيضا؟ لقد أجمع الصحابة جميعا على موته.وإن لم يحدث الإجماع فقل لي من فضلك لماذا قدّم أبو بكر له آية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ردًّا على فكرة عمر الله الخاطئة القائلة بأن النبي ﷺ لم يمت وسيعود إلى الدنيا؟ وأي استدلال كان يقصده وكان في محله أيضا؟ وماذا فهم منه الصحابة؟ ولماذا لم يعارضوه؟ ولماذا ورد في هذا المقام أنه لما سمع الصحابة هذه الآية تراجعوا عن أفكارهم؟ كذلك أثبتُ من الأحاديث أن المسيح المقبل سيكون من هذه الأمة، وهذا هو زمن ،ظهوره كما يُفهم من حديث "يكسر الصليب".ثم افتح عينيك وانظر إلى أن الكسوف والخسوف حدثا في السماء في رمضان في زمن دعوتي بحسب الحديث الشريف.وقد ظهرت على يدي قرابة مائة آية يشهدها مئات آلاف الناس وتفصيلها مذكور في كتابي: "ترياق القلوب".لم يبق سبيل لم أتمم به الحجة.فقد أتممتها نقلا وعقلا، وأتممتها بالآيات السماوية أيضا.فكّر الآن إن كنت تملك شيئا من الحياء، من ذا الذي ندم وخاب وخسر وفشل ؟ ثم لم أكتف بذلك فقط بل نشرت الإعلانات عدة آل عمران: ١٤٥
٤٠٤ مرات وقلتُ فيها بأنه إذا كان عندكم شيء من الصدق فبارزوني وأثبتوا من القرآن والحديث أين ورد فيهما أن عيسى ال صعد إلى السماء بجسده المادي و سينزل منها حيا بالجسد المادي؟ إنني جاهز للقبول الآن أيضا إن استطعتم أن تُثبتوا من أي حديث معنى الوفاة في الآية: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي غير الإماتة، أو استطعتم أن تثبتوا من آية أو حديث صعود عيسى العليا إلى السماء حيا بجسده المادي أو نزوله منها بجسده المادي.أو لو استطعتم أن تبارزوني في الأخبار الغيبية التي يكشفها الله تعالى علي، أو استطعتم أن تواجهوني في استجابة الدعاء، أو في الكتابة باللغة العربية، أو قدرتم على مواجهتي في الآيات السماوية أعطيتها لكنت كاذبا.بل الحق أنكم صرتم كالأموات عند هذه الأسئلة.لهذا السبب يخذلكم آلاف الصلحاء والعلماء الكبار ويدخلون هذه الجماعة باستمرار.التي فيا أيها الأعزة إن هذا العبث على غرار الأوباش لن ينفعكم شيئا.هل يمكن أن يرتدع الباحثون عن الحق بهذا الكلام السخيف؟ هذه البلدة ليست "غزني" بل هي البنجاب التي يزداد الناس فيها فطنة وفراسة كل يوم.ولقد رأيت أن الناس يخذلونكم ويفقدون الثقة بكم بناء على هذه الكذبات البذيئة، حتى إن نحو عشرة آلاف من خواص الناس وأهل العلم والجاه والثروة موجودون في جماعتي، أما العدد الإجمالي فيربو على ثلاثين ألفا.ما السبب في ذلك؟ السبب الوحيد هو أنكم تريدون أن تحققوا بغيتكم بالسخرية والاستهزاء والشتائم ولا تختارون السلوك السوي.الأمر واضح وبسيط بأنكم تدعون تلقي الإلهام واستجابة الدعاء ،أيضا، فليس عليكم إلا أن تنشروا في إعلان بعض نبوءاتكم التي تشمل استجابة الدعاء أيضا، وسأنشرها أنا أيضا من جانبي، المائدة: ۱۱۸
٤٠ ويجب ألا يطول ميعادها أكثر من سنة واحدة ثم إذا كانت نبوءاتكم صادقة فلسوف ينضم إليكم آلاف الناس من جماعتي في لمح البصر وسيسود وجه الكاذب.أفتقبلون هذا الالتماس؟ كلا، لا يمكن لذلك يتبرأ منكم الباحثون عن الحق رويدا رويدا من سيقتنع بالشتائم والافتراءات التي لا دليل عليها؟ لقد نشرت الآن أيضا إعلانا رحمة بكم، وقد نُشر إعلان آخر من قبل جماعي.فهل يمكنكم أن تحضروا مجمعا لتسوية الأمور؟ إن نيتكم ليست صالحة.هل يمكن نوال الفتح بكيل الشتائم والتحقير والتكفير والتسمية باسم الدجال، والكذب واللعن والتباهي بالفتح الزائف؟ بل الحق أن الأنبياء والصالحين يسمعون من الأشرار مثل هذه الكلمات دائما إن كنتم تثقون بالله أنه معكم فانشروا نبوءة منه وانظروا مني أيضا نبوءة مقابلها، وإلا فلتبقوا راقدين كالأموات، وترقبوا الوقت.إن لم يكن عندكم شيء إلا الشتائم فلا أستطيع أن أكم أفواهكم، كما لم يستطع موسى الا أن يكمّها عند هذيان الهاذين وبذاءتهم مثلكم، و لم يقدر على ذلك عيسى ال ولا سيدنا ومولانا محمد المصطفى.ولكن إذا كان فيكم رجل رشيد فعليه أن يفكر في مدى النشاط المصحوب بالحماس في المسلمين لقبول دعوتنا.فانظروا بدءا من بيشاور إلى راولبندي، جهلم، غوجرات ،سیالکوت غوجرانواله وزیر ،آباد ،امرتسر، لاهور، جالندهر، لدهيانه، أنباله، بتياله، دلهي، إله آباد مومباي، كالكوتا، مدراس، حيدر آباد دكن.إلامَ أطيل البيان انظروا إلى كافة المدن والقرى في البنجاب والهند؛ لن تجدوا مدينة إلا نادرا تخلو من أفراد هذه الجماعة.فإذا كنتم تتحلون بمواساة المسلمين الحقيقية فلا يكفي القول على غرار الأوباش والرعاع فقط بأن المرزا لم يطق جوابا مرارا وخاب وخسر وخابت آماله بل الحق أن المطلعين على حقيقة الأمر يعافون هذا الكذب أكثر مما يأنف المرء جثةً نتنة، ولن يقبله إنسان
٤٠٦ نبيل.يقول الهندوس والمنبوذون والأداني من الناس أحيانا بأنهم هزموا المسلمين في النقاش الديني و لم يطيقوا في مجمعنا جوابا كل مرة وخابوا وخسروا وخابت آمالهم، ولكن يجب على الإنسان النبيل أن يكره هذا الكذب النجس.فيا صاحبي، إذا كانت في قلبك شائبة من الإيمان ومواساة المسلمين فاعلم أن الوقت ليس وقت الكلام العابث والهاذي.بل عليك أن تخرج للمواجهة فعلا ليسود وجه الكاذب.قوله: لم يعد جديرا بمخاطبة العلماء العظام والمتصوفة الكرام والجواب منهم بعد أن واجه الخزي والهوان على رؤوس الأشهاد في المباهلة كما هو حقه.أقول: من المؤسف حقا أنك أهنت نفسك وفضحتها أكثر من ذي قبل بذكرك المباهلة، وبكذبك كذبا مشمئزا.لا أدري أين حياؤكم، ولماذا تعادون التقوى والقول الحق إلى هذا الحد؟ فكر قليلا ترى أن كل ما حل بك وبجماعتك من الإدبار والانحطاط قد بدأ بعد المباهلة تلك كانت آية عظيمة على صدقي ولكن لم تستفيدوا منها أدنى استفادة لشقاوتكم.لا أدري في أيّ غار أنتم متربعون إذ لا تعرفون عن أحوال الزمان شيئا.لقد أعلن آلاف الناس بأعلى صوتهم وقد شعرت أرواح لا تُعد ولا تحصى بأن يوم المباهلة كان يوم أنه مجدنا وتقدمنا ويوم وإدباركم وانحطاطكم لك أن تتعظ بمثال بسيط وهو في يوم المباهلة نفسه بل في لحظة انتهاء المباهلة حين كنتُ أنا وأنت موجودين في الميدان وكان الجمع ما زال موجودا؛ ألحق الله تعالى بك على رؤوس الأشهاد ذلة وهوانا وخزيا على الفور لإظهار كرامتي أمام الحشد، أي أقام على الفور شاهدا جماعتك؛ وما أدراك من ذلك الشاهد؟ كان هو منشي يعقوب، أخو الحافظ محمد يوسف.فقام وحلف وخاطبني باكيا مجهشا بالبكاء وقال: أشهد أنك صادق، لأني سمعت من المولوي عبد الله الغزنوي أنه صدقك من محمد
٤٠٧ عند تفسيره لرؤيا، وقال بأن نورا نزل من السماء وهو مرزا غلام أحمد القادياني.انظر الآن، لم تبرح مكان المباهلة حتى أخزاك الله وأهانك.والشخص الذي تعتز بكونه أستاذك هو الذي شهد بأنك كاذب وأن غلام أحمد القادياني صادق.فماذا عسى أن يكون تأثير المباهلة الفوري أكثر من أن إكرام الله تعالى وإعزازه لي ظهر في الحال، وجاءت الشهادة بصدقي على الفور، وهي شهادة مرشدك، أي عبد الله الغزنوي، وإن لم تقبلها لكنت عاقا لأن جُلّ شرفك منوط به هو، فإذا كذبته لكنت بئس الخلف وبئس التلميذ.باختصار، كانت تلك آية من الله تعالى أنه ما كادت المباهلة أن تنتهي حتى أخزاك الله وأذلك وأظهر خيبتك في الميدان نفسه وفي اللحظة نفسها بشهادة مرشدك أنت التي أدلى بها شاهد من جماعتك أنت ثم ظهرت بعد المباهلة آية أخرى لتظهر إكرامي ويشهد بها مئات آلاف الناس وهي حصول فتوحات مالية عظيمة الجماعتي بحيث لو أردت لاشتريت الجزء الأكبر من مدينتك "غزني".وإن سجلات مكاتب البريد الحكومية التي تُسجل فيها الحوالات البريدية خير شاهد على ذلك.ومن ناحية أخرى هل جاءتك بعد ذلك حوالة بريدية ولو بقدر روبيتين؟ وإذا جاءت فعليك إثباتها.والسؤال المطروح الآن هو : ألا تدلّ آلاف الروبيات التي أرسلت إلي -التي لا تقل عن ثلاثين ألفا- على أن المسلمين نظروا إلي نظرة إكرام وإجلال وأحبوني وضحوا بأموالهم من أجلي؟ إنها لآية عظيمة الشأن ومثل إنكارها كمثل البصاق على الشمس.ومن تأثير المباهلة أيضا أن الجماعة المكوّنة من ثلاثين ألف شخص الذين هم معي الآن قد تبعوني بعد المباهلة، وإن موت آتهم ورحيله من الدنيا منهيًا
٤٠٨ معارضة الإسلام إلى الأبد أيضا حدث بعد المباهلة بحسب النبوءة.كان منطوق النبوءة أن الذي يعتنق دينا كاذبا من الفريقين سيموت قبل الصادق.فقد ختم "آتهم" على صدقي بموته قبلي.ثم ظهرت آية قتل "ليكهرام" التي سجل شهادة تحققها قرابة ثلاثة آلاف مسلم وهندوسي بأقلامهم على مذكرة جهزناها وشهدوا أن النبوءة تحققت بكل جلاء.وقد وقع على المذكرة نفسها "سيد فتح علي شاه" أيضا وهو موظف في قسم الري، وصدّقها مع كونه من جماعة المعارضين.المؤكد أن قرابة ثلاثين ألف شخص آمنوا بي بعد تحقق هذه النبوءة، وإلا فإن عدد جماعتي لم يكن يربو على ثلاث مئة نسمة قبل المباهلة.ثم هطلت آيات الله تعالى بعد ذلك بكثرة هائلة حتى ظهرت أكثر من مئة آية أخرى يشهد عليها مئات آلاف الناس.وقد دخل جماعتي كبار الأثرياء والتجار وسعى إلى عالم مسرعا مفعما بحبي وحسن الاعتقاد بي، وذاع قبولي العظيم في الأرض.أليس في ذلك مهانة لك؟ الجالس بعيدا يكون في حكم الأعمى، لو زرت قاديان لأسبوع أو أسبوعين لرأيت كيف يتوافد الناس من كل حدب وصوب قاطعين مسافة آلاف الفراسخ، وكيف يقدّمون لي آلاف الروبيات وكيف تتوالى الهدايا الثمينة وتتهافت النوادر والثمار من كل بلد، وكيف أُعدت دار الضيافة الواسعة لمئات الناس، وكيف يصلي مئات المبايعين جماعةً في مسجدنا الجامع، وكيف يسقط على أقدامي عدد لا يُعدّ ولا يحصى من الزوار، فلعل رؤية هذا المشهد تسبب لك موتا مباغتا نتيجة شدة الحزن.فكر الآن بشيء من العدل، من أهين وأُخري العدل، من أهين وأخزي بعد المباهلة ومن نال الإكرام؟ لو علمت ماذا كانت حالة جماعتي قبل المباهلة وماذا كان مدى قبولي، ثم كيف انتشر قبولي على الأرض بعد المباهلة وكم أناس دخلوا هذه الجماعة المباركة
٤٠٩ أفواجا لمت حتما منذ مدة طويلة مصابا بالسل أو الدق من شدة الحزن.أقول حلفا بالله الذي الحلفُ الكاذب به فعل الملعون كما أن عدم تصديق الحلف أيضا فعل الملعون بأن مكرمتي وقبولي قبل المباهلة كان كقطرة، أما بعد المباهلة فقد صار مثل البحر.إذا، فقد نصرني الله من كل ناحية، حتى نشرت في كتبي بإلهام من الله نبوءةٌ على أنه أن عبد الحق الغزنوي لن يموت ما لم يولد الابن الرابع لي؛ فالحمد الله ولد في حياتك واسمه "مبارك" أحمد".كذلك ظهرت قرابة مئة آية أخرى، ولا أزال أنال عزة بعد عزة حتى وجد الأعداء مكرمتي عذابا لهم وأقاموا ضدي قضايا زائفة حسدا عند من أنفسهم، ولكن كانوا مخذولين مردودين في كل موطن.أخبرني الآن، أي قبول أو مكرمة نلتها أنت بعد المباهلة، وما هو عدد الذين بايعوك وإلى أي مدى حصلت لك النصرة المالية؟ وكم أولادا رزقت بهم؟ بل الحق أن مباهلتك جلبت الهلاك على الشيخ عبد الواحد أيضا وهو من جماعتك، حيث خرب بيته بعد موت زوجته.أن لقد سبق وعدني ربي أنه سيرزقني ابنين آخرين بعد المباهلة فولدا، وتحققت كلتا النبوءتين اللتين سردتهما لمئات الناس.قُل الآن، أين نبوءاتك؟ أجبني، كم ولدا ولد لك بعد هذيانك هذا؟ قل عدلا وإنصافا بأنك ما دمت قد ادعيت بنفسك ونشرت إعلانا بولادة الابن وروّجت ذلك على نطاق واسع ثم ظللت خائبا وخاسرا تماما، فهل كان ذلك عزة أم ذلة؟ ومما لا شك فيه أن القبول الذي نلته أنا بعد المباهلة كان كله مدعاة لذلتك.قوله : هل ظهرت نتيجة النبوءة عن آتهم، وصهر أحمد بيك، وابنك الموعود؟
21.تسيء إلى أقول: لقد اعترف آلاف الناس من أهل الفطنة أن آتهم مات بحسب النبوءة، وإذا كان حيا فقدمه.وإن قلت بأنه لم يمت في الميعاد فهذا حمقك البحت لأن النبوءة كانت مشروطة، وتحقق الشرط أبطل الالتزام بالميعاد.وإضافة إلى ذلك أسألك هل تؤمن بالنبي يونس نبيا صادقا أم لا؟ لماذا لم تتحقق نبوءته مع أنه لم يكن فيها أي شرط؟ فكيف تعترض إذًا على نبوءات مشروطة إذا كان لديك شيء من الحياء والإيمان؟ اقرأ سفر النبي يونان و"الدر المنثور" لتعلم كم عانى النبي يونان من عدم تحقق النبوءة.الآن، عليك أن النبي يونس أكثر مني إذ بطلت نبوءته القطعية التي لم تكن مشروطة بشرط.يا قليلي الفهم لماذا تُطلقون الفأس على الإسلام؟ الحقيقة أن الله قادر على أن يؤخر نبوءة الوعيد نتيجة التوبة والاستغفار والرجوع إذا شاء، ولو لم تكن مشروطة.وإن لم يكن الأمر كذلك ستبطل جميع الصدقات والأدعية ولن يصح مبدأ اتفق عليه الأنبياء جميعا؛ أي: "يُردّ القضاء بالصدقات والدعاء".وإضافة إلى ذلك يستطيع كل عاقل أن يفهم أن مواجهتي مع عبد الله آنهم لم تكن تتعلق بما ادعيتُه أنا بل كان النقاش كله يتلخص في أن أتهم كان يقول بأن المسيحية دين صادق وأن نبينا الأكرم ،مفتر، والعياذ بالله، وأن القرآن الكريم ليس كلام الله بل هو افتراء إنسان.أما أنا فقلتُ إن الديانة المسيحية لم تعد قائمة على حقيقتها وأن الثالوث والكفارة وما شابههما معتقدات باطلة.فعندما انتهت خمسة عشر يوما من المناظرة خاطبتُ "آتهم" في اليوم الأخير، كما ألهمني الله تعالى، في مجلس المناظرة نفسه الذي ضمّ أكثر من سبعين نفرا من المسلمين والمسيحيين وقلتُ: إنك سميت في كتابك نبينا دجالا وزعمت الإسلام دينا كاذبا وقد ناظرت أنت الآن لتأييد الديانة المسيحية، وأما أنا فقد ناظرتُ تأييدا للإسلام حاسبا إياه حقا.والآن أقول ملهما من الله بأن الذي
يؤيد الدين الكاذب سوف يُلقى في الهاوية في حياة الصادق، أي يموت، أما مؤيد الدين الحق فسيبقى سليما معافى، وسيموت الكاذب في غضون ١٥ شهرا إن لم يرجع إلى الحق مطلقا.وحينما انتهيت من بيان هذه النبوءة التي لخصتها هنا، أخرج آتهم لسانه فورا ورفع يديه كالتائبين وأظهر ندمه على استخدامه كلمة الدجال.فهذا رجوع من مسيحي بلا أدنى شك ويشهد عليه أكثر من سبعين شخصا من المسلمين والمسيحيين.ثم انزواء آتهم في زاوية الخمول والعزلة إلى ١٥ شهرا وتركه صحبة المسيحيين في أمرتسر وعدم رفع القضية ضدي مع حقه في ذلك، وإقراره بأنه لا يحسب المسيح ابن الله مثل هؤلاء الناس، ورفضه الحلف على الرغم من إطماعه في نوال أربعة آلاف روبية، وعدم كتابته حرفا واحدًا ضد الإسلام أثناء ميعاد النبوءة، واستمراره في البكاء، وتركه المناظرات المسلمين على عكس عادته القديمة؛ كلها أمور لا بد من أن كل من ليس مفسدا ومسود القلب أن آتهم خاف حتما بعد سماع النبوءة ورسّخ عظمة الإسلام في قلبه، فكان ضروريا أن يستفيد من الشرط الإلهامي على قدر رجوعه.وبغض النظر عن كل هذه الأمور ، فكروا قليلا أي نوع من المسلم ذلك الذي لا يتورع عن الترديد أن النبوءة ثبت بطلانها وانتصر المسيحيون في هذه مع يستنتج منها المناظرة الدينية التي كوني فيها مغلوبا -والعياذ بالله - يؤثر سلبا على الإسلام؟ أيها الغبي، إذا ثبت بطلان النبوءة فعليك أن تتنصر إذًا، لأن ذلك يثبت صدق المسيحية! كم كان مدعاة لاعتزازكم أن هب شخصان من قومين أي "عبد الله آتهم" و"ليكهرام" مقابل الإسلام، وأخبرا كقرار سماوي أن متبع الدين الكاذب سيموت قبل متبع الدين الصادق فمات آنهم وليكهرام كلاهما في حياتي، أما أنا فما زلت على قيد الحياة بفضل الله تعالى.لو لم يكن الإسلام
٤١٢ صادقا لكان ممكنا بل ضروريا أن أموت.قبلهما فاتَّقِ الله ولا تقدم هذا الفتح، الذي ناله الإسلام بفضل الله في لباس الهزيمة لمجرد حسدك بي.انظر، أين آتهم الآن، وفي أي عالم صار ليكهرام؟ أليس صحيحا أن آتهم مات منذ عدة أعوام وقبره موجود في مدينة "فيروز بور"؟ إذا، لما تحقق الهدف الحقيقي من وراء النبوءة وهو موت آتهم في حياتي، فلماذا تذكر الميعاد مرة بعد أخرى وتبكي وتقول بأنه مات على أية حال ولكن لم يمت أثناء الميعاد.ما أقبح هذا العذر! أيها الجهلاء والغافلون عن أسرار شريعة الله ما دام الله قادرا على أن يزيل العذاب نهائيا في نبوءة الوعيد نتيجة التوبة والرجوع، فهل يكون تأجيل الميعاد أو تعجيله سببا للاعتراض عليها؟ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ.معلوم أن الله تعالى لا يريد أن يخفي رحمته وتخفيفه الناتج عن رحيميته.فلما أخضع آتهم رأسه فور سماعه النبوءة وأخرج لسانه وتاب وأظهر الندامة رافعا يديه، الأمر الذي يشهد عليه الدكتور مارتن كلارك أيضا بالإضافة إلى كثير من المسلمين الأشراف والمسيحيين بمن فيهم خان محمد يوسف خان زعيم أمرتسر أيضا الذي كان موجودا حينذاك على ما أظن أفلم يحقق رجوعه هذا جزءا من الشرط؟ أقول صدقا وحقا بأنّ الاعتراض كان في محله لو لم يُفده الله من شرط وضعه بنفسه بل قضى عليه بكل قسوة أثناء الميعاد مع هذا القدر من التواضع والخوف والتذلل الذي أظهره آتهم حتى صار كالمجانين حزنا وكف لسانه عن المبارزة والمناظرة في المستقبل.ألا تتسنى للمرء معرفة صفات الله الحسنة من أنه تعالى أفاد آتهم بسبب تضرعه وابتهاله وخوفه، ثم قطع سلسلة حياته أيضا بحسب منطوق النبوءة ليثبت أن ما أظهره آتهم من الخوف والتواضع كان المؤمنون: ۹۲
جزاؤه في الظاهر أن يُعطى حياة إلى عشر سنوات أخرى على الأقل لينال جزاء أوفى على خوفه القلبي بحسب الآية: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ؟ ولكن الله تعالى أهلكه سريعا لكيلا يخدع القسس البسطاء من الناس، ولئلا يتخذوا حياته دليلا على صدق دينهم.الحق أنني خفتُ حين أخرج أتهم لسانه في مجمع عام وأظهر كأنه على وشك البكاء ورفع يديه وأقرّ بأنه يعظم النبي ، فخطر ببالي فورا أنه قد خرّ على عتبات بالندامة فلنر ماذا عسى أن تكون الله النتيجة الآن، لأني كنت أعلم أن الله الرحيم رحيم، وبسبب صفته هذه واجه النبي يونس ابتلاء، والذين وعدهم بعذاب مدمر في غضون أربعين يوما لم يصبهم أي أذًى قط.وليكن معلوما أيضا أن الباحثين عن الحق ينالون فائدة علمية أيضا من هذه النبوءة، والنبوءة عن ليكهرام وهي أن النبوءة عن آتهم ظهرت بصبغة الجمال تخوفه وذعره، أما النبوءة عن ليكهرام فقد ظهرت في حلة الجلال بسبب تجاسره ووقاحته وبذاءة لسانه التي ازدادت بعد النبوءة، فجرت سكين لسانه على نفسه أخيرا.بسب إلى هنا بينت عن "آتهم"، وبيّنتُ عن صهر أحمد بيك أكثر من مرة بأن النبوءة عنه كانت ذات شطرين.شطر كان يتعلق بموت أحمد بيك وشطر بصهره؛ وقد سمعتم أن أحمد بيك مات منذ مدة بحسب النبوءة، وقبره موجود في هوشيار بور، أما صهره فقد أُجل موته بسبب الشرط في النبوءة.وقلت من قبل بأن هذه النبوءة كانت مشروطة بشرط.فلما مات أحمد بيك بسبب إهماله الشرط هيا موته فرصة لصهره وأقاربه الآخرين ليبدوا خوفهم ويستفيدوا من الشرط.فهذا ما كان بالضبط كان الإلهام المشروط عن أحمد بيك وصهره الزلزلة: ۸
يتضمن عبارة: "أيها المرأة توبي توبي فإن البلاء على عقبك." أذكر أني كنت قد سردتُ هذا الإلهام قبل الأوان لشخص من جماعتك اسمه عبد الرحيم أو عبد الواحد في هوشيار بور في بيت شيخ مهر علي بحضور الحافظ محمد يوسف أو منشي محمد يعقوب ومنشي إلهي بخش ثم نُشر الإلهام نفسه فيما بعد أيضا.إذا كانت هذه النبوءة مشروطة كما كانت النبوءة عن آتهم مشروطة.وإن لم تكن مشروطة أيضا كانت مماثلة لنبوءة النبي يونس على أية حال لكونها تشمل وعيدا.إذًا، يجب ترقب مآل وعود الله بالصبر وليس الاعتراض بالتجاسر.أما الاعتراض عن الابن الموعود فلا يثبت منه إلا أن المعارضين قد فقدوا صوابهم لدرجة لا يذكرون عند الاعتراض هل هو في محله أم لا.أيها الساذج! لقد رزقني الله تعالى أربعة أبناء كما وعد.وبشرني بولادة كل ابن قبل ولادته بوحيه الخاص.وقد نُشرت تلك البشارات الأربع في العالم قبل الأوان بأربعة إعلانات يشهد عليها مئات آلاف الناس في هذه البلاد.فلا أفهم ما هو وجه الاعتراض؛ بل الحق أن الاعتراض يقع عليك إذ قلت بأنك سترزق ابنا بفضل الله وقد نشرت أيضا تلك النبوءة في الإعلان ولكن ذلك الابن تحلل في أحشاء أمّه ولم يُكتب له الخروج.ليته ولد ميتا على الأقل ليكون في يدك شيء.فمن تأثير المباهلة السيء عليك بأنك حُرمت من الأولاد.باختصار، لقد ولد في بيتي أربعة أبناء بعد البشارة بهم، وقد بشرني الله بكل ولد قبل ولادته و نشرتُ تلك البشارة قبل الأوان كل مرة بين آلاف الناس، ولكن قل أنت ماذا ولد في بيتك؟ فلا زلت عرضة هذا الاعتراض.ليتك لم تباهل صادقا فلعلك رزقت ابنا! فلك أن ترى عيبك في المرآة، إذ لا مجال للاعتراض علي.إذا كنتُ قد نشرت إعلانا مفاده أنه سوف يولد ذلك الابن وفي مدة قريبة من الإلهام
نفسه وفي تلك السنة بالذات فانشر إلهامي ذلك.ولكن حذار أن تقدم اعتراضا من النوع الذي أثاره بعض المنافقين من قبل بمناسبة حادث الحديبية؛ حيث الله عمر الفاروق وهلك المنافقون.11 أنقذ أنه من يا صاحبي، لماذا تتخلى عن شريعة محمد ﷺ نتيجة بغضي فقط؟ ليس لك أي مجال للاعتراض هنا.ومع كل ذلك فإن العقيدة المتفق عليها هي الممكن أن يصدر من النبي خطأ أحيانا في إدراك محل نبوءته ومناسبتها، فيقدم العلماء حديث البخاري: "ذهب" وهلي دليلا على ذلك، ويستنتجون منه أن الخطأ في التأويل لا يعني بطلان النبوءة أو عدّها غير إلهامية.فما دام هناك مجال واسع إلى هذا الحد في نبوءات الأنبياء بأن استنباط النبي منها معنى خاطئا لا يضر النبوءة شيئا فلن يكون هناك مجال للاعتراض إلا إذا ثبت الخطأ في كلمات الإلهام بالذات.قوله: يعلم المرزا يقينا أنه لن يأتي لهذا العمل اللغو أحد، ولن يتم هذا الأمر، وستذيع بذلك شهرته ومباهاته بالمجان.أقول: يا قليل العقل، أتق الله هل تعُدّ أمر الدين لغوا؟ هل ظَلَّ الأنبياء مشتغلين في اللغو؟ يا صاحبي، هل هو لغو هذا العمل الذي تنجو نتيجته آلاف النفوس من الكذب والضلال، وتزول من الأمة الفرقة الداخلية التي أضعفتِ المسلمين؟ لو كان هذا العمل الغوا، فهل ما تقومون به من أعمال أخرى ضروري للشريعة؟ فمثلا سافر الشيخ نذير حسين الدهلوي على تقدمه في السن إلى بطالة للاشتراك في زواج ابن الشيخ محمد حسين البطالوي، وسافر إلى محافظة سيالكوت؛ ماذا كان الهدف من ذلك إلا الأكل والشرب؟ لهذا السبب تتدهور حالة المسلمين في العصر الراهن لأن المشايخ المعاصرين يسمون الأمور الضرورية لغوا، أما إذا سافروا إلى عدن أو مسقط من أجل تجارتهم الشخصية
٤١٦ فلا يعُدّون ذلك لغوا.يحسبون العمل لتأييد الإسلام لغوا، ومن ناحية أخرى يسافرون مئات الفراسخ لأكل اللحوم والأرز وغيرها من المأكولات اللذيذة وللاشتراك في مآدب الزيجات ما هذا الالتزام بالدين إذ يثيرون في البلاد ضجة أن ثلاثين ألفا من الناس صاروا كافرين بالانضمام إلى هذه الجماعة ولا يزالون يصيرون، وإذا قيل لهم تعالوا للبت في الموضوع :قالوا: أين الوقت عند العلماء للخوض في هذا الأمر العبثي وأين النقود لنفقات السفر؟ أنا جاهز لأساعد مثل هؤلاء العلماء في دفع نفقات السفر أيضا بحسب الشروط المذكورة آنفا لإتمام الحجة عليهم ليت قلوبهم تستقيم بطريقة ما.الإسلام غالب على الأديان كلها، ولكن أيّ إسلام هذا في يدهم الذي لا يُطمئنهم.على أية حال، فقد أبطلت الآن عذرهم هذا أيضا.قوله: يا أيها المسيحيون الجدد ومؤسسي الكنيسة الجديدة نخبركم بطريقة سهلة جدا.أقول: يا متجاوز الحدود، هل تسمي المسلمين مؤيدي الإسلام وحجة الله على الأرض مسيحيين؟ لو كان أمثالك هم المسلمون لانقرض الإسلام نهائيا.ثم ذكرت بعد ذلك المولوي عبد الكريم بالسخرية والاستهزاء وطلبت آيةً أن يزول الضعف في رجله والخلل الموجود في إحدى عينيه وهدفك الحقيقي من هذا هو الاستهزاء والسخرية فقط.مثل هذا القول كمثل قول الكفار الذين كانوا يسمون النبي ﷺ أبتر، والعياذ بالله وكانوا يطلبون آية أنه إذا كان نبيا صادقا، فليحي أبناءه الذين ماتوا من قبل، ولكني قد أجبتُ على هذا الاستهزاء قبل قليل.من الواضح أن الإنسان بشر ولا يخلو من كل نقص بسبب بشريته، بل ترافقه الأمراض والآفات ويموت أعزته وأقاربه ولكن ما من إنسان نبيل يؤذي
٤١٧ قلب أحد على هذا النحو بعذر طلب الآية.بل هذا عمل الأراذل والسفهاء منذ القدم في بلادنا يقوم المهرجون بمثل هذا الاستهزاء، ولا ندري لماذا اختار ميان عبد الحق هذا الأسلوب، فلو وجّه أحدٌ اعتراضات إلى ميان عبد الله الغزنوي قائلا بأنه إذا كان ملهما فكان واجبا عليه أن يزيل عن نفسه عيب كذا وكذا ويُري الناس آية كذا وكذا، فلا أدري ما عسى أن يجيب عليه الغزنويون.فيا صاحبي لو آذيت أحدا على هذا النحو لأساء هو إلى والدك ومرشدك بالطريقة نفسها.فماذا استفدت من هذا الكلام المثير للفتن؟ بل ستُعدّ عند الله سببا لتحقير والدك ومرشدك.وإذا أصيبت عيناك بنزول الماء أو رجلاك بالفالج بقدر الله عندها ستتذكر مغبة استهزائك.اتقوا 28 أيها الغافلون، لماذا تعيبون الآخرين؟ أليس ممكنا أن تصابوا أنتم بعيب جسدي في وقت من الأوقات فيضحك الناس عليكم أو يأنفوا حتى من لمسكم؟ ا الله ولا تختاروا سيرة الكفار.اعلموا أن الأنبياء جميعا لعنوا أولئك الذين يطلبون من الأنبياء والمبعوثين آيات يقترحونها على أهوائهم.انتبهوا إلى ما قاله عيسى ال: "جيل شريرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ".كذلك الذين كانوا يطلبون من سيدنا محمد المصطفى ﷺ آیات بحسب اقتراحهم فقد سماهم القرآن الكريم ملعونين، وقد أورد القرآن الكريم ذكرهم مقرونا باللعن مرارا، كالذين قالوا: فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ أي أرنا آيات كما أراها أو المسيح.فكانوا يطلبون تارة أن يرقى في السماء، ويقولون تارة أن موسی يكون له بيت من زخرف، ولكنهم تلقوا الجواب بالنفي دائما.اقرؤوا القرآن الكريم كله من البداية إلى النهاية لن تجدوا كافرا طلب آية من اقتراحه أن يشفى رجل شخص أو عينه أو أن يُحيي ميتا ثم فعل له النبي ﷺ ذلك بالضبط.ولن تجدوا في الإنجيل أيضا أن الكفار جاؤوا طالبين آية وأعطوها.بل قال الصحابة
٤١٨ للنبي مرة بأن فلانا كان حديث الزواج وقد مات بلدغ حية فأحيه.قال النبي : اذهبوا وادفنوا أخاكم.ملخص الكلام أن القرآن الكريم زاخر بأن الكفار الخبثاء والفاسقين من مكة كانوا يطلبون من النبي الله أنواع الآيات وكانوا يُحرمون من تلبية طلبهم وكانوا يسمعون اللعنات من الله..واقرأ الإنجيل كله ترى أن طالبي الآيات الذين اقترحوها على أهوائهم كانوا دائما يسمعون كلاما قاسيا من عيسى العلالا.هذه فيا صاحبي، اتق الله إذ لا يمكن الاعتماد على الحياة.إن الله تعالى يُري الآيات على يدي، ولكن بحسب سنته القديمة الجارية مع أنبيائه.مما لا شك فيه أنه حتى لو جاء أحد في حلة الشيطان ملتزما بتلك السنة لأقنعته بالآيات الإلهية، ولكن إذا أراد أن يرى ما يخالف سنة الله القديمة فليس له نصيب من النعمة، ولسوف يموت محروما حتما كما مات أبو جهل وأمثاله محرومين.فيا صاحبي، أنت مخيرُ الآن أن تحضر بحسبما أمرني الله جل جماعة من العُرج والعميان والعور وغيرهم من المرضى، ثم لو غلبتُ على أمري في الجماعة التي يجعلها الله من نصيبي بالقرعة، لكنت مستحقا لجميع الشتائم التي كتبتها في إعلانك وإلا ستعود كلها عليك.ومطلبك نفسه حاصل بهذه الطريقة أيضا.وإن لم تكن في قلبك بذرة الفساد فلماذا تختار طريقا ملتويا عُدّ السالكون عليه أشرارا وفاسقين على لسان عيسى ال وعُدُّوا ملعونين وأهل جهنم على لسان فإذا كان في قلبك مثقال ذرة من الإيمان فأي ضير في اختيار هذا الطريق الذي أقدمه من الله ؟ هل ستنال الفتح بكيل الشتائم وتسميتي ملحدا؟ اعلم يقينا أن الفتح للذين ليسوا ملحدين بل يؤمنون بالله إيمانا صادقا ويتحاشون السخرية والاستهزاء ولا يطلبون كمن سبقهم من الكفار - آيات النبي
٤١٩ بحسب اقتراحهم، بل يتدبرون الآيات التي يُريها الله تعالى من عنده.فيا أيها الغافل عن الموت، لماذا تخرج عن طريق الأمانة والصدق؟ ولماذا تتفوه بكلام يدينك به قلبك بأنك تكذب.قل الحق، ألا تعلم إلى الآن بأنه ليس طريق الصلحاء اعتبارُ الله محكوما وطلب الآية منه على سبيل الامتحان؟ بل قد عُد هذا الطريق في كتاب الله معصيةً ومنافيا للأدب.اقرأ القرآن بتدبر ثم فكر بماذا رُدَّ في القرآن الكريم على الذين طلبوا آيات اقترحوها على أهوائهم؛ هل كانوا مورد غضب في نظر الله أو محل رحمة؟ وإن كنتَ تملك شيئا من الحياء أو الخجل أو تحب تمحيص الحق، وإن كنت صادقا في ادعائك فاستفت العلماء الذين لديهم شيء من الإلمام بأمور الدين هل هو حق واجب على الله تعالى أنه كلما طلبت طائفة من الكفار أو الملحدين آية تقترحها أنفسهم- من نبي أو محدث أو رسول، أن يُري الله تلك الآية وإلا سيُعدّ النبي الذي طلبت منه تلك الآية كاذبا؟ وإذا أفتاك العلماء بذلك فإني أعدك بأن أريك آية تطلبها.وإن لم يفتوك بذلك فيكفيك عقوبة على كذبك أن كذبك العلماء المعروفون من قومك.ويجب أن تذكر أيضا كنبوءة مني بأن المشايخ المعروفين مثل نذير حسين الدهلوي ورشيد أحمد الكنكوهي لن يفتوك بتلك الفتوى أبدا، وإن هلكت أمام أعينهم باكيا شاكيا.ويجب على القراء الكرام ألا يتركوا ملاحقة هذا الشخص الذي يرتكب التحريف والتلبيس في شريعة الله ما لم يقدم هذه الفتوى من العلماء، لأن الأسلوب الذي اختاره للمطالبة بآية إنما هو استهزاء بالله تعالى وسخرية منه.فليكن معلوما أن الشيطان هو الذي طلب قبل غيره في العالم من عيسى ال في بيت المقدس آية بأن يلقي نفسه من ذلك البناء، وقال بأنك لو بقيت على قيد الحياة سليما معافا لآمنت بك.ولكن المسيح قال له: اخسأ يا شيطان،
٤٢٠ لأنه مَكْتُوبٌ: لا تُجَرِّب الرَّبَّ إِلَهَكَ.وفي هذا المقام يقول أحد القسس في تفسير الإنجيل بأن الذي طلب من المسيح آية من اقتراحه كان إنسانا في الحقيقة وسماه المسيح شيطانا من عنده لأنه أراد أن يجعل الله تعالى محكوما برغبته.فالأمر مخيف جدا لميان عبد الحق من منطلق هذه القصة الإنجيلية أيضا.عندما لا يتكلم الإنسان بأمانة يكون هو محكوما بالشيطان، وكأنه هُوَ هُوَ.والآية: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) تشهد بذلك.الله قوله: إن المرزا والمرزائيين لا يؤمنون بالقيامة والحساب والجنة والنار، ويبدو أنهم ملحدون لأن الذي يؤمن بالقيامة لا يخادع ولا يفتري على وعلى الرسول وعلى الناس بحرية مثله.أسوأ عیسی أقول الحق والحق أقول بأن هذه الصفات كلها توجد فيكم أنتم، بل أنتم من الملحدين، لأن الملحد لا يجد بحسب زعمه الباطل دليلا على وجود الله، أما أنتم فتدّعون الإيمان به ثم تكذبون كذبا مقززا ، لأنكم حين تقولون بأن ال صعد إلى السماء حيا بجسده المادي تفترون على الله ورسوله افتراء صريحا.وإلا فأخبرونا بالله عليكم أين ورد في القرآن الكريم أن عيسى ال لم يمت.من المؤسف حقا أنكم تقرؤون في القرآن الكريم آية: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني ٢ وتعلمون جيدا أن كلمة "التوفّي" جاءت في كل مكان في القرآن بمعنى قبض الروح، وتوقنون كذلك أنها وردت في جميع الأحاديث أيضا بمعنى قبض الروح فقط، ثم تقولون افتراء بأن "التوفّي" في هذا المقام تعني الرفع حيا.فإن كنتم لا تفترون هنا على الرسول فقدموا حديثا جاء فيه أن عيسى ال صعد إلى السماء حيا بجسده المادي واأسفاه على هذا الكذب والافتراء!! يقصد "الأحمديين" نابزا إياهم بهذا اللقب.(المترجم) المائدة: ۱۱۸
يا أيها الناس، ألن تموتوا يوما؟ أتزعمون أنكم لن تدخلوا القبر أبدا؟ ٤٢١."إن قلبي يدمي نتيجة افتراءاتك ،وكذبك وإن الله ليعلم بحالة قلبي نتيجة الحزن الذي أصابه من أجل الدين.ولا أعلم أيضا لماذا تشجّع قلبك على عداوتي ولماذا يعاديني إلى هذا الحد"؟ فما دام لا يثبت من الحديث النبوي أن عيسى الصعد إلى السماء بالجسد المادي أو سينزل منها بالجسد المادي، بل يُلحقه القرآن الكريم بالذين هم في حكم "التوفي"، وحديث المعراج يؤيد ذلك لأن النبي ﷺ رآه ال ليلة المعراج في الأرواح الميتة، ويتبين من الأحاديث التي تذكر أنه بلغ من العمر ١٢٥ عاما، أنه العلامات حتما بعد مرور هذا القدر من الزمان، كذلك يؤيد الأمر نفسه الحديث الذي ورد في "كنز العمال" الذي يثبت منه أنه العلي سافر بعد حادث الصليب إلى بلد آخر، فما أكبره من افتراء على الله ورسوله أنكم لا ترتدعون عن هذا المعتقد الزائف لو كان المسيح الناصري ال نفسه آتيا إلى الدنيا مرة ثانية لما سماه الله تعالى ميّتا، ولصُرّح في الأحاديث أيضا أن العليا قد صعد إلى السماء حيا بجسده المادي وسينزل منها حيا بجسده المادي في وقت من الأوقات.أما الآن فما دمنا قد فحصنا الأحاديث كلها و لم يُعثر في أي مكان على أنه اللي صعد إلى السماء حيا بجسده المادي في وقت الأوقات وسينزل منها حيا بجسده المادي في وقت من الأوقات، بل قد ورد في بيان صفة النازل: "إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ" ولم يرد: إمامكم من أنبياء إسرائيل؛ فلكم الآن أن تفكروا جيدا من يلعنه القرآن والحديث إلى هنا المراجعة الافتراء؟ أإيانا أم إياكم؟ فإذا كان عندكم جواب على دليلنا هذا فقدموه وإلا من بني ترجمة بيتين فارسيين.(المترجم)
٤٢٢ فأنتم مفترون عند الله حتما.ثم لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل تظهر افتراءاتكم للعيان من كل قولكم، وألسنتكم منجسة بنجاسة الكذب.قل بالله عليك كم كذبت مرارا وتكرارا عن المباهلة التي باهلتني بها وقلت بأنك انتصرت فيها؟ أستاذك عبد الله يا عدو الصدق، ويا تارك الحياء، فكّر وتدبر أن الله تعالى أخزاك في الوقت نفسه وفي المكان نفسه بشهادة المنشي محمد يعقوب.هل هذا هو انتصارك بأن الغزنوي شهد على صدقي؟ وإن كنتُ مفتريا ولا أؤمن بالقيامة والحساب والجحيم لكان من واجبك أن تقرّ أن أستاذك عبد الله الغزنوي أكثر مني افتراء وما كان يؤمن بالقيامة والحساب والجنة والنار لأنه صدّق شخصا وعده من الله وأنت تزعم أنه يفتري عليه.يا جاهل شتائمك هذه كلها تعود عليك ما لم تُثبت أن شهادة أستاذك عبد الله الغزنوي ليست صحيحة.يا أيها الظالم، لماذا تعصي أستاذك؟ كان واجبا عليك أن تؤمن بي أنت قبل غيرك لأنك ألحقت باسمك في الإعلان عبارة: "عبد الحق الغزنوي، تلميذ مولانا المولوي عبد الله الغزنوي".يا سيء الأدب، هل هذا ما جزيت به أستاذك أن كذبت شخصا صدقه أستاذك؟ ولما صار عبد الله الغزنوي مفتريا بسبب معارضتك إياه إذ عدني مظهر أنوار الله تعالى كذبا وبغير حق، فلك أن تموت خجلا لأنك تلميذُ ذلك المفتري.لا أقول بأن المولوي عبد الله الغزنوي كان مفتريا ولا أسميه كذابا أو مخادعا ولكنك أنت جعلته مفتريا دون شك.كافاك الله على اعتبارك هذا العبد الصالح طالحا.لأنه ما دام هو يَعُدني صادقا ومن عند الله وأنا مفتر وكذاب ودجال بحسب رأيك فقد بلغت هذه الألقاب عبد الله الغزنوي أيضا هدية منك.ولكن لماذا يتأسف المرء عليك إذ قد اعتبرت مرشد عبد الله أيضا مفتريا دع عنك عبد الله وحده؛
٤٢٣ لأن ميان المحترم صاحب الزاوية، الذي كان مرشد المولوي عبد الله الغزنوي قد أوصى قرب موته بأن مهديا على وشك الظهور في البنجاب، بل قد ولد ونحن الآن في عصره.والذين ذكر لهم هذا الكشف ما زالوا موجودين.ولكن يا من تجهل الحق، لم تهتم بمكانة مرشدِ مرشدِك قط فواها لك، لقد أحسنت كثيرا إلى مرشدك ومرشد مرشدك وقد سميتهما مفتريين وكذابين! إذا كان أولاد المولوي عبد الله يعيرون لكرامة أبيهم اهتماما فعليهم أن يطردوا هذا الشخص من جماعتهم فورا لأنه لا خير فيمن يعارض أستاذه ومرشده.فيا سيء الأدب، هل تسيء إلى رجل صالح تدعي أنك تلميذه؟ وإن أجبت بأن المنشي محمد يعقوب شاهد وحيد على ذلك، فاسمع بشارة أخرى أيضا أنه لما كان ضروريا أن يهينك الله بعد المباهلة بكل الطرق وتظهر ذلتك على العالم كله، فقد لقيبني الحافظ محمد يوسف الموظف في قسم الأنهار، الذي تعترفون جميعا بورعه وتقواه وصلاحه في مساء اليوم الذي فرغنا فيه من المباهلة أو ربما في اليوم التالي، وشهد أمام جماعة كبيرة يقارب عددهم مئة شخص أن المولوي عبد الله حكى له كشفًا أن نورا هبط من السماء ونزل على قاديان ولكن أي لن يقبلوه بل يعارضونه وبذلك يُحرمون من هذه أولاده حُرموا منه.أن اللفظ الذي نطق به السيد ميان المذكور كان فقط أن المهدي قد ولد ولغته بنجابية، ولكن السامعين فهموا من القرائن المعروفة أنه كان يقصد المهدي الموعود، لأنه هو الذي يُنتظر في الوقت الحالي.والتعبير الشائع والمتداول بين الناس هو أنه إذا قال أحد متى سيظهر المهدي؟ يكون مراده هو المهدي الموعود، وهذا ما يفهم المخاطب.منه
٤٢٤ البركة.الحافظ محمد يوسف ما زال حيا يُرزق، فاعقد جلسة وادعُني فيها ثم استحلف بالله هذين الرجلين الصالحين واسألهما هل سردا هذين الحادثين أم لا؟ علما أنهما من جماعتك ومن المحسنين إلى المولوي عبد الله قل الآن، كيف وقعت في قبضة محكمة، وكيف ثبت بجلاء أنك أنت المفتري على الله أعاذ الله خلقه من افتراءاتك، آمين.قوله: كُتب مرزا مليئة بالكذب والافتراءات لدرجة لا يمكن لمؤمن بالله أن يجترئ عليها.أقول: مآل هذا الكلام بتعبير أن عبد آخر هو عد الله الغزنوي قد افترى افتراء لا يجترئ عليه مؤمن بالله الآن يا ميان عبد الحق هل لمؤمن أن يجترئ على ما فعله ميان عبد الله إذ سمى المفتري صادقا ونورا سماويا؟ إن الله تعالى يلعن المفترين.ماذا تفتون في الذي افترى إلهاما وكشفا زائفا وقال بأن نور الله نزل على مرزا غلام أحمد القادياني ولكن أولاده حرموا منه؟ يجب أن تنشروا هذه الفتوى حتما.(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن حين مفتريا مثله صادقا ومن الله ! قل صدقا وحقا يبدو أن تاریخ هذا الكشف يعود إلى زمن قابلتُ فيه المولوي عبد الله في "خيروي" في مقتبل عمري، وتفاءلت من ذلك أنني أُعطِيتُ خيرا وبركة.ثم طلبتُ منه الدعاء لي فذهب إلى بيته عند الظهيرة في طقس شديد الحرارة ودعا لي، وسرد إلهامه عني كما يلي: "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين".وقال لي مبتسما عندما عاد من بيته ظهرا بأن هذه ليست عادة الله التي ظهرت في أمرك.وقال معي بلغته الفارسية بأنه يُفهم من هذا الإلهام أن نصرة الله ستحالفك على غرار الصحابة.وبعد عودتي إلى قاديان بعث إلي بالبريد رسالة كرّر فيها الإلهام نفسه، وربما كانت هناك بعض الجمل الأخرى أيضا فيبدو أنه بهذه المناسبة قد رأى النور نازلا على قاديان بهذه المناسبة والاندفاع.كان رجلا طيبا، رحمه الله، آمين.منه.
٤٢٥ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبًا.كنت تصرخ بشأني بأني كذبتُ والعياذ بالله، ولكن الآن ثبت من إقرارك أن عبد الله الغزنوي رحل من هذا العالم بعد أن كذب على الله الأحد مرارا وافترى عليه.ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا.يقول بيت فارسي ما تعريبه: "أردت أن توقعني في الشراك ووقعت فيه بنفسك، أصلح نظرك إذ ما زلت ناقصا".قوله : أثبت له ثلاث كذبات صريحة لا تليق بمؤمن، بل من لديه أدنى حياء.أقول: يا من هو بعيد كل البعد عن الحياء والخجل، لم أتأسف على قولك هذا قط لأنك حذو حذو من سبقك من عديمي الإيمان وتأسيت بأسوتهم.كلما جاء إلى الدنيا نبي أو مبعوث من الله أو صادق أو صديق كذبه الكفار الأشقياء دائما بل سموه كذابا أما أنت فقد أشرت إلى ثلاثة أماكن حيث كذبت بحسب زعمك الباطل - مخرجا بذلك كل ما كان في جعبتك.وفيما يلي تلك الأماكن الثلاثة وسأردّ عليها هنا: قوله: الكذب الأول هو أنه قد جاء في الصفحة ٥، السطر ٢٠ و ٢١ أنه ورد في القرآن الكريم عن المسيح ال "فلما توفيتني"، وجاء في الأحاديث، كما في صحيح البخاري، أن معناها: أمتني.أقول: تتلخص عبارة هذا المعترض الجاهل الواهية والبذيئة في أنه قد ورد في صحيح البخاري في تفسير الآية: ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ، متوفيك: مميتك، و لم يرد: فلما توفيتني: أمَتَّني.فجوابه بأن القصد من كلامي في هذا المقام هو بیان ملخص الأحاديث وليس إيراد كلماتها ،حرفيا كما يُفهم قصدي من كلماتي وفي الأحاديث أي في صحيح البخاري وغيره.ولن يبقى لدى المتدبر الأنعام: ٩٤
٤٢٦ في كلامي شك أن هدفي في هذا المقام كان بيان ملخص الأحاديث ومآل الأقوال وليس نقل النصوص والمعلوم أن الذي ينوي بيان معاني عشرين حديثا مثلا وردت بكلمات مختلفة ولكن مآلها ،واحد يضطر إلى كتابة ملخصها فقط لينطبق لفظه عليها جميعا ويكون بمنزلة تفسير المعنى المراد منها.كذلك مراد البخاري وغيره هو : أمتني، الذي كان جديرا بالذكر وإن كان لفظ البخاري هو: " متوفيك: مميتك".ولكني لم أحصر بياني على كلمات البخاري فقط بل يدور البحث فيه حول الأحاديث بوجه عام، سواء أكانت في صحيح البخاري أم في غيره.المعلوم أيضا أن البخاري نفسه قد بيّن في المقام المشار إليه بإيراد العبارة: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني، على سبيل تظاهر الآيتين، أن هذا هو تفسير العبارة: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي.كذلك يصح في هذا المقام الاستدلال نفسه من قول ابن عباس كما يصح في العبارة: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ.كذلك يجب أن يكون معلوما في هذا المقام أن الله الذي هو أصدق الصادقين قد اعتبر الصدق في كلامه المجيد قسمين.الصدق من القسم الأول هو من حيث ظاهر الأقوال، والقسم الثاني هو من حيث التأويل والمآل ومثال القسم الأول هو قوله بأن مريم وكان لإبراهيم ابنان إسماعيل وإسحاق، لأن هذه هي الوقائع الظاهرية دون التأويل.كان ابن ومثال القسم الثاني من الصدق هو ما أورده الله في القرآن الكريم من كلام الكفار أو المؤمنين السابقين بشيء من التصرف فيها، ثم قيل بأنها كلماتهم.كذلك هناك تصرُّف كبير في القصص التوراتية المذكورة في القرآن الكريم؛ لأنه من المعلوم أن العبارات أن العبارات التي وردت في القرآن الكريم بأسلوب إعجازي وفقرات فصيحة واستعارات مليحة لم تخرج من ألسنة الكفار بهذه
٤٢٧ الطريقة قط، وليس بهذا الترتيب أيضا، بل ترتيب القصص في القرآن الكريم لا يوجد في التوراة بالالتزام، وذلك مع أن الله الله يقول: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى.فلو كانت هذه الكلمات هي هي كما خرجت من ألسن الكفار بهذا الترتيب والصيغ لبطل إعجاز القرآن نهائيا، لأنه في هذه الحالة كانت هذه فصاحة الكفار لا فصاحة القرآن، وإن لم تكن كذلك لاستلزم ذلك الكذب بحسب قولك، لأن هؤلاء الناس قد استخدموا كلمات مختلفة وترتيبا مختلفا وصيغا مختلفة، كما وردت صيغتان مختلفتان وهما: "متوفيك" و"توفيتني".كذلك هناك بعد شاسع في مئات الأماكن بين صيغ استخدموها واستخدمها القرآن الكريم.فاقرأ مثلا قصة يوسف في التوراة، ثم قارنها بسورة يوسف في القرآن الكريم سترى اختلافا هائلا بين الصيغ وفرقا واضحا في البيان.بل في بعض الأماكن هناك اختلاف في المعاني أيضا في بادئ الرأي.كذلك قال القرآن الكريم إن اسم أبي إبراهيم كان آزر، ولكن يقول معظم المفسرين بأن أباه كان غيره وليس آزر.فيا أيها الجاهل، تُب فورا إذ قد هاجمت القرآن الكريم أيضا على غرار القساوسة.يقول أول حديث في صحيح البخاري: "إنما الأعمال بالنيات".فمن هذا المنطلق حين رأيتُ أن جميع الأحاديث في هذا المقام مشتركة بالمعنى؛ أي أن معنى توفيتَني هو : أمتني، ذكرتُه بصحة النية.فما علاقة هذا الأسلوب مع الكذب وما علاقة الكذب به؟ أليس صحيحا أن الإمام البخاري كان يقصد أن يُثبت من العبارة: "متوفيك: مميتك" أن معنى فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي هو : أمتَني؟ لذلك أورد آيتين معا بأخذهما من موضعين مختلفين لتقوي إحداهم الأخرى وبذلك بين أن ابن عباس كان يقصد أن معنى تَوَفَّيْتَنِي هو: أمتني لذلك قلتُ أنا الأعلى: ۹ - ۱۰
٤٢٨ أيضا على سبيل التأويل والمآل بأن معنى: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي بحسب الأحاديث هو "أمتني".وإن لم يكن ذلك صحيحا فقل لي أنت بنفسك بأنه إذا كان معنى: "متوفيك" هو: "مميتك"، فماذا عسى أن يكون معنى فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني بحسب قول ابن عباس؟ أليس من واجبنا أن نستنتج من فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي، معنى من منطلق الحديث الذي استُمد منه معنى "متوفيك"؟ إذا كنا مخولين بأن نقدم تفسير آية كحجة على تفسير آية أخرى إذا وردت هاتان الآيتان بمعنى واحد فأي كذب إذا قلتُ بأن "لما "توفيتَني" تعني: "لما أمتّني" بحسب الأحاديث؟ فلما ثبت من الأحاديث في إحدى صيغ "التوفي" أن المراد منه الإماتة، فلماذا يُعد الاستدلال نفسه في الصيغ الأخرى خارجا عن الاستدلال من الأحاديث؟ أما القول بأننا لن نعد حديثا إلا ما يصل إسناده إلى النبي ، أي إذ كان مرفوعا متصلا، فهذا جهل آخر.هل الحديث المنقطع غير المرفوع المتصل لا يُعد حديثا؟ أئمة المذهب الشيعى ومحدثوهم لا يوصلون أي حديث إلى النبي أفلا يسمون تلك الأخبار أحاديث؟ والمحدثون من أهل السنة أيضا عدوا بعض الأخبار موضوعة ومع ذلك سموها أحاديث.وقد قسموا الأحاديث على عدة أقسام وسموها كلها أحاديث من المؤسف حقا إلام آلت حالتكم إذ تعدّون الأسلوب الذي تبنّاه القرآن الكريم كذبا وتهاجمون كلام الله المقدس شرا وخبثا.معلوم أنه لو قال أحد مثلا بأنه أكل صحنا من الأرز لما وسعنا أن نتهمه توجد في القرآن الكريم مئات الأقوال من هذا القبيل حيث استخدم القائل كلمات مختلفة وأسلوبا مختلفا ولكن الله بينه بأسلوب آخر، ثم قال بأنه قوله هو.من المؤسف حقا أن هؤلاء القوم بدأوا يعترضون على القرآن الكريم أيضا بسبب عداوتي.أما الآن فقد بدأت علامات خطيرة بالظهور نسأل الله ،فضله آمين منه.
٤٢٩ بالكذب، باعتباره أنه كذب في قوله لأنه أكل الأرز في الحقيقة ولم يأكل الصحن بعد تكسيره قِطَعًا.ولما كان الاستدلال من نصوص الأحاديث يفيد العموم فأي كذب وزور إذا قيل بأن العبارة: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي، بحسب الأحاديث، تعني: "لما أمتني"، أي بعد ورود "متوفيك: مميتك"؟ من يستطيع أن يفهم هذا الجاهل الذي يخلط سمّ عناده أيضا مع جهله.ولكن من فضل الله تعالى علي أن هؤلاء القوم كما ينسبون ثلاث كذبات إلى إبراهيم ال كذلك نسبوا إلي أيضا ثلاث كذبات وإنني لأفتخر بمماثلتي مع إبراهيم العل، ومع ذلك أردّ كذبهم وافتراءهم على وجههم.قوله: الكذب الثاني مذكور في سطر ٢٣ و ٢٤ من الصفحة نفسها، وهو قوله بأن القرآن الكريم يقول بأنه ما كان نبي قبل النبي ﷺ إلا قد مات، وهذا أيضا كذب صريح.لقد ورد في القرآن الكريم: خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ فقط، ومعناه أنه قد مضى الأنبياء قبل النبي.أقول: هل كلمة "مضى" تعني غير الموت؟ فمَن مضى من الدنيا يقال له أنه مات.يقول الشيخ سعدي في بيت شعر فارسي تعريبه: "عندما انقضى عمر أبي، نصحني بهذه النصيحة ومضى".قل الآن ما معنى "مضى" هنا؟ هل صعد أبو الشيخ سعدي، عليه الرحمة، هذه إلى السماء حيا بجسده المادي أم مات؟ يا صاحبي، هل سيثبت من التأويلات الركيكة أن عیسی العليا صعد إلى السماء حيا بجسده المادي؟ هذا التعبير شائع في العالم كله فمثلا إذا قال أحد مضى المريض، فلا يستنبط منه أنه معنى صعد إلى السماء حيا بجسده المادي.كذلك كلمة "مضى" أيضا تُستخدم في العربية لأداء مفهوم الموت كتعبير شائع منذ قديم الزمان.فهناك بيت شعر قديم لأحد بشأن عالم كان ينوي تأليف كتاب ولكنه مات قبل أحد
٤٣٠ التأليف، فقد جاء فيه: و لم يتفق حتى مضى لسبيله وكم حسرات في بطون المقابر أي لم يتفق لهذا المؤلف تأليف هذا الكتاب حتى مضى...أي أن كثيرا من الناس يموتون قبل أن يبلغوا مراميهم ويصطحبون الحسرات معهم في القبور.انظروا الآن، فقد جاءت كلمة "مضى" هنا بمعنى الموت.وإذا قلت: أي من المفسرين استنبط هذا المعنى؟ فجوابه أن كل مفسر محقق يملك نصيبا من العقل والبصيرة وعلم البصيرة قد أورد المعنى نفسه.فانظر في التفسير المظهري، الصفحة ٤٨٥، تحت الآية: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، فقد ورد فيه: "مضت وماتت من قبله الرسل".وقد أشير بلام التعريف إلى أنه لم يسلم أحد منهم من الموت.كذلك ورد في تفسير "تبصير الرحمن وتيسير المنان"، للشيخ العلامة زين الدين علي المهائمي تحت الآية: ﴿قَدْ خَلَتْ : "قد خلت"، منهم من مات ومنهم من قتل، فلا منافاة بين الرسالة والقتل والموت." (المجلد۱، الصفحة: ۱۷۷) كذلك جاء في تفسير جامع البيان للشيخ العلامة السيد معين الدين بن الشيخ سيد صفي الدين، الصفحة ۲۱ تحت الآية: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ: "قد خلت من قبله الرسل بالموت أو القتل، فيخلو محمد ﷺ أيضا".11 وقد جاء في حاشية غاية القاضي وكفاية "الراضي على تفسير البيضاوي، المجلد ، الصفحة ٦٨: "ليس رسولنا المتبرئًا عن الهلاك كسائر الرسل، ويخلو 11 كما خلوا كذلك ورد في المجلد الأول، الصفحة ٣٣٦، من تفسير "جمل" الذي اسمه الآخر الفتوحات "الإلهية تحت الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ...قَدْ خَلَتْ) كأنهم اعتقدوا أنه ليس كسائر الرسل في أنه يموت كما ماتوا".أي ظن بعض الصحابة أن النبي الله لن يموت مثل بقية الأنبياء بل سيبقى حيا، فقال تعالى بأنه أيضا سيموت كما مات جميع الأنبياء قبله.وجاء في المجلد الأول من "تفسير
الصافي" تحت الآية قيد البحث : "فسيخلو كما خلوا بالموت أو القتل." من الواضح أن جميع هؤلاء المفسرين قد أخذوا من كلمة خَلَتْ معنى: "ماتت".أي استنتجوا من هذه الآية أن النبي سيموت كما مات جميع ﷺ الأنبياء الذين سبقوه.انظروا كم هو دليل بين على وفاة عيسى ال حيث يقول المفسرون كلهم بصوت واحد بأنه قد مات جميع الأنبياء الذين جاؤوا إلى الدنيا من قبل.وإضافة إلى ذلك من واجب كل مؤمن ألا يحسب صحيحا إلا المعنى الذي أشار إليه الله جل شأنه في هذا المقام، ويستيقن أن المعنى الذي يخالفه ليس إلا زيغا وإلحادا وواضح وضوح الشمس أن الله تعالى بنفسه فسر الآية: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ فقال: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ.إذًا، فمعنى هذه الآية كلها هو جميع الأنبياء السابقين قد خلوا من هذه الدنيا إما بالموت أو بالقتل.وإذا خلا هذا النبي أيضا بالموت أو القتل مثلهم فهل ترتدون عن الدين؟ الجدير بالذكر هنا أن الله تعالى بيّن في هذا المقام طريقين اثنين لا ثالث لهما للخلو من الأرض، أحدهما بواسطة: الموت حتف الأنف، أي الموت الطبيعي، والثاني بالقتل.فباختصار، قد حصر الله تعالى كلمة: خَلَتْ في الموت أو القتل فقط.فمن الواضح أنه إذا كان هناك شق ثالث أيضا في علم الله لبينه حتما لإكمال معنى "خلت"، ولقال مثلا: أفإن مات أو قتل أو رفع إلى السماء بجسمه كما رفع عيسى انقلبتم على أعقابكم.أي قد مات جميع الأنبياء قبله فإذا مات هو أيضا أو قتل أو رُفع إلى السماء بجسمه مثل عيسى فهل سترتدون عن هذا الدين؟ أن فيا صاحبي، هل ستعترض على الله بأنه نسي بيان الشق الثالث و لم يبين إلا شقين فقط؟ ويعرف العقلاء جيدا أن شرح الكلمة: "خلت" القابلة للشرح ١ آل عمران: ١٤٥
٤٣٢ معنى في هذا بالموت أو القتل فقط يدل دلالة قاطعة على أن خَلَتْ عند الله المقام ليس إلا الموت أو القتل.وهذا أمر مؤكد، وإنكاره خروج عن طاعة الله وافتراء عليه.فلما قال الله تعالى في هذه الآية بنفسه بأن معنی هو إما الموت أو القتل فقول شيء على النقيض من ذلك كذب عظيم وافتراء كبير وليس من الصغائر بل من الكبائر.فلما انحصر مفهوم خَلَتْ عند الله تعالى في معنيين فقط أي الموت أو القتل، فأي افتراء وكذب أكبر من أن يُفهم بغير دليل وسلطان مبين أن الرفع إلى السماء بالجسد المادي أيضا يدخل في معنى "خلت"، كما اتخذ النصارى العليا ابن الله دون مبرر.لا شك أنه سينشأ تلقائيا في هذا المقام سؤال بأنه ما دام أئمة اللغة لم يذكروا أن من معاني كلمة "خلت" هو الصعود إلى السماء حيا بالجسد المادي، فأية حاجة اقتضت حتى شرح الله تعالى كلمة عیسی خَلَتْ بـ: الة في أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ؟ فجوابه بأن الله تعالى كان يعلم أن زمن "فيج أعوج" سيستنبط.من خَلَتْ) معنى أن المسيح الله رفع إلى السماء حيا بجسده المادي.لذا فنّد الا الله بهذا الشرح تلك المزاعم الفاسدة منذ البداية كإجراء وقائي.يمكنك أن تفهم من هذا البحث كله بأني لم أكذب في بيان هذا المعنى، ولكن أرجوك ألا تنزعج، فأنت الذي كذبت كذبا شنيعا بتركك المعنى الذي ذكره القرآن الكريم.وإذا استطعت أن تثبت من آية قرآنية أو حديث صحيح أو ضعيف أو موضوع، أو من قول صحابي أو من قول إمام آخر أو من خطب عصر الجاهلية ودواوينها أو من أي نوع من الشعر أو الكلام المنظوم أو المنثور للفصحاء المسلمين بأن من معاني "خلت" أن يصعد أحد إلى السماء بجسده المادي، فإني جاهز على إعطائك ألف روبية جائزةً.أليس في بيان الله تعالى في
٤٣٣ القرآن الكريم كلمة خَلَتْ) أولا، ثم بيان معناها بالموت أو القتل بعبارة هي في محل التفسير من حيث أصول البلاغة والمعاني- حجة قاطعة للمؤمن على أنه ليس لها غير معنيين في هذا المقام؛ أي الموت أو القتل؟ هل هناك حاجة إلى شهادة بعد شهادة الله؟ عني الحمد لله، ثم الحمد لله على أن الله تعالى شهد على صدقي في هذا المقام نفسه وبين أن معنى خَلَتْ) هو الموت أو القتل.ولكنك كتبت في إعلانك بأنه كذب كذبا لا يليق بمؤمن، بل حتى بمن يملك شائبة من الحياء.ولكنها من آيات الله العظيمة أن الكذب نفسه قد انقلب عليك بشهادة القرآن الكريم.قل الآن، ماذا أقول بحقك؟ لقد سميتني بالتسرع بغير حق كاذبا ولكن لا أريد أن أردّ السيئة بالسيئة.لو لم يكن الكذب حراما وذنبا في الشرع الإسلامي لسميتك صديقا عوضا عن تسميتك إياي كذابا، ولأطلقت عليك المحترم والمنتصر مقابل اعتبارك إياي مهانا ومهزوما بكذبك المحض.قوله: ورد الكذب الثالث في السطر ٢٧ من الصفحة نفسها عن إجماع الصحابة على موت المسيح الناصري ال والأنبياء الآخرين جميعا.هذا أيضا كذب سافر لأن عدد الصحابة كان يربو على مئة ألف صحابي فإثبات ذلك من الجميع متعذر.جميع أقول: إنه لمما يبعثني على الرثاء على حالتك وأشياعك في هذا المقام، الله تعالى العقل والعلم والأمانة من صدوركم! أَعَلَى هذا المبلغ من كيف نزع العلم تسمّون أنفسكم مشايخ؟ وتنادون بعضكم بالعلماء الكرام والصوفيين العظام؟ فيا أيها الجاهل الجدير بالشفقة، صحيح تماما أن الصحابة قد أجمعوا على وفاة المسيح وغيره من الأنبياء السابقين جميعا، مثل الإجماع على خلافة أبي بكر الله، بل أفضل وأعلى منه.وإذا كان هناك نقد أو طعن في هذا الإجماع
٤٣٤ سيكون أكبر منه في الإجماع على الخلافة المذكورة.الحق أن هذا الإجماع أقوى وأعلى من الإجماع على خلافة أبي بكر الله لأنه لم يُرو ولو قول ضعيف يُثبت أن أحدا من الصحابة الله خالف أبا بكر الله بهذا الشأن أو تخلف عنه، بمعنى أنه عندما قرأ أبو بكر له للاستدال على وفاة النبي و آية: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ۱ – التي تعني: جميع - إن محمدا لله ليس إلا ،رسول، ليس فيه شيء من الألوهية، وقد خلا أي مات الأنبياء الذين كانوا قبله، فلو خلا هو أيضا من الدنيا ميتا أو مقتولا فهل ترتدون عن دينكم؟ - لم يعارضه أحد من الصحابة بعد سماع هذه الآية؛ ولم يقل أحد منهم إن استدلالك هذا ناقص وغير مكتمل، ولم يقل له أحد ألا تعلم أن بعض الأنبياء موجودون على الأرض أحياء بالجسد المادي مثل إلياس والخضر، وبعضهم موجودون أحياء في السماء مثل إدريس وعيسى؟ فكيف تثبت وفاة النبي ﷺ من هذه الآية والحالة هذه؟ ولماذا لا يمكن أن يكون هو أيضا حيا؟ بل صدقه الصحابة كلهم بسماع هذا الاستدلال وتوصلوا إلى نتيجة أن وفاة النبي ﷺ أيضا كانت ضرورية مثل بقية الأنبياء.فانعقد هذا الإجماع دون أدنى تردد أو تأخير.أما الإجماع المعترف به على خلافة أبي بكر فقد ظهر فيه بعض التردد والتوقف في البيعة من قبل بعض الصحابة وإن بايعوا بعد بضعة أيام، حتى إن سيدنا عليه أيضا واجه ذلك الابتلاء.ولكن لم يواجه أحد من الصحابة أي نوع من الابتلاء في موت الأنبياء السابقين بعد سماعهم خطبة الصديق الله و لم يترددوا في القبول و لم يتأخروا قط، بل قبلوا فورا بعد سماعهم الخطبة.فهذا أوّل إجماع في الإسلام قبل بقلوب منشرحة دون أدنى تردد.ضوعنه فزبدة الكلام أننا نعتقد دون أدنى شك بناء على النصوص الصريحة أن جميع
٤٣٥ الصحابة الله قد أجمعوا على موت كافة الأنبياء السابقين بمن فيهم المسيح ال أيضا، بل كان المسيح الا هو الهدف الأول لهذا الإجماع.والآن أنقل فيما يلي الأدلة المستقاة من نصوص الأحاديث ليُعلم أينا ثابت على الصدق خشية الله، وأينا يكذب بتجاسر ووقاحة راميا بالنصوص الصريحة عُرض الحائط؟ ليكن واضحا أنه قد جاءت في صحيح البخاري الذي يُعد أصح الكتب بعد كتاب الله - العبارات التالية: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ تَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ.قَالَ اللَّهُ: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، إِلَى الشَّاكِرِينَ.وَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِن النَّاس إِلَّا يَتْلُوهَا...أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهُ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ، حَتَّى مَا مَا تُقِلْنِي رِحْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا، عَلِمْتُ أَنْ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ مَاتَ....خرج أبو بكر له يوم وفاة النبي ﷺ وعمر بن الخطاب يكلم الناس (أي كان يقول لهم بأن النبي ﷺ لم يمت بل هو حي...) العبارة التي تلي في الآية، أي: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ، توحي بجلاء أن "خلا" يحدث عند الله بأسلوبين فقط، إما حتف الأنف أو بالقتل.ولم يقل الله تعالى في هذه الآية أنه يحدث بأسلوب آخر أيضا كأن يصعد الإنسان إلى السماء حيًّا بجسده المادي.الله تعالى بنفسه كلمة "خلا" بعبارة: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ فلما شرح في ذلك، فإن إنكاره بعد ذلك ليس عمل مؤمن صالح.منه.وحصر المعنى
٤٣٦ بن وفي هذا المقام أورد القسطلاني في شرح صحيح البخاري، ما يلي: وعمر الخطاب يكلم الناس، يقول لهم ما مات رسول الله...ولا يموت حتى يقتل المنافقين.وجاء في الملل والنحل للشهرستاني عن هذا الحادث ما يلي: "قال عمر بن الخطاب: من قال إن محمدا مات فقتلته بسيفي هذا.وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم ال ".وقال أبو بكر بن أبي قحافة: الملل والنحل لأبي الفتح الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، المتوفى ٥٤٨ قال التاج السبكي في طبقاته : كتاب الملل والنحل للشهرستاني هو عندي خير كتاب في هذا الباب، الصفحة ٩.منه.هـ عمر يبدو من قول عمر ه: "من قال إن محمدا قد مات قتلته بسيفي هذا"، أن ه كان مسوقا بغلو نتيجة فكرة من أفكاره عن حياة النبي ، وكان يرى فكرة موت النبي كفرا وارتدادا جزى الله تعالى سيدنا أبا بكر خير الجزاء ألف مرة على أنه أخمد هذه الفتنة سريعا وبين بتقديم نص صريح أن الأنبياء السابقين قد ماتوا جميعا.وكما أنه قتل مسيلمة الكذاب والأسود العنسى وغيرهما، كذلك قتل في الحقيقة بهذا التصريح بواسطة إجماع الصحابة كلهم كثيرا من الكذابين من زمن "في أعوج"، وكأنه لم يقتل أربعة كذابين بل خمسة.اللهم أنزل على روحه عشرات ملايين الرحمات، آمين.لو استنبط حلت في هذا المقام معنى أن بعض الأنبياء موجودون في السماء أحياء، لكان عمر الله صادقا في كلامه ولا تضر هذه الآية موقفه بل تؤيده.ولكن الجملة التالية في الآية التي جاءت كشرح وهي : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ التي وقع عليها نظر أبي بكر الله توحي بجلاء أن الاستنتاج من هذه الآية أن جميع الأنبياء خلوا سواء بالموت أو خلوا وهم أحياء، إنما هو دجل وتحريف وافتراء عظيم على عكس مشيئة من
٤٣٧ من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد إله محمد فإنه حي لا يموت، وقرأ هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ.فرجع القوم إلى قوله.(انظروا الملل والنحل، المجلد الثالث)...أي أن الله وحده يتحلى بصفة أنه حي دائما أما ما مبني على عداه من البشر والحيوانات فتموت قبل أن تخطر فكرة الخلود بالبال.ففكّر الآن إن لم يكن استدلال أبي بكر له بموت جميع الأنبياء من القرآن الكريم، أو إن لم يكن صريحا وقطعي الدلالة كيف أجمع الصحابة كلهم الذين كان عددهم، بحسب قولك، يربو على مئة ألف صحابي على أمر الشك والظن فقط ؟ ولماذا لم يقدموا حجة وقالوا: يا سيدنا، إن دليلك هذا ناقص وليس عندك نص قطعي الدلالة عليه؛ أما زلت تجهل أن القرآن نفسه يبين رفع المسيح ال إلى السماء حيا بجسده المادي في آية: ﴿رَافِعُكَ إِلَيَّ ؟! ألم تسمع إلى الآن: (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ أيضا؟! لماذا إذا تستبعد صعود النبي ﷺ إلى الله تعالى.والمفترون بمثل هذا الافتراء عمدا الذين لا يخافون يوم عدل الله ويخترعون معانٍ على عكس شرح الله تعالى، فهم تحت لعنة أبدية بلا أدنى شك.أما عمر الله فما كان مطلعا على هذه الآية إلى ذلك الحين وكذلك كان بعض الصحابة الآخرين أيضا يعتنقون الفكرة الخاطئة نفسها وكانوا عرضة للسهو والنسيان بمقتضى البشرية.وكان في بالهم أن بعض الأنبياء ما زالوا أحياء وسيعودون إلى الدنيا، فلماذا لا يكون النبي مثلهم إذا؟ ولكن أبا بكر الله قرأ الآية كلها : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ورسخ في القلوب أن معنى خَلَت تنحصر في قسمين فقط.(۱) الموت حتف الأنف، أي الموت الطبيعي (۲) القتل.عندها أقرّ المعارضون خطأهم وأجمع الصحابة كلهم على كلمة أن الأنبياء السابقين كلهم قد ماتوا.وتركت العبارة : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ تأثيرا كبيرا وتراجع الجميع عن أفكارهم المعارضة.فالحمد لله على ذلك منه.
٤٣٨ السماء ؟؟ بل تخلّى الصحابة الذين كانوا يدركون أسلوب القرآن الكريم عن فكرهم السابق فورا بعد أن سمعوا الآية وكلمة خَلَتْ ووجدوا شرحها في عبارة: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ.لا شك أن قلوبهم حزنت بشدة وانكسرت بسبب وفاة النبي ﷺ وضاقت عليهم أنفسهم حتى قال عمر : "وَاللَّهُ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ، حَتَّى مَا تُقِلْنِي رِحْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ".سبحان الله، كم كان له سليم الفطرة ووقافا عند القرآن بحيث حين فهم بعد إمعان النظر في الآية بأن جميع الأنبياء السابقين قد ماتوا، لم يقل شيئا، إلا أنه أجهش بالبكاء ومُلئ حزنا.وقد رثى حسان بن ثابت" الرسول ﷺ قائلا: كنت السواد لناظري فعمي عليك الناظر من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر نبي أي ما الفائدة من الحياة بعدك، ولا أبالي بعدك بموت عيسى أو مُوسى أو آخر، فإني كنتُ أخاف عليك فقط.اعلموا أنه إذا لم يكن عيسى ال قد مات في رأي أبي بكر له لما استدل بهذه الآية قط.وكذلك إذا كان عند الصحابة أدنى تردد في معنى الآية القائلة جميع الأنبياء قد ماتوا لقالوا حتما ما دام عيسى ال قد صعد إلى السماء حيا بجسده المادي فإن هذا الدليل ناقص، وما السبب في عدم صعود النبي ﷺ إليها حيا على غرار عيسى؟ بأن ولكن يبدو أن الحقيقة هي أنه قد بُت في قضية وفاة عيسى في ذلك اليوم، إذ لم ينبس الصحابة ببنت شفة أبدا بعد سماع هذه الآية ولم يقولوا بأن عيسى حي.ولأنه يثبت من كلمة "كُلُّهُمْ" الواردة في صحيح البخاري بأن الصحابة كلهم كانوا موجودين آنذاك و لم يعارض أحد منهم بعد سماع الآية؛ لذا لا بد
٤٣٩ من القبول بأنهم قد أجمعوا كلهم على وفاة الأنبياء السابقين جميعا.وكان ذلك أول إجماع للصحابة.وكان أقوى وأعلى بكثير من الإجماع على خلافة أبي بكر الذي انعقد بعده، لأنه لم ينبس أحد ببنت شفة ضده، أما عن خلافة أبي بكر فقد حدث الخلاف في بداية الأمر.نعم، قد يخطر بالبال هنا بأن عمر كان يعتنق قبل سماع هذه الآية عن أنه قد مات، لأنه حسب رفعه العليا مذهبا أنه سيعود إلى الدنيا ثانية مع ورفع النبي له من نوع واحد.ولما كان يعلم أن جسد النبي ﷺ ما زال موجودا في بيت عائشة فكيف كان له أن يستيقن مع إقراره بالمماثلة بينهما بأن جسد المسيح رفع إلى السماء؟ ولكنه تراجع عن هذه الفكرة أيضا بعد سماع الآية.وقد آمن جميع الصحابة يومذاك بأن جميع الأنبياء السابقين قد ماتوا.والحق أنه كان من سوء الأدب وذنب كبير أن يموت النبي خاتم الرسل وأفضل الأنبياء وتكون جثته أمام الأعين ويُظَنَّ بأن نبيا غيره لم يمت.والحق أن هذه الفكرة وحب رسول الله وتعظيمه لا يجتمعان في مكان واحد.فكروا بالتقوى والأمانة أن تفنيد ظَنِّ عمر له بأن النبي لم يمت بل رفع إلى السماء مثل عيسى ال لم يكن ممكنا إلا أن يثبت أبو بكر له وفاة المسيح والأنبياء السابقين جميعا.لو لم يُرد أبو بكر بقراءة الآية: (قَدْ خَلَتْ أن يُثبت بها موت عيسى وغيره من الأنبياء السابقين جميعا كيف إذا فند زعم عمر ؟ أن بعض كان مدار فكرة عمر له هذه على رفع المسيح حيا.ويبدو بعض الصحابة كانوا يعتقدون نتيجة اجتهادهم الشخصي بأن عيسى اللي قد صعد إلى السماء حيا.ثم عندما توفي النبي للخطرت ببال عمر الفاروق فكرة أنه إذا صعد المسيح إلى السماء حيا فإن نبينا أحق وأولى بالصعود إليها حيا لأن هذا شرف عظيم أن يدعو الله تعالى نبيًّا إلى السماء عنده حيًّا.وكان من الكفر من حيث
٤٤٠ الإخلاص وحسن الأدب أن يُظَنّ أن المسيح صعد إلى السماء حيا أما النبي الذي هو خاتم الأنبياء وأفضلهم، وقد أنيطت بذاته مصالح كثيرة- فلم يبلغ حتى عمره الطبيعي.فإن لم تمنع المرء خيانة وعناد فالآية المذكورة آنفا نص صريح على أن جميع الصحابة أجمعوا على وفاة المسيح وغيره من الأنبياء السابقين كلهم.وإلا فقل بعد تفكير رصين وبخشية الله ماذا كان يقصد أبو بكر عند اختلاف الرأي الذي حدث آنذاك بينه وبين عمر رضي الله عنهما حيث كان عمر يقول تأييدا لرأيه إن عيسى رفع إلى السماء حيًّا، لذلك سيُرفع النبي ﷺ أيضا، وكيف يستحيل أن يُرفع النبي الله إلى السماء على شاكلة المسيح ال مع أنه أفضل وأعلى منه - حين تلا الآية: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ لدحض رأي عمر الله إلا أن يُثبت وفاة عيسى الذي يشار إليه؟ وكيف كان ممكنا دحض فكرة عمر الله سواه؟ أما قولك بأنه لم يُجمع على ذلك فهو كذب صريح يبعث على البكاء عفويا حين يرى المرء ما آلت إليه حالتكم.فيا صاحبي، ، وردت في صحيح البخاري في هذا المقام كلمة: "كلهم التي يتبين منها أن كافة الصحابة كانوا موجودين آنذاك، وتوقف جيش أسامة أيضا الذي كان قوامه عشرين ألف جندي بسبب هذا المصاب الجلل؛ أي حادث وفاة النبي..هل كان هناك شقي وتعيس الحظ سمع خبر وفاة النبي ولم يحضر لتوه؟ سم لي شخصا واحدا إن استطعت.ولو افترضنا جدلا أن بعض الصحابة لم يحضروا آنذاك فلا بد من أن يكونوا قد حضروا حتما بعد شهر أو شهرين أو ستة أشهر.فقدم لنا إن عارضوا في هذا الموضوع أو استنتجوا من الآية: (قَدْ خَلَتْ) معنى آخر.وإن لم تستطع، فمما يخالف الإيمان والأمانة أن تعتنق اعتقادا يخالف مثل هذا الإجماع الشامل.إنه لإجماع عظيم
٤٤١ 6 على موت المسيح ، لو رفضه ملحد فهذا شأنه، ولكن لن يرفضه سعيد وتقي أبدا.لقد أجمع على موت المسيح، فقل الآن أين يثبت الإجماع على حياته؟ يقول بعض المفسرين مقابل ذلك قيل بأن المسيح مات لثلاثة أيام أو ثلاث ساعات، وبذلك يقترحون له ميتتين ميتته الأولى وميتته الأخرى.يقول الإمام مالك بأنه مات للأبد.وهذا ما يقوله الإمام ابن حزم أيضا.وكذلك يعتقد المعتزلة بموته، ويعتقد بعض فرق الصوفية أن المسيح عيسى قد مات، وسيأتي إلى الدنيا أحد من هذه الأمة بصفاته وطبيعته وسيسمى مسيحا موعودا على سبيل البروز.انظر الآن إلى مدى الاختلاف في الأقوال، فأين الإجماع؟ لم يتم الإجماع إلا على الموت فحسب، وهذا الإجماع نفسه قد أهلككم.والآن قولوا على غرار الروافض ما شئتم لأبي بكر الذي استأصل اعتقادكم هذا."اعلموا رحمكم الله أن حاصل كلامنا هذا أن الإجماع على موت المسيح عیسی بن مريم وغيره من النبيين الذين بعثوا قبل سيدنا ورسولنا المصطفى ثابت متحقق بالنصوص الحديثية القطعية والروايات الصحيحة المتواترة.ويعلم كل من عنده علم الحديث أن هذا الإجماع قد انعقد في ناد محشود ومحفل مشهود عند اجتماع جميع بُدُور الأصحاب وبُحُور الألباب، فما تناضلوا بالإنكار، وما ردُّوا رأيَ إمامهم المختار وما ذكروا شيئا من هفوته، وما صالوا على فوهته، بل سكنت عند بيان الصديق قلوبهم، ومالت إلى السلم حروبهم.ووجدوا البرهان المحكم والدليل القوي الجليل، فتحاموا القال والقيل.وصُقِلَ الخواطر، وأنار القلوب ونشط الفاتر.وكانوا قبل ذلك غرضَ اللَّظى، أو كرجل التهبت أحشاؤه بالطوى بما عيل صبرهم بموت النبي سيدهم المصطفى محمد المجتبى.وبما قلقت قلوبهم وصار فؤادهم فارغا بما فقدوا حبّهم خير الورى وكانوا كالمبهوتين.فإذا قام عبد الله
٤٤٢ الصديق، فتح عليهم باب التحقيق، وأَروَاهُم من هذا الرحيق، وقُضي الأمر وأُزيل الشبهات، وسكنت الأصوات، وانعقد الإجماع على موت المسيح وسائر الأنبياء الماضين.بل هو أوّل ما أجمع عليه الصحابة بعد موت خاتم النبيين، ولهذا الإجماع شأن أكبر من إجماع انعقد على خلافة أبي بكر الصدّيق، فإن الصحابة اتفقوا عليه كلهم وما بقي من فريق، وقبلوا ذلك الأمر من غير تردّد وتوقف بل بأتم الإذعان واليقين، وكان كلهم يتلون الآيات ويُقرون بموت الرسل ويبكون على موت سيّد المرسلين، حتى إذا سمع الفاروق الآية قال عَقِرتُ وما تقلني رجلاي وكان من الحزن كالمجانين، وقال حسان وهو يرثي رسول الله.كنت السواد لناظري فعمي عليك الناظر من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذرُ ففقد نُور عيني بفقدانك، ولا يعني: أي سيدي وحبيبي كنت قرة عيني أبالي بعدك أن يموت عيسى أو مُوسى أو نبي آخر فإني كنت عليك أخاف فإذا متَ فليمت من كان من السابقين.وفي هذا إشارة إلى أن الآية التي تلاها الصدّيق نبهت الصحابة على موت الأنبياء كلهم فما بقي لهم هم في شأنهم مثقال ذرّة وما كانوا متأسفين بل استبشروا بموت الجميع بعد موت رسولهم الأمين، ولو كان الأمر خلاف ذلك أعني إن ثبت حياة أحد الأنبياء السابقين بنص القرآن وبآية من آيات الفرقان- فكادوا أن يموتوا أسفا على رسولهم وكادوا أن يلحقوا بالميتين.ولكنهم لما علموا أن رسولنا ليس بمنفرد بورود الموت من الله العلام بل الأنبياء كلهم ماتوا من قبل وسقوا كأس الحمام، تهللت وجوههم واستبشرت قلوبهم فكانوا يتلون من
سلطان ٤٤٣ مبين، إن هذه الآية في سكك المدينة وأسواقها ومات المنافقون ولم يبق لهم سعة أن يعترضوا على الإسلام بموت نبينا الصبيح وحياة المسيح، فالحمد لله على هذا العون الصريح إن كلمة الإسلام هي العليا ويبرق نوره من كل جنب وشفا، والله أرسل محمّدًا وهو يكرمه إلى يوم الدين، وإذا ثبت الإجماع ولم يبق القناع وسطع الصبح وأزال الظلمة الشعاع فاسأل المنكرين ما بقي من عذرهم وقد حصحص الحق النَّباعُ، وكُرّر الثبوت وأحكمت الأضلاعُ وكمل الإرواء والإهجاعُ، فمن ادعى بعد ذلك على رفع هذا الإجماع، وعزا أمرنا إلى الإبداع، فعليه الدليل القطعي من الكتاب والسنة وإثبات إجماع انعقد على حياة المسيح في عهد الصحابة وأنى لهم هذا ولو ماتوا متفكرين.وكيف وليس عندهم حجة من الله وليس معهم يتبعون إلا آباءهم الذين كانوا مخطئين قست القلوب ورفعت الأمانة وما بقي فيهم إلا فضول الهذر وما بقي فيهم من يطلب كالمتقين، وإذا قيل لهم آمنوا بمن جاءكم من عند ربكم على رأس المئة وعند ضرورة أحسها قلوب المؤمنين، قالوا لا نعرف من جاء وما نراه إلاّ أحدًا من الدجالين وقد عُلّموا أنه يجيئهم حكمًا عدلاً ويحكم بينهم فيما كانوا فيه مختلفين، فكيف يصير حاكمهم محكومهم وكيف يقبل كل ما أجمعوا من رطب ويابس ما لهم لا يتفكرون كالعاقلين، ويسبّونني عدوا بغير علم، فالله خير محاسبًا وهو يعلم ما في صدور العالمين.وقد كانوا يستفتحون من قبل ويعدون المئين، فلما جاءهم من يرقبونه نبذوا وصايا الله ورسوله وراء ظهورهم كأنه جاء في غير وقته وكأنهم ما عرفوه من علامة وكانوا من المعذورين.ألم يروا كيف الحجة بآيات السماء ويعصم عرض رسُوله من قوم کافرین، بل كفروا به يتم الله به
٤٤٤ وقالوا فاسق ومن المفترين فسيعلمون مَن فَسَقَ ومَن كان يفتري على الله وإن الله لا يخفى عليه خافية، والله لا يجعل عاقبة الخير إلا لقوم متقين.وما قيل لي إلا ما قيل للرسل من قبل تشابهت القلوب، وزين لهم أعمالهم وحسبوا أنهم يعطون الثواب على ما يؤذونني ويدخلون الجنة بالتحقير والتكذيب والتوهين.وكفّروني وفسقوني وكذبوني وجهلوني وقالوا كافر شرّ الناس.ولو شاء الله لما قالوا ولكن ليتمّ ما جاء في نبأ خير المرسلين، وما ينطقون إلا بطرا ورياء الناس ولا يدبرون الأمْرَ كالمنصفين، ولا تجد في قلوبهم إحقاق الحق كالصالحين، بل تجد كثيرا منهم يكيدون كل كيد ليطفئوا نور الله بأفواههم وما كانوا خائفين ألا يقرؤون القرآن أو لا يجاوز حناجرهم أو صاروا من المعرضين، ألا يعلمون كيف قال الله يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ، وقال: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) فما يقبلون بعد كتاب مبين، ألا يذكرون أن إجماع الصحابة قد انعقد على موت الأنبياء كلهم أجمعين، أيرتابون فيه أو كانوا من المعتدين، ما لهم لا يذكرون يوما مات فيه رسُول الله وثبت معنى التوفّي بموته وجمع في الصحابة كرب الأولين والآخرين، ونزلت عليهم مصيبة لن ينال كمثله أحد من العالمين وقال بعضهم لا تسلِم موت رسُول وإنه سيرجع لقتل المنافقين فحينئذ قام منهم عبد كان أعلم بكتاب الله بروحه فصار من المتيقظين، وقال أيها الناس إن محمدًا مات كما مات إخوانه من النبيين من قبله فلا تصروا على ما تعلمون ولا تكونوا من المسرفين، وقرأ الآية وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهُ شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرينَ ) ۲۲ فما كان من الصحابة من خالفه أو الله وأيده الله
٤٤٥ تصدى للجدال كالمنكرين، ورُفع النزاع الذي نشأ بين الصحابة وقاموا من المجلس معترفين باكين.ولا يخفى أنّ مقصود الصديق له من قراءة هذه الآية ما كان إلا تعميم الموت وتسكين القلوب المضطرة بعموم هذه السنة وتنجية المحزونين هما نزل عليهم وتسلية المضطرين، وإفحام المنافقين الضاحكين.ولو فرضنا أن الآية تدل على موت زمرة من الأنبياء فقط لا على موت سائر النبيين فيفوت المقصود الذي تحرّاه الصديق بقراءة هذه الآية كما لا يخفى على العالمين.فإن أبا بكر له ما كان مقصده من قراءتها إلا أن يبطل ما زعم عمر ومن معه من حياة نبينا وعوده إلى الدنيا مرة أخرى.ولا يحصل هذا المقصود من هذه الآية التي قرئت استدلالا إلا بعد أن تجعل الآية دليلاً وبُرهانًا على مَوتِ جميع الأنبياء الماضين.وليس بخفي أن مقصد أبي بكر من قراءة هذه الآية كان تسلية الصحابة بتعميم سنة الموت وتبكيت المنافقين، وإزالة ما أخذ الصحابة بموت نبيهم من قلق وكرب وضجر وبكاء وأنين.فلو كان مفهوم الآية مقصورا على ذكر موت البعض وحياة البعض فبأي غرض قرأها أبو بكر فإنها كانت تخالف ما قصده بهذا المعنى وما كانت قراءتها مفيدةً للسامعين وما كان حاصلها إلا أن يزيد قلق الصحابة ويزيد حزنهم فوق ما أحزنوا ويسح الأجاج على جرح المجروحين، فإن رسولهم الذي كان أحب الأشياء إليهم وكان جاءهم كالعهاد، وكانوا يرقبون أثمار بركاته رقبة أهلة الأعياد مات قبل إتمام آمالهم وقبل قلع المفسدين وأقيالهم بل مات قبل إهلاك الكاذبين الذين ادعوا النبوّة وثوروا الفتن في الأرضين.فلو كان ابن مريم وغيره أحياء من غير ضرورةٍ ومات نبينا الذي كانت ضرورته لأمة من غير ريبة وشُبهةٍ فأيُّ رُزء كان أكبر من ذلك لهؤلاء
٤٤٦ المخلصين وأي مصيبة كانت أصعب من هذه المصيبة لقوم فقدوا نبيهم خير النبيين؟ فلذلك كانوا يرجون طول حياة النبي النبيل وما كان أحد منهم يظن أنه يموت بهذا الوقت وبهذا العمر القليل، ويرجع إلى ربّه الجليل ويتركهم متألمين، فحسبوا موته في غير أوانه وقبل قطع الشوك وإرواء بستانه، وقبل إجاحة مسيلمة الكذاب وأعوانه فأخذهم ما يأخذ اليتامى الصغار عند هلاك المتكفّلين، وهذا آخر ما أردنا في هذا الباب، والحمدُ لله رَبِّ العالمين." المؤلّف میرزا غلام أحمد عافاه الله وأيّد