Language: AR
لقد نُشر هذا الكتيب في 24/8/1899م، وقد كرر فيه سيدنا المسيح الموعود عليه السلام بأسلوب جديد مضمونا ذكره في كتابه "التحفة القيصرية". وذكر حضرته في هذا الكتيب أيضا التسامح الديني والحرية الدينية التي أعطتها الحكومةُ الإنجليزية جميعَ الأديان على قدم المساواة وفنّد العقيدة الصليبية على أحسن وجه وأعلن أنه هو المسيح الموعود.
صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب د نائل با در اقول الحمد لله والين که یہ رسالہ مبارکہ میں میں حضرت ملک محظ فقیر دام قبالها کی برکات کا ذکر ہے.اور یہ بیان ہے کہ جناب مکہ مدد کے ہار عدالت مہدیں اور ان کے نہایت روشن ستارہ کی تاثیر سے انواع اقسام کی زمین اور آسمانی کر تین ہمیں کئی ہیں منطبع ہو کر انہی وجوہ کی مناسب ہے نام اس کا ستاره قيصر رکھا گیا اور یہ رسالہ مطبع ضیاء الاسلام قادیان مین تما م کی فضل دین صاحب ماں مطبع کے چھکر یہ راگ یا کو شائع ہوا تعداد جلد ۳۵۰ قیمت دور
ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب الحمد لله والمنة لقد طبع هذا الكتيب المبارك الذي فيه ذكر بركات الملكة المعظمة القيصرة، دام مجدها، وذُكر فيه أيضا أن في عهد الملكة الممدوحة العادل وبتأثير نجمها المتلألئ ظهرت بركات أرضية وسماوية من عدة أنواع.وبناء على ذلك سُمّى الكتيب: نجم التبصرة نشر بتاريخ ۱۸۹۹/٨/٢٤م في مطبعة ضياء الإسلام" بقاديان، بإشراف حكيم فضل دين المحترم صاحب المطبعة.عدد النسخ ٣٥٠ الثمن: آنتان
نجم القيصرة إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند ، رفيعة الشأن ملكة الهند وبريطانيا أدام الله مجــدهــا جميع أولا وقبل كل شيء أدعو الله القادر على كل شيء- أن يبارك في عمر ملكتنا المعظمة قيصرة ،الهند بركات كثيرة ويزيدها مجدًا وشوكة وجلالا ويقرّ عينيها بعافية أولادها وأقاربها.أما بعد فإن راقم هذه الرسالة الذي اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني، ويسكن في قرية صغيرة اسمها قاديان التي تقع في محافظة غورداسبوره على بعد سبعين ميلا تقريبا شمال شرقي لاهور، يقول: مع أن سكان هذا البلد يحبون الملكة قيصرة الهند دام مجدها بوجه عام سوى القلة القليلة التي أظن أن منهم من يعيش خفية حياة البهائم والسباع كل على قدر فهمه وعقله ومعرفته بمننها نتيجة أسباب الراحة التي يحظون بها بسبب عدلها العام واهتمامها بالرعية، وإنفاقها عشرات الملايين من الروبيات وسخائها المفرط لتوفير أسباب الأمن والوئام والراحة لجميع فئات الرعية؛ غير أنني بسبب علمي ومعرفتي بحقوق الحكومة السنية التي ذكرتها في كتابي "التحفة القيصرية" بالتفصيل، أكن إخلاصا وحبا وحماسا من الدرجة العليا لطاعة الملكة المعظمة ومسؤولى حكومتها الكرام، الأمر الذي لا أجد لبيانه كلمات لأعبر بها عن مدى ذلك الإخلاص.وبدافع هذا الحب والإخلاص الصادقين ألفت، بمناسبة احتفال اليوبيل على مرور ستين عاما على حكمها، كتيبا باسم قيصرة الهند، دام مجدها، وسميته: "التحفة القيصرية" وأرسلته لها كهدية متواضعة من درويش.وكنت موقنا يقينا
نجم القيصرة قويا بأني سأكرم بتلقي ردّ عليه وسيكون مدعاة لتكريمي أكثر من المتوقع.كان الباعث على هذا اليقين والأمل سموّ أخلاق قيصرة الهند التي ذاع صيتها على نطاق واسع في كافة بلاد الشرق، وهي عديمة المثال في سعة الأخلاق كسعة بلاد الملكة المعظمة بحيث إن العثور على نظيرها في مكان آخر ضرب من الخيال والمحال.ولكنني أستغرب كثيرا إذ لم يُمَنَّ علي حتى بكلمة ملكية واحدة.لا إِذْ يقبل ضميري أن تصل تلك الهدية المتواضعة أي كتيب "التحفة القيصرية" إلى الملكة المعظمة ولا أكرم بجوابها.لا غرو أن هناك سببا آخر لا دخل فيه لعلم الملكة المعظمة قيصرة الهند، دام مجدها، ومرضاتها.فإن حسن الظن الذي أكنّه للملكة المعظمة قيصرة الهند دام مجدها، دفعني مرة أخرى أن أوجه أنظارها إلى تلك الهدية أي "التحفة القيصرية"، وأسعد ببضع كلمات الرضا الملكي منها.فأرسل هذه الرسالة للهدف نفسه، وأتشجع لبيان بضع كلمات في حضرة الملكة قيصرة الهند، دام مجدها؛ بأني أنحدر من عائلة مغولية محترمة من البنجاب وقبل عهد السيخ كان أجدادي ولاة ولاية مستقلة، وكان والد جدي مرزا گل محمد-رجلا ذكيا ومفكرا وذا همة عالية وسيرة طيبة ومتصفا بمزايا القدرة على إدارة البلاد لدرجة عندما وهنت سلطنة سلاطين المغول بسبب افتقارهم إلى المؤهلات وخوضهم في اللهو واللعب والكسل وقلة عزيمتهم سعى بعض الوزراء أن يجلسوا على عرش حكومة دلهي الميرزا المحترم المذكور الذي كان يتحلى بجميع صفات التوقد الذهني والاهتمام بالرعية، وكان من العائلة الملكية.ولكن لما كان كيلُ حظ السلاطين المغول وعمرهم قد طفح سلفا فلم يلق هذا الاقتراح قبولا عاما، وتعرضنا لأصناف القسوة في عهد السيخ، وحرم أجدادنا من جميع القرى في الولاية، ولم يتذوقوا الأمن والسلام ولو ساعة واحدة، وكان قد قُضي على ولايتهم كلها و لم يبق لديهم قبل حلول سمو
أقدام السلطنة الإنجليزية الميمونة إلا خمس قرى.إن والدي المرحوم مرزا غلام مرتضى الذي واجه مصائب جمّة وهائلة في عهد السيخ كان ينتظر قدوم السلطنة الإنجليزية انتظار العطشان لقطرة ماء.وعندما قام واستتب حُكم السلطنة الإنجليزية في هذه البلاد سُرّ على هذه النعمة وكأنه نال كنزا من الجواهر الثمينة.وكان ناصحا أمينا ومخلصا جدا للحكومة الإنجليزية وبناء على ذلك قدّم للحكومة في أثناء مفسدة عام ١٨٥٧م خمسين فرسا مع الفرسان عونا لها.وظل على أتم الاستعداد بعد ذلك أيضا لدعم الحكومة قلبا وقالبا كلما اقتضت الحاجة ولو طالت المفسدة أكثر لكان أبي جاهزا لنصرة الحكومة إلى مئة فارس آخرين أيضا.باختصار، هكذا قضى حياته.أما بعد وفاته فتخلّيتُ أنا عن مشاغل الدنيا كلها وانصرفت إلى الله تعالى كليا.وما صدر مني من الخدمة للحكومة الإنجليزية أني طبعتُ قرابة خمسين ألف نسخة لشتى الكتب والكتيبات والإعلانات ووزعتها في هذا البلد والبلاد الإسلامية الأخرى، وقلتُ فيها بأن الحكومة الإنجليزية محسنة إلينا نحن المسلمين لذا من واجب كل مسلم أن يطيعها بالإخلاص ويشكرها بصدق القلب ويدعو لها.وقد ألفت هذه الكتب بلغات مختلفة أي بالأردية والفارسية والعربية ونشرتها في جميع البلاد الإسلامية حتى انتشرت على نطاق واسع في مدينتين إسلاميتين مقدستين أيضا أي مكة المكرمة والمدينة المنورة.كذلك نشرتها قدر الإمكان في القسطنطينية، عاصمة المملكة العثمانية، وبلاد الشام ومصر وكابول وفي مدن مختلفة في أفغانستان.وكانت النتيجة أن تخلّى مئات آلاف الناس عن أفكار الجهاد الخاطئة التي كانت راسخة في قلوبهم بسبب تعليم المشايخ عديمي الفهم.لقد صدرت مني هذه الخدمة بحيث أفتخر بأنه لم يستطع أحد من المسلمين من الهند البريطانية أن يأتي
بنظيرها.ولا أمن على الحكومة المحسنة بهذه الخدمة التي أسديتُها إلى ٢٢ عاما لأني معترف بأننا وأجدادنا نجونا بمجيء هذه الحكومة المباركة من أثون حديدي مشتعل.لذا أدعو رافعا يدي مع أقاربي جميعا قائلا: ربِّ أَطِل لنا بقاء هذه الملكة المباركة قيصرة الهند، دام ،ملكها واجعل ظل نصرتك حليفا لها في كل خطواتها، وأطل أيام مجدها كثيرا.لقد ذكرتُ في "التحفة القيصرية، التي أرسلتها إلى قيصرة الهند، الوقائع والخدمات والدعوات نفسها.وكنت أترقب الجواب كل يوم نظرا إلى حسن أخلاق ملكتنا المعظمة ولا أزال أنتظر ، وأرى أنه من المستحيل أن تصل إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند دام مجدها من داع لها مثلي هدية متواضعة مكتوبة بكمال الإخلاص ودم القلب، من دون أن يأتيه الجواب.بل إني واثق بأنه كان سيصلني حتما.لذا اضطررت لكتابة رسالة أخرى من باب التذكير وبسبب الثقة التامة بالأخلاق الرحيمة التي تتحلى بها الملكة.وهذه الرسالة لم تكتبها يداي فقط بل صب فيها قلبي قوة اليقين كلها وأطلق بها عنان يدي لتحريرها زاخرة بعواطف الإخلاص.أدعو الله تعالى أن يوصل رسالتي هذه إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند دام مجدها وهي تتمتع بالخير كله والعافية والسعادة، ثم يلهمها لتعرف بفراستها النبيلة ذلك الحب الصادق والإخلاص التام اللذين أكنهما لها في قلبي، وأن ترد علي ردّا كريما من باب مراعاة الرعية.وإنني مأمور بأن أزف إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند بشارة أيضا وهي أنه كما أقام الله تعالى بكمال رحمته وحكمته سلطانها في الهند وغيرها من البلاد نتيجة الأسباب الأرضية ليملأ الأرض عدلا وأمنا، كذلك أراد من السماء أن يقيم في عهدها المبارك من عنده ومن السماء نظاما روحانيا يدعم غايات الملكة المعظمة قيصرة الهند الغيب ومن
وأمانيها القلبية في إقامة العدل والأمن والرفاهية العامة للناس جميعا ورفع السماء الفساد وتهذيب الأخلاق وإزالة العادات الهمجية، ويساعدها بالسُّقيا من لتحضير بستان الأمن والعافية والصُّلح الذي تريدي زرعه.فبحسب وعده القديم المتعلق بمجيء المسيح الموعود أرسلني له من السماء، لأشتغل في دعم أهدافها الطيبة ومراميها المباركة منصبغا بصبغة رجل الله الذي ولد في بيت لحم وتربى في الناصرة.فقد مسحني ل ببركات لا تُحصى وجعلني مسيحا من عنده ليدعم بنفسه أهداف الملكة المعظمة الطيبة من السماء.فيا أيتها القيصرة المباركة سلّمكِ الله، وأفرح قلوبنا بطول عمرك ومجدك ونجاحك، إن مجيء المسيح الموعود من الله تعالى في عهد سلطنتك المفعم بنور حسن النية يشهد بأنّ لك قَدَم سَبْقٍ على السلاطين جميعا في حب الأمن وحسن الإدارة ومواساة الرعايا والعدل والإنصاف.يعتقد المسلمون والمسيحيون أيضا بأن الزمن والعهد الذي يوشك أن يأتي فيه المسيح الموعود سيشرب فيه الذئب والشاة من مورد واحد، وسيلعب فيه الصبيان مع الثعابين.فيا أيتها الملكة المباركة والمعظمة، قيصرة الهند، إن العهد المشار إليه هو عهدك هذا فلينظر من كان له عينان، وليفهم من كان خاليا العناد.من يا أيتها الملكة المعظمة إنه لعهدك الذي جمع بين الضواري والدواب المسكينة في مكان واحد فالصادقون الذين يشبهون الأطفال الصغار يلعبون مع الثعابين الأشرار ولا يشعرون بأدنى خوف تحت ظلك الآمن.فأي عهد يكون أكثر أمنا من عهد سلطنتك الذي يمكن أن يأتي فيه المسيح الموعود؟ يا أيتها الملكة المعظمة، إن لك أهدافًا طيبة تجذب النصرة السماوية.وإن قوة نيتك من الحسنة تسببت في تدلّي السماء إلى الأرض برحمة، لذا ما من عهد أنسب عهد سلطنتك لظهور المسيح الموعود، لذلك فقد أرسل الله تعالى في عهدك المنير
التي نورا من السماء، لأن النور يجذب النور والظلام يجذب الظلام.فيا أيتها الملكة ،المباركة ملكة الزمان، صاحبة الجاه والشوكة، إن الكتب ذكر فيها مجيء المسيح الموعود تشير بجلاء تام إلى عهدك الآمن.وكان ضروريا أن يأتي المسيح الموعود في الدنيا كما أتى النبي إيلياء في لباس يوحنا، بما جعله الله إيلياء من حيث صفاته وطبيعته.فهذا عين ما تحقق في حالي أيضا أنْ وُهِبَ شخص في عهدك المبارك صفات عيسى ال وطبيعته فسمي مسيحا، وكان من المحتوم أن يأتي لأن زوال ما ورد في صحف الله المقدسة مستحيل.فيا أيتها الملكة المعظمة وفخر الرعية، إن من سنة الله القديمة أنه إذا كان سلطان الوقت ذا نيّة حسنة ويريد الخير للرعية، ويبذل جهده قدر استطاعته لنشر الأمن والحسنة بوجه عام ويتألم قلبه من أجل التغييرات الحسنة الباطنية في رعيته تهيج رحمة الله في السماء لنصرته، ويُرسل بقدر عزيمته وأمنيته إنسان روحاني إلى الأرض.فيخلق مصلحا بسبب حسن نية هذا الملك العادل وعزيمته ومواساته للخلق عامة وإن حسن نية هذا الملك العادل وعزيمته ومواساته للخلق عامة تخلق هذا المصلح.وهذا يحدث عندما يولد ملك عادل كمنج في الأرض ويقتضي منجيا سماويا بطبيعة الحال انطلاقا من كمال عزيمته ومواساته لبني البشر.هذا ما حدث في زمن المسيح الله لأن قيصر الروم في ذلك الوقت كان إنسانا صالحا ولم يُرد ظُلما في الأرض، وكان يتمنى الخير والنجاة للناس.عندها أطلع ربِّ السماء قمرا منيرا من أرض "الناصرة"، أي عيسى المسيح ليخلق النضرة والخضرة والطراوة في قلوب الناس كما تحمل كلمة "الناصرة" في العبرية معنى النضرة والخضرة والطراوة.يا قيصرة الهند العزيزة، أطال الله بقاءك إن حسن نيتك ومواساتك الصادقة للرعية ليست أقل من قيصر الروم، بل أقول بكل قوة بأنها أكثر منه بكثير، ولما
كان كل الرعايا المساكين الذين يعيشون تحت ظلك، وتواسينهم يا أيتها الملكة المعظمة القيصرة - وضربتِ أمثلة مواساتك ونصحك ومراعاتك لهم من كل النواحى والجوانب؛ بما لا يوجد له نظير قط في أي من القياصرة السابقين من حيث الكمالات ،والبركات لذا فإن أعمال يديك المصبغة بالحسنة والسخاء أدعى إلى أن يساعدك الله تعالى من السماء بما كنتِ أيتها الملكة المعظمة تتألمين من أجل نجاة الرعية كلها وتعكفين على توفير النجاة والخير والراحة والإحسان إليها.فهذا المسيح الموعود الذي جاء إلى الدنيا إنما هو نتيجة بركة وجودك وإخلاصك القلبي ومواساتك الصادقة.فقد تذكر الله تعالى المنكوبين في الدنيا في عهد سلطنتك وأرسل من السماء مسيحه الذي ولد في بلادك وفي حدود سلطنتك ليكون شهادة للعالم على أن سلسلة عدل أرضك جذبت سلسلة عدل السماء، وأن سلسلة رحمك خلقت سلسلة الرحم في السماء.فلما كانت ولادة المسيح هي الحكم الأخير في العالم للتمييز بين الحق والباطل، الأمر الذي بسببه يُسمى المسيح الموعود حكما، وكما أشير في "الناصرة" إلى زمن الخضرة والنضرة، كذلك سميت قرية هذا المسيح "إسلام" بور قاضي ماجهي لكي يشار من خلال كلمة "قاضي" إلى الحكم الأخير من الله الذي الله الذي بسببه ينال الأصفياء بشارة الفضل الدائم.ولكي يومئ أيضا إلى اسم المسيح الموعود "الحكم"- إيماء دقيقا.لقد سميت هذه القرية "إسلام" بور قاضي ماجهي" عندما " عندما أُعطي أجدادي منطقة واسعة في بلاد "ماجه" ليحكموها في عهد الملك المغولي "بابر".ثم تحوّلت هذه الحكومة إلى ولاية مستقلة رويدا رويدا.ثم تحولت كلمة "قاضی" إلى "قادي" نتيجة كثرة الاستعمال، ثم تَحَوَّرَتْ أكثر وصارت " "قادیان".باختصار، إن للاسمين: "الناصرة" و"إسلام بور قاضي" معنى عميقًا إذ يدلّ
أحدهما على النضرة الروحانية والآخر يدل على الحكم الروحاني وهو مهمة المسيح الموعود.يا أيتها الملكة المعظمة، قيصرة الهند، بارك الله في عمرك بسعادة ومجد، كم هو مبارك عهدك إذ تؤيد يد الله تعالى أهدافك من السماء والملائكة يمهدون سبل حسن نيتك ومواساتك للرعية.إن أبخرة عدلك اللطيفة لتصعد مثل السحب لتجعل البلاد كلها محسودة من فصل الربيع.الشرير من لا يقدر عهد سلطنتك حق قدره، ووقح ذلك الذي ليس شاكرا لمننك.ما دام ثابتا ومتحققا أن للقلب من القلب دليلا لذا ليست بي حاجة أن أقول مجاملةً بأني أكن لك محبة صادقة، وفي قلبي لك حب وتعظيم خاص.إن أدعيتي لك جارية ليل نهار كالماء الجاري.لا أطيعك تحت ضغط السياسة القاهرة بل إن مزاياك العديدة قد جذبت قلبي.يا قيصرة الهند المباركة طوبى لك على هذه العظمة والصيت الطيب.إن نظر الله مركز على بلد أنظارك عليه.وإن يد رحمة الله على الرعية التي كلتا يديك عليها.لقد أرسلني الله تعالى بسبب نياتك الحسنة لأقيم من جديد سبل التقوى والأخلاق الفاضلة والصلح.يا أيتها الملكة العالية، قيصرة الهند، قد أخبرني الله تعالى أن هناك عيبا في المسلمين وعيبا في المسيحيين وبسببه ابتعدوا عن الحياة الروحانية الحقيقية، ولا يسمح لهم هذا العيب أن يتحدوا، بل يسبب الفرقة بينهم.وذلك العيب في مسألتين خطيرتين وخاطئتين جدا يعتنقهما المسلمون بظنهم أن الجهاد بالسيف رُكن دينهم.وبسبب هذا الجنون حين يقتلون شخصا بريئا يزعمون أنهم قاموا بعمل عظيم يثابون عليه.ومع أن هذا الاعتقاد قد صلح إلى حد كبير لدى كثير من المسلمين في الهند البريطانية وصارت قلوب آلاف المسلمين مطهرة منه
۱۳ نتيجة جهودي الممتدة على ٢٢ أو ٢٣ عاما ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأفكار ما زالت موجودة بشدة في بعض الأقطار الأخرى، وكأنّ هؤلاء القوم قد ظنوا أن مغزى الإسلام وجوهره ليس إلا القتال والإكراه فقط.ولكن هذا الرأي ليس صحيحا مطلقا.لقد ورد في القرآن الكريم أمر بوضوح تام ألا ترفعوا السيف لنشر الدين، بل قدموا محاسن الدين واجذبوا الناس إليكم بسيرتكم الطيبة.ولا تظنوا أن الإسلام قد أمر برفع السيف في صدر الإسلام، لأن ذلك السيف لم يُرفع لنشر الدين بل سُلّ للدفاع عن هجمات الأعداء أو لإرساء دعائم الأمن، و لم يكن الهدف من ورائه الإكراه من أجل الدين قط.من المؤسف أن هذا العيب مازال موجودا في المسلمين المخطئين إلى اليوم، وقد نشرتُ لإصلاحه أكثر من خمسين ألف نسخة من كتيب وكتاب مفصل وإعلان في هذا البلد وبلاد أخرى.وإنني آمل أن وقت خلاص المسلمين من هذا العيب لموشك.والعيب الثاني في قومنا المسلمين هو انتظارهم مسيحا ومهديا سفاكين يملآن العالم دما بحسب زعمهم، مع أن هذه الفكرة خاطئة تماما.لقد ورد في كتبنا الموثوق بها أن المسيح الموعود لن يشن الحروب ولن يرفع السيف بل سيتحلى بصفات عيسى ال وأخلاقه في الأمور كلها، ويكون منصبغا بصبغته وكأنه هو.فهذان العيبان موجودان في المسلمين المعاصرين، وبسببها يبغض كثير منهم أقواما آخرين.ولكن الله تعالى أرسلني لإزالة هذين الخطأين.وإن لقب "القاضي" أو "الحكم" الذي أُعطِيتُه إنما أعطيته للحكم نفسه.ومقابل ذلك هناك خطأ في المسيحيين أيضا وهو أنهم يُطلقون كلمة اللعنة، والعياذ بالله، على إنسان مقدس وصالح مثل المسيح الذي سُمِّي في الإنجيل نورا.ولا يدرون أن اللعن واللعنة لفظ مشترك بين العبرية والعربية ومعناه أن يبعد
قلب الملعون من الله تعالى وينحرف عنه ويهجره تماما ويصير نجسا كما ينجس الجسد ويفسد بسبب الجذام والعرب وعلماء العبرية متفقون على أن الملعون أو اللعين لا يُطلق على أحد إلا إذا قطع قلبه مع الله تعالى جميع علاقات الحب الله منه والمعرفة والطاعة في الحقيقة وأصبح تابعا للشيطان وكأنه صار ابنه، وتبرأ الله وهو تبرأ من الله، وكان الله عدوا له وكان هو عدوا الله، لذلك سمى الشيطان لعينا.فإن إطلاق الاسم نفسه على المسيح وتشبيه قلبه الطاهر والمنير بقلب الشيطان المظلم، والعياذ بالله والاعتقاد في الذي يقولون بأنفسهم أنه خرج من وهو نور متجسد، وأتى من السماء، وهو باب العلم وسبيل معرفة الله ووريثه، قد صار ملعونا، والعياذ بالله، وأصبح وارثا للشيطان بعد أن طرد من عتبات الله وصار عدو الله واسود قلبه وانحرف عنه وعمى من حيث معرفة الله فاستحق لقبا خاصا بالشيطان أي ،اللعنة، إنما هو اعتقاد يتمزق القلب لسماعه إربا ويقشعر لهوله الجسد.فهل انحرف عن الله قلب مسيح الله مثل قلب الشيطان؟ وهل أتى على مسيح الله الطاهر حين من الدهر تبرأ فيه من الله وصار عدوا له في الحقيقة؟ إن هذا إلا خطأ فادح وإساءة كبيرة تكاد السماوات يتفطرن منها.باختصار، إن معتقد المسلمين عن الجهاد القتالي إساءة بحق المخلوق، ومعتقد المسيحيين المذكور إساءة بحق الله نفسه.وإذا كان ممكنا أن يسود الظلام في حال وجود النور، لكان ممكنا في هذه الحالة فقط والعياذ بالله - أن يجذب قلب المسيح لنفسه اللعنة المسمومة في وقت من الأوقات.وإذا كانت نجاة الناس مقتصرة على هذه الإساءة وحدها فالأفضل ألا ينال أحد النجاة أصلا لأن موت المذنبين جميعا أهون من أن يُعَدّ شخص منير ونور متجسد مثل المسيح غارقا في ظلمة الضلال ولعنة الله وهوّة عداوته.لذا أسعى جاهدا أن
يتماثل معتقد المسلمين هذا ومعتقد المسيحيين ذاك إلى الإصلاح.وأشكر الله تعالى على أنه رزقني النجاح في كلا المرادين.ولما كانت الآيات السماوية والمعجزات الإلهية حليفتي دائما فما عانيتُ كثيرا في سبيل إقناع المسلمين بل تبعني آلاف منهم برؤيتهم عجائب آيات الله التي هي فوق العادة، وهجروا المعتقدات الخطيرة والهمجية التي كانت مترسخة في قلوبهم.إن حزبي لناصح أمين لهذه الحكومة ويكن في قلبه من حماس الطاعة أكثر من غيره في الهند البريطانية، وإنني لسعيد جدا على ذلك، وأن الله تعالى نصرني وأيدني لإزالة العيب المذكور في المسيحيين بأسلوب لا أجد الكلمات للشكر عليه.فقد ثبت بأدلة قاطعة وبأوجه قوية كثيرة أن المسيح العلم يمت على الصليب بل أنقذ الله هذا النبى المقدس من الصلب وأدخل بفضل الله تعالى في القبر حيا في حالة الإغماء وليس الموت، وخرج منه حيا كما قال بنفسه في الإنجيل بأن حالته ستُشبه حالة النبي يونس.لقد وردت في إنجيله كلمات بأنه سيري معجزة كمعجزة النبي يونس فأرى تلك المعجزة إذ دخل القبر حيا وخرج منه حيا.وهذا ما يتبين لنا من الأناجيل.ولكن أكبر بشارة تلقيتها إضافة إلى ذلك هي أنه قد ثبت بأدلة قاطعة أن قبر عيسى اللي موجود في سرينغر في كشمير.وقد ثبت أنه خرج من بلاد اليهود وجاء إلى أفغانستان عبر نصيبين، ومكث في جبال "نعمان" إلى فترة من الزمن ثم حل بكشمير ومات في سرينغر عن عمر يناهز ۱۲۰ ،عاما، وقبره موجود في حارة "خانيار".لقد ألفتُ حول هذا الموضوع كتابا اسمه: "المسيح الناصري في الهند".وهذا نجاح عظيم تحقق لي.وأعلم أن نتيجته عاجلا أم آجلا ستكون بأن يجتمع ويتصافح بالحب والصداقة هذان القومان الكبيران، أي المسيحيون والمسلمون، المتفرقان منذ مدة طويلة ضاربين نزاعات كثيرة عُرض الحائط.فما دام قد تقرر
١٦ ذلك في السماء لذا توجّهت حكومتنا الإنجليزية أيضا بشدة إلى خلق الوحدة بين الأمم كما يتبين من بعض البنود في قانون تهدئة الأوضاع.والسر الحقيقي في ذلك هو أن الاستعداد الذي يتم في السماء بأمر الله تتولد الأفكار نفسها إلى قلب الحكومة في الأرض أيضا.فقد خلق الله تعالى من السماء بسبب حسن نية ملكتنا المعظمة أسبابا لتتحقق في الأمتين أي المسيحيين والمسلمين وحدة فلا يُعدوا بعد ذلك قومين اثنين.والآن، لن يتبنى عاقل بعد هذا البيان عن المسيح اللي اعتقادا أن قلبه تصبغ بصبغة اللعنة المسمومة والعياذ بالله - في وقت من الأوقات لأن اللعنة نتيجة لكون المرء مصلوبا.فلما لم يثبت كونه صلب بل ثبت أنه ببركة أدعيته التي دعاها في الحديقة طول الليل ووفق مشيئة الملاك الذي ظهر في منام زوجة بيلاطس شفيعا لإنقاذ المسيح ال، وكذلك من منطلق تشبيه المسيح نفسه بالنبي يونس إذ اعتبر بقاءه حيا في بطن الحوت لثلاثة أيام نموذجا لعاقبته؛ نجاه الله تعالى من الصليب ونتيجته التي هي اللعنة، وسمع ل نداءه الأليم: "إيلي إيلي لما شبقتني"." هذا هو البرهان البين الذي سيقفز له تلقائياً قلب كل باحث عن الحق فرحًا و سرورا.فمما لا شك فيه أنها ثمرة بركات ملكتنا المعظمة قيصرة الهند التي - لا يمكن القبول بحال من الأحوال، ولن يقبل ضمير عاقل أن يعقد الله عزما صميما لصلب المسيح ولكن يضطرب الملاك لإنقاذه دون مبرر، وتارة ينفخ في قلب بيلاطس حب المسيح ويُجبره على التصريح بأني لا أرى ليسوع ذنبا ، وتارة يأتي في منام زوجته ويقول لها بأنه لو صلب المسيح لما كان ذلك خيرا لكم.ما أغرب أن يخالف الملاك إرادة الله؟ منه.- أي: إلهي إلهي لماذا تركتني.منه
نزهت ذيل المسيح العل من تهمة باطلة لحقته منذ ١٩٠٠ عام تقريبا.۱۷ لا أرى مناسبا أن أطيل هذا المقال المقال المتواضع أكثر، وإن كنت أعلم أني به لم أستطع أن أؤدي حق إظهار الحماس القلبي الذي كنت أود أن أبلغ إخلاصي وطاعتي وعواطف شكري إلى قيصرة الهند (دام ملكها)، فأنهيها مضطرا هنا على الدعاء من الله الذي هو مالك السماوات والأرض ويجزي على الأعمال الصالحة أن يجزي عنا من السماء قيصرة الهند المحسنة، (دام ملكها)، خير الجزاء، ويرزقها فضلا لا يقتصر على الدنيا فقط بل يهبها أيضا راحة وبحبوحة حقيقية ودائمة ستنال في الآخرة ويهبها السعادة ويهيء لها أسبابا لنيل السعادة الأبدية ويأمر ملائكته أن ينوِّروا هذه الملكة المباركة والمعظمة - التي تنظر إلى المخلوقات بنظر الرحمة إلى هذا الحد بنور الإلهام الذي ينزل على القلوب دفعة واحدة كالبرق وينور الصدر كله ويُحدث فيه تغييرا يفوق التصور.يا إلهي أسعد ملكتنا المعظمة قيصرة الهند من كل الجوانب دائما، واجذبها إلى أنوارك الدائمة بقوة عليا منك وأدخلها في سرور أبدي، إذ لا شيء مستحيل أمامك، آمين.فليقل الجميع آمين.ملتمـــــــــــس الـ العبد الضعيف، مرزا غلام أحمد من قادیان محافظة غورد اسبوره (البنجاب) ١٨٩٩/٨/٢٠م ******