Language: AR
شار البانديت "رام بَجهدَت" زعيم مجلس آريا الديني في لاهور بالبنجاب، في خطابه الأخير في 1/3/1903م إلى اسم المسيح الموعود عليه السلام بعد أن قرأ قضية "النيوك" في كتابه عليه السلام "نسيم الدعوة" وقال: "لو ناقشني في موضوع النيوك لأمكن لي أن أبين له فوائده كلها". (الخزائن الروحانية المجلد19، ص467) فألّف المسيح الموعود عليه السلام هذا الكتيب الوجيز بعنوان: "سناتن دهرم" (مذهب سناتن) ونشره بتاريخ 8/3/1903م بعد أن سمع رأي زعيم معروف لآريا سماج عن "نيوك"، وذكر عليه السلام فيه كون الـ "نيوك" منافيا للغيرة والفطرة البشرية وبيّن مضراها، وإلى جانب ذلك مدح أتباع سناتن دهرم بكلمات تالية: "لما كان تأييد الحق واجبي، اضطررت إلى القول هنا تأييدا للحق فقط بأن أتباع مذهب "سناتن دهرم"، إن نحَّينا بعض مبادئهم جانبا، أفضل بآلاف المرات من أتباع مذهب آريا، فهم لا يسيئون إلى إلـههم قائلين بأنهم متساوون معه بكونهم أزليين وغير مخلوقين، ولا يقبلون مسألة "النيوك" المخجلة أيضا. ولا يوجهون إلى الإسلام اعتراضات سخيفة لأنهم يعرفون أن مبادئه تشكِّل قاسما مشتركا بين جميع الأمم. معظمهم يتحلون بدماثة الأخلاق، ولا توجد فيهم حذلقة وشطارة وحِدّة خطيرة.... إن بعض الآريين قد تجاوزوا الحدود في الحذلقة والتجاسر، مما يدل على أنهم كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار." (الخزائن الروحانية المجلد19، ص474-475) ثم ذكر باختصار الأمور الثلاثة المذكورة في "نسيم الدعوة" التي تقتضي تغيير الدين. والحق أن هذا الكتيب الوجيز تتمة لكتاب "نسيم الدعوة".
مذهب "سناتن" مذهب "سناتن" حضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي
مذهب "سناتن" 3 V
مذهب "سناتن" صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول چونکہ اس رسالہ میں انصاف کی رو سے کسی قدر سناتن دھیم کی مدد ہے اس لئے اس کا نام رکھا گیا تصنیف لطیف حضرت مسیح موعود و مہدی مسعود امام توت علی اسلام می را اعلام انا صاحب قادیانی ملامت ایران در پاری مطبع ضیاء الاسلام قادیان دار الامان میں اہتمام فقط حي فضل الدین صاد کے چھپ کر شائع ہوا تعدادا عت ۲۰۰۰ بار اول ۱۸۰
ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب مذهب "سناتن" حيث إن في هذا الكتيب نوعا من التأييد لمذهب "سناتن دھرم" من باب ول العدل فقد سُمّى الكتيب: "سناتن دھرم " أي مذهب "سناتن" ************ التأليف المنيف لسيدنا المسيح الموعود والمهدي المسعود، إمام الوقت الميرزا غلام أحمد القادياني الله سلمه الله الرحمن ١٩٠٣/٣/٨م *** ***** طبع في مطبعة "ضياء الإسلام" بقاديان دار الأمان بعدد ٢٠٠٠ تحت إشراف الحافظ الحكيم فضل الدين المحترم ۲۰ *** *** هو أحد مذاهب أو فروع الهندوسية.(المترجم) '
مذهب "سناتن" قصيدة من المؤلف ترجمة قصيدة أردية: "يا أتباع مذهب آريا لا تعرضوا أنفسكم للعذاب، لماذا تورطتم يـــا أصدقائي في أفكار سخيفة؟! ما الذي جرى لقلوبكم يا قوم الآريين؟! أمستيقظون أنتم أم في المنام تتحدثون؟! أليس الله الحق بخالق أرواحكم؟! ليس في جوابكم هذا رائحة الإيمان إن لم يخلق الله روح العشاق فلماذا يجدون في أنفسهم اضطرابا للغير إذا كان ذلك الإله بعيدا وما مس الأرواح، فمن كتبـه في كتـاب القلوب؟! الحرقة التي تشعر بها قلوب العشاق من أجله لما لم نرها حتى في لحم أجلها الله يشوى على النار إنه يسقي جام الوصال من كان فانيا، ولا فرق في جنابه بين الشيخ والشاب لا يحظى بوصاله إلا من يصير ترابا، ولا ينفع في هذا السبيل مجرد القيل والقال الظاهري فهو يصبح لمن يصبح له الله، والذي يخرّ على عتباته يكون في حضنه 6
مذهب "سناتن" انظروا إلى الزهور إن رونقها وبماءها إنما هو بسببه هو ، وفي الشمس والقمر يسطع نوره في جمال الجميلين يسطع نوره ما حقيقة الجمال؟! بل هو الذي يسطع في الحُحُب إليه تشير كل خصلة شعر، والبعد عنه يسبب لها القلق والاضطراب المستديم كل عين منتشية بعشقه تُري وجهه وكل قلب يلتهب نتيجة عشقه الأغبياء الذين لا يؤمنون بقدرته، يبحثون عن الماء في السراب عبثا إنهم ينكرون قدرة ذلك القدير ويهذون كالسكران من الخمر لا يريدون أن يروا تلك الذات، خشية عتاب قومهم أرني جمالك، حتام يبقى ذلك الوجه في الحجاب فيا حبيبي والنقاب؟!" اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (النور: ٣٦)
۱۸۹ نحمده ونصلي على رسوله الكريم "النيوك " مع أنني كتبتُ عن "النيوك" في كتابي "نسيم الدعوة" بقدر ما كـــان مناسبا، وأعلم أنه مفيد جدا ويكفي من يبحث عن الحق، ولكنني سمعت من بعض الناس أن البانديت رام" بجهدَت" زعيم مجلس آريا الديني في البنجاب ذكرني في خطابه الأخير في جلستهم في قاديان بعد أن وصله كتابي: "نسيم الدعوة" وقال عني: لو ناقشني في موضوع النيوك لأمكن لي أن أبين له فوائده كلها.فأقول بكل احترام بأني قد بينت في كتابي "نسيم الدعوة" كل شيء بحسن النية بمقتضى الغيرة الإنسانية والضمير الإنساني الطاهر.وما كنت من ذلك مناظرة أو نقاشا بل كان قصدي هو النصيحة المبنية على أقصد إن ملخص تعليم "النيوك" هو أن أي شخص من الآريين لم يولد له ولد ذكر أو ولدت له الإناث فقط تأمره الفيدا أن يجعل زوجته تضاجع شخص للحصول على الأولاد، ولن ينال النجاة بغير ذلك.(المترجم)
9.70 المواساة.ولست وحيدا في ذلك بل هناك آلاف الهندوس والملتزمــــون بمذهب السيخ النبلاء أيضا الذين لا يجيزون أن تسود امرأة متزوجة من عائلة شريفة وجهها مع شخص آخر في حياة زوجها لمجرد الطمع في الأولاد.أما فوائد "النيوك"، ولعل البانديت يقصد منها الأولاد نتيجة النيوك بحيث يتولّد أحد عشر ولدا هكذا وتكثر الذرية؛ فأرجو ألا ينزعج البانديت أن أولادًا مثلهم عار على إنسان محترم وليسوا مفخرة.أرى أنه لو بقيت امرأة محصنة محرومة من الأولاد طيلة عمرها لكان موتها دون أولاد خيرًا لها من أن تضاجع شخصا غير زوجها وتحصل على أولاد يُدعون أولادا غير شرعيين عند العقل.وإذا كان الصدق شيئا يعتد بـه فلماذا يُنسب إلى ذلك الديوث الشقى الأولاد الذين ليسوا من نطفته؟ بل هم أولاد الذين ولدوا من نطفتهم.ليت مثل هذه المرأة قد ماتت قبل الحصول على مثل هؤلاء الأولاد، فكان خيرا لهـا.يجــب علـى البانديت "رام بجهدت" ألا يصر كثيرا على قضية "النيوك" المخجلة.بل لما كانت هذه المسألة تناقض الحياء الإنساني فالأنسب أن تشطب مـــن مبادئ مذهب الآريا.وينبغي أن يُنشر إعلان عام أن البانديت ديانند قد ارتكب خطأ جسيما باختياره حياة العزوبة وبعدم شعوره بالغيرة التي يشعر بها كل رجل شريف تجاه زوجه لذا يشطبه مذهب آریـــا مــن
۹۱ مبادئه، ويجب أن يوقع عليه أناس كثيرون حتى لا يجد معتــــرض مــــالا للاعتراض بعد ذلك، وإلا فليعلموا أن مبدأ النيوك وصمة عار على مذهبهم ولا أرى أن السيدات المطهرات مستعدات للنيوك، بل أخشى أن تموت امرأة بتناول السم نتيجة إكراهها على النيوك'.فيا أيها السادة، عليكم أن تجتثوا هذا البلاء من قــــومـكـم ســــريعا – دعوكم عن أشياء أخرى ولا تحملوا الفيدا مسؤوليته دون مبرر.لا تتوقعوا أن يقبله نبلاء الهند ونبيلاتها وشرفاؤها وشريفاتها.بل يبدو لي أن عادة التبني تطرقت إلى الديانة الهندوسية بسبب عادة النيوك فقط.بمعنى أنه حين رأى الشرفاء والشريفات أن هذا تقليد نجس اختاروا تقليـــد التبني بدلا منه، و لم تقبل شهامة الرجال أن يجعلوا نساءهم يعملن بطريق النيوك المخجل، لذا أحبوا أن يتخذوا المتبنّى.وإن كان التبني أيضا نوع من التصنُّع ولكنه أفضل ألف مرة من هذه الوقاحة والتقليــــد السيء على أية حال النيوك عادة نجسة ووقحة لدرجة إذا قيل عندها أحط الفئات الاجتماعية أن يجعل زوجته تفعل ذلك، لشخص من لاستعد على أن يقتل القائل أو يُقتل هو.فكيف لا نتأسف على الآريين السيدات في الهند ظللن إلى الآن على علاقة مخلصة وصادقة أزواجهن لدرجة مع أنهن ظللن يحرقن أنفسهن من أجلهم.ولكن كيف يمكن للمرأة التي تضاجع آخرين، مع أن زوجها حي يُرزق، أن تحب زوجها على هذا النحو؟ منه.
۱۹۲۰ إذ قبلوا مغمضين أعينهم ما قاله البانديت ديانند إن أتباع "سناتن دهرم" أيضا إخوتهم من حيث القوم؟! أفلا يقرأون الفيدا منذ القدم؟ فلماذا لا يحبون هذه العادة الوقحة؟ المؤسف في الموضوع أنه عندما يقال للآريين نُصحا لهم أن يرتدعوا عن هذه العادة ولا يجعلوا نساءهم يمارسنها استاؤوا من ذلك.إن حالتهم غريبة حقا إذ لا يستحيون من هذه الفعلة شيئا.قبل بضعة أيام دعوت بعض الآريين إلى بيتي، وكان من بينهم شخص اسمه "كشـــن سنغ" الذي تنحى عن اتباع باوا" نانك" ساخطا، وانضم إلى مذهب آريا مؤخرا، تاركا شخصا كانت فيه الروحانية والطهارة وكان قلبــه مليئا بحب إلهه، وبدأ يذكر بانديت ديانند كل حين.وكان معه "لاله شرمبت" و"لاله ملاوا مل" من قاديان والبانديت "سوم راج" سكرتير آريا سماج في قاديان أيضا بالإضافة إلى بعض الهندوس من أتباع المذهب سناتن" دهرم فنصحتُ لهم كثيرا وقلتُ بأنه ليس مناسبا لكم أن تطلبوا من نسائكم القيام بهذا العمل وخاصة في هذه القرية.فلزم الجميع الصمت وندموا ولكن قال البانديت سوم راج": لا ضير في هذا الأمر.وعندما سمع أتباع مذهب سناتن دهرم الموجودون في المجلس أن هـذا الشخص أجاز لزوجته هذه الفعلة الشنيعة في المجلس الحافل و لم يستحي مطلقا، بدأوا يقولون عفويا: يا إلهي ! يا إلهي! أما بقية الآريين فغطّـــوا
9570 وجوههم وضحكوا.ولعل قرابة ثلاثين شخصا كانوا موجودين حـــــين تفوه هذا البانديت بتلك الكلمة المخجلة.من المؤسف جدا أن الآريين لا يتركون هذه العادة الشنيعة بــل يقولون ثائرين: ألا يمارس المسلمون المتعة، أي ألا يطلقون زوجاتهم؟ نصحتُ لهم كثيرا وقلت يا مساكين أين هذا العمل بأن يسمح الزوج وهو حي لامرأته أن تقوم به من الطلاق الذي هو معترف بـه عند الضرورة في العالم كله؟ ولكنهم لا يكادون يفقهون.إن أتباع مذهب سناتن" "دهرم الذين لديهم حياء وغيرة يكادون يموتون خجلا، إذ يُذنب قوم ويواجه قوم آخرون الندم بسببه.لقد قلنا لهم مرارا بأنه إذا نكح أحدٌ امرأة ثم طلقها في وقت من الأوقات، أو إذا حدد موعـــــدا للطلاق بأنه سوف يطلقها بعد مدة كذا وكذا، وهذا ما يعده بعض الشيعة "متعة"، فهذا النكاح ليس له أدنى علاقة بعادتكم المذكورة آنفا.علما أن النكاح الذي يحدد فيه موعد الطلاق مسبقا ممنوع في ديننا؛ إذ يمنعه القرآن الكريم بكل وضوح.كان أسلوب النكاح من هذا النــــوع يُعقد في العرب إلى وقت معين قبل الإسلام، ولكن القرآن الكريم منعه، فحُرم بعد نزول القرآن الكريم.غير أن هناك بعض فرق الشيعة ما زالوا يعملون به، ولكنهم أسرى تقليد زمن الجاهلية، ولا يجوز لعاقل أن يشير إلى خطأ غيره بغية التغطية على أخطائه.هل يُطلق سراح محرم لمجرد أن وس
٩٤ يشير إلى جريمة غيره؟ لقد ورد في كلام الله تعالى تعليم صريح عن النكاح ولم يُذكر فيه نكاح يقول فيه الرجل بأني سأطلق بعد مدة كذا وكذا.وفي هذه الحالة يقع اعتراضهم على الطلاق، وليست في الدنيا فرقة تعارض الطلاق، فالمرء يضطر إليه في بعض الأحيان لضرورة ما.باختصار، حين يُمنع الآريون من هذه الفعلة المخجلة يقولون بشيء الندامة: الطلاق موجود عند المسلمين أيضا.من فيا أيها المساكين في أي دين لا يوجد طلاق؟ فإذا حدث اختلاف شديد بين الرجل والمرأة فما السبيل إلا الطلاق؟ فالأنسب لكم ألا تقولوا مثل هذا الكلام، واتركوا "النيوك".ما الفائدة من القول بأن في النيوك فوائد وأسرارا كثيرة؟ عليكم أن تجتنبوا هذه العادة في أيـــام الطاعون على الأقل خشية أن يتفشى هذا البلاء أكثــر نتيجـة هـذه التصرفات.ولكن من المؤسف حقا أن بذاءة اللسان قد تعاظمت في الآريين كثيرا على الرغم من عادة النيوك التي كان يجب أن يخجلـــوا بسببها.لقد قابلني بعض الآريين المحترمين بمناسبة جلستهم الحالية في قاديان واعترفوا بأنه قد استخدمت فيها لغة بذيئة جدا.خاصة وقد ذكر معظمهم شخصا معينا وقالوا بأنه كان شريرا وسليط اللسان بوجه خاص.
9070 فليكن واضحا أنه ليس المراد من الدين توجيه الاعتراضات دون تفكير رصين وإضفاء جوِّ على الجلسة بالاستهزاء والسخرية مثل المهرجين.لا يستقيم أي دين بهذه الطريقة.والطريق الأمثل للنبلاء هـــو أن يعترضوا على المبادئ التي تشيعها الفرقة الأخرى نفسها، ولكن يجب ألا يعترضوا على كتاب سماوي لقوم ما لم يكن لديهم إلمام كامـــل واطلاع شامل عليه بأدلة كاملة.خذوا مسألة "النيوك" مثلا، فمما لا شك فيه أن ضمير الإنسان لا يقبل وقاحة أن تضاجع زوجته، مع كونه حيا، شخصا آخر ليس مرة أو مرتين بل إلى ١٢ أو ١٣ عاما أي ما لم تنجب أحد عشر ولدا وكل فطرة سليمة تأنف هذا الأمر.والحق أنــــه ما من وقاحة أكبر من ذلك، ولن يقبل أي ذي حياء أن يرى في حياته امرأته في هذه الحالة.ولكن يجب ألا تظن أبدا جماعتنا التي أُسســــت لإقامة التقوى أنه تعليم الفيدا.في رأيي، هذا ليس تعليم الفيدا قط بــل أعلم جيدا أنه يمكن أن يُستنتج من عبارة أو جملة واحدة عشرون معنى أحيانا.ففي مثل هذه المواضع يختلق شخص سيء معنى سيئا من عنــــده ويستنبط شخص ذو طبع طاهر معنى طاهرا.هناك أناس يريدون أن ينشروا الفاحشة في القوم بُغية إشباع أهوائهم النفسانية.فيقدمون مـــــن كتاب يعده القوم كتابا سماويا عبارة أو آية بُغية إيجاد العذر لأنفسهم وبذلك يُهلكون قليلي الفهم.فمن واجب جماعتنا أن يبتعدوا دائما عن
20 هذه الطرق والأساليب لأنها بعيدة عن الحذر والتقوى.الحق أن الاعتراض على المبادئ التي توجد بين جميع الأقوام تقريبا كقاس مشترك ليس إلا جهلا وتعنتا بحتا يمارسه الآريون.فمثلا، الاعتراض على الزواج المتعدد والطلاق عند الضرورة وغيرها من الأمور التي تشكل قاسما مشتركا بين الأمم كلها، ليس عمل إنسان نبيل؛ لأن هذه الأمور موجودة في كل قوم.والحق أن هناك أمرين جديرين بالاعتراض؛ الأول: الأرواح والأجسام ليست خلق الله، بل هي أزلية.آلهة نفسها مثل الله تعالى تماما وهي والأمر الثاني والمخجل هو ما يسمى "النيوك"، ولكن هذا الاعتراض ليس على الفيدا بل على البانديت "ديانند" الذي روّج مذهبا مثله.فلتنتبه جماعتنا جيدا إلى ألا تتفوه بكلمة أكثر مما يقتضيه الحـذر أن والحيطة.صحيح في الآريين أناسا كثيرين ذوي ألسنة حداد، فـــــلا ينتبهون عند الاعتراض إلى أي مدى بحثوا في صحة الاعتراض، بـل يقولون ما يشاؤون تاركين الكلام على عواهنه؛ لأن هدفهم هـو الاستهزاء والسخرية وليس التحقيق.بعضهم ينظرون إلى كتاب الله نظرة سطحية فقط ويعترضون فورا دون أن يعقلوا بما فيه الكفاية لا شك أن كلام الله يتضمن استعارات في بعض الأماكن، ويضم في طياته
۱۹۷ مجازا في أماكن أخرى، وبمناسبات أخرى يكون الهدف هـو المعــــى الحقيقي الظاهر.فما لم يعلم المرء علما كاملا، وما لم يكـــن قلبـه نزيها، كان الاعتراض جهلا محضا.الواصلون إلى الله هــم الـذين يدركون معنى كلام الله على وجه الحقيقة.وإذا كان أحد غارقا في نجاسة الدنيا كليا وكانت عيناه ،عمياوين وكان قلبه نجسا؛ فما حقيقة اعتراضه على كلام الله في هذه الحالة؟ يجب على المرء أن يطهر قلبه أولا ويتخلى عن أهواء النفس ثم يتوجه إلى الاعتراض.فمثلا، جاء في القرآن الكريم: وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى.فيمكن أن يعترض معترض مثله الذي لا يدرك منطوق كلام الله ويقول، انظروا! يقول دين المسلمين إن العميان لن ينالوا النجاة فما ذنب الأعمى المسكين؟ ولكن الذي يقرأ القرآن الكريم بالإمعان متخليا عن العنـــاد سيُدرك أنه ليس المراد من العميان هنا عميان الأعين بل المراد هم عميان القلوب.والمراد هو أن الذين لا يستطيعون أن يروا الله تعالى في هذه الدنيا لن يروه ل في الآخرة أيضا.كذلك هناك مئات المجازات والاستعارات في كلام الله، والمدفوع بثورة النفس سوف يجعلها كلها عرضة للاعتراض.1 الإسراء: ۷۳
۹۸ الله، وبدون أقول حلفا بالله بأن الحق هو أنه يجب تنزيه القلب أولا من ثورة النفس لفهم كلام الله، عندها فقط سينزل عليه النور من النور الباطني لا تُرى الحقيقة الأصلية، حيث يقول الله تعالى : لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ) أي أنه لكلامُ قدوس وطاهرٍ فلن يدرك أحد أسراره ما لم تُطَهَّر نفسه.كنت شابا وقد شختُ الآن، ويستطيع الناس أن يشهدوا إذا شاؤوا بأني ما خضتُ في أمور الدنيا بل ظللــت راغبـا في الأمور الدينية دائما، وقد وجدتُ هذا الكلام الذي اسمه القرآن الكريم طاهرا ومليئا بالحكم الروحانية إلى أقصى الدرجات؛ فلا يؤلـــه إنسانا، ولا يسبب اللوم والذم الله الحاسبا الأرواح والأجسام خارج نطاق خلقه البركة التي لنيلها يقبل المرءُ الدين ينزلها هذا الكلام علــــى قلبه، ويورثه فضله وعل.فأنى لنا أن نعود إلى الظلمة بعد أن وجدنا النور؟ وكيف نعود عميانا بعد أن وجدنا الأعين؟ وتعالى.ولما كان تأييد الحق واجبي، اضطررت إلى القول هنا تأييدا للحق فقط بأن أتباع مذهب "سناتن دهرم" إن تركنا بعض مبادئهم جانبا أفضل بآلاف المرات من أتباع مذهب آريا فهم لا يسيئون إلى إلههم قائلين بأننا متساوون معه لكوننا أزليين وغير مخلوقين، ولا يقبلون مسألة "النيوك" المخجلة أيضا.ولا يوجهون إلى الإسلام اعتراضات سخيفة 1 الواقعة: ۸۰
19970 لأنهم يعرفون أن مبادئه تشكّل قاسما مشتركا بين جميع الأمم.معظمهم يتحلون بدماثة الأخلاق، ولا توجد فيهم حذلقة وشطارة وحدة خطيرة.أما الآريون مقابلهم فلا يجوز أن يمدحوا أنفسهم على أنهم لا يعبدون الأصنام، ولا يؤمنون بـ "الأوتار"؛ لأن الرهبان من أتبـاع "سناتن دھرم" الذين يحتلون أعلى مرتبة في الدين أيضــا لا يعبــدون الأوثان.أما "الأوتار" فمعنى الأوتار في السنسكريتية هـو الرسل أو الأنبياء، فهم الذين ينزل فيهم نور الله.والحق أن مذهب سناتن دهرم لا يقول بعبادة الأنبياء، غير أنهم يقدسونهم ويعظمونهم كثيرا ويحبونهم".ولكني قرأت في بعض محلات الآريين وجرائدهم أن بعض الأشرار منهم قد استهزأوا بالرسل واستخدموا بحقهم كلمات تنمّ عن سوء الأدب.وهذه ليست شيمة أناس طيبين.والحق أن بعض الآريين قد تجاوزوا الحدود في الحذلقة والتجاسر.وهذه الحذلقة والتجاسر يدل على أنهــــم کشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وهؤلاء القوم ليسـ 1 إن حب الأبرار والصالحين واجب على المؤمن، وبذلك يتحقق شرط صحبة الصالحين.وأتباع مذهب سناتن دهرم لا يحبون الأنبياء السابقين فقط بل ينتظرون في هذا الزمن المليء بالمفاسد والذنوب أيضا نبيا أخيرا سيطهر الأرض من الذنب.فلا غرابة أن يؤمن السعداء منهم في وقت من الأوقات بهذه الجماعة الربانية بعــــد رؤية آيات الله، لأنه لا يو جد فيهم تعنت وتعصب إلا قليلا منه.
متوجهين إلى الروحانية الدين لا يتسنّى بالتجاسر وحذلقة اللسان، بل يقتضي موتا يُعطى المرء بعده روحًا حيَّةً.من المؤسف أن بعض الآريين من ذوي الطبائع الحــــادة كـــــالوا في جلستهم في قاديان شتائم للإسلام كالمهرجين دون أن يكون لديهم أدنى إلمام بأمور الدين.لو كانت نيتهم صالحة لكتبوا إلي أن لدينا اعتراضـــــا كذا وكذا على الإسلام.فمع أنني لا أستطيع الحضور في مثل هذه المجالس، ولكن كنت أستطيع أن أقنعهم بالرد على شبهاتهم بـاللين والكلام المنير.ولكنهم رجعوا من قاديان كما جاؤوا تماما بل ذهبوا حاملين على رؤوسهم كومة من الحذلقة والوقاحة وبذاءة اللسان.ذلك بلغتهم الدعوة بتأليف كتاب "نسيم الدعوة" في بضعة ولكني مع أيام.فلو اهتدى ولو واحد منهم لنلت أجرا.1 إن هؤلاء القوم لم يستخدموا لسانا بذيئا ضد الإسلام فحسب، بــل شــجبوا كثيرا مبادئ سناتن دهرم" المقدسة أيضا، وآذوا كثيرا قلوب الهندوس المساكين الذين يتبعون "سناتن دهرم"، وهاجموا المسيحية أيضا بغير حق بحسب عـــادتهم.تجاوز الحدود عند الهجوم عادة شيطانية.أن العليا ليس إلها، ولكنه عیسی صحيح الله ورسوله الحبيب لديه..وصحيح أن الراجا "رام شندر" والراجـــا " كرشنا" ما كانا إلهين في الحقيقة، ولكن مما لا شك فيه أنهما كانـــا صـالحين وواصلين إلى الله تعالى وكانا رسوليه.لقد تجلّى الله تعالى عليهما بتجـ نوراني، لذا سُمِّيا رسولين.منه.
الخاتمة لقد بينت في كتاب "نسيم الدعوة" أن كل دين يُختبر بثلاث طرق؛ أولا: ماذا يقول عن الله.من المؤسف أن مبادئ مذهب آريا لا تعدّ الإله مصدر كل الأشياء الموجودة بل يحسبون كل شيء قديما وأزليا جاء إلى حيز الوجود من تلقاء نفسه مثل الله، ويعتقدون أن الله لم يخلق هذه الأشياء ولا قواها فيتبين من ذلك أن إله الآريين ليس إلها في الحقيقة، وإلا كان ضروريا أن يبتدئ كل شيء منه.أية مهزلة أن يُدعى هـو إلها وتأتي الأشياء كلها إلى حيز الوجود من تلقائها؟ كيف للشيء الذي لم يخلقه الله أن يكون تحت تصرفه؟ هل من الآريين أحد يستطيع أن يخبرنا سبب هذه السيطرة غير المبررة؟! إن سلطانه على الأشياء التي لم يخلقها ظلم محض.فإذا اتهم الآريون أتباع سناتن دهرم بعبادة الأوثان فإن التهمة نفسها تقع على الآريين بشدة أكبر من حيث اعتقــــادهـم المذكور، لأن عبدة الأوثان لا يعدّون أوثانهم وأصنامهم آلهة وأنهــا وجدت من تلقائها، وإنما يعتقدون أن الإله قد أعطى أصنامهم ورسلهم قوى كبيرة جدا وبسببها يقضون حاجات الناس.فمع أن هذا الكلام أيضا غير صحيح، بل إنّ قاضي الحاجات هو الله وحده.والذي يصير مطيعا صادقا لربه تعالى ضاربا كل شيء عُرض الحائط هو الذي ينــــال
العزة في الدنيا والآخرة وهو الذي يبارك له فيأتيه في كل حين وآن من ذلك الإله القدوس صوت: لو صرت لي لصار العالم كله لك.وهذا ما جربته شخصيا وأنا على ذلك من الشاهدين والذي يفنى في حبه وينال كيانا جديدا محترقا بنار حبه، فحين يدخل تلك النار تصبح كــــل الأشياء في الأرض والسماء التي يعبدها الآخرون خادمةً له وتُسخَّر لخدمته.حاصل الكلام أنه من خطأ أتباع سناتن دهرم على أية حال أنهم يطلبون تحقيق أمنياتهم من أشياء مثلهم، ولا يستفيدون من النور الحي والساطع الذي أمامهم وليس منهم ببعيد، بل هو أقرب إليهم كثيرا من أصنامهم التي نحتوها بأنفسهم، غير أنهم يؤمنون بأن الله خـــالق كــل شيء، ولم يوجد شيء بدونه يبدو أن هذا كان تعليم الفيدا الذي لم ينسه أتباع سناتن دهرم إلى الآن.يبدو لي أنه الأقرب إلى القياس، بالنظر إلى عبارات الرهبان ورجال الدين الذين قاموا بمجاهدات طويلة في الفلوات والبراري، بحيث أن حقيقة الفيدا انكشفت عليهم، لذا لم يعُدّوا، مثل الآريين، الأرواح والأجسام أزلية وموجودة من تلقـــاء نفسها، بل كانوا يعتقدون كما يبدو من عباراتهم أن كل شيء خــرج كلماته.هذا ما ذهب إليه الإسلام أيضا.(يقول مثل من الله أي هي بنجابي ما مفاده: مئة من العقلاء يتمسكون برأي صائب واحد، أمـــا
۲۰۳۰ الأغبياء فيختلفون في كل شيء ما كانوا يجعلون مدار الدين على حذلقة اللسان فقط مثل الآريين، بل كانوا يبحثون عن إلههم بالمجاهدات والمشقة والذكر والسعى وبصدق القلب، وكانوا يقومون بالمجاهدات الشاقة في الفلوات والبراري حتى يُضمرون أبدانهم بسبب كثرة الصيام.وكانوا يعلقون قلوبهم بإلههم منزوين إلى زاوية الخلوة، عندها كـــان يتجلى عليهم ذلك النور الأزلي الذي له تسميات مختلفة في لغات مختلفة مثل "برميشور"، و"God" و"خدا" و"الله".لم يقولوا قط بأن إلهـــام ووحيه مقتصر على الفيدا فقط ثم سُدّت وقفلت أبواب مكالمة الله الله في المستقبل في وجه الإنسان، بل كان الله تعالى يكلمهم وكانــــت أمــــور الغيب تكشف عليهم.والحق أنه لو لم يبال الله بالباحثين عن الحق الذين يكادون يموتـــــون ويضحون بكل شيء في سبيله - وأبدى الفتور تجاههم و لم يتجلّ عليهم وبقي خافيا و لم يسمعوا كلامه أيضا لماتوا وهم أحياء، ولما كان في الدنيا شقي مثلهم حيث أنهم تركوا الدنيا من أجل الإلـه و لم يجدوه أيضا، وبذلك خسروا كلا العالمين.ولكن هل لصديق أن يفعل ذلك صديقه؟ كلا.هناك مثل هندي يقول ما معناه: إن كلا الجانبين يحترق في نار الحب معا.يُبتلى أحد بالعشق الجازي ويجذب إليه حبيبه باطنيا ليل نهار بالألم والحرقة إلى مدة عندها تنزل شعلة الحب بغتة – مع
بشرط ألا يكون الحب بُغية إشباع الشهوة - على قلب حبيبه الذي كان غافلا عن الحب إلى ذلك الحين، فينال الحبيب أيضا نصيبا من ذلك الألم وكأن آلام ذلك العاشق وتأوهاته التي يواجهها ليل نهار تعمل في الحبيب عمل السحر.عندها ينجذب قلبه إلى العاشق ويقع في قلبه لأسباب غير معروفة أن هذا الشخص يحبني.ثم لا يقتصر الأمر على الوقوع في القلب أسير حبه ويتعلق القلبُ بالقلب وكأنهما يصبحان شخصا بل يصبح واحدا.واللافت في الموضوع أن الحبيب يطّلع على ذلك الحب حتما، وإن ستره المحب بآلاف الحجب.عندئذ تفهم الدنيا أيضا التي تلاحق الجميع كالجواسيس أنهما متحابان.وهذا الحب إذا كان طاهرا ونزيها في الحقيقة دون أن تشوبه شائبة إشباع الشهوة الخبيثة يوصل كليهما إلى مرتبة ينجذب فيها قلب كل واحد منهما إلى الآخر.ولا يستقر لهمــا قرار بدون رؤية بعضهما بعضا، ولا يعرفان من أين وكيف نشأ هــذا الجذب.على أية حال يريد قلباهما الطاهران أن ينالا على الأقل حظـا من الكلام معا ويرى بعضهما بعضا ولو قليلا بل يضطرب قلبهما من أجل مكالمة واحدة على الأقل ولو ماتا بعد ذلك.فالعشق المجازي مآله أن الكلام بين الاثنين هو ذروة كماله.فاللعنة على دين لا يعد مَن يحبّ الله بهذا القدر أيضا بأن يحظى بمكالمته كما يحظى المحب المجازي بمكالمة
۲۰۰ حبيبه من المؤسف أن هؤلاء الناس لا يعتنقون هذا الاعتقاد، ولكني لا أقبل أن الفيدات أرادت أن تحرم الإنسان من مرتبة المكالمة هذه، بل هذا خطأ هؤلاء القوم وليس خطأ الفيدا.أقول صدقا وحقا بأن الدين الحقيقي هو ذلك الذي يوصل صاحبه إلى الله تعالى ويجعله يتذوق طعم مكالمته، وإلا فإن مثله كمثل إدخـــــال اليد في روث لا يوجد فيه إلا النجاسة.والطريق الثاني لاختبار الدين هو أن الدين الصادق كمـا يُنشئ الله كذلك يبثّ الطهارة في القوم.لقد كتبت من قبل أن العلاقة مع مذهب آريا سماج لا يُنشئ العلاقة مع الله بل وينكر علاقة الخالقية أيضا التي تحظى بها كل روح مع إلهها كونه خالقها.أما علامة الطهارة فظاهرة من تعليم النيوك !! واها لك يا سناتن دهرم" إذ لم تحسب كل ذرة وكل روح إله نفسها و لم تُدخل نجاسة النيوك في معتقداتك! فأقول صدقا وحقا بأنك لو خطوت إلى الأمام قليلا لتكون كالرهبان الواصلين بالله الذين يملؤون بحبه واقتربت إليه ورفضت عبادة الأوثان أيضـــا؛ لكان لك الفتح مقابل الآريين في كل موطن عندها سيواجهونك مــــــن طريق واحد ويفرون مدبرين من سبعة طرق.وهذا ليس بأمر جديد بل هذا هو مذهب الرهبان الذين يحترقون في نار الحـ منذ القدم إذ يعتقدون أنه لا أهمية لأي شيء سوى الإله.
والطريق الثالث لاختبار الدين الحق هو أن يرى المرء إلى أي مدى يخلّص من قذارة الدنيا ويوصل إلى الله تعالى ويُري وجه ذلك القدوس عيانا.إن مذهب الآريين محروم من هذه المرتبة كليا، لذا ليس في نصيبهم إلا الشتائم وبذاءة اللسان والإساءة.وإن مبادئهم ليست نزيهة فيما يتعلق بالإله والطهارة القومية، ولا يوجد فيهم نصيب من البركات التي يُعطاها أهل الله.لقد سمعتُ أن أتباع سناتن دهرم في قاديان يريدون أن يعقدوا في قاديان جلسة لدحض وتفنيد مبدأين للآريين عـــن عـــــدم قدرة الإله وعن النيوك.وأرى مناسبا أن يدعمهم أتباع سناتن دهرم من مدن أخرى أيضا.وإذا رأينا مناسبا نظرا إلى الظروف الراهنة فلننصرتهم نحن أيضا.والسلام العبد المتواضع میرزا غلام أحمد القادياني