Language: AR
لقد لمس سيدنا المسيح الموعود عليه السلام واقع صراع أهل الأديان المختلفة في شبه القارة الهندية، ولأنه مبعوث العناية الإلهية لهداية الخلق في هذا الزمان، لم يشأ أن يغادر هذا العالم الفاني قبل أن يلقي في الأرض بذرة المحبة والسلام بين الخلائق، وكتاب "رسالة الصلح" هو تلك البذرة، وهو أخر ما خط حضرته عليه السلام بقلمه المبارك.
الخزائن الروحانية ينبوع المعرفة و رسالة الصلح حضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي ترجمة: عبد المجيد عامر
ISLAM INTERNATIONAL PUBLICATIONS LTD ينبوع المعرفة ورسالة الصلح الطبعة الأولى: ١٤٤٢هـ الموافق لـ ٢٠٢١م An Arabic rendering of Chashma-e-Ma'rifat and Paighaam-e-Sulh Written by: Hazrat Mirza Ghulam Ahmad (peace be on him), The Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Ahmadiyya Muslim Community Translated from Urdu by: Abdul Majeed Amir First Arabic translation published in the UK in 2021 O Islam International Publications Ltd.Published by: Islam International Publications Ltd Unit 3, Bourne Mill Business Park, Guildford Road, Farnham, Surrey, GU9 9PS United Kingdom Printed in UK at: Raqeem Press Farnham, Surrey GU9 9PS For further information please contact: Phone: +44 1252 891330 www.alislam.org www.islamahamadiyya.net ISBN: 978-1-84880-814-0
مقدمة الناشر فهرس المحتويات مقدمة طبعة الخزائن الروحانية تأليف هذا الكتاب جلسة آريا سماج ونموذج نبلهم، وتعليم فيداهم والرد على وساوسهم القسم الأول في دحض بيان كاذب أُذلي به في تأييد الفيدا وإظهار محاسنه ملخص تعليم "النيوك" الجزء الثاني في الرد على هجمات شنّها المحاضر على القرآن الكريم والنبي مضمون المباهلة في بيان الغرض الحقيقي من الكتب الإلهامية وأن القرآن الكريم أكملها بم يفوق الإسلام على الأديان الأخرى نصيحة مهمة للباحثين عن الحق خاتمة الكتاب التي فيها شهادة باوا نانك المحترم عن الإسلام جدير بانتباه القراء الكرام هل يوجد في العالم كتاب إلهامى؟ وإذا كان فما هو ؟ : ܖ ܙ ٤٠ ١٢٦ ١٦٩ ٢٨٥ ۲۹۱ ۳۲۳ ۳۲۸ ٣٤٢ ٣٤٥ أ ه
ملخص المقال رسالة الصلح المذكرات التي سجلها المسيح الموعود اللة عن المقال نسخة إعلان نُشر عن عقد جلسة لقراءة مضمون "رسالة الصلح" ۳۹۳ 2.1 ٤٣٣ ٤٤٩
أ مقدمة الناشر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ نَحْمَدُهُ وَنُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ الكَرِيمِ وَعَلَى عَبْدِهِ المَسيحَ المُوْعُوْدِ مقدمة الناشر بهذا الكنز الثمين تكتمل سلسلة الخزائن الروحانية التي تشتمل على ما خطه سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بقلمه المبارك، والبالغة ثلاثة وعشرين مجلدا، ويضم هذا المجلد الثالث والعشرون كتابين اثنين، هما "ينبوع المعرفة" و"".ينبوع المعرفة أن يقدموا يتضمن هذا الكتاب خطابا يثبت صدق الإسلام وأفضليته على الأديان كلها، كان أعده حضرته ال ليلقى في مؤتمر في كانون الثاني / يناير ١٩٠٧ م، دعت إليه طائفة الهندوس الآريين، وادعوا أنهم يريدون من ممثلي كل دين مبادئ دينهم بكل حرية ووعدوا بالالتزام بعدم الإساءة.والخبرة حضرته العليا بهم، فقد تردد في قبول دعوتهم في البداية لأنهم لا يلتزمون بوعودهم ويستغلون هذه الاجتماعات للإساءة إلى الإسلام، ولكنهم تعهدوا بالالتزام، فقبل حضرته العلة بعد مشورة بعض أصحابه الذين كانوا متحمسين لذلك، فأعد حضرته العلي الخطاب وأرسله مع بعض أصحابه ليلقى في المؤتمر، ولكن حدث منهم كان متوقعا، فلم يلتزموا بتعهداتهم، وكالوا الشتائم وصنوف الإساءات للإسلام وللنبي الكريم لله وألقوا عددا من الشبهات ضد الإسلام.فقرر حضرته أن يؤلف هذا الكتاب مضمنا إياه الخطاب، ومفندا العقيدة الهندوسية، ومقدما ما
شهادة (باوا نانك) رحمه الله مقدمة الناشر مؤسس طائفة السيخ الذي كان من قبل من أتباع الدين الهندوسي حول الهندوسية والفيدا وكيف أنها تعلم الشرك وأنها مليئة بالمفاسد، وأثبت أنه قد اختار الإسلام وأسلم، وقدم الأدلة من كتب السيخ على ذلك.وقد ضمن حضرته العلة الكتاب الرد على الشبهات التي أثارها الهندوس في ذلك المؤتمر ضد الإسلام والنبي الكريم ل ، ل ل ، كما ضمنه في آخره أيضا الرد على شبهات أثيرت ضد حضرته ووحيه ونبوءاته.ولقد نشر هذا الكتاب قبل وفاة المسيح الموعود الله بأحد عشر يوما، أي في 119.1/0/10 لقد لمس سيدنا المسيح الموعود الله واقع صراع أهل الأديان المختلفة في شبه القارة الهندية، ولأنه مبعوث العناية الإلهية لهداية الخلق في هذا الزمان، لم يشأ أن يغادر هذا العالم الفاني قبل أن يلقي في الأرض بذرة المحبة والسلام بين الخلائق، وكتاب "" هو تلك البذرة، وهو أخر ما خط حضرته ال بقلمه المبارك.إن نظرة متأملة في ثنايا هذه الرسالة المؤثرة يستشف منها المتأمل أنها رسالة وداع من رجلٍ مُوَاسٍ، مفعمة بالوصايا التي تلخص جوهر المشكلة والطريق المختصر إلى الحل، فبين حضرته العلة في هذا الكتاب كيف أن الاختلافات بين الأديان كانت السبب الأبرز وراء كافة صراعات الناس على الرغم من أن الأديان بشكل عام تحث على التراحم بين بني البشر، والإسلام خصوصا يضرب أروع الأمثلة في هذا المجال، فيحث معتنقيه على احترام طقوس و مشاعر وكتب ومقدسي أهل الأديان الأخرى، مشيرا إلى أن كافة مقدسي الأديان القدامى كانوا مبعوثين من عند الله تعالى لهداية خلقه، فعلى كلتا
مقدمة الناشر الطائفتين في الهند أن تتعايشا بالحب والوئام وأن على المسلمين أن يمدوا أيديهم بالصلح.لقد فرغ حضرته الا من تأليف هذه الرسالة القيمة في الرابع والعشرين من أيار / مايو ۱۹۰۸م ، أي قبل وفاته اللي بيومين وقد كان يرغب في إلقائها على جمع من عقلاء الهندوس والمسلمين المحترمين، غير أنها قُرئت بعيد وفاته على جمع غفير في قاعة جامعة البنجاب.لقد كان شرف ترجمة هذا المجلد من نصيب الداعية عبد المجيد عامر، كما أسهم في مراجعته وإخراجه عدد من الإخوة الكرام من المكتب العربي والأساتذة الأفاضل، ونخص بالذكر السيد خالد عزام والدكتور وسام البراقي، والسيد غسان النقيب، والسيد سامح مصطفى، والسيد معتز القزق، فجزاهم الله أحسن الجزاء.لقد بذلنا أقصى جهدنا لتكون الترجمة أقرب إلى النص الأردي، ومع ذلك لا نبرئ أنفسنا ضعف فيها.وندعو الله تعالى أن يوفقنا لبذل جهد أكبر في من الطبعات القادمة لتحقيق مزيد من الدقة.ندعو الله تعالى أن يحقق الغاية النبيلة التي من أجلها أُلف هذا المجلد ترجم، آمين.ومن أجلها الناشر
مقدمة طبعة الخزائن الروحانية بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم مقدمة طبعة الخزائن الروحانية هذا المجلد من الخزائن الروحانية يحتوي على كتابين قيمين للمسيح الموعود العليا، وهما: "ينبوع المعرفة" و"".° ينبوع المعرفة نشر هذا الكتاب قبل وفاة المسيح الموعود اللي بأحد عشر يوما، أي في ١٩٠٨/٥/١٥م.وكان السبب وراء تأليفه أن حركة "آريا سماج" المعادية للإسلام عقدت جلسة دينية في لاهور في كانون الثاني عام ١٩٠٧م.ووجه المشرفون عليها دعوة إلى المسيح الموعود ال وأتباعه بوجه خاص أن يشتركوا فيها وأن يقرأوا على الحضور مقالا يُثبت أفضلية الإسلام وصدقه ووعد الآريون أنهم لن يتصرفوا في هذا الاجتماع بما يجرح مشاعر أتباع أي دين بل سيبين فيه المحاضرون محاسن دينهم فقط بالأدب واللباقة.ألف المسيح الموعود ال مقالا لهذه المناسبة وهو منشور بدءا من الصفحة ٣٧ إلى ٤٣٦ في هذا المجلد.نصح الا بعضا من أتباعه بالاشتراك في الجلسة واثقا بوعد الآريين، ولكن الآريين شنوا بحسب عادتهم هجمات مسيئة جدا على الإسلام، وجعلوا القرآن الكريم عرضة للاستهزاء وألصقوا بسيد المعصومين سيدنا خاتم النبيين محمد المصطفى لا تهما قذرة لا أصل لها من الصحة قط.ففند المسيح الموعود الليلة في "ينبوع المعرفة" الاعتراضات والبهتانات التي أثارها الآريون وأجرى لإفهامهم مقارنة بين تعاليم القرآن الكريم وتعاليم الفيدات
مقدمة طبعة الخزائن الروحانية وبين صفات كتاب الله، ومزايا الدين الحي، وأثبت أفضلية الإسلام، وقدّم نفسه نموذجا لإثبات بركات خاتم النبيين الله وحياة الإسلام إضافة إلى الأدلة العقلية والنقلية.الجزء الأول من الكتاب يتضمن ردودا على الاعتراضات، والجزء الثاني منه يحتوي على مقاله الله الذي قُرئ في الجلسة.- تعالیم وقد قدّم المسيح الموعود ال - لإثبات إسلام باوا نانك (رحمه الله) الإسلام التي قدمها باوا نانك (رحمه الله نفسه من خلال كتب السيخ الموثوق بها.هذا الكتاب يحتل مرتبة علمية عليا في دحض الفيدات والديانة الآرية، وإلى جانب ذلك توحي قراءته بغيرة المسيح الموعود اللي على الإسلام وبحبه العليا للنبي حبا صادقا.في هذا المقال ناشد المسيح الموعود اللي بكل ألم وحرقة قومين كبيرين في القارة الهندية - الهندوس والمسلمين لخلق الصلح والتسامح بينهم، وقال أن السبب الحقيقي للكراهية والبعد الاجتماعي بينهم هو الاختلاف الديني.ثم قال أن الإسلام يُعلم احترام الكبار والصلحاء المعترف بهم في كل دين، والمحافظة على شعائرهم الدينية، وقال إننا نعتقد أن "رامشندر" و"كرشنا" كانا من أصفياء الله، وأن الفيدات كانت من الله تعالى في الأصل، ولكن آفاق أتباع الديانة الهندوسية الحالية ضيقة جدا فيما يتعلق باحترام الأديان الأخرى والتسامح مع غير الهندوس، ولهذا السبب لا تسامح عند الهندوس تجاه المسلمين على الرغم من عِشرتهم ومحاورتهم الطويلة.فقد نصح العلة في هذا المقال
مقدمة طبعة الخزائن الروحانية الهندوس بكل ألم ومن باب مواساة خالصة أن يعيشوا مع المسلمين بالحب والوئام، ومد يد الصلح من قبل المسلمين.ز ونظرا إلى أهمية الموضوع كان المسيح الموعود الي ينوي أن يقرأ المقال بنفسه على مسامع رجال محترمين من كلا القومين في القارة الهندية ولكنه العليا انتقل إلى رحمة الله بعد يومين من بعد يومين من تأليفه إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قُرئ هذا المقال في قاعة جامعة البنجاب بتاريخ ١٩٠٧/٦/٢١م.ملحوظة: الملحوظات التي سجلها المسيح الموعود اللي بيده المباركة في نهاية ""، قد وردت من قبل في "البراهين الأحمدية، الجزء الخامس" الخزائن الروحانية المجلد (۲۱ أيضا.يتبين من قراءة تلك الملحوظات أنها تتعلق بالخاتمة التي كان حضرته ينوي كتابتها في أربعة فصول بعد ضميمة البراهين الأحمدية الجزء الخامس، ولا تتعلق بـ "".العبد المتواضع سيد عبد الحي
غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول اصلح غیر پیغام صلح جو ہندوستان کے دوبڑے نہ مری نے ہندو ازم اور اسلام میں مصالحت المرحلة يصلوة کرانے کے لئے اعلحضرت حضرت حجة الله مسيح الموعود و الهدى المهم و رسالة و اسلام نے اپنی زندگی کے آخری دو تین ون نہیں لکھا اور جوسرز ہندو مسلمانوں کے ایک عظیم الشان جلسہ میں بمقام پنجاب یونیورسٹی مالک ہو بتاریخ ۲۱ ماه جون خندا، پڑھا گیا.مطبوعہ مطبع نولکشوریس لاہور 2.1
٤٠٢ ترجمة غلاف الطبعة الأولى الصلح خير التي ألفها حجة الله سيدنا المسيح الموعود والمهدي المعهود عليه الصلاة والسلام في يومين أو ثلاثة أيام أخيرة من حياته لإقامة الصلح بين ديانتين كبيرتين في الهند أي الهندوسية والإسلام ، وقرئت بتاريخ ١٩٠٨/٦/٢١م في قاعة جامعة بنجاب لاهور في اجتماع حاشد ضم الهندوس والمسلمين المحترمين وطبعت في مطبعة نولكشور بلاهور
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم ٤٠٣ يا إلهي القادر، يا هادي الحبيب، اهدنا الصراط الذي يصل به أهل الصدق والصفاء إليك، ونجنا من السبل التى مؤداها الشهوات أو الضغينة أو البغض أو الطمع والجشع الدنيوي فقط.أما بعد، فيا أيها المستمعون الكرام، على الرغم من مئات الاختلافات بيننا فإننا مسلمين وهندوسا، نشترك في إيماننا بالله الذي هو خالق العالم ومالكه كذلك نشترك جميعا في اسم "الإنسان"؛ أي كلّنا نسمّى بشـــرا.وإضافة إلى ذلك نحن جيران لبعضنا البعض بصفتنا سكان بلد واحد.لذلك يجب علينا أن نكون رفقاء بعضنا بصفاء القلب وحسن النية، وأن نواسي بعضنا في كــــروب الدين والدنيا حتى يصبح بعضنا كالأعضاء لبعضنا الآخر.أيها المواطنون إن الدين الذي ليس فيه تعليم المواساة العامة ليس دينا، كذلك الإنسان الذي ليست فيه عاطفة المواساة ليس إنسانا.إن إلهنا لم يُجحف بحق قوم.فمثلا القوى والقدرات البشرية التي وهبها لأقوام قديمة في الهند قــــد أنعم بها نفسها على العرب والفرس وأهل الشام والصين واليابان وأوروبـــا وأميركا أيضا.إن أرض الله تخدم الجميع كالفراش، كذلك شمسه وقمره ونجومه المتلألئة الكثيرة تفيد الجميع كسراج وتخدمهم خدمات أخرى أيضا.كذلك تستفيد الأمم كلها مما خلق رسول الله من العناصر مثل الماء والنار والتراب، وكذلك من الأشياء الأخرى مثل الغلال والفواكه والأدوية وغيرها.هذه الصفات الإلهية تعلمنا درسا مفاده أنه يجب علينا نحن أيضا أن نتعامل مع إخواننا البشــر بالمروءة، وألا نضيق بذلك ،ذرعا ، ولا نكون ضيقي الآفاق.
٤٠٤ أيها الأحبة، اعلموا يقينا أنه لو لم تحترم إحدى الطائفتين منـا الأخلاق الإلهية، وجعلت سلوكها على عكس صفات الله الحسنة، لهلكت تلك الطائفة سريعا، ولن تلقي بنفسها فقط إلى التهلكة، بل ستعرض ذريتها أيضا للدمار.لقد ظل المتقون في كل البلاد يشهدون منذ أن خُلقت الدنيا على أن التخلــــق بصفات الله هو كماء الحياة للبشر.وإضافة إلى ذلك إن حياة الناس المادية والروحانية تتوقف على أن يتخلقوا بصفات الله المقدسة التي هي منبع السلام.لقد استهل الله تعالى القرآن الكريم بالآية في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أي الصفات الكاملة والمقدسة كلها الله تعالى.إن كلمة "عالم" تشمل الأقوام المختلفة والعصور المختلفة والبلاد المختلفة كلها.الحقيقة أن في استهلال القرآن الكريم بهذه الآية تفنيدا للأقوام الذين يجعلون ربوبية الله العامة وفيوضه مقتصرة على قومهم ويزعمون كأن أقوامــــا آخرين ليسوا عباد الله وكأن الله قد نبذهم كشيء رديء بعد خلقهم أو نسيهم أو كأنهم لم يكونوا من مخلوقات الله، والعياذ بالله.كما أن اليهود والنصارى مثلا لا يزالون يزعمون أن كل الأنبياء والرسل من عند الله كانوا من اليهود فقط، وأن الله ظل ساخطا على الأمم الأخرى حتى أنه رآهم يهيمون في الضلال والغفلة، ومع ذلك لم يأبه بهم شيئا، كما جاء في الإنجيل أيضا أن المسيح ال قال : لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل.هنــــا نقول على سبيل الافتراض المحال أن قوله هذا الذي ينم عن آفاق ضيقة بعد ادعاء ألوهيته يثير الاستغراب.فهل كان المسيح إله الإسرائيلين فقط و لم يكن إله أقوام أخرى حتى تفوه بكلمة أنه لا علاقة له بإصلاح أمم أخرى وهدايتهم؟! باختصار، إن مذهب اليهود والنصارى هو أن جميع الأنبياء والرسل جاؤوا من سلالتهم فقط، ونزلت كتب الله كلها أيضا في قـومهم.إذا، إن سلسلة
٤٠٥ الوحي والإلهام قد انقطعت على عيسى اللي بحسب معتقدات النصارى وخُتم على إلهام الله.والآريون أيضا متمسكون بالمعتقدات نفسها أي كما يعد اليهود والنصارى شرف النبوة والوحي مقتصراً على بيت إسرائيل فحسب، وينكرون شـــرف الوحي على الأمم الأخرى.فالآريون أيضا ولسوء حظ البشر يعتنقون الاعتقاد نفسه؛ أي أنهم أيضا يعتقدون بأن سلسلة وحي الله وإلهامه لم تخرج عن حدود الهند، بل قد انتخب رجال الله الأربعة من هذا البلد وظل الفيدا وحده ينزل مرة بعد أخرى دوما، وقد حُصّت السنسكريتية، أي لغة الفيدا، وحدها لتكون لغة الإلهام دائما.فلباب القول: كلا هذين القومين لا يؤمنون بأن الله رب العالمين، وإلا فلا يوجد سبب لأن ينشئ الله علاقة دائمة مع قوم معين يُلاحظ منها الانحياز والتحزب بكل وضوح، مع أنه الله رب العالمين وليس رب الإسرائيليين أو رب الآريين وحدهم.فلدحض هذه المعتقدات استهل الله القرآن الكريم بآية: (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، ووضح لنا في عدة آيات في القرآن الكريم أنه ليس صحيحا أن الأنبياء والرسل قد بعثوا في قوم أو بلد معين فقط، بل الحق أنه الله لم يهمل أي أمة أو أي بلد والقران الكريم يشرح لنا بأمثلة مختلفة أنه كما أن الله تعالى ظل يربي أهل كل بلد بما يناسبهم، كذلك متع كل بلد وقوم بالتربية الروحانية أيضا كما يقول في القرآن الكريم: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ فحري بالقبول دون أدنى نقاش أن ذلك الإله الحق والكامل الذي يجب على كل إنسان أن يؤمن به هو رب العالمين، وأن ربوبيته ليست خاصة بقوم دون قوم، أو بزمن دون آخر أو بلد دون غيره، بل هو رب الأمم كلها ورب الأزمنة والأماكن
والبلاد كلها، وهو منبع الفيوض كلها، ومنه القوة كلها روحانية كانت أم مادية، وبفضله تتربّى كل الموجودات وهو سند كل وجود.إن فيض الله عام ومحيط بكل الأقوام والبلاد والأزمنة لكيلا يشكو قوم فيقولوا بأن الله من على قوم كذا وكذا و لم يمن علينا، أو أعطى قوم كذا كتابا منه ليهتدوا به ولكننا ما أعطيناه، أو ظهر بوحيه وإلهامه ومعجزاته في زمن كذا وكذا ولكنه بقي مخفيا في زمننا.فبإظهاره الفيض العام دحض الاعتراضات كلها من هذا القبيل وأبدى صفاته الواسعة إذ لم يحرم قوما من فيوضه المادية والروحانية و لم يحرم أي زمن.إذا، فإذا كانت هذه هي صفات ربنا فيجدر بنا أن نتأسى بها.فيا أيها الإخوة المواطنون أقدّم لكم بكل أدب هذا المقال الصغير بعنوان: "رسالة الصلح".وأدعو بصدق القلب أن يلهمكم الله القادر بنفسه، ويكشف عليكم سر إخلاصي حتى لا تسيئوا فهم هذه الهدية الودية، فلا تحسبوها مبنية على هدف معين أو رغبة نفسانية.أيها الأعزاء، إن قضية الآخرة خافية على عامة الناس في معظم الأحيان، ولا يكشف سرّ عالم العقبى إلا على الذين يموتون قبل أن يموتوا.أما حسنات الدنيا وسيئاتها فيمكن أن يدركها كل عقل بصير.لا يخفى على أحد أن الوحدة تزيل كل البلايا التي لا تكاد تزول بأية وسيلة.المصاعب التي لا تكاد تُحل بأية خطة تنحل بالوحدة.فيستبعد من العاقل أن يحرم نفسه من بركات الوحدة الهندوس والمسلمون قومان في هذا البلد، ومن المستحيل أن يتحد الهندوس مثلا في وقت من الأوقات ويُخرجوا المسلمين من هذا البلد أو يجتمع المسلمون وينفوا الهندوس منه، بل قد أصبح الآن المسلمون والهندوس جزءان لا يتجزآن عن بعضهما، فإذا أصيب أحدهم بمكروه
٤٠٧ سیشاركه فيه الآخر.وإذا أراد قوم أن يحقروا قوما آخرين نتيجة الاعتزاز بأنفسهم أو مشيختهم فلن ينجو الآخرون من وصمة الحقارة.وإذا قصر أحد في مواساة جاره سيتحمل الخسارة هو نفسه أيضا.ومن فكر منهما في دمار الآخر كان مثله كمثل الذي يجلس على غصن ثم يقطعه.لقد أصبحتم مثقفين بفضل الله تعالى، فحري بكم أن تتركوا الضغائن وتتقدموا في الحب وحري بفطنتكم أن تنبذوا الفتور، واختاروا المواساة المتبادلة.إن مثل مصاعب الدنيا كمثل السفر في الصحراء، يقوم به المرء في الصيف بنفسه وفي حر الشمس؛ فلاجتياز هذا السبيل الصعب هناك حاجة إلى الماء البارد للوحدة المتبادلة ليطفئ هذه النار المضطرمة وينقذ من الموت عطشا.ففي هذا الوقت الحساس أدعوكم إلى الصلح الذي يحتاج إليه كلا الفريقين بشدة.أصناف الابتلاءات نازلة على العالم، إذ تقع الزلازل والمجاعات ولم ينته الطاعون أيضا.وما أخبرني به الله هو أنه إن لم يرتدع الناس عن سوء أعمالهم و لم يتوبوا من المنكرات ستحل بهم بلايا قاسية جدا، ولن ينتهي بلاء واحد إلا وسيظهر بلاء آخر حتى يضيق الناس منه كثيرا ويقولوا ماذا عساه أن يحدث؟ وكثير منهم سيصبحون كالمجانين عند تعرضهم لدوامة المصائب.فيا أيها الإخوة المواطنون، انتبهوا قبل أن تأتي تلك الأيام.فليتصالح الهندوس والمسلمون فيمـــا بينهم، والفئة من القوم الذين ارتكبوا اعتداء يحول دون الصلح فلينبذه ذلــك القوم، وإلا فإن ذنب العداوة المتبادلة سيكون في عنقهم.وإذا تساءل أحد كيف يمكن أن يتم الصلح بينما الاختلافات الدينية حائلة دونه وتخلق الفرقة بين القلوب يوما إثر يوم؟ قلت في جوابه: الاختلافات في الأمور الدينية مبنية على العقل والإنصاف والأمور المشهودة عند كلا الجانبين، وقد أُعطي الإنسان عقلا ليختار أسلوبا لا يبعد عن العقل والعدل ولا يخالف
٤٠٨ الأمور المحسوسة والمشهودة.والخلافات البسيطة لا يمكن أن تحول دون الصلح.الخلاف الذي يمكن أن يحول دون الصلح هو فقط ذلك الذي يهاجم فيـه بالإساءة والتكذيب نبي مقبول أو كتاب مقبول وموحى به عند أحد.فمن دواعي السرور لمحبي الصلح أنه يوجد في تعليم الفيدا أجزاء من تعليم الإسلام الجامع بشكل أو بآخر.فمثلا، مع أن المذهب الحديث، أي آريا سماج، يعتقد أنه قد ختم على الإلهام الإلهى بعد نزول الفيدات، إلا أن المصلحين الذين جاؤوا في الديانة الهندوسية بين فترة وأخرى والذين يوجد أتباعهم بعشرات الملايين في هذه البلاد، قد خالفوا هذا الخاتم بإعلانهم تلقي الإلهام.فعلى سبيل المثال إن أحد هؤلاء الأنبياء الذي يؤمن به الناس باحترام كبير وعظمة في هذه البلاد وفي البنغال واسمه سِري كرشنا، قد ادّعى تلقي الوحي، وأتباعه لا يؤمنون به ملهما فحسب، بل يعتقدونه إلها ولكن ما من شك في أن "سري کرشنا" كان رسولا ومصلحا في وقته، وقد كلّمه الله.كذلك كان من قوم الهندوس في هذا الزمن الأخير "بابا نانك" وهو معروف بتقواه لدى كل شخص في هذه البلاد وإن عدد أتباعه في هذا البلد، الذين يُدعون السيخ، لا يقل عن مليوني نسمة.ولقد أعلن بابا نانك بكل وضوح في كتابه "جنم ساكهي" و"غرنته " تلقي الإلهام وقال في أحد المواضع من جنم ساکھی " ساكهي أنه تلقى إلهاما من الله أن الإسلام.حق.وبناءً على ذلك أدّى فريضة الحج واتبع التعاليم الإسلامية كلها.وقد ثبت دون أدنى شك أنه قـــد ظهرت على يده الكرامات والمعجزات أيضا ولا مجال للشك أن بابا نانك 11 كتاب "جنم ساكهي" هو سيرة بابا نانك، أما "غرنته" فهو كتاب مقدس عند السيخ.(المترجم)
٤٠٩ كان رجلا تقيا ومصطفى.وكان ممن يسقيهم الله ل شراب حبه، وقد ولــــد من بين الهندوس ليشهد فقط بأن الإسلام من الله عل.ومن رأى مقتنياته المقدسة الموجودة في "ديره نانك" التي شهد فيها بكل قوة وشدة بالشهادتين: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ثم رأى مقتنياته المقدســـــة الموجودة في "غُرُو هرسهائي" في محافظة "فيروز بور" بما فيها نسخة من القرآن الكريم؛ لا يمكن أن يشك أن بابا نانك المحترم كان قد علم نتيجة قلبه الطــــاهر وضميره الطيب وبمجاهداته المقدسة سرا ظل خافيا على البانديتات الماديين.وبادعائه الإلهام وبإراءة المعجزات والكرامات من الله تعالى فند تماما المعتقد القائل بأنه لا إلهام ولن تظهر الآيات بعد الفيدا.لا شك أن وجود بابا نانـــك المحترم كان رحمة من الله تعالى للهندوس.يمكنكم أن تعدوه وليــا أخيرا في الهندوسية أراد أن يزيل الكراهية التي كانت في قلوب الهندوس تجاه الإسلام.ولكن كان من سوء حظ هذا البلد أن الهندوسية لم تستفد من تعليم بابا نانك شيئا، بل آذاه البانديتات على مدحه الإسلام في كل مكان.لقد جـاء لعقـــــد الصلح بين الهندوسية والإسلام ولكن للأسف الشديد لم يهتم أحد بتعليمه لو استفاد الناس منه ومن تعاليمه المقدسة لكان الهندوس والمسلمون كيانا واحــــــدا اليوم.يا أسفا! يثير بكائي تصور أن شخصا بارا مثله جاء إلى الدنيا ورحـــــل منها ولكن الناس الجهلاء لم يستفيدوا من نوره شيئا.على أية حال، قد أثبت أن وحي الله وإلهامه لا ينقطع أبدا؛ وأن الآيــات الربانية تظهر دائما على أيدي عباده الأصفياء، وشهد بأن عداوة الإسلام هي عداوة النور.كذلك جربت أنا أيضا أن الله وإلهامه لم ينقطع في هذا الزمن قط، وحي والله يتكلم اليوم كما كان يتكلم في الماضي، ويسمع الآن أيضا كمـا كـــان
21.يسمع من قبل، و لم تبطل صفاته الأزلية في الزمن الراهن.ولقد أُنْعِم علـ بشرف مكالمة الله ومخاطبته منذ ثلاثين عامًا تقريبا، وقد أظهر الله على يـــــدي مئات الآيات التي شهدها آلاف من الناس ونُشرت في الكتب والجرائد.وما من فئة لم يشهدوا آية أو أخرى.فكيف يمكن أن يُقبل، مع وجود هذه الشهادات المتواترة، تعليم الآريين الذي يُنسب إلى الفيدات بغير حق حين يقولون بأن سلسلة كلام الله وإلهامه قد انقطعت بالفيدات ولم يبق بعدها إلا القصص والأساطير.ويقولون متمسكين بمعتقداتهم هذه بأن جميع الكتب الموجودة في العالم باسم كلام الله دون الفيدات إنما هي افتراء الناس، والعياذ بالله مع أن تلك الكتب تقدم شهادة على صدقها الفيدا بكثير، وإن يد نصرة الله وعونه تحالفها وآيات الله التي تفوق العادة تشهد على صدقها.فما السبب إذا أن يُعد الفيدا كـــلام الله ولا تعــــد الكتب الأخرى كلامه؟ ولأن وجود الله أعمق وأخفى إلى أقصى الدرجات، لذا يقتضي العقل أيضا ألا يكتفي الله بكتاب واحد للدلالة على وجـــــوده، بل يجب أن يصطفي الأنبياء من مختلف البلاد ويشرفهم بكلامه وإلهامه كـــيـلا يُحرم من ثروة القبول الإنسان ضعيف البنيان الذي يمكن أن يتعرض للشبهات أكثر من سريعا.لا يمكن للعقل السليم أن يقبل أبدا أن الله الذي هو رب العالمين وينير الشرق والغرب بشمسه، ويسقي كل بلد بنعمة أمطاره عند الضرورة دائما، يمكن أن يكون والعياذ بالله - بخيلا وضيق الصدر في التربية الروحانية، بحيث قد أحب إلى الأبد بلدا واحد وشعبا واحد ولغة واحدة فقط.لا أفهم، ما هذا المنطق؟! وما هذه الفلسفة القائلة بأن الإله يستطيع أن يفهم أدعية كل شخص وتضرعاته بلغته ولا ينفر من ذلك، ولكنه يكره بشدة أن يلقى في
411 القلوب إلهاما إلا بلغة الفيدا، أي السنسكريتية؟! هذه الفلسفة أو المعرفة المشمولة في الفيدا مثل معضلة مكنونة لم يقدر أحد على حلها إلى الآن.وأنا شخصيا أرى الفيدا بريئا من أن ينشر على صفحاته مثل هذا التعليم الذي لا يناقض الفهم الصحيح فحسب، بل يصم الله أيضا بوصمة البخل الله والانحياز.والحق أنه عندما يمضي وقت طويل بعد نزول كتاب مـوحى بـه، يضيف إليه أتباعه حواشي جديدة من عندهم، إما بسبب جهلهم أو بسبب أهوائهم النفسانية سهوا أو عمدا.ولأن أصحاب هذه الحواشي يكونون ذوي أفكار مختلفة، لذا تتفرع مئات المذاهب من دين واحد.واللافت في الموضوع أنه كما يعتقد الآريون أن سلسلة الوحي قد اقتصرت دائما على الآريا والهند فقط وأن لغة الفيدا أي السنسكريتية هي دائما بإنزال الإلهام وهى لغة الإله كذلك يعتقد اليهود الاعتقاد نفســه عـــن قومهم وكتبهم؛ فهم يرون أن لغة الله الأصلية هي العبرية، وأن سلسلة إلهام الله ظلت مقتصرة على بني إسرائيل وعلى بلادهم فقط، ومن ادعى كونه نبيا مـــــن خارج سلالتهم ولغتهم فيعدونه كاذبا، والعياذ بالله.التي خص بو.ست الله أليس بتوارد غريب أن كلا الشعبين قد اتبعوا الأسلوب نفسه في بيانهم؟! كذلك هناك فرق أخرى كثيرة أيضا في العالم تتمسك بالفكرة نفسها مثــل المجوس؛ الذين يقولون بأن أساس دينهم يعود إلى بلايين السنين قبل الفيدا.يتبين من ذلك أن الفكرة بأن بلادهم وقومهم ولغة كتبهم هي التي خصت وإلهامه، قد نشأت بمحض العناد وقلة المعلومات.ولما أتت على العالم أزمنــــة كان يجهل فيها قوم أحوال قوم آخرين، وأهل بلاد كانوا غير مطلعين تماما على وجود أهل بلد آخر؛ فبسبب هذا الخطأ ظن كل قوم تلقوا من الله كتابا أو جاءهم رسول أو نبي منه أن كل ما كان من المفروض أن يأتي من الله تعالى
٤١٢ التي كهداية فهو هذا فقط، وأن قومهم وبلادهم وحدها هي أُعطيت كتاب الله، أما بقية العالم كله فمحروم منه.هذه الفكرة ألحقت بالعالم أضرارا كثيرة، وكانت هــي بــذرة الأحقاد والضغائن المتبادلة التي استمرت في النمو بين الأقوام.وقد مرّ وقت طويل مــــــن الزمن ظل فيه كل قوم مختفين عن أعين الأقوام الأخرى، وبقي كل بلد مختبــــا ومحتجبا عن أعين أهل البلاد الأخرى، حتى أن العلماء في الهند كانوا يعتقدون بأنه ليست هناك منطقة مأهولة وراء جبال الهملايا.وعندما رفع الله الحجاب، وتوسعت معلومات الناس قليلا عن المناطق المسكونة في الأرض، كانت قد ترسخت في هذا الزمن في قلـوب النــاس كالنقش في الحجر المزايا الزائفة التي اخترعوها من عند أنفسهم وأدخلوها في معتقداتهم عن الكتب الموحى بها وعن أنبيائهم ورسلهم، وكان كل قوم يزعم ظلت عاصمة الله دائما.ولأن هذه الخصال والهمجيــة أن بلادهم هي التي كانت مسئولية على معظم الأقوام، فكانوا يردّون بالسيف على كل من خالف التقاليد القديمة، فلم يكن بوسع أحد أن يُحمد حماس الأقوام كلها المبني على الثناء على أنفسهم ويصلح ما راب بينهم.لقد اهتم "غوتم بوذا" بهذا الصلح وما كان يعتقد أن الفيدا هو كل شيء ولا يوجد شيء بعده، وما كان يقر بخصوصية قوم أو بلد أو سلالة؛ أي لم يتبنّ المذهب القائل بأن كل شيء ينحصر في الفيدا فقط وأن هذه اللغة وهذا البلد، وهؤلاء البراهمة قد سُجِّلوا في محكمة الله إلى الأبد لتلقي الإلهام، لذا فقد مر بمعاناة شديدة بسبب هذا الخلاف وسمى ملحدا لا دين له.كما أن جميع الباحثين في أوروبا وأميركا الذين لا يؤمنون بألوهية المسيح ولا تطمئن قلوبهم بأن صلب الإله أيضا ممكن، كلهم يُعدون ملاحدة عند القساوسة.
إذا، فقد عُدّ عام فقد الصقت بوذا أيضا ملحدا من هذا النوع وكما هو دأب الأشرار بوجه به تهم كثيرة بغية تنفير الناس منه.فكانت النتيجة أن نُفي بوذا من الهند التي كانت مسقط رأسه وربوع شبابه ووطنه، ولا يزال الهندوس يستخفون ويحتقرون بشدة البوذية ونجاحها.ولكن بحسب قول عيسى العلم : لَيْسَ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلَّا فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ"، فقد هاجر بوذا من بلده إلى بلــــد آخر وأحرز نجاحا باهرا، وكما يقال إن ثلث العالم ينتمي إلى البوذية، ومركزها الأصلي من حيث كثرة الأتباع هو الصين واليابان وإن كانت قــد وصــلت روسيا الجنوبية وأميركا.والآن أعود إلى صلب الموضوع وأقول : العصور التي كان فيها أصحاب كل دين على غير دراية بوجود دين ،آخر كان من الطبيعى في عالم الجهل ذلك أن ينحصر كل شعب في دينهم وكتابهم، ولكن كانت نتيجة هـذا الحصــر النهائية أنه عندما اطلع أهل بلد على بلد آخر واطلع الناس من بلاد مختلفة على دين بعضهم بعضا، تعدّر عليهم أن يصدّق دين بلد دين بلد آخر، لأن الخصوصيات والفضائل التي تقررت لكل دين نتيجة المبالغات، على غرار مبالغات الشعراء، لم تكن إزالتها مهمة سهلة لذا شدّ أهل كل دين مئزرهم لتكذيب دين آخر.لقد رفع أصحاب كتاب "الدساتير " " هتاف ليس مثلنا أحد في العالم، وحصروا سلسلة النبوة على سلالتهم فقط، وقالوا بأن لدينهم تاريخا عتيقا جدا بحيث يخجل مؤرخو الفيدات أمامهم.أما ديانة العبرانيين فقد أبعدت النجعة إذ عدّوا بلاد الشام وحدها مقام عرش الله إلى الأبد، وحُسب أن للصلحاء من سلالتهم فقط حقا ليُرسلوا لإصلاح كتاب الزرادشتية (المترجم)
٤١٤ البلاد، ولكن هذا الإصلاح ظل مقتصرا على بني إسرائيل فقط، وانتهى إلهام الله ووحيه على سلالتهم فحسب، ولو هب أحد غيرهم لكان كاذبا.كذلك انتشرت في الهند أيضا المعتقدات نفسها التي انتشرت عن الله إسرائيل.وطبقا لمعتقداتهم، فإن له أي دراية بوجود البلاد الأخرى.ويُعتقد دون أدنى دليل أنه منذ أن راق الإله جو الهند لم يرد قط أن يزور البلاد الأخرى ولو مرة ويسأل عن حال الناس المساكين الذين خلقهم ثم نسيهم.هو ملك الهند وحدها؛ وكيفيته أنه ليست فيا أصدقائي، تفكروا في هذا الأمر بالله عليكم ألطبيعة البشر أن تقبل هذه المعتقدات؟! أو يمكن أن يتسع لها أي ضمير؟ لا أفهم، أي فطنة هذه؟! إذ يعتقدون بأن الله هو رب الكون كله ومن ناحية أخرى يقولون بأنه تخلّى عـــــن ربوبية العالم كله، وأنَّ نظر رحمته يحيط قوما واحدًا وبلدا واحدًا ومكانًا واحـــــدا فقط.فيا ذوي الفطنة، اعدلوا بأنفسكم، أتوجد في قانون الله المادي الجاري في الطبيعة شهادة على ذلك؟! وإلا فكيف يمكن أن يكون قانونه الروحاني مبنيــــا على انحياز مثله ؟! لو استخدم العقل لأمكن أن تُعرف كل حسنة أو سيئة من نتيجتها أيضا فلا أرى حاجة إلى بيان ماذا عسى أن تكون نتيجة الإساءة وكيل الشتائم لأنبياء الله الصالحين الذين يدخل في حلقة طاعتهم عشرات ملايين الناس من كل فئة، وما هي ثمرتها في نهاية المطاف، لأنه ما من قــوم إلا وقد شاهدوا شيئا من هذه النتائج.أيها الأعزة إن التجارب القديمة والاختبارات المتكررة قد بينت دون شائبة شك أن ذكر أنبياء الأمم المختلفة ورسلهم بكلمات مسيئة وسبهم سم فتاك، لا يهلك الجسد فحسب في نهاية المطاف بل يهلك الروح ويدمر الدين والدنيا
810 أيضا.لا يمكن لبلد أن يعيش في أمن ووئام ما دام أهله عاكفين على البحــــث عن عيوب زعماء الأديان لدى بعضهم البعض وهتك شرفهم لا يمكن أن يتحد هذان القومان في وحدة صادقة قط ما دام أحدهما أو كلاهما يذكرون أنبياء غيرهم أو أولياءهم أو رجال دينهم بالسوء أو بكلام بذيء.من الذي لا تثور غيرته عند سماعه الإساءة إلى نبيه أو مقتداه؟ والمسلمون بوجه خاص قوم لا يعتقدون أن نبيهم إله أو ابن إله ولكنهم قوم يعدّون النبي الأولى الناس احتراما من بين الذين ولدتهم أمهاتهم.فلا يتحقق الصلح مع مسلم إلا إذا ذُكر نبيه المقدس عند النقاش بكلمات الاحترام والتعظيم والتبجيل.أما نحن فلا نستخدم اللغة البذيئة قط بحق أنبياء الأقوام الآخرين، بل نعتقد أنه بقدر ما جاء الأنبياء في العالم إلى أقوام مختلفة، وقد آمن بهم عشرات ملايين الناس وترسخت عظمتهم وحبهم في أي بقعة من بقاع العالم، وقد أكل الدهر وشرب على هذا الحب والاعتقاد؛ فهذا الأمر وحده يكفي دليلا على صدقهم، لأنهم لو لم يكونوا من عند الله لما انتشر قبولهم في قلوب عشرات ملايين الناس.العزة التي يهبها لعباده المقبولين لا يهبها لغيرهم، وإذا حاول أحد أن يحتــل مكانتهم يُدمر سريعا ويهلك.فمن هذا المنطلق نعتقد أن الفيدا كان من عند الله ، ونحن نحسب الملهمين المذكورين فيه صالحين ومقدسين.مع أننا نرى أن تعاليم الفيدا لم تنجح في تحويل أية فئة إلى عابدين حقيقيين الله تعالى، وما كان لها أن تنجح في ذلك أصلا.والذين يوجدون في هذا البلد ممن يعبدون الأوثان أو النار أو الشمس أو " يعبدون نهر الغانج أو آلاف الآلهة غيرهم، أو الذين يتبعون ديانة "جين مت" أو "شاكت مت"، كلهم ينسبون ديانتهم إلى الفيدا الفيدا كتاب محمل للغاية بحيث يمكن لكل الطوائف أن يستخلصوا منه ما يشاؤون.ولكن بحسبما علمنا
٤١٦ الله، فإننا نؤمن إيمانا قويا بأن الفيدا لم يكن من افتراء الإنسان.لا توجد في افتراءات الإنسان قوة على جذب عشرات الملايين من الناس وتأسيس جماعـــة أننا لا نجد أي ذكر لعبادة الحجر في الفيدا، ولكن تعاليم الفيدا مليئة دائمة.مع بالحث على عبادة النار والهواء والماء والقمر والشمس وغيرها.و لم ترد فيها أي فقرة تمنع من عبادة هذه الأشياء من ذا الذي يستطيع أن يقول أن الفرق الأولى من الهندوس كانت كاذبة، والفرقة الجديدة من الآريا هي الصادقة؟ والذين يعبدون هذه الأشياء متبعين الفيدا، يملكون دليلا قويا أن في الفيدا ذكرا واضحا لعبادة هذه الأشياء، ولم يُمنع عبادتها في أي مكان والقول بأن هذه كلها أسماء لله فلا يزال ادعاء لم يتم البت فيه بعد.ولو بُت فيه لما بقي سبب لرفض كبار البانديتات في مدينة بنارس وغيرها من المدن الكبرى معتقدات الآريا.فرغم المجهودات الممتدة على مدى ثلاثين أو خمس وثلاثين سنة، هناك عدد قليل جدا من الهندوس الذين قبلوا عقيدة الآريا، وإن عدد الآريين ضئيل جدا مقارنة مع أتباع مذهب "سناتن دهرم" وغيرهم من الهندوس، وكأنهم لا يستحقون الذكر وليس لهم تأثير ملحوظ في فِرق الهندوس الأخرى.كذلك تعليم "النيوك" الذي يُنسب إلى الفيدا لا تقبله غيرة الإنسان ونباهته.وكما ذكرت قبل قليل، لا يمكن لنا أن نقبل أنه من تعاليم الفيدا في الحقيقة بل إن أمانتنا تدفعنا بشدة إلى الاعتقاد بأن مثل هذه التعاليم لابد وأن تكون قد نُسبت إلى الفيدا في مرحلة لاحقة بسبب الأهواء النفسانية.ولأنه قد مضت على الفيدا آلاف السنين، لذا من المحتمل أن يكون مفسرو الفيدات في مختلف الأزمنة قد أضافوا إلى الفيدات أشياء أو نقصوا منها أشياء يكفينا دليلا على صدق الفيدا أن عشرات الملايين من الناس في الهند ظلوا يعتقدون على مدى آلاف السنين أن الفيدا كلام الله.ولا يمكن أن ينال كلام المفتري هذا الاحترام والعزة.
فما دمنا نؤمن، خشية الله، بأن الفيدا كلام الله مع كل هذه المعضلات، ونحسب أن الأخطاء الواردة في تعليمه إنما هي أخطاء مفسريه.وما دام القرآن الكريم يزخر من البداية إلى النهاية بوحدانية الله و لم يعلم في أية آية عبادة الشمس والقمر وغيرهما بل قال بكلمات واضحة: لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا اللَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ ، وإضافة إلى ذلك تحالف القـــرآن الكــريم شهادة آيات الله القديمة والحديثة وإنه مرآة تُري وجود الله تعالى؛ فلماذا يصبح هدفا لمثل هذه الهجمات العنيفة؟ لماذا لا نُعامل المعاملة نفسها التي نعامل بهــا الآريا؟ ولماذا تُزرع بذرة العداوة والبغضاء في هذا البلد؟ هل يُتوقع أن تكــــون نتيجة هذا التصرف حسنة؟ أمن المعاملة الحسنة في شيء أن نرمي بالحجارة من يقدم لنا الزهور ؟ أو أن نرش البول على من يقدم لنا اللبن؟ إذا كان الهندوس والآريون مستعدين لأن يدخلوا في هدنة كاملة من هذا النوع، ليقبلوا رسولنا الله على أنه نبي صادق من عند الله، ويكفّوا عن الإساءة والتكذيب في المستقبل، فأنا مستعد قبل غيري لأن أوقع على معاهدة بأنني أنا وأفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية سنصدّق الفيدا، ونتعهـد بـذكر الفيــدا والقديسين الهندوس بكل احترام وحب، وإذا لم نلتزم بذلك سندفع إلى الطائفة الهندوسية غرامة كبيرة لا تقل عن ثلاثمائة ألف من الروبيات.وإذا كان الهندوس صادقين في رغبتهم في الوصول إلى تسوية معنا، فعليهم أن يكتبوا إقرارا مثله ويوقعوا عليه، ويجب أن يكون مضمونه: إننا نحن الهندوس نؤمن بنبوة محمد المصطفى وبرسالته ونؤمن به نبيـــا ورســـــولا صادقا، وسنذكره في المستقبل بالاحترام والتبجيل كما يليق بمؤمن.وإذا لم نلتزم بذلك، فسندفع غرامة كبيرة لا تقل عن ثلاثمائة ألف من الروبيـــات إلى مقتدى الجماعة الإسلامية الأحمدية.وليكن معلوما أن عدد أفراد الجماعة
الإسلامية الأحمدية لا يقل الآن عن أربعمائة ألف لذا إن جمع مبلغ ثلاثمائة ألف من الروبيات ليس بمهمة صعبة لمثل هذا الهدف الهام.إن الذين لا يزالون خارج حظيرة جماعتنا متفرقون في آرائهم ومشتتون في طبائعهم وليسوا تحت إمرة قائد واحد يعدون طاعته واجبة عليهم، لذا لا أستطيع أن أقول أي شيء عنهم، إذ ما زالوا يحسبونني كافرا ودجالا.ولكن إذا عقد الهندوس عهــدا فأنا متأكد أن المسلمين أيضا لن يتصرفوا بتصرف غير لائق، ولن معي، يذكروا كتاب هذا القوم المتحضر وقديسيهم بكلمات نابية، ليتسببوا في كيل الشتائم للرسول الأكرم الله.والحق أن مثل هذه الشتائم ستنسب إلى الذين يرتكبون هذا السلوك.وبما أن مثل هذا التصرف ينافي الحياء والنباهة، لذا لا أتوقع أن يطيلوا اللسان بعد هذه المعاهدة.ولكن لا بد من أجل تقوية المعاهدة أن يوقع عليها عشرة آلاف شخص من أصحاب الرأي السديد مـــن كـــلا الطرفين.يا أيها الأحبة، ليس هناك شيء مثل الصلح، فتعالوا نتحد بواسطة هذا العقد ونصبح أمة واحدة.تعلمون جيدا كم تسبب التكذيب المتبادل في الفُرقة وكم تضرر البلد فتعالوا وجربوا الآن كم تكمن البركات في التصديق المتبادل! فهذا هو الطريق الأمثل للصلح، وإلا إن مثل عقد الصلح بطريق آخر كمثل تركنـــا الدمّل اللامع على حاله وفرحنا ناظرين إلى حالته الظاهرية، مع أن بداخله قيحًا عفنًا ونتنا وفسادًا.لا أرى حاجة إلى أن أذكر هنا أن النفاق والفساد الذي يزداد في هذه الأيام بين الهندوس والمسلمين لا تقتصر أسبابهما على الاختلافات الدينية وحدها، بل هناك أسباب أخرى تتعلق بالطموحات في الأمور الدنيوية.فمثلا يرغب الهندوس منذ البداية في أن يكون لهم باع في أمور الحكومـــة
419 والدولة أو يُستشارُوا على الأقل في هذه الأمور، وبأن تهتم الحكومة اهتماما خاصا بمطالبهم وأن يُعطوا أيضا مناصب حكومية مرموقة مثل الإنجليز.ولقد أخطأ المسلمون إذ زعموا أنه لو عادت هذه المساعي بفائدة فستنفع الهندوس فقط وليس المسلمين فلم يمتنعوا عن المساهمة في تحقيق هذا الغرض فقط، بل عرقلوا طريق الهندوس أيضا بمعارضتهم، وبالتالي تفاقمت النزاعات بينهم.أنا أقر بأن مثل هذه العوامل قد ساهمت في زيادة العداوة التي كانــت موجودة من قبل.ولكنني لا أستطيع أن أقبل أنها هي الأسباب الحقيقية لهذه العداوة، ولا أتفق مع رأي الذين يقولون إن الخلافات الدينية ليست أســاس النزاعات بين الهندوس والمسلمين وأنّ النزاعات الحقيقية هي سياسية.يمكن لكل إنسان أن يفهم بسهولة لماذا يخاف المسلمون الانضمام إلى صفوف الهندوس من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة ؟ ولماذا ظلوا يرفضون إلى اليوم الانضمام إلى لجنتهم "كونغرس"؟ ولماذا اتبعوا في نهاية المطاف الهندوس بعد أن أدركوا صحة منهجهم ولكن بالانفصال عنهم، وكونوا مقابلهم منظمة مسلمة و لم يقبلوا اشتراكهم فيها؟ أيها السادة، السبب وراء ذلك هو الدين في الحقيقة وليس إلا.لو عانق اليوم الهندوس المسلمين ناطقين بكلمة الشهادة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، أو إذا اعتنق المسلمون الهندوسية وبدأوا عبادة النار والهواء وغيرهما بحسب تعليم الفيدا ونبذوا الإسلام، ستختفي فجأة الخلافات التي تسمى الآن بالاختلافــــات السياسية، وكأنها لم تكن موجودة أبدا.من الواضح أن أصل الأحقاد والضغائن كلها في الواقع هو الخلافات الدينية.وكلما تصاعدت الخلافات الدينية نفسها ووصلت ،ذروتها، منذ عصور قديمة، تتسبب دائما في سفك الدماء أنهارا.
٤٢٠ يا أيها المسلمون، ما دام الهندوس يعدّونكم أمة مختلفة بسبب الخلافات الدينية وتعدّونهم كذلك للسبب نفسه، فكيف يمكن أن ينشأ بينكم إخلاص متبادل ما لم يزل هذا السبب؟! غير أنه من الممكن أن يكون هنــاك تعايش 28 متبادل مؤقت ومبني على النفاق.ولكن الصفاء القلبي الذي يمكن عده صفاء حقيقيا لن يتحقق ما لم تقبلوا بصدق القلب أن الفيدا والقديسين المذكورين فيه من عند الله، وكذلك إذا نبذ الهندوس أيضا ضغائنهم وصدقوا نبوة نبينا الأكرم تذكروا جيدا أن هذا المبدأ وحده يضمن أن يؤسس صلحا حقيقيا بينكم وبين الهندوس، وهذا هو الماء الذي سيغسل كل كدورة.وإذا كانت قد حلّت تلك الساعة التي قدّر الله فيها أن تتحد هاتان الأمتان اللتان كانتا منفصلتين فسيشرح قلوبهم للهدف نفسه كما شرح صدرنا.ولكن من الضروري أيضا إلى جانب ذلك أن تعاملوا الهندوس بالمواســـــاة الصادقة وتتخذوا الأخلاق الحميدة واللطف عادة لكم، وأن تمتنعوا عن الأعمال التي قد تسبب لهم الألم، وتلك الأعمال ليست من الواجبات والفرائض في ديننا.فلو اعترف الهندوس بصدق رسولنا الأكرم بصدق القلب وآمنوا به، لأمكن رفع الخلاف في مسألة البقر أيضا.اعلموا أن كل ما نعده حلالا ليس واجبا علينا أن نستهلكه أيضا حتما، فهناك أشياء كثيرة نعدّها حلالا ولكن لم نستهلكها قط.علينا أن نحسن معاملتهم بالمودة والإحسان.الإيمان بالله لا شريك له وصية من وصايا ديننا.فإن ترك ما ليس مهما من أجل ما هو مهم ليس مما يخالف شريعة الله.فعد شيء ما حلالا أمر، واستهلاك ذلك الشيء أمر آخر.إن الدين يعني الامتناع عن منهيات الله والفرار إلى سبل مرضاته، ومعاملة كل مخلوقاته بالحسنى والخير والمواساة، والإيمان بجميع الأنبياء والرسل الأطهار الذين جاؤوا إلى الدنيا في عصورهم وبأنهم أنبياء ومصلحون من الله تعالى وعدم واحدا
٤٢١ التفريق بينهم، وخدمة البشر جميعا.هذا هو ملخص ديننا، ولكـــن الــذين يذكرون نبينا محمدا المصطفى بكلمات بذيئة ويتهمونه بتهم قذرة ظلما دون الله له خوف من الله، ولا يتورعون عن بذاءة اللسان؛ كيف يمكن أن نتصالح معهم؟! الحق والحق أقول، إننا نستطيع أن نتصالح مع أفاعي الأراضي السبخة وذئاب البراري والفلوات، ولكن من المستحيل أن نتصالح مع الذين يشنون هجمــــات قذرة على نبينا الذي هو أحبُّ إلينا من أنفسنا وآبائنا.إننا ندعو الله تعالى أن يتوفانا على الإسلام، ولا نريد أن نعمل ما يضيع به الإيمان.لا أريد أن ألوم هنا طائفة معينة دونما سبب ولا أنوي أن أجرح مشاعر أحد، ولكنني أقول متأوها بالأسف الشديد أن الإسلام هو دين طاهر ودين السلام الذي لم يهاجم أيا من زعماء الدين والقرآن هو الكتاب الجدير بالتعظيم والتبجيل الذي وضع أسس السلام بين الأقوام، وصدق نبي كل أمة، وهذا الشرف في العالم كله يعود للقرآن الكريم وحده الذي علمنا لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ أي أعلنوا أيها المسلمون قائلين: إننا نؤمن بجميع الأنبياء في العالم ولا نفرق بحيث نؤمن ببعض ونكفر ببعض.فإذا كان هناك كتاب آخر موحى به يؤسس للصلح والوئام مثل القرآن الكريم فاذكروا لي اسمه القرآن الكريم لم يجعل رحمة الله العامة مقتصرة على سلالة معينة.إنه يعترف بصدق أنبياء بني إسرائيل كلهم، سواء أكان يعقوب أو إسحاق أو موسى أو داود أو عيسى ولقد أكد على صدق أنبياء الأمم الأخرى سواء كانوا في الهند أو في بلاد فارس، ولم يعد أي واحد منهم مخادعا أو محتالا، بل أنه قد بعث الأنبياء في كل أمة وفي كل قرية، ووضعوا أسس أعلن بوضوح • البقرة: ۱٣٧
٤٢٢ السلام بين الأمم كلها.ولكن من المؤسف حقا أن كل قوم يسب رسول السلام هذا ويستخفون به! فيا أيها المواطنون الأعزاء، لم أُدلِ بهذا البيان أمامكم لأؤذيكم أو لأجــــرح مشاعركم بل أريد القول بحسن النية أن الأقوام الذين يسيئون إلى أنبياء الأمم الأخرى ويذكرونهم بالسب والشتم والكلمات النابية، واتخذوا ذلــك عـــــادة واتخذوه ديدنا لهم بغير وجه حق؛ هم ليسوا مذنبين فحسب عند الله كونهم يتدخلون في شؤون الآخرين دون مبرر ودون أن يكون لديهم أي دليل، بـل يرتكبون أيضا ذنب زرع بذرة النفاق والعداوة بين البشر.والآن أجيبــوني بصدق القلب، إذا سب أحد أبا أحد أو رمى أمه بتهمة أفلا يكون قد هاجم شرف أبيه هو نفسه؟ فإذا شتم المشتوم الشاتم بمثل ما شتمه الشاتم، فهل يكون في غير محله القول بأن الذي سبق بالشتيمة كان هو السبب وراء الشتيمة بالمثل؟ وفي هذه الحالة يكون هذا الشاتم هو المسؤول عن الإساءة إلى شرف أبيه وأمه.لقد علمنا الله تعالى في القرآن الكريم طريق الأدب ودرس الأخلاق إذ يقول: لا تَسْبُوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْم انظروا أنه لا حقيقة للأوثان على الإطلاق بحسب تعليم القرآن الكريم، ومع الله المسلمين خُلُقَ أن يمتنعوا عن سب الأوثان أيضا، ويأمرهم بـــدلا ذلك أن يوضحوا الأمر لعبدة الأوثان باللين لئلا يثور هؤلاء الناس ويسبوا الله، فتكونوا أنتم سببا لهذا السباب.فما بال الذين يسبون هذا النبي العظيم للإسلام ويذكرونه بكلمات العظيم الآن مع ذلك يُعلم الإساءة، ويهاجمون بهمجية شديدة شرفه وسلوكه وأسوته؟! ذلك النبي الأنعام: ۱۰۹
٤٢٣ الذي ينزل الملوك المسلمون العظام عن عروشهم عند ذكر اسمه ويطأطئون رؤوسهم طاعة لأوامره، ويَعدُّون أنفسهم من أحقر غلمانه.أليس هذا الاحترام من الله تعالى؟ والاستخفاف مقابل عزة موهوبة من الله تعالى إنما هو عمل الذين يريدون أن يحاربوا الله تعالى.إن محمدا المصطفى الله نبي الله المختار الذي أرى الله تعالى العالم معجزات عظيمة تأييدا وإظهارا لكرامته.أليس فعل الله الله أن أخضع رؤوس ۲۰۰ مليون من الناس على عتبة محمد ؟ لا شك أن كل حالفته الأدلة والبراهين لإثبات صدقه ولكن الأدلة على نبوته التي نبي لا تزال تظهر إلى اليوم لا نظير لها في تاريخ أي نبي قط.ألا تستطيعون أن تفهموا دليل أنه عندما تتدنّس الأرض بالخطايا والذنوب، وتطغى الأعمال السيئة والوقاحة على الأعمال الصالحة في ميزان الله، عندها تقتضي رحمة الله أن يُبعث عبد من عباده ليصلح مفاسد الأرض.العلة تقتضي طبيبا، وأنتم أحرى وأقدر من غيركم أن تفهموا هذا الأمر، لأنه كما أن الفيدات لم تنزل في الوقت الذي طغى فيه طوفان الذنوب، بل نزلت حين لم يكن في الأرض سيل الذنب قط بحسب قولكم أنتم.فهل يُستبعد عندكم أن يظهر نبي في وقت يعلو فيه سيل الذنوب العارمُ هائجا بكل شدة في كل بلد من بلاد العالم؟ لا أتوقع أنكم تجهلون التاريخ أنه عندما بعث الله نبينا الأكرم وأكرمه بمنصب الرسالة كان العصر يسوده الظلام بحيث لم تكن بقعة من بقاع العالم المسكونة خالية من سوء السلوك وسوء الاعتقاد.ولقد كتب البانديت ديانند في كتابه "ستيارته "بركاش" أن الوثنية كانت في ذلك الزمن قد حلت محل عبادة الله في الهند أيضا، وكان الفساد الكبير قد تطرق إلى دين الفيدات.
٤٢٤ كذلك يقول القسيس "فندل"- وهو مسيحي إنجليزي أوروبي متعصب جدا للمسيحية في كتابه "ميزان الحق" بأن المسيحيين كانوا الأكثر فسادا من كل الطوائف الدينية في زمن النبي ، وكانت تصرفات المسيحيين البذيئة مدعاة للخزي والعار للديانة المسيحية والقرآن الكريم يقدم الآية: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر تأكيدا على ضرورة نزوله.ومعنى هذه الآية أنه ما من قوم يخلو من الفساد سواء أكانت حالته تنم عن الهمجية أو ادّعى العقل والتحضر.فلما تبين من جميع الشهادات أن الناس في عصر النبي ، سواء أكانوا من الشرق أو من الغرب أو من الهند أو الذين كانوا يسكنون في الصحراء العربية، وأيضا الذين كانوا يسكنون الجزر؛ كانوا قد فسدوا جميعا، ولم تكن لأحد مع الله، ونجست الأعمالُ السيئة الأرض بأسرها؛ أفلا يقدر الفطين أن يدرك أن هذا هو الوقت والزمن المظلم الذي يقتضي العقل أن يأتي فيه نبي عظيم حتما ؟! منهم علاقة سليمة أما السؤال عما هو الإصلاح الذي قام به هذا النبي، فأقول بكل قوة وتحد أن الإجابة التي يمكن لمسلم أن يقدمها على هذا السؤال مشيرا إلى إصلاح قام النبي ، لا يمكن لمسيحي ولا ليهودي ولا لآري أن يقدمها مبنية على الوضوح والأدلة الدامغة نفسها.به الهدف الأول للنبي ﷺ كان إصلاح بلاد العرب.كانت البلاد العربية في حالة يرثى لها، حتى كان من المتعذر عدُّ سكانها أناسا.لم يكن هناك منكر إلا وكان موجودا فيهم.ولم يكن هناك أي نوع من الشرك إلا وكان رائجا فيهم.كانت السرقة والنهب شغلهم الشاغل، وكان القتل بغير حق عندهم مثل دوس نملة تحت الأقدام فقط.كانوا يقتلون الأيتام ويأكلون أموالهم، كانوا يئدون الروم: ٤٢
٤٢٥ بناتهم، ويفتخرون بالزنا ويتباهون علنا بتلك المنكرات في قصائدهم.وكان شرب الخمر منتشرا في ذلك القوم بكثرة بحيث لم يخلُ منها بيت قط، وفاقوا البلاد كلها في لعب القمار، فكانوا عارا على الدواب وشنارا على الأفاعي والذئاب.وعندما نهض نبينا لإصلاحهم ، وأراد أن يطهر قلوبهم بتركيزه الباطني، طرأ عليهم في وقت قصير تغيّر ملحوظ حتى تحولوا من الوحوش إلى البشر، ثم من البشر العاديين إلى أناس متحضرين، ومن أناس متحضرين أصبحوا ربانيين وفنوا في نهاية المطاف في حب الله حتى تحمّلوا كل ألم كعضو لا حس فيه، فقد عُذبوا بكل أنواع العذاب وجُلدوا دون هوادة، القُوا على رمال حارقة وزُحوا في السجون، حُرموا من الطعام والماء حتى أشرفوا على الموت؛ ولكنهم خطوا إلى الأمام دائما في كل ابتلاء.وكثير منهم قتل أولادهم أمام أعينهم، وكثير منهم شنقوا على مرأى من أولادهم.إن مجرد تصوّر الإخلاص والصدق الذي به ضحوا بحياتهم في سبيل الله يدفع المرء على البكاء عفويا.وإذا لم يكن هذا ولم يكن تأثير الرسول الأكرم الله وقوته الروحانية، فأية قوة جذبتهم فعل الله إلى الإسلام، وأحدثت فيهم تغيرا فوق العادة ورغبتهم في الخرور على عتبة شخص كان يمشى في طرقات مكة وحيدا في حالة المسكنة وعدم الحيلة وعوز المال والجاه؟ لابد أن تكون هناك قوة روحانية رفعتهم من الدرك الأسفل إلى ألد مقام سام.والأغرب من ذلك أن كثيرا منهم كانوا، في حالة كفرهم، من أعداء الرسول الأكرم وممن كانوا متعطشين لدمه.فلا أرى معجزة أعظم من أن إنسانا فقيرا معوزا وحيدا عديم الحيلة طهر قلوبهم من كل ضغينة وجذبهم إلى نفسه حتى أنهم خلعوا عن أنفسهم حللا فاخرة وحضروا إليه لابسين الخيش.
٤٢٦ بعض الجهلاء الذين يتهمون الإسلام بالجهاد العدواني ويقولون بأن كل هؤلاء الناس قد أدخلوا في الإسلام قهرا بقوة السيف، نتأسف عليهم آلاف المرات! فقد تجاوزوا الحدود في جَورهم وكتمانهم الحق.وا أسفاه! ماذا أصابهم إذ يعرضون عن وقائع صحيحة قصدا؟ لم يُبعث نبينا الأكرم في بلاد العرب كملك حتى يُظنّ أنه لمّا كان يمتلك الجبروت والشوكة الملكية فاجتمع الناس تحت رايته لإنقاذ حياتهم! والسؤال المطروح الآن هو : لما أطلق النبي الأكرم النداء دعوة وحدانية الله وصدق دعوته وهو يعاني من الفقر الشديد والمسكنة والخمول، فبقوة أيّ سيف آمن به الناس؟ وإن لم يؤمنوا، فمن أي ملك طُلب الجيش أو المساعدة لإرغامهم على التسليم؟ أيها الباحثون عن الحق، اعلموا يقينا أن كل هذه افتراءات من الذين هم أعداء ألداء للإسلام.اقرأوا التاريخ، كان النبي الله طفلا يتيما، توفي والده بعد أيام من ولادته وتوفيت والدته وهو ابن بضعة أشهر، فظل هذا الطفل الذي فوقه يتربى في رعاية الله دون أي سند آخر.كانت يد الله الرواية التي أشار إليها سيدنا المسيح الموعود الله في المتن وردت في كتب السير، مما يجعلها جديرة بالقبول كذلك، فقد قال الصالحي الشامي في كتابه "سبل الهدى والرشاد" ما نصه: "قال غير ابن إسحاق : وذلك حين تم لها شهران وقيل إن رسول الله ﷺ كان في المهد حين توفي أبوه وعليه فقيل وله شهران وقيل ثمانية وعشرون شهرا.وقيل تسعة أشهر، ونقل السهيلي عن الدولابي أنه قول الأكثرين قلت: والحق أنه قول كثيرين لا أكثرين." هذا فيما يتعلق بوفاة والد النبي ، أما بخصوص وفاة أمه آمنة بنت وهب، فالثابت أن وفاتها تلت وفاة زوجها، وتميل كفة الترجيح إلى أنها توفيت و لم يزل النبي في سن الرضاع، فلم يع وجودها، ولو كان وعاه لذكر شيئا ولو بسيطا من ذكرياته معها، بل الأغلب أنه لم ينتقل إلى بادية بني سعد رضيعا إلا لوفاة والدته.
٤٢٧ وفي أيام هذه المصيبة واليتم رعى الأغنام لبعض الناس أيضا، ولم يكن له كفيل سوى الله.وصل إلى سن الخامسة والعشرين ومع ذلك لم يكن هناك أي واحد من أعمامه مستعدًا ليزوجه ابنته لأنه كما كان يبدو في الظاهر- ما كان قادرا على حمل نفقات البيت.إضافة إلى ذلك فقد كان أُميا ولم يتعلم حرفة أو مهنة وعندما اقترب من سن الأربعين جُذب قلبه إلى الله تعالى دفعة واحدة.هناك غار اسمه حراء على بعد بضعة أميال من مكة، فكان يذهب إليه وحده ويختلي فيه ويعبد ربه.كان ذات يوم يعبد الله في خلوته في الغار نفسه فتجلى الله تعالى عليه وقال : لقد ترك الناس سبيل الله وتدنّست الأرض بالذنوب.لذا أبعثك رسولا من عندي، فأنذر الناس ليرجعوا إلى الله قبل العذاب.فخاف النبي الأكرم بسماع هذا الأمر ظانا أنه أُمّي لا يعرف القراءة والكتابة وقال ما أنا بقارئ عندئذ ملأ الله صدره بكافة المعارف الروحانية ونور قلبه وبفضل قدرته القدسية بدأ الفقراء والمتواضعون ينضمون في دائرة طاعته ولكن الأقوياء من الناس شدوا مئزرهم لمعارضته.وقد وصلت العداوة بهم إلى درجة أن خططوا لقتله، وقتل كثير من الرجال والنساء بتعذيب شديد.و كمحاولة أخيرة حاصروا بيت النبي الأكرم بنية قتله، ولكن من يستطيع أن ويدعم هذا القول عدد لا بأس به من الروايات الواردة في كتب الحديث وكتب التاريخ التي تتفق جميعها على أن ثويبة وهي مولاة أبي لهب أرضعته أياما، وقيل شهرين، قبل أن تتسلمه حليمة السعدية.قال : "أرضعتني وأبا سلمة ثويبة، فلا تَعْرضَنَّ عليَّ بناتكن، ولا أخواتكن.رواه البخاري، الأمر الذي يرجح القول بوفاة والدته وهو لم يزل رضيعا وإلا فبم نفسر سر تعاقب المراضع عليه؟! و لم لم تتسلمه حليمة السعدية أمه مباشرة؟! هذا الأمر لا يفسره سوى أن والدته كانت قد توفيت سلفا.(المترجم) من
٤٢٨ يمس من يحميه الله؟! أوحى له الله أن اترك هذه القرية وسأكون معك في كل خطوة.فخرج من مكة وأخذ معه أبا بكر وظل مختبئا في غار ثور لثلاث ليال.وخرج الأعداء في طلبه ووصلوا إلى الغار بمساعدة القصاص.لقد اتبع القصاص آثار أقدامهما حتى وصل إلى مدخل الغار، وقال: هنا تنتهي آثار الأقدام، فابحثوا في هذا الغار إذ لا توجد آثار الأقدام بعده، وإذا كان قد تقدم بعده، فلا بد أنه صعد إلى السماء.ولكن من ذا الذي يستطيع أن يحصر عجائب قدرة الله ؟! ففي ليلة واحدة أظهر الله قدرته عندما نسج العنكبوت شبكته على باب الغار كله وبنت الحمامة عشها عند مدخل الغار وباضت.وعندما رغب القصاص الناس في دخول الغار، قال رجل عجوز: لقد أصيب القصاص بالجنون، إذ أرى شبكة العنكبوت هذه على باب الغار منذ وقت لم يكن محمد (ﷺ) قد ولد بعد.وعلى ذلك تفرّق الناس شذر مذر نابذين فكرة البحث عنه في الغار.وبعد ذلك وصل النبي الأكرم الله إلى المدينة خفية.وآمن به أغلب أهلها.هذا ما أثار حفيظة أهل مكة، وتأسفوا لأن طريدتهم أفلتت من أيديهم.ثم أهل عكفوا ليل نهار على التخطيط لقتل النبي الأكرم.الفئة الصغيرة من مكة الذين آمنوا بالنبي لو هاجروا أيضا من مكة إلى بلاد مختلفة.فقد لاذ بعضهم عند ملك الحبشة، وبقي بعضهم في مكة لأنهم لم يملكوا الزاد للسفر؛ وقد أُوذوا إيذاء شديدا.ويذكر القرآن الكريم كيف كانوا يتضرعون ويبتهلون إلى الله ليل نهار.عندما تجاوز ظلم كفار قريش الحدود كلها وبدأوا يقتلون النساء الفقيرات الضعيفات واليتامى من الأطفال، وقتلوا بعض السيدات دون هوادة إذ ربطوا
٤٢٩ إحدى رجليهن في جمل والأخرى بجمل آخر بإحكام، وساقوا الجملين إلى اتجاهين مختلفين، فمتن بعد أن قطعت أجسادهن جزأين.عندما بلغ ظلم الكفار الظالمين منتهاه أنزل الله الذي يرحم عباده في نهاية المطاف وحيه على رسوله أن قد بلغتني استغاثة المظلومين، فآذن اليوم أن تقاوموا الظالمين، واعلموا أن الذين يرفعون السيف على الأبرياء سيُقتلون بالسيف، ولكن لا تعتدوا فإن الله لا يحب المعتدين.هذه هي روح الجهاد الإسلامي الذي ذُكر بصورة بشعة جدا ظلما وجورا.لا شك أن الله حليم ولكن عندما تتعدى شرور قوم الحدود فلا يترك الظالمين دون عقاب بل يهيئ أسبابا لهلاكهم.لا أعرف من أين وممن سمع معارضونا أن الإسلام انتشر بقوة السيف؟! يقول الله في القرآن الكريم: لا إِكْرَاهَ فِي الدين ، فمن ذا الذي أمر بالجبر؟! وماذا كانت وسائل الإجبار المتوفرة؟! وهل يمكن أن يتحلى بهذا الإخلاص وهذا الإيمان مَن يُجبرون على تغيير دينهم؛ أي أن يجرؤوا، على كونهم بعدد مائتين أو ثلاثمائة ودون أن يتلقوا رواتب أو أغراض مادية، على مواجهة جيش يعدّ بالآلاف؟! وعندما يصل عددهم إلى ألف يهزمون مئات الآلاف من أعدائهم، ويرضون بالذبح مثل الخراف والمعز في سبيل الدفاع عن الدين من هجمات الأعداء، ويشهدون بدمائهم على صدق الإسلام.كما يكونون مشغوفين بنشر وحدانية الله تعالى، فيتحملون في سبيل نشر رسالة الإسلام أنواع الشدائد ويصلون إلى صحاري أفريقيا كالزهاد؛ ثم يصلون، بعد مكابدة كل نوع من الصعاب، إلى الصين في هيئة الدراويش غير قاصدين الحرب على أهلها، فيبلغونهم دعوة الإسلام، ثم ينجحون بجهودهم المباركة في إدخال البقرة: ٢٥٧
٤٣٠ عشرات الملايين من أهل الصين في الإسلام ثم يدخلون الهند في هيئة الدراويش، مرتدين الخيش، وينجحون في إدخال جزء كبير من أهل الهند في الإسلام.ثم يصلون إلى حدود أوروبا ويبلغونها رسالة "لا إله إلا الله".قولوا أمانة بالله عليكم أيمكن أن يقوم بهذه المهمة من أكرهوا على الإسلام، وظلت قلوبهم كافرة ولا يؤمنون إلا باللسان فقط؟! كلا، بل لا يقوم بهذه المهمة إلا أولئك الذين تعمر قلوبهم بنور الإيمان ولم يشغل أي حيّز من قلوبهم سوى الله.الآن أتوجه إلى بيان تعليم الإسلام؛ فليكن واضحا أن هدف الإسلام الأعظم هو توطيد وحدانية الله وجلاله في الأرض، واستئصال الشرك كليا، وجعل الناس أمة واحدة بجمع الفرق المختلفة على كلمة واحدة.الأديان التي خلت في العالم أو الأنبياء والرسل الذين جاؤوا قبل الإسلام اقتصرت مهمتهم على إصلاح أقوامهم وبلادهم فقط، وإن علموا شيئا من الأخلاق لم يكن الغرض من تعليمهم الأخلاق إلا أن يفيدوا بأخلاقهم قومهم فقط.فقد قال المسيح الا بكل وضوح إن تعاليمه مقتصرة على بيت بني إسرائيل فقط.عندما طلبت سيدة لم تكن من بيت بني إسرائيل الهداية من عيسى بكل تواضع رفض طلبها.ثم جاءت تلك السيدة البائسة وشبهت نفسها بكلبة وطلبت الهداية مرة أخرى، فردّ عليها قائلا بأنه لم يُرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل، حتى سكتت المرأة أخيرا.ولكن نبينا لم يقل قط أبدًا بأني أرسلت للعرب فقط، بل قد ورد في القرآن الكريم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ، ولكن يجب أن نتذكر أن رفض عيسى الأعراف : ١٥٩
العلي طلبها لم يكن ذنب عيسى الل، بل الحق أن الوقت لم يكن مناسبا للهداية العامة بعد، بل كان عيسى المأمورا من الله بأنك أُرسلت إلى بني إسرائيل فقط ولا علاقة لك بغيرهم قط.وكما ذكرت آنفا كان تعليم الأخلاقي مقصورا على اليهود فحسب، وذلك أنه قد وردت في التوراة أحكام مثل: عين بعين وسن بسن وأنف بأنف، وكان الهدف من وراء هذا التعليم توطيد معنى العدالة عند اليهود ومنعهم من اقتراف الظلم والاعتداء، إذ إنهم عاشوا أربع مائة سنة في الرق، وبالنتيجة نشأت فيهم كثير من عادات الظلم والخسة والرُّذالة، فاقتضت حكمة الله أن يُعطوا تعليم الأخلاق لرفع ظاهرة العنف والشدة من طبائعهم، إذ كانت ظاهرة العنف والقسوة موجودة في طبائعهم من أجل الثأر والانتقام.فذلك التعليم الأخلاقي هو الإنجيل الذي عُني باليهود وحدهم ولم يكن موجها إلى العالم كله، إذ لم تكن لعيسى الا علاقة مع أمم أخرى.ناحية ولكن الحق أن التعليم الذي جاء به عيسى ال ليس ناقصا من واحدة فقط لأنه ليس مبنيا على مواساة بني البشر جميعهم، بل فيه عيب آخر أيضا، وهو أنه كما جنحت التوراة إلى الإفراط في تعليم الشدة والانتقام كذلك مال الإنجيل إلى التفريط من حيث تعليم العفو والصفح.فلم يهتم أيّ واحد من هذين الكتابين المقدسين لجميع فروع الشجرة البشرية، بل تتمسك التوراة بإحدى فروعها ويتمسك الإنجيل بفرع ثانٍ فكلا التعليمين ساقط عن درجة الاعتدال فكما أنه ليس من الحكمة في شيء أن يتوجه المرء إلى الانتقام والعقوبة في كل الأحوال، كذلك إن العفو والصفح في كل حال وبكل مناسبة أيضا يتنافى تماما مع مقتضى تربية الإنسان.لذلك دحض القرآن الكريم كلا التعليمين وقال: جَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى
٤٣٢ الله كما هو تعليم التوراة، ولكن مَنْ عَفَا كما هو تعليم الإنجيل، سيكون العفو مستحسنا ومسموحا به إذا كانت نتيجته حسنةً ويتوقع به إصلاح المعفو عنه، وإلا فالقانون هو الذي ذكر في التوراة.
نورد فيما يلي المذكرات التي سجلها المسيح الموعود اللة عن المقال المنقول في الأعلى، وقد عثرتُ عليها في مسوداته الع.(كمال الدين) آيات القرآن الكريم التي ستُسجل في هذا المقال بإذن الله.لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.الصفحة: ٣.٥٦ إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ ٤٣٣ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ.الصفحة: ٦٠.الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.الصفحة: ٦١ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.الصفحة: ٣٧.فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا".الصفحة: ٤١.هذه المذكرات مسجلة أيضا بعينها في نهاية كتاب: البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، فاقرأوا عنها في تعريف كتاب: في بداية هذا المجلد.(الناشر) البقرة: ٢٥٧ لعل هذه الأرقام تشير إلى صفحات المصحف الكريم الذي كان عند المسيح الموعود العليا عند تأليف: "".° البقرة: ٢٧٢ البقرة: ٢٧٥ البقرة: ١٨٧ البقرة: ٢٠١ ٤ 0 7 V
٤٣٤ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ.الصفحة: ٤٢.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ۲ ، الصفحة ٤٢ أي يا أيها المؤمنون سلّموا أعناقكم في سبيل ولا تتبعوا سبل الشيطان والمراد من الشيطان هنا هم أولئك الذين يعلمون الله السيئات.وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةٌ لِأَيْمَانِكُمْ ، الصفحة: ٤٦ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ، الصفحة ٥٨ إنها مزيَّة خاصة بالقرآن الكريم أن تعليمه الأخلاقي يخاطب العالم كله، أما تعليم الإنجيل الأخلاقي فخاص باليهود فقط.☑ في بيان أن القرآن الكريم يثني على الصالحين من أمم أخرى أيضا: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ، الصفحة: ٨٥.٤ البقرة: ٢٠٨ البقرة: ٢٠٩ البقرة: ٢٢٥ البقرة: ٢٦٥ آل عمران: ١١٤-١١٥ ******
٤٣٥ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ حَبَالًا وَدُّوا مَا عَتُمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاء تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بالْكِتَاب كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.الصفحة: ۸۷ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُرَكُونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فتيلا ، الصفحة: ١١٤ إنّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"، الصفحة:.110 هذا ما يتعلق بحكم النبي ﷺ بين يهودي ومسلم.مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةٌ حَسَنَةٌ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةٌ سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِينًا أي الله تعالى يراقب كل شيء.وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا، الصفحة: ١٢٣.وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ، الصفحة: ١٢٣ آل عمران: ۱۱۹-۱۲۰ النساء: ٥٠ النساء: ٥٩ النساء: ٨٦ النساء: ٩٤ النساء: ٩٥ ٤ ٦
٤٣٦ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا.الصفحة: ١٣٠ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.الصفحة: ١٣٠.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ اللَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ.الصفحة: ١٣٦.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا، الصفحة: ١٣٢.قُولُوا آمَنَّا بالله وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا...وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ، الصفحة: ٢٧.فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (البقرة: (۱۳۸) صفحة ۲۷...أي إن لم يؤمنوا مثلكم فهم قوم لا يريدون أن يتوقفوا عن المعارضة ولا يرغبون في الصلح.رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)، الصفحة: ١٣٧.النساء: ١٢٦ النساء : ١٢٩ النساء: ١٣٦ النساء: ۱۳۷ البقرة: ۱٣٧ البقرة: ۱۳۸ النساء: ١٦٦ ٤ 0 ٦ V
٤٣٧ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا " أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهينًا، الصفحة: ١٣٥.وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ ، الصفحة: ١٣٣.مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ، الصفحة: ١٣٥.إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِالله وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ، الصفحة: ١٣٩ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دینا، الصفحة: ١٤١ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ اللهُ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَحْرمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، الصفحة: ١٤٣.إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ۳ ٤ 0 النساء: ١٥١-١٥٢ V النساء: ١٤١ النساء: ١٤٨ النساء: ۱۷۲ المائدة: ٤ المائدة: ٩ النحل: ٩١
٤٣٨ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْحَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَل الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، الصفحة: ١٦١..۱۹۹ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ".قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ" الصفحة: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا....وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى، الصفحة: ٢٠٨.وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتِ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ، الصفحة: ۲۰۹ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَرَّعُونَ.الصفحة ٢١٥...فقد أخذناهم بالقحط والوباء بسبب إنكارهم لعلهم يتضرعون.V י المائدة: ۹۱ آل عمران: ۳۲ الأنعام: ١٦٣ الشمس: ۱۰-۱۱ الإسراء: ۷۳ الأعراف: ٥٨-٥٩ الأعراف : ٩٥
٤٣٩ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، الصفحة: ٢١٥.وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ ، الصفحة ٢١٥.أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَانًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى 6 أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، الصفحة: ٢١٥.یو و يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ،، الصفحة ٢٢٥ أي يأمر بما لا يخالف العقل ويمنع مما يمنع العقل أيضا...ويضع عن الأقوام أثقالهم التي كانوا يرزحون تحتها، ويحررهم من الأغلال التي كانت في أعناقهم وتمنعها من الاستقامة، فالذين يؤمنون به منه ويقوّونه بالانضمام إلى جماعته....ينجون من كروب الدنيا والآخرة.قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، الصفحة: ٢٢٥.وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ، الصفحة: ٢٢٨.الأعراف : ٩٦ الأعراف: ۹۷ الأعراف: ۹۸-۹۹ الأعراف: ١٥٨ الأعراف: ١٥٩ الأعراف: ١٧١ ٤ 0 ٦
٤٤٠ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى، الصفحة : ۲۲۹.إن قوى الأرواح التي تولد فيها حي الله تعالى تشهد بلسان حالها أنها خلقت بيد الله الله.فإذا طُرح سؤال أنه كيف نؤمن بالقرآن الكريم لأن هناك تناقضا بين التعليمين؟ فجوابه أنه ليس هناك من تناقض بل كُتبت آلاف التفاسير لعبارات الفيدا أيضا، ومن جملتها تفسير يطابق القرآن الكريم.والذي لا يخاف الله فهو يتصدى للأمر الحق وكأنه يُساق إلى الموت، وهو يحاول إنقاذ نفسه.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، صفحة: ٢٣٩.إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ المذكرة: الدين والمذهب ليس مجموعة من القصص المحكية فقط، بل كما أن الذهب يُعرف بعلاماته، كذلك يُعرَف الملتزم بدين الحق من خلال نوره.إن الله يهلك من هلك عن بينة ويُحيي من حَيَّ عن بينة.وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، الصفحة: ٢٤٤.وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَحْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ، الصفحة: ٢٤٤.الأعراف: ١٧٣ الأنفال: ۳۰: الأنفال: ٣٥ ٤ الأنفال: ٦٢ الأنفال: ٦٣
٤٤١ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِحْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" الصفحة: ٢٥٢.وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنْ لَهُمْ ، الصفحة: ٢٦٨.التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ، الصفحة: ٢٧١.طوبى للذين يرجعون إلى الله تاركين كل شيء ويعكفون على عبادته وحمده يسيرون في العالم منادين لسبيل الله ويركعون أمام الله ويركعون أمام الله ويسجدون له، هم لقد المؤمنون الذين بشروا بالنجاة.الصفحة: ٢٧٨.قسم الله المصائب في قانونه الجاري في الطبيعة إلى خمسة أقسام: أي بوادر المصيبة المخيفة، ثم الدخول في المصيبة، ثم الحالة التي مالها....اليأس ثم زمن المصيبة الحالكة.ثم انبلاج صبح رحمة الله.فهذه هي الأوقات الخمسة التي توازيها الصلوات الخمس.٤ التوبة: ١٣ التوبة: ٢٤ التوبة: ١٠٣ التوبة: ١١٢ لم نتمكن من قراءة هذه الملحوظة (كمال) (الدين لقد ورد في البراهين الأحمدية الجزء الخامس، الخزائن الروحانية المجلد ٢١، الصفحة ٤٢٢...مآلها اليأس، والله أعلم بالصواب.(الناشر)
٤٤٢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ.وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ.وفيما يلي ننقل بعض الاعتراضات وبعض الحقائق التي وجدتها ضمن مذكرات المسيح الموعود الله التي كتبها عن "".كان ال ينوي تفنيد تلك الاعتراضات وإلقاء الضوء على تلك الحقائق من خلال تعليم القرآن الكريم.كذلك يبدو أن بعض الأمور ضمنها تتعلق بأحد كتب البوذيين الذي كان العلي يطالعه في تلك الأيام وكان يريد أن يكتب شيئا حوله.(كمال الدين) الاعتراضات: (۱) ما هو الجديد في جميع الكتب الموحى بها و لم يُعثر عليه من قبل؟ (۲) ما الذي حلّه الأنبياء من عقدة علمية لم تُحلّ من قبل؟ (۳) لم يشرح الأنبياء كيفية الروح وماهيتها، ولم يخبروا شيئا عن الحياة المستقبلية، ولم يستطيعوا أن يبينوا عن الله تعالى بالتفصيل.لقد عد العلم الطبيعي النوم ضمن الأسباب الطبيعية، ولكن الأنبياء قالوا بأنه كانت للنوم أسباب أخرى.(٤) ما أُزيلت بل زيد الطين بلة.جميع المغالطات السابقة، وما حلت المعضلات المعقدة كلها، (٥) إن تعليم بوذا عن الأخلاق أفضل من غيره.الصف: ٣-٤ الأنعام: ٢٢
٤٤٣ (٦) لو أبعد الإنسان عن شيء يحبه لكان ذلك عذابا له.10/1 09 10 1 (۷) وإذا تيسر له ما يحبه كان ذلك مدعاة راحة له، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ يَشْتَهُونَ.(۸) إن قمع الأهواء وسيلة للنجاة.(۹) تنال النجاة في الدنيا بالعلم الصحيح وبالعمل الصائب أحيانا، أو نتيجة البشر القول السديد أو الفعل السوي أحيانا أخرى.وتكون المعاملة الطيبة مع سببا للنجاة تارة، وتخلص المعاملة السوية مع الله تعالى من الألم والمعاناة تارة أخرى، وأحيانا يكون ألم كفارة لآلام أخرى.(۱۰) قولوا الصدق والحق ولا تكذبوا اجتنبوا اللغو.لا تؤذوا أحدا بقولكم أو عملكم.طهروا حياتكم لا تغتابوا ولا تتهموا أحدا.لا تدعوا الأهواء النفسانية تتغلب عليكم.اجتنبوا الضغينة والحسد.طهروا قلبكم من البغض.لا تعاملوا أعداءكم أيضا بما لا تحبونه لأنفسكم.لا تنصحوا الآخرين بما لا تلتزمون به بأنفسكم.استمروا في إحراز التقدم في المعرفة.نزّهوا قلوبكم من الجهل.لا تعترضوا على أحد بعجلة.الكراهية لا تزول بالكراهية بل تزداد الحب يُخمد الكراهية ويزيلها.لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ، أي أنّ طهارة القلوب هي التضحية الحقيقية.اللحم والدم لا يمثلان تضحية صادقة.طالما يذبح العوامُ الدواب بينما يذبح الخواص القلوب.ولكن الله تعالى لم يمنع تلك التضحيات أيضا ليُعلم أن لها أيضا علاقة مع الإنسان.لقد بين الله تعالى سبأ: ٥ الحج: ۳۸
٤٤٤ مزايا الجنة بحيث بين ما رغبت فيه قلوب العرب لكي تميل إليها قلوبهم.والحق أن تلك الأشياء ليست مما هو موجود في هذه الدنيا.ولكن كان بيانها على هذا النحو ضروريا لإمالة القلوب.مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ.الذي يظل عاكفا على إشباع أهوائه النفسانية يستأصل نفسه كليا.أما الذي يسير على السبيل الحق لا ينجو جسده فقط، بل روحه أيضا.الذي يظل عاكفا على إشباع أهوائه النفسانية يستأصل نفسه كليا، ولا يلقى بجسده فقط إلى التهلكة، بل يُهلك روحه أيضا.أما الذي يسلك الصراط المستقيم ولا يتبع أهواءه النفسانية، لا يُنقذ جسده فقط من الهلاك، بل ينجي روحه أيضا.قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا.ذلك كان في قرية مائة منزل، وكان المصباح يُشعَل في منزل واحد فقط.فحين علم الناس بذلك جاءوا بمصابيحهم وأشعل الجميع مصابيحهم من المصباح.فعلى غرار ذلك يمكن أن يتضاعف النور من نور واحد.هذا ما أشار الله تعالى إليه في الآية الكريمة: ﴿وَدَاعِيًا إلى الله بإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنيرًا.الإنسان لا يملك حتى نفسه دع عنك أن يملك المال والثروة الملعقة لا تتذوق طعم الشراب مع أنها تدخله مرارا الحلوى تصل إلى الفم بواسطة اليدين ولكنهما لا تتذوقان حلاوتها.كذلك الذي لم يعطه الله تعالى حواسا لا يمكن أن يستفيد وإن صار وسيلة.اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ.محمد: ١٦ الشمس: 11-1: الأحزاب: ٤٧ الأنعام: ١٢٥ البقرة: ۱۹
٤٤٥ إن متعة كبيرة تغني عن متعة بسيطة كما يقول تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ.(۱) الإيمان بذرة.(۲) الأعمال الصالحة غيث.(۳) المجاهدات الجسدية والظاهرية التي يقوم بها المرء محراث.النفس القائمة بالمجاهدات ثور، وهي النفس اللوامة.الشرع عصا لترويضها.والغلال التي تنتج عنها هي الحياة الدائمة.المحروم من الذات هو ذلك الخالي من الصفات الحسنة، لأن صفات الإنسان التي تمثل ذاته.قليل ما هم الذين يدركون عواطف قلوبهم.والأشياء الحسنة هي التي يرون فيها راحتهم وبحبوحتهم لا تكون مدعاة للراحة في الحقيقة.والذي لا يقابل السيئة بالسيئة ويعفو، يستحق المديح دون أدنى ريب، ولكن من عساه أن يكون أكثر جدارة بالمديح ممن ليس مقيدا بالعفو أو الانتقام بل يقوم بأعمال صالحة بحسب مقتضى الحال بهدي من الله، لأن الله تعالى أيضا يعمل بما يناسب كل شخص، فيعاقب من يستحق العقاب ويعفو عمن يستحق العفو.﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهُ.تكثر في الدنيا فئتان، أولاهما الذين يحبون العدل والثانية الذين ينظرون إلى الإحسان بنظر الاستحسان والفئة الثالثة هم الذين تتغلب عليهم المواساة الصادقة؛ فلا يتقيدون بالعدل والإحسان، بل يعملون أعمالا صالحة بحسب مقتضى الحال نتيجة هدي المواساة الصادقة، وذلك كما تعامل الأم طفلها؛ إذ الرعد: ۲۹ ٢ العنكبوت: ٤٦ الشورى: ٤١
٤٤٦ تطعمه ألذ الأطعمة وكذلك تعطيه الدواء المرَّ أيضا بحسب مقتضى الحال لن يكون في كلامي ما يخالف الحكومة الإنجليزية.ونحن نشكر هذه الحكومة لأننا وجدنا في ظلها الأمن والراحة.أرى من الضروري أن أقول عن ادعائي بأني لم أدع من تلقاء نفسي، بل أرسلتُ بانتخاب الله لأزيل المغالطات وأحل المسائل المعقدة وأُري الأقوام الأخرى نور الإسلام.وليكن معلوما أن معارضينا يقدمون الإسلام بصورة مشوَّهة هي ليست صورة الإسلام، بل الإسلام جوهرة لامعة يلمع كل جزء منها، وكما تكون مصابيح كثيرة في قصر كبير فيتراءى مصباح من كُوّة ويتراءى غيره من زاوية أخرى، كذلك هو حال الإسلام؛ فلا يتراءى نوره السماوي من جانب واحد فقط بل تتراءى مصابيحه الأبدية من كل جانب.إن تعليمه مصباح بحد ذاته، وإن قوته الروحانية مصباح بحد ذاتها، وآيات نصرة الله تعالى التي تصحبه كل آية منها مصباح.والذي يأتي من الله لإظهار صدقه هو أيضا مصباح.لقد مضت معظم فترة حياتي في مطالعة كتب أمم أخرى ولكن الحق والحق أقول بأني لم أجد تعليم أي دين آخر يعادل بيان القرآن الكريم، سواء أكان يتعلق بالمعتقدات أو الأخلاق أو بإدارة المنزل أو سياسة المدن أو بتقسيم الأعمال الصالحة.ولا أقول ذلك لأني مسلم، بل الصدق يدفعني إلى أن أشهد بذلك.وإن شهادتي هذه ليست في غير وقتها، بل جاءت في وقت بدأت في العالم مصارعة بين الأديان.لقد أُخبرتُ أن الإسلام سينتصر في هذه المصارعة في نهاية المطاف.لا أقول كلاما أرضيا، لأني لست من الأرض، بل أقول كل ما ألقى الله في فمي.يظن الناس يبدو أن هناك بعض الجمل ناقصة.(المدقق)
٤٤٧ الأرضيون أنَّ الديانة المسيحية ستنتشر في الأرض في الأخير أو تحيط البوذية بالدنيا كلها.ولكنهم مخطئون في زعمهم هذا.فليكن معلوما أنه لا يحدث على الأرض ما لم يتقرر في السماء.إن إله السماء يُنبئني أن الإسلام سيفتح القلوب في نهاية الأمر.ولقد أُمرت في هذه الحرب الدينية - أن أنذر الذين يطلبون الحكم.إن مثلي كمثل الذي يخبر بعصابة خطيرة من اللصوص الذين يريدون أن ينهبوا القرية على حين غرة من أهلها.فالذي يسمع له يعصم ماله من تطاول النهاب، أما الذي لا يسمع فيباد ويُدمَّر.ففي عصرنا هناك نوعان من النهاب.فبعضهم يأتون من طريق خارجي وبعضهم من الطريق الداخلي والذي لا يحفظ ماله في مكان آمن هو الذي يتضرر.والمكان الآمن لحماية ثروة الإيمان هو اطلاع المرء على مزايا الإسلام، وقوته الروحانية، ومعرفة معجزات الإسلام الحية ومعرفة من عين راعيا على أغنام الإسلام أيضا، لأن الذئب القديم لا يزال حيا و لم يمت بعد.والشاة التي سيراها بعيدة عن الراعي سيفترسها حتما.يا عباد الله، تعلمون أنه إذا انقطع المطر طويلاً ولم تمطر السماء مدة من الزمن تأخذ الآبار أيضًا في الجفاف.فكما أن ماء السماء في العالم المادي يؤدي إلى جيشان في مياه الأرض، كذلك يحدث في العالم الروحاني؛ حيث إن ماء السماء من حيث الروحانية (أي وحي الله هو الذي ينضر العقول السفلية.فهذا العصر أيضًا كان بحاجة إلى هذا الماء الروحاني.أرى لزاما عليّ أن أبين بخصوص ادعائي أنني قد أُرسلت أنني قد أُرسلت من عند الله تعالى في وقت الحاجة تمامًا حين حذا الكثيرون في هذا العصر حذو اليهود، ولم يتخلوا عن التقوى والطهارة فحسب بل أصبحوا أعداء للحق على غرار
٤٤٨ اليهود في زمن عيسى الله، فسماني الله المسيح إزاءهم.فلا أدعو أهل هذا الزمان إلي فحسب، بل إن الزمان نفسه قد دعاني.
٤٤٩ نسخة إعلان تشر عن عقد جلسة لقراءة مضمون كتاب "" جلسة عظيمة ستعقد بتاريخ ٢١ حزيران/يونيو عام ١٩٠٨م في الساعة السابعة صباحا بالضبط، في قاعة جامعة البنجاب الكائنة بجانب التي المتحف، وتُقرأ فيها "" ألفها سيدنا مرزا غلام أحمد قدس الله سره في يومين أو ثلاثة أيام أخيرة من حياته، بغية رفع النفاق والفُرقة من هذا البلد.والمخاطبون بوجه خاص في هذه الرسالة المباركة هم الهندوس المحترمون في البلاد.يُرجى من طالبي الأمن والصلح في الهند أن يحرصوا على حضورها.الداع ون إلى الجلسة خان بهادر محمد شفيع المحامي شودهري نبي بخش الحائز على شهادة البكالوريوس والمحامي في المحكمة العليا في البنجاب.ميان فضل حسين الحائز على شهادة البكالوريوس وشهادة المحاماة من جامعة كامبريدج.شيخ غلاب دين المحامي في المحكمة العليا في البنجاب ميان محمد شاهنواز الحائز على شهادة البكالوريوس والمحاماة من جامعة كامبريدج.(المولوي) أحمد دین الحائز على شهادة البكالوريوس المحامي شيخ فضل الهي المحامي مرزا جلال الدين.شيخ محمد عبد العزيز الحائز على شهادة البكالوريوس من إدنبرا ولاهور.المحامي ميان عبد العزيز.