Language: AR
كتب هذا الكتاب في بداية عام 1903م نتيجة لإعلان قام به بعض المسلمين حديثو الإسلام إلى طائفة الهندوس الآريين يدعونهم فيها إلى الإسلام، فرد الآريون بإعلان بذيء أساءوا فيه للنبي صلى الله عليه وسلم ولحضرته عليه السلام، وكان حضرته يفكِّر مبدئيا بإهمال الرد لما فيه من بذاءة، ولكن الله تعالى أمره بالرد وبشَّره بالتأييد الإلهي. اعترض الآريون في إعلانهم المذكور إلى المسلمين حديثي الإسلام أنه يمكن اعتبار إسلامهم صحيحا فيما لو كانوا قد قرأوا الفيدات الأربعة أولا ثم تبيَّن لهم أن الإسلام هو الدين الحق بعد ذلك. فردّ المسيح الموعود عليه السلام على هذا الاعتراض ردّا مفحما وإلزاميا ومدعوما بالأدلة وبيّن إلى أيّ مدى يجب أن يكون المرء ملمّا لتغيير دينه، فقال: إن تمحيص الجزئيات كلها ليس ضروريا لتبديل الدين، بل يكفي أن ينتبه المرء إلى ثلاثة أمور فقط. أولا: ما هو تعليم ذلك الدين عن الله تعالى؟ أيْ ماذا يقول ذلك الدين عن وحدانية الله وقدرته وعلمه وكماله وعظمته وعقابه ورحمته وغيرها من لوازم الألوهية وخواصها؟ ثانيا: ما هو تعليمه عن نفس الإنسان وعن البشر والقوم؟ ثالثا: يجب أن يرى أن ذلك الدين لا يقدّم إلـها افتراضيا فقط، تم الإيمان به بناء على قصص وحكايات فقط. (تلخيصا عن المرجع السابق ص373-374) بعد ذكر هذه الأمور المبدئية أجرى عليه السلام مقارنة مفصلة بين معتقدات النصارى والآريين وبين معتقدات الإسلام وبذلك أثبت أن المزايا الثلاث المذكورة موجودة في الإسلام وحده. ثم ردّ على بعض الاعتراضات التي أثارها أتباع آريا سماج وناقش قضية الـ "نيوك" المشينة التي تأمر بها الهندوسية ويصرُّ عليها الآريون.
نسيم الدعوة نسيم الدعوة حضرة مرزا غلام أحمد القادياني العلا المسيح الموعود والإمام المهدي
نسيم الدعوة
نسيم الدعوة صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیکل بار اول وہ خدا نے تمام دھین اور ذرہ ذرہ عالم علومی اور سفلی کا پیدا کیا اسی نے اپنے فضل وکریمہ سے اس رسالہ کے مضمون ہمارے دل میں پید ا گئے اور اس کا نام ۲۰۱۲۰.نام اس کا نسیم دعوت ہے آریون کے لئے یہ رحمت ہے دل بیمار کا یہ درمان ہے طالبون کا یہ یار خلوت کفر کے زمر کو یہ ہے تریاق کو ہر ورق اس کا جام صحت ہے غور کر کے اسے پڑ ہو بسیارو یہ خدا کے لئے نصیحت ہے خاکساری سے ہم نے لکھا ہے نہ تو سختی نہ کوئی شدت ہے قوم سے مت ڈر و خدا سے ڈرو آخر اسکی طرف ہی رخلت ہے ڈر و است سخت دل کیسے ہو گئے میںلوگ سر پر طاعون ہے پر بھی غفلت ہے؟ ایک دنیا ہے مریکی اب تک پھر بھی تو بہ نہین یہ حالت ہو مطبع ضیاء الاسلام قادیان بین اتمام فی الدین نابیری تاریخ فروری کے چھپ کیت ربیع ہوا.
نسيم الدعوة ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب إن الله الذي خلق الأرواح كلها وكل ذرة من العالـ العلوي والسفلي هو الذي ألقى في قلبي بفضله ورحمته مضامين هذا الكتاب الذي اسمه: نسيم الدعوة ترجمة أبيات أردية: "إن اسمه "نسيم الدعوة" وهو رحمة للآريين هو دواء قلب مريض، ورفيق الباحثين عن الحق في خلوتهم هو ترياق لسم الكفر، وكل ورقة منه كأس شراب الصحة اقرأوه ه بإمعان يا أحبائي، هذا نصحي لوجه الله لقد ألفته بكل تواضع، فلا قسوة فيه ولا شدة لا تخشوا القوم واخشوا الله لأن إليه الارتحال في النهاية كم قست قلوب الناس! إن الطاعون يحلق فوق رؤوسهم ومع ذلك هم غافلون لقد مات عالم إلى الآن، ومع ذلك لا يتوبون، هذا ما آلـت إليـه حالتهم." *** *** طبع في مطبعة "ضياء الإسلام" في قاديان بتاريخ ١٩٠٣/٢/٢٨م، تحت إشراف حكيم فضل الدين البهيروي المحترم.
نسيم الدعوة Kor> إن أرواحنا وكل ذرة من كياننا تسجد لذلك الإله القادر الحـــق الكامل الذي بيده خلقت كل روح وكل ذرة من المخلوقات مع كـــل قواها، والذي بوجوده يقوم كل وجود لا يخرج شيء عن علمه ولا عن سيطرته ولا عن دائرة خلقه.وآلاف الصلوات والرحمات والبركات على النبي الطاهر محمد المصطفى ﷺ الذي بواسطته وجدنا الإله الحـــي الذي يهبنا بكلامه آيات ،وجوده وبإظهاره آیات تفوق العادة يُرينـا وجها منيرا لقدراته وقواه القديمة والكاملة.فقد وجدنا رسولا أرانا الله عيانا، ووجدنا إلها خلق كل شيء بقدرته الكاملة.ما أعظم قدرتـه التي لا يخرج شيء إلى الوجود بدونها، ولا بقاء لأي شيء بغيرها! إن إلهنا الحق ذو حُسن وإحسان وبركات كثيرة وقدرات لا تُعدّ ولا حصر لها، ولا إله سواه.1 أما بعد، فليتضح أنه قد قرأتُ اليوم إعلانا نشره مذهب آريـــا في قاديان، ومكتوب عليه تاريخ ۱۹۰۳/۲/۷م وقد طبع في مطبعة "جشمه بعد هذا الإعلان اطلعت على عبارة منشورة في جريدة إنجليزية يُصدرها "مذهب آريا" بلاهور، وإعلان آخر نشره شخص اسمه "طوطي رام".منه.
0 نسيم الدعوة نور" في أمرتسر وعنوانه: "الرد على تباهي تلاميذ البابا الكادياني".وقد وردت في هذا الإعلان بحق سيدنا ومولانا رسول الله ، وبحقي وبحق أصحابي الأكارم كلمات قاسية وشتائم لدرجة أن كنت أود من قرارة قلبي ألا أخاطب هؤلاء الناس ولكن الله تعالى خاطبني بوحيه الخاص "أكتب الرد على تلك العبارة وإني معك في هذا الجــواب".وقال: فسررت كثيرا بهذا الوحي المبشِّر على أنني لست وحيدا في كتابـــة لجواب.فقمتُ مستمدا القوة من الله تعالى وألفت هذا الكتاب بتأييد روح.منه.وكما أيدني الله نويتُ أن أكتب الرد بالرفق بغض الطـــرف عن الشتائم التي وُجهت إلي وإلى نبينا المطاع ثم أفوض هذا الأمر إلى الله تعالى.ولكن قبل أن أكتب الردّ على الإعلان المذكور أريد القول نصحا لأفراد جماعتي أن يصبروا على كل ما كتبه ناشر و الإعلان وجماعتهم من الكلمات القاسية معترضين بُغية الإيذاء والإساءة إلى نبينا الأكرم أو إلي كقولهم عني: أكل الأموال، المخادع، الكاذب، والغدار، وعــــدوني أكل أموال الناس بالخديعة، أو ما استخدموا بحق أفراد جماعتي مـــــن كلمات مثل الخنازير والكلاب وآكلي الجيفة والحمير والقردة وغيرها، وسموهم بالقذرين.إني أعلم جيدا الهياج والثورة التي تنشأ في طبيعة الإنسان في مثل هذه الحالة حين لا يُشتم هو فقط بل يُذكر رســوله
ومقتداه وإمامه أيضا بكلمات الازدراء والإهانة، ويضطر المرء إلى سماع كلمات قاسية تثير حفيظته وغضبه.ولكني أقول بأنكم إن لم تصبروا على هذه الشتائم وبذاءة اللسان فما الفرق بينكم وبين غيركم.وهــذا ليس بالأمر الذي عوملتُم به وحدكم ولم يعامل به أحد من قبل؛ بــل الحق أن كل جماعة صادقة أُسست في الدنيا عادثها الدنيا حتما.ولأنكم ورثة الحق فلا بد من أن تعاديكم الدنيا أيضا.ألا لا تغلبــنكـم الثــــوائر النفسانية، عليكم أن تصبروا على كل قسوة وتردوا على كل شتيمة بالرفق ليكتب لكم الأجر في السماء.لا تستخدموا كلمات قاسية بحق القديسين الآريين وصلحائهم أبدا حتى لا يشتموا الله القدوس ورسوله الطاهر لأنهم لم يُعطوا المعرفة فلا يعرفون من يشتمونه.اعلموا أن كل من يتبع ثوائره النفسانية فلا يمكن أن تخرج من شفتيه كلمة الحكمة والمعرفة، بل كل قول من أقواله يكون فاسدا ليس إلا.فإن كنتم تريدون أن تتكلموا بتعليم من روح القدس فاقلعوا عن ثــــوائر النفس كلها وغضبها؛ عندها ستجري على شفاهكم أسرار المعرفة الطاهرة وستُعَدّون في السماء وجودا مفيدا للدنيا وسيمد في أعماركم.لا تتكلموا بسخرية ولا تستهزئوا وينبغي ألا تكون في كلامكم شـــــائبة من السفالة والدناءة لكي يُفتح لكم ينبوع الحكمة.إن كلمة الحكمة تفتح القلوب ولكن السخرية والسفاهة تنشران الفساد.فليكن كلامكم
الصادق متسما باللين قدر الإمكان كيلا يتألم به المستمعون والذي لا مکاید يتأمل في الحقيقة بل يهذي كونه عبدا للنفس المتمردة وينسج شريرة، فهو نجس لا يهتدي إلى الله سبيلا ولا يجري الحق والحكمة على لسانه قط.فإن كنتم تريدون أن تُفتح عليكم سبل الله فابتعدوا عن ثوائر النفس ولا تخوضوا في النقاشات عبثا لأنه لا معنى لها وليست إلا مضيعة للوقت.لا تردوا على السيئة بالسيئة لا بالقول ولا بالفعل ينصر وليس کم الله ينبغي أن تقدموا الصدق للناس بقلـ بالاستهزاء والسخرية لأنه ميت ذلك القلب الذي يتخذ السـ والاستهزاء منهجا له.ونجسة تلك النفس التي لا تختار طريق الحكمـــــة والصدق بنفسها ولا تسمح لغيرها أن تختاره.فإن كنتم تريدون أن ترثوا علما طاهرا فلا تتكلموا مدفوعين بالثوائر النفسانية، لأن كلامـــا مثله سيكون عاريا من الحكمة والمعرفة ولا تنووا كالأسافل واللئام والأوباش أن تردُّوا على العدو باستهزاء تشوبه شائبة الإهانة والسخرية دون مبرر، بل عليكم أن تردوا ردّا صادقا وحكيما بصدق القلب لترثوا الأسرار السماوية.ولا بد من البيان هنا أن الهجوم الذي شنّه علي الآريون من قاديان هو هجوم مباغت، إذ لم أنشر شيئا في هذه الأيام و لم ينشر أحد إعلانا بقلمي ولا بتعليمي وتحريضي.فلا أفهم لماذا ثارت ثورتهم إلى هـذه
الدرجة إذ جعلوني دريئة سهامهم دون مبرر وشتموني؟ ولماذا آذوني إيذاء مضاعفا باستخدامهم كلمات الإهانة والتحقير بحــق ســيدي ومولاي محمد المصطفى ؟! لقد نصحت مرارا وتكرارا بعضا من الآريين من قاديان الذين كانوا يأتونني بأن حذلقة اللسان لا تعني دينــــا، بل الدين هو حالة طاهرة تنشأ في قلوب الذين يعرفون الله.وقلت لهم أيضا مرارا أن ينتبهوا إلى أن الطاعون متفشّ في هذه الأيام، ويتبين مـــن تاريخ العالم أنه كلّما تفشى الطاعون في بلد ما بشدة كان السبب وراءه أن الأرض مُلئت بالذنب والإثم وأُنكر المبعوث من عند الله.وكلما ارتكب تحت أديم السماء ذنب كبير مثله وتجاوز التجاسر الحدود ظهر هذا البلاء.والآن أيضا قد بلغ هذا الذنب ذروته.فقد جاء في الدنيا نبي عظيم لإصلاح الناس، أي سيدنا محمد المصطفى ودعاهم إلى الإله الحق الذي نسيه العالم، ولكن يُجعَل ذلك النبي الكامل عرضة للإهانــــة والتحقير في هذا العصر بما ليس له نظير في أيّ عصر خلا.ثم أرسل الله تعالى على رأس القرن الرابع عشر عبده وهو هذا الراقم- ليشهد على صدق ذلك النبي وعظمته وينشر تقديس وتوحيده في الدنيا، وقــد جعل هو أيضا عرضة للشتائم.فهذه الأيام السيئة التي يشهدها الزمن الله الراهن سببها عائد إلى أنه لم تبق خشية الله في القلوب وصارت الألسنة
حدادًا.يُبدون كل نوع من الحماس من أجل القوم والمجتمع فقط، وليس في قلوبهم عظمة الله تعالى.باختصار، نصحت الآريين في قاديان على هذا المنوال عدة مرات، ولكن ظهرت النتيجة على عكس ذلك ولم يخشوا عظمة الله قط.لعله يكون في بالهم أن الطاعون يُهلك الناس حول قاديان ولكن لا مبرر أن يقلقوا إذ قد تحرروا من براثنه للأبد نتيجة أخذهم مصلا مضادا له! من الغريب حقا أن هؤلاء القوم لا يتحكمون في لسانهم مع أن الأيــام خطيرة جدا، ولا يفكرون أنه إن كان النبي الذي يشتمونه ويحقرونــــه ويسيئون إليه عند من الله، كما عند هو من الله حقا، فهل ستذهب بذاءة لسانهم وإساءتهم دون مؤاخذة؟ اسمعوا أيها الغافلون، إن تجربتنا وتجربة الصلحاء الذين خلوا قبلنا تشهد بأن عاقبة إساءة الأدب إلى رسل الله الأطهار لا تكون حسنة.ويعلم كل ذي طبيعة سليمة أن الله يعاقب على كل سيئة وتجاسر، وأن لكل ظلم عقوبة.
الرد على اعتراض والآن أرد على اعتراض الآريين الذي وجهوه في إعلانهم إلى الآريين حديثي الإسلام الذين انضموا إلى جماعتنا، وهو قولهم بأن انضمامهم إلى الإسلام يكون جائزا إذا قرأوا الفيدات الأربعة أولا.ثم كان من واجبهم بعد قراءة الفيدات أن يقارنوا بين الإسلام ومذهب الآريا، وإذا وجدوا الإسلام حقا بعد هذا التحقيق والتفتيش؛ كان بإمكانهم أن يسلموا.فليكن واضحا أنه فيما يتعلق بالتحقيق والتفتيش من قبل الآريين حديثي الإسلام فقد أسلموا بعد أن أدّوا حقه بكل معنى الكلمة.أما الاعتراض أنهم لم يقرأوا الفيدات الأربعة فلا يصح إلا إذا أثبت المعترضون أنهم قرأوها بأنفسهم.من المؤسف حقا أنهم لم يعدلوا ولم يخشوا الله عند توجيههم الاعتراض.فإذا كانوا قد أثاروا الاعتراض التزاما بالصدق فليخبرونا على يد أي بانديت قرأ الفيدات كل هؤلاء الذين كانوا يرددون "رام رام وكانوا ثابتين على مذهب "سناتن دهرم" ثم تحوّلوا إلى مذهب الآريا منذ بضع سنين، لأنه إذا كانت قراءة الفيدات ضرورية لتبديل الدين فكيف يمكن للآريين أن يبقوا خارجين عن نطاق هذا الشرط؟ من لا يعرف أن جميع الهندوس في هذا البلد كانوا يعتنقون مذهب سناتن دھرم قبل وجود البانـــديت دياننـــد؟
ومعابدهم ما زالت موجودة في هذه القرية أيضا وأن بانديتاتهم وعلماء الفيدات ما زالوا موجودين في الهند بكثرة، وقد رأينا كثيرا منهم بــأم أعيننا.ويتبين من قراءة تراجم الفيدات إلى الأردية والإنجليزية أن معظم تفاسير الفيدات التي قام بها أتباع "سناتن دهرم" هي الصحيحة.على أية حال نترك هذا البحث جانبا حاليا.الاعتراض نفسه الذي وجهه هؤلاء الآريون إلى الذين أسلموا حديثا من الهندوس يقع على المعترضين أنفسهم، لأنه كان هناك زمن كانوا يعتبرون فيه "رام شـــندر" و "كرشنا" وغيرهما من القديسين ،آلهة وكانوا يعدون عبادة الأوثان تعليم الفيدا، وفوق كل ذلك كانوا يعدّون أنفسهم بحسب مبادئ تعلـــيـم الفيدات بأن الله خلقهم؛ ولكن بعد اعتناقهم مذهب الآريا تغيّرت هذه الأفكار كلها، وعدوا أنفسهم أزليين وغير مخلوقين وقدامي وشركاء الإله أن يكون الله قد خلقهم.أفلم يكن ضروريا بحسب معتقدهم- بدلا من لهذا القدر من الانقلاب أن يقرأ كل واحد منهم الفيدات الأربعة قبل أن يترك مذهبه القديم "سناتن دهرم" وينضم إلى مذهب آريا؟ فإن لم يكذب آريو قاديان ولم يكتموا الحق عند اعتراضهم على الآريين حديثي الإسلام فليخبرونا كم من الآريين من جماعتهم يحفظون "رج فيدا"، و"يجر فيدا"، و"شام فيدا" و"الهرون فيدا" عن ظهر قلب.وإذا ثبت صدقهم في ذلك وأثبتوا أن جماعتهم كلها تتقن الفيدات، فلسوف نعدهم على الأقل مـــن
أشراف الناس الذين لم يكذبوا في اعتراضهم و لم يقدموا ما لم يلتزموا به.من لا يعرف أن هذه المجموعة من أهل قاديان هم أصحاب محلات في السوق ؟! فمنهم المرابون ومنهم البزاز وفيهم من يدير محل المواد الغذائية، وليس هناك ولا واحد منهم يعلم الفيدات بحسب معلوماتنا.فهل يمكن أن يُعد الآريون حديثو الإسلام مقابل هؤلاء القوم - جهلاء مع أن فيهم حائزين على شهادة بكالوريوس ودرسوا تراجم الفيدات الإنجليزية والأردية ويتلقون تعليما دينيا ليل نهار؟ ثم إن قولنا هذا ليس مقتصرا على قاديان فقط بل أعرف جيدا أن طائفة الآريين في كل مدينة وقرية مليئة بأناس من هذا القبيل.وليس صحيحا مطلقا أن الذين هجروا مذهب سناتن دھرم وانضموا إلى مذهب آريا، على الرغم من الاختلاف الشديد كانوا قد قرأوا الفيدات الأربعة في بيوتهم من قبل بل أقول بكل قوة بأن جميع الآريين في البنجاب والهند كلها عدا بعض منهم الذين يُعَدّون على الأصابع هم من أصحاب المحلات والمرابين الذين سجلوا أسماءهم في قائمة الآريين، ولا يعرفون شيئا = سوى البطون الكبيرة والشوارب الطويلة وحسابات المحلات.إن كلامي هذا ليس دون تحقيق بل إنني مستعد أن أدفع ألف روبية جائزة للآريين إن أثبتوا لي أن جميع النساء والرجال الذين يندرجون في قائمتهم كآريين، أو قولوا إن شئتم بأنه يوجد خمسة بالمائة من البانديتات
> من جملة الآريين في الهند البريطانية قد قرأوا الفيدات الأربعة باللغة السنسكريتية.يمكنني أن أودع المبلغ في أي مصرف حكومي إذا أرادوا ذلك.قولوا الآن بالله عليكم؛ كم هو مخجل أن ينصح المرء الآخرين ويعرض نفسه للفضيحة! لو استخدموا الحياء والعقل لما كانت بهم حاجة إلى أن يثيروا اعتراضات تقع على مذهب آريا نفسه.لقد تكونت مجموعة الآريين أمام أعيننا بحيث رُغْب كثير من التجار والمرابون والموظفون بشتى الطرق في أن يسجلوا أسماءهم في قائمة أتباع مذهب آريا، فسجل كثير من الهندوس أسماءهم هكذا دون أن يعرفوا حقيقة الأمر.وإن عبادة الأوثان والآلهة لا تزال جارية في معظم البيوت كما كانت.وهذه الأمور لیست خافية حتى يضطر المرء إلى تحمّل عناء كبير للتحقق منها.اذهبــوا إلى أية مدينة أو قرية وابحثوا عن عدد الآريين فيها ثم ابحثوا كم منهم ملمون بالفيدات.فإذا كانت هذه هي كيفية الانضمام إلى مذهب آريا فمن يحق له أن يعترض على حديثي الإسلام المثقفين الذين كانوا هندوسا من قبل ثم انضموا إلى مذهب سناتن" "دهرم ثم فحصوا مبادئ الآريين جيدا ثم درسوا مقابلها مبادئ الإسلام ووجدوا فيها الصدق وعظمة الله فأسلموا؟ لقد تحمّلوا الإيذاء لوجه الله فقط وفصلوا عن الزوجات والإخوة والأعزة وسمعوا الشتائم من القوم إن حمل تبديل هؤلاء الآريين حديثي الإسلام دينهم على أهواء النفس ليس بطعن جديـــد مــــن قبــــل "
الهندوس، بل من عادة المتعصبين منهم منذ القدم أنهم عندما لا يطيقون جوابا معقولا يقولون: لقد تركوا الهندوسية طمعا في مال أو امرأة.ويقولون أيضا بأن ملايين الهندوس الذين أسلموا إنما أسلموا نتيجة إكرا مارسه عليهم الملوك المسلمون.كما يقول بعض الهندوس مدفوعين بحماس مفرط بأن الذين ينضمون إلى الإسلام هم نطفة المسلمين في الحقيقة، ولا يفكرون أن هذا الاعتراض يقع على الملايين من نسائهم.ولقد ثبت من البحوث الحالية أنه لو قورن عهد السلاطين المسلمين الذي امتد إلى سبع مائة عام مع عهد الإنجليز الذي مر عليه قرن إلى الآن لكان معدل الهندوس الذين دخلوا الإسلام في عهد الإنجليز أكبر من الذين أسلموا في عهد المسلمين.والحق أن تهمة الطمع والجش لمخجلة جدا لأن بعض الأغنياء والزعماء والحكام الهندوس قد دفعـوا مئات آلاف الروبيات لنصرة الدين بعد إسلامهم.وإن إخوتنا الآريين الفقراء حديثي الإسلام يدفعون لنا دائما تبرعات من دخلهم.فمــن الغريب حقا لماذا لا يتورع هؤلاء المعاندون عن إلصاق التهم دون مبرر.وما دام معظم الآريين يُسلمون تاركين نساء هم فأي أمانة في اتهامهم بالرغبة في النساء أو ما شابه ذلك؟ فكّروا مثلا: هل كان سردار فضل حق، والشيخ عبد الرحيم اللذان هم من الآريا وحديثا الإسلام يحتاجان إلى شيء وهم هندوس، ثم سُدَّت حاجتهم بعد إسلامهم؟ -
1 الفلسفة الحقيقية لمدى العلم المطلوب من أجل تبديل الدين والآن أبين لفائدة العامة فلسفة حقيقية عن قدر ما يحتاج إليه المرء من العلم لتبديل الدين وهل يجب على هندوسي أن يقرأ الفيدات الأربعة في السنسكرتية قبل أن يغير دينه بحسب قول الآريين في قاديان أو هناك مبدأ آخر من منطلق العقل والعدل ؟ الهندوسي فليتضح كما بينت قبل قليل أنه ليس صحيحا قط أن من واجب أن يقرأ الفيدات الأربعة على يد بانديت درسا درسا ليختار بعد ذلك دينا آخر إذا شاء، لأنه إذا صح ذلك لما استطاع تبديل دينــــه إلا من كان بانديتا عالما بالفيدات، بينما يعلم الجميع أن مئات الهندوس الذين لا يستطيعون أن يقرأوا صفحة واحدة من الفيدات يتركـــون مذهب "سناتن" وينضمون إلى مذهب آريا باستمرار.وبحسب الإحصائيات الأخيرة لا يربو عدد الرجال من أتباع مذهب الآريا في البنجاب على تسعة آلاف.وقد يكون من بينهم بانديت واحد أو اثنان على أكثر تقدير في هذا العدد كله أما البقية فكلهم من عامة الهندوس الذين صاروا آريين بسماع بضعة أمور فقط وتركوا مذهبـهـم القـديم سناتن دھرم".وكما يسمي أتباع مذهب آريا مَن يُسلمون من بينهم
10> تاركين ديانتهم أنجاسا وأقذارا، كذلك يُطلق أتباع سناتن دهرم اللقب نفسه على الآريين ويعدونهم خارجين عن الدين ومنكري الفيدا.ومع كل هذه المعارضة المريرة والاختلاف العقدي الشديد الواضح وضوح الشمس بين أتباع سناتن دهرم" والآريين، حين يأتي أحد من أتبــــاع سناتن ،دهرم مهما كان جاهلا للانضمام إلى مذهب آريا لا يقول له أحد عليك أن تقرأ الفيدات الأربعة أولا، بل يُعتبر انضمامه إلى مذهب آریا مغنما؛ ولا سيما إذا كان ذلك الشخص تاجرا غنيا وإن كان جاهلا شديد الجهل.فمن يترك صيدا وقع في يده؟ أخبروني كم من الفيدات قرأ "لاله بُدَها مَلَ" الذي انضم إلى مذهب آريا تاركا "سناتن دهرم"؟ كذلك يجب على غيره من الآريين الذين هم على شاكلته أن يفكروا في أنفسهم ما مدى معرفتهم بالفيدات من الواضح أن الاعتراض الذي يوجه إلى الآريين حديثي الإسلام في هذه الحالة يقــــع على الآريين أنفسهم.ولكن يجدر بالتذكر أن الهندوسي الآرى الذى يُسلم لأنه يكون على علم سلفا بأنه سوف يضطر إلى مواجهة الأعداء الكثيرين، فلا يُسلم بطبيعة الحال إلا بعد تمييز الحق من الباطل في قرارة قلبه.وهذا القرار لا يقتصر على قراءة الفيدات الأربعة فقط، وإلا لأُغلق باب تبديل الدين نهائيا.كذلك يستلزم في هذه الحالة أن يعيد أتباعُ
مذهب آريا الهندوس كلهم إلى سناتن دهرم إلا بعض البانديتات منهم الذين درسوا الفيدات، ويعظوهم بأننا سنضمكم إلى مذهب آريا عندما تأتون بعد قراءة الفيدات وإلا فلا.الفطين يستطيع أن يفهم بسهولة أنه إذا كان ضروريا لتبديل الـــــدين أن يكون المرء عالما، فإن عشرات الملايين الهندوس الهنود غير المثقفين والمنتمين إلى مختلف الفرق لا يستحقون الانضمام إلى مذهب آريا ما لم يقرأوا الفيدات كلُّهم وما لم يدرسوا كتبهم الدينية درسا درسا.فاسمعوا وعوا جيدا؛ إن تمحيص الجزئيات كلها ليس ضروريا لتبديل الدين، بل يجب على الباحث عن الحق عند المقارنة بين الأديان الموجودة ومعرفة الدين الحق من بينها أن ينتبه إلى ثلاثة أمور فقط.أولا : ما هو تعليم ذلك الدين عن الله تعالى؟ أي ماذا يقول ذلك الدين عن وحدانية الله وقدرته وعلمه وكماله وعظمته وعقابه ورحمته وغيرها من لوازم الألوهية وخواصها ؟ لأنه إن كان الدين لا يؤمن بالله واحدا لا شريك له، بل يعدّ أجراما سماوية أو عناصر أرضية أو إنسانا أو أشياء أخرى آلهة أو متساوية مع الله تعالى ولا يمنع من عبادتها، أو يحسب قدرة الله ،ناقصة، أو لا يبلغ سلسلة القدرة مبلغ إمكانيتها، أو يرى علمه و ناقصا، أو يعطي تعليما مضادا لعظمته وحل الأزلية، أو يختار طريق الإفراط أو التفريط في قانون العقوبة والرحمة، أو يخص
> قوما دون قوم بعلاقتهم مع الله من حيث وسائل النعمة الروحانية، وهكذا يناقض إحاطة رحمته العامة العالم بصورة ظاهرية، أو يقول شيئا يناقض صفةً من صفات الألوهية؛ فهذا الدين ليس من عند الله.ثانيا: كذلك يجب على الباحث عن الحق أن ينظر، ما هو تعليم الدين الذي يبتغيه - عن النفس وعن سلوك الإنسان بوجه عام؟ وهل فيه تعليم يؤدي إلى نقض العلاقات المتبادلة المتعلقة بحقوق الناس؟ أو يدفع الإنسان إلى الديوثية؟ أو يستلزم الأمور الديوثية ويخالف الحياء الفطري؟ ويجب ألا يكون فيه تعليم يخالف نواميس الله الجارية في الطبيعة بشكل عام، وألا يكون العمل بذلك التعليم غير ممكن ويســـــفر عن نتائج خطيرة، وألا يُترك فيه تعليم ضروري لدرء المفاسد ويجب الانتباه أيضا هل يعلم هذا التعليم أم لا أحكاما تعدّ الله تعالى محســـنا عظيما وتوطد علاقة الحب بين الله والبشر وتُخرج الإنسان من الظلمات إلى النور وتجذب من الغفلة إلى الخشوع والذكر.ثالثا: يجب على الباحث عن الحق أن يحب الدين الذي إلهه ليس افتراضيا يتم الإيمان به بناء على قصص وحكايات فقط، ولا يكون هذا الإله شبيها بالميت، لأنه إذا كان إله دين شبيها بالميت وقبل بنـــاء على حسن اعتقاد المرء فقط وليس لأنه أثبت نفسه بنفسه؛ فيكــــون الإيمان بمثل هذا الإله بمنزلة المنة عليه.والإله الذي لا يشعر المرء
بقدراته ولا يُظهر علامات حياته بنفسه يكون الإيمان به دون جدوى.ومثل هذا الإله لا يستطيع أن يهب الإنسان حياة طاهرة ولا يقــــدر على أن يُخرجه من ظلمة الشبهات والمعلوم أن ثورا حيا يُستخدم في الزراعة خير من إله ميت.فلو لم يكن المرء مكبا على الإلحاد وعبادة الدنيا لبحث حتما عن إله حي لتكون نفسه طاهرة ومنيرة، ولـــن يرضى بدين لا يتجلى فيه الإله الحي بقدرته، ولا يَهَبُ الطمأنينة بصوت ملؤه الجلال.هذه هي الأمور الثلاثة الجديرة بانتباه من أراد أن يبدل دينه.فإذا وجد أحد دينا غالبا وفائقا على غيره من منطلق هذه المعايير الثلاثة وجب عليه اعتناقه.ولهذا التحقيق ليس المرء بحاجة إلى أن يكون بانديتا أو قسيسا كبيرا.وكما أن الله تعالى قد خلق للحياة المادية للناس الذين لا يريدون أن ينتحروا بإرادتهم- كل الأشياء التي كانوا بحاجة إليها مثل الماء والهواء والنار والمأكولات بكثرة، كذلك جعل ول طرق هدايته سهلة جدا للناس لحياتهم الروحانية أيضا كيلا يواجهوا مشاكل لا تُطاق في هذه الحياة القصيرة.وليس المرء بحاجة إلى أن يبذل عمرا طويلا أو يكون عالما كبيرا من أجل الأمور الثلاثـــة التي ذكرتها آنفا، بل كل مؤيد دين معين عندما ينشر مبادئه فيتبين منها إن كانت توافق هذا المعيار أم لا.وإن كذب هذا الشخص في
بيان مبادئه أو أخفى شيئا منها فلا يمكن أن تبقى خيانته خافية، لأن العصر الراهن هو عصر العلم، فهناك مئات الجوانب التي تميط اللثام عن وجه الحقيقة.والآن، لما ثبت بالبداهة أن المرء ليس بحاجة قط عند تبديل دينـــه إلى أن يطلع على فروع دينه وأصوله وجزئياته وكلياته كلها بـــل يكفيـــه الإلمام بالأمور المذكورة آنفا؛ ففي هذه الحالة ما ذنب هؤلاء الآريين حديثي الإسلام الذين أسلموا بعد تحقيق كل هذه الأمور الضرورية؟ وما دامت فئة مذهب آريا تتكون من السيخ والفلاحين والصاغة وأصحاب المحلات غير المثقفين الذين انحرفوا عن مذاهبهم القديمة مثــل سناتن دهرم ومذهب السيخ وانضموا إلى مذهب الآريا بــدون قراءة الفيدات الأربعة بل دون البحث في الأمور الثلاثة المذكورة آنفا، ومعظمهم جاهل وقليل العلم وكأن رصيد مذهب الآريا كله يتكون، إلا ما شذ وندر من عامة الناس هؤلاء؛ فلماذا الاعتراض على حديثي الإسلام من الآريين المساكين الذين تدبروا كثيرا في الأركان الثلاثة المذكورة قبل إسلامهم؟ لقد قلت مرارا بأنه من المحال القولُ بأنه يجب على المرء قـراءة کتاب دين آبائه الذي اعتنقوه كابرا عن كابر وتفسيره من البداية إلى النهاية درسا درسا قبل اعتناق دين.فلا يستطيع أحد من الآريين ولا
قسيس أن يحقق هذا الشرط، بل هذا طعن بغير حق وبعيد عن صدق المقال.والحق أن الحائزين على شهادة العالم والفاضل قلة في كـــل دين، بل عدد الكُمَّل من حيث التبحر العلمي لا يتجاوز عشرة أو عشرين شخصا في كل بلد، أما عامة الناس - ويُعدون بعشرات الملايين فلا يُسمون بانديتات ولا يلقبون بلقب القسيس ولا يلبسون على رؤوسهم عمامة المشيخة بل معظمهم يكونون باحثين عن الحق، فيكفيهم أن يروا ما هو تعليم دين معين عن الله وعن الخلق، وما هي نتيجة ذلك التعليم؟ هل يوصل المرء إلى الله تعالى ويُريه ذات ذلك الخفي الذي هو الإله الحي عيانا؟ أم يسلّمه لبيان القصص والحكايات فقط؟ لقد شرحت الأمور الثلاثة قبل قليل، ويدرك العقل السليم أيضا بالبداهة أنه إذا وجد المرء أن دينا معينا كامل في هذه الأمور الثلاثة فهو صادق دون غيره لأنه من المحال تماما أن ينال المرء هذه الطمأنينة في دين باطل.والآن أبين وأثبت للقراء الكرام بكل قوة وشدة أن المحاسن الثلاث المذكورة توجد في الإسلام وحده أما بقية الأديان الموجودة على وجه الأرض بما فيها مذهب الآريا والمسيحية وغيرهما فهي خالية من هذه المزايا والمحاسن الثلاث وسأتناول بإيجاز دون إطالة ذكر الإسلام وهاتين الديانتين من منطلق المزايا المذكورة آنفا بإذن الله تعالى.
الأول: ما هو تعليم المسيحيين والآريين، وما هو تعليم القرآن الكريم عن الله تعالى يقول المسيحيون بأن عيسى ال هو الإله الكامل عندهم الذي فيه أربع أرواح؛ (۱) روح الابن و (۲) روح الآب، و(۳) روح روح القدس و (٤) روح الإنسان.وهذا الإله الرابوعي سيبقى رابوعــــا إلى الأبد، بل لو أطلقنا عليه خاموسا لكان ذلك في محله، لأن الجسد أيضا سيرافقه دائما، ولكنهم لم يردُّوا إلى الآن على سؤال: هل الذي فُصل من جسم الإله عند الختان أو ما ظل يتحلل أو ينقص نتيجة تقلــيم الأظافر أو حلق الشعر سيُضاف إلى الجسم الموجود حاليا مرة أخرى في وقت من الأوقات أو يبقى مفصولا عنه إلى الأبد؟ كل عاقل يعلم أن مسألة العلم الطبيعي المسلم بها والمقبولة والمجربة أن جسد الإنسان القديم يتحلل كليا في ثلاث سنوات ويحل جسد جدید ،تماما وتتلاشى ذراته القديمة.فمن منطلق هذا الحساب لا بد أنه قد تحلَّل أحد عشر جسما للمسيح وحلّ محلها أحد عشر جسما جديدا في غضون ٣٣ عاما.هنا ينشأ سؤال طبيعي: هل تلك الأجساد ١١ المفقودة ستنضم مرة أخرى إلى جسد المسيح الحالي أم لا؟ وإذا هي محله
كان الجواب بالنفي فهل كانت جديرة بالفصل الدائم بناء على ذنب من الذنوب أو فُصلت لسبب آخر؟ وما هو سبب هذا الترجيح بـــلا مرجح؟ ولماذا لا يجوز أن يُفصل الجسم الحالي وتُعاد إلى المسيح أجسام سابقة؟ وما دام قد تبين بالتجربة ۱۱ مرة أن المسيح ظل ينال جسما جديدا بعد كل ثلاث سنوات مثل بقية الناس تماما وبذلك كان قد حاز على ١١ جسما على مرّ ٣٣ عاما ؛ فلماذا يلازمه الجسم القديم الآن بعد مرور ألفي عام ولا ينفك عنه؟ إذا كانت ألوهيته هي السبب لكون جسده غير فان، فإن تلك الألوهية كانت موجودة فيه من قبل أيضــا حين كان يخلع الجسم القديم كل ثلاث سنوات.وإذا كان ذلك الجسم قرين الألوهية - يصير ترابا وغبارا، فلماذا لم ينفصل عنه الجسم الحالي؟ ثم فكروا قليلا أن انفصال ذرات جسم الإنسان القديمة عنه ليس أمـ غير عادي، بل تُفصل الزوائد حتما من جسم الإنسان بعد خروجه من الرحم فورا، كما يضطر إلى تقليم الأظافر وحلق الشعر دائما.وفي الأحيان ينْحَلُ جسم المرء بسبب المرض ويحل محله جسم جديــــد نتيجة الأكل والشرب.ولكن مما لا شك فيه أن في انفصال ١١ جسدا للإله منه إهانة شديدة له.لو أجيب على هذا كما أُقرَّ بوجود سرّ في اعتقاد الأرواح الأربع أن في ذلك سرا، فيضطر المرء إلى إنهاء النقــــاش بعض في الحال.ولكن تقديم عذر السرّ مرة بعد أخرى تكلف وضعف.
والأمر الغريب الآخر هو : لماذا سمي هذا الخاموس ثالوثا، ما دامـــــــت الأرواح الأربع في جسم المسيح أبدية وغير فانية وستبقى معه إلى الأبد بموجب اعتقاد المسيحيين؟ ولأن الروح الإنسانية أيضا لن تنفصل عن هذه المجموعة لكونها غير فانية كما لن ينفصل الجسد فقد صار ذلـــك خاموسا وليس ثالوثا.فمن الواضح أنه قد صدر من واضعي الثالوث خطأ كبير إذ اعتبروا الخاموس ثالوثا ولكن يمكن تدارك هذا الخطأ الآن أيضا.فكما اقترحت قبل فترة كلمة "الثالوث" للتعبير عــن التثليث كذلك يمكن الآن اقتراح كلمة التخميس بدلا من التثليث لأن إصلاح الخطأ ضروري.ولكن من المؤسف أن هذا الإله ذي الشعب الخمس يخضع لشيء من الإصلاح بين الفينة والفينة.فملخص الكلام أن المسيحية خالية ومحرومة من التوحيد بل أعرض هؤلاء القوم عن الإله الحق واتخذوا لأنفسهم إلــها جديدا هو ابن امرأة إسرائيلية.ولكن هل إلههم الجديد هذا قادر كالإله الحق؟ إن سوانح حياته خير شاهد للبت في هذا الموضوع، لأنه لو كان قادرا لما عانى على أيدي اليهود، ولما زُجَّ في سجن السلطنة الرومية ولما علق علـــى الصليب، بل لنـزل من الصليب حين طالبه اليهود وقائلين: أنزل مـــــن الصليب بنفسك سنؤمن بك فورا، ولكنه لم يُظهر قدرته في أية مناسبة.أما معجزاته فليكن واضحا أنها أقل بكثير من معجزات معظم الأنبيـاء
الآخرين.فمثلا لو قارن أحد من المسيحيين معجزات المسيح ابن مريم مع معجزات النبي إيليا المذكورة في الكتاب المقدس مفصلا بمــا فيهـا إحياء الموتى أيضا لاضطر إلى الاعتراف حتما بأن معجزات النبي إيليـــا أعظم بكثير من معجزات المسيح ابن مريم شأنا وشوكة وكثرة.غير أنه قد ذكرت في الأناجيل مرارا معجزة أن يسوع المسيح كان يُخرج الجنَّ من المصابين بالصرع.وقد عُدّ ذلك معجزة كبيرة بينما هـي مــدعاة للضحك عند الباحثين.لقد أثبتت البحوث الحالية أن مرض الصرع ينتج عن الضعف الدماغي أو في بعض الحالات تتكوّن في الدماغ كتلة ما أو قد يكون الصرع عرَضا لمرض آخر.و لم يقل هؤلاء الباحثون قط بأن الجن أيضا يسببون هذا المرض.من جملة منن القرآن الكريم على المسيح ابن مريم أنه ذكــر بعــض معجزاته دون أن يقول بأنه كان يُخرج الجنّ أيضــا مـــن المصابين بالصرع.وليس الهدف من وراء ذكر معجزات المسيح ابـن مـــريم في القرآن الكريم أنه قد صدرت منه معجزات كثيرة بل لأن اليهود كانوا ينكرون معجزاته تماما وكانوا يسمونه مكارا ومحتالا.لذا فقد عد الله تعالى المسيح ابن مريم في القرآن الكريم صاحب معجزات تفنيــــدا لاعتراض اليهود، وللحكمة نفسها سمّى أمه صدّيقة لأن اليهود رموهــا بتهمة باطلة.إذًا، فليس السبب وراء تسمية مريم صديقةً أنها كانت
أفضل من جميع السيدات الطاهرات والصالحات بل الهدف مــن هــذه التسمية هو ذب اعتراض اليهود ودفعه.كذلك جاء في الأحاديث أن عيسى وأمه كانا بريئين مــن • الشيطان، فهذا القول أيضا لا يعني أن الأنبياء الآخرين ما كانوا براء من مس الشيطان، بل لمّا أتهم المسيح بولادة غير شرعية وعُدّت مريم امرأة غير طاهرة فكان الغرض من وراء ذلك هو دحض التهم الملصقة بهما.كذلك إن ولادة المسيح ال ليست بالأمر الذي يمكن أن يستنبط منه ألوهيته.فلدرء هذا اللبس ذُكرت في القرآن الكريم والإنجيل قصة ولادة عيسى ويحيى في مقام واحد ليعرف القارئ بأنه مع أن كلتــا الولادتين كانتا خارقتين للعادة ولكن لا يمكن لأحد أن يصبح إلها بسببها، وإلا فيجب أن يكون يحيى الذي يسميه المسيحيون يوحنا إلها.بل الحق أن كلا الأمرين يشير إلى أن النبوة سترفع من العائلــة الإسرائيلية؛ بمعنى أن أبا يسوع المسيح لم يكن من بني إسرائيل، و لم يكن أبو يجى وأمه قادرين على أن يُنجبا ولدا من نطفتهما، وبذلك خـــــرج كلاهما من سلسلة بني إسرائيل.وكانت في ذلك إشارة إلى مشيئة المستقبل أيضا أنه تعالى سوف ينقل النبوة إلى عائلة أخرى.والمعلوم أنه الله في ليس لعيسى اللة أب إسرائيلي، فأنّى له أن يكون من بني إسرائيل؟ لذا
إن وجوده ينفي دوام النبوة في بني إسرائيل، كذلك إن يوحنا أي يحيى ليس من قوى والديه، فهذا أيضا يشير إلى الأمر نفسه.يتبين من هذا البحث كله أنه لا توجد في معجزة من معج المسيح أو في أسلوب ولادته أعجوبة لتدل على ألوهيته.وللإشارة إلى الأمر نفسه ذكر الله تعالى ولادة يحيى مقرونة بذكر ولادة المسيح ليعلم أنه كما أن ولادة يحيى الخارقة للعادة لا تُخرجه من دائرة البشرية كذلك إن ولادة المسيح ابن مريم لا تجعله إلها من المعلوم طبعا أن ولادة يوحنا ليست أقل عجبا من ولادة عيسى الله بل هناك أمر وا.خارق للعادة في ولادة عيسى وهو من ناحية الأب، أما في ولادة يحيى فكلا الأمرين خارق للعادة أي من ناحية الأب والأم أيضا.وبالإضافة إلى ذلك إن آية ولادة يحيى ظلت واضحة جدا لأن والدته لم تُرم بأية تهمة إذ لم يكن هناك مجال للتهمة لكونها عقيما.أما مريم فقد وُجهت إليها تهمة فجعلت أعجوبة ولادة عيسى ال هباء منبثا.ولكن ليس اليهود وحدهم مخطئين في إلصاق هذه التهمة، بل صدر من مريم عليها السلام أيضا خطأ كبير هيا لليهود فرصة لاتهامها.والخطأ هو أن مريم عندما رأت في الكشف ملاكا بشرها بالحمل أخفت رؤياها عمدًا، ولم تذكرها لأحد، لأن أبويها كانا قد نذراها لخدمة بيت المقدس لتبقـــى زاهدة ومنصرفة إلى خدمة بيت المقدس دون أن تتزوج أبدا.وقد لقبت
بالبتول وعاهدت في نفسها أيضا ألا تتزوج بل ستعيش في بيت المقدس.فبرؤية هذه الرؤيا خافت بأنها إن ذكرت للناس أن الملاك بشرها بالولد فقد يظنون أنها تريد أن تتزوج، لذا كتمت الرؤيا في نفسها، ولكـــن الرؤيا كانت صادقة فحملت على إثرها ولكنها ظلت غافلة عنها إلى مدة من الزمن.وعندما مرّ الشهر الخامس على الحمل ذاع الخبر أن مريم حامل، وحينذاك سردت للناس رؤياها ولكن كان ذلك بعد فـــوات الأوان فلم يُجد نفعا، فأنكحها كبار القوم شخصا يُدعى يوسف بغيـــة الستر، وبذلك تكدرت هذه الآية.أما نبوءات المسيح اللي فيضحك عليها اليهود إلى الآن، لأن وقوع الزلازل والمجاعة ونشوب الحروب أمور معتادة الوقوع وتحدث دائما بين فينة وفينة.ويقول اليهود أيضا بأنه لم يتحقق له قول قط كان مبنيا على نبوءة.فاعتراضاتهم هذه لا تزال غير محلولة إلى الآن بما فيها أن عيسى ال بشر بالجنة حوارييه الاثني عشر الذين كانوا بين يديه، بل حدد لهم اثني عشر كرسيا أيضا.ولكن بقي في نهاية المطاف أحد عشر حواريـــا من جملة الاثني عشر، إذ ارتد الثاني عشر أي يهوذا الاسخريوطي، وجعل عيسى اللي يقبض عليه مقابل ثلاثين درهما من الفضــة.لـو كانت النبوءة من عند الله لما ارتد يهوذا.ومن جملة اعتراضاتهم أن نبوءته بعودته إلى الدنيا، والناسُ في ذلك العصر أحياء، بطلت أيضا كليا
لأنه قد مرّ ۱۹۰۰ عام ومات أناس ذلك العصر منذ مدة وصاروا ترابا ولكنه لم يعد.فيتبين من كل هذه الأمور أنه لما كان قادرا على شيء قط، بل كان إنسانا ضعيفا متسما بالضعف وعدم العلم بمقتضى بشريته.ويتبين من الإنجيل أنه اللي لم يكن عالما بالغيب قط؛ لأنه ذهب إلى شجرة التين ليأكل من ثمرها و لم يعلم أنها لا تحمل ثمارا.وقد أقرّ بنفسه أنه ليس لديه علم بالساعة.فلو كان إلها لعلم بالقيامة حتما.كذلك لم تكن فيه أية علامة للألوهية، ولم يكن فيه شيء لم يوجد في غيره.يعترف المسيحيون أنه مات أيضا مرة.فما أشقى فئة يموت إلههم! أما القول بأنه أحبى ثانية فليس مما يُطَمئن القلوب، لأن الذي أثبت بموته أنه يمكن أن يموت، فكيف يمكن الاعتداد بحياته.يتبين من هذا البحث كله أن المسيحية المعاصرة ليست من الله قط لأن الذي اتخذوه إلها لا يمكن أن يكون إلها بحال من الأحوال، إذ لا تصيب المنية إلها، ولا يمكن أن يكون محروما من علم الغيب.والآن نختبر مذهب الآريا على المحك نفسه لنعرف هل يؤمنون بالله الحق والكامل والواحد الذي لا شريك له أم هم منحرفون عنه.فليتضح التوحيد؛ أي الإيمان بالله واحدا في ذاته أن العلامة الأولى لمعرفة الله هي وصفاته، وعدم إشراك أحد في أية صفة من صفاته.ولكن من المعلوم أن
۱۹ أتباع مذهب آريا يعدُّون كل ذرة شريكة في صفة أزلية الله تعالى.وكما أن الله تعالى ليس محتاجا إلى خالق لوجوده وبقائه كذلك الأرواح و ذرات الأجسام أيضا ليست محتاجة إلى خالق لوجودها وبقائها - خالقه بحسب زعمهم بل هي قديمة وأزلية مع قواها كلها، وهي وجودها بنفسها.فمن هنا يتبين أنه لا تبقى من وحدانية الله ولا مـــن عظمته شيء بسبب هذا الاعتقاد بل لا يقوم في هذه الحالة برهان على معرفته و أيضا لأن الصانع يُعرف من خلال مصنوعاته.فإذا كانــت كافة قوى الأرواح والأجسام أزلية ومن تلقاء نفسها فأي دليل يقــوم على وجود الله؟ وكيف علم العقل البشري أنه موجود؟ ليس في محله القول بأنه لا يربط الذرات مع بعضها ويخلق العلاقـــة بـيـن الـــروح والجسد فيُعرف بناء على هذه العلاقة، إذ لا يمكن تسمية أحد إلـــــــها نتيجة الربط والوصل فقط.والسبب في ذلك أنه إذا أمكن اعتبار أحــــــد إلها نتيجة الربط والوصل فقط لأمكن أن يسمّى النجارون والبناؤون كلهم آلهة، لأنهم أيضا بارعون في عملية الربط والوصل.لا يجوز الاعتراض هنا أن المسلمين أيضا يحسبون الأرواح البشرية أبدية، وذلك لأن القرآن الكريم لا يعلم أن الأرواح البشرية أبدية بحسب مقتضى ذاتها بل يعلّم أن هذه الأبدية إنما هى عطاء من الله للأرواح البشرية، وإلا فإن الروح البشرية أيضا قابلة للفناء مثل أرواح الحيوانات الأخرى.منه.
انظروا ما أغرب الصنائع التي أوجدها الصناع الأوروبيـــون المعاصرون! فقد أوجدوا للعميان بالولادة أداة ليبصروا بها.وما زالوا يخترعون شيئا جديدا في كل يوم جديد حتى اخترعوا وسيلة لنفخ الروح في حيوانات ميتة نوعا ما ؛ بمعنى أنه إذا مات حيوان دون أن تتضرر أعضاؤه الرئيسة ولم تمض على موته فترة طويلة فيُحيونه من جديـــد نتيجة تدابيرهم، مع أن تلك الحياة لا تكون حياة حقيقية، ولكن لا شك في قيامهم بالعجائب على أية حال وهذه الظاهرة منتشرة في أميركا على نطاق واسع في هذه الأيام.فهل يمكن تسميتهم آل هذه الصناعات؟ هة فالحق أن الخاصية التي تتسم بها قدرة الله وبسببها يسمى له إلها إنما هي خاصية خلق القوى الروحانية والمادية.فمثلا خلق الله الله في جسم الحيوانات عينين ولكن لا تكمن عظمته الحقيقية في ذلك فقط، بل عظمته الحقيقية تكمن في خلقه ضمن ذرات الجسد قوى كامنة سلفا يمكن أن يتولد فيها نور الإبصار.فإذا كانت هذه القوى من تلقاء نفسها فهذا يعني بأن الله ليس بشيء.يقول مثل أردي ما مفاده: الزيت يجعل الطبخ لذيذا ولكن تُمدح عليه الكنّة الكبرى.أي أن تلك القوى تخلق الإبصار تلقائيا، ولولا تلك القوى في ذرات العالم لذهبت الألوهية شدى.
من الواضح أن مدار الألوهية كلها أن الله تعالى خلق جميع القــــوى والقدرات في الأرواح وذرات العالم كلها ولا يزال يخلقها، وأودعهـا خواص متنوعة ولا يزال يودعها.فهذه الخواص هي التي تُري عجائبها عند الربط والوصل.لذا لا يمكن أن يساوي بالله تعالى أي مخترع لأن كل شخص سواء أكان قد اخترع القطار أو نظام البرقية أو تصويرا أو مطبعة أو صناعة أخرى لا بد له من الإقرار أنه ليس موجد تلك القوى استخدمت لصنع ذلك الشيء.بل الحق أن كل هؤلاء المخترعين يستخدمون القوى الموجودة سلفا، كما تُستخدم قوة البخار لتسيير القاطرة.فالفرق هو أن الله تعالى خلق بنفسه تلك القــوى في العنصـــر وغيره، ولكن هؤلاء الناس لا يستطيعون أن يخلقوا تلك القــوى أو القدرات.فما لم يُعتبر الله تعالى موجد ذرات العالم وكافة القوى في التي الأرواح فلا تثبت ألوهيته قط.وفي هذه الحالة لن تكون درجته أعلـــــى من البناء أو النجار أو الحداد أو الخزاف، وهذا أمر بديهي لا يمكــن دحضه.فعلى الذكي الفطين أن يرد على ذلك بعد تفكير رصين لأن الرد دون التفهم ليس إلا هراء.هذا هو مثال التوحيد عند أتباع مذهب آريا.أما الأمر الثاني؛ أي إلى أي مدى يعدّون إلههم قادرا ؟ فذلك واضح بين لأنه ما دام مبدؤهم المسلم به أن إلههم لم يخلق الأرواح ولا ذرات الأجسام فيتبين من ذلك
أن قدرة الإله مقتصرة عندهم على أنه يربط فقط بين الروح والجسد.أما الخواص والمزايا المتميزة والقوى الغريبة في الأرواح والأجساد فهي أزلية ومن تلقاء نفسها ولا دخل للإله فيها.فيتبين من ذلك أن قدرات الإله لا تفوق عندهم قدرات النجارين والحدادين وغيرهم من الصناع، إذ يمكن أن تُحسب قدراته أكبر منهم إذا كان ل خالق هذه القــــوى والمزايا والخواص.ولكن لما كانت هذه القوى والخواص والمزايا وكافة أنواع القدرات والأرواح وذرات الأجسام قديمة وأزلية كقدم الأرواح وذرات الأجسام وأزليتها فلا بد من الاعتراف في هذه الحالة بأن الإلــــه الذي لم يخلق تلك الأرواح والذرات لم يخلق قواها أيضا، لأنه ما مـــن شيء يمكن أن يبقى منفصلا عن قواه بل تكون قوى كل شيء معـه دائما وهي التي تُبقي صورته النوعية قائمة.وإذا بطلت تلك القوة والخاصية بطل الشيء تلقائيا.لذا لو قبلنا أن الله تعالى لم يخلق الأرواح وذرات العال لاضطررنا إلى الاعتراف إلى جانب ذلك أنه لم يخلق قواها ومزاياها وخواصها أيضا والنتيجة التي تُستنبط من ذلك بداهة هي أن قدرة الله ليست أكثر من قوة البشر وقدرتهم، لأننا نقول مرارا وتكرارا بأن القدرة التي توجد في الله أكثر من البشر هى أنه وعل خالق القوى والمزايا والخواص بقدرته.أما الإنسان فمهما تقدم في أنواع الاختراعات فإنه لا يستطيع أن يخلق القوى والمزايا والخواص في الأرواح والأجسام
بحسب رغبته بل يستخدم القوى والمزايا والقدرات التي خلقها الله سلفا.ومن أجل الهدف الذي أراد الله تعالى تحقيقه في الإنسان فقد خلق في فيه سلفا كل القوى اللازمة لتكميل ذلك الهدف؛ فمثلا توج أرواح البشر قوة الحب، ويستطيع العقل السليم أن يفهم جيدا أن هذه القوة قد خُلقت في روح الإنسان ليحب بكل قلبه وبكل قوته وبكــــل حماسه حبيبه الحقيقي الذي هو ربّه، وإن أحب غيره خطأ منه واعتبر غيره محل عشقه وحبه.فهل لنا أن نقول بأن قوة الحب هذه الموجودة في روح البشر التي لا شاطئ لأمواجها، والتي يستعد الإنسان للتخلي عن نفسه أيضا عنــد هياج ثورتها - توجد في الروح منذ القدم ومن تلقاء نفسها؟ كلا.وإن لم يخلق الله تعالى بيده قوة الحب في الروح بغية توطيد علاقة الحب بينه وبين الإنسان، و لم يخلق هذه العلاقة بنفسه، فهذا يعني أن كـــل ذلــك حدث صدفة، وأنه من حسن حظ الإله أن قوة الحب وجـــدت في الأرواح.ولو تصادف عكس ذلك، بمعنى أنه لو لم توجــــد في الأرواح قوة الحب؛ لما خطرت ببال الناس فكرة الإله قط، ولما استطاع الإله أن يفعل شيئا تجاه ذلك لأن الخلق من العدم مستحيل.وإلى جانب ذلك يجب التفكير أيضا أن مؤاخذة الله على عدم الإيمان والعبادة والأعمال الصالحة تدل على أنه خلق بنفسه قوى الحب والطاعة في روح الإنسان،
لذلك هو يريد أن يفنى الإنسانُ الذي وضع ما فيه تلك القوى- في حبه وطاعته؛ وإلا لماذا نشأت في الإله رغبة في أن يحبه الناس ويطيعوه، ويجعلوا سلوكهم وكلامهم مطابقا لمرضاته؟ نرى أنه لا بد من وجـــــود التطابق نوعا ما، بين شيئين من أجل الجذب المتبادل؛ إذ يستأنس الإنسان إلى الإنسان والشاةُ إلى الشاة والبقر إلى البقر ويستأنس الطائر إلى طائر من جنسه.فإن لم تكن لقوى الإنسان الروحانية والمادية أدنى علاقة بالإله فأي اشتراك سيؤدي إلى نشوء الجذب المتبادل بينهما؟ إذ لا يكفي الاشتراك الربط والوصل بأي حال، لأن النجارين والحدادين كما ذكرنا آنفا يضاهون الإله من حيث الوصل والربط.فلو انخلع عضو من مكانه الطبيعي ثم أعاده أحد إلى مكانه الأصلي، أو إذا بتر أعضائنا دعي من أنف أحد ثم كساه أحد لحما طريا وأصلحه فهل سيصبح إلها؟ لقد الله تعالى أبا على سبيل الاستعارة في كتب قديمة، وقال تعالى في القرآن الكريم: فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ.وقال أيضا : اله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.أي أن الله هو النور الحقيقي، وكل نور في الأرض والسماء ينتج عنه.لذا فإن إطلاق "الأب" على الله على سبيل البقرة: ٢٠١ النور: ٣٦
10> 1 الاستعارة واعتباره مصدر كل نور يشير إلى أن لروح الإنسان علاقــــة متينة بالله.الآدمي يسمّى في العربية "إنسان" أي فيه أُنسان، أُنس الله وأُنس لبني البشر.ويسمّى في الهندية "مانُس" وهو تحوير كلمة "المأنوس".فيتبين من ذلك أن للإنسان أنسا طبيعيا مع ربه.والحق أن خطأ الشرك أيضــــا ناتج عن البحث عن الإله الحق.إننا نشهد بكامل الإيمان والمعرفة التامة أن مبدأ مذهب الآريا بأن الأرواح والذرات قديمة وأزلية وغير مخلوقــــة الله بكل قواها ليس صحيحا، لأن ذلك يؤدي إلى قطع العلاقــة بــين وعباده نهائيا.وهو مذهب جديد ومكروه قدّمه البانديت ديانند، ولا ندري مدى علاقة هذا المذهب مع الفيدا، ولكن ما نقوله أن هذا هو المبدأ الذي نشره أتباع مذهب آريا بأنفسهم لا يصح قط عند العقل السليم وبعد المعرفة الكاملة والتدبر والتأمل الرصين.أما مبدأ "سناتن دهرم مقابل ذلك، وإن كانت مبالغات "فيدانتا " غير المبررة قد شوهت صورته وهيأ إفراط "أهل فيدانتا" الفرصة للاعتراضات الكثيرة مع يوجد فيه لمعان الصدق.وإذا أزيلت الزوائد عن هــذا عليه، ذلك معناها ختام الفيدا وتسمى الأوبانيشاد أيضا، وهي جزء أخير من الفيدا يمثــــل الأساس النظري للهندوسية الكلاسيكية ويتلخص في البحث عن الذات والوصول الله.ويسمى العامل بهذه الفلسفة بـ"الفيدانتي" أي "أهل فيدانتا".(المترجم) إلى
الاعتقاد فهو يتلخص في أن كل شيء خُلق بيد الله.وفي هذه الحالة تزول الشبهات كلها ويضطر المرء إلى الاعتراف بأن معتقد الفيدا بحسب مذهب سناتن هو أن كل هذه الأرواح وذرات الأجسام وقواها وقدراتها ومزاياها وخواصها إنما هي من عند الله.لیكن معلوما أن المذهب القديم في الهند الذي يعتنقه عشرات الملايين الناس هو "سناتن دهرم".ومع أن الناس شوهوه وأن عبادة الأوثان والآلهة وكثير من بدعات الشرك الأخرى مثل تأليه الرسل والأنبيـاء صارت جزءا من هذا المذهب، فمع ذلك توجد فيه أمور جيدة كثيرة إذا عزلنا عنه الأخطاء المذكورة آنفا لقد كان في هذا المذهب كبار الأولياء والقديسون والرهبان، كما وُجد فيه زهاد ونساك كبار قاموا بجهود ومجاهدات شاقة سواء أقبل أحد ذلك الآن أم لا.أما المذهب الذي قدمه البانديت ديانند فليس فيه تلك الروحانية التي وجدها صلحاء سناتن دهرم وإن كانوا قد فقدوها في الأخير بخلط الشرك بمعتقداتهم.لا يمكن أن تكون علاقة المخلوقات بالله تعالى حقيقية إلا إذا كان الله هو خالقها، ولا يمكن أن تنشأ الوحدة فيمن كان موصوما بوصمة المغايرة.لقد سمعنا من كبار البانديتات أن المذهب الذي قدمه البانديت دياننـــــد اعتنقه في هذه البلاد أناس كانوا يتبعون رأيهم وعقلهم الناقص مثــل الفلاسفة الإغريق الضالين لذا لم يبالوا بالفيدات شيئا.وغاية ما كانوا
AV يفعلونه هو أنهم كانوا يقرأون على الناس، بغية إمالتهم عبارة مؤولة من الفيدا تأييدا لأنفسهم لكي ينشروا بذلك معتقدهم في النــاس.وإلا فمعتقد الفيدا الحقيقي هو ذلك الذي يكمن في روح سناتن دهرم.كانت حالتهم العملية جديرة بالإشادة في زمن من الأزمان حين كانوا يقومون في الفلوات بمجاهدات وعبادات.وكانت في قلوبهم الليونــة والتحضر الصادق لأن دينهم ما كان مقتصرا على القول باللسان فقط، بل كانوا يطهرون القلوب وكانوا يبغون أن يروا في هذه الدنيا إلها سمعوا اسمه بواسطة الكتب ؛ لذا كانوا يقومون بمجاهدات شاقة.وكان نور الصدق باديا في جباههم.ثم جاء بعد ذلك زمن آخر صارت فيـــه عبادة الأوثان والأصنام والآلهة والقديسين بل عبادة كل شيء غريـــب عادة لدى أتباع سناتن دهرم ونسوا ذلك الطريق الذي اختاره من قبل راجه رام شندر" و "راجه كرشنا" اللذانِ تحلّى الله عليهما بسبب إخلاصهما.الحق أن الذين يصبحون لله حقيقة ويؤمنون بأن كل ذرة من كيانهم إنما هي من الله تعالى يُنعم الله عليهم أكثر.والذين لا يؤمنـــون بـــان روحهم وكل ذرة من كيانهم من الله، إنهم مستكبرون.والحق أنهم ينكرون منة الله العظيمة وربوبيته التامة بل لا يعتقدون بالعلاقة بين الله وعبده حتى بقدر العلاقة الروحانية بين الأب وابنه، لأنهم يؤمنون
ويعتقدون أن هناك علاقة روحانية بين الابن وأبويه بحيث ينال نصيبا من أخلاقهما؛ فمثلا إذا كان أبو أحد يتحلى بصفة الشجاعة تتطرّق الصفة نفسها إلى ابنه أيضا إلى حد ما.والأب الذي توجد فيه سمـة العقــل والفراسة إلى درجة كبيرة ينال الابن أيضا نصيبا منها بالقدر نفســه.ولكن الآريين لا يعتنقون مذهبا أن ما يوجد في روح الإنســـان مـــن الأخلاق والصفات والقوى فقد نالتها من الله تعالى، لأنهم لو قالوا ذلك لاضطروا إلى الاعتقاد بأن الروح مخلوقة؛ علما أن أخلاق الإنسان إنما هي الله ظل أخلاق الله تعالى.فعندما خلق الله عليه الا الله الأرواح تسرب في العباد تأثير إلههم كما يتسرب تأثير أخلاق الأب إلى أبنائه.لقد قلت قبل قليل بأن الله حين دعا الإنسان إليه خلق فيـه قــــوى مناسبة لعبادته وحبه.فالقوى التي أودعها الله تسمع صوته وعل.كذلك حين أراد الله تعالى أن يتقدم الإنسان في معرفته خلق في روحه حواس للمعرفة سلفا وكيف كان للإنسان أن ينال معرفته له لو لم يخلقها؟ كل ما يوجد في روح الإنسان هو من عند في الحقيقة، وهي صفات التي تظهر في مرآة الإنسان وليس فيها صفة سيئة، بل استخدامها الله الله السيء والإفراط أو التفريط فيها هو السيء.لعلّ أحدا يعترض هنــــا متسرعا أن في الإنسان حسدا وبغضا وغيرهما من الصفات الذميمـة فكيف يمكن أن تكون من الله؟ فليكن واضحا، كما قلت من قبل، بأن
الحق أن أخلاق الإنسان كلها ظل الأخلاق الإلهية، لأن روح الإنسان من الله، ولكن بسبب الإفراط والتفريط أو سوء الاستخدام تبدو تلك الصفات بصورة مكروهة في الناس الناقصين.فمثلا إن الحسد خُلق سيء جدا في الإنسان إذ يود صاحبه أن يُحرم شخص من نعمة معينة ويحوزها هو.ولكن حقيقة الحسد هي أن الإنسان لا يقبل أن يشاركه أحد في كمال حصل عليه.فالحق أنها صفة من صفات الله تعالى الذي يود أن يرى نفسه واحدا دون شريك.فبسبب سوء الاستخدام صارت هذه الصفة الحميدة ،مكروهة، ولكنها ليست مذمومة من منطلق أن يتمنى الإنسان أن يكسب قصب السبق في الكمال ويود يرى نفسه في مقام الوحدة والانفراد في الروحانية.وإضافة إلى ذلك لو لم نؤمن بالله قادرا لبطلت جميع لأن استجابة أدعيتنا تتوقف على أن الله يستطيع أن يخلق متى ما يشاء في ذرات الأجسام أو الأرواح قدرات لم توجد فيها من قبل.فمثلا كثيرا ما أدعو لشفاء مريض وتكون علامات الموت بادية عليه في الظاهر، عندها أدعو الله أن يخلق في ذرات جسمه قوة تنقذه الموت؛ فأرى من أن دعائي هذا يُجاب في معظم الأحيان، وأُعطى على الأغلب علمًا في البداية أن فلانا على وشك الموت وأن قوى حياته موشكة على الانهيار، ولكن حين أكثر من الدعاء حتى يبلغ قمته وتكون حالتي شبيهة بالموت أن آمالنا المعلقة به،
بسبب كثرة الدعاء والقلق والكرب عندها أتلقى وحيا من الله أنه قد خلقت في هذا الشخص قوى الحياة من جديد عندها تطرأ عليه بوادر الصحة دفعة واحدة وكأن الميت يعود إلى الحياة.بل هـــم كذلك أذكر أنني حين دعوت الله تعالى في أيام الطاعون أن أنقذني من هذا البلاء يا ربي القدير واخلق في جسمي خاصية ترياقية تنقذني من سم الطاعون؛ خلق الله تعالى في تلك الخاصية وقال ما مفاده: سأحافظك من موت الطاعون، وكذلك سأحافظ كل من في دارك الذين لا يستكبرون، أي لا يتمردون على طاعة الله أتقياء.وكذلك سأحافظ قاديان من الطاعون الجارف ومن الدمار العام، أي لن يحل بقاديان ذلك الدمار الذي سيبيد القرى الأخرى تماما.فقد رأينا وشاهدنا تحقق كلمات الله تعالى كلها.فهذا هو إلهنا الذي يخلق في ذرات العالم قوى ومزايا وخواص جديدة، ولم نعثر على أي أثر للطاعون الجارف على هذا المنوال في البنجاب منذ خمس مائــة ســــنة ماضية، فأين كانت هذه الذرات حينذاك؟ فقد خلقت الآن حين أراد الله خلقها، وسوف تتلاشى في وقت يريد الله به القضاء عليها.إنّ تحاشينا حيلة إنسانية أي مصل الطاعون بتعليم من الله، سيكون آيــــة لجميع الآريين، مع أن كثيرا من الناس ممن أخذوا المصل رحلوا من الدنيا ولكنني ما زلت حيا أرزق بفضل الله تعالى.فهكذا يخلق الله تعالى
9170 الذرات كما خلق الذرات الترياقية في جسمي أنا.كذلك يخلق الله تعالى الروح كما نفخ في روحا طاهرة أُحييت بسببها.لسنا محتاجين فقط إلى أن يخلق الله الروح ويُحيي أجسادنا، بل إن روحنا أيضا بحاجة أخرى لتحيا بها تلك الروح الميتة.والله تعالى هو الذي يخلــــق إلى روح هاتين الروحين والذي لم يفهم هذا السر فهو يجهل قدرات عن الله تعالى.الله وغافل والآن بقي أن نرى ما هو اعتقاد الآريين عن علم الله تعالى.فليتضح أن العقل السليم يدرك ضرورة كون الله عالما بالغيب دون أن يكون هناك أمر خاف لا يحيط به الله علما.ولكن معتقد الآريين يستلزم أن إلههم لا يعلم عن القوى الخفية للأرواح والذرات وخواصها شيئا، لأن كل ما يعلمه إلى الآن هو أن ما يوجد في أي إنسان أو حيوان من مزيَّة وقوة وخاصية إنما هو نتيجة أعماله السابقة.فلو كان عالما بأنـــه توجد في الأرواح أيضا إضافة إلى الحيوانات ذات الأجسام- أنواع القوى والمزايا والخواص التي لا تنفصل عنها، لأوجد لها أيضا التناسخ ولما عدّها أزلية.واضح أن خواص الشيء لا تنفك عنه.فمثلا لو حلّت روح الإنسان في حمار لما تخلّت عن خواصها الطبيعية بحال من الأحوال، سواء أظْهَرت تلك الخواص في دورة التناسخ الحالية أم لا، لأنه لو تلاشت خــــواص
> الروح وقواها كليا عند تغير دورة التناسخ لاستحالت إعادتها كما يقول الآريون أنفسهم، لأن المجيء إلى الوجود من العدم محال.والقــــوة الـــتي انعدمت من الروح حقيقة فإن عودتها إلى الروح ثانية واستقرارها فيها بمنزلة المجيء إلى الوجود من العدم.وإن كانت قوى الأرواح لا تنعدم في دوامة التناسخ، فهذا يعني أن التناسخ لم يؤثر فيها شيئا.فلما أبقـــى الإله تلك القوى غير المنفكة خارج دوامة التناسخ، تبين من ذلك أنه هي لا يدري عن تلك القوى والمزايا الكامنة شيئا.ولا يدري كذلك ما الأعمال التي بسببها نالت الأرواح تلك القوى والمزايا والخواص.إضافة إلى ذلك إذا كان الإله يعلم علما كاملا بماهية الروح وماهية خواصها وقواها فلماذا لا يقدر على خلقها؟ من المسلم به عند الآريين أن عدد الأرواح محدود وتكمل دورتها في وقت محدود، فلماذا لا يقدر الله على خلق ما هو محدود ومعلوم؟ ومن جعل عدد الأرواح محـــدودا في عدد معين، إن لم يكن الله هو محدّدها؟ إذا لم يكن الله هو خالق الأرواح فكيف يمكن أن يكون علمه بها كاملا مثل علم خالقها؟ إذ من المعلوم أن علم الصانع وعلم غير الصانع لا يمكن أن يكونا متساويين.فمثلا إن الذين يصنعون شيئا بأيديهم يكونون مطلعين على أدق كيفياته على عكس غيرهم.إذ لو اطلع عليها الآخرون اطلاعا كاملا لاستطاعوا أن يصنعوه أيضا.
من المسلم به والمقبول أن العلم الذي يملكه الصانع لا يملكه غــــيره، وإن ظنَّ الأخير أنه حائز عليه فظنه هذا باطل.والحق أنه يكون مكنونا تحت ظل نوع من عدم العلم.فمثلا نرى كل يوم كيف يُخبز الخبز، إذ تُخبز عدة أنواع من الخبز أمام أعيننا ولكن إن أردنا يومــا أن نخبـز بأيدينا ربما ستكون النتيجة أننا سوف نفسد العجين عند العجن، فإمـــا سنجعله مَرْغا رقيقا أو سنجعله كثيفا وصلبا، فيكون غير قابل للخبز في كلتا الحالتين أو تتكون فيه قطع صلبة.وإذا تمكنا بصعوبة مـــن عجـــــن الدقيق بحسب المطلوب فلن نتمكن من الخبز على ما يرام، وتكــون صورته مشوهة ورقيقا من مكان وسميكا من مكان آخر، ويبقى غير ناضج من مكان ويحترق من مكان آخر.لماذا لا نستطيع أن نخبز علـــى ما يرام على الرغم من مشاهدتنا اليومية؟! بل نفسد الأمر كله وقت طويل؟! السبب في ذلك هو أننا لا نملك ذلك العلم الذي يملكــــه شخص يخبز أنواع الخبز بيده منذ عشرين عاما مثلا.مع بذل انظروا كذلك كيف يقوم الجراحون الحاذقون بعمليات جراحيـة خطيرة لدرجة يُخرجون الحصوات من الكلية وهناك أطباء قد بتـــروا جزءا مجروحا وغير مفيد من جمجمة الإنسان ورقعوها بجزء من جمجمة حيوان آخر.وانظروا كيف يتدخلون جراحيا فى أعضاء حساسة بكل مهارة، حيث يُجرون عمليات جراحية بكل براعة على خراجات
تتكون في الأمعاء، وكيف يستأصلون الساد من العين بكل دقة.ولو قام فلاح مثلا بهذه العملية دون علم وخبرة وأجرى المبضع علـــى العـــين لأخرج منها مقلتها.وإذا أطلق المبضع على بطن مريض لبتــر بعــض أعضائه ولأودى بحياته في الحال.من المعلوم أن الفرق الوحيد بين الفلاح والجراح هو العلم فقط، لأن الجراح حائز بسبب كثرة الخبرة والمزاولة العملية على علم بالجراحة لا يملكه الفلاح.ترون أن الخدم والسقائين وغيرهم موجودون في المستشفيات لخدمة المرضى ويرون دائما كيف يُجري الجراحون عمليات جراحية مختلفة ولكن لو أجرى هؤلاء العمليات لقتلوا الناس حتما.فمما لا شك فيه أن الإنسان ينال عند المزاولة العملية علما خاصا لا يناله غيره.لذلك لا بد للآريين من الاعتراف أنه لو كان إلههم خالق الأرواح والذرات لكان علمه أكثر بكثير من علمه الحالي.وهـذا الاعتراف يدفعهم إلى اعتراف آخر أيضا بأن علم إلههم ناقص لأن الخالق وغير الخالق لا يمكن أن يكونا سواسية من حيث المعرفة بالحقيقة.وإذا اعترف المرء أن الإله لم يخلق الأرواح ولا قواها وخواصها و لم يخلق أن ذرات الأجسام أيضا ولا قواها وخواصها ومزاياها، فما الدليل على هذا الإله مطّلع على قواها ومزاياها وخواصها؟ ولا يكفي القول بأننـــا نعتقد أنه مطلع عليها لأن الاعتقاد وحده ليس دليلا.ولو اعترفنا بعلمه
إلى حد ما على سبيل الافتراض المحال فلن يكون ذلك العلم مساويا لعلم يتأتى إذا كان الإله قد خلق بيده الأرواح وذرات العالم وقواهــا وخواصها، لأنه من المسلم به عند العقلاء جميعا أن علم الصانع أو الخالق وعلم غير الخالق لا يستويان كما بينت من قبل.ولكن القـــرآن الكريم يعلمنا أنه تعالى يعلم كيفيات الأرواح وذرات العالم وقواهـــا وخواصها الداخلية كلها.ويقول الله تعالى في القرآن الكريم ما مفــــاده بأنني أعلم أسرار الأرواح والذرات الباطنية لأني خالق هذه الأشياء كلها.ولكن إله الفيدا لا يقدّم دليلا على كيف ولماذا هو مطلع على قوى الأرواح ومزاياها وخواصها الكامنة مع عدم كونه على علاقة أو صلة معها؟ وكذلك لماذا وكيف اطلع علـــى قــوى ذرات الأجسام وخواصها ومزاياها الكامنة والخفية؟ وإضافة إلى ذلك نطّلِعُ على علم الله تعالى بواسطة وحيـــه المتجـــدد دائما، ونرى كل يوم أن الله تعالى عالم الغيب في الحقيقة، وليس ذلك فحسب بل نشاهد تجليات قدرته أيضا، ولكن هذا الباب أيضا موصــــد على الآريين.لذا ما من سبيل مفتوح أمامهم لليقين بأن إلـهـم عــالم الغيب أو قادر على كل شيء، ولا يبشرهم الفيدا بالحصول على هـذه المرتبة.
كذلك يعترف الآريون بأنفسهم أن إلههم ليس حائزا على الكمال التام من حيث فيض ألوهيته، لأنه يُدخل الناس في دار النجاة بصورة ناقصة دائما ثم يُخرج منها بعد مدة بسبب ذنب لم يرتكبوه – لئلا يحدث أي خلل في سلسلة التناسخ.لذا فإن قانون عقوبته ورحمته أيضا يحمل في طياته شائبة الأنانية لأنه يعلم بأنه لو عامل الناس بالرحمة التامة ونجاهم للأبد لانقطعت سلسلة التناسخ للأبد، ولاضطر إلى الجلوس عاطلا بعد ذلك، ولأنه ما دام عدد الأرواح محدودا، ففي هذه الحالة لو أعطي العابد الذي قضى جُلّ حياته في العبادة نجاة أبدية لكان أن الروح التي تنال النجاة تفلت من اليد وتتحرر من دوامة التناس ـــخ.ولسوف يأتي حتما يوم ستنال فيه الأرواح كلها نجاة أبدية.ومن المسلم به عندهم أن الإله ليس قادرا على خلق الروح، ففي هذه الحالة ماذا أن تكون النتيجة إلا أن تتعطل سلسلة أفعال الألوهية كلها بعد أن تنال الأرواح كلها نجاة أبدية يوما من الأيام وبالتالي لن تبقى في يد الله روح واحدة للتناسخ.عسى واضحا فقد تبين من هذا البيان كله أن إله الآريين كما أنه ليس قادرًا على خلق الأرواح كذلك ليس قادرا على تنجية الأرواح نجاة أبدية، لأنه لو الأرواح نجاة أبدية لتمزقت لحمة سلسلة أفعاله وســــداها كلها، وكأنما قد كتب على نفسه عادة البخل من أجل المحافظة على ملكوتـــــه نجى
ويعامل عباده الصلحاء معاملة البخلاء، ويعرضهم للخزي والذلة بعد إكرامهم- بإدخالهم في دوامة التناسخ بالتكرار ويجمع عليهم ميتــــات مكروهة متكررة لئلا يختل نظام ملكوته.يقرّ الآريون بأنفسهم أنه تعالى جميع الناس في العالم مرارا، ولكن أخرجهم من دار النجاة بعد فترة وجيزة وأدخلهم في أنواع التناسخ.أرجو من السادة الآريين ألا ينزعجوا من قولي لهم بكل أدب وبقدر ما أجد كلمات لينــة بـأن اعتراضا شديدا يقع على هذا الاعتقاد ولا أتوقع أن أحدا من الآريين يستطيع أن يرد عليه بوضوح، وإذا استطاع سنسمعه الاعتراض هو أنه ما دامت عادة الإله بسبب دافع الأنانية ألا يترك الناس في دار النجاة للأبد بل يُدخلهم في دوامة التناسخ فإن أنواع الولادات هذه ستستلزم ترجيحا بلا مرجّح.بمعنى أن الذين نالوا النجاة لكونهم عابدين صالحين للإله، يكون مخالفًا للعدل تحويل بعضهم إلى رجـــل وغيره إلى امرأة وآخر إلى بقرة وغيره إلى ثور أو كلب وخنزير وآخر إلى قرد أو ذئب عند إخراجهم من دار النجاة، وخاصة حين ينال كـــل النجاة بعد المرور بامتحان قاس ويصل مرامه هذا بعـد مــروره بكل سرور.ناج بدوامة التناسخ إلى عشرات الملايين من السنين، ففي هذه الحالة كـــان واجبا أن يحظى ببعض التخفيف على الأقل ليُجعَل إنسانا.ما قصة أن جعل الله الإنسان حبيبا له أولا ووهبه قربه ولكنه أخرجه من دار النجاة
۱۹۸۵ بعد جعله كلبا أو خنزيرا، و لم يجعل أناسا مثله كلابا بل جعلهم أناسا أن مع الجميع حققوا شروط نيل النجاة، و لم يكن للإلـه منـة علـ أحد؟ فلماذا جعل البعض أناسا بعد أن أخرجوا من دار النجاة وجعل البعض كلابا؟ ففي هذه الحالة لم تكن العقوبة ولا الرحمة مبنية على العدل.ذلك- وهو والأمر الآخر الذي لا نفهمه هل من رجل رشيد من الآريين يفهم أن المبدأ القائل بإدخال الناجين في دوامة التناسخ بعد مدة من الزمن ليواجهوا خزي الولادات المتكررة في الدنيا مرة بعد أخرى يستلزم ألا يبقى ولا واحد من كبار الآريين المقدسين خارج نطاق هذا أن هذا ليس رأينا ولا نصم كرام قوم بذلة، بـــل نـــرى أن الخزي؟ مع الذي يهبه الله تعالى بفضله العظيم نصيبا كاملا مــــن معرفتـــه وحبــه والعلاقة الطيبة معه، ويُدخله في فئة المكرمين عنده لا يخزيه بعد ذلـــك أبدا.ولا يمكن أن يحول أحد إلى كلب أو سنور أو خنزير أو قرد بعد حيازته على تلك الدرجة العليا من قرب الله تعالى.ولكن مبدأ الآريين يقتضي أن يظل المقدسون يتقلبون في دوامة التناسخ دائما سواء أكانوا واصلين إلى درجة الأنبياء أو الزهاد والقديسين فنتساءل بكل أدب واحترام هل رجال الدين والقديسون الذين نزلت عليهم الفيدات الأربعة وغيرهم من الزهاد مثل راجه" رام شندر" و"راجه کرشنا"
990 وغيرهما مستثنون من هذه القاعدة أم لا؟ وإذا كانوا استثناء منها فمـا السبب وراء ذلك، وإلا فما معنى ذكرهم بالاحترام؟ هل يقبل العقل أن يُكرم كتاب ويُعتبر كتابا سماويا وأن يُعتقد إلى جانب ذلك أن الذي نزل عليه ذلك الكتاب ظل يتقلب في دوامة أرذل دورات التناسخ.السليم باختصار، إن الذين نالوا مرتبة العزة عند الله مرة فإدخالهم في دوامة التناسخ وتحويلهم إلى كلاب وسنانير وخنازير ليس فعل ذلـك الإلــه القدوس الذي لا يريد تدنيس أحد بعد تطهيره وإلا لا يبقى أحد مـــن صلحاء الآريين جديرا بالمدح باليقين لأنه لا يُـــدري بأيـــة دورة مـــن دورات التناسخ يمر حاليا.فحاصل الكلام أن إله الآريين لا يوصف بصفة العناد المذمومـــة فقط بحسب هذا المعتقد بل يُعدّ قاسي القلب وظالما جدا وذا ضغينة أيضا، إذ إن الذين أحبوه بصدق القلب وضحوا بأنفسهم في سبيله واختاروه إلى الأبد يُخرجهم من دار النجاة ويحولهم إلى قرود وخنازير في الحال أو بعد أيام قلائل أي خير يمكن أن يتوقعه المرء من هذا الإله؟ يجب على السادة الآريين أن يدرسوا هذا الموضوع جيدا ولا يردّوا بمحض الثورة والغضب؛ بل يجب أن يستوعبوا الموضوع جيدا قبل أن ينبسوا ببنت شفة في الرد.
إن أتباع مذهب آريا يدعون أنه لا يوجد في الفيدا تعـلـيـم عبـادة العناصر والنجوم، بل فيه تعليم عبادة الله الواحد الأحد فقط الذي لا شريك له.ولكن مقابلهم هناك مذهب "سناتن" الذي نراه منتشرا في الهند كلها ويوجد فيها عشرات الملايين من السكان ومئات البانديتات هنا وهناك ويقولون بأن تعليم عبادة العناصر موجود في الفيدات حتما، والفيدا يعلّم دون شك أن تعبدوا النار والهواء والماء والأرض والشمس والقمر.لهذا السبب يوجد في الهند عبدة هذه الأشياء منذ القدم.إذا، فإن عبدة نهر "الغانج" وعبدة النار الصادرة من البركان في منطقـــة "كانغره"، وعبدة الشمس ما زالوا يشتغلون في هـذه العبـادات هنـا وهناك، وكلهم يدعون الالتزام بتعليم الفيدا وبغض النظر عن ذلك عندما نتأمل أمانة وعدلا في تراجم الفيدات المنشورة بالأردية والإنجليزية نضطر إلى الاعتراف بعد إلقاء نظرة على مئات الفقرات أنه قد دعــــي فيها دون أدنى شك من النار والهواء والشمس والقمر وغيرها، واستعين بها من أجل نيل المرادات.فننقل فيما يلي بعض الفقرات من "رج فيدا" على سبيل المثال لا الحصر.وقد تُرجم هذا الجزء من الفيدا وقورنت مرة أخرى مع الكتاب الديني الأصلي في السنسكريتية وأكد على صحتها بشهادة البانديتات وقُبلت للتدريس في الجامعات.والفقرات هي:
"أثني على الإله "أغني" (أي النار الذي هو العضو الأعظم لأداء شعيرة "هوم " والذي يوصل النذور إلى الآلهة وهو من الأثرياء الكبار.فليوجه الإله "أغني" الذي ظل العابدون يثنون عليه في قديم الزمان ولا يزالون يمدحونه في الزمن الحالي - الآلهة الأخرى إلى هذا الأمر.فيا "أغني" الذي نشأ باحتكاك الخشبتين، اجمع الآلهة على الكلأ المحصود".فأنت داعيهم نيابة عنا، وتُعبد.يا "أغني" قدّم قرباننا اللذيذ أمام الآلهـة ليأكلوه.يا "أغني" قدّم نذرنا إلى الآلهة مثل الهواء والماء والشمس وغيرهما.فيا "أغني" البريء من العيوب، أنت إله ذكي من جملة الآلهـة الأخرى.تسكن عند والديك وتهب لنا الأولاد، أنت واهب الثــــروات كلها.يا "أغني"، يا مالك الأحصنة الحمراء: افرح بمدحنا لــك، وأتِ بثلاثة وثلاثين إلها إلى هنا.يا "أغني" إن الناس يشعلونك في مكــان مصون في بيوتهم دائما.يا أغني" الفطن الذي تحرق نفسك بنفسك قدم قرابيننا اللذيذة للآلهة ليأكلوها فيا أيها الإله "إندر" والإله "وايو"، إن هذا الماء قد رُش من أجلكما، فأتيا إلى هنا مع طعام لنا.يا "إندر" ابن شعيرة من شعائر الهندوس الدينية يقرأون فيها جزءًا من الفيدا ويصبون في النار الزيت وغيره من أشياء ذات رائحة طيبة، (المترجم) ۲ نوع معين من كلأ يستعمله الهندوس عند قيامهم بشعيرة "هوم"، (المترجم)
العابد "كوسيكا" تعال سريعا واجعلني أنا العابد غنيًّا ثَرِيَّا.فيا أيتها الشمس وأيها القمر اجعلا زمننا ناجحا وزيدا من قوتنا.لقد خلقتمـــا لفائدة كثير من الناس، والكثيرون يعتمدون عليكما.(جدير بالتأمل هنا في هذه العبارة إقرارًا من ناحية أن الشمس والقمر كليهما مخلوق، ثم طلبت منهما المرادات أيضا) أن عند طلوع الشمس تغيب النجوم والليل مثل اللصوص.نتوجه إلى الشمس الذي هو إله جيد ضمن الآلهة كلها فأنقذنا يا قمر من التهمة والذنب.واسعد لتوكلنا وكن صديقا لنا فلتزدد قوتك.يا أيها القمر، أنت واهب الثروة والمنجي من المشاكل فأتِ دارنــا مـــع البواسل الشجعان.يا أيها القمر ويا "أغني"، أنتما سواء من حيث المرتبة فوزّعا محامدنا فيما بينكما لأنكما ظللتما رئيسي الآلهة دائما.أدعو الإله "الماء" الذي يشرب منه مواشينا.أيتها الإلهة "الأرض"، توسعي كثيرا ويجب ألا تبقى عليك أشواك، ولتكوني مكانا لعيشنا، وأسعدينا." ا لقد ورد في كتب شجرة الهندوس القديمة أن ابن "كوسيكا" اسمه "وشوا متر".يسرد "سائن" المفسر المعروف للفيدات في بيان كيف صار "إنــدر" ابنـــا لكوسيكا قصة مذكورة في فهارس تتمة الفيدا أن ابن "كوسيكا اشــــراتها" تمنى في قلبه أن يكون له ولد نتيجة توجه "إندر" وقام بالمجاهدة والتنسك.ونتيجة المجاهدة وُلد "إندر" في بيته، وصار ابنا له.منه.وهي
فليقارنها مع " هذه بعض الفقرات التي نقلناها من رج" فيدا" نموذجا، ومن أراد الكتاب الأصلي باللغة السنسكريتية.هذا، وهناك مئــات الفقرات من هذا القبيل توجد في الفيدا.وآلاف البانديتات من مذهب سناتن "دهرم الموجودون في الهند يستنبطون منها أنها تثبت عبادة العناصر.ولهذا السبب يوجد في الآريين مَن يعبدون النار والماء والشمس والقمر.ولا يشهد هؤلاء فقط على هذا المعنى بل يشهد الشهادة نفسها إلى يومنا هذا مئاتُ الباحثين في مذهب "برهمو" أيضــا الـــذيـن قــــرأوا الفيدات الأربعة باللغة السنسكريتية بجهد جهيد.والجدير بالتأمل هنا أن البانديت ديانند وحده الذي لا يتلقى وحيا أو إلهاما، يدعي مقابل هؤلاء جميعا أن هذه كلها أسماء الإله.ثم لم يصمد على ادعائه إلى الأخير بل قبل في بعض الأماكن، حيث لم يقــــدر علــى المــــاء التأويل قبل أن المراد من النار في هذا المقام هو النار فقط والمراد من هو الماء فقط.والقول الحق هو أن البانديت ديانند ما كان يؤول الفيدا بل كان يريد أن يختلق فيدا جديدا، إذ إن للتأويل أيضا حدودا من المعلوم أنه ما كان من عباد الله السماويين الذين يتلقون الإلهام من الله، وما كان حائزا على مكالمة الله و لم تظهر في تأييده آيات سماوية.بل كان واحدا مئات البانديتات الهندوس دون أن يملك أدنى مزية خارقة.فإن قبول کلامه دون دليل في هذه الحالة بعيد عن العدل، وخاصة حين نجد أن من
آلاف البانديتات في جانب وهو وحده في جانب آخر، ولا ترافقه من الله علامة تميزه من غيره.وما دام لم يعمل شيئا دون التأويلات فلماذا يُقبــــل کلامه دون تحقيق؟ لا يقول المسلمون فقط بأن الفيدات تحتوي على تعليم عبادة الخلق، بل الهندوس القدامى من أتباع "سناتن دهرم" الذين يوجـــــد عشرات الملايين منهم في هذا البلد أيضا ظلوا يقولون دائما بأن تعليم عبادة الخلق موجود في الفيدات لا أستطيع أن أفهم أنه لو لم يكن تعليم عبادة الخلق في الفيدا، فكيف أمكن لآلاف البانديتات أن يصيروا عميانا دفعة واحدة على هذا النحو ويتهموا الفيدا على عكس الحقيقة؟ الفقرات المحتوية على عبادة العناصر ليست واحدة أو اثنتين بل الحق أن كله مليء بها، فحتامَ يَسَعُ الإنسان التأويلات؟! ولو كانت هناك فقرتين أو عشر فقرات أو عشرون أو خمسون فقرة لأوَّلها المرء تكلفا ولكن توجد في الفيدا مئات الفقرات من هذا القبيل، فحتام يمكن تأويلها؟! التعنت أمر آخر، ومن كان أسير التعنت فليقل ما شاء، ولكن لو فكر المرء بالعدل لما وجد إلى التأويل سبيلا."رج فيدا" يتوهم الآريون دون مبرر أن ما فهمه البانديت ديانند لم يفهمه آلاف البانديتات الآخرون ولكن هذه الفكرة سخيفة للغاية.الفيدا موجود في أيدي فرق ثلاث، أي أتباع سناتن دهرم وأتباع مذهب "برهمو"، وثالثا تراجم الفيدات بالأردية والإنجليزية.ففي هذه الحالة من يستطيع أن يقبل
بأن 1.00 جميع هؤلاء الناس فقدوا صوابهم عند إظهار رأيهم أن الفيدات تعلم عبادة المخلوق، و لم يسلم من هذا الخطأ إلا البانديت ديانند؟ يخطر ببالي أنه يمكن أن يكون تأويل البانديت ديانند صائبا إذا استطاع الآريون تقديم فقرات كثيرة وواضحة من الفيدات تصرح بألا تعبدوا النار ولا الهواء ولا الماء ولا الشمس ولا القمر ولا شيئا آخر بل يجب أن تعبدوا الله وحده – كما قدمنا بعض الفقرات نموذجا من الفيدات التي يوجد فيها تعليم عبادة الخلق بكل قوة وشدة- ويجب أن تكون هذه الفقرات خمسين أو ستين على الأقل لأن هناك مئات الفقرات في الفيدات التي تحض على عبـــادة العناصر والشمس والقمر ، فلا تكفي لدحضها بضع فقرات فقط؛ لأنه قد يخطر بالبال أن شخصا ما يكون قد ألحقها بالفيدات فيما بعد بغيــة سترها.لقد قلت ذلك من أجل الحكم في هذا الأمر.إذا وجدت فقرات تفند شبهة عبادة الخلق قليلة العدد جدا فلا بد في هذه الحالة أيضا، أن يبلغ عددها إلى خمسين أو ستين على الأقل حتى لا يبقى مجال للشك.وإن لم تثبت كثرة الفقرات من هذا القبيل مقابل تعليم الشرك لا يمكـــــن لعشرات ملايين البانديتات أيضا، دع عنك البانديت ديانند وحده، أن يجيبوا بأمانة على تأويل تلك الفقرات التي تعلم الشرك.من المعلوم أن عشرات ملايين الناس قد ضلوا نتيجة تعليم الفيدا المذكور آنفا، وقد انتشرت في الآريين عشرات المذاهب لعبادة المخلوق ولو
• افترضنا جدلا أن أحد مفسري الفيدا أيضا فسر تلك الفقرات كما فسرها البانديت ديانند فذلك أيضا ليس جديرا بالقبول قط، لأن المفسر مثلـه لم يدع الإلهام والوحي؛ لذا من الممكن أن شخصا لم يعجبه تعليم الشرك قد حجب فقرات الفيدا بتأويلاته.وما دام المفسرون الآخرون قد قبلوا مقابل ذلك أن تعليم الشرك موجود في الفيدا حتما فكيف يمكــن البــت في الموضوع مع وجود رأيين؟! ولا يمكن للمرء أن يتبنى رأيا قط بناء على تلك الأفكار سواء أكانت قديمة أم حديثة بأن الفيدا بريء من هذه الوصمة؛ فأين نخفي رأي بقية المفسرين؟ وكيف يمكن الإعراض دون سبب معقول عن معنى فهمه عشرات ملايين الناس منذ البداية؟ فلما استخدم الفيدا كلمات تلوّث القومُ بسببها بنجاسة الشرك كان من واجبه أن يسطر بنفسه خمسين أو ستين أو مائة مرة، من أجل التأكيد وإزالة اللبس: ألا تعبدوا الشمس ولا القمر أو النار والماء وغيرها وإلا ستهلكون.هناك أمر آخر علمناه من تعليم القرآن الكريم وأرى ذكره أيضا هنا ضروريا تكميلا للبحث.ويخيل إلي أنه قد يكون هذا هو المراد مـــــن فقرات "رج فيدا" أيضا ثم غاب ذلك المراد عن الأعين السطحية بمرور الزمان.وممكن أيضا أن تكون في الفيدا في البداية فقرات كثيرة تفيـــد عدم عبادة النار والماء والهواء والشمس والقمر وغيرها، ثم نشأت في الهند فرق كثيرة أصبحوا عبدة العناصر والشمس نظرا إلى كلمات الفيدا
الظاهرية، فأزاحوا تلك الفقرات من الفيدا شيئا فشيئا، لأن من عادة الإنسان أنه عندما يجد في كتاب أمرين متناقضين بحسب فهمه وعقله يسعى يحاول التوفيق بينهما.وعندما لا يتمكّن من التوفيق يسعى إلى أن يشطب منه بطريقة ما جزءا يعارض جزءا مسلما به عنده، كما المسيحيون لذلك ليل نهار، إذ إن أجزاء الأناجيل التي تشهد بصراحة تامة أن يسوع بن مريم كان إنسانا تشق عليهم كثيرا.لو أُلّفت الأناجيل لكان كثير من أجزائها جديرة بالشطب، ولا تزال هذه بالتشاور معهم المحاولات جارية من خلال التراجم المختلفة.كذلك إن البيان الذي سأورده فيما يلي، وهو ليس من عندي بــل سأكتبه بالاستنباط من القرآن الكريم، يتبين منه أنه من الممكن أن الفيدا أيضا كان وحيا من الله تعالى في وقت من الأوقات، وأنه كان كتابـــا موحی به من الله تعالى ثم أخطأ الناس في فهم معانيه بعد مرور الزمان مما أدى إلى نشوء فرق مختلفة في الآريين في الهند، فبدأ البعض بعبــــادة الشمس وغيرهم بعبادة النار وبدأ آخرون يدعون نهر "الغانج" لتحقيــق أمانيهم.وحين رأت تلك الفرق أن مئات الفقرات في الفيدا تعارض عبادة المخلوق أخرجوها منه مع مرور الوقت، و لم يُبقوا فيه إلا الفقرات التي كانت توحي بتعليم الشرك.وإذا ثبت أنه قد شطبت مـــــن مئات الأقوال من هذا القبيل حتما، لكان ممنوعا على شخص أن
يتسرع في تكذيب الفيدا على الأقل.ولا يكفي لتكذيبه أن فيه تعليم عبادة النار وغيرها ومدحها وثناءها، لأن بعض آيات القرآن الكريم كما سأوردها لاحقا تُدخل أسلوب الفيدا هذا في باب التوحيد.مع أن هناك بعض العبارات في الفيدا تفيد عبادة العناصر ويتعذر تأويلها، ولكن مما لا شك فيه أنه يمكن تأويل بعض العبارات بناء على إشارات توجد في القرآن الكريم، وسأشرح هذه القاعدة لاحقا.إضافة إلى ذلك أنصح أيضا أفراد جماعتي بأن الفيدا كتاب خادع في حالته الراهنة، إذ نجد فيه تعليم الشرك هنا وهناك، ويلاحظ تأثيره في عشرات ملايين الناس إذ هم نشيطون في عبادة النار وفي غيرها من العادات المشركة بل يبدو أن عبادة النجوم والنار الملحوظة في المجوس قد وصلتهم من الفيدا نفسه ولا يُستبعد أن هذه التعاليم الشــركية وجدت طريقها إلى الروم واليونانيين أيضا بواسطة الفيدا، لأن الآريين يظنون أن الفيدا قديم، لذا لا بد من التسليم بأن الكتاب الأقدم هو منبع كل تعليم كاذب ومبني على الشرك.والتأثير الذي تركه تعليم الفيــــدا يتبين من معتقدات عشرات ملايين الناس الذين يدعون الالتزام بالفيدا.ولا يتراءى نور التوحيد في تعليم الفيدا الحالي.بل تُلاحظ في كل صفحة من صفحاته كلمات توحي بتعليم الشرك، ويخطر بالبال عفويا أن للعدد أربعة" علاقة مع الشرك، إذ كانت الأناجيل أربعة وقدمت
إلها زائفا، كذلك الفيدات أيضا أربعة وعلمت عبادة النار وغيرها.ولكن من الممكن والأقرب إلى القياس أن هذا الكتاب تعرض للتحريف، وكان صحيحا ومن الله في زمن من الأزمان ثم فسد بتصرف الجهلاء وتحريفهم، وشطبت منه عبارات تقول بألا تعبدوا الشمس والقمر والهواء والنار والماء والسماء والأرض وغيرها.ومع أن الكتاب صـــار خطيرا ومضرا نتيجة هذا القدر من التغيير والتحريف ولكنه لم يكن بلا جدوى في وقت من الأوقات.من كان لديه إلمام بتاريخ الهندوس يعلم جيدا أن تغييرات كثيرة طرأت على الفيدات، وحرقها المعارضون في غابر الأزمان، وظلت إلى مدة من الزمن في قبضة أناس كانوا مشغوفين بعبادة العناصر والأوثان، وحرمت قراءتها إلا على هؤلاء البراهمة.لذا فإن كتب الفيدات ليســـــــت في متناول اليد بسهولة بل توجد فقط في مكتبات البراهمة الكبار الذين أن كانوا قد صاروا عبدة الأوثان والعناصر.ففي هذه الحالة يقبل العقل : هؤلاء البراهمة قد أضافوا إلى الفيدات أمورا شركية كثيرة.وكثير مـــن الباحثين في الهند يعتقدون أنه قد أضيف إلى الفيدات في بعض الأزمنة وأنقص منها في أزمنة أخرى وأحرقت في بعض الأزمنة.وعندما فَرَغَ الآريون من النزاعات الداخلية وقعوا في براثن حكومات خارجية.لقد بقيت الحكومة الإسلامية في هذا البلد إلى سبع مائة سنة، ومعتقــد
الآريين الذي شاهده المسلمون في أثناء هذه المدة الطويلة كان عبادة الأصنام والنار وغيرهما.لقد زار الشيخ سعدي مرة هذه البلاد وكانت عبادة الأوثان في أوجها فيقول في كتابه "بوستان" ما تعريبه قبلتُ يد هذا الوثن المهان رياء وقلتُ في نفسي) لعنة الله علـــى الوثن وعلى من يعبده." الحماس الذي يوجد في الآريين تجاه البقرة أيضا، عرق مـــن عبـــادة المخلوق، وإلا فما معنى هذا الهياج الشديد الحيوان؟ قبل نحو ١٣٠٠ عام فتح المسلمون جزءا من هذه البلد كانت عبادة الأوثان والنار عندئذ أيضا منتشرة في البلاد بوجه عام.ولا يثبت من التاريخ المعلوم قط أنــــه قد أتى على الهند زمان كان أهلها فيه موحدين.إن اعتراض الآريين على المسلمين بأن ملوكهم أجبروا آباءهم على ترك عبادة الأصنام كُرها وأدخلوهم في الإسلام يوحى أيضا بجلاء أن الآريين معجبون بعبادة الأوثان، ولا تثبت لهم أدنى علاقة بالتوحيد على الصعيد العملي.ويكفي دليلا على ذلك أنهم ساخطون جدا على إسلام عبدة الأوثان.لقد اخترعت للغرض نفسه قصة وثني اسمه: "حقيقت رائي" بأن أحدا من الملوك المسلمين أراد على حد قولهم- أن يردّه عن عبادة الأوثان ويُدخله في الإسلام، ولكن ذلك الشاب كان يعشق عبادة الأوثان، فضحى بنفسه في هذا السبيل.
11120 فباختصار، يشهد تاريخ الإسلام منذ ألف عام تقريبا أن الهند مركز التي قوي لعبادة الأوثان والأصنام.من يستطيع أن يثبت أن هناك زمنا وُجد فيه في هذا البلد عشرات ملايين الناس الموحدين نتيجة تعليم الفيدا المقدس كما يلاحظ فيها عشرات الملايين من عبدة الأوثان والعناصر؟ إن معبد الأصنام القديم لـ "جغن ناته جي"، وكذلك بعض معابــــد الأصنام القديمة الأخرى التي يعود تاريخها إلى آلاف الأعوام علـــى مــا يبدو، تشهد بكل وضوح أن مذهب عبادة الأوثان والأصنام ليس بجديد، بل هو موغل في التاريخ.كذلك الكتب مثل "بهاغوت" وغيرها ألفت قبل آلاف السنين كما يبدو، وكان الهندوس السذج من أتباع سناتن دهرم يقرأونها بكل حب؛ تشهد أيضا على قدم الشرك.وإلى جانب ذلك قد وجد في هذا البلد بعض الشواهد التي تري حالة زمن قديم كمرآة، وتشهد بأعلى صوتها أن عبادة الأصنام كانت شائعة في هذا البلد في تلك الأزمنة السحيقة أيضا.وبقدر ما يمكن تقصي آثار التاريخ يلاحظ أن ظلمة الشرك وعبادة العناصر وعادة عبادة الأوثان في كل زمان تلازم الهندوسى في كل الأحوال ولا تزول عنه وصمة الشرك كليا ما لم يُسلم، سواء أانضم إلى مذهب آريا أو إلى أي مذهب آخر.إن مذهب عبادة الأوثان والعناصر ظل موجودا في قوم الآريا منذ أزمنة سحيقة يتعذر العثور على بدايتها.و لم يتسن لمؤرخي أمم أخرى أن
۱۱۲۰ يشهدوا بأن الهند شهدت التوحيد أيضا في وقت من الأوقات لن يكون من مبالغة القول إن قلنا بأنه قد خلا في الهند في ذلك الزمن السحيق عشرات ملايين البانديتات من مؤيدي عبادة العناصر.فيستنتج من وجود هؤلاء البانديتات أن هذا البلد ظل زاخرا دائما بعبادة الأوثان وعبادة العناصر والأصنام كما يزخر البحر بالماء، و لم يكن التوحيد في نصيبه ما لم ينتشر فيه الإسلام ولكن الملوك الذين نشروا التوحيد في هذا البلد واستأصلوا شأفة عبادة الأصنام هم الذين عُدوا سيئين في نظر الآريين.فالهندوس لا يزالون يسبون محمود الغزنوي" على هدمه معابد عبادة أصنامهم القديمة.فباختصار، إن مذهب عبادة الأوثان والعناصر موغل في القدم في هذه البلاد لدرجة يتعذر تحديد بدايته على وجه التحقيق إلا أن يُسلم بأن هذا المذهب ظل يمشي جنبا إلى جنب مع الفيدا.ومع ذلك، كما قلت قبل قليل بأنه يخيل إلي بالنظر إلى بعض آيات القرآن أنه ربما كان تعليم الفيدا الحقيقي نزيها من عبادة العناصر، ويكون المراد من مدح العناصر والثناء عليها شيئا آخر.وكما ذكرت إن ظني هذا سيبلغ مرتبة اليقين عندما يثبت من خمسين أو ستين أو سبعين فقرة من الفيدا أنه يمنع بصراحة ووضوح من عبادة جميع العناصر والأجرام السماوية التي ورد مدحها وثناؤها في "رج فيدا".
تأويل فقرات الفيدا الذي وعدت بإيرادها إن تأويل فقرات الفيدا الذي ذكرته من قبل يخطر ببالي بالتأمل في بعض الآيات القرآنية.الآية الأولى هي قول الله تعالى في سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ) أي أن الحمد والثناء كله الله الذي ربوبيتــــه مشهودة ومحسوسة في كل عالم؛ أي في كل أسلوب وبواسطة كل ما خلقه الله لفائدة البشر، بمعنى أن كل الوسائل المتفرقة التي يتوقف عليها بقاء الناس في هذه الدنيا وعافيتُهم وتكميلهم تعمل وراءها قوة واحدة خافية اسمها "الله".فمثلا تعمل الشمس لتكميل تربية نظام هذا العالم وتدفئ جسد الإنسان إلى حد ما لتبقى الدورة الدموية جارية فيه وتجنب الإنسان الموت وتدعم نور عينيه.فالشمس الحقيقية التي تدفّئ في الحقيقة وتهب النور الحقيقي هو الله تعالى لأن الشمس الظاهرية أيضا تعمل وقدرته.وإن عمل هذه الشمس الحقيقية لا يقتصر على مجرد بقوة الله إبقاء الدورة الدموية التي تعتمد عليها الحياة الجسدية جارية بحيث يجعل ل قلب الإنسان أداة لهذا العمل، ويساعد نور الأعين بالنور السماوي؛ بل يختار وكل شخصا من جملة الناس لإيصال حياة روحانية إلى كافة أعضاء البشر ويجعله كالقلب المجموعة سلسلة الناس التي هي بمنزلة الجسد، ويجعله أداة لإيصال دم الحياة الروحانية إلى كافة أعضاء
11, الإنسان فيؤدي هذا الشخص تلك الخدمة بطبيعة الحال؛ أي يأخذ من جانب ويوزّع على جميع الجهات المناسبة.وكما توصل الشمس غــــير الحقيقية أي المادية نورا كاملا إلى الأعين وتكشف لها جميع الأشياء الطيبة ،والسيئة، كذلك توصل هذه الشمس الحقيقية عين القلب إلى منارة عليا من المعرفة وكأنها تُطلع النهار وكما تنضج الشمس الماديــــة الفواكه بمساعدة الشمس الحقيقية وتودعها الحلاوة وتزيل منها العفونة وتلبس الأشجار كلها لباسا أخضر في فصل الربيع وتحملها بثروة الثمار اللذيذة، ثم تُظهر تأثيرها في فصل الخريف على النقيض من ذلك وتُسقط أوراق الأشجار كلها وتجعلها دميمة الشكل وتحرمها من الثمار وتجعلها عارية تماما من الأوراق ما عدا تلك التي تبقى خضراء دائما فلا تؤثر فيها؛ كذلك تماما هى أعمال الشمس الحقيقية التي هي منبع كافة أنواع الأنوار والفيوض، فتُري تأثيراتها المختلفة بتجلياتها المختلفة؛ فتخلق الربيع بتجل، وتأتي بالخريف بتجل من نوع آخر.وبتجل تخلق حلاوة المعرفة للعارفين، وبتجل آخر تزيل من الدنيا مادة الكفر والفسق العفنة.فلو تدبر الإنسان جيدا لرأى أن جميع الأعمال التي تنجزها الشمس أظلال تلك الشمس الحقيقية.وهذا لا يعني أنها تنجز المادية إنما هي الأعمال الروحانية فقط بل جميع الأعمال المادية الموكولة إليها لا تُنجزها بنفسها، بل الحق أن قوة المعبود الحقيقي الكامنة هي التي تعمل فيها وتنجز
جميع تلك الأعمال.وللإشارة إلى الأمر نفسه وردت في القرآن الكــريم قصة ملكة اسمها "بلقيس" كانت تحكم بلدها وكانت تعبــد الشمس.فحدث أن هددها نبي عصرها قائلا بأن تحضر إليه وإلا سيغزوها بجيشــــه وذلك لن يكون خيرا لها.فخافت وانطلقت من مدينتها لتحضر إلى ذلك النبي.وقبل حضورها أعدّ النبي صرحا أرضيته ممردة من قوارير، وأعــــد تحتها خندقا واسعا على غرار قناة يجري فيها الماء وتسبح الأسماك.عندما وصلت الملكة قيل لها: ادخلي الصرح.فحين اقتربت رأت أن الماء يجري بكل قوة وفيه أسماك ، تأثرت بهذا المشهد بحيث كشفت عن ساقيها لئلا تبتل ثيابها بالماء.عندها نادى النبيُّ الملكة التي كان اسمها "بلقيس" وقــــال إنك مخطئة في ذلك.وهذا الذي خشيةً منه كشفت عن ساقيك ليس ماء، بل هي أرضية زجاجية والماء يجري تحتها.لقد جاء هذا الذكر في القرآن الكريم في آية: ﴿قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ أي قال ذلك النبي: يا بلقيس لا تنخدعي، فإنه زجاج رُبِّعت بها أرضية الصرح، أما الماء فيجري تحت الزجاج، وأن الزجاج ليس ماء بحد ذاته.ففهمت الملكة أنها قد نبهت إلى خطئها الديني، وأدركت أنها كانت مخطئة في الحقيقة إذ قد سلكت مسلك الجهل بعبادتها الشمس فآمنت بالله الواحد الذي لا شريك له وفتحت عيناها واستيقنت أن تلك القوة العظمى التي النمل: ٤٥
عبادتها هي كانت تعبدها وأنها كان مخطئة إذ اتخذت الأشياء غير التي السطحية معبودا لها.وكان بيان ذلك النبي يتلخص في أن الدنيا كمثــل صرح من القوارير وما تنجزه الشمس والقمر والنجوم وغيرها من العناصر لا تنجزها بقوتها الذاتية بل هي بمنزلة القوارير، وأن هناك قوة كامنة وراءها وهو الله تعالى وكل هذه الأعمال إنما ينجزها الله تعالى بنفسه.فبرؤية هذا المشهد تابت بلقيس توبة صادقة عن عبادة الشمس وفهمت أن هناك قوة أخرى تستخدم الشمس وغيرها.أما هذه الأشياء فليست إلا كالقوارير فقط.هذا ما بينته عن الشمس، والحال نفسها تنطبق على القمر، أي أنّ الصفات التي تُنسب إلى القمر هي صفات الله في الحقيقة؛ فالقمر ينير الليالي الحالكة والمخيفة، وعندما يسطع القمر تزول ظلمة الليلة اللـيـلاء فورا، ففي بعض الأحيان يبدأ بالسطوع منذ البداية وأحيانا أخرى يطلع بعد انتشار بعض الظلام.إنه لمشهد رائع إذ لا يبقى للظلام أي أثر قط عندما يطلع القمر.كذلك عندما يسطع نور الله تعالى أيضا على أنـــاس قذرين وذوي بواطن مظلمة فينيبون إليه، ينيرهم كما يُنير القمر الليل.ومن الناس من يأخذ نصيبا من نور هذا القمر في المرحلة الأولى من حياته ومنهم من يأخذه في الوسط من عمره ومنهم من يأخذه في المرحلة الأخيرة.وهناك بعض الأشقياء هم كليالي السلخ؛ أي يعمهم
الظلام مدى عمرهم، ولا يُكتب لهم أن ينالوا نصيبا من نور هذا القمر الحقيقي.فملخص الكلام أن هذه السلسلة لنور القمر تشبه كثيرا نــــور ذلك القمر الحقيقي.كما ينمي القمرُ الفواكة ويُكسبها الطراوة، كذلك الذين يحملون شجرة وجودهم بثمار العبادات تحالفهم رحمة الله مثل القمر وتنمّي تلك الثمار وتجعلها طرية.هذا هو المعنى الكامن في كلمة "الرحيم"، وهى صفة الله الثانية المذكورة في سورة الفاتحة، وتفصيلها أن هناك أربعة أنواع من الربوبية المادية التي يرتبط بها نظام العالم.منها الربوبية السماوية، وهي مصدر التربية المادية إذ بها ينزل الماء.وإن لم ينزل لفترة من الزمن لغارت مياه الآبار أيضا كما أُثبت في العلوم الطبيعية.إن هذه الربوبية السماوية أي الماء النازل من السماء أيضا يحيي العالم ويأتي بالمعدوم إلى الوجود إذ إن السماء هي رب النوع الأول التي ينزل منها الماء، وسميت في الفيدا باسم "إندر".كما يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ والمراد من السماء هنا هـو طبقـة الزمهرير التي ينزل منها الماء.وقد أُقسم في هذه الآية بطبقة الزمهرير الجو أو القطب العلوي الذي تجتمع فيه السحب وينزل منـــه "السماء" في مصطلح القرآن الكريم، ويسمى في الهندية "آكاش".منه.الطارق : ١٢ سمَّى
التي تُنزّل المطر.والرَّجع تعني المطر.وملخص الآية أن الله تعالى يقول بأني أشهد السماء التي ينزل منها الماء للدلالة على ظاهرة الوحي..أي أن حالتكم الروحانية أيضا بحاجة إلى ماء ينـــــــزل مـــــن السماء فقط كما ينزل ماؤكم المادي أيضا من السماء.ولولا ذلك الماء لجفّت مياه عقولكم أيضا العقل أيضا يكتسب الطراوة والنور من ذلك الماء السماوي، أي من وحي الله تعالى.هي فلباب القول: الخدمة التي تقوم بها السماء أي خدمة إنزال الماء إنما ظل صفة الله الأولى، كما يقول تعالى بأن بداية كل شيء من الماء، كما يولد الإنسان أيضا من الماء.وبحسب الفيدا إن إلـه المــاء هـو السماء التي تُسمى "إندر" في مصطلحه.ولكن من الخطأ الظن أن "إندر" هذا شيء يُعتد به في حد ذاته.بل الحق أن القوة العظمى الخفية والكامنة التي اسمها "الله" هو الذي يعمل فيها.لبيان ذلك يقول الله وعل في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ أي لا تظنوا أن هناك ربا آخر أيضا غير الله الذي يربى العالم بربوبيته بل هو ربكم الواحـــد الأحد الذي تعمل قدرته في كل شيء.في الترتيــب الــوارد في هـذه السورة على الإله "إندر"، لأن المرحلة الأولى الأولى من التربية تبدأ منه وهو يُسمّى سماء بتعبير آخر.ولهذا السبب ينسب أهل الدنيا القدر والقضاء كله إلى السماء عادة.أما المشركون فرَبُّ النوع الأكبر
1970 عندهم هو ذلك الذي يُسمّى "إندر.فالمقصود هنا هو تفنيده، والبيان أن "إندر" الحقيقي هو الله الواحد الأحد، وإن قدرته هي التي تُنـــــــزل الماء.إن عدَّ السماء رب العالمين حمق محض، بل رب العالمين هـو وحده الذي اسمه "الله".باختصار، هذه هي ربوبية الله الأولى التي نسبها الجهلاء إلى السماء، أي إلى "إندر".وسبب ذلك أن هؤلاء العَمِهين يرون الماء نازلا من السماء ولكن القوة التي تُنزّله هي غيرها.والمراد من إنزاله على هـذا النحو هو إظهار تجل أن هذه أيضا صفة من صفاته.إذا، إن ربوبيـــة السماء الظاهرية ظل لربوبيته و الحقيقية.أما الرعد والصاعقة وغيرهما مما يلاحظ في السحاب إنما هو تحل من تجليات صفاته.إن ربوبية الله الثانية التي تعمل في الأرض هي "الرحمانية".وبكلمة "الرحمن" أُريد دحض الإله الشمس لدى الوثنيين.إذ يرى عبــدة الأوثان أنه كما أن السماء تُنبت الأشياء بواسطة الماء كذلك تُلبس الشمس الأشجار كلها لباسا في فصل الربيع، وهذه رحمة منه ل وليس نتيجة عمل.فالشمس مظهر الرحمانية من الناحية المادية لأنها تلبس الأشجار العارية رداء الأوراق في الربيع، وإلى ذلك الحين لا تكون الأشجار قد عملت أي عمل أي لم تصنع شيئا حتى يُضاف شيء على ما كانت عليه سابقا، بل تكون قد أصبحت عارية تماما بسبب عبــــث
۱۲۰۰ الخريف بها.ثم تبدأ كل شجرة بتزيين نفسها شيئا فشيئا نتيجة لطــف الشمس وعطوفتها، حتى يبلغ فعل الأشجار بمساعدة الشمس درجة تتكون فيها الثمار.وعندما تكون قد أنجزت عملها بعد تكوين الثمــار يُلقي القمرُ عليها ظل رحيميته.والرحيم هو الذي يعين العامــل علـــى إكمال عمله حتى لا يبقى عمله ناقصا فالقمر يعين ثمار الأشجار من حيث تنميتها وترطيبها بتأثيره.فمن المسلم به من حيث العلم الطبيعي أن البستانيين يسمعون صوت تفتح الرمان في الليالي المقمرة.لذا فقــــد سمي القمر - وهو النير الثاني - باسم الرحيم لأن عمله الأكبر هو أن يعين الثمار الموجودة وينميها ويرطبها، وعندما تنضج الثمار وتبلغ كمالها تجذبها الأرض إلى نفسها بصفتها مالكةً لتنال الثمار جزاءها.فإذا كانت الثمار جيدة ورائعة نالت حفاوة كبيرة على الأرض وأُنزلت منزلة التقدير.وإذا كانت رديئة وفاسدة رُمي بها في أماكن سيئة.وكأن هذا الجزاء يكون بيد الأرض كما جعله الله تعالى من خواصـــــها أي تكرم الثمرة الطيبة وترمى الثمرة السيئة في مكان حقير.الأسماء الأربعة التي أعطيها الآلهة الأربعة الكبرى في الفيدا فهذه هي على سبيل الاستعارة.الأولى : السماء التي تسمى إلهة "إندر" وهي إلهة الحاشية : لا يظنن أحد أن كلّها آلهة في الحقيقة بل الحق أنها تحت سيطرة مالك واحد، وقد خُلقت لفائدة البشر.لقد استخدمت كلمة "الإله" هنا كاستعارة
۱۲۱ الماء.وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلِّ شَيْءٍ حَيٍّ.أي كل شيء حي بسبب الماء فقط، لذا فالإلهة المجازية، أي "إندر" التي يجب أن تُسمّى "السماء" هى كبرى الآلهة المجازية كلها التي في كنفها 6 هة تتربى الشمس والقمر وهي إلهة الربوبية العامة مقارنة بالآلـ الأخرى.وتليها إلهة "الشمس" وهى مظهر الرحمانية.وربوبيتها تفوق ربوبية القمر وتقل عن السماء والعمل الذي يخصها هو أن تظهر لطفها ورحمتها على الأشجار دون وجود أي عمل منها؛ بمعنى أن الأشجار تكون عارية من الأوراق وتكون مضروبة بالخريف وكأنهــا أمـــوات مغروسة في الأرض، وواقفة على قدم واحدة مثل المتسولين صفر اليدين.فتطرب إلهة الشمس وتزهو وتهبها لباسا في فصل الربيع، وتَمْلَؤُهَا ثمارا وأزهارا وتضع على رؤوسها أكاليل من الزهور خلال بضعة أيام، وتلبسها الرداء الحريري بأوراقها الخضراء، وتُغنيها بثروة الثمار؛ وبذلك مستخدمة في الفيدا فقط، لأن فيوض هؤلاء الأربعة جارية بحسب الفيدا وكأنهــــا تفيض بإرادتها.ولكن الحق أنها كلها خلق الله ولا تعمل شيئا بإرادتها، ولا تدري ماذا تعمل فكأنها ميت في يد الحي.قد ضُرب مثل هذه الصفات والموجودة في السماء والشمس والقمر والأرض ليتدبرها الإنسان لتساعده في فهم صفات الله تعالى.فمثلا؛ ينكر الآريون رحمانية الله مع أن الفيدا يعترف بصفة الرحمانية في الشمس كاستعارة.وذلك ليرى الناس رحمانية الله بهذه الطريقة.منه.الأنبياء: ٣١
۲۱۲۲۵ تجعلها كعريس جميل.فأيّ شك بقي في رحمانية من يرحم ويتلطف إلى هذا الحد بهذه الدراويش العراة دون عمل سابق منها؟! مثــل هـذه الاستعارات موجودة في الفيدا بكثرة وهي تبدو في البداية كأفكـــار الشعراء، ولكن لو تعمقنا فيها أكثر لتراءى فيها شيء من لمعان علمي أيضا.وبعد الشمس هناك إله القمر بحسب الفيدا الذي ينظر إلى أعمال الضعفاء ويبلغها بمساعدته مبلغ الكمال بمعنى أن الأشجار تحمل الثمار في فصل الربيع ولكن لولا القمر لبقي عملها هذا ناقصا ولما نالت الثمار نضرة ونموا وطراوة قط.فالقمر متمم عملها، لذا استحق مجازا أن يُدعى هو رحيما.فالفيدا يعدّه رحيما، ولا ضير في ذلك على سبيل الاستعارة.تم يأتي بعد القمر دور إلهة الأرض التي وسعت ظهرها كثيرا لتبوّئ المسافرين.كل ثمرة على الشجرة إنما هي كالمسافر وإن مستقرها الأخير الأرض، فتبوئها الأرض على ظهرها حيثما تشاء بناء على صلاحياتها كمالك.يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ أي حملنا الإنسان في البر والبحر، كذلك تحمل الأرض أيضا كل شيء.والمستقر الدائم لشيء فان هو الأرض، فتحلّ من تشاء محل الإكرام وترمي بمن تشاء مقام الذلة.وبذلك سميت الأرض: مَالِكِ يَوْمِ 1 الإسراء: ۷۱
الدين؛ أي تتجلّى هذه الصفات الإلهية الأربع في مرآة الفطرة علـــى سبيل الاستعارة.إذا، فقد أراد الله تعالى أن يُظهر صفاته في مظاهر مجازية أيضا، ليطمئن قلب الباحث عن الحق بصفات دقيقة نتيجة الاطلاع على الأمثال.فتبين من الفيدا تتصف بأربع صفات مجازية.فالسماء تملك مجازا صفة الربوبيــــة الكبرى، وتتصف الشمس بصفة الرحمانية، وأما القمر فقد أُعطي نصيبا من صفة الرحيمية، وتحظى الأرض بصفة: "مالك يوم الدين"، وكل هذه الصفات مشهودة ومحسوسة وبناء على هذه الأمور عدها ذوو العقول السطحية آلهة حقيقية، وحسبوها "أرباب النوع" وجـــــديرة بالعبادة.فلتفنيد مزاعم هؤلاء الناس يقول الله تعالى في كلامه المقدس في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ هذا البحث كله أن هذه الآلهة الأربعة المجازية المذكورة في الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَا كلمة "ديوتا" تُطلق في السنسكريتية على الرب" الذي يربي أحدا؛ فالشمس ربِّ أي "ديوتا"، والقمر ربِّ أي ديوتا".وفوق كل هؤلاء الأرباب أي الآلهة هناك رب أعلى ومدبر بالإرادة وهو الإله الحقيقي واسمه "رب العالمين"، أي ربّ الجميع ورب جميع الأرباب أيضا.وهو الوحيد الذي يعمل بإرادته وخياره، هــو الإله الحقيقي أما ما عداه فكلها أدوات تعمل بيده فهو الوحيد الذي يستحق العبادة والحمد لذلك قال: (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ).منه
ITE الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، أي أن الحمد رب والمدح والثناء خاص بذلك الرب الأعظم الذي اسمه "الله"، وهـ العالمين، ورحمن العالمين، ورحيم العالمين، ومالك العوالم كلها ومالـك يوم الدين.أي أن مرتبة العبادة خاصة بالله تعالى بحيث إن ربوبيته ورحمانيته ورحيميته ومالكيته ليوم الدين ليست محدودة علـــى عــالم واحد، أو في أسلوب ،واحد بل كلّ هذه الصفات تتجلى بأساليب لا تعد ولا تحصى، ولا يسع أحدا أن يبلغ منتهاها.أما ربوبيــة السـماء والشمس وغيرهما فمحدودة في أسلوب معين ونوع معين ولا تتعدى دائرتها الضيقة، لذا فإن هذه الأشياء لا تستحق العبادة.وإضافة إلى ذلك، إن أعمالها ليست ناتجة عن إرادتها، بل إن قوة الله تعمل وراءهـــا كلها.ثم قال: يا رب الجميع الذي يُحلّي صفاته هذه بأساليب لا تعد ولا تُحصى، أنت وحدك تستحق العبادة، أما الشمس والقمر وغيرها فليست جديرة بالعبادة.إذ قال في آية أخرى: لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَر وَاسْجُدُوا الله الَّذِي خَلَقَهُنَّ أي اسجدوا فقط للذي خلق كل هـذه الأشياء بما فيها الشمس والقمر والسماء والنار والماء وغيرها.السبب وراء إيراد صيغة الجمع بعد بيان الشمس والقمر هو أن الأمم الأخرى تعبــد فصلت: ۳۸
۱۲۰۰ هذه الأشياء، ولكن لا تعبدوها أنتم مطلقا ثم في هذه السورة أي سورة الفاتحة جواب على أنه ما دمنا قد منعنا عبادة السماء من والشمس والقمر والنار والماء وغيرها فما هي الفائدة الكامنة في عبادة الله ولا توجد في عبادة تلك الأشياء؟ فقد رُدَّ على ذلك بأسلوب الدعاء بأن ذلك الإلــه يعطي النعم ظاهرة وباطنة، ويجلّي نفسه على عباده بنفسه.والإنسان لا يستطيع أن يعرفه بمجرد عقله، بل ذلك الإله القادر يعرف نفسه بتجليــه الخاص، وبقدراته وآياته العظيمة.وعندما يحل غضبه وسخطه بالدنيا يُنقذ منه عباده العابدين.وهو الذي ينور عقل الإنسان ويهبه معرفة من عنده وينجيه من الضلال ولا يتركه ليضل هذا هو ملخص سورة الفاتحة التي يقرأها المسلمون في صلواتهم الخمس يوميا.بل الحق أن هذا الدعاء هــو الصلاة في الحقيقة.وما لم يقرأه الإنسان بقلب متألم واقفا أمام الله و لم يدعُه لحلّ مشاكله التي علّم الدعاء لحلها، فكأنه لم يصل أصلا.وقد علمت في هذه الصلاة ثلاثة أمور هي: الأول: وحدانية الله، ووحدانية صفاته؛ ليصرف الإنسان وجهه عن القمر والشمس وغيرهما من الآلهة الزائفة ويصير للإله الحـــق وحـــــده، ويصعد من روحه صوت: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.والثاني: قد علّم أن يشارك إخوته أيضا في أدعيته ليؤدي بذلك حق البشر، لذا فقد جاء في الدعاء لفظ : اهْدِنَا) ومعناه: يا ربنا أرنا جميعا
صراطك المستقيم، وليس معناه أن أرني وحدي صراطك المسقيم.فبهذا الدعاء الذي جاء بصيغة الجمع يؤدّي الإنسان حق بني البشر أيضا.والثالث: قد أُريدَ في هذا الدعاء التعليم أيضا ألا تترك حالتنا يا ربنا مقتصرة على إيمان ظاهري فقط، بل أعطنا تلك النعم الروحانية التي من أعطيت الصلحاء من قبل.ثم قال تعالى بأن ادعُوا الله أيضا أن أنقذنا صراط الذين لم يُعطوا أعْيُنًا ،روحانية، فخاضوا في نهاية المطاف في أعمال أدّت إلى حلول غضب الله بهم في هذه الدنيا، أو اجتنبوا الغضب في هذه الدنيا ولكنهم ماتوا موت الضلال وواجهوا الغضب في الآخرة.إذًا، فملخص الدعاء هو أن الذي لم يهبه الله تعالى نعما روحانيـــة وأَعْيُنا مبصرة و لم يملأ قلبه باليقين والمعرفة يهلك في النهاية، ويحل بـه الغضب في هذه الدنيا بسبب تجاسره وخُبثه لأنه يستخدم لسانا بذيئا في حق الأطهار ويلهث مثل الكلاب.فيُهلك كما أهلك اليهود بسـ تجاسرهم وخُبثهم، وحلّ بهم عذاب الطاعون مرارا واستأصلهم.وإن لم يتجاسر أو يتخابث أحد في الدنيا و لم يستخدم لسانا بذيئا و لم يشترك في مكايد بذاءة اللسان والخبث فإن العذاب سيحل به في العالـ الثاني بعد أن يرحل من هذه الدنيا." فملخص الكلام كما قلت من قبل أن الأدعية التي دُعِيَ بها في رج فيدا" من الآلهة "إندر" والشمس والقمر والنار وغيرها قد يكـــــون
۱۲۷ المراد منها هو قوة الله الذي هو إله الآلهة المجازية كلها- العليا التي جميع تعمل فيها خفية، لأننا نجد في القرآن الكريم بعض الإشارات إلى أن الأشياء التى تعمل في هذا العالم للحفاظ على نظام العالم إنما هي نماذج أسماء الله وصفاته في الحقيقة التي تتجلى في أسلوب المجاز.وكأن الأجرام السماوية والعناصر الأرضية أوراق كتــاب نتلقـــى وست بواسطتها درس المعرفة بصفات الله تعالى ونطلع على سنته.فمثلا تُري الشمس أربعة تغيرات في أربعة فصول.التغيّر الأول هو فصل الخريف على عكس فصل الربيع.وهذا التغير يبدأ بإزالة رونق الأشجار وبهائها، إذ تسقط أوراق معظم الأشجار ويجف فيها ماؤها الذي يهبها النضرة والطراوة والتأثير نفسه لهذا الموسم يقع على جسد الإنسان أيضا، إذ تنشأ فيه أمراض ناتجـــة عـــــن الجفاف والمواد السوداوية.فهناك تجل من تجليات الله تعالى يشبه فصل الخريف بحيث يأتي على الناس زمان يستولي فيه الانقباض على قلوبهم ويقل بالتدريج سائل الوجد وذكر الله الذي يهب النضرة والطراوة الروحانية.وإن لم تأت إلى الآن فترة المعصية والفسق بوضوح، لكـــن يتلاشى حماس الأنس الإلهي وتسيطر على القلوب الكآبة والذبول والجمود وحالة الانقباض ولا تبقى المتعة واللهفة والشوق لله.الزمن يتسم بما يمكن اعتباره بداية زمن الذنوب والمفاسد.وهــذا
۲۱۲۸: والزمن الثاني الذي يظهر للعيان بواسطة الشمس بعد الخريف هـو ويشبه موسم الشتاء بشدة.زمن الشتاء حين تطلق الشمس البرودة بشدة بسبب بعدها.ومثل ذلك هناك تجل للشمس الحقيقية الذي اسمه "الله" وهذا يحدث حين يفتر حب الله كليا في القلوب وتهجــره الطبائع الإنسانية، ويختار كل شخص بدلا منه ل سبل النفسانية والشهوات.وينتشر في الدنيا شرب الخمر والقمار، والزنا، والكذب والزيف والخديعة وبذاءة اللسان، والكبر وعبادة الدنيا والسرقة والخيانة وسفك الدماء والسخرية والاستهزاء وغيرها من السيئات والمنكرات من كـــل نوع.وتختبر المواهب نظرا إلى حذلقة اللسان فقط.والذي يُري حذلقة اللسان بهذه الطرق يُعد موهوبا ويُحترم، وإذا مات أُنشئت أشياء تذكارا له.كذلك تكون الأرض خرابا يبابا، ولا يوجد على ظهرها أحد ذو قلب طيب ولسان طاهر وأفكار نزيهة يخاف الله ويرتوي بماء المعرفة إلا نادرا.هذه المرحلة يمكن أن تسمَّى زمن الذنوب والمفاسد، لأن الحسنة في هذا الزمن تندر والسيئة تكثر، وتمتلئ الأرض ذنبا وإثما.والزمن التالي الذي تُظهره الشمس بعد الشتاء نتيجة التغيرات فيها هو فصل الربيع.وفي هذا الزمن تحيا الأشجار من جديد بعـد مـوتـا ويُخلق في النباتات نُسْعَها مجددًا بعد أن جفَّ.فكذلك تتجلى الشمس هكذا ورد في الأصل ويبدو أنه سهو والصحيح: الزمن الثالث.(الناشر)
۱۲۹ الحقيقية بتجليها العظيم على العالم فتظهر فصل الربيع.عندها ينــــــزل من السماء ماء جديد لإحياء الأرض.وينزل ذلك الماء بحيث يصطفى الماء الله تعالى عبدا من عباده ويجعل قلبه سحابة الربيع لهذا الماء، فيخرج من تلك السحابة بإذن الله وينزل على الأشجار الجافة التي أذبلتها ودمرتها ريح الخريف الصرصر ، فيُنبت فيها أوراقا جديدة لمعرفة الله ويُبرز فيها أزهار الحب والشوق، ويملأ أغصان الإنسان بثمار الأعمال الحسنة في نهاية المطاف.والزمن الثالث الذي تُظهره إلهة الشمس بعد الربيع هو زمن الصيف.وفي زمن الصيف تُنضج الشمس ثمارا كانت غير ناضجة في فصل الربيع.كذلك يحل صيف تجليات الله تعالى أيضا.ففي هذا الزمن ترتقي طبائع الناس الطاهرة أكثر مما كانت عليه في أيام الربيع وتتنشط في ذكر الله تعالى وحبه، وينشأ في الطبائع الهياج لذكر الله وتبلغ الترقي وتبلغ الترقيات مبلغ الكمال.وهذا الزمن هو زمن الصلاح والحسنة بكل معنى الكلمة فيسلك معظم الناس سبل مرضاة الله ويجعلون مرضاته وعمل مشيئتهم.أن هناك أربعة تغيرات تتعلق بالله تعالى أيضا مقابل هـذه فالواضح التغيرات الأربع للشمس.فلا مجال للنقاش في أن ما يوجد في الأجرام السماوية والعناصر من الصفات المادية والفانية موجود في د في الله تعالى ا هكذا ورد في الأصل سهوا والصحيح: الزمن الرابع.(الناشر)
۱۳۰ كصفات روحانية وأبدية.وقد كشف الله تعالى علينــا أن الشمس وغيرها ليست بشيء بحد ذاتها بل إن قدرة الله ولا العظيمة هي التي تنجز كل شيء في الخفاء هو الله الذي يُلبس القمر رداء ذاته فينـــور الليالي الحالكة، كما يدخل الله القلوب المظلمة بنفسه وينورها ويتكلم بداخل الإنسان.وهو الذي يلقي على قواه غطاء الشمس ويجعل النهار مظهرا لنور عظيم، ويجلّي أعماله المختلفة في فصول مختلفة.إنها لقدرته التي تنزل من السماء وتسمّى مطرا، وتجعل الأرض الجدباء مخضرة وتسقي العطاش.إنها لقوته التي تحرق بكونها نارا، وتجدد النفس بكونها هواء، وتنظر الأزهار وتهبها رونقا وبهاء وتسوق السحاب وتوصل الصوت إلى الآذان.إنها لقدرته وحده التي تجسدت بصورة الأرض وحملت على ظهرها البشر والحيوانات ولكن هل هذه الأشياء آلهة؟ كلا، بل هي مخلوقات، ولكن قدرة الله ملتصقة بأجرامها التصاق اليـــد بالقلم.مع أننا نستطيع القول بأن القلم يكتب ولكنـه لا يكتــب في الحقيقة بل اليد هي التي تكتب.كذلك إن قطعة الحديد التي اتخذت هيئة النار بدخولها النار، يمكن أن نقول بأنها تحرق وتضيء أيضا، ولكن تلك الصفات ليست صفاتها بل هي صفات النار.كذلك تماما من منطلق التحقيق أن كل ما هو مشهود صحيح ومحسوس من الأجرام الفلكية والعناصر الأرضية بل في كل ذرة مـــن
هي ۱۳۱۰ العالم السفلي والعلوي من حيث خواصها المختلفة الموجودة فيهـا أسماء الله تعالى وصفاته وقدرته متجلية فيها خفية.فكلها كانت كلماته وعمل في البداية قد أظهرتها قدرته بأساليب مختلفة.قد يتساءل قليل العلم فيقول: كيف تجسّدت كلمات الله تعالى؟ وهل نقص شيء ذات الله تعالى بسبب انفصالها عنه؟ ولكن عليه أن يفكر أن الحرارة التي تجذبها العدسة المحدبة من الشمس لا تُقلّل من حرارة الشمس شيئا.من الحاشية: يعتقد الآريون أن إلههم لم يخلق شيئا في الأرض والسماء بل قام فقط بالوصل والربط بين الأشياء الموجودة منذ القدم، كما أن الأرواح أزلية وموجودة منذ القدم كذلك الذرات، وهي أجزاء الجسد الصغيرة، هي أزلية وقديمة.ولكننا لا نسخط على الآريين بسبب معتقداتهم هذه بقدر ما نشفق عليهم لشقاوتهم، لأنهم إن لم يعرفوا قدرة الله تعالى على الخلق فلم يعرفوا شيئا، ولم تتسنَّ لـ صادقة وكاملة.إن الإله الذي خلق في السماء أجراما هائلة مثل الشمس والقمر، وخلق النجوم بهذا العدد الهائل بحيث لم يُحِط بها الإنسان جميعا إلى الآن، هل كان محتاجـــا في معرفة لا يمكن أن يتولد حب دون مشاهدة الحسن أو الإحسان.ولا يمكن التخلص من ذنـب دون حب الله أو خوف سخطه.الحب يحرق الذنب كما تحرق النارُ الأوساخ.الذهب الذي تصهرونه على النار كل يوم هل يمكن أن تبقى فيـه الشوائب؟ ولكن من ليس مقتنعا بحسن الله، بمعنى أنه لا يؤمن به قادرا قدرة كاملة، وليس مقتنعا بإحسانه، بمعنى أنه لا يؤمن بأن الروح التي تتكلم بداخله إنما هي منه ، أنى له أن يحب إلهه؟ منه.
۱۳۲۰ خلقها إلى أية مادة؟ عندما ألقي نظرة على تلك الأجرام الهائلة وأتأمل في عظمتها وعجائبها وأرى أن كل ذلك قد حدث بمجرد إرادة الله وإشارته، تعلن روحـــــي عفويا؛ ما أعظم قدراتك يا ربنا القدير! وما أغرب أفعالك وما أبعدها عن إدراك العقل! إنه لغبي من ينكر قدراتك، وأحمق من يثير بشأنك اعتراضا ويتساءل: من أية مادة خلق هذه الأشياء؟ من المؤسف حقا أن السادة الآريين لا يفكرون أنه إذا كان الله تعالى مضطرا في خلقه إلى الالتزام بأسباب دنيوية، فإنه كما لا يستطيع أن يخلق أي شيء بغير المادة، كذلك لا يستطيع أن يخلق شيئا دون وقت كاف.ففي هذه الحالة كما نقدّر لبناء جدار مثلا أن البنّاء يستطيع أن يبنيه في أيام كذا وكذا وليس قبلها، كذلك لا بد لنا من التقدير أن الله تعالى أيضا يكون قد احتاج حتما إلى وقت كذا وكذا لخلق الشمس والقمر على سبيل المثال، ويكون مستحيلا عليه أن يخلق شيئا قبل ذلك.ولكن من الواضح أن تحديد هذه الحدود لله تعالى وعده محتاجا إلى وقت معين لفعل شيء كفر.فسواء أنجــــز الله عمــــلا عاجلا أو ببطء بحسب مشيئته ولكنه ليس محتاجا إلى الوقت.وإذا كان الحال على هذا المنوال فكيف صار محتاجا إلى المادة؟ أي حمق أكبر من أن يستنتج بحقه أمرا من منطلق منطق أُسس نظرا إلى ضعف الإنسان.لا أعتقد مطلقا أن المرء يكون ذلك تعليم الفيدا بل هو من صنع البانديت ديانند بوجه خاص.فحين رأى البانديت أنه لا يستطيع العيش دون الطعام ولا يُحْمِدُ ظمأه بغير الماء، ولم يستطع أن يقرأ الفيدات دون جهد جهيد وتحمل مشقة وعناء؛ زعم أنه كما احتاج هــو إلى المادة لاقتناء شيء، ء، كذلك إلههم أيضا محتاج إلى المادة.من عادة الإنسان أنـــــه يقيس أعمال الآخرين على نفسه فلا تفهم المومسات قط أن في الدنيا سيدات عفيفات وطاهرات القلب أيضا.الذي أُعطي العينين لا يمكنه أن يُعمي نفسه بعد اقتنائهما.والذي نال حظا من العلم والمعرفة لا يمكن أن يحب الجهل.لقد رأينا
۱۳۳ كذلك الفواكه التي تنمو بتأثير القمر لا يؤدي نموها إلى اضمحلال القمر.هذا هو سر معرفة الله، ومركز نظام الله الروحاني كله أن العالم قد جاء إلى الوجود نتيجة كلمات الله فقط.فلما تقرّر ذلك وقد علمنا بأم أعيننا مئات الأمور الخارقة للعادة التي لو لم نشهد بعدها أن إلهنا قادر على كل شيء في الحقيقة وليس محتاجا إلى مادة لكنا مذنبين جدا.قبل قرابة أربعـــــة عشر عاما رأيت في الكشف أني كتبتُ بعض الأمور على ورقة راغبا في حدوثها على هذا النحو.ثم رأيت أني قدّمت تلك العبارة أمام ربي القادر ليوقع عليها حتى تحدث الأمور على النحو المطلوب.فوقع عليها ربي بقلمه بالحبر الأحمر الذي كان يشبه الدم، بل خيل إلي أنه دم في الحقيقة.ولكن قبل التوقيـع هــر قلمــــه فسقطت علي قطرات من ذلك الدم.فاستيقظتُ وجدا وشوقا وحبا على أن الله تعالى حقق بغيتي ووقع على كتابتي دون تردد.كان أحد أصحابي واسمه ميان عبد الله السنوري موجودا عندي حينذاك.فبدأ يصرخ مستغربا ويقول: مـــن أيـــن سقطت هذه القطرات الحمراء؟ وكما رأيت في الكشف سقوط القطرات الحمراء الرطبة، كذلك سقطت على قميصي في الظاهر أيضا وسقط بعضها على السيد عبد الله.فما قولكم الآن؟ هذا كله كان كشفا فقط، فكيف وجدت قطـــرات الدم في الظاهر؟ ومن أية مادة جاء ذلك الدم؟ بماذا يمكن للآريين أن يردوا على ذلك إلا أن يقولوا بأنها قصة زائفة اخترعتها أنا من عندي.لقد سجلت القصة نفسها في كتابي كحل لعيون الآريا" أيضا لأني ألفته في تلك الأيام.ولكن لما كانت هذه آية ظهرت مقابل الآريين لذا أظن أنها كانت إشارة إلى قتل البانديت لیکھرام، وكذلك إلى تفشي الطاعون.وعلى غرار ذلك هناك مئات الآيات الدالة على قدرات مثلها ظهرت للعيان بغير مادة من لم ير تلك القدرات فماذا رأى من ربه!! منه.
القرآن الكريم المبدأ نفسه، فمن الممكن عندي أن يكون المراد مما مدح به الفيدا النار أو الهواء ومما أثنى به على الشمس هو أن قدرة الله تعالى تعمل في كل هذه الأشياء بصلة متينة بحيث إن تلك الأجرام كلـها بمنزلة القشر مقابله ، وقدرة الله اللب، وكل الصفات تعود هي إليه الله فهو الذي يجب أن نسمّيه النار والماء، لأن أفعال هذه الأشياء ليست أفعالها بل كلها أفعال الله الله ، وإن قدراتها ليست قدراتها بل هي 6 قدراته ، كما تشير آية سورة الفاتحة الْحَمْدُ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى الأمر نفسه.أي أن الأشياء السماوية والأرضية التي تعمل بأساليب مختلفة وطرق شتى للمحافظة على نظام العالم ليست هي العاملة، بل إن قدرة الله هي التي تعمل من ورائها.كما قال له في آية أخرى: (صَرْحُ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ.أي أن الدنيا هي بمنزلة صرح من القوارير التي يجري تحتها الماء بقوة.ويظن الجاهل أن القوارير هي الماء بينمـا المـاء تحتها.كذلك قال تعالى في آية أخرى: (وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي لا تظنوا أن الأرض تحملكم أو السفن تحملكم في البحر بل نحملكم نحن ۲ النمل: ٤٥ الإسراء: ۷۱
فملخص الكلام أنه يمكننا أن نقبل من الفيدا المعنى الذي ذكرتــــه من قبل، ويمكننا التفكير أيضا، كما أرشدنا القرآن الكريم، أن هذا ما يهدف إليه الفيدا أيضا، ولكن لا بد من ثبوت أمرين اثنين: أولا: أن يكون مذهب الفيدا أيضا كما ذكر القرآن الكريم أن كل هذه الأشياء، سواء أكانت أجراما سماوية أم عناصر أرضية أم كل ذرة من المخلوقات، قد خلقت بيد الله، لأنه لو لم نسلّم بذلك فلا يمكن أن تكون صفاتها صفات الإله، ويستحيل أن تكون مزاياها مزايا الإله، ولا يمكن أن تُعَدّ قدرات هذه الأشياء قدرات الله.ولكن من المؤسف أن الذرات والأرواح كلها أزلية وقديمة وغير مخلوقـــــة بحسب مبدأ الآريين، وأن مزاياها وصفاتها وخواصها وقدراتها أيضــــا أزلية وغير مخلوقة ولا دخل للإله فيها.فإذا كان هذا هـو مـذهب الفيدا فلا بد من التسليم بأن الفيدا علّم عبادة النار بذكره صفات النار، وبمدحه الشمس علّم عبادتها ولكن لو آمنا أن الله تعالى هو خالق كل هذه الأشياء وقدراتها وطاقاتها وأن قدراتها هي قدراته ل فلا يبقى أي اعتراض.وليكن معلوما أن هناك شرطا آخر أيضا إلى جانب ذلك وهو أن توجد في الفيدا خمسون أو ستون أو سبعون فقرة مقابل الفقرات التي تتضمن مدح الشمس أو النار وغيرها والثناء عليها- تعني أن
هذه الأشياء لا تستحق العبادة قط ولا يجوز أن نطلب منها أن تحقق مراداتنا.بعد إثبات هذين الأمرين يكون الفيدا جديرا بأن تُبراً ساحته من هذه التهمة، وتُرفع عنه التهمة التي يلصقها به كبار أهل الرأي.وإن لم يثبت هذان الأمران فالتهمة ثابتة.ثم هناك اعتراض آخر على مبدأ الآريين ونرجو أيضا أن ينتبهوا له جيدا.وهو أنه قد تقرر عندهم أن سلسلة الدنيا أزلية وأبدية لــن تنتهي، ولكن اختار الإله منذ القدم أنه ظل يُرسل الكتب السماوية بالسنسكريتية وفي الهند دائما منذ بدء الخليقة.ولكن هذا القــول خاطئ من ثلاثة أوجه.الأول: لأنه يخالف رحمة الله العامة، بمعنى أنه ما دامت توجد في العالم بلاد مختلفة ولغات متنوعة وأهل بلد يجهلون لغة قوم آخرين بل كانت الحالة قبل العصر الراهن أن أهل بلاد كانوا يجهلون حــتى وجود بلد آخر، وسادت الهند كلها فكرة أنـه لا توجــد بـقـاع مسكونة وراء جبال الهملايا.فلما كان العالم متفرقا على هذا النحو فإن اقتصار كتاب سماوي على بلد واحد منذ عشرات الملايين مــن السنين مع كون أهل الدنيا متفرقين على النحو المذكور يناقض رحمة الله التي تليق بكونه رب العالمين.أما ما قاله القرآن الكــريم علــى النقيض من ذلك فهو الأكثر معقولية والأقرب إلى العدل وهو قوله
۱۳۷ تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ، أي ما من بلدة وبلـــد مأهول إلا وقد أرسلنا إليه رسولا ويقول تعالى: يَتْلُو صُحُفا مُطَهَّرَةٌ * فِيهَا كُتُبْ قَيِّمَةٌ ".أي أن القرآن الكريم مجموعة كافة الكتب التي أرسلت من قبل.معنى هذه الآية أن الله تعالى أرسل لكل قوم دستور العمل منفصلا.ثم أراد أن يكونوا موحدين كوحدة الله ، فأنزل القرآن الكريم لتوحيد الجميع وأخبر أن الزمن قريب حين يجعل الله تعالى جميع الأمم أمة واحدة، ويجعل البلاد كلـهـا بلـــدا واحدا، والألسن كلها لسانا واحدا فنرى أن العالم يقترب إلى هذا الوضع يوما إثر يوم، وأن العلاقات المتبادلة بين البلاد تتقوى كـل يوم.لقد تيسرت للسياحة أسباب لم تتح من قبل، وتسنَّت لتبادل الأفكار أيضا مرافق كثيرة، واختلط قوم بقوم وكأنهما يريدان أن يصيرا قوما واحدا.والأسفار الطويلة والشاقة سهلت كثيرا؛ إذ يُصنع في روسيا حاليا قطار سوف يكمل جولته حول العالم كله في أربعين يوما.وقد اخترعت وسائل الإعلام الخارقة للعادة.فيتبين من ذلك أن الله تعالى يريد أن يجعل الأمم المختلفة - التي كانت واحدة في - وقت من الأوقات أمة واحدة مجددا لكي تكتمل دائرة الخلـق، فاطر: ٢٥ البينة: ٣، ٤
وليكون هناك إله واحد ونبي واحد ودين واحد.من المعقول جدا أن الله تعالى أرسل في زمن التشتت أنبياء في كل بلد علـــى حــدة ولم يبخل بحق أي بلد، ولكن عندما أحرزت البلاد كلها في الزمن الأخير استعدادا ليكونوا أمة واحدة جمع الهدايات كلها في لسان واحدة هي أم الألسنة؛ أي العربية هل لضمير أن يقبل أن يولد الفيدا الذي هو كلام الإله على حد قول الآريين في الهند وفي اللغة السنسكريتية عشرات ملايين المرات و لم يظهر في أية لغة أخرى ولا مرة واحدة ولا في أي بلد آخر؟ إذا كانت مسألة التناسخ شيء يُذكر فيجب أن يُثبت من خلاله لماذا أحب الإله أهل هذا البلد إلى هذا الحد وتجاهل البلاد الأخرى كلها ؟ ما هي الأعمال الحسنة التي قام بها أهل هذا البلد دائما والتي بسببها نال شرف نزول الفيدا فيـــه على مر العصور؟ هل يعلم الإله أم لا أن البلاد الأخرى أيضا تحتاج إلى أن ينزل كلام الله في لغتهم حينا من الأحيان، وأن يكون فيهم من يتلقى الوحي الإلهي؟ إذا كان يعلم ذلك فلماذا ظل كلام الله ينزل في الهند وفي السنسكريتية فقط؟ يجب بيـــان السـبب لهــذا الانحياز؟ وما ذنب البلاد الأخرى التي لم تكتــب هــذه النعمة في نصيبها وهي محرومة للأبد من شرف نزول كتـاب الله في بلادهــــم وفي لغتهم؟
۱۳۹ وه والجانب الثاني لهذا الاعتراض هو أنه لو قُبل على سبيل الافتراض أن الفيدا جاء للعالم كله وأجاز الله لنفسه البخل وحرم البلاد والأمم الأخرى من شرف مكالمته ،دائما فكان من المفروض في هذه الحالة على الأقل أن يختار الإله لغة هى أم اللغات ولغة حية دون السنسكريتية التي لا يمكن أن تُعدّ أم اللغات بحال من الأحوال، وليست لغة حية أيضا، بل ماتت منذ زمن طويل و لم تعد تُحكى في أي بلد.غير أن العربية وحدها تحتل مكانة كونها أم الألسنة، اللغة الوحيدة الحية اليوم من بين جميع اللغات التي يقال بأن الكتب السماوية نزلت بها.وقد أثبتُ بحجج قوية بعد المقارنة بـيـن جميــع اللغات بعد بحوث مضنية أن العربية هي أم الألسنة في الحقيقة.لذا تستحق هذه اللغة وحدها أن تخاطب بها الأمم كلها.ولقد ألفتُ كتابا أثبت فيه أن العربية هي أم الألسنة كلها.ومن قرأ هذا الكتاب لا أخال أنه سيجد مفرا من التسليم بذلك، لأني أثبت فيه بالبحوث من الدرجة العليا وبالمقارنة بين آلاف المفردات ومن خلال كنـــــــــز علمي يوجد في مفردات العربية أن العربية هي أم الألسنة.الخطأ الثالث في مبدأ الآريين القائل بأن الإله قد ختم على الفيدا وأن باب الوحي الإلهي مغلق على سواه.إن تجربتي الشخصية التي أن الله تعالى يكلمني كل يوم تقريبا ويُطلعني على تحالفني دائما هي
أسرار غيبه وعلوم المعرفة.إذا لو كان التباهى والزهو بإغلاق باب لوحي في المستقبل مذكورا في الفيدا فلسنا بحاجة إلى أي دليل بعد ذلك على كونه كاذبا؛ لأن القائل بعكس ما هو مشهود ومحسوس يكون كاذبا حتما أشد الكذب الوحي الأعلى الذي أكرمني الله لا نجد مثله في الفيدا.وهو كلام مليء بالخوارق والغيب امتلاء البحر بالماء.وينزل معظمه بالعربية التي هي عرش كلام النبوة.غير أنـــه ينزل تارة بالأردية وتارة بالفارسية، وقد نزل أحيانـــا أخـــرى بالإنجليزية أيضا.وإذا قال الآريون أية آية تُثبت أنه كلام الله؟ قلتُ: هل نسوا النبوءة عن البانديت ليكهرام التي ذكر فيها يـــوم هـلاكــــه وتاريخه أيضا؟ ألا تكفي الآريين تلك النبوءة وحدها؟ وهناك أكثــر من مئة ألف نبوءة يشهد عليها فوج من الشهود بمن فيهم كثير من أشراف الآريين أيضا.فأي دليل أكبر من ذلك يمكن أن نقدمه على مكالمة الله تعالى، بل نقدم بعض الآريين المحليين أنفسهم بل مئـــات الآلاف من غيرهم أيضا شاهدين عليها.ليس من غير المناسب ذكر أمر آخر هنا وهو أن بعض الجهال يذكرون مقابل مائة ألف نبوءة نبوءة واحدة أو نبوءتين ويقولون بأنهما لم تتحققا ولكن هذا قصور فهمهم فقط، والحق أنه ما من نبوءة إلا وقد تحققت بحسب كلماتها بالضبط أو تحقق جزء منها
٤١ وهو شاهد على تحقق جزئها الثاني في وقت آخر.إن كتمان شهادة الحق وتقديم الأعذار الواهية ليس من شيمة الذين يخافون الله.يتحتم على الآريين بوجه خاص ألا ينسوا آيةً أراهم الله تعالى إياها بيـده القوية وجعل عشرات ملايين الناس عليها من الشاهدين.إن إنكار آية عظيمة مثلها والتكذيب بعدها، هو بمنزلة محاربة الله تعالى.لقد أوردت تعاليم الفيدا هذه على سبيل المثال فقط، وقلت أن تعليم القرآن الكريم يخالفها.لقد جاء القرآن الكريم لتوطيد دعائم التوحيد في العالم، وفيه تعليم التوحيد كسيف مسلول.اقرأوه من البداية إلى النهاية تروا أنه لا يعلم أن تعبدوا غير الله أو تطلبوا مـــــن غيره تحقق أمانيكم أو تحمدوه أو تُثنوا عليه.لا يجعل القرآن الكــريم كتب الله خاصةً ببلد أو بقوم دون قوم، بل يقول بأنه جاء لإكمال دائرة كانت نقاطها موجودة في العالم كله بصورة متفرقة.فهو يخطّ الآن خطا بين تلك النقاط ويحوِّلها إلى دائرة ، وبذلك يريد أن يجعـــل الأمم كلها أمة واحدة ولكن ليس قبل الأوان، بل في وقت يشهد بنفسه أنه قد حان لكل الأمم أن تصبح أمة واحدة حتما.
الثاني: ما هو تعليم المسيحيين والآريين عن كل نفس وعن بني البشر وعن القوم ، وما هو تعليم القرآن الكريم في هذا الموضوع؟ لا أرى حاجة إلى نقل تعليم المسيحيين مفصلا في هذا المقام، إذ إن مسألة موت المسيح وكفارته لم تحررهم من جميع أنواع المجاهدات والأعمال فقط بل شجّعت أيضا معظم القلوب على ارتكاب الذنوب، لأنه ما دامت في يد المسيحيين وصفة قطعية لغفران الذنوب، أي موت المسيح، فمن الواضح مدى تأثيرها الذي تركته في القوم، وإلى أي مدى تكون قد شجعت النفس الأمارة على اقتراف الذنب.لا أخـــال أنني بحاجة إلى بيان مدى الضرر الذي ألحقته هذه الوصفة بالطهارة العمليــة في أوروبا وأميركا، وخاصة منذ أن التحق بها جزؤها الثاني أيضا، أي الخمر؛ فقد صارت هذه الوصفة مادة خطيرة جدا وقابلة للاشتعال.يقال في تأييد ذلك بأن عيسى اللي كان يشرب الخمر، فمن واجــب كل مسيحي صادق أن يشربها أيضا ويقتدي بمرشده! فباختصار، الزلزال الذي أصاب طهارة هذه البلاد العملية بسبب استخدام هذه الوصفة؛ والدمار الذي ساد تلك الأقوام ترتعد لذكره
الأبدان.من المؤسف حقا أن مزيج الخمر والكفارة صار بارودا قويــــا وقابلا للاضطرام سريعا بحيث تتبخر أمامه التقوى والطهارة الباطنية كالهشيم والكلأ أمام عاصفة عاتية.وهذا البارود أقوى لنسف الطهارة الباطنية من المدفعية التي يصل مداها إلى عشرة أميال لأن المدفعيات في معظم الحالات تصيب الهدف إلى بعد ميلين أو ثلاثة أميال على أكثــــر تقدير، ولكن دائرة هذه المدفعية قد اتسعت إلى أكثر من عشرة آلاف ميل.إن ظاهرة انتشار الخمر في أوروبا اكتسحت هذا البلد أيضا، ولا حاجة إلى بيان أكثر من ذلك.إضافة إلى ذلك إن سفور النساء بوجه عام قد جعل الرجال والنساء دريئة هذه المدفعية.من المعلوم أن ذوي القلوب الطاهرة والذين يخشون الله قلة قليلة في العالم، ومعظم الناس يشبهون كلبا لا يتمالك نفسه من أن يلعق الإناء إذا وجد فيه حليبا أو شيئا لذيذا آخر.تكون النفس غالبة والشهوات طالبة، والأعين عمياء، ثم تُذكي الخمر لظى هذه العواطف أكثر ! ففي هذه الحال تتلاشى خشية الله من القلوب.إن أيام الشباب والعواطف الثائرة وكؤوس الخمر تُعمي المرء.إن التقاء الشاب والشابة بحرية وكأنهما زوجان يؤدي إلى مفاسد مخجلة بدأت أوروبا أيضا تطلع عليها يوما فيوما.وكما سنوا قانون الطلاق بعد تجارب كثيرة، كذلك سوف ترون أنهم سيصوغون قانونا يشبه الحجاب الإسلامي في أوروبا
الرجال يصبح أيضا مضطرين يوما من الأيام، وإلا ستؤول الأمور إلى أن والنساء كالبهائم حتى تتعذر معرفة من هو والد هذا أو ذاك.وأنى لمثل هؤلاء الناس أن يكونوا طاهري القلوب؟ إن أطهار القلوب هم أولئك الذين يكون الله وعمل ماثلا أمام أعينهم دائما ولا يذكرون الموت فحسب، بل يكادون يموتون كل لحظة بهيبة عظمة الله.ولكن كيـف يمكن أن تتولد هذه الحالة عند الإدمان على الخمر؟ إن الخمر وخشية الله لا تجتمعان في شخص واحد قط.إن التجرؤ الناتج عن كفـــارة المسيح والثورة النابعة عن الخمر قد نجحتا في استئصال التقوى.لا يسعنا التقدير هل الكفارة تسببت في هذه المفاسد أكثر أم الخمر.لو كانت فيهم عادة الحجاب كما في الإسلام لبقي بعض الستر قائما، ولكـــن أوروبا تعادي الحجاب ولا نفهم فلسفتهم هذه وإن لم يرتدعوا عـــن الإصرار على ذلك فليشربوا الخمور كما يحلو لهم؛ إذ تظهر بسببها فوائد الكفارة بكثرة! لأن الذين يُذنبون اعتمادا على كفارة المسيح تظل موازينهم تثقل بواسطة الخمر كثيرا وباستمرار لا أريد أن أطيل هـذا النقاش لأن مقتضيات الطبائع مختلفة.إننا نخاف استخدام الأشياء النجسة حتى في حالة مرض شديد دع عنك شرب الخمر بدلا من الماء.هنا أتذكر قصتي القديمة وهي أنني مصاب بداء السكري منذ عــــدة سنين وأتبول ١٥ أو ۲۰ مرة يوميا وفي بعض الأحيان أتبول مئة مرة
2070 أيضا في يوم واحد.وبسبب السكر في البول أعاني أحيانا مـــــن مـــــرض الحكة أيضا.كثرة البول أُصاب بضعف شديد.وذات مـــــرة و بسبب اقترح علي أحد أصدقائي أن الأفيون يفيد لعلاج كثرة التبول، فـــلا حرج في تناوله بهدف العلاج.قلت له: أشكرك كثيرا على مواساتك، ولكن لو بدأت بتناول الأفيون لعلاج السكري فأخشى أن يقول الناس مستهزئين بأن المسيح الأول كان يشرب الخمر، والمسيح الثاني يتعاطى الأفيون! فحين توكلت على الله تعالى في هذا الأمر لم يجعلني محتاجا إلى هذه الأشياء الخبيثة.وكلما أعياني المرض خاطبني الله وقال ما مفاده: أنظر، فقد شفيتك، وبالفعل شُفيتُ في الحال.فبناء على هذه الأمور إنني واثق من أن إلهنا قادر على كل شيء.كاذبون هم الذين يقولون بأنه لم يخلق الروح ولا ذرات الأجسام.إنهم غافلون عن الله.في كل يـــوم جدید نرى خلقه الجديد ويَنْفُخُ في أنفسنا روحا جديدة بالترقيات.لو لم يكن الله خالقا من العدم لمتنا ونحن أحياء إنه لعجيب الإله الذي هـو إلهنا، من هو مثيله أو نظيره؟ إن أفعاله لغريبة حقا.هل من أحدٍ أفعاله ما لم يطلع الإنسان على وجود الله بواسطته ل ومن خلال تحليه، فهو لا يعبد الله بل يعبد أفكاره إن عبادة الإنسان أفكاره فقط لا تزيل الأدران الداخلية.هؤلاء الناس يريدون أن يصيروا آلهة الإله بأنفسهم إذ يريدون أن يطلعوا عليه ول بأنفسهم.منه
١٤٦ مثل أفعاله؟ هو قادر على كل شيء ولكن حكمته تمنعه أحيانا من فعل معين؛ فأقول على سبيل المثال بأنني مصاب بمرضين، أحدهما بالجزء الأعلى من الجسد وهو الصداع والدوار وبرودة اليدين والقدمين نتيجة انخفاض ضغط الدم وضعفُ النبض.والثاني بالجزء الأسفل من الجسد وهو كثرة البول والإسهال.وأعاني من هذين المرضين منذ عشرين عاما تقريبا.وفي بعض الأحيان يتلاشيان نتيجة الدعاء كأنهما زالا نهائيا، ثم يعودان مرة أخرى ذات مرة دعوت الله تعالى ليزيل هذين المرضين تماما فتلقيت جوابا بأن هذا لن يحدث.عندئذ ألقى الله في قلبي أنهما أيضا من علامات المسيح الموعود، لأنه قد ورد أنه سينزل في مهرودتين.فهما المهرودتان نفسهما إحداهما على الجزء الأعلى من الجسم والثانية على الجزء الأسفل منه، لأن معبري الرؤى كلهم متفقون على أنه إذا رأى أحد المهرودات في عالم الكشف أو الرؤى وهو عالم النبوة- كـــان المراد منها المرض.فلم يُرد الله تعالى أن تنفصل عـــــني علامــــة المســــيـح الموعود هذه.لا يخطر ببال أحد أني لم أذكر هنا تعليم الإنجيل، لأنه قد تقرر أن المسيح جاء لينفع بدمه فقط، أي ليظل المذنبون ينجون علـــى الــدوام نتيجة موته وإلا فإن تعليم الإنجيل أمر بسيط وهو موجود في الكتاب المقدس سلفا، فيمكن القول بتعبير آخر بأنه للرياء فقط، والعمل به ليس
{ مطلوبا.وهذا هو الحق.هل تعمل المحاكم بذلك؟ وهل يعمل القساوسة أنفسهم بذلك؟ هل يلتزم به عامة المسيحيين؟ غير أنه يُعمل بحســب كفارة المسيح ودمه وتستفيد منه أوروبا وأميركا كلتاهما! إضافة إلى ذلك، من الخطأ الكبير اعتبار تعليم الإنجيل كاملا، لأنه لا يسقي شجرة فطرة الإنسان بوجه ،صحيح بل يطيل غصنا واحدا بوجه غير مناسب ويقطع البقية.ولا يُربي الإنجيل جميع القوى التي جاء بهــا الإنسان إلى هذه الدار الفانية.يتبين بالنظر إلى فطرة الإنسان أنه أعطي قوى مختلفة ليستخدمها في أوقات مختلفة بحسب مقتضى الحال ويصبح فمن جملة أخلاق الإنسان خُلقٌ يشبه فطرة الشاة، وخُلق آخـــر يشبه صفة الأسد.فيريد الله تعالى أن يصير الإنسان شاة بحسب مقتضى الحال أسدا بمقتضى حال أخرى.ولا يريد و أن يكون كشاة دائما وفي كل الأحوال، كما لا يحب و أن يكون مثل الأسد دائما وفي كل الأحوال.وكما أنه لم لا يريد أن يبقى الإنسان نائما كل حين أو يبقى مستيقظا دائما، ولا يود الله أن يظل عاكفا على الأكل أو أن يكف عن الأكل نهائيا، كذلك لا يريد ل أن يركز على قوة واحـــدة من قواه الباطنية ويحسب القوى الأخرى التي أعطاه الله إياها لغوا؛ فإذا كان الله قد أعطاه قوة الحلم والرأفة والعفو والصبر، فقد أعطاه أيضا قوة الغضب والرغبة في الانتقام فهل من المناسب أن يستخدم المرء قوة
٤٨ واحدة مما وهبه الله تعالى أكثر من المفروض ويفصل القوة الأخرى عن فطرته كليا؟ فهذا يجلب الاعتراض على الله بأنه أعطى الإنسان بعــــض القوى التي لا تصلح للاستخدام، لأنه هو الذي خلق في الإنسان قــــوى مختلفة.فليكن معلوما أنه لا توجد في الإنسان قوة سيئة، بل إن سوء استخدامها يجعلها سيئة.فتعليم الإنجيل ناقص للغاية إذ قد ركز فيه على جانب واحد فقط.وإضافة إلى ذلك يدّعي تعليمه أنه إذا لطمكم أحد على خد فأديروا له الخدّ الآخر، ولكن لا يُعمَل بحسب هذا الادعــــاء.فمثلا يمكن لأحد أن يلطم قا ثم لينظر ماذا سيقوم به من إجراءات بواسطة المحكمة.فما الفائدة من تعليم لا يمكن أن تعمل به المحاكم ولا القسس؟ التعليم الحقيقي هو تعليم القرآن الكريم وهو مبني على الحكمة ويراعي مقتضى الحال.فمثلا يقول الإنجيل أنه يجب أن تتلقوا لطمات الناس دائما، ولا تقاوموا الشر بأي حال، ولكن القرآن الكريم يقـــــول مقابل ذلك: جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله ؛ أي إذا آذاكم أحد وكسر سنّكم مثلا أو فقأ عينكم فجزاؤه سيئة مثلها.ولكن إذا عفوتم عن السيئة وكان العفو يؤدي إلى نتيجة 1 الشورى: ٤١
طيبة وإصلاح، بمعنى أن يتوقف المجرم عن ذلك في المستقبل؛ فالعفو هو الأولى في هذه الحالة وستنالون من الله أجرا على هذا العفو.انظروا الآن، فقد روعي في هذه الآية كلا الأمرين وأنــيـط العــــو والانتقام بالحكمة ومقتضى الحال.هذا هو المسلك الحكيم الذي يجري عليه نظام العالم العفو أو العقوبة بحسب مقتضى الحال هو الحكمة بعينها.فكما ترون أننا لا نستطيع أن نأكل طعاما واحدا دائمــا بــل ننوع الأطعمة ذات التأثير البارد وأخرى ذات التأثير الحــــار بحســب مقتضى الأمر، ونلبس ثيابا دافئة في الشتاء ورقيقة في الصيف تقتضى الضرورة.كذلك إن حالتنا الأخلاقية أيضا تقتضى بحسبما يناسب.فتارة تقتضي المناسبة إظهار القوة؛ ولو أظهر المرء الضعف عندها لفسد الأمر، وتارة أخرى تقتضى الضرورة العفو والصفح، وإن إظهار الغضب عندئذ يكون سفالة محضة.فملخــص الكلام أن كل وقت وكل مناسبة تقتضي عملا بحسب مقتضى الحال.ومن لم يراع الحكمة ومقتضى الحال فهو حيوان وليس إنســـانا، وهمجي وليس متحضرا.والآن نتطرق إلى مذهب الآريين لنرى ما تعليمه عن طهارة الإنسان وعن سلوكه الحسن.فليكن معلوما أن أقبح مبدأ من مبادئ الآريين وأدعاها للخجل هو "النيوك" الذي سجله البانـــــديت ديانــــد
٥٠ بكل جرأة في كتابه "ستيارته بركاش" ، وعده تعليم الفيدا الجدير بالاعتزاز.لو جعل الأمر مقتصرا على الأرامل لما كانت بنا حاجة إلى أن نتكلم فيه ولكنه أبلغ هذا المبدأ المعادي لفطرة الإنسان منتهاه وخلع لباس الحياء والعفة تماما وقال بأنه إذا كان للمرأة زوج ولكنه لا يقدر على إنجاب الذكور لعِلّة جسدية فيه، وكان يُنجب البنات فقط مثلا أو لا يقدر على الإنجاب أصلا لرقّة المني أو إذا كان كامرأة عقيم وإن كان قادرا على الجماع، أو تأخر إنجاب الأولاد الذكور لسبب من الأسباب، فعليه أن يجعل زوجته في الحالات المذكورة تضاجع شخصا آخر.وبهذه الطريقة يستطيع أن ينال أحد عشر ولــــدا نطفة شخص آخر، بمعنى أن زوجته ستظل تضاجع شخصا آخر إلى عشرين عاما تقريبا.وقد ذكرت هذه القضية مفصلا في كتابي "آريه دهرم" مستشهدا بكتابه المذكور.الحياء يمنعني من إيراد تلك التفاصيل كلها في هذا المقام فباختصار هذه العملية تسمى "النيوك".6 ا لا أعرف على وجه التحديد هل أمر في مسألة "النيوك" - أي إخضاع الزوجة لمضاجعة شخص آخر - بالحصول على ۱۱ ولدا فقط أو أكثر.لقد قرأت ذلك في ستيارته بركاش" قبل مدة طويلة ولكن لم أعُد أذكره لضعف الذاكرة.أرجو من الآريين أن يخبروا بذلك لأنهم حتما سيذكرونه جيدا بناء على جعل نســــائهم يمارسنه كل يوم.منه.
معلوم أن هذا المبدأ يستأصل الطهارة البشرية من جذورها، ويصم الأولاد بولادة غير شرعية.لا تقبل الفطرة الإنسانية بحــال مـــن الأحوال وقاحة بأن تكون لشخص زوجة وقد سافر للزواج منها، وزوجه أبواه ببذل مئات أو آلاف الروبيات، فصارت عرض الزوج ومحل غيرته ومدار عزته وشرفه كله، وزوجها حي يُرزق ثم تضاجع زوجته في الليل شخصا آخر بحضوره، ويسود شخص آخر وجهه مع زوجته في بيت الزوج وهو يسمع الأصوات ويفرح على أن ما يجري هو جيد، فتُرتكب هذه العملية غير المشروعة أمام عينيه دون أن تثور غيرته.قولوا الآن بالله عليكم هل تقبل غيرة أحد وقاحةً أن تضاجع زوجته التي تزوجها بكل سرور وبهجة - غيره بحضوره هو؟ انظروا كيف أبدى راجه" رام شندر" غيرةً على زوجته "سيتا"، مع أن "راون" كـــان من البراهمة و لم يكن عند "سيتا" أولاد إلى ذلك الحين، وكان "النيوك" مع شخص من البراهمة جائزا بحسب هذا المبدأ.ولكن غيرة رام" شندر" على زوجته المحصنة أدّت إلى قتل "راون" وحرق "لنكا".والذي لا يغار على زوجته لا يستحق أن يُدعى إنسانا.ولماذا لا يسمى ديوثــا؟ لقد لوحظت هذه الغيرة في الحيوانات أيضا.وقد لوحظ في الطيور أن الطير أيضا لا يجيز أن يقيم طير آخر علاقة مع أنثاه.فهل يمكن أن تقبل فطرة
الإنسان السليمة هذا الفعل البعيد عن الحياء؟ ثم يقول ديانند بأن هذا ما جاء في الفيدا ولكن لا يسعنا القبول بأن يكون في الفيدا قـــول مثله.فتباهى الباندیت دیانند كما شاء أمام الجهلاء، ولكن ليس بوسع كـــل شخص أن ينال فضلا علميا كاملا يُنير قلب الإنسان.تكون هناك بعض الكلمات ذات ،أوجه، فيختار الجاهل معنى واحدا تسرعا منه وجهلا.ومن اضمحل فيه الحياء لا يشعر بأن كلامه بعيد عن النباهة والطهارة.ولكن هنا ينشأ سؤال طبيعي وهو: لماذا أكد البانديت ديانند على أمر مخجل مثله؟ وكيف تجاسر وكتب هذا التعليم القذر في كتابه "ستيارته بركاش"؟ فبقدر ما تأملتُ فيه أرى أن جوابه هو أن البانديت ديانند بقي عازبا طول عمره و لم يتزوج، فلا يدرك معنى الغيرة التي يكنها شخص نبيل وغيور تجاه زوجته، لذا لم تدرك طبيعته الغِرّة ما يكتبه.لم يعرف ديانند أن ممارسي الدعارة أيضا يكنون غيرة تجاه زوجاتهم.بل هنـــاك أناس يقيمون علاقات غير شرعية مع مومسات، ولكن حين يرون أن مومسة ذات علاقة معهم ضاجعت غيرهم يستشيطون غضبا ويبتـــرون أنفها أو يقتلونها في معظم الأحيان.فهل يقبل العقل والحالة هذه أن تقوم امرأة شخص غيور من الآريين بهذه الأمور ومع ذلك يقدر علــــى مواجهة الناس؟ هذا المبدأ يتسبب في انتشار الفاحشة الصريحة في العالم،
ork فيضطر المسؤولون الحكوميون إلى التدخل للحد من مبادئ سيئة مثلها، كما منعت الحكومة الإنجليزية قهرا منذ بداية عهدها تقليد "جل بروا"" وتقليد "ستي".كذلك لو عُدّت مسألة التناسخ" أيضا صحيحة لأدّت إلى الفســـــاد "جَل بَروا" تقليد هندوسي حيث كانوا يُلقون ولدهم البكر في نهر "غانج" دون رحمة ويهلكونه.(المترجم) تقليد هندوسي آخر وهو أنه إذا مات الزوج كانت جثته تُحرق بالنار، وكانت أرملته أيضا تحرق نفسها إظهارا للإخلاص والوفاء لزوجها.(المترجم).الحاشية: ما من مسألة أكثر بطلانا من التناسخ لأن أساسها خاطئ ويثبــت بطلانها عند الاختبار أيضا، كما هي باطلة من حيث طهارة الإنسان.فمن واجب العارف أن يعُدّها باطلة لكونها تعيب قدرة الله تعالى أيضا.أما بطلان أساسها فقد ورد في "ستيارته بركاش" أن الروح تحل في بطن المرأة بحيث تسقط على أوراق الخضروات مع قطرات الندى وبأكل تلك الخضروات تؤكل الروح أيضا.ولكن هذا يستلزم أن الروح تسقط على الأرض قطعتين، فيأكل الرجل قطعة صدفة وتأكل المرأة قطعة ثانية لأنه من الثابت والمتحقق أن الولد ينال القوى والأخلاق الروحانية من الرجل والمرأة على السواء وليس مــــن أحدهما، فصار ضروريا أن يأكل كلاهما تلك الخضروات التي عليها الروح ولا يكفى أن يأكل أحدهما فهذا يستلزم تقسيم الروح بالبداهة.ولأن تقسيم الروح باطل فصار التناسخ أيضا باطلا.أما بطلان هذه المسألة من حيث الاختبار، فكما تولّدت الأرواح المتنوعة دائما، لا يمكن في تلك الحالات كلها أن تتولد الأرواح نتيجة الندى.فمثلا نرى أحيانا
أن القمل تتولد في الرؤوس، فبأي ندى تؤكل تلك الأرواحُ؟ كذلك تتولد الحشرات في مستودعات القمح، فبأي ندى تدخل تلك الأرواح التي يقع عددها في عشرات الملايين في المستودعات ومن يأكلها؟ تتولد الديدان في البطــون، وفي بعض الأحيان تتولد في الدماغ أيضا، وبحسب علوم الطبيعة تكون هناك آلاف الديدان في قطرة ماء ،واحدة فبأي ندى تتولد تلك الديدان كلها؟ تقول التجربة بأن في كل شيء بيوض نوع من الديدان، إذ تسوس الحرير أيضا سُوس وتنخر في الخشب والغلال وفي بعض الفواكه تتولد الديدان منذ بداية تكوينها.وبأي ندى تدخل الديدان في التين البري؟ وقد أثبت أصحاب التجارب أنهم يستطيعون أن ينتجوا آلاف العقارب ببعض الطرق، فمن أي ندى تأتي تلك العقارب؟ مـــن المؤسف أن عقلية البانديت ديانند السطحية أصابت الآريين بأنواع الندم والخجل.فقد رحل من هذه الدنيا سريعا بعد الإدلاء بهذه البيانات الخاطئة والسخيفة وترك الذين سلكوا مسلكه عرضة للندم من عدة أنواع.ثم انظروا ما أقبح مسألة التناسخ من حيث الطهارة أيضا.فمثلا عندما تولد البنت هل تخرج معها قائمة ليُعرف منها أنها أمُّ فلان أو جدّة فلان أو أختـــه، فـــلا يتزوجنَّها؟! كذلك إن مسألة التناسخ تعيب قدرة الله أيضا بشدة.إن الله تعالى قادر على أن ينفخ روحا في الخشب أيضا إذا شاء ذلك، كما أن عصا كانت تتحول موسی إلى خشبة تارة وإلى حية تارة أخرى.ولكن إله الهندوس لا يمكن أن يبقى إلها في حال كون الأرواح أزلية، لأن الذي يدير أمور ألوهيته بدعم من الآخرين لـــــن تقوم لألوهيته قائمة بل هى مهيأة للانقراض على أية حال عاجلا أم آجلا.أما القول بأن دوامة التناسخ التي تجري منذ عشرات ملايين السنين بحسب معتقد الآريين فسببها يعود إلى ذنوب ارتكبها الناس في أثناء ولادات سابقة إنما
نفسه الذي أدّى إليه "النيوك" لأن في هذه الحالة سيحدث ملايين المرات أن ينكح الرجل امرأة كانت أمه في الحقيقة أو جدته أو ابنته التي ماتت من قبل ثم ولدت وجاءت إلى الدنيا مجددا.فإذا كانت مسألة التناسخ صحيحة كان من واجب الإله على الأقل أن يخبر المولودة الجديدة أنه كانت لها علاقة قرابة مع فلان وفلان في الولادة السابقة حتى لا يصل الأمر إلى البغاء.ليكن معلوما هنا أن مسألة التناسخ باطلة من أساسها.إذ لا يصح ما تفترضه جدلا إلا إذا قيل بأن الروح تسقط على الخضروات منقسمة في قسمين ثم تؤكل كالطعام.أما التفاوت في المراتب فليس دليلا على لأن هذا التفاوت في المراتب يوجد في الجمادات أيضا.فجواب التناسخ فكرة واهية وعبثية وسخيفة للغاية وباطلة تماما من حيث تجارب العلوم الطبيعية.من الواضح أن في خلق الأرواح أيضا نظاما إلهيا لا يتغير ولا يتبدل.فمثلا تتولد آلاف الحشرات في موسم الأمطار، وفي أيام الصيف يتولَّد الذباب بكثرة هائلــة، فهل معنى ذلك أن الذنوب تُرتكب في العالم في تلك الأيام دائما، فيحول الناس إلى الذباب والحشرات نتيجة كثرة ذنوبهم الكبائر؟ هذا، وهناك آلاف الأدلة الأخرى من هذا القبيل التي تُبطل التناسخ، فعلى الآريين أن يفكروا في هذه الأمور كلها بتدبر رصين.منه.إن كثرة النيوك مضرة للنساء لسبب آخر أيضا وهو أن ذلك سيؤدي إلى غياب الحياء كليا، فلو ضاجعت المرأة غير زوجها لبضعة أعوام لتعودت على ذلك على الدوام.منه.
101 هذه الشبهة أن الذي نقصه شيء يوفى حسابه كاملا يوم القيامة، والذي نال جزءا أكبر حوسب حينذاك.لذا كيف يمكن أن يكون التفاوت البسيط في الدنيا الفانية دليلا على التناسخ؟ والقول ردًّا على "النيوك" بأن في المسلمين أيضا عادة " نكاح المتعة" جواب غريب.لا أدري ماذا يفهم السادة الآريون من نكـــاح المتعة.فليكن واضحا أن الله تعالى لم يعلّمنا في القرآن الكريم شيئا في هـذا الخصوص سوى النكاح.غير أن فرقة في مذهب الشيعة يعقدون قـرانــــا مؤقتا؛ أي إبقاء النكاح قائما إلى وقت معين ثم يقع الطلاق، وهـذا يسمونه متعة.ولكن ليس لديهم دليل على ذلك من كلام الله تعالى.ومع ذلك هو نوع من النكاح، وزمن الطلاق فيه معروف، بينما لا علاقة لمسألة "النيوك" بالطلاق قط.إن علاقات الزوجين تنقطع كليـــا بعد الطلاق ويعتبر كل من الزوجين أن الآخر مات بالنسبة له.وزد إلى ذلك أن مسألة الطلاق موجودة في كل دين بسبب حاجة الناس إليه.فقد سُنّ هذا القانون في الغرب أيضا.وأما الاعتراض بـأن المسلمين يعددون الزوجات فلا علاقة له أيضا مع "النيوك"، إذ إن الراجــــات في الهندوسية وكبارهم أيضا كانوا يعددون ولا يزالون يفعلون.والاعتراض أن نكاح نبينا بالسيدة زينب عُقد في السماء، يُثبت غباوة المعترض فقط الحق أن نكاحات أنبياء الله ورسله تُعقد في السماء في الحقيقة لأنه
يأمرهم بالنكاح قبل الأوان ويوافق عليها.ما دام راهبكم يتوســــط ويعقد قرانا أفلا يحق ذلك الله ؟ كان الاعتراض في محله إذا أنكح الله امرأة متزوجة من نبي قهرا دون أن يطلقها زوجها.أما إذا كان النكاح رضا الفريقين بأمر الله بعد الطلاق فما من وجه الاعتراض عليه؟ وإذا كان سماح المرء لزوجه بمضاجعة غيره في حياته يعـادل عنــد الآريين طلاقه زوجه نتيجة ارتكابها الفاحشة أو لسبب آخر، فالحكم في ذلك سهل للغاية، لأن هناك كثيرا من المسلمين وغيرهم في هذا البلد الذين يطلقون زوجاتهم مضطرين بسبب عدم الانسجام بين الطبائع، فتصبح المطلقات كعضو مبتور ولا تبقى أية علاقة بينهما.وإذا طلب الآريون فيمكننا أن نهيئ لهم عدة قوائم تضم المسلمين بل الهندوس أيضا الذين طلقوا نساء ذوات سلوك سيئ وقطعوا علاقاتهم معهن كليا بسبب هذه المشاكل.كذلك على الآريين أيضا أن يهيئوا لنا قوائم هـؤلاء النبلاء والمحترمين من الآريين الذين جعلوا زوجاتهم في حياتهم يمارسن "النيوك" وحصلوا على الأولاد بمضاجعتهن الآخرين.ولكن يجب أن ا قبل فترة نشر أحد الآريين لعله كان من مدينة فيروز بور- في جريدة رسالةً جاء فيها بأنه إذا كان أحد من الآريين يرغب في أن تمارس زوجه "النيوك"، أو كانت الزوجة بنفسها ترغب في هذه العملية المقدسة، فلهم أن يتفقوا معه علـــى ذلك بالمراسلة.ولا ندري هل أُرسل الجواب على طلبه من قاديان أيضا أم لا؟ منه.
0 يقدموا مع هذه القائمة قائمة أخرى تضم أسماء الأولاد الذين ولدوا نتيجة النيوك لأننا نريد أن نعرف كم من الآريين من قاديان بوجه خاص جعلوا زوجاتهم يمارسن النيوك إلى الآن، وإلى أي مدى شاركوا في هذه العملية "المقدسة"، وكم منهم حصلوا على الأولاد بعـد مــا سمحوا لزوجاتهم مضاجعة مع الأجانب؟ لأنه إذا كــان هـذا العمـــل مستحسنا وجديرا بالاعتزاز بحسب تعليم الفيدا المقدس فلا بد أن يكون كل واحد من الآريين قد ساهم في ذلك بل كان واجبا عليه أن يفعل.ليكن معلوما أن القرآن الكريم يفرض تعليم الحجاب على الزوجات مقابل تعليم "النيوك" فيقول: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ....وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) أي قل للمؤمنين رجالا ونساء أن يكفوا عن النظر إلى النساء والرجال الأجانب، وأن تكف النساء عن سماع الأصوات غير المشروعة للرجال الأجانب، وأن يحفظوا فروجهم لأن ذلك أزكى لهم.فكروا الآن أيها الآريون بشيء من العدل أن القرآن الكريم يمنع حتى من أن ينظر الرجل إلى امرأة أجنبية وأن تنظر المرأة إلى رجل أجنبي أو تسمع صوته بوجه غير شرعي، أما أنتم فتسمحون لزوجــاتكم بكــــل النور: ۳۱، ۳۲
سرور أن يضاجعن رجالا آخرين وتسمون هذه العملية باســـــم الـــــــ "النيوك".ففكروا الآن كم هو بعد شاسع بين هذين التعليمين.والأسف كل الأسف أنه إذا اعترض عليكم من باب المواساة بأنكم لماذا تجعلون نساءكم يرتكبن هذه الفعلة الشنيعة؟ قدمتم مسألة الطلاق، ولا تدرون أن الحاجة إلى الطلاق مشتركة في العالم كله.والمرأة التي قطعت معها علاقة الزواج فكأنها قد ماتت بالنسبة إلى المطلق.فلو توقفتم عند حــــد طلاق نسائكم في حال ،الضرورة، أي إذا عصينكم أو خالفنكم أو ارتكبن الفاحشة أو عادينكم بشدة، لما وقع عليكم أي اعتراض لأن العلاقة بين الرجل والمرأة إنما للمحافظة على التقوى والطهارة.والزوجان يتعاونان للمحافظة على الدين والطهارة وكل واحد منهما يكون صديقا صدوقا ووفيًا ومخلصا للآخر، وإن لم تبق بينهما العلاقة الطيبة التي هي الهدف الحقيقي من النكاح فما الحل سوى الطلاق؟ عندما تتآكل سين مثلا وتؤلم كثيرا لا تعود سنا بل تتحول إلى شيء خبيث ولا بد من قلعها حتى لا تصبح الحياة مرة كما جاء في "عندما تصاب سنك بالسوس فاقلعها يا صديقي.فارسي: هي الحق أن الطهارة الإسلامية هي التي شعرت بضرورة الطلاق، وإلا فالذين يعيشون كالديوثين يرون أنه لا حاجة إلى الطلاق مهما فعلت نساؤهم.منه.
الثالث: أي من الأديان الثلاثة، أي المسيحية أو الهندوسية أو الإسلام ، يرشد إلى الإله الحق ويُريه عيانا ولا يكتفي بالقصص فقط روح فليكن واضحا أن الغرض الحقيقي من اختيار الدين هو أن ينال المرء يقينا كاملا بالله الذي هو منبع النجاة وكأنه رآه بأم عينيه، لأن الذنب الخبيثة تريد أن تهلك الإنسان.ولا يسع الإنسان أن يجتنب ســــم الذنب الفتاك بحال من الأحوال ما لم يحظ بيقين تام بالله الكامل والحي، وما لم يعلم أن الله الذي يعاقب المجرم ويرزق المتق سعادة دائمة موجود يلاحظ كل يوم وبوجه عام أن الإنسان عندما يستيقن أن الشيء كذا قاتل لا يقترب منه.فمثلا لا يتناول أحد السم قصــــدا، ولا يقف أمام أسد مفترس، ولا يُدخل يده في جحر حية عمدا؛ فلماذا إذا يرتكب الذنب عمدا؟ السبب في ذلك أنه لا يحظـــي بـيقين كيقينـــه بالأشياء المذكورة آنفا.فالواجب الأهم والأول على الإنسان هـو أن يوقن بالله ويختار دينا يحصل بواسطته على اليقين لكي يخشى الله ويجتنب الذنوب.ولكن كيف يمكن الحصول على هذا اليقين؟ هـل بواسطة =
القصص والحكايات البحتة؟ كلا.هل يمكن ذلك بأدلة عقلية مبنية على الظن فقط؟ كلا.فليكن واضحا أن هناك سبيلا وحيدا للحصول على اليقين وهو أن يرى الإنسان آيات الله الخارقة للعادة بواسطة مكالمته ، ويستيقن بجبروته وقدرته من خلال تجاربه المتكررة، أو يمكث في صحبة شخص بلغ هذه الدرجة..والآن أقول بأنه ما من مسيحي ولا أحد من الآريين حائز على هذه الدرجة من المعرفة، وليس في أيديهم إلا القصص البحتة، وكلهم محرومون من مشاهدة التجليات الحية لله الحى إن إلهنا الحى والقيوم يكلمنا كما يتكلم الناسُ نسأله شيئا وندعوه وهو يجيبنا بكلمات مليئة بالقدرة.ولو طالت هذه السلسلة إلى ألف مرة لما أعرض ل عن الإجابة.ويُظهر في كلامه أمورا غيبية غريبة ويُري مشاهد القـدرة الخارقة للعادة لدرجة يجعل المرء يستيقن بأنه هو الذي يجب أن نناديه إلها.يجيب الدعوات ويُخبر بإجابتها، ويحل مشاكل عويصة.ويُحيي إن نبوءات نبي خلا من الدنيا تظل تتحقق أمام أعين الجيل الثاني كمعجزات وتُطَمْئِن القلوب إلى فترة من الزمن بعد زمن نبوته.ولكن هذا المشهد لا يدوم إلى مدة طويلة والقصص البحتة لا تجعل الإنسان ورعا بالمعنى الحقيقي.وإنما يمكن خطا لمن يتبع واحدا أن يزدادا تعصبا لقومه ويكون سليط اللسان كشخص شرير، ولكن لا يمكن أبدا أن تتطرق إلى قلبه طهارة صادقة تؤتي أكلها منه.
٦٢ المرضى شبه الأموات نتيجة كثرة الدعاء.وبكلامه يُخبرني بإراداته كلها قبل الأوان.الإله الحق هو ذلك الإله الذي هو إلهنا، ويثبـت لنــا بكلامه الذي يشمل أحداثًا مستقبلية أنه هو إله الأرض والسماء.هو الذي خاطبني وقال: سأحافظك من موت الطاعون، وسأحافظ أيضـــا جميع هؤلاء الذين يمكثون في دارك بالتقوى والورع.من ذا الذي نشر في هذا الزمن إلهاما مثله سواي، وأكد على حماية الله لنفسه ولزوجه ولأولاده ولجميع الصلحاء الذين يسكنون داره؟ لقد ظهرت على يدي ما يقارب مئة ألف آية والآريون مثل لاله شرمبت ولاله ملاوا مل أيضا من السكان المحليين شاهدون على أكبر جزء منها.1 28 وإن أنكروا ذلك سأبين لهم في كتيب منفصل هل رفضهم إياها دين أم تعنت بحث.إن قول الزور خشية القوم أسوأ من أكل النجاسة.ثم القوم أيضا ليس خارجا عن نطاق هذه الشهادة، بل إن بانديتهم L أرى أن بذاءة لسان الآريين في تزايد في هذه الأيام، وقد اتخذوا قومهم أيضا إلها إضافة إلى الآلهة المذكورة في الفيدا.أعلم يقينا أنه قد حان الأوان ليري الله الحــــي والقيوم قدرته من السماء في تأييد الحق.لقد علموا ضعف إلـه الفيدا بتاريخ آذار/مارس ولكن هذا الإله الجديد قد أنساهم ذلك الحدث.أية آية يطلبونها مني الآن؟ عليهم أن يتحدوا علنا.ثم سيرد الله على تحديهم كما يشاء فهو على كل ء قدير.الاستهزاء بالله وبوحيه ليس جيدا.مع أن الفيدا ليس كلام الله بحسب قولهم، ولكن كلام الله ينزل علي؛ فعليهم أن يروا ويتبينوا ولا يستهزئوا.منه.شيء
" "الشجاع" قد جعل الجميع شهودا بموته، فما حقيقة المسكينين شر مبت" و"ملاوا مل"؟ اعلموا أنه قد ظهرت نبوءة عظيمة أخرى عن الطاعون، وهي أنني نشرت قبل ستة أعوام أو سبعة في أحد كتبي بإلهام من الله أن كثيرا من ـد الناس سينضمون إلى جماعتي نتيجة الطاعون وهذا ما كان تماما؛ فقـ انضم إلى جماعتي أكثر من عشرة آلاف شخص خشية الطاعون.لقد شبه الله تعالى جماعتي بسفينة نوح، فلا يزال الناس يركبونها.وقد ركب سفينة نوح السباع والبهائم خائفة، وليس أن نوحا اصطادها من الفلوات كالصيادين بل ركبت السفينة بنفسها خائفة على حياتها.كذلك يركب الناس من كل نوع هذه السفينة أيضا خائفين.اسمعوا يا سكان الأرض جميعا، اسألوا الآريين والمسيحيين ثم قولوا عدلا وإنصافا هل في أيديهم شيء سوى قصص قديمة وبالية؟! ولهـــذا السبب اتخذت فرقة منهم إنسانا إلها، مع أنه لا يفوقني في شيء، بل لو رآني لوجد نعم الله تعالى عليّ أكثر.هذا هـ إلـ الزائف.المسيحيين أما الآريون فقد اخترعوا من عند أنفسهم إلها افتراضيا وضعيفا كإنسان لا يقدر على خلق الأرواح وذرات الأجسام.لو كـــان لهـم نصيب من قدرات الله المتجددة لعلموا أنه بريء من الضعف البشـــري
٦٤ وقادر على كل شيء ما حقيقة الروح حتى يتعذر عليه كل خلقها؟ وما حقيقة الذرات حتى يستحيل عليه الله خلقها؟ في الأرواح هنــاك أرواح أخرى، وفي الذرات هناك ذرات أخرى، والله خالقها جميعا.فهو يخلق باستمرار أشياء متجددة، أحيانا بمشيئته، وأحيانا أخرى استجابة لأدعية عباده المقبولين عنده.ومن لم يره على هذا النحو فهو أعمى كما يقول : مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى.أي الذي لم يره في هذا العالم لن يراه في ذلك العالم أيضا، وسيكون أعمى في كلا العالمين.الأعين لرؤيته لتنال في هذا العالم، وحياة الجنة تبدأ من هذا العالم نفسه.الإعلانات التي نشرها الآريون لشن الهجمات علي اعترضوا فيهـا على بعض نبوءاتي أيضا لقلة فهمهم يقولون بأنه كانت هناك نبوءة بولادة الابن في الأيام الراهنة أو قبلها ولكن ولدت بنت.فيكفي القولُ في الجواب بأنهم لو قرأوا كتبي واختاروا طريق الأمانة لما أثاروا اعتراضا مثله أبدا.لا أذكر إلهاما محتواه بأن ابنا سيولد الآن حتما بلا فصل.إذا كانوا يذكرونه فليقدموه وإلا فإن قول "لعنة الله على الكاذبين" يكف جوابا مني.1 الإسراء: ۷۳
لقد نشر الله تعالى نبوءة عن القيامة في جميع الكتب.الآريون أيضـــا يعتقدون بالقيامة الكبرى ولكن لم تتحقق تلك النبوءة إلى الآن بل عدد السكان في الدنيا يزداد يوما فيوما.الأماكن التي كانت فيها الفلوات والبراري من قبل ترى فيها الآن ،مدنا، ولكن هل يمكن القول بأن النبأ كان باطلا؟ بل الحق أن تحقق كلام الله يكون منوطا بموعد فيتحقق في موعده المناسب.أما نبوءة الوعيد فيتأخر تحققها أحيانا بسبب التوبة والرجوع إلى الحق ما أدل على وقاحة الإنسان من أن يكذب عنــــد توجيه الاعتراض كذلك كان الاعتراض على النبوءة عن موت عبد الله آتهم في محله لو مت قبله وكان هو حيـا إلى الآن، لأن الإلهــام كـــان يتلخص في أن يموت الكاذب مذهبًا قبل الصادق.ولكنه استفاد الشرط الإلهامي لبضعة أيام ثم مات بحسب النبوءة.وقد تراجــع عـــن تجاسره في مجلس بحضور سبعين شخصا تقريبا كان نصفهم وظل خائفا وباكيا إلى نهاية ميعاد النبوءة، فأُعطي مهلة.كانت المهلـــة بحسب شرط من الله ومذكورة في الإلهام.ثم دعاه القبر في نهاية المطاف.ولكنني أستغرب لماذا يقدم الآريون قصصا أخرى دون مبرر؟! ولمــــاذا ينسون بهذه السرعة ما جرى لهم؟! ولماذا لا يستفيدون من النبوءة عن البانديت ليكهرام؟! افتحوا كتابه وانظروا أنه نشر عني إعلانا أن الإله أخبره أن هذا الشخص سيهلك بالهيضة في غضون ثلاث سنوات.وقد يحيين
וד نشرتُ أنا أيضا في كتب عديدة بإلهام من الله أن ليكهـــرام سيهلك مقتولا في غضون ست سنوات ويكون يوم قتله مقرونا بيوم العيد، وبعد فترة سيتفشى الطاعون في هذا البلد فتحققت كل هذه الأمور.فارتحل بانديتكم "الشجاع" ليكهرام من هذا العالم في ٦ آذار/مــــارس تاركــــا إياكم عرضة للخجل.انظروا كيف ثبت صدق إله الإسلام وغلبته.إذا كان ذلك عمل الإنسان فلماذا لم تتحقق نبوءة ليكهرام؟ أسأل الآريين بكل أدب: هل لیکهرام بأن هذا الشخص سيموت بالهيضة في النبوءة التي تنبأ بها عني غضون ثلاث سنوات كانت من الله في الحقيقة؟ فلماذا إذا عجز إلـه ليكهرام عند هذه المواجهة؟ أما إذا كان البانديت قد كذب وافتـــرى على الله فهل يجوز بناء النصب التذكارية لمن افترى على الله؟ انظـــــروا كيف تحققت نبوءة إلهنا بكل جلاء في هذه المواجهة؟ ولقد كتبت أنه يجب على الآريين أن يدعوا إلههم مجتمعين لإنقاذ ليكهرام، ولكن إلههم لم يستطع ذلك.والآن ننهي كلامنا هنا.والسلام على من اتبع الهدى.
الخاتمة في الرد على بعض اعتراضات الأريين إذا نظر الإنسان بنظر العداء ناويا الطعن فقط دون تفكير رصين لصار الأمر - مهما كان واضحا وجليا - مدعاة للاعتراض في نظره.هذه هي حال الآريين إذ لا يهتمون بخجل يَصْدِمُ قلب كلِّ مَن كانت عنده مسحة من الحياء عندما يثبت أن اعتراضه خاطئ وبلا أصل.اسمعوا الآن، فقد أثاروا اعتراضات أثيرت دائما بمحض الجهل علــى دين مقدس وكامل مثل الإسلام والآن ننقل الاعتراضات التي وجهوها إلى الإسلام في جلستهم في قاديان بتاريخ ١٩٠٣/٢/٢٨م وبذلك أثبتوا ما آلت إليه حالة تعتتهم وجهلهم وبغضهم بغير حق.الاعتراضات ام (۱) المسلمون يسيئون إلى الله تعالى باعتقادهم أنه جالس على عرش يحمله أربعة ملائكة، وهذا يُثبت أن الله محدود وليس قائما بذاته.وإذا كان الله محدودا كان علمه أيضا محدودا وهو ليس حاضرا وموجودا في كل مكان.
الجواب يا أيها السادة، لا يعتقد المسلمون أن العرش شيء مادي ومخلـوق يجلس الله عليه.اقرأوا القرآن من البداية إلى النهاية لن تجدوا فيه أن العرش شيء محدود ومخلوق.لقد قال الله في القرآن الكريم مرارا وتكرارا بأنه هو خالق كل شيء له وجود؛ فيقول بأنه هـو خـــالق الأرض والسماء والأرواح وكافة قواها وبأنه قائم بنفسه وكل شيء خلقه قائم به، وكل ذرة وكل شيء موجود هو.ولم يقل في أي مكان بأن العرش أيضا شيء مادي خلقته.وإذا استخرج أحـــد مــــن الآريين من القرآن الكريم بأن العرش شيء مادي ومخلوق سأعطيه ألف روبية جائزةً قبل أن يغادر قاديان أقول حلفا بالله الذي الحلف الكاذب به فعل الملعونين بأني سأسلّم له ألف روبية فور استخراجه تلك الآية من القرآن الكريم.وإلا أقول بكل أدب بأن الذي يفتري على الله سيكون محل لعنة.من الواضح الآن بأن أساس هذا الاعتراض هو أن العرش شـيء منفصل يجلس الله عليه.ولما لم يثبت ذلك فما بقي اعتراض.يقول الله بصراحة بأنه موجود على الأرض وفي السماء أيضا وليس جالسا على شيء معين بل هو قائم بذاته، ويحمل كل شيء ومحيط بكل شيء.لا يكون ثلاثة إلا وهو ،رابعهم، ولا يكون خمسة إلا وهو سادسهم.وما
من مكان إلا ويوجد الله فيه.ثم يقول: (أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله ، وبأنه أقرب إليكم من حبل الوريد، وهو الأول والآخر وهو الظاهر والباطن.ويقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.أي إذا سألك عبادي عن مكان وجودي فالجواب هو أني قريب، وما من أحد أكثر مني قربا.فالذي يدعوني مؤمنـــا بي أجيب دعوته.مفتاح كل شيء بيدي، وعلمي محيط بالجميع.أنا الذي أحمل الأرض والسماء، وأنا الذي أحملكم في البر والبحر.كل هذه الآيات موجودة في القرآن الكريم، ويعرفها كل صغير وكبير من المسلمين ويقرأها.ومن أراد فليأتنا وليسألنا الآن.هل عدم استيضاح هذه الآيات وتوجيه الاعتراض بسبب استعارة فقط أمانة هو مذهب الآريين؟ أي مسلم في العالم يحسب الله محدودا أو ينكر علمــه الواسع وغير المحدود؟ اعلموا أنه لم يرد في القرآن الكريم قط أن ملاكا ما يحمل الله تعالى بل ورد مرارا أن الله يحمل كل شيء.غير أنه قـــد ورد في بعض الآيات على سبيل الاستعارة أن الملائكة يحملون عـــــرش الله الذي ليس شيئا ماديا ومخلوقا في الحقيقة فلكل عاقل أن يفهم هنا أنه ما دام العرش ليس شيئا متجسدا، فماذا عسى أن يحمله الملائكة؟ البقرة: ١١٦ البقرة: ۱۸۷
فلا بد أن تكون هذه استعارة، ولكن الآريين لم يفهموا هذا الأمر لأن الإنسان يعمى بسبب أنانيته وتعنته.والآن اسمعوا الحقيقة، ألا أنه كلما استخدمت في القرآن وهي ود موه.الكريم كلمة "عرش" كان المراد منه عظمة الله وجبروته وس لذلك لم يُصنفه الله في عداد المخلوقات.وهناك أربعة مظاهر لعظمة الحاشية: إن الله أربع صفات وبواسطتها تلاحظ شوكة الربوبيـــة الكاملة، ويتراءى بالكامل وجه ذلك الإله الأزلي والأبدي.فقد بيّن الله تعالى هذه الصفات الأربع في سورة الفاتحة، وأعطى الناس - ليؤمنوا به معبودا- تعليمـــا للإقـــرار بكلمات: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أي يا ربنا المتصف بأربع صفات نعبدك وحدك لأن ربوبيتك محيطة بكل العالمين، ورحمانيتك محيطة بكل العالمين، ورحيميتك محيطة بالعالمين كلها ومالكيتك بيوم الدين أيضا محيطة بالعالمين كلها، ولا شريك لك في حسنك هذا وإحسانك لذا لا نشرك في عبادتك أحدا.فليكن واضحا الآن أن الله تعالى عدّ في هذه السورة هذه الصفات الأربع مظهرا أتم لألوهيته.وقد استنتج من هذا الذكر فقط أن الإله الذي يملك هذه الصفات الأربع هو وحده يستحق العبادة.والحق أن هذه الصفات الأربع كاملة من كـــــل الوجوه وتحيط بكافة مقتضيات الألوهية وشروطها إحاطة الدائرة لأنها تتضمن ذكر صفات الله الابتدائية، وتشمل الرحمانية والرحيمية في الزمن الأوسط أيضا، ثم ذكرت صفة المجازاة أيضا للزمن الأخير.والحق أنه ليس هناك فعل من أفعال الله تعالى يخرج عن نطاق هذه الصفات الأربع مبدئيا.فهذه الصفات الأربــع تــــري صورة الله كاملة.إن معنى "استوى على العرش" حقيقةً هو أنه عندما تجلت هذه الصفات الإلهية بعد خلقه العالم، استوى الله على العرش؛ بمعنى أنه لم تبق صفة من
صفاته خارج مقتضى الألوهية بل تجلّت الصفات كلها بالتمام والكمال.كما عندما يجلس الملك على عرشه تتجلّى شوكته بالكامل.فمن ناحية يصدر الأمــــر بإعداد أسباب متنوعة لسد الحاجات الملكية، فتتم على جناح السرعة -وهذه هي الربوبية العامة ومن ناحية ثانية يُغنى الحضور كلهم بالجود والسخاء نتيجـــة الفيض الملكي دون أي عمل منهم.ومن ناحية ثالثة يُزوّد القائمون بالخدمـــة بأساليب وأشياء مناسبة لإتمام خدماتهم.ومن ناحية رابعة يُفتح بـاب الثـواب والعقاب، فيُضرب عنق أحد ويعتق غيره.فهذه الصفات الأربع تستلزم الاستواء على العرش دائما.فإن تنفيذ الله تعالى هذه الصفات الأربعة في العالم هو المراد من الاستواء على العرش.أما السؤال: ما معنى حمل أربعة ملائكة العرش؟ فجوابه أن هناك أربعة ملائكة موكلون بهذه الصفات الأربع ويُظهرونها في العالم.وتحت إمرتهم تعمل أربعة نجوم تسمّى "أرباب النوع الأربعة" وقد سميت في الفيدا باسم الآلهة.فهم ينشرون حقيقة هذه الصفات الأربعة في العالم وكأنهم يحملون هذا العرش الروحاني.كان الوثنيون يعتقدون بكل وضوح كما يتبين من الفيدا بأن هذه الصفات الأربــع يملكها الآلهة بشكل دائم، لذلك جاء فيه مدحها والثناء عليها بكثرة وطلــــب منها تحقيق المرادات.فقد وضح الله تعالى على سبيل الاستعارة أن هذه الآلــــــــة الأربعة التي يحسبها الوثنيون معبودا لهم ليست مخدومة بل هي خادمة وتحمل عرش الله تعالى، أي تظهر كالخدام صفات الله تعالى هذه من خلال مرآتها.والمراد مــــــن العرش هو مستلزمات صفات الاستواء على العرش كما بينت من قبل.لقد كتبتُ قبل قليل بأن معنى الرب هو الإله.فقد بدأ القرآن الكريم من سورة جاء فيهـا: الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي الحمد والثناء كله الله الذي هو إله العالمين كلها.العالمين ومالك جزاء العالمين، لا ورحيم هو وحده رب العالمين ورحمن العالمين
يساويه إلـه قط.ولأن ظاهرة عبادة الآلهة كانت منتشرة على نطاق واسع في زمن نزول القرآن الكريم وكان الإغريق يسمون كل إلـه "رب النوع"، وكانت كلمة ربّ النوع معروفة في الهند كاسم الإله لذا توجّه كـــلام الله تعالى أولا وقبل كل شيء إلى تلك الآلهة الزائفة فقال تعالى: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أي هو إله العالمين كافة وليس إلـه عالم واحد أو عالمين اثنين فقط لذا يجب عبادته وحمده والثناء عليه وحده والحمد والثناء على غيره خطأ.وبذلك الله تعالى في نفسه كل الصفات التي جعلها الوثنيون خاصة بالآلهة الأربعة وعد نفسه وحده منبع تلك الصفات.كان الوثنيون يعتقدون أيضا منـذ قــديم الزمان أن صفات الله المبدئية أي تلك التي هي أصل الصفات كلها أربع فقط، أي الخلق والتزويد بأسباب مناسبة، ثم نصرة العاملين لتقدمهم، ثم الجزاء في الآخرة.فكانوا ينسبون هذه الصفات الأربع إلى أربعة آلهة.فبناء على ذلــك اتخذ قوم نوح أيضا أربعة آلهة.ومن منطلق هذه الصفات كان الوثنيون العرب أيضا قد اتخذوا أربعة آلهة هي اللات ومناة والعُزَّى وهبل.وكانوا يزعمون أن جمع مي هذه الآلهة الأربعة تقوم بعملية التربية في العالم كل بحسب أسلوبها و شفيعتهم وهي التي توصلهم إلى الله تعالى.هذا ما يتبين من الآية: اليُقَرِّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى (الزمر: ٤).وكما قلتُ من قبل بأن الفيدا أيضا يدعو إلى المدح والثناء علـــى هــــذه الآلهـة الأربعة.مع أن الفيدا يذكر آلهة أخرى أيضا ولكن الآلهة المبدئية التي ولدت منها كل الآلهة، أو قولوا إن شئتم بأنها فروعها، هي أربعة فقط لأن المهمات أيضا، أربع فهدف القرآن الكريم الأول هو أن يقضي على آلهة الفيدا وآلهة الأديان الأخرى كلها ويبين أنها من أخطاء الناس إذ اتخذوا أشياء أخرى آلهة أي أرباب النوع.وليبين أيضا أن هذه الصفات الأربع خاصة بالله تعالى.وتلك
الله ۱۷۳ وجبروته التي تُعَدّ أربعة آلهة بحسب الفيدا وتسمى الملائكة أيضا في مصطلح القرآن الكريم - وهي: السماء التي تسمى "إندر" أيضا.ثم الإلهة الشمس، والقمر والأرض.فهذه الآلهة الأربعة كما ذكرت في هذا الكتاب، تحمل صفات الله الأربع التي هي المظاهر الأتم لجبروت الله وعظمته والتي تسمى العرش بتعبير آخر، أي تجلّيها على العالم.ولا حاجة إلى شرح أكثر إذ قد بيناها بالتفصيل آنفا.وقد ورد في القرآن الكريم أن للملائكة ثلاثة أنواع: (۱) ذرات الأجسام الأرضية وقوى الأرواح.(۲) قوى السماء والشمس والقمر والأرض التي تعمل باستمرار.الآلهة التي لا حياة فيها تحمل كالخدام عرش هذه الصفات الأربع.نعم ما قال قائل: هة "الحمد يليق بك وحدك، أي باب يذهب المرء إليه فهو بابك." إذا، هذا الاعتراض الذي يثيره الآريون دائما إنما يقع على فيداتهم في الحقيقة، لأن المسلمين يعبدون الإله الذي هو معبود حقيقي، ولكن الآريين يعتبرون الآلـ الزائفة التي تحمل على رؤوسها عرش صفات الله الأربع كالخدام إلها.بـــل هــي خادمة الخدام لأن هناك قوى أخرى مسيطرة عليها، وهي الملائكة الذين يُبقـــــون قوة تلك الآلهة قائمة.ومنهم من يسمَّى في مصطلح الشرع جبريل ومنــهم مــــن ميكائيل وغيره يُدعى عزرائيل وآخر إسرافيل إن أتباع سناتن دهـــرم يسمى يعتقدون بالملائكة من هذا النوع أيضا ويسمونها "جَم".منه.
(۳) القوى العليا فوقها التي تسمى جبريل وميكائيل وعزرائيل وغيرهم وقد سُمِّيت "جم" في الفيدا.ولكن المراد من الملائكة هنا هي الآلهة الأربعة، أي السماء والشمس وغيرهما التي تحمل صفات الله الأربع.وقد سُمِّيت هذه الصفات نفسها "العرش" بتعبير آخر.يعترف الفيدا أيضا بهذه الفلسفة، ولكن ما أغرب علماء الفيدات هؤلاء الذين ينكرون أيضا مسألة هم متمسكون بها! الله فباختصار، إن آلهة الفيدا الأربعة ،هذه أي السماء والشمس والقمر والأرض، تحمل عرش الله أي صفته الربوبية والرحمانية والرحيمية ومالكية يوم الدين كلمة "الملائكة" الواردة في القرآن الكريم تفيد العموم؛ فكل ما يخضع لأمر هو ملاكه.إذا، كل ذرة في العالم ملاك الله لأنها تخضع لأمره وتطيعه.وإذا لم تكن كل ذرة من ذرات العالم خاضعة لأمره و فكيف خلـق الله أجـــرام الأرض والسماء؟ هذه الاستعارة التي ذكرتُها توجد في كلام الله استعارات كثيرة مثلها وتحتوي على علم لطيف ودقيق وحكمة دقيقة جدا.وإن لم يرتدع أحد عن جهله الآن أيضا فله أن يختار أي اعتراض يشـــاء ليوجهه إلى الإسلام ثم ليسمع جوابه بالصبر والحلم.وإلا فلا يثبت من مثل هذه الاعتراضات إلا أن المعترض يجهل حقيقة الأمر وقلبه مليء بالتعنت وليس له هدف إلا التحقير فقط الدين علم ويضم في طياته
أسرارا.فهل من الضروري أن تثار ضده اعتراضات بمحض الافتراء؟ وإلا فالمسلمون أحق بالقول بأن الآلهة التي قدمها الفيدا إنمـا هــي الشمس والقمر والنار والماء والأرض وغيرها من الأشياء المخلوقة كلها محدودة ومخلوقة ولا حياة فيها.لذا إن إله السادة الآريين ليس محدودا فقط بل ميت أيضا فلا يستطيع أن يسمع نداءهم ولا يجيب.والإله الذي لم يخلق شيئا لا بد من عَدهِ محدودا على أية حال، فقولوا إن شئتم أن هناك مدينة تسكنها الأرواح والذرات والإله، فتقطن الأرواح في إحدى حاراتها وفي حارة أخرى تسكن ذرات الأجسام وفي زاوية حارة ثالثة يقطن الإله، لأنه لا يمكن للإله أن يُقحم نفسه بين الأشياء التي هي أزلية ولها وجود مستقل.هل يمكنكم أن تحيطوا بكل مكان؟ فكروا ما الفرق بينكم وبين الإله من حيث الأزلية ومن حيث غير المخلوقية؟ وأنى له أن يُقحم نفسه في غيره.وبذلك صار إلهكم محدودا تلقائيا، وبسبب كونه محدودا صار علمه أيضــــا محدودا.ولكن هل لأحد أن يحسب محدودا ذلك الإله الذي يقدمه القرآن الكريم ويقول عنه بأنه روح كل روح وبه تحيا، وبأن كل ذرة خُلقت بيده وقائمة بسببه وهو محيط بكل شيء لأن كل شيء مخلوق بیده؟
هذه الجاهل الذي يملؤه التعنتُ يتفوه بشيء ولا يعزم على البت فيه، هي حال الآريين وكأنهم سيعيشون في هذه الدنيا إلى الأبد.وإلا نقول بأنكم لو استطعتم أن ترفضوا قولا واحدا مما قاله القرآن الكريم فلكم أن تفرضوا عليّ أية غرامة تشاؤون، أو تصادروا عقاراتي كلها.ولكن هل يودّ أحدكم أن يتحاكم في أمر ما بهدوء وترو وتأن كما يُحكم في القضايا في المحاكم حاشا وكلا! فاصبروا إلى أن يحكم الله بيننا وبينكم.(۲) هناك اعتراض آخر أيضا أن الملائكة يوصلون إلى الله تعالى أخبار الخير والشر ويجهلها الله تعالى إلى ذلك الحين.الجواب هو لعنة الله على الكاذبين وإلا فأرونا أين قال الله في من القرآن الكريم بأنه يجهل أحوال الخلق ما لم يُطلعه عليها مــلاك الملائكة؛ بل يقول الله في القرآن الكريم مرارا وتكرارا بأنه يعلم كـــل صغيرة وكبيرة ولا تسقط حتى ورقة دون إذنه.ما أغرب هؤلاء القوم إذ يفترون إلى هذا الحد بكل تجاسر القرآن الكريم كله مليء بالتأكيد على أن الله تعالى يحيط بكل شيء علما.فماذا نسمي افتراءهم بـأن المسلمين يعتقدون أن الله لا يعلم عن مخلوقاته شيئا ما لم يخبره الملائكة؟
(۳) هناك اعتراض آخر أن المسلمين يعتقدون أن الله تعالى عاطلا لبعض الوقت في البداية، لأن العالم ليس موجودا من الأزل.الجواب: المسلمون لا يعتنقون قط اعتقادا أن الله كان عاطلا قبل خلق الإنسان، بل يقول الله الله في القرآن الكريم مرارا وتكرارا بأنه خالق منذ الأزل، أما تفصيل خلقه فيفوق قدرة الإنسان.نؤمن انطلاقا من القرآن الكريم أنه وعمل لم يتعطل قط ولكن لا نعرف تفاصيل ذلك.ولا ندري كم مرة خلق الله تعالى هذا العالم وكم مرة أهلكه.إن هذا العلم الواسع وغير المتناهي هو عند الله فقط ولا يحيط به سجل.يعتقد المسيحيون أن الله خلق الدنيا منذ مدة وجيزة ولم يكن هنــاك شيء قبل ذلك وأنه تعالى ليس خالقا منذ الأزل، فلكم أن توجهوا هذا الاعتراض إليهم.وعليكم أن تستحيوا قليلا لأننا نؤمن بأن إلهنـــا ظل يخلق ذرات الأجسام والأرواحَ أيضا منذ القدم، أما أنتم فـــلا تؤمنون بوجود هذه الصفات فيه الله حتى لمرة واحدة دع عنك أزليتها.فكيف تعترضون على الإسلام افتراء متناسين معتقــــداتكم أنفسكم؟ وإلا أرونا من القرآن الكريم متمسكين بمقتضيات الحياء أين قال الله تعالى بأنه ليس خالقا منذ الأزل ؟ أما إلهكم فلا يفوق البنّاء أو النجار درجة.كيف يُعلم أنه عالم الغيب؟ ما دليل ذلك من الفيدا؟ أجيبوا بشيء من التأمل والتدبر الرصين.
(٤) من اعتراضاتهم أن إله المسلمين متقلب كثيرا إذ يأمر تارة بشيء ويأمر بشيء آخر تارة أخرى.الجواب: هداكم الله لم يرد في القرآن الكريم قط أن الله متقلب، بل ورد فيه أن الإنسان متغير، لذا يُحدث الله تغييرات من أجله وبما تناسبه.عندما يكون الجنين في البطن يتغذى على الدم، وعندما يولـــــد يرضع الحليب فقط إلى مدة معينة ثم يأكل الغلال بعد ذلك.فيخلق الله له أسبابا من ثلاثة أنواع بحسب الضرورة حين يكون الجنين في البطن يأمر الله ملائكة البطن، وهي الذرات الداخلية، أن تصنع مـــن الـــدم طعاما للجنين.ثم عندما يولد ينسخ ذلك الأمر ويأمر ملائكة الثدي التي هي ذراته لتخلق له الحليب.ثم حين يكتمل نموه بالحليب ينسخ ل هذا الأمر أيضا ويأمر ملائكة الأرض التي هي ذراتها لتخلق له الغلال والماء إلى آخر الأمد.فنعترف أن هذا النوع من التغيرات ملحوظ في أحكام الله تعالى سواء أكانت بواسطة النواميس الطبيعية أو من خلال الشريعة.ولكن هل من تغيّر حدث في الله نتيجـة هــذه التغيرات؟ الحياء، الحياء، الحياء!!! من المؤسف حقا أن الإله لا يملك هذه التغييرات بحسب الفيدا لأن الفيدا ينكر ملائكة الله ، فكيف يمكن أن تخضع ذرات العالم وقــــوى الأرواح لأوامره ؟ لا يمكن أن تُنسب سلسلة علوم الطبيعـــة
19 والأفلاك إلى الله إلا إذا عُدّت كل ذرة من المخلوقات ملاكـــا الله بصورة طبيعية وإلا لا بد من أن يصير المرء ملحدا نتيجة إنكار الملائكة ويقول بأن كل ما يحدث في العالم لا يعلمه الإله ولا يحدث بإرادته أو مشيئته.فمثلا يتكون الذهب والفضة والنحاس والحديد في بعض المناجم، وتخرج من بعضها الآخر الألماس والياقوت والأزرق، وفي بعض الأماكن الأخرى هناك مناجم اليواقيت، وتخرج اللآلئ من بعض البحار ويتشكل في بطون الحيوانات بيض أو يتولد الولد، وقـــــد علّمنا الله في القرآن الكريم أن هذه السلسلة الطبيعية لم تأت إلى حيز الوجود من تلقائها بل تخضع ذرات كل هذه الأشياء لأمر الله وهى ملائكته ، أي مسخرة لأعمال معينة فتنجزها بحسب مشيئته.إن ذرات الذهب تكون ذهبا وذرات الفضة تكون فضة وذرات اللؤلؤ تصنع لؤلؤا، وذرات الكيان البشري تكوّن جنينا بشريا في بطـــون الأمهات.ولكن لا تعمل هذه الذرات شيئا من تلقاء نفسها بل تخضع لأمر الله وتعمل بحسب مشيئته لذا تُسمَّى ملائكته وللملائكة عدة أنواع: الملائكة الذين ذكر تهم آنفا هم ملائكة الأرض، أمــا ملائكة السماء فتلقى بتأثيراتها من السماء، كما أن حرارة الشمس أيضا ملاك الله إذ يُنضج الفواكه إلى جانب أعمال أخـــرى.كذلك الرياح أيضا ملائكة الله إذ تجمع السحاب وتلقي بتأثيراتها المختلفة على
المزارع.وهناك ملائكة آخرون أيضا فوقهم إذ ينفخون تأثيراتهم فيهم.تشهد العلوم الطبيعية بأن وجود الملائكة ضروري ونراهم بأم أعيننا أيضا.والفيدا ينكر وجود الملائكة بحسب قول الآريين ولذلك فهو ينكر هذه السلسلة الطبيعية ويضع أساسا للإلحاد.أليس من البديهي والمشهود بوجه عام أن كل ذرة من ذرات الأجسام منهمكة في عمل معين حتى إن النحل أيضا تعمل نتيجة وحي الله.فإذا كان الفيدا ينكر هذه السلسلة فلا خير فيه لأنه في هذه الحالة يؤيد الإلحاد.فإذا كان هذا هو نموذج علم الفيدا فواها له! ما أجمله من نموذج!! (٥) والاعتراض الآخر هو بأن الاعتماد على الشفاعة شرك.الجواب: يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنه.معنى الشفاعة بحسب القرآن الكريم هو أن يدعو المرء لأخيه ليتحقق مرامه أو يُرفع عنه البلاء فيأمر القرآن الكريم أن من كان خاضعا الله أكثر فليدعُ لأخيه الضعيف نسبيا لينال الأخير أيضا المرتبة نفسها، هذه هي حقيقة الشفاعة فمما لا شك فيه أننــا ندعو لإخواننا أن يهبهم ا الله تعالى القوة ويرفع عنهم البلايا، وهذا نوع من المواساة لهم.فإن لم يعلّم الفيدا هذه المواساة ولا يمكن لأحد بحسبه البقرة: ٢٥٦
أن يدعو لأخيه فهذا ليس مما يُحمد عليه الفيدا بل هو مثلبة كبيرة.ولما كان الناس كلهم كجسد واحد فقد علمنا الله تعالى مرارا وتكرارا بأن قبول الشفاعة هو في يد الله ولكن عليكم أن تداوموا على الشفاعة لإخوتكم أي استمروا في الدعاء لهم، ولا ترتدعوا عن الشفاعة، أي من الدعاء النابع عن المواساة؛ لأن لبعضكم حقا على بعضكم.إن كلمة الشفاعة مستمدة من شفع"، والشفّع تعني الزوج وهو خلاف الوتر.فيُسمّى الإنسان شفيعا حين يصبح زوجا لغيره بكمال المواساة ويفنى فيه، ويسأل لغيره العافية كما يسألها لنفسه.وجـ.وجدير بالذكر أنه لا يكتمل دين أحد ما لم تتولد فيه المواساة علـــى سـبيل الله الشفاعة، بل الحق أن للدين جزأين كاملين فحسب، أحدهما حب والثاني حب البشر لدرجة أن يعُدّ المرء مصيبتهم كمصيبته، وأن يدعو لهم، الأمر الذي يسمى الشفاعة بتعبير آخر.الله (٦) لا يُسمع صوت الله في الدنيا.الجواب من الغريب حقا أنه أن مع جميع الآريين قد سمعوا صوت بتاريخ ٦ آذار/مارس نتيجة موت ليكهرام، وقد أعلن الله تعالى في العالم أن ليكهرام سيُقتَل بيد أحد في غضون ستة أعوام بسبب بذاءة لسانه، ولم نسمع نحن فقط هذا الصوت بل سمعه الآريـــون كلـهـم وجُلُّهم أيضا بواسطتنا، أفلا يثبت إلى الآن أن العالم كله يسمع صوت
الله؟ إن الآريَّيْنِ القويين من بينكم أي لاله شرمبت" ولاله ملاوا مل" اللذين يسكنان في قاديان، شاهدان على سماع صوت الله مرارا، ولكن إذا أنكرا وآثرا القوم على الله تعالى ،وكذبا، فلعلهما يسمعان صوتا سماويا آخر.لمعلن العبد الضعيف میرزا غلام أحمد القادياني