Language: AR
تأليف منيف لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام، فنَّد فيه مزاعم بعض المسلمين والمسيحيين بصعود المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء ونزوله منها إلى الأرض في الزمن الأخير. وقد أثبت فيه -بأدلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والكتاب المقدس وكتب التاريخ والطب- نجاةَ المسيح من الموت على الصليب، فهِجرَتَه إلى الهند بحثاً عن خِراف بني إسرائيل الضّالة، ثم وفاتَه هنالك بكشمير بعد أن عاش مائة وعشرين عاماً. كما خَطَّأَ المؤلف فكرة الجهاد العدواني.
المسيح الناصري العليا في الهند بقلم: سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني الإمام المهدي والمسيح الموعود الله الناشر: الشركة الإسلامية المحدودة
اسم الكتاب: المسيح الناصري العليا في الهند ترجمة منقحة..الطبعة الحديثة ١٤٢٣ هـ / ۲۰۰۲ م ترجمه من الأردية القسم العربي بالجماعة الإسلامية الأحمدية جميع الحقوق محفوظة للشركة الإسلامية المحدودة Al-Shirkatul Islamiyyah ISBN: 185372 724 5
الموضوع كلمة الناشر نبذة عن حياة المؤلف.المقدمة الباب الأول بسم الله الرحمن الرحيم المحتويات الصفحة أ ج ۱۷ الباب الثاني..في بيان الشهادات التي وجدناها في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة حول نجاة المسيح العليا الباب الثالث..في الشهادات المأخوذة من كتب الطب فهرس الكتب الطبية التي تتضمن ذكر "مرهم عيسى وأنه قد أُعد لمعالجة الجروح التي أُصيب بها ال.الباب الرابع..في الشهادات المستمدة من التاريخ.الفصل الأول..في الشهادات المأخوذة من الكتب ۰۳ ٦١ ٦٣ ۷۲ الإسلامية التاريخية التي تُثبت سياحة المسيح ال...٧٢ الفصل الثاني..في شهادة الكتب البوذية التاريخية......٧٩
۱۰۲ ۱۱۹ ۱۳۳ الفصل الثالث..في شهادة الكتب التاريخية التي تنص على مجيء المسيح الله إلى "بنجاب" وما يجاورها من البلاد فهرس مفصل للمواضيع نصوص مقتبسة من شتى المراجع التي أشار إليها المؤلف
أ سم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم بسم كلمة الناشر لقد سبق طبع هذا الكتاب الرائع قبل سنين طويلة بترجمة عربيـــة قام بها الأستاذ المرحوم مبارك أحمد ،ملك، وكان هناك حاجة ماسة لطبعة جديدة له؛ فها نحن نقدمه اليوم للقارئ العزيز بترجمة حديثـــة منقحة.ومما يجب الإشارة إليه أن سيدنا أحمد ال كان ينوي أن يُتم هذا الكتاب في عشرة أبواب وكلمة ختامية، ويضم إليه بعض البحوث الهامة الأخرى - كما ذكر في المقدمة - ولكن الكتـ الذي بين أيدينا لا يتجاوز أربعة أبواب فقط.يبدو أنه لم يتح استكمال هذه البحوث حتى لقي رفيقه الأعلى.مع العلم أنه العلي قام بتأليف هذا الكتاب في عام ۱۸۹۹م, ولكنه طبع لأول مرة بعد وفاته الله في ۲۰ نوفمبر ۱۹۰۸م.وهناك في بعض الصفحات هوامش وضعها سيدنا أحمد الق بنفسه، وكتَبَ - عمومًا - عند نهايتها: (المؤلف).وثمة هـوامـــــــش أخرى قد أضافتها لجنة المترجمين في الطبعة الحالية توضيحا وتيسيرًا للقارئ العزيز، وقد ميّزت عن الهوامش الأصلية بالخط المائل، وكتب في آخرها (المترجم).كما أشير في الهامش إلى أسماء السور وأرقام الآيات التي اقتبسها المؤلف، وتم ترقيمها باعتبار البسملة أول آية لكل سورة.وأضيف في آخر الكتاب ملحقان ملحق يحتوي علـــى فـهـرس
).مفصل لمواضيع الكتاب؛ وآخر يحوي نصوصا باللغة الإنجليزية مقتبسة من المراجع الأصلية التي أشار إليها المؤلف في صلب الكتاب.علما أن الهوامش والملحقات الإضافية كلها قد وضعت بعد استشارة سيدنا أمير المؤمنين نصره الله وإذنه.وأخيرًا نطلب الدعاء لكل من ساهم في إخراج هــذه الطبعة، ونخص بالذكر السادة الأفاضل: سيد عبد الحي شاه، طه القـ محمد منير إدلبي محمد أحمد نعيم محمد طاهر نــــــديم، داود أحمــد عابد، محمد الشوا، د.محمد البراقي، تميم أبو دقة، عبد المجيد عــــــامر وعبد المؤمن طاهر.جزاهم الله أحسن الجزاء.زق، نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب عباده، ويوفقهم لمعرفة الحق واتباعه.آمين.
(: نبذة عن حياة المؤلف ولد سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني المؤس من الجماعة الإسلامية الأحمدية عام ١٨٣٥م في قاديان بالهند.لقد ظل عاكف على الدراسة العميقة للقرآن الكريم، منكبا علـــــى حيـــاة التعبــد والتقشف.وحينما وجد أن الإسلام أصبح هدفا للهجوم العنيف والعدوان الشائن من جميع الجهات، وأنه قد غدا نُهبـــة التشكك والارتياب وأن المسلمين قد صاروا في الدرك الأسفل من و أن الدين عاد قشرًا دون ،لباب اضطلع حضرتُه في هذا الوقـ العصيب بإماطة اللثام عن حقيقة الإسلام، وقام بتبديد الحجـ الكثيفة عن وجهه الأغر؛ فاستهل كفاحه بكتابه التاريخي العظيـــــــم براهين أحمدية) في أربعة مجلدات، وقد أعلن فيه بتحد صريــــــــح الشقاء، أن الإسلام هو الدين الحي الخالد الذي باتباعه يتمكن الإنسان من تعزيز صلته بخالقه ، ويظفر بوصاله وأن التعاليم التي يتضمنها القرآن الكريم، والشريعة التي يقدمها الإسلام، إنما تهدف إلى السمو بالإنسان إلى ذروة الكمال في كل المجالات الخلقية والفكرية والروحية.وكذلك أعلن حضرته لأن الله لا قد بعثه مسيحا موعودا ومهديا معهودا طبق الأنباء الواردة في التوراة والقرآن الكريم والحديث الشريف.وفي عام ۱۸۸۹م اختار حضرته لأتباعه طريق المبايعة للانضمام إلى جماعته التي سماها الجماعة الإسلامية الأحمدية.إن معظم كتبه - التي تنيف عن الثمانين - هــي باللغة الأردية وبعضها بالعربية والفارسية.وبعد وفاته الله في عام ۱۹۰۸م انتخب سيدنا الحافظ نور الدين خليفته الأول؛ وبعد وفاته الله الله في عام ۱۹۱٤م انتخـ
سيدنا ميرزا بشير الدين محمود أحمد كخليفة ثان، وكان الموعود لسيدنا أحمد ال.ولما توفي في عام ١٩٦٥م انتخـ سيدنا الحافظ ميرزا ناصر أحمد حفيد مؤسس الجماعة الإس الجماعة الإســــــلامية الأحمدية العليا كخليفة ثالث وعند وفاته عــــــام ١٩٨٢م انتخب سيدنا ميرزا طاهر أحمد نصره الله تعالى – وهــــو الإمـام للجماعة والخليفة الرابع للمسيح الموعود الل.لقد تأسست هذه الجماعة إلى الآن في أكثر من ١٧٠ بلدا من بلدان العالم، وقد نجحت بعون الله تعالى في تأسيس شبكة واسعة للمساجد ومراكز الدعوة الإسلامية في أقطار العالم كافة.ولها قناة فضائية خاصة باسم MTA القناة الإسلامية الأحمدية، التي تبث برامجها الدينية والتربوية والثقافية على مدار الساعة، وإلى جميع أنحاء العالم.
بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلّي على رسوله الكريم ربَّنَا افْتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خيرُ الفاتحين المقدمة هدفي من تأليف هذا الكتاب هو أن أرد على تلك الأفكــ الخاطئة والخطيرة التي هي متفشية في معظـ ـم فــرق المسلمين والمسيحيين حول أوائل حياة المسيح الله وأواخرها؛ وذلـــك ببيان الحوادث الصحيحة والشواهد التاريخية الكاملة المحققة بمنتهى الدقة، بالإضافة إلى الوثائق الأجنبية القديمة..أعني أن أرد علـ تلك الأفكار التي من شأن نتائجها المروعة أن تهدم بناءً التوج الإلهي؛ وليس ذلك فحسب بل مازال تأثيرها السيئ والسام للغاية ملحوظا في الحالة الخُلُقية للمسلمين في هذه البلاد.وبسبب الصفات الاعتقاد بهذه الأساطير الخرافية والقصص الواهية، فإن كثيرا الأمراض الروحانية، كسوء الخلق وسوء الظن وقـ الظن وقسوة القلب والجفاء، لآخذة في الانتشار في معظم فرق الإسلام؛ بينما أخذت الإنسانية النبيلة كالمؤاساة والتراحم والإنصاف والتواضع، تتلاشى فيهم يوما بعد يــــــوم، بحيـث أوشكت أن تغادرهم نهائيا.وبسبب هذه القسوة والانحراف الخُلقي، نجد كثيرًا من المسلمين وكأنهم لا يختلفون عن السباع إلا قليلا.ففي حــــــين
نرى أحدًا من أتباع الجينية أو أتباع البوذية يتجنب حتى قتل بعوضة أو برغوث، نجد معظم المسلمين مع الأسف الشــــــــديد لا يخشون، عند سفك دم بغير حق أو إزهاق نفس بريئة، أخذ ذلك العزيز المقتدر الذي اعتبر نفس الإنسان أغلى بكثير مـــــــن ســـــائر حيوانات الأرض.فما هو سبب هذه القسوة والهمجية والغلظة يا ترى؟! إنما السبب هو أن مثل هذه القصص الخرافية والنظريات الخاطئة حول الجهاد تصب في مسامعهم وترسخ في قلوبهم منذ طفولتهم؛ الأمــر الذي يجرفهم شيئا فشيئا إلى الانهيار الخلقي، حتى إن قلوبهم لم تعد تشعر ببشاعة هذه الأعمال المنكرة؛ بل إن الذي يقتل شخصا بريئا على حين غفلة منه دافعا أهله وعيالــــه إلى هـوة الويـــل والهلاك، يحسب أنه قد أتى عملا عظيما يثاب عليه، بل يظن أنــــه قد أحرز مفخرة عظيمة لقومه! وبما أن المواعظ الرادعة عن هذه السيئات لا تلقى في بلادنا، وإن حصل منها شيء فإنما يكون من باب المصادفة، فلذا نجــــد أفكار عامة الناس مائلة إلى هذه الأعمال المثيرة للفتن ميلا شديدا.وقد سبق أن ألفت، شفقة على قومي، كتبا عدي دة باللغــات الأردية والعربية والفارسية صرحت فيها بــــــأن فكرة الجهاد (العدواني) لدى المسلمين اليوم وانتظارهم لإمام سفاك للدمـــــــاء، وبغضهم للأمم الأخرى، كل ذلك ليس إلا بسبب خطأ وقع فيه بعض العلماء القليلي الفهم.أما الإسلام فلا يأذن برفع السيف إلا الجينية فرقة من فرق الهندوس يتبنى أتباعها فكرة عدم إيذاء أي كــــــــائن حي، إنسانا كان أو حيوانا أو حشرة.(المترجم)
في حرب ،دفاعية، أو في محاربة الظالمين المعتدين عقابًا محاربة الظالمين المعتدين عقابًا لهم، أو في الحرب التي تُشَنُّ حفاظًا على الحريات المشروعة.والحروب تلك التي يُلجأ إليها لردّ عدوان العدو الذي يهدد الدفاعية إنما هي حياة الناس.هذه هي الأنواع الثلاثة للجهاد المشروع، وإلا فإن = الإسلام لا يُجيز شن الحرب لنشر الدين، بأية صورة كانت.وخلاصة القول إنني قد وزعتُ كثيرًا من الكتب بهذا الموضوع ببذل أموال كثيرة في هذه البلاد وفي بلاد العرب والشام وخراسان وغيرها.وبفضل الله تعالى قد وجدت الآن، لاستئصال مثل هذه العقائد الباطلة الزائفة من القلوب أدلّةً قويةً وشواهد بينةً وقرائن يقينيةً وشهادات تاريخيةً، تُبشرني أشعة صدقها بأن انتشارها سوف يؤدي عن قريب إلى تغير مدهش في قلوب المسلمين ضـــــد هـــذه العقائد الباطلة.وهناك أمل قوي أنه بعد تفهم هذه الحقائق سوف تنفجر من قلوب أبناء الإسلام السعداء عيون باهرة الجمال عذبة المياه من الحلم والتواضع والرأفة، وإن تغيرهم الروحاني هذا سوف يجلب لهذه البلاد سعادة وبركة كبيرتين.وكذلك فإنني على يقين بأن علماء المسيحية وغيرهم الذين يتطلعون إلى الحق ويتعطشـــــون له، سيستفيدون جميعهم أيضًا من كتابي هذا.وأما ما صرّحت به آنفا من أن الهدف الحقيقي الكتاب هو إصلاح الخطأ الذي تسرب إلى معتقدات المسلمين والمسيحيين، فإن هذا التصريح يحتاج لبعض الشرح الذي أقوم به فيما يلي: فليكن واضحًا أن معظم المسلمين والنصارى يعتقدون بأن عيسى ال قد صعد إلى السماء حيًّا، ولم يزل كلا الفريقين يزعم منذ مدة طويلة أنه ما زال حيًّا في السماء، وسينزل إلى عیسی من هـــذا
أن الأرض في الزمن الأخير في وقت من الأوقات.والفرق الوحيد بين تصريحات الفريقين أعني المسلمين والمسيحيــــــن هـو المسيحيين يقولون إن عيسى ال قد مات على الصليب، ثم عاد إلى الحياة، وصعد إلى السماء بجسمه ،المادي، وجلس عن يمين أبيه؛ وأنه سيعود إلى الأرض في الزمن الأخير، ليقيم فيها العدل.ويقولون أيضا إن إله الكون وخالقه ومالكه ليس إلا يسوع المسيح، وهو الذي سينزل بجلاله عند نهاية الدنيا ليدين النـــــــاس ويجازيهم، وعندئذ سيؤخذ كل من لم يعتقد بألوهيته، أو بألوهيــة أمه، فيلقى في جهنم حيث العويل وصك الأسنان! العليا بينما تقول الفرق السالفة الذكر من المسلمين بأن عيسى ال لم يعلق على الصليب، و لم يمت عليه، بل إن اليهود حينما ألقــــــوا القبض عليه ليصلبوه، صعد به ملاك من ملائكة الله إلى السماء بجسمه المادي، وأنه مازال في السماء حيا يرزق حتى الآن، ومقره في السماء الثانية حيث يقيم أيضا بي الله يحيى أي يوحنا.وكذلك يقول المسلمون إن عيسى ال إنما هو نبي مكرم مـــــن عند الله، وليس إلها ولا ابن إله ويعتقدون أيضا أنه سينزل في الزمن الأخير عند منارة دمشق، أو في مكان آخر، واضعا يديـــه على كتفي ملكين، وسيقوم بقتل كل شعوب العالم غير المسلمة بصحبة الإمام محمد المهدي من بني فاطمة الذي يكون قد سبق ظهوره في الدنيا، وأنهما لن يتركا أحدا منهم حيا إلا من لم بغیر تريث.وبالاختصار، فإن طائفة من المسلمين - وهي التي تسمي نفسها بأهل السنة أو أهل الحديث، والتي يدعوهـا عامــة النــاس بالوهابيين- يعتقدون بأن الغاية الحقيقية من نزول عيســــــى اللي
هي *" أن يدمّر الدنيا كلها، تماما كما فعل "مهاديو" معتقدات الهندوس، وأنه سيدعو الناس أولاً إلى الإسلام، فإن أبوا وظلوا على كفرهم أعمل السيف فيهم أجمعين! كما يزعمون أيضًا أن الهدف من استبقائه حيًّا بجسده المادي في السماء هو أن ينزل منها في زمن ضعف سلاطين المسلمين، ليضرب الأمم الأخرى، ويجبرهم على اعتناق الإسلام، أو يضرب رقابهم إذا أصروا على الكفر ! خاصة وإن علماء الطائفة المذكورة يؤكدون - في صدد المسيحيـــــــين بأن عيسى ال بعد نزوله من السماء سيحطّم صلبان العالم كلها، وسيعمل فيهم السيف دون هوادة، وسيُغرق الدنيا في الدماء.وكما ذكرت آنفا، فإن هؤلاء، أعني أهل الحديث وغيرهم من المسلمين، يعلنون بحماس شديد عن اعتقادهم بأنه قبل نزول المسيح سيظهر إمام من بني فاطمة باسم محمـــد المـــهدي، وأنــه سيكون هو الخليفة والملك في الواقع لكونه من قريش؛ وبمــا أن هدفه الحقيقي هو قتل الشعوب التي تكفر بالإسلام إلا مَن ، أَقَرَّ منهم بشهادة الإسلام بلا ،تريث فإن عيسى ال أيضًا سينـــــــزل من السماء لنصرته ومساعدته ويقولون إن عيسى الله، وإن كان مهديا بنفسه، بل هو المهدي الأكبر في الواقع، ولكنه لن يكـــــــون خليفة المسلمين، لوجوب كون الخلفاء من قريش، وإنما الخليفة هو محمد المهدي.ويقولون أيضًا إنهما سيملآن الأرض بدماء بني آدم بكثرة بحيث لم ولن يكون لها مثيل في بقعة من بقاع الأرض منــــذ بدء الخليقة حتى نهايتها، وأنهما لن يلبثا أن يشرعا في سفك الدماء دون إنذار مسبق أو تقديم آية ما.ويقولون إن عيسى ال أحد كبار آلهة الهندوس.(المترجم)
سيكون مجرد مشير أو وزير للإمام محمد المهدي الذي سيتولى زمام الحكم، إلا أنه لن ينفك عن تحريض المهدي على قتل أهـــــل الدنيا كلهم أجمعين، ويلح في ذلك إلحاحا شديدا؛ فكأنه يسـ بذلك فراغا تركه في هذا المجال لدى بعثته الأولى التي قضاها في المواعظ الخلقية، إذ كان يعلم الناس أن لا يواجهوا الشر بالشر وإنما يجب على كل واحد أن يقدم خده الأيمن إذا لطـ الأيسر ! خده هذه هي معتقدات عامة المسلمين والمسيحيين عن عيســــــــــى ال.ومما لا شك فيه أن المسيحيين قد وقعوا في خطأ فادح إذ ادعوا بألوهية إنسان عاجز؛ ولكن ما تحمله بعض الطوائف الإسلامية، بما فيها "أهل الحديث" الذين يدعون الوهابيين أيضا، من معتقدات عن ظهور مهدي سفاك و مسیح موعود سفاح فإنـه يترك على حالتهم الخلقية تأثيرات سيئة للغاية؛ وبسبب هذا التأثير الضار لا يكادون يعايشون أي قوم في سلم بحسن النية وصدق الطوية، كما لا يرضون بالعيش تحت ظل أية حكومة غير إسلامية في طاعة صادقة كاملة ووفاء تام.ومن السهل جدا أن يدرك كل عاقل أن مثل هــــذه العقيـدة مدعاة لطعن شديد أعني أن نكره الشعوب الأخرى على قبــــــول الإسلام، وإلا فمصيرهم القتل ! إن الضمير الإنساني ليدرك بسهولة أن إجبار إنسان وإكراهه على قبول عقيدة ما بتهديده بالقتل قبل حقيقتها ويتبين تعاليمها الخيرة ويطلع على مزاياها الحسنة لهو أسلوب مستنكر للغاية.وكيف يمكن لدين أن يزدهر بهذا الأسلوب، بل على العكس، فهو سيعرضه للانتقاد من قبل كـــــــل معارض.وإن مثل هذه المبادئ لتؤدي في نهاية المطاف، إلى خلــو أن يعي
القلوب من مؤاساة الإنسان نهائيا، كما أنها تقضي على الأخلاق الإنسانية العظيمة كالرحمة والعدل قضاء تاما؛ وتحل محلها الضغينة والبغضاء المتزايدتان؛ وتنمحي الأخلاق الفاضلة، ولا تبقى إلا الهمجية.وحاشا أن تصدر مثل هذه التعاليم الظالمة عن الله الذي لا يؤاخذ أحدا إلا بعد إقامة الحجة عليه.علينا أن نفكر هل من الحق في شيء أن نقتل، دون تــــرو أو تريث، شخصا لا يؤمن بدين حق بسبب عدم اطلاعه على دلائل صدقه وسمو تعاليمه ومزاياه؟ كلا، بل إن مثل هذا الشخص أحق بالترحم، وأجدر أن نوضح له بكل رفق ولين صدق ذلك الدين وفضائله ومنافعه الروحية، لا أن نقابل إنكاره بالسيف أو الرصاص.ولذلك فإن عقيدة الجهاد لدى هذه الفرق الإسلامية في عصرنا – بالإضافة إلى زعمهم بأنه يوشك أن يأتي زمان يبعث فيه مهدي سفاح باسم الإمام محمد وأن ينزل المسيح من السماء لنصرته وأنهما سيقومان معا بقتل الشعوب غير المسلمة جمعاء لكفرها بالإسلام - لأمر ينافي المقتضى الأخلاقي منافاة شديدة.أفلا تعطل هذه العقيدة في أصحابها جميع المواهب الإنسانية الطيبة، وتثير فيهم النزعات الهمجية ،السبعية وتجعلهم يعاشرون كل شعب بالنفاق حتى يتعذر عليهم التعايش مع ا الحكام مـــــــن ملــــة أخرى بالطاعة الخالصة، بل يتظاهرون بالطاعة الزائفة كذبا؛ الأمر الذي دفع ببعض الطوائف من أهل الحديث المشار إليهم لأن يعيشوا تحت حكم الإنجليز في الهند حياة ذات وجهين؛ أعني أنهم، من جهة يعدون الناس ويمنونهم سرا بتلك الأيام الدموية
منتظرين المهدي والمسيح السفاكين، * وعلى ضوء هذه المزار يعلمون الناس مسائل الدين؛ وعلى النقيض، عندما يلتقون بالحكام يتملقون ويقولون لهم إننا نخالف مثل هذه العقائد! مع أنهم ! أنهم لــــــــو علنا، كانوا يخالفونها حقا فما الذي يمنعهم من نشر ذلك في كتبهم.ولماذا إذا ينتظرون مهديا ومسيحا سفاحا بفارغ الصبر وكـــــــأنهم يقفون على الباب لاستقباله والانضمام إلى جنوده؟! وجملة القول : إن مثل هذه العقائد قد أدت إلى انحطاط كبير في الحالة الخلقية لأمثال هؤلاء المشايخ ، فلم يعودوا جديريــــــن بـأن يعلموا الناس الرفق والتسامح، بل أصبح قتلُ أتباع الديانات الأخرى بغير وجه حق من أعظم الواجبات الدينية عندهم.وسوف يسرنا كثيرًا لو أن طائفة من طوائف أهل الحديث خالفت هذه العقائد الباطلة، ولكن لا نجد مناصا من أن نصرّح هنا، مــــع الأسف الشديد، أنه يوجد بين طوائف أهل الحديث "وهابيون" متسترون يعتقدون بظهور المهدي الدموي وبالجـــــهـاد العـــــدواني، مخالفين المسلك الصحيح، حيث يحسبون أن قتل جميع أهل الأديان الأخرى في فرصة ملائمة عمل من عظائم المثوبات؛ مع أن مثل هذه العقائد، أعني قتل الناس باسم الإسلام، أو التمسك بأنبـــــــاء تقول بظهور المهدي أو المسيح الدموي في الدنيا، الذي سيسعى من أهل الحديث من كتب في مؤلفاته بمنتهى الوقاحة والجهل أن المهدي سيُبعث قريبا، وأنه سيأسر الإنجليز حكّام الهند، وأن الملك المسيحى في ذلك الوقت سيُعتقل ويُجاء به أمامه مكبَّلاً.ولا تزال هذه الكتــب موجودة في بيوت أهل الحديث منها كتاب "اقتراب الساعة" لأحد البارزين منهم، وقـــد وردت فيه هذه القصة في الصفحة رقم ٦٤.(المؤلف)
۹ لنشر الإسلام بالقتل أو بالتهديد بسفك الدماء، لتنافي القرآن الحكيم والأحاديث الصحيحة منافاة تامة! لقد قاسى نبينا في مكة وبعد الهجرة منها أذى كثيرا علـ أيدي الكفار، وبخاصة في السنوات الثلاث عشرة التي قضاها في ـد مكة، وكابد صنوف الظلم والاضطهاد التي يبكي الإنسان عنـ تصورها؛ ولكنه الله لم يرفع السيف على أعدائه، ولم يــــرد علـــى كلامهم اللاذع إلا بعد أن قتل كثير من أصحابه وأعزائه بكـــــــل قسوة ودون هوادة؛ كما تعرض هو الصنوف الإيذاء البدني، حتى إنهم احتالوا لقتله بالسم ودبروا مكائد فاشلة عديدة للقضاء عليه.فلما حان وقت الانتقام الإلهي تآمر رؤساء مكة وزعماؤها جميعا على قتله والقضاء عليه نهائيا؛ حينئذ أخبره الله الذي يحمـــــي أحباءه والصديقين الصالحين أنه لم يبق في هذه البلدة إلا الشـــــــر، وأن أهلها قد أجمعوا على قتله، فعليه أن يغادرها عاجلا؛ عندهــــا هاجر إلى المدينة امتثالا لأمر الله تعالى.ومع ذلـــك لم يكــف الأعداء عن ملاحقته، بل تعقبوه وأرادوا بإلحاح شديد أن يسحقوا الإسلام سحقا.فلما تفاقم شرهم واستوجبوا العقاب لقتلهم كثيرا من الأبرياء، أذن الله للمسلمين بقتال هؤلاء الكافرين دفاعا عن أنفسهم، وحماية لحرية الخيار.وكان هؤلاء الأشرار وأعوانهم، بسبب إراقتهم للدماء البريئة عدوانا وظلما دونما قتال أو حـــــــرب مشروعة، وبسبب استيلائهم على أموال المقتولين، قد استوجبوا المعاملة القاسية نفسها، ومع ذلك فإن نبينا قد عفا عن هؤلاء الأشرار عند فتح مكة ولذلك فإن الزعم بأن النبي ﷺ أو أصحابه قد شنوا الحرب لأجل نشر الدين، في حين من الأحيان، أو أكرهوا أحدا على قبول الإسلام، لخطأ فاحش وظلم عظيم.
والجدير بالذكر أيضا أن عداوة كل قوم ضد الإسلام في ذلك العصر كانت قد بلغت ذروتها، وكان المعارضون عاكفين علـــــــــى تدبير الدسائس والمكائد لاجتثاث شجرة الإسلام، ظانين أن المسلمين مجرد شرذمة قليلة وفئة مبتدعة؛ وكان هم كل واحد من الأعداء هو القضاء العاجل على المسلمين وتفريق شملهم حــــــى لا يبقى هناك خطر لنهوضهم وتقدمهم؛ ولذلك كانوا يعارضون المسلمين عند كل خطوة، وإذا أسلم شخص من قبيلة قتلوه علـــى الفور، أو عرضوا حياته لأشد الأخطار.فرحمة بالمسلمين الجــــــدد فرض الله عندئذ على مثل هذه القوى المتعصبة تعزيرا وهو أن يخضعوا للحكم الإسلامي بأداء الجزية له، وبالتالي يفتحوا أبــواب الحرية للإسلام؛ وكان الهدف من ذلك أن تزول العقبات من طريق من أراد الإيمان والحق أن ذلك أيضا كان رحمة من الله بأهل الدنيا، و لم يكن فيه حيف أو ظلم بأحد.والبديهي أن ملوك الأمم الأخرى في الوقت الراهن لا يحولون دون الحرية الدينية للإسلام ولا يمنعون من القيام بالفرائض الإسلامية، ولا يقتلون من دخل من ملتهم في الإسلام، ولا يزجونهم في السجون، ولا يذيقونهم ألوان العذاب فما الداعـ إذن أن يرفع الإسلام السيف ضدهم! والواضح أيضا أن الإسلام لم يأمر بالجبر والإكراه قط.فإننا لو أمعنا النظر في القرآن الحكيم وكتب الحديث وكتب التاريخ جميعا، أو سمعناها من أحد بإمعان وتدبر قدر الإمكان، لكشف لنا هذا الاطلاع الواسع بكل تأكيد أن اتهام الإسلام برفع السيف لأجل نشر الدين بالقوة لهو بهتان عظيم وافتراء مخجل؛ وإن هو إلا زعم أولئك الذين لم يدرسوا القرآن والأحاديث وكتب تلويخ
۱۱ الإسلام الموثوق بها دراسة محايدة خالية من التعصب، بل بذلوا جهدهم في التزوير والافتراء.ولكنني على علم أنه قد اقترب الآن نعم، ل الزمن الذي يدرك فيه المتعطشون للحق زيف هذه البهتانات.إذن فكيف يمكننا أن نصم بالإكراه والجبر دينا يعلمنا كتابه القرآن الكريم في صراحة تامة أن لا إكراه في الدين.* وهـــــــل يحق لنا أن نتهم بعقيدة الإكراه ذلك النبي العظيم الذي ظل يوصي أصحابه طوال ثلاثة عشر عاما في مكة المعظمة، بأن لا يقــــــــابلوا الشر بالشر، وأن يظلوا متمسكين بأهداب الصبر؟ تجاوز عدوان الأعداء الحدود كلها، وتألبت جميع الشعوب للقضاء على دين الإسلام، اقتضت غيرة الله أن يقتل بالحسام من يرفع الحسام؛ وإلا فإن القرآن لم يعلم الإكراه مطلقا.ولو كان الإكراه من تعاليم الإسلام لما استطاع أصحاب النبي أن يقدموا عنـــــــد الاختبارات أسوة الصدق والوفاء كالمؤمنين الصادقين.وإن وفــــــاء أصحاب سيدنا ومولانا ونبينا ل الأمر غني عن البيان كلية؛ إذ لا يخفى على أحد أن مواقف صدقهم ووفائهم قد بلغت من العظمة بحيث لا يوجد لها نظير في الأمم الأخرى.إن هذه الأمة الوفية لم تتخل عن صدقها ووفائها حتى تحت ظلال السيوف، بل أبدت في سبيل الوفاء لنبيها المقدس العظيم من الصدق ما لا يمكن أن يتحلى أي إنسان إلا إذا كان قلبه وصدره منورين بالإيمان.وجملة القول أن لا إكراه في الإسلام وأن الحروب الإسلامية به لا تخرج عن ثلاثة أقسام: ١ الدفاعية، أي دفاعا عن النفس.سورة البقرة: ٢٥٧.(المترجم)
۱۲ ٢.القصاصية، أي عقابا لمن يسفك الدماء..التحريرية، أي توطيدا للحرية الدينية، وكســــــرا لشوكة القوى العدوانية التي كانت تقتل المسلمين بسبب إسلامهم.فبما أن الإسلام خال من أي تعليم لإدخال الناس فيه قسرا أو تهديدا بالقتل فثبت أن الانتظار لظهور مهدي سفاك أو مسيح سفاح أمر لغو باطل على الإطلاق؛ إذ من المستحيل أن يبعـــث أحد ليسفك الدماء من أجل إدخال الناس في الإســـــلام خلافـــــا للتعاليم الإسلامية.وهذا الأمر ليس مما يستحيل فهمه أو يتعـــذر، ولكن المطامع النفسانية قد دفعت جهال الناس إلى العقيدة الخاطئة؛ لأن معظم المشائخ قد انخدعوا فظنوا أن حروب المهدي الموعود ستعود عليهم بمغانم كثيرة بحيث يعجزون عن الاحتفـــــــاظ بها.وبما أن معظم مشائخ هذه البلاد فقراء جدا في هذه الأيام، فلا يبرحون في انتظار مثل هذا المهدي ليل نهار لعلهم يقضون بهذه الطريقة مآربهم النفسانية؛ ومن أجل ذلك يناصبون العداء كل من ينكر ظهور مثل هذا المهدي، ولا يلبثون أن يكفروه ويطردوه من حظيرة الإسلام.وللأسباب نفسها أصبحت أنا أيضا كافرا عندهم لأنني لا أعتقد بظهور مهدي دموي ولا مسيح سفاك كهذا، بل أكره هذه العقائد السخيفة أشد الكراهية.وليس سبب تكفيرهم إياي مجرد رفضي لعقيدتهم المزعومة، بـل الله هناك سبب آخر أيضا وهو أنني قد أعلنت، بناء على وحـــــــي تعالى، بأنني أنا ذلك المسيح الموعود الحقيقي، الذي هو في واقـــــــع الأمر مهدي أيضا، والذي قد بشر بمجيئه في الإنجيــــل والقـــرآن الكريم والأحاديث.غير أنني لا أحمل السيوف ولا البنادق، بل قـد الله جل أن أدعو الناس بكل لين ورفق وحلم وتواضع، إلى أمرني
۱۳ الإله الحق، الأزلي، غير المتغير، القدوس، الحليم، الرحيم، العدل.إنني أنا النور لهذا العصر المظلم، ومن تبعني فسوف يجنب تلك المهاوي والحفر التي أعدها الشيطان للسائرين في الظلام.لقد بعثني الله لأرشد الدنيا إلى الإله الحق بسلم و حلم، ولأشيد من جديد بناء المثل الخلقية الإسلامية.ولقد وهب لي الله آيـــات سماويــــة ليطمئن بها طلاب الحق وأظهر لتأييدي العجائب من عنده وكشف علي أمور الغيب وأسرار المستقبل التي هي المعيار الحقيقي لمعرفة الصادقين بحسب كتب الله المقدسة.ووهـب لي المعـــارف المقدسة والعلوم الروحانية فعادتني بسببها النفوس الكارهة للحق والراضية بالظلام؛ ولكنني عازم على مؤاساة البشرية ما استطعت إلى ذلك سبيلا.وإن أعظم مؤاساة للمسيحيين في العصر الحاضر هي أن نلفت أنظارهم إلى ذلك الإله الحق الذي هو أسمى من الولادة والموت والألم والوجع وغيرها من النقائص.ذلك الإله الذي خلق الأجسام والأجرام البدائية في شكل كروي، وبالتالي سجل في سننه الطبيعية دليلا على أن ذاته الله تتصف بالوحدانية كمــــــــا يوحي الشكل الكروي، فلذلك لم يخلق شيء من الأشياء البسيطة في شكل مثلث..أعني أن ما خلقته يد الله تعالى عند بداية الكـــون كالأرض والسماء والشمس والقمر والنجوم والعناصر الأخــــــرى، كان كله كروي الشكل، وإن في كروية هذه الأشياء لدلالة علــى التوحيد.لذلك فإن أفضل طريق لمؤاساة المسيحيين والعطف عليهم حقا هو إرشادهم إلى ذلك الإله الحق الذي ينزهه عن التثليث كل ما خلقه بيده الله.وإن أعظم مؤاساة للمسلمين أن نقوم بإصلاح حالتهم الخلقية، جميع
١٤ من ونبدد ما رسخ في قلوبهم حول ظهور مهدي ومسيح سفاكين، أمان باطلة منافية تماما لتعاليم الإسلام.وقد سبق أن كتبت أن اعتقاد بعض علماء المسلمين اليــــوم بظهور مهدي سفاك ينشر الإسلام بحد السيف، لاعتقاد يخالف تعاليم القرآن، وإن هو إلا نتاج أهوائهم النفسانية.وكفى بمســلم صالح محب للحق، رادعا عن هذه الأفكار أن يقرأ تعاليم القرآن الحكيم قراءة متأنية، وأن يقف عندها وقفة تدبر وإمعان ليدرك كيف أن كلام الله المقدس يعارض تهديد أحد بالقتل حتى يسلم.فهذا الدليل وحده يكفي لدحض مثل هذه العقائد ولكن عطفي على هؤلاء قد دفعني لأن أؤكد على بطلانهــــــا بشــــواهد تاريخية وغيرها من الأدلة البيئة فسوف أبرهن في هذا الكتـ على أن المسيح ال لم يمت على الصليب ولم يصعد إلى السماء، فلا يرجى نزوله من السماء إلى الأرض أبدا؛ بل توفي في سرينغر بكشمير بعد أن عمر مائة وعشرين سنة، * وقبره يوجد في حــارة الكتــــــــاب * ورد في كنز العمال (فضائل أهل البيت مجملا ومفصلا، فصل في مجملا، فاطمة رضي الله عنها، مكتبة التراث الإسلامي، مطبعة الثقافة، حلب، المجلد الثالث عشر ، صفحة ٦٧٦ رقم الحديث ٣٧٧٣٢): "عن عائشة أن رســـــول الله في مرضه الذي قبض فيه قال : يا فاطمة يا بنتي، أحني علي، فأحنت عليه.فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه تبكي وعائشة حاضرة.ثم قال رسول الله ﷺ بعــد ذلك ساعة : احني علي، فحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه تضحك.فقالت عائشة: يا بنت رسول الله، أخبريني بماذا ناجاك أبوك؟ قالت: أوشكت رأيته ناجاني على حالي ،سر، ثم ظننت أني أخبر بسره وهو حي؟ فشق ذلك على عائشة أن يكون سر دونها فلما قبضه الله إليه قالت عائشة لفاطمة: ألا تخبريني ذلك الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم ناجاني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كــــــان يعارضــــه القرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه القرآن العام مرتين؛ وأخبره أنه لم ؟
۱۰ "خانيار" بسرينغر.وتوضيحا للمراد، قد قسمت هذا البحث إلى عشرة أبـــــــواب وخاتمة كالآتي:..الشواهد التى وجدناها بهذا الصدد في الإنجيل.٢.الشواهد التي عثرنا عليها في القرآن الكريم والحديث...الشواهد التي وجدناها في كتب الطب.٤.الشواهد التي عثرنا عليها في كتب التاريخ.ه.الشواهد التي بلغتنا بالمشافهة المتواترة.٦.الشواهد التي استنبطناها من القرائن التي تعضد بعضها بعضا..الشواهد التي جمعناها من الأدلة العقلية..الشواهد التي كشفها الوحي الإلهي النازل علينا أخيرا.هذه ثمانية أبواب.٩.والباب التاسع سيتضمن مقارنة وجيزة بين الإسلام والمسيحية من ناحية تعاليمهما، كما سيحوي البراهين الدالة على صدق الإسلام.١٠.والباب العاشر سيحتوي على شرح واف - لحد ما للهدف الذي بعثني الله - من أجله وبيانا للبراهين التي تدل على كوني المسيح الموعود من عند الله تعالى.وسينتهي هذا الكتاب بخاتمة تضم بعض التوجيهات الهامة.وإني لأمل من القراء الكرام أن يقرؤوا هذا الكتـــــاب قـراءة متأنية، وأن لا يرفضوا هذه الحقائق لمجرد سوء الظن، وليدركوا أن يكن نبي بعد نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأنه أخبرني أن : عاش عشرين ومائة سنة، ولا أراني إلا ذاهب على رأس الستين." (المترجم)
هذا البحث ليس سطحيا عابرا وإنما هو نتاج جهود مضنية وكبيرة.ونسأل الله الله أن يعيننا على إنجاز هذا العمل، ويمنحنــــــا بوحيه الخاص نور الحق واليقين بشكل تام، لأن كل نوع من العلم الصحيح والمعرفة النقية إنما ينزل من عنده وحده، وهو الـــــذي يهدي القلوب بتوفيقه.آمین ثم آمين.العبد المتواضع ميرزا غلام أحمد من قاديان ٢٥ إبريل/ نيسان عام ١٨٩٩م
۱۷ بسم الله الرحمن الرحيم الباب الأول ليكن معلوما أن المسيحيين يعتقدون بأن عيسى قد صلب العليا من جراء مكيدة دبرها يهوذا الاسخريوطي، ثم عاد إلى الحياة، فصعد إلى السماء.ولكن إذا فحصنا الإنجيل تبين لنا جليا بطــــــــلان عقيدتهم هذه.فقد ورد في إنجيل "متى" الإصحاح ١٢ العـــــدد ٤٠: "كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكــذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال." والواضح أن يونس ا لم يمت في بطن الحوت، بل غاية ما حدث به في بطن الحوت هو الإغماء فقط.وإن كتب الله المقدسة لتشهد على أن يونس قد ظل بفضل الله ورحمته، حيــــا في بطـن الحوت، وخرج منه حيا أيضا وقد آمن به قومه في نهاية المطاف.فإذا كان المسيح الله قد مات في بطن الحوت * ، فأين المماثلة بين الميت والحي؟ كلا، بل شتان بينهما الحق أن المسيح كـــــــان نبيـــا صادقا، وكان على علم تام بأن الله الذي يحبه سوف ينقذه من الملعونة، فذكر هذا المثال كنبوءة، بناء على وحي من الله، مشيرا إلى أنه لن يموت على الصليب، ولن تزهق روحه على الخشبة اللعينــــــة، وإنما سيغمى عليه فقط مثلما أغمي على النبي يونس عليهما السلام.كما أن المسيح قد أشار بضرب هذا المثال أيضا إلى أنه سيخرج من بطن الأرض فيجتمع بقومه، وينال بينهم الإكرام كما أكر.هكذا ورد سهوا في الأصل، والصحيح في بطن الأرض.(المترجم) الميتة
۱۸ من يونس بين قومه.وهذا النبأ أيضا قد تحقق، لأن المسيح قد رحـــــــل، بعد خروجه من بطن الأرض، إلى قبائل قومه التي كانت مقيمة في البلاد الشرقية مثل كشمير وتبت وغيرهما..أعني إلى القبائل العشــــر من بني إسرائيل التي أسرها "شلمناصر" الملك الآشوري وأخذها السامرة قبل المسيح بـ ٧٢١ عاما، والتي هاجرت في نهاية المطاف إلى الهند، وأقامت في مناطقها المختلفة.و لم يكن للمسيح بد من أن يقوم بهذه الرحلة، لأن الله كــــان قد حدد غاية نبوته بأن يلقى بالقبائل اليهودية الضالة التي كانت قد أقامت في مختلف نواحي الهند.ذلك لأن هؤلاء كــــــــانوا الخــــراف - الضالة من بني إسرائيل الذين تركوا - بعد هجرتهم إلى بلاد الهند – دين أجدادهم، واعتنق معظمهم الديانة البوذية، ثم تحولوا عنها شيئا فشيئا إلى الوثنية.فقد ذكر الدكتور Bermier في كتابه "رحلات الدكتور Bernier" رواية عن عدة علماء أن سكان كشــــــ اليهود أصلا، الذين نزحوا إلى هذه البلاد زمن تشردهم بيد الملـ الآشوري.(راجع ) المجلد الثاني من ا الكتاب Travels للدكتور الفرنسي Bernier).إذا فكان من أهم واجبات المسيح الله أن يبحث.يبحث عـــــن تلــك الخراف الضالة الذين كانوا، بعد هجرتهم إلى هـــذه البلاد، قــد اختلطوا بالشعوب المحلية.وسنبرهن في الصفحات التالية علـــــــى أن المسيح ال قد جاء إلى بلاد الهند، وظل يتنقل من مكان إلى مكان حتى وصل في نهاية المطاف إلى كشمير؛ وعـثـر علـى الخـــراف الإسرائيلية المختلطة بالأمة البوذية؛ فآمنوا بالمسيح كما آمـ قوم علما أنه قد أجلي يهود آخرون أيضا – علاوة على هؤلاء - إلى البلاد الشرقية إثر الحوادث البابلية.(المؤلف) انظر الملحق رقم ١٠ في آخر الكتاب.(المترجم)
۱۹ يونس بيونس.وكان هذا قدرا مقدورا ، لأن المسيح بنفسه يصرح في الإنجيل بأنه قد أرسل إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل.هذا، وإن نجاة المسيح من الموت على الصليب كانت أمرا محتومل أنه قد ورد في الكتاب المقدس: ملعون كـــــل وهو لسبب آخر أيضا من يعلق على الخشبة.وكلمة اللعنة تتضمن معنى شـــــنيعا بحيــــث يصبح إطلاقه على إنسان مقدس مثل المسيح عيسى، ولو للحظة واحدة، ظلما عظيما وتعسفا صارخا ؛ لأن معنى اللعنة عند علمــــــاء اللغة كافة مرتبط بقلب الإنسان، ولا يدعى أحد ملعونا إلا إذا صار قلبه بالفعل مسودا بالخروج عن طاعة الله ومحروما من رحمة الله وخاليا من حبه، وصفرا من معرفته الله ممتلئا بسموم الغواية، بعد أن أصبح كالشيطان شقيا أعمى، بحيث لا يبقى فيه ذرة من نور معرفـــة وحبه، بل تنقطع أية صلة له بالله من الصدق والوفاء، حتى تظهر الله الله بينه وبين الله الكراهية والبغضاء والنفور والعداوة، بحيث يصير عدوا له ويصير هو عدوا الله، ويتبرأ الله منـــه ويتبرأ هــو منـه؛ وبالاختصار إنه يرث كل صفة من صفات الشيطان، وم جــــل ذلك سمي الشيطان لعينا.فتبين أن مفهوم كلمة "الملعون" نجس قذر بحيث يستحيل تمامــــا انطباقه على أي إنسان صالح يفيض قلبه بحب الله تعالى! إن المسيحيين، مع الأسف الشديد لم يفكروا في معنى اللعنة عند اختلاق هذه العقيدة، وإلا لما تجاسروا قط على إطلاق مثل هذه الكلمة القذرة على إنسان صالح مثل المسيح.هل يسوغ لنــ القول بأنه قد أتى على المسيح زمان انصرف فيه قلبه عن الله تعالى، راجع المعاجم العربية مثل لسان العرب والصحاح للجوهري والقاموس المحيط وتاج العروس وغيرها.(المؤلف)
۲۰ الله ا، وأصبح كافرا به، ومتبرئا منه وعدوا له؟ وهل لنا أن نظن أن المسيح قد شعر في يوم من الأيام بأنه قد تمرد على الله تعالى، وصار عدوا له غارقا في ظلمات الكفر والعصيان؟ فمادام قلب المسيح غير مصاب بهذه الأعراض، بل ظل مفعما بنور الحب والمعرفة دائمـ فكيف يمكن القول، أيها العقلاء، بأنه حلت بقلبه ليست لعنة مـــــــن واحدة فحسب بل ألوف منها وبكل ويلاتها! كلا، معاذ الله ! فكيف يمكن إذن أن نقول بأنه ال أصبح – والعياذ بالله – ملعونا؟ من المؤسف جدا أن الإنسان إذا تفوه بشيء أو تمسك باعتقـــــــاد فلا يرضى بتركه مهما تبين له زيغه لا شك أن الرغبة في الحصول على النجاة أمر محمود مادامت الرغبة قائمة على د مادامت الرغبة قائمة على أساس الحقيقــة الواقعة؛ ولكن أي رغبة هذه التي تقضي على حقيقة عظمى، وتدفع إلى الاعتقاد بأنه قد جاء على نبي طاهر وإنسان كامل وقت لم يبـق فيه أية صلة له بالله تعالى، وحل بينه وبين الله العـــــــداء والكراهيــــة والخلاف والخصام محل الانسجام والوئام واستولت على قلبه الظلمة بدل النور! ولا يغيبن عن البال أيضا أن هذه الفكرة لا تنافي مكانة نبوة المسيح ورسالته فحسب، بل تناقض أيضا دعاويه المتكررة في الإنجيل بالكمال والنزاهة والحب والمعرفة اقرؤوا الإنجيل لتروا فيه كيـف يدعي عيسى ال قائلا : أنا النور للعالم، وأنا الهادي، وأني علـــى علاقة حب وثيقة بالله تعالى وأني قد رزقت منه ولادة طاهرة، وأني ابنه الحبيب.فكيف يمكن إذا رغم هذه العلاقات المقدســـــــة غــــير المنفكة، أن ينطبق على قلب المسيح ما في كلمة اللعنة من مفــــــــهـوم قذر؟ كلا.فثبت دون أدنى ريب أن المسيح لم يصلب، أي لم يمــــت علـــى الصليب، لأن شخصه أسمى مما يترتب على الصلب من نتائج مشينة.
۲۱ فإذا لم يكن قد صلب فثبت بلا ريب أن قلبه معصوم من قذارة اللعنة؛ كما ثبت من ذلك أيضا أنه لم يصعد إلى السماء أبــــدا، لأن الصعود إلى السماء كان جزءا من فكرة الصلب وشعبة من شعبها.فلما ثبت أنه لم يكن ملعونا، ولم يدخل جهنم لثلاثة أيام، ولم يذق الموت، بطل أيضا الجزء الثاني أي صعوده إلى السماء.وثمة أدلة أخرى على ذلك من الإنجيل نسجلها فيما يلي.أولا ما تفوه به المسيح في الإنجيل قائلا: "ولكن بعد قيامي، أسبقكم إلى الجليل".إنجيل متى الإصحاح ٢٦ العدد (٣٢) يتبين من هذا البيان جليًّا أن المسيح، بعد خروجه من القبر، قــــد رحل إلى الجليل لا إلى السماء وقول المسيح (بعد قيامي) لا يعني أبدًا قيامه بعد موته؛ بل بما أن المسيح، حسب زعم اليهود وعامـــــة الناس، كان سيقتل على الصليب، لذلك فقد استخدم هذا التعبــــــير نظرا إلى مزاعمهم المستقبلية.والحق أن الذي يعلق على الصليــــــب، وتُدق المسامير في يديه وقدميه حتى يُغمى عليه لشدة الألم ويصير كالأموات، لو استعاد وعيه بعد النجاة من مثل هذه المعاناة فقال: قد عدت إلى الحياة من جديد، فلن يعتبر قوله هذا من قبيل المبالغة.ولاشك أن خلاص المسيح من الموت رغم هذه المصيبة العظمية، لم يكن أمرا عاديًا وإنما كان معجزة؛ ولكن ليس من الصحة في الزعم أنه قد مات على الصليب.لا جَرَمَ أن الأناجيل تتضمن مثل هذه الكلمات، ولكنها ليست إلا خطأ ارتكبه مؤلّفو الأناجيل كالأخطاء الأخرى الكثيرة التي وقعوا فيها لدى تسجيل الأحداث التاريخية الأخرى.ولقد اعترف الباحثون من شرّاح الأناجيل بأن بيانها ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يحتوي على التعاليم الدينية التي تلقاها الحواريون من المسيح ال، وهي روح الإنجيل والقسم الثاني يتضمن الأحداث التاريخية
۲۲ مثل نسب عيسى الله وحادث اعتقاله وقتله، وبركــــة المعجزات وغيرها.وهذه أمور دونها المؤلفون من عند أنفسهم بناء بناء علـــى أفكارهم، فهي ليست بوحي سماوي.وقد بالغوا في بيانهــا أحيانًــــا مبالغة شديدة؛ فمثلاً ورد في أحد المواضع أن المعجزات التي أتى بهــل المسيح لو سُجّلت في الكتب لما وسعتها الأرض بما رحبت.ويا لهـا من مبالغة! وعلاوة على ذلك، فإن هذه المأساة التي تعرّض لها المسيح لـ وصفت بالموت لما خالف ذلك أساليب اللغة، بل إن مثل هذا التعبير شائع معروف في لغة كلّ شعب، إذ يُقال لمن نجا من كارثة مهلكــــة ور بأنه قد وهب الحياة ثانية، ولا يُعَدّ ذلك تكلفا في لغة أي شعب.هذا، وثمة أمر آخر جدير بالذكر ، ألا وهو أنه قد ورد في إنجيل برنابا، الذي توجد بالأغلب نسخة منه في مكتبة لندن الشهيرة، أن المسيح لم يمت مصلوبا.وهنا يمكننا أن نستنتج أن هذا الإنجيل - الذي لم يُعد من بين الأناجيل بل رفض دونما دليل كتاب قـــــــديم معاصر لسائر الأناجيل الأخرى بلا شك.ألا يحق لنا، والحال هذه، أن نستفيد من هذا الكتاب العتيق باعتباره مرجعا تاريخيا هاما يضم أحداث العصور القديمة؟ أو ليس أقلّ ما يُفيد هذا الكتاب أنــــــه لم يتفق كل الناس في ذلك الوقت على أن المسيح الله مــــــات عـلـــى الصليب.إضافةً إلى أن الأناجيل الأربعة نفسها تتضمن مثل هذه الاستعارات حيث قيل فيها عن ميت إنه نائم وليس بميت.فهل من المستبعد إذن أن يكون الإغماء قد وصف هنا أيضًا بالموت؟ ولقد سبق أن قلنا إن كلام النبي لا يُمكن أن يشوبه الكذب، وقد شبه المسيح بقاءه في القبر لثلاثة أيام بالأيام الثلاثة في حادثـــــــة النبي يونس؛ الأمر الذي يتبين منه أنه كما بقي يونس في بطـن
۲۳ الحوت ثلاثة أيام حيًّا، فكذلك ظل المسيح في بطن القبر ثلاثة أيــــام حيا؛ علما أن قبور اليهود في ذلك العصر لم تكن مثل القبور في أيامنا هذه، بل كانت فسيحة من داخلها كغرفة واسعة، وكـــــــانت على جوانبها نوافذ تُسَدّ بأحجار كبيرة.وسوف نبرهن في المكــــــان المناسب على أن قبر المسيح المكتشف أخيرا في ســـــرينغر بكشمير يُشبه تماما ذلك القبر الذي وضع فيه المسيح في حالة الإغماء.وبالاختصار، فإنه يتضح من هذه العبارة الإنجيلية التي كتبناهـــــا آنفًا أن المسيح قد اتجه نحو الجليل بعد خروجه من القبر.ولقد ورد في إنجيل مرقس" أنه بعد خروجه من القبر شوهد متجـ ها نحو الجليل، وأنه لقي أخيرًا حوارييه الأحد عشر وهم يأكلون؛ وأراهـ يديه وقدميه الجريحة؛ وأنهم حسبوه روحًا، فقال لهم: حُسُّـ وانظروا إلي، فإن الروح ليس لها جسم وعظام كما تروني؛ وأنــــــه أخذ منهم قطعة من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل، وأكــــل قدامهم.(إنجيل مرقس الإصحاح ١٦ العدد ١٤، وإنجيل لوقا * لَم الإصحاح ٢٤ العدد (٣٩(٤٢ يتضح من هذه العبارة جليا أن المسيح لم يصعد إلى السماء قط، بل ذهب إلى الجليل بعد أن خرج من القبر، وكان كسائر النـــــــاس بجسم ولباس عاديين.ولو كان قد استرد الحياة بعد موته، الجلالي، ولمـــــــا الممكن أن تبقى آثار الصلب على جسمه من كان بحاجة إلى الطعام وإذا كان محتاجًا إليه آنئذ فهو أحوج مـ يكون إليه اليوم أيضًا! ولا ينخدعن القراء فيظنوا أن صليب اليهود في ذلك العصر كلن كان * هذه الأرقام تختلف في طبعات وتراجم مختلفة للكتاب المقدس، لذا تمسكنا بالأرقام التي سجلها المؤلف في هذا الكتاب.(المترجم)
٢٤ من مثل مشنقة اليوم التي من شبه المستحيل أن ينجو أحد من المــــــــــوت عليها كلا بل ما كان صليب اليهود في ذلك العصر يحتوي علــى حبل للشنق، و لم يكن المجرم يُعلّق به في الهواء بإزالة قاعدة خشبية تحته، وإنما كان يُمَدِّ على الصليب ويُدق في يديه ورجليـــه المسامير؛ وكان من الممكن - إذا أريد العفو عنه – أن يُنـزل مـــن على الصليب حيًّا، بعد التسمير في أطرافه وبعد بقائه معلقا عليه ليوم أو يومين دون تحطيم عظامه اكتفاء بما يكون قد ذاق من العذاب.وأما إذا أرادوا قتله أبقوه على الصليب ثلاثة أيام على الأقـــــــل، ولم يدعوا الطعام أو الشراب يصل إلى فمه ثم بعد ذلك كسروا عظامه؛ وكان المجرم يلقى حتفه بعد أن يذوق كل تلك الألوان من التعذيب.ولكن الله بفضله ورحمته أنقذ المسيح الله من أن يتعرض و العليا للعذاب لهذه الدرجة التي تقضي على الحياة قضاء نهائيا.وإذا قرأت الأناجيل بشيء من التدبر اتضح لك أن المسيح ال لم يبق على الصليب لثلاثة أيام ولم يذق العطش والجوع لثلاثة أيام، ولم تكسر عظامه، بل بقي عليه قرابة ساعتين فقط، حيث قدر الله، برحمة منه وفضل أن تتم عملية صلبه في أواخر ساعات النهار، وكان ذلك في يوم الجمعة حيث لم يبق من النهار إلا القليل؛ وكلن اليوم التالي هو السبت وعيد الفصح لليهود، وكان محرَّمًا على اليهود ومستوجبًا للعقاب الإلهى أن يتركوا أحدًا معلقا على الصليب يوم السبت أو ليلته؛ وكانوا كالمسلمين، يُراعون التوقيــــت القمــري ويقدمون الليل على النهار.وهكذا فقد حصلت هذه العوامل الأرضية من ناحية، ومن ناحية أخرى ظهرت تدابير سماوية من الله حيث هبت في الساعة السادسة أي قبيل المغيب عاصفة أظلمتِ الأرض كلها، وبقيت هذه الظلمة لثلاث ساعات متوالية إنجيل) مرقس الإصحاح ١٥ العدد
٢٥ ٣٣).وعند هبوط هذه الظلمة الدامسة خاف اليهود من أن تحــــــين ليلة السبت، فيستحقوا العقاب لانتهاكهم حرمة السبت؛ فسارعوا بإنزال المسيح واللصين المصلوبين معه.كما ظهر تدبير سماوي آخر أيضا، وهو أن زوجة بيلاطس أرسلت إليه وهو جالس على كرسي المحكمة قائلة: "إياك وذلـــــــك البار، أي لا تسع لقتله لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم من أجله".إنجيل متى الإصحاح ۲۷ العدد (۱۹) فهذه الرؤيا التي ظهر فيها ملاك الله لزوجة بيلاطس تكشف لنــ ولكل منصف آخر وبكل تأكيد أن الله تعالى لم يرد أن يقتل المسيح على الصليب؛ إذ لم يحدث قط منذ بدء الخليقة إلى اليوم أن يكون الله تعالى قد حرض أحدا في منامه أن يفعل كذا وكذا لإنقاذ شخص ثم لم يتحقق ذلك الأمر.فمثلا ورد في إنجيل "متى" أن ملاك الرب ظهر ليوسف في الحلم قائلا: "قم وخذ الصبي وأمه واهـــــــرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب مصـ الصبي ليهلكه." (إنجيل متى الإصحاح ٢ العدد ١٣) فهل لأحد أن يدعي بعد ذلك أن قتل يسوع بعد أن بلغ كان ممكنا؟ وكذلك فإن رؤيا زوجة بيلاطس كانت تدبـــيرا إلهيـــا لإنقاذ المسيح، وكان فشل هذا التدبير أمرا مستحيلا.فكما أن احتمال هلاك المسيح في حادث مصر كان أمرا يخالف الوعد الإلهي المحتم، كذلك ليس من المعقول أن يظهر ملاك الله لزوجة بيلاطس في الحلم محذرا إياها بأن قتل المسيح على الصليب لن يكون خيرا لكم، ومع ذلك يذهب ظهور الملاك سدى، ويقتل المسيح على الصليب ! فهل تجدون لذلك مثالا؟ كلا! بل كل عاقل سليم الفطرة إذا اطلع على رؤيا زوجة بيلاطس أيقن في أعماق قلبه بأنه لم يكن الهدف من تلك الرؤيا إلا أن توضع خطة لتخليص المسيح.
٢٦ أجل، لكل إنسان في الدنيا الخيار أن يرفض حقيقة ناصعة ولا يقبلها تعصبا لعقيدته، ولكن مقتضى العدل يدفعنا للاعتراف بـــــــن رؤيا زوجة بيلاطس تمثل شهادة قاطعة على نجاة المسيح من الموت على الصليب؛ وقد سجلها أوثق الأناجيل أعني "متى".لاجرم أن الشواهد التي سوف أبينها في هذا الكتاب بأسلوب قوي محكـ لكافية لإبطال ألوهية المسيح والكفارة، ولكن مقتضــــــــى الصـــدق والأمانة يفرض علينا ألا نحفل أبدا، في سبيل قول الحق، بقومنا أو عشيرتنا وعقائدنا التقليدية.فمنذ أن خلق الإنسان فإنه بسبب قصور فهمه قد جعل آلاف الأشياء آلهة حتى عبد القطط والأفاعي أيضــل ومع ذلك لم يزل العقلاء ينجون بتوفيق الله تعالى من أمثال هذه العقائد المشركة.ومن الشهادات الإنجيلية على نجاة المسيح ابن مريم مــن المــوت على الصليب، سفره الطويل الذي قام به إلى الجليل بعد خروجه من القبر؛ حيث اجتمع أولا بمريم المجدلية صباح يوم الأحد، فأخبرت الحواريين على الفور بأن المسيح حي، ولكنهم لم يستيقنوا.ثم ظهر لاثنين من الحواريين حين ذهابهما إلى إحدى القرى، وأخيرا ظهر للأحد عشر حين كانوا جلوسا يأكلون؛ فلامهم على ضعـف إيمانهم وقسوة قلوبهم.(مرقس الإصحاح ١٦ العدد ٩-١٤) ثم لقي المسيح الحواريين حين كانوا متجهين نحو قرية تدعــــــــى "عمواس" الواقعة على بعد ٣٧٥ فراسخ من أورشليم؛ ولما اقتربوا من القرية أراد أن يتقدمهم لينفصل عنهم، فحالوا دونـه قائلين: امکث معنا الليلة.فتناول العشاء معهم، وباتوا جميعا في قرية عمواس (لوقا الإصحاح ٢٤ العدد ١٣-٣١) والظاهر أنه من المستحيل وغير المعقول أن تصدر من الجس الجسم الجلالي، الذي تخيله المسيحيون للمسيح بعد موته، أعمــــال تخــــص
۲۷ مرهم خاص.الجسم المادي الفاني كأكله وشربه ونومه و سفره إلى الجليل التي تبعد عن أورشليم نحو ۷۰ فرسخا *.وبالرغم من أن تطرف الأفكار قــــد حرف كثيرا من قصص الإنجيل هذه غير أن الكلمات الموجـــــــودة فيها لتدل دلالة صريحة على أن المسيح لقي الحواريين بهذا الجسم المادي الفاني، وقام بالسفر الطويل إلى الجليل مشيا على الأقــــــــدام، وأرى الحواريين جروحه، وتعشى وبات تلك الليل ــة عندهـ وسنثبت فيما بعد أنه قد عالج جروحه باستعمال أو ليس مما يدعونا إلى التفكير أن ذلك الجسم الجلالي الأبدي الذي ناله المسيح - مكان الجسم المادي الفاني – والذي كان جديرا بأن يتشرف بالجلوس عن يمين الله وأن يسمو عن الأكل والشـــــرب وعن كل أثر (من) (الجروح أو ألم أو عيب، وأن يصطبغ بصبغة جلال الله الأزلي الأبدي أقول: إن ذلك الجسم الجلالي كيف بقي بعد مشوبا بالضعف البشري حيث وجدت فيه بقايا الجروح الحديثة الدامية المؤلمة الناتجة عن الصليب والمسامير، والتي أعد لعلاجها مرهم خاص؟! نعم إن ذلك الجسم الجلالي غير الفاني - الذي كان ينبغي أن يبقى للأبد سليما من كل عيب ومنقصة وكاملا غير متغير - كيف ظل مصابا بأنواع العيوب، حتى أرى المسيح حوارييه لحمه وعظامه؛ وليس ذلك فحسب، بل كان ذلك الجسم الجلالي يعاني من حاجات الجسم البشري الفاني كشدة الجوع والعطش؛ ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان المسيح بحاجة للقيام بذلك السخف..أعني أن يأكل ويشرب ويستريح وينام خلال سفره إلى الجليل.وأي شك في أن الجوع والعطش هما من آلام الجسم الفاني في هذه الدنيا، الفرسخ مقياس لمعرفة المسافة، وقد قيل في مقداره أقوال شتى، ولكنه عند المؤلف يساوي ١٦٢٥ ميل تقريبا.انظر الصفحة رقم ٧٦.(المترجم)
۲۸ حتى إن شدتهما قد تقضي على حياة الإنسان.فثبت بلا مراء أن المسيح لم يمت على الصليب، ولم يتلق أي جسم جديد جلالي، وإنما تعرض لحالة الإغماء الشبيهة بالموت.وكان من عجائب فضل الله ورحمته أن القبر الذي وضع فيـــه المسيح لم يكن مثل قبور بلادنا بل كان شبه حجرة ذات نافذة يتخللها الهواء؛ إذ كان من عادة اليهود في تلك الأيام أن يجعلوا القبور كغرفة واسعة ذات نافذة يتخللها الهواء، وتكون جاهزة سلفا ليوضع فيها الميت لدى الحاجة.والأناجيل تشهد على ذلك بكــــــــل صراحة، حيث نجد في إنجيل لوقا قوله : "ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه، ومعهن أناس، فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر.هذه العبارة تستدعي التفكير).فدخلن و لم يجدن جسد الرب يسوع.إنجيل لوقا الإصحاح ٢٤ العدد ٢ - ٣) من والآن فكروا في قوله: "فدخلن"! إذ من الواضح أن الإنسان الحي لا يمكن أن يدخل في القبر إلا إذا كان واسعا كحجرة ذات نافذة؛ و سنبين في المكان المناسب هذا الكتاب أن قبر عيسى الله الذي تم العثور عليه مؤخرا في سرينغر بكشمير، هو أيضا ذو نافذة كمثل القبر المذكور أعلاه.وهذا سر عظيم إذا اهتم به الباحثون أمكنـــــــم الوصول إلى نتيجة هامة عظيمة.ومن جملة الشهادات التي وجدناها في الأناجيل قول بيلاطس الذي سجل في إنجيل مرقس وهو: "ولما كان المساء إذ كان الاستعداد، أي ما قبل السبت، جاء يوسف الذي من الرامة مشــــير شريف، وكان هو أيضا منتظرا ملكوت الله، فتجاسر ودخل إلى بيلاطس، وطلب جسد يسوع.فتعجب بيلاطس أنه مــــــات كــذا
۲۹ سريعا".(مرقس الإصحاح ٦* العدد ٤٢ - ٤٤) نستنتج من هذا أن موت يسوع كان قد أصبح محل الشبهة ساعة حادث الصليب ذاتها، وكانت تلك الشبهة من قبل رجل يعرف جيدا مقدار الوقت الذي يموت فيه الإنسان على الصليب.يوم ومن الشهادات التي وجدناها في الأناجيل العبارة التالية: "ثم إذ كان استعداد، فلكيلا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأن ذلك السبت كان عظيما، سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا فأتى العسكر، وكســـــــروا ســـــاقي الأول والآخر المعلق معه.وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ؛ ولكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربـــــــة وللوقت خرج دم وماء".(يوحنا الإصحاح ١٩ العدد ٣١-٣٤) يتضح من هذه العبارة جليا أنه كان من عادتهم آنذاك، بغية إنهاء حياة المصلوب، أن يتركوه على الصليب أياما، ثم يكسروا عظـامـــــه؛ ولكن عظام المسيح لم تكسر عمدا، بل أنزل من على الصليب وهـو حتما كاللصين المصلوبين معه، ولذلك خرج الدم من جســـــــمه حي كما دم أن عند طعن ضلعه بالحربة، مع أن الميت لا يلبث أن يتجمد.يتضح من ذلك أيضا أنه كانت هناك خطة سرية، وهـي بيلاطس كان رجلا تقيا طيب القلب، ولكنه كان يتجنب الانحياز العلني للمسيح خوفا من قيصر ؛ إذ كان اليهود يتهمون المسيح بالثورة.كان بيلاطس سعيد الحظ حيث عرف صدق المسيح، بينمـل بقي قيصر محروما من هذه النعمة وبيلاطس لم يعرف صدق المسيح فحسب، بل بذل جهده للتخفيف عنه، و لم يرد قط أن يصلب.والأناجيل أيضا تذكر صراحة أن بيلاطس أراد مرارا أن يطلق سراح 10 هذا سهو، والصحيح الإصحاح ١٥.(المترجم)
۳۰ المسيح، ولكن اليهود قالوا له: إنك إن أطلقت هذا فلست مخلصــــــا لقيصر.إن المسيح ثائر على الحكومة ويريد أن يكون بنفسه ملكــــا.(يوحنا الإصحاح ۱۹ العدد (۱۲) كما أن رؤيا زوجة بيلاطس كانت دافعا آخر جعل ـه پسـ جاهدا لإنقاذ المسيح من الصليب بأي طريق، وإلا سيكون مصيره الدمار.ولكن اليهود كانوا قوما أشرارا ، وكانوا على استعداد لإثارة قیصر على بيلاطس عن طريق الوشاية، لذلك سعى بيلاطس لإنقاذ المسيح بطريق حكيم؛ فهو أولا أجل صلب المسيح إلى يوم الجمعة، ثم أخره إلى أواخر ساعاته حتى لم يبق من النهار إلا بضع ساعات، وكانت ليلة السبت الكبير موشكة، وكان بيلاطس يعلم جيدا أن اليهود لا يمكنهم، نظرا لأحكام شريعتهم، إبقاء المسيح علــى الصليب إلا لغاية مغيب الشمس، وأنه بعد الغروب سيبدأ فورا الذي لا يجوز فيه إبقاء أحد على الصليب.فتــــــــم مـــــا أراد سبتهم بيلاطس، وأنزل المسيح من على الصليب قبل الغروب.وبعيد عن القياس أن لا يموت أي من اللصين المصلوبين المسيح، ولكن المسيح يموت خلال ساعتين فقط! كلا، بل إن كـــل ذلك كان تخطيطا نسج لكيلا تكسر عظام المسيح.لاشك أن هنـلك برهانا عظيما لكل لبيب في كون اللصين كليهما قد أنــــــــزلا مــــــن الصليب حيين؛ إذ كانت العادة المتبعة دوما أن المجرمين كانوا ينزلون من على الصليب أحياء، وكانوا لا يموتون إلا بعد كســــ العظام، أو كانت أنفسهم تزهق من شدة الجوع والعطش لبقائهم على الصليب أياما.ولكن المسيح لم يتعرض لشيء من ذلك؛ فهو لم يبق على الصليب جائعا عطشا لأيام، كما لم تكسر عظامه، ثم ذر الرماد في أعين اليهود حيث قيل لهم بأن المسيح قد مــــــات.وأمــــا اللصان فقد قضي عليهما بكسر عظامهما حالا.وهنا نتساءل: لماذا
۳۱ ما قيل عن أي من اللصين إنه مات أيضا فلا حاجة لكسر عظامه؟! أضف إلى ذلك أن يوسف الذي كان من أصدقاء بيلاطس المكرمين وكان سيد تلك المنطقة ومن تلامذة المسيح ســـرا وصـــل هنالك في حينه وكان مجيئه في رأيي إشارة من بيلاطس نفس فسلم إليه المسيح باعتباره جثة هامدة.ولأن يوســـف كـــان مـــــن أشراف القوم، فلم يكن بوسع اليهود أن يعارضوه.فوصل هنـــــالك وتسلم المسيح باعتباره ميتا مع أنه كان في حالة الإغماء في الواقع.وكان هنالك مكان أعد مسبقا كقبر على شكل حجرة واسعة ذات حسب عادة القوم آنذاك، وكان يقع خارجا عن تصـــــــــرف نافذة، هد الأسف اليهود، فوضع المسيح فيه حسب تعليمات بيلاطس.ولقد وقع هذا الحادث خلال القرن الرابع عشر بعد وفاة موسى ال، وكان المسيح قد بعث في ذلك القرن كمجدد لإحياء الشريعة الإسرائيلية.ورغم أن اليهود كانوا ينتظرون مسيحهم الموعود في القرن الرابع عشر، وكانت نبوءات الأنبياء السابقين أيضا تشـ على ذلك الموعد ؛ ولكن مشائخ اليهود الأغبياء، مع ا الشديد لم يعرفوا ذلك الميقات والأوان، فكذبوا مسيحهم الموعود، بل كفروه وسموه ملحدا، وأخيرا أفتوا بقتله، وجروه إلى المحكمة.وندرك من ذلك أن الله تعالى قد وضع في القرن الرابع عشــــر تأثيرا عجيبا، حيث تقسو فيه قلوب القوم، ويطغى حب الدنيا على العلماء، ويصبحون عميانا وأعداء للحق وإننا إذا عقدنا المقارنة بين القرن الرابع عشر بعد بعثة موسى والقرن الرابع عشر بعد بعثة مثيله أي نبينا محمد ، وجدنا في كل من القرنين أن بأنه رجلا يدعي المسيح الموعود، وكانت دعواه صادقة ومن عند الله، وأن علماء القوم كفروا كليهما ووصموهما بالإلحاد والدجل، وأفتوا بقتلهما، وقد جر كلاهما إلى المحاكم، أحدهما إلى المحاكم الرومية، والآخر إلى
۳۲ المحاكم الإنجليزية؛ وفي الأخير نجي كلاهما، وخاب أعداؤهما، سواء علماء اليهود أو علماء المسلمين؛ وأراد الله أن يجعل من المسيحين الموعودين كليهما أمة عظيمة، وأن يخيب أعداءهما.وبالاختصار، فإن القرن الرابع عشر، سواء لموسى أو لسيدنا ومولانا ونبينا ، شديد على مسيحه، ولكنه مبارك له أيضا في نهاية المطاف.ومن الشهادات التي نجدها في الأناجيل على نجاة المسيح من الصليب ما ورد في إنجيل "متى" الإصحاح ٢٦ العدد ٣٦-٤٦ بـأن المسيح الا لما تلقى الوحي عن اعتقاله ظل يتضرع إلى الله سلجدا باكيا مبتهلا طوال الليل؟ وكان لابد أن يستجاب ذلك الدعـــاء الفياض بالتضرع والابتهال الذي منح المسيح من أجله وقتا طويلا، لأن دعاء المقرب وقت الاضطراب والقلق لا يرد أبدا.فلماذا إذا رفض دعاء المسيح الذي كان دعاء مظلوم قام به طوال الليل بقلــب يفيض بالألم؛ خاصة وإن المسيح يعلن بأن الأب الذي في السماء يستجيب لدعائي؟ فكيف نصدق إذن بأن الله كان يستجيب له مــع أنه لم يستجب له هذا الدعاء الذي قام به في اضطراب شديد؟ كما يتبين من الإنجيل أيضا أن المسيح ال كان على يقين تــــــام من استجابة دعائه، وكان يعول على ذلك الدعاء تمــــام التعويل؛ ولذلك فلما قبض عليه وعلق على الصليب، ولم يجــ د الظروف ملائمة لآماله صرخ بشكل عفوي: "إيلي إيلي لما شـ بقتني..أي: إلهي إلهي لماذا تركتني.يعني لم أكن أتوقع مطلقا أن يكون هكذا، وأن أموت على الصليب؛ بل كنت موقنـــا بـأنك مصيري ستستجيب دعائي.فاتضح جليا من كلا الموضعين في الإنجيل أن المسيح نفسه كان إنجيل متى ٤٦:٢٧ المترجم)
۳۳ من الله واثقا من صميم فؤاده أن دعاءه مستجاب لا محالة، وأن بكاءه طيلـق الليل لن يذهب هدرا؛ وكان بنفسه قد علم حوارييه، بناء على أمــــر الله تعالى أن ادعوا الله يستجب لكم؛ بل قص عليهم كمثـــــال قصة القاضي الذي كان لا يخشى الله ولا مخلوقه، ليستيقن الحواريون بأن الله يستجيب الدعاء.فلا شك أن المسيح كان قد علم من بأن مصيبة عظيمة ستنزل ،به ولكنه كعادة العارفين بالله ألـ ألــــــح في الدعاء إيمانا منه بأن لا مستحيل أمام الله، وأن كل محو وإثبـــــات بيده.ولذلك فلو لم يستجب دعاء المسيح نفسه حينئذ – والعيـــــــاذ بالله - لترك هذا في نفوس الحواريين تأثيرا سلبيا.فكـــــــــان مـــــن المستحيل إذا أن يقدم لهم مثل هذا النموذج الذي من شأنه أن يدمــــ إيمانهم؛ إذ لو أنهم رأوا بأم أعينهم أن دعاء نبي مقدس كالمسيح لم يستجب رغم تضرعه طوال الليل، لوقعوا في فتنة عظيمة في إيمانهم؛ ولذلك فكان من مقتضى رحمة الله تعالى أن تجيب دعاءه.یس واعلموا يقينا أن الدعاء الذي تم في المكان الذي اسمه "جثسيماني" كان قد لقي القبول من الله حتما.وثمة أمر آخر يجدر بالذكر، وهو أنه كما قد تم التشاور لقتـ لقــــــــــل المسيح حين اجتمع وجوه القوم وكبار علمائهم في بيت كاهن اسمـه "قيافا" للتآمر على قتله في كل الأحوال، كذلك تماما حصلت مؤامرة مماثلة لقتل موسى ا ، أيضا، وتكررت المؤامرة نفسها لقتل نبينا في دار الندوة بمكة؛ ولكن الله القدير عصم هذين النبيين العظيمين من شر تلك المؤامرات.وإن المؤامرة التي نسجت لقــــــــــل المسيح يقع زمنها بين زمن هاتين المؤامرتين؛ فكيف نصدق أن المسيح لم ينقذ منها، مع أنه كان أشد إلحاحا في الدعاء من النبيين الآخرين؟ فما دام الله يستجيب لأحبائه لا محالة، ويخيب مؤامرة الأشرار، فلم لم يستجب دعاء المسيح؟
٣٤ إن خبرة كل تقى صادق تشهد على أن دعاء المظلوم في حالة اضطراب شدید مستجاب بل إن وقت المصيبة على الصادق لهــــو أوان ظهور الآية؛ وإنني صاحب خبرة في هذا المجال.أتذكر أنه قبـــل عامين رفع ضدّي الدكتور مارتن" "كلارك المسـ يحي المقيم في أمرتسر" ببنجاب قضية مزورة بتهمة القتل في محكمة محافظة "غورداسبور"، حيث زعم أني قد حاولتُ قتله، وأرســـــــلـت لهـــذا الغرض رجلا اسمه عبد الحميد.وتصادف أن اجتمع ضدّي في هـذه القضية بعض المتآمرين من الملل الثلاث : المسيحية والهندوسية والإسلام؛ ولم يدخروا وسعًا لإدانتي بمحاولة القتل.إذ كـــان القساوسة ينقمون مني لأني كنت ومازلت أبذل جهدي لإنقاذ عباد الله من عقيدة القسيسين الباطلة في شأن المسيح؛ فكانت هذه القضية أول نموذج شاهدته من أخلاقهم.وأما الهندوس فكانوا غاضبين عليّ لأنني كنت تنبأت، بناء على وحي الله تعالى، بموت أحد من كهانهم اسمه "ليخرام" بعد أن طلب هو بنفسه نبوءة كهذه، ثم تحققت النبوءة في موعدها المحدد، وكانت آية مهيبة من عند الله تعالى.وأمــل المشايخ من المسلمين فكانوا أيضًا مغتاظين لأني كنت أخالف مني عقيدتهم في صدد ظهور المهدي والمسيح السفاكين؛ وكذلك كنتُ أعارض عقيدتهم عن الجهاد.فتشاور زعماء من هذه الملل الثـــلاث وتآمروا حتى يُثبتوا إدانتي بالقتل، لكي أقتل أو أُسجن، وكانوا في ذلك عند الله من الظالمين.ولقد أنبأني الله بهذه المؤامرات حتى قبل أن ينسجوها، وبشرني ببراءتي في النهاية.ولقد أذعتُ هذه الإلهامات الإلهية المقدسة بين مئات الناس قبل تحققها.وبعد أن تلقيت هـــــــذه عني هذا البلاء، الله تعالى دعوته قائلاً: اللهم اكشف الأخبار بوحي فنبأني الله بالوحي أنه سوف يكشف عني البلاء، ويبرئني من التهمة ولقد نشرت هذا الوحى أيضا بين أكثر من ثلاث مئة شخص، وهم
مازالوا أحياء إلى اليوم.أما أعدائي فأوشكوا، بتقديم شهود زور في المحكمة، علـــــــى أن يثبتوا التهمة، حيث شهد ضدي أشخاص من الملل الثلاث المذكورة آنفا.ولكن الله كشف بطرق عديدة حقيقة الأمر علـــى القـــاضي الذي كانت القضية في محكمته، واسمه Captain W.Douglas، وكان نائبا لمفوض محافظة "غور داسبور" ، فتبين له جليا أن القضية مزورة.فعندئذ دفعه حبه للعدل وسهره على الإنصاف أن لا يبالي مطلق بذلك الدكتور الذي كان يعمل قسيسا وحكم بإبطال القضية.و كما كنت أعلنت من قبل – بناء علــــى وحـــــي الله تعالى - في المجالس العامة وأمام مئات الناس ظهرت براءتي خلافا للظروف المخيفة السائدة آنذاك؛ مما زاد كثيرا من الناس إيمانا.وليس ذلك فحسب، بل إنني قد تعرضت لأنواع من التهم بالجرائم الخطيرة للأسباب العدائية السالفة الذكر، ورفعت القضايا ضدي في المحاكم؛ ولكن الله أخبرني بالوحي مسبقا عن بداية كـــــل هذه القضايا الخطيرة ومنتهاها، قبل أن أستدعى للمثول أمــام المحكمة، كما بشرني بالبراءة منها.إنما الهدف من هذا البيان هو التأكيد على أن الله تعالى يستجيب الدعاء بلا مراء، ولا سيما دعاء المتوكلين عليه عندما يخرون على أعتابه مظلومين؛ فيغيثهم وينصرهم بطرق عجيبة، وإننا على ذلـــك من الشاهدين.إذا فما هو السبب الذي حال دون استجابة دعـــــــاء المسيح الذي قام به بمنتهى الاضطرار؟ كلا، بل إن الله قد استجاب له ونجاه، وهيأ لنجاته أسبابا من الأرض وأيضا من السماء.والواقع أن الله تعالى لم يعط يوحنا أعني النبي يحيى مهلة ليدعو فيها لنجاته، لأن أجله كان قد أتى، ولكن المسيح منح مهلة ليلة كاملة للدعــــاء، فقضاها ساجدا قائما لربه، لأن الله أراد أن يبدي المسيح اضطرابه
٣٦ وابتهاله متوسلا لخلاصه إلى الله الذي لا مستحيل أمامه، فاستجاب دعاءه وفق سنته القديمة.وأما اليهود الذين علقوا المسيح علـــى الصليب ثم عيروه قائلين: لقد توكل على الله فلماذا خذله، فكانوا كاذيين في قولهم هذا، لأن الله قد أحبط جميع مكائدهم وأفش وأفشلهم، ونجى حبيبه المسيح من الموت اللعين على الصليب.ومن الشهادات الإنجيلية التي وجدناها ما ورد في إنجيل "مـــــــى" كالآتي: "من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيـــــــاه الـــــذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ؛ الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل".(متى الإصحاح ٢٣ العدد ٣٥-٣٦) إذا تأملتم في هذه العبارة اتضح لكم أن المسيح ال قد صرح فيها أنه من المقدر أن تبلغ عملية سفك دماء الأنبياء بيــــــد اليــــود نهايتها عند قتل النبي زكريا، وأن اليهود لن يقدروا بعد ذلك على قتل أي نبي.وهذا نبأ عظيم يبين صراحة أن المسيح لم يقتل علـ الصليب، بل نجا منه، وتوفي بعد ذلك وفاة طبيعية؛ لأنه لو كان المسيح سيقتل بيد اليهود كزكريا، لأشار المسيح هنا إلى قتله أيضا.مأثمة 6 ولو قيل إن قتل المسيح ، وإن تم بيد اليهود، لكنه لم يكن لأنه قتل ككفارة، فهذا قول باطل، لأن المسيح نفسه قــــــد صرح لهم - - كما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح ۱۹ العدد ۱۱ – بأن اليهود قد أتوا خطيئة كبرى إذ أرادوا قتله.وقد أشير إلى ذلك في مواضع عديدة أخرى أيضا حيث ورد صراحة أنهم قد استحقوا الويل من الله تعالى بسبب الجريمة التي ارتكبوها ضد المسيح.(إنجيل متى الإصحاح ٢٦ العدد ٢٤) ومن الشهادات الإنجيلية التي عثرنا عليها ما يلي: "الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته" (متى الإصحاح ١٦ العدد ٢٨)، وأيضــــــا:
۳۷ "قال له يسوع: إن كنت أشاء أنه (أي الحواري يوحنا) يبقـــــى (أي في أورشليم) حتى أجيء فماذا لك.يوحنا الإصحاح ٢١ العدد ٢٢)..أي لو أردت لعدت قبل أن يموت يوحنا.يتضح من هذه العبارات بكل وضوح أن المسيح ال وعد بأنــــه سيعود قبل أن يموت بعض الحاضرين هناك، بمن فيهم يوحنا؛ فكان لابد من أن يتحقق ذلك الوعد.ولقد أقر المسيحيون أنه كان من المحتم أن يبعث المسيح ثانية في حياة بعض أهل ذلك الزمان تحقيقا للنبأ حسبما وعد؛ ولأجل ذلك يقر القساوسة بأن يسوع كان قد جاء، حسبما وعد، مرة أخـــرى عند دمار أورشليم، وقد رآه يوحنا لأنه كان حيا إلى ذلك الحين.علما أنهم لا يقولون بأن المسيح قد نزل حقيقة مــــــن السماء آنذاك، بحسب الآيات التي ذكرها بنفسه لنزوله، بل يزعمون أنـــه قد ظهر ليوحنا في الكشف، تحقيقا لنبأه هذا الوارد في إنجيل "متى" الإصحاح ١٦ العدد ۲۸ لكني أقول: إن مثل هذا الظهور الكشفي لا يحقق هذا النبأ، وإنما هو تأويل جد ضعيف، بل هو تهرب مشين من الاعتراض والانتقاد الحق أنه تأويل خاطئ وباطل بالبداهة بحيث لا حاجة لدحضه أيضا ؛ إذ لو كان المقدر أن يظهر المسيح على أحد في صورة حلم أو كشف لأصبح هذا النبأ أضحوكة * لأن المسيح سين ـك لقد قرأت في بعض الكتب أن المشايخ المعاصرين يؤولون هذا النبأ الـــــــوارد في "متى" الإصحاح ٢٦ العدد ٢٤ * * تأويلا أغرب مـــــــن تـــأويل المسيحي أنفسهم؛ إذ يزعمون أن المسيح مادام قد اشترط لظهوره حياة بعض أهل ذلـ العصر وحياة أحد حوارييه أيضا، فقد لزم أن يكون ذلك الحواري حيا إلى اليوم، لأن المسيح لم يرجع حتى اليوم؛ بل يظنون أن ذلك الحواري مازال ينتظر المســــيـح متخفيا في بعض الجبال! (المؤلف) ** هذا سهو، والصحيح: الإصحاح ١٦ العدد ٢٨.(المترجم)
۳۸ ويبدو كان قد ظهر في الكشف لبولس أيضا قبل ذلك بفترة من الزمن.أن هذا النبأ- الوارد في "متى" الإصحاح ١٦ العدد ٢٨ - قد أقض مضاجع القساوسة، حيث لم يستطيعوا أن يؤولوه تأويلا معقولا حسب عقيدتهم؛ إذ من المتعذر عليهم أن يدعوا بأن المسيح كان قد نزل من السماء بجلاله عند دمار أورشليم، وأن الجميع رأوه كما يرى الجميع البرق اللامع في جو السماء؛ كما لم يكــــــن مـــــن السهل عليهم أن يغضوا البصر عن كلمات النبأ القائلة بأن بعـــــــض الحاضرين هنا الآن لن يذوقوا الموت حتى يروا ابن الإنسان عائدا إلى ملكوته؛ فلذلك لجأوا إلى تكلف كبير وأولوا أن هذا النبأ قد تحقق بهذا الكشف.ولكنه تأويل غير سليم لأن أولياء الله كثيرا ما يظهرون لبعض الخواص في الكشف والظهور في الكشف ليـ مشروطا بالمنام، بل إنهم يظهرون في اليقظة أيضا، وإنني صــــ تجربة في هذا المجال.ولقد رأيت المسيح اللة مـــــرارا في الحالــــة الكشفية، ولقيت بعض الأنبياء الآخرين أيضا في اليقظة التامة.ولقد رأيت سيدي ومولاي وإمامي نبينا محمدا المصطفى في اليقـــــــــة التامة مرارا وكلمته أيضا ؛ وكانت تلك اليقظة التامة لا يشوبها شيء من النوم أو الغفلة.كما اجتمعت في اليقظة التامة ببعض الموتى الآخرين عند قبورهم أو في موضع آخر، وكلمتهم أيضا.وإنني لأعلم علم اليقين أن اللقاء بهذا الشكل مع الذين خلوا من قبل ممكن بالتأكيد؛ ولا يقتصر الأمر على اللقاء فحسب، بل يمكــن تحاورهم ومصافحتهم أيضا.ولا فرق بين اليقظة العادية وهذا النوع اليقظة من حيث كيفية الحواس؛ حيث نرى ونحس وكأننــــــا في هذا العالم نفسه، وكأن الآذان والعيون واللسان هي هي، ولكـــــــــن يتبين بإمعان النظر أن ذلك العالم يختلف عن هذا العالم.إن الدنيا تجهل هذا النوع من اليقظة، لأنها مستغرقة في سبات الغفلـــــــة؛ وإن من
۳۹ تلك اليقظة تنزل من السماء على من يوهب حواس خارقة جديدة، وإنه لحق ومن الحقائق الواقعة.فلو كان المسيح قد ظهر عند دمار أورشليم ليوحنـــا في حالة الكشف، وحتى في اليقظة، وكلمه وصافحه أيضا، فإن تلك الحادثة لا تمت إلى ذلك النبأ بأية صلة، بل إنها لمن الحوادث العادية التي تقع الله في الدنيا دوما؛ ولو أنني ركزت الآن أنا أيضا، لتمكنت بفضل وتوفيقه من رؤية المسيح أو غيره من الأنبياء المقدسين في اليقظة التامة؛ ولكن مثل هذا اللقاء لا يمكن أن يعتبر تحققا لذلك النبـــأ الوارد في "متى" الإصحاح ١٦ العدد ٢٨.فالحق أن المسيح كان على علم بأنه سيسافر إلى بلد آخر بعــــــد الخلاص من الموت على الصليب، وأن الله لن يتوفاه ولن يرفعه مـــــن الدنيا حتى يرى هو بعينه خراب اليهود، وأنه لن يموت حتى تـــــــوتي المملكة المقدرة في السماء للأصفياء ثمارها ، ولذا أدلى بذلك النبــــــــأ وطمأن حوارييه قائلا: إنكم سترون آية لي وهي أن الذين قد حملوا السيف علي سيقتلون بالسيوف خلال حياتي وأمام عيني.فلو كان البرهان شيئا يعتد بــــه فهذا أكبر برهـــــان ضـــــد المسيحيين، لأن المسيح تنبأ بنفسه بظهوره ثانية في حياة بعضهم.وليكن معلوما أن الأنباء الإنجيلية المتعلقة بظهور المسيح على نوعين: النوع الأول يتضمن الوعد بظهوره الروحـــــــاني في الزمــــــن الأخير؛ وكان ظهوره الثاني الروحاني هذا يشبه تماما الظهور الثاني لـ "إيليا" في زمن المسيح.وبالفعل قد ظهر المسيح، كظهور إيليا، في العصر الحاضر في شخص كاتب هذه السطور خادم الإنسانية، الذي بعث مسيحا موعودا باسم المسيح ال.ولقد أخبر المسيح نفسه في الإنجيل بظهوري؛ فمبارك الذي يفكر في قضيتي بـــــــالعدل والأمانة احتراما للمسيح، ولا يقع في العثار.
أما النوع الثاني من الأنباء الإنجيلية المتعلقة بعودة المسيح فإنما هي الله ورحمته بعد حادث بمثابة الأدلة على استمرار حياة المسيح بفضل الصليب، وعلى أنه تعالى قد أنقذ عبده المختار من الموت على الصليب.والنبأ الذي ذكرناه آنفا يندرج تحت هذا النوع.ولكــــــــن المسيحيين يخلطون خطأ منهم، كلا النوعين كلا النوعين من الأنباء، فيتعرضون لشتى الصعوبات والمشاكل.وقصارى القول إن الشهادة الواردة في إنجيل "متى" الإصحـــــــاح ١٦ لبرهان عظيم على نجاة المسيح من الموت على الصليب.ومن الشهادات الإنجيلية التي وجدناها ما ورد في "متى" كالآتي: وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء، وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير".(إنجيل "متى" الإصحاح ٢٤ العدد ٣٠) والمراد الحقيقي بهذه العبارة هو أن المسيح يقول إنه سيأتي زمـــــــن تظهر فيه من السماء، أي بمجرد قدرة الله تعالى، علوم وأدلة وشواهد تقطع ببطلان عقيدة ألوهية المسيح وموته على الصليــــــــ وصعوده إلى السماء ونزوله منها ثانية؛ كما أن السماء ستشهد على افتراء القبائل أي الشعوب – اليهود مثلا – التي أنكرت كونه نبيـــــا صادقا بل اعتبرته ملعونا لكونه مصلوبا؛ إذ سوف ينكشف في ذلك العصر بكل جلاء أنه لم يمت على الصليب ومن ثم فهو لم يكن ملعونا؛ فعندئذ ستنوح جميع الشعوب التي مالت إلى الإفراط أو التفريط في أمر المسيح، وسيأخذهم أشد الخجل والندامــــة بسبب خطئهم.وفي الزمن الذي تتجلى فيه هذه الحقيقة، سيرى الناس أيضا المسيح نازلا إلى الأرض نزولا روحانيا بمعنى أن المسيح الموعود سيبعث في تلك الأيام متحليا بصفات وقوى شبيهة بصفات المسيح وقواه، ومؤيدا بتأييد سماوي وجلال وسلطان إلهـ ، ومصحوبا
٤١ ببراهينه الساطعة، وسيعرفه الناس.وبيان ذلك أن الله، هو ه، بمشيئته ،وبقضائه، قد قدر للمسيح العلي شخصية وأحوالا أفرط فيها قوم، بينما فرط فيها آخـــــرون؛ أعـــــي هناك قوم فصلوه عن لوازم البشرية، حتى زعموا أنه لم يتــــــوف إلى اليوم، وأنه مازال حيا في السماء! وأعجب من هؤلاء قوم يعتقدون بأنه قد قتل مصلوبا، ثم عاد إلى الحياة وصعد إلى السماء، واستحق جميع خصائص الألوهية، بل إنه هو الإله! وثمة قوم آخرون، وهــــــم اليهود الذين يزعمون أن المسيح قد قتل مصلوبا، فصــــــــار ملعونـــــا وموردا لغضب الله إلى الأبد؛ وأن الله بريء منه، وينظر إليه نظــرة كراهة وعداوة، وأنه – والعياذ بالله - كذاب ومفتر وكافر وملحد، وليس من عند الله.وإن هذا الإفراط والتفريط في حق نبي كان ظلما عظيما، وكان لابد أن يبرئ الله نبيه الصادق من هذه التهم، وإلى ذلك تشير العبارة السالفة الذكر.- وقوله: "وحينئذ تنوح جميع قبائل "الأرض" يشير إلى أن كل الطوائف التي يمكن أن تطلق عليها كلمة القبيلــة أي الشعب، ستضرب صدورها وتبدي الجزع والفزع ويكون مأتمــــــها عندئــــذ من شديدا.وهنا يجب على المسيحيين أن يقرؤوا هذه العبارة بشـ من التدبر والإمعان إذ مادامت هذه العبارة تتضمن نبأ لطم جميــع شعوب الأرض صدورها، فكيف يمكن إذا أن يستثنى المسيحيون هذا النياح؟ أو ليسوا شعبا من الشعوب؟ وإذا كانوا من جملــــة الشعوب اللاطمة صدورها، فلماذا إذن لا يهتمون بنجاتهم! إن هذه العبارة صريحة في أنه عند ظهور آية المسيح في السماء ستلطم جميــع شعوب الأرض صدورها؛ فالذي يزعم أن شعبه لن يلطم صــــــدره، فهو يكذب المسيح.غير أن الذين لا تنطبق عليهم صفة الشعب لقلة ف عددهم، ـلا
٤٢ الأشكال.ينطبق عليهم هذا النبا؛ وهم أهل طائفتنا، بل إن هذه الطائفة وحدها خارجة عن نطاق تأثير هذا النبأ ودلالته؛ لأنها طائفة ذات أفراد معدودين، فلا ينطبق عليهم لفظ الشعب بشكل من لقد أخبر المسيح بناء على وحي الله قائلاً: حين تظهر آية في السماء فإن جميع طوائف الأرض الذين تنطبق عليهم كلمة "الشعب" بسبب كثرتهم سوف يلطمون صدورهم، ولا يُستثنى من ذلك إلا من هــم أقل من أن يُدعوا شعبا.فلا يمكن إذا أن يخرج عن تأثير هذا النبأ المسيحيون ولا المسلمون المعاصرون ولا اليهود ولا سائر المكذبين؛ 28 وإنما طائفتنا وحدها التي هي خارجة عن نطاق هذا النبأ، لأنهم لا يزالون للآن كبذرة زرعها الله تعالى.التي ومن المستحيل أن يكون كلام النبي كاذبًا؛ ومادام هذا الكلام يؤكد صراحة أن كل شعب في الأرض سيلطم صدره، فمـــــن المستحيل أن يخرج عن نطاق هذا النبأ شعب من هذه الشعوب، إذ لم يستثن المسيحُ في قوله هذا أي شعب.غير أن الفئة التي لم تبلـ مقدار الشعب، وهي جماعتنا، فهي خارجة عنه على كل حال.ولقد تحقق هذا النبأ بكل وضوح في هذا العصر، لأن الحقائق انكشفت اليوم عن المسيح هي بلا مراء، مدعاة لنياح هذه الشعوب كلّها؛ لأن هذه الحقائق تكشف خطأهم وتفضحهم جميعًا، وتحوّل ضجة النصارى عن ألوهية المسيح إلى حسرات عليهم.أن إلحاح المسلمين المعاصرين على عقيدة صعود المسيح حيا إلى السماء قد أصبح بسبب ظهور هذه الحقائق بكاء ومأتما لهم.وأمــــــا اليهود فلا يبقى لهم من باقية.ومما يجدر بالذكر هنا أن الأرض المشار إليها في هذه الشهادة الإنجيلية القائلة: "تنوح جميع قبائل "الأرض" هي أرض بلاد الشـــــــام التي ينتمي إليها كل من هؤلاء الشعوب الثلاثة.أما اليهود فلأن هذه كما
٤٣ الأرض مولدهم ومنشؤهم وبها هيكلهم العظيم؛ وأما النصارى فلأن هذه الأرض وطن المسيح، وبها نشأ أوائلهم؛ وأما المسلمون فلأنه ورثة هذه الأرض إلى يوم القيامة.ولو أخذت كلمة "الأرض" على عمومها فلا بأس بذلك أيضا، لأن انكشاف هذه الحقائق سيدفع جميع المكذبين إلى الندامة.ومن الشهادات الإنجيلية التي وجدناها ما ورد في إنجيل "مـــــــى" ونسجله فيما يلي: 11 و القبور" تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته (أي بعد قيامة المسيح) ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين".(إنجيل متى الإصحاح ٢٧ العدد ٥٢) لا شك في أن هذه القصة المذكورة في الإنجيل لا تتحدث عــــــــن أي حادث تاريخي، إذ لو كان هذا صحيحا لكان معنى ذلك أن القيامة قد وقعت في هذه الدنيا، وبالتالي قد انكشف للجميع الأم الذي أخفي عن أعين الناس لاختبار صدقهم وإيمانهم انكشافا جليل و لم يعد الإيمان إيمانا؛ ولصار العالم الغيبي، في نظر كـــــل مؤمــن و کافر شيئا بديهيا بداهة الشمس والقمر والليل والنهار، ولما اعتبر الإيمان عندئذ شيئا عزيزا ذا قيمة يرجى به الأجر والثواب.ثم إذا كان الأموات، بمن فيهم أنبياء بني إسرائيل السابقون والصالحون الآخرون الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف، قد أعيـــدوا حقا إلى الحياة في طرفة عين لدى حادثة الصليب، وعادوا إلى المدينة أحياء، كدليل على صدق المسيح وكآية على ألوهيته، لكان ذلـــك فرصة قيمة لليهود ليسألوا هؤلاء الموتى الأبـــرار مــن أنبيائهم وأجدادهم عن ادعاء المسيح بالألوهية: هل هو إله حقا أم كذاب في هذه الدعوى؟ إذ من المرجح أن اليهود ما كانوا ليدعوا مثل هـــــــذه الفرصة تفلت من أيديهم، وكان لابد من أن يوجهوا إليهم هذا
٤٤ السؤال عن صدق المسيح؛ لأنهم كانوا جد متشوقين لأن يســـــــائلوا یس الموتى لو رجعوا إلى الدنيا.فكيف يمكن إذن أن يضيعوا هذه الفرصة وقد اقتحم المدينة مئات الألوف من الأموات، ودخل ألوف منهم في كل حارة من حاراتها وكان لابد أن يسأل اليهود، لا واحدا أو اثنين بل ألوفا من هؤلاء الموتى.كما كان من المفروض عند عــــــودة هؤلاء الموتى ودخولهم في بيوتهم أن يرتفع الضجيج والصخـــــــب في جميع البيوت، وكان لابد لكل بيت أن يضج بأحـــــــــاديث الموتـــــى وقصصهم وسؤالهم إياهم ما إذا كانوا يحسبون هذا الذي يدعى يسوع المسيح إلها حقا؟ ولكن اليهود لم يؤمنوا بالمسيح بالرغم من شهادة الموتى أيضا، على عكس المأمول، كما لم تلن قلوبهم بـل زادت قسوة وغلظة؛ مما يعني أن الموتى لم يدلوا على مــا يـــدو بشهادة إيجابية، بل لم يلبثوا أن ردوا على السائلين بأن هذا الشخص كذاب في ادعاء الألوهية ويفتري على الله تعالى.فلذلك نجد اليهود لم يقلعوا عن شرورهم رغم عودة مئات الألوف من النــــاس بــل الأنبياء والرسل إلى الحياة، وإنما قتلوا المسيح ثم انصرفوا إلى قتـــل الآخرين أيضا.فهل يعقل أن يبعث مئات الألوف من الأتقياء منذ آدم إلى يحيى الذين كانوا راقدين في قبورهم بهذه الأرض المقدسة، فيدخلوا المدينة واعظين، ويلقي كل واحد منهم شهادته أمام ألوف من الناس بأن المسيح ابن الله، بل هو إله في الحقيقة، فاعبدوه وتخلوا عن أفكــركـم البالية، وإلا فمصير كم جهنم التي رأيناها بأعيننا؛ ولكــــــــن اليهود أصروا على الإنكار رغم هذه الشهادة المثلى من قبل مئات الألوف من الأموات الأبرار كشهود عيان؟ إن ضميرنا لا يسلم بهذا الأمر مطلقا.ولو افترضنــــــا أن مئـــات الألوف من الأنبياء والرسل والصلحاء الأموات قد بعثوا من القبور
٤٥ حقا وجاءوا لإدلاء الشهادة، فيبدو أنهم أدلوا بشهادة سلبية ولم يصدقوا بألوهية المسيح أبدا؛ الأمر الذي زاد اليهود تمسكا بكفرهــم رغم هذه الشهادات من الأموات، وأنكروا حتى نبوة المسيح أيضا، في حين كان المسيح يسعى جاهدا لأن يعترفوا بألوهيته!!؟ إذا فإن مثل هذه العقائد، أعني الإيمان بكون المسيح قـــــد أحيــــا مئات الألوف من الأموات هؤلاء أو أي ميت آخر، تحمل تأثيرا ضارا وسيئا جدا؛ لأن عودة أولئك الأموات لم تسفر عن أية نتيجـــة منشودة.فمن فطرة الإنسان أنه إذا سافر إلى بلاد بعيدة، وأقام هناك بضع سنوات، ثم رجع إلى وطنه فإنه بطبيعة الحال يندفع إلى ســـــرد أعاجيب تلك البلاد وغرائبها للناس، ولا يحب بعد هـــذا الغيــاب الطويل أن يمسك لسانه عن الناس ويقعد كالبكم؛ بل إن الفطـــــــرة تدفع الناس الآخرين أيضا في هذه المناسبة أن يأتوا إليه مسرعين ليسألوه عن أحوال تلك البلاد.أو إذا جاءهم مثلا رجل غريـــب بائس فقير تبدو عليه ملامح العوز والحاجة وادعى أنه مل لك تلك البلاد التي رجع بعض القادمين من زيارة عاصمتها، وأنه أعلى مرتبة من ملك كذا وكذا، فمن الطبيعى أن يسألوا هؤلاء السائحين القادمين عن مثل هذا المدعي الوارد عليهم من الخارج قائلين: هـــــل ملك تلك البلاد حقا؟ فلا يلبث هؤلاء السائحون أن يخبروهم بحقيقة الأمر.فمادام الأمر هكذا فإن إحياء المسيح للأمــــوات لا يكون مجديا، كما أسلفت إلا إذا كانت الشهادة المطلوبــــة مـــن الموتى، التي كان من الطبيعي أن تطلب منهم قد أدت إلى نتيجــــــة مرضية.ولكن الأمر هنا معكوس تماما، لأننا إذا افترضنا جــــــدلا أن قد أحيا الأموات حقا، فلا بد لنا أن نفترض أيضا أن هؤلاء هو المسيح الموتى لم يدلوا في حق المسيح بأية شهادة نافعة تدفـــــــع النـــاس إلى تصديقه؛ وإنما أدلوا بشهادة قد زادت الطين بلة!
٤٦ ليت البهائم حلت محل الناس في قصة الإحياء هذه؛ لأن ذلك كان أدعى للتغطية والخفاء.فمثلا لو قيل بأن المسيح ال قد أحيــــا ألوفا من الثيران لكان ذلك معقولا الحد كبير، لأنه لو اعترض أحـــد عندئذ وقال: ما هي نتيجة الشهادة التي أدلى بها هذه الثيران الـ أعيدت إلى الحياة، لرد عليه فورا: الثيران عجماوات لا تستطيع الكلام حتى تشهد بخير أو بشر.أما الموتى الذين أحياهم المسيح فقد بلغ عددهم مئات الألوف، فأين نتيجة شهادتهم؟ لو ســألنا اليــــوم بعض الهندوس مثلا: إذا عاد إليكم بعض أجدادكم الأموات أحيــلك، وشهدوا على صدق دين معين فهل تشكون بعدها في صدقه، فــــــلا يمكن أن يكون جوابهم بالنفي كلا ليس ثمة إنسان في الدنيا يلج في كفره وعناده رغم ذلك الانكشاف المبين." ويا أسفا على المسيحيين، فإن "السيخ الخالصة" في بلادنا كانوا أكثر منهم دهاء وبراعة في تلفيق مثل هذه القصص، إذ يزعمون أن مرشدهم "بابا نانك قد أحيا مرة فيلا ميتا.وهذه "معجزة" لا يـــد عليها الاعتراض الذي يرد على "معجزة الإحياء الإنجيلية" فيما يتعلق بنتائجها وعواقبها، لأن "السيخ" يمكن أن يقولوا بأن الفيل ليـــــــس بناطق حتى يصدق أو يكذب مرشدهم بابا نانك.لا شك أن عامة الناس يفرحون كثيرا بمثل هـــذه "المعجزات" بسبب عقلهم الناقص، ولكن العقلاء منهم يحترقون كمدا نتيجـ الاعتراضات التي تثيرها الأمم الأخرى، ويخجلون جدا في كل مجلس تسرد فيه مثل هذه القصص السخيفة.وبما أننا نكن للمسيح العواطف الحب والإخــــــلاص مثلمــــا يكنها المسيحيون أنفسهم، بل إننا أشد منهم حبا له، لأنهم لا يعرفون حقيقة من يمدحونه، ولكننا نعرف حقيقة من نمدحه لأننا قد رأيناه فلذلك نميط الآن اللثام عن حقيقة العقيدة المذكورة في
٤٧ الأناجيل القائلة بأن جميع الصالحين الأموات قد عادوا إلى الحياة عند حادثة الصليب ودخلوا المدينة.فليكن واضحا أن ذلك كان كشفا كالمنام رآه بعض الأتقياء بعد حادث الصليب حيث رأوا وكأن الأبرار من الموتى قد عـــــــادوا إلى المدينة أحياء، واجتمعوا بالناس وكما أن الرؤى قد عبرت في كتب الله المقدسة، كرؤيا يوسف ال مثلا، كذلك كان لهذه الرؤيا تعبير، وهو أن المسيح لم يقتل على الصليب، بل نجاه الله من الموت عليه.وإن قيل: من أين أتيت بهذا التعبير؟ قلت: إن أئمة علــم تعبير الرؤى قد سجلوا ذلك كما قد شهد عليه جميع علماء التعبير بتجربتهم.ونورد فيما يلي ما كتبه أحد أئمة علم التعبير، وهـو مؤلف "تعطير الأنام" حيث قال ما نصه من رأى أن الموتى قد وثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم فإنه يطلق من في السجن".(تعطير الأنام في تعبير المنام لقطب الزمان الشيخ عبد الغني النابلسي ص ۲۸۹) أي أن المراد من مثل هذه الرؤيا أو الكشف هو أن أن سجينا سيطلق سراحه ويتخلص من أيدي الظالمين وفي هذا الأسلوب البياني دليل أيضا على عظمة ذلك السجين وشرفه.والآن ترون كيف أن هذا التعبير ينطبق على المسيح اللي انطباقـــل معقولا للغاية، حيث لا نلبث أن ندرك أن الرؤيا، التي شوهد فيــها الأبرار من الموتى يدخلون المدينة كانت تنطوي على إشارة لأهل الفراسة بأن المسيح قد نجي من الموت على الصليب.وهناك مواضع عديدة أخرى في الأناجيل يتبين منها أن المسيح ال لم ي قتل على الصليب، وإنما نجا منه ورحل إلى بلد آخر، غير أنني أرى أن ما قد بينته يكفي لفهم المنصفين.وقد ينشأ في بعض الأذهان اعتراض بأن الأناجيل نفسها تتحدث
٤٨ مرارا عن موت المسيح على الصليب، ثم عودته إلى الحياة، فصعـوده إلى السماء؟! وقد سبق أن رددت على مثل هذه الاعتراضات بإيجاز، وأرى من الأنسب أن أبين هنا أيضا أن المسيح قد اجتمع بحواريـــــــه بعد حادثة الصليب، وسافر إلى الجليل، وأكل الخبز والسمك المشوي، وأراهم جروحه، وبات ليلة معهم بقرية عمواس وهرب سرا من المنطقة التي يحكمها بيلاطس وهاجر من تلك البلاد وفــــق سنة الأنبياء، وسافر خائفا يترقب.وكل هذه الحوادث تؤكد علــــى أن المسيح لم يقتل على الصليب، وأن حوائج الجسد الفاني كلـــــــها كانت ملازمة له ولم يطرأ عليه أي تطور جديد.كما لا نجد في الإنجيل أي شاهد عيان * على صعوده إلى السماء.حتى ولو وجدت مثل هذه الشهادة في الإنجيل لما كانت أيضا جديرة بالعناية؛ إذ من عادة كتاب الإنجيل أن يبالغوا جدا حيث يجعلون من الحبة قبـــــة، ويحولون الذرة جبلا.فمثلا إذا كتب أحدهم أن المسيح ابـــــــن وجدنا الثاني يسعى جاهدا ليجعله إلها حقا ثم ينبري الثالث ليهب له السلطة على السماوات والأرض؛ فيأتي الرابع ويصرح أن المسيح هو الإله ولا إله غيره، وهكذا يتمادون إلى ما لا نهاية له.خذوا مثلا تلك الرؤيا التي تقول وكأن الموتى قد بعثوا من القبـــــــور وجاءوا إلى المدينة، فقد فسرها المسيحيون، متمسكين بظاهر الكلمات، بأن الموتى قد خرجوا من القبور حقيقة، ودخلوا مدينــــة أورشليم واجتمعوا بأهلها فانظروا كيف أنهم قد جعلوا من الريش طيرا، ومن الطير الواحد أسرابا.فكيف يمكن إذا معرفة الحقائق * أي لا أحد.من الله علنا الناس يقول إنه شاهد عيان على هذه الحادثة، وأنه قد رأى بأم عينيه المسيح صاعدا إلى السماء.(المؤلف)
٤٩ حيث بلغت المبالغة ما بلغت؟! أنها تتضمن أليس غريبا أن تدعى هذه الأناجيل "كتب "الله" مع مبالغات خرافية مثل قولهم قد أتى المسيح بأعمال لو سجلت كلـها في الكتب لما وسعتها الأرض.فهل هذه المبالغة من الصدق والأمانة في شيء؟! ألا يحق لنا القول بأن أعمال المسيح لو كانت تفوق الحد والحصر، فكيف انحصرت إذا في فترة ثلاثة أعوام فقط؟ ومما يعيب الأناجيل أيضا أنها تخطئ في الاقتباس مــــــن القديمة، حتى لم يسلم كتبة الإنجيل من الخطأ في تسجيل المسيح أيضا.ويتضح من الأناجيل أن عقول هؤلاء الكتبة كـــــــانت سطحية بحيث ظن بعضهم المسيح من الجن.وما برح الناس منـــــــــذ القديم يطعنون في هذه الأناجيل بأنها لم تسلم من العبث والتحريف.هذا، وهناك عدة مؤلفات أخرى قد كتبت باسم الإنجيل، وليس عندنا دليل قاطع يدفعنا لرفض كل ما ورد فيها وللتسليم بكل ما ورد في الأناجيل الموجودة؟ وظني أن الأناجيل الأخرى لا تحتوي على المبالغات الخرافية بقدر ما نجد في الأناجيل الأربعة.ومن الغريب جدا أن هذه الأناجيل تقرر حياة طاهرة للمســــــيـح خالية من المثالب والعيوب من ناحية ومن ناحية أخرى، ترميه بتهم لا تليق أبدا حتى برجل صالح عادي ! وعلى سبيل المثال، بنجــــــــد أن أنبياء بني إسرائيل قد احتفظوا بمئات من الزوجات في وقت واحــــــــد حسب تعاليم التوراة، لكي تزداد ذرية الأبرار؛ ولكنكم ما سمعتــــــم أبدا أن نبيا من الأنبياء قد قدم مثالا قبيحا من التحرر والانحلال بحيث تلمسه امرأة نجسة فاسقة مومسة معروفة في كل البلد، وتدلك رأسه بزيت اشترته بدخل العمل الحرام، وتنشر شعرها على قدميـــه؛ كل ذلك وهو يغض الطرف عن جميع هذه الأعمال من قبل فتاة فاجرة، ولا يمنعها والواقع أن الإنسان لا يستطيع أن يتجنب تلك
الظنون التي تنشأ بسبب لیست بأسوة حسنة للآخرين بشكل من الأشكال.بسبب هذه المناظر، إلا إذا أحسن الظن، ولـ إن هذه الأناجيل مليئة بأمور تدل على أنها لم تعد على صورتهــا الأصلية، أو أن مؤلفيها هم غير الحواريين وتلامذتهم.وعلى سبيل المثال ورد في إنجيل متى": "وما زال هذا الأمر معروفا في اليهود حتى اليوم".فهل يليق ويصح أن يعتبر "متى" كاتب هذه العبارة؟ ألا يدل هذا على أن كاتب إنجيل "متى" شخص غير "متــــــى" وكـــــان عصره بعد وفاة "متى"؟ كما ورد في إنجيل متى" الإصحاح ۲۸ العدد ۱۲ و ۱۳: "فاجتمعوا (أي اليهود مع الشيوخ وتشاوروا، وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا إن تلاميذه أي تلاميذ المسيح) أتوا ليــــلا، وسرقوه ونحن نيام".فانظروا إلى سخف هذا القول وتفاهته إذ لو كان مرادهم مــــــن ذلك أن اليهود أرادوا بهذا الطريق إخفاء معجزة بعثة المسيح من بين الأموات، فقدموا للحراس الرشوة لكي لا ينتشر خبر هذه المعجــزة العظيمة في قومهم، فالسؤال هنا: لماذا إذا أخفاها يسوع نفسه، رغم أنه كان من واجبه أن يذيعها في اليهود؟ وليس ذلك فحسب، بــــل نهي الآخرين أيضا عن إشاعتها! فإن قالوا: ذلك لأنه كان يخاف بطش اليهود، قلت: لم يكن ثمة داع للخوف من اليهود بعد أن جرى قضاء الله لإنقاذه وبعد أن عاد إلى الحياة بجسمه الجلالي؛ لأن اليهود ما كانوا ليتمكنوا منه الآن، إذ كان قد تسامى عن الحياة الفانية.ومن المؤسف أن الإنجيل يذكر من ناحية، بعث المسيح من بين الأموات بجسمه الجلالي ولقاءه بالحواريين، وسفره إلى الجليل، ثم صعوده إلى السماء أيضا، ومن ناحية أخرى، يذكر أيضا أن المسيح
۰۱ وتحشـــــم خاف اليهود عند كل خطوة بالرغم من حصوله على الجلالي، وفر من ذلك البلد سرا لئلا يراه أحد من اليهود، وتجش عناء السفر السبعين فرسخا إلى الجليل لينجو منهم؛ ونهى أصحابه مرة بعد أخرى عن أن يذكروا هذا الأمر لأحد! هل كل ذلك مـــن خصائص الجسم الجلالي وميزاته؟! كلا بل الحق أنه لم يحصل على أي جسم جديد جلالي، بل كان بنفس ذلك الجسم الجريح الذي أنقذ من الموت.وبما أن خطر اليهود كان لا يزال يهدد المسيح بعد هذا الحادث، فلذلك هاجر من ذلك البلد أخذا بالأسباب الظاهرة.والحق أن جميع المزاعم الأخرى المعارضة لهذه الحقيقة أفكار فارغــــة سخيفة، بما فيها قولهم بأن اليهود أعطوا الحراس الرشوة ليشيعوا بين القوم بأن الحواريين قد سرقوا جثة المسيح حين كنا نائمين.أقول: إنها فكرة فارغة إذ كان من السهل جدا دحض حجة النوم، وذلك بسؤالهم: كيف عرفتم وأنتم تغطون في النوم أن الحواريين أنفسهم سرقوا جثته؟ ثم هل مجرد غياب المسيح من القبر يقنع أحدا من العقلاء بأنه قد صعد إلى السماء؟ أو ليس هناك عوامل أخرى تؤدي إلى خلو القبر؟ أو لم يكن من واجب المسيح لإثبات معجزته هذه، قبل صعـــوده إلى السماء، أن يلقى بضع مئات من اليهود وبيلاطس أيضـــــــا، دون أن يخاف أحدا بعد حصوله على الجسم الجلالي؟ ولكن المسيح لم يختر هذا الطريق، ولم يقدم لأعدائه أدنى شهادة، بل هرب إلى الجليــ بقلب واجف ولذلك فإننا نؤمن بيقين تام بأن المسيح كان قد خرج، ولا شك من قبره الذي كان كغرفة ذات نافذة، وأنه لقـ حوارييه سرا؛ وليس صحيحا أبدا أنه تلقى جسما جديدا جلاليـــا بل كان جسمه هو هو، وجروحه هي هي، والخوف هو هـو..أي أن يقبض عليه اليهود الأشقياء مرة ثانية.
۰۲ اقرءوا بالتدبر والتأني إنجيل "متى" الإصحاح ۲۸ الأعداد ۷-۱۰ حيث ورد بكل وضوح أن النساء اللاتي بلغهن أحد بأن المسيح وأنه متجه الآن نحو الجليل؛ وهمس إليهن بأن يخبرن بذلــك الحواريين أيضا، سررن بهذا الخبر، ولكنهن مشــــين متخوفـــــات فزعات من أن يقبض على المسيح شرير من اليهود.ونجد في العدد ٩ من الإنجيل ذاته أن المسيح لقي أولئك النسوة وهن ذاهبات لإخبار الحواريين، وحياهن بتحيــة.ونجد في العدد ١٠ أن المسيح قال لهن: لا تخفن أي لا تخفن علي من أحد، ولكن قلن لإخواني أن يذهبوا إلى الجليل، * وهناك يرونني..أي لا يمكنني أن أقيم هنا خوفا من الأعداء.إذن فلو كان المسيح قد عاد إلى الحياة بجسم جلالي حقيقة، لكان من واجبه أن يثبت ذلك لليهود؛ ولكننا نعرف حق المعرفــــــــة بأنه لم يفعل ذلك! ومن الحماقة حقا أن نتهم اليهود بأنهم قد حللوا دون ظهور الآية الدالة على عودة المسيح إلى الحياة؛ بل إن المسيح نفسه لم يقدم أدنى شهادة على عودته إلى الحياة، وإنما برهن بفراره واختفائه وأكله ونومه وكشفه جروحه لأتباعه، على أنه لم يمــــــــت على الصليب.ملحوظة: لم يقل المسيح هنا لهؤلاء النساء تهدئة لبالهن بأنه قد عاد إلى الحيـــــاة بجسم جلالي، وأنه لا يمكن الآن لأحد أن يضره؛ بل لما رآهــن ضعيفــــات مضطربات، سكن روعتهن كما يطمئن الرجال النساء عادة، دون أية إشارة إلى ما يدل على أنه نال جسما جلاليا؛ بل قد دل، بإبدائه جسده بلحمه وعظامــــــــه، على أنه لا يملك إلا جسما عاديا.(المؤلف)
۰۳ الباب الثاني في بيان الشهادات التي وجدناها في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة حول نجاة المسيح العلم قد يخيل إلى القراء الكرام أن البراهين التي سنسجلها الآن في هذا الباب لا جدوى من ذكرها أمام المسيحيين، لأنهم لا يعترفون بكون القرآن الكريم والحديث الشريف حجة؛ ولكن هدفنـــــا مـــــن ذكرها هنا هو أن نكشف للمسيحيين معجزة كتابنــــــا القـــرآن الكريم ونبينا محمد ، حيث إن تلك الحقائق التي اكتشفت اليــــوم، بعد أن ظلت طي الكتمان طوال القرون السابقة، قد سبق أن بينها القرآن الكريم ونبينا.وأسجل شيئ ا منها فيما يلي: يقول الله له في القرآن الكريم وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم...وما قتلوه يقينا *..أي الواقع أن اليهود لم يتمكنوا من قتل المسيح، و لم يهلكوه على الصليب، وإنما اشتبه الأمر عليهم، فظنوا أنه قد مات على الصليب؛ ولكنهم لا يملكون مـــــــن الأدلـــــة والبراهين ما تطمئن به قلوبهم بأن نفسه ال قد خرج الصليب يقينا.الله على ولقد صرح في هذه الآية بأن المسيح قد علق فعــــــــلا عـلـــى سورة النساء : ١٥٨.(المترجم)
الصليب وأريد قتله دون شك، ولكن اليهود والنصارى منخدعـــــون في ظنهم أنه قد مات على الصليب حقا، إذ الواقع أن الله تعالى قد هيأ أسبابا أدت إلى نجاته من الموت على الصليب.فمن مقتضى العدل إذا أن نقر بأن ما أعلنه القرآن الحكيـ مناقضا آراء اليهود والنصارى، قد ثبت صدقه في نهاية المطاف؛ إذ أكدت البحوث الدقيقة المعاصرة على أن المسيح اللي قد نجي فعلا من الموت على الصليب ويكشف الاطلاع على الكتب التاريخية أن اليهود عجزوا دوما عن تقديم رد مقنع إذا ما سئلوا: كيف مـــــــات المسيح على الصليب في ساعتين أو ثلاث ساعات فقط وبدون أن تكسر عظامه؟ فلذلك اختلق بعض من اليهود رأيا آخر فزعموا أنهم قتلوا المسيح بالسيف؛ مع أن التاريخ اليهودي القديم لا يدعم هــــذا الرأي أبدا.بت ومن عجائب قدرة الله أنه جمع لإنقاذ المسيح عدة عوامل في وقت واحد، حيث اشتد الظلام لدى تعليقه على الصليب، وحدث زلزال، ورأت زوجة بيلاطس الرؤيا، واقترب حلول ليلة السـ العظيم الذي كان حراما أن يتركوا فيه أحدا على الصليب، ومــــــال قلب الحاكم إلى إنقاذ المسيح بسبب تلك الرؤيا المنذرة؛ كما جعل الله المسيح كالمغشي عليه من الموت لكي يبدو للجميع كالأموات، وبث في نفوس اليهود الرعب بإظهار الآيات المهولة كالزلزال وغيره فخافوا أن ينزل عليهم العذاب ؛ بالإضافة إلى تخوفهم مــن بقــاء الجثث على الصليب ليلة السبت؛ ثم إن اليهود حين رأوا المسيح في حالة الإغماء حسبوه ميتا؛ كما أن شدة الظلام والزلزال وا كل هذه الأمور دفعتهم لأن يهتموا ببيوتهم ويقلقوا على أهلهم وعيالهم؛ كما أخذ الذعر يطغى على قلوبهم، لأنهم تساءلوا أن هـذا الرجل إذا كان كافرا كاذبا ، كما ظنوه، فلماذا ظهرت تلك رع
، العلامات المهيبة عند تعذيبهم ،له وبشكل لم يسبق له نظير فلم يستطيعوا من شدّة فزعهم أن يتبينوا ما إذا كان المسيح قد مات في الواقع أم لا.والحق أن جميع هذه الأمور كانت تدابير إلهية لإنقاذ المسيح؛ وإلى ذلك تُشير الآية الكريمة ولكن شبّه لهم..أي أن اليهود لم يتمكنوا من قتل المسيح، ولكن الله تعالى شبه عليهم الأمر، فظنــــــوا أنهم قد قتلوه؛ الأمر الذي يتقوّى به أمل أولياء الله في فضله بأنـــه قادر على إنقاذ عباده بأية طريقة شاء.وهناك آية أخرى في القرآن الكريم في شأن المسيح ال هي قوله العلية الا تعالى: وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين *..أي أن المسيح سينال الشرف والوجاهة العظيمة في أعين الناس في حياته، وكذلـك في الآخرة.ومن الواضح أن المسيح لم ينل أي كرامة أو شــــرف في ملك هيرودس وبيلاطس، بل قد أهين غاية الإهانة.وأما الظن بأنـــه سيعود إلى هذه الدنيا ثانيةً ليُحرز العز والمجد فما هو إلا وهم لا أساس له كما هو مخالف لمقصد الكتب الإلهية؛ وليس ذلــك فحسب، بل يُنافي أيضًا سنن الله الطبيعية القديمة منافاة شديدة؛ كما أنه زعم لا يدعمه دليل.وأما الأمر الواقع الحق فهو أن المسيح الا بعد النجاة من أيـــدي أشقياء اليهود شرّف أرض "بنجاب" بمجيئه إليها، ووهب لـه الله في هذا البلد إكراما عظيمًا، وأعثره على القبائل الإسرائيلية العشــــر الضالة هناك.ويبدو أن معظم بني إسرائيل بعد هجرة رتهم إلى هذه البلاد دخلوا في البوذية، ووقع بعضهم في أحَطّ أنواع الوثنية؛ غــــير سورة آل عمران: ٤٦.(المترجم)
5 أن أكثرهم رجعوا إلى الصراط المستقيم بعد مجيء المسيح إلى هذه البلاد.وبما أن تعاليم المسيح كانت تتضمن الوصية بالإيمـــــــان المقبل، لذا فأسلمت في نهاية المطاف جميع هذه القبـــــائل بالنبي التي دعيت في هذه البلاد بالأفغان والكشميريين.وبالجملة فإن المسيح الله قد نال في هذه البلاد وجاهة عظيمة.وقد اكتشفت أخيرًا في منطقة "بنجاب" هذه قطعة نقدية من بــــــين الآثار، وقد نُحت عليها اسم المسيح باللغة البالية، وترجــع هـذه القطعة النقدية إلى عصر المسيح نفسه.ويتبين من ذلك بكل تأكيد أن المسيح قد نال في هذه البلاد عزة كعزة الملوك.وقد صدرت هذه القطعة النقدية، على الأغلب من قِبل مَلِكِ آمن بالمسيح اللة.وكذلك فقد اكتُشفت قطعة نقدية أخرى عليــــهـا صــــورة رجـــ إسرائيلي، ويتبين من القرائن أنها أيضًا صورة المسيح ال.وورد في القرآن الكريم أيضًا أن الله تعالى قد جعل في المسيح مــن البركات بحيث إنه سيكون مباركا حيثما حل.وإن القطع النقديــــة المشار إليها آنها تدلّ على أن الله قد بارك المسيح بركة عظيمة، ومــل توفاه حتى نال عزةً كعزة الملوك.ونجد في القرآن الكريم آية أخرى هي: ومطهرك من الذين كفروا..* أي يا عيسى سأبرتك من تُهَم الأعداء حتما، وسأبرهن على طهارتك، وسأزيل عنك التهم التي رماك بها اليهود والنصارى.وكان هذا نبأ عظيمًا ملخصه أن اليهود اتهموا المسيح بأن قلبه قــــد.تخلّى عن حب الله تعالى بعد أن صار مصلوبا ملعونا؛ وكمــــا هـو اللعنة فإن قلبه تمرد على الله وتبرأ منه، ووقع في طوفان عــلـرم مفهوم من الضلال، ومال بشدّة نحو السيئات، وكره جميع الحسنات، قاطعًا سورة آل عمران: ٥٦.(المترجم)
OV صلته بالله وخاضعا لسلطة الشيطان؛ ووقعت بينه وبين الله عـ ــداوة متأصلة.وإن تهمة اللعنة ذاتها قد وجهها النصارى أيضا إلى المسيح، ولكنهم جمعوا الضدين في شخصه جهلا منهم، فزعموا من جهة أن المسيح ابن الله ومن جهة أخرى اعتبروه ملعونا أيضا؛ مــــــع أنهـــــم يقرون بأنفسهم بأن الملعون هو ابن الظلام وسليل الشيطان، أو هـو الشيطان نفسه.إذن فكان المسيح الهدفا لهذه التهم الشنيعة النكراء، وكان نبأ ومطهرك يتضمن الإشارة إلى أنه سيأتي زمان يبرئ الله فيه ساحة المسيح من هذه التهم، وذلك الزمان هو عصرنا هذا.ذلك أنه مما لا شك فيه أن تطهير المسيح ال كان قد تم بشهادة نبينا بكــــــــل وضوح وجلاء عند أولي الألباب، حيث شهد هو والقرآن الكريم بأن التهم التي قذف بها المسيح باطلة كلها؛ ولكن هــذه الشــهادة كانت شهادة نظرية ودقيقة بالنسبة لعامة الناس، ولذلك فقد اقتضى عدل الله تعالى أن يصبح تطهير المسيح وبراءته كالأمور المشـــــــهودة المحسوسة، مثلما كان تعليق المسيح على الصليب أمـــــــرا مشهورا بديهيا مشهودا محسوسا.وهكذا حدث بالفعل، أعني لم يعد التطهير أمرا نظريا فقط، بل تم بشكل محسوس أيضا، حيث رأى ملايــــــــين الناس بعيون جسمانية قبر المسيح في "سر" ينغر" بكشمير.فكما أن المسيح ال قد علق على الصليب في موضع اسمـــــه "جلجثة" أي موضع الجمجمة ، فكذلك قد وجد قبره في موضع اسمه "موضــــــع الجمجمة" أى "سرينغر" والغريب أن الكلمة الأساسية " * علما أن كلمة "سرينغر" مركبة من كلمتين هنديتين هما "ســــري" (أي الجمجمة) و"نغر" (أي الموضع أو القرية)، وهكذا يصبح معناها: موضع الجمجمة، والمكان الذي علق فيه المسيح على الصليب كـــان هـو الآخـــر يسمى " موضـــع الجمجمة" ، حيث ورد في الأناجيل: "فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي ؟
ол "الجمجمة" موجودة في كلا الاسمين..أعني أن المكان الذي عُلّق فيه المسيح ال على الصليب اسمه "جلجثة" أي "الجمجمة"، والموضع الذي اكتشف فيه قبر المسيح في أواخر القرن التاسع عشر يُدعــــــــى أيضًا "جلجت" أي "الجمجمة".ويبدو أن "جلجت" الواقعة بمنطقـــة كشمير إشارة في الواقع إلى "الجمجمة".وقد أسست هذه المدينة الكشميرية غالبًا في عصر المسيح ال، وسُمِّيت "جلجت" كتذكــلو محلى لحادث الصليب؛ شأنها شأن مدينة "لهاسة" – وهـــي عبرية ومعناها "مدينة الإله التي عمرت أيضا في عهد المسيح ال.ولقد ثبت من الأحاديث الصحيحة أن نبينا قال: إن المسيح عاش مائة وخمسة وعشرين عاما.* كما تعتقد جميع الفــــرق كلمة يقال له موضع الجمجمة، ويقال له بالعبرانية جلجثة، حيث صلبوه" (يوحنــــــا الإصحاح ١٩ رقم (۱۷)، وورد أيضا : "وجاءوا به إلى موضع "جلجث ة" الذي تفسيره موضع جمجمة" (مرقس الإصحاح ۱۵ رقم (۲۲ وأيضا: "ولما مضوا بـــــه إلى الموضع الذي يدعى "جمجمة" صلبوه هناك" (لوقا الإصحاح ٢٣ رقم ٣٣)، وانظر أيضا: متى الإصحاح ۲۷ رقم ۳۳.(المترجم) لقد وردت في الحديث روايتان في صدد عمر عيسى بن مريم عليهما السـ سلام: إحداهما تذكر عمره مائة وعشرين عاما (راجع الهامش على الصفحة رقم ١٤ مــــــن هــــذا الكتاب).وأما الرواية الثانية فقد وردت في الطبقات الكبرى لا بن سعد (المجلـــــــد الثاني، ذكر عرض رسول الله الله القرآن على جبريل واعتكافه في السنة التي قبــض فيها) وتذكر عمره العليا مائة وخمسة وعشرين عاما، ونصها كالآتي: "عن يزيد بن زياد قال: قال رسول الله ﷺ في السنة التي قبض فيها لعائشة: إن جبريل كـــان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة، فقد عرض علي العام مرتين، وإنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر ر أخيه الذي كان قبله.عاش عيسى بن مريم مائة وخمســــا وعشرين سنة.وهذه اثنتان وستون سنة.ومات في نصف السنة".(المترجم)
۰۹ من الإسلامية بأن المسيح وحده قد جمع في ذاته أمرين لم يجتمعا في نبي الأنبياء، أولهما: أنه نال عمرا مكتملا أي عاش مائة وخمســـــة وعشرين عاما؛ وثانيهما أنه قام بسياحة أكثر بلدان الدنيا، ولذلك "النبي السياح والبديهي أن المسيح لو كان قد رفع إلى السماء وعمره ثلاثة وثلاثون عاما، فلن تصح إذا رواية "مائة وخمسة وعشرين عاما، كما لم يكن باستطاعته أن يقوم بهذه السياحة الطويلة في حياة قصيرة ثلاثة وثلاثين عاما.سمي بـ وهذه الروايات لم ترد في كتب الحديث القديمة الموثوق بها فحسب، بل هي شهيرة بين جميع فرق الإسلام على شكل التواتر الذي لا يتصور أكثر منه.فقد ورد في "كنز العمال" – وهـو كتاب جامع للأحاديث النبوية - عن أبي هريرة: "أوحى الله تعالى إلى عيسى أن يا عيسى انتقل من مكان إلى مكان، لئلا تعرف 1 فتؤذى".المجلد الثاني ص (٣٤)..أي سافر من بلد لآخر يعرفك أحد فيؤذيك.لا كما وردت في الكتاب نفسه رواية عن جابر: "كان عيسى بـــن مريم يسيح، فإذا أمسى أكل بقل الصحراء، وشرب الماء القراح".(المجلد الثاني ص (۷۱) كنز العمال الكتاب الثالث من حرف الهمزة، الباب الأول في الأخـــــــلاق والأفعال المحمودة، فصل خوف العاقبة، رقم الحديث ٥٩٥٥.(المترجم) ورد في الأصل سهوا " يشرب"، والصحيح الوارد في نص الحديث هــــو " شــــرب".(كنز العمال، الكتاب الثالث من حرف الهمزة الباب الأول في الأخلاق والأفعال المحمودة، فصل الصبر على أنواع البلايا والمكاره، رقم الحديث ٦٨٥٢ (المترجم)
٦٠ الله بن عمرو ووردت في الكتاب نفسه رواية أخرى عن عبد رسول الله ل ونصها : "قال : أحب شيء إلى الله الغرباء.قيل: أي ﷺ شيء الغرباء؟ قال: الذين يفرون بدينهم، ويجتمعون إلى عيسى بـــــن مريم".(المجلد السادس صفحة (٥١ *..أي الذين يفرون بدينهم من بلادهم كما فعل عيسى بن مريم.مع الإشارة إلى أن هذا الحديث قد ورد في نسخ مختلفة بكلمات مختلفة، ولقـــــد ورد النص المشار إليه أعلاه في الصفحة ٥١ من الجزء السادس لكنــــــــز العمــــال (کتاب الفتن من قسم الأفعال، فصل في الوصية في الفتن) المطبوع من قبل دائـــــرة المعارف النظامية، حيدر آباد بالهند عام ۱۳۱۳ الهجري، غير أنه لم يرد في نص الحديث "ويجتمعون" ، وإنما ورد فيه " يجتمعون".(المترجم)
٦١ الباب الثالث في الشهادات المأخوذة من كتب الطب ها لقد وجدنا شهادة عظيمة على نجاة المسيح من الموت.الصليب، وهي تبلغ من القوّة بحيث لا مناص من قبولها، ألا وصفة طبية تُدعى "مَرهَمُ عيسى"، وهي مسجلة في مئات الكتــــــب الطبية التي بعضها من مؤلفات المسيحيين، وبعضُها من مؤلفات اليهود والمجوس، وبعضها من مؤلفات المسلمين، غير أن معظمـ قديمة العهد جدا.وقد أكد البحث على أن هذه الوصفة قد انتشرت بين ملايــــــين الناس في أول الأمر انتشاراً شفهيَّا، ثم بعد فترة من الزمن سجلوها بالكتابة؛ وكان أول كتاب سجّلها هو كتاب "القرابادين"* الذي ألف باللغة الرومية في عصر المسيح ال بعد حادث الصليب بقليل.ولقد ورد في هذا الكتاب أن هذه الوصفة أي مرهم عيسى) قد أُعدت لجروح عيسى ال ثم تُرجم كتاب "القرابـــــادين" بلغـــات عديدة إلى أن تمت ترجمته إلى اللغة العربية في عصر المأمون الرشيد.ومن عجائب قدر الله تعالى أن كل طبيب حاذق، مسيحيا كان أو يهوديًا أو مجوسيًّا أو مسلما، قد سجّل هذه الوصفة في كتابه، وصرح كل واحد منهم أن هذه الوصفة قد أعدها الحواريون مـــــــن القرابادين أو القراباذين أو الأقرباذين أو الأقراباذين هو علم مصادر الأدوية وخصائصها وتحضيرها، و بالإنجليزي ة PHARMACOPOEIA وأيضًا MATERIAMEDICA.(المترجم)
٦٢ أجل عيسى الله.ويتبين بالنظر في كتب خواص المفردات الطبية أن هذه الوصفة مفيدة جدا في علاج الجروح الناتجة عن الضرب أو السقوط حيــث ومن أنواع يتوقف باستخدامها النزيف من مثل هذه الجروح مكونات هذه الوصفة "المرّ" الذي يحمي الجرح والالتهاب.كما أنه مفيد في علاج الطاعون وفي الدمامل والبثور.ولا يتبيّن لنا فيما إذا كانت هذه الوصفة قد تلقاها عيسى ال بالوحي بعد أن جُرح في حادثة الصليب، أم أنهــــا قــــد أعدّت بإرشاد من طبيب.وإن بعض محتوياتها هي كالإكس سير في الطب، وخاصة " المرّ " الذي ورد ذكره في التوراة أيضًا.وعلى كل حال، فإن جروح المسيح ال كانت قد اندملت في بضعة أيام باستخدام هذه الوصفة فاستعاد قوته لدرجة أنه استطا أن يقطع مسافة ۷۰ فرسحًا من أورشليم إلى الجليل مشـــــا علـــى الأقدام، وفي ثلاثة أيام فقط.وكفى ثناء على هذه الوصفة أن المسيح ع كان يُبرئ الآخرين، بينما هذه الوصفة قد شفت المسيح نفسه.هذا، وإن الكتب التي سجلت هذه الوصفة تزيــــد عـــــن ألــف كتاب، وإن تسجيل قائمتها هنا مدعاة للتطويل، لأن هذه الوصفة شهيرة جدا عند الأطباء الذين يداوون بالطب اليوناني * فلا أرى داعيًا لتسجيل أسماء جميع الكتب التي ذكرتها، بل أكتف أكتفي بذكر بعضها، التي هي متوفرة لدينا، فيما يلى: ــة المراد من الطب اليوناني هو طريقة العلاج التي تتأسس على الفلسفة الطبيــ اليونانية القديمة، لقد اطلع عليها العرب من خلال الكتب اليونانيـــــة، وطوروهــا ببحوثهم القيمة.(المترجم)
٦٣ * * * فهرس الكتب الطبية التي تتضمن ذكر "مرهم عيسى" وأنه قد أُعدّ لمعالجة الجروح الجسدية التي أصيب بها عيسى اللي "القانون" للشيخ الرئيس أبي على بن سينا المجلد الثالث صفحة ۱۳۳ " * * * * * * شرح "القانون للعلامة قطب الدين الشيرازي، المجلد ٣ "كامل الصناعة" لعلي بن العباس المجوسي المجلد ٢ صفحة ٦٠٢ مجموعة البقائي" لمحمود محمد إسماعيل الملقب عند الخاقان ب والد محمد بقا خان المجلد ٢ صفحة ٤٩٧ "تذكرة أولي الألباب للشيخ داود الضرير الأنطاكي ص٣٠٣ "القرابادين الرومي"، وقد ألف بعد عصر المسيح بقليل ونقل " إلى العربية في عهد المأمون الرشيد، بحث أمراض الجلد."عمدة المحتاج لأحمد بن حسن الرشيدي الحكيم، والكتاب تلخيص لأكثر من مائة كتاب فرنسي مشتمل على الأدوية بما فيها "مرهم عيسى قرابادین فارسی" للطبيب محمد للطبيب محمد أكبر الأرزاني، أمراض الجلد."شفاء الأسقام" – المجلد ٢ صفحة ٢٣٠ "مرآة الشفاء" للطبيب "نتهو شاه" - نسخة مخطوطة - أمراض الجلد ذخيرة خوارزم شاهي" - أمراض الجلد "شرح القانون" للجيلاني - المجلد 3 القانون" للقرشي - المجلد 3 "شرح ابادين" لعلوي خان – أمراض الجلد "علاج الأمراض" للطبيب محمد شريف خان، صفحة ٨٩٣ "قرابادين يوناني"- أمراض الجلد * * * * * *
٦٤ * "تحفة المؤمنين على حاشية مخزن الأدوية" صفحة ٧١٣ * "المحيط في الطب" صفحة ٣٦٧ * 11 * * * "إكسير أعظم" للطبيب محمد أعظم خان الملقب بناظم جهان، الجزء الرابع صفحة ٣٣١ "قرابادین معصومي" للمعصوم بن كريم الدين الشوستري الشيرازي "عُجالة نافعة" لمحمد شريف الدهلوي صفحة ٤١٠ طب شبري" المسمّى بـ "لوامع شبرية" للسيد حسين شبر الكاظمي صفحة ٤٧١ " "مخزن سليماني" ترجمة إكسير عربي، المترجم محمد شمس الدين البهاولفوري، صفحة ٥٩٩ * "شفاء الأمراض" المترجم الطبيب الأستاذ محمد نور كريم ص ٢٨٢ * كتاب الطب الدارا شكوهي لنور الدين محمد عبد الحكيم عين الملك الشيرازي صفحة ٣٦٠ * " * * " * * "منهاج الدكان بدستور الأعيان في أعمال وتركيب المنافع للأبدان" تأليف أفلاطون الدهر ورئيس الأوان أبي المنا بن أبي نصر العطار الإسرائيلى الهاروني (اليهودي)، صفحة ٨٦ زبدة الطب" للإمام أبي إبراهيم إسماعيل بن حسن الحسيني الجرجاني صفحة ١٨٢ طب أكبر" لمحمد أكبر الأرزاني صفحة ٢٤٢ "ميزان" الطب" لمحمد أكبر الأرزاني صفحة ١٥٢ "سديدي" لرئيس المتكلّمين إمام المحققين السديد الكاذرونى المجلد ٢ صفحة ۲۸۳ * "الحادي الكبير" لابن زكريا – أمراض الجلد * "قرابادین" ابن تلميذ – أمراض الجلد * "قرابادين" ابن أبي صادق – أمراض الجلد.*11*
هذه هي أسماء الكتب التي أوردتها كنموذج.ولا يخفى على أهل العلم، وبخاصة الأطباء، أن معظم هذه الكتب كـــــــانت تــــدرس في مدارس المسلمين الكبيرة في الأزمنة السابقة، وأن طلاب العلم في أوروبا أيضا كانوا يدرسونها.وإن الحق الذي لا تشوبه شائبة مـــــــن المبالغة هو أن عشرات الملايين من الناس في كل قرن ظلوا يطلعون على أسماء هذه الكتب، وأن مئات الألوف منهم قد در سود وها مــــــــــن أولها إلى آخرها؛ وإننا لنستطيع القول بكل تحد إنه ليس بين علمــــاء أوروبا وآسيا أحد يجهل أسماء بعض هذه الكتب العظيمة الواردة في هذا الفهرس.وفي العصر الذي كانت الأندلس وقسطمونية وشنطرين تعتبر قبلة لطلاب العلم كان أهل أوربا يدرسون بكـــــــل شغف وشوق كتاب "القانون" لأبي علي بن سينا – وهو كتـــــاب كتبــــــــه عظيم في الطب ويتضمن وصفة مرهم عيسى - وكذلك كتبـ الأخرى مثل "الشفاء" و"الإشارات" و"البشارات" التي تبحث في علم الطبيعة والفلسفة والنجوم وغيرها كما كانوا يدرسون هنــــاك ما ألفه أو ترجمه من اللغة اليونانية كبار العلماء كأبي نصر الفارابي وأبي ريحان وإسرائيل وثابت بن قرة وحنين بن إسحاق وغيرهم.ومن المؤكد أن تكون تراجم هذه الكتب موجودة إلى اليوم في بعض مناطق أوروبا.وبما أن الملوك المسلمين كانوا تواقين للنهوض بالطب وغيره من العلوم، فقد اهتموا بتعريب أجود الكتب اليونانية اهتمامـل بالغا؛ وقد ظلت الخلافة مستمرة لفترة أطول في عهد ملوك كانوا إلى توسيع آفاق العلم أرغب منهم في توسيع رقعة مملكتهم؛ ولأجل ذلك لم يقنعوا بتعريب الكتب اليونانية فحسب، بل استدعوا مـــــــن الهند كبار كهان الهندوس وأعطوهم رواتب مغرية، وكلفوهم بترجمة كتب الطب وغيره من العلوم ومن أعظم منن هؤلاء الملوك على طلاب الحق أنهم قاموا على تراجم الكتب الرومية واليونانية
٦٦ التي تتضمن أيضا وصفة مرهم عيسى" حيث ذكر فيها بصورة واضحة أن هذا المرهم قد أعد لمعالجة جروح عیسی العلية.ومما يجدر بالذكر أن الأطباء الحذاق في العهد الإسلامي، كثلبت بن قرة وحنين بن إسحاق البارعين في اللغة اليونانية براعتـ هم في الطب والعلوم الطبعية والفلسفة، عندما قاموا بتعريب القرابادين 6 اليوناني الذي يتضمن وصفة مرهم عيسى ، سجلوا الكلمة اليونانية شليخا" - أي اثنا عشر - كما هي دون تعريبها، كي تظل إشارة إلى أن الكتاب مترجم من اليونانية؛ فلذلك تجدون هـــذه الكلمـــة اليونانية بعينها في معظم هذه الكتب المترجمة.وجدير بالذكر أن النقود القديمة حرية بالتقدير العظيم دون شك، إذ تنكشف بها أسرار تاريخية هامة، ولكن الكتب العتيقــــة - التي ظلت معروفة لدى عشرات الملايين في كل قرن باستمرار، ودرست في المدارس الكبرى، ولا تزال باقية في مناهج المدارس – أسمى مكانة وأجل شرفا آلاف المرات من هذه النقود والكتابات الأثرية.ذلك لأن النقود والكتابات الأثرية تحتمل التزييف، ولكــــــن الكتب العلمية - التي ظلت منذ بدايتها معروفة لدى عشرات الملايين، وكان ولا يزال كل شعب محافظا عليها حارسا لها- تعد شهادات عظيمة بحيث تتضاءل أمامها شهادة النقود والأحجار.وإذا استطعتم فسموا لنا أية قطعة نقدية أو لوحة أثرية نالت من الذيوع والصيت ما ناله كتاب "القانون" لأبي علي بن سينا! هي وإذا فإن "مرهم عيسى" لشهادة عظمى لطلاب الحق.وإنهم إن لم يقبلوا هذه الشهادة فسوف تسقط جميع الشواهد التاريخية من درجة الاعتبار ذلك لأن الكتب التي تذكر هذا المرهم يبلغ عددها إلى اليوم حوالي ألف أو أكثر، وقد ذاع صيت هذه الكتب ومؤلفيها بين عشرات الملايين من الناس؛ ومن رفض هذا البرهان البديهي
٦٧ الجلى والقوي كان من أعدَى أعداء علم التاريخ.وكيف يجوز غض النظر عن هذا البرهان العظيم تعنتا وإجحافا؟! وهل يسوغ لنـــــا أن تسيء الظن بهذه الشهادة الكبرى التي تُحيط كالدائرة بآسيا ين وأوروبا، وتتأسس على ما قاله كبار فلاسفة اليهود والمسيحيـ والمجوس والمسلمين.فهلم، يا أرواح الباحثين، إلى هذه الشهادة المثلى، وفكّروا جيدا، أيها المنصفون في هذه القضية! فهل مثل هذه البينة النيرة تستحق الإعراض والإهمال؟! وهل يليق بنا ألا نستضيء بهذه الشمس المشرقة للحق؟! ومن الوهم الباطل الذي لا أساس له أن المسيح ربما أصيب بتلك الجروح قبل النبوة، أو أنه أصيب بها في زمن نبوته ولكنها ليســـــــت ناتجة عن حادث الصليب، وإنما جرحت يداه ورجلاه بسبب آخر، كأن يكون قد سقط من على سطح بيت مثلا؛ فأعد لذلك "مرهــم ! أقول إنه وهم باطل لأن هذه الوصفة تتضمن ذكـ ذکر الحواريين أيضا، الذين لم يكن لهم وجود قبل نبوته الله، وكلمـــة عیسی "شليخا" 6 اليونانية – ومعناها اثنا عشر - ما زالت موجودة في هذه لقد هذه الكلمة وردت في مصادر مختلفة بقراءات مختلفة مثل: شليخا، ودشليخا وسليخا، وقد قال سيدنا أحمد العليا في كتاب له آخر ست بتشـــــــــان" (أي القول الحق): "لعلها كلمة يونانية أو عبرية".وقد وجدنا في الآرامية كلمة (شليحا ) وفي العبرية (شليح) بمعنى الرسول؛ علمـــــا أن "الحاء" كثيرا ما تنقلب "خاء" في هاتين اللغتين ولا جرم م أن هذه الكلمة إشارة واضحة إلى الحواريين الاثني عشر الذين أعدوا المرهم.فقد قال الشيخ الرئيس في الطب أبو علي بن سينا في كتابه الشهير "القانون في الطــــب" (المجلد الثالث، الكتاب الرابع، المقالة الحادية عشرة، في المراهم والضمـــــادات، طبعـــة مصريــــة ص ٤٠٥) ما نصه: "مرهم الرسل وهو دشليخا، أي مرهم الحواريين، ويعـــرف بمرهم الزهرة وبمرهم منديا.وهو مرهم يصلح بالرفق النواصير الصعبة والخنازير الصعبة،
чл الكتب.كما أن المسيح لم تكن له قبل النبوة عظمة تُذكـ يُحتفظ بذكراه؛ خاصة وإن عصر نبوته لم يتجاوز ثلاثـــــة أعــــوام ونصف، و لم تُسجِّل كتب التاريخ أي حــادث مــــن الضرب أو السقوط خلال هذه الفترة القصيرة من حياتـــه ســــوى حــادث الصليب.ومن ظنّ أن جروح المسيح هذه ربما نتجت عن آخر وليس بسبب تعليقه على الصليب، فعليه أن يقدّم الدلي والبرهان على ذلك؛ لأن ما نقدمه نحن أي حادث الصليب، هــــو حادث ثابت يسلّم بوقوعه الجميع بحيــــث لا يُنكــــره اليهود ولا النصارى؛ وأما الزعم بأن جروح المسيح كانت بسبب آخـــر فــــلا يدعمه تاريخ أي شعب أو ملّة، ولذلك فإن مثل هذا الزعم ليس إلا انحرافا متعمَّداً عن الحق.والشهادة التى نقدمها لا يمكن دحضها بأعذار واهية كهذه، إذ ما زالت بعض هذه الكتب المخطوطة بأيدي مؤلّفيها محفوظة إلى اليوم.ففي حوزتي أيضًا مخطوطة من "القانون" لأبي علي بن سينا.أليس من الظلم الصارخ ووأد الحقيقة الثابتة أن نضرب بمثل هـــــــذا الدليل البين عُرض الحائط ؟ أعيدوا النظر جيدا ومرة بعد أخـــرى في سبب وجود هذه الكتب حتى الآن في مكتبات قديمة لليهود والمجوس والنصارى والعرب والفرس واليونان والرومان والألمان والفرنسيين وغيرهم من أهل أوروبا وآسيا.فهل من الحق أن تعرض دون دليــل عن هذا البرهان العظيم الذي يبهر بنوره عيون المنكرين؟! لو كانت هذه الكتب مؤلفة بأيدي المسلمين وموجودة عندهــــــم فقط لجاز لمستعجل أن يقول : إن المسلمين قد لفقوا هذه الشهادة ليس شيء مثله، وينقي الجراحات من اللحم الميت والقيح ويدمل.يقال إنه اثنــــا عشر دواء لاثني عشر حواريا".(المترجم)
٦٩ من عندهم ودونوها في كتبهم تهجما على المعتقدات المسيحية؛ ولكن هذا الزعم باطل لأسباب عديدة سنذكرها لاحقا، وبـــــــاطل أيضا لأن مثل هذا التلفيق لا يمكن صدوره عن المسلمين، لكونهــــــم يعتقدون، كالنصارى، بصعود المسيح إلى السماء بعد حادثة الصليب بدون تأخير ؛ بل لا يعتقد المسلمون بتعليق المسيح علـــى الصليب أصلا، أو إصابته بالجروح بسبب ذلك؛ فكيف يمكنهم إذا أن يتعمدوا تزويرا يخالف عقيدتهم؟! المرهم "I ين من كما لم يكن للإسلام وجود حين ألفت كتــــــب "القرابــادين" بالرومية واليونانية وانتشرت واشتهرت في مئات الملايـ الناس، متضمنة وصفة مرهم عيسى"، ومقرونة بتصريح أن هذا جروح عيسى العلية.وكان بين هذه أعده الحواريون لمعالجة الملل..أي اليهود والنصارى والمسلمين والمجوس..عـــــــداء ديني؛ فتسجيلهم جميعا لهذا المرهم في كتبهم غير حافلين بمعتقداتهــــــم الدينية، يدل صراحة على أن "مرهم عيسى" كان أمرا شهيرا للغاية، بحيث لم يسع أيا من هذه الشعوب والملل إنكاره.هذه الأمم لم تلتفت للاستفادة من هذه الوصفة – ين - فائدة غير أن جميع المسجلة في مئات الكتب المعروفة عند مئات الملايـ تاريخية، إلى أن حان موعد ظهور المسيح الموعود.ولا يسعنا هنــد إلا القول إن الله تعالى قد قدر بمشيئته منذ البداية أن لا تنكشف علــــــى الدنيا تلك الحربة اللامعة وذلك البرهان الساطع الكشاف للحـــــق والقاضي على المعتقدات الصليبية، إلا بيد المسيح الموعود.ذلك أن الله المقدس ﷺ كان قد أنبأ بأن الدين الصليبي لن يتقلص ولـــن يفتر رقيه إلا بعد ظهور المسيح الموعود في الدنيا؛ وعلى يده سيتم كسر الصليب.وكان هذا النبأ إشارة إلى أن الله سيهيئ بمشيئته في عصر المسيح الموعود أسبابا وعوامل تكش ف حقيقة حادث نبي
V.الصليب؛ فعندئذ تأتي نهاية هذه العقيدة وينقضي أجلها؛ ولكن ليس بالحرب والقتال، بل بأسباب سماوية ستتجلى في الدنيا بصورة البحوث والأدلة العلمية وهذا هو المراد من الحديث الوارد في صحيح البخاري وغيره من الكتب.فكان لزاما أن تمسك السماء هذه الأمور والشهادات البيئة والأدلة القطعية اليقينية حتى يبعث المسيح الموعود في الدنيا؛ فحدث كما قدر، ومنذ اليوم، وقد ظهر الموعود العظيم، ستتفتح كل عين، وسيتدبر المتدبرون، لأن الله قد جاء.فلابد الآن أن تستنير العقول وتنتعش القلوب، وتتقوى الأقلام، وتعلو الهمم.فاليوم سيوهب كل سعيد فهمه، ويشرف كل رشيد بعقله؛ فما يلمع في السماء لابد أن يضيء الأرض أيضا.فطوبى لمن يستنير بذلك النور ، وما أسعد الذي ينال من ذلك النور نصيبا.يح وكما أنكم ترون أن الأثمار لا تأتي إلا في أوانها، فكذلك النور لا ينزل إلا في موعده؛ وليس لأحد أن يستنزله قبل أن ينزل هو بنفسه، ولا ممسك له إذا نزل ولا مناص من أن يقع الاختلاف والجدال، ولكن النصر مكتوب للحق في النهاية؛ لأن هذا الأمر ليس من عند الإنسان، ولا هو في يد أحد من بني آدم، بل هو من عنــــد الله الذي يبدل الفصول، ويصرف الأزمان، ويخرج الليل من النهار، والنهار من الليل إنه ينشئ الظلام، غير أنه يحب النور.إنه يدع الشرك ينتشر، ولكنه لا يحب إلا التوحيد، ولا يرضى بأن يعطـــــــــى جلاله لأحد غيره إن السنة الإلهية المستمرة منذ خلق الإنسان وإلى أن يفنى وجوده هي أنه لا يحمي التوحيد دوما.إن جميع الأنبيـــــــاء الذين أرسلهم الله إنما بعثوا لترسيخ عبادته في الدنيا بالقضاء علـــــــى عبادة الناس والمخلوقات الأخرى، وكانت غايتهم الوحيدة أن يتجلى في الأرض مضمون "لا إله إلا الله" كما تجلى في السماء.
۷۱ وإن أعظمهم شأنا هو ذلك الذي أكثرهم جلاء لهذا المعنى، والذي كشف عن ضعف الآلهة الباطلة وأظهر تفاهتها بالعلم والقوة؛ وبعد أن برهن على كل هذه الأمور، ترك لذلك النصر المبين تذكارا خالدا هو: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".وإنه لم يدع أن "لا إله إلا الله" دونما دليل، بل دعم هذه الحقيقة أولا بالبراهين القوية وكشف خطأ الشرك بالأدلة الدامغة؛ ثم لفت أنظار الناس إلى أن لا إله إلا الذي حطم قواكم كلية وكسر غطرستكم تماما.فتذكـــــارا لهذه الحقيقة الثابتة علمنا تلك الكلمة المباركة الخالدة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
۷۲ الباب الرابع في الشهادات المستمدة من التاريخ بما أن هذا الباب يتضمن شهادات متنوعة، فلذلك سنقسمه، مراعاة للترتيب، إلى عدة فصول كالآتي: لقد الفصل الأول في الشهادات المأخوذة من الكتب الإسلامية التاريخية التي تثبت سياحة المسيح العلية ورد في الصفحات ١٣٠ إلى ١٣٥ من أحد الكتب التاريخية الشهيرة باللغة الفارسية المسمى بـ "روضة الصفا" ما نسجل ترجمته.الملخصة فيما يلي: "إنما سمي عيسى ال بالمسيح لأنه كان يكثر السياحة.كـــــــان يغطي رأسه بطاقية من الصوف، ويلبس قميصا من الصوف أيضـــا؛ وكان يحمل بيده عصا.وكان يتنقل دائما من بلد إلى بلــــد ومـــن مدينة إلى مدينة؛ ويبيت حيثما حل به الليل.وكان يأكل خضـــر الغاب، ويشرب مياهها.وكان يسيح مشيا على الأقدام؛ وحـــــدث ذات مرة في زمن سياحته أن اشترى له أصحابه فرسا، فركبه يومــــل ولكنه لم يستطع أن يهيئ للفرس ما يلزمه من العلــــف فـــــرده إلى صاحبه.ولقد وصل المسيح، بعد أن هاجر من وطنه، إلى منطقـــة "نصيبين" التي تبعد عن وطنه بمئات الفراسخ؛ وكان يصحبه بعــــض
۷۳ الحواريين أيضا، فأرسلهم إلى مدينة من المدن للتبشير؛ وبما أن الشائعات والأخبار الكاذبة عن عيسى ووالدته كانت قد وصلـــــــت إلى هذه المدينة، فألقى حاكمها القبض على الحواريين، وأرسل في طلب عيسى ال.فجاء وشفى بعض المرضى بقوة الإعجاز، وأتـــى بمعجزات أخرى، فآمن به ملك "نصيبين" مع جميع عساكره ورعيته.وإن حادثة نزول المائدة الواردة في القرآن قد وقعت أيضا في أيــــام سياحته".هذا ملخص ما ورد في تاريخ "روضة الصفا".وقد عزا المؤلف إلى عيسى ال عدة أمور أخرى سخيفة وخرافية غير معقولة على أنها معجزات له، ولكنا قد أعرضنا عن ذكرها متأسفين علــى تفاهتها، ومنزهين كتابنا عن كذبها وسخفها ومبالغاتها، وآخذيــــن مقصدها الحقيقى الذي يتلخص في أن المسيح الله قد وصل أثناء سياحته إلى نصيبين.وهي مدينة بين الموصل والشام، واسمها في الخرائط الإنجليزية (NASIBUS).وإذا سافرنا من الشام إلى فارس فإننا نمر في طريقنا على نصيبين التي تبعد عن بيت المقـــدس نحو ٤٥٠ فرسخا * ، وتأتي بعدها الموصل بحوالي ٤٨ ميلا؛ والمســافـة بــين الموصل وبيت المقدس هي ٥٠٠ ميل، ولا تبعد حدود "فارس" مــــــن الموصل إلا ١٠٠ ميل، وهذا يعني أن "نصيبين" تقع على مسافة مائة وخمسين ميلا من حدود فارس وتنتهي حدود فارس الشرقية إلى مدينة "هرات" الأفغانية، أي أن "هرات" تقع على حدود أفغانستان الغربية المتصلة بفارس؛ وهكذا تصبح المسافة بين هـــرات وحـــدود فارس الغربية ٩٠٠ ميل تقريبا.والمسافة بين هرات و ممر "خيبر حوالي ٥٠٠ ميل.انظر الخريطة التالية: هكذا ورد سهوا في الأصل، والصحيح: ٤٥٠ ميلا.(المترجم)
10 E Ea الطريق المحل الذي ملكه المسيح اللين بته إلى الهند T..AE 10
Vo يح العليا قادما إلى هذه خريطة البلاد والمدن التي مر بها المسـ كشمير.وكان ينوي بهذه الرحلة أن يجتمع أولا بأولئك الإسرائيليين الذين أخذهم الملك "شلمناصر" إلى بلاد "ميديا".علما أن بـــلاد "ميديا" هذه قد حدد محلها في خرائط المسيحيين في جنوب بحــــر الخزر (قزوين) حيث تقع بلاد فارس في هذه الأيام؛ مما يؤكد لنا أن "ميديا" كانت، على الأقل، جزءا من ذلك البلد الذي يدعى اليــــوم "فارس".وحدود فارس الشرقية متصلة بأفغانستان؛ وفي جنوبهــل ب البحر، وفي غربها بلاد الروم على أية حال، فإذا وثقنا برواية روضة الصفا" تبيـــــــن لنا أن المسيح اللة كان ينوي بسفره إلى نصيبين الوصول إلى أفغانستان مرورا بفارس، ليدعو إلى الحق الخراف الضالة من بني إسرائيل الذين اشتهروا في آخر الأمر بأفغان..ويبدو أن كلمة "الأفغان" عبرانية الأصل ومركبة، ومعناها الشجاع، وأنهم قد اتخذوا لأنفسهم هذا اللقب زمن انتصاراتهم.إذا فإن عيسى الله قد جاء إلى "بنجاب" مرورا بأفغانستان، الهامش: هناك تاريخ للمسيحية باللغة اليونانية، وقد نقله إلى الإنجليزية في عــــام ١٦٥٠م شخص من لندن اسمه (Heinmer) و سمی کتابه بـ Creed of Eusebeus.ولقد سجل في الفصل الرابع عشر من بابه الأول مكتوب يبدو منه أن ملكا باسم (Abgerus) استدعى المسيح ل من وراء نهر الفرات.وقد دس في كـــل مـــن مكتوب الملك وجواب المسيح ال كثير من الأكاذيب والمبالغات، غير أن ما يبدو منه حقا هو أن هذا الملك لما سمع عن تعرض عيسى الاضطهاد اليهود استدعاه ليؤويه إليه، إيمانا منه أنه ني صادق.(المؤلف) كان في التوراة وعد لبني إسرائيل أنهم إذا آمنوا بآخر الأنبياء فإنهم ســــوف يستعيدون، بعد تعرضهم لكثير من المصائب الحكم والسلطة في الزمن الأخير مـــة أخرى.وقد تحقق ذلك الوعد عندما اعتنقت عشر من قبائل بني إسرائيل الإسلام، ولذلك كان بين الأفغان والكشميريين ملوك كبار.(المؤلف)
٧٦ قاصدا كشمير بعد زيارة "بنجاب" والهند.ومن الواضح أن الحـــــــد الفاصل بين كشمير وأفغانستان هو إقليم "شــترال" وقســــم مـــن "بنجاب".وإذا سافرنا من أفغانستان إلى كشمير مرورا بنجــــــاب، نقطع مسافة نحو ٨٠ فرسخا أي ١٣٠ميلا، بينما تبلغ المسافة بينهما عن طريق "شترال" ۱۰۰ فرسخ.فاختار المسيح بحزمـــــه وحصافتــــه طريق أفغانستان لكي تستفيد بزيارته خراف إسرائيل الضالة، أي الأفغان.وبما أن حدود "كشمير" الشرقية متصلة بــــــلاد "تبـــــت"، فكان من السهل عليه ال أن يرحل إليها بعد زيارة كشمير.وبعد دخوله إلى "بنجاب" لم يكن صعبا عليه أن يزور أمـــــــاكن مختلفـــــة بالهند، قبل أن يتوجه إلى كشمير ثم "تبت".وكما تشير روايـــات التواريخ القديمة لهذه البلاد، فمن الأقرب إلى القيــــــاس أن يكون المسيح قد قام بزيارة "بنارس" و "نيبال" ، ثم رجع إلى كشمير عــــــــن العليا طريق "جامون" أو "راولبندي".ولما كان المسيح الله من سكان البلاد الباردة، فمن المرجح أن يكون قد مكث في هذه البلاد الهندية حتى نهاية الشتاء، ثم رحل بعد ذلك إلى كشمير في أواخر ملرس أو في أوائل إبريل.وبما أن بلاد "كشمير" تشبه بلاد الشام تماما، فمــــــن المؤكد أن يكون قد أقام بكشمير إقامة دائمة.ومن الأفغان مع الأسف، المحتمل أيضا أن يكون قد قضى بعــض سـني عمره في أفغانستان؛ وليس من المستبعد أن يكون قد تزوج هناك أيضا.وثمة قبيلة من الأفغان تعرف باسم "عيسى خيل"، وأي عجب في أن يكون هؤلاء من أولاد عيسى.إن تاريخ العليا.متفرق ومشوش جدا، فالتوصل إلى الحقيقة من خلال رواياتهم الشعبية المبعثرة أمر متعذر.وعلى كل حال، فلا شك أن الأفغان من بني إسرائيل، كما أن أهل كشمير هم أيضا من بني إسرائيل.والذين كتبوا في مؤلفاتهم خلاف هذه الحقيقة منخدعون جــــدا بــــث لم
VV يعملوا الفكر بدقة؛ حتى إن الأفغان أنفسهم يعترفون بأنهم من أولاد قيس؛ وقيس هذا كان من بني إسرائيل.وعلى كل حال، فإننا لا نرى حاجة لتطويل هذا البحث هنا، إذ قد سبق أن تناولناه بالتفصيل في أحد كتبنا، وإنما يهمنا هنــا بيــان سياحة المسيح اللة التي قام بها إلى كشمير و"تبت" عن طريق "نصيبين" مرورا بأفغانستان ثم "بنجاب".وبسبب هذا السفر الطويل ال بالنبي السائح، بل لقب بـ "إمام السائحين" كما ذكر أحد علماء الإسلام فضيلة الإمام العلامة العارف بالله أبو بكر محمـد بن محمد بن الوليد الفهري الطرطوسي المالكي الذائع الصيـ بعظمته وفضيلته في الآفاق بالصفحة ٦ من كتابه المسمى "سراج سمي أمثاله.ست الملوك " المطبوع بالمطبعة الخيرية بمصر عام ١٣٠٦ الهجري، حيـ قال: "أين عيسى روح روح الله وكلمته، رأس الزاهدين، وإمـــام السائحين"..أي أنه قد توفي كما توفي انظروا كيف وصف هذا العالم الفاضل عيسـ العلمية بكونـــــه سائحا بل "إمام السائحين".كما ورد في "لسان العرب" عن المسيح: قيل سمي عيسى بالمسيح لأنه كان سائحا في الأرض لا يستقر.وقد ورد المعنى نفسه في تاج العروس شرح القاموس بزيادة أن المسيح من مسح بالخير والبركة، أي أنه مفطور عليهما حتى إن لمسه أيضا يكسب الخير والبركة وقد وصف بـــــه عيســى يعطي هذا الاسم من يشاء من عباده.وهناك مسيح آخر إزاءه، قــد بالشر واللعنة، أي أنه مطبوع عليهما، حتى إن مسه يــــــورث الشر والضلال واللعنة؛ وقد وصف به المسيح الدجال وأيضا كل من مسح كان على شاكلته.العلية لا ، علما أن هذين الوصفين - أي المسيح بمعنى السائح، والمسـ والله يح
۷۸ بمعنى الممسوح بالخير والبركة - ليسا بضدين ولا يناقض أحدهما الآخر، لأنه من سنة الله تعالى أنه يصف البعض باسم ينطوي علــــى عدة معان، وجميع وجميع هذه المعاني تنطبق على صاحب ذلك الاسم.وخلاصة القول إن كون عيسى ال نبيا سائحا أمر ثابت مـــــــن كتب التاريخ الإسلامي، بحيث لو أردنا تدوين كل ما ورد فيها بهذا الصدد لصار هذا البحث بسبب سعته وطوله كتابا ضخما، لذلـــك أكتفي بما ذكرت.
۷۹ الفصل الثاني في شهادة الكتب البوذية التاريخية ليكن واضحا أننا قد وجدنا في الكتب البوذية شهادات متنوعة يتضح من النظر المجمل فيها بكل جلاء أن عيسى ال قد جاء حتما إلى بلاد بنجاب وكشمير وغيرهما.ونسجل تلك الشهادات هنـــــــا، لكي يتدبر فيها كل باحث منصف، ثم ينسقها في ذهنـــــه بـــترتيب خاص، حتى يصل بنفسه إلى النتيجة المذكورة أعلاه.وهذه الشهادات هي على النحو التالي: أولا، إن الألقاب التي لقب بها بوذا تشبه تماما الألقاب التي لقب بها المسيح.وكذلك فإن الأحداث التي تعرض لها بوذا تماثل أحداث حياة المسيح.علما أن المراد بـ "البوذية" هنا هو الدين الموجود في المناطق الواقعة على تخوم "تبت"، وهي "ليه" و"لاسة" و"جلجت" و"همس"، التي قد ثبتت زيارة المسيح لها.وكفى دليلا على تشابه الألقاب أن عيسى ال قد أطلق في سمي لا "غوتم" تعاليمه اسم "النور" على نفسه، وكذلك بوذا "النور" باللغة السنسكريتية.وكما ورد في الأناجيل اسم الذي يعني "المعلم" لعيسى، كذلك سمي بوذا باسم "ساستا" أي الأستاذ.وكما وصف المسيح ال في الإنجيل بالمبارك، وصف بوذا بـ "سجت" أي المبارك.وقد لقب المسيح بالأمير، ومن أسماء بوذا "الأمير" أيضا.أسماء المسيح في الإنجيل "المحقق لغايته"، وكذلك جاء في الكتب البوذية أن من أسماء بوذا "سدارتها " أي المحقق لغايته.ومن أسماء المسيح في الإنجيل أنه مجير الكادحين البائسين، وكذلـــك ورد في ومن
۸۰ الكتب البوذية أن من أسمائه أسرن" "سرن" أي المؤوي لمن لا مأوى له.وكما دعي المسيح في الإنجيل باسم الملك، وقد أريد به الملـــــك السماوي، كذلك دعي بوذا بالملك.وأما الدليل على وجود التشابه في أحداث حياتهما فهو أنه كما سجل في الإنجيل أن المسيح الابتلى بالشيطان، وقال له الشيطان: إن سجدت لي كانت لك ثروات العالم وممالكه كلها، كذلك تعرض بوذا أيضا للاختبار نفسه؛ فقال له الشيطان: إن أطعت أطعتني وتركت حياة الزهد هذه ورجعت إلى البيت وهبت لك عظمـ ــة * الملوك وأبهتهم؛ ولكن بوذا، كما تقول الكتب، لم يطع الشيطان مثلما لم يطعه المسيح أيضا.لقد تبين من ذلك أن الألقاب المتنوعة التي نسبها المسيح ال إلى نفسه في الأناجيل، قد نسبت إلى بوذا في كتبه التي ألفت بعده بزمن طويل؛ وكما أن المسيح كان قد ابتلي بالشيطان كذلك ابتلي بـــوذا بالشيطان كما ورد في هذه الكتب؛ بل إنها تذكر أن ابتلاء بـــــــــوذا كان أشد، وأن الشيطان عندما أغراه بالغنى والملك، خطر لبوذا أن يرجع إلى بيته، ولكنه سرعان ما أقلع عن هذه الفكرة.ثم اجتمع بـه الشيطان نفسه في ليلة أخرى، وألب عليه ذريته جميعا، وخوفه بأنواع الصور المروعة؛ حيث ظهرت له هؤلاء الشياطين كالأفـــاعي التي تخرج من أفواهها النيران؛ حتى أخذت تقذف إليــــه بالسموم والنيران، إلا أن السموم كانت تتحول إلى أزهار، وأما النيران Buddhism by T.W.Rhys Davids; and Buddhism by Sir M.Monier-Williams.Also see: - Chinese Buddhism by Edkins, - Buddha by Oldenberg, translated by W.Hoey - Life of the Buddha, translated by Rockhill.وه.(المترجم) ٤ وانظر أيضا الملحقات رقم ١ و و
۸۱ له فصارت كهالة حول بوذا.ثم إذا يئس الشيطان من نجاح هذه المكيدة أرسل بناته الست عشرة إلى بوذا، وأوصاهن بأن يبدين جمالهن الفاتن؛ ولكن كل ذلك ما زعزع بوذا عن موقفه، وفشــــــــل الشيطان في عزائمه فشلا ذريعا فاستخدم وسائل أخرى، ولكنها أيضا باءت بالخيبة ولم تنل من استقامة بوذا وإيمانه شيئا؛ ومضـ بوذا قدما في قطع المنازل الروحانية العليا، حتى تمكن، بعــــــد ليلـــة طويلة مدلهمة من الابتلاءات الشديدة والامتحانات الطويلة من قهر عدوه اللدود الشيطان وانكشف عليه نور العلم الحقيقي، وتيسرت له معرفة كل الأمور بظهور الفجر، أي بعد انتهاء امتحانه.والصبيحة التي انتهت فيها هذه الحرب العظيمة صارت مولد الديانة البوذية، وكان "غوتم" عندئذ ابن خمسة وثلاثين عاما، * وتشــــرف عندها بلقب بوذا أي النور والضياء؛ وقد عرفت الشجرة التي كان بوذا جالسا تحتها عندئذ بشجرة النور.والآن تصفحوا الإنجيل، فسوف تجدون أن الابتلاء الذي تعرض له بوذا من قبل الشيطان كان يشبه تماما الابتلاء الذي واجهه المسيح ال؛ حتى إن عمر المسيح عند الابتلاء هو نفس العمر الذي ابتلــي فيه بوذا.ويتبين من الكتب البوذية أن الشيطان لم يلق بوذا على مرأى من الناس بصورة آدمية مجسمة، بل كان هذا منظرا خاصا تراءى أمــــــام عيني بوذا فقط، وكان حديث الشيطان معه على صورة إلهام شيطاني؛ أي أن الشيطان مع المنظر الذي أتى به كان يلقي في روع بوذا بأن عليه أن يترك هذا الطريق، وأن يطيعه أي الشيطان، ليمنحه جميع نعم الدنيا.وكذلك تماما يعترف علماء المسيحية بأن الشيطان انظر الملحق رقم ٢.(المترجم)
۸۲ الذي قابل عيسى ال لم يأته بصورة بشر مار بالطرقات والأزقــــــة بين أيدي اليهود، و لم يحدث المسيح كحديث الناس فيمـــــا : بحيث يسمعه الآخرون أيضا، بل كان ذلك اللقاء أيضا صورة من هم الكشف رآها المسيح وحده، وكان الحوار بينهما وحيا شيطانيا..أي أن الشيطان، بحسب عادته القديمة، ألقى أهواءه في قلب المسيح بشكل الوسواس؛ ولكن قلب المسيح لم يقبــــل هـذه الوساوس الشيطانية، بل رفضها كما فعل بوذا.ومما يدعو إلى التفكير هو: كيف تمت مثل هذه المشابهة الشديدة بين المسيح وبوذا، ولماذا ؟ الآريون يزعمون في هذا الصدد أن المسيح، بعد أن سافر إلى الهند واطلع على مبادئ بوذا وأحداثه هذه، رجع إلى وطنه واختلق مـــــن عنده إنجيلا مستمداً من هذه المعلومات؛ وأنه قد استرق من تعاليم بوذا الأخلاقية، وسجلها في إنجيله منتحلا جميع الألقاب التي عزاهل بوذا إلى نفسه؛ فكما أن بوذا وصف نفسه بالنور والعلم كذلـــــــك مد وصف المسيح نفسه بهما، حتى إن قصة ابتلاء بوذا بالشيطان قـ نسبها المسيح أيضا إلى نفسه.ولكن ذلك ليس إلا خطأ الآريين وخيانتهم، إذ ليس صحيحـل على الإطلاق أن المسيح قد سافر إلى الهند قبل حادث الصليب؛ إذ لم تكن هناك حاجة إلى ذلك السفر، وإنما اضطر إليه عندما كفــــــره يهود بلاد الشام وقتلوه في زعمهم على الصليب الذي أنقذه الله منه بتدبيره المحكم.فقطع المسيح الأواصر التبليغ والمؤاساة عــــــــن اليهود الذين قست قلوبهم من جراء تلك المعصية التي اقترفوهــا لدرجة جعلتهم غير صالحين لقبول الحق.فقصد بلاد الهند بعد أن تلقى الخبر من الله تعالى بأن الطوائف الضالة العشر من بني إسرائيل
۸۳ " كانوا قد هاجروا إلى الهند وبما أن طائفة من هؤلاء اليهود كانوا قد اعتنقوا البوذية، فلم يكن لذلك النبي الصادق مناص من أن يهتم بأتباع البوذية.فعندئذ أتيحت لعلماء البوذية، الذين كانوا منتظرين بوذا المسيح"، فرصة الاطلاع على ألقاب مختلفة للمسيح الله وتعاليمه الأخلاقية كقوله : أح بوا أعداءكم، ولا تقابلوا السيئة بمثلها؛ ووجدوه أبيض اللون تماما كما كان "غوتم بوذا" قد وصـــف "بوذا المسيح" القادم بعده؛ وبعد رؤية جميع هذه العلامات في المسيح اعتبروه "بوذا المسيح الموعود لهم.إذن فقد تكون بعض حـــــــوادث المسيح وألقابه وتعاليمه نسبت في تلك الفترة نفسها إلى "غوتم بوذا" عمدا أو سهوا؛ لأن الهنود كانوا دائما غير ثقات في تدوين التاريخ، و لم تكن حياة بوذا مدونة إلى عهد المسيح؛ فلذلك كــــــان لعلمـــاء البوذية متسع كبير لأن يعزوا إلى بوذا ما يشاءون.إذن فمن الأقرب للقياس أنهم لما اطلعوا على حوادث المسيح وتعاليمه الأخلاقية، نسبوها إلى بوذا، بالإضافة إلى أمور أخرى قاموا بتلفيقها من عند أنفسهم.* وسنثبت فيما بعد أن القسم الأخلاقي في الكتب البوذيــة المتشابه بتعاليم الإنجيل، وأن الألقاب المختلفة مثل "النور" وغـــــــيـره، وقصة ابتلاء الشيطان التي تنسب بالتأكيد إلى بوذا كما نسبت إلى المسيح، كل هذه الأمور قد دونت في الكتب البوذية لما جاء المسيح العليا إلى هذه البلاد عقب حادثة الصليب.وثمة تشابه آخر بين بوذا والمسيح، وهو أنه قد ورد في الكت الكتـــــــب البوذية أن بوذا كان يصوم أيام ابتلائه بالشيطان، وأنه صام أربعين التعاليم لا يسعنا الإنكار أن البوذية تحتوي منذ القديم على قدر كبير الأخلاقية، غير أنه لا مناص من القول إن القسم المشابه منها بتعاليم الإنجيل وأمثاله وعباراته إنما أضيف إلى الكتب البوذية بعد وصول المسيح إلى هذه البلاد.(المؤلف)
ΛΕ يوما؛ ويعرف قراء الإنجيل أن المسيح أيضا قد صام أربعين يوما.وكما قد ذكرت قبل قليل، فهناك بين التعاليم الأخلاقية للمسيح ولبوذا تشابه كبير بحيث يندهش له كل من هو مطلع علــــى كـــــلا التعليمين! فمثلا ورد في الأناجيل: لا تقاوموا الشر، وأ- أعداءكم، وعيشوا كالفقراء، واجتنبوا الكبر والكذب والطمع.وهذه هي تعاليم بوذا نفسها؛ بل إن تعاليمه أشد من ذلك إذ اعتبر فيها قتل أي حيوان حتى الديدان والحشرات كبيرة من الكبائر.هذا، وإن أعظم تعليم لبوذا هو واسوا جميع الناس، والتمســـــــوا الخير لجميع البشر والحيوانات أيضا؛ وتحابوا وتوادوا.* وهذه هي تعاليم الإنجيل ذاتها.ثم كما أن المسيح البعث تلاميذه إلى مختلف البلاد، وسافر بنفسه إلى بلد بعيد، كذلك نرى في حياة بوذا أيضا.فقد ورد في کتاب (Buddhism, by Sir Monier-Williams) أن بوذا أرسل تلاميذه للتبليغ في العالم، وأوصاهم قائلا: اذهبوا للخارج، وسيحوا في كـــل ناحية، وانتشروا واحدا واحدا في شتى الجهات، مؤاســـــــاة للعالم وخدمة للآلهة والناس ونادوا أن اتقوا الله وكونوا أطهار القلوب وروضوا أنفسكم على حياة العزوبة والعزلة؛ وأنا أيضـ لأنادي بهذا.ذاهب ثم اتجه بوذا إلى "بنارس"، وأتى هنالك بمعجزات كثيرة؛ وألقـــى من فوق جبل خطبة مؤثرة للغاية، مثلما ألقى المسيح خطبتــه مـــن على الجبل.وجاء في الكتاب نفسه كان بوذا يكثر من الأمثال في مواعظه انظر الملحق رقم ٢ (المترجم)
10 وكان يرمز إلى الأمور الروحانية من خلال ذكر الأشياء المادية.* والآن لو فكرنا لوجدنا أن هذه التعاليم الأخلاقيــــــة وأسلوب المواعظ بالأمثال كل ذلك كان من عادة عيسى ال.وإذا تدبرنا في هذه التعاليم الأخلاقية وأسلوب إلقائها على ضـــــــوء القرائن الأخرى، خطر في بالنا على الفور أن جميع هذه الأمور هي تقليـــــد ومحاكاة لتعاليم المسيح.وسبب ذلك أنه ال عندما حل في الهنـــــــد وألقى مواعظه في مختلف نواحيها اجتمع به علماء البوذية ووجدوه صاحب معجزات وبركات، فسجلوا هذه الأمور في كتبهم، بـــــــل اعتبروه "بوذا الموعود ؛ إذ من فطرة الإنسان أنه حيثما وجد كلمة حكمة بذل جهده ليأخذها، حتى إنه إذا سمع من أحد في مجلس كلمة حكيمة حفظها.إذن فمن الأقرب إلى القياس تماما أن علماء البوذية قد رسموا في كتبهم صورة الأناجيل بتمامها؛ فذكروا أن بوذا أيضا قد صام أربعين يوما مثلما صام المسيح؛ وكما أن المسيح قــــــد ابتلي بالشيطان، فكذلك ابتلي به بوذا أيضا؛ وكما أن المسيح كان بلا أب، كذلك كان بوذا؛ وكما أن المسيح قــــــد أتى بالتعاليم الأخلاقية، كذلك جاء بوذا أيضا بالتعاليم الأخلاقية؛ وكما أن المسيح قال: "أنا النور"، كذلك قال بوذا مثله؛ وكما أن المسيح سمى نفسه معلما وسمى الحواريين تلاميذ، كذلك فعل بوذا؛ وكما ورد في إنجيل متى الإصحاح ۱۰ العدد ٩ قول المسيح: لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا، كذلك أوصى بوذا تلاميذه بهذا؛ وكما أن الإنجيل يحث على حياة العزوبة، كذلك يحرض عليها بوذا في تعليمه؛ وكما أن زلزالا وقع بعد تعليق المسيح على الصليب، كذلـــك ورد أن انظر الملحق السابق (المترجم)
٨٦ 2 زلزالا وقع عند وفاة بوذا.وإنما السبب لجميع هذه المماثلات هو أنه، لحسن حظ البوذيين، جاء المسيح إلى الهند وأقام بينهم زمنا طويلا؛ فاطلعوا على حـوادث حياته وتعاليمه المقدسة اطلاعا شاملا؛ فكان لابد أن تجد معظم هذه التعاليم والعادات طريقها إليهم، لأن المسيح كان عندهم موضع احترام لدرجة جعلوه مثيلا لبوذا؛ ولذلك سجلوا أقواله وأحواله في كتبهم، وعزوها إلى "غوتم بوذا".ومن المدهش حقا أن بوذا أيضا كان مثل المسيح، يعظ تلاميذه بالأمثال، وبخاصة بتلك التي وردت في الإنجيل.فمثلا يقول بوذا في أحد أمثاله: "كما أن الفلاح يزرع البذرة ولا يسعه القول إنها تخصب اليوم وتنبت غدا، كذلك حال المريد التابع، أي أن المرشد لا يعرف عن مصير المريد شيئا، أيكون جيد النمو أم سيكون كحبة تلقى في أرض صخرية فتجف وتموت.أليس هذا يا ترى هو نفس المثل الذي يوجد في الإنجيل حتى اليوم.ثم يسرد بوذا مثلا آخر قائلا: إن قطيعا من الغزلان تعيش في دعة وأمن في إحدى الغابات، فيأتي رجل فيخدعها ويفتح لهــــا طريقــــا يؤدي إلى هلاكها..أي يسعى أن تسلك الغزلان طريقا يقودها إلى الفخ، فتصير ضحية الموت.ويأتي رجل آخر فيفتح لها طريقا خــــيرا، أي يزرع الحقل لترعى فيه الغزلان، ويشق قناة لترتوي منها وتبتهج.كذلك حال الناس فإنهم يعيشون سعداء، فيقتحم عليهم الشيطان 2 انظر الملحقات رقم ۱ و ۲ و ۳ و ٤.(المترجم) وكما توجد عادة العشاء الرباني عند النصارى كذلك توجد عند البوذيين أيضا.(المؤلف)
۸۷ ويفتح لهم شتى طرق الشر كي يهلكوا؛ فعندئذ يأتيهم الإنسان الكامل، ويفتح لهم شتى طرق الحق واليقين والسلام كي ينجوا.ونجد أيضا في تعاليم بوذا أن التقوى كنز مصون لا يمكن أن يسرقه أحد.إنه كنز يصحب الإنسان بعد موته أيضا.إنه كنـــــــز تنبثق منه جميع أنواع العلوم والكمالات.وهذه التعاليم هي تعاليم الإنجيل نفسها، وهي مسجلة في الكتب البوذية القديمة التي ليس بأقدم من عصر المسيح ال، بل إن عصرها هو عصر المسيح ليســـــــت نفسه.وجاء في الكتاب نفسه Buddhism, by Sir Monier-Williams) في الصفحة ١٣٥ أن بوذا قال: "لا يمكن لأحد أن يصمني وهذه الجملة أيضا تشبه مقولة للمسيح اللي.ثم نقرأ في الصفحة ٤٥ من الكتاب ذاته قول المؤلف بأن هنــــاك شبها كبيرا بين التعاليم الأخلاقية للمسيح وبوذا.أنا أسلم بذلك وأقر بأن كلا التعليمين يؤكد على أن لا تحبوا الدنيا ولا أموالها، وأن لا تعادوا الأعداء، ولا تأتوا المنكرات والفواحش واقهروا السيئات ،بالحسنات وعاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم.وإن هذا التشابه بين تعاليم الإنجيل وتعاليم بوذا يبلغ من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى شرح أو تفصيل.ويتبين من كتب البوذية أيضا أن "غوتم بوذا" تنبأ بظهور بـــــــوذا آخر يأتي باسم "متيا" ؛ وقد ورد هذا النبأ في كتاب لبوذا اسمه "لجاوتي ستاتا" الذي أشير إلى نصه في الصفحة ١٤٢ من كتاب ل Oldenberg؛ ونص ذلك النبأ هو: "إن "متيا" سيكون إماما للملايين، كما أنني اليوم إمام للمئات".انظر الملحق رقم ٢ (المترجم) انظر الملحق رقم ٥ (المترجم) 2 11
۸۸ وهنا ينبغي ألا يغيب عن البال أن كلمة "مشيحا" بالعبرية هى التي لفظها أهل اللغة "البالية" بلفظة "متيا".ولا غرابة في ذلك لأن الكلمة إذا انتقلت من لغة إلى أخرى اعتراها شيء من التغير، كما نرى الكلمات الإنجليزية تخضع للتغير عندما تنتقل إلى لغة أخـــــــرى.وقد قدم البروفسور Max Muller أمثلة على هذه التغيرات في قائمــة ضمت إلى المجلد ۱۱ من كتاب The sacred books of the East حيث يقول في الصفحة ٣١٨ منه إن لفظ Th الذي نطقه بالإنجليزية هـو "ته" تتحول في الفارسية والعربية إلى "ث"، أي لا تختلف كثــــيرا عن "ث" أو "س" عند القراءة.فنظرا إلى هذه التطورات يستطيع كل شخص أن يدرك أن لفظة "مسيحا" انتقلت إلى اللغة "البالية" بصورة "متيا"..أي أن "متيا" الذي أخبر بوذا بظهوره هو المسيح الناصري في الواقع، لا غيره.ومن أقوى القرائن على ذلك أن بوذا قد تنبأ أيضا أن الدين الذي أسسه لن يبقى على الأرض أكثر من خمسة قرون، وأن تعاليمه ومبادئه عندما تتعرض للضعف والانهيار سوف يظهر "متيا" في هذه البلاد، ويقيم تلك التعاليم الأخلاقية في الدنيا مرة أخرى.ونجد أن المسيح قد بعث بعد بوذا بخمسة قرون، وكانت البوذيـــة عندئذ قد تعرضت للضعف والانهيار كما تنبأ بوذا بذلك.وعندهـــا هاجر المسيح ال إلى هذه البلاد، بعدما نجا من الصليب، فعرفــــــــه أتباع بوذا وعاملوه بكل تعظيم.ومما لا شك فيه أن تعليم المسيح قد أحيا من جديد تلك التعاليم الأخلاقية والطرق الروحانية التي أسسها بوذا.ويعترف المؤرخون المسيحيون بأن التعاليم الأخلاقية الواردة في أماكن مختلفة من الإنجيل وبالأخص التي وردت في الخطبة الجبليـــــة هي نفسها التي كان بوذا قد روجها قبل المسيح بخمسة قرون؛ كمل يقرون أيضا أن بوذا لم يكن معلم التعاليم الأخلاقية فحسب، بـــــ
۸۹ كان معلم الحقائق الكبرى الأخرى أيضًا؛ ويرون أن تسمية بوذا بـ "نور آسیا" تسمية صحيحة تمامًا.فالمسيح قد ظهر بعد بوذا بخمسة قرون كما كان الأخير قد تنبأ بذلك، وكانت تعاليمه الأخلاقية هي تعاليم بوذا ذاتها، كما يعترف بذلك معظم علماء المسيحية.وهذا يؤكد أن ظهوره كان مصبوغا بصبغة بوذا.من وقد قال Oldenberg في كتابه نقلاً عن كتاب لبوذا "لجاوتي ستاتا" أن أتباع بوذا ما برحوا يُطَمْئِنون أنفسهم دوما بأنهم ســــوف يُسعدون بالنجاة في المستقبل حين يصبحون تلاميذ لـ "متيـــا"، أي أنهم كانوا على يقين بأن "متيّا" سيظهر فيهم، وأنهم سينالون النجلة بواسطته؛ ذلك لأن الكلمات التي بشرهم بها بوذا بمجــــيء "متيــــا" كانت تدل في صراحة تامة على أن تلاميذه سيلقون "متيا".وهذا البيان الكتاب المذكور يملأ القلوب باليقين بأن الله لا قد أتاح لهداية هؤلاء الناس الوسائل من كلتا الجهتين: فمن جهة، كان من الواجب على المسيح – بسبب اسمه "آسف" الذي يعـــــــني "الجامع لشمل الجماعة"، والذي هو مستمد من من ســـــــفر التكويـــــن الإصحاح ٣ العدد ۱۰* - أن يُهاجر إلى هذه البلاد التي جاء إليها اليهود واستوطنوها؛ ومن جهة أخرى، كان لزامًا – بحسب نبأ بوذا - أن يلقى أتباعه المسيح، ويستفيدوا منه.فإذا نظرنا إلى كـــلا الأمرين معًا أدركنا بصورة قطعية أن المسيح الا قـــــــد رحـــل إلى تبت" حتمًا؛ كما أن التعاليم والتقاليد المسيحية الكثيرة التي وجدت طريقها إلى الديانة البوذية في "تبت" تؤكد بنفسها على لقاء المسيح البهم.ثم إن الانتظار المستمر الذي بقي فيه المتحمسون من أتباع إن أقرب عبارة وردت بهذا المعنى هي في التكوين ٤٩: ١٠.(المترجم)
۹۰ بوذا للقاء المسيح - كما هو مسجل في الكتب البوذيــــة – ليـــدل دلالة واضحة على أن عقيدة الانتظار الشديد هذه كانت مدعــــــــــاة لقدوم المسيح إلى بلادهم "تبت".ولو أخذ أي باحث عادل هاتين الحقيقتين الهامتين في الاعتبار، لما احتاج إلى تحشم عناء البحث عـــــن الكتب البوذية التي تصرح بأن المسيح ال قد جاء إلى بلاد "تبت".ذلك أنه لما كان الانتظار لظهور الموعود شديدا، بحسب نبأ بـــــوذا، فلا بد أن يكون ذلك النبأ قد جذب المسيح إلى "تبت".ولا يغيين عن الأنظار أيضا أن المراد من اسم "متيا"، المتداول في الكتب البوذية بكثرة، هو الـ "مسيح نفسه.ففي الصفحة رقــــــــم کتاب Tibet, Tartary and Mongolia by, H.T.Prinsep ورد ١٤ من في صدد "بوذا متيا"، الذي هو المسيح في الواقع، أن الأحوال الــــــي رآها المبشرون المسيحيون الأوائل بأعينهم في "تبت" والأحداث الستي سمعوها بآذانهم، قد جعلتهم يستيقنون بأن آثار المسيحية موجودة في الكتب القديمة لعلماء البوذية "لامات".ثم ذكر في الصفحة نفسها أنه مما لا شك فيه أن أولئك القسيسين الأوائل كانوا يرون أن دعوة المسيحية قد بلغـــت هــذه البلاد في حياة الحواريين.ثم جاء في الصفحة ۱۷۱ من الكتاب نفسه: مما لا شك فيه أن الانتظار الشديد لظهور مخلص عظيم كان سائدا في الناس عندئــــــذ، الأمر الذي قد ذكره تاسیتوس (Tacitus) قائلا: لم يكن اليهود وحدهم مصدرا لهذا الانتظار، بل إن البوذية نفسها قـــــــد أسست عقيدة الانتظار..أي أن البوذية تنبأت بمجيء "متيا" إلى تلك البلاد.ثم كتب المؤلف على ذلك الملحوظة التالية: "لقد ورد في الكتابين "بتاكتيان" (Pitakattayan) و"أتهاكتها" (Attha-katha) نبأ واضــــــح عن ظهور بوذا آخر بعد غوتم أو "ساكهي مني" بـألف سنة، إذ
۹۱ يصرّح فيه غوتم إنه (أي غوتم نفسه هو بوذا الخامس والعشرون، وأن "بجوا مَتِيّا" لآت فيما بعد".أي سيأتي بعدي في هذه البلاد من يكون اسمه "متيا" ويكــــــــون أبيض اللون.ثم يمضي ذلك المؤلّف الإنجليزي فيكتب: "إن اسم "متيا" يُشبه "المسيح" شبها مذهلاً".إذا فإن "بوذا غوتم" قد صرّح في نبوءته هذه أن المسيح سيأتي إلى بلاده وقومه وأتباعه؛ ولهذا السبب ما برح أتباع بوذا ينتظرون مجيء المسيح إلى بلادهم.ولقد أطلق بوذا في نبوءته على المسيح القادم اسم "بَحُوا مَتِيا"، لأن "بجوا" باللغة السنسكريتية تعني "الأبيض"؛ وبما أن المسيح كلن من بلاد الشام، لذلك كان هو "بجوا" أي أبيض اللون.علما أن البلاد التي أدلى فيها بوذا بهذا النبأ هي بلاد "مجده" التي فيها مدينة "راجه جريها ، وأهلها سُمر اللون، وكان "بوذا غوتم" بنفسه أسمر اللون؛ ولذلك فقد أخبر أتباعه بميزتين واضحتين لـ "بوذا القادم" إحداهما أنه سيكون بجوا" أي أبيض اللون، والثانية أنه سيكون "متيا"..أي السائح الذي يأتي من خارج هذه البلاد.فظلوا على الدوام منتظرين لهاتين الصفتين المميزتين إلى أن رأوا المسيح العدة." II هذا، ويجب على كل بوذي أن يعتقد أن "بحوا مَتِيّا" كان قـــــــد ظهر في بلادهم بعد "بوذا غوتم" بخمسة قرون.وليــس مـــــن 2 انظر الملحق رقم ٦ (المترجم) أما الروايات التي تذكر ظهوره بعد بوذا بألف سنة أو خمسة آلاف سنة فهي غير صحيحة.(المؤلف)
۹۲ المستغرب أن يوجد في بعض الكتب البوذية ما يدعم هذه العقيدة، ويؤكد مجيء المسيح إلى بلادهم وبالتالي تحقق النبأ المذكــــور بهـــذا الشكل.ولو افترضنا جدلاً أن شهادة كهذه لا توجد في الكتـ البوذية، فمع ذلك لا يسع أحدا من البوذيين المطلعين على هــــذا النبأ أن يُنكر مجيء "مَتِيّا" - الذي اسمه الآخر هــــو المسيح – إلى بلادهم، لأن بوذا نفسه قد وعد تلاميذه بناء على وحي بمجيء "بحوا مَتِيّا إلى بلادهم.وإن بطلان هذا النبأ يُبطل الديانــــــة البوذية أيضًا، إذ إن هذه النبوة التي كان "غوتم بوذا" قد حدد موعد ظهورها، والتي صرّح بها مرارا أمام تلاميذه، لو لم تكن قد تحققت الله تعالى طبق موعدها المحدد لاشتبه صدقه على أتباعه، ولسجَّلت الكتـ 11° عدم تحققها.هذا، وقد وجدنا برهانا آخر على تحقق هذا النبأ، وهو أنه قـــــــد اكتُشفت في بلاد "تبت" كتب ترجع إلى القرن السابع الميلادي، وقد وردت فيها كلمةُ "مشيح" - أعني اسم عيسى ال - هكذا: مي شي هو".انظر كتاب: "I شي (A record of the Buddhist Religion by I-Tsing, translated by J.Takakusu, Clarendon Press, Oxford P.169, 223) مع العلم أن مؤلف هذا الكتاب القديم الذي يوجد فيه اسم "مي هو" رحالة بوذي من الصين وأما J.Takakusu الذي قام بترجمة الكتاب مؤخرًا فهو من اليابان.وقد سجل الأخير في ملحق له علـى الكتاب الأصلي وبالهامش أن اسم "مي شي هـــــو" (أي مسيح) مسجل في كتاب قديم يرجع إلى القرن السابع الميلادي على وجــــه التقريب.إذن فهذا الكتاب يتضمّن لفظ "مشيح" الذي يؤدي بنا إلى اليقين انظر الملحق رقم ٧ (المترجم)
۹۳ بأن هذا اللفظ ليس بأجني بالنسبة إلى البوذيين، بل هو مأخوذ من نبأ أدلى به بوذا عن الشخص الموعود الذي سموه "مشيح" حينــل وبجوا مَتِيّا" أحيانًا أخرى.ومن جملة الشهادات التي وجدناها في الكتب البوذية أنه قد ورد في الصفحة ٤٥ من كتاب Buddhism by Sir Monier-Williams أن التلميذ السادس لبوذا كان اسمه "يسا" 1 ويبدو أن لفظ "يسا" مختصر من لفظ "يسوع".وبما أن المـ ولد بعد بوذا بخمسة قرون أي في القرن السادس بعده، فقد ســـ بالتلميذ السادس.علما أن البروفسور Max Muller قد ذكر هذا الرأي في الصفحة ٥١٧ من مجلته Nineteenth Century في عدد أكتوبر ١٨٩٤م، وأيـده قائلا: لقد قدم مؤلفون مرموقون مرارا النظرية القائلة بتأثير المبادئ البوذية في المسيح.وأضاف أيضا : ما زالت الجهود تبذل إلى اليــــوم لحل هذا اللغز أي للعثور على سبب تاريخي حقيقي أدى إلى وصول المبادئ البوذية إلى فلسطين في حياة المسيح.ولا شك أن تصريحه هذا تصديق للكتب البوذية التي ورد فيها أن "يسا" كان تلميذ البوذا؛ لأن كبار المسيحي ـين مــــن أمثـــال البروفسور Max Muller قد اعترفوا بأن المسيح متأثر بمبادئ البوذيــــة بدون شك، أو بتعبير آخر يعترفون بكون المسيح تلميذا لبوذا.ولكنا نرى أن مثل هذه الكلمات إهانة للمسيح وانتقاص من شأنه ال، ونعتقد أن ما ذكرته الكتب البوذية من أن يسوع كـــان مريدا أو تلميذا لبوذا، إنما هو راجع إلى عادة متأصلة لدى علماء انظر الملحق رقم ٢ (المترجم) انظر الملحق رقم ٨ (المترجم)
٩٤ البوذية، حيث كانوا يحسبون الأنبياء والأولياء المتأخرين - زمنا - تلامذة للمتقدمين.هذا، وبما أن هناك تشابها كبيرا بين تعاليم بوذا وتعاليم المسيح، كما سبق ذكره، وبما أن بوذا أقدم من المسيح عصرا، فإن الظن بوجود صلة المتبوع والتابع بين بوذا والمسيح كان أمرا واردا، وإن كان يمثل إساءة إلى المسيح.غير أننا لا نرضى بأسلوب البحث الذي يتبعه علماء أوروبا؛ إذ يحرصون على إيجاد دليـــــل علـى أن البوذية قد وصلت إلى فلسطين في حياة المسيح! ومما يؤسفني أنه مـــا دامت الكتب البوذية القديمة قد ذكرت المسيح وصفاته فلم يختارون طريقا ملتويا، فيبحثون عبثا عن آثار البوذية في فلسطين، بدلا أن يبحثوا عن آثار أقدام المسيح الا المباركة في جبال نيبال وتبـــــــــت من و كشمير ؟ غير أنني أعلم يقينا بأن الكشف عن مثل هذه الحقيقة الكــــــبـرى المغطاة تحت ألوف الحجب المظلمة لم يكن بوسعهم، بل كان ذلك بيد الإله الحق الذي رأى من السماء أن عبادة المخلوق قد طغـــــــــت على وجه الأرض، وأن عبادة الصليب وعقيدة الفداء الإنساني الموهوم قد أبعدت عشرات الملايين عن الإله الحق؛ فثارت غيرتــــه ، فبعث عبد ا من عباده وأعطاه اسم المسيح الناصري، ليحط العقائد الصليبية.فظهر ذلك العبد بصفة المسيح الموعـــــود الوعد الذي سبق منذ القديم، فحانت آنئذ ساعة كسر الصليب كما تكسر الخشبة قطعتين، أي الساعة التي تبطل العقــائد الصليبية وتكشف زيفها بكل جلاء.فالآن قد فتحت السماء طرق كس الصليب كلها، لينهض كل باحث عن الحقيقة ويتحراها.إن عقيدة صعود المسيح إلى السماء بالجسد كانت خطأ بـــــــدون شك، غير أنها كانت تتضمن سرا هاما، ألا وهو أن حقيقة أحداث
۹۵ حياة المسيح كانت قد اندرست واختفت عن الأنظار اختفاء الجثـــة التي يأكلها تراب القبر، ولكنها كانت موجودة في السماء وكأنها إنسان متجسد، وكان لا مناص من أن تن ـزل تلك الحقيقة المسيحية ثانية في الزمن الأخير؛ فها قد نزلت اليوم كإنسان متجسد، فكسرت الصليب، وبانكساره قد حطمت أيضا الخصال القبيحة كما يقطع الخنزير بالسيف إربا ، أعنى خصال الكذب وعبادة غير الله وما إلى ذلك مما شبهه نبينا له بالخنزير في حديث الصليب.علما أن ذلك الحديث لا يعني أن المسيح الموعود سيقتل الكفــــار ويكسر الصلبان في الظاهر، بل المراد من كسر الصليب هو أن إله السماوات والأرض سيكشف في ذلك الزمن حقيقة محجوبة ينهدم بظهورها الصرح الصليبي كله دفعة واحدة.كما أن قتل الخنزير لا يعني قتل الخنازير ولا الناس، بل المراد به القضاء على العـــــــادات الخنزيرية كالإصرار على الكذب وعرضه على الناس بالتكرار، إذ ليس الكذب إلا نوعا من أكل النجاسة.فكما أن الخنزير الميت لا يمكنه أكل النجاسة، فكذلك سيأتي زمن بل وقد أتى حين يمنـــع أصحاب هذه العادات الخبيثة من أكل هذه الأرجاس.لقد أخطأ المشائخ في إدراك حقيقة هذا النبأ الوارد في أحـــــاديث النبي ؛ إذ ليس المعنى الحقيقي لكسر الصليب وقتل الخنــــزيــــر إلا ما قد صرحنا به آنفا.ألم يرد في الحديث النبوي أيضا أن الحـــــروب الدينية ستنقطع في عهد المسيح الموعود، وستتجلى مـــــــن السـماء حقائق نيرة تميز الحق من الباطل جليا.فلا تظنوا أنني قد جئت لرفع السيف كلا بل قد أرسلت لأرد كل السيوف إلى أغمادها.لقد تصارعت الدنيا طويلا في الظلمات؛ وحمل كثير من أهلها الســـلاح على ناصحيهم الصادقين، وآذوا قلوب أصدقائهم المؤاسين وجرحوا مشاعر محبيهم ! ولكن قد حان الآن أن يتبدد الظلام؛ وقد
٩٦ أدبر الليل وأسفر الصبح فبورك من لا يحرم نفسه اليوم.ومن الشهادات التي وجدناها في الكتب البوذيــــــة مــا ورد في الصفحة ٤١٩ من كتاب Buddhism by Oldenberg - نقــــلا عـــن كتاب "مهاواجا" (Mahvagga) الفصل الأول الصفحة ٥٤ - بأنه كان ثمة خليفة من خلفاء بوذا باسم "راحوله"، وأنه كان تلميذا لـــه جد مخلص، بل كان بمثابة ابن له.وهنا نعلن بكل تحد أن لفظ راحوله" هذا المذكور في الكتـ البوذية إنما هو صورة مبدلة من "روح الله" الذي هو أحد أسما عیسی العليا."I * وأما القصة القائلة بأن "راحوله" كان ابنا لبوذا الذي فارقه وهـو طفل رضيع وهرب إلى بلاد أخرى إلى غير رجعة، هاجرا زوجتــــــه وهي نائمة دون أن يخبرها بأمره أو يودعها قبل السفر، فهي قصـــة سخيفة تافهة ومخالفة لأخلاق بوذا؛ إذ لا يمكن أن يعتبر صالحــــا حقيقيا من بلغ من القسوة وغلظة القلب هذا المبلغ، حيث لم يرحم زوجته المسكينة، وغادرها وهي نائمة مستخفيا كاللصوص، دون أن يواسيها، متناسيا الحقوق الزوجية تماما؛ إذ لم يطلقها و لم يستأذنها في هذا السفر اللانهائي، وآذى قلبها جدا بغيابه المفاجئ، و لم يرسل إليها أية رسالة حتى شب ابنه الرضيع الذي لم يشفق عليه أيضا.أجل من المستحيل أن يكون صادقا من لم يراع مطلقا تعاليمـــــه الأخلاقية التي كان يلقنها تلاميذه لا يمكن أن يقبل ضميرنا هذه القصة مثلما لا نصدق ما ورد في الأناجيل أن من المسيح لم يكترث المجيء أمه عنده مرة ولا لندائها إياه بل تكلم معها بكلمات نابية تنال من كرامتها! إننا وإن كنا نجد هنا أيضا مشابهة أخــــــرى بــــين * انظر الملحق رقم ٥ (المترجم)
۹۷ عن القصتين من حيث المعاملة القاسية التي لقيتها الزوجة والأم، إلا أننا لا نقبل أن تعزى إلى المسيح أو إلى بوذا مثل هذه القصص المنحطــــة الأخلاق العادية أيضا.إذا كان بوذا لا يحب زوجتــــــه، فهل يعقل أن يكون من الغلظة والقسوة بحيث لم تأخذه الرأفة حتى بتلك المرأة العاجزة الضعيفة، ولا بذلك الطفل الرضيع؟ هذا التصرف فظيع لدرجة أننا نتألم اليوم أيضا بسماع هذه القصة رغم مرور أحقاب طويلة على اختلاقها.إذ كفى بالمرء سوء أن لا يبالي بحقوق زوجته، اللهم إلا أن تصبح ناشزة متمردة عليه، مارقة من الدين غير ناصحة وعدوة مؤذية.إذن فلا نرضى أبدا بأن تنسب إلى بو ذا مثل هذه الأعمال المشينة التي تعارض مواعظه هو.إن هذه القرينة لتدل على أن هذه القصة مزورة؛ وأن المراد الحقيقي بـ "راحوله" هو عيسى ال الذي يســـــــمـى "روح الله".ولفظ "روح الله" بالعبرية يشبه "راحوله" إلى حد كبير؛ وقد اعتبر " راحوله" (أي روح الله تلميذا لبوذا للسبب الذي ذكرناه آنفا..بما أن المسيح أتى، بعد بوذا، بتعليم مماثل للتعليم البوذي، فقـــــد اعتبر البوذيون مرشدهم مصدرا حقيقيا لهذه التعاليم المسيحية أيضـل ظانين أن المسيح تلميذ لبوذا.كما ليس من المستغرب أيضا أن يكون بوذا نفسه قد عد المسيح ابنا له بناء على وحي الله تعالى.ومن أكبر القرائن على أن "راحوله" هو المسيح أنه قد ورد في الكتاب نفسه أن فصل الطفل الرضيع راحوله" عن أمه تم بوسلطة امرأة مؤمنة ببوذا اسمها "مجداليانا".ألا تلاحظون أن "مجداليانا" هذه ليست إلا صورة متغيرة لكلمة "مجداليني" أو "المجدلية"، وهي امرأة معروفة من أتباع عيســــــــى ال تكرر ذكرها في الإنجيل.إن جميع هذه الشهادات التي أجملناها هنا تؤدي بكل إنسان أعني "I
۹۸ منصف إلى الاعتراف بأن عيسى ال كان قد جاء إلى هذه البـــــلاد دونما شك.وبغض النظر عن جميع هذه الشواهد البينة، فإن أنواع التشابه الوثيق بين المسيحية والبوذية من حيث التعاليم والتقاليد خاصة في منطقة "تبت"، لأمر لا يمكن أن يمر به العاقل الحصيف مــ الكرام.إن هذا التشابه مذهل بحيث جعل معظم الباحثين المسيحيين يعتقدون بأن البوذية هي "مسيحية الشـــــــرق"، وأمـــــا المسيحية فيمكن أن تسمى "بوذية الغرب"! أليس عجيبا أنه كمـا قال المسيح إنه النور وطريق الهدى، كذلك قال بوذا أيضا! وكما ورد في الأناجيل من أسماء المسيح أنه "المنجي"، كذلك وصف بوذا نفسه بالمنجي (راجع كتاب "للتا وسترا").وكما جاء في الإنجيـــل ولادة المسيح كانت من غير أب كذلك ورد في سيرة بوذا أنــــه قد ولد في الحقيقة من غير أب، وإن كان له أب ينتسب إليه مثلما كان المسيح ينسب إلى يوسف.وورد أيضا أن نجما ظهر عند ولادة أن بوذا.وأما قصة سليمان التي أمر فيها بقطع الطفل إلى قسمين لكـ تنال كل من المرأتين نصيبها منه، فهي أيضا موجودة في "جاتك" لبوذا.الأمر الذي يؤكد، بالإضافة إلى هجرة المسيح ال إلى هـذه البلاد، أن اليهود الذين هاجروا إليها قبله كانوا على علاقة وثيقـــــة بالبوذيين.وكذلك نجد أيضا أن نظرية تكوين العالم التي وردت في الكتـــب البوذية تشبه إلى حد كبير تلك التي وردت في التوراة.وكما يتبيـــن من التوراة أن للرجال على النساء درجة وفضيلة، فكذلك الرجل انظر الملحق رقم ٩ (المترجم) انظر الملحق رقم ٣ (المترجم) تعني ب كلمة "جاتكا" في المصطلح القصص والأحداث التي حكاها بوذا حــول المراحل المختلفة التي مر بها خلال ولادته الروحانية.(المترجم)
۹۹ الكاهن أفضل من المرأة الكاهنة في الديانة البوذية.وكان بوذا يعتقد بالتناسخ، ولكن تناسخه لا يخالف تعــــاليـم الإنجيل، إذ التناسخ عنده على ثلاثة أقسام: أولا: أن عزيمة الإنسان على المزيد من الأعمال تقتضي جسما آخر له بعد الموت.ثانيا هو ما يعتقد أهل "تبت" بوجوده في زعمائهم الدينيـــــــــين "لامات"، وهو أن جزءا من روح بوذا أو زعيم بوذي آخر يحل في "لاماتهم"..أي أن قوته وطبيعته وخواصه الروحية تنتقل إلى "لاما" الحالي، وروحه تؤثر فيه.ثالثا: أن الإنسان لا يزال يمر في حياته في الدنيا بأنواع الولادة إلى يصبح إنسانا حقيقيا حسب خواصه الذاتية، حيث ينعدم وجوده الأول ويكتسب وجودا ثانيا بحسب أعمال وجوده الأول.فقد يأتي عليه زمان وكأنه يكون فيه ثورا، ثم يزداد طمعا وشرا فيتحول إلى كلب.ولكن هذه التطورات والتغيرات كلها تحدث في هذه الحياة أن الدنيا، ولذلك فإن هذه العقيدة لا تعارض تعاليم الإنجيل.ولقد سبق أن أوضحنا أن بوذا كان يؤمن بوجود الشيطان والنار والجنة والملائكة والقيامة.وأما اتهامه بالإلحاد وعدم الإيمان بالله تعالى، فهو افتراء محض؛ وإنما كان ينكر "ويدانـــــــت"* و لم يؤمـــــن بالآلهة المتجسدة التي اتخذت في الديانة الهندوسية؛ وكان يطعن في الفيدا طعنا شديدا، إذ لم يسلم بصحة الفيدا الحالي، بل اعتبره كتابــل محرفا ومبدلا.كما أنه شجب ولادته حين كان هندوســــــــيا تابعـــــا للفيدا.وقد أشار إلى هذا الأمر بلغة الرموز والتلميحات قائلا: لقــــد ويدانت" كلمة سنسكريتية مركبة من كلمتين: "ويدا" (العلم) و"انت" (القمة)، وهكذا تعني حرفيا "قمة العلم"، وتعني اصطلاحا تلك الفلس فة التي يقدمها "الفيدا" (كتاب الهندوس) عن الله عل.(المترجم)
۱۰ ظللت قردا لمدة من الزمان، كما بقيت فيلا إلى فترة، ثم تحولت إلى غزال فكلب أيضا.وصرت ثعبانا أربع مرات، وأصبحت عصفورا وضفدعة.وكنت سمكة مرتين وأسدا عشر مرات، وديكا أربع مرات وصرت خنزيرا مرتين وأرنبا مرة وحين كنت أرنبا كنت أعلم القردة وبنات آوى وكلاب الماء.ثم يضيف: لقد أصبح عفريتا مرة، وصرت امرأة في إحدى المرات كما تحولت مرة إلى شيطان راقص.ويقصد بهذه الإشارات جميعها حياته السابقة التي كانت حافلــة بالجبن والتخنث والرجس والسبعية والهمجية والترف والنهم أنه والأوهام.ويبدو يلمح بهذه الإشارات إلى الزمن الذي كان فيه تابعا للفيدا، لأنه بعد أن رفض الفيدا ما أشار قط إلى أنه مازال بــه شيء من تلك الحياة النجسة، بل ادعى بعد ذلك دعـــــاوى كبرى حتى قال إنه قد صار مظهرا لله عل وفاز بـ ـــ "نروانا".* كما قال بوذا أيضا : إن الإنسان عندما يرحل من الدنيا بأعمــال أهل النار، فإنه يلقى في النار، حيث تجره زبانية جهنم إلى ملكـ الذي اسمه "يمه"، ثم يسأل ذلك الجهنمي: أما لقيـ : أما لقيت الرسل الخمسة التي أرسلت لتحذيرك ، وه ي: : الطفولة والشيخوخة والأمراض وعقاب الدنيا على الجرائم الذي هو دليل على العقاب في الآخرة، ثم جثث الموتى التي تدل على زوال هذه الدنيا.فيجيب المجرم: سيدي، لم أفكر مطلقا في هذه الأمور فعندئذ مور بسبب غبائي.یست ها النار إلى ساحة العذاب، ويشدونه بسلاسل حديديــــة المراد من "نروانا" في المصطلح الهندوسي والبوذي هو حالة من السعادة البالغـــة التي يحظى بها الإنسان عندما تتحرر روحه من كل أنواع المعاناة وتتفانى في الروح الأسمى أي الله.(المترجم)
1.1 حامية محمرة احمرار النار.وكذلك يقول بوذا: إن لجهنم طبقات عديدة يدخلها طوائف مختلفة من أهل النار.إذا فإن هذه التعاليم كلها لتنادي بصوت عال بأن البوذية قـــــــــد استفادت من فيوض صحبة المسيح بشكل ما.وبما أننا لا نريد إطالة الكلام، ننهي هذا الفصل هنا قائلين: إن الكتب البوذية بذاتها قد سجلت النبوءة عن مجيء المسيح إلى هذه البلاد، الأمر الذي لا يسع أحدا إنكاره كما نجد أن الكتب البوذية المؤلفة في عهد المسيح الا تتضمن التعاليم والأمثال الأخلاقية الإنجيلية.فإذا جمعنا هذين الأمرين لم يبق هناك مـــــن شــك في أن المسيح اللة قد جاء إلى هذه البلاد.ونشكر الله على أن الشهادة التي كنا نبحث عنها في الكتب البوذية، قد ظفرنا بها كاملة.
۱۰۲ الفصل الثالث في شهادة الكتب التاريخية التي تنص على مجيء المسيح الة إلى "بنجاب" وما يُجاورها من البلاد ثمة سؤال طبيعي ينشأ هنا : لماذا سافر المسيح إلى هذه البلاد بعــــد نجاته من الصليب، وما الذي حدا به إلى تحشم هذا السفر الطويل؟! ونحن نرى لزاما علينا أن نُجيب على هذا السؤال بالتفصيل.ولقـــــد سبق أن كتبنا عن ذلك من قبل بإيجاز إلا أننا نرى حَرِيــــا بنـــا أن نسجل هذا البحث كاملاً.فليكن معلوماً أن واجب تبليغ الرسالة كان يفرض على المسيح أن يُسافر إلى بنجاب والبلاد المجاورة لها، لأن القبائل العشـــر الإسرائيلية المسمّاة في الإنجيل بـ "خراف إسرائيل الضالة" كانت قد هاجرت إلى هذه البلاد؛ الأمر الذي لا يُنكره أحد من المؤرخين، ولذلك كان لزاماً على المسيح أن يُسافر إلى هذه البلاد، الله ليبحث عن هذه الخراف الضالة، ويُبلّغهم رسالة الله؛ ولو لم يفعـــــل ذلك لظلت الغاية من رسالته قاصرة وغير مجدية.ذلك لأن المسـ ال إذا كان مُرسلاً من الله إلى هؤلاء الخراف الضالة، ثم رحل من هذه الدنيا دون أن يتتبع هذه الخراف ويبحث عنها ويهدي طريق النجاة، لكان مثله كمثل الذي يأمره الملك بأن يرحل إلى قوم ها إلى من البدو، ويحفر لهم بئراً، ويسقيهم منها ، ولكنه يمكث في بلد آخـــر لبضع سنوات، ثم يرجع إلى الملك دون أن يتخذ خطوةً واحــــــدة في البحث عن القوم الذين أُرسل إليهم ! فهل يا تُرى، يكــــــون ذلـــك الشخص قد نفّذ أمر الملك حقا ؟! كلا بل إنه لم يعتن بهؤلاء القوم
۱۰۳ على الإطلاق، مؤثِرًا راحته على تنفيذ أمر الملك! وإذا ما سئلنا هنا عن البراهين التي تدعم واقعة هجــرة القبائل الإسرائيلية العشر إلى هذه البلاد، لأجبنا بأن البراهين علــــى ذلـــك واضحة جليّة بحيث لا يمكن أن يشك فيها صاحب العقل العـــــــادي البسيط.إذ من الحقائق المعروفة الشهيرة جدا أن بعض الشعوب كالأفغان وأهل كشمير القُدامى هم في الواقع من بني إسرائيل.مثلاً 11 ـــة نجد أهل جبال "الائي" - وهي على مسافة ثلاثة أيام من محافظ "هزارة" - يسمون أنفسهم منذ القدم بني إسرائيل".وكذلك ثمــــة جبل آخر اسمه كالا داكا"، وأهله أيضا يدعون بكل فخار بأنهم من بني إسرائيل.وفي محافظة "هزاره" نفسها نجد قوما يدعون بأنهم من قبيلة بني إسرائيل.وكذلك نجد أن أهل الجبال الممتدة بين "شللاس" و"كابل" شرقا وغربا يعزون أنفسهم إلى بني إسرائيل.وأما أهــــل كشمير فإن الرأي الذي أبداه فيهم الدكتور Bernier في الجزء الثاني من كتابه المسمى (رحلة إلى (كشمير رواية عن بعض الباحثين الإنجليز لهو رأي سليم جدا، وهو أن أهل كشمير هــــم مــن بـــني إسرائيل دون أدنى شك، وأن أزياءهم ووجوههم وبعض تقاليدهم لتجزم حتما بأنهم من بني إسرائيل.وكذلك كتب أحد العلماء الإنجليز Forster في كتاب له أنه لمــــا كان مقيما في كشمير حسب وكأنه مقيم بين شعب من اليهود.وكذلك ورد في كتاب The Races of Afghanistan, by H.W.Bellew C.S.I., Thacker, Spink & Co.Calcutta أن الأفغان جاءوا من بلاد سوريا، حيث أسرهم "نبوخذنصر" انظر الملحق رقم ١٠ (المترجم) انظر الملحق رقم ۱۱ (المترجم)
1.2 "1 وأسكنهم في بلاد فارس وميديا، ثم هاجروا منها فيمـــــــا بعــــد إلى الشرق، وسكنوا في مناطق "غور" الجبلية التي عُرفــــوا فـيـهـا بــــني إسرائيل.ويدل على ذلك أيضًا نبأ للنبي إدريس حيث ورد فيه: أن شعوب إسرائيل العشرة الأسيرة قد فرّت من أسرها ولجأت إلى بلاد "أرسارة".ويبدو أن أرسارة هذه هي تلك المنطقة التى تعرف اليوم بـ "هزارة" وهي في بلاد غور.وقد ورد في كتاب "طبقات "غور".ناصري - الذي يتحدث عن غزو جنكيز خان" لبلاد أفغانستان - أنه في عهد حكم الأسرة "شنبيسي" كان يُقيم في هذه البلاد قوم يُقال لهم بنو إسرائيل، وكان بعضهم من كبار التجار.وفي عام ٦٢٢م - أي في الزمن الذي أعلن فيه محمد (أي سيدنا محمد خاتم الأنبياء بالرسالة - كان هؤلاء ساكنين شـــرقي "هــــرات".فجاءهم واحد من سادة قريش واسمه خالد بن الوليد، ودعاهم إلى الانضمام إلى لواء رسول الله ، فصَحِبَه خمســـــــة أو ســــتـة مـــن رؤسائهم الذين كان أكبرهم قيس أو "كش".فأسلم هؤلاء النــــاس كلّهم، وقاتلوا العدو دفاعًا عن الإسلام قتالاً مستميتًا، وأحرزوا عدة انتصارات، وحين رجعوا بعد إسلامهم من عنـ رسول الله ﷺ أعطاهم هدايا كثيرة، ودعا لهم بالبركة، وبشرهم أنهم سينالون العظمة والرقي، وأن سادتهم سيعرفون دوما بلقب "ملك"؛ وسمـــــى سيدهم قيسا بـ "عبد الرشيد ، ولقبه بـ "بهطان".ويقول الكتاب الأفغان إن كلمة "بهطان" سريانية وتعني دفة السفينة؛ وقد تشرف قيس الحديث العهد بالإسلام بهذا اللقب لأنه كان بمثابة دفة السفينة لهداية قومه.وإن الزمن الذي رحل فيه أفغان "غور" وسكنوا في منطقة "قندهار" التى هى موطنهم الحالي لزمن مجهول، ولعل ذلك كان في القرن الأول للهجرة الإسلامية.ويقول الأفغان بأن قيسا هذا قد تزوج بنت خالد بن الوليـــــــد،
0.1 فولد له منها ثلاثة أبناء هم "سرابان" و "بطان" و"جرجشت".وكان ل "سرابان" ابنان هما "سشرج ين" و"كرش ين"، وأولادهما عرفوا بأفغان، أي بني إسرائيل.هذا، وإن أهل آسيا الصغرى والمستشرقين الغربيين يطلقــــون على الأفغان "السليمانيين" ولقد ورد في كتاب: The Cyclopaedia of India and of Eastern and Southern Asia, by E.Balfour, Vol.3.أن الشعب اليهودي منتشر في وسط جنوب آسيا وشرقها.وكانوا في العصور القديمة يسكنون بكثرة في بلاد الصين، وكان لهم معبـــد في بلدة "بي" "شو" (وهي مركز محافظة شو).وأما الدكتور Wolff الذي ظل يجوب لمدة طويلة بحثا عن القبلئل الإسرائيلية العشر الضالة، فيرى أن الأفغان إذا كانوا من بني يعقوب فإنهم من قبيلتي "يهودا" و"بنيامين".ويتبين من رواية أخرى أن اليهود نفوا من وطنهم إلى بلاد "تتر"، وكانوا يوجدون بكثرة في مناطق "بخارا" و"مـــرو" و"خيــــوا" وحواليها.وقال الإمبراطور التتري بر سطر جان" في رسالة له إلى الكسيس كامني نس" إمبراطور قسطنطينة" واصفا فيها بلاده "تتر": وراء هذا "آمون" تسكن عشرة من قبائل بني إسرائيل، وهم في الواقــــع النهر عبيدنا ورعيتنا وإن كانوا يدعون أنهم من رعايا ملكهم.انظر الملحق رقم ۱۲ (المترجم) هذا سهو، والصحيح: 1.Vol.(المترجم)
١٠٦ ولقد اتضح من بحوث الدكتور Moore أن شـ ، "شـوزان" النتري هم من اليهود أصلا، وتوجد فيهم آثار قديمة للديانة اليهودية؛ فما زالت فيهم عادة الختان إلى اليوم.وتذكر روايات الأفغان الشهيرة أنهم القبائل الإسرائيلية العشر الضالة الذين أخذهم الملك "نبوخذ نصر" معه أسارى عند دمــــــار أورشليم، وأسكنهم في بلاد "غور" المجاورة لـ "باميان"؛ وأنهم ظلوا متمسكين باليهودية حتى قبل مجيء خالد بن الوليد إليهم.وإن الأفغان يشبهون اليهود تماما في أشكالهم وملامح هم؛ وأن الأخ الأصغر منهم يتزوج أرملة الأخ الأكبر كعادة اليهود تماما.والرحالة الفرنسي J.P.Ferrier كتب أنه عندما كان يمر بمنطقــــــة "هرات" وجد بني إسرائيل قاطنين في هذه البلاد بكثرة، وكانت لهم حرية كاملة في ممارسة شعائرهم الدينية.والربي "بنيامين" – الذي كان من سكان مدين ة طليطلة في إسبانيا والذي خرج من بيته في القرن الثاني عشر بحثا عن الشعوب الإسرائيلية الضالة - يصرح قائلا إن هؤلاء اليهود يسكنون في بلاد : الصين وفارس "و "تبت وأما Josephus الذي دون تاريخ اليهود القديم في عام ٩٣ الميلادي، فيكتب في القسم الحادي عشر من تاريخه عـــــن أولئك اليهود الذين رجعوا من أسرهم مع النبي عزرا: "ما زالت القبـــــــائل العشر يسكنون وراء نهر الفرات، وعددهم يخـ يخرج عن حد الإحصاء".6 علما أن المراد من "وراء" "الفرات" هو بلاد فارس والمناطق انظر الملحقات رقم ١٣ و ١٤ و ١٥ (المترجم) انظر الملحق رقم ١٦ (المترجم)
۱۰۷ الشرقية الأخرى.أما St.Jerome الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، فيقول في الحاشية، أثناء الحديث عن النبي "هو شع"، وتأكيدا لما ذكر آنفل: إن القبائل العشر (الإسرائيلية) ما تزال خاضعة لملك فارس حتى اليــــوم و لم يطلق سراحهم بعد.وورد في المجلد الأول من الكتاب نفسه أنCount Juan Steram قال في الصفحة ٢٣٣ و ٢٣٤ من كتابه إن الأفغان يعترفون بأن "نبوخذ نصر" قد نفاهم من وطنهم إلى بلاد "باميان" بعد تدمير هيكل أورشليم.علما أن "باميان" هذه تقع في أفغانستان متصلة بمنطقة "غور".ولقد ورد في الصفحة ١٦٦ من کتاب: A personal narrative of a visit to Ghuzni, Kabul and Afghanistan, by G.T.Vigne F.G.S., published in 1840 أن الملا "خداداد" قرأ علينا من كتاب مجمع الأنساب" أن يهودا كان أكبر أبناء يعقوب، وابن يهودا هو أسرك، وابن أســــــرك هــو أكنور، وابن أكنور هو معالب، وابن معالب هو فرلائــــــي، وابـــــن فرلائي هو قيس، وابن قيس هو طالوت وابن طالوت هو إرمياه، وابن إرمياه هو أفغان الذي أولاده هم شعب الأفغان المشتهرين باسمه.و "افغان" هذا كان معاصرا لـ "نبوخذ نصر"، وكان يدعى "بنو إسرائيل"، وكان له أربعون ابنا، وفي الجيل الرابع والثلاثين مـــن نسله، وبألفي سنة بعده ولد قيس الذي كان معاصرا لمحمد (ﷺ)، وقد انحدر منه أربعة وستون * نسلا.وكان اسم نسلا.وكان اسم أكبر أبناء "أفغان" "سلم" الذي هاجر من وطنه الشام وسكن في منطقة "غــــور هو طالله * هذا سهو، إذ ورد في المرجع المشار إليه ستة وستون نسلا.(المترجم)
۱۰۸ مشكوه" المجاورة لمنطقة "هرات"، وانتشر أولاده في أفغانستان.أن وقد جاء في الصفحة ١١ من كتاب : A Cyclopaedia of Geography, by James Bryce, F.G.S., London 1856 شعب الأفغان يصلون نسبهم بالملك الإسرائيلي "شاول" (طالوت) ويسمون أنفسهم بني إسرائيل.يقول Alexander Burnes إن الأفغان من أصل يهودي، وأن الملك البابلي قد أسرهم وأسكنهم في منطقة "غور" التي تقع في الشمال الغربي من كابل.وقـــــد ظـــل هؤلاء على دينهم اليهودية حتى عام ٦٢٢م ، ولكن عندما تزوج خالد بن عبد الله قد كتب هنا سهوا "عبد الله" بدلا من "الوليد") بنت أحد رؤسائهم، رغبهم في الإسلام فأسلموا في السنة نفسها.وجاء في الصفحة ٣٩ من أن کتاب: History of Afghanistan, by Colonel G.B.Malleson, London 1878 عبد الله خان الهراتي والرحالة الفرنس Ferrier والمستشرق الكبير Sir William Jones متفقون على أن شعب الأفغان هم من بني إسرائيل، ومن أولاد القبائل العشر الضالة.8 وقد ورد في الصفحة الأولى من كتاب: History of the Afghans, by J.P.Ferrier, translated by Captain William.Jesse, London 1858 " أن الأكثرية من مؤرخى الشرق يرون أن الأفغان هـــــم مــــــن أولاد القبائل العشر الإسرائيلية، وهذا هو رأي الأفغان أنفسهم".وكتب المؤرخ نفسه في الصفحة الرابعة من الكتاب ذاته أن الأفغان يبرهنون على ذلك بما يلي: "لما وصل "نادر شاه" إلى بشاور انظر الملحق ۱۷ (المترجم) انظر الملحق ۱۸ (المترجم) انظر الملحق ۱۹ (المترجم)
۱۰۹ خة من قاصدا غزو الهند، أهداه رؤساء قبيلة "يوسف زئي" نسـ الكتاب المقدس باللغة العبرية مع تحف أخرى ظلت محفوظة عندهم لأداء الطقوس الدينية؛ وكان في معسكر نادر" شاه" بعض اليهود أيضا؛ فعندما عرضت عليهم هذه المقتنيات المقدسة عرفوها فورا".ثم بعد الصفحة الرابعة من كتابه يقول المؤلف: إن رأي عبد الله خان الهراتي هو عندي رأي قيم جدا وملخصه أن الملك طالوت (شاول) كان له ابنان أحدهما "أفغان" والثاني "جالوت"؛ وكـــان "أفغان" مؤسسا لهذا الشعب.وبعد انهيار مملكة داود وسليمان نشبت في بني إسرائيل حروب أهلية فتشتت اليهود فرقا، وظلوا على ذلك حتى عهد نبوخذنصر" الذي هاجمهم، وقتل منهم سبعين ألفا، ودمر المدينة، وسبى بقية أهلها إلى بابل.وبعـــد هــذه الكارثة هرب أولاد أفغان من "جوديا" (اليهودية) إلى بلاد العرب خوفا من الاضطهاد، وأقاموا هناك مدة طويلة؛ ولكن بما أن الميــــــاه والأراضي الصالحة كانت قليلة وكان كل من الإنسان والحيوان يتأذى من هذه الضائقة أذى شديدا، لذلك أرادوا الهجرة إلى الهند.ولكن بقيت طائفة منهم وهم "الأبداليون" في بلاد العـــرب، وفي خلافة سيدنا أبي بكر الله قام أحد رؤسائهم بوصلهم بخالد بن الوليد عن طريق المصاهرة.فلما فتح العرب بـــلاد فــــارس هـــاجر الأبداليون من بلاد العرب إلى منطقتي فارس وكرمــــان في إيران، وظلوا هناك حتى هجوم جنكيز خان ولما لم يستطيعوا تحمل اضطهاده هاجروا إلى الهند عن طريق "مكران" ثم "السند" و"ملتان".ولكنهم ما استطاعوا أن يستقروا في الهند، فحطوا (أخــــيرا) عصـــا الترحال بجبال سليمان في أفغانستان ولحق بهم بقية الأبدالي أيضا.وكانوا أربعا وعشرين طائفة وكلهم من أولاد أفغان الذي كان له ثلاثة أبناء: "سرابند" (سرابان) و"أركـــــش" (جرجشت) ين
۱۱ و "كرلن" (بطان)؛ ولكل من هؤلاء الثلاثة ثمانية أبنـــــــاء، وبذلـــك أصبحوا أربعا وعشرين قبيلة، وفيما يلي أسماؤهم مع قبائلهم: أبناء "سرابند" (سرابان) أسماء القبائل أبدال يوسف بابور أبدالي يوسف زئي بابوري وزیر وزيري لوهان لوهاني برتش برتشي خوغيان خوغياني شران شراني أبناء جرجشت (آرکش) کاگر جمورين ستوریان بين کس تكان نصر خلجي/ خلزئي كاكري جموريني ستورياني بيني کسی تكاني نصري أبناء "كرلن" ختك ختكي سوري سور آفريدي آفرید طوري طور زازي زاز بابي باب
۱۱۱ بنجنيش لندي بور 2 بنجنيشي لندي بوري (تم كلامه) وثمة كتاب اسمه "مخزن أفغاني " أل فه خواجه نعمت الله الهـــراتي في عام ١٠١٨ الهجري في عهد الملك "جهانكير"، وترجمه البروفسور Bernhard Dorn من جامعة Kharkov، ونشـــــــــره في عـــام ١٨٣٦م بلندن.والأبواب التالية لهذا الكتاب تتضمن ما يلي: الباب الأول: في بيان تاريخ يعقوب الذي هو إسرائيل والذي يبدأ منه نسب الشعب الأفغاني.الباب الثاني: يحتوي على تاريخ الملك طالوت، وقد أثبت فيــــــــه اتصال نسب الأفغان بطالوت.وجاء في الصفحة ٢٢ و ٢٣ أنه كان لطالوت ولدان: "برخياه" و "إرمياه"، وابن برخياه" هو "آصف" وابن "إرمياه" هو "أفغان".ونجد في الصفحة ٢٤ أنه كان لأفغان هــذا أربعة وعشرون ولدا، و لم تكن أية قبيلة من بني إسرائيل تساوي قبيلته عددا.وورد في الصفحة ٦٥ ٥ أن "نبوخذ نصر" استولى على جميع الشام، وأجلى الشعوب الإسرائيلية، وأسكنهم في المناطق الجبلية في غور وغزني وكابل وقندهار" و"كوه فيروز"، حيث استقر أولاد انظر الملحق رقم ٢٠ (المترجم) علما أن هذا الكتاب ملخص لعدة كتب التاريخ الموثوق بهــــا مثــل تــاريخ الطبري ومجمع الأنساب و"كزيدة جهان كشائي" ومطلع الأنوار ومعدن أكـــــــبـر.انظر الصفحة 3 من مقدمة المؤلف للكتاب المذكور (المؤلف) 3 4 هذا سهو، إذ ورد في المرجع المشار إليه: ٤٠ ولدا.(المترجم) هذا سهو، إذ ورد هذا الكلام بالصفحة ٢٥ في المرجع المشار إليه.(المترجم)
۱۱۲ آصف وأفغان بصورة خاصة.ونجد في الباب الثالث أن "نبوخذ نصر" لما أجلى بني إسرائيل مـــن الشام لجأت بعض القبائل من أولاد آصف وأفغان إلى بلاد العرب، و كان العرب يدعونهم "بني إسرائيل" و"بني أفغان".وفي الصفحة ٣٧ و ۳۸ من هذا الكتاب بيان مستفيض نقلا عـــــن " بني مؤلف "مجمع الأنساب وعن المستوفي مؤلف "تاريخ كزيدة" أن الأفغان هؤلاء قد بلغهم خالد بن الوليد دعوة الإسلام في حياة النبي وكانوا قد استوطنوا بلاد "غور" بعد حادث "نبوخذنصر"؛ فحضـــر رؤساء الأفغان إلى النبي تحت قيادة قيس الذي كان مـــــــن أولاد طالوت في الجيل السابع والثلاثين فسماه النبي ﷺ "عبد الرشيد" - لقد وصل هنا صاحب الكتاب نسب "قيس" عبد الرشيد بطــــالوت "شاول " - ولقب هؤلاء الرؤساء بـ "بطـــان"، ومعنـــــاه دفـــــة السفينة.وبعد مدة رجعوا إلى بلادهم فبشروا هنالك بالإسلام.وقد ورد في الكتاب نفسه "مخزن" أفغاني" في الصفحة ٦٣ أن فريد الدين أحمد قال في كتابه "رسالة الأنساب الأفغانية" عن بني بني الأفغنة أو الأفغان ما يلي: لما استولى "نبوخذنصر" المجوسي على بلاد بني إسرائيل والشـــــام ودمر أورشليم أسر بني إسرائيل واستعبدهم ثم نفاهم عن وطنهم، وأخذ معه عدة من قبائلهم المؤمنة بالشريعة الموسوية.لقد أمرهم أن يتخلوا عن دين آبائهم ويعبدوه كاله من دون الله؛ ولكنهم رفضوا ذلك، فقتل من جراء ذلك ألفين منهم من أولي الحكمة والذكـــــــاء؛ وأمر الباقين بأن يخرجوا من الشام والمناطق التي تخضع لسيطرته إلى جهة أخرى؛ فرحل قسم من هم برئاسة سـيـدهـم مــــن بـــلاد "نبوخذنصر" إلى جبال "غور" واستقروا هنالك؛ فتضاعف عددهــــم يوما فيوما، وسماهم الناس بني إسرائيل وبني آصف وبني أفغان.
۱۱۳ وفي الصفحة ٦٤ من الكتاب نفسه يقول المؤلف: "قد ورد في الكتب التاريخية الموثوق بها مثل "تاريخ أفغاني" و "تاريخ غوري" وغيرهما أن معظم الأفغان هم من بني إسرائيل، أقباط.بينما يقول أبو الفضل إن بعض الأفغــان يعدون أنفسهم من أصل مصري، ويبرهنون على دعواهم بقولهم إن بـــــــي إسرائيل لما رجعوا من أورشليم إلى مصر، ارتحل بنـــــو الأفغــان إلى وبعضهم الهند." أن وورد في الصفحة ٦٤ في المرجع نفسه: ويكتب فريد الدين أحمد في صدد اسم "افغان" أن بعضهم كتبوا الأفغان ما برحوا بعد جلائهم من الشام يذكرون وطنهم بني الحبيب، ويتأوهون ويبكون * على فراقهم إياه؛ فلذلك دعوا بـ "الأفغان".والرأي نفسه يبديه Sir John Malcolm.راجــــــــع.History of Persia, Vol.1 page 101 وورد في الصفحة ٦٣ من الكتاب نفسه: "يقول مهابت خــــــان: بما أن هؤلاء كانوا توابع ولواحق السليمان ، فالعرب يطلقون عليهم 6 السليمانيين." وجاء في الصفحة ٦٥: إن" مؤرخي الشرق كلهم تقريبا متفقون على أن شعب الأفغان أنفسهم يعتقدون بأنهم من أصل يهودي؛ ولقد تبنى هذا الرأي بعض المؤرخين المعاصرين أيضا ، أو على الأرجح، اعتبروه صحيحا...هذا، وإن عادة الأفغان بتسمية أبنائهم بأسماء اليهود هي إسلامهم." * وذلك باعتبار كلمة "أفغان" مركبة من كلمتين فارسيتين هما "آه" و "فغان" ومعناهما : التأوه والبكاء.(المترجم)
118 ولكن هذا الرأي الذي أبداه المترجم "برنهارد دوران" لا يدعمـــــه دليل، إذ إن معظم الشعوب المستوطنة في شمال غربي "بنجاب" هــي هندية الأصل، وقد اعتنقت الإسلام، ومع ذلك ليســــــت أسمــــاؤهم كأسماء اليهود، الأمر الذي يوضح جليا أن دخول قوم في الإســـــلام ليس مدعاة لتسميتهم بأسماء اليهود.ويضيف المؤلف قائلا: "هذا، وإن ملامح الأفغان لتشبه ملامـــــح اليهود شبها مذهلا ولقد سلم بذلك حتى الباحثون الذين لا يعيرون أدنى اهتمام لادعاء الأفغان بكونهم من أصل يهودي.وإن هذا التشابه ليكفي دلالة على كونهم من أصل يـــــــهودي.ومــــا قـالــــه Sir John Malcolm بهذا الصدد هو كالآتي: لا شك أن ادعاء الأفغان بانحدارهم من السلالة الشريفة (أي (اليهود ادعاء مشكوك فيه جدا، غير أنه يتضح جليا من وجوههم وملامحهم ومعظم تقاليدهم شعب مختلف عن الفرس والتتر والهنود.ويبدو أن هذا الوحيد الذي يؤكد على صحة ذلك الادعاء الذي تعارضه كثير من الحقائق القوية، والذي لا نجد عليه أي دليل واضح.فلو أن تشــــــابه الملامح والهيئة بين شعبين يمكن أن يؤدي إلى نتيجة ما، فمن المؤكد أن الكشميريين هم من أصل يهودي لتشابه ملامحهم باليهود ولم يذكر ذلك Bernier فقط بل يسلم بذلك Forster وربما الآخـــــرون أن Forster لم يصدق برأي Bernier غير أنه يعــــــترف هو الأم أيضا...ومع بأنه قد شعر أثناء إقامته بين الكشميريين وكأنه يقيم بين قبيلة اليهود." من وورد في كتاب : Dictionary of Geography, by A.K.Johnston في الصفحة ٢٥٠ تحت لفظ "كشمير" ما تعريبه: انظر الملحق رقم ۲۱ (المترجم)
110 سكانها طوال القامة، ضخام الجثة ملء الرجولة؛ ونساؤهم مكتملات الجسم ،جميلات، شم العرانين في تقوس.وهم في أشكالهم وملامحهم يشبهون اليهود تماما ".* وقد نشر في جريدة Civil & Military Gazette الصـــــادرة في ٢٣ نوفمبر ۱۸۹۸م وفي الصفحة ٤ مقال بعنوان (الشعوب السواتيون والآفريديون) جاء فيه: لقد تلقينا مقالا قيما شيقا للغاية، قد ألقي في الجلسة الأخيرة في فرع التاريخ الطبيعي للإنسان التابع للجمعية البريطانية، والذي سيعرض في الدورة الشتوية للجنة البحوث في التاريخ الطبيع "I للإنسان؛ وإننا نسجل ذلك المقال كاملا فيما يلي:....إن أحوال سكان الحدود الغربية الهندية المعروفين ببطـــان أو بكطان مدونة في كتب التاريخ القديمة.ولقد تحـــــدث هيرودوتس ومؤرخو الإسكندر الأعظم عن طوائف كثيرة لهؤلاء القوم.كانت هذه الجبال الوعرة غير المسكونة تعرف في الأزمنة المتوسطة باسم روه " ، وكان سكان هذه المنطقة يسمون "رهيلة".ولا شك أن "رهيلة" أو "البطان" هؤلاء كانوا ساكنين هناك قبل أي أثر للأفغان؛ وأما اليوم فإن جميع الأفغان يعدون من "البطان" لكون الأفغــان يتكلمون اللغة البطانية أي بشتو "؛ ولكنهم أي الأفغان لا يقرون بأية قرابة مع البطان ويدعون بأنهم من بني إسرائيل، أي من أولاد أولئك الطوائف التي قام الملك "نبوخذ نصر" بأسرها ونفيها إلى بابل.أما الآن، فإن الجميع قد اتخذوا "بشتو" لغة لهم؛ وكلهم يخضعـــــون لدستور وطني يسمونه بكطان" والي" الذي تشبه معظـ م مبادئه انظر الملحق رقم ٢٢ (المترجم)
١١٦ أحكام الشريعة الموسوية شبها عجيبا بينما يشبه بعض مبادئه الأخرى تقاليد الشعوب الراجبوتية وعاداتها أيضا.وإذا تدبرنا الأمر، بالنظر إلى الآثار الإسرائيلية، تبين لنا أن شعب "البطان" يمكن تقسيمه إلى قسمين كبيرين: الأول: الفـــــــــرق والطوائف الهندية الأصل مثل "وزيري" و "آفريدي" و"أورك زئي" وغيرها، والثاني: الأفغان الذين يدعون بأنهم أصلا مـــــــن الشـعـوب السامية، وهم الذين يشكلون الأكثرية بين سكان هذه المنطقة " 11 رحد".المسماة بـ سر - خليطا ومن الممكن، على الأقل، أنهم قد اتفقوا جميعـــــا علــــى وضـــع بكطان والي" الذي هو الدستور الوطني غير المدون، والذي نجده أحكام الشريعة الموسوية وتقاليد شــعـ من "راجبوت" وعاداتهم التي هي بدورها معدلة ومهذبة بتأثير الطقوس الإسلامية.والأفغان – الذين كانوا ولا يزالون يدعون أنفسهم "الدراني سين " منذ تأسيس السلطنة الدرانية أي منذ ١٥٠ سنة يقولون إنهم في الواقع من أولاد الشعوب الإسرائيلية، وأن نسبهم يبدأ من (قيس) الذي لقبه محمد رسول الله ) بـ "بطان"، ومعناها بالسريانية "دفة السفينة"، إذ كان على قيس أن يقود الناس في أمواج الإسلام قيادة السفينة."....وإننا لو لم نعترف بأية صلة عريقة للأفغان ببني إسرائيل لكان صعبا علينا جدا أن نفسر سبب الأسماء الإسرائيلية الرائجـــة فيهم بكثرة؛ والأشد تعقيدا من ذلك أن نبين سببا لرواج طــــــــوس يهودية أخرى في الأفغان مثل الاحتفال بعيد الفصح.إن أهل قبيلــــة "يوسف زئي" الأفغانية، وإن لم يدركوا حقيقة عيد الفصح الذي يحتفلون به؛ غير أن احتفالهم هذا يؤكد، على الأقل، أنه تقليد لعيـــد الفصح عجيب ومدهش.
۱۱۷ من كذلك إذا لم نصدق وجود الصلات الإسرائيلية الأفغانية، لم نجد تعليلا لذلك الإصرار الذي يتمسك به جميع الأفغان المستنيرين المثقفين على صحة هذه الرواية؛ الأمر الذي يبين بوضوح أنه لابد أن يكون ثمة أساس حقيقي لصدق هذه الرواية.ويرى Bellew أن صحة الصلات الإسرائيلية أمر ممكن؛ غير أنـــــه يصرح أنه يوجد بين الفروع الأفغانية الثلاثة الكبرى التي تدعـ انتسابها إلى "قيس"، فرع واحد على الأقل يســ "سارابور"؛ می وكلمة "سارابور" ترجمة بلغة "بشتو" للاسم الذي كان يطلق في القديم على أحد فرعي قبيلة "راجبوت"، وهو فرع "سورج بنسي" الذي معروف عنه أنه انتقل إلى أفغانستان واستقر هناك بعد انهزامه بيد فرع "شندر بنسي" في حرب "مها بهارت".وعليه فمن الممكن أن يكون الأفغان من بني إسرائيل الذين اختلطوا بـ "راجـبــــــــوت" القدامى.وما زلت أرى دوما أن هذا هو الحل الأنسب والأغلـــــب للغز أصل الأفغان ونسبهم.وعلى كل حال، فإن الأفغان المعاصرين يرون، بناء على الرواية والروية، أنهم من شعب الله المختار أي من ولد إبراهيم.....لاشك أن هذه الكتابات التي اقتبستها من كتب أبرز المؤلفين إذا ألقى عليها أي منصف نظرة شاملة لوصل إلى اليقين بأن الأفغان والكشميريين الساكنين في الهند والمناطق المجاورة لها، هم من بني إسرائيل في الحقيقة.وإنني سأثبت - إن شاء الله - في القسم الثاني هذا الكتاب بشرح أكثر أن الهدف النهائي والحقيقي من هـــذه من الرحلة الطويلة التي قام بها المسيح إلى الهند هو أن يؤدي وا.الدعوة والتبليغ لجميع قبائل بني إسرائيل، كما أشار إليــــــه نفسه في الأناجيل أيضا.إذن فليس غريبا أن يكون المسيح ال قـــــد جاء إلى الهند وكشمير، وإنما الغريب أن يكون قد صعد إلى السماء،
۱۱۸ وجلس هنالك دون أن يقوم بواجبه الذي يفرضه عليه منصبه.وإلى هنا تُنهي هذا البحث والسلام على من اتبع الهدى.المؤلّف العبد المتواضع ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود من قاديان بمحافظة غورداسبور
۱۱۹ بسم الله الرحمن الرحيم فهرس مفصل للمواضيع
<< ۱۳ ۷۰ V.V.الصفحة Vo ۱۰۳،۷۷ -٧٦ VV 0.1 ۱۱۰ ۱۱۲ ،۱۰٤ ۱۲ ۲۱ ۲۲،۲۱ ۲۲ ٤٨،٢٢ ۲۹ - ۱۷،۲۱ ۲۲ ۲۲ ۳۹ ۱۲۱ الموضوع الله تعالى - فكرة الإكراه في الدين لا يمكن صدورها عن الله وعل - لا يؤاخذ الله لا اله إلا بعد إقامة الحجة - خلق الله الأجرام البدائية كُروية الشكل دليلاً على وحدانيته - إنه يُنشئ الظلام غير أنه يُحب النور - إنه الله ي دع الشرك ينتشر ولكنه يحب التوحيد إنه الله التوحيد دوما الأفغان جاع - كلمة "أفغان" عبرانية الأصل بمعنى الشجا - الأدلة على كون الأفغان من بني إسرائيل - الأفغان أنفسهم يعترفون بكونهم من أولاد قيس الإسرائيلي - أولاد "سشرج يُن" و"كرش ين" الذين عُرفوا بأفغان - أسماء قبائل الأبداليين أولاد أفغان - إيمان وفد من اليهود الأفغان على يد النبي ﷺ الإنجيل.أنا المسيح الموعود المبشر بمجيئه في القرآن الكريم والإنجيل (المؤلف) - قسمان لبيان الأناجيل عند الباحثين - روح الإنجيل: التعاليم الدينية التي تلقاها الحواريون من المسيح - الأحداث التاريخية دونها المؤلفون وليست بوحي سماوي - قد بالغوا في بيانها مبالغة شديدة ٤٨،٢٢ - نماذج من المبالغات الإنجيلية الأدلة الإنجيلية على أن المسيح لم يمت على الصليب - إنجيلُ "برنابا" يصرح أن المسيح لم يمت على الصليب لم يتفق الجميع لدى حادث الصليب على موت المسيح - قسمان للنبوءات الإنجيلية المتعلقة بظهور المسيح -
110-2 1-767 ۲۲ ۲۲ ۲۲ }}} ۷۹ ۹۸ ۸۷-۸۳ ΛΕ ۸۷-۷۹ ٨٥،٨٣-٨٦ ۹۸ ۷۹ ۸۷،۸۹ ٩٧-٩٦ ۹۹ ۹۹ 1..۹۹ ۹۹ ۹۹ ۹۹ ११ ۱۲۲ - معتقداتهم الخاطئة.عن أهل الحديث (الوهابيون) المهدي والمسيح - تأثير معتقداتهم الخاطئة على أخلاقهم برنابا (الإنجيل) - يؤكد على أن المسيح لم يمت على الصليب - إنه مرجع تاريخ هام - رفض من بين الأناجيل دونما دليل بوذا والبوذية - كلمة "بوذا" تعني النور - ورد في سيرة بوذا أنه ولد من غير أب - نماذج التعليم الأخلاقي لبوذا - كان بوذا يُكثر الأمثال في مواعظه - تشابه بوذا بالمسيح من حيث الألقاب والأحداث والتعاليم هذا التشابه الكبير سبب - قال الباحثون المسيحيون البوذية مسيحية الشرق - شهادات بوذية على مجيء المسيح إلى "تبت" - نبأ بوذي عن ظهور "متيا" أي المسيح - قصة لا يمكن نسبتها إلى بوذا - اعتقاد بوذا بالتناسخ لا يخالف تعاليم الإنجيل - ثلاثة أنواع للتناسخ عند بوذا - ولادات روحانية لبوذا - بوذا كان يؤمن بالجنة والنار والشيطان - إنه لم يصدق "الفيدا" الحالي - إنه لم ينكر الله تعالى - إنه لم يؤمن بالآلهة الهندوسية المتجسدة اعتقاد التناسخ بوذا بالتناسخ لا يخالف تعاليم الإنجيل
- ثلاثة أنواع للتناسخ عند بوذا - ولادات روحانية لبوذا التوحيد - لا يحب الله إلا التوحيد إنه الله يحمي التوحيد دوما ११ 1..:: ۱۲۳ غاية الأنبياء الوحيدة أن يتحلى مضمون "لا إله إلا الله" في الأرض - أعظَمُهم شأنا أكثرهم جلاء للتوحيد وهو نبينا محمد ﷺ "جلجت" V.V.V.۷۱ ۵۸ ۵۸ ۵۸ 6 6 6 6 ‹ ۳ ۱۱ ۹۵ 9-1 ۱۲ هة ۱٥ كلمة "جلجت" تعني "الجمجمة" "جلجت" : المنطقة التي اكتُشف فيها قبر المسيح بكشمير "جلجت" صورة مبدلة.جُلْجُثة" حيث علّق المسيح من - أُسست "جلجت " غالبًا في عصر المسيح - سُميت هكذا كتذكار محلي لحادث الصليب الجهاد - ثلاثة أنواع للجهاد المشروع - أغراض الحروب الإسلامية الدفاعية - لم يحمل النبي وأصحابه السيف إلا دفاعًا أذن الله بالقتال لإقامة الحرية الدينية.ثلاثة أنواع للحروب الإسلامية - نبوءة انقطاع الحروب الدينية في عهد المسيح الموعود الحديث - خطأ المشايخ في فهم أحاديثِ كسر الصليب وقتل الخنـــزيـر - فكرة الإكراه في الدين تنافي الأحاديث الصحيحة - أنا المسيح الموعود والمهدي المبشر بمجيئه في الحديث (المؤلف) أحاديث وردت في هذا الكتاب مائة."عاش عيسى بن مريم وخمسا وعشرين سنةً" - عيسى" عاش عشرين ومائة سنة"
۳۲ ک ۳۳ ۳۲ ٣٤ 0 % % 7.12 ۲۳ ٥٧ 01-0V ۱۸ ۲۱ ۲۹ 10 ۰۹ VV ٤ -٩٥ ١٢٤ - أوحى الله لعيسى: "انتقل من مكان إلى مكان لئلا تُعرف فتؤذى" "كان عيسى بن مريم يسيح..."أحب شيء إلى الله الغرباء.قيل: أي شيء الغرباء؟......" - اعتقاد بعض الخلافة الخلافة عند نزول المسيح المسلمين عن - اعتقادهم بوجوب الخلفاء من قريش - استدعاء "الخلفاء" كُمّانَ الهندوس لترجمة الكتب الخنزير – قتل الخنزير يعني القضاء على العادات الخنزيرية الدعاء دعاء المظلوم حالة الاضطراب لا يُرد - دعاء المسيح لنجاته طيلة الليل بمكان "جَثْسَيماني" - يقينه باستجابة دعائه هذا - دعاء المسيح الموعود لكشف بلاء سرينغر - تُوفّي العلية الا في سرينغر بكشمير عیسی - قبر المسيح قد اكتشف أخيرًا في سرينغر الجمجمة" - كلمة "سرينغر" تعني "موضع - التشابه الغريب بين "سرينغر" والموضع الذي علّق فيه المسيح - عيسى العليا حدّد الله غاية نبوّة المسيح أن يلقى بالقبائل اليهودية الضالة - زعم اليهود أنهم قتلوا المسيح على الصليب - اتهم اليهود المسيح بالثورة على الحكومة - هاجر المسيح بعد حادث الصليب خوفا من اليهود - المسيح جمع في ذاته أمرين لم يجتمعا في نبي من الأنبياء.المسيح إمام السائحين الإمام محمد الطرطوسي) عجز اليهود دومًا عن الرد المقنع لو سئلوا: كيف مات المسيح على الصليب في ساعتين أو ثلاث فقط دون أن تكسر عظامه؟ - زعم بعضهم قتل المسيح بالسيف - حقيقة نزول عيسى وصعوده
۹۷-۹۶ 3،14،1 ۲۹-۱۷،۲۱ ۱۷ ۱۹ ۲۱ ۲۲ ۲۳ ٢٤ ۲۹ ۲۹ ٢٥ ۳۱-۲۹ ۳۱ ۲۸ ۳۲ ۳۳ ٣٦ مد کے کے ٤٣ ٤٧ ΕΛ ۵۳ ۵۳ 2 %0 ٥٥ ١٢٥ - براءة المسيح من تهمة الإساءة إلى أمه - غرض تأليف كتاب "" عيسى ال والصليب (انظر أيضًا: المسيح الموعود/ المسيحيون/ المسلمون) شهادات إنجيلية على نجاة المسيح من الموت الصليبي ١- نبوءة للمسيح : "كما كان يونان في بطن الحوت...هكذا يكون ابن الإنسان" ٢ - المصلوب ملعون وفق الكتاب المقدس...والمسيح ليس كذلك المراد من قيام المسيح من الموتى ٣- بيان الإنجيل برنابا: لم يمت المسيح مصلوبًا - قصد المسيح نحو الجليل بعد خروجه من القبر، واجتماعه بالحواريين وأكله السمك المشوي وما إلى ذلك ه - عوامل أرضية وتدابير سماوية لإنقاذ المسيح ٦- عدم كسرهم عظام المسيح ۷- خروج الدم والماء.جسده لما طعنه جندي من - حلم منذر رأته زوجة بيلاطس ٩- تدبير بيلاطس لإنقاذ المسيح ۱۰ - تسليمه جثة المسيح ليوسف ١١- تعجب بيلاطس على "موت المسيح" سريعا ١٢- دعاء المسيح لنجاته طيلة الليل بمكان "جَثْسَيماني" يقينه باستجابة دعائه هذا تشابه الأنبياء الثلاثة في مؤامرة الأعداء لقتلهم ۱۳- قول المسيح: لن يموت بعض القائمين هنا حتى يروني آتيا ١٤ - قوله عن يوحنا: إنه لن يموت حتى أجيء ١٥ - قوله "ستلطم الشعوب صدورها لدى ظهور آية لابن الإنسان ١٦- بيان الإنجيل والقبور تفتحت وقام قديسون من القبور - هذا إشارة إلى كشف فحسب رآه بعض الصلحاء - الرد على بيان الإنجيل: "مات المسيح على الصليب ثم صعد إلى السماء" شهادات قرآنية وحديثية على نجاة المسيح من الموت الصليبي - الشهادة الأولى: "وما قتلوه وما صلبوه...وما قتلوه يقينًا" الشهادة الثانية: "وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين" - الشهادة الثالثة: جعله الله مباركًا...وقال أيضًا "مطهرك من الذين كفروا"
٥٨ 7.% % F F F } ٦٣ ٦٧ - ٦٨ ٦٩ ۷۲ ۷۲ Vo ۷۹ ۷۹ A.۸۳ ۸۲ ۹۱ ۹۳ ٩٦ ۰۳ 11-9 12 ۰۳ ۱۲ ١٢٦ - الشهادة الرابعة: "عاش عيسى بن مريم مائةً وخمسا وعشرين سنة." (الحديث) - الشهادة الخامسة: وحي الله لعيسى: "انتقل من مكان إلى مكان لئلا تُعرف فتؤذى" (الحديث) - الشهادة الخامسة: "كان عيسى بن مريم يسيح..." (الحديث) - الشهادة السادسة: "أحب شيء إلى الله الغرباء....(الحديث) شهادات الكتب الطبية - بحث شامل حول وصفة "مرهم عيسى" - كتب طبية ذكرت وصفة "مرهم عيسى" - أُعِدَّت الوصفة لجروح المسيح في حادث الصليب - الانتباه إليها كان مقدَّراً للمسيح الموعود للقضاء على المعتقدات الصليبية شهادات الكتب التاريخية - كتاب "روضة الصفا" يذكر رحلة المسيح إلى "نصيبين" - تاريخ للمسيحية باللغة اليونانية يذكر استدعاء ملك المسيحَ إليه من وراء نهر الفرات - - شهادات الكتب البوذية التشابه الكبير بين بوذا والمسيح عليهما السلام التشابه في أحداث حياتهما تشابههما في التعليم الأخلاقي - زعم الآريين أن المسيح سرق من تعاليم بوذا الأخلاقية - نبأ عن ظهور بوذا آخر باسم "بجوا متيا" - "يسا" التلميذ السادس لبوذا صورة مبدلة من اسم "يسوع" الله " راحولة " أحد خلفاء (بوذا صورة مبدلة من "روح أحد أسماء المسيح الذي هو معج القرآن (انظر أيضًا عيسى والصليب) ة للقرآن الكريم - القرآن لم يعلم الإكراه في الدين - عقيدة ظهور مهدي سفاك تخالف القرآن - شهادات قرآنية على أن المسيح لم يمت على الصليب أنا المسيح الموعود والمهدي المبشر بمجيئه في القرآن الكريم (المؤلف)
۱۱ ۵۳ ٥٥ W ٣٤ ٣٥ ٣٤ V.-79 ۹۵ }ے کے کے کے کئے گئے ۱۸ 12 ٥٨ ۷۱ ٩ ۱۲۷ آيات قرآنية وردت في هذا الكتاب - لا إكراه في الدين - وما قتلوه وما صلبوه ولكنْ شُبه لهم...وما قتلوه يقينًا - وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ومطهرك من الذين كفروا قضية - رفع قسيس قضيةً مزورةً ضد المؤلف وبراءته منها حسب وحي - تآمر بعض المشايخ مع أعداء الإسلام ضد المؤلف في هذه القضية - حكم القاضي دوغلاس فيها "كسر الصليب" (انظر أيضًا عيسى) - المراد من نبوءة "يكسر الصليب" الله."كسر الصليب" يعني انكشاف حقيقةً محجوبة لهدم الصرح الصليبي الكشف - الفرق بين اليقظة الكشفية واليقظة العادية تلك اليقظة تنزل من السماء على من يوهب حواس خارقةً.رؤية المؤلف سيدنا محمدًا الهلال في اليقظة التامة مرارا رؤيته المسيح ال مرارا في الكشف - لقاؤه مع بعض الأنبياء الآخرين في اليقظة التامة - اجتماعه في اليقظة التامة ببعض الموتى سکان کشمیر هما کشمیر اليهود أصلاً - دعي اليهود بالأفغان والكشميريين بعد هجرتهم إلى بلاد بنجاب العلية الا في سرينغر بكشمير - تُوفّي عيسى - "جلجت " : المنطقة التي اكتُشف فيها قبر المسيح بكشمير الكلمة (الشهادة: لا إله إلا الله محمد رسول الله ) - هي تذكار للنصر المبين الذي سجله ضد الآلهة الباطلة محمد رسول الله - إيذاء الكفار له في مكة وبعد الهجرة.احتالوا لقتله بالسم
۳۳ ۹ 11 ۱۱ ۳۸ ٦٩ 2 ۹۵ ۳۳ - ۳۱ ٥٣ こ ۷۱ Vo ۱۱۲ ،۱۰ ٦٧ - ٦٨ ٦١ ٦٣ ٦١ ٦٩ ۹ 7-1 ۲ ។ ۹۵ ۱۲۸ - مؤامرة لقتله بمكة - هجرته إلى المدينة بأمر الله تعالى - عفوه عن الظالمين عند فتح مكة - الزعم أنه ﷺ أو أصحابه حاربوا لنشر الدين خطأ فاحش - صدق ووفاء أصحابه ل يهدم فكرة الإكراه في الدين - مواقف صدقهم ووفائهم لا يوجد لها نظير في الملل الأخرى - لقاء المؤلف بالنبي ﷺ مراراً في اليقظة التامة أنبأ بتقلص الدين الصليبي لدى ظهور المسيح الموعود أنبأ عن انقطاع الحروب الدينية في عهد المسيح الموعود - شبه الخصال القبيحة بالخنزير في حديث الصليب المشايخ في فهم أحاديثه له عن كسر الصليب وقتل الخنزير خطأ مماثلة بين سيدنا محمد ﷺ وموسى - معجزة لنبينا محمد ﷺ - إنه أكثر الأنبياء جلاء للتوحيد العليا - وعد الله لليهود بالملك إذا آمنوا به - إيمان وفد من اليهود الأفغان على يده مرهم عيسى" - أُعِدَّتْ وصفة "مرهم عيسى "الجروح المسيح في حادث الصليب - بحث شامل حول وصفة مرهم" عيس - كتب طبية سجلت هذه الوصفة - هذه الوصفة مسجّلة في مؤلفات المجوس واليهود والنصارى والمسلمين - الانتباه إليها كان مقدراً للمسيح الموعود للقضاء على المعتقدات الصليبية المسلمون (انظر أيضًا المعتقدات) - أَذنَ الله للمسلمين بالقتال دفاعًا.أنفسهم عن عقائد خاطئة تسربت إليهم حول عيسى والمهدي والجهاد سبب ميلهم إلى الجهاد العدواني - التأثير الضار لهذه العقيدة على أخلاق المسلمين خطأ المشايخ في فهم أحاديث كسر الصليب وقتل الخنزير
٣٤ ١٢،٣٤ ۱۳ ٤٠ W IF O ۳۱ ٦٩ ۱۲ ۳۵ ٣٤ ٣٤ ١٢، ٣٤ ۱۳ ۹۵ ۱۳ ۱۳ 7-1 0 9- A ° ٦ V ۱۲۹ - تآمر بعض المشايخ مع أعداء الإسلام ضد المؤلف سبب حنق هؤلاء المشايخ من المؤلف أعظم مؤاساة للمسلمين اليوم إصلاح حالتهم الخلقية بعثة المسيح الموعود ة المسيح الموعود بصفات وقوى شبيهة بصفات المسيح وقواه مشابهات بين المسيح الموعود والمسيح الناصري - نبوءة في الحديث عن تقلص الدين الصليبي لدى ظهور المسيح الموعود - نبوءة في الحديث عن انقطاع الحروب الدينية في عهد المسيح الموعود " - الانتباه إلى "مرهم عيسى" كان مقدراً للمسيح الموعود للقضاء على المعتقدات الصليبية أنا المسيح الموعود المبشر بمجيئه في القرآن الكريم والحديث والإنجيل (المؤلف) - تحقق نبوءة للمسيح الموعود حول كشف بلاء.تحقق نبوءته المتعلقة بموت "ليخرام" الهندوسي تآمر بعض المشايخ مع أعداء الإسلام ضد المسيح الموعود سبب حنق هؤلاء المشايخ غاية بعثته : منه - بعثت لأرشد شد الدنيا إلى الإله الحق بسلم وحلم، ولأشيد من جديد بناء المثل الخلقية الإسلامية (المؤلف) - ما جئت لرفع السيف، بل لأرد كل السيوف إلى أغمادها (المؤلف) - من تبعني فسيُجنَّب الحفر التي أعدّها الشيطان للسائرين في الظلام (المؤلف) المسيحيون أعظم مؤاساة لهم في العصر الحاضر تنبيههم إلى الإله الحق المعتقدات - معتقدات للمسلمين والمسيحيين في المسيح العلي - عقيدة بعض المسلمين أن عيسى ينزل لمساعدة المهدي - عقيدة ظهور مهدي ومسيح سفاكين تنافي القرآن والحديث.عقيدة خاطئة عن ظهور مهدي سقاك من بني - عقيدة الجهاد العدواني ليست إلا خطأ بعض فاطمة العلماء - التأثير الضار لهذه العقيدة على أخلاق المسلمين - فكرة الإكراه في الدين لا يمكن صدورها عن ا الله وعل
۳۹ ٣٥ ٣٤ V.اسلام کے کے کے کے V.٩٤ ۰۹ ٥ ۹۹ ११ ११ ۹۹ 1..۸۲ ۱۳۰.عقيدة إكراه الناس على الإسلام إساءة إليه - الإسلام علّمنا: "لا إكراه في الدين" الله النبوءات - قسمان للنبوءات الإنجيلية المتعلقة بظهور المسيح - تحقق نبوءة للمسيح الموعود حول كشف بلاء - تحقق نبوءته المتعلقة بهلاك "ليخرام" الهندوسي النبي/ الأنبياء - غاية الأنبياء الوحيدة أن يتجلّى مضمون "لا إله إلا الله" - أعظَمُهم شأنا أكثرهم جلاء للتوحيد وهو نبينا محمد ﷺ - جميعهم بعثوا لترسيخ عبادة الله بالقضاء على عبادة المخلوق - لقاء المؤلف مع الأنبياء في اليقظة التامة البوذيون يحسبون الأنبياء المتأخرين - زمنًا – تلامذة للمتقدمين المسيح جمع في ذاته أمرين لم يجتمعا في نبي من الأنبياء الهندوس - "مهاديو" أحد كبار آلهتهم - الاصطلاح الهندوسي - كتابهم "الفيدا" "ويدانت" - لم يؤمن بوذا بصحة كتابهم - أنكر بوذا آلهتهم المتجسدة شجب بوذا حياته حين كان تابعًا للهندوسية - استدعاء سلاطين المسلمين كهان الهندوس لترجمة الكتب - زعم الهندوس أن المسيح سرق تعاليمه الأخلاقية من بوذا اليهود / بنو إسرائيل - حدد الله غاية نبوّة المسيح أن يلقى بالقبائل اليهودية الضالة – تشرُّد اليهود إلى الشرق - بعض القبائل العشر المشردة هاجرت إلى الهند أيضًا ۱۸ 113 - 104 ،۸۳-۸۲ ۱۸
٨٣ 116 - 103 ، ۷۷ - ۷۶ ،۱۸ ٧٥ ۳۱ ۲۹ ۲۱ ٢٤ ٢٤ ٢٤ ٤٢ ة ة 10 ۲۳ ۱۳۱ - بعض اليهود المشردين اعتنقوا البوذية - الأدلة على كون الأفغان والكشميريين من بني إسرائيل - إيمان وفد من اليهود الأفغان على يد النبي ﷺ - وعد الله لهم بالملك إذا آمنوا بآخر الأنبياء - كانوا ينتظرون مسيحهم الموعود في القرن الرابع عشر - الهموا المسيح بالثورة على الحكومة - زعموا قتل المسيح على الصليب - زعم بعضهم قتل المسيح بالسيف - صليبهم لم يكن مثل مشنقة اليوم - كان محرَّمًا عليهم أن يتركوا أحدًا على الصليب يوم السبت - كانوا يُراعون التوقيت القمري - عجزوا دومًا عن الرد المقنع لو سئلوا كيف مات المسيح على الصليب في ساعتين أو ثلاث فقط دون أن تكسر عظامه؟ لم يبق لهم من باقية بعد الاكتشافات الجديدة عن حادث الصليب - هاجر المسيح بعد حادث الصليب خوفا من اليهود - ما كان للمسيح أن يخاف اليهود رغم "الجسم الجلالي" - قبور اليهود كانت فسيحة وذات نوافذ ********************************************
۱۳۲ نصوص مقتبسة من شتى المراجع التي أشار إليها المؤلف
1 Appendix The following are extracts from the original books which have been quoted by the author in 'Jesus in India'.No.1 Lectures on the Origin and Growth of Religion as Illustrated by some Points in the History of Indian Buddhism, by T.W.Rhys Davids, (the Hibbert Lectures, 1881) (Williams & Norgate, London 1881) Page 147.'All this is of peculiar interest from the comparative point of view.It is an expression from the Buddhist standpoint, which excludes the theory of a Supreme Deity, of an idea very similar to that which is expressed in Christian writings when Christ is represented as the manifestation of God to men, the Logos, the Word of God made flesh, the Bread of Life.And it is not a mere chance that heterodox followers of the two religions have afterwards used the Buddha and the Logos conceptions as bases of their emanation theories.It is only a fresh instance of the way in which similar ideas in similarly constituted minds come to be modified in very similar ways.The Cakka-vatti Buddha was to the early Buddhists what the Messiah Logos was to the early Christians.In both cases the two ideas overlap one another, run into one another, supplement one another.In both cases, the two combined cover as nearly the same ground as the different foundations of the two teachings will permit.And it is the Cakka- vatti Buddha circle of ideas in the one case, just as the Messiah Logos in the other, that has had the principal influence in determining the opinions of the early disciples as to the person of their Master.The method followed in the early Buddhist and early Christian biographies of their respective Masters was the same, and led to similar results; though the details are in no particular quite identical in the two cases.'
No.2 2 Buddhism, in its Connexion with Brāhmanism and Hinduism, and in its Contrast with Christianity, by Sir Monier Monier-Williams, K.C.I.E., Second Edition, (John Murray, London 1890) Pages 134-135.‘He said of himself (Mahā-vagga 1.6,8), — 'I am the all- subduer (sabbābhibhū); the all-wise; I have no stains; through myself I possess knowledge; I have no rival (patipuggalo); I am the chief Arhat the highest teacher; I alone am the absolutely wise (Sambuddha); I am the Conqueror (Jina); all the fires of desire are quenched (sītibhūto) in me; I have Nirvāna (nibbuto).' Page 135 (foot- note).'In fact Gautama remained a Bodhi-sattva until he was thirty-four or thirty-five, when he attained perfect enlightenment and Buddhahood.' Page 126.‘1.Kill not any living thing.2.Steal not.3.Commit not adultery.4.Lie not.5.Drink not strong drink....6.Eat no food except at stated times.7.Use no wreaths, ornaments, or perfumes.8.Use no high or broad bed, but only a mat on the ground.9.Abstain from dancing, singing, music, and worldly spectacles.10.Own no gold, or silver of any kind, and accept none.(Mahā-vagga 1.56).[This Buddhist Dasa-sīla may be contrasted with the Mosaic Decalogue.]' Pages 45-47.'The Buddha's early disciples were not poor men; for the sixth to be admitted to the Sangha was a high-born youth named Yasa.....In sending forth these sixty monks to proclaim his own gospel of deliverance, he addressed them thus:- 'I am delivered from all fetters (p.127), human and divine.You too, O monks, are freed from the same fetters.Go forth and wander everywhere, out of compassion for the world and for the welfare of gods and men.Go forth, one by one, in different directions.Preach the doctrine (Dharmam), salutary (kalyāna) in its beginning, middle, and end, in its spirit (artha) and in its letter (vyañjana).Proclaim a life of perfect restraint, chastity, and celibacy (brahmacariyam).I will go also to preach this doctrine' (Mahā- vagga I.II.I).When his monk-missionaries had departed, Gautama himself followed, though not till Māra (p.41) had again tempted him.
3 Quitting Benares he journeyed back to Uruvelā, near Gayā.There he first converted thirty rich young men and then one thousand orthodox Brāhmans, led by Kāsyapa and his two brothers, who maintained a sacred fire (‘Brāhmanism,' p.364).The fire-chamber was haunted by a fiery snake-demon; so Buddha asked to accupy the room for a night, fought the serpent and confined him in his own alms-bowl.Next he worked other miracles (said to have been 3500 in number)....To them on a hill Gayāsīsa (Brahma-yoni), near Gayā, he preached his 'burning' fire-sermon (Mahā-vº I.21): 'Everything, O monks, is burning (ādittam=ādīptam).The eye is burning; visible things are burning.The sensation produced by contact with visible things is burning-burning with fire of lust (desire), enmity and delusion (rāgagginā dosagginā mohagginā), with birth, decay (jarayā), death, grief, lamentation, pain, dejection (domanassehi), and despair (upāyāsehi).The ear is burning; sounds are burning; the nose is burning, odours are burning; the tongue is burning, tastes are burning; the body is burning, objects of sense are burning.The mind is burning; thoughts are burning.All are burning with the fire of passions and lusts.Observing this, O monks, a wise and noble disciple becomes weary of (or disgusted with) the eye, weary of visible things, weary of the ear, weary of sounds, weary of odours, weary of tastes, weary of the body, weary of the mind.Becoming weary, he frees himself from passions and lusts.When free, he realizes that his object is accomplished, that he has lived a life of restraint and chastity (brahmaćariyam), that re-birth is ended.' It is said that this fire-sermon-which is a key to the meaning of Nirvana - was suggested by the sight of a conflagration.It was Gautama's custom to impress ideas on his hearers by pointing to visible objects.He compares all life to a flame; and the gist of the discourse is the duty of extinguishing the fire of lusts, and with it the fire of all existence, and importance of monkhood and celibacy for the attainment of this end.Contrast in Christ's Sermon on the Mount the words addressed to the multitude (not to monks), 'Blessed are the pure in heart, for they shall see God.' The Buddha and his followers next proceeded to Rajagriha.'
4 No.3 Buddhism: being a Sketch of the Life and Teachings of Gautama, the Buddha, by T.W.Rhys Davids, M.A.Ph.D.(Society for Promoting Christian Knowledge, London 1882) Page 183.'His mother was the best and the purest of the daughters of men.' In the footnote of page 183, Davids quotes St.Jerome: 'St.Jerome says (contra Jovian.bk.I): 'It is handed down as a tradition among the Gymnosophists of India, that Buddha, the founder of their system, was brought forth by a virgin from her side.'
5 No.4 The life of the Buddha and the Early History of his Order, derived from Tibetan Works in the Bkah-Hgyur and Bstan-Hgyur, translated by W.Woodville Rockhill (Trübner & Co.London 1884) Page 32.'The rumour had reached Kapilavastu that the prince had died under the excess of his penances, and all the court was plunged in despair, and his wives fell fainting to the ground; but a little after came the news that he had attained enlightenment, and great was the rejoicing everywhere.' Page 141.'As soon as the Blessed One expired the mighty earth was shaken, thunderbolts did fall, and the gods in the sky did shriek with (or like) sound of drum (f.635a).At that time the venerable Mahâkâçyapa was stopping in the Kalantakanivasa Bamboo grove at Râjagriha; and when the earth quaked he sought what might be the reason, and he saw that the Blessed One had utterly passed away...'
6 No.5 Buddha: His Life, His Doctrine, His Order by Dr.Hermann Oldenberg, Translated from the German by William Hoey, M.A., D.Lit.(Williams & Norgate, London 1882) Page 142 (foot-note): 'On the occasion of a prophecy of Buddha's regarding Metteyya, the next Buddha, who will in the far future appear upon the earth, it is said: "He will be the leader of a band of disciples, numbering hundreds of thousands, as I am now the leader of bands of disciples, numbering hundreds." - Cakkavattisuttanta.' Page 419.'Regarding the wife and child of Buddha the chief passage is "Mahâvagga," i, 54; Râhula is frequently mentioned in the Sutta texts as Buddha's son, without any prominent rôle being ascribed to him among the circles of disciples by the ancient tradition.' Page 103.'He (Buddha) says: “Râhula is born to me, a fetter has been forged for me." Page 103 (foot-note).'In the name Râhula there seems to be an allusion to Râhu, the sun and moon subduing (darkening) demon.'
7 No.6 Tibet, Tartary and Mongolia; their Social and Political Condition, and the Religion of Boodh, as there Existing, by Henry T.Prinsep Esq.Second Edition (Wm.H.Allen & Co.London 1852) Pages 12-14.'The earliest travels into Tibet Proper which have been transmitted to us, are those of the Jesuit fathers, Grueber and Dorville, who returned from China by that route in A.D.1661, just four hundred years after Marco Polo's journey westward.They were the first Christians of Europe who are known to have penetrated into the populous parts of Tibet; for Marco Polo's journey was, as we have stated, to the north-west, by the sources of the Oxus.Father Grueber was much struck with the extraordinary similitude he found, as well in the doctrine, as in the rituals, of the Boodhists of Lassa to those of his own Romish faith.He noticed first, that the dress of Lamas corresponded with that handed down to us in ancient paintings, as the dress of the Apostles.2nd.That the discipline of the monasteries, and of the different orders of Lamas or priests, bore the same resemblance to that of the Romish church.3rd.That the notion of an incarnation was common to both, so also the belief in paradise and purgatory.4th.He remarked that they made suffrages, alms, prayers, and sacrifices for the dead, like the Roman Catholics.5th.That they had convents, filled with monks and friars, to the number of 30,000, near Lassa, who all made the three vows of poverty, obedience, and chastity, like Roman monks, besides other vows.And 6th, that they had confessors, licensed by the superior Lamas, or bishops; and so empowered to receive confessions, and to impose penances, and give absolution.Besides all this, there was found the practice of using holy water, of singing service in alternation, of praying for the dead, and a perfect similarity in the costumes of the great and superior Lamas to those of the different orders of the Romish hierarchy.These early missionaries, further, were led to conclude, from what they saw and heard, that the ancient books of the Lamas contained traces of the Christian religion, which must, they thought, have been preached in Tibet in the time of the Apostles.' Then concerning the advent of a Saviour, the author H.T.Prinsep writes in the same book (Tibet, Tartary and Mongolia) on page 171:
8 'The general expectation of the birth of a great prophet, Redeemer, or Saviour, which is alluded to even by Tacitus, as prevailing at the period when the founder of the Christian religion appeared, was, there can be no doubt, of Boodhistic origin, and not at all confined to Jews, or based only on the prophecies of their Scripture.' As a foot-note on page 171 the author further wrote: 'The advent of another Boodh a thousand years after Gotama, or Sakhya Muni, is distinctly prophesied in the Pitakattayan and Attha-katha.Gotama declares himself to be the twenty-fifth Boodh, and says, “Bagawa Metteyo is yet to come." The name Metteyo bears an extraordinary resemblance to Messiah.'
9 No.7 A Record of The Buddhist Religion as Practised in India and the Malay Archipelago (A.D.671-695) by I-Tsing, Translated by J.Takakusu, B.A., Ph.D.(Oxford, Clarendon Press 1896) pages 223-224: 'It is indeed curious to find the name of MESSIAH in a Buddhist work, though the name comes in quite accidentally.The book is called 'The New Catalogue of the Buddhist Books compiled in the Chêng Yüan Period' (A.D.785-804), in the new Japanese edition of the Chinese Buddhist Books (Bodleian Library, Jap.65 DD, P.73; this book is not in Nanjio's Catalogue)....Moreover, the Sanghârâma of the Sâkya and the monastery of Tâ- ch'in (Syria) differ much in their customs, and their religious practices are entirely opposed to each other.King-ching (Adam) ought to hand down the teaching of MESSIAH (Mi-shi-ho), and the Sâkyaputriya-Sramanas should propagate the Sûtras of the Buddha.'
10 No.8 The Nineteenth Century: a Monthly Review, edited by James Knowles, Vol.XXXVI, July-December 1894 (Sampson Low, Marston & Co.London 1894) Page 517.'But M.Notovitch, though he did not bring the manuscripts home, at all events saw them, and not pretending to a knowledge of Tibetan, had the Tibetan text translated by an interpreter, and has published seventy pages of it in French in his Vie inconnue de Jésus-Christ.He was evidently prepared for the discovery of a Life of Christ among the Buddhists.Similarities between Christianity and Buddhism have frequently been pointed out of late, and the idea that Christ was influenced by Buddhist doctrines has more than once been put forward by popular writers.The difficulty has hitherto been to discover any real historical channel through which Buddhism could have reached Palestine at the time of Christ.M.Notovitch thinks that the manuscript which he found at Himis explains the matter in the simplest way.There is no doubt, as he says, a gap in the life of Christ, say from his fifteenth to his twenty-ninth year.During that very time the new Life found in Tibet asserts that Christ was in India, that he studied Sanskrit and Pâli, that he read the Vedas and the Buddhist Canon, and then returned through Persia to Palestine to preach the Gospel.If we understand M.Notovitch rightly, this Life of Christ was taken down from the mouths of some Jewish merchants who came to India immediately after the Crucifixion (P.237).It was written down in Pâli, the sacred language of Southern Buddhism; the scrolls were afterwards brought from India to Nepaul and Makhada (quære Magadha) about 200 A.D.(P.236), and from Nepaul to Tibet, and are at present carefully preserved at Lassa.Tibetan translations of the Pâli text are found, he says, in various Buddhist monasteries, and, among the rest, at Himis.It is these Tibetan manuscripts which were translated at Himis for M.Notovitch while he was laid up in the monastery with a broken leg, and it is from these manuscripts that he has taken his new Life of Jesus Christ and published it in French, with an account of his travels.This volume, which has already passed through several editions in France, is soon to be translated into English.'
11 No.9 The Mystery of the Ages contained in the Secret Doctrine of all Religions.By Marie, Countess of Caithness, Duchesse De Pomár (C.L.H.Wallace, Philanthropic Reform Publisher, Oxford Mansion, W.London 1887).....On Page 145 the author says about 'Buddhism': It is the Christianity of the East, and, as such, even in better conservation than is Christianity, the Buddhism of the West.'
12 No.10 Travels in the Mogul Empire A.D.1656-1668 by François Bernier, Translated, on the basis of Irving Brock's version and annotated by Archibald Constable 1891, Second Edition, revised by Vincent A.Smith, M.A.(Oxford University Press 1916) Page 430.'There are, however, many signs of Judaism to be found in this country.On entering the Kingdom after crossing the Pire- penjale mountains, the inhabitants in the frontier villages struck me as resembling Jews.Their countenance and manner, and that indescribable peculiarity which enables a traveller to distinguish the inhabitants of different nations, all seemed to belong to that ancient people.You are not to ascribe what I say to mere fancy, the Jewish appearance of these villagers having been remarked by our Jesuit Father, and by several other Europeans, long before I visited Kachemire.'
13 No.11 A Journey from Bengal to England, through the Northern Part of India, Kashmire, Afghanistan, and Perisa, and into Russia by the Caspian-Sea, by George Forster, vol.II (R.Faulder and Son, London 1808) Page 23.'On first seeing these people in their own country, I imagined, from their garb, the cast of countenance, which is long, and of a grave aspect, and the form of their beards, that I had come amongst a nation of Jews.'
14 No.12 The Races of Afghanistan, being a Brief Account of the Principal Nations Inhabiting that Country, by Surgeon-Major H.W.Bellew, C.S.I.(Thacker, Spink & Co.Calcutta, (1880) MDCCCLXXX) Page15.'The traditions of this people refer them to Syria as the country of their residence at the time they were carried away into captivity by Bukhtunasar (Nebuchadnezzar), and planted as colonists in different parts of Persia and Media.From these positions they, at some subsequent period, emigrated eastward into the mountainous country of Ghor, where they were called by the neighbouring peoples "Bani Afghan" and "Bani Israíl," or children of Afghan, and children of Israel.In corroboration of this we have the testimony of the prophet Esdras to the effect that the ten tribes of Israel, who were carried into captivity, subsequently escaped and found refuge in the country of Arsareth, which is supposed to be identical with the Hazarah country of the present day, and of which Ghor forms a part.It is also stated in the Tabacati Nasiri - a historical work which contains, among other information, a detailed account of the conquest of this country by Changhiz Khan- that in the time of the native Shansabi dynasty there was a people called Bani Israíl living in that country, and that some of them were extensively engaged in trade with the countries around.This people was settled in the Ghor country, to the east of Herat, at the time that Muhammad announced his mission as the Prophet of God about 622 A.D.And it was there that Khalid-bin-Walíd, a chief of the Curesh tribe of Arabs, came to them with the tidings of the new faith, and an invitation to join the Prophet's standard.' Page 16.'.the mission of Khalid was not without success, for he returned to the Prophet, accompanied by a deputation of six or seven representative men of the Afghan people and their followers amounting in all to seventy-six persons.The chief or leader of this party was named Kais or Kish.The traditions of the people go on to the effect that this Kais and his companions fought so well and successfully in the cause of the Prophet, that Muhammad, on dismissing them to their homes, presented them with handsome gifts, complimented them on their bravery, and giving them his blessing foretold a glorious career for
15 their nation, and promised that the title of Malik (or king) should distinguish their chiefs for ever....At the same time the Prophet, as a mark of special favour and distinction, was pleased to change the Hebrew name of Kais to the Arab one of Abdur Rashid - "the servant of the true guide" - and, exhorting him to strive in the conversion of his people, conferred on him the title of "Pahtán," a term which the Afghan book-makers explain to be a Syrian word signifying the rudder of a ship, as the new proselyte was henceforth to be the guide of his people in the way they should go.' Page 17.'At what period the Afghans of Ghor moved forward and settled in the Kandahar country, which is now their home, is not known.It appears, however, from the writings of the early Muhammadan historians, that in the first century of their era....' Page 19.'Kais, they say, married a daughter of that Khalid-bin- Walid who brought his people the first tidings of the Prophet and his doctrine, and by her he had three sons, whom he named respectively, Saraban, Batan, and Ghurghusht....The Afghans Proper- the Bani Israíl, as they call themselves in special distinction to all other divisions of the nation-class themselves as the descendants of Saraban through his two sons, Sharjyún and Khrishyún.' Page 24.'By Muhammadans of Asia Minor and the Western countries the Afghan is usually called Sulemáni.'
No.13 16 The Cyclopædia of India and of Eastern and Southern Asia, by Surgeon General Edward Balfour, vol.I, Third Edition (Bernard Quaritch, London 1885) page 31 (Under the heading 'Afghanistan'): 'Pukhtun is the national appellation of the Afghans proper; but Afghans and Pathans also designate themselves Ban-i-Israel, and some claim direct descent from Saul, king of Israel.Pukhtun is the individual, and Pukhtana the collective name of the Afghans.This word is described as of Hebrew (Ibrani) origin, though some of them say it has a Syrian (Suriani) source, and signifies delivered, set free.The term Afghan is also said to have the same signification.One tradition is that the mother of Afghan or Afghana, on his being born exclaimed, 'Afghana', 'I am free,' and gave him this name; another tradition is that in the pangs of labour she exclaimed: 'Afghan, Afghan,' or 'Fighan, Fighan,' words which in the Persian mean woe! grief! alas! Afghan is claimed as the designation only of the descendants of Kais.The term Pathan is said to be from Pihtan, a titular appellation alleged to have been bestowed by Mahomed on an Afghan called Kais.Their origin is involved in obscurity.But several writers consider them to be descendants of one of the ten tribes of Israel; and this is an opinion of some Afghans themselves.A few authors consider that this nation is not of Jewish origin, but that those who introduced the Mahomedan religion amongst them were converted Jews.' Page 34.'Among the Yusufzai, no man sees his wife till the marriage ceremonies are completed; and with all the Bardurani there is great reserve between the time when the parties are betrothed and the marriage.Some of them live with their future father-in-law, and earn their bread by their services, as Jacob did Rachel, without ever seeing the object of their wishes.....Among the Afghans, as among the Jews, it is thought incumbent on the brother of the deceased to marry his widow, and it is a mortal affront to the brother for any other person to marry her without his consent.'
17 No.14 Narrative of a Mission to Bokhara, in the years 1843- 1845, to ascertain the Fate of Colonel Stoddart and Captain Conolly, by the Rev.Joseph Wolff, D.D.LL.D., Vol.1, second edition, revised (John W.Parker, London {1845} M.DCCC.XLV.) Page 7.'From various conversations with Affghauns in Khorassaun and elsewhere, I learnt that some of them are proud of an origin from the children of Israel, but I doubt the truth of that partial tradition.' Page 13.'All the Jews of Turkistaun assert that the Tūrkomauns are the descendants of Togarmah, one of the sons of Gomer, mentioned in Genesis x.3.' Pages 14-16.'The Jews in Bokhara are 10,000 in number.The chief rabbi assured me that Bokhara is the Habor, and Balkh the Halah, of the 2nd Kings, xvii.6; but that in the reign of Ghengis Khan they lost all their written accounts.At Balkh the Mussulman mullahs assured me that it was built by a son of Adam, that its first name had been Hanakh, and afterwards Halah, though later writers called it Balakh, or Balkh.The Jews, both of Balkh and Samarcand, assert that Turkistaun is the land of Nod, and Balkh where Nod " once stood.".The tradition is an old one at Bokhara, that some of the Ten Tribes are in China.I tried the Jews here on various points of Scriptural interpretation, particularly that important one in Isaiah vii.14-Virgin.They translated it as we Christians do, and they are in total ignorance of the important controversy between Jews and Christians on that point.I obtained a passport from the King after this most interesting sojourn, and then crossed the Oxus, and arrived after a few days at Balkh; and from that city, where I also communed with the dispersed of Israel, I proceeded to Muzau......Some Affghauns claim a descent from Israel.According to them, Affghaun was the nephew of Asaph, the son of Berachia, who built the Temple of Solomon.The descendants of this Affghaun, being Jews, were carried into Babylon by Nebuchadnezzar, from whence they were removed to the mountain of Ghoree, in Affghanistaun, but in the time of Muhammed turned Muhammedans.They exhibit a book, Majmooa Alansab, or Collection of Genealogies, written in Persian.'
18 Page 17.'Hence I passed to Peshawr.Here I had also the singular book read to me of the origin of the Affghauns, the Poshtoo Book of Khan Jehaun Loote.The account in this book agrees with that given in the MSS., Teemur Nameh and Ketaub Ansabee Muhakkek Toose.I thought the general physiognomy not Jewish, but I was wonderfully struck with the resemblance that the Youssuf Szeye and the Khaibaree, two of their tribes, bear to the Jews.The Kaffre Seeah Poosh, if Affghauns, vary widely from the rest of their nation.Many travellers have thought them the descendants from Alexander's army, but they do not say so." Page 18.'I always thought that the Kaffre Seeah Poosh were descendants of Israel; and some of the learned Jews of Samarcand are of my opinion.' Pages 19-20.'Captain Riley, I was surprised to find, looked on the Affghauns as of Jewish descent.' Page 58.'I spent six days with the children of Rechab (Beni Arhab)......With them were children of Israel of the tribe of Dan, who reside near Terim in Hatramawt, who expect, in common with the children of Rechab, the speedy arrival of the Messiah in the clouds of heaven.' Page 131.'It is very remarkable that the Prophet Ezekiel, in the twenty-seventh chapter, fourteenth verse, gives an exact description of the trade carried on by the Türkomauns with the inhabitants of Bokhara, Khiva, and Khokand.The Prophet says: "They of the house of Togarmah (i.e.the Türkomauns) traded in thy fairs with horses and horsemen, and mules." The Turkomauns to this day, like the Swiss Guards, are mercenaries, and let themselves out for a few tengas a day.It is also remarkable, that I frequently heard the Türkomauns call themselves Toghramah, and the Jews call them Togarmah.Viewing the hosts of camels coming with merchandise from Cashmeer, Cabūl, Khokand, Khetay, and Orenbourg, the passage of Isaiah 1x.6, comes forcibly on the mind, where the Prophet says: "The multitude of camels shall cover thee, the dromedaries of Midian and Ephah; all they from Sheba shall come: they shall bring gold and incense." Mentioning gold, I must not forget, that near Samarcand there are gold mines and turquoises.' Pages 236-237.'A few words on the Chaldeans in the mountains of Kurdistaun.These Chaldeans, as the late lamented Dr.Grant well
19 observed, are of Jewish origin, though I cannot go so far as to affirm that they are of the Ten Tribes, since they do not know their own genealogy.They are now mostly Christians......They resemble mostly the Protestants of Germany and England, for they have neither images nor monasteries, and their priests are married.The episcopal dignity, however, is hereditary, as well as that of the Patriarch, and at the time the mother of the patriarch becomes pregnant, she abstains from drinking wine and eating meat; and in case that a son is born, he is the patriarch, and if a daughter, she is obliged to observe eternal virginity.'
20 No.15 The Lost Tribes and the Saxons of the East and of the West, with new Views of Buddhism, and Translations of Rock-Records in India, by George Moore, M.D.(Longman, Green, Longman, and Roberts, London {1861} MDCCCLXI) Page 143.'We are attracted at once to a country of vast importance in the present aspect of the East, and the more interesting to us, as we there find a people who profess to be the Beni-Israel, or descendants of the Ten Tribes, namely, Afghanistan and the adjacent countries.' Pages 145-146.'The prominent reasons for thinking that certain classes of the people of Bokhara and Afghanistan are of Israelitish origin are these: – 1st.Their personal resemblance to the Hebrew family.Thus Dr.Wolff, the Jewish missionary, says: "I was wonderfully struck with the resemblance of the Youssoufszye [tribe of Joseph], and the Khybere, two of their tribes, to the Jews." Moorcroft also says of the Khyberes, "They are tall, and of singularly Jewish cast of features." 2nd.They have been named by themselves Beni-Israel, children of Israel, from time immemorial.3rd.The names of their tribes are Israelitish, especially that of Joseph, which includes Ephraim and Manasseh.In the Book of Revelation the tribe of Joseph stands for Ephraim.(Rev.vii.6,8.) In Numbers xxxvi.5, Moses speaks of Manasseh as "the tribe of the sons of Joseph;" so that it is clear that both Manasseh and Ephraim were known by the name of the tribe of Joseph.4th.The Hebrew names of places and persons in Afghanistan are of far greater frequency than can be accounted for through Mahometan association; and, indeed, these names existed before the Afghans became Mahometans.5th.All accounts agree that they inhabited the mountains of Ghore from a very remote antiquity.It is certain that the princes of Ghore belonged to the Afghan tribe of Sooree, and that their dynasty was allowed to be of very great antiquity even in the eleventh century."They seem early to have possessed the mountains of Solimaun or Solomon, comprehending all the southern mountains of Afghanistan." (Elphinstone.) 6th.Afghan is the name given to their nation by others, the name they give their nation is Pushtoon, and Drs.Carey and Marshman assert that the
21 Pushtoon language has more Hebrew roots than any other.' Pages 147-148.'The antiquity of the name of the country Cabul, or Cabool, is then established; and it is also shown that some peculiar people known as "The Tribes," and "The Noble Tribes," dwelt there at a very remote period.There is, therefore, good evidence that the present inhabitants of Cabul may be justified in asserting that from the earliest period of history they and their ancestors have occupied Cabul, and that from time immemorial they have been known as “The Tribes." That is to say, Israelitish tribes, such as they now assume themselves to be.According to Sir W.Jones, the best Persian authorities agree with them in their account of their origin; and resident and competent authorities, such as Sir John Malcolm, and the missionary Mr.Chamberlain, after full investigation, assure us that many of the Afghans are undoubtedly of the seed of Abraham.'....
22 22 No.16 The Works of Flavius Josephus; comprising the Antiquities of the Jews; a History of the Jewish Wars, and Life of Flavius Josephus; Written by Himself.Translated by William Whiston, A.M., Professor of mathematics in the University of Cambridge (Willoughby & Co.London 1840) Page 223....the ten tribes are beyond Euphrates till now, and are an immense multitude, and not to be estimated by numbers.'
23 No.17 A personal narrative of a visit to Ghuzni, Kabul, and Afghanistan, and of a Residence at the Court of Dost Mohamed: with Notices of Runjit Sing, Khiva, and the Russian Expedition, by G.T.Vigne Esq.F.G.S.(Whittaker & Co.London 1840) Pages 166-167.'Moollah Khoda Dad, a person learned in the history of his countrymen, read to me, from the Mujma-ul-Unsab (collection of genealogies), the following short account of their origin.They say, that the eldest of Jacob's sons was Judah, whose eldest son was Osruk, who was the father of Oknur, the father of Moalib, the father of Farlai, the father of Kys, the father of Talut, the father of Ermiah, the father of Afghana, whence the name of Afghans.He was contemporary with Nebuchadnezzar, called himself Bin-i-Israel, and had forty sons, whose names there is no occasion to insert.His thirty-fourth descendant, in a direct line, after a period of two thousand years, was Kys.From Kys, who lived in the time of the prophet Mahomed, there have been sixty- six generations.Sulum, the eldest son of Afghana, who lived at Sham [Damascus], left that place, and came to Ghura Mishkon, a country near Herat; and his descendants gradually extended themselves over the country now called Afghanistan.'
24 No.18 A Cyclopædia of Geography Descriptive and Physical, forming a New General Gazetteer of the World and Dictionary of Pronunciation, by James Bryce, M.A., F.G.S.(Richard Griffin and Co.London and Glasgow 1856) page 11.'The name Afghan is not used by the people themselves; they call themselves Pooshtoon, and in the plural Pooshtaûneh, from which, perhaps, comes the name Putan, or Patan, given to them in India.They trace their origin to Saul, King of Israel, calling themselves, Ben-i-Israel.According to Sir A.Burnes, their tradition is, that they were transplanted by the King of Babylon from the Holy Land to Ghoré, lying to the N.W.of Cabool, and lived as Jews till A.D.682, when they were converted to Mahometanism by an Arab chief, Khaled-ibn-Abdalla, who had married a daughter of an Afghan chief.No historical evidence has ever been adduced in support of this origin, and it is perhaps a mere invention, founded upon the facts mentioned in 2 Kings xviii.11.However this may be, all travellers agree that the people differ strikingly from the neighbouring nations; and have, among themselves, one common origin.They are said, by some, to resemble Jews very much in form and feature; and they are divided into several tribes, inhabiting separate territories, and remaining almost unmixed.'
25 No.19 History of Afghanistan, from the Earliest Period to the Outbreak of the War of 1878, by Colonel G.B.Malleson, C.S.I.(W.H.Allen & Co.London, 1878) Page 39.'I turn now to the people of Afghánistán, to the tribes who occupy the country, and who command the passes.The subject has been treated at great length by Mountstuart Elphinstone, by Ferrier who quotes largely from Abdúllah Khán, of Herát, - by Bellew, and by many others.Following Abdullah Khán and other Afghán writers, Ferrier is disposed to believe that the Afgháns represent the lost ten tribes, and to claim for them descent from Saul, King of Israel.Amongst other writers concurring in this view may be mentioned the honoured name of Sir William Jones.On the other hand, Professor Dorn, of Kharkov, who examined the subject at length, rejects this theory.Mountstuart Elphinstone classes it in the same category as the theory of the descent of the Romans from the Trojans.The objections to Abdúllah Khán's view have been recently expressed, fittingly and forcibly, by Professor Dowson, in a letter to the Times."If," writes that gentleman, “it were worthy of consideration, it is still inconsistent with the notion that the Afgháns are descendants of the lost ten tribes.Saul was of the tribe of Benjamin, and that tribe was not one of the lost ten.There remains the question of feature.This, no doubt, has its weight, but cannot prevail against the more important question of language." Professor Dowson then proceeds to show that the Afghán language has no trace of Hebrew in it, and concludes by pronouncing the supposition that in the course of time the whole Afghán race could have changed their language as "too incredible."
26 No.20 HISTORY OF THE AFGHANS.By J.P.Ferrier, translated from the original unpublished manuscript by Captain William Jesse (John Murray, London, 1858) Page 1.‘… the majority of Eastern writers consider them to be the descendants of one of the ten tribes of Israel- and this is the opinion of the Afghans themselves.' Page 4....the Afghans, however, think that they have evidence of their Jewish origin in the following tradition.When Nadir Shah, marching to the conquest of India, arrived at Peshawur, the chiefs of the tribe of Yoosoofzyes presented him with a Bible written in Hebrew, and several articles that had been used in their ancient worship which they had preserved; these articles were at once recognised by the Jews who followed the camp.' Page 6.'Being incompetent to decide which is right, we shall adopt the opinion of Abdullah Khan of Herat as the one most deserving of credit, and we will precede it by giving his view of the manner in which the Afghans were brought to Afghanistan.The following is a translation of his manuscript: ".....Malek Thalut (Saul) king of the Jews had two sons, Afghan and Djalut― the first was the father of the Afghan nation and gave his name to it.After the reigns of David and Solomon, who succeeded Saul, anarchy divided the Jewish tribes, and this continued to the period at which Bouktun Nasr took Jerusalem, massacred 70,000 Jews, and after destroying that city led the surviving inhabitants captives to Babylon.Subsequently to this disaster the Afghan tribe, struck with terror, fled from Judea and settled in Arabia: here they remained some considerable time, but as pasturage and water were scarce, and both man and beast suffered extreme privation, some of the tribe determined to emigrate to Hindostan.The branch of the Abdalees continued to reside in Arabia, and during the caliphat of Aboo Bekr their chiefs allied themselves to a powerful sheikh, by name Khaled ibn Velid, of the tribe of Korech......at the period when the Arabs subjugated Persia the Abdalees left Arabia and settled in this new conquest, establishing themselves in the provinces of Fars and Kerman, and here they remained until Ghengis Khan invaded those districts.The tyrannical proceedings of this conqueror weighed with such
27 terrible effect on the population, that the Abdalees quitted Persia and, passing by the Mekrane, Scinde, and Mooltan, arrived in India; but the results of this new migration were not more fortunate, for they were scarcely settled here when their neighbours made war upon, and forced them to leave the plains and inhabit the rugged mountains of Suleiman, considered as the cradle of the tribe, and called by them Kooh-Khasseh.The whole Afghan nation was brought together by the arrival of the Abdalees in the Suleiman mountains, and then consisted of twenty-four tribes, of which, as it has been already observed, Afghan, the son of Saul, was the father: this prince had three sons, named Tsera-Bend, Argoutch, and Kerlen, and each of them was the father of eight sons, who gave their names to the twenty-four tribes."The following is the manner in which they are classed: - Sons of Tsera-Bend Abdal Yoosoof Names of the Tribes Baboor Wezir Lohooan Beritch Khooguian Chiran Sons of Argoutch Ghildj Kauker Djumourian Storian Pen Kass Takan Abdalees Yoosoofzyes Baboorees Wezirees Lohooanees Beritchees Khooguianees Chiranees Names of the Tribes Ghildjzyes Kaukerees Djumourianees Storianees Penees Kassees Takanees Nassar Sons of Kerlen Khattak Nassarees Names of the Tribes Khattakees Soorees Soor Afreed Afreedees Toor Toorees Zaz Zazees Bab Babees Benguech Lendeh-poor Benguechees Lendeh-poorees'
28 No.21 HISTORY OF THE AFGHANS: translated from the Persian of Neamet Ullah, by Bernhard Dorn, Ph.D.FOR.M.R.A.S.M.T.C., Part 1 & 2 (J.Murray, London, 1829) Part 1- page 23.'Davud treated the two afflicted widows with the utmost kindness; and Heaven blessed them each with an accomplished son, born at the same hour; of whom the one was called Berkhia; the other, Ermia......Each of them was blessed with an accomplished son.Berkhia called his Asif: Ermia's son was called Afghana.' Page 24.'God blessed Asif with eighteen, and Afghana with forty sons; whose posterity, but more particularly that of the latter, continued increasing in such a degree, that no tribe of the Israelites equalled them.' Page 25.God permitted Bokhtnasser to subjugate the territories of Sham, to rase Jerusalem, and vanquish the Israelites, so as to carry their families into captivity and slavery, and drive all those who had faith in the Tora into exile;......He reduced the whole of Sham to his subjection; carrying away the Israelites, whom he settled in the mountainous districts of Ghor, Ghazneen, Kabul, Candahar, Koh Firozeh,....' Page 37.'Mestoufi, the author of the Tareekh Kozeida, and the author of the Mujmul Ansab, furnish the following records.When the lustre of Mohammed's charming countenance had arisen, and Khaled had been ennobled by embracing the Mohammedan faith, a large number of Arabs and various people repaired to Medina, and were induced, by the splendor of the Mohammedan light, to embrace Islamism.At this time, Khaled sent a letter to the Afghans who had been settled in the mountainous countries about Ghor ever since the time of the expulsion of the Israelites by Bokhtnasser, and informed them of the appearance of the last of the Prophets.On this letter reaching them, several of their chiefs departed for Medina; the mightiest of whom, and of the Afghan people, was Kais, whose pedigree ascends in a series of thirty- seven degrees to Talut of forty-five to Ibrahim, and of six hundred and three to Adam.The author of the Mujmul Ansab traces it as follows:- Pedigree of Abd Ulrasheed Kais, who is known by the
29 surname Pathan: Kais ben Isa, ben Salool, ben Otba, ben Naeem, ben Morra, ben Gelundur, ben Iskunder, ben Reman, ben Ain, ben Mehlool, ben Salem, ben Selah, ben Farood, ben Ghan, ben Fahlool, ben Karam, ben Amal, ben Hadifa, ben Minhal, ben Kais, ben Ailem, ben Ismuel, ben Harun, ben Kumrood, ben Abi, ben Zaleeb, ben Tullal, ben Levi, ben Amel, ben Tarej, ben Arzund, ben Mundool, ben Saleem, ben Afghana, ben Irmia, ben Sarool, called Melik (King) Talut, ben Kais, ben Otba,.....' Page 38.'The Prophet lavished all sorts of blessings upon them; and having ascertained the name of each individual, and remarked that Kais was an Hebrew name, whereas they themselves were Arabs, he gave Kais the name Abd Ulrasheed........their attachment to the Faith would, in strength, be like the wood upon which they lay the keel when constructing a ship, which wood the seamen call Pathan: on this account he conferred upon Abd Ulrasheed the title of Pathan also.....The Prophet at length dismissed Abd Ulrasheed to return to Ghor and the adjacent Kohistan, there to propagate the new faith, and to direct the infidels to it.' Part 2- page 63 (Under word 'Suleimani').'Muhabbat Khan tells us, that they are called so by the Arabs in consequence of their belonging to the adherents and followers of King Solomon.' Pages 63-64.'Bani Afghanah, Bani Afghan; that is, Children of Asif, Israel, Afghanah, or Afghan.These names are mentioned by Fareed Uddeen Ahmad, in his Risalah Ansab Afaghinah, where we find the following passage:-"When, in the course of time, Bokhtnassr the magician, who subdued the Bani Israel and the territories of Syria, and sacked Jerusalem, led the Children of Israel into captivity and slavery, and carried off with him several tribes of this people who were attached to the Law of Moses, and ordered them to adore him for God, and to abandon the creed of their fathers, they did not consent to this: upon which, he put two thousand of the wisest and most skilful of them to death, and ordered the rest to quit Syria and his dominions.Part of them, who had a chief, were led by him out of Bokhtnassr's dominions, and conducted to the Kohistan of Ghor, where their descendants settled.Their number increased daily; and people called them Bani Israel, Bani Asif, and Bani Afghanah." Page 64.'Fareed Uddeen Ahmed, in the beginning of his discourse, says on this point: "Concerning the denomination, ‘Afghan,' some
30 have written, that they, after their expulsion, ever bearing in mind their wonted abode, uttered bewailings and lamentations ( Afghan), and were on that account called 'Afghan."" See Sir J.Malcolm's History of Persia, Vol.I.p.101, where the same derivation of this word is mentioned....Farid Uddeen Ahmed mentions, that in standard works, as in the Tareekh Afghani, Tareekh Ghori, and others, it is asserted that the Afghans were, for the greater part, Israelites, and some Copts.See also Abul Fazl, P.ii.p.178: “Some Afghans consider themselves to be of Egyptian extraction; asserting, that when the Children of Israel returned from Jerusalem to Egypt, this tribe emigrated to Hindoostan." Page 65.'The Afghans, according to almost all the Oriental historians, believe themselves to be descended from the Jews; an opinion that was even adopted, or considered probable, by some modern writers......The use of Jewish names, which the Afghans employ, is undoubtedly attributable to their being Mussulmans.....The only proof that might be adduced in favour of their pretended Jewish extraction, is the striking likeness of the Afghan features to the Jewish; which has been admitted, even by such as do not pay the least attention to their claim to a Jewish origin.Sir John Malcolm's words on this subject are: "Although their right to this proud descent (from the Jews) is very doubtful, it is evident, from their personal appearance, and many of their usages, that they are a distinct race from the Persians, Tartars, and Indians; and this alone seems to give some credibility to a statement which is contradicted by many strong facts, and of which no direct proof has been produced.If an inference could be drawn from the features of a nation resembling those of another, the Cashmirians would certainly, by their Jewish features, prove a Jewish origin, which not only Bernier, but Forster, and perhaps others, have remarked." Pages 65-66.'Now, although Forster does not approve of the opinion of Bernier, tracing the descent of the Cashmirians to the exiled Jewish tribes, yet he confesses, that, when among the Cashmirians, he thought himself to be amongst a nation of Jews.'
31 No.22 Dictionary of Geography, Descriptive, Physical, Statistical, And Historical, Forming a Complete General Gazetteer of the World, By Alex.Keith Johnston, F.R.S.E., F.R.G.S., F.G.S., Second Edition, thoroughly revised and corrected (Longman, Brown, Green, and Longmans, London {1855} MDCCLV) Page 250 (Under word 'Cashmere'): 'The natives are of a tall robust frame of body, with manly features - the women full-formed and handsome, with aquiline nose and features, resembling the Jewish.'