Language: AR
الحرب المقدسة صورة صفحة الغلاف، الطبعة الثانية العد حقیق حق کی واسطے اہل اسلام اور عیسائیان امرت سر میں بمقام امرت سر ۲۲- مئی ۱۸۹۳ ۶ سے شروع ہو کر جون ست کو ختم ہوا اہل اسلام کی طرف سے حضرت مرزا غلام احمد صاحب قادیا کے لئے قادیاں سے امر کے تشریف لائے اور عیسائی صاحبان کی طرف سے بیٹی عبد الله التم صات بیشتر انتخاب ہوکر یہ مباحثہ میں پیش ہوئے.راقم کو مصدقہ تیریں چھاپکر مشتہر کرنے کی جلسہ بحث میں ہر دو جان سے اجازت دی گئی.جو حرف بحرف مطابق روزانہ مصدقہ بحث ہر دو جانب چھپر شائع ہو گی اور وہ سب کاپیاں فروخت ہو گئیں.اب بار دوم اُسی حیثیت سے شیخ نور احمد مالک و مهتم ریاض ہند پریس ارت سر (پنجاب)
الحرب المقدسة ۹۷ ترجمة صفحة الغلاف، الطبعة الثانية الحرب المقدسة أي المناظرة التي عُقدت في أمرتسر بين المسلمين والمسيحيين لإحقاق الحق، والتي بدأت في ٢٢ أيار/مايو ۱۸۹۳م وانتهت في ٥ حزيران/ يونيو ۱۸۹۳م لقد جاء المرزا غلام أحمد المحترم من قاديان إلى أمرتسر لتمثيل المسلمين في المناظرة، وانتخب لتمثيل المسيحيين في جلسة المناظرة السيد عبد الله آتهم المحترم المتقاعد.سمح الفريقان أثناء الجلسة لراقم هذه السطور بطباعة العبارات المصدقة ونشرها.فظلت تُنشر كل يوم حرفا حرفا بعد مصادقة الفريقين، وبيعت النسخ كلّها.أما الآن فقد نُشرت للمرة الثانية للقراء الكرام طبقا للمرة الأولى تماما.الراقم شيخ نور أحمد مدير وصاحب مطبعة "رياض هند" أمرتسر (البنجاب) طبعت في مطبعة "رياض هند" أمرتسر
الحرب المقدسة ۹۹ وشيخ وقائع الجلسة ٢٢ أيار ١٨٩٣م لقد عُقدت الجلسة يوم الاثنين، ۲۲ أيار / مايو ۱۸۹۳م في بيت الدكتور هنري مارتن كلارك.بدأت وقائعها في الساعة السادسة والربع.عين السيد المنشي غلام قادر فصيح نائب رئيس البلدية في سيالكوت- رئيس الجلسة من قبل المسلمين، وعيّن الدكتور هنري مارتن كلارك رئيسا لها من قبل المسيحيين.وتقرر أن يكون السادة: الحكيم المولوي نور الدين، وسيد محمد أحسن، الله ديا مساعدي السيد المرزا ،المحترم، وأن يكون القسيس جي ايل تهاكر داس، والقسيس عبد الله، والقسيس تامس هاؤل مساعدي السيد عبد الله آلهم.ولأن القسيس جي ايل تهاكر داس لم يحضر اليوم لذا عين لليوم القسيس الله مساعدا بدلا عنه في الساعة السادسة والربع بدأ المرزا المحترم بإملاء سؤاله وأنهاه في الساعة السابعة والربع.وقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم قدم عبد الله آتهم اعتراضه و لم يستغرق ذلك إلا خمس دقائق فحسب.ثم أملى المرزا المحترم الرد.واعترض أن السؤال الذي أملاه السيد المرزا ليس وفق ترتيب الشروط؛ أي يجب أن يكون السؤال الأول عن ألوهية المسيح.عندها روجعت الشروط وقورن نص الشروط المكتوبة بالإنجليزية مع ترجمتها فوجد أن هناك خطأ في الترجمة الموجودة عند المرزا المحترم، فبناء على ذلك أتفق أن يُبدأ إحسان.بالسؤال عن ألوهية المسيح، وما أُملي من قبل يجب أن يقدم في محله.بدأ المرزا المحترم بإملاء السؤال في الساعة ۰۸:۲٦ عن ألوهية المسيح وانتهى في الساعة ٠٩:١٥ وقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء الجواب في الساعة ٩:٣٠.و لم يكتمل جوابه حتى انتهى الوقت المحدد له.ولكن أذن له الميرزا المحترم ورئيس الجلسة من قبل المسلمين أن يُنهي
الحرب المقدسة جوابه فأنهاه في خمس دقائق إضافية.بعدها وقع الرئيسان على مقالات الجانبين وتبادل الفريقان مقالاتهما الموقعة ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية: الدكتور هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين.التوقيع بالإنجليزية: غلام قادر ،فصيح الرئيس من قبل المسلمين.
الحرب المقدسة 1.1 خطاب مرزا غلام أحمد القادياني المحترم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والسلام على رسوله محمد وآله وأصحابه أجمعين أما بعد، فليتضح أن اليوم أي ۲۲ أيار / مايو ۱۸۹۳م هو يوم المناظرة بيني أن وبين السيد عبد الله أتهم المحترم.الهدف والغاية المتوخاة من المناظرة هي يتبين لطلاب الحق أي الديانتين "الإسلام والمسيحية" هو الدين الحق والحي والكامل ومن عند الله تعالى، وبواسطة أي دين يمكن نوال النجاة الحقيقية.لذا أرى من المناسب أن تُعقد المقارنة أولا ككلام كلّي بين الإنجيل والقرآن الكريم في الموضوع الذي هو الغاية المتوخاة من المناظرة.وليكن واضحا أنه لن يكون من حق أي فريق أن يخرج عن كتابه أو يقول شيئا من عنده، بل يجب ويتحتم أن يكون كل ما يدعيه مبنيا على كتابه الذي يحسبه كتابا موحى به.وكذلك عليه أن يقدّم دليلا أيضا من الكتاب نفسه لأنه صحيح تماما ومستبعد عن الكتاب الصادق والكامل أن يكون ساكتا واجما تماما ويقول أحد آخر كل شيء من عنده نيابة عنه.والآن يجب أن يكون واضحا أن القرآن الكريم يقول عن الإسلام الذي يقدمه: إِن الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ ويقول أيضا: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.أي أن الدين الصادق والكامل عند الله هو الإسلام وحده.ثم يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ آل عمران: ۲۰ ٢ آل عمران: ٨٦
۱۰۲ الحرب المقدسة نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بالله شهيدًا ثم يبين الله جل شأنه بعض الآيات يصف من خلالها القرآن الكريم الذي يقدم الإسلام.ولأن وصف القرآن الكريم إنما هو وصف الإسلام نفسه لذا أنقل فيما يلي تلك الآيات أيضا، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَل فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا أي قد أكملنا القرآن الكريم بالدليل والحجة من كل الجوانب ومع ذلك لم يرتدع الناس من الإنكار.قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ أَي أَن هذا الكتاب ميزان للتمييز بين الحق والباطل.أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرهَا.إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ ظَهِيرًا أي إذا اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بكتاب يضاهي كمالات القرآن لن يقدروا على ذلك.ثم يقول تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) أي لم يبق شيء خارج القرآن الكريم من التعاليم الضرورية والقرآن كتاب كامل لا يترك الإنسان في انتظار مكمل آخر.۲ V १ المائدة: ٤ الفتح: ٢٩ الإسراء: ٩٠ يونس: ٣٦ الشورى: ۱۸ الرعد: ۱۸ الإسراء: ۱۰ الإسراء: ۸۹ الأنعام: ٣٩
۱۰۳ الحرب المقدسة إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، أي أن القرآن الكريم يحكم حكما صائبا في كل شيء.حِكَمَةٌ بَالِغَةٌ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِع النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) أقسم بمطالع النجوم ومناظرها...لو اطلعتم على الحقيقة لعلمتم أن القرآن الكريم كتاب ذو شأن عظيم ولا يمسه إلا المطهرون باطنيا.والسبب لهذا القسم بهذه المناسبة هو أن ميزة القرآن الكريم هي أنه كريم بمعنى أنه يشمل المكارم الروحانية، ولكن بسبب كونه أعلى وأسمى جدا واحتوائه على حقائق ودقائق رفيعة يبدو صغيرا عند قصيري النظر للسبب نفسه الذي لأجله تبدو لهم النجوم صغيرة كالنقاط، أنه ليس صحيحا أنها كالنقاط بل لأن مواقعها أعلى وأرفع جدا فلا تستوعب الأبصارُ القاصرة ضخامتها الحقيقية.إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ المراد من مع ذلك أنه كما ظهرت ليلة بظلمة شديدة، كذلك وضعت مقابلها في هذا الكتاب أنوار عظيمة تقضي على ظلمة كل شكٍّ وشبهة وتحكم في كل أمر وتعلّم كل حكمة الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور، وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ، وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بضنين أي أن القرآن الكريم يذكر المؤمنين بكافة الأمور التي كانت خافية ۲ ٤ ° ٦ الطارق: ١٤ : القمر : ٦ الواقعة: ٧٦-٧٧ الواقعة: ۷۸-۸۰ الدخان: ٤-٥ البقرة: ٢٥٨ الحاقة: ٤٩ الواقعة: ٩٦ التكوير: ٢٥ १
1.2 الحرب المقدسة ومستورة في فطرتهم.وإنه لحق محض يوصل الإنسان إلى اليقين.ولا يتصرف كالبخلاء ليحصر بيان الغيب على نفسه فقط، دون أن يهب أحدا قدرة على الغيب، بل يحتوي على الغيب بنفسه ويفيضه على متبعه أيضا.هذا ما يدعيه القرآن الكريم ويبينه عن تعاليمه بنفسه، وسيُثبت ذلك بنفسه لاحقا.ولكن لأن الوقت هذه المرة ضيق لذا سأورد ذلك الإثبات في ردّي على الجواب.والآن ألتمس من عبد الله آنهم المحترم أن يقدّم ادّعاء الإنجيل أيضا على هذا النحو وبهذه القوة مع الالتزام بالأمور التي ذكرناها آنفا لأن كل منصف يدرك أنه لا يجوز بحال من الأحوال ألا يقول الشاهد المدعي شيئا لم يقله.وخاصة الكتاب الذي ننسبه إلى الله جل شأنه القوي والقادر الذي يملك علوما واسعة إلى أقصى الحدود، يجب أن يكون قيوما على نفسه، ومنزّها ومبرءا تماما من الضعف البشري، لأنه إذا كان الكتاب محتاجا إلى دعم غيره في الادّعاء وإثباته فلا يمكن أن يكون كلام الله قط.وليكن معلوما مرة ثانية أن الهدف في هذا المقام هو أنه ما دام القرآن الكريم يدعي أن تعليمه جامع وكامل، كذلك ينبغي أن يعلن الأمر نفسه جزء من الإنجيل الذي يُنسب إلى المسيح الله، أو يجب على أقل تقدير، أن يعد المسيح اللي تعليمه كاملا دون أن يتركه إلى وقت آخر في انتظار التكميل.ملحوظة ایک كان هذا السؤال قد كُتب إلى هنا حين أصرّ الفريق الثاني أن يؤجل السؤالُ الثاني إلى وقت آخر أثناء النقاش، وليُطرح الآن سؤال عن ألوهية المسيح.فبناء على إصرارهم تُرك هذا السؤال هنا وكان غير مكتمل- وسينشر جزؤه المتبقي لاحقا.
الحرب المقدسة السؤال عن ألوهية المسيح ٢٢ أيار/مايو ١٨٩٣م بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وأصحابه أجمعين ۱۰۵ أما بعد: فليتضح أنه قد تقرر بحسب الشروط المنصوص عليها في ورقة منفصلة بتاريخ ٢٤ أبريل / نيسان ۱۸۹۳م أننا سنطرح السؤال الأول على السيد عبد الله أتهم عن ألوهية المسيح، فنسجله فيما يلي وفقا لهذا الشرط.فليكن واضحا أنه من الضروري في هذا البحث ألا يكون سؤالنا أو جواب عبد الله آتهم من عندنا بل ينبغي أن يكون مبنيا على كتاب موحى به لدى كل واحد من الفريقين يعده الفريق الثاني حجة.وكذلك يجب أن يقدم كل ادعاء" أو كل دليل التزاما بهذا المبدأ.باختصار، يجب ألا يخرج أي الفريقين عن بيان كتابه الذي من شأنه أن يكون حجة.ثم ليتضح أن في القرآن الكريم آيات تفنّد ألوهية المسيح وتدحض أفكار الذين يعتنقون عقيدة كونه إلها أو ابن إله، منها: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنَ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤفَكُونَ.العبارة : قد خلت من قبله الرسل"، استدلال لطيف على سبيل القياس الاستقرائي لأن مرتبة الاستقراء أعلى وأسمى من بين جميع أنواع القياسات بحيث لو أعرض عن مرتبته القطعية واليقينية لفسد نظام الدين والدنيا كله.ولو أمعنا النظر في الموضوع لعلمنا أن الجزء الأكبر من الدنيا وأحداث الأزمنة الغابرة ٤ المائدة: ٧٦
1.7 الحرب المقدسة ثبتت بالاستقراء فقط.فمثلا نقول اليوم بأن الإنسان يأكل بالفم ويرى بالعين بالأذن ويسمع ويشم بالأنف ويتكلم باللسان، ثم لو قدّم أحد كتابا مقدسا جاء فيه أن هذه الأمور لا تتعلق بالأزمنة الخالية بل كان الإنسان في غابر الأزمان يأكل بالعين ويتكلم بالأذن، وكان يرى بالأنف، وغيّر أمورا أخرى أيضا على هذا النحو، أو قال مثلا إنه لم تكن للإنسان في الأزمنة الخالية عينان بل كانت له عشرون عينا، عشرة في الوجه وعشرة في الظهر، فيجب على القراء أن يفكروا في هذه الحالة أنى لنا أن نتحاشى ونعرض عن النتيجة الحتمية التي ظهرت للعيان نتيجة القياس الاستقرائي، وإن افترضنا جدلا أن مؤلف هذه العبارات الغريبة كان شخصا مقدسا وصادقا! فإنني أرى أنه إذا وجد شخص مقدس مثله، وليس واحدا بل أكثر من عشرة ملايين شخص، وأرادوا أن ينقضوا النتائج القطعية واليقينية للقياس الاستقرائي لما استطاعوا ذلك قط.بل لو كنا منصفين ،وعادلين وكنا نعتبر ذلك الشخص مقدسا فعلا ثم وجدنا في كلامه ما يخالف الحقائق المشهودة والمحسوسة لصرفناها عن الظاهر احتراما لقدسيته ولفسرناها بما يحافظ على قداسته وإلا ليس ممكنا أن نعرض عن الحقائق الثابتة بالاستقراء القاطع واليقيني بناء على رواية واحدة.ومن ظَنّ ذلك فعليه تقع المسئولية أن يقدّم شيئا تأييدا وتصديقا لتلك الرواية على عكس الاستقراء الثابت والقاطع واليقيني.فمثلا إذا كان هناك أحد يجادل ويصر على أن الناس في الأزمنة الخالية كانوا يرون باللسان حتما، وكانوا يتحدثون بالأنف فعليه أن يثبت ذلك.وما لم يثبت ذلك فمن المستبعد جدا من عاقل متحضر أن يختار معنى مغايرا ومنافيا تماما للمعنى الثابت بالحقائق معتمدا على عبارات لها عشرات المعاني، إن كانت تلك العبارات صحيحة أصلا.فمثلا إذا قال أحد للطبيب بأن الفأر والسم الذي يُستمد من اللوز المر سم وسم البيش ليست سموما وإن أعطي طفل منها بقدر لترين فلا ضير في ذلك، ثم قدّم أمامه دليلا أن هذا مكتوب في كتاب مقدس كذا وكذا برواية راو موثوق به فهل سيتخلى الأطباء، احتراما لذلك الكتاب المقدس، عن أمر بلغ مبلغ الثبوت بقياس الاستقراء؟
۱۰۷ الحرب المقدسة کلام الله فباختصار ما دام قياس الاستقراء يحتل المرتبة الأعلى لإثبات حقائق العالم فمن هذا المنطلق قدّم الله جل شأنه قياسا استقرائيا قبل غيره وقال: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أي لا شك أن المسيح ال كان نبيا ورسول الله الحبيب ولكنه كان إنسانا على أية حال فانظروا بنظرة فاحصة منذ أن بدأت سلسلة التبليغ ونزول هل ظل الأناس يأتون في الدنيا منذ القدم حائزين على مرتبة الرسالة أم أتى مرةً ابن الله أيضا؟ وإن كلمة خَلَتْ تلفت الأنظار إلى أن عليكم أن تتأملوا وتتدبّروا بقدر ما يستطيع نظركم العودة إلى الوراء ويفحص التاريخ، وبقدر ما تستطيعون أن تعرفوا أحوال الناس الذين خلوا هل انقطعت هذه السلسلة في وقت من الأوقات؟ هل لكم أن تأتوا بنظير يثبت أن ذلك ممكن وحدث بين فينة وفينة من قبل أيضا؟ فعلى كل عاقل أن يتوقف هنا هنيهة وقفة تأملية ويفكر واضعا خشية الله جل شأنه في البال أن سلسلة الأحداث تقتضي أن يكون لها نظير في زمن من الأزمنة الخالية.إن جميع الأنبياء والصلحاء المذكورين في الكتاب المقدس الذين ورد فيه بحقهم أنهم كانوا آلهة أو أبناء الله لو حملت تلك الكلمات محمل الحقيقة لاضطررنا إلى الاعتراف بأن من سنة الله أن يرسل الأبناء بل البنات أيضا أحيانا.لا شك أن هذا الدليل يبدو قويا في الظاهر، إن أعجبَ المسيحيين، وليس لأحد أن ينقضه لأنه لم يُذكر هنالك "الحقيقي" أو "غير الحقيقي" بل ذكر البعض بكلمة "البكر" أيضا؛ ولكن في هذه الحالة سوف يزداد عدد الأبناء كثيرا.فلباب القول بأن الله جل شأنه قد قدم دليل الاستقراء أولا وقبل كل شيء لإبطال الألوهية.ثم أتى بدليل آخر فقال: وَأُمُّهُ صِدِّيقة.من الواضح أنه لو اعتبر المسيح ال ابنا حقيقيا الله جل شأنه لكان ضروريا ألا يكون بحاجة كحاجة الآخرين إلى أن يولد من بطن أم كانت إنسانا باتفاق الفريقين لأنه من الواضح الجلي أن قانون الله جل شأنه في الطبيعة ينص على أن سلالة كل كائن حي تكون من نوعه فقط.فترون أن كل أنواع الحيوانات بما فيها الإنسان والأحصنة والحمير والطيور مثلا تتوالد بحسب أنواعها وليس أن يولد الطير من بطن الإنسان أو يحدث العكس.
۱۰۸ الحرب المقدسة ثم قدم عمل دليلا ثالثا فقال: كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ.أي المسيح وأمه الصديقة عليهما السلام ،الآن يمكنكم أن تفهموا لماذا يأكل الإنسان الطعام، ولماذا هو بحاجة ثبت V جسم إليه؟ السر في ذلك أن سلسلة التحلل جارية في جسد الإنسان بصورة دائمة، بل من الأبحاث القديمة والجديدة أن الإنسان يتحلل وينعدم في غضون بضع سنوات ويحل محله جسم آخر بدل الذي تحلّل.وكل غذاء يستهلكه الإنسان يؤثر في روحه أيضا، لأنه من الثابت تماما أن الروح تؤثر أحيانا في الجسم وأحيانا أخرى يحدث العكس.فمثلا حين تفرح الروح بغتة تطرأ عليها أمارات الفرح أي تعلو الوجه البشاشة واللمعان.وفي بعض الأحيان تطرأ على الروح أمارات مثل الضحك أو البكاء.فما دام الحال على هذا المنوال فكم هو بعيد عن شأن الألوهية أن يظل جسم الإله أيضا في تحلل مستمر ويحل محله جسم آخر بعد بضع سنوات! وأضف إلى ذلك أن الاحتياج إلى الأكل يعارض مفهوم الألوهية المسلم به في ذات الله أيما معارضة والمعلوم أن المسيح اللة لم يكن بريئا من الاحتياجات التي تلازم الناس جميعا.ودليل قوي على ذلك هو : هل كان المسيح ال لا يزال إلـها أو ابن إلـه على الرغم من تلك المعاناة والآلام؟ قد استخدمت كلمة "الآلام" لأن الجوع أيضا نوع من الألم، ولو تفاقمت لبلغ الأمر الموت.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة الرد من السيد عبد الله أتهم، المسيحي ۱۰۹ لو كان قولك بأن مدار كل حقيقة هو التجربة صحيحا، أي كل ما ناقض التجربة كان باطلا؛ لاضطررنا إلى إنكار صفة الله الخالق" أيضا لأننا لم نجرب شيئا يُخلَق ولاضطررنا إلى أن ننكر ولادة آدم بغير الأبوين أيضا.ولا ندري لماذا نفعل ذلك إلا لأننا نطلق "غير الممكن على الإطلاق" على أمر ينافي صفة من صفات الله تعالى.وما يخرج عن تجربتنا مثل الخلق أي المجيء إلى حيّز الوجود من العدم دون أسباب وولادة آدم بخلاف السنن الجارية فلا نراها مناقضة لصفة صفات الله المقدسة.من ثانيا: يجب أن تتأكد في الردّ على مقدمتك الثانية أننا لا نؤله شيئا مرئيا تلازمه حاجات الأكل والشرب بل نعتبره مظهرا الله.وهذه القضية تشبه قضية وردت في القرآن عن نار لوحظت في الشجرة حيث ورد: يا موسى..فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، وورد أيضا أنا ربك ورب آبائك إبراهيم : وإسحاق ويعقوب، فأقرّ به موسى.قل الآن إن شيئا مرئيا لا يمكن أن يكون إلها، والرؤية كانت رؤية عيان، فنعتبر ذلك مظهر الله، ولا نحسبه إلها.فلا نحسب يسوع المخلوق إلها بل نعده مظهر الله.فلو أراد الله أن ينادي من خلال هذا العمود المصنوع من الخشب والتراب أني إلهكم فاسمعوني - وإن كان ذلك ينافي التجربة فهل هذا ينافي إمكانية قدرة الله على فعل ذلك؟ (أما نحن فلا نراه مما ينافي الإمكانية).ثالثا: لا نعتبر ابن الله جسدا، بل إننا نعد الله روحا وليس جسدا.رابعا : أقول عن "أمر": لا شك أن في تأويل ما يقتضي التأويل، ولكن يجب ألا تشوه الحقيقة التأويل.إذا كانت الحقيقة تناقض الأمر الواقع يجب أن يُحكم بطلانها قطعا ولا يجوز تحويل الباطل إلى الحقيقة باللف والدوران.
الحرب المقدسة خامسا: فليتضح لك بصدد "أمر" أن كلمة "ابن" أو "بكر" وردت في الكتاب المقدس على وجهين الأول: أن يكون جسدا واحدا مع الإله، وثانيا: أن يكون نفسا واحدة مع رم رضا الله.(المراد من جسد واحد هو ما كان واحدا الماهية، والمراد من نفس واحدة هو ما ليس شريكا في الماهية بل هو شريك في الرضا عن أي نبي أو صالح ورد في الكتاب المقدس: "يا سيف عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلٍ رِفْقَتِي..زَكَرِيَّا (۱۳ (۷) وكذلك عمن ورد: سيأتي ذلك يهوا صدقنو (العدل) على كرسي داود (إرميا) ومن قال: أنا الألف والياء والإله القادر على كل شيء، وعمن قيل : أنا الحكمة التي تلازم الإله دائما، وقد خلقت الخلق كله بواسطتي أنا وبواسطته ظهر الخلق كله.ثم جاء: لم ير أحد الإله الآبَ قَطُّ، ولكن (الإله) الوحيد أظهره.(انظر إنجيلُ يُوحَنَّا: ١٨) قل الآن عدلا وإنصافا هل هذه الكلمات تشير إلى جسد واحد أم نفس واحدة؟ والجدير بالذكر أيضا ما ورد في إشعياء: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنَا،...وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجيبًا، مُشِيرًا ، إِذًا قَدِيرًا ، أَبا أَبَدِيَّا، رَئِيسَ السَّلَام * لِنُمُو رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ." (إِشَعْيَاءَ ٩ : ٦ - سادسا: الاستدلال الذي قمت به من القرآن الكريم أقول عنه متأسفا بأني لست مقتنعا إلى الآن أنه موحى به عندما تُثبت كونه موحى به وتقنعني بذلك ستقبل شهادته تلقائيا.سابعا: يا صاحبي، إن الفطرة أو الخلق فعل الله، والإلهام قوله، ويجب ألا يكون هناك تناقض بين فعل الله وقوله.إذا بدا كلام مبهما وصعبا في بادئ الرأي ستؤوله بالمعقولات وإلا ما الذي يمكن أن نفعله؟ لقد قلت بنفسك بأن تأويل أمور تحتاج إلى التأويل واجب.وتقول أيضا فوق ذلك بأننا لن نقبل شيئا يناقض التجربة، وكأن ذلك أيضا بمنزلة العودة إلى الفطرة، الأمر الذي لا نتفق عليه كليا.
الحرب المقدسة ۱۱۱ ثامنا: أكتفى بالقول ردًّا على الشق الثامن أنه إن لم يوجد تمييز بين الابن الحقيقي وغير الحقيقي في الكتاب المقدس، فهذا لا يمنع عقلنا من التمييز بينهما، وأنه لو وجدت في الآخرين أيضا صفات توجد في المسيح لقبلناهم أيضا مثل المسيح.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصيح، الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
۱۱۲ الحرب المقدسة البيان الثاني المناظرة بتاريخ ٢٣ أيار/مايو ١٨٩٣م الوقائع لقد عُقدت الجلسة اليوم كذلك، وحضرها القسيس جي ايل تهاكر داس أيضا.قُدِّم اقتراح وقبل بالإجماع أن كل عبارة يحررها أحد من تلقاء نفسه لن تعتبر جديرة بالاعتداد ما لم تحمل توقيع كلا الرئيسين.بعد ذلك بدأ المرزا المحترم بإملاء سؤاله في تمام الساعة ٠٦:٣٠، وانتهى الوقت المحدد له قبل أن ينتهي جوابه، فسمح السيد عبد الله الهم، ورئيس الجلسة المسيحي للمرزا المحترم بأن ينهي جوابه فأنهاه بعد مرور ١٦ دقيقة إضافية.وقد تقرر بعد ذلك ألا يُعطى أحدٌ وقتا إضافيا بعد مرور الوقت المحدد.ثم بدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء جوابه في الساعة ٠٨:١١.وفي أثناء ذلك استغرق بعض الوقت في النزاع حول قراءة فهرس الآيات فأضيفت ٥ دقائق إلى الوقت المحدد للسيد ،آتهم وانتهى جوابه في الساعة: ٠٩:١٦ بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء رده الساعة ٠٩:٢٧ وانتهى في الساعة ۱۰:۲۷.بعدها وقع الرئيسان على مقالات الفريقين وتبادلهما الفريقان، وأرجعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۱۱۳ بسم بيان السيد الميرزا المحترم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم السؤال الذي طرحته البارحة بتاريخ ٢٢ أيار/مايو ١٨٩٣م على السيد عبد الله آتهم عن ألوهية المسيح كان يتضمن تسعة أمور تتطلب أجوبة.فقد قلتُ بداية إن من واجب الفريقين أن يكتبوا السؤال والجواب من كتابهما الموحى به.وقلتُ أيضا بأن كل دليل عقلي والادّعاء الذي يقدَّم الدليل تأييدا له يجب أن يكون من كتاب يؤمن به كل فريق.كنت أقصد من ذلك أن يُمتحن كل كتاب بهذه الطريقة هل توجد فيه هذه القوة الإعجازية أم لا؟ لأنه لن ينفع في العصر الراهن، وقد مضى على نزول القرآن الكريم نحو ١٣٠٠ عام، وعلى نشر الإنجيل نحو ۱۹۰۰ عام بناء على ما كتبه الحواريون الاعتماد على ما ورد فيهما إلا من يؤمن بهما ويعتبرهما صحيحين تماما ولا اعتراض له على المعاني التي تُستنبط منهما.ولكن لو حالفتهما سلسلة المعقول أيضا لفهم بكل سهولة أيهما كلام الله الصادق والطاهر والكامل والحي.وكنت أقصد من وراء ذلك أن الكتاب الذي يقال عنه أنه كامل في حد ذاته ويقدم بنفسه مراتب الثبوت كلها كان من واجبه أن يقدّم الأدلة المعقولة أيضا لإثبات دعاويه، وليس أن يكون الكتاب عاجزا وساكتا تماما عن ذلك ويهب لدعمه شخص آخر.يستطيع كل منصف أن يفهم بسهولة أنه لو التزم كلا الفريقين بذلك لأمكن إحقاق الحق وإبطال الباطل بكل سهولة ويسر.كنت آمل أن يكون الله السيد عبد آتهم، الذي يدعي سلفا أن الإنجيل كتاب كامل في الحقيقة، يعترف حتما إلى جانب ادعائه هذا أن الإنجيل يقدم دعاويه بنفسه على وجه المعقول.ولكنني استغربت وتأسفت أيضا بشدة من إجابته البارحة أنه لم يتوجه إلى هذا الموضوع قط، بل خاطبني في البند السادس من جوابه وقال: "الاستدلال الذي قمت به من القرآن الكريم أقول عنه متأسفا بأني لست مقتنعا
112 الحرب المقدسة إلى الآن أنه موحى به، بل عندما تُثبت كونه موحى به وتقنعني بذلك ستقبل شهادته تلقائيا." والآن يمكن لكل متأمل أن يرى أنني لم أقصد قط أن يقبل كل ما ورد في القرآن دون تحقيق كنت أقصد من وراء ذلك أنه يجب ألا تكون الأدلة العقلية التي يقدمها الجانبان مبنية على أفكارهما الشخصية وتخطيطهما، بل الكتاب الذي يدعي الكمال يجب أن يُثبت ادّعاءه بصراحة، ثم يجب أن يقدم الكتاب نفسه أدلة عقلية لإثبات ذلك الادعاء.والكتاب الذي يغلب في نهاية المطاف بالتزام هذا الأسلوب يثبت كونه معجزا، لأن القرآن الكريم يقول بكل وضوح أنه كتاب كامل، كما يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعْمَتِي (المائدة: (٤)، ويقول أيضا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (الإسراء: ۱۰)، أي هو كامل في الهداية، ويشمل جميع مستلزمات الهداية بما فيها الأدلة العقلية والبركات السماوية، بينما يعتقد المسيحيون أن الإنجيل كتاب كامل وأن جميع مستلزمات الهداية موجودة فيه.فما دام الحال على هذا المنوال، وجب أن نرى أيهما صادق في ادعائه؟ وبناء على ذلك كان من الواجب أن تقدم أدلة عقلية على ألوهية المسيح من الإنجيل نفسه، كما يقدم القرآن الكريم أدلة على إبطال ألوهية المسيح بالإضافة إلى أدلة أخرى من قبيل البركات والأنوار التي يشملها.آمل أن يكون السيد عبد الله آتهم قد فهم الآن مضمون سؤالي.فعليه أن يقدّم هذه الأدلة بدعم من الإنجيل وقوته وليس من عنده والفريق الذي يقدم أدلة عقلية أو ادعاء من عنده فإن فعله ذلك يكون علامة على أن كتابه ضعيف ولا يملك في نفسه قوة ولا قدرة يجب وجودهما في الكتاب الكامل.ولكن يجوز إذا قدم الكتاب دليلا عقليا إجمالا ولا يكون تقديمه هذا أمرا مشتبها فيه، بل يكون واضحا من سياقه أماكن أخرى من الكتاب أن هذا ما قصده الكتاب من بيانه، وإن كان الدليل مجملا، ففي هذه الحالة سيكون كلا الفريقين مخولا أن يبين مقدمات الدليل بشيء من الشرح مع سياقه بغية إفهامه عامة الناس ولكن لن يكون جائزا على الإطلاق أن يختلق دليلا من عند نفسه ويساند الكتاب الموحى به كما يُساند على المشي شخص ضعيف تعوزه القوة، أو كما يُحمل ميت على الأكتاف.ومن
الحرب المقدسة بو 110 والبحث الذي قام به السيد عبد الله آنهم في موضوع الاستقراء أيضا ناتج عن قلة التدبر، إذ يقول إنه لو اعتبر دليل الاستقراء الذي يقدمه القرآن صحيحا لما قبلت ولادة آدم بغير الأبوين ولاستلزم ذلك إنكار صفة الخلق أيضا.ولكن الأسف كل الأسف أنه غفل عن إدراك حقيقة أن القانون المسلَّم به في أدلة الاستقراء هو أنه ما لم يقدَّم أمر بلغ مبلغ الثبوت في حد ذاته أيضا ولكنه ينافي ويعارض الحقيقة الثابتة اسطة دليل الاستقراء لكان دليل الاستقراء ثابتا وقائما فمن المعلوم مثلا أن لكل إنسان رأسا واحدا وعينين اثنتين فلا يكفي القول مقابل ذلك بأنه من الممكن أن يوجد في الدنيا أناس لهم عشرة رؤوس وعشرين عينا، بل يجب أن يؤتى بمثل هذا الشخص، إذا وُجد في الدنيا، ويُعرض على الملأ من ينكر من الفريقين أن آدم العلم ولد بغير الأبوين، وقد ثبتت سنة الله بحقه على هذا المنوال.ولكن ليس في الأمر المتنازع فيه بين الفريقين شيء مسلم به وثابت عندهما بل الكتاب الذي يعارض المسيحيين، أي القرآن الكريم، يقدّم بنفسه أن ذلك باطل بدليل الاستقراء.وإن لم يكن هذا الدليل تاما وكاملا فليقدم من الإنجيل أي من كلام المسيح ال، دليل يعارضه ويثبت أن في الدليل الذي يقدمه القرآن الكريم ضعفا كذا وكذا.والمعلوم أنه لو رفضت أدلة الاستقراء هكذا دون تقديم نظير مضاد لضاعت جميع العلوم والفنون وسُدّ باب التحقيق.في فمثلا أسأل السيد عبد الله آتهم بأنك إذا أعطيت خادمك ألف روبية أمانةً صندوق مقفول ومفتاحه عند الخادم، ولا توجد إمكانية أو محال أن يُسرق هذا المال، ثم إذا قال لك الخادم يا سيدي، إن المال قد تحوّل إلى ماء وسال من الصندوق أو صار هواء وخرج منه، فهل ستقبل عذره ؟ ثم تقول: ما لم يخالف أمر صفات الله تعالى سنصنفه تحت قائمة الجائز والممكن، ولكني أسألك، وقد شغلت منصب المفوض الإضافي إلى فترة من الزمن وحكمت في القضايا المدنية والجنائية ،وغيرها فهل حكمت مرة في قضية غريبة حيث أصدرت الحكم لصالح المدعي معتبرا عذره الواهي مثل هذا جديرا باقتناع المحكمة؟ انتبهوا مرة أخرى أيها السادة وتأملوا أنه ليس صحيحا على الإطلاق أن يقدّم أحد أمرا جديدا ينافي أدلة الاستقراء ثم يُقبل ذلك الأمر دون أن يُثبت بالنظراء.
١١٦ الحرب المقدسة والنظير الذي قدمته - أي سنضطر في هذه الحالة إلى إنكار صفة الخلق- حيرني كثيرا واستغربت أشد الاستغراب لماذا قدمت هذا الدليل أصلا، وما محله في هذا السياق ؟ إنك تعلم جيدا أن المسيحيين والمسلمين متفقون على أن صفات الله المتعلقة بأعماله أي الخلق وغيرها تملك في مضمونها قوة العموم بمعنى أنه قد قبل بشأنها أن الله جل شأنه يستطيع أن يجلّي تلك الصفات من الأزل إلى الأبد.فمثلا، لقد خلق الله تعالى آدم ال بدون أبوين، ولكن هل لأحد الفريقين منا أن يثبت من خلال كتابه أن قدرة الله تعالى وقوته الثابتة بالاستقراء على الخلق بهذه الطريقة قد نفدت عند ذلك الحد؟ بل تُثبت كتب الفريقين أن ما خلقه الله جل شأنه يستطيع أن يخلق مثله تماما مرة أخرى أيضا كما يقول الله جل شأنه في القرآن الكريم : أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِر عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بَيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ...أي هو كامل في الخالقية وقادر على الخلق من كل نوع.ويقول ل أيضا : الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.أي أن ربوبيته محيطة بالعالمين كلها.ثم يقول عمل في آية أخرى.وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ، أي أنه قادر على الخلق بكل أسلوب.وإن بضع نبوءات قدمها السيد عبد آتهم تأييدا لادعائه تتنافى مع شروطنا أيما منافاة.إن شرطنا يتضمن أنه يجب أن يقدم كل فريق الادعاء والدليل من كتابه الموحى به وبالإضافة إلى ذلك يعلم السيد آتهم جيدا أن هذه النبوءات تُطبق على المسيح ال قسرا، وليست من التي بينها المسيح العلي أولا بكاملها ثم حسب نفسه مصداقا لها، واتفق عليها المفسرون وثبتت كذلك من اللغة العبرية الأصلية أيضا.إذا فإن مسئولية إثبات ذلك تقع عليك أنت.وما لم تثبت ذلك ملتزما بهذا الشرط كان بيانك هذا ادّعاء محضا يعوزه الدليل.ومادمنا لا نتفق معك في صحة هذه الأنباء وصحة التأويل وصحة القول بأن المسيح أعلنها، بينما أنت تدعي صحتها؛ فمن واجبك أن تُري تلك المراحل كلها مصفاة الله يس: ٨٢-٨٤ يس: ٨٠
الحرب المقدسة ۱۱۷ ومنقحة حتى يثبت منها أن اليهود الذين هم الورثة الحقيقيون للتوراة يوافقونك في تأويلها، ويتفق معك المفسرون جميعا أيضا، وأن المسيح اللي نسب إلى نفسه النبوءات التي تذكرها بكل وضوح بذكر الكتاب وفصله وآيته، ولم يخالفك الرأي أحد من ورثة التوراة إلى يومنا هذا بل قبلوها بكل وضوح في حق المسيح ابن مريم الذي تعده حائزا مرتبة الألوهية، واعتبروها إثباتا كافيا لألوهيته.عندها سنقبلها و سنسمع منك إثبات ذلك بكل سرور.ولكنني أذكرك مرة أخرى لمزيد من التصريح لهذه القضية الحساسة أنه ما لم تُثبت دون أدنى اختلاف جميع المراحل التي كتبتها، وما لم تقدّم شهادات علماء اليهود - بناء على تلك النبوءات على ألوهية المسيح ابن مريم لن ينفعك التخمين والتخريص شيئا.أما جزؤه الثاني فسأذكره في الرد على الجواب، لأن الوقت ضيق الآن.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين
۱۱۸ الحرب المقدسة جواب السيد عبد الله أتهم المحترم، المسيحي كلمة أولا ردا على قولك يا سيد مرزا المحترم، أطلب منك أن تشرح "الاستقراء"، أليس المراد منها هو التجربة والعادة المعمول بها؟ وإذا كان المراد منه غير ذلك فبين.ثانيا: قلت في البند الثاني إنه يجب أن يشرح الإلهام نفسه بنفسه وألا يكون محتاجا إلى المعقولات.إن جزءا كبيرا منه صحيح ولكن مثل الإلهام والعقل- بغية الفهم والإدراك هو كمثل العين والضوء.أي إن وُجد الضوء و لم توجد العين فلا فائدة منه، وإن وُجدت العين ولم يوجد الضوء فلا فائدة كذلك.كذلك هناك حاجة إلى العقل لفهم الأمور، وإن كان الأمر الجدير بالفهم إلهاميا.ما أقصده هو أن ما ليس مدعوما بالإلهام بل هو مبني على أفكار الإنسان المختلقة فقط لن يُصنَّف في قائمة الإلهام.أما ما كان من الإلهام ويدعمه مشعل الإلهام يمكن أن يكون له عقل الإنسان كالمشكاة.ثالثا: لماذا تطلب اتفاق اليهود معنا ما دامت الكلمات موجودة والقواميس موجودة، والقواعد موجودة فيمكننا أن نستنتج المعنى بأنفسنا، فالمعنى الذي سيتبين بهذه الطريقة يكون صحيحا، ولا أستطيع أن أتحمل مسئولية صحة كل كلمة وحرف ولكن المسيح طبق في هذه القضية جميع النبوءات على نفسه إجمالا.وقد فصل هذا الأمر في إنجيل يوحنا ٥: ٣٩ وفي إنجيل لوقا ٢٤: ٢٧.فقد جاء في إنجيل يوحنا: فَنِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنْ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي." (إنْجِيلُ يُوحَنَّا (٥: (٣٩) وفي إنجيل لوقا: "ثم ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الْأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الكتب".(إنجيل لوقا ٢٤: ٢٧)
الحرب المقدسة ۱۱۹ وبالإضافة إلى ذلك هناك نبوءات معينة أخرى ذكرت في الأسفار وطبقت على المسيح، فقد ذكرت في إنجيل متى الأصحاح ٢٦ العدد ٣١ نبوءة عن الراعي.وكذلك هناك أمثلة أخرى كثيرة أسجلها كقائمة فيما يلي: إشعياء ٦: ١- ١٢ مقابل يوحنا ١٢: ٤٠-٤١، والأعمال ٢٨: ٢٦...وإشعياء ٤٠ : ٣، وملاخي: ۳: ۱ مقابل إنجيل متى.۳:۳ زکریا ۱۲: ۱ و ۱۰ مقابل إنجيل يوحنا ۱۹ : ۳۷ ، وإرميا ۳۱ ۳۱ - ٣٤ مقابل العبرانيون ٨: ٦- ١٢، والعبرانيون ۱۰ : ۱۲-۱۹، والخروج ،۱۷: ۲، والعدد ٢٠: ٣ - ٤، و ۲۱: ٤ - ٥ التثنية ٦ ١٦.هذه الأماكن الأربعة هي مقابل رسالة أولى إلى کورنتوس ۱۰: ۹-۱ إشعياء ٤١ : ٤ و ٤٤ : ٦ مقابل المكاشفات ١: ٨، ۱۱، ۱۷ و ۲ : ۸ ، و ۲۱: ٦، و ۲۲ : ۳ ويوئيل ٢ ٣٣ مقابل رومية ١٠: ٩-١٤.وإشعياء ٧: ۱٤ و ۸ : ۱۰ مقابل متی ۱: ۲۳ والأمر الذي اعترضت عليه عن اللغة العبرية فهو موجود أيضا وسأقدمه قريبا.رابعا: ما قلت عن الكمال أي يجب أن يكون الإنجيل كاملا في حد ذاته، فالأمر الجدير بالاستفسار بهذا الصدد هو فيم يجب أن يكون كاملا؟ هل في عمل الصائغ أو في عمل الحداد ؟ هذا ما لا تدعيه تلك الكتب أصلا، غير أنها تدعي الإرشاد إلى طريق النجاة.فأقدم كمال الإنجيل في هذا الباب؛ فقد ورد: "لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُص." (سوى المسيح وقد ورد في الرسالة إلى أهل رومية أنه إذا كانت النجاة بالفضل فلا معنى للأعمال، وإذا كانت بالأعمال فلا معنى للفضل.فمن هنا يثبت ما قاله المسيح بنفسه: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ." (إنجيلُ يُوحَنَّا ١٤: ٦)
۱۲۰ الحرب المقدسة والجدير بالذكر أن الإله يقول غالبا في كلامه "أنا"، وهذه إشارة إلى ما قاله الإله لموسى: "أَهْيَهِ الَّذِي أَهية"، و لم أكن معروفا بهذا الاسم من قبل وأخبرك به.(الخروج ٣: ١٤).6 بقى الجواب ناقصا لضيق الوقت التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسيحيين الرئيس من قبل المسلمين ويفهم بقية جواب السيد الميرزا المحترم بقي جوابي ناقصا من قبل فأملي الآن جزأه المتبقي.يقول السيد عبد الله آتهم "الشيء المادي الذي كان مظهرا الله لا نعتبره ،إلها، لا نعتبر ابن الله جسدا، بل نعد الله روحا." إن بيانه هذا معقد وخادع جدا.كان عليه أن يقول بكلمات صريحة إننا نؤمن بعيسى إلها وابن إله لأن كل شخص يعرف أن الأجساد لا تلازم الأرواح تلازما حتميا حتى يُعدّ جسد أحد جزءا لا يتجزأ.فمثلا حين نعتبر الإنسان إنسانا فهل نفعل ذلك بناء على حيازته جسدا من نوع معين؟ من الواضح أن هذه الفكرة باطلة بداهة، لأن الجسد في تحلل مستمر بحيث يزول الجسد الأول خلال بضع سنوات ويحل فما هي المزية الفريدة للمسيح إذا في ذلك؟ فلا يُعد أحد إنسانا من حيث الجسد، بل يُعتبر كذلك من حيث الروح.لو كان شرط وجود الجسد حتميا بقي زَيدٌ وهو إنسان- زيدا بعد بلوغه من العمر ستين عاما مثلا بل سيصبح شيئا آخر، لأنه استبدل أجسادا كثيرة في غضون ستين عاما.والحال نفسه ينطبق على المسيح ال بحيث إن الجسد الذي أُعطيه من قبل والذي ولد لم ينفع من حيث الكفارة ولا من حيث أي غرض آخر.بل كان قد نال մ معه محله جسد جديد.
الحرب المقدسة ۱۲۱ جسما آخر تماما إلى بلوغه ثلاثين عاما تقريبا.وظُنّ عن هذا الجسد الجديد أنه عُلِّق على الصليب ثم جلس مع الروح على يمين الله إلى الأبد.والآن قد ثبت بكل صراحة ووضوح أنه لا علاقة للجسد صفات مع الروح وألقابها، والإنسان أو الحيوان يُعتبر إنسانا أو حيوانا نظرا إلى روحه.ولما كان الجسد في تحلل مستمر، وفي هذه الحالة إذا كان المسيحيون يعتقدون أن المسيح إله في الحقيقة فما الحاجة إلى اعتباره مظهرا لله أصلا؟ هل يقال للإنسان أنه مظهر للإنسان؟ كذلك إذا لم تكن روح المسيح روح بشرية، وما حازها في رحم مريم الصديقة بطريقة وبقانون الطبيعة المألوف الذي يحوزها به الناس أو بالأسلوب الملحوظ في مجال الطب، فلا بد من الإثبات أولا وقبل كل شيء أن ذلك الجنين تربّى بأسلوب غريب غير مألوف.ثم لماذا يُبين هذا الاعتقاد بعد كل ذلك بالتخفي كالمذعورين وبأساليب مختلفة وبطرق غريبة بل يجب القول بكل صراحة بأن إلهنا هو المسيح دون غيره.وما دامت صفات الإله الكاملة غير قابلة للتقسيم، إذا لو نقصت صفة واحدة من صفاته الكاملة التامة لما جاز إطلاق "الإله" عليه.لا أفهم كيف صار الآلهة ثلاثة والحالة هذه فلما قبلتم بأنفسكم أنه من الضروري للإله أن يكون جامعا لجميع الصفات الكاملة فما المعنى إذا لتقسيم قمتم به وهو: ابن الله إله كامل، والأب إله كامل، وروح القدس إله كامل؟ ولماذا تُطلق هذه الأسماء الثلاثة؟ لأن الاختلاف في الأسماء يقتضي أن يكون هناك نقص أو زيادة في صفة من صفات أصحابها.ولكن لما قبلتم أنه ليست هناك صفة ناقصة أو إضافية فما الذي يميز بين هذه الأقانيم الثلاثة والذي لم تميطوا عنه اللثام إلى الآن؟ والأمر الذي ستعتبرونه وجه تميز يكون صفة من جملة الصفات الكاملة التي يجب أن تكون موجودة فيمن يُسمّى إلها.فلما وجدت هذه الصفة فيمن عُدَّ إلها فإن إطلاق اسم آخر مقابله مثل ابن الله أو روح القدس يصبح لغوا وسخفا تماما.
۱۲۲ الحرب المقدسة عليك أن تتأمل جيدا في بياني هذا لأن المسألة دقيقة فلا تغيينّ هذه الأمور عن بالك عند الجواب.إن الله جامع لجميع الصفات الكاملة وليس بحاجة إلى غيره، وليس محتاجا إلى غيره لكماله.إن مثل الشجرة (العليقة) الذي قدّمه السيد عبد الله آتهم في البند الثاني ليس له أدنى علاقة بالأمر المتنازع فيه.أرجو منه أن يثبت من القرآن الكريم أين ورد فيه أن تلك النار كانت بنفسها إلــها أو كان الصوت قد صدر من النار نفسها.بل يقول الله تعالى في القرآن الكريم بصراحة تامة: فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...إن الله بريء عن التجسد والتحيّز وهو رب العالمين...وأن الله تعالى باركها بواسطة النداء.لاحظوا الآن، فقد قيل في هذه الآية بصراحة تامة: ﴿بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا أي قد باركه الله تعالى بالنداء.فتبين من ذلك أن الذي بُورك كان في النار وليس من بارك لأنه لا يشير بكلمة نُودِيَ إلى أنه هو الذي بارك مَن في النار ومَن حولها.فثبت من ذلك أن الله لم يكن في النار بنفسه، ولا يعتقد المسلمون بذلك.بل قد أزال الله جل شأنه هذه الشبهة بنفسه في الآية نفسها إذ قال: ﴿وَسُبْحَانَ الله رَبِّ كذلك.الْعَالَمِينَ، أي أن الله تعالى بريء من النزول والحلول وهو رب كل شيء.ورد في سفر الخروج: "وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهيب نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلِّيْقَةٍ: (الخروج (۳ (۲) وما كتبه السيد عبد الله أتهم أنه قد ورد في القرآن بهذه المناسبة: "أنا ربك ورب آبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، فبيانه هذا يخالف الواقع كليا إذ لم يرد ذلك في القرآن الكريم قط.فإذا كان هذا هو حال اقتباسه النصوص إذ يكتب شيئا منافيا للواقع تماما بتجاسر من عنده فلا بد من فحص المقتبسات التي اقتبسها من التوراة والإنجيل أيضا.ثم يقول: لقد ذكر المسيح في التوراة كجسد واحد بينما ذكر الأنبياء الآخرون كنفس واحدة أقول: لا توجد في التوراة كلمة جسد واحد أو نفس النمل: ۹
الحرب المقدسة ۱۲۳ واحدة بهذا المعنى.فسأكون له من الشاكرين لو أثبت ذلك من التوراة بالشرح والتفصيل أنها كلما سمت الأنبياء الآخرين أبناء الله كان المراد منه نفس واحدة، وحين سمت المسيح العليا ابن الله لقبته ب "جسد واحد".إنني أرى أن الأنبياء الآخرين قد نالوا ألقابا أفضل من المسيح في هذا الصدد لأن المسيح قد حكم بذلك بنفسه وقال ما مفاده: لماذا تسخطون من اعتباري نفسي ابن الله فقد ورد في الزبور أنكم جميعا آلهة.لقد ورد كلام المسيح في إنجيل يوحنا كما يلي: "أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ " إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ الله، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُحَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟" (إنْجِيلُ يُوحَنَّا ١٠ : ٣٤-٣٦) * فليتأمل المنصفون في هذه العبارة بتقوى الله، ألم يكن واجبا على المسيح ال في هذه المناسبة حين سئل عن بنوته أن يصرح- إذا كان ابن الله في الحقيقة- بأني ابن الله في الحقيقة وأنتم آدميون.ولكنه أفحمهم بأسلوب وكأنه ختم على أنكم شركاء بالدرجة الأولى في لقبي هذا، إذ سُمِّيتُ أنا ابن الإله، أما أنتم فقد سميتم آلهة.ثم يقول السيد آنهم صحيح أن الآخرين أيضا سُمُّوا أبناء الله في التوراة ولكن المسيح امتدح أكثر من ذلك بكثير.فجوابه أن هذه المدائح سوف تُعدّ جديرة بالاعتداد في حق المسيح حين تثبتها بحسب شروط وضعناها.وبالإضافة إلى ذلك يوافق المسيح العليا بياننا في عبارة الإنجيل يوحنا ١٠ ويعارض تفسيرك.وقد دحض المسيح بنفسه أفكارك هذه.أما ما تبقى من الجواب فسأكتبه بعد جوابك.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
١٢٤ الحرب المقدسة البيان الثالث المناظرة بتاريخ ٢٤ أيار/مايو ١٨٩٣م الوقائع اليوم بدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء جوابه الساعة ٠٦:١٦ وأنهاه في الساعة: ٠٧:١٦ ، وقُرئ على الملأ بصوت عال ثم بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء الجواب في الساعة: ٠٧:٥٠ وأنهاه في الساعة: ٠٨:٤٦ ثم قُرئ على الحضور بصوت عال.بعد ذلك بدأ السيد عبد الله آتهم بيانه في الساعة: ٠٩:٢٥ وانتهى في ١٠:٢٥ فقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم وقع الرئيسان على ما كتبه الفريقان وأعطى الفريقان بعد التوقيع.بعدها قُدّمت بعض الاقتراحات من أجل التغيير في مجرى المناظرة ولكن بقي الوضع على حاله.ثم أُرجئت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ١٢٥ من عبد الله أتهم المحترم بتاريخ ٢٤ أيار/مايو ١٨٩٣م كان من دواعي سروري أولا إذ سمعتُ أن دليل الاستقراء لا ينطبق على ولادة آدم وحواء، ونتيجته أن الاستثناء جائز في قانون عام.أولا: تقول، إن جسد المسيح كان في معرض الزوال باستمرار، لذا لم ينفع کكفارة ولا لأي غرض آخر.أقول في الجواب: نحن لا نعتبر جسد المسيح البشري هو المسيح، بل الجسد البشري كله الذي كان بريئا من الذنب وكان مخلوقا ومثلنا في جميع الأمور ماعدا الذنوب، وبالإضافة إلى كونه إنسانا- كان مظهرا لله أيضا، أي محل ظهور الله في الإنسان المقدس الذي حمل ذنوب الجميع، وحمّله هذا الحمل الأقنوم الثاني أي الإله، وبذلك تحققت الكفارة بصورة عقوبة الذنوب.ففي هذه الحالة لم تكن هناك حاجة إلى بقاء الوجود الثاني ودوامه.ثانيا: اعتراضك الثاني هو أنه إذا كان المسيح إلها فما الحاجة إلى تسميته مظهرا للإله؟ هل يسمى الإنسان مظهرا للإنسان؟ الجواب: لماذا تشبه المسيح بالإنسان فيما يتعلق بألوهيته؟ إن جسد الإنسان شيء وروحه شيء آخر، ونفسه شيء آخر تماما.فإن صفات العلم والإرادة تتعلق بالروح، أما الجسد فلا يملك العلم ولا الإرادة.والنفس قانون يوصل الغذاء إلى النباتات أيضا بواسطة العروق والأوردة ، ولكن الله أو مظهر الله بعيد عن جميع تلك العلل، وقائم بنفسه.ثالثا: يظن المرزا المحترم أن روح المسيح كانت مستمدة من مريم بحسب قانون الطبيعة لذا لا يمكن أن يكون إلها.
١٢٦ الحرب المقدسة أقول في الجواب: مع أن روح المسيح البشرية لم تُخلق بحسب قانون الطبيعة بل هي سواسية من حيث عملية الخلق وما اشتقت من روح أخرى حتى يُظَنّ أنها مستمدة من مريم لأن الروح جوهر المرء وليس اسم قانون أو قاعدة أخرى، بل تجمع في طياتها صفات الشخص وتعريفه.فلماذا تقول إذا بأن روح المسيح كانت مستمدة من مريم؟ ولماذا لا نقول بأنها خُلقت من جديد.وبالإضافة إلى ذلك ما علاقة هذا الأمر بالألوهية؟ لقد قلتُ مرارا بأنه مظهر الله بالإضافة إلى كونه إنسانا.رابعا: تتساءل، ما دام الله لا يمكن أن ينقسم فكيف يمكن إذا أن يكون هناك ثلاثة آلهة؟ وما وجه التميّز لهذا التقسيم؟ أقول في الجواب بأننا نعتقد أن سر الثالوث واحد في الحالة الأولى، أما في الحالة الثانية فثلاثة.وسنشرح ذلك في التمهيد مستقبلا.إن صفة كون الشيء عديم النظير ناتجة عن صفة اللامحدودية، لأن الشيء العديم النظير مطلقا هو الذي يُزيل حتى إمكانية وجود النظير.ويمكن أن تُمحى هذه الإمكانية فقط إذا انمحى محل النظير ومقامه أيضا، أي إذا كان ذلك الشيء أيضا غير محدود ويمكن القول بأن قدم اللامحدودية وكيفيتها واحد، لأنه لا يمكن القول متى نتجت ظاهرة عدم النظير من اللامحدودية وأين توجد، لأنها لا تنفصل عن اللامحدودية فيمكنك أن ترى من خلال هذا المثال أن الأمر القائم في نفسه كاللامحدودية، والأمر الآخر يستلزم هذه اللامحدوية نفسها.ويجب الانتباه جيدا إلى أن في هاتين الصفتين تمهيدا إذا سمّى "بداهة" فإنهما تماثلان من ناحية وتختلفان من ناحية أخرى.كما ضربنا مثلا بصفتين.فهذه الصفات تحيط بكل شيء بدلا من كونها أجزاء الشيء.كذلك الذي نسميه الإله الآب فهو قائم في نفسه مثل اللامحدودية والذي نسميه الابن وروح القدس فهما يستلزمان الإله الآب.هذه فقرة غامضة مثل كثير من عبارات عبد الله أتهم الأخرى، فنرجو المعذرة، فالإشكال في أصل نصه لا في ترجمتنا.(المترجم)
الحرب المقدسة ۱۲۷ لقد بينتُ هذا الفرق الآن، ولا نقول بأن ماهيتهم منقسمة.لسنا مشركين أيضا لأننا نؤمن بواحد لا شريك له.لا نجعل ثلاثة آلهة بل نجد الأقانيم الثلاثة في الكلام متساوين مع بعض في صفات الألوهية، فإنهم واحد في الماهية وثلاثة لكونهم متلازمين في نفس واحدة.خامسا: تسألني أن أُثبت من القرآن أن تلك النار كانت إلها في حد ذاتها أو أن صوتا صدر من النار يقول بأني أنا رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب.أقول في الجواب لا نذكر حاليا الصوت الذي صدر من الغيب وخاطب موسى غير أن الصوت كان إنى أنا ربك، (طه: ۱۳).وإذا قلت إن هذا (طه:١٣).الصوت لم يصدر من النار قلتُ: إن قرائن الكلمات لا تقول إنه صدر من مكان آخر غير النار.لقد ورد في سورة القصص عن الصوت نفسه الذي صدر من النار أو الشجرة: إني أنا الله رَبُّ الْعَالَمِينَ).والآية الثالثة التي قدمتها بالإضافة إلى آيتين أي أنا رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فهى موجودة في التوراة في الحقيقة وقد اقتبست في القرآن بمناسبة خاطئة، غير أنه يمكنك أن تعتبرني مخطئا إلى حد أني نسبت كلمات التوراة إلى القرآن ولكن لا فرق في الحقيقة بين أنا ربك ورب العالمين وبين ما ورد في التوراة: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لا أقل من ذلك ولا أكثر.ومن هنا يتبين الدليل على مظهر الله لأن الشيء المرئي لا يمكن أن يكون إلها.سادسا: أما قولك بأن كلمات جسد واحد ونفس واحدة غير موجودة في التوراة.فأقول في الجواب بأن هذا ما استنتجته تلخيصا.فلو بدأت بالمؤاخذة بهذه الطريقة سيكون ذلك كقول أحد لشخص اسمه "محمد بخش": لماذا لا تصلي؟ فأجاب: أين ورد أنه يجب على محمد بخش أن يصلي؟ هذا ليس دليلا نكتة.وإنما هي
۱۲۸ ابن الحرب المقدسة سابعا: ذكرت ما قاله المسيح الإله بأنكم لا تعتبرونه كفرا لو سُمِّي قضاتكم وكباركم آلهة وتسخطون لاعتبار نفسي ابن الله كان المسيح الإله يسمي نفسه الله أمام اليهود فكانوا يهمُّون برجمه قائلين بأنك تجعل نفسك مساويا الله باعتبار نفسك ابن الله، وهذا كفر لذا نرجمك فأزال إلهنا شبهتهم قائلا: من كان مساويا للإله كان إلها، فإذا أطلقتُ على نفسي إلها فقد أطلق على کباركم آلهة فلماذا لم تتهموهم بالكفر؟ وبذلك أفحمهم الإله، ولم ينكر ألوهيته و لم يقدّم دليلا على ذلك.فكلامه هذا كلام منفصل لا يشمل الإقرار بنقص أو زيادة.ثامنا: قلت لم يُمدَح المسيح في التوراة أكثر من الأنبياء الآخرين، أقول في الجواب بأنهم كلهم حسبوا المسيح مدار النجاة، فكيف تقول أنت وحدك: لم تذكر صفات المسيح أكثر من الأنبياء الآخرين عن أي نبي سوى المسيح قيل إنه: "رَجُل رفقَتي" زَكَريَّا) (۱۳ (۷) وذلك يهوا صدقنو" أي العادل سيأتي على كرسي داود؟ (انظروا إرميا (۲۳) (٥-٦-٧) و "مُشيرا، إلها قديرًا، أَبا ٢٣: أَبَدِيَّا، رَئِيسَ السَّلَامِ.* لِنُمُو رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مملكته" (إشعياء ٩ : ٦-٧).تتمة لقد بقى الكلام من البارحة حيث سألت عن أفضلية كلام الإنجيل فاقرأ الإنجيل (يوحنا ١٢: ٤٨ -٥٠.الإنجيل كلام ينال الناس أي العالم كله العدل بحسبه.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۱۲۹ جواب السيد المرزا المحترم ٢٤ أيار/مايو ١٨٩٣م بسم الله الرحمن الرحيم بقيت البارحة بعض الأسئلة فأرد عليها أولا يسألني السيد عبد الله آتهم: ما هو الاستقراء؟ وما تعريفه؟ فليكن واضحا في الجواب أن المراد من الاستقراء الجزئيات المشهودة قدر الإمكان وقياس بقية الجزئيات عليها.أي بقدر ما تكون الجزئيات أمام أعيننا أو يمكن إثباتها في سلسلة التاريخ ولها شأن خاص وحالة خاصة بطبيعتها تُقاس عليها بقية الجزئيات كلها، ما لم يثبت خلافها ويقدم.فمثلا قلت من قبل بأنه قد ثبت وصار مسلم الثبوت بعد تتبع كافة جزئيات بني البشر قدر الإمكان أن للإنسان عينين.فإن مبدأ العينين سيبقى قائما وثابتا ما لم يُثبت بخلافه وجود أربع أعين أو أكثر للإنسان.فقلتُ بناء على ذلك بأن الدليل العقلي أي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ الذي قدمه الله جل شأنه على سبيل الاستقراء هو دليل قاطع ويقيني في هذا المجال.وما لم يُنقض هذا الدليل ولم يُثبت أنه قد جاء أبناء الله أيضا مع رسالات الله من قبل لا يمكن إثبات كون المسيح ال ابنا حقيقيا لله لأن الله جل شأنه يلفت الأنظار في هذا الدليل بوضوح تام إلى أنه يمكنكم أن تفحصوا سلسلة الأنبياء منذ فجر سلسلة النبوة؛ فهل جاء إلى الدنيا مرة إلة أو ابن إلـه أيضا دون الإنسان؟ وإذا قلتم بأنه لم يأت من قبل، وقد أتى الآن فهذا يسمى "المصادرة على المطلوب" في مجال المناظرة، أي تقديم الأمر المتنازع فيه نفسه كدليل، إذ إن الأمر قيد البحث هو كيف نقض المسيح هذه السلسلة المتصلة والمرفوعة وجاء إلى الدنيا بصفته ابن الله؟
۱۳۰ الحرب المقدسة وإذا قيل إن آدم العلم أيضا نقض هذه السلسلة العادية بولادته بأسلوب جديد، فالجواب هو بأننا أيضا نقول بأنه لو قدم بالأدلة العقلية والتاريخية أمر خاص يناقض سلسلة الاستقراء وأثبت بالأدلة العقلية والتاريخية لقبلناه.والمعلوم في أن كلا الفريقين معترف بولادة آدم بطريقة خاصة، بمعنى أنها ثابتة كسنة الله الخلق، كما أن خلق الإنسان من النطفة أيضا سنة الله في الخلق.فلو أُريد تشبيه المسيح بآدم والاستفادة من هذا المثل لوجب إثبات كون المسيح ابن الإلـه أو إلها في حد ذاته ومجيئه إلى الدنيا بصفة الإله أو ابن الإله بنقض السلسلة السابقة المشهودة ،والثابتة بالأسلوب نفسه وبناء على الأدلة العقلية نفسها التي أقر بسببها بولادة آدم اللي بطريقة خاصة.عندها لن يكون هناك سبب للإنكار لأنه إذا ثبت أمر يناقض سلسلة الاستقراء فإنه أيضا يدخل في قانون الطبيعة وسنن الله، لذا لا بد من إثباته، ولكن بأدلة عقلية.ثم يقول السيد عبد الله أتهم بأنه يجب أن يشرح الإلهام نفسه بنفسه.فليكن واضحا أننا متفقون معه في ذلك.لا شك أن من الشروط الضرورية للإلهام الصادق أن يشرح بنفسه مواضعه المجملة.كما في القرآن الكريم آية في سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، فإن عبارة: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مجملة وتحتاج إلى الشرح، فشرحها الله تعالى في آية أخرى: فقال: فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ.ثم يقول السيد أتهم في كلامه الذي ألخصه هنا بأنه ليس ضروريا لإلهام من الله أن يثبت دعاويه بأدلة عقلية بل يكفيه البيان فقط وسيستخرج قراء الكتاب الأدلة بأنفسهم.لقد أدلى السيد آتهم بهذا البيان على سبيل الحذر والحيطة وكإجراء وقائي لأني كنت قد قدمت دليلا بأنها علامة هامة وشرط ضروري لكتاب الله الصادق أن يقدم دعواه بنفسه ويقدّم الدليل عليها أيضا بنفسه ليفهم النساء: ۷۰
الحرب المقدسة ۱۳۱ كل قارئ دعواه جيدا بالاطلاع على أدلة مقنعة فلا تبقى الدعوى بلا دليل.لأنه مما يعيب المتكلم أن يستمر في الإدلاء بالدعاوي فقط دون أن يأتي عليها بدليل، فقلق السيد آنهم بسماع هذا الشرط بأن إنجيله خال من هذه المرتبة العليا، ولا يمكن أن يبارز القرآن الكريم في ذلك بحال من الأحوال، فرأى من المناسب أن يتخلص منه بحيلة ما.فأرى أنه من منة السيد آتهم على الإنجيل الشريف أن يسعى لستره.ولكن من المؤسف حقا أنك لم تنتبه عند كتابة تلك الكلمات إلى أنك عملت نائب المفوض إلى فترة من الزمن، وتعلم جيدا كيف يحكم الحاكم بين المتخاصمين نتيجة حكومته.هل حدث مرة أن أصدرت الحكم في قضية ما لصالح فريق أو ضد فريق ثم رأيت من اللغو كتابة البيان النهائي الذي تُذكر فيه أسباب مدعومة بالأدلة لاعتبار الصادق صادقا والكاذب كاذبا؟ ولا بد أيضا من الانتباه إلى أن هذه أمور دنيوية والخسارة فيها أيضا لا تهم كثيرا، ولكن هل يجوز لكلام الله - الذي يتوعد بجهنم أبدية نتيجة إساءة الفهم- أن يوقع عالما في مصيبة نتيجة إدلائه بالادعاء فحسب دون أن يقدم عليه أدلة وبراهين يتحتم عليه بيانها؟ هل هذا هو مقتضى رحيمية الله؟ بالإضافة إلى ذلك إنك تعلم أيضا أن الأنبياء يأتون حين ينتشر الظلام في الدنيا وتضعف العقول، وتتقاصر الأفكار، ويغلب دخان الأهواء النفسانية ويهيج.والآن، قل عدلا وإنصافا: ألا يجب على الله في هذه الحالة أن يقدم کلامه بأدلة كاملة لرفع الظلام وإخراج الناس منه وليس أن يدلي ببيانات معقدة تحتوي على لف ودوران فيوقعهم في ظلمة وحيرة أكثر من ذي قبل؟ 28 من المعلوم أن اليهود بني إسرائيل- قبل المسيح كانوا يؤمنون بالله بكل بساطة، وكانوا مطمئنين بهذا الإيمان وكان كل قلب ينادي عفويا أن الله حق وهو خالق الأرض والسماء وخالق الأشياء الحقيقي وواحد لا شريك له، ولم يكن لأحد أدنى تردد أو شك في معرفة الله.ثم حين جاء المسيح الله احتار اليهود بسماع كلامه وقالوا في أنفسهم أيّ إله يقدمه هذا الشخص؟ إذ لا
۱۳۲ الحرب المقدسة الله ذكر في التوراة لإله من هذا القبيل.عندها قدم المسيح الذي كان نبي الصادق وحبيبه وصفيه بغية إزالة شبهة اليهود الباطلة تلك التي كانوا قد رسخوها في أذهانهم نتيجة قصر نظرهم - كلامه المبارك المذكور في إنجيل يوحنا ١٠: ٢٩-٣٦، أنقل تلك العبارة بنصها لكي يطلع الحضور كلهم على كلام المسيح الا ويتأملوا فيه ويتدبروه لأنه يُصدر حكما صريحا بيننا وبين المسيحيين، وهو كما يلي: "أَبي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلَاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَحْطَفَ مِنْ يَدِ أَبي أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ * فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ * أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةٌ أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي.بِسَبَبٍ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟"* أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: "لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ * * * عَمَل حَسَن، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفِ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانُ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِهَا" أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ " إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ الله، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ * فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَم أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إنِّي ابْنُ الله؟" الآن، يستطيع كل عادل وملتزم أن يفهم أن اعتراض اليهود كان مبنيا على أنهم ظنوا بسماعهم كلمة "أبي" و"أنا والآب واحد" أنه يعتبر نفسه ابنا حقيقيا لله.فأجابهم المسيح بكل وضوح ما معناه بأنه ليس في شخصي أية خصوصية إضافية، ألا ترون أن كلمة الإله قد أطلقت عليكم أيضا.من الواضح أنه لو كان المسيح يحسب نفسه ابن الله على وجه الحقيقة لقال بكل وضوح كالأبطال الشجعان عند هذا النقاش الحاد والمشادة الكلامية حين اتهمه اليهود- بأني ابن الله على وجه الحقيقة.ولكن ما هذا الجواب إذ قال بأنه إذا كنتُ إذ أحسب نفسي ابنا فأنتم أيضا قد سميتم آلهة؟ بل الحق أنه كان من شأن هذه المناسبة أن تقوّي إثبات ادّعائه كثيرا ليدلي بجميع تلك النبوءات - بحسب قول السيد آتهم التي ذكرها في جوابه البارحة، بل ذكر قائمتها الطويلة.
الحرب المقدسة ۱۳۳ وكان من واجبه الله أن يقول حينذاك: لماذا تغتاظون بهذا الكلام البسيط إذ قلتُ بأني ابن الله؟ بل أنا إله أيضا بحسبما ورد في كتبكم وبحسب نبوءة كذا وكذا، فأنا إله قادر على كل شيء ورجُل رفقة الله أيضا.فهل من مرتبة من مراتب الألوهية لا أحتلها؟ إذا، فإن هذه العبارة تحل جميع عبارات الإنجيل وكافة نبوءاته وبمنزلة تفسيرها ولكن للذي يخشى الله.ثم يقول السيد آتهم: لماذا تطلب اتفاق اليهود معنا؟ فليكن واضحا أنني أطلب اتفاق اليهود لأنهم أولاد الأنبياء وظلوا يتلقون التعليم من الأنبياء على مرّ العصور.ويشهد الإنجيل أيضا أنهم أعطوا كل تعليم بواسطة الأنبياء.بل يشهد عيسى ال بنفسه إذ يقول: عَلَى كُرْسِي مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ * فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ".(إنجيلُ مَتَّى ٢٣: ٢-٣) واضح من قول المسيح المذكور آنفا أنه ينصح أتباعه وتلاميذه بأن رأي اليهود في العهد القديم جدير بالاعتداد ،به فاقبلوه لأنهم جالسون على كرسى موسى.يتبين من هنا أن رفض شهادة اليهود يدخل في معصية المسيح ال.لا يقول اليهود في تفاسيرهم إنه سيأتي إله حقيقي أو ابن حقيقي للإله.بل ينتظرون مسيحا صادقا، ولا يعدّون المسيح إلها، وإلا يجب إثبات ذلك من كتبهم.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
١٣٤ بيان عبد الله أتهم المحترم ٢٤ أيار/مايو ١٨٩٣م بقية الجواب: أفضلية كلام الله وكماله الحرب المقدسة أولا: يدعي الإنجيل أنه كلام لا يزول، وسيُحكَم بين الناس بحسبه.(إنجيل يوحنا ١٢: ٤٨ -٥٠) ثانيا: يقول الإنجيل عن نفسه إنه كاشف السر الأزلي للنجاة.(الرومية ١٦: ٢٥ - ٢٦ ) و (رسالة بطرس الرسول الأولى ١: ٢٠) ثالثا: يعلن الإنجيل إنه قدرة الله.(الرومية ١: (١٦) رابعا: يدّعي الإنجيل أنه نور الحياة والبقاء.(الرسالة الثانية إلى تيموثاوس ١: ١٦) خامسا: يقول الإنجيل إنه ليس نتاج حكمة الإنسان بل هو كلام روح (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ۲ ۱۲ ،۱۳ ورسالة بطرس الرسول الثانية ١: ١٩) الله سادسا: كل إنجيل أدنى مقابل هذا الإنجيل: (الرسالة إلى أهل غلاطية ١: ٨) فهذه هي الأمور التي تدل على أفضلية كلام الله وكماله وفضيلته وإفاضته، وليست الأمور المتعلقة بالعشرة التي يمكن للحكماء والأطباء أيضا أن يشرحوها للناس شرحا مقبولا.لقد قلت: يقول القرآن الكريم: أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، ولكني أظن أن هذا الكلام بحسب نص القرآن يتعلق بالعِشرة وذكر فيه الحلال والحرام.الجواب على اعتراضات ٢٤ أيار/مايو ١٨٩٣م الأول: لقد فهمتُ معنى الاستقراء أن المراد منه القانون الذي تنص عليه التجربة أنه إذا من حيث المعمول به منذ القدم إن قول السيد المرزا في ذلك صحيح
الحرب المقدسة ۱۳۵ كان فيه استثناء فلا يكفي إثبات إمكانيته بل يجب إثباته على وجه الحقيقة.فهنا أريد القول بأن قضية المسيح استثنائية تماما وقد قدمنا عليها عبارات من كلام الله.وبالإضافة إلى ذلك أريد أن أبين أن الكثرة في الوحدة مذكورة في العهد القديم.ولولاها لكان بالإمكان أن يُعَدّ اليهود صادقين.وما دام ذلك موجودا هناك فيجب ألا يكون لديهم اعتراض أقدّم نظيرين كمثال.أولا: جاء في سفر التكوين: "ويومر الوهيم نعشا آدام سلمنو قد ميتونو" أي: "وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا"، (سِفْرُ التَّكْوِينِ ١: ٢٦).ثانيا: ورد في السفر نفسه: وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".(سِفْرُ التَّكْوِينِ (۳ (۲۲) العبارة: "كَوَاحِدٍ مِنَّا: تقابلها بالعبرية: "كاحد ممنو" ونظرا إلى صيغة المتكلم مع الغير استنتج منها اليهود أن الله يصطحب الملائكة بهذه المناسبة.وقال السير سيد أحمد خان إن المراد من "الغير" هنا هم الأوادم الذين كانوا قبل آدم المعروف وهلكوا نتيجة ارتكابهم الذنوب.ولكن كلمة: "لو" ممنو" ليست صيغة المتكلم مع الغير بل هي صيغة جمع الغائب.ما يقصده كلا الفريقين هو ألا يثبت تعليم الكثرة في الوحدة.= الثاني: والآن نسألهما ما يلي: (۱) نتوجه إلى اليهود ونسألهم: أين مرجع الملائكة كما تظنون في نص الكلام؟ أليست صيغة المتكلم المذكور هنا اسم الضمير ؟ أليس ضروريا أن يكون مرجع اسم الضمير مذكورا قريبا منه؟ وإذا كان الكلام بغير ذكر المرجع أفلا يُعَدّ مبهما وخبطا؟ فمثلا إذا قلتُ لأحد إن ذلك الأمر كان هكذا دون ذكر ذلك الأمر في الكلام قبله وبعده، أفليس ذلك تخبطا في الكلام؟ فإذا كانوا يذكرون معية الملائكة يجب عليهم أن يُثبتوا ذكرهم في النص.ثانيا: إذا كان المراد من ذلك هم الملائكة فلا بد أن يملكوا عن السيئة علما ذاتيا أو مكتسبا.إذا كان ذاتيا فلا يمكن أن يكونوا مخلوقين، لأن العلم الذاتي يكون
١٣٦ الحرب المقدسة قائما بالذات.أما إذا كان مكتسبا فإن الاكتساب يجعلهم نجسين.فكيف صاروا صالحين كالخالق الأقدس حتى يكونوا في معيته؟ كذلك سؤالنا الأول الموجه إلى سيد أحمد خان هو السؤال نفسه وهو: أين يوجد في النص مرجع الأوادم الذين يُتصوَّر أنهم كانوا قبل آدم المعروف؟ بل أين يوجد ذلك في علمك المتعلق بطبقات الأرض أيضا الذي تعتز به دع عنك ذكره في النص؟ بل إذا وجد في أي فرع من فروع العلوم-ناهيك عن علم طبقات الأرض- فليخبرني، ولكني على يقين أنه لن يستطيع ذلك قط، كما لا يستطيع اليهود أيضا أن يخلصوا من هذه المسؤولية، ولكنهم يقدمون أفكارا باطلة لإفحام المسيحيين.أية عبارة يمكن أن تكون أوضح من القول: "هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ" وهل يمكن تأويل مثل هذه العبارة؟ نحن نعرض هذه العبارة على كافة المعايير لعلم اللغة والاصطلاح والمنطق والمعاني والصرف والنحو.لقد قال سيد أحمد خان أن صيغة الجمع في "ألوهيم" جاءت تعظيما وتبجيلا، ولكني أرجوه أن لنا- يستخرج من أو الأحداث- وجود ظاهرة التعظيم أو التذليل في الأسماء الخاصة.هل يمكن أن الطبيعة يكون اسم سيد أحمد، سيد أحمدون " أيضا؟ أليس هذا لغوا وتعنتا محضا؟ يقول سيد أحمد إن الياء والميم في كلمة "بعليم" و"استرافيم" جاءتا للتعظيم وتفخيم الشأن، ولكن قوله هذا أيضا باطل بل أبطل، إذ كانت تلك آلهة افتراضية وليست أشخاصا حقيقيين.وكانت تُعبد في أماكن مختلفة لكونها أصناما.وبناء على كثرة عدد الأصنام ذُكرت الكثرة في الأسماء.كما يُؤتى بأوثان "كرشن" أو "رام" شندر" من "جسمير" ويقال بأننا نتاجر في "كرشنات" و "رام شندرات".ما أهدف إليه هو أنه لا تعظيم ولا تذليل في الأسماء الخاصة.ثالثا : الأمر الذي يكون فوق الإدراك فسنقدم إمكانية وجوده بالعقل، وتثبت وقوعه من الكلام فقد قدمنا ألوهية المسيح ومسألة التثليث في التوحيد بكل
الحرب المقدسة دقة ۱۳۷ من الكتب الموحى بها، وأثبتنا إمكانيتها أيضا بواسطة العقل، فلم يبق علينا شيء من مسئولية الإثبات.رابعا: يجب أن يكون الإلهام هو شارح الإلهام.إن كثيرا من كلامك في هذا الموضوع صائب وأفضل لأنه إذا بدا الإلهام مجملا ومبهما في بعض الأحيان فيمكن أن يشرحه جيدا إلهام آخر أما إذا كان الإلهام يشمل تعليما مرة واحدة وكان غير مشروح أيضا فهناك مجال لتأويله من حيث العقل.ففي هذه الحالة لن نطرحه في سلة المهملات بل سنأوله تأويلا عقليا.فقط،.الله خامسا: ما قاله المسيح الإله: لماذا تتهمونني بالكفر لاعتبار نفسي ابن يُطلق "ألوهيم" على قضاتكم وصلحائكم؟ فإن كنتم لا تتهمونهم بالكفر فلماذا تتهمونني به؟ فلم ينكر المسيح ألوهيته قط بهذا الكلام بل حسب غيظهم في غير محله ومنعهم من ذلك.وإضافة إلى ذلك فقد ورد في إنجيل متى ١٦: ١٣-١٦ أن الإله قبل من الحواريين هذا الخطاب بحقه بأنه ابن الله الحي.ثم جاء في إنجيل متى: فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟ " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ قُلْتَ!" (إِنْجِيلُ مَتَّى ٢٦: ٦٣ - ٦٤) (والباقي لاحقا).التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
۱۳۸ الحرب المقدسة البيان الرابع مناظرة بتاريخ ٢٥ أيار/مايو ١٨٩٣م الوقائع بدأ اليوم السيد المرزا المحترم بإملاء جوابه في الساعة ٠٦:٠٨ وأنهاه في الساعة ٠٧:٠٨.عندها طرح على بساط النقاش اقتراح باتفاق الجانبين أنه ما دام الناسخون يقارنون المقالات عندما تُقرأ على الحضور - فيفقد المقال متعته بسبب تدخلهم عند قراءته فلا يستمتع به المستمعون لذا تقرر أن يقارن الكتاب المقالات قبل أن تُقرأ على الحضور.ومن ثم بدأ عبد الله آنهم بإملاء الجواب في الساعة ٠٧:٥٤ وأنهاه الساعة ٠٨:٥٤، وبعد المقارنة قرئ على الحضور بصوت عال.بعد ذلك بدأ السيد المرزا المحترم إملاء الجواب في الساعة ٠٩:٢٤ وأنهاه الساعة ۱۰:۲٤ ، وبعد المقارنة قرئ على الحضور بصوت عال.ثم وقع الرئيسان على مقالي الفريقين وسُلّما إلى الفريقين، وأرجئت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۱۳۹ بيان المرزا المحترم ٢٥ أيار/مايو الساعة ٠٦:٠٨ لقد قلتُ من قبل في ذكر العلامة الإعجازية والضرورية للكتاب السماوي أنه لا بد من المقارنة بين الكتابين أي الإنجيل والقرآن الكريم من حيث كمالاتهما الذاتية، فأمسك السيد أتهم بكلمة "كمال" وتساءل: ما المراد من الكمال؟ الكمال في عمل الصائغ، وكمال في عمل الحداد بل هناك كمال في الإرشاد إلى سبيل النجاة.أقول في الجواب: إن ادّعاء الإرشاد إلى سبيل النجاة سيُعدّ كمالا حين إثباته وإلا فإن ذكره قبل ذلك في غير محله بحسب رأيي.وليكن واضحا أن الله جلّ شأنه قد ادعى كمال تعليمه في القرآن الكريم فقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعْمَتِي ) ١.ثم شرح هذا الإكمال والمراد منه في موضع آخر فقال: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ السَّمَاءِ * تُؤْتِي أَكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ وَفَرْعُهَا فِي لعلهم.* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ احْتُتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۲....أي أن القول المتحقق والمدعوم بالأدلة مدعاة لتثبيت صاحبها في هذه الدنيا وفي الآخرة أيضا...، فالذين يختارون الظلم يضلهم الله، أي أن الظالم لا ينال نصرة على الهداية ما لم يطلبها بنفسه.لاحظوا الآن أن السيد أتهم اكتفى بالقول في شرح الآية: (أَكْمَلْتُ لَكُمْ)؛ لعلها تبدو متعلقة بأمور العِشرة.وقد قبل أيضا أنه يجب ألا يُستنبط من الآية المائدة: ٤ إبراهيم: ٢٥-٢٨
١٤٠ الحرب المقدسة معنى إلا ما يبينه الكتاب الموحى به بنفسه، وأن شرح الكتاب الموحى به مقدَّم على شروح أخرى.لقد بين الله تعالى في هذه الآيات أن كمال الكلام المقدس يعتمد على ثلاثة أمور أولا أَصْلُهَا ثابت ) : أي أن تكون أصوله الإيمانية ثابتة ومتحققة وبالغة درجة اليقين الكامل في حد ذاتها وأن تقبلها فطرة الإنسان لأن المراد من الأَرْض هنا هو فطرة الإنسان كما يدل عليه لفظ من فوق الأَرْضِ بصراحة تامة، ولن ينكره السيد آتهم أيضا.فملخص الكلام أنه يجب أن تكون الأصول الإيمانية متحققة ومنسجمة مع فطرة الإنسان.ثم يبين الله الا الله العلامة الثانية للكمال في قوله: فَرْعُهَا فِي السَّمَاء).بمعنى أن الذين يرفعون أنظارهم إلى السماء أي يتدبرون في الكون تنكشف عليهم الحقيقة وأن تكون فروع ذلك التعليم مثل بيان الأعمال، وبيان الأحكام، وبيان الأخلاق بالغة مرتبة كمال لا يُتصور المزيد عليه.كما أن شيئا إذا بدأ من الأرض وبلغ عنان السماء فلا يتصور المزيد عليه.والعلامة الثالثة للكمال التي بينها وهي تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلِّ حِين أي يجب أن تُعطي ثمارها دائما وألا يصير يوما من الأيام كشجرة يابسة خالية من الثمار والأزهار تماما.لاحظوا الآن يا سادتي أن الله تعالى قد شرح بنفسه قوله : (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ) وجود د هذه العلامات الثلاث فيه أمر محتوم.فقد بين هذه العلامات الثلاثة بأن ثم أثبتها أيضا.إن الأصول الإيمانية التي هي العلامة الأولى ويراد بها شهادة "لا إله إلا الله" قد ذُكرت في القرآن الكريم مفصلة بحيث لو كتبتُ الأدلة لما جميع وسعتها بضعة أجزاء الكتاب أيضا، فسأكتب قليلا منها على سبيل المثال.يقول الله تعالى في سورة البقرة: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
الحرب المقدسة وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أَي إِن جميع الأشياء المذكورة هنا هي آيات على وجود الله وتوحيده وإلهامه وكونه مدبّرا بالإرادة.لاحظوا الآن كيف استدل الله جل شأنه على المبدأ الإيماني هذا بواسطة قانونه في الطبيعة أي بواسطة خلقه الذي يوجد في الأرض والسماء وبالتدبر فيهما يتبين بجلاء بحسب منطوق هذه الآية أن لهذا العالم خالقا أزليا وكاملا وواحدا لا شريك له ومدبرا بالإرادة ومرسل رسله إلى الدنيا.والسبب في ذلك جميع أنواع خلق الله وسلسلة نظام العالم الذي نراه بأم أعيننا أن هذا العالم لم يأت إلى حيّز الوجود من تلقاء نفسه بل له موجد وخالق، ومن صفاته الضرورية أن يكون رحمانا ورحيما ومدبّرا بالإرادة وواحدا لا شريك أن يوحي بجلاء له، أزليا وأبديا وجامعا لجميع الصفات الكاملة ومنزل الوحي أيضا.والعلامة الثانية أي: فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، فيستطيع أن يراها الناظرون إلى السماء أي الذين يتدبرون قانون الطبيعة ويجب أن يحتل هذا التعليم درجة عليا.إن جزءا من هذا الإثبات يتبين من الآية المذكورة آنفا لأنه عل بين في القرآن الكريم: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومعناه أنه جل شأنه رب العالمين جميعا وعلة العلل لكل أنواع الربوبية، وأنه "الرحمن" أيضا أي يعطي خلقه أنواع الآلاء والنعم دون أن يحتاج إلى أي عمل منهم.وهو "الرحيم" أيضا أي ينصر الذين يعملون الصالحات ويبلغ أهدافهم مبلغ الكمال.وهو "مالك يوم الدين أيضا، أي في يده الأجر والعقاب فيعامل عباده كما يشاء.فله أن يعاقب العبد إذا شاء بما يناسب عمله السيء أو يهيء له أسباب المغفرة إذا شاء ذلك.وكل هذه الأمور تتبين بجلاء بالنظر إلى هذا النظام الذي أقامه الله جل شأنه.البقرة: ١٦٥
١٤٢ الحرب المقدسة ثم بين الله العلامة الثالثة فقال : تُؤتي أكلها كُلّ حِينٍ أي من علامات الكتاب الكامل أن الثمار التي يعد بإعطائها يجب ألا تبقى وعودا بحتة بل ينبغي كافة أن تؤتي ثمارها كل حين وآن.وقد أراد الله من الثمار لقاءه جل شأنه مع مستلزماته مثل البركات السماوية ومكالمات الله والقبول والخوارق من كل نوع كما يقول : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ....أي قد وجدتم الآن تلك الجنة، وبذلك بدأت حياة الجنة من الآن، ولكن كيف بدأت؟ فقال: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ...وفي كلمة "نُزُل" أشار إلى ثمرة ذكرت في الآية: تُؤتِي أُكُلَها كُلِّ حِين.لقد فاتني أن أذكر عن الآية: ﴿فَرْعُهَا فِي الآية: ﴿فَرْعُهَا فِي السَّمَاء أمرا آخر وهو: ما المراد من كمال هذا التعليم نظرا إلى بلوغه أعلى درجات الارتقاء؟ فبيان ذلك أن كافة التعاليم التي جاءت قبل القرآن كانت مثل قانون خاص بقوم أو بزمن معين، ولم تملك قوة للإفادة العامة.أما القرآن الكريم فقد جاء لتعليم جميع الأقوام والأزمنة وتكميلها فيمكن القول على سبيل المثال أن تعليم موسى يتضمن تأكيدا شديدا على العقوبة والانتقام كما يتبين من الفقرات مثل السن بالسن والعين بالعين.أما تعليم المسيح ففيه تركيز شديد على العفو والصفح، ولكن كلا هذين التعليمين ناقص كما هو معلوم، إذا لا يفيد الانتقام دائما ولا ينفع العفو كل حين بل ينفع اللين في محله وتفيد القسوة في محلها المناسب كما يقول الله جل شأنه: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله (الشورى: ٤١)، أي الأصل في الموضوع أن جزاء السيئة سيئة مثلها ولكن الذي يعفو - وكانت نتيجته الإصلاح وليس الفساد أي يكون العفو في محله المناسب وليس في غير محله - فأجره على الله، أي هذا هو الطريق الأحسن.فصلت: ۳۱-۳۳ رية
الحرب المقدسة ١٤٣ لاحظوا الآن أي تعليم يمكن أن يكون أفضل منه إذ وضع العفو في محله والانتقام في محله.ثم يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) أي أن الله يأمر أن اعدلوا بل تزيدوا على العدل وأحسنوا، بل ينبغي أن تزيدوا على الإحسان أيضا وعاملوا الناس باللطف كأنهم ذوو القربى والأحباء لكم.يجب الانتباه إلى أن المراتب ثلاثة فقط.أولا: أن يعدل الإنسان، أي يتمنّى الحق مقابل الحق.وإذا زاد على ذلك فتليه مرتبة الإحسان.وإذا تقدم على ذلك فيغض بصره عن المنة أيضا ويواسي الناس بحب كما تواسي الأم ولدها بحماس طبيعي وليس بنية المنة.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين النحل: ۹۱
١٤٤ الحرب المقدسة بقية بيان السيد عبد الله أتهم من :البارحة ٢٥ أيار/مايو ١٨٩٣م يقول المرزا المحترم بأن الأمور التعليمية التي تؤخذ من الكتاب الموحى به، يجب إثباتها أيضا من خلال بيان الكتاب نفسه حتى لا يختلط الحابل بالنابل أي يكون بعض الأشياء من تعليم الكتاب وبعضها من نتاج ذهن شخص يهب لتأييد هذا التعليم.أقول في الجواب بأني قد أعددت فهرسا مختصرا ليمليه القسيس تامس هاؤل لأني إنسان ضعيف، وهو هذا: الأول: الكثرة في الوحدة: فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ الرَّبُّ بِرُّنَا إِرْمِيا) (٢٣ ٦) وفي الأصل: "يهو صدقنو"." الْعَدْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنَا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ".(إِشَعْيَاءَ ٧: ١٤) تَشَاوَرُوا مَشُورَةٌ فَتَبْطُلَ.تَكَلَّمُوا كَلِمَةٌ فَلاَ تَقُومُ، لأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا".(إِشَعْيَاءَ ۸ : ١٠) الكلمة هنا هي "عمانوئيل".وإشعياء ٤٠ ٣، وملاخي ۳: ۱، مقابل إنجيل متى ۳ ،۳ :وزکریا :۱۲ ۱ ، و ۱۰ ، مقابل إنجيل يوحنا ١٩: ٣٧، وإشعياء ٦ ٥، مقابل إنجيل يوحنا ١٢: ٣٧، و ٤٠ و ٤١.(۱۰ * الثاني: صفات الألوهية الضرورية في المسيح: أولا: الأزلية، فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الله " هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ " كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٍ مِمَّا * كَانَ" (إنْجِيلُ يُوحَنَّا ١ : ١-٣).قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ".(إنجيلُ يُوحَنَّا ٨ : ٥٨)
الحرب المقدسة ١٤٥ "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، البدَايَةُ وَالنّهَايَةُ.يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاهوتي ١ : ٨).إنجيل يوحنا ١٧ ٥ ، وإشعياء ٤٤ ٦ ، مقابل رؤيا يوحنا اللاهوتي ٢ ٨، وميخا ه: ۲۰.ثانيا : صفة الخلق: "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٍ مِمَّا كَانَ إِنْجِيلُ يُوحَنَّا ١ : (٣)."كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُونَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفُهُ الْعَالَمُ." (إنجيلُ يُوحَنَّا ١ : ١٠) كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ * الَّذِي وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاء بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ".(الرِّسَالَةُ إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ ١ : ٢-٤) رسالة إلى أهل كولوسي ١ : ١٥-١٦-١٧، ورسالة إلى أهل أفسس ٣: ٩، والمكاشفات ١: ١٤، يقابلها الأمثال ١: ٨.ثالثا: محافظ كل شيء الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ." (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسي (۱ : ۱۷ يقابله : إشعياء ٤٤ ٢٤ ، والرسالة إلى العبرانيين ١: ١و ٢ و ۳ و ۱۰.6 أَمْسًا رابعا: لا يتغير: في رسالة إلى العبرانيين ۱۳: ۸ "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" والمزامير ۱۰۲: ٢٥ و ٢٦ و ٢٧، مقابل العبرانيين ١: ٨ و ۱۰ و ۱۱ و ۱۲.خامسا: علمه المحيط بكل شيء: "فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلِّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ." (الْمُلُوكِ الْأَوَّلُ ۸ : ٣٩) (هذا من صفات الله ومقابله في المكاشفات: "فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأَعْطِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ." (رُؤْيَا
١٤٦ الحرب المقدسة يُوحَنَّا اللاهوتي ٢ : (۲۳.إنجيل متى :۱۱: ۲۷ و ٩: ٤، و١٢: ٢٥.وإنجيل لوقا :٦ ٨ و ٩ ٤٧.وإنجيل يوحنا ١: ٤٨ و ١٦: ٣٠ و ٢١: ١٧.و رِسَالَة إِلَى أَهْلِ كُولُوسي ٢: ٣.سادسا: الموجود دائما: (من حيث المكان "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ.(إِنْجِيلُ مَتَّى ۱۸: ۲۰)."وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ السَّمَاءِ إِلَّا الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ." إنْجِيلُ يُوحَنَّا ۳ : ۱۳) (من حيث الزمان إنجيل متى ٢٨: ٢٠، وإنجيل يوحنا ٤٨:١ سابعا: القادر على كل شيء: "كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الْأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذَلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ." (إنْجِيلُ يُوحَنَّا ، حَنَّا ٢١).ه: (۲۱)."أَنَا هُوَ الْأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (رُؤْيَا يُوحَنَّا اللاهوتي (۱ (۸).وإنجيل متى ٢٨: ١٨، وإنجيل مرقس ١: ٢٧، وإنجيل يوحنا ٣ : ٣١ - ٣٥،و ١٦ :١٥، ورسالة إلى أهل فيلبي ٣: ٢١.والرسالة إلى العبرانيين ٧ ٢٥ ، ورسالة بطرس الأولى ٣: ٢٢.ثامنا: الحياة الأبدية."قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ." (إنْجِيلُ يُوحَنَّا ۱۱ : (۲٥) ورسالة يوحنا الأولى ٥: ۲۰ الثالث: المسيح مالك الكل: "لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاء وَالأَمْوَاتِ" (رسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُول إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ ١٤: ٩)."الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْفَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الْأَرْبَابِ".(رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُول الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ (٦ (١٥ وأعمال الرسل ١٠: ٣٦، والرسالة إلى أهل أفسس ۱ : ۲۲ - ۲۳ ، والمكاشفات: ١٩: ١٦.الرابع: يملك القدرة على العالم كله: "فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: "دُفِعَ إلَى كُلِّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الْأَرْضِ إِنْجِيلُ مَتَّى ۲۸: ۱۸).وإنجيل متى ۱: ۱۷، والعبرانيون ١: ٣.
الحرب المقدسة ١٤٧ الخامس: عبادة المسيح قائمة العبارات التي استخدمت فيها كلمة "سجدة".الكلمة الأصلية هي : براس" اخومائي" وتعني عبادة الله بوجه خاص.إنجيل متى ٢ ،۱۱ و ۸ ۲ و ۹ ،۱۸، و ۱٤ : ۳۳ و ۱۵: ۲۵ و ۲۰: ۲۰، 6 و ٢٨: ٩، وإنجيل مرقس ٥: ٦ ، الرسالة الأُولَى إِلَى أَهْلِ تَسَالُونيكي ٣: ١١، العبرانيون ١: ٦، والرسالة إلى فيلبي ۲ ۱۰-۱۱، إن الأنبياء والصلحاء والملائكة ظلوا يرفضون هذه العبادة بشدة ولكن المسيح لم يرفض.المكاشفات ۱۹: ۱۰ رفض يوحنا.الأعمال ١٠: ٢٦ رفض بولس، ١٤: ١٤ رفض بطرس.السادس: الدعاء من المسيح: "فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي".أَعْمَالُ الرُّسُلِ ٧: ٥٩).إنجيل مرقس ٩ ٢٤، وإنجيل لوقا ۲۳ : ٤۲ ، وإنجيل يوحنا ۹ ۳۸، الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس ۱۲: ۸-۹ ، والمكاشفات ٥: ٨-١٢-١٣.السابع، سيحكم المسيح في العالم: "فَإِنَّ ابْنَ الْإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ مَلائِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ." (إِنْجِيلُ مَتَّى ١٦: (۲۷) لأنه لابدَّ أَننَا جَمِيعًا نَظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا." (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِثُوسَ ٥: (۱۰).إنجيل متى ۱۳ : ٤۱ و ٤٢ و٤٣.ثم ٢٥: ٣١ إلى ٤٦.وإنجيل يوحنا ٥ : ٢٢ - ٢٣.أعمال الرسل ١٠: ٤٢.الثامن: المسيح يغفر الذنوب: "وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنْ لَابْن الْإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الْأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا".(إِنْجِيلُ مَتَّى :٩: ٦).إنجيل لوقا ٥: ٢٠ إلى ٢٦ ، و ٧: ٤٨.التاسع: المسيح يرسل ملائكته: "يُرْسِلُ ابْنُ الْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ" (إِنْجِيلُ مَتَّى ١٣: ٤١).والمكاشفات: ١: ١، و ٢٢ : ٦.
١٤٨ الحرب المقدسة ملحوظة : لو كان المسيح إنسانا فقط كيف كان بالإمكان أن تُطلق عليه الصفات المذكورة آنفا التي تُطلق على الله تعالى وحده.وإضافة إلى ذلك فليكن واضحا أنه قد نُسبت إلى المسيح أعمال تتعلق بالنجاة والعقاب وغيرهما لا يمكن أن ينجزها المخلوق بل ينجزها الخالق فقط، ولم تُنسب تلك الأعمال في التوراة إلى أحد غيره.والجواب على تساؤلاتك السابقة الذي لم يكتمل من قبل هو أنك اقتبست ضد ألوهية المسيح بيانا يوجد في كتبكم أنتم حيث ورد أن كلكم آلهة، فلماذا ترفضون ألوهيتي؟ يقول السيد المرزا أنه كان من الأنسب أن يقدم المسيح بهذه المناسبة ادّعاءه الألوهية بالتفصيل ويثبته.الجواب : أقول إن بيان شخص أحد المضامين لأمر متعدد المعاني لا ينفي بقية المضامين، أي لا يتضمن بيانه إنكار الألوهية.لم يقصد المسيح من وراء ذلك إلا أن يُخفّف غضبهم لأنهم أرادوا أن يرجموه لقوله إنه ابن الله؛ إذ استنتجوا، وكانوا مصيبين في ذلك، أنك تجعل نفسك مساويا الله باعتبار نفسك ابن الله.ولأن ذلك كفر منك لذا نرجمك فقال : كيف تكفّرونني لمجرد تفوهي بلفظ "الله"؟ أليس مكتوبا في كتب الأنبياء عندكم أن القضاة والصلحاء سموا "ألوهيم"؟ فإذا سموا ألوهيم و لم يُطلق عليهم الكفر فكيف تكفّرونني إذا جعلني الله خاصا؟ من هنا يبدو جليا أنه أحمد لهيب جنونهم فقط وما أنكر ألوهيته بهذه الكلمات) وما أقرها.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ١٤٩ بيان السيد الميرزا المحترم ٢٥ أيار/مايو ١٨٩٣م الكمال من لقد أمسك السيد عبد الله أتهم بكلمة "الكمال"، مع أنني أجبت عليه من قبل بالإيجاز، ولكنه أضاف إليها كلمة أخرى فقال: لا بد من حيث النجاة أيضا، والمنجي هو المسيح ال.ولتأييد موقفه اقتبس عديدا من الأنباء من الكتاب المقدس والرسائل إلى العبرانيين وغيرهم.ولكنني أقول متأسفا بأنه قد تجسّم كل هذا العناء دون جدوى، وذلك لأني كنت قد وضعتُ شرطا أنه إذا أراد أحد الفريقين بيان شيء عن كتابه الموحى به فلا بد من الالتزام بمبدأ أنه إذا كان ذلك البيان يتسم بصبغة الادعاء فينبغي بيان الادعاء أيضا من الكتاب الموحى به، وإذا كان من قبيل الأدلة العقلية فينبغي أن يقدم الكتاب الموحى به الأدلة العقلية أيضا بنفسه وليس أن يكون الكتاب الموحى به عاجزا عن تقديمها فيساعده أحد آخر ترحما عليه فلينتبه السيد آتهم بأني حين قدمتُ دليلا على إبطال ألوهية المسيح لم أقدمه من عندي بل مما ساقه القرآن الكريم من الأدلة العقلية.ولكني أريد أن أستفسر ما الذي قدمه السيد آتهم من الأدلة العقلية بحسب الشروط المتفق عليها؟ وإذا قال بأنه قدّم مجموعة كبيرة من الأنباء فما الذي يمكن تقديمه أكثر من ذلك؟ قلتُ في الجواب بقلب ملؤه الأسف بأن تلك الأنباء ليست من الأدلة العقلية في شيء بل لا تزال دعاوى تفتقر إلى ثبوتها عنك أن تُثبت شيئا آخر.وقد وضعتُ شرطا أنه ينبغي تقديم الأدلة العقلية أيضا.وبالإضافة إلى ذلك فكل ما قدمه السيد آنهم يرفض المسيح العلة تصديقه مع أنني قد أثبت ذلك إلى حد ما في بياني البارحة ولكن أقول مرة أخرى زيادة لمعرفة المستمعين الكرام بأن المسيح اللي يقول بكل صراحة ووضوح في إنجيل يوحنا ۱۰: ۳۰ ۳۷ بأنه لا يوجد في شخصه ما يميزه عن دع
10.الحرب المقدسة غيره من المقربين والمقدسين من حيث إطلاق معظم الكلمات التي استخدمت في الكتاب المقدس مثل الإله وابن الإله بحق معظم الأنبياء.يجب التفكير بإمعان أن اليهود اتهموا المسيح بالكفر حين سمعوا منه حتى عزموا على أن ير - جموه نتيجة تلك التهمة واستشاطوا غضبا نفسه ابن الله، أنه يعتبر إلى أقصى الحدود.ومن الواضح الجلي أنه حين بدا المسيح كافرا في نظر اليهود نتيجة اعتباره نفسه ابن الله وأرادوا رجمه؛ ما الذي كان يجب عليه بهذه المناسبة المواتية لبراءته أو إثبات ادعائه؟ كل عاقل يدرك أنه حين كُفّر المسيح وهوجم الله في الله حقيقة، وأريد رجمه كان من واجبه أن يختار أحد الأمرين: إذا كان الله ابن الحقيقة كان عليه أن يرد عليهم بأن ادعائي حق وأنا ابن الله في الحقيقة، وعندي دليلان لإثباته.أولا: قد ورد عنّي في كتبكم أن المسيح ابن بل هو إله، وقادر على كل شيء وعالم الغيب ويفعل ما يريد.وإن كنتم في شك من ذلك فأتوني بكتبكم فسأثبت لكم منها ألوهيتي، ولكنكم تكفّرونني لسوء فهمكم وقلة انتباهكم إلى كتبكم.وما دامت كتبكم تعدني إلها وقادرا على كل شيء فكيف صرتُ كافرا؟ بل عليكم أن تشرعوا في عبادتي لأني إله.الدليل الثاني الذي كان عليه تقديمه هو أن يقول لهم: تعالوا، وانظروا في علامات الألوهية فكما خلق الله الشمس والقمر والكواكب والأرض وغيرها، كذلك خلقتُ أنا أيضا قطعة من الأرض أو كوكبا من الكواكب أو شيئا آخر وأستطيع أن أخلقه الآن أيضا، وأملك قدرة وقوة على المعجزات أكبر من معجزات الأنبياء العادية بل كان من الأنسب له أن يُقدِّم لهم قائمة طويلة لأعماله الدالة على الألوهية ويقول لهم: انظروا، هذه أعمال الألوهية التي قمتُ بها إلى اليوم وهل قام بها أحد بعد موسى إلى نبيكم الأخير؟ لو قدم دليلا كهذا لأفحم اليهود ولخرّ الكتبة والفريسيون أمامه ساجدين على الفور قائلين: يا سيدنا أنت إله دون شك وكنا نحن المخطئين، إذ قد خلقت لنا شمسا مقابل الشمس التي ظلت تطلع منذ بدء الخليقة وتشرق النهار.وخلقت لنا قمرا هي
الحرب المقدسة آخر مقابل هذا القمر الذي يطلع كل ليلة بنوره الجميل وينوّر الليل.وقد أثبت كتبنا المسلم بها فأنى لنا ألا نؤمن بك إلها؟ ماذا يستطيع الإنسان الضعيف فعله أمام تجلّي الإله بقدراته؟ ولكن المسيح لم يقدم أيا من هذين ألوهيتك من الدليلين، وما قدمه كانت العبارات التالية: * فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ * أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَعْمَالًا كَثِيرَةٌ حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي بِسَبَبٍ أَي عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟" * أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَن، بَلْ لأَجْلٍ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانُ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَّا أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ * إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْقَضَ الْمَكْتُوبَ * فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُحدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟" ،الآن يمكن للمنصفين أن يفكروا هل كان الجواب الأنسب لدرء تهمة الكفر وإثبات نفسه ابنا حقيقيا لله أن يقول: ما الضير إذا سُمِّيت ابن الله فقد سمي كباركم أيضا آلهة؟ هنا يقول السيد آتهم كأن المسيح العلا خاف الشغب والضجيج وكتم الجواب الحقيقي واختار التقية.فأقول: هل هذا فعل الأنبياء الذين يكونون جاهزين تماما للتضحية بأرواحهم في سبيل الله جل شأنه كل حين وآن؟ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا الله، فكيف خاف المسيحُ الة اليهود الضعفاء مع كونه قادرا على كل شيء؟ من هنا يتبين بجلاء تام أن المسيح لم يدع قط كونه إلـها أو ابن إلـه على وجه الحقيقة.بل حسب نفسه في هذا الادعاء مثل جميع الأناس الآخرين وأقرّ أيضا أن ادعاءه هذا جاء على شاكلة ادعائهم.ففي هذه الحالة كيف يمكن عدّ الأحزاب: ٤٠
١٥٢ الحرب المقدسة النبوءات التي قدّمها السيد عبد الله أتهم صحيحة وفق الشرط المتفق عليه؟ ولا يجوز العمل كما يقول المثل الأردي ما معناه: المدعي لا يقول شيئا وإنما يقوله الشهود.لم يقدم المسيح الله لدرء تهمة الكفر عذرا أنه قد أُطلق عليه لفظ "ابن" كما أُطلق على كباركم تماما.وكأنه يقول: لكنت مخطئا وجديرا بالتكفير لو ادعيتُ البنوة بوجه خاص، والحق أن كتبكم مليئة بتسمية الابن والإله فافحصوها.ثم لم يكتف المسيح الا بذلك بل أقرّ بضعفه البشري في عدة مواضع من الإنجيل، كما أظهر عدم علمه حين سئل عن القيامة وقال لا يعلمها أحد إلا الله تعالى.من الواضح أن العلم من صفات الروح وليس من صفات الجسد.فإن الله أو كان إلها بنفسه فلماذا أقر بعدم العلم إذا؟ هل يجهل أيضا بعد علمه؟ ثم ورد في إنجيل متى: "وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلَاحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟ " فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي كانت فيه روح الله صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ " (إنْجِيلُ مَتَّى ١٩: ١٦-١٧) وورد أيضا في إنجيل متى ۲۰: ۲۰: تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ...أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينكَ وَالْآخَرُ عَن فقال: فَلَيْسَ لِى أَنْ أُعْطِيَهُ.قل لي الآن، أين هذا الكلام من كونه الْيَسَارِ من....قادرا على كل شيء؟ هل يعجز القادر أيضا عن شيء؟ وإذا حدث هذا القدر من التعارض في صفاته - إذ يعده الحواريون قادرا على كل شيء ولكنه يرفض ذلك فماذا بقي من أهمية وشأن للنبوءات التي ذكرتها؟ إذ يرفضها الذي تُقدَّم أجله ويقول لستُ قادرا على كل شيء.ما أغرب هذا الوضع!! وجاء في إنجيل متى ٢٦: ٣٨ ما يتلخص في أن المسيح ال دعا طول الليل لنجاته من الصلب بكثير من الحزن والألم وتضرع إلى الله جل شأنه باكيا بكثير من الألم والحزن: يَا أَبَتاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ.ولم يدعُ وحده بل طلب ذلك من الحواريين أيضا، كما يتوجه عامة الناس إلى المساجد في معظم
الحرب المقدسة ١٥٣ الأحيان ليطلبوا من الآخرين الدعاء لأنفسهم عندما تحل بهم مصيبة.ولكن من الغريب حقا أن تُنسب إلى المسيح ال قسرا صفة قادر على كل شيء وتُعدّ من أعماله اقتدارية ومع كل ذلك ما استجيب دعاؤه وحدث ما كان مقدرا.فلو كان قادرا على كل شيء لكان أن تنفعه هو هذه القدرة الكاملة المفروض قبل غيره.فلما لم تنفعه هو فإن الأمل في أن تنفع غيره أمل باطل تماما.الآن، قد بطلت ببياني هذا جميع النبوءات التي قدمها السيد عبد الله آتهم، و حصحص أن المسيح العلم يعد نفسه من خلال أقواله وأعماله عاجزا وضعيفا ولا يوجد فيه شيء من صفات الألوهية قط وليس هو إلا إنسانا ضعيفا، غير ني الله ورسوله الصادق بلا أدنى شك.يقول الله تعالى في القرآن الكريم: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابِ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ.أي لا يجوز أن يدعي أحد أنه قادر على كل شيء وأنه يقدر على أن يضرب مثل قدرته، أو أن يدعي أنه خالق ثم لا يُري أدنى نموذج أنه لخلقه...وفي هذا المقام أريد أن أشهد شهادة الحق الواجبة علي، وهي أنني أؤمن بالله الذي ليس قادرا على الكلام فقط بل هو قادر على كل شيء في الحقيقة والواقع.وقد أكرمني بمكالمته الخاصة فضلا منه ،ورحمة، وأخبرني قائلا: أنا الإله الصادق والكامل سأكون معك في كل مواجهة من حيث البركات الروحانية والتأييدات السماوية وسأرزقك الغلبة.والآن أقول لعبد الله آتهم ولجميع السادة المسيحيين في هذا المجلس بأنه لا حاجة إلى إطالة هذا النقاش بتقديمكم نبوءات تتنافى مع أعمال المسيح وأفعاله.إذ إن الطريق مستقيم والحكم سهل وهو أنني سأدعو الله تعالى الحي والكامل الأحقاف: 7-0:0
١٥٤ الحرب المقدسة لإظهار آية وعليكم أن تدعوا المسيح العليا للغرض نفسه.أنتم تعتقدون أنه قادر على كل شيء، وإذا كان قادرا فعلا فسوف تنتصرون وتفلحون حتما.وأقول حلفا بالله بأني لو عجزت عن إراءة الآية مقابلكم لتحملت كل نوع من العقوبة، وكذلك إذا استطعتم أن تُرُوا شيئا بإزائي لتحملت العقوبة في هذه الحالة أيضا عليكم أن ترحموا خلق الله.لقد تقدمتُ في السن، وقد وصلت أنت أيضا من العمر عتيا، وإن مستقرنا الأخير هو القبر، فتعال نحتكم على أساس أن الله الصادق والكامل ينصر الصادق دون شك.ماذا عساني أن أقول أكثر من ذلك!! (والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة 100 البيان الخامس المناظرة في ٢٦ أيار/مايو ١٨٩٣م الله الوقائع بدأ السيد عبد ٠٧:٠٦ وقُرئ على الحضور بصوت عال ثم بدأ السيد المرزا الساعة ٠٧:٢٢ وأنهاه الساعة ٠٨:٢٢.بعد قراءة بيان السيد المرزا المحترم أثيرت قضية أن المرزا المحترم خاطب في نهاية بيانه جماعة المسيحيين بشكل عام.لذا هناك بعض المسيحيين الذين يرغبون في أن يُسمح لهم بالرد.وطلب القسيس تامس هاؤل الإذن قبل غيره فسمح له السيد المرزا من جانبه عندها قال القسيس إحسان الله بأن الشروط لا تسمح لأحد بالكلام من قبل المسيحيين، بينما قد خوطب المسيحيون بشكل عام في السؤال، لذا يجب اعتبار هذا السؤال ملغيا.فقال رئيس الجلسة المسلم بأنه يجب أن يُردّ على السؤال بحسب الترتيب الذي عُرض به.بمعنى أنه قد وجه السؤال إلى عامة المسيحيين عن طريق السيد عبد الله آلهم ويجب الرد عليه بواسطته أيضا بحسب الترتيب نفسه، أي يجب أن يُقدِّم عند الرد عليه أحدا من المسيحيين الذين يستأذنون.فقال رئيس الجلسة المسيحي، إن هذا الأسلوب سيؤدي إلى الخلل في نظام المناظرة لذا من الأفضل أن يُلغى السؤال نهائيا.فقال السيد المرزا المحترم كلّ ما يمكن تغييره فيه هو أن يُجعل السؤال مقتصرا على السيد عبد الله آتهم وحده فقبل هذا الاقتراح بالإجماع.ثم استأذن القسيس جي ايل تهاكر داس وقال: يحق للمرزا المحترم أن يوجه هذا السؤال إلى المسيحيين، ولكن لما كان قد بُتَ في هذا الأمر من قبل لذا بقي الحكم على حاله كما كان عندها بدأ السيد عبد الله آنهم بجوابه في الساعة آتهم بإملاء جوابه اليوم في الساعة ٠٦:١١ وأنهاه الساعة
الحرب المقدسة ٠٨:٥١ وأنهاه في ٠٩:٢٢.ثم بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء الرد في الساعة ٠٩:٣٠ وأنهاه في ۱۰:۳۰.ثم وقع الرئيسان على مقالي الطرفين وأُعطي الطرفان إياهما ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة هل بيان السيد عبد الله أتهم المحترم الله إن بياني هو أن المسيح كان إنسانا كاملا ومظهرا كاملا لله، وإنكار هذين الأمرين محال بالنظر إلى كلام الله.ولكن اليهود ما كانوا يعدونه مظهر الله يقينا، بل كلما صدر من لسانه لفظ يوحي بكونه مظهرا لله الهموه بالكفر وهموا برجمه.والحال نفسه ينطبق على المناسبة المتنازع فيها.فقد قال المسيح بهذه المناسبة بأني لو سميت نفسي ابن بصفتي بشرا أيضا فلا يعني ذلك أكثر مما سُمِّي أنبياؤكم آلهة.فإن قولي لا يختلف عن قولهم من حيث البشرية.فكيف أَنكَر إذًا كونه مظهرا الله؟ الآيات التي تدل على كونه مظهرا الله مذكورة في قائمة قدَّمتُها البارحة، فبأي دليل يرفضها السيد المرزا ؟ أي سبب لبطلانها وقع في يده؟ الأمر الخاص والمتعلق بكون المسيح بشرا يمكن أن ينافي ألوهيته وكونه مظهرا الله؟ كلا، لا يمكن ذلك بحسب أي قانون الحق أنه كان شخصا خاصا ومرسلا بصفته بشرا أيضا.الكلمة التي تعني "الخاص" هي باليونانية: "هي غي ايدزو" وتعني المقدس والمرسل.وتشير تلك الكلمة إلى أنه كان يقول بأني سماوي وأنتم أرضيون، أي أرسلتُ من السماء إلى الأرض، ومعظم الشارحين عندنا يستنبطون منها الألوهية.ألم يقرأها المرزا المحترم في إنجيل يوحنا الأصحاح ١٠ أنه كما ادعى المسيح بداية وقال بأني والآب ،واحد فتناول اليهود الحجارة ظنا منهم أنه يدعي الألوهية مع كونه بشرا مخلوقا، ولكنه حين أنقذ بشريته أيضا من هذه التهمة قام بالادّعاء نفسه مرة أخرى وقال: أنا والآب واحد.فكيف تقول إذا إنه خاف؟ بل عرض ادّعاء الألوهية بصراحة أكثر بدلا أن يخاف.أن المسيح الإله قال في مناسبة أنه لا يعلم عن القيامة، وقال في مناسبة أخرى أن الإجلاس على يمينه ويساره ليس بوسعه ولكن هذه الكلمات تتعلق بكونه بشرا لأن كلمات الألوهية غير هذه الكلمات مثل قوله إن له خيارا في السماوات والأرض.وصحيح أيضا أن المسيح الإله قال بمناسبة: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ صحيح
101 الحرب المقدسة أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ الله.ولكن كلامه هذا كان موجها إلى شخص كان لا يؤمن به منجيا ومالك كلّ شيء.فحين قال في الأخير بأنك إذا كنت تريد أن تكون كاملا فسلّم جُلّ مالك للفقراء واتبعني، فاكتأب من ذلك وولّى.فلو كان يؤمن به إلها ومالكا وبأنه يستطيع أن يهبه آلاف الأضعاف لما ولّى مكتئبا.من هنا يتبين أنه ما كان مؤمنا بألوهيته.لذلك قال له المسيح الإله لماذا تدعوني صالحا؟ أي لماذا تخادع مع أنك تعلم أنه ليس هناك صالح إلا واحد وهو الله.(۲) لم يقتبس السيد المرزا المحترم من القرآن شيئا عن كونه كاملا في موضوع النجاة، فماذا نستفيد مما سواها؟ وبحسب قول المسيح لو حزنا العالم كله وفقدنا الحياة لما استفدنا شيئا.فالأهم والأولى والأكثر وجوبا هو إبداء الكمال في القرآن في موضوع النجاة.لقد قيل في بيت شعر ما تعريبه: "إذا كان الإله موجودا فلا مشكلة إن لم توجد هذه الأشياء، وإن لم يكن الإله موجودا فكل شيء في طى الفناء".إن علم التوحيد كان موجودا في الكتاب المقدس أيضا، ولكن ما علاقة النجاة بكلمة "التوحيد"؟ ألم يرد في رسالة الحواري يعقوب ٢: ١٩ بكل جدارة: "أَنتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ حَسَنًا تَفْعَلُ.وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ ويقشعرون".ففي الجزء الرابع من مضمون التوراة ذُكرت إلى جانب الأمور الإثباتية - شريعة أخلاقية وشريعة رسمية وشريعة قضائية وقصص.وهذه الأمور كلها علامات تصويرية.ففي الأمور الأخلاقية أشير إلى الاحتياج، وفي الرسمية أشير إلى ما يحتاج، وفي القضائية أشير إلى السلطنة التي يديرها الله تعالى دون واسطة أحد وفي القصص أشير إلى أمارات التصوير.لو كتبنا هذه الأمور كلها هنا لطال المقال كثيرا.لذا أرشح لهذا الغرض كتابي "اندرونه بائبل" الذي يبين كل ذلك.وفي الإنجيل ذكر المسيح كصاحب هذه الآيات أيضا إلى جانب الآيات، فكيف صارت هذه شرائع مختلفة إذا؟ أما شريعة القرآن فتختلف عنها خاصة بالقرآن ،وحده ومسؤوليتها لا تقع علينا بل عليك.وهي
الحرب المقدسة ۱۰۹ (٤) كيف تحتاج الحقيقةُ إلى دليل؟ ألا تدلّ على مرادها بنفسها؟ أي توضيح تريده هنا أكثر من ذلك؟ هل من العبارات التي قدمتها في تلك القائمة عبارة غير واضحة؟ (٥) استفسرتني ما الذي خلقه المسيح؟ بينما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما.أقول في الجواب: لم يخلق شيئا بصفته بشرا، ولكن بصفته الأقنوم الثاني جاء عنه في سفر الأمثال :۸ ۸ وإنجيل يوحنا ١ أن كل ما خُلق فقد خُلق بواسطته، وأنه لم ير أحد الآب غير أن الابن أظهره بواسطة عملية الخلق.(۷) لم أقل إن المسيح الإله خاف بل قلتُ إنه أحمد غيظهم غير المبرر.(۸) لم يجعل المسيح التعليم السابق معقدا بل وضح ما كان معقدا.فيكونه مظهرا لله أظهر صفات ما كان ممكنا أن تظهر بطريق آخر مثل كون الإله الآب، إنجيل متى ٦ (٩ والإله حُبُّ.إنجيل يوحنا ٣: ١٦) والإله روح، إنجيل يوحنا ٤ ٢٤.الكثرة في الوحدة مذكورة في التوراة بوضوح مثل: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.غير أنه كانت على أعين اليهود غشاوة الغفلة فرفعها الإله.(۹) إن شرح كلام الله ليس حكرا على اليهود وإن كانوا أولاد الأنبياء، وأمناء الكلام وتلقوه بالتواتر - لأنهم كانوا مفعمين بالبغض والعناد.فحين قال الإله يسوع أن اعملوا بما يقولون ولا تعملوا بما يفعلون، كان معناه واضحا جليا أن قولهم يطابق كلمات التوراة وعملهم يخالفها.(۱۰) سواء أتحلل جسد المسيح أم لا، ولكن ما علاقة ذلك بالكفارة؟ لا أريد الإضافة على ذلك حاليا والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين هكذا وردت الأرقام غير مرتبة فأبقيناها على حالها حرصا على سلامة النص.(المترجم)
بيان السيد الميرزا المحترم الحرب المقدسة لقد فات في بياني البارحة الحديث عن النجاة، وحقيقتها، ومتى يمكن القول عن أحد على وجه الحقيقة أنه حاز النجاة.فليكن معلوما أن الله جل شأنه يقول عن النجاة في القرآن الكريم: وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا يَحْزَنُونَ..."لن يدخل الجنة" أي لن ينال النجاة."تلك أمانيهم..." أي أرونا إذا كنتم قد حُزتم النجاة، بل النجاة ينالها من يكرس نفسه وحياته ويبذل نفسه كلها في سبيل الله، ويعكف على الأعمال الصالحة بعد نذر الحياة ويكسب الأعمال الحسنة من كل نوع...فأولئك الذين ينالون النجاة كاملة.فهنا قال الله تعالى عن اليهود والنصارى الذين يدعون حيازتهم النجاة بأن هذه أمنياتهم فقط، ولا توجد فيهم حقيقة تلك الأماني التي هي روح الحياة.بل النجاة الحقيقية هي تلك التي يشعر الناجي بحقيقتها في هذه الدنيا، وذلك بأن يوفق الناجي لنذر نفسه كليا في سبيل الله تعالى بحيث تكون حياته ومماته أعماله الله ربّ العالمين، فيتخلى عن نفسه تماما وتكون مرضاته تابعة لمرضاة الله تعالى.ثم يجب ألا يبقى الأمر مقتصرا على عزيمة القلب فقط بل ينبغي أن تُستهلك جوارحه كلها وقواه كلها وعقله وفكره وكافة قدراته في هذا السبيل.ففي هذه الحالة يمكن القول بأنه محسن أي قد أدّى حق الخدمة والطاعة بقدر ما كان ممكنا له كونه بشرا.فهذا هو الناجي، كما يقول الله تعالى في موضع آخر: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي اللَّهُ رَبِّ الله وجميع الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ البقرة : ١١٢-١١٣ الأنعام: ١٦٣ - ١٦٤
الحرب المقدسة ١٦١ ثم يذكر الله جل شأنه علامات تلك النجاة في كتابه الكريم.ومع أن ما سبق ذكره أيضا يميز الناجي عن غيره ولكن لما كانت أعين الدنيا لا ترى النجاة الباطنية والوصول إلى الله، ويختلط عليها أمر الواصل وغيره؛ لذا بين عمل = الله علاماتها أيضا، لأنه ما من فرقة في الدنيا تحسب نفسها غير ناجية أو جهنمية فاسأل من شئت، بل لو سألت أي شخص مِن أي قوم أو فرقة، سيعد قومه وفرقته ناجين من الدرجة الأولى - فكيف يمكن البت في الموضوع والحالة هذه؟ إذا، قد وضع تعالى للمؤمنين الحقيقيين والكاملين والناجين الحقيقيين والكاملين علامات لكيلا تتيه الدنيا في الشبهات.ففيما يلي أذكر بعضا من تلك العلامات حيث يقول الله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"."الذين آمنوا.." أي اتبعوا الله والرسول..سيبشرهم الله بالرؤى والإلهامات والكشوف، وأن الله لا يخلف الميعاد..فهذا هو الفوز العظيم الذي يفرّق بينهم وبين غيرهم.والذين ليسوا ناجين صادقين لن تقوم لهم قائمة إزاءهم.ثم يقول تعالى في موضع آخر: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ * عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ.لاحظوا الآن، لقد عُدّت المكالمة الإلهية والقبول في حضرة الله وكونه تعالى وليا وكفيلا وتأسيس حياة الجنة في هذه الدنيا وكون الله حاميا ونصيرا لهم، آية.١ يونس: ٦٣-٦٥ فصلت: ۳۱-۳۳
١٦٢ الحرب المقدسة العلامة نفسها وهي كذلك الآية التي ذكرتها البارحة أي تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلِّ حِينٍ) تشير إلى أن الناجى الحقيقى يحمل الثمار الطيبة في كل حين، وينال ثمار البركات السماوية دائما.ثم يقول تعالى في آية أخرى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون أي أن الذين آمنوا بالله والرسول إذا أرادوا أن يعرفوا ما هي الإنعامات التي يُكرمهم الله بها وهي خاصة بهم دون غيرهم، فقل لهم بأني قريب، بمعنى أن الفرق بينكم وبين غيركم هو أنكم قريبون مني ومن خواصي أما الآخرون فبعيدون ومهجورون.وعندما يدعوني أحد منكم فأجيبه أي أكلمه وأتحدث إليه، وأجيب دعاءه...وقد ذكر الله تعالى علامات الناجين في عدة آيات لو سجلتها كلها لطال المقال كثيرا.ومنها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا...والآن، أريد أن أستفسر من السيد عبد الله أتهم بكل أدب عن أنه إذا كان هناك طريق للنجاة مذكور في المسيحية وهو صحيح وصائب في نظرك، والسالكون عليه ينالون النجاة، فلا بد أن تكون علامات تلك النجاة أيضا مذكورة في الكتاب نفسه.كما أن علامات المؤمنين الحقيقيين الذين يتخلصون من الظلمة في هذه الدنيا بعد حيازتهم النجاة تكون أيضا مذكورة في الإنجيل حتما.فأرجوك أن تجيبني باختصار هل توجد تلك العلامات في حزبكم أو في بعض الذين يعدُّون مقدسين كبارا وزعماء هذه الفئة ومقتداها من الدرجة الأولى؟ وإذا وجدت فالرجاء تزويدي بما يثبتها، وإلا فتستطيع أن تدرك بسهولة هل يمكن اعتباره مصونا وثابتا في مقامه ما لا دليل على صحته وصلاحه؟ فمثلا لولا صفة الإسهال في "التربد" و"السقمونيا أو السنا" و لم تثبت قدرتها على ا البقرة: ۱۸۷ الأنفال: ٣٠
الحرب المقدسة ١٦٣ إحداث الإسهال فهل لنا أن نَعُدّ "التربد" و"السقمونيا" خالصين من حيث صفاتهما؟ الله وإضافة إلى ذلك حين نقارن ما تحسبونه طريق النجاة مع طريق آخر قدمه القرآن الكريم يثبت بكل جلاء أن طريقكم غير طبيعي ومبني على التصنّع، ويثبت أيضا أنه لم يحدد في مبدئكم سبيل سليم للنجاة.فلاحظوا مثلا أن الله جل شأنه يقدّم في القرآن الكريم طريقا أن الإنسان حين ينذر نفسه وحياته كلها في سبيل الله يكون قد أدى تضحية صادقة وطيبة بتقديم التضحية بنفسه، ويكون جديرا بأن ينال الحياة عوض الممات، لأنه قد ورد في كتبكم أيضا أن الذي يضحي بنفسه في سبيل الله يرث الحياة.ثم الذي نذر حياته كلها في سبيل وكرس جميع جوارحه وأعضائه في سبيله أفلم يقدم تضحية حقيقية؟ فهل قصر في شيء بعد التضحية بنفسه؟ ولكني لا أفهم فكرة العدل في دينكم أن يُذنب زيدٌ ويُصلب بكر عوضا عنه لو تأملتم في ذلك لوجدتم أنتم أيضا هذا الطريق مخجلا للغاية.عندما خلق الله الإنسان سن لمغفرته أيضا قانون الطبيعة الذي ذكرته قبل قليل.والحق أن قانون الطبيعة الجاري منذ الأزل يملك مزايا وجمالا بحيث قد وضع و كلا الشيئين في فطرة إنسان واحد.فكما وضع في طبيعته نزعة لارتكاب الذنب كذلك وضع علاج الذنب، وهو أن يكرّس المرء حياته في سبيل الله تعالى بأسلوب يمكن عده التضحية الحقيقية.البيان الموجز لهذا الأمر هو أنكم لا ترون طريق النجاة الذي بينه القرآن الكريم سليما، فيجب عليكم أولا وقبل كل شيء أن تقدموا مقابله طريقا يثبت بلسان المسيح ال ببيان قوي ومدعوم بالأدلة.ثم تقدموا بواسطة بيانه هو علاماته أيضا ليحكم الحضور حالا.يا صاحبي، لا تثبت حقيقة دون العلامات، ففي الدنيا أيضا معيار لمعرفة الحقائق وهو أن تُمحص بواسطة ،علاماتها، وها قد قدمتها وقدَّمتُ ادعائي أيضا من جانبي، والآن بقي ديننا عليك.وإن لم تقدمها أنت ولم تبين السبب لماذا
١٦٤ الحرب المقدسة يجب أن يُعَد طريق النجاة المنسوب إلى المسيح الا صادقا وصحيحا وكاملا؛ لا يمكن عد ادعائك هذا صحيحا قط بل يُعدّ ما قاله القرآن الكريم هو الصحيح والصواب لأننا نرى أن القرآن الكريم لم يكتف بالادعاء فحسب بل حققه أيضا بالفعل، وهذا ما أثبته قبل قليل.والآن أرجوك ألا تقدم قصة النجاة کادعاء محض دون دليل.فليقم أحد منكم الآن ويقول بأنه قد حاز النجاة بحسب قول المسيح العليا، وتوجد فيه علامات النجاة والإيمان الكامل التي حددها المسيح الله، فلن ننكر ذلك، إذ لا نبتغي إلا النجاة ولكن ليس لأحد أن يقبل الكلام المعسول أبدا.لقد قلتُ لك من قبل إنني رأيت النجاة في القرآن بأم عيني، وأقول مرة أخرى حلفا بالله بأنني جاهز لإثبات ذلك عند المواجهة ولكن عليك أن تجيبني في كلمتين فقط: هل توجد في دينك النجاة الحقيقية مع علاماتها أم لا؟ وإذا وجدت فأرنا ثم قارنها.وإلا فقل فقط بأن النجاة غير موجودة في ديننا.ففي هذه الحالة أكون مستعدا لإثباتها من جانب واحد.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة صدر من بيان السيد عبد الله أتهم بقية الجواب: قال السيد المرزا المحترم: لماذا لم يقدم المسيح دليلا إما على هذا النحو أو ذاك حين اتهمه اليهود بالكفر وأرادوا رجمه حتى يتبين أنه إله في الحقيقة؟ هذا يذكرني بقصة حين قال لي أحد الناس أثناء الحديث ما قصر النظر هذا الذي الله، إذ نصب عينين تحت الجبين، لماذا لم ينصب إحداهما في الرأس لكي يصون المرء نفسه من البليات التي فوقه؟ ولماذا لم ينصب أخرى في الظهر ليرى المرء خلفه؟ إنني أستغرب بشدة هل يجوز الطعن من هذا القبيل في تلك الذات منقطعة النظير؟ ليس من المعقول القولُ بأنه لماذا فعل هذا ولماذا لم يفعل ذاك، ولكن من المعقول الاعتراض على ما فعله أتساءل ؛ ألم يكن اتهام اليهود مقتصرا على أنك تدعي أنك إله مع كونك بشرا وهذا كفر؟ وكان الرد عليه أنني أستطيع أن الله أحسب نفسي ابن مع كوني بشرا وهذا ليس كفرا كما كان الأنبياء أيضا بشرا ومع ذلك سُمُّوا آلهة فأي موضع للسؤال في ذلك عن ألوهيته؟ الأمر الثاني الذي أثاره السيد الميرزا هو أن المسيح طلب الدعاء من الحواريين، ولكن ذلك ليس صحيحا.افحصوا المصادر فقد ورد فيها أن المسيح أن يدعوا لأنفسهم حتى لا يقعوا في ابتلاء.طلب منهم وثالثا: الجواب على مباهلتك البارحة هو أننا نحن المسيحيين لا نرى ضرورة المعجزات الجديدة من أجل التعاليم القديمة، ولا نجد في أنفسنا قدرة على ذلك.غير أننا قد وعدنا أن ما سنطلبه التزاما مع مشيئة الله سنعطاه، وما وعدنا بالآيات ولكن ما دمت تعتز بها كثيرا فلا نرفض رؤية معجزة منك.فإذا كان الترحم على خلق الله يكمن في أن يُحسم الأمر بإراءة المعجزة فنحن نعترف بعجزنا عن ذلك لذا عليك أن تظهرها أنت.لقد قلت في بيانك البارحة وقد أشرت إليه اليوم أيضا بأنه لا حاجة إلى النقاش الطويل وكلانا بلغ من العمر عتيا ومقرنا الأخير هو القبر لذا يجب الترحم
177 الحرب المقدسة على خلق الله، فتعال لنحكم في الموضوع بواسطة آية سماوية.وقلت أيضا بأنك ألهمت إلهاما خاصا بنوال الفتح في هذا الميدان، وبالتأكيد سيكون الله الصادق الذين يتمسكون بالحق الرد على بيانك يتلخص كما قلنا من قبل أيضا، في أننا مع لا نتباحث معك حاسبين إياك نبيا أو رسولا أو ملهما ، إذ لا علاقة لنا بأفكارك الشخصية وأسبابك وإلهاماتك بل نتناقش معك حاسبين إياك شخصا مسلما- حول الإسلام والمسيحية بحسب القواعد والمبادئ والمعترف بها بوجه عام عند كليهما.على أية حال ما دمت مستعدا لإراءة قدرة إلهية خاصة وتدعونا للمبارزة فيها فلا نرفض رؤية المعجزة أو الآية.فنقدم إليك الأشخاص الثلاثة الذين منهم الأعمى والأعرج والأبكم فاجعَلْ مَن استطعت منهم سليما معافى وسنؤدي ما يجب ويتحتم علينا نتيجة هذه المعجزة.إنك تؤمن بحسب قولك بإله ليس قادرا من حيث الكلام فقط بل هو قادر على كل شيء في الحقيقة، فلا شك أنه سيكون قادرا على شفائهم أيضا، فلماذا التردد في ذلك؟ وبحسب قولك سيكون الله مع الصادق لا محالة فارحم خلق الله وبسرعة.ولعلك تعلم أن هذا ما سيحدث اليوم أيضا.إن الله الذي أخبرك بأنك ستنتصر في هذه المعركة والموطن يكون قد أخبرك أيضا أنه سيُعرض عليك اليوم الأعمى وغيره من المنكوبين.فلك أن تحقق تحديك حالا أمام جميع المسلمين والمسيحيين.رابعا: ما ذكرته من القرآن حول النجاة يتلخص في الأفعال المعينة، وسنبحث هذا الأمر في الأسبوع المقبل لأن تلك هي فرصة مواتية حين تبدأ هجماتنا وتكون هجماتك قد انتهت.وكذلك سنستعرض ما عرضته كجزاء على أعمال المتقين وسنرى ما هو الكامل وما هو الناقص، كذلك سنستعرض طريقة تنجية المسيح أيضا في اليوم نفسه.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ١٦٧ بيان السيد الميرزا المحترم العذر الذي قدمته عن المسيح أنه قال بغية إخماد غضب اليهود إنه قد ورد في شريعتكم أيضا عن الأنبياء أنهم آلهة وقلت الآن أيضا بأن المسيح قدم هذا الرد بصفته بشرا، فإن بيانك هذا جدير بانتباه المنصفين وتأملهم.من الواضح تماما أن اليهود عدوا قول المسيح بأنه ابن الله كفرا وكفروه- والعياذ بالله- فطرحوا عليه هذا السؤال وكان من واجب المسيح في الجواب بلا أدنى شك- إذا كان يعد نفسه ابن الله في الحقيقة من حيث الألوهية وليس بصفته بشرا أن يبين قصده بكل وضوح ويقدم لهم دليلا على كونه ابن الله لأنهم كانوا عندئذ يطلبون الدليل على ذلك.ولكن المسيح لم يتوجه إلى ذلك بل قدّم عذرا حاسبا نفسه مثل الأنبياء الآخرين، ولم يؤد الواجب الذي ينبغي على مبلغ ومعلّم صادق أن يؤديه.أما قولك بأن "الخاص" يُطلق على المقدس فلا يُثبت أية خصوصية للمسيح، لأن هذه الكلمة أُطلقت في كتابكم المقدس على الأنبياء الآخرين وغيرهم أيضا، انظروا سفر النبي إشعياء ۱۳ : ۳.وأما استنباطك معنى الألوهية من "المرسل" فهذا أيضا معنى غريب.فقد ورد في صَمُوئِيلَ الأَوَّل ۱۲: ۸ "أَرْسَلَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ".وجاء في سفر التكوين ٤٥: ٧: "فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللَّهُ قُدَّامَكُمْ".والعبارة نفسها موجودة في إرميا ۳٥ : ۱۳ و ٤٤ : ٤ أيضا، فهل يجب أن يُستنبط منها أيضا معنى الألوهية؟ من المؤسف أنك تقدم بيان المسيح الواضح والبسيط باللف والدوران وتريد أن تحرّفه على أهوائك، وتريد أن تُبطل وتستهين بدليل قدمه المسيح على براءته.هل كان بالإمكان أن يبرئ المسيح نفسه في نظر اليهود بمجرد القول بأني ابن الله بلا شك بصفتي إلها ولكني مثل بقية الأنبياء بصفتي بشرا، وما قيل بحقهم فقد قيل تماما بحقي أنا أيضا؟ هل كان ممكنا أن تزول عن المسيح تهمة اليهود بعذر ركيك مثله؟ هل كانوا
١٦٨ الحرب المقدسة معترفين بأن المسيح ابن الله دون شك بصفته إلها ولا ننازعه في ذلك؟ ولكن لماذا يعد نفسه ابن الله بصفته بشرا؟ بل من الواضح تماما أنه لو كان اليهود معتقدين فقط أن المسيح بصفته بشرا يعد نفسه ابن الله مثل غيره من المقدسين والخواص من الناس لما كفّروه قط.هل كانوا يكفرون أيضا إسرائيل وآدم عليهما السلام وغيرهما من الأنبياء الذين وردت كلمة "ابن الله" بحقهم؟ كلا، بل كان تساؤلهم ناتجا عن سوء الفهم أن المسيح الفهم أن المسيح حسب نفسه ابنا حقيقيا لله تعالى.ولما كان المطلوب أن يكون الجواب مطابقا للسؤال، كان من واجب المسيح أن يختار للرد عليهم أسلوبا يطابق استفسارهم.فإذا كان ابنا حقيقيا لله كان من واجبه أن يقدّم لهم الأنباء التي يقدمها السيد عبد الله آتهم في هذه الجلسة بعد فوات الأوان، ويُريهم بعض النماذج لألوهيته ليُبت في الموضوع في حينه.ليس صحيحا قط أن سؤال اليهود لم يكن لمعرفة الأدلة على كونه ابنا حقيقيا الله، ولا أرى حاجة إلى الإسهاب في هذا الموضوع.والآن يجب أن يكون واضحا أنني كتبتُ للسيد عبد الله آتهم أنه كما تدعون أنتم أن النجاة تكمن في المسيحية وحدها كذلك ورد في القرآن الكريم أنه لا نجاة إلا في الإسلام فقط.إنكم تدعون ذلك بالكلام فقط أما أنا فقد قدّمت من القرآن آيات تتعلق بهذا الموضوع والمعلوم أنه لا أهمية ولا وزن لادعاء لا يدعمه دليل أو إثبات.فبناء على ذلك قلت أن القرآن الكريم ذكر علامات الناجي، وبالنظر إليها نرى أن أتباع هذا الكتاب المقدس ينالون النجاة في هذه الدنيا، ولكن أين توجد فيكم علامات الناجين أي المؤمنين الحقيقيين المذكورة في دينكم على لسان عيسى العليا؟ فمثلا قد ورد في إنجيل مَرْقُس ١٦: ۱۷ - ۱۸: "وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتَّبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ باسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرَبُوا شَيْئًا مُمِينًا لَا يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ " والآن أقول بكل أدب وأعتذر مسبقا إن كان في كلامي *
الحرب المقدسة ١٦٩ شيء من المرارة أو القسوة - إن المرضى الثلاثة الذين قدمتموهم قد جعل عيسى العلا شفاءهم علامة خاصة بالمسيحيين إذ يقول إن من علاماتكم، إن كنتم مؤمنين صادقين، أنكم لو وضعتم أيديكم على المرضى فيبرأون.فأرجو المعذرة على قولي بأنكم إن كنتم تدّعون كونكم مؤمنين صادقين فإن المرضى الثلاثة الذين أحضر تموهم موجودون فأرجو أن تضعوا عليهم أيديكم.فلو شُفُوا لقبلنا أنكم مؤمنون صادقون وحائزون على النجاة، وإلا فلا سبيل لنقبل ذلك لأن المسيح اللي يقول أيضا: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ : انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ.على أية حال، لا أريد منكم أن تنقلوا الجبل الآن لأنه بعيد من مكاننا هذا، ولكن نعم ما حدث أن أحضرتم المرضى بأنفسكم، فأرجوكم أن تضعوا عليهم أيديكم واشفُوهم وإلا فلن يكون لكم إيمان حتى مثل حبة خردل وليكن واضحا عليكم أن هذه الحجة لا تقوم علينا لأن الله جل شأنه لم يجعلها علامةً لنا في القرآن الكريم؛ أي إذا وضعتم أيديكم على المرضى شُفُوا، غير أنه لا قال بأني سأجيب دعواتكم بحسب مرضاتي وحكمتي.وإن لم يكن الدعاء جديرا بالقبول وكان قبوله ينافي حكمة الله لأُخبرتم بذلك، ولم يقل قط بأنكم ستُعطون قدرة على أن تفعلوا ما شئتم.ولكن يبدو أن المسيح يحتل منصبا يمكنه من تزويد أتباعه بالقدرة على شفاء المرضى مثلا، كما ورد في إنجيل متَّى ١٠: ١: "ثم دَعَا تَلَامِيذَهُ الأثْنَى عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَحِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلِّ مَرَضِ وَكُلَّ ضُعْفِ".والآن صار واجبا عليكم وعلامة على إيمانكم أن تشفُوا هؤلاء المرضى أو تقروا أنه ليس فيكم إيمان مثل حبة خردل.ولتعلموا أيضا أن كل شخص يؤاخذ بحسب كتابه لم يرد في أي مكان في قرآننا أنكم ستعطون قدرة مطلقة بل قال ل بصراحة تامة: قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ الله.أي أن الله تعالى الجيلُ مَتَّى ١٧: ٢٠ إِنْجِيلُ الأنعام: ۱۱۰ ۲۰:۱۷
۱۷۰ الحرب المقدسة يُظهر آية يشاء، والعبد ليس قادرا على أن يطلبها منه قهرا.فهذا الجبر والإكراه يوجد في كتبكم أنتم فقط.وكان المسيح بحسب قولكم يُري معجزات اقتدارية وأعطى هذه القدرة تلاميذه أيضا.وتعتقدون أيضا أن المسيح ما زال حيا أن وقيوما وقادرا على كل شيء وعالما بالغيب وهو معكم ليل نهار ويستطيع يعطيكم ما شئتم فعليكم أن تترجوا منه أن يشفي هؤلاء المرضى الثلاثة بوضع و أيديكم عليهم لتتحقق علامة الإيمان فيكم وإلا فليس من المناسب أن تناظروا أهل الحق بصفتكم مسيحيين صادقين، وإذا طلبت منكم علامات على كونكم مسيحيين صادقين فتقولون: لاحول لنا ولا قوة في ذلك!! فبقولكم هذا تقيمون الحجة على أنفسكم بأن دينكم ليس دينا حيا الآن.أما أنا فمستعد لإظهار الآيات التزاما بما حدد الله تعالى من علامات كوننا مؤمنين صادقين.وإن لم أستطع فيمكنكم أن تعاقبوني بأية عقوبة تشاءون، وتضعوا على رقبتي سكينا كما تشاءون.الأسلوب الذي أُمرنا به لإراءة الآيات هو أن نطلب من الله - الذي هو إلهنا الحق والقادر - آية بتضرع وابتهال عند المواجهة حين يُنكر نبيه الصادق والكامل، فسيريها و كيفما شاء بحسب مرضاته وليس لكونه مسيرا أو تابعا لأمرنا وعليكم أن تفكروا جيدا أن المسيح العلة مع غلوكم في شأنه عجز عن إراءة معجزات اقتدارية كما جاء في إنجيل مرقس ٨: ١١-١٢: فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَلُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يُحَرِّبُوهُ.فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: لِمَاذَا يَطْلَبُ هذا الجيلُ آيَةٌ؟ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هذا الجيلُ آيَةً!" لاحظوا الآن، فقد طلب اليهود آية على المنوال نفسه ولكن المسيح تنهد ورفض إعطاء الآية.وهناك مناسبة أخرى أكثر غرابة من سابقتها حين عُلّق المسيح على الصليب قال اليهود: "خَلَّص آخَرينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُحَلِّصَهَا إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!".إنجيل متى ٤٢:٢٧
الحرب المقدسة ۱۷۱ تأملوا الآن في هذه العبارة بنظرة فاحصة أن اليهود أقروا بكل وضوح أنه لو هذه نزل عن الصليب لآمنوا به، ولكن المسيح لم يقدر على ذلك.ويتبين من العبارات كلها بجلاء أن إراءة الآيات الاقتدارية ليس بوسع الإنسان بل في يد ما أعلمه من الله كما يقول المسيح اللي في موضع آخر أي في إنجيل متى ١٢: ٣٩: "جيل شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ".انظروا الآن، لم يقبل المسيح طلبهم بل قال ما كان يعلمه من الله تعالى، كذلك أقول أنا أيضا الله جل شأنه.لا أدعي الألوهية ولا القدرة، إنني إنسان مسلم أتبع القرآن الكريم، وبحسب تعليم القرآن الكريم أدّعي النجاة الحالية.لا أدعي النبوة وإنما هذا خطأ منكم أو تقولون ذلك متأثرين بفكرة ما.هل من المحتوم أن الذي يدعي الإلهام يجب أن يكون نبيا أيضا؟ أنا مسلم وأطيع الله تعالى والرسول طاعة كاملة ولا أريد أن أسمي هذه الآيات معجزة بل إن هذه الآيات بحسب ديننا تُسمى الكرامات التي تُعطى نتيجة اتباع الله والرسول.- الله ركاتها آتهم، إذا، أقيم الحجة مرة أخرى بغية الدعوة إلى الحق أن النجاة الحقيقية وبر وثمراتها توجد فقط في الذين يتبعون سيدنا محمدا المصطفى ويطيعون أوامر القرآن الكريم طاعة صادقة.إن ادّعائي في ضوء القرآن الكريم يقتصر على أنه إذا أنكر أحد من المسيحيين النجاة الحقيقية التي تُنال بواسطة القرآن الكريم فلهم الحق أن يطلبوا - مقابلي من مسيحهم آيات سماوية للنجاة الحقيقية ويقدموها.ولكن بناء على شروط المناظرة أخاطب هنا السيد عبد فعليه أن يثبت في شخصه علامات المؤمن الصادق المذكورة في الإنجيل.ومن ناحية ثانية سيكون واجبا عليّ أن أثبت في شخصي علامات المؤمن الصادق بحسب القرآن الكريم.ولكن يجب أن يكون معلوما هنا أن القرآن الكريم لا يعطينا قدرة مطلقة بل مثل هذا الكلام يحدث قشعريرةً في أبداننا.فلا ندري أيّ نوع من الآيات سيظهرها الله تعالى هو الإله الواحد لا إله إلا هو.غير أنه عهد قاطع مني كما كشف الله جل شأنه عليّ أنني حتما سأنال فتحا في
۱۷۲ الحرب المقدسة المواجهة، ولكنني لا أعرف على أيّ نحو سيُري الله الآيات.إنما الغاية المتوخاة أن تكون الآية فوق قدرات البشر.فهل من الضروري أن يؤله عبد ثم هي وعدنا الله تُطلب منه آية اقتدارية؟ هذا ليس ديننا ولا نعتنق هذا الاعتقاد.لقد جل شأنه بإراءة الآيات بوجه عام وككل.ولو ثبت كذبي في ذلك لقبلتُ أي عقوبة تقترحونها لي وإن كانت الموت.ولكن لو طلبتم مني متخلين عن حد الاعتدال والإنصاف- آية لم يستطع المسيح اللا إراءتها بل كال الشتائم لطالبيها فإن مجرد الادّعاء بإظهار آيات مثلها كفر عندي.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۱۷۳ البيان السادس المناظرة بتاريخ ٢٧ أيار/مايو ١٨٩٣م الوقائع عُقدت الجلسة اليوم أيضا، واقترح الدكتور هنري مارتن كلارك أنه لما كان القسيس جي ايل تهاكر داس قد سافر إلى غوجرانواله لأمر هام أن يُعيَّن مكانه الدكتور عناية الله ناصر، وقبل الاقتراح.ثم اقترح الدكتور عناية الله ناصر أنه كان قد اتفق في شروط المناظرة أن يوقع على كل مقال صاحبه بالإضافة إلى توقيع الرئيسين، ولكني أقترح أن يتم الاكتفاء بتوقيع رئيسي الجلسة فقط.أيده في ذلك السيد مير حامد شاه وقبل بإجماع الحضور.وقد تقرر فيما يتعلق بنسخ المناظرة أن يتشاور فيما بينهم المنشي غلام قادر فصيح وميرزا خدا بخش من قبل المسلمين وبابو فخر الدين والشيخ وارث الدين من قبل المسيحيين ويقدموا تقريرهم بما يمكن أن يحدد به ثمن نسخة المناظرة المطبوعة، ثم يجب أن يخبر المسيحيون كم نسخة منها سيشترون.والمناظرة التي سيشتريها المسيحيون تُطبع مع الوقائع ومقالات الفريقين كلمة كلمة مع توقيعهما.ولن يزيد أي الفريقين شيئا فيها ولا يُنقص.بدأ السيد عبد الله الهم بإملاء الرد في الساعة ٠٦:٣٠ وأنهاه الساعة ۰۷:۳۰ وبعد المقارنة قرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ السيد الميرزا المحترم بإملاء جوابه الساعة ۰۸:۰۵ وأنهاه الساعة ٠٩:٠٥.بعده طال
١٧٤ الحرب المقدسة ووقع نزاع على أمر معين، وهو ملحق مع عبارة الوقائع، وبُت فيه في حينه عليه رئيسا المجلس.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين لما كان السيد عبد الله أتهم مريضا فقدّم قبل رده الأخير عبارة مكتوبة سلفا وطلب أن يقرأها شخص آخر نيابة عنه.فاعترض عليه رئيس الجلسة المسلم وقال بأن تقديم العبارة المكتوبة مسبقا يعارض الشروط المتفق عليها.وطال هذا النقاش حتى تقرر في نهاية المطاف أن يُضاف يوم الاثنين إلى أيام المناظرة، كذلك يضاف يوم إلى الفترة الثانية أيضا.وتقرّر أيضا بموافقة السيد المرزا المحترم أنه لو لم يُشفَ السيد عبد الله إلى يوم الإثنين، لا سمح الله، فيمكن أن يُعين مكانه شخص آخر ويكون الدكتور هنري مارتن كلارك مخولا بهذا التعيين.وتقرر أيضا أن يكون الجواب الأخير في ۲۹ أيار من قبل عبد الله آتهم، أما في الفترة الثانية فسيكون الجواب الأخير من قبل السيد المرزا المحترم دون مراعاة الوقت غير أن وقائع الجلسة ستنتهي لغاية الساعة الحادية عشرة.بمعنى أن الوقت الأخير سيكون للمجيب ليقدم جوابه.ولو بقى بعض الوقت بعد ذلك لن يُعطى السائل هذا الوقت بل سترفع الجلسة.ولما كان الأمر الأول المذكور آنفا يقتضي الحكم النهائي فيه، بُت فيه بالإجماع أنه لن يُسمح في المستقبل بإملاء العبارة المكتوبة سلفا حرفا حرفا، وقد بتّ في ذلك بتراضي الطرفين دون أن يكون لأحدهما اعتراض على ذلك.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين ٢٧ أيار/مايو ١٨٩٣م التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۱۷۵ بيان السيد عبد الله أتهم المحترم ٢٧ أيار/مايو ١٨٩٣م أولا فيما يتعلق بسبيل النجاة وعلامات الناجين التي بينها المرزا المحترم، فقد قلتُ من قبل بأن النقاش المستفيض في هذا الموضوع سيبدأ في بداية الأسبوع المقبل.ونكتفي هنا بالإشارة إلى أن وصفك لفظ "النجاة" ناقص تماما.لم يكن ضروريا لك أن تصف طريقة النجاة عند المسيحيين بأنها مصطنعة وغير طبيعية وباطلة.على أية حال، ما قلته سنناقشه لاحقا حين يأتي دورنا لتوجيه الاعتراضات.:ثانيا: لقد رددنا ردا مستفيضا على العبارات المقتبسة من إنجيل يوحنا ١٠، ولكنك كررت الموضوع نفسه بدلا من أن تشير إلى عيب في الجواب، كأن في التكرار كفاية وفي الإسهاب دلالة على الحقيقة في إنجيل يوحنا ١٠: ٣٦ حيث تُرجم لفظ "الخواص" و"المرسَل" اللذين شرحتهما بأن ترجمة لفظ "الخواص" في اللغة الأصلية هى التقديس، وإلى ذلك يشير لفظ "المرسل" أيضا حين قال المسيح بأني من السماء وأنتم من الأرض.فإن جميع المصادر التي اقتبستها في هذا الصدد لم يُطلق فيها هذا اللفظ على أي واحد من الصلحاء.لقد استخدم في إشعياء ۱۳: ۳ لفظ "ارخومائي" ومعناه المرسل.وجاء في صموئيل الأول :۱۲: ۸ ابسنن اي لو بالمعنى نفسه.وفي سفر التكوين ٧:٤٥ وفي إرميا ۳٥ : ۱۳ جاء لفظ "بادى" "زى" ومعناه "اذهب".وهذه الكلمات تختلف تماما عن الكلمات هى غى أسى الواردة في الموضع المتنازع فيه، ولا علاقة لها مع الأمر المتنازع فيه.وما قلته صحيح تماما أي الذي جعله الإله خاصا وأرسله، أي أرسله من السماء." ثالثا ثم تسأل هل كان اليهود يعتبرون إسرائيل وغيره كفارا بسبب هذا اللقب وحده؟ وقد رددت عليه عدة مرات ولكن من المؤسف أنك لم تفهمه
١٧٦ الحرب المقدسة لسبب ما عليك أن تعيد النظر في المبحث السابق لترى أنه لم يحظ بهذه الخصوصية أحد سوى المسيح.رابعا ولسوف يحكم الناس أيضا فيما يقوله السيد المرزا المحترم بأني ادعيت النجاة بالقول فقط، واكتفيت باستخدام لفظ النجاة فحسب.لماذا أعرضت عن العبارات التي اقتبستها من الكتب المقدسة؟ لماذا لم تستخرج أي عيب فيها، قبل الإعراض عنها؟ خامسا: الآية التى يطلبها منا السيد المرزا بحسب ما ورد في إنجيل مرقس ١٦ فليتضح في الجواب أننا لا نعترض على عموم الوعد أن ترافق المؤمنين هذه العلامات.ولكن السؤال هو: هل المعرفة أيضا عامة إلى جانب عموم الوعد؟ ألم يتلق الحواريون التوبيخ نتيجة ضعف إيمانهم إذ لم يؤمنوا بشهادات الشهود الموثوق بهم وبوعود الإله وبأنباء الأنبياء السابقين؟ أولم يكن من سنة إلهنا أن الذي كان يحذره، يقويه أيضا.منه ذلك وحين قال بأنه كلما آمن أحد في الدنيا سترافقه هذه العلامات لم يكن المراد أنكم كنتم ضعفاء الإيمان من حيث المعجزة، وستتدفق المعجزات من أيديكم في المستقبل.هل واجه هذا التوبيخ القساوسة في عصرنا هذا أيضا؟ نعترف أن الوعد عام ولكن أرنا أن المعرفة التي بسببها سيتحقق هذا الأمر أيضا عامة.قد قرأنا عليك إنجيل مرقس، الأصحاح ١٦ بكامله، فهل يوجد فيه أيضا ما قلته أم لا؟ فلما كانت المعرفة خاصة، أأصبح استنتاج هذا الوعد بعد زمن الحواريين لاغيا أم لا؟ انظر في أعمال الرسل ١٤:٨ هل ورد فيه أم لم يرد عن تكميل هذا الوعد أن يوحنا وبطرس حين ذهبا إلى السامرة ووجدا هنالك كثيرا من المسيحيين وسألاهم هل وجدتم روح القدس أم لا ؟ فأجابوا : لم نسمع عن روح القدس شيئا.فسألاهم على يد من تعمَّدتم؟ قالوا على يد يوحنا المعمدان.حينئذ وضعا الأيادي على رؤوسهم فوجدوا روح القدس.ألا يثبت من هذا المثال أن
الحرب المقدسة ۱۷۷ شرحنا صحيح وسليم؟ وأن استنتاجك الوعد بالمعجزات العامة إلى الأبد استنتاج.يُعلم من رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِثْتُوسَ ١٢: ٤ - ٦ أن: أَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ * وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ * وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الكُلِّ" وجاء في العدد ۲۸ منه: فَوَضَعَ اللَّهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلًا رُسُلًا، ثَانَيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِنَّا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءِ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.وجاء أيضا....أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ." أَلَعَلَّ * الْجَمِيعَ رُسُلُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ * أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاء؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةِ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْحِمُونَ؟" (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِثْتُوَسَ ۱۲: ۳۰-۲۸ يتبين من هذه الأمور بجلاء أن في زمن الحواريين كان كل مؤمن يعطي شيئا بعطاء من الله ، فكان أحدهم مأمورا بشيء والآخر بشيء آخر، و لم يكن أحد دون المعجزة.ولكن كلام الله قال في رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُول الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِثُتُوسَ :۱۳: ۲-۸: وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلٌّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْحِبَالَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا...الْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ.فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ." وجاء في العدد الأخير منه: "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الْإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ." لأن الإيمان حين صار وجها لوجه بقي إيمانا، وحين حصل الرجاء صار مكتملا، ولكن المحبة لا تكتمل أبدا.وليكن معلوما أيضا أن المحبة اسم خاص للإله لأن الإله محبة.نستنتج من كل هذه الأمور أن المعجزات ما وعد بها إلى الأبد كذلك درجتها ليس فوق كل شيء بصدد النجاة.ولكن حين أُعطي تعليم جديد لفترة معينة فقد أعطيت المعجزات من أجل تصديقه وتثبيته.ولو حدثت المعجزات دائما لما بقى لها أثر ملحوظ.ملخص الكلام أن العبارة التي استنتجت منها
۱۷۸ الحرب المقدسة وعدا عاما نستطيع أن نثبت أن لها علاقة بالمعرفة أيضا، وتلك المعرفة هي معرفة خاصة فقط.ولن تستطيع تكذيب بياننا هذا بالنظر إلى نص الكلام الوارد في إنجيل مرقس الأصحاح ١٦.سادسا: تقول إن المسيح أيضا أنكر إظهار المعجزات المبنية على القدرة.ولكن هذا اعتداء منك.أين أنكر؟ حين كان الناس بعد رؤيتهم آية سماوية- يطالبون بآية سماوية أخرى بغية السخرية والاستهزاء عندها قيل لهم بأن جيلا شريرا لن يُعطى آية قل من فضلك عدلا وإنصافا هل عدم إراءة آية حينها أن إراءتها لم يكن ممكنا؟ وإذا قال شخص قادر بأنني لن أعمل هذا العمل يعني فهل هذا يعني أنه غير قادر على فعله؟ يمكنك أن تطلع على نظائر المعجزات بصراحة تامة في إنجيل متى ٩، وإنجيل يوحنا ١١، وإنجيل لوقا 7 وإنجيل لوقا ۷ و ۱۱ وغيرها.كنت أتوقع من فهمك وذكائك ألا تستنتج مثل هذا المعنى.سابعا: تقول بأن المسيح شتم مرتين.فهل إطلاق "السيء" على السيء شتيمة؟ وهل اعتبار ولد الحرام ولد الحرام مسبّة؟ لو التزمت بأدب الكلام بحسب الإسلام أيضا لما استعملت عن نبي من أولي العزم ومعصوم مثل هذا الكلام غير المؤدب، نتأسف على أن يقال عن الأنبياء إنهم كانوا يشتمون.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۱۷۹ بيان الميرزا المحترم كنت قد سألت السيد آتهم بأنكم تؤلهون المسيح فما دليلكم على ألوهيته؟ إذ هناك كثير من الفرق والأمم في الدنيا يؤلهون زعماءهم ومرشديهم مثل الهندوس والبوذيين الذين يقدمون أدلة من كتبهم الدينية على ألوهيتهم بل يسردون كثيرا من معجزاتهم وخوارقهم بكل قوة وشدة لدرجة ليس لديكم نظيرها.ولا يخفى عليكم ما يسردونه من كرامات راجا رام شندر وراجا کرشنا، وبرهما وبشن ومَهَا.ديو.ففي هذه الحالة ليست هناك حاجة ماسة إلى أدلة عقلية قوية وقاطعة لاعتبار إله واحد صادقا من بين آلهة مختلفة، لأنهم كلهم يشاركونكم من حيث الادعاء والأدلة النقلية.بل يبدو أنهم يشاركونكم بشدة أكثر في بيان المنقولات.لم أوجه السيد آتهم المحترم إلى هذا الأمر فقط بل قدمت أيضا من القرآن الكريم أدلة عقلية على إبطال ألوهية المسيح منها أن الإنسان الذي يجد في نفسه كل ما يستلزم أناسا آخرين لا يمكن أن يكون إلها بحال من الأحوال.ولم يحدث في الدنيا قط أن جاء إلى الدنيا إله أو ابن إله للوعظ وإصلاح الخلق كالأنبياء.ولكن مع الأسف الشديد ما أجاب السيد آتهم على ذلك جوابا مقنعا قط.كنت قد وضعتُ شرطا من قبل بأنه يجب على كلا الفريقين أن يقدم ادعاءه كتابه الموحى به وكذلك يقدم الأدلة العقلية أيضا من الكتاب نفسه.ولكن السيد أتهم ظل يقدم ادّعاء تلو ادعاء دون أن يأتي بدليل عقلي على ألوهية ال أو كونه ابن الله إنه يعتز كثيرا ببضع نبوءات استخرجها من الرسائل إلى العبرانيين ومن بعض الأماكن الأخرى من الكتاب المقدس، ولكن من المؤسف حقا أنه لا يفهم أنه ما لم يُثبت صحتها على وجه الحقيقة وما لم يثبت أن المسيح الة عد نفسه مصداقا لها وقدم على ذلك أدلة عقلية أيضا فإنها ليست جديرة بالتقديم كأدلة بحال من الأحوال بل هي دعاوى السيد آتهم من عیسی
۱۸۰ الحرب المقدسة التي تفتقر إلى الإثبات.لم يقدم السيد آنهم شيئا إلى الآن لإثبات ألوهية المسيح ما عدا هذه الدعاوى فقط.لقد قلت من قبل إن المسيح ابن الله نفسه في إنجيل يوحنا ١٠- مثل مع أن الآخرين تماما فيما يتعلق بكونه ابن الله وما أقام أية خصوصية لنفسه هذا ما سأله بالتحديد اليهود الذين كفروه.وكان السبب الوحيد وراء تكفيرهم إياه بأنك إذا كنت ابنا الله في الحقيقة فعليك أن تثبت ألوهيتك، ولكنه لم يُثبتها.لا أدري مع الأسف الشديد لماذا لا يفهم السيد آتهم؛ هل يمكن - أن يكون السؤال شيئا والجواب شيئا آخر تماما؟ لو كان المسيح يحسب نفسه في الحقيقة لقدّم حتما تلك النبوءات التي يقدمها آتهم الآن.ولما لم يقدمها فثبت أنه لم يدع ذلك.أما إذا قدّمها بمناسبة أخرى ودحض اعتراض اليهود المتكرر قائلا بأني إله وابن الإله في الحقيقة وأن هذه النبوءات وردت أنا، وأثبت المسيح اللي ألوهيته أيضا من خلال أعماله، ليتخلص من هذه النبوءة المتنازع فيها فأرجو أن تقدم تلك المناسبات ولا يسعك أن تخفيها الآن بحال من الأحوال والمعلوم أن تأويلاتك الأخرى كلها ركيكة.والحق أن كلمة "الخاص" و"المرسَل" قد استخدمت في العهد القديم والجديد بوجه عام.ولنا عليك دين- لا أراك تسدده - إذ ذكرت ألوهية المسيح ولكن لم تستطع أن تثبتها عقليا ولم تقدر أن تقدم ما يميزه عن آلهة أخرى.أرجو أن تخبرني ما الدليل من حيث العقل على أن راجا رام شندر و راجا كرشنا وبوذا ليسوا آلهة والمسيح إله؟ بحقي من المناسب ألا تذكر بعد الآن النبوءات التي رفضت بحسب أسلوب بيان المسيح نفسه، و لم يستخدمها المسيح لصالحه عند الضرورة.لا شك أن كل ود عاقل يستطيع أن يفهم أنه حين كفر وهوجم ورمي بالحجارة كان بأمس الحاجة إلى تلك النبوءات لإثبات ألوهيته - إذا كانت في حقه في الحقيقة وكانت تشهد على ألوهيته لأن حياته كانت عندئذ في خطر، وكان قد كُفّر سلفا.
الحرب المقدسة ۱۸۱ فلماذا لم يقدم تلك النبوءات الضرورية والهامة في هذا الوقت العصيب ولأي أجلت؟ هل أجبت على ذلك بشيء؟ فماذا نفعل بتلك النبوءات، وأيّ يوم احترام نعيره لها وكيف نفصل المسيح عن الآلهة الزائفة الأخرى في الدنيا؟ يقول الله جل شأنه في القرآن الكريم: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِمُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهَا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ."الذين كفروا": أي الذين اتخذوا البشر آلهة وأبناء الإله سيهلكون لأنهم انحرفوا عن التعليم.* لاحظوا الآن، فقد قال جل شأنه في هذه الآيات بكل صراحة بأنه قد سبق أن عد بعض اليهود أيضا عزيرا ابن الله قبل النصارى وليس ذلك فحسب بل الكفار في الأزمنة السابقة قد أعطوا زعماءهم وأئمتهم المنصب نفسه.فما الدليل عندهم إذا على أن هؤلاء الذين ألهوا أئمتهم كانوا كاذبين أما هؤلاء (المسيحيون) فصادقون؟ ثم يشير إلى أن هذه المفاسد قد تطرقت إلى الدنيا التي أُرسل هذا الرسول لإصلاحها لكي يزيلها بالتعليم الكامل لأنه إذا كان في أيدي اليهود تعليم كامل لما ألهوا علماءهم ورهبانهم أبدا مخالفين في ذلك تعليم التوراة.فتبين من ذلك أنهم كانوا بحاجة إلى تعليم كامل كما أقر المسيح ال أيضا: إنَّ لي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ * وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيع الْحَقِّ، لأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتية.يقول المسيحيون إن المراد من روح الحق هو روح القدس، ولا يتنبهون إلى التوبة : ٣٠-٣٣
۱۸۲ أن الحرب المقدسة روح القدس بحسب مبدئهم هو الله، فممن سيسمع؟ بينما ورد في النبوءة: كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ.أعود الآن إلى موضوعنا السابق وأقول بأن السيد آتهم لم يقدم أي دليل عقلي من الإنجيل على ألوهية المسيح، غير أنني أقدم دليلا آخر من القرآن الكريم حيث يقول الله جل شأنه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُو يقول: أَمْ جَعَلُوا للَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٢ لقد سألتُ السيد عبد الله آتهم بناء على هذا الدليل القرآني أنه إذا كان المسيح إلها في الحقيقة بحسب رأيكم فعليكم أن تُثبتوا صفات الألوهية فيه مثل الخلق وغيرها لأنه ليس ممكنا أن يترك الإله صفاته في السماء ويأتي إلى الدنيا متجردا عن كل شيء، بل إن صفاته تلازمه دائما ولا تنفصل عنه ولا تتعطل أبدا.فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون إلها ثم يكون عاجزا عن إظهار صفات الألوهية الكاملة.يجيبني السيد أتهم على ذلك ويقول بأن كل ما يوجد في الأرض والسماء من الشمس والقمر وغيرهما من الأشياء إنما هي من خلق المسيح.والآن، يمكن للقراء الكرام أن يحكموا في روعة هذا الجواب وجماله، هل هذا دليل أو ادّعاء آخر؟ ألا يقول الهندوس أيضا بأن كل ما يوجد في السماء والأرض من المخلوقات قد خلقها راجا رام شندر؟ فمن له الحق أن يبت في الموضوع؟ ثم يجعل السيد آتهم علامات الإيمان مقتصرة على فترة زمنية محددة، بينما يقول المسيح اللة بوضوح تام بأنه إذا كان لكم إيمان مثل حبة خردل لظهرت منكم كرامات كذا وكذا.كما يقول المسيح الا في إنجيل يوحنا ١٤ ١٢: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالْأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا 1 الروم: ٤١ الرعد: ١٧
الحرب المقدسة ۱۸۳ 11 هذا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا.انظر الآن، أين تأويلاتك من الكلام؟ فقد أصدر المسيح في هذه العبارة حُكما نهائيا فقال بأن الذي يؤمن به هذا سيتصبغ بصبغته ويعمل مثل أعماله بل أعظم منها.والحق أن كلام المسيح صحيح وصائب تماما لأن الأنبياء يأتون ليتصبغ الناس بصبغتهم نتيجة اتباعهم قائمةً إياهم، ويصبحوا غصنا من شجرتهم ويحملوا ثمارا وأزهارا يحملها الأنبياء بأنفسهم.وإضافة إلى ذلك من الواضح أيضا أن الإنسان محتاج إلى طمأنينة القلب ،دائما، وكل عصر يكون بحاجة إلى الآيات عند انتشار الظلام.فكيف يمكن إذا أنه لم تكن هناك حاجة إلى أية آية قط لإبقاء دعائم دين المسيح ولإرساء عقيدة تخالف الحقائق؛ أي جعله الا ابن الله؟ وأن الأمة الأخرى التي تُعدّ على الباطل، وكذلك النبي الأكرم الله الذي جاء بالقرآن الكريم يُعدّ مخالفا للحق، مع ذلك يُري أتباعه بتوفيق من الله وفضله وبحسب مشيئته آيات تطابق منطوق القرآن الكريم، أما آيات المسيحيين فلم تمتد إلى المستقبل بل اقتصرت على الأزمنة الخالية.إذا كان المسيحيون لا يجدون في العصر الراهن في أنفسهم قدرة على إراءة الآيات فلهم أن يفكروا في أنفسهم ما هي قيمة دينهم! أكرر وأقول مرة ثالثة بأن الله جل شأنه قد جعل ثلاث آيات للدين الحق، وهذه الآيات لا تزال موجودة في الإسلام بصورة بارزة.ما السبب إذا في أن صار دينكم بلا آية و لم يعد فيه شيء من آيات الصدق؟ ثم تقول: السبب وراء إنكار المسيح إراءة الآية بإحدى المناسبات كان عائدا إلى أنه كان قد أراها من قبل أقول: إن كلامك هذا ليس صحيحا، لأنه إذا كان قد أراها من قبل فكان لا بد من أن يشير إلى ذلك في تلك المناسبة أيضا.وأقول أيضا بأنه قد سبق لي أيضا أن أريتكم الآيات.ألا تذكر مجلة "نور أفشان" عدد ١٠ أيار/مايو ١٨٨٨م حيث أنكر صاحبها بكل قوة وشدة نبوءتي ونشر فيها مقالا معاديا، ونقل تلك النبوءة أيضا، ثم تحققت في ميعادها.
١٨٤ الحرب المقدسة لقد أقررت من قبل أن النبوءة أيضا تدخل في قائمة الآيات الخارقة، وقد أثبت لك آية قد نُشرت في مجلة "نور" أفشان.ثم إذا أثرت الاعتراض بعد ذلك لكان على غرار اعتراض اليهود الذي سمعت تفصيله على لسان المسيح الليل ولا أراني بحاجة إلى ذكره الآن ولكني مشتاق - بحسب وعدك إذ وعدتَ بالانضمام إلى الإسلام - لأرى إلى أي مدى قبلت الإسلام بعد مشاهدتك تحقق تلك النبوءة.وإنني جاهز لإراءة الآية في المستقبل أيضا وإنما أنتظر الطلب وكتابة الشروط.أما قولك بأنني ارتكبتُ إساءة نوعا ما في حق المسيح اللا إذ نسبت إليه "الشتم"، فهذا سوء ظنك إنني أعتبر المسيح الا نبي الله الصادق العلية والمختار وعبده الحبيب.أما الكلام المشار إليه فكان من قبيل الجواب الإلزامي على عادتك، فإن هذه التهمة تعود إليك وليس إلي.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة 110 عن البيان السابع المناظرة في ٢٩ أيار/مايو ١٨٩٣م الوقائع عُقدت الجلسة اليوم أيضا، واقترح الدكتور هنري مارتن كلارك أن ينوب السيد عبد الله آتهم لأنه لم يحضر اليوم بسبب المرض، وأن يعين القسيس إحسان الله رئيسا للجلسة بدلا منه.وقبل الاقتراح بموافقة السيد المرزا المحترم ورئيس الجلسة من قبل المسلمين.بدأ الدكتور كلارك بإملاء الرد الساعة ٠٦:١٦ وأنهاه في الساعة ٠٧:١٥ وقرئ على الحضور بصوت عال بعد مقارنته ثم بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء جوابه في تمام الساعة ٠٧:٥٥ وأنهاه في الساعة ٠٨:٥٥ وقرئ على الحضور بعد المقارنة بصوت عال ثم بدأ الدكتور هنري مارتن كلارك بإملاء الرد في الساعة ٠٩:٤٠ وأنهاه في الساعة ۱۰:۳٥ وقرئ بعد المقارنة بصوت عال.ثم وقع الرئيسان على المقالين وبذلك انتهى الجزء الأول من المناظرة.التوقيع بالإنجليزية إحسان الله، نيابةً عن هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
١٨٦ بيان الدكتور هنري مارتن كلارك المحترم نيابة عن عبد الله أتهم بتاريخ ٢٩ أيار/مايو ١٨٩٣م الحرب المقدسة لقد استغربت كثيرا لسماع كثير من كلام السيد المرزا المحترم ولكني استغربتُ أكثر حين قال بأنه يمكنكم أن تتساءلوا من حيث العقل: لماذا لا يُعدّ رام شندر وكرشنا أيضا إلهين؟ ولماذا لا تُعدّ أدلة كتب الهندوس جديرة بالاعتداد بهذا الصدد؟ ماذا تقول يا أيها المرزا المحترم؟ ما هي أعمال الألوهية التي قاما بها؟ وأي من ادعاءاتهم بلغ مبلغ الثبوت؟ وما الحاجة إلى بيان مثالهما في مجلس أهل الكتاب؟ ألا تفرّق من حيث العقل بين المسيح ورام شندر و كرشنا؟ وهل تعدّ الإنجيل الجلالي متساويا مع كتب الهندوس؟ أرى أن تشبيه نبي الله الصادق ومسائل أهل الكتاب بعبدة الأوثان وكتبهم إثم في حد ذاته وإن فعلت ستسأل عند الله.إن كتب الهندوس التي ذكرتها لا تصح تاريخيا أيضا، فعلى أي أساس تجري المقارنة ؟ لقد قلت أيضا بأن أناسا كثيرين ادعوا الألوهية وثبت بطلان دعواهم، كذلك ادعى المسيح الألوهية وهو باطل أيضا.ماذا تقول يا صاحبي؟! إذا كانت تسع قطع نقدية من بين عشرة زائفة، فهل هذا يعني أن العاشرة أيضا زائفة بالضرورة؟ الإدلاء بمثل هذه الفتوى لا يجوز.بل ينبغي إصدار الفتوى بالنظر إلى الظروف وبعد استيعاب الخصوصيات.ما دامت هناك دعاوى كاذبة فلا بد أن تكون هناك صادقة أيضا كما يكون واضحا لك.لولا النقود الحقيقية لما وُجدت الزائفة أيضا.
الحرب المقدسة ۱۸۷ ثالثا: لقد قدمنا إلى السيد المرزا المحترم عدة نبوءات ولكن اعتراضه عليها هو أنكم تقدمون الدعاوى فقط إثباتا للدعاوى، ولأن النبوءات التي تقدمونها هي دعاوى بحد ذاتها فكيف يثبت إذا الادعاء بالادّعاء فقط؟ إنه لسوء فهمك العجيب يا صاحبي! إن نبوءات الله لا يمكن أن تُعدّ دعاوى بحال من الأحوال بل هي حقائق، ولا نقبلها كادعاءات بل نقبلها كأمر من مالكنا.هل يسع بشرا أن يعتبر أمر خالقه وربه ادّعاء؟ ثم ليس من حقنا أن نفحصها أيضا، لأنها إن كانت نبوءة فإن لها علاقة مع المستقبل وليس بزمن الحال.وأنى لنا أن نحكم في أمور تتعلق بمكان لم نصله.من حقنا أن نفحص قضية النبي ونطمئن أنه ني الله حتما.وحين ذلك يجب أن نقبل بالشكر والأدب رسالة يبلغنا إياها باعتبارها رسالة من مالكه ومالكنا وليس منه عندما تنزل النبوءة تُقبل، وعندما تتحقق تبلغ درجة الكمال.والأمور التي لم تحدث إلى الآن لا يعرفها أحد إلا الله.تأكدنا من فمثلا هناك كثير من الأنبياء يُدلون بالأنباء من الله تعالى في العهد القديم قائلين بأنه سيحدث كذا وكذا.وفي العهد الجديد الذي هو أيضا كلام يسجل كثيرون آخرون تعليم الله أن ما قاله عبادي كذا وكذا الله ونازل من بمناسبة كذا وكذا وها قد تحقق اليوم فيا صاحبي، لا مندوحة لنا من القبول.والإنكار ينافي الفطرة لأن شهادة الله وقوله يفوق كل شهادة.لقد قدمت إليك ثلاث قوائم ذكرت فيها نبوءات العهد القديم مع الإشارة إلى المصادر من العهد الجديد وذكر تحققها.ما قاله أنبياء الله قبل ست مائة أو مائة أو ثمان مائة سبع عام رأينا تحققه حرفا حرفا.فلو أصررت يا صاحبي المرزا المحترم على أنها دعاوي فقط فليس ذلك إلا تعصبا وتعنتا محضا.لقد سألت أيضا: هل أقرّ المسيح بلسانه عن أي من هذه النبوءات أنها تنطبق عليه أم لا؟ فيا صاحبي، لم يفعل ذلك مرة أو مرتين بل فعله مرارا، و لم يعتبر في حقه واحدة منها أو اثنتين بل كلها.انظر إنجيل متى ٢٢: ٤١ - ٤٦ وإنجيل
۱۸۸ الحرب المقدسة يوحنا ه: ۳۹ و إنجيل متى :۱۱: ۱۰.ومقابلها سفر النبي ملاخي ٣ ١، وإنجيل لوقا ٢٤ : ٢٧، وإنجيل متى ٦: ١٧.رابعا: سألت عن إنجيل يوحنا ۱۰ ۳۵، وقد أجبنا على ذلك مرارا ولا أدري ما القصة، ولماذا لم تفهم؟ فأقول للمرة الأخيرة بأنك تمسك بهذه العبارة ظنا منك أن فيها إنكار الألوهية.بل الحق أن المسيح على عكس ذلك قد ادعى فيها ألوهيته بكل قوة وشدة.فقال بنفسه لليهود: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ الله، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الله...وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا".والذين وصلهم كلام الله صاروا ببركته جديرين بأن يُعَدّوا آلهة، أي نالوا هذه البركة بسبب اتباع الكلام فالذين وصلهم الكلام نالوا هذه الدرجة ولكنك تقول للكلام المتجسد أنك تقول الكفر ! ويل لعقولكم !! اللفظان الجديران بالتأمل هما: "جعله خاصا" و"أرسله".لقد أمليت بعض العبارات وقلت إن هذين اللفظين موجوادن فيها، ولكن لم يُعثر عليهما بعد البحث والتفتيش فالمصادر التي ذكرتها كانت خاطئة، فقدمنا لك الكلمات اليونانية أيضا.قلت إن هناك مقتبسات أخرى كثيرة أيضا ولكن لم تذكر منها شيئا.تمعن في "أرسل" فإن إرسال المسيح كان من نوع آخر تماما.فقد جاء في إنجيل يوحنا ١٦: ٢٨: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ".إذا كان في ذلك إنكار الألوهية فقل لي هل للإنسان أن يقول هذا الكلام: "خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآب، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَذْهَبُ إِلَى الآب"؟ إن قولك بأنه قد أُرسل المسيح، ليس صحيحا إذ لا يحق لنا أن نقول فليكن كذا أو ليكن.كذا يجب أن يؤخذ القرار بحسب ما حدث من قبل وإلا فلنقل بكل صراحة بأننا أعلم من الله والأنبياء العظام، ولو كنا مكانهم لقلنا كذا وكذا.هذا ليس علما بل هو افتراء.إنجيل يوحنا: ١: ١-١٤
الحرب المقدسة ۱۸۹ كان في جيش الإسكندر العظيم قائد اسمه "بارمينو"، حين فتح الإسكندر إيران قال القائد لو كنتُ مكان الإسكندر لتزوجت بنت "دارا" ولما خرجت من هذا البلد قال الإسكندر العظيم: لو كنتُ بارمينو لفعلتُ كذلك.ولأني الإسكندر العظيم ولستُ بارمينو لذا سوف أفعل غير ذلك.فكان في ذلك الوقت المسيح وليس السيد المرزا المحترم.واعلم أيضا أنه لم يكن هذا هو حواره الوحيد الذي جرى مع اليهود حتى يتم وينتهي كل شيء في الحال بل استمرت هذه السلسلة إلى ثلاث سنوات.خامسا: إذا كان المسيح خالقا فما الذي خلقه؟ والجواب بحسب فتوى الإله الوارد في إنجيل يوحنا ١ هو: كل شيء له.إذا كان المرزا يريد تحاشي هذه الفتوى فليرفض الإنجيل كله، وليعتبره مجموعة من كلام الإنسان والأهواء النفسانية والكذبات.سادسا: حين صار إنسانا أين ذهبت صفات الألوهية؟ هذا ما يسأله السيد الميرزا المحترم وجوابه وجيز ومختصر جدا بأن الإله كان مباركا إلى الأبد كما هو الآن، فقد حسب نفسه أدنى بحسب الرسالة إلى فيلبي ٢: ٦.سابعا : لقد انزلقت أقدامك عن حبة خردل ووقعت على جبل، (كما يقول المثل الأردي).ما أغرب هذا الحذاء الذي لففته بالحرير وضربت به رأسنا، إذ قلت عليكم أن تستفيقوا وإلا لن يبقى لكم إيمان مثل حبة خردل!! لا تخف ولا تقلق لن يضيع إيماننا بأي حال.لقد قلنا لك بأن هذا الكلام موجه إلى الرسل وليس إلينا.بل قد ذكر بكل جلاء في رِسَالَة بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِثُوسَ ۱۳: ۲: "وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لى مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا".أما القصر الشاهق الذي شيدته على أساس ما جاء في الإنجيل مرقس ١٦ فلا معنى له لأن الأساس ضعيف.لقد كشف لك بكل صراحة أنه قد قيل لرسل المسيح الذين يؤمنون في حالة عدم إيمانهم أيضا بأن آیات كذا وكذا سترافقكم من الآن.الكلمة اليونانية "بس تي آئي" تعني: الذين
۱۹۰ الحرب المقدسة آمنوا الآن، ولا تعني قط أن الذين سيؤمنون في المستقبل.بل لم يكن الجميع مخوّلين بذلك في زمن الرسل لأن الجسد كان واحدا والأعضاء مختلفة إن صح التعبير.سأله الحواري: هل الجميع أعين وهل الجميع أذن؟ فقال: هل الجميع يُري المعجزات والكرامات، ويُبرئون المرضى؟ وهلم جرا كما قلت من قبل.ورد بصراحة أن كل هذه الألطاف سوف تنقطع وما يبقى إلى الأبد هو المحبة.فقال الإله بوضوح إن العلامة الدائمة التي بها تعرف الدنيا أنكم تلاميذي ليست المعجزات والكرامات بل الحب.انظروا إنجيل يوحنا ١٣: ٣٤ - ٣٥: "بهذا رِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي".ثم قلت بأنه يجب عليكم أن تعملوا ما عمله المسيح بل أكثر من ذلك بحسب ما ورد في إنجيل يوحنا ١٤: ١٢.فيا صاحبي، تأمل في النص المذكور، إن المسيح هنا لا يخاطبني ولا يخاطبك بل يخاطب حواريه فيقول بأنكم ستعملون ما عملته أنا ولا شك في أنه أخرج الشياطين وأمسك الأفاعي وأحيا الأموات بل ستعملون أكثر مني لأني ذاهب إلى الآب والحق أن هذا ما حدث لأن قلة قليلة آمنوا بدعوة المسيح.أما بدعوة بطرس فآمن ثلاثة آلاف دفعة واحدة.لقد ورد في سفر أعمال الرسل بأنه كان ينادي في اليهود فقط، أما تلاميذه فقد انتشروا في العالم كله ولكن اعلم أن التلميذ ليس فوق الأستاذ.اسألوني أعطكم، يقول: عليكم أن تدعوا فقط.لقد ورد بوضوح أنهم ظلوا يدعون وظل الإله يسوع يحقق ولا يزال.:ثامنا : ثم سألت أليست الآيات ضرورية في كل زمن؟ كلا، بل يجب وجودها في البدء، ولكن البدء لا يدوم إلى الأبد، الآيات والمعجزات تكمل التعليم والدين.وما كمل مرة من قبل الله، لا يرسل غير مكتملا حتى يحتاج إلى التكميل مرة أخرى كان الإله المسيح بنفسه هو الآية الأخيرة.والمعلوم أيضا أنه حين ينزل تعليم جديد فلا بد من شخص خاص ليوصل الرسالة، ولا بد
الحرب المقدسة ۱۹۱ من وجود الآيات الخاصة التي يُثبت الله من خلالها أن هذا المرسل مني، وهذا أما الآن فهناك ألف وسيلة للتحقيق، منها النقلية والعقلية والتاريخية التعليم مني.وغيرها.وحيثما يمكن أن أمر بوجه عام لا يتمّمه الله : يتم بوجه خاص.كان اليهود يتلقون طعاما سماويا في فلوات قفراء لا طعام فيها، وحين وصلوا بلدا كانت الأشياء الأخرى موجودة فيها، غاب المن أيضا.المعجزات بمنزلة خاتم من الله الذي يصدق أن هذا عبدي وهذا تعليمي.ثم في الأزمنة المستقبلية لا يكون هناك عبد خاص ولا خاتم خاص، ومع ذلك يبقى الكون ساري المفعول بوجه عام.ولأن السيد محمد كان نبيًّا بحسب اعتقادكم وكان الله ينزل عليه القرآن بواسطة جبريل، فكان من الواجب أن يحدث ذلك في البداية، أما الآن فإن أمة محمد تنشر ذلك التعليم وذلك الدين، وليس محمد بنفسه.والقرآن يُنشر عن طريق الطباعة وليس اسطة الملائكة.بواس تاسعا: لماذا أنكر المسيح إراءة المعجزة؟ فقد بين السيد عبد الله آتهم هذا الموضوع باختصار.لم ينكر المسيح حينئذ أيضا، بل قال بأنكم ستُعطون آية النبي يونان، ولكنك لم تقرأ ذلك، أي كما بقي هو في بطن الحوت لثلاثة أيام كذلك سيبقى ابن آدم أيضا في بطن الأرض لثلاثة أيام.فقد أعطى آية موته ودفنه وقيامه ولم تظهر في الدنيا معجزة أكبر منها.فقد أظهر معجزة، انظر إنجيل يوحنا ٢١: ٢٥.يقول الرسول بأنه قام بأعمال أخرى كثيرة.وماذا ذكر من أعماله هو، انظر إنجيل يوحنا ١٤: ١١.عاشرا تسأل لماذا لم ينزل عن الصليب؟ أنى كان له أن ينزل عنه بينما كان قد أتى إلى الدنيا ليجعل نفسه كفارة للعالم كله.كذلك قال الشيطان أن اصنع الخبز من الحجر، فلم يفعل هذا ولا ذاك، لأن كلاهما كان بمنزلة عبادة الشيطان.تقول : لو نزل عن الصليب لآمن به اليهود فورا.كيف
۱۹۲ الحرب المقدسة علمت ذلك؟ هل آمنوا برؤية معجزة أخرى؟ وهل آمنوا برؤية قيامه من الموت؟ يا صاحبي، الإيمان لا يأتي بمعرفة المعجزة فقط.هل أرى موسى فرعونَ معجزات قليلة؟ ومع ذلك بقي قلب فرعون كافرا ومتحجرا.فلا يُشترط أن يتلو المعجزة إيمان حتما أي قد يؤمن الرائى وقد لا يؤمن، هذا أمر من وقد ضربتُ هنا مثل فرعون.الله.لقد أحيا المسيح من الأموات شخصا اسمه لعازر.لقد استشاط اليهود غضبا وخططوا أن يقتلوا كليهما.فقد ورد في الإنجيل الجلالي بكل وضوح أنه لو لم يؤمنوا بموسى والأسفار لما آمنوا قط وإن جاء أحد من الأموات.الحادي عشر: قلت إن جسد الإنسان يتغير بعد كل أربعة أعوام، فكيف صار المسيح كفارة؟ أقول: لا يتغير في أربع سنوات بل بعد سبع سنوات.ولكن مهما تغير الجسد لا يتغير الوجود.إذا كانت الكفارة مستحيلة بهذا السبب بحسب رأيك، فلعلك تعتقد أيضا أن الرجل لا يعود زوج امرأته ولا أبا لأولاده بعد سبع سنوات أو أربع سنوات، ولا يبقى مالكا لماله.وعندما تكون تلك الفترة موشكة على الانتهاء فالأفضل أن يسجل قرانه مرة أخرى ليبقى شرفه وماله مصونا.إن الأسئلة والاعتراضات من هذا القبيل تناسب براعة فهمك.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية إحسان الله نيابة عن هنري مارتن غلام قادر ،فصیح كلارك، الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۱۹۳ جهنم بيان الميرزا المحترم ٢٩ أيار/مايو ١٨٩٣م لقد استغربت استغرابًا ما بعده استغراب لما بينه وتفوه به الدكتور المحترم اليوم إثباتا لألوهية المسيح.فليكن معلوما أن ادعاء الألوهية الذي يُنسب إلى المسيح الله ليس ادعاء بسيطا بل هو ادعاء كبير جدا.والذي يُنكر ألوهية المسيح يُلقى في جهنم خالدا فيها بحسب معتقد المسيحيين.أما بحسب القرآن الكريم فإن الذي يقول أن فلانا إله في الحقيقة أو أنا إله فهو حري بأن يُلقى في كما يقول الله جل شأنه: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهُ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ.وجاء في آية قبلها: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ، وحينما نتأمل ؛ ما الدليل في أيدينا عن هذا الأمر نجد مجموعة كبيرة من الأدلة.فمن ناحية يدحض العقل السليم هذا المعتقد ومن ناحية أخرى يشهد قياس الاستقراء أنه لا نظير له إلى الآن ما عدا الادعاء المتنازع فيه ومن ناحية ثالثة يرفض القرآن الكريم الذي يُثبت صدقه بأدلة لا تعد ولا تحصى، هذه الفكرة كما يقول: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلُ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير" أي هناك آيات لإثبات النبوة ولكنها لا تنفع لإثبات الألوهية.ثم يقول تعالى بأنه ليس لديهم دليل عقلي على اعتقادهم هذا حتى يثبت هذا الاعتقاد ثم يقول : وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِذَا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَذَا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَن وَلَدًا، وحين نرى هل اليهود الذين ۲ ٤ الأنبياء ٣٠ الأنبياء: ٢٧ الحج: ٧٢ * مریم: ۸۹-۹۲ * *
١٩٤ مع الحرب المقدسة كانوا ورثة التوراة الأوائل والذين تُقدَّم نبوءات عهدهم القديم بصورة خاطئة، أنهم كانوا يتلون كتبهم كل يوم ويتدبرونها وصدقهم المسيح أيضا أنهم يفهمون كتبهم جيدا فاتبعوهم، هل اتفقوا مرة مع نبوءة من هذه النبوءات وأقروا أنها تصف المسيح الموعود الله إلها؟ أو تقول بأن المسيح المقبل لن يكون بشرا بل إلها؟ لا نعثر على شيء من هذا القبيل.يدرك كل عاقل أنه إذا كان ممكنا أن ينشأ في قلوبهم بغض وبخل تجاه المسيح كان من المفروض أن ينشأ عند مجيئه.إذ كان هؤلاء القوم ينظرون إلى هذه النبوءات من قبل بنظرة الحب والتأمل والعدل والحرية وكانوا يتلون تلك الكتب كل يوم ويكتبون تفاسيرها، ولكن ما هذه المأساة أن بقي هذا المعنى خافيا تماما عن أعينهم! يقول الدكتور المحترم إن نبوءات واضحة عن ألوهية المسيح كانت موجودة في العهد القديم، ولكنني أستغرب استغرابا ما بعده استغراب أنه لو كانت هناك نبوءة واحدة فقط و لم يفهمها اليهود لكانوا معذورين، ولكن ما حدث أنهم لم يفهموا ولو نبوءة واحدة مع وجود مئات منها، ولم يعتنقوا في أي زمن عقيدة مجيء المسيح إلى الدنيا بصفته إلها؟ كان فيهم الأنبياء والرهبان والعابدون ومع ذلك لم يبيّن أحدهم أن إلها سيأتي في حلّة البشر.تعرف جيدا أنه من غير الممكن أن يتفق على فهم خاطئ قوم كان متمكنا من كل حرف ونقطة من التوراة.هل كان الجميع أغبياء؟ أو كانوا سفهاء كلهم، أو هل كانوا متعنتين جميعهم؟ وإذا كانوا متعنتين فماذا كان الدافع وراء هذا التعنت قبل ظهور المسيح ال؟ من الواضح أن التعنت يأتي كردة فعل.فلماذا وتجاه من كان التعنت ما لم يدع أحد الألوهية؟ إذًا، فإن اتفاق اليهود قبل زمن المسيح على أن القادم هو إنسان وليس إلها يكفي دليلا لكل باحث عن الحق.لو كانوا تواقين إلى كتمان الحق في كل الأحوال لما أقروا بمجيء نبي أيضا.بالإضافة إلى ذلك تؤيد التوراة وتصدّق هذا الأمر بشدة أكثر في أماكن أخرى.فقد ورد فيها بكل وضوح ألا تتخذوا شيئا من السماء أو الأرض
الحرب المقدسة ۱۹۵ إلها.كما جاء في سفر الخروج ٢٠: ٤: "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلَاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ."وورد أيضا : "إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أَعْجُوبَةٌ * وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَو الأَعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُهَا وَنَعْبُدُهَا * فَلَا تَسْمَعْ لِكَلَامِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْم..كذلك هناك عبارات أخرى كثيرة في التوراة لا أرى حاجة إلى إيرادها هنا.ولكن فوق كل ذلك يجدر بالانتباه ما يقره المسيح بنفسه حيث يقول: "إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ : اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ الرَّبُّ إِهُنَا رَبِّ وَاحِدٌ".(مرقس ۲۹: ۱۲) ثم يقول: "هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا ١٧: ٣).إن كلمة "أرسل" استخدمت في التوراة في عدة أماكن بمعنى أنه كلما يبعث الله تعالى عبدا من عباده ويجعل أحدا نبيا يقال بأنه عبد مرسل.وإن استطاع الدكتور المحترم أن يثبت استخدام كلمة "أرسل" بأي معنى آخر- إذا كانت مستخدمة بحق نبي- في أي مكان سوى هذا المكان المتنازع فيه فله أن يأخذ منا آية جائزة أراد كتحد منا.وليكن واضحا للدكتور المحترم أن كلمة "أرسل" وكذلك كلمة "الخاص" قد وردتا بحق البشر، وإن استنتاج معنى آخر منهما تعنت محض.وبالإضافة إلى ذلك لو كان المسيحيون جميعا مجمعين على أصول إيمانية حول ألوهية المسيح و لم تكن فئة أو فرقة خارج هذا الإجماع لكان هناك بعض المجال للاعتزاز ولكن الآن لا يسعف الدكتور هذا الأمر البسيط أيضا.فليقل الدكتور المحترم هل تؤمن فرقة الموحدين، وهي إحدى فرقكم المختلفة، بالمسيح إلها؟ ألا تتمسك تلك الفرقة بالإنجيل نفسه الذي تتمسكون به؟ هل تجهل تلك الفرقة النبوءات التي تعرفونها؟ وما دام المسيح نفسه يبرئ ساحته من الكفر من ناحية ويعد نفسه في إنجيل يوحنا ۱۰ مثل غيره في إطلاق كلمة
١٩٦ الله النبي الحرب المقدسة "إله"، ويعد نفسه غير ذي علم أيضا ويقول بأنه لا يعلم عن حدوث القيامة شيئا، ولا يجيز أن يناديه أحد "صالحا" ويقول مرة بعد أخرى بأنه مرسل من وينصح الحواريين أن يستمدوا من النبوءات وغيرها من الأمور من هذا القبيل معنى يستمده اليهود وأن يسمعوا كلامهم ويؤمنوا به، ومن ناحية ثانية تشبه معجزات المسيح معجزات الأنبياء الآخرين بل هي أقل منها شأنا بسبب قصة البركة التي يعرفها الدكتور المحترم حتما إذ كان المغتسلون فيها يشفون من أمراض مختلفة كما يُروى عن المسيح الله، ومن ناحية أخرى توجد فرقة داخلية، إذ تؤله فئة من المسيحيين عيسى ال وتكذبها فئة أخرى كما يكذب اليهود المسيح بشدة، ويعارض العقل أيضا هذه الأفكار غير المعقولة وقد أثبت الأخير صدقه بمئات الأدلة ،والآيات، فماذا يفيد وأي احترام يستحقه رأي فرقة واحدة وبدون دليل أن المسيح كان إلها حتما- مقابل كل الإثباتات المعادية المذكورة آنفا؟ لذلك قلتُ من قبل بأنه ما دامت هناك هجمات كثيرة تشن بالاتفاق على معتقدكم هذا فيتحتم عليك أن تقدّم لإثبات ألوهية المسيح دليلا لا ظلمة فيه ولا حُلكة وليس لأحد أن يعارضه، ولكنك لم تتوجه إلى هذا الأمر.وتقول إن النبوءات التي تقدمها هي أدلة وليست دعاوى! عليك أن تفكر بالعدل يا أيها الدكتور المحترم أنه ما دام هذا الكم الهائل من مكذبي تلك النبوءات ومعارضيها موجودا، ولا يستمد الذين كانوا ورثة العهد القديم منها معنى تستنبطه، ولستم أنتم أيضا متفقين عليها فيما بينكم فهل ستُعد دعاوى بحتة أو شيئا آخر؟ بمعنى أنه لما صار هذا الأمر مختلفا فيه بين فرقكم فلكم أن تسرُّوا هذه القضية مع اليهود أولا ثم مع فرقة الموحدين، وعندما تتفقون جميعا على أن المسيح الموعود المقبل إلـه حتما عندها يمكن أن تقدموا هذا الحكم المتفق عليه أمام المسلمين حجة.ثم تقول بأننا لسنا بحاجة إلى الآيات في العصر الراهن لأنها تخص الأزمنة القديمة، وحين تحققت الغاية المنشودة فما الحاجة إلى الآيات؟
الحرب المقدسة ۱۹۷ أقول: لو كان هذا الأمر ثابتا متحققا لما نشأت الخلافات إلى هذا الحد، ولما وجد في فرقتكم أناس يكذبون هذا المعنى لتلك النبوءات.فلما لم تثبت صحة هذه النبوءات ولم يثبت ادّعاء المسيح الا و لم يثبت الإجماع على هذا المعنى المعين فكيف يسوغ لكم أن تقولوا بأنها أدلة؟ ولتعلم أيضا أن قولك بأن الآيات كانت ضرورية إلى زمن الحواريين فقط، وهم الذين كانوا المخاطبين بها يبطل بدليل آخر أيضا وهو أنه إذا كان خطاب الحواريين بأمر ما يعني حصره فقط فيهم هذه الحالة سيفلت الإنجيل كله من اليد لأن الحواريين كانوا هم المخاطبين في تعليم الأخلاق كله الذي جاء به المسيح.وفي هذه الحالة تستطيع أن تقول بكل سهولة وجدارة بأننا لسنا ملزمين لندير الخد الثاني بعد تلقي ففى اللطمة على الخد الأول لأن هذا الأمر كان موجها إلى الحواريين فقط.أما قولك: ما وجه المقارنة بين رام شندر أو كرشنا مع المسيح؟ وأنه إذا ادعى عشرة أشخاص ألا يمكن أن يكون واحد منهم أيضا صادقا؟ أقول متأسفا ما هذا الكلام الذي أمليته؟ لم أقصد من ذلك إلا أنه إذا كان الإنسان يُعد صادقا بناء على الادعاء وحده فهناك كثيرون في الدنيا يدعون دعاوى مختلفة، فإذا كان منهم صادق فليقدم أدلة صدقه وإلا فلا يحق لنا ولا لك أن نصدق حتى واحدا من المدعين العشرة دون دليل ما أقوله وأكتبه بالتكرار هو أنكم لم تقدموا إلى الآن أدلة عقلية على ألوهية المسيح.أما النبوءات المنقولة التي تقدمونها مرة بعد أخرى فهي ليست بشيء يُعتد به لأنها متنازع فيها وتستمدون منها معنى ويستنبط منها الموحدون معنى آخر، ويستنتج اليهود معنى ثالثا ويستخرج المسلمون شيئا آخر فكيف صارت قطعية الدلالة والحالة هذه؟ تعرف أيضا أن المراد من الدليل هو ما كان قطعي الدلالة ومنيرا في حد ذاته وبديهيا ومثبتا لأمر وليس محتاجا إلى إثبات نفسه لأن الأعمى لا يهدي الأعمى الطريق.6
۱۹۸ الحرب المقدسة أعود إلى كلامي السابق وأقول بأنك تعرف أن الإنسان بحاجة إلى الاقتناع القلبي والمعرفة التامة دائما في هذا العالم المليء بالمفاسد.وكل شخص يريد أن تكون الأدلة التي ينوي أن يقبلها الآخرون جامعة وشاملة لدرجة يستحيل الطعن فيها.حين يتذكر كل باحث عن الحق موته ويتصور العقوبات التي يلقاها الملحدون في حالة إلحادهم وضلالهم ترتعد لهولها أوصاله ويجد نفسه حريصا على آية يطمئن لها وتمثل دليلا يستند إليه.فإنني لأستغرب أشد الاستغراب لماذا تُعدّ شجرة المسيحية هذه دون ثمار، ولماذا لا يُقدم طريق الإقناع مقابل من يقدمه من عنده.إذا لم تكن إراءة الآيات من سنة الله فلماذا يُريها في تأييد الإسلام؟ هل يمكن أن يغلب الظلامُ نورًا.ولكن أترك كل هذا جانبا فإنني أعرف جيدا أن قلبك لا يمكن أن يطمئن لبياناتك هذه قط.فالأفضل من أجل البت في الموضوع أن نعقد عهدا خطيا، وإن لم أستطع أن أظهر بحسب الشروط التي سأكتبها في المعاهدة آيةً بحسب مشيئة الله جل شأنه سأكون جاهزا لقبول أية عقوبة ترضاها بل أكون مستعدا لقبول عقوبة الموت أيضا.ولكن لو تحقق ذلك لوجب عليك أن تخشى الله جل شأنه الإسلام يا أيها الدكتور كيف يمكن أن تكون المسيحية هي الدين الصادق ثم تحالف التأييدات الإسلام؟ عليكم أن تدعوا المسيح العليا أن ويُفحمني، وأنا بدوري سأدعو ربّي، وسيغلب الإله الذي هو الإله الحق.أي سبيل أفضل من هذا للبت في الموضوع؟ من سيقبل ادعاءاتك دون دليل؟ ولماذا تقدمها بالتكرار ؟ هل قبلها قومك بالإجماع؟ عليك أن تتوجه من فضلك إلى الصراط المستقيم الذي من شأنه أن يميز الحق من الباطل.وتعتنق يهينني أنا التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح إحسان الله نيابة عن هنري مارتن الرئيس من قبل المسلمين كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۱۹۹ بيان الدكتور هنري مارتن كلارك لقد أسهب السيد المرزا المحترم في بيانه عن اليهود ولا أدري لماذا اتخذهم حكما بيننا وبينه؟ يا صاحبي، من هم أبناء الظلمة الذين تشير إليهم؟ لو كان الأمر موقوفا على عدم إيمانهم لحطّ ذلك من شأن نبيكم كثيرا، لأنهم شدوا مئزرهم دائما على معارضته وظلوا منكريه ياصاحبي إن مدار الموضوع ليس على حُكم البشر، إذ إن الكتب موجودة وليس هناك لغة غير مفهومة، ولم يزود الله تعالى اليهود فقط بالعقل.إذا كان هناك خطأ في العبارة فلك أن تخبرني، وإذا كان في المعنى فأخبرنا المعنى الصحيح.ولكن لماذا تنسب إلينا شقاوة اليهود؟ تقول إن هؤلاء القوم كانوا بارين يعبدون الله ولكن عليك أن تقرأ التوراة وأسفار الأنبياء ليتبين لك حالهم بوضوح.فيقول الله: "...شَعب يُغِيظُنِي بِوَجْهِي" (إشعياء: ٦٥: ٣.وانظر إلى الأنبياء إذ يقولون عنهم بأنهم متمردون، وقساة القلوب قتلة الأنبياء، ومعرضون عن المذكورة في كلام الله الذين تعتبرهم قوما طاهرين بل يقول الله تعالى: "النُّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلَا يَعْرِفُ شَعْبِي لَا يَفْهَمُ".(إشعياء: ٦: ١٠) الشعب الذين يعدُّهم الله تعالى أكثر حمقا من الحمار والثور تتوقع منهم العدل لن يكون لك هذا يا أيها الميرزا المحترم.يا صاحبي، قد أظلم الله قلوبهم عقابا لقسوتهم لكيلا يفهموا.هذه اللعنة كانت عليهم في زمن يسوع المسيح ولا تزال انظر: إنجيل متى :۱۳ ،۱۵ ، وأعمال الرسل ۲۸ ۲۷ والرسالة الثانية إلى كورنثوس : ١٥ -١٦.فبقراءة هذه العبارات يمكنك أن ترى من هم الذين احتكمت إليهم.وبسبب خيانتهم خربت مدينتهم ونفوا من الله.هذه هي صفاتهم إشعياء ٦: ١٠
الحرب المقدسة بلادهم وشردوا في العالم كله وصاروا مضرب المثل ويشار إليهم بالبنان ومازالوا تائهين وهون إلى يومنا هذا بحسب نبوءة المسيح.ثانيا: ثم ذكرتَ الموحدين يا صاحبي إنهم ليسوا فرقة من فرق المسيحيين.لماذا تطلب مني جوابا على حمق العالم كله وكفرهم؟ الكاثوليك يَعدُّون مريم أم الإله كفرا من عند أنفسهم.أما الموحدون فيُظهرون حمقهم بطريقة أخرى، فما لي ولهم؟ الكلام في يدي، وعبارته موجودة، فإذا كنت مخطئا فأقنعني، وإلا لماذا تضرب مثل هؤلاء ذوي الأفهام المظلمة.إننا نؤمن بالمسيح ولا نؤمن بالفرق.كذلك لو أردت أن أردّ ردودا مضادة كهذه لاستطعتُ أن أستخرج عدة عيوب في الإسلام حالا؛ أرجو أن تطعن فينا بعد إلقاء النظر على ما عندكم.ولا يجوز الاعتماد على إيمان أحد أو عدم إيمانه، بل على كتاب الله.طلبت دليلا لا يشك فيه أحد.إنني أقر بوضوح أنني عاجز، بل الله أيضا عاجز عن ذلك فما بالك عني.لا يوجد في الدنيا شيء أوضح من وجوده ذلك تجد آلاف الحمقى الذين يقولون بأن الله ليس موجودا.فلما المقدس ومع كان الناس يطعنون في وجود الله المقدس ويشكون في ذلك المعبود الحق الذي يعمر العالم كله بجلاله فأي دليل يمكن أن أقدمه حتى لا يطعن فيه الخصم؟ أما قولك بأنه إذا كانت المسيحية دون ثمار فأنى لها أن تكون صادقة؟ فيا صاحبي إنها ليست دون ثمار وسنعرض عليك ثمارها في الوقت المناسب أي في الأسبوع الجاري بالتحديد ولكنني أنازعك هنا بشدة، لماذا حسبتني منافقا ومرائيا؟ أي أقول ما ليس في قلبي، فقد اتهمتني.طالما سمعتُ منك دعاوى النبوة ولكن ادعاءك هذا ادعاء الألوهية بأنك تعلم ما في الصدور وأقول في الأخير أنه من الأنسب ألا يُدرك المخلوق ذات الخالق.إن الله ليس إلا ذاتا فحسب، فلو أدركنا ذاته المقدسة فماذا بقي بعد ذلك؟ ألا نعادله في هذه الحالة؟ سنصبح كذلك بطبيعة الحال لذا لا يمكن أن أقتنع بالوحدانية التي يعلمها الإسلام، وهذا أمر يدركه طفل صغير أيضا.إن عقلي يشهد أن تلك الذات المقدسة
الحرب المقدسة ۲۰۱ يجب أن تكون أسمى من ذلك.آية قضية تخرج عن نطاق الفهم في وحدانية تعتقدون بها؟ وكأن المحدود أحاط بغير المحدود.ولكن الكثرة في الوحدة قضية لم ولن يُخلق من يقدر على فهمها.يا صاحبي، هل يُعقل أن يدرك الله عقلُ البشر، حاشا لله ثم حاشا لله.إن ذات الله شيء لا يمكن إثباته بالعقل كما لا يمكن رفضه بالعقل، إذ إن القضية أسمى من إدراك الإنسان بمئات آلاف المرات، ولا يمكن أن يحكم فيها حكما قطعيا إلا الله.إن الله وحده أعلم بكنهه، ولا يحق لي ولا لك أن نتباحث في الموضوع بالأدلة العقلية بل يجب أن نسلّم التعليم الصائب في الكتب الإلهية أن هناك ثلاثة أقانيم وإله واحد مبارك إلى الأبد.لقد ظل الأنبياء يشهدون بحق المسيح الإله.وظل الله تعالى يظهر بالنماذج من خلال القرابين والحلال والحرام والختان والكنيسة.ثم أظهر أنني أنا الإله الحق ومنجيكم، والْعَدْرَاءُ تَحبَلُ في وقت مناسب وتَلِدُ ابْنا وسموه عِمَّانُوئِيلَ".أي جاء إلهنا معنا بنفسه في وقت مناسب وولد.هو ثم تبدأ سلسلة شهادة الملائكة وشهادة الحواريين ودعاوى المسيح نفسه وكراماته ومعجزاته.غير أن الإله خرج من الماء بنفسه بعد أن يتعمد على يد يوحنا المعمدان ونزلت عليه روح القدس بصورة حمامة وقال الله من السماء بصوت عال: هذا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.انظروا إن الابن والآب وروح القدس موجودون لأن هؤلاء الثلاثة واحد.على أية حال، لا أريد أن أطيل كثيرا، فإن شهادة الأعداء موجودة وشهادة الشياطين أيضا موجودة؛ الذين قالوا صارخين إنك قدوس الإله.وشهادة الرومان موجودة وشهادة بيلاطس أيضا موجودة فكافة الشهادات موجودة بحقه في الإنجيل.وجميع اليهود ما كانوا غير مؤمنين، فبحسب قولك كان الحواريون أيضا يهودا وقد تنصر ثلاثة آلاف منهم دفعة واحدة نتيجة وعظ واحد.
۲۰۲ مع الحرب المقدسة أن القوم مطرود ولكن ليس كل فرد من الأمة مطرودا إذ إن آلاف اليهود بل مئات الآلاف منهم ما زالوا يؤمنون بالمسيح منجيا لهم.لقد قلت بأنه حين سأل المسيح، من يكون المسيح ابنه؟ ولماذا يدعوه داود إلها؟ سكت ولم يطق جوابا.فيا صاحبي إن إقناع العقل ليس صعبا أما إزالة تعنت القلب ففي يد الله.ثم قلت بأن الكرامات تحالف الإسلام، فلا نرفض رؤيتها.ولكن قل إلى جانب ذلك أنه إذا ظهرت كرامة أو كرامات فكيف الله حتما.فقد قرأت بنفسك سفر التثنية ١٣: ١-٢ وقد جاء من 6 نعرف أنها فيه أن أنبياء كاذبين أيضا سيأتون لامتحانكم ويُظهرون الكرامة أيضا.واقرأ أيضا إنجيل مرقس :۱۳ ۲۲ ، والرسالة إلى غلاطية :١: ٨.فيا صاحبي، ليست الكرامة وحدها ضرورية بل الضروري هو كيف نعرف أن تلك الآيات هي من الله؟ وأقول بكل أدب بأني لست مقتنعا بكرامتك قلت إن هناك فرقا بين المعجزة والكرامة ولكن لا أدري ما هو ذلك الفرق.ثم قلت: لا أدري أية آية سيظهرها، ولا علم لنا أي نوع من الآية سيُظهرها الله تعالى.فيا صاحبي، هذا تهرب واضح من التحدي قبل إراءة المعجزة والكرامات مع أنك أقررت ذلك بوضوح في الصفحة ١٤ إلى ١٧ من كتابك "حجة الإسلام".فباختصار يا أيها المرزا المحترم، لقد سنحت مناسبة مباركة لو حققت ادعاءك الذي تدّعيه بكل قوة وشدة منذ عدة أيام.ولكن الأسف الشديد مع قد تركت هذه الفرصة تنفلتُ من يدك بتأويلاتك السخيفة واللاغية والبيانات المضادة.أفكر بعقلي البسيط نتيجة تحاشيك بأن ادعاءك هذا ليس إلا ما تريد أن تعلل به مريديك بالله عليك لا تذكرها أمام المسيحيين مرة أخرى لطفا لأن ذلك يعرضك للندم دونما سبب.يا صاحبي، كنا نسمع كثيرا عن علمك وتوقد ضميرك وكان أملي فيك كبيرا ولكن من المؤسف أنك كررت البحوث والأدلة والأمور نفسها التي تدور في أسواق هذا البلد منذ أربعين عاما.من المؤسف حقا أنك ما رضيت بنا بأي
الحرب المقدسة ۲۰۳ طريقة.لقد طلبت دليلا عقليا فقدمتُه، ثم طلبت دليلا نقليا فقدمته أيضا، ثم أظهرت رغبتك في الإلهام فقبلتها أيضا.يحضرني بهذه المناسبة ما ورد في إنجيل متى ١١: ١٦ - ١٧-١٩.أقول لك في الأخير بأن مجيء ابن الله الوحيد إلى الدنيا مع الرسالة استثناء من دليل الاستقراء مثل ولادة آدم وحواء فماذا رددت عليه؟ لا شيء.ثانيا: لقد قدمنا ادعاءات الألوهية وإثباتاتها من الكتاب المقدس مع الآيات بالتفصيل، وأُثبت تحققها من حيث العقل والإمكانية وبواسطة كلام الله، ولكن ما أجبت عليها شيئا.لقد ركزت مرارا على إنجيل يوحنا الأصحاح ١٠ دون مبرر وعندما بحثنا عن دليل معقول لم نجد له أثرا لقد قدمنا النبوءات بحق المسيح من العهد القديم ثم أثبتنا تحققها من العهد الجديد ولكن لم نجد جوابا.وقد استدللنا على ألوهيته من خمس فقرات من العهد القديم مثل "رَجُل فقتي"، و"يهوا صدقنو ،وغيرهما، ولكن ما أجبت عليها شيئا.وقد أثبتنا بأدلة قوية كون المسيح إنسانا كاملا وإلها كاملا، ومظهرا الله، و لم نجد عليها جوابا.سابعا : قد ناقشنا جيدا الآيات التي قدمتها عن يوم القيامة وغيرها، ولكنك ما أجبت عليها بشيء.ثامنا: قد اقتبست آيات كثيرة من القرآن ولكنها لا تعني شيئا بالنسبة لنا لأننا لا نعتبره كتابا موثوقا به.تاسعا: لقد أسهبت في الكلام عمّا ورد في إنجيل مرقس ١٦ وأردت إقناعنا بالمعجزات، فرددنا عليه أيضا على أحسن وجه ولكنك ما أجبت بشيء.عاشرا: كلامك عن النجاة وإلهامك الشخصي كان في غير محله وينافي الشروط لذا لم نهتم به كثيرا.هكذا وردت الأرقام في الأصل، فارتأينا أن نتقيد بالأصل.(المترجم)
٢٠٤ الحرب المقدسة الحادي عشر : لقد أبطلنا ادّعاء كونك صاحب كرامات، ولكنك تحاشيت الموضوع بالجواب المضاد فقط.هذه كلها وقائع من الأسبوع الماضي، فأيّ دليل من أدلتنا نقضته؟ هل تغير فيها شيء قدر شعشعة أو نقطة؟ لقد ظللت مشغولا في تأويلاتك أنتَ ولم تتوجه إلى ما قلنا نحن الآن في المرحلة الأخيرة من الجزء الأول من المناظرة فأقول مناشدا بالله الذي تكلّم بحسب كلام الله - في غابر الأزمان - بواسطة الأنبياء، وفي الأخير أعطانا الدين السماوي وطريق النجاة والمغفرة من الذنوب بواسطة ابنه أن يتخلى الجميع عن التعصب ويتمسكوا برضا الإله.وأشهد أن المسيح ابن الله الوحيد دون شك، وكلمته المتجسدة، وسيكون هو العادل بين جميع الناس في اليوم الأخير.أقول عن المباهلة بإيجاز بأن اللعن ليس مما يعلمه إلهنا، فهو لا يعادي مخلوقا من مخلوقاته، ويفيد بالمطر والضوء الصالحين والطالحين على السواء.والدين الذي يجيز اللعنة فلأتباعه الخيارُ أن يؤمنوا بها ويطلبوها.أما نحن فأبناء ملك السلام.فكما ندعو بالخير والمغفرة لأنفسنا كذلك نتمنى لكم أيضا البركة بدلا من اللعنة، وأن يرزقكم الله الصراط المستقيم برحمته التي لا تنتهي ويجذبكم إلى الأمن والإيمان لتكون عاقبتكم حسنة حين تنتقلون من هذه الدار الفانية إلى الدار الأبدية.أقول في الأخير بأنك يا أيها المرزا المحترم قد تجاوزت الحدود، أرجو المعذرة على التجاسر ولكني أقول بقلب نقي بأنك تقول بناء على إلهام مجهول المصدر بأنك ستنال الفتح حتما في هذه المعركة، فيمكنك الآن أن تميز مما ذكر آنفا هل هو الفتح الكامل أو الأمر على عكس ذلك.وهذا خطأ منك أصلا، لأنه يجب ألا يعير المرء اهتماما بالفتح أو الهزيمة بل يفكر - سواء أانتصر أو هُزم أن يظهر صدقك يا ربِّ.وأقول متأسفا أن هذه الظاهرة لم تلاحظ في طبيعتك يا صاحبي، إن الديانة المسيحية موجودة في العالم منذ ١٩٠٠ عام وهي الحداد وقد انكسرت عليه مطارق كثيرة وستظل تنكسر إلى الأخير، فهل کسندان
الحرب المقدسة ٢٠٥ سينقلب الأمر الجاري منذ ۱۹۰۰ عام رأسا على عقب هنا وفي هذه الأيام؟ إن الذين يخالفون المسيحية يذكرونني بقصة يونانية جاء فيها أن حيَّةً اقتحمت بيت حداد فأخذت الحية السامة تعض مبردًا ملقى على الأرض، قال لها المبرد عضي من حيث تشائين ولن تضري إلا أسنانك فقط.يا صاحبي، قد بذلت قصارى جهدك، ولكن لم تتمكن من مواجهة الدليل العقلي و لم يتسنَّ لك الجواب على دليل نقلي أيضا.الإلهام والكرامة التي كنتَ تعتز بها أثبتنا أنها أيضا باطلة لا طائل من ورائها.حاولت كثيرا ولكن نتيجة هذا الجزء من المناظرة معلوم وظاهر على كل منصف يا صاحبي الميرزا المحترم، ظللت تعلن الفتح والانتصار بصوت عال ولكن هذا الفتح لم يظهر على أحد سواك.يا صاحبي، إن العظمة والجلال والشوكة والقدرة والخيار وفتح المسيح في هذه الحرب وفي كل حرب من اليوم إلى الأبد للمسيح الإله المبارك، آمين.التوقيع بالإنجليزية إحسان الله، نيابة عن هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
٢٠٦ الحرب المقدسة الجزء الثاني وقائع الجلسة ٣٠ أيار/مايو ١٨٩٣م عُقدت الجلسة اليوم مرة أخرى.عاد الدكتور هنري مارتن كلارك إلى منصبه الأصلي، في رئاسة الجلسة وعاد السيد عبد الله آتهم إلى المناظرة، فبدأ بإملاء السؤال في الساعة ٠٦:٠٩ ، وأنهاه في الساعة ٠٧:٢٠ ثم قُرئ على الملأ بصوت عال بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء الرد الساعة ٠٦:٢٧ وأنهاه الساعة ٠٧:٢٧ في أثناء إملاء السيد المرزا حاول رئيس الجلسة من قبل المسيحيين-دون موافقة رئيس الجلسة من قبل المسلمين - إيقافه من إملاء الرد وأمر كتابه أن يتوقفوا عن الكتابة.ولكن السيد المرزا ظل يمليه بإذن من رئيس الجلسة من قبل المسلمين واستمر الكاتبون في كتابته كان رئيس الجلسة المسيحي يهدف من وراء ذلك أن يتوقف السيد المرزا المحترم عن إملاء المقال وتدخل رئيس الجلسة المسيحي لأن السيد المرزا المحترم كان يملي المقال خلافا للشرط بحسب زعمه.وعندما بدأ السيد المرزا المحترم إملاء المقال بحسب الشروط، في رأيه، أمر كتابه بكتابته.وكان رئيس الجلسة من قبل المسلمين يرى أنه يجب ألا يُعرَض أمر يوقف الميرزا المحترم عن إملاء المقال ما لم يُنهه لأنه لم يظهر من السيد المرزا المحترم ما يخالف الشروط المتفق عليها.فاستمر السيد المرزا المحترم في إملاء المقال وأنهاه في الوقت المحدد له.وعند المقارنة كتب الكتاب المسيحيون بأمر رئيس الجلسة المسيحي الجزء الذي كانوا قد تركوه من قبل بأمر منه.ثم عُرض أمر آخر أن رئيس الجلسة المسيحى وجماعته يرون أن الرد الذي أملاه السيد المرزا المحترم كان يخالف الشروط، لأنه أولا: من المقرر أن يطرح المسيحيون في
۲۰۷ الحرب المقدسة هذا الأسبوع أسئلة على المسلمين عن الإسلام وليس أن يطلب المسلمون من المسيحيين جوابا عن المسيحية.ثانيا: إن السيد عبد الله آتهم قد طرح سؤالا عن الرحم بغير مقابل بينما طلب المرزا المحترم الجواب عن ألوهية المسيح.وكان رأي رئيس الجلسة من قبل المسلمين أن هذا لا يخالف الشروط قط بل يطابقها تماما.فقال المرزا المحترم أيضا بأن جوابه لا يخالف الشروط قط لأن قضية الرحم بغير مقابل مبنية على ألوهية المسيح، ولا نستطيع أن ندحض قضية الرحم بغير مقابل كليا ما لم نستأصل أساسه أولا وكيف يمكن اعتبار الأساس غير متعلق بالقضية، بل يجب القول بأن الرحم بغير مقابل أساس فاسد بني على فاسد.استمر المسيحيون يشددون على أن مقال السيد المرزا المحترم يخالف الشروط، وظل المسلمون مركزين على أن المقال يطابق الشروط تماما.هذا كان رأي القسيس عماد الدين أيضا فقال علنا وبكل صراحة بأنه ليس من صلاحية رئيسي الجلسة أن يمنعا المناظرين من الرد.ولكن حين سأله رئيس الجلسة المسيحي، قال: إن مقال السيد المرزا المحترم يخالف الشروط وقال السيد عبد الله آتهم: مع الشروط إلى حد ما ولكن يمكن التغاضي عن ذلك.عندها قال رئيس الجلسة من قبل المسلمين بأن المقال لا يخالف الشروط قط، فلا نريد منك تغاضيا.بقي الجدال يدور حول هذا الموضوع إلى فترة طويلة.وفي هذه الأثناء قال السيد عبد الله أتهم المحترم بأنه لو سمح لي رئيس الجلسة من قبلنا أن أرد على كل كلمة قالها السيد المرزا لفعلتُ وإلا فلا.قال رئيس الجلسة المسلم لعبد الله آتهم بأنك لست بحاجة إلى استئذان رئيسى المجلس للرد ولك الخيار أن ترد كما تشاء.ولكن رئيس الجلسة المسيحي منع السيد عبد الله آتهم وقال بأني لا أسمح لك بذلك، ولو فعلت لاستقلتُ من رئاسة الجلسة لأن ذلك يخالف الشروط.ودار النزاع حول هذا الأمر لفترة وجيزة وتقرر في نهاية المطاف بألا يُمنع المناظران من الرد إذ لهما الخيار أن يردّا كما شاءا.أنه يخالف
الحرب المقدسة فبدأ السيد أتهم بإملاء الرد في الساعة ٠٨:٥٣ وأنهاه في الساعة ٠٩:٥٠ وقُرئ بعد المقارنة على الحضور بصوت عال.ثم وقع الرئيسان على المقالين.ولأنه لم يبق وقت كاف للسيد المرزا المحترم لذا رفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسيحيين الرئيس من قبل المسلمين سؤال السيد عبد الله أتهم المحترم ٣٠ أيار/مايو ١٨٩٣م إن سؤالي الأول هو عن الرحم بغير مقابل، ومعناه: الرحم دون الاهتمام بمقتضى العدل.فالسؤال الأول هو : هل يمكن أن تكون صفات العدل والصدق غير واجبة الظهور أيضا؟ بمعنى أنها لم تعد ملزمة بالظهور أو عدم الظهور، كما يمكن أن يكون هناك عدل أو لا يكون كذلك يمكن أن يكون هناك صدق أو لا يكون والاعتراض على ذلك هو أنه إذا كان الأمر كذلك، من سيحافظ على قدوسية الله تعالى؟ وهل يمكن أن يكون ظهور الرحم والصدق واجبا؟ والاعتراض على ذلك هو أنه إذا كان ذلك ممكنا أفلا يتخذان صورة الدين الواجب تسديده؟ والسؤال الثاني هو: ما دام الذنب موجودا فما هو الطريق لتخليص المذنب؟ والآن، ما دام هناك ثلاثة طرق للنجاة مذكورة في القرآن أولها أنه لو اجتنبتم الكبائر لعفي عن الصغائر نتيجة الرحم.ثانيا: إن لم تكن الأعمال الشنيعة أثقل الأعمال الحسنة لاستحققتم الرحم.ثالثا أن العدل ينسحب تلقائيا مقابل الرحم، أي أنّ الرحم يغلب العدل والمبدأ الملحوظ في الحالتين الأوليين هو أن الجزء غالب على الكل.وقيل في الحالة الثالثة إن ظهور العدل ليس واجبا بل من
الحرب المقدسة ۲۰۹ ظهور الرحم هو الواجب.فهل ذكر شيء في المبدأين المذكورين آنفا مخالف لما هو بديهي أم لا؟ لأنه لم يتحقق شيء بدل العدل.فهذا هو الرحم دون مقابل الذي جعل صفتين أي العدل والصدق من صفات الله ناقصتين.ننتظر منك الجواب على ذلك.ويجب أن يصرح بالجواب إذا كان هذان المبدآن حق بديهي أم لا، أو سواء كانا حقا أم لا فإن الخسارة تعوّض وتبقى الصفتان قائمتين؟ لا أرى حاجة إلى الإسهاب في الموضوع وآمل أن يكون الجواب مختصرا كاختصار سؤالي.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
۲۱۰ بيان السيد المرزا المحترم ٣٠ أيار/مايو ١٨٩٣م بسم الله الرحمن الرحيم الحرب المقدسة السؤال الذي طرحه السيد آتهم عن الرحم بغير مقابل، مبني في الحقيقة على الإيمان بألوهية المسيح.لذا لا بد من ذكره بالإيجاز بغية توضيح البيان لأنه لو ثبتت ألوهية المسيح لما بقيت إلى هذا النزاع الطويل حاجة أصلا.ولو ثبت بالأدلة الدامغة أنه بشر فحسب وبطلت ألوهيته لكان بعيدا عن دأب المناظرة أن يتوجه السيد آتهم إلى أي جانب آخر ما لم يُثبت ألوهيته.لقد قال السيد آتهم في بياناته السابقة لإثبات ألوهية المسيح بأن في عامة الناس روحا واحدة أما المسيح ففيه روحان اثنتان، روح الإنسان وروح الإله، وكأن في جسد المسيح روحين تعملان عملهما.ولكن وجود روحين اثنتين في جسد واحد غير مفهوم تماما.وإذا كانت فيه روح إلهية فقط فبأي معنى يُعتبر المسيح إنسانا، بل إنسانا كاملا؟ أكان يُدعى إنسانا من حيث الجسد فقط؟ ولقد ذكرتُ من قبل أن الجسد في معرض التحلل دائما ويتغير تماما خلال بضع سنوات.ولا عاقلا أن يعدّ أحدا إنسانا من حيث الجسد ما لم تدخله روح بشرية.فإذا كان في المسيح روح بشرية في الحقيقة وكانت الروح نفسها تعمل في الجسد، والروح نفسها خرجت منه عند الصلب، ولفظ المسيح أنفاسه قائلا: "ايلي ايلي"، فما حقيقة الروح الإلهية؟ هذا ما لا نفهمه ولا يفهمه أي عاقل.فإذا كان المسيح بشرا من حيث الروح أيضا فلا يمكن أن يكون إلها إذا.وإذا كان إلها من حيث الروح فلا يمكن أن يكون بشرا.إضافة إلى ذلك يعتقد المسيحيون أن الآب كامل والابن كامل وروح القدس أيضا كامل.فلما كان الثلاثة كاملين فإن اجتماع الكمل يجب أن يشكل كيانا يسع
الحرب المقدسة ۲۱۱ أكمل.فمثلا إذا كان هناك ثلاثة أشياء ووزن كل واحد منها ثلاثة كيلوغرامات فسيكون وزنها الإجمالي تسعة كيلوغرامات.قد طلبت من السيد آتهم الردّ على هذا السؤال من قبل أيضا ولكنه للأسف لم يرد عليه.والمعلوم أنه اعتراض قاس يُبطل ألوهية المسيح قطعا.لقد أثار القرآن الكريم مثل هذه الاعتراضات، وبناء على ذلك كنت قد وضعتُ شرطا أن يقدم دليل عقلي على ألوهية المسيح.ولكن من المؤسف أن آتهم لم يلتزم بهذا الشرط قط.هي وقلتُ أيضا بأن جميع النبوءات التي قدّمتها لإثبات ألوهية المسيح إنما دعاوي وليست أدلة لأنه أولا : النصوص المنقولة لا تنفع شيئا ما لم يُثبت المرء و أمرا غير معقول بصورة معقولة.فمثلا إذا كان هناك حمار ماثلا أمام أعيننا ثم قدّم لنا ألف كتاب ورد فيها أنه إنسان فأنى له أن يصبح إنسانا؟ وأضف إلى ذلك أن النصوص المنقولة التي قدّمها كلها غير مفيدة لأن أصحاب الكتب التي اقتبست منها لا يقبلونها، بل هناك فرقة كبيرة بينهم.ويقول المسيح ال إن فأطيعوهم.العليا اليهود جالسون على كرسي موسى من المؤسف أنه لا يُقبَل معنى يستنتجونه بعذر أن اليهود فساق وفجار بينما يأمر الإنجيل أن تعطوا كلامهم واستنتاجاتهم الأولوية.ذلك يقال لنا تحكما ومع.إن الكتب موجودة فاقرأوها ولكن من مقتضى العدل أن تُفحص كل حقيقة من كل الجوانب والنواحي.فلسوف نفحص أقوال اليهود وسنرى اختلافاتكم الداخلية أيضا.وإن كنتم ترغبون في أن ندرس الكتب فسندرسها أيضا ولكن في هذه الحالة سنسمع ما يستنتج منها اليهود ونسمع أيضا ما تستنتجونه أنتم.وسنبحث في لغتهم وفي لغتكم أيضا ثم سنقبل ما هو الأولى والأنسب.والمراد من اليهود هم اليهود الذين خلوا قبل المسيح بمئات السنوات.فباختصار، يجب على باحث عن الحق أن يفحص الموضوع من كل الجوانب والنواحي وليس من جانب واحد.
۲۱۲ الحرب المقدسة أما إضافة إلى ذلك، فقد بيّنتُ جانبا من السؤال عن الرحم بغير مقابل، جانبه الثاني فهو أنه لا بد من النظر في نواميس الطبيعة التي وضعها الله تعالى للإطلاع على سنته في تنفيذ الرحم والعقاب إذ من المعلوم أن العقاب يقابل الرحم.إن كان الرحم دون مقابل غير جائز فإن العقاب دون مقابل أيضا يكون غير جائز.وهنا ينشأ اعتراض صعب جدا لو حله السيد آتهم المحترم لاستفاد الحضور من فلسفته كثيرا.إن كيفية العقاب دون مقابل هي أننا نرى في الدنيا بأم أعيننا أن آلاف الحشرات وآلاف الدواب تقتل بغير جريمة ارتكبتها وتهلك وتذبح بدون خطأ منها حتى إننا لنشرب مئات الكائنات مع واحدة من الماء.وإذا تأملنا في الموضوع أكثر لوجدنا أن كافة أمور حياتنا تجري على عقاب الله بدون مقابل، ويمكن أن يقدر المرء كم من نفوس منفوسة ألبسة الحرير التي نلبسها ويأكل السادة المسيحيون لحوم الدواب قطرة تقتل في صنع اللذيذة كل يوم ولا ندري لأية جريمة يستمر ذلك.فلما كان ثابتا متحققا أن الله تعالى ينزل غضبه دون مقابل ولا يعوّض بشيء، ففي هذه الحالة إن الرحم بغير مقابل هو الأنسب والأولى من حيث مقتضى الأخلاق.نرى المسيح الع أيضا يوصي بغفران الذنوب ويقول: اغفروا لمن أخطأ في حقكم.والمعلوم أنه إذا كان غفران الذنب لأحد يخالف صفات الله جل شأنه لما أُعطي الإنسان هذا التعليم أصلا.بل يقول المسيح ال: "لا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْع مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّة"، أي اغفر الأخطاء إلى هذا الحد.لاحظوا الآن، لقد أعطي الإنسان تعليما أن يغفر دون مقابل أخطاء المخطئين في حقه إلى ما لا نهاية له، ولكن الله تعالى بدوره يقول بأني لن أغفر بغير مقابل قط، فأي تعليم هذا؛ إذ يقول المسيح في مكان أن اجعلوا أخلاقكم تابعة لأخلاق الله فإنه يُطلع شمسه وقمره على الصالحين والطالحين على السواء ويمتع المخطئين وغيرهم جميعا بغيث رحمته، فلما كان الحال على هذا المنوال كيف كان ممكنا أن يعطي المسيح تعليما يخالف صفات الله؟ أي إذا كان من
الحرب المقدسة ۲۱۳ صفات الله أنه لا مجال لخلاص المرء ما لم يعاقب فلماذا ينصح الآخرين ليعفوا؟ وحين نتأمل في الموضوع أكثر نرى أن ذنوب الأشرار غُفرت دائما بشفاعة الأبرار.انظروا سفر العدد ١٤: ۱۹، والعدد :۱۲ ۱۳، والتثنية: ٩: ١٩، والخروج ۸: ۸.بالإضافة إلى ذلك نسألك أيضا بأنك قسمت الذنوب على ما يبدو إلى ثلاثة أقسام الفطرية، وفي حق الله ، وفي حق العباد فيما يتعلق بحق العباد فيمكنك أن تفهم بسهولة ماذا يمكن أن يكون السبب وراء إتلاف حقوق العباد؟ و كذلك يجب أن تدرك أن الذنب الفطري أيضا ينقض مبدأك هذا.ففي التوراة عدة عبارات تُبطل قضيتكم للرحم بدون مقابل.فإذا كنتم تعتبرون التوراة صحيحة ومن الله تعالى فإن شفاعات موسى التي غُفرت بسببها ذنوب كبار المذنبين عدة مرات تصبح باطلة ولاغية كلها ولتعلم أيضا أن القرآن الكريم اختار في هذا الأمر طريقا أنسب لا يقع عليه اعتراض قط.فقد قسم القرآن الحقوق على قسمين حقوق الله وحقوق العباد وقد وضع شرط ضروري في حقوق العباد بأن الحقوق تبقى قائمة على حالها ما لم ينل المظلوم حقه أو يتنازل عنه.وقيل في حقوق الله بأنه كما يختار أحد طريق المعصية تجاسرا ووقاحة منه، كذلك حين يتوب ويستغفر الله ويدخل في جماعة المطيعين بإخلاص صادق ويكون مستعدا لتحمل كل نوع من الألم والمعاناة يغفر الله تعالى له ذنبه بسبب إخلاصه لأنه كما خطا خطوة إلى الذنب بغية الحصول على متعة نفسانية كذلك تحمّل الآن أنواع المعاناة لترك الذنب.فهذا هو التعويض إذ قد قبل المعاناة في طاعة الله تعالى فلا يمكننا القول قط بأنه رحم بغير مقابل.ألم يعمل الإنسان أي عمل قط ؟ هل صار محل رحم دونما سبب؟ بل الحق أنه قام بتضحية كاملة نتيجة توبة صادقة حتى تحمل لنفسه كافة أنواع المعاناة بل الموت أيضا.والعقوبة التي كانت ستحل به في حالة ثانية قد أوردها على نفسه بنفسه، وعَدُّ ذلك رحما من غير مقابل في هذه الحالة خطأ كبير.
٢١٤ الحرب المقدسة الرحم من غير مقابل الذي يقدمه السيد آنهم هو أن يرتكب شخص الخطأ وتحل العقوبة بشخص آخر.انظروا سفر حزقيال :۱۸: ۱-۲، وحزقيال ١٨: ٢٠، وصموئيل الأول ۲ ۳ ورؤيا يوحنا ۲۰ : ۱۲، وحزقيال ١٩: ۲۷- ۱۳۰.إنه لمن أشنع أنواع الظلم الذي قد لا يكون ظلم أسوأ منه في الدنيا.إضافة إلى ذلك هل تذكر الله تعالى هذا الأسلوب لغفران الذنوب بعد تفكير طال إلى مئات السنوات؟ بينما من الواضح أن نظام الله تعالى المتعلق بفطرة الإنسان يجب أن يكون موجودا سلفا.لقد وجد الذنب في الدنيا منذ أن خُلق الإنسان فيها، فلماذا لم يذكر الله علاجه إلا بعد مرور أربعة آلاف سنة مع أن الذنب بدأ ببث سمومه منذ ذلك الوقت؟ كلا، هذا الكلام باطل وزيف كله.والحق أنه كما وضع الله تعالى في طبيعة الإنسان قدرة على ارتكاب الذنب منذ البداية كذلك أودع فطرته علاج الذنب أيضا على المنوال نفسه.كما يقول ل: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ٢ لاحظوا الآن، إن المبدأ هو أن الرجوع إلى الله بالتوبة ونذر الحياة في سبيله هو الصراط المستقيم لمغفرة الذنوب وهو لا يقتصر على زمن محدد بل قد وجد هذا القانون منذ أن جاء الإنسان إلى هذه الدار الفانية.كما توجد في طبيعته ظاهرة الرغبة في الذنب كذلك توجد ظاهرة أخرى أيضا أنه يندم على الذنب ويكون مستعدا لقبول الموت في سبيل ربه.ففي طبعه السم وفي طبعه الترياق أيضا، وليس أن يتدفق السم من داخله ثم يبحث عن الترياق في الفلوات.ثم أتساءل: إذا كان صحيحا أن الإنسان يُحدث في نفسه تغيرا معينا بعد الإيمان بكفارة المسيح فلم لم يُثبت ذلك؟ لقد قلتُ مرارا وأقول مرة أخرى بأن 1 يبدو أن هذا خطأ مطبعي والصحيح حزقيال: ۱۸: ۲۷ - ۳۰.(المترجم) البقرة: ١١٣
الحرب المقدسة ۲۱٥ ذلك التغيير الخاص والطهارة الخاصة والنجاة الخاصة والإيمان الخاص ولقاء الله الخاص يُنال بواسطة الإسلام فقط، وأن أمارات الإيمان تظهر للعيان بعد إسلام المرء فقط.إذا كانت الكفارة صحيحة وقد نلتم النجاة بواسطتها وحزتم الإيمان الحقيقي فلماذا لا توجد فيكم علامات ذلك الإيمان الخاص التي بينها المسيح العليا؟ أما القول بأنها كانت مقتصرة على الأزمنة الخالية وانتهت عليها ولا توجد في العصر الراهن فهو قول لغو.إذا كنتم تسمون مؤمنين فلا بد أن توجد فيكم حتما علامات المؤمنين المحددة لكم، إذ لا يمكن أن يكون قول المسيح العليا باطلا.ولكن انظروا بنظرة التأمل والتدبر تروا أن تلك العلامات توجد في الإسلام بصورة بارزة لا يسعكم أن تنبسوا بإزائها ببنت شفة.لقد قلتُ قبل بالإشارة إلى تلك العلامات بأنكم إن كنتم لا تستطيعون أن تواجهوها فجربوها في ضوء تعليم القرآن الكريم واختبروها.وإذا وجدت صادقة في الحقيقة فاقبلوها كالصادقين، ولكن هل رددت على ذلك بشيء سوى الاستهزاء والسخرية؟ لقد أحضرتم أمامي ثلاثة مرضى بمن فيهم الأعرج وغيره وطلبتم أن أشفيهم مع أن الشفاء بهذه الطريقة من علامات إيمان المسيحيين.أما علامات إيماننا نحن المسلمين فمذكورة في القرآن الكريم، وما قيل لنا بأنكم تستطيعون أن تُظهروا الآيات بقدرتكم أنتم.بل قيل: أطلبوها من الله فسيريها كما يشاء.من أفليس ظلما منكم أنكم تطلبون مني ما يجب أن يُطلب منكم واعتبرتموه فتحا.إنني مستعد الآن أيضا أن تبارزوني في إظهار الآيات بحسب الشروط التي يفرضها علينا كتابنا والتي يفرضها عليكم كتابكم وسيتبين الحق من الباطل تلقائيا.إن السخرية والاستهزاء ليس من شيم الصادقين.ليس علي إلا ما يفرضه علي القرآن وليس عليكم إلا ما يفرضه عليكم الإنجيل.يجب أن تقرأوا مرارا وتكرارا قوله المتعلق بحبة الخردل ثم اعدلوا بأنفسكم.بقي جزء من الجواب على سؤال الرحم بغير مقابل الذي طرح علي وسأجيب عليه بعد تلقي
٢١٦ الحرب المقدسة الجواب منك ولكن يجب عليك أن تثبت أولا السؤال بالأدلة من الإنجيل بحسب الشروط المتفق عليها لأن ما لا يوجد في الإنجيل لا يحق لك أن تطرحه.أرى في الإنجيل نفسه كفاية لدحض هذا السؤال وتكفي أقوال المسيح الا لاستئصاله.أرجو أن ترد على ذلك ملتزما بهذا الشرط وتشير إلى مصدره من الإنجيل عند إملاء الجواب ليعرف الحضور ماذا يقول الإنجيل، وهل الإنجيل مدعاة لهذا السؤال أو ينسحب.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۲۱۷ من السيد عبد الله أتهم المحترم ٣٠ أيار/مايو ١٨٩٣م أقدم بعض الاعتراضات على أسلوب جوابك: قلت: إن مقدمة الرحم من غير مقابل مبنية على ألوهية المسيح كليا، الأمر الذي لم تُثبته.فأقول في الجواب : أي إثبات تطلبه مني؟ وقد أجبتُ عليه من قبل بأننا لا نحسب المسيح المخلوق والمرئي إلها بل نعده مظهرا الله.وهذا يتطلب إثبات الأمرين، أي الإمكانية وواقع الأمر.وإننا نثبت الإمكانية بالأدلة العقلية، وتثبت واقع الأمر بواسطة كلام الله.وإذا كنت تريد شيئا أكثر من ذلك فأرجو إخباري.به.لقد قلتُ في الإمكانية : أليس الله قادرا على أن يجيب من خلال العمود المصنوع من الحجر والمدر؟ ما الذي يمكن أن يحول دون فعله هذا؟ وأية صفة من صفاته تبطل بسبب ذلك؟ كان الجواب على هذا التساؤل واجبا عليك ولكنك ما أديت هذا الواجب إلى الآن.فكما ضربت مثل العمود كذلك يمكن ظهوره من خلال المخلوق أيضا.أما بالنسبة إلى واقع الأمر فقد سردنا الآيات من الكلام غير أنه إذا كنتَ تُنكر هذا الكتاب وترى أنه ليس موحی به فهذا أمر آخر.وإن كنتُ قد أوردتُ النصوص بصورة خاطئة فلك أن تؤاخذني على ذلك.ولكن التسليم بأن الكلام موحى به ثم رفض النصوص باعتبارها ليست شيئا يُذكر فهذا ليس صحيحا.ثانيا: لقد استفسرت، هل كانت في جسد المسيح روح واحدة أو اثنتان؟ وكيف يمكن أن تسكن روحان في جسد واحد؟ فجوابنا هو أنه كانت في المخلوق الكامل أي في المسيح روحا كاملة واحدة.ولكن الله تعالى بصفته غير محدود موجود في كل مكان في الداخل وفي الخارج.والمراد من مظهر الله أن يُظهر نفسه من مكان معين كيفما يشاء.فأي إشارة في ذلك إلى كون الروح
۲۱۸ الحرب المقدسة الثانية مقيدة في جسد المسيح؟ وأية إشارة كذلك إلى كونه خلوا من الألوهية؟ إنها قضية عقلية لا تحتاج إلى كتاب، فلماذا تتوقف عليها؟ ثالثا: إنك تستنتج مما هو ضد اللطيف (أي الكثيف) أن له وزنا فيتبين من ذلك أنك تعدّ الإله كثيفا بينما لا نؤمن بأن الإله كثيف وبالتالي لا يمكن أن يكون له وزن لأن الوزن تلزمه قوة الجذب، والجذب تلزمه الكثافة.إنك لا تفهم مبدأنا القائل بالكثرة في الوحدة لأننا لا نقسم الماهية ولا نخلط الأقانيم أيضا مع بعض.إن مثل الكثرة في الوحدة عندنا هو كما أن صفة كون الشيء عديم النظير ينتج عن كونه غير محدود، وإن نتاجه على هذا النحو لا يميز بين الزمان والمكان، بل تبقيان واحدة في الحالة الأولى، أما في الحالة الثانية تتحولان إلى أكثر من واحدة.كذلك الأقنوم الأول من بين الأقانيم الثلاثة قائم في نفسه، أما الأقنومان بعده فيستلزمان ذلك الواحد فكيف تقسم وزن الأقانيم الثلاثة كثلاثة منفصلة؟ ما علاقة اللطيف بالوزن أصلا؟ نحن نعد اللطيف ما هو ضد كثيف تماما وليس أن يكون أحدهما ألطف مقارنة مع الثاني، كما أن الماء ألطف من التراب والهواء ألطف الماء والنار الطف من الهواء.فلطافة كل من هذه الأشياء نسبي ولكنها تبقى كثيفة في واقع الأمر.تحسب بيان كلام الله ادعاء فقط، وتطلب دليلا على إثباته.يبدو أنك تقصد من وراء ذلك إما أنك متذبذب في عقيدة كلام الله أو لا توقن به نهائيا.فليحسم هذا الأمر أولا ثم أجيب عليه.رابعا : أما ما قلته دليلا على رحم بغير مقابل بأن من سنة الله أنه كما يرحم بغير مقابل كذلك يعاقب أيضا بدون مقابل، فهناك حيوانات تملك مع كونها بريئة- بعضها من أجل عيش البعض وبعضها لأسباب أخرى.الجواب: الاعتراض كله هنا موجه إلى موضوع المعاناة والألم.والمعاناة بحسب رأينا على ثلاثة أنواع :أولا من أجل العقاب، وثانيا: مصقلة للراحة، وثالثا: للامتحان.فانظر كم أنت مخطئ حين تستنتج من معاناة الحيوانات أنها
الحرب المقدسة ۲۱۹ عقاب من غير مقابل أو بلا سبب وتصب الأقسام الثلاثة في قسم واحد من العقاب! وبالإضافة إلى ذلك تقول بأن العقاب أيضا يمكن أن يكون من غير مقابل وكذلك الرحم دونما سبب، فهذه ليست ألوهية الإله المقدس بل هي قانون الغابة للإلحاد.خامسا: لا شك أن الإله المسيح قال: فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ وَلا تَنْتَقِمُوا، ولكن قد جاء أيضا في الإنجيل ألا تنتقموا أنتم لأن الرب يقول: "لي الانتقام، أنا أجازي." ولأن الذنب يكون في الحقيقة بحق الربّ وحده، مهما كانت له أقسام مختلفة، لذا يقول بألا تنتقموا أنتم بل أنا سأنتقم إذا اقتضت الضرورة.ما الذي يشير في ذلك إلى ما يخالف تعليم الكفارة.والذي ارتكب الذنب بحقه هو الذي لم يجعل كل فلان وعلان منتقما وقاضيا فيه.سادسا: المحكمة الدنيوية ليست محكمة حقيقية بل هي نظام فحسب، لأنها لا تستعيد الخسارة وإنما تقلل من الجرائم.وليست الشفاعة الدنيوية هي الشفاعة الحقيقية بل هي اسم آخر لطلب المهلة لأن الله قادر على أن يهلك المذنب في هذه الدنيا بسبب ذنوبه ولكنه يمهله ويوفقه للتوبة بناء على شفاعة أحبائه.أما الذين لا يحتلون منصب الشفيع فقد أجبنا بخصوصهم، غير أن الشفاعة من أجل المهلة ممكنة بإذن من الله ليعطى المذنب مهلة للتوبة.الفرائض عندنا تدخل في قسمين، ولكنها قسم واحد في الحقيقة، كما يقول النبي داود: "إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ".فهذا يشمل الذنب بحق العباد.ولكنك ربما تقصد أن المراد من ذنب فطري هو الذنب بالوراثة.ولكني أقول عن الذنب بالوراثة بأن امتحان بني البشر - بسبب وقوع آدم في الخطأ قد صار قاسيا أكثر إذ أصيب الجسد بالأمراض وصار الموت.مهولا فبهذا المعنى يُعَدُّ ذلك ذنب آدم، وإلا ما اقتبسته من كلام النبي حزقيال هو الأصح أن الروح التي تذنب هي التي تموت، ولا تضرس أسنان الأولاد إذا أكل الآباء والأجداد حصرما.
۲۲۰ الحرب المقدسة سابعا : الأمر الذي تحسبه معيبا أي أن يُذنب شخص ويعاقب غيره، فجوابه: ألا يمكن لأحد في الدنيا أن يسدد من ماله دين غيره؟ غير أنه تماما أنه لا صحيح يستطيع أحد أن يحمل إثم غيره، لأنه ليس بريئا من آثامه هو، كما لا يمكن للمدين أن يضمن تسديد دين غيره.فأين هذا العيب في كفارة المسيح الذي لم یکن مذنبا أصلا وكان غنيا من حيث رصيد النجاة التي خلقها بفضل كفارته.ثامنا : لقد بين الله لنا في خطة الامتحان هذه أن امتحان الأعمال الذي كان ينتهي على خطأ واحد وما كان ليعطي مهلة التوبة قد أُوقف الآن، وبواسطة كفارة المسيح أُسس بدلا منه امتحان الإيمان الذي يُعطي فرصة التوبة على نطاق واسع.فالمقبولون في حضرة الله أيضا لم يتخلصوا من امتحان الإيمان في هذه الدنيا ولكن يوم نهايتها قريب وحين يأتي ذلك اليوم سينال الإنسان نجاة كاملة.غير أنه في الوقت الحالي يحظى بالطمأنينة كمن ينتظر التاج والعرش نتيجة وعد شخص صادق.أما قولك بأن نُريك شخصا نال النجاة، فيبدو منه أنك تحسب النجاة مثل حجرة كبيرة تُشاهد بالعين ولكن الطمأنينة ليست على هذا الشكل بل مثلها كمثل عروس لا تستطيع أن تبين متعة الزفاف ولكنها تحبها في الحقيقة.تاسعا : ما تطلبه بالتكرار أن نُري معجزة بحسب عبارات الإنجيل، فجوابنا هو بأننا شرحنا حقيقة تلك العبارات بالتكرار.وإذا استمررت في تكرار هذا السؤال دون الإشارة إلى نقص في شرحنا فعلى باب مَن يندب العدل؟ وهذا سيعرفه المنصفون بأنفسهم.وبقي سؤالنا كما كان الرحم من غير مقابل لا يجوز قط.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۲۲۱ البيان التاسع وقائع جلسة المناظرة بتاريخ ٣١ أيار/مايو ١٨٩٣م بدأ المرزا المحترم بإملاء الرد الساعة ٠٦:٠٦ وأنهاه الساعة ٠٧:٠٦ ثم قُرئ على الحضور بصوت عال بعد المقارنة.وقُرئ وبدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء مقاله في الساعة ٠٧:٥٢ وأنهاه في ٠٨:٥٢، ئ على الحضور.ثم بدأ السيد المرزا المحترم بيانه الساعة ٠٩:٢٦ وأنهاه في الساعة ١٠:٢٦، وقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم عُرض طلب من قبل National Press بأن يُسمح له بنشر المناظرة.وتقرر أن يُسمح له بذلك بشرط أن ينشرها كما ينشرها مدير "مطبعة رياض هند" بمعنى أن ينشر مقالات الفريقين بالترتيب دون نقص أو زيادة.ثم وقع الرئيسان على المقالين مدیر " ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
۲۲۲ الحرب المقدسة بيان المرزا المحترم ٣١ أيار/مايو ١٨٩٣م لقد طرح السيد آتهم البارحة سؤالا أن الرحم دون مقابل لا يجوز بأي حال، ولسوف أرد عليه اليوم بشيء من التفصيل فليكن واضحا أن مبدأ المسيحيين فيما يتعلق بالرحم دون مقابل هو أن الله تعالى يملك صفة العدل وصفة الرحم أيضا.تقتضي صفة العدل ألا يُترك مذنب دون عقاب، وصفة الرحم تقتضي الإنقاذ من العقوبة.ولأن صفة العدل تحول دون الرحم لذا فالرحم من غير مقابل لا يجوز بحال.أما مبدأ المسلمين فهو أن صفة الرحم عامة وتحتل المرتبة الأولى وتسبق العدل، كما يقول الله تعالى: ﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلِّ شَيْءٍ يتبين من هذه الآية أن الرحمة واسعة وعامة، أما صفة العدل أي الغضب فتظهر للعيان نتيجة سبب معين بمعنى أنها تظهر للعيان بعد أن ينقض أحد قانون الله وإن وجود قانون الله ضروري لظهورها، أي أن يُرتكب ذنب نتيجة نقض قانون الله.عندها تظهر هذه الصفة للعيان وتحقق مقتضاها.وما لم يكن هناك قانون وما لم يتولد الذنب نتيجة نقض القانون - فمثلا إذا كان هناك أحد لا يقدر على فهم قانون الله مثل طفل صغير أو مجنون أو من الدواب- فلا تظهر هذه الصفة، غير أن الله تعالى قادر على أن يفعل ما يشاء لكونه مالكا.لأن له الحق على جميع مخلوقاته.فتبين من هذا البحث كله أنه لا علاقة للعدل بالرحم فإن الرحم صفة الله الأزلية وتحتل المرتبة الأولى كما يعترف به المسيحيون أيضا أن الإله محبة، ولم الأعراف: ١٥٧
الحرب المقدسة ۲۲۳ يرد في أي مكان أنه غضب أي عدل.وإن كلمة الغضب ترادف العدل وتعطي المعنى نفسه لأن غضب الله ليس كغضب الناس حتى يهيج دون مبرر أو نتيجة الاستفزاز فقط، بل يظهر حين يقتضيه العدل تماما.السؤال الثاني هو : ما حكمُ مَن ينقض قانون الله؟ فجوابه أنه في هذه الحالة يجب العمل بحسب شروط هذا القانون ولن يكون للرحم دخل في ذلك، أي لا أنه علاقة للعدل بقضية الرحم بلا مقابل في هذه الحالة قط لأن فلسفة الذنب هي ينشأ نتيجة نقض قانون الله، لذا لا بد أن يكون القانون موجودا أولا.ولكن الله مع = يجدر بالانتباه أيضا أن القانون سيوجد في زمن معين لذا لا يمكن أن يمشي عدل الرحم جنبا إلى جنب بل العدل يتراءى للعيان حينما يُنفّذ القانون وينقضه أحد عمدا.إذا فإن لواضع القانون حقا عاما ليحدد عقوبة نقض قوانينه حسبما يشاء، وأن يضع شروطا وقواعد أيضا للعفو عمن يستحق تلك العقوبة.لذا نقول بأن هذه المسألة صارت واضحة بكل جلاء بعد أن أخذت شكلا آخر بعد تمحيص الرحم من غير مقابل.وبقي أن نرى في كتاب أي دين ذُكرت تلك العقوبات وأساليب العفو عن مستحقها بأسلوب أنسب وأولى وأقرب إلى العدل ؟ وللاطلاع على هذه الميزة لا بد من وضع الرحم في الحسبان حتما لأننا أثبتنا آنفا أن صفة الرحم هى الأصل والعامة والأولى.فبقدر ما كان أسلوب العقاب والعفو أقرب إلى الرحم في دين كان ذلك الدين هو الأولى والأنسب لأن الشدة أكثر من المفروض في مبادئ العقوبة وقوانينها وكذلك وضع القيود التي تعارض الرحم بعيد تماما عن صفات الله المقدسة.فليفكر المنصفون الآن ما هو طريق العفو الذي وضعه القرآن الكريم، وما هو أسلوب العفو بحسب الإنجيل؟ فليكن واضحا أن تعليم القرآن الكريم لا يُظهر في العفو عن شخص شدة في غير محلها أو مبدأ يؤدي إلى ظلم بل يقول بصورة صحيحة وطبيعية بأن الذي ارتكب جريمة بنقض قانون الله فالطريق أمامه مفتوح، وهو أن يتوب توبة نصوحا ويؤمن بصدق تلك القوانين وصحتها ويلتزم بها مجددا بكل جد وسعي بحيث لا يبالي
٢٢٤ الحرب المقدسة بقبول الموت أيضا في سبيلها.صحيح أنه قد ورد أن الشفاعة أيضا تنفع المجرمين، ولكن بإذن الله.والأعمال الحسنة تمحو الذنوب وتؤدي إلى ارتقاء الإيمان أيضا، وأن الحب يأكل الذنوب كما تأكل النار الهشيم.ولكن "أوّل الدَن دُرْدِيَّ" في مبدأ السادة المسيحيين إن صلب شخص بريء من أجل مغفرة الذنوب أمر لا مندوحة منه.والآن يمكن للمنصفين أن يحكموا بأنفسهم.وليكن معلوما أيضا أن قانون الله تعالى في الطبيعة موجود للبت في كل نزاع وجدال.وإن قانون الطبيعة هذا يشهد بكل وضوح أن رحم ساري المفعول منذ القدم.هل يسع أحدا أن ينكر ما أظهره الله تعالى من رحمته للبشر بخلقه السماوات والأرض وبإعطائهم أصناف النعم؟ كما يقول ل: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا الله من غير مقابل كذلك تثبت من قانون الطبيعة رحيميته أيضا بكل وضوح، أي إعطاء الجزاء على حسنة لأن الذي يسلك سبل الحسنات ينال ثوابها كذلك تتأكد مالكيته أيضا من قانون الطبيعة الذي سنّه.فكما قلت بالأمس أن هناك عشرات الملايين من الحيوانات التي تُهلك لمصلحة الناس.كما يثبت من التوراة أيضا أن كافة الحيوانات ما عدا بعض منها قد أُهلكت بالطوفان في زمن نوح ا.فهل كان لها ذنب؟ كلا، بل كان ذلك بمقتضى المالكية فقط.أما القول بأن الذنب ينشأ نتيجة القانون فيثبت بوضوح تام من الآية: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) كذلك تثبت مغفرة الله الذنوب نتيجة التوبة من الآية الكريمة: غَافِر الذنب وقابل التَّوْب) وتثبت رحمانية الله ورحيميته ومالكيته من الآيات: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.* إبراهيم: ٣٥ البقرة: ٤٠ غافر : ٤
الحرب المقدسة ٢٢٥ والآن أتناول الرد على بقية أسئلة السيد عبد الله الهم؛ إذ قال بأن روح المسيح اللي كانت مخلوقة وجسده أيضا كان مخلوقا، وكان الله تعالى على صلة معه وكأنه موجود في كل مكان الحقيقة أنني لا أفهم كلامه هذا، فلما كان العليا بشرا محضا دون أن يكون فيه شيء إضافي، فإن علاقة الله ملحوظ في كل مكان، ومع ذلك تركز على أن المسيح ال كان مظهرا الله.ولكنني أفكر كيف كان مظهرا الله؟ لو كان الأمر كذلك لاستلزم أن يكون كل شيء مظهرا الله.المسيح ووجوده ثم سؤالي هو: هل صار مظهرا الله قبل نزول روح القدس أم بعدها؟ إذا كان ذلك بعد نزولها فأي خصوصية بقيت له الله؟ ثم قلت: لا نعتقد أن ذات الله كثيف، فكيف يكون له وزن في تلك الحالة؟ جوابي على هذا السؤال هو أن كون الابن أي عيسى اللي أقنوما متجسدا ثابت لأنه قد ورد: الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا.روح القدس أيضا كانت متجسدة، لأنه مكتوب أنها نزلت في شكل حمامة، بل إلهكم أيضا متجسد، لأنه صارع يعقوب، وشوهد أيضا وجلس الابن على يمينه.ثم ذكرت مبدأكم "الكثرة في "الوحدة ولكني لا أفهم كيف يمكن أن تجتمع الكثرة الحقيقية والوحدة الحقيقية في مكان واحد؟ وعد إحداهما مجازية غير مسموح به في دينكم، هنا أتساءل أيضا هل كان المسيح الله الذي عُدَّ مظهرا الله مظهرا له ل من البداية إلى النهاية وكان يتحلى بصفة المظهر على الدوام أو كان يملكها بين فينة وفينة وعلى سبيل الصدفة فقط؟ إذا كان يتحلى بها على الدوام فإنكم ملزمون بإثبات أن صفة كونه عالم الغيب وقادرا وغيرها كانت موجودة فيه على الدوام، بينما نرى الإنجيل يكذب هذه الفكرة، ولا أرى حاجة إلى بيان ذلك بالتكرار.هنا أراني مضطرا إلى السؤال أيضا أنه ما دامت في المسيح روح واحدة فقط - ليس روحان على حد قولكم وهي روح بشرية ولا تشوبها شائبة من
٢٢٦ بد الحرب المقدسة الألوهية، وما دام الله موجودًا في كل مكان كما ورد أن في يوسف كانت روحه، فهو مع المسيح على المنوال نفسه؛ ففي هذه الحالة كيف صار المسيح العليا أقنوما ثانيا من حيث ماهيته الذاتية؟ وجدير بالسؤال أيضا: هل تعتقدون كون المسيح أقنوما ثانيا بالتناوب أو على الدوام؟ ثم تقول بأن الله تعالى يأمر ألا تنتقموا.ولكنني مستغرب من أن شريعة الانتقام أي التوراة مسلم بها عندكم، فكيف تغضون الطرف عن ظاهرة الانتقام؟ و لم أتلق منك إلى الآن جوابا على أنه ما دامت الأقانيم الثلاثة سواسية في الصفات الكاملة فما الحاجة إذا إلى أقنومين آخرين مع وجود أقنوم كامل محيط بالصفات الكاملة مع أنه لا ينقصه شيء يُنتظَر إكماله؟ ثم لماذا لم يسفر اجتماع هؤلاء الكمّل عن نتيجة حتمية لا أن يسفر عنها اجتماعهم؟ أي لما كان كل من الأقانيم جامعا في نفسه كافة كمالات الألوهية المطلوبة فلماذا لم تزدد قوة الألوهية أو لماذا لم تكبر قدرتها أكثر من ذي قبل نتيجة اجتماع هؤلاء الأقانيم الثلاثة الجامعة؟ وإذا ازدادت- فمثلا إذا كانوا كاملين من قبل ثم صاروا أكمل بعد اجتماعهم، وإذا كانوا قادرين من قبل ثم سُمُّوا أقدر نتيجة اجتماعهم، أو كانوا خالقين من قبل ثم صاروا بعد اجتماعهم خلاقين أو أخلق فأرجو أن تُثبت ذلك.لقد حولت الكلام إلى أجسام كثيفة دون وجه حق، مع أننى كنتُ قد ضربت مثلا فقط، وقد أثبت ذلك المثل أيضا من خلال كتبكم أنتم بفضل الله تعالى.وإن بياناتكم كلها مؤسفة جدا لأنكم لا تقدمون ادّعاء بكلمات الإنجيل بحسب شرطنا ولا تقدمون أدلة عقلية من الإنجيل.أخبروني أين وردت في الإنجيل كلمات "الرحم بغير مقابل؟ ومتى سقتم معناها مما قاله المسيح العلي مهما تأسف المنصفون على نقضكم العهد فلم يبالغوا.أما ما ذكرتُ بالأمس عن عقوبة من غير مقابل فما أجبت عليه أيضا جوابا معقولا، كنت أقصد من وراء ذلك أن صفة الله "المالك" تعمل عملها تلقائيا دون أن ترى من الإنسان أي ذنب فانظروا إلى أولاد البشر مثلا؛ ترون
الحرب المقدسة ۲۲۷ أن هناك مئات أنواع الأمراض الشديدة والمزمنة والمهولة التي يصاب بها بعضهم، وبعضهم يولدون في بيوت الفقراء والمساكين فيتعرضون لأصناف المجاعة منذ بزوغ أسنانهم، وعندما يكبرون يضطرون إلى خدمة الناس.ومن ناحية أخرى هناك من يولد في بيت الملك، فيرفل في أحضان الجواري والغلمان والخدم منذ لحظة ولادته، ثم يعتلي العرش بعد أن يكبر.ما السبب وراء ذلك؟ ألا يعود سببه إلى صفة الله "المالك"؟ أم أنكم تؤمنون "بالتناسخ"؟ فإذا كانت مالكيته وعمل ثابتة متحققة وليس لأحد حق واجب على الله، فلماذا كل هذه الثورة؟ ثم تقول بأن شفاعات موسى لم تكن حقيقية، بل هي مهددة بالمؤاخذة يوم القيامة وإن غفر الله الذنوب مؤقتا وقال بأنه غفرها من أجل موسى، ولكنه لم يغفرها في الحقيقة بل سيؤاخذ أصحابها ويلقي بهم في الجحيم غاضبا كالمستفزين.فما دليلكم على ذلك؟ أرجو أن تُخرجوه لنا، ولكن من نص التوراة ولن نقبل تفسيركم أنتم في هذا المقام حيث قال الله بأنني غفرتُ هذه المعصية اليوم ولكني سأؤاخذ عليها صاحبها غدا.فإن كنتم على حق فقدموا عبارة من التوراة، لأنه قد ورد بصراحة في أماكن كثيرة في التوراة التي نمليها لاحقا أن الله تعالى ظل يغفر بسبب شفاعة موسى بعض المعاصي التي ارتكبت، بل وردت كلمة "المغفرة" على وجه التحديد.انظروا سفر العدد ١٤: ١٩ و ١٢: ۱۳، والتثنية :۹ : ۱۹ -۲۲، والخروج ۸: ٨.ثم تقول إن صلب المسيح عوضا عن ذنوب الآخرين لا ينافي قانون الطبيعة إذ يستطيع شخص أن يسدد من ماله دين غيره.ما أغرب هذا المثل الذي ضربته !! ما سألتك هو التالي: هل يمكن أن يعاقب شخص بريء عوضا عن محرم؟ أين يوجد نظير ذلك في الدنيا؟ من المعلوم أن قوانين الدولة الإنجليزية تُسنّ في هذه الأيام بعد التحري والتقصي الشديدين ومراعاة العدل والإنصاف، فهل وجدت- وقد شغلت منصب المفوض الإضافي إلى فترة من الزمن في
۲۲۸ الحرب المقدسة قانون العقوبات الهندي مادة تنص على أنه يكفي صلب بكر إذا ارتكب زيد الذنب؟ والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۲۲۹ بيان السيد عبد الله أتهم ٣١ أيار/مايو ١٨٩٣م الساعة ٧:٥٣ إن قولك بأن الرحم أولى ويفوق درجةً، يخالف البداهة التي تحكم أنه ما من صفة أقل درجة من صفةٍ أخرى بل كل صفة كاملة في حد ذاتها.لقد صدقت حين قلت بأنه ما لم يطلع المرء على القانون لا يُعدّ ناقضا له ولا يجوز أن يُدان بارتكاب الذنب.لذلك إن الأطفال الصغار الذين لا يدركون ماهية الذنب، والمجانين بالولادة الذين لا يُعَدّون مرتكبيه.فلو صدر الذنب من الذي لا يدرك ماهيته لن يؤاخذ بمقتضى العدل ولن يُتصوَّر فعله ذنبا.ولو أظهر الله شيئا من مالكيته لكونه مالكا يخالف صفاته الخاصة لافترق شمل قدوسيته كليا.لذا ليس صحيحا أنه يستطيع أن يفعل بناء على مالكيته ما يشاء حتى الظلم.كذلك ليس للعدل علاقة مع الرحم بحيث يُظَنّ أن الرحم ليس عدلا والعدلُ ليس رحما ولكنهما صفتان من صفات الله الواحد الأقدس.لا يمكن أن يكون مكتوبا في كلام الله أن الله غضوب بغير مبرر غير أنه وصف بنار آكلة تأكل المذنبين.(سفر التثنية ٤: (٢٤).إن القانون فعلُ مقنّن، والفعل لا بد أن يصدر بعد وجود فاعله.والقانون يسنه العدل وهي صفة أزلية وأبدية و لم تنشأ مؤقتا ولن تزول هكذا وليس صحيحا أيضا أن المراد من العدل هو أن تبقى الخسارة على حالها ولكن يُطلق سراح المذنب.فليكن واضحا أيضا أن محكمة الدنيا ليست محكمة بل هي اسم آخر لنظام يهدف إلى أن تبقى نسبة الجرائم في انخفاض وليس لتكون العقوبة كاملة.هل يمكن أن تعود الحياة إلى المقتول نتيجة شنق القاتل؟ لو عوقب القاتل فما له وللمقتول.إن محكمة الإله ليست هكذا بل تقتضي ألا يُطلق سراح المجرم من العقوبة ما لم تُعوّض الخسارة.
۲۳۰ الحرب المقدسة ثانيا: قلت ما هو أسلوب العفو في القرآن؟ فأولا قولك هذا ليس صحيحا أصلا لأنه لا يمكن أن يكون الكلامان لإله واحد ثم بينا أسلوبين مختلفين فيقولا أن مثل الأعمال الحسنة كمثل الدين؛ لأنه واجب علينا تماما أن نكسب الأعمال الحسنة.ولكن من الغريب حقا أن يُعدّ أداء الجزء يشمل الكل ويُظنّ بذلك أن الدين قد سُدِّد كله كما لو كان أحد مدينا لغيره بمائة روبية فيسدد منها ٢٥ روبية ويقول بأني قد سددتُ دينك.هل يقبل عاقل أن أداء الجزء شمل الكل؟ لذا يجب ألا تذكر الأعمال الصالحة ما لم تُثبت أنه يمكن لأحد أن يسدد الدين كله نتيجة أعماله فقط بمعنى أنه يستطيع أن يبقى بريئا تماما من الذنوب.لا شك أن التوبة والإيمان بابانِ خارجيان للنجاة ولا أحدا أن يدخل دار النجاة دون المرور منهما، ولكن الباب لا يكون الجزء الداخلي لشيء ما.فمثلا إذا قتلنا ذبابة ثم تُبنا مئة مرة من القتل هل ستحيا الذبابة؟ ولو آمنا أن الله قادر أن يحيي الذبابة من جديد لتعدى ذلك من الإمكانية إلى الواقع.إن الحب على يسع والعشق من واجبات الإنسان وقد سبق ذكرهما في باب الأعمال الحسنة.ثالثا: إنك مخطئ تماما في قولك بأن قانون الله في الطبيعة عن الرحم من غير مقابل جار منذ القدم.بل قد طُبع في طبائعنا كحقيقة أولى أن الذي يسبب لأحد خسارة لا بد وأن يعوضها.كل زمن من أزمنة الخلق قد جعل لطاعة الله، ولكنه إذا مضى في التمرد والذنب فلا بد من أن يعوّضه.وتعويضه أن يتذوق عقوبة أعماله أي أن يبقى متورطا في الأعمال السيئة كعقوبة.رابعا: لقد قلتُ بالأمس بأن المعاناة ثلاثة أنواع أولا تلك التي تسمى عقوبة، والمراد منها تعويض الخسارة.وحدودها ألا يُطلق سراح المجرم ما لم تُعوّض الخسارة.والنوع الثاني هو مصقل الراحة، وأقصد بذلك أن العلم المحتاج إلى الغير لا يتبين دون المقارنة بضده.كما أن الأعمى بالولادة لا يعرف البياض طبعا، ولا يميز الظلام أيضا جيدا، وإن كان يواجهه دائما.كذلك لو أدخل أحد الجنة وما عانى من الألم من قبل ولو من أجل المقارنة- لما أدرك أهمية الجنة وراحتها.-
الحرب المقدسة ۲۳۱ والنوع الثالث من المعاناة هو من أجل الامتحان....إذا كانت هذه الأقسام الثلاثة صحيحة فلا يحق لك أن تعدّ المعاناة التي تعانيها الحيوانات عقابا فقط.خامسا: لم تفهم خصوصية المسيح في كونه مظهرا ما دام كل شيء مظهرا الله؟ فأقول ردًّا على ذلك بأن الخصوصية هي أن الله تعالى أنجز مهمة الكفارة بواسطة المسيح.إن الله تعالى بريء مطلقا من تحمل المعاناة، ولا يمكن للمخلوق أن يبقى على قيد الحياة بحمل عبء الجميع.لذا فقد قدّر الله في هذه الحالة أن الإنسان المقدس حمل كل عبء على عاتقه.وقد حمله الأقنوم الثاني للألوهية وبذلك صار حاملا المعاناة لأن الأقنوم الثاني الأزلي والأبدي واجه الأشرار المعاقيين.أين توجد هذه الخصوصية في مظاهر الآخرين؟ أرجو أن تُريني إياها إن وجدت.لا تقبل هذه الخصوصية في المسيح بقولنا نحن ولكن لا يحق لك أن تعترض وتتساءل ما هي معجزة المسيح ما لم تفنّد الكتاب المقدس؟ هل لولادته وقيامه وصعوده إلى السماء أي معنى أم لا؟ أرجو أن تقول بنفسك وما دام مذكورا بأنه لا نجاة بدون سفك دم.(الرسالة إلى العبرانيين (۹ (۲۲) وجاء في اللاويين ١٧: ١١، وأن جميع قرابين التوراة توعز إلى هذا الأمر.وقد ورد أيضا لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُص ، (أَعْمَالُ الرُّسُل ٤ : ١٢)، فأرجو أن تبيين لهذه العبارات معنى معينا ولا تمر بها مرور الكرام دون الرد.سادسا: أما ما سألت هل صار المسيح مظهرا الله قبل نزول روح القدس أم بعده، فجوابنا على ذلك مبني على القياس، أن ذلك كان عند نزول روح القدس، إذ لم يحدد له أي وقت معين في الكلام.ولكنك لم تشرح أي خصوصية يمكن أن تحصل في كونه مظهرا قبل نزول روح القدس أم بعدها؟ لذا لا يمكنني أن أرد عليه أكثر من ذلك.ا هنا جملة غامضة جدا لم نفهمها.(المترجم)
۲۳۲ الحرب المقدسة سابعا: مع يحرزون وزنا بالتجسد كما قلت على سبيل المثال بأنه إذا كان وزن كل أقنوم ثلاثة كيلوغرامات كان وزنهم الإجمالي تسعة كيلو غرامات.ثامنا: لا نقصد من تعليم التوحيد في الثالوث أن الوحدة والثالوث متحقق في آن معا بل نعتقد أن التوحيد يتحقق في حالة والثالوث يتحقق في حالة غيرها.وقد قلنا بأن طبيعة العلاقة بين هؤلاء الثلاثة كما أنه لا حاجة لهم إلى زمان ومكان آخر بعد الخروج من ظاهرة فقدان النظير وعدم التقيد بحدود.أنك ما أصبت كثيرا في قولك بتجسد الأقانيم الثلاثة، غير أنهم مع هي هي كما أن لهاتين الصفتين تعريفا مختلفا، أنهما صفتان متماثلتان، كذلك حالة الأقانيم أن أحدهم قائم بنفسه أما الآخَرانِ فهما ملازمان له.ولفهم هذه القضية يجب أن تنتبه إلى أنه من المستحيل تماما أن يرغب شخص واحد في الانتقام والصلح في وقت واحد مع أنه إذا كان الأمر يتعلق بغفران المذنب فيمشي الأقنومان جنبا إلى جنب، ولا يمكن لأقنوم واحد أن يقوم بذلك، فهذا يستلزم أن يكون هناك أقنومان على الأقل.كان بودي أن أشرح ظاهرة فقدان النظير ولكن الوقت ضيق.إن فقدان النظير الكلّي ظاهرة تمحو إمكانية النظير تماما.ولا يمكن أن يفعل ذلك إلا من يمحو كل إمكانية للنظير.إذًا، فما دام الله تعالى عديم النظير على الإطلاق، فلا بد أن يكون غير محدود أيضا، ويجب أن تصدر ظاهرة عدم النظير من اللامحدودية الأمثلة العقلية للكثرة في الوحدة بدون التفاوت في الزمان والمكان موجودة عندنا بكثرة، ولكنها تُثبت الإمكانية.أما إثبات واقع الأمر فهذا يعود إلى كلام الله، وقد أشرنا من قبل إلى عباراته بهذا الصدد.فمنها: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.(سِفْرُ التَّكْوِينِ ٣: ٢٢) (والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ۲۳۳ بيان الميرزا المحترم أولا وقبل كل شيء أقول متأسفا بأنني ذكرت السيد آتهم مرارا وتكرارا بأنه يجب أن يقدَّم كل شيء وكل ادعاء من الإنجيل وكذلك ينبغي تقديم الأدلة العقلية أيضا من الإنجيل ولكنه مع ذلك تحاشى هذا الشرط في كل مرة وشرع في سرد بياناته بحرية وكأنه يؤلف إنجيلا جديدا.والآن يجب الانتباه هل ردّ على أسئلتي بشيء؟ كنت قد سألتُ من قبل كتحد: أين وردت كلمة "الرحم بغير مقابل" في الإنجيل؟ ثم أين شرحها المسيح العليا شرحا عقليا؟ ولكنك ظللت ترفض التطرق إليه قصدا، لذا يُخيَّل إلي أنك لا تناقش كشخص ملتزم بالإنجيل بل تقدم أفكارك كشخص له رأيه الخاص.لقد اعتبرت قولي بأن الرحم يحتل الدرجة الأولى والأعلى من حيث الظهور جديرا بالطعن قبل أن تفهمه.مما لا شك فيه أن جميع صفات الله الكاملة أزلية وأبدية، ولكنها تتقدم أو تتأخر من حيث الظهور في هذا العالم بحسب مقتضى الحال من لا يفهم لماذا يحتل الرحم المرتبة الأولى من حيث الظهور؛ فلأن نزول الرحم ليس بحاجة إلى صدور كتاب "قانون"، كما لا يحتاج إلى أن يكون جميع الناس عقلاء وفطنين بل الرحم كما يُنزّل فيضه على العقلاء كذلك يعمل عمله على الأطفال والمجانين والحيوانات أيضا.ولكن العدل يظهر للعيان - وإن كانت صفة العدل قديمة حين يتم القانون الإلهي حجته على الناس بعد ظهوره، ويثبت أنه قانون صادق ومن الله تعالى، ثم يُبطش بكل من ينقضه.كان سؤالي مقتصرا على أن تساؤلك عن الرحم بدون مقابل إنما يصح إذا عُد ظهور الرحم وظهور العدل في وقت واحد وكانا متلازمين دائما وفي كل مكان.ولكن من المعلوم أن دائرة الرحم واسعة جدا وينزل فيضه منذ أن بدأت الدنيا.ثم ما علاقة العدل مع الرحم؟ وأنى لهما أن يتعارضا؟ لا أفهم ملخص فكرتك عن الرحم بغير مقابل إلا أن العدل يقتضي المعاقبة، والرحم
٢٣٤ الحرب المقدسة يقتضي العفو والصفح ولكن لما لم يكن الرحم والعدل سيان وعلى درجة واحدة من حيث مظاهرهما، وثبت أن ظهور رحمة الله ليس بحاجة إلى أن يكون أحد صالحا بل ظلت رحمانيته ولا تلقي بتأثيراتها منذ القدم على الصالحين والطالحين على السواء فكيف ثبت إذًا أن الله لا يريد أن يذيق الطالحين شيئا من رحمته؟ ألا يشهد قانون الطبيعة الماثل أمام أعيننا بصوت عال أن الذنب والغفلة والتقصير لا يعرقل سبيل الرحمة؟ وإذا كان الأمر كذلك لاستحالت الحياة على الإنسان حتى لحظة واحدة.فما دامت سلسلة نزول الرحمة سارية في الدنيا دون شرط تقوى الناس وبراءتهم وكسبهم ،الحسنات ويشهد قانون الطبيعة أيضا على ذلك بكل صراحة فكيف ينكره المرء ويؤمن بمعتقد جديد يعارض الطبيعة، ويقول بأن رحمة الله منوطة بصلاح الناس ؟ لقد أورد الله تعالى في القرآن الكريم عدة آيات كمثال تُثبت كيف تفيض رحمة الله على الخلق على نطاق واسع جدا.فيقول جل شأنه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرَ بأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ثم يقول: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ.ويقول أيضا: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَريًّا كما يقول: ﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ففي هذه الآيات كلها قد أثبت الله تعالى بواسطة كلامه قانونه في الطبيعة أن الرحمة غير مشروطة، وأن صلاح أحد ليس شرطا لنزولها، غير أن سلسلة ٤ إبراهيم: ۳۵-۳۳ : النحل: ٦ النحل: ١٥ النحل: ٦٦
الحرب المقدسة ۲۳۵ الجرائم تظهر للعيان بعد وجود القانون، كما تعترفون أنتم أيضا، وعندها يبدأ زمن ظهور صفة العدل.مع أن العدل أيضا صفة أزلية ولكن لو تأملتم في الموضوع أكثر لفهمتم أنه لا بد من التقدم والتأخر في ظهور الصفات بناء على وقوع الأحداث.فلما بدأ الذنب منذ أن نزل كتاب الله في الدنيا وأثبت صدقه بالخوارق والآيات فأين الرحم دون مقابل؟ ذلك لأن سلسلة الرحم جارية سلفا دون الشرط أن يكون أحد صالحا.أما الذنوب التي ذكرها كتاب الله فمشروطة بشروط، بمعنى أن تكون الأوامر حجة على الذي وصلته الأوامر بشرط ألا يكون مختلا عقليا أو مجنونا.ثم جادلت في صفة المالكية وقلت بأنه لو قُبلت المالكية لفسد أمر الكون كله.ولكن عليك أن تفكر ما معنى فساد أمر الكون ما دام جاريا في مساره الصحيح؟ فمثلا الذي ينقض قانون الله يستحق عقابه بحسب سننه، أن الله ومع تعالى قادر على أن يعفو عنه ولكن لا يمكنه أن يجتنب المؤاخذة ما لم يجعل نفسه مستحقا- بحسب وعده - للعفو وفق شروط العفو التي يحددها كتاب الله لأنه قد سبق الوعد به.وإن لم ينزل كتاب الله أو لم يطلع عليه شخص مثلا أو كان أحد طفلا صغيرا أو مجنونا فالمعاملة التي يعامل بها هذا الشخص تكون مبنية على مالكية الله تعالى.وإن لم يكن الأمر كذلك لورد اعتراض شديد أنه لماذا يهلك بعض من الأطفال الصغار بعد مرروهم بمعاناة شديدة إلى فترة طويلة؟ ولماذا تهلك عشرات الملايين من الحيوانات الأخرى؟ فهل عندنا من جواب على ذلك إلا أن الله مالك يفعل ما يشاء؟ ثم قلت مصرا على قولك السابق أن مغفرة ذنوب الناس في الدنيا نتيجة شفاعة أحد أمر إداري أقول متأسفا، كيف صرت مقننا في هذا المقام وبدأت تنسخ عبارات التوراة؟ إذا كان الأمر إداريا محضا ولا تُغفر الذنوب في الحقيقة فيجب إثبات ذلك من التوراة.بينما تقول التوراة بصراحة متناهية بأن الذنوب قد غفرت مرارا نتيجة شفاعة موسى إن جميع أسفار الكتاب المقدس تقريبا •
٢٣٦ الحرب المقدسة توافقنا الرأي بأن الله تعالى رحيم وتوَّاب.فانظر: سفر إشعياء ٥٥: ٧، وإرميا ٣: ١٣، وأخبار الأيام الثاني ٧: ١٤ ، والمزامير الرابع ٣٢: ٥، والأمثال ٢٨: ١٣، وكذلك إنجيل لوقا: ١٧: ٣-٤ ، و ١٥ : ٤ إلى ٢٤ و ١٠: ٢٥ و٢٨ وإنجيل مرقس ١٦: ١٦، وسفر التكوين: ٦ ٧ و ٩.وسفر أيوب ١: ١ وحزقيال: ١٤ ١٤ ، دانیال :٤،٦ ، والمزامير ۱۳۰ : ٣ و ٤ و ٧ والمزامير ٧٨: ۳۸، وميخا ۷: ١٨.: دائما إلامَ أطيل نقل هذه المراجع، عليك أن تقرأ هذه الكتب بنفسك لتراها تعلن بكل جلاء أنه لا حاجة إلى الرحم دون مقابل بل ظل الله تعالى يرحم بأساليب مختلفة.ثم قلت بأن التوبة والإيمان أبواب خارجية، بمعنى أن هناك حاجة إلى الكفارة مع التوبة والإيمان أيضا.ولكن هذا ادعاؤك البحث ويعارض الكتب التي أشرت إليها قبل قليل.غير أنه صحيح تماما أن الله جل شأنه كما لم يقلل رحمته للناس مع كونهم مخطئين ومقصرين كذلك يُظهر رحمته نفسها عند قبوله التوبة أيضا.ويقبل فضلا منه بضاعة الإنسان المزجاة باعتبارها كافية.ولو وصفنا سنته هذه "الفضل" بتعبير آخر وقلنا بأن النجاة مقتصرة على فضل الله تعالى لكان أنسب.فمثلا إذا ذهب شخص فقير وعاجز بورد هدية إلى الملك وأغدق عليه الملك نتيجة ألطافه اللامتناهية وبناء على قدرته الواسعة ب إنعاما أكبر من الوَرْد بآلاف المرات بل عشرات الملايين من المرات فذلك ليس مستبعدا.كذلك هي سنة الله ومعاملته أنه يقبل فقيرا حقيرا ذليلا نظرا إلى عظمته وشأن ألوهيته وبفضله الخاص.كما نرى أن استجابة الأدعية أيضا مقتصرة على فضله فقط.والكتاب المقدس زاخر بالكلام في هذا الموضوع.ثم قلت: مع تماما، وعلاقة الله معه علاقة طبيعية مثل علاقته مع الآخرين، ولكن الكفارة وصعوده إلى السماء وولادته دون أب تُثبت خصوصيته.أنه ليس هناك مزيَّة إضافية في المسيح بل هو مثل بقية الناس
الحرب المقدسة موسی ۲۳۷ لقد استغربت من قولك هذا كثيرا.هل أنت معتاد على تقديم الدعاوى فقط؟ نحن لا نؤمن بأن المسيح قام من الأموات غير أن وفاة المسيح اللي ثابتة من عدة آيات في القرآن الكريم.أما إذا كان المراد من القيام هنا هو الحياة الروحانية فجميع الأنبياء يحيون بهذه الطريقة.من الميت؟ أليس مكتوبا في الإنجيل أن الحواريين رأوا موسى وإلياس عليهما السلام وقالوا يا معلم "فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ"؟ إذا كان ميتا فكيف رأوه إذًا؟ هل يحضر الأموات أيضا؟ وقد ورد في الإنجيل نفسه أن لعازر أُجلس في حضن إبْرَاهِيمَ بعد موته.إذا كان إبراهيم فهل أُجلس في حضن الميت؟ وليكن واضحا أننا لا نؤمن قط بخصوصية حياة المسيح اللي بل إن ديننا بحسب القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هو أن نبينا الأكرم يملك حياة أقوى وأعلى من غيره، ولا تحتل حياة نبي من الأنبياء مرتبة عليا مثله.فقد رأيته مرارا في اليقظة وتحدثت معه واستفسرته المسائل.فإذا كان المسيح أيضا حيا فهل رآه أحد منكم في اليقظة؟ 28 ميتا أما قولك بأن المسيح ال لم يكن مظهرا الله قبل نزول روح القدس عليه، فهذه شهادة على نفسك إذ قد اعترفت بلسانك أن المسيح كان إنسانا محضا إلى ثلاثين عاما، ولم يكن مظهرا لله أو ما شابه ذلك على الإطلاق.ثم حين نزل عليه روح القدس بصورة حمامة بعد ثلاثين عاما من عمره عندها صار مظهرا الله.إنني أشكر الله تعالى في هذا المقام على أنني حُزتُ اليوم فتحا عظيما إذ أقررت بنفسك أن المسيح كان محروما كليا من كونه مظهرا الله إلى ثلاثين عاما وكان بشرا محضا.أما الادعاء بعد ذلك بأنه صار مظهرا الله بعد نزول حمامة فجدير بانتباه الحضور لأنه إذا كان نزول روح القدس يجعل الإنسان إلها ومظهر الإله لصار يحيى وزكريا ويوسف ويوشع بن نون عليهم السلام وجميع الحواريين آلهة.
۲۳۸ الحرب المقدسة ثم قلت: هل التجسد يؤدي إلى إحراز وزن؟ إنه لسؤال غريب في حد ذاته.هل لك أن تقدّم جسدا يُعَدّ جسدا في الحقيقة ولكنه بريء تماما مما يستلزم الجسد؟ ولكن نحمد الله تعالى على أنك أقررت أن الآب والابن وروح القدس كلهم متجسدون ثم قلت: لا تناقض بين الكثرة في الوحدة وبين ،الوحدة، بل كلاهما موجود في مكان واحد أي من حيث الجهات المختلفة.ما أغرب هذا الجواب! لقد سألتك أيهما تراها حقيقية؟ ولكنك ما رددت على ذلك.ثم ادعيت أنه ليس تحت السماء منج آخر.وتقول أيضا بأن المسيح كان بريئا من الذنب، و لم يكن الأنبياء الآخرون بُرَاء مثله.ولكن اللافت في الموضوع أن المسيح لم يقل في أيّ مكان بأني بريء من كل تقصير وخطأ أمام الله.أما قوله: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي حَطِيَّة"، فهذا أمر آخر، ومعناه أنه لا يمكن أن أصير مجرما أو مفتريا مقابلكم وباتهامكم.بل الحق أن المسيح أقرّ في حضرة الله بكونه مقصرا كما يتبين من إنجيل متى ۱۹ أنه رفض بكل صراحة كونه صالحا.عَلَى ثم قلت: لماذا يبين القرآن والإنجيل أسلوبين مختلفين للنجاة مع أن كلاهما كلام الله؟ وجوابه أن الأسلوب الإنجيلي الذي يُقدَّم على عكس أسلوب القرآن الكريم ليس إلا فكرتكم التي لا أصل لها قط.وما استطعت أن تُثبت إلى الآن أن المسيح الله قال ذلك؛ و لم ترد في الإنجيل، لا بصراحة ولا بالألفاظ كلمة ثالوث" أو "رحم من غير مقابل".وتكفي لتصديق القرآن الكريم المصادر التي قدمتها قبل قليل وما دام القرآن الكريم وعدد لا بأس به من عبارات العهد القديم والعهد الجديد تقوم معارضةً لكفارتكم فمن واجبكم أن تعترفوا على الأقل بأنكم أسأتم الفهم في هذا الاعتقاد لأنه من الممكن أن يخطئ المرء في استنتاج المعنى من عبارة كما قلت بأن إخوانكم الكاثوليك والموحدين قد أخطأوا في فهم الإنجيل، علما أن هاتين الفئتين تحسبكم مخطئين.فما دامت
الحرب المقدسة ۲۳۹ الفرقة سائدة فيما بينكم فكيف يجوز لكم التخلي عن قضية متفق عليها والتمسك بخبر مختلف فيه.والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
٢٤٠ البيان العاشر المناظرة بتاريخ 1 حزيران/ يونيو ۱۸۹۳م الوقائع الحرب المقدسة عُقدت الجلسة اليوم أيضا، وبدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء سؤاله في الساعة ٠٦:٠٨ وأنهاه الساعة ٠٧:٤٠، ثم قُرئ على الحضور بصوت عال.وبعده بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء الجواب في الساعة ۰۸:۰۱ وأنهاه في الساعة ۰۹:۰۱ وقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ السيد آتهم بالإملاء في الساعة ٠٩:٢٧ وأنهاه في ١٠:٠٦ وقُرئ على الحضور بصوت عال.ثم وقع الرئيسان على المقالات ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ٢٤١ بيان السيد عبد الله أتهم لقد سمعتُ في بيان الفريق الثاني بالأمس صوتين غريبين جدا، أولهما: أنني ما أي أجبتُ على أي سؤال من أسئلته.وثانيهما كأنني اعترفتُ أن بشرية المسيح الأقنوم الثاني ظلت خالية من الألوهية إلى ثلاثين عاما.إذا كان ذلك نتيجة سوء الفهم فإنني أصلح الآن كلا الأمرين.ردّي على الخطأ الأول هو أنه حين تُطبع المناظرة كلها وتُعرض على عامة الناس سيحكم المنصفون بأنفسهم من منا لم يردّ أنا أم الفريق الثاني.وجوابي على الأمر الثاني كان أن خصوصية كونه مظهرا الله ظهرت في المسيح حين خرج بعد التعمد من نهر الأردن وحين صدر الصوت: هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ، لَهُ اسْمَعُوا.فصار مسيحا منذ ذلك الوقت.فأرى أن كلا الصوتين المذكورين كلام فارغ وسخيف تماما لا ثانيا: لم يرد الفريق الثاني على سؤالي عن كيفية تحقق عدل الله، كما لم يبال بعدله شيئا.لذا لا أريد أن أقول أو أسمع شيئا حول هذا السؤال، بل أقدم أسئلتي الباقية.معنی له.فسؤالي الأول من جملة الأسئلة هو : يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ الأَمْرَ كُلَّهُ الله ، وأما الإنجيل فقد ورد فيه پري ولج" وأقرب معنى لهذه الكلمة هو: "السعة" التي توهب من الله.فقد جُعل أحدٌ علامة للعزة وغيره للذلة.وجُعل أحد مخدوما والآخر خادما، ولكن ما جعلت الجحيم في نصيب أحد، وما اعتبر أحد.هالكا.وقد ورد أيضا أنه قد سمح لفرعون بالظهور (الكلمات الأصلية هي "ظهر" والمراد هو : سُمح له بالظهور) لكي تتجلى بذلك صفات الله أكثر.ولكن ما قيل قط بأن الإنسان ما جُعل مخيرا بل سيؤاخذ فقط على أعماله فباختصار الفرق بين تعليم الإنجيل وتعليم القرآن هو أن القرآن ١ آل عمران: ١٥٥
٢٤٢ الحرب المقدسة يعطى تعليما يناقض خيار الإنسان، أما الإنجيل فلا يناقض كون الإنسان مخيرا في السعة والسماح بالعمل.مع أن القرآن يذكر القدر أيضا إلى جانب الجبر والإكراه ولكنهما لا يتفقان معا.سؤالي الثالث هو عما جاء في سورة التوبة: قاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ هنا نتهم القرآن يسع بالإكراه على الإيمان إن جهاد موسى كان من نوع آخر ولا أحدا أن يُثبت فيه مقايضة الأمان بالإيمان.أما في الآية المذكورة آنفا فلم يُذكر الجهاد للدفاع ولا للانتقام ولا لإدارة أمور الحكومة بل المراد من الجهاد هنا هو أن الذي لا يقبل مبادئ القرآن يُقتل.هذا هو الإيمان بالإكراه بعينه، إن السير سيد أحمد لا يقبل فكرة الجهاد بالإكراه بل يقول بأن المراد من ذلك إما أن تؤمنوا أو تقتلوا أو تدفعوا الجزية دائما وتعيشوا.ولكن سؤالي عن الشرط الثالث أي أداء الجزية هو: لماذا وردت هذه الكلمة عن أهل الكتاب؟ إن لفظ "من" و"أهل الكتاب" إضافية في "من الذين"، ولفظ أهل الكتاب" استثناء من النص كله.أفليس خطأ إذا اعتبار الشرط الثالث أيضا عاما؟ ويضيف سيد أحمد ويقول أيضا: الآية ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدين تُبطل نهائيا اعتراض الإيمان بالإكراه.ولكن إذا استخرجنا من القرآن أنه يأمر المسلمين بأنه إذا جاءكم شخص محترم وسلّم عليكم فلا تقولوا له - بغية غصب ماله إنك مكار ومخادع ولست مسلما حقيقةً، فسوف يعطيك الله مالا كثيرا من طرق أخرى؛ أليس ذلك إكراها أن تسلبوا كل ما يملكه إذا اتهمتموه بالمكر؟ ألا يخالف ذلك الحكمة ويعرقل انتشار الدين وتقدمه؟ وعلى غرار ذلك هناك بنود أخرى لهذه القضية يمكن أن يقدّمها الخصم ولسوف أردّ عليها في حينها.ثالثا: هذا هو نموذج تعاليم القرآن الذي أوردته آنفا ولا توجد فيه شائبة من المعجزات لخداع الناس.فالسيد محمد ( ينكر قطعا كونه صاحب المعجزات.التوبة: ٢٩
الحرب المقدسة ٢٤٣ يقدّم بعض من المسلمين آية: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه ٦٦ كمعجزة عظيمة في الفصاحة والبلاغة.ولكن ما الذي طُلبَ مَثَلُه في الآية؟ لم يُذكر فيها شيء من هذا القبيل.ولا توجد في القرآن كله كلمة واحدة تشير إلى ادعائه الفصاحة والبلاغة قط.يبدو أن القرآن يقصد من هذا الادعاء أنه تلخيص لكتب الأنبياء السابقين التي لا يسع أحدا إعدادها إلا الله.فالقرآن عديم المثال بمعنى أنه يدعي بتقدس التعاليم ولا يدعى الفصاحة والبلاغة بل قد ورد فيه على عكس ادعاء الفصاحة والبلاغة أنه سُهّل للعرب بلسان.عربي.أما الفصاحة والبلاغة الجديدة والمطلقة فتكون بحاجة إلى التلقين ولا تكون سهلة وليكن معلوما أيضا أن السيد محمد ( ما كان أميا محضا بحسب القرآن بل قد جاء فيه أن الذي ليس من أهل الكتاب فهو أمي.ويبدو أن حضرته ما كان ملما بالعبرية واليونانية.والجدير بالذكر أيضا أن المراد من الكتاب في مصطلح القرآن بوجه عام هو الكتاب الموحى به وليس كتابا دنيويا.رابعا: ما رددت ردّا كاملا على سؤالي بالأمس حين سألتك: هل كانت ولادة المسيح معجزة أم لا؟ أي هل كان له أب أم لا؟ هل جاء ملاك خاص، جبرائيل، بالبشرى إلى مريم أم المسيح أم لا؟ أما ما قلت أنك تحدثت مع السيد محمد (ﷺ) فلا يبدو لنا ذلك ثابتا أكثر من ثبوت معراج مقتداك.وأستفسر أيضا لماذا تنصب الموحدين والكاثوليك حَكَمًا علينا ؟ صحيح أنهم يسمون مسيحيين ولكننا نعتبرهم مسيحيين بالمعنى السلبي.حين رسم رئيس أساقفتنا خريطة توضح مدى تأثير الدين المسيحي فقد عدّ المسلمين أيضا ضمن المسيحيين.وساق الأدلة على ذلك من القرآن، ولكننا لا نعدّهم مسيحيين بالمعنى الحقيقي.والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين
٢٤٤ الحرب المقدسة بيان السيد الميرزا المحترم حزيران/ يونيو ۱۸۹۳م لقد قال السيد آتهم في البداية بأنه لم يعترف بأن الأقنوم الثاني، أي المسيح العلي ظل خاليا من كونه مظهرا لله إلى ثلاثين عاما.فأرى أنه يكفي في الجواب أن أقدم عبارته المرقومة بتاريخ ٣١ أيار/مايو ١٨٩٣م وهي التالية: "سادسا : أما ما سألت هل صار المسيح مظهرا الله قبل نزول روح القدس أم بعده، فجوابنا على ذلك مبني على القياس، أن ذلك كان عند نزول روح القدس." الله بعد والآن، يمكن أن يفهم المفكرون هل لهذه العبارة معنى إلا أن المسيح الا ما كان مظهرا الله قبل نزول روح القدس التي نزلت عليه في صورة حمامة بل صار كذلك فيما بعد؟ فحين أنكر السيد آتهم المحترم إنكارا مطلقا دون استثناء كون المسيح مظهرا الله فهل يمكن أن يُستنتج منه معنى آخر إلا أن المسيح اللي كان بشرا محضا قبل نزول الحمامة عليه لأن لفظ "مظهر الله" لا يقبل أي تقسيم أو تجزئة.كذلك لا يترشح من كلامه قط أنه اللي كان مظهر الله خفية من قبل ثم صار كذلك علنا.بل يقول السيد آتهم بكل صراحة بأنه صار مظهرا نزول روح القدس.وبيانه الثاني ليس شرحا لبيانه الأول بل يعارضه وينافيه أيما منافاة.والإنكار بعد الإقرار ليس من شيمة المنصفين.لقد أقر بلا أدنى شك أن المسيح ال كان محروما تماما من صفته كمظهر الله إلى ثلاثين عاما لأن سؤالي كان: هل صار مظهرا الله قبل نزول روح القدس أم بعده؟ فقد اخترت "بعد" بصورة قاطعة وأقررت بكل وضوح أنه صار مظهرا الله فيما بعد.ولا حاجة إلى إطالة هذا البحث لأنه حين يُنشر هذا السؤال ويشيع بين الناس سيدركون بأنفسهم هل أنكر السيد آتهم بعد الإقرار أم ماذا؟ والآن يعترف أيضا بأنه قد
الحرب المقدسة ٢٤٥ قال جُلّ ما كان يريد قوله بهذا الصدد ولن يقول شيئا في هذا الموضوع بعد ذلك.ولكن الأسف كل الأسف أنه ما اختار في ذلك طريق الصادقين والعادلين.يبدو أنه قلقَ بعد تحريض من الآخرين وطعنهم بأنه قد ثبت من هذا القول كون المسيح بشرا و محروما من كونه مظهرا الله إلى ثلاثين عاما.فبعد مواجهته هذه المصيبة العويصة قدّم اليوم تأويلا ،ركيكا، بل الحقيقة أنه ليس تأويلا بل هو إنكار صارخ وبكلمات سافرة.ثم يقول السيد آتهم بأنه لم يتلق جوابا على سؤاله: كيف يتحقق العدل؟ بينما كتبتُ بكل وضوح في بياني بالأمس أن فكرتك القائلة بأن الرحم والعدل يمشيان جنبا إلى جنب وواجبان على الله في آن معا خاطئة تماما.أكرر وأقول بأن الرحم، بحسب شهادة النواميس الطبيعية، يحتل مرتبة أولى، وهو دائم وعام، أما حقيقة العدل فتتحقق بعد نزول قانون الله وبعد الوعد.بمعنى أن العدل ليس شيئا جديرا بالاعتداد قبل الوعد بل تعمل المالكية عملها إلى ذلك الحين.إذا كان العدل شيئا جديرا بالاعتداد قبل الوعد فعلى السيد أتهم المحترم أن يردّ بحذر وانتباه على تساؤلي الذي طرحته البارحة وهو: لماذا يُهلك مئات من أولاد البشر والطيور والدوابُ والحشرات دونما سبب مع وجود صفة العدل الدائمة؟ ولماذا لا يُعدل بحقها بحسب مبدئك؟ الحقيقة أنه ليس لشيء على الله حقٌّ، فلا يستطيع الإنسان أن ينال الجنة أيضا كحق له بل هذه المرحلة تبدأ من الوعد عندما ينزل كتاب الله ويشمل الوعد والوعيد أيضا فيعامل الله تعالى كل صالح وطالح مراعيا وعده ووعيده.وما دام العدل ليس بشيء في حد ذاته بل المدار كله على الوعد والوعيد، وليس لشيء حقٌّ على الله فكيف يمكن مراعاة العدل؟! إن مفهوم العدل يقتضي حتما أن تُحدَّد الحقوق أولا للجانبين.ولكن ليس للمخلوق أي حق على الله الذي خلقه من العدم.وإلا لأمكن لكلب مثلا أن يقول لماذا لم تخلقني ثورا، وللثور أن يقول لماذا لم تخلقني إنسانا؟ فما دامت هذه الدواب تمر بما يشبه جهنم في
٢٤٦ الحرب المقدسة هذه الدنيا، لذا لو فُرض العدل على الله كصفة ملزمة له لوقع اعتراض شديد لدرجة لن يكون بوسعك أن تردّ عليه بحال من الأحوال.ثم قدمت اعتراضا يتعلق بالقدر والإكراه، وقلت بأن الإكراه ثابت من القرآن.فليكن واضحا أنه لعلك لم تقرأ الآيات التي تدل بكل صراحة على كسب الإنسان وخياره وهي: وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى أي أن العمل ضروري لنيل الأجر.يقول تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ أي لو بطش الله بالناس على أعمالهم التي يكسبونها قصدا لما ترك على وجه الأرض أحدا.ثم يقول: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ثم يقول : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ أي من يعمل عملا صالحا فهو له، ومن يعمل عملا سيئا فهو عليه.ويقول أيضا : فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ.لاحظوا هنا أن ما يثبت من كل هذه الآيات هو أن الإنسان مخير أيضا في أعماله.الآية التي قدمها السيد آنهم هنا أي: يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ يهدف منها إلى الدلالة على الإكراه، ولكن هذا سوء فهمه.والمراد من "الأمر" الحكم والسلطة.وقد ظنّ بعض الناس الذين قالوا بأنه لو كان لنا نصيب في السلطة لقمنا بإجراءات أنقذتنا من المعاناة التي واجهناها في معركة أحد.فقال الله الله في الجواب: قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ الله ، أي الأمر كله بيد الله، وعليكم أن تتبعوا رسولكم في كل الأحوال.هنا يجدر الانتباه إلى نوعية هنا هو ٦ النجم: ٤٠ فاطر: ٤٦ البقرة: ٢٨٧ فصلت: ٤٧ النساء: ٦٣ آل عمران: ١٥٥
الحرب المقدسة ٢٤٧ علاقة هذه الآية مع القدر.كان السؤال الذي أثاره بعض الناس هو أنه لو سئلنا وأخذ رأينا لقلنا خلاف ذلك.فمنعهم الله من ذلك وقال بأن هذا الأمر ليس مبنيا على الاجتهاد بل هو أمر من الله.فليكن واضحا بعد ذلك أن التقدير يعني التقييم والتخمين فقط، كما يقول الله جل شأنه: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا كيف يثبت من ذلك أن الإنسان مُنع من العمل بإرادته؟ بل التقدير يشمل إرادته وصلاحيته أيضا.وحين قدّر الله فطرة الإنسان وطبيعته أطلق على ذلك "التقدير".وقدّر في ذلك أن الإنسان يستطيع أن يعمل بالإرادة إلى حد كذا وكذا.فمن الخطأ الكبير الاستنباط من كلمة "التقدير" كلمة "التقدير" أن الإنسان يُكره ليحرم من قواه التي وهبها الله له هنا ينطبق مثل الساعة؛ فهي لا تعمل لزمن أطول مما يحدد لها صانعها.فالمثل نفسه ينطبق على الإنسان لأنه أيضا لا يستطيع أن يعمل شيئا أكثر مما أُعطي من القوى والقدرات، ولا يستطيع أن يعيش أطول مما كتب له العيش.أما القول بأن القرآن الكريم جعل بعض الناس أهل جهنم قهرا وفُرض عليهم سلطان الشيطان فرضا، فهو خطأ مخجل.يقول الله وعمل في القرآن الكريم: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانُ.انظروا كيف يبين الله تعالى حرية الإنسان.هذه الآية وحدها تكفي منصفا إذا كان في قلبه شيء من العدل.أما إنجيل متى فيتبين عكس ذلك، إذ يثبت منه أن الشيطان ذهب بالمسيح اللي ليبتليه.فهذا نوع من سلطة الشيطان إذ قد أكره الله فذهب به مذاهب شتى حتى طلب منه بكل تجاسر ووقاحة نبيا مقدسا من منه أن يسجد له.وذهب به إلى جبل شاهق وأراه جميع ممالك العالم ومجدها.(انظروا إنجيل متى ٤ : ٨) ثم انظروا وتدبروا أنه قد أظهر هنا تجلي قدرة إلهية فضلا عن قوة الشيطان إذ قد أخذ الشيطانُ المسيحَ أولا إلى الجبل خلاف رغبته، وكان إراءته الفرقان : ٣ ٢ الحجر: ٤٣
٢٤٨ الحرب المقدسة الله جزاء ممالك العالم في قدرته كقدرة الله.وليتضح بعد ذلك أن ما ترسخ في ذهنك كأن الله ذرأ بعض الناس لجهنم دون مبرر معقول، أو يختم على القلوب دونما سبب؛ يدل على أنكم لا تقرأون القرآن الكريم بنظر الإنصاف.فاسمع ما يقوله الله جل شأنه: الأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ في هذه الآية خاطب الله تعالى الشيطان وقال بأني سأملأ جهنم بك وبالذين يتبعونك.لاحظوا الآن، فقد تبين من هذه الآية بجلاء تام أن الله لا يريد أن يلقي الناس في جهنم اعتباطا بل الذين يستحقونها بسبب سوء أعمالهم هم الذين سيلقون فيها.ثم يقول تعالى: يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الذين يقومون بتصرفات تنم عن الفسق؛ أي أن الإنسان ينال من أعماله؛ كما أن المرء إذا فتح نافذة بيته أمام الشمس كان من الطبيعي أن تقع أشعة الشمس وضياؤها على وجهه.ولكن عندما يغلق النافذة يخلق لنفسه الظلام بفعله هو.لأن الله تعالى علة العلل لذا نسب كلا الأمرين إلى نفسه.ولكنه قد صرّح في كلامه المقدس مرارا وتكرارا أنه حينما تقع ظلال الضلال على قلب أحد إنما تقع نتيجة سوء أعماله والله لا يظلم أحدا مثقال ذرة كما يقول: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ويقول في آية أخرى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا أي كان في قلبهم مرض مسبقا فزاد الله مرضهم بمعنى أنه أظهر حقيقتهم بابتلائهم.ثم يقول : بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ • أي ختم على قلوبهم نتيجة إلحادهم.ولكن إذا كان توجيه اعتراض الجبر والإكراه جائزا ٤ ص: ٨٦ البقرة: ٢٧ الصف : ٦ البقرة: ١١ النساء: ١٥٦
الحرب المقدسة ٢٤٩ فإنه يقع على كتبكم المقدسة.انظر سفر الخروج: ٤: ٢١ حيث جاء فيه أن الله قال لموسى عن فرعون: "ولكني أشدد "قلبه" أي أقسي قلبه.وإذا قسا القلبُ فما نتيجته إلا جهنم؟ وانظر سفر الخروج ٧ ٣، والأمثال ١٦: ٤، والخروج ١٠: ٣، والتثنية ٢٩: ٤ حيث جاء فيه: لكنْ لَمْ يُعْطِكُمُ الرَّبُّ قَلْبًا لِتَفْهَمُوا، وَأَعْيُنَا لِتُبْصِرُوا، وَآذَانًا لِتَسْمَعُوا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.انظروا الآن، كم هو قاس هذا الإكراه.ثم ورد في المزامير ١٤٨: ٦ أنه قدر قدرا لا يبدل، وفي الرسالة إلى الرومية ٩: ٢ ما مفاده أنه لا يجوز الاعتراض على صانع في صنعته.فبسبب العبارات المذكورة آنفا يعود اعتراضك إليك.ثم اعترضت على الجهاد، ولكن هذا الاعتراض يناقض مسار المناظرة تماما، إذ مكتوب في شروطها أيضا بأنك سوف تطرح الأسئلة واحدا بعد الآخر؛ وما معنى ذلك إلا أن يُطرح السؤال الثاني بعد أن يتم الرد على الأول حتى لا يكون الخبط في النقاش.وقد بقي شيء من الإجابة على سؤالك الأول عن العدل وهو كما يلي: لقد نقض المسيح ال قانونك المزعوم لأنه يحسب الوعود مدار النجاة كما في بياننا، ويقدم أحكام الله التي ذكر جزاؤها كالوعد.كما يقول طُوبَى لِلْحَزَانَي، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ...طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لَأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ الله.فما قولك الآن، هل هذه الوعود التي أُعطيها الحزانى والرحماء وأنقياء القلوب ستتحقق أم لا؟ وإذا كانت ستتحقق فنرى أنه لم تُذكر أية كفارة هنا قط، وإذا كانت لا تتحقق فهذا إخلاف الوعود، وإن اعتباره جائزا في تعاليم الله تعالى إثم في حد ذاته.فباختصار، قد دحضنا جيدا فكرتك عن الرحم من دون مقابل بتعليم القرآن الكريم الكامل ونواميس الطبيعة وكتبكم المقدسة.والآن، لو لم تترك التعصب ضد الأمر الثابت المتحقق أيضا لأدرك المنصفون بأنفسهم أن كافة تعاليم الله تعالى تطابق فطرة الإنسان تماما.والتوحيد المذكور في القرآن الكريم، بحسب
٢٥٠ الحرب المقدسة اعتراف الدكتور مارتن كلارك، نقي ومقدس ويطابق قانون الطبيعة تماما بحيث يفهمه الأولاد الصغار أيضا.أما فكرتكم عن الثالوث فيراها الفلاسفة المعاصرون دع عنك الأطفال مخالفة للعقل.فكيف يجوز أن يُرفض تعليم يطابق فطرة الإنسان وينسجم مع قانون الطبيعة وساطع حتى يقبله الأطفال الصغار أيضا، ويثبت أنه هو التعليم الوحيد المبني على التوحيد بعد تنزيهه من إضافات الأديان الأخرى كلها ولسوف أرد على سؤالك عن الجهاد في محله لاحقا، ولكن لماذا طرحت سؤالا على سؤال مخالفا بذلك مسار المناظرة.ولسوف يحكم في ذلك الحضور بأنفسهم.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ٢٥١ من السيد عبد الله أتهم المحترم حزيران/يونيو ۱۸۹۳م إن قولك بأن المسيح ظل خاليا من الألوهية إلى ثلاثين عاما- حسب قولي- ليس إلا سوء الفهم، فما قلته هو أن المسيح لم يحتل منصب المسيح إلى ذلك الحين، وهذا صحيح، أما ما قلته غير ذلك فهو إضافة.إن الخلو من اللامحدودية لا يجوز لأحد، دع عنك أن يبقى المسيح خاليا منها.علاقة الأقنوم الثاني مع البشرية هي من خلال كونه مسيحا وإن كان الأقنوم الثاني مع الألوهية، فمع ذلك لم يكن مسيحا إلى أن بلغ من العمر ثلاثين عاما.ما المراد من مظهر الله، وبأي معنى استُخدمت هذه الكلمة؟ معناها في رأينا هو مكان ظهور الله والمنصب المسيح ، فلماذا تنازع في ذلك؟ لقد نزلت روح القدس لتشهد أنه ابن الله ، وقال الله : " به سررت" وليس أنها جاءت في ذلك الحين ودخلته.(۲) الرد على سؤالك الثاني هو أنه يمكنك أن تقول ما تشاء، ولكنك ما أجبت كيف تحقق مقتضى العدل؟ إذا كنت تقصد بأن مقتضى العدل ليس شيئا فلا أوافقك على هذه الحقيقة الأولى.(۳) تقول بأن الإكراه لا يثبت من القرآن إنني أستغرب لماذا لا تنتبه إلى كلمات الآية التي جاء فيها: "هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ"، وقيل في الجواب: "قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ الله".أستطيع أن أقدم في هذا الموضوع آيات كثيرة من القرآن ولكن لا حاجة إلى ذلك.كذلك مذكور في عقيدتكم: "والقدر خيره من الله تعالى"، وهذه النتيجة مستمدة من القرآن.أما الحواشي التي أضفتها إلى عبارات الإنجيل فليست صحيحة.وشره
٢٥٢ الحرب المقدسة لقد قلتُ بأن الله يسمح للإنسان بارتكاب السيئة أيضا ولكن حده الأقصى لأصحاب السعة هو الذي لم يُذكر فيه الجنة والنار، بل ذُكرت القلة والكثرة في السعة في الدنيا، فكيف تَعُدّه مسألة قرآنية؟ أقول بأن الجبر والقدر كلاهما مذكور في القرآن، وهذان الأمران لا يتفقان معا، بل متناقضان، كأن يقول أحد إن الإنسان مخير وغير مخيّر أيضا، وهذا تناقض واضح.(٤) قصدك ليس واضحا من كلامك بأن الشيطان امتحن بشرية المسيح بواسطة ابتلاء الإله المسيح.وما علاقة ذلك بالجبر والقدر؟ لا أدري كيف يُعَدٌ مثل الشمس الذي ضربته في محله؟ تقول بأن الله الذي هو السبب الأول ينسب إلى نفسه الأفعال الناتجة عن السبب الثاني أيضا، ولكن لا ندري لماذا يفعل ذلك، وما الحاجة إليه؟ إن أفعال السبب الثاني يمكن أن تُنسب إلى السبب الأول حين يكون له دخل في ذلك.إن السبب الأول جعل المرء مخيرا في أعماله، علما أن كون المرء مخيرًا في حد ذاته ليس جديرا بالمؤاخذة ما لم يظهر منه شيء، لذا فإن ذلك ليس سيئا في حد ذاته بل هو حسن.ولو تدخل فيه السبب الأول لكان نقيضا للخيار في العمل، وهذا بعيد عن خطته لعملية التخيير.لقد بينتُ كيف قسى الله قلب فرعون، أي أنه لم يمنعه من ارتكاب السيئة، ورفع من فوقه يد فضله، وبذلك قسا قلبه.فلم يتدخل الله في ذلك بشيء سوى أنه لم يسمح لمنعه، وهذا ما يسمى الإذن عندنا.مجاز أما العبارة: "لَمْ يُعْطِكُمُ الرَّبُّ...وَأَعْيُنَا لِتُبْصِرُوا، وَآذَانَّا لِتَسْمَعُوا" فهي والمراد منها أن لهم أعينا وآذانا ولكنهم مع ذلك لا يرون ولا يسمعون فإن الله لم يمنعهم.إن مثل هذا الكلام المجازي كمثل أب يقول لابنه في حالة الغضب: فلتمت.ولكن هذا لا يعني أنه يود أن يموت ابنه، بل المراد أنه ساخط على تصرفاته.
الحرب المقدسة ٢٥٣ (٥) لقد رأيتُ أن سؤالي وجيز والمجال متاح لسؤال آخر لذا طرحت سؤالين.فلك أن ترد على السؤال الثاني متى تريد ولن نعدك مقصرا إن لم تردّ عليه في الحال.وعندما ستطلب الرد عليه يمكنني أن أعيد السؤال نفسه.(٦) تسأل عن ذكر الكفارة في الوعود التي وعدها المسيح في إنجيل متى ٥، ولكنني أستغرب من سؤالك، هل تُجمع كل المواضيع في مكان واحد؟ فإن لم تُذكر تلك الوعود في هذا المقام فهي مذكورة في أماكن أخرى وقد أشرتُ إليها مرارا.كان من واجبك أن تُثبت أنها تنفي الكفارة.لماذا تحول مسؤوليتك للإثبات إلى غيرك؟ (۷) إذا دحضت الرحم من دون مقابل من خلال النواميس الطبيعية والقرآن والكتب المقدسة، فهذا مدعاة لسروري، وحين تُنشر هذه الأمور سوف يحكم فيها المنصفون بأنفسهم.لقد سُقتُ الأدلة على هذا الأمر وأرى إعادتها كل مرة لغوا تماما.(۸) لقد سقنا الأدلة على مسألة الثالوث ولن أتوجه إليها ثانية ما لم تأت عليه برد تدعمه الأدلة.لقد اعتدت على عدم الانتباه إلى الإثباتات وتكرار الأمر نفسه.(۹) أنا متأسف على أنك لا ترد على أسئلتي ولا تتنبه إلى ردودي.ما زال سؤالي عالقا اليوم أيضا وهو: هل تؤمن بنزول جبريل على مريم كما جاء في الإنجيل أم لا؟ أو هل كانت ولادة المسيح معجزة أم لا؟ ولكنك لم تتنبه إلى هذا السؤال.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين
٢٥٤ البيان الحادي عشر المناظرة في ٢ حزيران/ يونيو ۱۸۹۳م وقائع الجلسة الحرب المقدسة 6 بدأ المرزا المحترم إملاء ردّه في الساعة ٠٦:٠٩ وأنهاه في الساعة ٠٧:٠٩، ثم قُرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ السيد عبد الله آتهم بإملاء الجواب في الساعة ٠٧:٤٠ ، وأنهاه في الساعة ٠٨:٤٠، وقرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ السيد المرزا المحترم بإملاء الرد الساعة ۰۹:۰۱ وأنهاه الساعة ١٠:٠١، وقرئ على الحضور بصوت عال، ثم وقع الرئيسان على المقالين ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين
الحرب المقدسة ٢٥٥ بيان السيد المرزا المحترم حزيران/يونيو ١٨٩٣م الساعة ٠٦:١٠ يقول السيد آتهم المحترم: "إن الخلو من اللامحدودية لا يجوز لأحد دع عنك أن يبقى المسيح خاليا منها.أي أن المسيح كان مظهرا الله قبل نزول روح القدس أيضا لأن كل المخلوقات مظهر لله بالمعنى العام." أقول في الجواب إنك ما زلت مقراً أن المسيح صار مظهرا الله بوجه خاص بعد أن نزل عليه روح القدس، إذ كان قبل ذلك مظهرا بوجه عام مثل غيره تماما.ثم يذكر السيد أتهم الأقانيم الثلاثة ولا يدري أن ذكره هذا يفتقر إلى إثبات إذ لم يقدم عليه دليلا عقليا.لا شك أنه يجب أن تشمل كل سلسلة من النبوة ثلاثة أجزاء ولكن من خطئكم أنكم سميتموها الأقانيم الثلاثة.لقد نزلت روح القدس على المسيح العليا كما نزلت على الأنبياء منذ القدم، وقد أثبتنا ذلك من قبل، فما هو الجديد؟ صحيح تماما، ثم تقول بأنه قد ورد في القرآن بأن الأمر كله لله.أقول: هذا كذلك يقول الله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ " ولكن الاستنتاج من ذلك أن الإنسان مُكرَةٌ خطأ.لقد قال الله تعالى أيضا في القرآن الكريم بأنني أنا أنزل المطر وأخلق البرق والصاعقة وأنبت الزروع، ولكن الاستنتاج من ذلك أنه ل يرفض الأسباب الطبيعية التي تتسبب في نزول الأمطار ونشوء الرعد والبرق استنتاج باطل ولغو تماما لأنه مع نفسه يقول بأن كل هذه المراحل تتولد من الأسباب الطبيعية والحق أن بيان الله تعالى كما في قوله بأن الأمطار تنزل بأمري وتنبت الزروع بأمري وتتولد البروق والصواعق بأمر مني، وتنبت الثمار النقل وفق الأصل، والصحيح: ٢ حزيران، الناشر.٢ هود: ١٢٤
٢٥٦ الحرب المقدسة أيضا بأمر مني، وهلم جرا، وكل شيء خاضع لقدرتي ويحدث بأمر مني؛ ليس المقصود منها أن يُثبت أن سلسلة الكون مكرهة ومسيرة كليا.بل تهدف إلى إثبات عظمة الله وكونه علة العلل ومسبب الأسباب لأن الهدف الحقيقي لتعليم القرآن هو نشر التوحيد الخالص في الدنيا ومحو الشرك من كل نوع وقد كان في انتشار مستمر ولما كانت العقائد الشركية منتشرة في جزيرة العرب عند نزول القرآن وكان البعض ينسبون نزول المطر إلى النجوم، والبعض الآخر كانوا يحسبون مثل الملحدين وجود الأشياء كلها مقتصرا على الأسباب الطبيعية، وقد اتخذ غيرهم إلهين اثنين فكانوا ينسبون القضاء والقدر غير المناسب إلى "أهر من"؛ فكان من واجب كتاب الله الذي نزل ليقضى على تلك الأفكار كلها، أن يبين أن الله وحده هو علة العلل ومسبب الأسباب.وكان هناك بعض آخرون يحسبون المادة والروح أزليتين ويعدون كون الله علة العلل فكرة ضعيفة وناقصة.إذا فإن كلمات القرآن الكريم بأن كل شيء يُخلق بأمر الله، كانت تهدف إلى إقامة التوحيد الخالص.وإن استنتاج كون الإنسان مكرها ومسيرا من مثل هذه الآيات هو تفسير القول بما لا يرضى به قائله.ويثبت من التأمل في قانون الطبيعة أيضا أن الحرية وعدم الإكراه الذي يدعيه السيد آنهم لا يوجد في الدنيا أصلا بل نجد أنواع الاضطرار ملحوظة.فمن الناس من تكون ذاكرتهم ضعيفة، فهم مضطرون إلى ألا يذكروا شيئا أكثر مما في ذاكرتهم الضعيفة.وكذلك إن قوة التفكير لدى البعض الآخرين ليست على ما يرام، فهم مكرهون على ألا يستنتجوا استنتاجا سليما.وهناك آخرون ذوو رؤوس صغيرة يسميهم الناس فئران دوله شاه فهم ليسوا قادرين على إدراك شيء، ويليهم المجانين.والمعلوم أن الإنسان قد أعطي قوى إلى حد معين، فلا يقدر على استخدامها أكثر من ذلك.فهذا أيضا ذلك.فهذا أيضا نوع من الإكراه.يقال إن "دولة شاه" كان أحد الصالحين في القارة الهندية، وضريحه في محافظة غجرات بباكستان، ينذر له الناس البكر من أولادهم.تحاط رؤوسهم بخوذة حديدية بعد ولادتهم فتظل رؤوسهم صغيرة الحجم ويتوقف نموّ عقولهم يسميهم الناس في تلك المنطقة "فئران دولة شاه".(المترجم)
الحرب المقدسة ٢٥٧ ۲۱۱ من الله.من ثم يقول السيد أتهم أن الإسلام يقول بأن الخير والشر كله المؤسف كيف انحرف عن المعنى الحقيقي تماما! فليكن واضحا أنه ليس المراد من ذلك أن الله يخلق الشر كشر، لأنه يقول بوضوح: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ سُلْطَانُ.أي؛ أيها الشيطان مسبب الشر لن تتسلط على عبادي.وتعني هذه الآية أن الله تعالى خلق أسباب كل شيء شراً كان أم خيرا.فمثلا لولا مقومات الخمر من أين سيعصر السكارى خمرا ويشربونها؟ فإذا كنت تريد الاعتراض فقط فلتعترض أولا على عبارة: "صَانِعُ السَّلَامِ وَخَالِقُ الشَّرِّ.(أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ) ۲ ثم يقول السيد آتهم ما تلخيصه أنه لا يوجد في التوراة ما يوحي بأن الله أكره أحدا ليكون من أصحاب الجحيم.فجوابه أن الله قسى قلب فرعون، وأنت تعترف بذلك.فماذا كان من نصيبه بسبب هذه القسوة، الجنة أم الجحيم؟ اقرأ سفر الأمثال حيث يقول إلهكم: الرَّبُّ صَنَعَ الْكُلِّ لِغَرَضِهِ، والشِّرِّيرَ أَيْضًا لِيَوْمِ الشَّرِّ."" لاحظ الآن، فقد قامت عليك الحجة بشهادتك أنت بأن الأشرار خلقوا لجهنم لأنها ثم تقول: مع أن تعليم الخيار موجود في القرآن الكريم ولكن تعليم الإكراه أيضا موجود فيه وهما نقيضان لقد قلتُ في الجواب بأنك تخلط الأمور.فحينما يشعرك التعبير بهيمنة الله فالقصد هو دحض الأديان الباطلة، وعد الله مبدأ كل بركة.هي "يوم الشر".ثم تقول: إذا ذهب الشيطان بالمسيح فأي إكراه في ذلك؟ والجواب: هو أن النور أُجبر على اتباع الظلام مع العلم أن النور يريد أن يبقى بعيدا عن الظلام بطبيعته.وتقول أيضا بأنه إذا قُبلت فكرة الخيار لكان عد الله علة العلل لغوا.الحجر: ٤٣ إشعياء ٧:٤٥ أَمْثَالٌ ٤:١٦
٢٥٨ الحرب المقدسة هذا ما يتلخص فيه بيانك، ويتبين منه أنك تريد أن تعطل الله نهائيا وتريد الخيار والقدرة كاملة، بينما ألوهيته محيطة بقوانا وقوى جوارحنا ومنتهى علم أفكارنا، فكيف يمكن أن يبطل هذا التسلط؟ ولو حدث ذلك لفسدت سلسلة العلة والمعلولات نهائيا، ولحدث خلل كبير في معرفة الخالق الحقيقي ولأصبح الدعاء أيضا لغوا محضا لأنه إذا كنا نملك الخيار الكامل كان الدعاء بلا جدوى.هو ليكن واضحا لك أن الإيمان بالله كعلة العلل لا يستلزم إكراها.هذا الإيمان وهذا هو التوحيد أن يؤمن المرء بالله علة العلل ويدعوه لإزالة تقصيراته.ثم تقول: إن العبارة : "لَمْ يُعْطِكُمُ الرَّبُّ..أَعْيُنَا لِتُبْصِرُوا" كلام مجازي.فإذا كان الأمر كذلك فمن أين ثبت أن الختم على القلوب، وإلقاء الغشاء على الأعين حقيقة؟ هل تراءت لك الأختام والأغشية في هذا المقام؟ ثم تقول : إذا دحضت فكرة الرحم من دون مقابل فعِش سعيدا قرير العينين.ولكن من المؤسف حقا أنك لم تفهم قصدي إلى الآن من الواضح أن مفهوم العدل يقيم حقوق الجانبين، أي هذا يستلزم أن يكون الله تعالى على العبد حق يطالبه به، وأن يكون للعبد أيضا على الله حق يطالبه به ولكن كلا هذين الأمرين باطل لأن الله تعالى خلق الإنسان من العدم المحض وخلق كما شاء؛ مثلا خلق الإنسان والحمار والثور أو الحشرة فما معنى الحق على الله؟ ثم ما دام حق غير محدود فما معنى المطالبة؟ لو كان المراد من ذلك أن الله صار محتاجا إلى أن يطيعه العباد كلهم، ولن تقوم ألوهيته إلا إذا كان كل عبد صالحا وطاهر القلب وإلا ستنفلت الألوهية من اليد، فإن هذه الفكرة سخيفة للغاية، لأنه إذا صلحت الدنيا كلها لما زاد ذلك في ألوهيته شيئا وإذا فسدت كلها لما نقص ذلك منها شيئا.فما معنى المطالبة بالحق باعتباره حقا واجبا؟ 28 الله الحق أن الله غني وصمد وأسمى من أن يطلب حقا لنفسه نتيجة حاجة ذاتية.بل خلق كل شيء لمصلحة الإنسان وإظهار مالكيته وخالقيته ورحمانيته ورحيميته.أولا خلق الدنيا بمقتضى الربوبية أي الخالقية، ثم أعطاهم بمقتضى
الحرب المقدسة ٢٥٩ الرحمانية كل ما كانوا بحاجة إليه.ثم بارك في كسبهم وسعيهم بمقتضى الرحيمية، وجعلهم مأمورين بمقتضى المالكية، وكلّفهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوجب عليهم الوعيد والمواعيد وإلى جانب ذلك وعد أيضا أن الذي يختار طريق الإيمان والتوبة والاستغفار بعد المعصية سيغفر له.ثم سيفعل الله يوم الحشر بحسب وعوده.فما معنى اعتراض الرحم من دون مقابل في هذا السياق؟ وما معنى إقامة الحقوق وطلب العدل من الله استكبارا؟ الحكمة الحقيقية وراء ذلك ما ذكر في سورة الفاتحة كما يقول تعالى: (الْحَمْدُ لله هي رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.يمكن أن يُظَنَّ في الظاهر أن إيراد صفة "العدل" بعد صفة "الرحمن" و"الرحيم" هو الأنسب نظرا إلى الصفتين المذكورتين ليكون العدل بعد الرحم.ولكن الله تعالى ذكر صفته مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ عدولا عن صفة العدل ليُعلم أن المطالبة بالحقوق منه لا تجوز، ولا يحق لأحد أن يطالبه حقه.كما أنه ليس بحاجة إلى أن يطالب العباد أن يطيعوه كصاحب حق يكاد يموت إن لم يؤدَّ حقه.بل الحق أن عبادات العباد وطاعتهم في مصلحتهم أنفسهم كما أن طبيبا عندما يصف وصفة لمريض ذلك أن الطبيب بنفسه يتناولها أو أنه يستفيد منها بل هي لمصلحة فلا يعني المريض.ثم اعترضت على الجهاد في الإسلام، ولكن من المؤسف أنك لم تفهم فلسفة الجهاد الإسلامي قط، ووجهت اعتراضات واهية معرضا عن ترتيب الآيات.فليكن واضحا أنه لم تكن حروب الإسلام كما يغزو ملك قوي قوما ضعيفا ويقتلهم بلا هوادة، بل حقيقتها أنه عندما ظل نبي الله المقدس وأتباعه يتحملون الأذى على يد المعارضين إلى مدة طويلة حتى قتل كثير منهم، وأهلك كثير منهم بأشنع أنواع التعذيب حتى خططوا لقتل نبينا الأكرم أيضا.وحملوا كل هذه الانتصارات على أن أوثانهم آلهة صادقة ولم يتركوا النبي ﷺ في سلام بعد الهجرة أيضا بل جاءوا للقتال قاطعين مسافة ثمانية منازل عندها أُمر
٢٦٠ الحرب المقدسة المسلمون بالقتال درعًا لهجومهم ولتأمين الذين كانوا في أيديهم كالأسرى، ولإثبات زيف الآلهة التي حملت الفتوحات السابقة على تأييدها، كما يقول الله وَإِذْ يَمْكُرُ بكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبُتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ، ثُم يقول: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ....ثم يقول: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ) ثم يقول: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) ثم يقول: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ ) ثم يقول: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ثم يقول: إِذْ جَاءُوكُم مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) ثم يقول: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ ثم يقول: ﴿وَهُمْ بَدَعُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ؟ وستتبين لك الحقيقة بعد الاطلاع على ترجمة معاني هذه الآيات.وإذا قيل بأنه مهما آذى الكفار كان من واجبه أن يتمسك بأهداب الصبر.فجوابه أن الكفار كانوا ينسبون انتصاراتهم إلى تأييد ،أصنامهم، اللات والعزى، كما الأنفال: ۳۱ النساء: ٧٦ البقرة: ١٩١ البقرة: ٢١٨ البقرة: ٢٥٢ النحل: ۱۲۷ الأحزاب: ۱۱ آل عمران: ۱۰۰ التوبة: ١٣ १ ٦ V ٤
الحرب المقدسة ٢٦١ نجد القرآن الكريم زاخرا بهذا الذكر مع مع أن ذلك الزمن كان زمن المهلة فقط، لذا فقد أراد الله أن يثبت أنه كما تعجز أوثانهم عن مواجهة القرآن الكريم كذلك هي عاجزة عن نصرتهم وإفلاحهم بواسطة السيف أيضا.فكافة الهجمات التي شنت عليهم في الإسلام كان هدفها الأول هو إثبات عجز أوثان الكفار.وما كانت تهدف على الإطلاق إلى أن يُدخل الناس في الإسلام بالتهديد بالقتل.بل الحق أنهم كانوا قد استحقوا القتل سلفا نتيجة جرائمهم المتنوعة وسفكهم الدماء.وكان من أنواع الصفح والتخفيف التي أبداها الرب الرحيم تجاههم أنه لو وُفِّق أحدهم للإسلام لنجا.أين الإكراه في ذلك؟ بل قد صدرت الفتوى بقتل العرب نتيجة جرائمهم السابقة.ألا يُقتل أولادهم ولا شيوخهم ولا نساؤهم، وألا يُقتلوا هم أنفسهم أيضا في ذلك حفف ومع عنهم حالة إيمانهم.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
٢٦٢ الحرب المقدسة بيان السيد عبد الله أتهم بتاريخ ۲ حزيران/يونيو ۱۸۹۳م الساعة ٠٧:٤٠ الأقنوم الجواب الأول هو : لم أقل أنه مظهر الله بل قلتُ أن هناك علاقة بين الثاني والبشرية.لقد ظهر كمظهر الله حين صار مسيحا أي حين بلغ من العمر ٣٠ عاما.ثانيا: لقد أثبت الثالوث بما فيه الكفاية، بواسطة العقل ومن حيث الإمكانية كما أثبت حدوثه بواسطة الكلام.وإن كنتَ لا تعترف بذلك فسيحكم كل شخص بعد طباعة المناظرة.ثالثا: هل نزل روح القدس على أي نبي متجسدا في صورة حمامة؟ ثم إنك لا تقدم دليلا من من الأنبياء يساويه في ذلك بل تحاجج بغير حق.رابعا: الآية التي قدّمتُها شهادةً قال فيها المسلمون: هل لنا في الأمر من شيء؟ فقيل في الجواب الأمر كله الله.وقلت إن معنى "الأمر الحكم.ولكن مفرد الأمور أيضا "أمر" أي العمل.فصار المعنى: العمل (الأمر) كله في يد الله، وهذا تدخل في حرية الإنسان للعمل حتما.هو والأمثال التي تقدمها من المخلوق مثل الزراعة والماء وغيرهما لا تنطبق على كون الإنسان مخيرا أو مسيّرا.لا أتهمك أنك مخادع ولكنك مخدوع حتما.خامسا: لا يثبت التوحيد من ألا يترك الإله مع كونه السبب الأول- محالا للسبب الثاني.إذا كان السبب الأول هو القادر على كل شيء فمن الممكن أن يخلق الثاني مخيرا في أفعاله.وإذا جعله مخيرا في أفعاله كان التدخل في كونه مخيرا معارضا لخطة خلقه.
٢٦٣ الحرب المقدسة سادسا: لم أقل قط أن مجال كون الإنسان مخيرا غير محدود.ولكنه مخير كليا ضمن حدوده وإنك تنكر ذلك عبئًا.صنع سابعا: ما جاء في سفر إشعياء أنه "صَانعُ السَّلامِ وَخَالِقُ الشَّرِّ" لا يخالف كون الإنسان مخيّرا.لا أدري لماذا اقتبست تلك العبارة.كيف قسا قلب فرعون؟ هذا ما شرحته بالأمس؛ أي حين لم يمنعه الله من الشر ورفع عنه يد اللطف كانت النتيجة أن قسا قلبه تلقائيا.ألا تدرك أن هناك فرقا كبيرا بين أن يفعل أحد شيئا بإرادته وبين أن يسمح لأحد بعمل شيء؟ هذا الفرق واضح في اللغة الإنجليزية فإن كلمة Commission‘ تعني أن يعمل الإنسان عملا بنفسه أما Permission فتعني السماح لأحد ليفعل شيئا.فهل تهمة السماح لأحد بارتكاب شيء تساوي فعله إياه بنفسه ؟ هذه التهمة ليست صحيحة.ثامنا: وجاء في المثل الثالث الذي ضربته بأنه الأشرار لنفسه، معناه واضح جلي أنه تركهم ليكونوا أشرارا.وهذا أيضا السماح لأحد بفعل الشيء وليس العمل بنفسه.لماذا تترك الكلام المجازي والعام وتقحم نفسك في الفلسفة؟ هل تتحدث مع عامة الناس بهذه الطريقة بحيث تكون كل كلمة من الكلام فلسفية؟ أما الآية قيد البحث فقد ذُكر فيها مبدأ وكأن الله يقول بأن كل شيء تحت تصرفه.وبيان هذا الأصل مبني على فرع أن قال هؤلاء الناس إن بعض الأمور تحت تصرفنا.فهذه كلية كبرى هنا وقياس الناس هي كلية صغرى.وما هي نتيجتها؟ يمكن أن تعدل بنفسك.تاسعا: إن المسيح مع بشريته يؤدي جميع واجبات الألوهية، فلا بد أن يمر بالامتحان ويُبتلى من الشيطان أيضا.فهل من الضروري أن يُدخل هذا الأمر في بحث الخيار أو عدمه؟ هي عاشرا: ما قيدنا خيار الله في حدود إلا القيود التي ضرورية لكل صفة أنه من حيث خواصها.فمثلا نحسبه قادرا على كل شيء، ولكن هذا لا يعني أن يجمع النقيضين في آن معا لأن اجتماع النقيضين باطل.والباطل يستطيع
٢٦٤ الحرب المقدسة ليس بحاجة إلى صفة تصنعه، بل القول الحق يصنعه.فالمراد من القادر على كل أن يخلق شيئا ممكنا.أما ما كان غير ممكن فلا حاجة إلى خلقه.وهذا شيء الله في يمكن حدوثه بالكذب فقط.وليكن واضحا أنه كما أننا لا نقيد قدرة حدود غير مناسبة كذلك لا يمكن أن تُحدَّد صلاحيات الإنسان المحدودة في حدود غير مناسبة.الحادي عاشر : "إذا كنا نملك الخيار الكامل كان الدعاء بلا معنى".هذا يعني أننا إلى جانب ذلك نملك العلم والقدرة أيضا بلا حدود.ولكننا لم ندع مثل هذا الادعاء قط إلا أن علمه وقدرته واختياره كلها محدودة، إذا فإن فرائضك ومسلّماتك كلها افتراضية.الثاني عشر ما قلنا قط بأن الختم على القلوب والأعين ليس كلاما مجازيا، فما الاعتراض علينا هنا؟ الثالث عشر: نعترف أن الله غني تماما، ولكنه حر إلى ما تسمح له كافة صفاته جميعا.فمثلا إذا أراد أن يظلم أحدا فيجب أن يحول عدله دون ذلك.أو إذا سُرّ في إيذاء أحد بغير حق فلتمنعه من ذلك صفته "الإحسان"، وهكذا دواليك.وله الصفات الحسنة الكثيرة التي تمشي جنبا إلى جنب ولا تمشي منفصلة.فإذا عملت صفة عملها ساعدتها بقية الصفات كلها، وإن ظهرت للعيان التي تعمل وحدها.وإن عملت صفة من الصفات وحدها فلا يمكن القول بأنها وحيدة ولا تمشى معها صفة أخرى.أما التعارض بين الصفتين، والعياذ بالله، فلا يجوز بحال من الأحوال أن تعارض صفة غيرها.الرابع عشر: أولا: تُظهر عدم علمك في التمييز بين الصفتين أي الرحم و "الإحسان".والفرق بينهما هو أن الرحم يكون عند مؤاخذة أحد ومعاناته.أما "الإحسان" فيكون لإرضاء أصحاب الصلة.كما أنه إذا أصيب أحد بمصيبة فتعمل صفة الرحم لإنقاذه منها.أما إذا أراد أحد أن يرضي حتى الحيوانات ويعطيها الطعام أفضل مما تستحقه فهذا ناتج عن "إحسانه".فقد ذكر النبي داود
الحرب المقدسة ٢٦٥ "الإحسان" كما يقول: "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ".فمن مقتضى العدل أن يزيل الذنب كلما صدر من أحد والرحم لا يسبق الذنب بل يأتي فيما بعد لتداركه وتحرير صاحبه من المؤاخذة والمعاملة الحسنة التي يعامل بها قبل صدور الذنب تكون نتيجة "الإحسان".وليكن معلوما أيضا أن الشيء الذي جاء إلى الوجود من العدم له الحق على خالقه ليقول له لماذا أصابتني معاناة كذا وكذا؟ فإذا كنت عادلا فاعدل معي في ذلك.الشاة التي تذبح لا يكفيها عذر أني خالقكِ ومالكك، وقد آذيتُكِ إيذاء خفيفا من أجل حياة الآخرين فلا تشتكي بغير حق.ليس من مقتضى العدل أن يتأذى أحد بما لا يستحق، وألا يسفر له الإيذاء عن حسنة إضافية أخرى.لذا قد قسمتُ المعاناة في ثلاثة أقسام لا يمكنك شطبها.فأنى لك أن تحسب المعاناة من نوع واحد وتبيح له كل عمل حسنا كان أم سيئا تحت عباءة الخالقية والمالكية؟ لقد قلتُ لك مرارا وتكرارا بأن العدل والصدق لا يمكن أن يكونا غير مفيدين من حيث ظهورهما، فكيف تتخلى عن مراعاة مقتضى العدل؟ فهل سيتركه العدل أيضا بتركك إياه؟ من المتأكد أن الرحم لا يمكن صدوره ما لم يتحقق مقتضاه.الخامس عشر : إن الله تعالى لم يعدل عن العدل في سورة الفاتحة، بحسب قولك، ولم يجعل الرحم غالبا على العدل.بل طمأن الناس بالرحم، وهذا أما ما عدا ذلك فكل ما تقوله ناتج عن سوء فهمك فأنت حر في صحيح.ذلك.السادس عشر: هذا حق يطلبه الله تعالى من خلقه أن يفعلوا كذا أو كذا، وفي ذلك مصلحتهم أيضا.ولكن رفض حقوق الله بناء على ذلك خطأ.هل هناك حقوق الله على العباد أيضا؟ وإلا فماذا يخسر الله إذا ارتكب الناس الذنوب؟ ولماذا يخيفهم بسيف العدل؟ وإن لم تكن هناك أية خسارة فلماذا العقوبة إذا؟ إن في تحذير الأب مصلحة لابنه، ولكن هل كلمة "العقوبة" لا تعني
٢٦٦ الحرب المقدسة شيئا؟ إن منشأ التنبيه هو الرحم، ومنشأ العقوبة هو العدل.فنعاقب أولادنا مثلا على سبيل التنبيه ولكن لا نقصد من ذلك أن يموتوا.وعندما نطردهم من بيوتنا حاسبين إياهم عصاةً فهذه عقوبة ونتيجة أعمالهم فالفرق بين هذين الأمرين موجود، فلماذا يُغَضُّ الطرف عنه.السابع عشر: نعترف أن حروب الإسلام كانت من عدة أنواع منها للدفاع وللانتقام ولإدارة أمور الدولة.أما الآية قيد البحث فتقول: اقتلوا الذين لا يؤمنون بالله وبيوم القيامة ولا يهتمون بالحلال والحرام.والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ٢٦٧ بيان السيد المرزا المحترم حزيران/يونيو ۱۸۹۳م يقول السيد آتهم بأن المسيح كان على صلة بالأقنوم الثاني قبل كونه مظهرا ولكننا لا نستطيع أن نقبله ما لم يقدّم من الإنجيل عبارة صريحة تقول بأنه صار مظهرا فيما بعد، ولكنه كان على صلة مع الأقنوم الثاني سلفا.ثم قوله بأنه قد أثبت إمكانية الثالوث بالعقل وأثبت حدوثه بالكلام فلا يزال كلا الأمرين دعاوى بحته.يمكن للقراء الكرام أن يتصفحوا ردوده ليعلموا أين أثبت إمكانية الثالوث من حيث العقل؟ إن حكم العقل يكون شاملا دائما، فلو أجيز كون المسيح الليل جزءا من الثالوث من حيث العقل لأوجب العقل الإمكانية نفسها للآخرين أيضا.ثم يتساءل السيد آتهم على أي نبي نزلت روح القدس متجسدة بصورة حمامة؟ أقول : لو نزلت روح القدس على المسيح اللي بصورة دابة عظيمة الجثة مثل الفيل أو الجمل لكان فيه مدعاة للاعتزاز نوعا ما، أما الاعتزاز بطير صغير واعتباره عديم النظير فذلك في غير محله.لقد نزل روح القدس على الحواريين على حد قولهم، على هيئة السنة النار، واللهيب غالب على الحمامة إذ لو سقطت الحمامة في اللهيب لاحترقت.وإن قولك أي الأنبياء يساوي المسيح لا يُظهر إلا حسن اعتقادكم.أقول: ألم يكن موسى أفضل من المسيح عليهما السلام، وقد جاء المسيح تابعا ومقتديا له وجعل تابعا لشريعته؟ وقد سبق المسيحَ بعض الأنبياء في مجال المعجزات بحيث قد ورد في كتبكم أن الأموات عادوا إلى الحياة بلمس عظامهم فقط.أما معجزات المسيح فمشوهة لأن البركة المذكورة في إنجيل يوحنا ٥ تُفقد رونق معجزات المسيح كلها.أما نبوءاته فهي أسوأ حالا من ذلك.فبأية أفضلية فعلية
٢٦٨ الحرب المقدسة أو عملية ثبتت أفضلية المسيح؟ وإن كان أفضل ضمنيا أيضا لما تعمّد على يد يوحنا، فأنى كان له أن يعترف بذنوبه أمامه وينكر كونه صالحا.وإذا كان إلها فأنى كان له أن يقول للشيطان: إنه مَكْتُوبٌ: "لِلرَّبِّ إِلِهِكَ تَسْجُدُ"؟ أما ما نقدتَ به قولي وقلت بأنه قد ورد في القرآن الكريم: "ليس لكم من الأمر شيء".فهذا ليس خطأك بل تجاهلك مع معرفة الحقيقة.لقد قلتُ في بياني بالأمس بأنه ليس معناها كما تزعم بل المقصود هو أن الله تعالى يأمر بأن تعملوا بحسب أوامري وأحكامي وليس لكم أن تتدخلوا فيها من عند أنفسكم.انظر الآن الفرق بين كون الإنسان مُكرَها وبين منع بعض الناس بمناسبة معينة من التدخل غير المبرر.وأقول مرة أخرى سواء أسمعت أم لم تسمع بأن القرآن الكريم قد صرّح مرارا بأن الإنسان مخير، الأمر الذي بسببه جعل مكلَّفا.ولكن لتفنيد بعض الأديان الباطلة الموجودة في العرب آنذاك التي كانت تزعم للآلهة الأخرى أيضا دخلا في أمور الكون، كما تزعمون أنتم أيضا- قال في مواضع أخرى بأن هذا خطأ وباطل تماما.بل الله هو مصدر كل أمرٍ علة العلل ومسبب الأسباب.لهذا السبب رفع الله تعالى في القرآن الكريم الوسائط أحيانا وذكر كونه علة العلل كقوله تعالى: ﴿الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ وهو بنعمة الله.أن ومرجعه، فباختصار، قد أجبناك هنا بما فيه الكفاية أنه لا يمكن أن يوجه إلى القرآن الكريم اعتراض الجبر ،والإكراه، ولسنا من الفئة "الجبرية".إنك لا تدري إلى الآن عن معتقدات المسلمين شيئا.إذ لا تدري أن الله تعالى قد أمر في القرآن الكريم بقطع يد السارق ورجم الزاني بكل وضوح، فإذا كان تعليمه مبنيا على الجبر والإكراه لما كان لأحد أن يُرجم أصلا.ليس في القرآن الكريم آية أو آيتان فقط بل مئات الآيات التي تصرّح بأن الإنسان مخير.ولو أردت لقدّمتُ قائمة كاملة لها.تقبل أنت أيضا بأن الإنسان ليس مخيرًا مطلقا من كل الوجوه، وأن
الحرب المقدسة ٢٦٩ سلسلة حكم الله تعالى على قواه وجوارحه والأسباب الأخرى الخارجية والداخلية جارية.وهذا هو مذهبنا نحن أيضا، فلماذا تطيل هذا النقاش العقيم؟ عندما قدّمتُ لك جوابا إلزاميا أنه قد جاء في التوراة أن الله قسى قلب فرعون وورد في سفر الأمثال بأن الأشرار صُنعوا لجهنم، شرعت في تأويلات ركيكة.ثم من الغريب حقا أنك تستخدم فيما يتعلق بآيات القرآن البينات قسوة أوصلتك إلى درجة تعصب لا يليق.نعم ما قال قائل: "لو لم تراع المراتب لكنتَ زنديقا.لم يأت القرآن الكريم لبيان شق واحد فقط بل من واجبه أن يبين كلا الشقين بمثل هذه المناسبات.فتارةً يبين الله فيه تصرفاته كونه علة العلل وتارة أخرى يذكر صلاحيات الإنسان من حيث كونه مخيرا.فإقحام أمر في أمر آخر وعدم تطبيقه في محله ليس إلا تعنتا محضا.وإذا كان هذا هو المراد من الاعتراض يمكنني أن أستخرج لك مجموعة من العبارات من هذا القبيل من التوراة والإنجيل، ولكني أكره بشدة هذا النقاش العبثي والعقيم.لا شك أن التوراة والإنجيل يتفقان مع القرآن الكريم في هذه المسألة اتفاقا كاملا لفظا و معنى دون أدنى تفاوت والنزاع في مثل هذا الاتفاق البين وقاحة مخجلة.لقد وردت في التوراة كلمات: "لكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ"، ولكنك شطبت هذه الكلمات وأوجدت كلمات جديدة فتقول: "ما قسى قلبه بل سمح له ليكون شريرا"، مع أن مآل كلتا العبارتين لا يزال هُوَ هُوَ.فمثلا إذا كان أمام شخص طفل صغير جالس على حافة البئر وموشك على السقوط فيها، وكان هذا الشخص قادرا على إنقاذه ولكنه لم يفعل أفلا يُعتبر مخطئا إن لم ينقذه؟ فإذا كنت تريد المؤاخذة بالكلمات أفلا يحق لنا نحن أيضا أن نؤاخذ عليها؟ إذا جازت المؤاخذة بناء على كلمات القرآن، فالكلمات مثلها موجودة في التوراة أيضا.ألفت نظرك إلى ما ورد في سفر الأمثال بوجه خاص حيث جاء فيه بصراحة تامة: "صنع...الشِّرِّيرَ أَيْضًا لِيَوْمِ الشَّرِّ".ولكنك تملي الآن بأن الإله
۲۷۰ الحرب المقدسة يقول: "خلقتُ الأشرار لنفسى"؟ وانظر الفرق بين: "اليوم الشر"، وبين "لنفسي".ماذا عسى أن يُعَدَّ ذلك سوى تحريف؟ ثم شرعت في بحث عقيم في مالكية الله وأردت خداع الناس.فليكن واضحا لك أن الله قدوس ولكنه لا يؤاخذ أحدا دون أن ينزل قانونه.وبالإضافة إلى ذلك يريد عمل أيضا ألا يشرك أحد، وألا يعصي أحد أمره وألا ينكر أحد وجوده.أما المعاصي الأخرى فلا يعدها معصية حقيقية دون إنزال الأحكام.لاحظوا أن الله تعالى رضي في زمن آدم ال بأن يُعقد قران الشقيقة مع شقيقها.وكذلك رضي في مختلف الأزمنة أن يشرب فيها الناس الخمور ثم منع شربها في أزمنة أخرى.ورضي أحيانا بالطلاق ومنعه أحيانا أخرى، ورضي بالانتقام تارة ومنعه تارة أخرى.هذا فيما يتعلق بالبشر.أما إذا بحثنا الأمر نفسه في الحيوانات فلا تمييز لديها بين الأم والأخت وغيرهما بل كلّها سواسية وتحدث في عالم الحيوانات كل هذه الأمور أمام أعين الله ويولد الأولاد أيضا.فيتبين من ذلك أنه لا مؤاخذة قبل نزول الكتاب.ولقد أقررت أيضا أن كل هذه الأحكام هي لمصلحة البشر.ولكنك ما رددت ردّا صائبا على أنه ما دام المقصود هو مصلحة البشر في الأمور كلها، وأن الله تعالى لا يؤاخذ قبل وعده ووعيده، وما دام من الممكن أن تجري هذه العملية بكل سهولة بأن يقبل الله توبة التائبين بحسب وعده فما الحاجة إلى اللجوء إلى طريق آخر غير معقول؟ وسأتناول البقية من هذا الموضوع في وقت آخر.والآن أعود إلى ما تبقى من السؤال عن الجهاد.فقد قلتُ من قبل بأن الجهاد يهدف فقط إلى إرساء دعائم الأمن وكسر شأن الأوثان ودرء الهجوم المعادي.فماذا يمكن أن تفيدك الآية: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ؟ وأيّ جبر أو إكراه يثبت منها؟ التوبة: ٢٩
الحرب المقدسة ۲۷۱ إن معناها واضح جلي؛ أي حاربوا غير المؤمنين من أهل الكتاب- أولئك الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ما لم يؤدُّوا الجزية عن يد وهم صاغرون، أي الذين هم متورطون في الفسق والفجور عمليا ولا يحرمون الحرام ولا يختارون سبل الصدق والحق.لاحظ الآن ماذا يثبت من هنا، لا يثبت من هذه الآية إلا أن الذين يصدون عن الحق تمردا ويهاجمونكم بغير حق يجب أن تقاتلوهم وتنجوا منهم الذين يبتغون دين الحق.أين يثبت من ذلك أن الحرب اندلعت دون أن يسبق هؤلاء القوم بشن الهجوم؟ لابد من النظر في سلسلة الحروب.وما لم تتأمل في سلسلتها لوقعت في أخطاء فادحة عمدا أو سهوا.الحقيقة أن الكفار خططوا أولا لقتل نبينا الأكرم ل ا ل ، ثم أخرجوه من مكة في نهاية المطاف نتيجة ،صولاتهم، ثم لاحقوه.وحين تجاوزت المعاناة حدودها كان الأمر الأول الذي نزل للقتال هو: أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٌّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله.هذه هي الآية الأولى التي بدأت بها سلسلة الحروب.وحين لم يرتدع الأعداء عن القتال أنزل الله تعالى آية ثانية فقال: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ثم قال: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ.وقال أيضا: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى رهم من ° ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ الله.أي قاتلوهم حتى يخمد تمردهم وتزول العراقيل في سبيل الدين، ويكون الحكم لدين الله.ثم قال: ﴿قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ الحج : ٤٠ - ٤١ ٢ البقرة: ١٩١ ٤ البقرة: ١٩٢ البقرة: ١٩٤
۲۷۲ الحرب المقدسة اسْتَطَاعُوا.أي أن القتال في الشهر الحرام إثم ولكن الصد عن سبيل الله والكفر وإخراج عباد الله الصالحين من المسجد الحرام إثم أكبر.وأن التمرد أي الإخلال بالأمن إثم أكبر من القتل.ولن يزال هؤلاء الناس يقاتلونكم ليصرفوكم عن الدين الحق إن استطاعوا ثم قال: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ....أي لو لم يدفع الله شرّ بعض بتأييد بعض آخرين لفسدت الأرض.ثم يقول: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ.ثم يقول بغية بيان إثم أهل الكتاب : يَا أَهْلَ الْكِتَاب لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا.فلهذا السبب اضطر المسلمون إلى قتال أهل الكتاب لأنهم عرقلوا سبيل دعوة الحق، ونصروا المشركين وأرادوا أن يقضوا على الإسلام كما ورد هذا الذكر مفصلا في القرآن الكريم.فما كانت في متكاتفين معهم اليد حيلة إلا القتال ودفع الهجوم، ومع ذلك لم يأمر الله وعل بقتلهم بل قال: حَتَّى يُعْطُوا الجزيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ....وقال بصراحة تامة بأن الإسلام لم يبدأ بالقتال قط، كما يقول تعالى: (وَهُمْ بَدَعُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.أي أن العدو هو الذي بدأ بالقتال.ثم حين شنوا الحرب أولا وأخرجوا من الوطن، وقتلوا مئات الأبرياء، ولاحقوا وروّجوا لانتصار أوثانهم فأي سبيل كان أقرب إلى الحق والحكمة سوى ملاحقتهم؟ ثم انظروا بإزائها إلى حروب موسى العليا، وانظروا إلى معاناة وآلام صبت على الذين شُنت عليهم تلك الحروب؟ وكيف قتل دون رحمة مئات آلاف الأطفال الأبرياء.انظر سفر العدد: ۳۱: ۱۷، { البقرة: ٢١٨ البقرة: ٢٥٢ النحل: ۱۲۷ آل عمران: ۱۰۰ التوبة: ٢٩ التوبة: ١٣
الحرب المقدسة ۲۷۳ والتثنية ۲۰ ۱ وصموئيل الأول :۱۸ ،۱۷ وصموئيل الأول ٢٥ ٢٨ والتثنية ٢٠: ١٠.ولقد تبين أيضا من هذه العبارات أن دعوة الصلح أيضا كانت توجه قبل ذلك كما يتبين من التثنية ۲۰: ۱۰.وأخذ الجزية أيضا ثابت كما جاء في سفر القضاة ۱: ۳۰،۲۸، ۳۳، و٣٥، ويشوع ١٦: ١٠).(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
٢٧٤ الحرب المقدسة المقال الثاني عشر وقائع الجلسة في ٣ حزيران/ يونيو ١٨٩٣م بدأ السيد عبد الله آتهم بالإملاء في الساعة ٠٦:٠٢ وأنهاه في الساعة ٠٧:٠٤، ثم قُرئ على الحضور بصوت عال ثم بدأ السيد المرزا الإملاء في الساعة ٠٧:٢٧ وأنهاه في الساعة ۰۸:۲۰، وقرئ على الحضور بصوت عال، ووقع الرئيسان على المقالات ورفعت الجلسة.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ٢٧٥ بيان السيد عبد الله أتهم المحترم....حزيران/يونيو ۱۸۹۳م : بقية من 1 حزيران/ يونيو فيما يتعلق بالإيمان بالإكراه فقد ورد (۱) في سورة الأنفال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ الله، وفي سورة التوبة: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَحَلُّوا سَبِيلَهُمْ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهُ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ.وورد في أوائل سورة التوبة : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتَدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ.فَإِلى جانب الآية قيد البحث هذه آيات أخرى تشير بكل وضوح إلى الإيمان بالإكراه.و لم ننكر قط ما ذُكر في عدة أماكن من القرآن من أنواع الجهاد للدفاع أو الانتقام أو لإدارة الأمور.غير أن هذا هو النوع الخاص من الجهاد الذي نركز عليه والذي يرمز إلى الإكراه على الإيمان ما معنى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ الله ؟ وما معنى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ...وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَحَلُّوا سَبِيلَهُمْ....وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَه ؟ أي أبلغه مكانا آمنا حيث لا يؤذيه الآخرون، وألا يؤذي هؤلاء القومُ المسلمين بعد ارتدادهم عن الإسلام؟ وكذلك ما معنى تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ؟ الملخص واضح بيّن أنّ كل هذه الأمور تأمر بالإكراه على الإيمان.الأنفال : ٤٠ هكذا ورد في الأصل، والصحيح سورة الفتح: ۱۷ (المترجم)
٢٧٦ الحرب المقدسة بقية جواب البيان الثاني من ۲ حزيران/ يونيو: لقد أصررت على تجسد الكلمة.لقد ورد في إنجيل يوحنا الأصحاح الأول، أن الكلمة أي الأقنوم الثاني تجسد، ولكن منصب المسيح لكونه مظهرا الله، ظهر للعيان حين بلغ من العمر ثلاثين عاما ونزل عليه الروح القدس وحين جاءه الصوت: "هذا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ".إنك تكرر اعتراضك على مسألة الثالوث في التوحيد ولكن عليك أن تثبت أولا أن التوحيد المطلق دون الصفات المتعددة شيء آخر، أو تُثبت في شيء شيئا آخر غير الصفات المتعددة.وليكن واضحا أن تعريف الصفة هو أنها قوة تحتوي على قسم واحد خاص، كما أن الضوء يعمل عمل الإضاءة فقط كذلك تعمل الذات عمل جامع الصفات فقط.لا تنس أننا نحسب الصفة أقنوما، ونقصد من الأقنوم شخصا معينا هو مجموعة الصفات، ودليلنا مستمد من جزء ،الصفة، ومرادنا من ذلك أن ما ينطبق على الجزء ينطبق على الكل أيضا فكرتنا عن الأقانيم الثلاثة هي و وكأن شيئا يكون قائما في نفسه، ويكون الشيء الثاني مساويا ولازما له، كذلك الأقنوم الأول، وهو الآب قائم في نفسه، وأما الأقنومان الآخرانِ أي الابن وروح القدس فهما يستلزمانه والشيء الذي يكون قائما في نفسه ويستلزمه - شيء آخر، لا يجزئ الماهية الكلية وإن كان يملك كيانا منفصلا في حد ذاته.- لقد سخرت من نزول روح القدس بصورة حمامة وقلت ما حقيقة الحمامة فهي طير صغير ، ولِمَ لم تنزل بصورة فيل أو جمل؟ فليكن واضحا في الجواب أنّ الحمامة ذُكرت لكونها طير غير ضارّ، ولكونها جاءت بخبر الأمان عند الطوفان في زمن نوح.أما الفيلُ والجملُ فقد ذكرا في التوراة كدابتين نجستين، فلا يمكن أن تنزل روح القدس في صورتهما.ولكن لو قال أحد على سخريتك هذه لماذا ظهر نبيك المقتدى في كيان إنسان صغير، ولماذا لم يظهر في صورة طائر خرافي "الفتحاء": العنقاء ماذا ستقول عن هذه السخرية؟
الحرب المقدسة ٤ ۲۷۷ - ما دام موسى يقول بأنه سيأتي نبي مثلى فاسمعوا له، فأيهما أكبر؟ هل الذي يُسمع له أو الذي ينقطع السمع له؟ ثم ورد في الرسالة إلى العبرانيين ٣: ٥ مُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَحَادِمِ"، والمسيح كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِم"، والمسيح مالكا.ثم جاء موسى ليقابل 11 يسوع المسيح على الجبل، و لم يذهب يسوع لمقابلته، فأيهما أفضل؟ ه - إنك مخطئ في ظنك أن هناك معجزة صغيرة ومعجزة كبيرة، بل كلتاهما من صنع يد القدرة الواحدة إن خلق الذبابة وخلق الفيل يحتاج إلى قدرة على مستوى واحد.ولكن مما يثير استغرابي في هذا المقام هو أنك لم تثبت لنبي الإسلام معجزة صغيرة ولا كبيرة بل عللت نفسك بمعجزات الآخرين فقط، أو ذكرت بعضا من كشوفك وكراماتك التي لم تؤثر في الآخرين شيئا.٦- لم يعترف يسوع المسيح بذنوبه قط، لا لفظا ولا ضمنيا، و لم تُطلق عليه فتوى بهذا الصدد قط.أن القرآن لا يعتبر الإنسان مجبرا فقط بل يعده مجبرا من ناحية ومخيرا صحيح من ناحية ثانية ولكن ما نقوله هو أنه يعطي الأولوية للجبر والإكراه، وكلتا الظاهرتين متناقضتين أيضا.ففيما يلي نقتبس آيات أخرى تشير إلى أن الجبر غالب (۱) لقد جاء في سورة النساء: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و و وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَة يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله (۲) وفي سورة النساء أيضا: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ) (۳) وفي سورة المائدة: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ (٤) وفي سورة الأنعام: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا) ۷- إن عدّك الإنسان مخيرا مطلقا خطأ منك، بل المعينة.ما قبلت قط، كما تقول بأن للغير أيضا دخلا في خيار الإنسان ولا هو مخير مطلق في حدوده
۲۷۸ الحرب المقدسة أقوم بنقاش عقيم، ولكن كل يعمل على شاكلته.إن الضدين أي كون الإنسان برا ومسيرا، يوجد في القرآن فقط.عبثا.- لقد شرحت قسوة قلب فرعون، وتكرار هذا الأمر في المستقبل يكون أنه صنعه موسی 6 ٩ - لم يرد في سفر الأمثال ١٦: ٤ أن الرَّبِّ صَنَعَ الشرير للشر، بل جاء فيه ليَوْمِ الشَّرِّ.جاء تفسيره في سفر حزقيال ١٨: ٢٣ و ٣٢، و ۳۲: ۱۱ ورسالة بطرس الثانية ٣ ، والرسالة الأولى إلى تيموثاوس ٢: ٤، أن الأشرار يمهلون للنجاة.ولا يسرّ الإله كما يقول القرآن لنبيكم: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.قد أظهر يسوعُ مراده بعد التعمّد، ليتحقق الصدق كله، أي يجب المتابعة الكاملة للشريعة الموجودة.فليكن واضحا أن شريعة كانت معمولا بها وعمل بها الأنبياء الأسلاف إلى يوم عيد العنصرة (Pentecost)' حين قام المسيح من الأموات وصعد إلى السماء، وبعدها صارت شريعة عيسى معمولا بها وإلا فكانت شريعة السلف جارية من قبل و لم يكن للخلف أي ذكر قط.ثم إنك ترى يوحنا أفضل من يسوع لأنه عمده، بينما يقول يوحنا بنفسه: "لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ" وأنه كبش سيُذبح لذنوب الجميع.ثم أصررت على كلمة "صالح"، وقد أجبتُ عليها بالتكرار ولا أرى ضرورة إلى أن أزيد على ذلك، غير أنه يكفي التذكير بأن الخطاب الذي وجهه إلى ذلك الشاب في ذلك اليوم: لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلا وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ " ، قال له أيضا في نهاية الخطاب نفسه: "إن * أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلا فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَ كَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاء...وَتَعَالَ اتَّبَعْنِي الشَّابُ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزينًا." فماذا يتبين من ذلك إلا أنه كان مالك فَلَمَّا سَمِعَ الأموال والأرواح كلها، ولكن الشاب ما كان يعترف أنه هو المالك لذا حذره قائلا: إنك لا تؤمن بي إلها.فما دام لا يمكن أن يكون صالحا إلا الله بحسب ا أي عيد الحصاد، عيد الخمسين.(المترجم)
الحرب المقدسة ۲۷۹ معتقد جمهور اليهود فلماذا تدعوني صالحا مكرًا منك؟ فكان ذلك إصلاح مكره وليس إنكار الألوهية.- هل ابتلاء الإنسانِ (المسيح) من قبل الشيطان يضر بألوهيته شيئا؟ فقد أُقيم للابتلاء كبشر.وما خسره آدم الأول بالسقوط، ناله المسيح بالقيام، فما وجه الاعتراض في ذلك؟ وأن يموت الشرير في شره.فمن الخطأ القول بأن الشرير صُنع شريرا، كما ساد الخطأ بأن الشيطان صُنع شيطانا.والصحيح أن الشيطان جُعل ملاكا مقدسا ولكنه أذنب وحوّل نفسه إلى شيطان.ومن أيضا القول بأن مآل جعل الشرير شريرا وسماح أحدٍ ليكون شريرا واحد.ومثل الطفل الذي ضربته أيضا قابل للإصلاح؛ بمعنى أنه إذا كان غير مطلع على ماهية الصالح والطالح أو كان غير قادر على كسب الحسنة أو السيئة أي معفي من مؤاخذة العدل أيضا، فإن موته ليس لجهنم.۱۰- لقد وصفتني بالمخادع، فأقول لك سلاما عوضا عن ذلك، وأعفو عنك دون أن تطلبه.(والباقي لاحقا) التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين الخطأ
۲۸۰ الحرب المقدسة من السيد المرزا المحترم لقد كرر السيد أتهم المحترم اقتباس الآيات من القرآن الكريم ويريد أن يستنتج منها الإكراه على الإيمان ولكن من المؤسف حقا أنه لا يعدل مثقال ذرة في تقديمها.لقد بينت في بياني السابق بكل وضوح أنه لا يوجد في القرآن الكريم تعليم الإكراه قط.لقد بدأ الكفار بإيذاء المؤمنين مئات أنواع الإيذاءات، قتلوهم، نفوهم من الوطن، ثم لاحقوهم.وحين تجاوز الظلم الحدود، واستحقت جرائمهم العقوبة في نظر الله أنزل الله تعالى الوحي فقال: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.أي الآن يسمح الله للمسلمين الذين ظلموا وخطط لقتلهم ليتصدوا.فلما استحق العرب القصاص- بناء على سفكهم الدماء من قبل بغير حق، ونتيجة قتلهم المسلمين بأشنع الطرق - وصاروا جديرين بأن يُقتلوا كما قتلوا الأبرياء بغير حق وبأشد أنواع التعذيب، وأن يعاملوا كما عاملوا بجعلهم الأبرياء عرضة للدمار بإخراجهم من أوطانهم، وسلب أموالهم وعقاراتهم، ونهب بيوتهم.ولكن الله تعالى صفح عنهم وخفف عنهم كثيرا رحمة وقال ألا يُقتل أولادهم ولا نساؤهم، وخفف عليهم أيضا بأنه لو آمن أحدهم طوعا قبل القتل لرفع عنه العقاب الذي كان يستحقه بسبب جرائمه السابقة وسفك الدماء، والقرآن الكريم زاخر بهذا البيان كما تصرح بذلك الآية قدمتها.وتقول الآية التي تليها: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله.وأقدم آية أخرى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ الله.أي اقتلوا مشركي العرب هؤلاء حتى لا تكون فتنة ويكون منه التي الحج: ٤٠ ٢ الحج: ٤١ الأنفال: ٤٠
الحرب المقدسة ولما ۲۸۱ الدين أي الحكم لله كيف يثبت الجبر من هذه الآيات؟ ما يثبت منها هو أن قاتلوهم إلى أن تُكسر قوتهم، ويخمد الشر والفساد، حتى يستطيع الناس الذين أسلموا في الخفاء أن يمارسوا أحكام الإسلام علنا أيضا.إذا كان الله تعالى يريد الإكراه على الإيمان كما يزعم السيد آتهم لما أجاز الجزية والصلح والمعاهدات، أُذن لليهود والنصارى أن يأمنوا بأداء الجزية ويعيشوا بسلام وأمان في كنف المسلمين.لقد شرح السيد أهم كلمة مَأْمَنَهُ) شرحا خاطئا.الآية تعني أنه إذا أراد مشرك أن يسمع القرآن الكريم فقدّموا له الأمان.فليسمع كلام الله إلى ما شاء ثم أبلغوه مأمنه.ثم تقول الآية المشار إليها ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ أي أن سبب هذا الصفح والتخفيف هو لأنهم لا يعلمون الحقيقة ولكن السيد آتهم يستنبط منها معنى أن أبلغوه بعد سماعه كلام الله مكانا لا يسعه الفرار منه.إذا كان هذا هو حال فهمه وعدله فإن نتيجة المناظرة معلومة قبل الأوان.ألا تعلم أن الكلمات الواردة في كلام الله هي: ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ.وتحريف الكلمات الواضحة والبيئة والبسيطة كهذه، والقول بأن المراد منها هو إبلاغه مكانا لا يسعه الفرار منه بل يبقى في قبضة المسلمين من أشنع أنواع قتل الحقيقة البديهية.ثم يقدّم السيد أتهم آية أخرى ورد فيها أمر القتل بعد مرور أربعة أشهر، ولا يدري أن هذا الأمر يتعلق بالمجرمين الذين نقضوا العهود كما يقول شأنه: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ الله وَعِنْدَ رَسُولِهِ أَي لا اعتبار لقولهم وإقرارهم بعد أن نقضوا العهود.ثم يقول تعالى: لايَرْقُبُونَ مُؤْمِن إِلَّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) ويقول أيضا: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ الله جل في مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ التوبة: ٦ التوبة: ٧ التوبة : ١٠
۲۸۲ الحرب المقدسة يَنْتَهُونَ * أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِحْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُو أَوَّلَ مَرَّ كل عاقل يستطيع أن يفهم بكل سهولة بالتأمل في جميع الآيات المذكورة آنفا بأنه لا مجال فيها للإكراه، بل استحق مشركو العرب بحسب قانون موسى في الجهاد- نتيجة إيذائهم وسفك الدماء إلى هذا الحد إذ قتلوا المسلمين والمسلمات وأولادهم دون هوادة أن تُقتل نساؤهم وأولادهم وتسفك دماء شبابهم وشيوخهم، ويُنفُوا من أوطانهم وتُحرق مدنهم وقراهم ولكن نبينا الأكرم لم يفعل ذلك مع أنهم كانوا يستحقون القتل بسبب سفكهم الدماء دون موسی هوادة، بل سامحهم وخفف عنهم إلى درجة أنه إذا أسلم أحدهم طوعًا أمن.والعجب كل العجب أن يوجه اليوم اعتراض على هذا الأسلوب اللين والرحيم وتُقدَّس حروبُ موسى! ثم الأسف كل الأسف أنه لو وجد اليوم شيء من العدل لما تعذر استيعاب الفرق بين الأمرين.واللافت في الموضوع أن الإله الذي أمر أن يستعير بغير حق أواني وحُلَّى من الناس في مصر ويستولي على تلك الأشياء كذبا وزورا ثم يحسبها ملكه هو ويُظهر تجاه أعدائه ظلما لدرجة قتل مئات الآلاف من أولادهم وسلب أموالهم، ويُخرج منها نصيبا الله، وأن يجتبي لنفسه امرأةً يريدها، وفي بعض الحالات يجب أن تؤخذ الجزية أيضا، وأن يحرق مدن العدو وقراه؛ يقول الإله نفسه في زمن النبي ﷺ بكل بألا تقتلوا الأولاد ولا النساء، ولا تتعرضوا للرهبان، ولا تحرقوا ليونة ورحم الزروع، ولا تهدموا الكنائس، ولا تتصدوا إلا للذين بدأوا بقتلكم، ثم إذا أدوا الجزية، أو إذا كانوا من فئة العرب الذين وجب قتلهم نتيجة سفكهم الدماء من قبل، فخلوا سبيلهم بعد إيمانهم.وإذا أراد أحد أن يسمع كلام الله فقدموا له الأمان، ثم أبلغوه مأمنه بعد أن يسمعه.ولكن من المؤسف حقا أن الإله نفسه التوبة: ١٢-١٣
الحرب المقدسة ۲۸۳ جعل اليوم عرضة للاعتراض.ومما يؤسف له أكثر أن المعترضين على هذا التعليم الجميل هم أولئك الذين يحسبون تعليم التوراة الدموي الذي لم يسلم حتى الأطفال الصغار أنه من الله.منه ثم قال السيد آنهم تأييدا لفكرته الرحم دون مقابل": ليس صحيحا القول بأن مرحلة الرحم تأتي قبل العدل، بل المعاملة التي تسبق العدل هي "الإحسان".وإن مرحلة الرحم تبدأ بعد العدل.من المؤسف أن السيد آتهم يرتكب خطأ بعد خطأ.كم من أخطائه يمكن أن أصلح فليكن واضحا أن الحسنى والإحسان ليسا من الصفات بل من نتائج كيفيةٍ وثمراتها.أما الشيء الذي يُسمى صفة لا يمكن أن يوصف هنا بأي اسم سوى الرحم والمراد من الرحم هو الكيفية التي يجد فيها الإنسانُ أو الله تعالى أحدا ضعيفا ومنكوبا ومحتاجا إلى العون ويتوجه إلى تأييده.ثم بأية طريقة ظهر هذا التأييد يمكنكم أن تُطلقوا عليه البر أو الإحسان كما تشاءون الإحسان ليس صفة ولا كيفية راسخة في القلب بل هو نتيجة حتمية لكيفية راسخة أي نتيجة الرحم.فمثلا إذا مثل أمامنا فقير جائع لا حول له ولا قوة تنشأ في قلبنا بادئ ذي بدء نزعة الرحم تجاهه نظرا إلى حالته عندها ننال توفيقا للحسنة نتيجة ثورة الرحم، ويظهر للعيان ما تسميه الإحسان فكّروا الآن هل الإحسان ثمرة ونتيجة حتمية للرحم، أم أن شخص الرحم صفة مستقلة بحد ذاتها؟ وهذا سيحكم فيه المنصفون بأنفسهم.ثم تقول: إن الرحم ينشأ بعد العدل، وتهدف من وراء ذلك إلى أن تعترض على آية وردت في سورة الفاتحة أي الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ولكن شاء قدر الله أن تؤدي تصرفاتك إلى فضح مرتبتك العلمية من لا يعرف أن الرحم كما قلتُ من قبل- ينشأ بالنظر إلى ضعيف أو عديم الحيلة أو منكوب، ولا يظهر بعد العدل.هذا ما جاء في التوراة أيضا في سفر عزرا ۳ : ۱۱، ونحميا: ۹ ۳ و ۹ : ١٩ والمزامير: ٨٦ : ٥ و ١٠٦: ١.وإن قولك الذي تكرره بكثرة وكأن الرحم والعدل في خصام وجاءت الكفارة لرفع هذا الخلاف؛ إنما هو كلام
٢٨٤ 28 الحرب المقدسة خاطئ تماما.لا شك أن الذنب ينشأ حين يكون القانون الجدير بالطاعة رائجا سلفًا لأن مرحلة المعصية تأتي بعد وجوب الطاعة.فلما كان الأمر كذلك فمن الواضح أنه حين ينزل القانون ويعمل كتاب الله بحسب وعوده بمعنى أنه حين تكون هناك أحكام واضحة أنه إذ عمل أحد عملا حسنا كذا وكذا سيكون له كذا وكذا من الأجر، وإذا عمل عملا سيئا سينال عقوبة كذا وكذا، ففي هذه الحالة لا يجوز تدخل الكفارة بأي حال.فعندما يصدر الحكم بحسب الوعد والوعيد فلا يجوز إخلافه ولو عُلّق على الصليب ألف ابن دع عنك ابنا واحدا.و لم يرد في أي كتاب أن الله تعالى يخلف الميعاد وما دام المدار كله على الوعود وليس على حق من الحقوق فلا بد من الحكم بحسب الوعود.إني أستغرب من تكرارك القول بأن الحكم يصدر بحسب الحقوق، إذ لا تفكر أنه ليس لأحد حق مقابل الله تعالى.إذا كان هناك حق لوردت على الله مئات الاعتراضات من كل حدب وصوب كما كتبتُ من قبل.وكان من حق الحشرات وأنواع الدواب التي خلقها الله تعالى أن تحتج وتقول: لماذا خلقتنا هكذا؟ كذلك لا يؤاخذ الله أحدا قبل تنزيل الكتاب والمعلوم أن الله تعالى على العباد حقوقا بقدر عدد نعمه عليهم أي لا تُعدّ ولا تحصى، ولكن لا يُعدّ ذنبا إلا ما دخل في قائمة المعصية بعد نزول الكتاب.وما دام الحال على هذا المنوال فتبين ذلك من أن الله تعالى لا يطالب بحقوقه بوجه عام لأنها لا تُعدّ ولا تُحصى، بل يؤاخذ على المعصية.والمعصية كما قلتُ من قبل مرتبطة بالوعد والوعيد؛ بمعنى أنه إذا كسب أحد حسنة سينال حتما جزاء حسنا، وإذا ارتكب سيئة يواجه وبالها.وإلى جانب ذلك لما كان هناك وعد أيضا أن النجاة تُنال نتيجة الإيمان والتوبة، فما الحاجة إلى الكفارة في هذه الحالة؟ هل يمكن أن صلب أحد؟ فيا صاحبي، إنها عقوبات قانونية سينالها الإنسان، وليست عقوبات تتعلق بالحقوق، كما هو مذهبك أنت أيضا.فما دام الحال على هذا المنوال فإن الله يسحب وعوده نتيجة
الحرب المقدسة ٢٨٥ هذا الجزاء وتلك العقوبات يمكن أن تنتج عن الوعد والوعيد وليس هناك آخر يخالف هذا المبدأ.سبب والحق أن الله تعالى لا يرضى بالسيئة ولا يرضى بالكفر، هذا ما لا ينكره أحد.ولكن الجرائم تُعدّ جرائم حين يَعُدّها القانون هكذا وإلا فقد ارتكبت في الدنيا مئات الأمور غير المشروعة ولا تزال تُرتكب فكيف يمكن أن تُعدّ جرائم إذا كانت خارج كتاب الله؟ فكما يرتكب الإنسان القتل وسفك الدماء، كذلك ترتكبه السباع، فمثلا يملأ الأسد بطنه بسفك الدم دائما.الإنسان لا أمه وأخته وغيرها من القريبات من هذا القبيل في أمور النكاح والزواج ولكن هذا الاهتمام لا يلاحظ في الدواب.وكذلك إن الأحكام تظل تتغير للناس بواسطة الشرائع، فمثلا سُمح لموسى أن يختار لنفسه من يشاء من النساء اللاتي أُسرن في القتال، ويقتل الأولاد، ويستولي على مال الآخرين بالكذب فيُستهلك في الأكل والشرب وصولاً إلى أماكن نائية، وأن يحرق مدن الناس، يقرب ولكن أين هذا الإذن في شرائع أخرى؟ (والباقي لاحقا)
٢٨٦ الحرب المقدسة بيان السيد عبد الله أتهم بقية من بيانه السابق من اليوم ١٤ - لن تقدر على أن تُثبت الأمان المشروط بالإيمان في حروب موسى.وفي حالة الأوبئة مثل الطوفان في زمن نوح أو في حالة وفيات أخرى لا يمكنك القول بأنها لم تكن بأمر من الله، أو أن الأبرياء الذين قتلوا فيها صاروا غير أبرياء.فعليك إما أن تنكر التوراة وتقول بأنها ليست كلام الله أو يجب أن تتوقف عن توجيه الاعتراضات إليها إن اعتراضاتنا على القرآن ناتجة عن معارضته صفاتِ الله، ونستنتج من ذلك أنه لا يمكن أن يكون كلام الله، وأن نبي الإسلام ) لا يمكن أن يكون رسولا من الله و لم نقبل قط على النقيض من هذه الاعتراضات بأن القرآن كلام الله أو هذا الرسول حق هذه الاعتراضات ليست من قبيل الاعتراضات التي توجهها أنت إلى التوراة التي تؤمن بها كلام الله أيضا بحسب القرآن، وتؤمن بموسى نبي الله ومع ذلك تعترض عليهما.لقد بينت قليلا من تعاليم القرآن التي تعارض صفات الله، وسأسرد هنا بعضها الآخر.فمنها أن القرآن يجيز العمل بالخوف الزائف بدلا من التمسك بالقول الحق كما جاء في سورة النحل: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أكْرَهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ...فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ الله أي أن الكفر بالله - مع أن الله حق في حالة الإكراه واطمئنان القلب به ليس مدعاة لغضب الله.وبذلك قد أُجيزت عبادة الخوف بغير حق بدلا من عبادة الله الذي هو القادر على كل شيء.ثم ورد في سورة الكهف عن ذي القرنين: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِيَّةٍ لقد ذكر هنا أن ذا القرنين حين بلغ المغرب وجد الشمس تغرب في عين حمئة.وهذا ما يصدقه القرآن، ولكنه ليس صحيحا على صعيد الواقع فكيف يمكن توفيقه مع الحقيقة؟
۲۸۷ الحرب المقدسة منه.(۳) إن أوقات الصوم المذكورة في القرآن هي أن الصوم يبدأ قبل تبيان الخيط الأبيض من الفجر ويستمر إلى ظهور الخيط الأسود مساء.السؤال المطروح هنا هو: إذا كان القرآن للناس جميعا فماذا عن سكان جرين لاندا" و "آيس لاندا" حيث لا تطلع الشمس إلى ستة أشهر؟ وإذا قلتم بأنه يجب تقدير الوقت في تلك البلاد لقلتُ بأن القرآن يقدر الوقت بنفسه ولا يسمح بذلك لأحد.فهذه بعض تعاليم القرآن على سبيل المثال التي تخالف الحقائق بالبداهة.(٤) إضافة إلى ذلك من المعلوم أن الأصغر يُقسم باسم الأكبر، والمراد من القسم أنه إذا كان بيانه خاطئا فستحل به عقوبة ممن هو أعلى ولكن وردت في القرآن أقسام السقف المرفوع، والبحر المسجور، والزيتون والقلم وغيرها من الأشياء.فماذا يمكن أن تضر هذه الأشياء بالله؟ فهذه الأقسام ليست إلا مدعاة للضحك فقط.جواب اليوم (۱) تقول بأنه لا يوجد تعليم الإيمان بالإكراه في القرآن.لا أرى حاجة إلى أن أقول شيئا آخر في هذا الموضوع فإن المنصفين بأنفسهم سيحكمون نظرا إلى كلا البيانين.العمل بحسب أمر الله المتعلق بالغضب شيء ورسم الاستراتيجية وتخطيط السياسة شيء آخر.قد أن يُعدم سبعة أقوام كليا، كما يحدث في الوباء أو الطوفان أن المذنبين يُهلكون وينتهي ابتلاء الأبرياء، ولا يجعلون مذنبين.أما الأحكام التي تتحدث عنها فهي تتعلق بالسياسة التي جاء فيها بأن يُحمى الصغار والنساء وغيرهم وأن يُعطى الأمان لمن يُسلم.فهذا هو الأمان المشروط بالإيمان الذي يرد عليه الاعتراض ولا اعتراض على الأوبئة النازلة من الله أيا كان سببها.موسی ليس معنى مَأْمَنَهُ أن يُعَدّ وطن ذلك الشخص أو بيته آمنا بل هناك آية في سورة الأنفال سوف أستخرجها لك بعد قليل وقد جاء فيها بأن الذي لا يترك بيته ولا يسكن بيننا ليس في مأمن من حربنا.فقد ثبت من ذلك أن المراد من
۲۸۸ الحرب المقدسة مَأْمَنَهُ) هو المكان الذي لا يمكن للآخرين أن يؤذوهم، ولا يجدون فيه فرصة للارتداد عن الدين.لقد قبلنا أنواعا عدة من جهادكم، ولكن اعتراضي هو على الإيمان بالإكراه.أما ما قلته عدا ذلك فلا بأس.ولكنك ما أجبت إجابة شاملة على آيات استشهدت بها.أما ما قلت عن موسى بأنه احتفظ لنفسه بالنساء الجميلات اللواتي أُعجب بهن من الفيء، فيتبين من التوراة بأنه تزوج من بنت رغوائيل أو بنت تيرو و لم يتزوج بغيرها وما اقتنى جارية.غير أنه سمح بإبقاء بعض النساء اللواتي جاء بهن بنو إسرائيل في الفيء، ولكن لم يكن لهن أحد ليبكي عليهن لأنه كان هناك أمر بقتلهم جميعا.وهذا ما يحدث عند تفشي كلّ وباء إذ ينجو البعض بمشيئة الله.ولكن أنى لك أن تخفي ما أجيز في القرآن من النساء اللواتي يؤتى بهن كفيء ونتيجة الشراء مع أنه كان وراءهن من يبكي عليهن.اقرأ سورة الأحزاب فقد جاء فيها: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ.المراد من "الملك" هنا هو الشراء، أما الفيء فبصورة النهب.ما فسّر به سيد أحمد خان هذه الآية ليس هنا محل ذكره وسأبين خطأه لاحقا.لقد بينا الفرق بين حروب موسى بأنها كانت بأمر الله ومصحوبة بالآيات.أما الحروب المذكورة في القرآن فكانت سياسيّة كما هو واضح و لم تصدقها معجزة قط، وتعظيماتها تعارض الصفات الربانية لذا لا نستطيع أن نعدّها مبنية على الإلهام.(۲) الحق أن بني إسرائيل استعاروا أواني الذهب والفضة من المصريين.والمالك الحقيقي أي الله الذي يملك ذلك الذهب والفضة هو الذي سمح بإبقائها عندهم، فأي ظلم في ذلك؟ أما أداء الجزية والذلة فقد فرضهما القرآن على أهل الكتاب.لا شك أنهم استثنوا من القتل ولكن لا يسعك القول بأن أداء الجزية والذلة والهوان ليست إلا كوخزة ليست مدعاة للإيذاء، بل فيها إيذاء على أية حال.ولا أريد أن أذكر لك ما مر في التاريخ.بل قد صببت جل اهتمامي على القرآن ولا أعترض إلا عليه.
الحرب المقدسة ۲۸۹ (۳) تعتبر صفة "الإحسان جزءا من الرحم ولكن أقول معتذرا بأنه خطأ یدر که كل متدبر عادي أيضا.المراد من الإحسان هو أن يحسن المرء إلى أحدٍ أكثر من حقه، والرحم ما يحرّر عن المؤاخذة العادلة.ولكنك مهتم بشيء واحد فقط وهو ألا يثبت تعليم الكفارة بحال من الأحوال لذلك لا تريد أن تفهم هذه الأمور.الأمر الغريب الذي تقوله هو أن الرحم مقدَّم على العدل.والغرابة في ذلك أن الرحم ينشأ عند المؤاخذة، أي على مؤاخذة العدل، فكيف كان الرحم مقدما إذا؟ وبعض الأمور الأخرى التي تظنها متعلقة بالرحم إنها في الحقيقة تتعلق بالإحسان أشرح الإحسان بغية توضيح الموضوع أكثر.مثال: إذا كان هناك أحد يغسل دوابه جيدا ويُطعمها جيدا، وفوق ذلك إذا أُطلق سراحها كليا فهذا هو الإحسان.أما إذا آذى أحد دوابه التي تحت رعايته وفرح لهذا الإيذاء فهذا الأمر يعارض الإحسان.وكل مخلوق يأتي إلى حيز الوجود من العدم له بعض الحقوق على خالقه، منها أن يحفظه من المؤذي في كل حال.إلى هنا تصل حدود العدل.أما من أحسن إليهم فوق ذلك وبعث فيهم الفرحة والسعادة فهذا هو الإحسان.وإذا كان أحد يواجه مؤاخذة العدل نتيجة أعماله التي اكتسبها قصدا، فإن إنقاذه منها هو الرحم.(٤) ما قلته في معرض الحديث عن الحيوانات بأنها تُهلك من أجل البشر، فإن كنت ترى في ذلك إيذاء لها فعليك أن تثبت ذلك ما عدا الإيذاء من الأنواع الثلاثة التي ذكرناها وتقع تحت طائلة المؤاخذة بالعدل، وإلا فما ذنبها.ومن لا يدرك ماهية الظلم لا يمكن مؤاخذته كما تعترف أنت أيضا لم تسبر غور هذه الفلسفة و لم تتدبر فيها جيدا.وعندما تطلع على ماهيتها لن تقدم مثل هذه الأدلة.(٥) لقد طرحت سؤالا عن الملائكة وولادة المسيح، ويمكنني أن أسهب فيه الكلام ولكنك ما رددت عليه إلى الآن، ونحن من المنتظرين.التوقيع بالإنجليزية التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسلمين الرئيس من قبل المسيحيين
۲۹۰ الحرب المقدسة (وقائع الجلسة) ه حزيران/يونيو ۱۸۹۳م بدأ السيد المرزا بإملاء الرد في الساعة ٠٦:١٠ وأنهاه في الساعة ٠٧:١٠، ثم قُرئ على الحضور بصوت عال.وتقرر باتفاق الجانبين أن تنتهي المناظرة اليوم، وأن يُعتبر اليوم يوما أخيرا للمناظرة.ثم بدأ السيد عبد الله آتهم مقاله في الساعة ۰۷:۰۰ وأنهى في الساعة ٠٨:٥٥ ثم قرئ على الحضور بصوت عال.ثم بدأ المرزا المحترم في الساعة ۰۹:۲۳ وأنهى في الساعة ١٠:٣٣.قام السيد خواجه يوسف، مفوّض الشرف وألقى خطابا وجيزا، وشكر باسم الحضور رئيسي الجلسة وخاصة الدكتور هنري مارتن كلارك على أنه أخلاقه حسن وحسن إدارته الأمور عُقدت الجلسة إلى ١٥ يوما على أحسن ما يرام، وكلما أطلّ اختلاف برأسه فقد اتفق الرئيسان على أمر جامع وأرضيا الفريقين، وتمسكا بأهداب العدل والإنصاف تماما وحافظا على الأمن والوئام.ثم وقع الرئيسان على المقالات ورفعت الجلسة في ه حزيران/يونيو ۱۸۹۳م.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح، الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين
الحرب المقدسة ۲۹۱ من السيد المرزا المحترم سأسرد أسئلة السيد عبد الله أتهم وأجوبتي بالإشارة إليها بحرفي "ع" و"غ"، وسيكون المراد من "ع" هو السيد عبد الله والمراد من "غ" هو أنا.ع: ورد في القرآن: وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ الله أي قاتلوا إلى أن يكون الدين كله الله، ولا يبقى الكفر في الأرض غ: إذا كان القرآن الكريم قد عامل جميع الأديان المعاملة نفسها أي إما الإيمان أو القتل فإنك مصيب في هذا الاستنتاج، وإلا فافهم واقع الأمر.ع: لولا الإيمان بالإكراه فلماذا وُضع شرط للعرب إما الإيمان أو القتل؟ غ: الحكم بقتل العرب كان بسبب سفكهم الدماء إذ قتلوا- قبل الحروب الإسلامية - جماعة من المسلمين المساكين المنعزلين وإن إطلاق سراحهم مقابل الإيمان كان تخفيفا عنهم، وهذا لا يتعارض مع صفات الله.وانظر كم مرة نجى الله اليهود من غضبه نتيجة توبتهم ونتيجة الشفاعة أيضا.ع: لم تستطع أن تقدم دليلا على عرض الأمان بشرط الإيمان في حروب موسی.غ: لقد استخرجتُ لك سابقا فكرة الأمان بشرط أداء الجزية.انظر سفر القضاة ١: ٢٨-٣٥.ثم سمعت دعوة الصلح أيضا، فإذا كان هناك غضب فقط فما معنى الصلح إذا؟ انظر سفر التثنية ۲۰: ۱۰ إن الذي يتصالح يقرب من الإيمان.ثم من يستطيع أن يمنع أحدا من الإيمان؟ ع: إن قتل الأطفال الأبرياء إنما هو مثل الموت بالأوبئة.الأنفال: ٤٠
۲۹۲ الحرب المقدسة غ: إذا كان قتل الرضع الأبرياء أمام أعين أمهاتهم بالسيوف والخناجر- وليس واحدا أو اثنين بل مئات الآلاف منهم بأمر الله، فلماذا يجعل الجهاد المذكور في القرآن محل اعتراض؟ هل هذه وحدها صفات الله وليست تلك؟ ع: قد أمر موسى أن تُعدم تلك الأقوام السبعة نهائيا.غ: أين أعدمت الأمم؟ بل عُقد الصلح، وأطلق سراحهم مقابل الجزية، وأبقيت النساء على قيد الحياة.ع لقد استخدم الإكراه للإدخال في الإسلام.غ: الدين الذي قال: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ وقبل الصلح، وأعطى الأمان مقابل أداء الجزية، من له أن يعتبره جابرا؟ بل ع: القرآن يعلّم سلب الأموال حتى الثياب نتيجة الاتمام بالخديعة- هذا ما فهمته من كلام السيد آتهم.غ: إذا كان هذا هو تعليم القرآن الكريم فاستخرج لنا آية واحدة منه.الحق أن الذين قتلوا بالسيوف قتلوا بها، والذين نهبوا الفقراء بغير حق نُهبوا.فقد حصدوا ما زرعوا بل عوملوا بلين ورفق متزايد، الأمر الذي يُعترض عليه اليوم بأنه لماذا عوملوا بهذه الطريقة إذ كان يجب أن يقتلهم جميعا.ع: لقد أجاز الإسلام ألا يعلن الخائف إسلامه.غ: إذا كان هذا هو تعليم القرآن فلماذا جاء فيه أحكام مثل: (وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وكَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ و وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا الله الحق أن المؤمنين أيضا يحتلون مراتب متفاوتة كما يقول تعالى: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)؛ أي من المؤمنين التوبة: ٢٠ الصف: ٥ الأحزاب : ٤٠ فاطر: ۳۳ 1 ۲ ٤
الحرب المقدسة ۲۹۳ من تغلبهم الأهواء النفسانية ومنهم مَن كان في الدرجة الوسطى، وبعضهم يبلغون منتهى كمالات.إيمانهم.ثم لو قال تعالى نظرا إلى فئة من الضعاف والجبناء وناقصي الإيمان بأن الذين يبقون قائمين على الإيمان من المسلمين الأعماق ولكن لا يعلنونه باللسان في مواطن تهدد حياتهم فهم معذورون، فإنه يقول إلى جانب ذلك بأن هناك مؤمنين أيضا يضحون بحياتهم في سبيل الدين بكل بسالة ولا يخشون أحدا.ثم لا تخفى عليك حالة الحواري بولس الذي يقول بأنه يصير يهوديا بين اليهود وفي أمم أخرى يصير مثلهم.والمعلوم أيضا أن السيد بطرس أنكر المسيح ثلاث مرات تخوفا من الأعداء بل (نقل الكفر ليس كفرا لعنه أيضا مرة.وقد سمعت مؤخرا أن بعضا من الإنجليز يُظهرون إسلامهم لتحقيق مآربهم حين يذهبون إلى بلاد إسلامية.ع: لقد ورد في القرآن أن ذا القرنين وجد الشمس تغرب في عين حمئة.غ: إن في ذلك بيانا لوجدان ذي القرنين.لو كنتَ على متن سفينة لشعرتَ أيضا بأن الشمس تطلع من البحر وتغرب في البحر.لم يقل القرآن الكريم بأن هذا البيان مبني على علم الأفلاك، بل يستخدم المرء في كلامه العادي مئات الاستعارات والمجازات.مثلا إذا قلت: أكلتُ اليوم صحن أرز، فهل نفهم من ذلك أنك أكلت الصحن نفسه؟ وإذا قلت أن فلانا أسد، فهل نفهم من أنه لا بد أن تكون له مخالب وذنبا أيضا كالأسد.لقد جاء في الإنجيل أنهم أتوا من أكناف الأرض ليسمعوا حكمة سليمان.والمعلوم أن الأرض كروية فما معنى أكنافها؟ وقد ورد في سفر إشعياء ٧:١٤ اسْتَرَاحَتِ اطْمَأَنَتْ كُلُّ الأَرْضِ"، مع أن حركة الأرض أمر ثابت متحقق.ذلك ع: كيف نصوم في مناطق لا تغرب فيها الشمس إلى ستة أشهر؟ غ: إذا قسنا قدراتهم على قدرات عامة الناس فلا بد من التطابق بينهم وبين عامة الناس من حيث مدة تتأصل فيها قوى البشر أي مدة الحمل أيضا.فإذا
٢٩٤ الحرب المقدسة كان التقيد بحسابنا المعروف بوجه عام واجبا في تلك المناطق فيجب أن يكتمل الحمل عندهم في يوم ونصف فقط.وإذا قسنا مدة الحمل على أيام تلك المناطق فيجب أن يبقى الجنين في البطن إلى ٢٦٦ عاما بحساب أيامنا المعروفة، وإن المسؤولية تقع عليك أن تثبت أن الحمل يمتد إلى يوم ونصف يوم فقط.أما إذا قدرنا مدة الحمل عندهم ٢٦٦ عاما فلا يُستبعد أن يقدروا على الصوم أيضا إلى ستة أشهر بحسب أيامنا لأن هذا هو مقدار يومهم ولا بد أن يملكوا القوى أيضا بحسبها.ع: إن مرحلة الرحم تأتي بعد العدل، ويسبقها الإحسان.غ: الإحسان ليست صفة بحد ذاتها بل هي نتيجة صفة الرحم.فمثلا نقول: لقد ثارت عاطفة رحمي على فلان ولا نقول ثار عليه إحساني.الرحم يجيش من أجل المرضى والضعفاء والأطفال.أما لو جاش بحق شرير جدير بالمعاقبة فلا يحدث ذلك إلا إذا تاب كالضعفاء وعديمي الحيلة.إذا، هل الضعف وعدم القوة هو مورد الرحم أو غيره؟ ع الإنسان مخير في أعماله.غ: إذا كان المراد من ذلك أنه حرّ في استخدام القوى بقدر ما أعطيها فهذا لا يخالف تعليم القرآن الكريم.يقول الله جل شأنه: أَعْطَى كُلِّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى أي قد أعطى الله تعالى كل شيء القوى والجوارح بحسب مقتضى الحال ثم وفقه لاستخدامها.ثم يقول تعالى: كُلَّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ أَي يوفق كل شخص للعمل بحسب قواه ومواهبه.وإذا كان له معنى آخر فهنيئًا لك.ع: هل يمكن أن الله بأفعال غير مشروعة تحت عباءة مالكيته؟ يسمح طه: ٥١ الإسراء: ٨٥
الحرب المقدسة ٢٩٥ تأمل غ: لا تقل أمورا غير لائقة، بل كل ما فعله ويفعله كله لائق وصحيح.في الطبيعة ترى ما الذي يفعله الله تجاه عشرات الملايين من الطيور والدواب وغيرها، وما هي سنته مع الحيوانات؟ لو تأملت في ذلك لأقررت أن وضع العالم هو أن الله خلق كل حيوان ليُضحى به من أجل الإنسان وخلقه لفائدته.ع: لقد تجسدت الكلمة.بلة!! غ: يثبت من ذلك أن جسد المسيح أيضا كان إلها.ها قد زيد الطين ع: معنى القدس الأقنوم هو شخص معين، فهم ثلاثة أشخاص مختلفين ولكن الماهية واحدة، أي الآب قائم بنفسه والابن وروح القدس يستلزمانه.غ: ما دام هؤلاء ثلاثة أشخاص وكل واحد منهم كامل وكل واحد منهم يملك الإرادة، أي الآب صاحب الإرادة والابن صاحب الإرادة، وروح صاحب الإرادة.أخبرني الآن كيف صارت الماهية واحدة مع هذا التفريق الحقيقي؟ ولا علاقة هنا بمثال اللامحدودية وانعدام المثيل لأنه لم يُذكر التفريق الحقيقي بصددهما.ع: لم يثبت من نبي الإسلام معجزة صغيرة أو كبيرة.غ القرآن الكريم زاخر بالمعجزات بل هو معجزة بحد ذاته فتدبر.أما النبوءات فيه فتموج كالبحر.فقد أنباً بغلبة الإسلام في زمن ضعفه، وأنبأ بغلبة سلطنة الروم في زمن قبل مغلوبيتها.ثم هناك معجزة شق القمر.وإذا خالجتك الشبهة أنها تنافي قانون الطبيعة فاقرأ مثال يوشع بن نون والنبي إشعياء.أما معجزات المسيح الا فلا نعثر عليها أصلا.بل إن "بركة بيت حسدا" أدت إلى فقدان رونقها كله أما نبوءاته فتبدو كلها من قبيل التخمين والتخريص فقط، ومما يزيد المرء تأسفا أن بعضها لم يتحقق أصلا.فمثلا متى وكيف تحققت النبوءة القائلة بأني سأنزل بين ظهرانيكم من السماء قبل أن يموت
٢٩٦ الحرب المقدسة بعضكم؟ متى نال الملكوت وقد اشتريت السيوف من أجله؟ لقد وعد ١٢ حواريا بكراس في الجنة، ولكن متى نال يهوذا الإسخريوطي كرسيا؟ ع: لم يدع القرآنُ الفصاحة والبلاغة.غ: سأفصل في بياني المقبل بأنه قد ادعى ذلك.ع: ألا يمكن أن يتكلم الإله من خلال العمود؟ غ: لم لا، لكن الكلام من خلال العمود سيبقى عديم الصلة بالعمود، ولن يسمى العمود ابن الله بل سيبقى كما كان والكلام من خلال عمود لن يمنع الكلام من خلال عمود آخر في الوقت نفسه، بل يستطيع الكلام من خلال عشرات الملايين من الأعمدة في الثانية نفسها ولكن مبدأكم لا يطابق ذلك.ع عن أي نبي ورد أنه مثله (أي مثل الإله؟ غ: يا صاحبي، قد ورد عن بعض الأنبياء أنهم آلهة دع عنك المثل.بل إن إطلاق كلمة "الإله" عليهم تشمل القادر على كل شيء وغيرها من الصفات الأخرى كلها.ع: هناك نبوءات كثيرة في الكتاب المقدس عن كون المسيح مظهرا الله.غ: إن علماء اليهود الذين ظلوا يقرأون تلك الكتب إلى ١٤٠٠ عام قبل ولادة المسيح، وكذلك عشرات الملايين من العلماء الذين قرأوها لم يخطر ببالهم أن إلها نازل ألم يكن اليهود يعلمون اللغة ألم تكن لديهم كتب، ألم يكونوا تلاميذ الأنبياء؟ ثم فُرقتكم الداخلية وموافقة بعض العلماء المسيحيين مع اليهود تؤيد موقفى أكثر.ع آيات شريعة موسى كانت واضحة الملامح، فماذا أتى به القرآن؟ غ: القرآن أحيا الأموات وقضى على أفكار باطلة.ع: لا يوجد تعليم الإكراه في المسيحية.
الحرب المقدسة ۲۹۷ غ: يُفهم من الإنجيل أن الشياطين مكرهون على الضلال وهم أرواح نجسة.إذا لم يكن ذلك صحيحا فأثبت أيّ شيطان نال بشارة النجاة بواسطة المسيح؟ بل يهذون بأنه كان قاتلا منذ البداية، ولا صدق عند الشيطان.هل كان المسيح كفارة للشياطين أيضا أم لا، ما الدليل على ذلك؟ غير أن القرآن يذكر اهتداء الجنة.ع: المسيح خالق السماء والأرض.غ: كان السؤال: ماذا خلق المسيح بعد مجيئه إلى الدنيا بصفته مظهرا الله؟ وتلقينا جوابا كل شيء مخلوق بيد المسيح!! ع: إلها.لقد أنكر المسيح كونه صالحا لأن ذلك الشاب ما كان يعد المسيح غ: قدم الدليل على ذلك من الإنجيل.فقد ورد في إنجيل مرقس بكل وضوح أنه جثا له، و لم يذكر المسيح شيئا عن ألوهيته بل قال: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلا فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلَاكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ.ع: هل تعترفون بولادة المسيح بغير أب أم لا؟ غ: ولادة المسيح بغير أب ليست أعجوبة في نظري، فقد كان آدم العلا بغير أب وأم.إن موسم الأمطار موشك فعليك أن تخرج من البيت وترى كم من الحشرات تولد بغير الأبوين.لذا فإن استنباط ألوهية المسيح بهذا الدليل خطأ محض.ع: كيف يمكن أن تُغتفر الذنوب بالتوبة وحدها دون تعويض الخسارة؟ غ: الله تعالى لا يخسر شيئا إذا ارتكب أحد ذنبا ولا وجود للذنب قبل نزول القانون أصلا.يقول الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وعندما يأتي الرسول ويبين طريق الشر وسبيل الخير عندها يكون العمل بالوعود والوعيد الواردين في ذلك القانون الخوض في البحث عن الكفارة مدعاة الإسراء: ١٦
۲۹۸ الحرب المقدسة نفسه للضحك.هل للكفارة أن تنقض الوعود؟ بل الوعد يُستبدل بالوعد فقط، وليس بطريق آخر كما يقول الله تعالى: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ قضية رَحِيمٌ أما القول بأن الأعمال الحسنة ليست إلا كتسديد للدين فخطأ.الدين تمثل للعيان حين تطالب الحقوق.فما دام الذنب ينشأ نتيجة نقض القانون وليس بإهمال الحقوق، وكانت العبادة اسما آخر للعمل بالأوامر الواردة في الكتب، كان مدار النجاة وعدم النجاة هو وعده ووعيد ناتج عن القانون فقط.ع: الأقسام الواردة في القرآن الكريم مدعاة للضحك فقط.غ: أنت لا تدرك حقيقتها، إنه مصطلح خاص حيث يقدم الله تعالى أمرا بديهيا كدليل نظري بصورة ،الأقسام، أو يقدِّم أمرا مسلما به لقبول أمر غير مسلم به.والشيء الذي يُقسم به ينوب مناب الشاهد في الحقيقة، كما شرحت الموضوع مفصلا تحت الآية: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ.وإذا أردت الاطلاع عليه بالتفصيل فاقرأ كتابي "مرآة كمالات الإسلام".ع المعاناة ثلاثة أقسام.غ: ما يجب عليك إثباته هو: إن عشرات الملايين من الدواب تذبح بغير جريمة ارتكبتها، إذا كانت لا تُذبح نتيجة صفة المالكية فما السبب وراء ذبحها؟ وفي أية جنة يتم الدخول بعد الممات؟ التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح الرئيس من قبل المسلمين التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك، الرئيس من قبل المسيحيين الأنعام: 00 الواقعة: ٧٦
الحرب المقدسة ۲۹۹ من السيد عبد الله أتهم تقول إن أمر القتل كان يتعلق بالذين ظلموا المسلمين.أقول في الجواب: لم يُذكر هذا السبب في سورة التوبة، بل قيل قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهُ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الاستثناء الوحيد في هذه الآية هو لأهل الكتاب أنهم لو لم يريدوا أن يؤمنوا و لم يريدوا أن يُقتلوا ينبغي لهم أن يعيشوا صاغرين بأداء الجزية.هناك آيات أخرى من هذا القبيل اقتبستها من قبل يتبين منها الأمر نفسه.مع أن الأمان نتيجة الإيمان تسامح معهم وتخفيف عليهم ولكن فكرة الإيمان بالإكراه أيضا ثابتة بقوة أكثر الشفاعة والصفح الذي تم للمهلة إلى زمن معين لا تشبه فكرة الإيمان بالإكراه لأنهم....٢ - كان الجهاد ضد سبعة أقوام معينة وقد ذكرت أسماؤهم أيضا، ومنهم: الحثيون، اليبوسيون وغيرهما.وعلاوة على هؤلاء كان هناك أقوام أخرى كثيرة في البلد الموعود أو إلى إبراهيم لم يؤمر بقتلهم، غير أنهم لو قبلوا الطاعة لكان فيها الكفاية.وهذا يقوّي دليلنا أكثر بأن هؤلاء الأقوام السبعة كانوا تحت غضب الله، كما نزل الغضب في زمن نوح ولوط، عليهما السلام، وأباد الجميع، كذلك أُمر بإبادتهم بسيف بني إسرائيل.الاعتراض الذي أنت متمسك به أن الأطفال الأبرياء قتلوا في حروب موسى، ولكن هذا ما يحدث عند تفشي كل وباء أيضا عليك إما أن تؤمن بأن بيان موسى أمر إلهي أو تغض النظر عنه فتقول بأن التوراة ليست كلام الله فلا يمكنك أن تبقى معلقا بين أمرين.هذا الاعتراض يوجه إلى دينك لأن شرط الأمان مقتصر على الإيمان لم يُعقد الصلح مع الأقوام السبعة المذكورة إن قولك هذا غير صحيح.وكذلك لم تُترك نساؤهم جميعا على قيد الحياة بل سُمح لبني إسرائيل بإبقاء بعضهن على هنا وردت جملة غامضة جدا لم نفهمها.(المترجم)
بل - هو الحرب المقدسة ممثلا بهم.قيد الحياة على سبيل الندرة.وقد سُمح بإبقاء اللواتي لم يكن وراءهن من يبكي من أجلهن، ولو لم يُسمح بإبقائهن لما كان ذلك أسوأ من القتل.٤ - لقد اعترفت أن الذي أذن له بالصلح، فإذا كان ذلك من أجل الإيمان لكان إكراها مقبولا إلى حد ما.أما أقوام فلسطين السبعة هؤلاء فلم يؤذن لهم بالصلح قط، و لم تُقبل منهم الجزية أيضا قط، بل قتلوا كما يقتل الوباء.ففي هذه الحالة لا يجوز لك أن تعتبر تعليم القرآن مثالا ولا يمكن اعتبارهم ه - لقد قلت مشيرا إلي كأني قلتُ بأن القرآن يعلم أن تسلبوا أموال كرام الناس حتى ثيابهم بعذر قيامهم بالخديعة.أقول في الجواب: ما قلتُ ذلك قط، خطأ منك.مما لا شك فيه أني قلتُ بالتأكيد فيما يتعلق بـ: لا إِكْرَاهَ في الدين بأنه يمكن أن يُعد إكراها أيضا إذ إن بعضا من المسلمين الذين كانوا يرون شخصا محترما يسلّم عليهم فيقول له المسلم: لست مسلما بل تسلّم مكرا منك فيقتله وينهب ماله، فهذا أيضا يُعتبر إكراها فقد يكون الخطاب في الآية موجها إلى من كان مثلهم بألا تقوموا بهذا النوع من الإكراه في الدين.وقد قدمنا آيات كثيرة من القرآن تتحدث عن الإيمان بالإكراه.٦ - تعليم القرآن هو أنه إذا أنكر أحد وجود الله مُكرَها ولكن قلبه مطمئن بالحق سوف يُنقذ غضب من بسبب الإكراه مع اطمئنان قلبه.فاعترضتُ على ذلك وقلتُ بأنه بمنزلة عبادة الخوف دون مبرر التي يعلمها القادر القدوس، ويجب ألا يكون الأمر كذلك فاقرأ هذا التعليم في سورة النحل حيث ورد: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ...لا يعني الله ٧- إن قول بولس بأني أصبح يهوديا بين اليهود وفي أمم أخرى أصير مثلهم، أنه كان عديم الإيمان وذا وجهين بل معناه الواضح هو أنني أحاول الاتفاق مع الناس قدر الإمكان ولكن لن أداهن.فتفكر في هذا المقام أي في رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس :۹ ۲۰-۲۱-۲۲.وهذا الإنكار من بطرس إنكار الذنب بكل صراحة، ولم يلعن المسيح بل لعن نفسه.لا أدري
الحرب المقدسة أي خوف أصابك إذ لا تقتبس النصوص بصورة صحيحة.لماذا تقتبس من كلام الإنجليز الملحدين؟ هل هم مثل الإنجيل؟ حديثنا هنا هو حول الكتاب المقدس والقرآن وليس عن ذوي أعمال سيئة.- لقد ركبت السفينة ولم أر الشمس تغرب في عين حمئة، و لم يرها أحد غيري أيضا.أما ما قيل في هذه الآية أنه وجد الشمس تغرب في عين حمئة يصدقه إله القرآن أيضا الذي يقول: "يسألونك...إلخ "، أي عن ذي القرنين، ويوعدون أننا سنبين ذلك قريبا.فهذا ما يصدقه الله أيضا ولا يقتصر الأمر على أن ذا القرنين وجد الشمس هكذا فيتبين من ذلك بأنك لا تستطيع أن تدحض هذا الاعتراض.وهذا ليس من قبيل التعابير المتداولة بل القول بأن الشمس غربت في عين حمئة يناقض ما راج وساد من التعابير لأنه من غير الملحوظ من حيث اللغة والتعبير في أية لغة ومكان وزمان أن الشمس تغرب في عين حمئة.غير أنه من المتداول بشكل عام أن يقول الناس على سبيل الاستعارة أن الشمس طلعت، أو غربت، وليس ما تقوله أنت.والأمور التي تظهر للعيان في بادئ الرأي يكون الكلام عنها بصورة المجاز.مثل أكل الصحن من الأرز، فيفهم كل شخص أن المراد منه هو عدم ترك أيّ شيء في الصحن المليء أرزا.كما يقال في تعبير اللغة الأردية: الميزاب يجري، ويقال أيضا: البئر مالح أو زلال.فهذه التعابير شائعة.أما ملكة سبأ التى جاءت من ناحية الأرض فالواضح من هذا الكلام أنها جاءت من أقصى البلاد أي من جانب آخر من فلسطين، ولا دخل لعلم الجغرافية أو علم الرياضيات في ذلك.وهذه الأمثال لا تفيد بصدد غروب الشمس في عين حمئة.إن كون الأرض ساكنة أيضا ظاهر في بادئ الرأي ولا يقول عامة الناس غير ذلك.وإن كلام الله موجه إلى الناس عامة.۹ - ما أحسن تفسيرك للأيام في "أيسلندا" و"غرين لاند".والمثل الذي ضربته عن الحمل أغرب من تفسيرك هذا.إنني أستغرب إلى أين تذهب بأفكارك تاركا نص الكلام؟ لقد جاء في النص القرآني أنه يجب أن يبدأ الصوم
۳۰۲ الحرب المقدسة قبل طلوع الخيط الأبيض من الفجر إلى ما بعد الخيط الأسود مساء.ولا يوجد لهذين الخيطين أي أثر في تلك البلاد.أما المثل الذي ضربته عن الحمل فإن ذلك الزمن قد عيناه نحن و لم يعينه كلام الله.١- تقول بأن الإحسان ليس صفة، وما لم يواجه أحد مؤاخذة فهو لا يستحق المعاملة الحسنة أيضا.إن مصطلح الرحم يدل بجلاء على أن أحدا يواجه مؤاخذة ويُطلق سراحه بالرحم فلك الخيار أن تصر على موقفك كما تشاء غير أن الأمور بديهية وواضحة.١١ – ما أغرب هذا العائق بألا يسمَّى الخطأ البديهي خطأ.لو افترضنا جدلا أن الله ظلم أو كذب فهذا يفرض علينا ألا نذكر خطأه، بل سنعتبر تلك الأعمال خاطئة، وسنعه الإله المفترض إلها كاذبا نرى في واقع الأمر أن الله أباح للإنسان في كلامه استهلاك لحوم الحيوانات.كذلك أباحت الفطرة ذلك لبعض الدواب مثل الأسد والباز.ولكن حادثا مرئيا لا يقضي على عدله غير المرئي.قد يكون هناك سبب لصدقه ولكننا لا نعرف ذلك السبب.وعدم العلم بشيء لا يستلزم عدم وجوده.- ١٢ – إن اعتبار الجسد إلها بعد تجسده قد يكون مصطلحا عندك فقط، ذلك غير أن ما نعنيه من أن التجسد هو يرمز إلى كونه مظهرا الله.١٣ - كيف تُبطل مثالنا عن عدم النظير واللامحدودية مع أنه حادث واقع؟ أليست لهاتين الصفتين ماهية واحدة لأنه لا يمكن لأحد أن يكون عديم النظير كليا نتيجة اللامحدودية بل يبقى المكان والزمان هُوَ هُوَ لكلتا الصفتين.عليك أن تجيب على ذلك بعد التفكير جيدا.١٤ - سنقبل عندما تثبت بأن في القرآن معجزات وهو بحد ذاته معجزة أيضا.يقال إن أحدا حكى أمام ملك نكتةً فوضع أمامه سبعة مناديل مفتوحة وقال فيها عمامة من نور ولكن لن يراها ولد الحرام بل يمكن أن يراها ولد
الحرب المقدسة ٣٠٣ الحلال فقط.كذلك تقول لي : إن كنتَ لا ترى المعجزات فهذا يعود إلى قصور نظرك، فيمكنني أن أتحمّل شتيمة ولكن لا يمكن الاعتراف بالكذب.أما بالنسبة إلى معجزة شق القمر فلعلك لا تدري أن شق القمر يستلزم قرب القيامة.ثم تأتي بعده صيغة المضارع وهي إن يَرَوْا، ولم يقدَّم التحدي ولم تتم المواجهة مع أحد قبل هذه المعجزة.فمن تريد أن تعلله بهذه الأمثلة؟ معلوم أن هناك عدة نبوءات في القرآن وهى على قسمين القسم الأول يحتوي على النبوءات الصادرة من علم الله، والقسم الثاني يصدر عن العقل العام.ولو قدمت أمثلة النبوءات المقتصرة على علم الله لتأملنا فيها.أما النبوءة عن غلبة الفرس على الروم فهي نتيجة فراسة العقل العام.(هنا منع آتهم من مواصلة الحديث لأن الوقت المحدد له كان قد انتهى) التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين التوقيع بالإنجليزية غلام قادر فصیح الرئيس من قبل المسلمين
٣٠٤ الحرب المقدسة البيان الأخير للسيد الميرزا المحترم ه حزيران/ يونيو ۱۸۹۳م إن مقالي اليوم هو المقال الأخير الذي أكتبه ردا على ما قاله السيد عبد الله آتهم.ولكنني متأسف جدا على أن السيد آتهم لم يلتزم قط بالشروط التي بدأت بها المناظرة.فكما قدمت أنا كل ادّعاء وكل دليل من الأدلة العقلية من القرآن الكريم بحسب الشروط المتفق عليها كذلك كان واجبا على السيد أتهم أن يفعل ولكنه لم يستطع التمسك بهذا الشرط ولا مرة واحدة.على أية حال، هذا ما سيحكم فيه القراء بأنفسهم.يكفي أن أقول في بياني هذا ردا على السيد أتهم بأن الآية من سورة التوبة التي قدمها وزعم أنها تأمر بالقتل على عدم الإيمان، وهذا ناتج عن سوء فهمه.بل الهدف الحقيقي الذي يثبت منها هو ما بيناه من قبل؛ أي أن الذي يؤمن بطيب خاطره سوف يُطلق سراحه مع أنه كان يستحق القتل.فيقول الله تعالى هنا بأن الذين لا يريدون الاستفادة من هذا التخفيف ولا يؤمنون طوعا سيواجهون عقوبة الموت نتيجة أعمالهم السابقة.فكيف يثبت من هنا أن فيها إكراها على الإيمان؟ بل هذا تسامح ترك خيار الاستفادة منه على مرضاتهم ورغبتهم الشخصية.أما ما ذكرته عن سبعة أقوام أنهم قتلوا جميعا و لم يُعطوا أية مهلة فهذا يعارض ما تقوله العبارة.انظر سفر القضاة ۱: ۲۸، ۳۰ حيث يثبت أخذ الجزية من الكنعانيين وهم قوم من تلك الأقوام السبعة.ثم انظر سفر يشوع ١٦: ١٠ وسفر القضاة ١: ١ ٣٥ حيث يتبين أن الجزية أخذت من الأموريين.ثم تكرر وتقول بأن القرآن يعلم كتم الإيمان في حالة الخوف.وقد كتبتُ من قبل أن هذا ليس تعليم القرآن، بل القرآن عدّ بعض الذين واجهوا هذا الوضع مؤمنين من الدرجة الدنيا.تستطيع أن تفهم بسهولة أن المؤمنين ليسوا
الحرب المقدسة ٣٠٥ على درجة واحدة دائما.ولا تستطيع أن تنكر أيضا أن المسيح اللي تسلل أحيانا خشية أن يرشقه اليهود بالحجارة.وفي بعض الأحيان أخفى الحقيقة على سبيل التورية.وقد ورد في إنجيل متى :١٦ :۲۰ حينَئِذٍ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.فقل الآن عدلا وإنصافا، هل هذه سيرة المؤمنين الصادقين؟ هل من شيمة الذين يأتون إلى الدنيا رسلا ومبلغين أن يخفوا أنفسهم؟ أي دليل أقوى منه لإدانتك؟ ولكن إذا تدبرت فيه.ثم تقول : إن غروب الشمس في عين حمئة ليس من سلسلة المجازات.ولكن المراد من عين حمئة هو الماء الأسود، وهذا ما يشاهده الناس بأم عينهم اليوم أيضا.وإن المجازات مبنية على المشاهدات بالعين كما نقول أحيانا أن النجوم كنقطة ونقول أحيانا أن السماء زرقاء اللون، أو نقول بأن الأرض ساكنة.فلما كان الكلام المذكور آنفا يدخل في النوع نفسه فلماذا إنكاره؟ ثم تقول: إن تجسد الكلمة أيضا استعارة، ولكن فليثبت لي أحد أين يقال في الدنيا أن شخصا فلانيا جاء ككلام متجسد؟ ثم تفسر كلمة "الإحسان" بكثير من التكلف.لقد قلت بأن الإحسان ليس صفة من الصفات الذاتية.يمكن القول إن الرحم عندي هائج ولا نقول إن الإحسان عندي هائج.ولكنك تتساءل: إذا عامل أحد غيره معاملة حسنة دون أن يراه في مواجهة مصيبة فماذا نسمّي ذلك؟ فليتضح لك أن ذلك أيضا يدخل في مفهوم الرحم الواسع.لا شك أن الإنسان سيعامل أحدا معاملة حسنة حين تخلق أولا قوة في قلبه دواعي المعاملة الحسنة وترغبه فيها عندها تهيج عاطفة الرحم لكل نوع من المواساة للبشر.من ذا الذي سيعامل أحدا معاملة حسنة ما لم يكن الأخير جديرا بها، وما لم يكن مستحقا للرحم بل بدا أهلا للعقوبة؟ ثم تقول: هل نفترض نظرا إلى قتل الحيوانات أن الله ظالم؟ أقول: متى اعتبرتُ ذلك ظلما؟ بل قلتُ بأن السبب وراء ذلك هو مالكية الله.فلما قبلت أن التفاوت بين مراتب المخلوق أي بين الإنسان والدواب ناتج عن المالكية،
٣٠٦ الحرب المقدسة وليس بسبب التناسخ، فما الذي يمنعك من القبول أيضا بأن المستلزمات الأخرى التي ظهرت للعيان لكونها دوابًا سببها أيضا عائد إلى المالكية.وفي الأخير أقول لك فيما يتعلق بالقرآن الكريم بأن الأدلة التي قدمها القرآن على كونه من الله تعالى وإن كنت لا أستطيع تسجيلها هنا بالتفصيل- أقول بإيجاز أن من جملتها الأدلة الخارجية مثل نبوءات الأنبياء قبل الأوان كما تجدها في الإنجيل أيضا.وثانيا: نزول القرآن عند الضرورة الحقة، أي حين كانت حالة الدنيا العملية قد تدهورت ،تماما وتطرقت الخلافات الكثيرة إلى المعتقدات وفترت الحالة الأخلاقية أيضا.الدليل الثالث على صدقه هو تعليمه الكامل إذ قد أثبت بمجيئه أن تعليم موسى كان ناقصا لأنه كان يركز على شق واحد أي على المعاقبة فقط، وكان تعليم المسيح أيضا ناقصا إذ كان يركز على شق واحد أي العفو.وكأن هذين الكتابين لم يتوجها إلى تربية جميع أغصان شجرة البشرية بل اكتفيا بغصن واحد.أما القرآن الكريم فقد بحث في جميع فروع شجرة البشرية أي بحث في جميع القوى، وأعطى تعليما في محله ومكانه المناسب بتربية جميعها، ولكن لا أستطيع سرد تفصيلها في هذا الوقت الوجيز.ماذا كان تعليم الإنجيل الذي لو تم الاعتماد عليه لفسدت سلسلة الدنيا كلها، ثم إذا كان الصفح والعفو فقط هو التعليم الأمثل لكان تعليم مذهب أتباع الـ "جين" الذين لا يؤذون الحشرات حتى القمل والأفاعي أفضل من هذا التعليم بعدة مرات المزيَّة الثانية لتعليم القرآن هو كمال التفهيم.أي قد اختار من أجل التفهيم جميع الأساليب التي يمكن تصورها.الشخص البسيط يستطيع أن يستفيد منه بحسب فهمه البسيط، كذلك يستطيع الفيلسوف أن يستمد منه الحقائق بحسب أفكاره الدقيقة.وبالإضافة إلى ذلك فقد أثبت كافة الأصول الإيمانية بالأدلة العقلية.وبقوله: تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ قد أتم الحجة على أهل ١ آل عمران: ٦٥
الحرب المقدسة ۳۰۷ الكتاب أن الإسلام هو الدين الكامل الذي لو أزيلت الزوائد الخلافية التي عندكم أو عند الدنيا كلها لبقي الإسلام وحده.والجزء الثالث من كمالات الإسلام هو تأثيراته ولو قورن بين حواربي المسيح الله وصحابة نبينا الأكرم الله مقارنة عادلة لما احتجنا إلى أن نقول شيئا، بل سوف يتبين بهذه المقارنة أيّ التعليمين أبلغ قوة الإيمان منتهاها لدرجة أن الصحابة تركوا نتيجة حبهم هذا التعليم وعشقهم الرسول - أوطانهم بكل سرور وتخلوا عن راحتهم واستراحتهم بطيب الخاطر، وضحوا بنفوسهم، وأهرقوا دماءهم في هذا السبيل.أي تعليم آخر يحظى بهذه المزيَّة؟ أما ذلك الرسول أي المسيح الله حين ألقى اليهود عليه القبض لم يستقم الحواريون لحظة واحدة بل مشوا في سبيلهم.وبعضهم باعوا نبيهم المقبول بثلاثين درهما، وأنكره بعض آخرون ثلاث مرات.افتحوا الإنجيل واقرأوا فيه أن حواريا لعنه وأقسم أنه لا يعرفه.فلما كان هذا هو الحال منذ البداية إذ لم يحضروا مراسم الكفن والدفن أيضا فماذا عسى أن تكون الحالة في الزمن الذي ما كان المسيح اللي موجودا فيه؟ لا أرى حاجة إلى أن أقول أكثر ذلك.من لقد شهد كبار علماء المسيحيين في ذلك العصر أنه عندما نقارن حالة الحورايين حالة أصحاب النبي نضطر إلى الاعتراف خجلا أن حالة الحواريين مع مخجلة مقابل الصحابة.اته ثم تنكر معجزات القرآن الكريم، ولا تدري أنه بقدر ما ثبتت معجزات بالتواتر والقطعية فإن ذكر معجزات أي شخص آخر مقابلها ليس إلا قصة وليس أكثر من ذلك.فمثلا إن إدلاء نبينا الأكرم بنبوءات فتوحاته وانتصاراته في الزمن المذكور في القرآن الكريم أي في الزمن الذي لم تكن لتلك الانتصارات أي أثر أبدا.بل هناك شهادات الكفار أنفسهم مذكورة في القرآن الكريم بأنهم كانوا يقولون بكل تحد بأن هذا الدين سينمحي قريبا ويُباد سريعا.تلك الأيام قيل لهم يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ ففي
٣٠٨ موسی الحرب المقدسة يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، أي يقولون على سبيل التباهي والتبجح بأن هذا الدين لن ينال أي انتصار، بل سيبور بأيدينا، ولكن الله لن يضيعه ولن يتركه ما لم يتم أمره.وقال تعالى في آية أخرى: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا....بأنه سيجعل في هذا الدين خلفاء بعد النبي وسيقيمه إلى يوم القيامة.أي كما أرسل في دين خلفاء وملوكا إلى فترة طويلة كذلك سيفعل في هذا الدين أيضا ولن يتركه لينعدم.إن القرآن الكريم موجود، وحفاظه موجودون ، ولكم أن تروا بأية شدة وتحدّ أظهر الكفار آراءهم أن هذا الدين سينعدم حتما، وسنقضي عليه.ثم جاءت مقابل ذلك نبوءة وهي مذكورة في القرآن الكريم بأنه لن يبور أبدا بل سيصبح كدوحة عظيمة وسينتشر وسيكون فيه ملوك كما أشير إلى ذلك في آية: ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطأه.ثم قال عن الفصاحة والبلاغة: بِلِسَانٍ عَرَبِي مُبِين ، ثم طلب نظيره وقال فأتوا بنظيره إن كنتم فاعلين فماذا يمكن أن يكون معنى التعبير: "عربي مبين" سوى الفصاحة والبلاغة؟ ولا سيما إذا قال القائل بأنني أقول هذا الكلام في لغة فأتوا بنظيره إن كنتم على ذلك من القادرين، فماذا يمكن أن يُفهم من ذلك إلا أنه يدعي الكمال في البلاغة وهذا ما تقتضيه الكلمة: "مبين" أيضا.٤ وما دام السيد أتهم ينكر معجزات القرآن الكريم متعمدا وينكر نبوءاته أيضا، وقد استهزئ بي أيضا في هذا المجلس بتقديم ثلاثة مرضى وقيل بأنه إذا كان الإسلام دينا صادقا، وكنت ملهما في الحقيقة فاشف هؤلاء المرضى الثلاثة، مع أنني ما ادعيتُ أني قادر على كل شيء.فلم تكن تلك المطالبة بحسب منطوق القرآن الكريم، بل قد عُدّ ذلك علامة إيمان النصارى في الإنجيل أنهم لو كانوا مؤمنين صادقين لشفوا العرج والعميان والصم حتما.ولكني ظللت أدعو لهذا الأمر، وما كشف علي هذه الليلة هو ما يلي: عندما دعوت الله تعالى بكل تضرع وابتهال، وسألته أن يحكم في 1 ۲ ٤ التوبة: ٣٢ النور : ٥٦ الفتح: ٣٠ الشعراء: ١٩٦
الحرب المقدسة ۳۰۹ هذا الأمر، وقلت إننا لسنا سوى عباد ضعفاء وبدون حكمك لا نستطيع أن نحقق شيئا، أعطاني ربي هذه الآية بشارة منه، مؤداها أن الفريق الذي يختار الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤلّه الإنسان الضعيف مصيره أنه سيُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا، أي شهرا مقابل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلا وهوانا كبيرين بشرط ألا يرجع إلى الحق.أما الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق، فستظهر بذلك عزته وإكرامه.وحين تتحقق هذه النبوءة سوف يُبصر بعض العميان، وسيمشي بها بعض العرج وسيسمع بعض الصم بحسب ما أراد الله تعالى.فالحمد لله والمنة على أنه لو لم تظهر هذه النبوءة من الله تعالى لذهبت أيامنا هذه الخمسة عشر هدرا من عادة الإنسان الظالم أنه لا يبصر وهو ينظر، ولا يستمع مع يسمع، ولا يعقل مع أنه يفهم ويستمر في التجاسر والوقاحة، ولا يدري أن الإله موجود.إنني أعلم أنه قد آن الآن أوان الحكم في الموضوع.أستغرب لماذا صادف حضوري شخصيا في هذه المناظرة، مع أن هناك أناسا أنه كنتُ آخرين أيضا يقومون بنقاشات عادية؟ فقد تبينت الحقيقة الآن أن ذلك كان لإظهار هذه الآية.فأقرُّ في هذا المقام أنه لو ثبت بطلان هذه النبوءة، أي لو لم يسقط الفريق الكاذب في نظر الله في الهاوية بعقوبة الموت في غضون ١٥ شهرا من تاريخ اليوم، لكنت جاهزا لتحمل كل نوع من العقوبة، سواء أأُهنتُ أو سُود وجهي، أو وضع حبل في عنقي، أو قتلتُ شنقا؛ فسأكون جاهزا لكل شيء.وأقول حلفا بالله جل شأنه بأنه تعالى سيحقق حتما ما قلت، سيحقق حتما، سيحقق حتما.يمكن أن تزول الأرض والسماء ولكن لن يزول كلامه.والآن فإني أسأل عبد الله آتهم المحترم: إذا تحققت هذه الآية فهل تقبلها كنبوءة كاملة وكنبوءة من الله تعالى التي ظهرت بحسب رغبتك أم لا؟ ألا تكون حينئذ برهانا قويا على أن رسول الله الله الذي وصفته في كتابك اندرونه بائبل" بأنه الدجال، إنما هو رسول صادق ؟ ما الذي أستطيع قوله أكثر
۳۱۰ الحرب المقدسة من ذلك ما دام الله بنفسه قد حكم في الموضوع.هذا ليس مقام الاستهزاء بغير حق.إن كنتُ كاذبا فأعِدّوا لي ،المشنقة واحسبوني ملعونا أكثر من الشياطين والأشرار والملعونين كافة.ولكن إذا كنت صادقا فلا تؤلهوا إنسانا.اقرأوا التوراة لتروا ما هو تعليمها الأول والبين؟ وما هو التعليم الذي جاء به الأنبياء منذ القدم؟ وإلى إية جهة مالت الدنيا كلها.والآن أستأذنكم ولن أزيد على ذلك.والسلام على من اتبع الهدى.التوقيع بالإنجليزية غلام قادر ،فصیح التوقيع بالإنجليزية هنري مارتن كلارك الرئيس من قبل المسيحيين الرئيس من قبل المسلمين مت