Language: AR
كتب حضرته عليه السلام هذا الكتاب تحديا للمعترضين الذين ادعوا عدم تمكُّن حضرته من اللغة العربية وإتقانها لها، إذ كان المولوي عبد الحق الغزنوي قد نشر إعلانا بذيئا ضد حضرته عليه السلام مدَّعيا هذا الادعاء، فدعاه حضرته إلى هذا التحدي هو وصاحب له اسمه الشيخ النجفي إضافة إلى المولوي محمد حسين البطالوي، ودعاهم إلى أن يكتبوا بحذائه باللغة العربية الفصيحة والبليغة ليثبتوا هم جدارتهم، فلم يردَّوا على تحديه وفرَّوا من الميدان. وقد كتبه حضرته خلال ما يقارب الأربعين يوما بين آذار وأيار 1897، وثبتت خسارة هؤلاء المعترضين وفشلهم.
صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب تعداد مطبو مطبع فينا الاسلام قادیان دار الامن والامان ۲۴ ذی انتجه قیمت ۱۳۱۴ اد
ترجمة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب حجة الله طبع في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان دار الأمن والأمان ٢٤ ذي الحجة ١٣١٤هـ عدد النسخ: ۷۰۰ الثمن: ٨ آنات
حجة الله ۱۷۳ الإعلان فاسمعوا يا أهل العدوان التفضلات أيها الناظرون اعلَمُوا، رحمكم الله ورزقكم رزقا حسنًا من الجلية والألطاف الخفية، أن هذه رسالتي قد تمت بالعناية الإلهية محفوفةً بالأسرار الأنيقة الربانية، ومشتملة على محاسن الأدب، والملح البيانية؛ فكأنها حديقة مخضرة، تُغرّد فيها بلابل على دوحة الصفاء، وتُصبي ثمراتها قلوب الأدباء.ومن أمعن فيها بإخلاص النية، وصدق الطوية، فلا شك أنه يُقرّ بفصاحة كلماتها، وبراعة عباراتها، ويُقرّ بأنها أعلى وأملح من التدوينات الرسمية، وعليها طلاوة أكثر من المقالات الإنسانية.وأما الذي جُبل على سيرة النقمة والعناد، فيجحد بفضلها ويترك متعمدا طريق القسط والسداد، ولو كانت نفسه من المستيقنين.فنحن تقبل الآن على زُمر تلك المنكرين، ولقد وعيت أسماءهم فيما سَبَقَ مِن ذكر المكفّرين والمكذبين.."البطالة" وأمثاله من المفسّقين الفاسقين.فليناضلوني في هذا ولو أعني شيخ متظاهرين بأمثالهم، وليبرهنوا على كمالهم وإلا كشفت عن سبّهم وأخزيتهم في أعين جُهّالهم.ومن يكتب منهم كتابا كمثل هذه الرسالة، إلى ثلاثة أشهر أو إلى الأربعة، فقد كذبني صدقا وعدلاً، وأثبت أني لستُ من الحضرة الأحدية.فهل في الحي يقضي هذه الخطة، ويُنجي من
حجة الله التفرقة الأُمِّةَ؟ وليستظهر بالأدباء إن كان جاهلا لا يعرف طرق الإنشاء، وليعلم أنه من المغلوبين.وسيذهب الله ببصره ببرق من السماء، فيُعشيه كما يُعشي الهجيرُ عينَ الحِرباء، ويُطفئ وطيس المفترين.أيها المكذبون الكذابون ! ما لكم لا تجيئون ولا تناضلون، وتدعون ثم لا تبارزون؟ ويل لكم ولما تفعلون يا معشر الجاهلين! المعلن غلام أحمد القادياني ٢٦ مايو سنة ١٨٩٧م
۱۷۵ %."1 ضميمة حُجّة الله.بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم و قتل الإنسان ما أكفره أيها الناظرون، والأدباء المنقدون! أنتم تعلمون أني كتبتُ من قبل هذا كتبًا في العربية، وزينتها كالبيوت المشيدة المزدانة ورأيتم أنها تحكي الدرر العمانية، وتحسي الدرر العرفانية.وكنتُ أتوقع أنّ العلماء يعدونها من الآيات، ويعقدون لِزَوْري حُبُكَ النّطاق بصحة النيات، وما زلتُ أسلي بالي بهذا الأمل، حتى وجدتُهم فاسدَ النية والعمل، وبدا أن فراستي قد أخطأت، وأعين العلماء ما انفتحت، وتراءى اليأس وآثار الرجاء انقطعت، وبلغ الأمر إلى حد أن الشيخ الذي هو للطالبين كسد زرى على مقالي، وتكلّم في أقوالي، وقال إن هو إلا قول رقيق وما هو بكلام جزل، بل كسقط وهزل، وليس من غرر البيان، ولا من محاسن الكنايات والتبيان.وكل ما رصعتُ في كتبي من الجواهر العربية، والنوادر الأدبية، واللطائف البيانية، والنكات المبتكرة المصبية، أراد المفسد المذكور أن يُطفئ نورها، ويمنع ظهورها، ويجعل الناس من المنكرين أو المرتابين.ذلك ادعى أنه في الأدب رحيب الباع، خصيب الرباع، ومن المتفرّدين.وكذلك خدع الناس بتلبيساته، وأضحك الأطفال بخزعبيلاته، وجاء بزور ومع
١٧٦ مبين.وجئنا بلولوء رَطّب فما استجاد، ونفَضنا عليه عجمات فما استحلى ثمارنا وما أرى الوداد، بل زاد بُخلاً وعنادا كالمستكبرين.وقال إن كُتب هذا وملح الرجل مملوة من الأغلاط ،والأغلوطات ومُبعَّدة من لطائف الأدب المحاورات، وليست كماء معين.فما حَكَمَ بما وجب، بل أخفى الحق ومنع وحجب، وتصدّى لخدع العوام بعد ما شغف بالكلام.وكان يعلم أن كتم الشهادة مأثمة، وتكذيب الصادق ،معصية، ولكنه آثر الدنيا على الآخرة، والنفس الأمارة على الحضرة الأحدية.وأراد الله أن يرفعه فأخلد إلى الأرض كالفاسقين.وليس في نفسه جوهر من غير تصلّف كالنسوان، وخدع الناس بتزويق اللسان، وإنّه من المزوّرين.يريد أن يُطفئ نورا، ظلما وزورا، ويزيد الناس رهقا وكفوراً، ويصرف عن الحق قوماً جاهلين.ووالله إنه لا يعلم ما البلاغة وأفنانها، وكيف يحق أداؤها وبيانها، وما وصل مقاما من مقامات فهم الكلام، وإن هو كالأنعام، ومن المحرومين.فالأمر الذي يُنجي الناس من غوائل تزويراته، وهباء مقالاته، أن نعرض عليه كلامًا مِنا وكلامًا آخر من بعض العرب العرباء، ونلبس عليه اسمنا واسم تلك الأدباء، ثم نقول أنبتنا بقولنا وقول هؤلاء، إن كنت في زرايتك من الصادقين.فإن عرف قولي وقولهم وأصاب فيما نوَى، وفرّق كفلق الحب من النوى، فنعطيه خمسين رُوفية صلة منا أو غرامة، ونحسب منه ذلك كرامة، ونعده من الأدباء الفاضلين، ونقبل أنه كان فيما زرَى من الصادقين.فإن كان راضيا بهذا الاختبار، ومتصديا لهذا المضمار، فليخبرنا بنية صالحة كالأبرار، وليشع هذا العزم في الجرائد والأخبار، كأهل الحق واليقين.وأما أنا فبعد اطلاعي على ذلك الاشتهار، سأرسل إليه أوراقا للاختبار، ليحكم الله بيني وبين هذا الكفّار ، وهو أحكم الحاكمين.وإني أرى مذ أعوام،
۱۷۷ أن هذا الرجل لا يمتنع من الهذيان، ولا يتقي أخذ الله الديان، فألجأني بخله إلى هذا الامتحان فإن جاء المضمار وأثبت ما ادّعى، ومازَ كَلِمي من كلمات أخرى، فله ما سمع منا ،ووعى، وإن شمر ذيله وانثنى، وما طالبنا ما وَعَدْنا وما انبرى، بل انساب ودخل جُحْره وانزوى، وما ترك التكذيب وما انتهى، فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يجى والسلام على من اتبع الهدى.المعلن ميرزا غلام أحمد القادياني ٢٦ مايو سنة ١٨٩٧م
۱۷۹ ــــــادة ' الإعلان المفصل الذي نسجله فيما يلي قد أرسله إلينا للنشر ناسك" مجذوب يقيم في مدينة سيالكوت منذ ١٢ عاما تقريبا، فننسخه هنا طبق الأصل: بسم الله الرحمن الرحيم الإعلان واجب البيان بفضل الله وإلهامه وروح سيدنا النبي المقبول ، وروح جميع الشهداء وأرواح جميع الأبدال والأولياء في العالم، وجميع الأرواح المطلعة على أسرار الكون قد تلقيت إلهاما وشهادة من كل هؤلاء على أن الله لا هو الذي بعث الميرزا المحترم.فقد تعرّض دين النبي المقبولة الله لأشد الفتن وأصابه ضعف شديد، وظهرت آلاف الفرق اللعينة مثل النصارى والروافض وتسببوا في ضلال الناس، فمست الحاجة إلى إرسال المسيح الموعود، وإن مهمة إصلاح هذه الفتن الخطيرة في العصر الراهن منوطة بني عظيم، ولما لم يكن أي نبي يرسل بعد ) النبي المقبول ﷺ فقد أرسل الله تعالى المرزا المحترم الذي هو ظل النبي المقبول.والذين يظنون أن عیسی الية قد رفع إلى السماء حيا بهذا الجسم المادي هم كاذبون، فلم يصعد أحد إلى السماء بهذا الجسم المادي دون أن يتذوق طعم لقد ألف المسيح الموعود اللي كتابه هذا () باللغة العربية وضمنه جزء صغيرًا بالأردية ترجمناه وجعلناه بخط مائل للتمييز بين المكتوب بالعربية أصلا وبين المترجم.علمًا أن الجزء المترجم يبدأ هنا من ويستمر إلى الصفحة ٢٩.(الناشر) هذا الناسك يحظى بصيت ومكانة في هذه المناطق.منه.
۱۸۰ الموت، فاستمعوا يا مشايخ الزوايا ويا نساك ،الزوايا ويا أصحاب الزوايا من أهل البيت يوشك أن تظهر من السماء شهادة عظيمة جليلة على صدق هذه الجماعة، فسوف يشهد الله الله بنفسه ،بجلال، فستواجهون ذلة كبيرة وخجلا في هذه المعارضة، وإعلاني هذا صادق، وهو نسخة من لوح محفوظ، إنني أرى أن الله ساخط عليكم كثيرا بسبب هذه المعارضة، وإن الرسول المقبول بريء منكم أشد البراءة.المعلن: فقير محمد من سيالكوت، على ضفة "ايك" باغ بستي والا ۱۸۹۷/۰/۲۸
۱۸۱ اقتراح رائع ننوي أن نطبع في صورة كتاب جميع مقالات سيدنا المسيح الموعود العليا المختلفة مثل الإعلانات المنشورة، والرسائل الخطية والمواضيع التي نشرت في مجلات الآخرين أو في أي جريدة.فمن كان عنده أي إعلان (نشر) قبل ١٨٩٦م فليخبرنا بعنوانه وتاريخه وخلاصة مضمونه وعدد صفحاته وذلك كي نستعيره منه إذا لم نجده في المكتب.وكذلك كل من لديه رسالة من حضرته العليا غير خاصة بل تتضمن فائدة عامة، فليرسل نسخة منها بل نفسها الأصلية، وذلك لبضعة أيام، فسوف نعيدها إن شاء الله وشاء صاحب الرسالة بعد إعداد نسخة منها.فليكن واضحا أيضا أنه عند وصول طلبات المشترين بعدد لا بأس به سيبدأ طباعة هذا الكتاب، فعلى الراغبين في الاقتناء إرسال طلبات الشراء.والمراسلات يجب أن تتم باسم الصاحبزاده المحترم سراج الحق الجمالي النعماني.والسلام المعلن: منظور محمد مدير مكتبة المسيح الموعود العليا من قاديان دار الأمان، الأول من يونيو/حزيران طبع في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان
۱۸۲ الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى لا تذكروا أمامي أي ملك لأنني واقف على باب آخر آملا.على باب الله واهب الحياة للعالم والبديع والخالق والرب وهو الكريم القادر ومزيل المشاكل والرحيم والمحسن وقاضي الحاجات لقد خررت على عتباته لأنه يقال إن المتفاني ينال مراده في هذا العالم عندما أذكر ذلك الحبيب الوفي أنسى كل قريب وصديق أنى لى أن أحب أحدا غيره فإني لا يهدأ لي البال دونه فلا تبحث عن القلب في صدري الجريح، إذ قد ربطناه بذيل الحبيب إن قلبي عرش الحبيب، وإن رأسي فداء في سبيل الحبيب كيف أخبركم أي نوع من أفضاله ينزل علي، فإن فضله بحر لا ساحل له أنى لي إحصاء ألطافه؟! فإن ألطافه لا تعد ولا تحصى لا أحد يعرف علاقتي بذلك الحبيب إني أبكي وأصرخ على عتباته كما تصرخ الحامل عند المخاض إن وقتي مشغول بعشقه فواها لهذا الوقت، وما أروع هذا الزمن واها لك يا حديقة حبيبي، فقد أغنيتني عن حدائق الدنيا كلها وبساتينها".قصيدة مترجمة من الفارسية.(المترجم)
۱۸۳ ذب المفترين إن الذين يحاربونني لا يحاربون إلا الله، فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.إن القوي يظهر حلمه، فيحسب الجاهل أنه أفضل منه.أمامي الآن أوراق سبني فيها المسلمون اسما، ومنهم عبد الحق الغزنوي الذي نعتني في إعلانه بالدجال، ونشره بعنوان "ضرب النعال على وجه الدجال" فصدق في قوله هذا؛ فهو نفسه في الحقيقة دجال، وقد أصاب النعل من السماء وجهه، لا وجه غيره.ولا أعرف لأي مدى سيضرب أكثر، إذ قد أصيب رأسه منذ مؤتمر الأديان إلى اليوم بضربتى نعال سماوية فقط، غير أنهما كانتا شديدتين، ولعل بعض العظام قد كُسرت ، لا أعرف متى تفوه هذا الشقى بهذه الكلمة، فأجيبت في حقه كدعاء.ثم في الإعلان نفسه يقول هذا الشقي في حقي: "طوق اللعنة في رقبته" ، والآن ينبغي أن يُسأل وأن يخبر واعيا: في رقبة أي منا حل الطوق؟ فليقل بوغي وإدراك وجه من قد سود الإعلان الإلهامي قبل مؤتمر الأديان؟ وفي رقبة من وضع موتُ ليكهرام طوق اللعنة؟ هذا الرجل مرة بعد أخرى يعترض على النبوءة عن آتهم.فهذا الجاهل لم يفهم حتى الآن أن النبوءة عن أتهم تحققت بوضوح بحسب الشرط المذكور في كلمات الإلهام، حاشية: أنشر هنا لفائدة العامة مكررا باختصار ما نشر عن أوضاع أتهم في كتاب أنوار الإسلام وهو ما يلي: وهذا الأمر حق تماما ومؤكد وموافق للإلهام، بأن قلب السيد "عبد الله" لو ثبت على الإساءة إلى الإسلام واحتقاره كسابق العهد، وما نال نصيبا من الرجوع إلى الحق متأثرا
١٨٤ عبد عبد عنه بيبة الإسلام، لقضي عليه في الميعاد نفسه حتما، إلا أن الله قد أكد لي في الوحي أن الله آتهم نال حظا من الرجوع بتسليمه بعظمة الإسلام وهيبته، مما أخر وعد الموت والدخول في الهاوية كاملا.فمن المؤكد أنه وقع في الهاوية، إلا أنه نجا لأيام من الهاوية العظمى التي تسمى الموت.وواضح أن أي كلمة أو شرط في كلمات الوحي وشروطه ليس بلا تأثير، أو لا يولد تحققه أي نتيجة، لهذا كان من الضروري أن يستفيد الله آنهم بقدر ما آمن بقلبه بعظمة الحق، وهذا ما فعله الله وقال لي: "اطلع الله على همه وغمه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولا تعجبوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.وبعزتي وجلالي، إنك أنت الأعلى.ونمزّق الأعداء كل ممزق، ومكر أولئك هو يبور.إنا نكشف السر عن ساقه يومئذ يفرح المؤمنون ثلة من الأولين وثلة من..الآخرين.وهذه تذكرة، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا".أي لقد اطلع الله على هم آتهم وغمه وأمهله حتى يميل إلى التجاسر والبذاءة والتكذيب وينسى المنة الإلهية، وهذه المعاني للوحي بتفهيم إلهي).ثم قال: هذه هي سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا وتغييرا، والمعنى الذي فهمته من الله لهذه الجملة هو أن من عادة الله الله أنه لا ينزل العذاب على أحد حتى تظهر أسباب كاملة تثير غضب الله، وإذا كان شيء من خشية الله يكمن في أي زاوية من القلب وظهر فزع، فلا ينزل العذاب، بل يتأجل إلى وقت آخر.ثم قال: لا تعجبوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، فالخطاب فيه موجه إلى جماعتي.ثم قال: وبعزتي وجلالي إنك أنت الأعلى الخطاب فيه لهذا العبد المتواضع) ثم قال: نمزق الأعداء كل ممزق، أي ستصيبهم ذلة.ثم قال: ومكر أولئك هو يبور، وفهمت منه أنني أنا سأنال الفتح لا العدو.وأن الله لن يتوقف ولن يكف حتى يفضح الأعداء في كل مكرهم ويجعله ييور، أي سيكسر المكر الذي صنعوه وجسموه وسيذره ميتا وسيري جثمانه للناس.ثم قال: إنا نكشف السر عن ساقه..أي نكشف الستر عن الحقيقة ونبين الشواهد البينة للفتح *، ويومئذ يفرح المؤمنون، الأولون والآخرون أيضا.ثم قال: إن تأجيل عذاب الموت بالسبب المذكور من سنتنا وقد ذكرناها.والآن على المرء أن يتخذ السبيل الذي يؤدي به إلى الله.ففي هذا زجر ولوم لمسيئي الظن.كما فهمت أن السعداء الذين يحبون وحده ولا يواجهون ظلام أي بخل وتعصب وتسرع أو سوء فهم سيقبلون بياني الله 6 * هذه كانت إشارة إلى موت ليكهرام.منه.
110 هذا ويجدونه موافقا للتعليم الإلهي، أما الذين يتبعون نفوسهم وعنادها أو لا يعرفون الحقيقة، فلن يقبلوه بسبب التجاسر والظلمة النفسانية.لقد شرحت الإلهام الإلهي بتفهيم إلهي، وملخصه أن سنة الله منذ القدم أنه ما دام أي كافر أو منكر لم يخلق أسباب الهلاك بتجاسره المتناهي وتماديه في التباهي، فإن الله لا يهلكه بموجبها.هذه هي وتعالى بعذاب، وحين يحين نزول العذاب على أي منكر تتولد فيه تلك الأسباب فيكتب له الهلاك القاعدة القديمة لنزول العذاب الإلهي، وهذه هي السنة المستمرة، وهذه القاعدة غير المتبدلة التي ذكرها الكتاب الإلهي.وسيتبين بالتأمل أن الشرط في الإلهام آتهم الهاوية هو في الحقيقة بحسب هذه السنة الإلهية.لأنه ينص على بدخول عبد الزائغة الله شرط ألا يرجع إلى الحق" لكن السيد عبد الله أتهم قد أثبت بتصرفاته الناجمة عن الاضطراب أنه نظر إلى هذه النبوءة التي صدرت لإثبات صدق الإسلام بتعظيم، كما أن الوحي الإلهي هو الآخر أنبأني بأنه لا قد اطلع على همه ،وغمه، أي أنه تعرض للخوف والذعر من النبوءة الإسلامية واستولى عليه الرعب، وأثبت بأفعاله أن هيبة النبوءة الإسلامية قد أثرت في قلبه، واستولى على قلبه الاضطراب والجنون والذهول وسحقت قلبه النبوءة الإسلامية حتى أصابه الاضطراب المتناهي وظل يتنقل من مدينة إلى مدينة وفي كل مكان خائفا متوجسا.ولم يبق توكله على الإله المصطنع الذي كان اتخذه إلها بأفكاره وظلمة الضلال، فخاف الكلاب وفزع من الثعابين كما أبدى الخوف من الأماكن الداخلية في البيت، فاستولى عليه الخوف والوهم والحرقة القلبية وأصابته الهيبة الكاملة للنبوءة وشعر بأثرها قبل تحققها، ودون أن يخرجه أحد من أمر تسر ظل ينتقل من مدينة إلى مدينة خائفا مذعورا بدافع القلق والاضطراب، وسلب الله منه راحة قلبه وظل يتشرد ويهيم في كل مكان كالفزعين المذعورين متأثرا بهيبة النبوءة بشدة، واستولت على قلبه هيبة الإلهام الإلهي وتأثيره بحيث امتلأت لياليه هولاً وأيامه اضطرابا وظهرت فيه جميع علامات الفزع والقلق التي تظهر من الشخص الذي يحسب يقينا أن ذلك عذاب إلهي نتيجة معارضته للحق.فقد ظل يبدي قلقه واضطرابه في كل مكان بأسلوب عجيب، بحيث ألقى الله في قلبه خوفا مذهلا وفزعا، لدرجة أن كان يفزع تحرك ورقة.وكان يذكر ملك الموت برؤية الكلب، ولم يهدأ له بال في أي مكان وقضى أيامه بمنتهى الاضطراب، وأحاط بقلبه الاضطراب والقلق والذعر والفزع واستولت عليه الوساوس المخيفة ليل نهار، وإن أفكاره من
117 التي القلبية لم تردّ العظمة الإسلامية بل قد قبلتها، فلم يجده الله - الرحيم الكريم والممهل في إنزال العذاب والمطلع على أفكار الإنسان القلبية وهو يعامله بحسب تصوراته- في الحالة كان يمكن أن ينزل معها عقوبة الهاوية الكاملة فورا، أي الموت الفوري.وكان من الضروري أن يؤجل - عنه العذاب الكامل حتى يخلق لنفسه أسباب الهلاك بيده بالتجاسر والتجرؤ، كما كان الإلهام الإلهي قد أشار إلى ذلك لأن وعد حلول عذاب الموت في العبارة الإلهامية كان مشروطا ولم يكن مطلقا بغير شرط، فرأى الله أن عبد الله آتهم قد قبل عظمة الإسلام بتصورات قلبه وبأفعاله وتصرفاته وبخوفه الشديد وبقلبه المذعور والفزع، وهذه الحالة تعد نوعا من الرجوع، وتتعلق بجملة تفيد الاستثناء في الإلهام، لأن الذي لا يردّ عظمة الإسلام بل يستولي عليه خوفها فهو يحقق رجوعا إلى الإسلام من وجه.وصحيح ع أن الرجوع من هذا النوع لا ينجي من العذاب في الآخرة، غير أنه يؤجل العذاب في الدنيا حتما حتى يعود إلى التجاسر.وهذا هو الوعد المذكور في القرآن الكريم والكتاب المقدس، وإن ما بيناه عن عبد الله آتهم وحالة قلبه ليس بدون إثبات، بل إن عبد الله آتهم قد أثبت بمنتهى الجلاء - بإظهار تعرّضه لمصاب جلل، وتجشمه مشاق الانتقال من مدينة إلى أخرى وبارتدائه زي الحداد وبإصدار التصرفات الناجمة عن الهلع والفزع كل يوم وبإبدائه القلق والاضطراب وحالة الجنون للعالم أنه اعترف بقلبه بصدق الإسلام وعظمته.فهل من الكذب القول إنه حقق في شخصه المدلول المهيب للنبوءة كاملا؟ لقد هاب آتهم هذه النبوءة كما يخاف المرء البلاء الحقيقي، ولم يقتنع بوسائل الحماية الظاهرية، وأصابته هيبة الحق بنوع من الجنون.فلم يرد الله أن يهلكه في هذه الحالة، لأن ذلك ينافي قانونه القديم وسنته القديمة، كما أنه يناقض ويعارض الشرط في الإلهام، فإذا تحقق الإلهام على عكس شروطه بصورة أخرى، فيمكن أن يفرح به الجاهلون، لكن الإلهام من هذا النوع لا يكون من الله، ومن المستحيل أن ينسى الله شروطه التي وضعها، لأن التقيد بالشروط ضروري جدا للصادق، والله أصدق الصادقين.غير أن عبد الله آتهم إذا أبطل فيه هذا الشرط وأهمله وخلق لنفسه أسباب الدمار بالتجاسر والعناد، فسوف تقترب تلك الأيام وتظهر عقوبة الهاوية بالكمال وتظهر النبوءة مفعولها بنوع عجيب.ومما يجدر الانتباه إليه بتركيز أن الإسقاط في الهاوية- التي قد حققه السيد عبد الله آتهم بيده؛ فالمصائب التي واجهها والأسلوب الذي أصابته به سلسلة من الاضطرابات وتمكن الهول والهلع من قلبه، إنما هي الهاوية في الحقيقة، وإن مي الكلمات الأصلية للوحي-
۱۸۷ فقد أجل الله الكريم الله موته مراعاة للشرط ثم أماته خلال سبعة أشهر وفق الإلهام، والجدير بالملاحظة أن آتهم خاف، فعامله الله بمقتضى رحمته، أما ليكهرام فلم يخف فأبدى اللهم بحقه غضبه، فقد أرى الله بهاتين النبوءتين نموذج صفتيه الجلالية والجمالية، وعامل كل واحد منهما بمقتضى حاله، إن أتهم امتنع عن كل أنواع الزهو والغطرسة بعد سماع النبوءة، لكن ليكهرام لم يمتنع.إن أتهم تخلى عن جميع النقاشات المسلمين، لكن الأخير لم يتخل.لقد ظل آتهم يقضي أيام الميعاد كالميت باكيا، أما هذا فقد ظل يضحك ويسخر.آتهم أبدى الندم، أما ليكهرام فتمادى في الوقاحة والتجرّؤ.آتهم لزم الصمت، أما ليكهرام فأطلق الشتائم.لقد قال الله في خطابه عن آتهم: "اطلع الله على همه مع هما وغمه، ولن تجد لسنة الله تبديلا".أي قد رأى الله الله قلب آنهم عامرا وغما فأجل الله الرحيم عقابه، وقال لن يغير الله سنته، فلا يعامل الخائف بقسوة.أما ليكهرام فلم يخف، وإن خوف آتهم جعل الأخير يتجاسر بسبب شقاوته، ولهذا السبب عامل الله آتهم برفق لأنه لانّ، وعامل ليكهرام بقسوة لأنه أبدى القسوة، ولهذا السبب نزل على الوحى عن أهم مرة واحدة فقط، وكان أيضا مشروطا، لكنني تلقيتُ مرارًا عن عذاب ليكهرام إلهامات توحي بنزول غضب الله عليه.باختصار؛ إن النبوءة بحق آتهم لعظيمة لدرجة أن ورد ذكرها من هذا الموت هو إكمال لها وهو غير مذكور في النص الإلهامي.فمن المؤكد أن المصيبة التي واجهها عبد الله أتهم بأوضاعه تمثل هاوية، غير أن الهاوية الكبرى التي عبر بها عن الموت قد أجلت عنه لفترة، لأن هيئة الحق أصابته، فاستحق في نظر الله الانتفاع نوعا ما الشرط المذكور في عبارة الإلهام.ومن الضروري أن يتحقق كل أمر على الوجه الذي ذكر في الإلهام الإلهي، وإنني أوقن بأن أحدا لن يعارضنا في هذا البيان إلا الذي لم يطلع على الله آتهم أو الذي يحب كتمان الحق بدافع التعصب والبخل وظلمة جميع أحداث القلب.منه عبد
۱۸۸ في البراهين الأحمدية قبل ١٧ عاما من اليوم، وهي مذكورة في الآثار النبوية، فقد تحققت هذه النبوءة من كلتا الناحيتين، وقد مات آتهم منذ زمن، أفلم تتحقق تلك النبوءة إلى الآن؟ لعنة الله على الكاذبين.أكان آتهم عذراء استحت من المواجهة دون أي سبب قوي، فلا بد أن هناك سببا، وهو أن الهيبة الإسلامية قضت عليه فور سماع النبوءة، فقد ذاب من الداخل في الخفاء، ولم يبق قادرا على أي تجرؤ ، فلم يحلف ولم يرفع قضية، وكان كبده يتفتت عندما يطلب منه الحلف، ولما كان يحرّض لرفع القضية كان ضميره يؤنبه.لقد حلف المسيح نفسه، وحلف بولس، فلماذا لم يحلف عند الحاجة الماسة؟ فإن كان قد تعرض للهجمات كان يجب عليه أن يرفع قضية عند الشرطة ويستصدر العقاب، وذلك حقه؛ فما الذي منعه من ذلك؟ أيها الغزنويون، ما أكبر عداوتكم للحق! فهل لهذه العداوة حدود؟ هل هذا ورعكم الذي جئتم به إلى البنجاب؟! إذ تكفرون مسلما وتكفرون بآيات الله الصريحة البيئة، وتدعمون الله القسوس بتصرفاتكم الدجالية، فهل كان يليق بكم كل ذلك؟ فهل ينشر عظمة دجال وكذاب وقبوله في العالم ويهين السعداء أمثالكم؟ أم قد انخدع سے اللغه ألا يعلم أسرار القلوب؟ فهل تقدرون على القضاء على الصدق؟ فهل تطفئون بأفواهكم النور الذي نزل من السماء؟ إذا كنتم سلالة إنسان صالح فلا تلقوا بأنفسكم إلى السيئة، وانتبهوا وأدركوا الوقت، فإن الفرصة لم تفتكم بعد، واقرأوا آية : ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بإمعان، ولكم الخيار بعده.ثم في الإعلان نفسه قد أطلق هذا الشيخ عبد الحق" مزيدا من الشتائم؛ فقد كتب في الصفحة ٢ و ٣ و ٤ - من إعلانه - بحقي: "الفاجر، الشيطان، اللعين، الإسراء: ۳۷
۱۸۹ حذاء اللعن والطعن على رأسه، وذليلٌ ومَهين وسيئ وشرير، عدو الله ل، وعدو ولي الله عبد الحق.ثم تنبأ في نهاية الإعلان قائلا: "سينزل عليك غضب الله عن قريب".فأقول: أيها السفيه الشقي، لم تُحسن صنعا بافترائك على الله، فانظر، أعَليكَ حلَّ ذلك الغضب أم على غيرك؟ أحَوْلَ رقبتك التفَّ حبل اللعنة أم رقبة غيرك؟ كنت قد ادعيت في إعلانك هذا أنك تستطيع أن تقفز في النار دون أن تحترق، وأنك مستعد للسير على ماء النهر دون أن تغرق، وأنك مستعد لتحبس في غرفة مظلمة لمدة شهر دون أن تموت.لكن يا أيها الشقي، بسبب تباهيك هذا قد سود الله وجهك الآن، فقد ألقتك الآية البينة من الله في نار العذاب واحترقت ولم تقاومها.فقد ظهرت عظمة هذه الآية في جميع الشعوب، وهذا ليس أقل عليك من العذاب، فقد أحرقتك هذه النار وحولتك رمادا، كما قد غرقت في نهر الندامة ولم تقدر على مواجهتها، كما حُبست في زنزانة الخذلان المظلمة ومت هناك.فانظر ماذا أرتك الغيرة الإلهية، افتح العينين قليلا وانظر كيف أصابتك غطرستك.كنت تخاطبني قائلا: "ستصلى نارا وتغرق في النهر وتموت في الكوخ فانظر الآن أيها الشقي على من انطبقت كل هذه الأمور الثلاثة، أعليك أم علي؟ قل بحقِّ، ألم تحرقك نارُ هذا العذاب؟ هل يمكنك أن تحلف أن قلبك لم يصر كبابا من هذه النار؟ وكيف لا وقد تحققت نبوءة واضحة اعترف حتى الهندوس بعظمتها، إذ قد صرّحت بجميع تفاصيل تحققها سلفا؛ فقد صرّحتُ بالميعاد، ويوم الموت ووسيلة الموت.وإن آية (فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا حكمت بأن مثل هذه النبوءة الجلية لا يقدر عليها غير الجن: ۲۷
۱۹۰ المرسلين من الله، فلا أحد من المنجمين ولا الدجالين يقدر على إصدارها، أفلا يمثل كل هذا نارا أحرقت قلبك؟ أستكفر بكلام الله أم ستموت منتحرا؟ وهل تستطيع أن تحلف على أنك لم تغرق إلى الآن في نهر الندامة؟ ألم ينكشف عليك وعلى الناس جميعا حتى الآن أنك حُبست في كوخ الخذلان المظلم؟ وظهرت نتائج معاكسة لأدعيتك وتحقق عكس ما نشرت في نهاية إعلانك هذا الذي هو من إلهام شيطاني.هل تعتقد يا تعيس الحظ أنك ما زلت حيا؟ كلا، كلا بل قد أهلكتك أعمالك المنحطة؛ فقد ألقيت بنفسك في هذه العذابات الثلاثة التي تمنيت وأعلنت أنني سأموت بها !!! فاعتبروا يا أولي الأبصار !! ثم كتب عبد الحق: "كم أمطر عليك النصارى والمسلمون لعنات عند بطلان النبوءة ضد أتهم، فهذه هي عقوبة الدجال الكذاب".فأرد على هذا أن الحكم بالخواتيم، فهذا ما فعله عديمو الفهم والسفهاء بحق الأنبياء والرسل في أول الأمر، ثم بكوا في نهاية المطاف على عدم فهمهم.أقول لكم صدقا وحقا إن هذا سيحدث هنا أيضا.والجدير بالذكر أنه قد وصلتني رسالة خطية من عبد الحق هذا وجماعته في أوائل رمضان، فلما كانت مشحونة بالشتائم والسباب لم أرد أن أكتب الردّ عليها في رمضان، غير أن تلك الرسالة للسادة الغزنويين ما زالت محفوظة عندي، وإن الشتائم التي كالُوها لي هي: "عشرة آلاف لعنة عليك، لعنة لعنة لعنة لعنة لعنة عشرة ألف مائة كافر أكفر دجال شيطان، فرعون، قارون هامان عنيد، وحش الوادي، كلب يلهث..أي كلب الغابة".فهذا هو نموذج اللسان العذب لهؤلاء الأفغان وتقواهم !! وهناك رجل آخر، ينبغي أن يقال بحقه إنه الأخ الأصغر أو الأكبر لعبد الحق، قد ذكر في مجلته "درة الإسلام النبوءة ضد أتهم ببذاءة كثيرة.حتام أشرح
۱۹۱ لهؤلاء وأكرر أن آتهم عاش ومات بحسب النبوءة! إذ قد أبدى الخوف ولم يتواقح، فعامله الله بحسب الوعد برفق وأخر عنه الموت لمدة.أما ليكهرام فقد أظهر التباهي المتتالي والخيلاء، فبطش به القادر القهار، وإن نموذجي آتهم وليکهرام هذين كليهما يفيدان عطاشى المعرفة كثيرا، ويثبت منهما كيف أن الله الرحيم الكريم يلين لمن يبدي اللين، وكم هو غيور أيضا فيبطش بالمتمردين سريعا.إن شحوب وجه آنهم بعد سماع النبوءة وتمادي ليكهرام في التكبر كان يتطلب بالطبع نتيجتين مختلفتين.أيها الأغبياء، أكان من المناسب ألا يتحقق الشرط في الإلهام الإلهي؟ أو هل كان جديرا به ألا يرفق عند مقتضى الرفق، ويرمي الخائف بالحجر فورا.وقد سمعتم أن الله اللي كان قد أشار بشرط الرجوع في الإلهام إلى الملكة الفطرية في آتهم، فلو لم يكن مفطورا على تقبل الخوف لما اشترط الله الرجوع في الإلهام، ومعلوم أن الرجوع فعل قلبي لا يستلزم الإعلان بالإسلام علنا، فقد أكد أتهم من خلال أقواله وأفعاله أنه التزم بهذا الشرط، فذلك الإله الرحيم الذي قال عندما يرجع إلي ركاب السفينة الموشكة على الغرق فإني أنجيهم مع أنهم سيعودون إلى شقاوتهم..قد حقق ذلك الإله الحليم نفسه هذه أنني أعلم الفائدة لأتهم بسبب رجوعه، كما كان مشروطا في الإلهام.ثم إن أتهم لم يؤلف أي كتاب ضد الإسلام ولم يرفع قضية في المحكمة، ولم يحلف، وقد خلا من هذا العالم واعترف بخوفه.فصحيح أنه لا علاج لعديمي الإيمان، غير أن المؤمنين يستنتجون حتما من انطواء أتهم على نفسه وصمته أنه رجع، وكان من واجب آتهم أن لا يترك لنا ولكل منصف مجالا للاستنتاج من أقواله وأفعاله بأنه بعد إقراره بالخوف، بل كان يجب عليه أن يثبت بالحلف أو رفع القضية أو بطريق آخر أن الجبن الذي ظهر منه خلال خمسة عشر شهرا على التوالي لم رجع
۱۹۲ يكن بسبب هيبة النبوءة الإسلامية.فمن منتهى الوقاحة الزعم بأن قلب آتهم لم يعترف بعظمة النبوءة مثقال ذرة، وأنه داوم على تجاسره وتباهيه في ميعاد النبوءة.لقد قال رئيس تحرير مجلة "درة الإسلام إن الإيمان يلزمه الإقرار باللسان، فنجيبه أيها الغبي، إن الإلهام تضمن كلمة الرجوع، وهو في الحقيقة فعل قلبي ولا يشترط له الإقرار باللسان، وإنما الإقرار باللسان شرط للنجاة في الآخرة، أما الفوز بالنجاة في الدنيا فقط فيكفيه مجرد خوف القلب، فليس من الضروري أن يقام اجتماع لإعلان الشهادة، بل قد ذكر القرآن الكريم مَن كان يَكْتُمُ إِيمَانَهُ.ثم يقول هذا الرجل نفسه مشيرا إلي بأني نشرت إعلانا في مارس/آذار ١٨٨٦م بولادة ابن، ولكن ولدت بنت.لكن أيها السفهاء وعميان القلوب، حتام أشرح لكم؟ أروني إعلان ١٨٨٦ ذلك الذي ورد فيه أن الابن سيولد في هذا العام نفسه حتما.ثم يكتب هذا الرجل نفسه وهو يوجه الكلام لي: "ألم تخجل من إلهامك الكاذب أي خجل؟" لكنني أقول يا أسود القلب، لم يكن الإلهام كاذبا، لكنك أنت لا تملك القدرة على فهم الكلام الإلهي، فلم يكن في الإلهام أي كلمة تفيد أن الابن سيولد من هذا الحمل حصرا، فماذا أقول سوى "لعنة الله على الكاذبين".صحيح أني تلقيتُ الإلهام أن الشعوب ستتبرك من الابن الموعود، غير أن هذه الإعلانات لا تتضمن أي إلهام إلهي يؤكد أن الابن الفلاني هو الموعود، وإذا كان مثل هذا الإلهام موجودا فلعنة الله عليك إن لم تقدم ذلك الإلهام.إلا أن الابن قد ولد من حمل آخر كما كنتُ تلقيتُ البشارة بولادته سلفا، بحد ذاتها نبوءة قد تحققت ، وأقرها صراحةً معارضونا أيضا.أما إذا كنتُ سجلت في النبوءة إلهاما يؤكد أن الإلهام صرح أن هذا الابن هو وهي غافر: ۲۹
۱۹۳ الموعود، فلماذا لا يقدم ذلك الإلهام؟ وإذا كنت عاجزا عن تقديم ذلك الإلهام فهل تحل هذه اللعنة عليك أم على غيرك؟ أما القول بأني قد وصفتُ هذا الابن أيضا بالمسعود، فاعلم أيها السفيه إن سلالة السعداء تكون سعيدة بالطبع إلا ما شد وندر، فأي والد لا يصف ابنه بالسعيد ويصفه بالشقي، فهل هذا هو دأبك؟ وحتى لو كنت قصدت ذلك على سبيل الافتراض فليس قولي وقول الله سيان، فإنما أنا بشر ومن المحتمل أن أقول شيئا باجتهاد وأخطئ في اجتهادي، وأنا أسألكم في أي إلهام إلهى صرحت بأن الابن الموعود سيولد في الحمل الأول حصرا، أو أن الذي يولد في الحمل الثاني هو الابن الموعود في الحقيقة، ثم بطل ذلك الإلهام؟ وإذا كان مثل هذا الإلهام موجودا عندك ولم تنشره فلعنة الله عليك.وهناك اعتراض آخر لكم: إن صهر أحمد بيك ما زال حيا يرزق" فأقول: أيها القوم التعيس الحظ، حتّامَ تبقون عميا وبكما وصما؟ وحتام تعمى أعينكم عن النور الذي أنزل؟ فاسمعوا وافهموا أنه كان لهذا الإلهام جزءان، يتعلق أحدهما بأحمد بيك وآخر يخص صهره، وقد سمعتم أن أحمد بيك قد مات في الميعاد، ويأتي يوم تسمعون فيه أن النبوءة المتعلقة بصهره أيضا قد تحققت، إن كلمات الله لا تُبدل، وإن اعتراضاتكم ليست جديدة، فاقرأوا الصحف؛ فقد أثار قاصر و الفهم من السابقين مثل هذه الاعتراضات على الأنبياء أيضا، فقد تشابهت قلوبكم، أما قولكم: "لماذا لم يمت في الميعاد؟" فهذا من عدم إيمانكم أو قصور فهمكم، إذ إن إلهام "توبي توبي فإن البلاء على عقبك" يصرح بوضوح شرط التوبة.وهذا الإلهام كان يخص أحمدَ بيك وصهره كليهما، لأن العقب يطلق على البنت وأولاد البنت وكان الخطاب في الإلهام موجها إلى والدة زوجة أحمد بيك، ومعناه أن بنتها وحفيدتها ستفجعان بوفاة الزوج، فإن تابت
١٩٤ فسيؤخر الموتُ، فلم يعبأ أحدٌ بهذا الإلهام في حياة أحمد بيك، لكنه حين مات انقصم ظهر أرملته والورثة الآخرين أيضا، فانصرفوا إلى الدعاء والضراعة بصدق القلب، وكما سُمع فإن والدة صهر أحمد بيك لم تستعد صوابها ولم يهدأ بالها حتى الآن.فالله تعالى ينظر متى يتمادون في التجاسر والتباهي، فيحقق وعده عند ظهور كل هذه الأمور، وعندئذ لن ألعنكم أنا فقط بل سوف يلعنكم كل عاقل، لأنكم بارزتم الله.كما ثم هناك شيخ آخر باسم الشيخ النجفي، واجهني ووصفني بالكذاب والدجال والجاهل، ويقول: "إن آية الخسوف والكسوف قد قدر ظهورها يوم القيامة لا الآن".فهذا السفيه لا يعرف أن الخسوف والكسوف سيحدث آية للمهدي ورد في "الدارقطني وغيره من كتب الحديث، فمن سوف ينتفع من هذه الآية يوم القيامة؟ فظهور المهدي في ذلك الوقت عديم الجدوى.إذا كان الله قد أراد القضاء على الخلق بتفكيك النظام الشمسي، فأين المهدي وأين آياته عندما تقوم القيامة؟ من ذا الذي يشكّ في أن زمن المهدي زمن التجديد، و أن ظهور الخسوف والكسوف آية له؟ فهذه الآية قد ظهرت الآن، فليقبل من كان يريد القبول.وقد انخسف القمر في أول ليلة من ليالي الخسوف الثلاثة، وانكسفت الشمس في أوسط أيام الكسوف الثلاثة كما ورد في الحديث، وبذلك قد تحققت النبوءة بمنتهى الجلاء.ولما كان علماء الزمن يشبهون الشمس والقمر، فقد أشارت هذه النبوءة إلى أن هذا الخسوف والكسوف يشهد على أن قلوب العلماء قد أظلمت، فكل ما يحدث في الأرض تعكسه السماء.ثم يقول لي هذا الشيخُ نفسه في رسالته المليئة بالهراء والبذاءة وكتبها باللغة العربية: "إذا بارزتني أثبت لك تمكني من اللغة العربية"، مع أن رسالته هذه قد كشفت لي جيدا كم من العلوم بحوزته، وعلمتُ أنه ليس بحوزته شيء إلا
۱۹۵ بعض الجمل المنتحلة وبعض الكلمات المسروقة.وكذلك تباهى عبد الحق أيضا في إعلانه المذكور وكتب عنى "الكتب التي ينشرها يمليها عليه علماء اللغة العربية، وإني أعلم يقينا أن ليس لديه أي كفاءة للكتابة باللغة العربية، وإذا أصر على أنه وهب كفاءة فعليه أن يناقشني في اجتماع عام للعلماء باللغة العربية بحيث يسجل كلام كل واحد منا ليعرض بعد ذلك على العلماء، وإذا تفوق على فسوف نعترف أنه هو صاحب هذه الكتب العربية، والنقاش سيكون شفويا وجها لوجه، وإذا لم يقدر على تقديم شيء في النقاش فلعنة الله على الكاذبين." هي فكتبنا ردا عليه في ضميمة عاقبة أتهم أنا مستعدون لهذه المواجهة، لكن عليك أن تتذكر أننا كتبنا مرارا أني لم أكتب هذه الكتب العربية لكي يعترف الناس بأني أتقن اللغة العربية وأن يعتبروني شيخا، بل قد صرحت في هذه المؤلفات مرارا أن تأليف هذه الكتب آية إلهية لي وأعطيته معجزة، لكي تكون الأخرى دليلا على صدق دعواي.متى وأين كتبتُ أن غايتي من تأليف هذه الكتب العربية أن يعترف المغلوب في هذا السباق بأني أتقن اللغة العربية؟ فعليك أن تقرّ بأنك إذا هزمت صراحة رغم ادعائك بالفضل والتمكن من العلوم العربية - من شخص مثلى، الذي تزعم في هذا الإعلان نفسه أنه ليس جديرا بالكتابة باللغة العربية، ستعدّها آية وتؤمن من صميم القلب أنها معجزة إلهية وتبايعني فورا تائبا ؟ إلا أنه قد مضى قرابة شهرين و لم أتلق من عبد الحق أي رد و كأنه قد مات.فليفكر المنصفون الآن كم يوظف هؤلاء الدجل لكتمان الحق، وكم يهلكون الناس بأكاذيب شيطانية، فلو كان هذا الرجل صادقا في ادعائه بمعرفة اللغة العربية، وكان في الحقيقة يحسبني أميا محضا وعديم العلم وجاهلا، فكان الله
١٩٦ قد أتاح له الفرصة بأني أبديت استعدادي لمواجهته وكنتُ وعدت حتما بأني كاذبا إن غلبتُ، أما إذا كنتُ غالبا فليعدني صادقا؛ فلماذا أعرض ساعد نفسي وامتنع؟ فهل من الإنصاف في شيء أن أعد كاذبا إن غُلبتُ، وأن أعدَّ عالما بالعربية في حال غلبتي فقط؟ فهل كان هدفي من تأليف هذه الكتب أن أسمى مولويا؟ إنني أشمئز من قديم من كلمة "المولوي" وأتبرأ من أعماق قلبي من أن يسميني أحد مولويا، إنما كان هدفي من تأليف هذه الكتب إظهار آية إلهية فقط، لأن هذه الولاية ظلّ كامل للنبوة.إن الله لك حقق النبوءات لإثبات نبوة النبي ، وكذلك تحققت النبوءات الكثيرة هنا أيضا، إن الله أثبت صدق نبيه بإجابته لأدعيته، وهنا أيضا أجيبت أدعية كثيرة.تدبروا نموذج إجابة الدعاء هذا في قضية ليكهرام.وكما أظهر الله له الا الله لنبيه معجزة انشقاق القمر، كذلك ظهرت هنا أيضا آية الخسوف والكسوف.وكان الله قد وهب لنبيه معجزة الفصاحة والبلاغة، كذلك حقق لي أيضا البلاغة والفصاحة بإعجاز.باختصار؛ إن هذه البلاغة والفصاحة أيضا آية إلهية ،لي وإذا لم تستطيعوا إبطالها فقد صدقت بهذه الآية والآيات الأخرى الدعوى التي لإثباتها قد ظهرت هذه الآية، وأقيمت عليكم.فهذا هو الرد الذي أرسلناه إلى عبد الحق.ولما كان الموعد والأجل قد مضى و لم نتلق منه أي رد، وترك الشيخ النجفي أيضا تتبع الصديق الأكبر والفاروق الأعظم لمصلحة مؤقتة، وصوّب إلي جميع سهام سبه وشتمه؛ فقد رأيت من المناسب أن أكتب بعض الأوراق بإيجاز باللغة العربية كآية لإفحام هذا النجدي المتغطرس والغزنوي وأن أحصر صدقي أو كذبي فيها.فإن كان الله معي، وأنا أعلم جيدا أنه معي، فلن يمكن هؤلاء من مواجهتي.لذا كنت أنوي أن أكتب هذا الموضوع بعد موت ليكهرام في ۱۸۹۷/۳/۸ لكن ذلك تأجل بسبب
۱۹۷ انشغالي في نشر بعض الإعلانات المهمة.والآن بدأت من ۱۸۹۷/۳/۱۷م، وأوقن بأنني سأتمكن بفضله وقوته وتوفيقه في أسبوع إن شاء الله، من كتابة الموضوع باللغة العربية بعد هذه المقدمة الأردية بما يتجلى آية للمعارضين.وإنني أعد وغدا مؤكدا بأنه إذا نشر أحدهما أعني النجفي والغزنوي مقابلي موضوعًا يماثله حجمًا ، نظمًا ونثرا ، في موعد يقدَّر بدءا من ۱۸۹۷/۳/۱۷ إلى يوم النشر، أي يوم وصول هذا الكتيب إليهما؛ وصرح الشيخ عبد الله الأستاذ في اللغة العربية - أو أستاذ آخر يقترحه المعارضون في اجتماع عام مقسما بالله قسما مؤكدا بنزول العذاب الإلهى أن ذلك الموضوع قد فاق الموضوع المقدم في جميع نواحي البلاغة والفصاحة أو يساويه، ثم لم يواجه ذلك المقسم عذابا إلهيا خلال واحد وأربعين يوما بعد دعائي؛ فسوف أحرق جميع التي تكون بحوزتي وسأتوب على يديه، وبذلك يحسم النزاع المستمر.تبي فمن لم يتقدم للمواجهة بعد هذا فليعرف الناس أنه كاذب.أما القول بأن من المحتمل أن أستكتب غيري وأنشره باسمي؛ فجوابه أنكم أيضا تستطيعون أن تجدوا مثل هذا المتمكن من اللغة العربية بسهولة، بل إنكم تتباهون كل حين وآن أن آلاف العلماء معكم، أما أنا فليس معي كما تزعمون سوى زمرة الجهلة أو شبه الدارسين.أفلا تخجلون من التفوه بمثل هذه الأمور؟ فعندكم وسائل عون ودعم أكبر.توسلوا إلى أديب أو خروا على قدميه إذا اقتضت الحاجة، فيشفق عليكم ويؤلف لكم شيئا.ثم إن العبارة التي أقدمها سواء أكانت لي أو لشخص آخر، كما يملي عليكم تفكيركم المجنون، فلا يهمكم الأمر في شيء، إذ إنني أؤكد لكم أني سأعد نفسي كاذبا إن قدمتم نظيرها.فعليكم أن تبذلوا قصارى جهدكم لتقديم هذا النظير، وسوف تنجحون في ذلك حتما إن كنتم صادقين، لأن الله لا يضيع الصادقين، وإن
۱۹۸ أحباءه لا يواجهون الذلة.وأكرر وأقول: يجب عليكم نشر كتيب مماثل في المدة نفسها التي كتبته فيها بدءا من ۱۸۹۷/۳/۱۷.وإذا تأخرتم عن ذلك فلن ألتفت إلى أعذاركم السخيفة.وأكتب الآن الكتيب العربي.وما توفيقي إلا بالله رب انصرني من لدنك رب أيدني من لدنك، رب إن قومي طردوني فآوني من لدنك رب إن قومي لعنوني فارحمني من لدنك، ارحمني يارب الأرض والسماء، ارحمني يا أرحم الرحماء ولا راحم إلا أنت، إنك أنت حبي في الدنيا والآخرة وأنت أرحم الراحمين، توكلت عليك وأنت لا تضيع المتوكلين.*****
۱۹۹ الاعتذار: إذا وجد ميان عبد الحق الغزنوي أي كلمة قاسية في هذا المقال العربي فليعذرني، لأن هذا العبد المتواضع - على حد زعمه - لا يملك الكفاءة للتأليف باللغة العربية، بل الذين يكتبون باللغة العربية هم علماء آخرون.إذن ستقع المسئولية على أولئك المجهولين لا على الشخص الذي لا يعرف اللغة العربية.اسمي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعلني مَظهَرَ الآيات، وصيَّرني ظل سيد الكائنات، وجعل كاسمه بأنواع التفضلات، فأتم النعم علي لأحمدَه وأكون له أحمد تحت السماوات ونضَّر بي إيمان الناس ليُحمّدوني وأكون مُحمَّدًا بين المخلوقات.فأنا أحمد وأنا محمد كما جاء في الروايات وأُعطيت حقيقة اسمي نبينا فخر الموجودات، كانعكاس الصور في المرآة، فنصلي ونسلم على هذا النبي الأمي الذي تنعكس أنواره في الصالحين والصالحات، وتُفتح باسمه أبواب البركات، وتتم بنوره على الكافرين والكافرات؛ وعلى آله الطاهرين والطاهرات وأصحابه المحبوبين والمحبوبات، وجميع عباد الله الصالحين.أما بعد..فاعلموا أيها الطالبون، والأخيار المسترشدون، أن الله أتم حجتي على الأعداء، وأرى لي الخوارق وأسبغ من العطاء، ورأيتم كيف نزلت الآيات من السماء، وكيف فُتِحت الأبواب للطلباء، ثم الذين بخلوا يُنكرونني لاعنين، ويتركون الديانة والدين.جردوا من غير حق سيف العدوان، وشهروا حُسام السب والطغيان، وما كانوا منتهين.إنهم يؤذونني ويسبوني ويكفّرونني، ولا أعلم لم يُكفّرونني.أيكفّرون رجلا يقول إني من المسلمين؟ يُصرون على سبل الضلال والنكوب، فأين خوف الله وتقوى القلوب، وأين سير الصالحين؟ أما
جاءتهم الآيات؟ أما ظهرت البينات؟ أما حصحص الحق ورفع الشبهات؟ أفتعاهدوا على أنهم لا يرجعون إلى حق مبين؟ أو تقاسموا على أنهم يُصرون على تكذيب وتوهين؟ أيخوفونني بالسب والشتم ،والتكفير، ويتربصون بي الدوائر بالحيل والتدابير؟ والله يعلم كيد الخائنين.إنه يعلم ما في نفسي ونفسهم، وإنه لا يُحب المفسدين.وإني عنده مكين ،أمين وإن بيني وبينه سرّ لا يعلمه إلا هو، فويل للمعتدين.أتحسب الأعداء أن العداوة خيرٌ لهم، بل هي شرّ لهم، لو كانوا متفكّرين.أيظنون أنهم يهدّون ما بنته أنامل الرحمن؟ أو يجوحون ما غرسته أيدي الله ذي المجد والسلطان؟ كلا..بل إنهم من المفتونين.يا معشر الجهلاء والسفهاء..وزُمر الأعداء والأشقياء! أأنتم تطفئون نور حضرة الكبرياء، أو تدوسون الصادقين؟ اتقوا الله، ثم اتقوا إن كنتم عاقلين.أيها الناس..فارقوا فُرُسَ الكَرَى، فإن الوقت قد دنَا، وإن أمر الله أتى، وإنه يريد الموتى.فهل تريدون حياة لا نزع بعده ولا رَدَى؟ وهل تحبّون أن يرضى عنكم ربكم الأعلى، أو تُصعرون خدَّكم معرضين؟ واعلموا أني أُعطِيتُ قميص الخلافة، وتسربلتُ لباسها من حضرة العزة، فارحموا أنفسكم ولا تعتدوا كل الاعتداء ألا ترون إلى ما تنزل من السماء، بقي فيكم رجل من المتقين؟ ولو كان هذا الأمر من غير الرحمن، لمزقه الله قبل تمزيقكم يا أهل العدوان.انظروا كيف عَنتُم بل مُتم في جهد الصباح والمساء، ومددتم إلى الله يد المسألة والدعاء، فرددتم مخذولين في الحافرة، وما حصل إلا إضاعة الوقت وزفرات الحسرة.فما لكم لا تتفكرون في أقدار تنزل، ولا ترغبون في أنوار ،تُستكمل، أهذا فعل الإنسان؟ أهذا من الكاذب الدجّال الشيطان؟ فلا تُهلكوا أنفسكم بجهلات اللسان، واستعينوا متضرعين.يا حسرة عليكم! إنكم لا تنظرون متوسمين، وإذا نظرتم نظرتم لاعبين، ولا
تمعنون خاشعين.أتتركون في هذا اللهو واللعب، ولا تُقادون إلى نار ذات اللهب، ولا تسألون عما عملتم مستكبرين؟ لا تُلهكم أموالكم وأولادكم، فإن الحمام ميعادكم، ثم قهرُ الله يصطادكم، وأين المفر من رب السماوات والأرضين؟ وقد رأيتم آية الكسوف فنسيتموها، ثم رأيتم آية الله في "آتم" فكذبتموها، وتجلّت لكم آية موت "أحمد بيك" فما قبلتموها، وقرأتم كتب بلاغة رائعة فيها آية فصاحة معجبة، فكأنكم ما قرأتموها، وظهرت في ندوة المذاهب* آيات فنبذتموها، وقد كانت معها أنباء الغيب فما باليتموها، وكأين من آيات شاهدتموها، فكأنكم ما شاهدتموها وكم من عجائب آنستموها، فما ظلت لها أعناقكم خاضعين.والآن أشرقت آية في "عجل جسد له خوار"، فهل فيكم من يقبلها كالأحرار، أو تولون مدبرين؟ وتقولون إن "آتم" ما مات في الميعاد، وتعلمون أنه خاف فيه قهر رب العباد.ففكروا ألم يجب أن تُرْعَى شريطة الإلهام، ويؤخر أجله إلى يوم يُنكر كاللئام؟ وقد سمعتم أنه ما تألّى إذا دُعِيَ للإقسام، وما ذهب مستغيثا إلى الحكام، فانظروا..أما تحقق كذبه؟ أما بلغ الأمر إلى الإفحام؟ إنه زجى الزمان في صمتٍ وسكوت، وأتم الميعاد كمضطرب مبهوت، وألقى نفسه في متاعب وشوائب، وتراءى منكسرًا كأنه رأى نوائب وما تفوه بكلمة يخالف الإسلام، حتى أكمل الأيام.فهذه القرائن تحكم ببداهة أنه خشي عظمة الإسلام بكمال خشية، يشير حضرته ال إلى المؤتمر الأعظم للأديان الذي عُقد في لاهور أيام ٢٦ إلى ٢٩ ديسمبر عام ١٨٩٦م، واشترك فيه ممثلو شتى الأديان، وصار مقاله اللي فيه غالبا على كل مقال آخر، مؤكدًا غلبة الإسلام على باقي الأديان، وذلك باعتراف الأصدقاء والأعداء.(الناشر)
۲۰۲ وكان من قبل يجادل المسلمين، ويُخاصم كالمؤذيين، وأما بعد نبأ الإلهام، فامتنع من النزاع والخصام، وصار كقلم ردي، وسيف صدي، وجَهلَ أوصاف المصاف وأخلافَ الخِلاف وكنتُ أعطيه أربعة آلاف، إذا قمت لإحلاف، فما تألّى، بل ولّى ؛ فانظروا..أهذه علامة الصادقين؟ ثم إذا انقضت أشهر الميعاد، فقسى قلبه ورجع إلى الإنكار والعناد، فلذلك مات بعد ما أنكر وأبى، ولو أنكر في الميعاد لمات فيها وفنّى فلا شك أن هذا النبأ سود وجوه المنكرين، وأرغَمَ مَعاطِسَ المكذبين، وإنّ فيه آيات للطالبين، وإنه مكتوب في كتابي "البراهين"، وإنه يوجد في أخبار خاتم النبيين، فآمنوا به إن كنتم مؤمنين.ومن آياتي أنّ الأحرار نافسوا في مصافاتي، وآثروا لعن الخلق لموالاتي، وتركوا أنفسهم لنفائس نكاتي، وصبوا إلى رؤيتي وجاءوا تحت راياتي، إن في ذلك لآيات للمتدبرين.ومن آياتي أن العدا رغبوا عن معارضي، بعد ما رأوا عارضي، ووجدوا كالبخيل القالي، بعد ما وجدوا عذوبة مقالي، وألفوا بالحسد كاللئام، بعد ما أَلْفَوا دُرَرَ الكلام، إنّ في ذلك لآيات للمتعمقين.ومن آياتي أني لبثتُ على ذلك عُمُرًا من الزمان، ولا يُمهل من افترى على الله الديان، إن في ذلك لآيات للمتوسمين.ومن آياتي أني أُعطيتُ عقيدةً يدرأ عن الطالب كل شبهة، ويكشف عن بيضة السرّ مع حقيقة، إنّ في ذلك لآيات للمستبصرين.ومن آياتي أن الزمان نُظِمَ لي في سلك الرفاق، وأُنشئ المناسبات في الأنفس والآفاق، وكذلك أُرسلتُ عند خفوق راية الإخفاق، إن في ذلك لآيات للمتفرسين.ومن آياتي أن الله شحذ سيف بياني، وأرى جواهره بغرار برهاني، إنّ في
۲۰۳ ذلك لآيات للناظرين.ومن آياتي أن الحق ما استسرَّ عني حينًا، وجُعِل قلبي له عَرِينًا، وجُعِلتُ له مُجدِّدًا مُبينًا، إن في ذلك لآيات للمتأملين.أيها الناس..قد جاءكم لطف ربّ العباد، وتعهدكم فضله تعهد العِهاد، عند إمحال البلاد، فلا تردّوا نعم الله إن كنتم شاكرين.أأنتم تهدون ما شاد، أو تمنعون ما أراد؟ وقد رأيتم أنكم لم تستطيعوا أن تأتوا بكلام من مثل كلامي، حتى سكتم وصمتم متندمين من إفحامي.وأشيع الكتب المملوة بالنكات النخب، ولطائف النظم وبدائع النثر ومحاسن الأدب، فما كان جوابكم إلا أن قلتم إنها من قوم آخرين.فانظروا كيف عجزتم ثم صُرفت قلوبكم عن الحق فصرتم قومًا عمين.حتى إذا احتد منكم الحجاج، وامتد اللجاج، ونبح النجفي والغزنوي، وقالا إنه جاهل غوي، كتبتُ رسالتي هذه لتكون حجة على المفترين، وليفتح الله بيني وبينكم وهو خير الفاتحين.العلماء وقال الذي آذاني من جماعة عبد الجبار، إن هذا دجّال وأكفر الكفّار، وجاهل لا يعلم العربية ولا شيئا من النكات والأسرار، وأعانه عليه قوم من المتبحرين.وكذلك ظنَّ النجفي، فانظر كيف تشابهت قلوب المعتدين.وما أرضعوا ثدي الأدب، أو أعطوا من العلوم النخب، وما منهم أثبت أحدٌ أنهم جاءوني بالدبيب ولا بالخبيب بل تكلّموا كالنساء متسترين.وما أنكروا بصحة النية، بل كبخيل خاطب الدنيا الدنية ونبههم الله فما تنبهوا، وأيقظتهم الآيات فما استيقظوا ألم يروا آية كبرى، إذ أهراق قاتل دما وأولغ فيه المدى؟ وكان المقتول "آرية" خبيثا ومن العدا.فأبكى الله من سخر من الدين وسب وهجا، وألقاه في عذاب لا يتقضى، ونار لا يموت فيها ولا يحى، وضيع كل ما صنع وهدم كل ما علا، إنّ في ذلك لآيات لأولي النهى.وكان نبأ "آتم" يحكي
٢٠٤ السها، بما خفي من أعين العُمي وما تجلّى، فألقت هذه الأياة عليه رداءها، فأشرقا كشمس الضحى، وأضاءا عقول العاقلين وجذبا إلى الحق من أتى.وهذه آية عذراء، وشمس بيضاء، فليهتدِ من شاء، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.وإنها تشفي النفس، وتنفي اللبس، وتوضح المعمى، وتكشف السر عن ساقه والغُمَّى، وتتم الحجة على المجرمين.فيا حسرة على المخالفين! إنهم يتركون أحكم الحاكمين.فكأنّ الله شرق وهم غربوا، ودعا لجمع الثمار وهم احتطبوا وأمر أن يؤتوني عَذَّبًا فعذَّبوا، وما اجتنبوا الأذى بل كادوا أن يُجنّبوا، فردّ الله نياتهم عليهم فانقلبوا مخذولين.ومنهم رجل من الغزني يسمونه عبد الحق، وإنه سب وشتم ووثب سفاهةً كالبق.وإنه فُوَيسقةٌ يُذعِر الأسود في جُحره بالغق.وإنّ الخنّاس زقه فبالغ في الزق.وإنه كذب آية الكسوف كما كُذَّبَ مِن قبل آية القمر المنشق.إن الشيطان لقَّ عينَه فذهب ببصره باللق.وما نَقَّ إلا كدجاجة فنذبحه بمدى الحق، ونُريه جزاء النق، فما ينجو منا بالهرب والهق، ولا ينفعه كيد الكائدين.وإنّه أرسل إلي كتابه المملوّ من السب والتكفير وخدع الناس بأنواع الدقارير، وذكر فيه كتابي ،وهذى وقال أهذا من هذا؟ كلا بل إنه من النوكي، ولا يكاد يبين.وخاطبني وادعى كعارف الحقيقة، وقال إنك لست مؤلّف هذه الكتب الأنيقة ولا أبا عُذر تلك الرسائل الرشيقة والنكات الدقيقة العميقة، بل استمليتها من رجال هذه الصناعة، ثم عزوتها إلى نفسك لتحمد بالفضل والبراعة، وإنا نعرف مبلغ علمك وما كنا غافلين.فضلاء وشابهه في قوله شيخ طويل اللسان، كثير الهذيان، وزعم أنه من الزمان، وأنه نَجَفي ومن المتشيّعين.وإنه أرسل إلي مكتوبه في العربية، ليخدع الناس بالكلم الملفقة، ولتعظمه قلوب العامة وليستميل إليه زُمر الجاهلين.وما
كان قوله إلا فضلة قول الفضلاء، وعَذِرةُ كلمتهم العذراء.فالعجب من جهله، إنه ما خاف إزراء ،القادحين ووقف موقف مندمة، وما أرى الوجه كالمتندمين.بل إنه مع ذلك بلغ السب والشتم إلى الكمال، وما غادر سبا إلا كتبه كالسفيه الرزال، ولا يعلم ما الإيمان وما شيم المؤمنين.ومثل قلبه المنقبض كمثل يوم جوه مُرْمَهِرٌ ودَحْنُه مُكفهر، عاري الجلدة، بادي الجردة، شقى في الدنيا خسر والدين.يسبني ويشتمني بطغواه، ولا ينظر إلى مآل ساب من "الآرية" ومأواه، وإن السعيد من اتعظ بسواه.وأنى له الرشد والهدى، وإنه لا يعلم ما التقى، ولا الأدب المنتقى، وإنه سلك سُبل الهالكين.لا يُبالي الحشر وأهواله، ولا قَهْرَ الله ونكاله، وكل ما كتب فليس إلا ككيد، أو أحبولة صيد، أراد أن يفتن قلوب الجماعة، بافتنانه في البراعة، وأرعف كفه اليراع، ليُرِيَ السفهاء البَعاعَ، ولكنه هتك أستاره، وأرى في كل قدم عثاره، وأفضى في حديث يُفضحه، ودخل نارا تلفحه، فمثله كمثل رجل شهر خزيه بدفه، أو جدع مارن أنفه بكفّه، فلحق بالملومين المخذولين.ومع ذلك سبني ليجير فُقدان فضل بيانه بفضول لسانه، وأما نحن فلا نتأسف على ما قلَى ،وقال ولا نُطيل فيه المقال، فإنه من قوم تعودوا السب والانتصاب للإزراءات، وحسبوه لأنفسهم من أعظم الكمالات، فنستكفي بالله الافتنان بمفترياته، ونعوذ به من نياته وجهلاته، وما نعطف إلى السب كما عطف هو من العناد، ونُفوض أمرنا إلى رب العباد، وهو أحكم الحاكمين.وكيف يكذبني مع أنه ما نقض براهيني، وما دوّن كتدويني، وما تصديتُ لدعوى ما كان معه الدلائل، بل عرضتُ دلائل أزيد مما يسأل السائل، وما كان كلامي بالغيب بضنين.وقد ثبت عند جميع الحكّام وولاة الأحكام، أن الدعاوي تحب قبولها بعد الأدلة، كما تحب الأعياد بعد الأهلة، وكنتُ ادّعيت أني أنا المسيح الموعود،
٢٠٦ والإمام المهدي المعهود، فأرى الله آياته على ذلك الادّعاء، وسَكَّتَ وبَكَّتَ زُمْرَ الأعداء، وأرى آية تارة في زي الإيجاد، وأخرى في صورة الإعدام والإفناد، وأعجز الأعداء مرّة بخوارق الأقوال، وأخرى أخزاهم بعجائب الأفعال.وأيدني ربي في كل موطن ومقام وما بقي دقيقة من تبكيت وإفحام، ومزقوا كل ممزق الله مُخزي المفسدين.ثم قيض قدر الله لنصبهم ووصبهم، أنهم طعنوا في علمي وفخروا ببراعتهم وأدبهم، وكانوا عليها ،مُصرّين، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.من فوالله ما فكرتُ في الإملاء والإنشاء، وما كنتُ من الأدباء والفصحاء، وما احتاج يراعي إلى من يُراعي كالرفقاء، بل كنتُ لا أعلم ما البلاغة والبراعة، ولا أدري كيف تحصل هذه الصناعة.فبينما أنا في حيرة من هذه الإزراء، وقد تواتر طعنهم كالسفهاء، إذ صُبّ على قلبي نور من السماء، ونزل عليّ شيء كنزول الضياء، فصرتُ ذا مقول جري، وقول سحباني، فتبارك الله أحسن الخالقين.ولكن ما تسلّت به عمايات هذه العلماء، وظنوا أن رجلا أعانني أو جمعا من الفضلاء، وأنها ثمرة شجرة الآخرين.ثم بدا لهم أن يُعارضوني مشافهين، فإذا قمتُ فكأنهم كانوا من الميتين.والآن ما بقي في كفهم إلا الرفث والإيذاء، وكذلك سبني النجفي وما يدري ما الحياء.ولكنا لا ندفع السب بالسب، وما كان لحمام أن يُحجر نفسه كالضب، أو كالتنين.وما نشكوه على ما فعل، ولا نتأسف على ما افتعل، فإنهم قوم ما عُصم من ألسنهم خاتم النبيين، بل الله الذي هو أحكم الحاكمين، ولا خلفاء نبي الله ولا أمهات المؤمنين.ألا ترى كيف ظنوا ظنّ السوء في حضرة أصدق الصادقين، وكذبوا نبأ "الاستخلاف" وقالوا إنّ عليا من المظلومين، فأرادوا هدم ما شاد الرحمن، وكفروا بما جاء به القرآن وما هذا إلا ظلم مبين وقالوا إن عليا أنفد عمره
مُبتلى ۲۰۷ بلقوة النفاق، وما خُلِقَ في طينته جرأةُ الصدق وما تفوَّقَ دَرَّ إخلاص الأخلاق، وإذا استخلف الكفّارُ فما أبى، بل أطاعهم وعقد لهم مع رفقته الحبا.أَمَرَ أمرُ الإسلام فآثر الإنصات، وأُمِّرَ الفُسّاق فمعهم أكل وبات، وما ذمّهم بل أنشد في حمدهم الأبيات، وكان هذا خلقه مات، أهذا حتى هو أسد المتشيعين؟ وقالوا إنه عارض أُمَّه الصدّيقة، وما بالى الشريعة ولا الطريقة، ولم يكن بَرا بوالدته ولا تقيًّا، بل أعقَّ وصار جبّارًا شقيًّا.آثرَ النفاق ولم يصبر على ضرّ ومسغبة، واتبع النفس وترك التقى كأرض مُعطّلة.أسر الغِلَّ ولكن ما نظر بعين غَضْبَى، واختار النفاق في كل قدم وحابى، سجد لكل من تبرع باللهى، ولو كان عدو الدين والتقى، وإذا عُرض عليه حُطام فقال لنفسه: ها.وأثنى على الكافرين طمعا في الموات، لا خوفا من عقوبات الموات، وصلى خلفهم للصلات، لا لبركات الصلاة.اتخذ النفاق شرعة، والاقتباس منه نجعة، وصرف الله عنه ،المعارف ولو كان زُمَرٌ مِن مَعارف.فما بقي معه من سروات الصحابة ولا سرايا الملة، حتى رجع مضطرًا ومخذولاً إلى باب الصديق، وكان يعلم أنه كالزنديق، ولكن البطن ألجأه إليه، وما وجد حطب تثور المعدة إلا لديه.وإن صاحبه * اغتال بعض ولده، فما امتنع من التردد إليه، وفجعه بالفَدَك فما غارَ عليه بل كان على بابه كالمعتكفين وتواتر عليه جور الشيخين، حتى جرت عبرة العينين كالعينين، فما انتهى من الرجوع إلى هذين الكافرين، بل أبدى الإطاعة بالنفاق والمين.اشتدّ عليه غصبهم ونهبهم حتى صفرت الراحة، وفقدت الراحة، فما ترك ،لُقياهم، وما كره ،ريّاهم، بل كان يستمر على بابهم، ويستمرئ فُضلة أنيابهم، وما باعدهم كالمستنكفين، بل كان يُخلق لهم ديباجته، ورد في الترجمة الأردية تحت هذه الكلمة: أي ه.(الناشر)
۲۰۸ ويعرض عليهم حاجته، ويدور على أبوابهم كالسائلين الملحفين.وكان عليه أن يترك المدينة وأهلها الكافرين المرتدّين، ولو كانوا من المترفين والمخصبين، بل كان من الواجب أن يقتعد مَهْرِيًا، ويعتقل سَمْهَرِيّا، ويُهاجر من أرض إلى أرض، ويطلب رفعًا من خفض، ويُنادي بين الناس أن الصحابة ارتدوا كلهم أجمعون، ثم إذا أحس الإيمان من قوم فكان عليه أن يُلقي بأرضهم جرانه، ويتخذهم جيرانه، ويجعلهم لنفسه معاونين، ويقتل أهل المدينة كلهم إن لم يكونوا مسلمين.فكيف تمضمضت مقلته بنومها، وكان يرى الملة قد اكفهر وجه يومها، وأمحلت بلاد الإيمان والمؤمنين.لِمَ لم يُهاجر ولم يلق نفسه في أرجاء آخرين، وكان أعطي منطق البلاغة، وكان يُزين الكلم ويلوّنها كالدباغة، فما نزل عليه لَمْ يستعمل في استمالة الناس صناعته، وما أرى في الإصباء براعته، بل تمايل كل التمايل على النفاق والتقية، وحسبه للعدا كالرقية؟ أهذا فعلُ أسدِ الله؟ كلا! بل هو افتراؤكم يا معشر الكذابين.إنه كان حاز من الفضائل ،مغنما، وكان بقوى الإيمان تَوْأما فما اختار نفاقًا أينما انبعث، وما نافق في كل ما فعل ونفث، وما كان من المرائين.فلما نضنضتم في شأنه نضنضة الصلّ، وحملقتم إليه حملقة البازي المطلّ، مع دعاوي الحب والمصافاة، فكيف تقصرون في غيره مع جذبات المعاداة؟ وكذلك استحقرتم خاتم الأنبياء، وقلتم دُفن معه الكافران من الأشقياء، يمينا و شمالا كالإخوان والأبناء.فانظروا إلى توهينكم يا معشر المجترئين.ونحن نستفسر منك أيها النجفي الضال، فأجب متحملا ولا يكبر عليك السؤال: أترضى أن تُدفَن أُمُّك المتوفاة بين البغيتين الزانيتين الميتين؟ أو يُقبر أبوك في قبر المجذومين الفاسقين؟ فإن كرهت فكيف رضيت بأن يُدفن سيّد الكونين بين الكافرين الملعونين؟ ولا يعصمه فضل الله من جوار الجارين الجائرين جنبي
۲۰۹ لخبيثين؟ والكفر أكبر من الزنا وأشنع عند ذوي العينين.ففكر كيف تحقرون خاتم النبيين، وتسوّغون له مكروهات لا تسوّغون لأنفسكم ولا بنات وأمهات ولا بنين.تبا لكم ولما تعتقدون يا حُماةَ الفسق والمين.بل دُفن بجوار رسول الله رجلان كانا صالحين مطهرين مقربين طيّبين، وجعلهما الله رفقاء رسوله في الحياة وبعد الحين، فالرفاقة هذه الرفاقة وقل نظيره في الثقلين.فطوبى لهما أنهما معه عاشا، وفي مدينته وفي مأواه استخلفا، وفي حُجر روضته دفنا، ومن جنّة مزاره أُدُّنيا، ومعه يُبعثان في يوم الدين.° وانظر إلى عليّ أنه إذا أُعطي منصب الخلافة، فما بعد تربة هذين الإمامين من روضة خير البرية.فإن كان يزعم أنهما ليسا مؤمنين طيبين، فكيف تركهما ولم يُنزّه قبر رسول الله عن هذين القبرين؟ فالذنب كل الذنب على عنق ابن أبي طالب، كأنه لم يبال عرض رسول الله من نفاق غالب، وما أرى الصدق كالمخلصين.أهذا أسد الله وضرغام الدين؟ أهذا هو الذي يُحسب من أكابر المتقين؟ فاعلموا أن ثقاةَ عليّ لا تثبت إلا بعد تقاة الصديق، ففكر ولا تعتدِ كالزنديق، ولا تلق بأيديك إلى حفرة الهالكين.وإنكم تحبّون أن تُدفنوا في أرض الكربلاء، وتظنون أنكم تُغفَرون بمجاورة الأتقياء، فما ظنكم بالسعيدين اللذين دفنا إلى جنبي نبيه القدر خاتم النبيين وإمام المتقين وسيد الشافعين؟ ويل لكم لا تتفكرون كالخاشعين، ولا يسفر عنكم زحام التعصبات، ولا تُعطون حسن التوفيقات، ولا تُمعِنون كالمستبصرين.وكيف نشكوكم على سبكم وإنكم تلعنون الصحابة كلهم إلا قليلا كالمعدومين، وتلعنون أزواج رسول الله أمهات المؤمنين، وتحسبون كتاب الله كلاما زيد عليه ونقص، وتقولون إنه بياض
۲۱۰ عثمان وأنه ليس من رب العالمين.فلعَنكم الله بفسقكم وصرتم قومًا عمين.وحسبتم الإسلام كواد غير ذي زرع خاليا من رجال الله المقربين.فأي عرض بقى من أيديكم يا معشر المسرفين؟ وأريتُم تصوير علي كأنه أجبن الناس، وأطوع للخنّاس.اعتلق بأهداب الكافرين اعتلاق الحرباء بالأعواد وآثر نار النفاق ليفيض عليه عُباب المراد.أخزى نفسه بتنافي قوله وفعله، ورضي بشيء لم يكن من أهله.وحمد الكافرين في المحافل، وأثنى عليهم في المجامع والقوافل، وحضر جنابهم وما ترك الطمع، حتى انزوى التأميل وانقمع، فما آووا لمفاقره، وما فرحوا بمحامد أُترعت في فقره، بل اغتصبوا حديقة ،فَدَكِه، وقاموا لفتكه، وما أبرزوا له دينارا، ليُطعم بطنا أمارًا، وما كانوا راحمين.وما نزلت عليه من السماء مائدة، وما ظهرت الخَلق فائدة ودِيسَ تحت أقدام الجائرين وكان لم يزل يدعو ويفتكر، ويصوغ ويكسر، ولم يكن من الفائزين إلى أن انقطعت الحيل وركد النسيم، وحصحص التسليم، فخر تقية على بابهم، وطلب القوت من جنابهم، وهم كانوا مستكبرين.وغُلّقت عليه أبواب إجابة الدعاء، وسُدّت طرق الحيل والاهتداء.فانظر..أهذه علامات عباد الله المؤيدين، وأمارات الصادقين المقبولين، وآثار المخلصين المتوكلين؟ ثم انظر كيف حقرتم شأن المرتضى الذي كان من المحبوبين الموفقين؟ من وأما ما طلبت مني آية من الآيات، فانظُرْ كيف أراك الله أجل الكرامات، وهو أني كنتُ دعوت على رجل مفسد مغو كالشيطان، وتضرّعتُ في الحضرة ليذيقه جزاء العدوان، فأخبرني ربّي أنه سيُقتل ويُبعد من الإخوان، وكان اسمه "ليكهرام وكان من البراهمة وكان معتديا في السب والشتم وجاوز الحد في الخباثة.فلما دعوتُ عليه وتضرّعتُ في حضرة الباري، وأقبلت كل الإقبال على
۲۱۱ جباري، سُمع دعائي في الحضرة، ومن علي ربّي بالرحمة والنصرة، وبشرني ربي بأنه يموت في ست سنة، في يوم دنا من يوم العيد بلا تفاوت، وأومأ إلى ليلة يوم الأحد، وإلى أنه يُقتل بحكم الربّ الصمد، ولا يموت بمرضة، ويموت بقتل مهيب مع حسرة، ليكون آية للطالبين.فلما انقضى من الميعاد قريبا من خمسة أعوام، واطمأن الهالك وزعم أن النبأ كان كأوهام نزل أمر الله عليه وأتى بفتح مبين.ففرحت فرحة المطلق من الإسار وهزّة الناجي من حفرة التبار.وقبل أن يأتيني أحد بفص خبر وفاته بشرني ربي بمماته، وكنتُ أفكر في هذه البشارات، فإذا عبد الله جاء بالتبشيرات، وحصحص الحق وزهق الباطل وقُضِيَ الأمر من رب الكائنات، وفرح المؤمنون كما وعد من قبل واسود وجوه أهل المعاداة، وظهر أمر الله وهم كانوا كارهين وكان هذا الرجل وقاحا طويل اللسان، كثير السب والهذيان، طلب مني آية ملححا في طلبه، وشرط لي أن أصرّح الميعاد في عُلبه، وأُصرّح يوم موته، مع إظهار شهر فوته، وأبين كيفية وفاته، ووقت مماته، وكتب كلها ثم طالب كالمصرين.فلبيتُه ممتطيا شملة عناية الرحمن، ومنتضيا سيف قهر الديان.وكنت لفرط اللهج بظهور الآية، والطمع في إعلاء كلمة الملة، أجاهد في الحضرة الأحدية، وأصرف في الدعاء ما جلّ وعظم من القوة، ثم تركت الدعاء بعد نزول السكينة، وتواتر الوحي الدال على الإجابة.فلما انقضى أربع سنة من الميعاد ودنا منا عيد من الأعياد، أُلقي في أن أتوجه مرة ثانية إلى الدعاء، وكذلك أشار بعض الأصدقاء.فصبرت أنتظر الوقت والمحل، وأتعلل بعسى ولعلَّ إلى أن أدركتُ ليلة القدر في أواخر رمضان، فعرفتُ أن الوقت قد حان ورأيت ليلة نشرت أردية الاستجابة، ودعت الداعين إلى المأدبة، ونادت كل من خاف نابَ النُوَب، وبشرت كل من أسلمه اليأس للكرب فنهضتُ للدعاء نهوض البطل للبراز، وأصلتُ لسان نفسي
۲۱۲ التضرع كالعضب الحراز ، حتى أحلَّني التذلل مقعد العلاء، وبشرت بالإجابة من حضرة الكبرياء.فجلستُ كرجل يرجع بردن ملآن، وقلب جَذْلان، وسجدتُ لربّ يُجيب دعاء المضطرين.وكان في هذه الآية إعلاء كلمة الملة، وإتمام الحجة على الكَفَرة الفَجَرة، ولكن الذين ملكوا أثاث عقل صغير، واتسموا بحمق شهير، ما آمنوا بهذه البينات وتركوا النور واتبعوا سبل الظلمات، وجحدوا بآيات الله ظلمًا وزورًا، وكانوا قومًا بُورًا، ومن المستكبرين.الله الفاسقين.ويقولون إنا نحن المسلمون وليس فيهم سير المسلمين.في قلوبهم مرض فيزيد الله مرضهم ويموتون محجوبين، إلا قليل منهم فإنهم من الراجعين.ويبغون عرض الدنيا وعرضها ولا يتقون الله رب العالمين.فسيُضرب عليهم الذلة ويُمْسُون أخا عيلة، يسألون الناس ولا يملكون بيت ليلة، كذلك يجزي وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله من الآيات، قالوا لن نؤمن ولو كان إحياء الأموات، وطبع الله على قلوبهم بما كانوا مفترين وكانوا يستفتحون من قبل، فلما جاءهم الفتح وصاب النبل، أعرضوا عنه، فويل للمعرضين.وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم، فما بالهم إذا ماتوا ظالمين.أبقي في كنانتهم مرماة، أو في قلوبهم مماراة؟ كلا.بل مزّقهم الله كل ممزّق فلا يتحركون إلا كالمذبوحين.ألا يرون كيف يُفحمون الفينة بعد الفينة، ويُخزَون كل عام مع رقصهم كالقينة، وتراءت سُحُبُهم جَهاما، ونُحبهم لئاما، ولمعانهم ظلاما، وجنانهم عباما، فأي آيه بعده يؤمنون؟ أما أحلّني ربي محلَّ مَن يبلغ قصوى الطلب، ونقلني مِن وَقْدِ الكرب إلى روح الطرب، وأيدني وأعاني، وأهان كل من أهانني، وأراني العيد، ووفّى المواعيد، وأرى الفتح كل من فتح العين، وطوى قصة كيف وأين، وأتم الحجة على المنكرين.فالحمد لله الذي كفاني من غير تدبيري وجعل لي فرقانا وفرّق بين قبيلي
۲۱۳ ودبيري.وكنتم لا تُصغُون إلى العظات، ولا تحفظونها بل تؤذون بالكلم المحفظات، فدق الله رأسكم بالآيات، وجاءكم سُلطانه بالرايات، وأدبكم بالزجر والغضب، لتأخذوا نفوسكم بهذا الأدب.فلا تستنوا استنان الجياد، وفكروا في فعل ربّ العباد، لعلكم تُعصَمون كالراشدين.ما لكم تتكايدكم كلمات الحق والصواب، وتميلون من اليقين إلى الارتياب ولا تتركون سبل المجرمين؟ وانظروا إلى آيات رأيتموها، وخوارق شاهدتموها، أهذه من المكائد الإنسانية، أو من الطاقة الربانية؟ وإني عزمت عليكم فاشهدوا إن كنتم مقسطين.وإنه من كان أُعطي حظا من التقوى، ولو كمصاصة النوى، فلا يكتم شهادة أبدا.وأمّا الذي اتبع الهوى، وما حَشِيَ الله الأعلى، وما تواضع وما استحيا، فليظهر ما نحا وتمنى، ولينكر الله وما أولى من جدوى، ومن نصرته والعدوى، فسوف ينظر هل ينفعه كيده أو يكون من الهالكين.أيها الناس، لا تحقروا الله والآيات، واستغفروا الله وَاعْنُوا له من الفُرطات.أجَهِلْتم مآلَ قوم كذبوا من قبل هذا الزمان أو لكم براءة في زبر الله الديان؟ فعُوذوا بالله من ذات صدوركم إن كنتم خاشعين.قوموا فُرادَى فرادى، واجتنبوا من عادى، ثم فكروا أما أُوتيتم مثل ما أوتي قبلكم من الكفّار؟ أما جاءتكم آيات الله القهّار؟ أما حُقرتم بتحقير حضرة الكبرياء؟ أما قضيت ديونكم كالغرماء؟ فَوَحَقِّ المنعِم الذي أحلَّني هذا المحلّ، وأرى لتصديقي العقد والحلّ، ووهب لي الولد وأهلك لي العدا اللئام، وأرى في آياته الإيجاد والإعدام، وأرى في ندوة المذاهب إعجاز الإنشاء، ثم أرى في العجل المقتول إعجاز الإفناء، وأظهر آية القول وآية الفعل للناظرين وأرى الكسوف والخسوف في رمضان، وأفحمكم ببلاغتي وعلّمني القرآن فسكتم بل متم مع غلوّكم في العناد، وأخزيتُم ورميت عظمتكم بالكساد فأصبحتم كالمغبونين.إن هذا لحق
٢١٤ فلا تكونوا من الممترين.أيها الناس إني جئتكم من الرب القدير، فهل فيكم من يخشى قهر هذا الغيور الكبير، أو تمرون بنا غافلين؟ وإنّكم تناهيتم في المكائد، وتماديتم في الحيل كالصائد، فهل رأيتم إلا الخذلان والحرمان؟ وهل وجدتم ما أردتم غير أن تُضيعوا الإيمان؟ فاتقوا الله يا ذراري المسلمين! أما تنظرون كيف أتم الله لي قوله، وأجزل لي طوله؟ فما لكم لا تلفتون وجوهكم إلى آيات الخبير العلام، و تنصلون لي أسهم الملام؟ أما رأيتم بطل زعمكم، وخطأ وهمكم؟ فلا تقوموا بعده للذم، ولا تنحتوا فِرْية بعد العجم، وكُفّوا ألسنكم إن كنتم متقين.توبوا إلى الله كرجل سُقِطَ في يده، وخشي مآله وسوء مقعده، وإن الله يحب التوابين.وإنِّي عُلمتُ مُذ بوركَتْ ،قدمي، وأَيَّدَ لِسني وقلمي.إن الذين اتخذوا العناد شرعة، وكَلِمَ الخبثِ نُجعة إنهم سيُخذَلون، ويُغلَبون ويُخسَأون، ولا يلقون بغيتهم ولا يُنصرون.وتحرقهم جذوتهم، فهم من جذوتهم يُعدمون.وأما الذين سعدوا منهم فسيهدون بعد ضلالهم، ويتداركهم رحم ربِّهم قبل نكالهم، فيستيقظون مسترجعين، ويتركون حقدًا ولَدَدًا، ويخرّون على الأذقان سُجَّدًا، ربنا اغفر لنا إنا كنا خاطئين، فيغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين.فيومئذ ينعكس الأمر كله ويتجلّى الله للناظرين.وترى الناس يأتوننا أفواجًا، وترى الرحمة أمواجا، وتتمّ كلمة ربنا صدقا وعدلا وترى كيف ينير سراجا، فحينئذ تشرق وتفنى فتن المفسدين.ويُقضَى الأمر بإتمام الحجة والإفحام، وتملك الملل كلها غير الإسلام، وترى القترة رهَقت وجوه الكافرين.فما لكم إلى ما تكذبون؟ أتجعلون رزقكم أنكم تكفرون؟ أغَرَّتْكم كثرة علمائكم، وتظاهر آرائكم؟ وقد رأيتم مبلغ علمكم وعلم فضلائكم، وشاهدتم نقص فهمكم ودهائكم، وآنستم كيف وليتم مدبرين.آیام الله
۲۱٥ وأيها النجفي..لم تؤذيني وقد رأيت آياتي، وشاهدت حججي وبيناتي؟ ثم أبيتَ ،وهذيت فقاتلك الله كيف هذيت، وقد رأيت آثار الصادقين.أيها الثعلب..أإنك تخوفني وتُغري علي هذه الدولة، وما رأت منا الدولة إلا الإخلاص والنصرة والله يحفظ عباده من مكائد الخبيثين.ثم إنك اخترت في كل أمر طريق الدجل والضيم ورعدت كالجهام لا كالغيم، ونطقت كالمعارف العرفاء مع البعد والريم، فما هذا..أصبحت إبليس ذات العُوَيم، أو هذا من سير المتشيعين؟ وخاطبتني في رسالاتك، وقلت إني جُبتُ البلاد لمباراتك، وما هذا إلا زور مبين.بل الحق أنك سافرت لهوى من الأهواء، وسمعت الريف، فطمعت الرغيف كالفقراء، ووردت هذه الديار من برهة طويلة لا من مدة قليلة، فانظر إلى كذبك يا رئيس المفترين وأظن أن بلادك ،أمحَلَتْ أو المتربة عليك اشتدّت، ففررت إلى بلاد المخصبين، لتدور حول البيوت، وتكسب القوت كبني غبراء مُشَقْشِقين.فما أجاءك إلا فقرك إلى مغنانا الخصيب، فألقيت بها جرانك وآثرت الحبوب على الحبيب، ثم سترت الأمر يا مضطرم الأحشاء، ومضطراً إلى العشاء، وتجافيت عن طرق الصادقين.هذا غرضك ومُنيتك من هذا السفر، ولكنك سترجع خائبا ولا ترى فائزا وجه الحضر؛ فاسترجع على ضلة المسعى، وإمحال المرعى، وسوء الرجعى، واخسأ فإنك من المفسدين.وإني التقطتُ لفظك كل ما نفثت، ورددتُ عليك جميع ما رفئت، فكلُّ ما سقط عليك فهو منك يا أخا الغول، وليس منا إلا جواب الغوي الجهول، وما كنا سابقين.ولو كنت تخاف عرضك وعزتك لهذبت قولك ولفظتك، ولكن كنت من السفهاء السافلين.وأما نحن فلا يُصيبنا ضرّ بكلماتكم، ويرجع إليكم سهم جهلاتكم، وما تفترون كالفاسقين.وكذلك إذا اشتهر أَفِيْكةُ الأفاكين
٢١٦ على غير سفاكين، فأمدتم الهنود كالمحتالين، وقلتم إن هذا الرجل كرجلكم فخُذوه إن كان من المغتالين.وما قام منكم أحد لنستوفي منه اليمين، وما كان أمر أحدٍ منكم من غير أن يَمِينَ.لا تبطروا ولا تفرحوا بكثرة جمعكم، فإن الله قادر على قمعكم.فاجتنبوا البطر مرتاعين ولا تقولوا إن الزحام جمعوا عليك لاعنين، وقد كُذب الرسل من قبل وأُوذوا ولعِنوا، حتى إذا جاء أمر الله فسوّد وجوه المكذبين.وقد جرت عادة الله في ،أوليائه، ونُخب أصفيائه أنهم يؤذون في مبدء الأمر، ويُسلط عليهم أوباش من الزمر، فيسبونهم ويشتمونهم ويكفّرونهم مستهزئين.ولا يبالون الافتراء، ويقولون فيهم أشياء، ويُغري بعضهم بعضا بأنواع المكر والتدابير، ولا يغادرون شيئا من المكائد والدقارير ويفترون محترئين.ويريدون أن يُطفئوا أنوارهم، ويخرّبوا دارهم ويحرقوا أشجارهم، ويُضيعوا ثمارهم، وكذلك يفعلون متظاهرين.ويزمعون أن يدوسوهم تحت أقدامهم، ويُمزقوهم بحسامهم، ويجعلوهم أحقر المحقرين.فإذا تم أمر التوهين والتحقير والإيذاء، وظهر ما أراد الله من الابتلاء، فيتموّج حينئذ غيرةُ الله لأحبائه من السماء، ويطلع الله عليهم ويجدهم من المظلومين ويرى أنهم ظُلموا وسُبّوا وشتموا وكُفّروا من غير حق وأوذوا من أيدي الظالمين.فيقوم ليتم لهم سُنّته، ويُريهم رحمته، ويؤيد عباده الصالحين.فيُلقي في قلوبهم ليقبلوا على الله كل الإقبال، ويتضرّعوا في حضرته في الغدو والآصال وكذلك جرت سنته في المقرّبين المظلومين.فتكون لهم الدولة والنصرة في آخر الأمر، ويجعل الله أعداءهم طعمة الأسد والنمر، وكذلك جرت سُنّته للمخلصين.إنهم لا يُضاعون ويُباركون، ولا يُحقرون ويُكرمون، ويُحمدون ولا يُسبون، ويسعى الرجال إليهم ولا يُتركون.يُدخلون في النار ، ولكن لا للتبار، ويُولَجون في اللجة، ولكن لا ول
۲۱۷ للضيعة، بل الله يُظهر أنوارهم عند الابتلاء، ثم يُهلك أعداءهم بأنواع الإخزاء، فيتبر في ساعة ما علوا في مدة، ويبرئهم مما قالوا وينزههم عما افتعلوا، ويفعل لهم أفعالاً يتحيّر الخلق برؤيتها، ويُنزل أموراً يتزعزع القلوب بهيبتها، ويُري كل أمر كالصول المهيب، ويُقلّب أمر العدا كل التقليب، ويُري الظالمين أنهم كانوا كاذبين؛ ويؤيدهم بتأييدات متواترة، وإمدادات متوالية متكاثرة، ويجرد سيفه على المجترئين.فاعلموا أنه هو أرسلني عند فساد الديار، وأنه هو ربّ هذه الدار، وأنه سينصرني ويبرئني من تُهم الأشرار.فاحفظ قصتي التي هي أحسن القصص، وذُق ما نذيقك ولو متجرّعًا بالغصص.أزعمت أني أكيد كيدا للدنيا الدنية، وأصيد صيدًا للأهواء النفسانية؟ أيها الجهول! هذا قياس قست على نفسك الأمارة، فإنّك من قوم لا يعلمون حقيقة الطهارة، ويلعنون قومًا مُطهَّرين.أيها الغوي! إنا لا نبغي المشيخة والعلاء ولا الأمارة والاستعلاء، ولا نميل إلى الترفّه والاحتشام ولا نطلب ما طاب وراق من الطعام، ونجد في نفسنا أذواق حُبِّ الرحمن، وسُكْرًا فاق صهباء الدنان فلا نريد أَرائك منقوشة، ولا طنافس مفروشة، إن نريد إلا وجه المحبوب، فالحمد لله على ما أوصلنا إلى المطلوب، وأرانا ما تغيب من أعين العالمين.والعجب كل العجب أن عبد الحق الغزنوي يسبّني منذ خمس سنين، ولا يُباحثني كالصالحين المتقين، ولا يتقي الله بعد رؤية الآيات، ولا ينتهي عن الافتراءات، وسلك مسلك الظالمين.وإني صبرتُ على مقالاته، وأعرضتُ عن جهلاته، حتى غلا في السب والشتم والتوهين وسماني بأسماء الفاسقين، وأشاع اشتهارات وأرى جهلات، وكان من المعتدين.فرأينا أن نردّ عليه وقومه و نكسر نفوسهم الأمارات، ونذيقهم جزاء السبعية وسوء الجذبات، وإنما
۲۱۸ الأعمال بالنيات، وإنّ الله يعلم ما في القلوب ويعلم ما في الأرض والسماوات.وإنا أسسنا كل ما قلنا على تقوى وديانة وصدق وأمانة، واجتنبنا الرفث وفضول الهذر، وكل شجرة تُعرف من الثمر.ونستكفي برب الناس الافتنان، بهذا الوسواس الخنّاس.ونعلم بعلم اليقين أنه ليس بذاته مبدأ هذا السب والتوهين، بل علّمه إبليس آخر من الغزنويين ولا ريب أنهم هم العلل الموجبة لفتنته، ومنبت شعبته، وجرموثةُ شَدَبَتِه، وحطب تلهب جذوتِه، ومحرّك عومرته.يذكرون النعلين عند المقال، كأنهم يتمنون ضرب النعال، ويتضاغى رأسهم ليُدَقَ بالأحذية الثقال وما قام عبد الحق هذا المقام الشاين، إلا بعد ما أروه صفاتي كمَشاين، فويل لهم إلى يوم القيامة، ما سلكوا كأبيهم طرق السلامة، وتركوا سبل الصلاح معتدين.وإنهم ما استسروا عني حينًا من الأحيان، وأعلم أنهم هم المفسدون وأئمّة العدوان.بيد أني كنتُ أظن أنهم يتعلقون بأهداب صالح، ويُحسبون من ولده مع كونهم كمثل طالح، فدرأتُ السيئات بالحسنات، ونافستُ في المصافاة.وكنتُ أصبر على ما آذوني بالجور والجفاء، وأرجو أنهم ينتهون من الغلواء، حتى إذا بلغ شرّهم إلى الانتهاء، وما انتهوا من النباح والعُواء، فعرفت أنهم المردودون المخذولون، والأشقياء المحرومون.فهناك أردتُ أن أستفلّ غَرْبَهم، ونذيقهم حربهم، ولا تجاوز في قولنا حد الديانة، بل نردّ إليهم كلماتهم كردّ الأمانة.أيها الغوي المسمّى بعبد الجبار ، لِمَ لا تخشى قهر القهار؟ أتتكبر بلحية أو مَشيحَةٍ محتلة؟ أتُخفي نفسك كالنساء، وتُغري علينا جَرْوك للإيذاء؟ أيستسني الناس بهذا الكيد شأنك، أو يستغزرون عرفانك؟ كلا..بل هو سبب لهوانك، وعلّة موجبة لخسرانك.تحسب نفسك من أخائر الصلحاء، وتسلك مسلك الأشقياء والسفهاء.تعيش عيشة الفاسقين، ثم ترجو أن تُعَدّ كتة، من
۲۱۹ الصالحين.وإذا زرعت حَبَّ السم المبيد، فمن الغباوة أن تطمع اجتناء الثمر المفيد.انظر نظرة في أعمالك، ولا تُهلك نفسك بسوء بسوء أفعالك.أيها الغوي! الوقت وقت التوبة، لا أوان الجدال والخصومة.وقد تجلى ربنا ليُظهر دينه على الأديان، وقد أشرقت شمس الله لإزالة ظلام العدوان.فالآن ينظر الله إلى كلّ مكذب بعين غضبى، فكيف تظن نفسك من أهل الصلاح والتقوى؟ صدئ بالك، وأرداك أعمالك ومالك، حتى أحالت نخوتك حليتك، وغيرتْ عَذِرةُ باطنك صورتك.فمن أمعن النظر في وشمك، وسَرّح الطرف في ميسمك، عرف أنك كالسرحان، لا من نوع الإنسان، ومن الأشرار، لا من الصلحاء الأخيار، فاتق الله ولا تكن من الظالمين.انظُرْ ما هذا المسلك الذي سلكت ، واتق فإنك هلكت هلكت.أُوتيت الدنيا فما شكرت، وذكرت فما تذكرت تُب أيها الغوي اللئيم، وقد شخت واستشنَّ الأديمُ، وقرب أن يتأوّد القويم، وحان الوقت الوخيم.ما لك لا تعنو ناصيتك لرب العباد، ولا تترك طرق الخبث والفساد؟ ألا تؤمن بيوم المعاد، أو الله القادر على الإعدام والإيجاد؟ فأصلح نفسك قبل أن تأكلك تنكر وجود الدود، ويجيئك الأجل الموعود، وبادِر لما يحسن به المآل، قبل أن يأخذك الوبال، وحَيَّهَلْ بالتوبة قبل أن تنخر عظمك في التربة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.وإنما الوصلة إلى الرحمن..التقوى وتطهير الجنان.فاتق الله ولا تكن من المجترئين.ثم نرجع إلى عبد الحق، الذي تكبر ووثب كالبق، فاعلم يا عدو الصالحين، مكفِّرَ المؤمنين، إنك آذيتني، فقاتلك الله كيف آذيتني، وعاديتني، فتبا لك لما أما كنتُ من المهلّلين المسلمين؟ أما كنتُ من المصلين الصائمين؟ عاديتني.فكيف كفّرتني قبل تفتيش الأحوال، وأفَحْتَ دم الصدق بأباطيل المقال؟
۲۲۰ وعزوت فتح المباهلة إلى نفسك ،الأمارة، مع أن الله أذلك وأراك سوء العاقبة.وكان مرام دعائك المتهالك، أن يجعلني الله كالهالك، فسوّد الله وجهك وأسلمك إلى لَحْدِ الذلّة، وأدخلك في جَدَثٍ أضيقَ من سمّ الإبرة، وأكرمني إكراما كثيرا بعد المباهلة، وأعزّني وخصني بأنواع النعمة، حتى ما انقطع آثارها إلى هذا الوقت من الحضرة، وإن فيها لآيات للمتوسمين.وأنت رأيت كل رفعتي ،وعلائي، ثم انتصبت بترك الحياء بسبي وإزرائي.وكيف نأمن حصائد ألسن الفجار، وما نجا الرسل كلهم من كَلِم اللئام الكفار.ولكن عليك أن تعي أن غوائل كلامك عليك، وأن رأسك تلين بنعليك، وما ظلمتنا ولكن ظلمت نفسك يا أجهل الجاهلين.مني أيها الجهول! تحارب ربك ولا تخشاه وتختار الفسق ولا تتحاماه.كلما تواضعتُ استكبرت، وكلما أكرمتُ حقرت.وما كان هذا إلا لضيق ربعك، وقساوة زرعك ، ثم كان قدرُ الله فيك افتضاحك، فما اخترت طريقا كان فيه صلاحك، وما أقصرت عن السب والإيذاء، وآذيتني فبلغت الأمر إلى الانتهاء، والآن أكتب جواب اعتراضاتك ليعلم الناس تعصبك وجهلاتك، ولتستبين سبيل المجرمين.فمنها ما هذيت في قصة "آتم"، وتركت الحياء واخترت الإفك الأعظم.وقد علمت أن "تم" قد مات، وتم فيه نبأ الله فلحق الأموات، وصدق الله فيه قولي وأخزى القتات، فلا تغض عينك كالعمين.وأما ما تكلمت في موته بعد الميعاد، فهذا حُمقك يا قضاعة العناد أيها الجهول كان موت "آتم" مشروطا بعدم الرجوع، وقد ثبت أنه خاف في الميعاد وزجّى أوقاته بالخوف والخشوع، سهو، والصحيح: "ذرعك " أي قلبك، كما تدل عليه الترجمة.(الناشر)
۲۲۱ فلما انقضى ميعاده وعاد إلى سيرة الإنكار أخذه نكال الله ومات في سبعة أشهر من آخر الاشتهار.ومكَر النصارى مكرًا كبارًا، واشتهروا خلاف ما وارى، وأما "آتم" فما تألّى وما بارى.وقد كان ذكر مكرهم في "البراهين"، وكان فيها ذكرُ فتنتهم المتطائرة وبيان فريتهم المنسوجة، قبل ظهور ذلك* الواقعة.فانظر إلى دقائق علم الله الخبير، وحكم الله اللطيف القدير، ولا تهذ كالمستعجلين.ألا ترى إلى شريطة كانت في نبأ "آتم"، والله أحق أن يوفي شرطه الذي قدّم، فاتق الله واجتنب بهتانا أعظم ألا تُنزّه نفسك عن نقض الشرائط يا عدوّ الأخيار، فكيف لا تُنزّه السبّوحَ القدّوس عن تلك الأقذار؟ وتعلم أن "آتم" ما تفوّه بلفظة في أيام الميعاد ، وترك سيرته الأولى وما أظهر ذرّة من العناد بل أظهر رجوعه من الأقوال والأفعال، والحركات والسكنات والأحوال، وما أثبت ما ادعى، من صول الحيّة وغيرها من البهتانات الواهية وما تألّى، بل أعرض وولّى، وشهد قوم من الأشهاد أنه أنفد أيام الميعاد، بالخوف والارتعاد.ثم إذا أنكر بعد الأشهر المعينة، فأخذه صولُ المرضة، وأوصله الموت إلى التربة.فلو كان هذا الإنكار في الميعاد لمات فيه بحكم رب العباد، وما كان الله أن يأخذه مع خوف استولى على مُهجته، ولا يبالي ما ذكر في شريطته، إنه لا يُخلف ما وعد ولا يطوي ما مهد وإنه لا يظلم الناس حتى يظلموا أنفسهم، وإنه أرحم الراحمين.وإن كنت لا تنتهي من للإسلام، فعليك أن تقسم بالله ذي العزة، وتشهد حالفا أنّ الحق مع النصارى في هذه القضية، وتدعو الله أن يضرب عليك ذلّةً وخزيًا من السماء، إن كان التكذيب كاللئام، وتظن أن الفتح كان للنصارى لا يبدو أنه سهو، ، والصحيح "تلك".(الناشر)
۲۲۲ الأمر خلاف ذلك الادعاء.فإن لم يُصبك بعد ذلك هوان وذلة إلى عام، فأُقِرُّ بأني كاذب وأحسبك كإمام.وإن لم تُقسم و لم تنته فلعنة الله عليك يا عدوّ الإسلام.إنك تريد عزة نفسك لا عزة خير الأنام.وأما ما ذكرت أن النصارى ومثلك من اليهود، لعنوني في أمر "آتم" وحسبوني كالمردود، فاعلم أيها الممسوخ أن الحكم على الخواتيم، وكذلك جرت عادة الله من القديم.إن أولياء الله وأصفياءه يُؤذون في ابتداء الحالات، ويُلعنون ويُكفرون ويُذكرون بأنواع التحقيرات ثم يقوم لهم ربهم في آخر الأمر، ويبرئهم مما قالوا وينجيهم من ألسن الزمر، وكذلك يفعل بالمحبوبين.أما قرأت أن العاقبة للمتقين؟ فالفرح بمبدأ الأمر من سِيَر الفاسقين، واللعنة التي تُرسل إلى أهل الفلاح والسعادة، تُرَدّ إلى اللاعنين، فتظهر فيهم آثار اللعنة.فالإبشار بمثل ذلك اللعن ندامة في الآخرة، وجعله أمارة الفتح من أمارات الحمق والسفاهة، بل الفتح فتح يُبديه الله لعباده في مآل الأمر والعاقبة، وكذلك الخزي خزي الخاتمة، ولا اعتبار لمبادئ الأمور، بل الحكم كله على آخر المصارعة، وعليه مدار العزة والذلة والفتح والهزيمة.وكلّ لعن لم يُبنَ على الواقعة الصحيحة، فهو بلاء على اللاعن وعذاب عليه في الدنيا والآخرة.والعاقلون يتدبرون الخاتمة والمآل، والسفيه يفرح بمبادئ الأمر ويخدع الجهال.فانظر الآن وتطلب أين "آتم" عمّك الكبير؟ فلو لم يمت فأين ذهب أيها الشرير؟ وتعلم أنّ الله ذكر شرطا في إلهامه فرعاه، فأخر موت "آتم" لخوف عراه، وأكمل شرط نبئه ووفاه.ثم إذا تمرّد أرداه، فتم ما قال ربنا وفاح وأذل الله من كذب وأخزاه، وحصحص الحق وبورك مغناه، فهذه شقوتك إن كنت ما تراه.رياه،
۲۲۳ يا قِرْدَ غَرْني أين "آتم " سَلْ عشيرته هل مات أو تُلْفِيه حيًّا بين أحباب هل تم ما قلنا من الرّحمن في الخصم هل حان أو في حينه شك لمرتاب إن كنت تُبصر أيها المحجوبُ مِن بخل فانْظُرْ إلى الشرط الذي ألغيت لعتابي قد مات "تم" أيها اللعان مِنْ فسق اِحْسَأَ فإن الله صدقني وأحبابي انْظُرْ إلى نبأ تجلّى الآن كذكاء أَردَى المهيمِنُ عِجْلَ أهل الْوَيْدِ بعذاب للصدق فيه لأرباب النّهى أَرَجٌ يشفي الصدور ويروي قلب طلاب رت لرياض دين الله تونسها عين الرجال ولكن كنت ككلاب ثم إن كنتَ تجعل لعنة الخلق دليلا على سخط رب العالمين، ففكر في "عبد الذي تحسبه من الصالحين، كيف انصب عليه مطر الذلة والهوان هو المولوي عبد الله الغزنوي أحد كبار أولياء الله المعروفين في الهند.وقد أوصاه مرشده أن المهدي قد ولد في منطقة بنجاب بالهند وهو على وشك الظهور بل نحن الآن في زمنه.وكان المولوي عبد الله الغزنوي قد رأى في الكشف أن نورا عظيما قد هبط السماء من ونزل على قاديان ولكن أولاده حُرموا منه.لقد لقيه سيدنا المسيح الموعود الليلة في شبابه وطلب منه الدعاء، فدخل على الفور حجرته ودعا له، ثم جاءه وأسمعه إلهاما تلقاه بخصوص حضرته بعد الدعاء وهو: "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين." ثم قال له : إن معنى هذا الإلهام أن نصرة الله ستحالفك على شاكلة الصحابة.وقد توفي هذا الشيخ الصالح قبل دعوى الإمام المهدي والمسيح الموعود اللة.وكان حضرة المسيح الموعود ال قد رأى في الرؤيا أن بيده سيفا مسلولا له بريق ولمعان يخرج منه نور وأنه يضرب به شمالا وجنوبا ويقتل ألوفا من أعداء الدين, وأنه رأى في الرؤيا الشيخ عبد الله الغزنوي وسأله عن تفسيرها فقال: أما السيف فهي الحجج التي أعطاك الله ونصرك بالدلائل والبراهين، وضربك إياه شمالا وجنوبا فهو إراءتك آيات روحانية سماوية، وأما قتل الأعداء فهو إفحام المخاصمين وإسكاتهم.
٢٢٤ واللعنة، وكيف صار ذليلا محقرًا مِن أيدي العلماء وعامة البرية، وكيف أخرجوه من بلاد كالكفرة الفَجَرة، حتى اشتدّت عليه الأهوال، وصفرت الراحة وتهب المال، وأعولَ العيال، وعُذب بالعذاب الموقع، ودقق بالفقر الموقع.وطالما احتذى الوَجَى، واغتذى الشجَى، واستبطن الجوى.وكذلك أنفد عمره في الكُرَب، وانتياب النوب، ثم هاجر إلى الهند مخذولا ملومًا، وعاش مطعونًا مكلومًا.ما زال به قطوب الخطوب، وحروب الكروب، ولعنُ اللاعنين، وطعن الطاعنين، حتى تواترت المحن، وتكاثرت الفتن، وأقوى المجمع، ونبا المرتع.وكان يُداس تحت هذه الشدائد حتى فاجأه الموت، وأخذه كالصائد الفوتُ، وأدخله في الزمر الفانيين.فما ظنك..أكان هو من الصلحاء أو من الفاسقين؟ فثبت أن لعن الفاسقين وأهل العدوان لا يدلّ على سخط الرحمن، وإيذاء المفسدين وأهل الشرور ، لا ينقص مراتب أهل العمل المبرور، بل يكون لعنهم وسيلة رحم حضرة الكبرياء، ووصلة الاجتباء والاصطفاء.وكذلك بشرني ربي في تلك الفتنة، وإن شئت فارجع إلى "البراهين الأحمدية"، وانظر كيف أخبر ربي فيها عن هذه القصة، وأنباً من نبأ "آتم" وفتن النصارى ويهود هذه الملة وأخبر أن النصارى يمكرون بك في الأزمنة الآتية، ويهيجون فتنة عظيمة ويكونون معهم علماء هذه الأمة.فهذه شهادة من الله قبل هذه الواقعة، فهل أنتم تؤمنون بشهادات حضرة العزّة؟ وإن كنتَ لا تترك الآن ذكر اللعنة، عبد الله يوجه حضرته الخطاب هنا إلى المولوي عبد الحق الغزنوي الذي هو أحد تلامذة المولوي الغزنوي، غير أنه وقف في صف المعارضين لسيدنا الإمام المهدي الا فذكره حضرته في عدة مواضع من كتبه بما قاله مرشده المولوي عبد الله الغزنوي وما رآه في الكشف.(الناشر)
٢٢٥ ففكّر في هذا النبأ وانظُرْ مَن لعنه الله فيه ومَن جعله مورد الرحمة.وانظر أنه كيف أخبر أن النصارى يمكرون ويأتون بالفرية، ثم يفتح الله ويجعل الكرّة لأهل الحق بإراءة الآية الواضحة، وينصر عبده ويُحق الحق ويُبطل الباطل بالصولة العظيمة، ويخزي قوما كافرين.فهذه الأنباء التي كتبت في "البراهين" من الله العلام، كانت مكنونةً فيها لهذه الأيام، ليتم الله حجته على الخواص والعوام، ولتستبين سبيل المجرمين.أيها المسارعون إلى الحرب والخصام والساعون من النور إلى الظلام، ما لكم لا تتفكرون في الكلام، ولا تتقون قهر الله ذي الجلال والإكرام؟ أتتركون في دنياكم ولا ترون وجه الحمام؟ أآثرتم عيشة الحياة الدنيا، أو نسيتم الأثام والعقبى؟ توبوا توبوا، وإلى الله ارجعوا فإنه لا يُحب قوما فاسقين.ومما ادعيتَ يا من أضاع الدين، أنك قلت إني أناضل في العربية كالمرتجلين، وأستملي كالأدباء الماهرين وأكون من الغالبين ويحك يا مسكين، لِمَ تخزي اسم دنياك وقد ضاع الدين؟ ألست الذي أعرفك من قديم الزمان؟ غبي الفطرة سفيه الجنان، كثير الهذيان قليل العرفان، الموصوم بمعرة لكن اللسان؟ أتصارع بهذه القوة الفاتك البازل، وتحارب الكَمِيَّ الجازل؟ كلا..بل تريد أن تُري الناس وصمتك، وتشهد على جهلك ابنتك، وإن كنت عزمت على مناضلتي، وأردت أن تذوق حربي وحربي، فأدعوك كما يُدعى الصيد للاصطياد، أو يُدنَى النار للإخماد.بيد أني اشترطت من الابتداء أن لا يُعارضني أحد إلا بنية الاهتداء، فاسمع مني أني أناضلك على هذه الشريطة، ليهلك من هلك بالبينة.فإن اتفق أن أغلب في النضال، وتغلب في محاسن المقال، فأتوب على يدك بالإخلاص التام، وأحسبك من الأتقياء الكرام، وإن اتفق أن الله أظهر غلبتي في الجدال، فما أريد منك شيئا إلا أن تتوب في الحال،
٢٢٦ وتبايعني بالتذلّل والانفعال وتصدق دعواتي بصدق البال، وتدخل في سلك جماعتي بالاستعجال وتؤثرني على النفس والعرض والمال.فإن كنت رضيت بهذه الشريطة، فتعال تعالَ بصحة النيّة، واشْهَدْ مجمع الحي، ليتبين الرشد من الغي، وتعلم أني ما أريد في هذه الدعوة، أن تحسبني الناس أديبا في العربية، ولا أبالي أن يرموني بجهالة، أو يقولوا أُمِّي لا يطّلع على صيغة، إن أريد إلا إقامة الآية، وإثبات الدعوى بهذه البينة، ليتم حجّة الله على الناس، ولينجو الخلق من الوسواس، وليمتنعوا من الغواية، وتنكشف عليهم أبواب الهداية، ويأتوني توابين مُصدّقين.فإن كنت تعاهدني على هذا، ولست كالذي نقض العهد وآذَى، فقُم بهذا الشرط للنضال، وأتني حالفا بوجه الله ذي الجلال، وأشهد عليه عشرةَ عَدْلٍ من الرجال، ثم اشتهره بعد طبعه بصدق البال فتراني بعده حاضرا عندك في الحال، كبازي متقضي على طيور الجبال، فتُمزَّق كل ممزق بإذن رب العالمين.هذا عهد بيني وبينك، ليظهر منه ميني أو مينك، وليهلك من كان من الكاذبين.وإن الكذب يُخزي أهله، ويُحرق ،رحله، ولكنكم لا تبالون الله ويوم الإخزاء، وتقولون ما تشاءون بترك الحياء.ألا إن لعنة الله على المزورين، الذين يُخفون الحق ويزيّنون الباطل ويريدون أن يُطفئوا نور الله مفسدين.وقالوا اهجروا هؤلاء ولا تلاقوهم مسلمين، ولا تصلوا على أمواتهم، ولا تتبعوا جنازاتهم، واقتلوهم إن قدرتم على قتلهم في حين، واسرقوا أموالهم، وانهبوا رحالهم، وكفّروهم وسبّوهم واشتموهم ولا تذكروهم إلا محقرين.تبا لهم! كيف نحتوا مسائل من عند أنفسهم وما خافوا أحكم الحاكمين.أولئك عليهم لعنة الله والملائكة وأخيار الناس أجمعين، وأولئك هم شر البرية تحت السماء ولو سموا أنفسهم عالمين.
۲۲۷ ثم اعلم أني كتبتُ مكتوبي هذا في اللسان العربية، لأختبرك قبل أن أجيئك للمناضلة، فإني أظنك غبيًّا ومن الجاهلين.وما أريد أن يكون ذهابي إليك صلفة، وأكون كالذي يقصد عَذِرة، أو يأخذ في يده روثة، وما أريد أن أعطي جاهلا بحثا عزّة المقابلة، وأرفع له ذكره في العامة.فإن كنت من أدباء هذا اللسان، فلا يشق عليك أن تريني في العربية بعض درر البيان، بل إن كنت بارعًا من غير التصلّف ،والمين، فستكتب جواب ذلك المكتوب في ساعة أو ساعتين، ولا تردّ مسألتي كالجاهل المحتال بل تُملي بقدر ما أمليتُ وترسل في الحال.وعليك أن تراعي مماثلتي في النظم والنثر والمقدار، وتأتي بما أتيتُ به من درر كدرر البحار.وإذا فعلت كله فأرسل إلي مكتوبك العربي بالسرعة، ثم أُنزِلُ ساحتك كالصاعقة المحرقة، ويفتح بيننا بالحق وهو خير الفاتحين.وإن كنتَ ما أرسلت جوابك إلى سبعة أيام أو أرسلت في الهندية كعوام، أو عربية غير فصيحة كجَهام، أو أرسلت قليلا من كلام، فيثبت أنك من السفهاء الجاهلين، لا من الأدباء المتكلمين، ومن العجماوات، لا من رجال يؤثر نطقهم على ثمار العجمات، فأتركك كما يُترَك سقط من المتاع، وأعرض عنك كإعراض الناس عن السباع، وأشيع في هذا الباب شيئا لأولي الألباب والمستبصرين.الله وأما ما تدعوني متفردًا في المباهلة، فهذا دجلك وكيدك يا غُول البادية.ألا تعلم أيها الدجال، والغوي البطال، أن الشرط مني في المباهلة محيى عشرة رجال لملاعنة وابتهال في حضرة مُعين الصادقين؟ فما قبلت شريطي، وكان فيه نفعك لا منفعتي ثم أردتُ أن أتم الحجّة عليك وعلى رهطك المتعصبين، فرضيت بثلاثة من رجال عالمين، وخفّفتُ عليك وقنعتُ يا عدوّ الأخيار، بأن تباهلني مع عبد الواحد وعبد الجبار، وإنهما أكابر جماعتك وحرثاء زراعتك،
۲۲۸ وابنا شيخ أمين.ففررت فرار الظلام من النور، ووليت دبر الكذب والزور، ودخلت الجحر كالمتخوّفين.وما وَرَدَ على صاحبَبيك؟ إنهما فرا وفقا عينيك، وما جاءاني كالمباهلين.وأي خوف منعهما من المباهلة إن كانا يُكفّراني على وجه البصيرة؟ فأين ذهبا إن كانا من الصادقين؟ ومن أقوالك في اشتهارك، أنك خاطبتني وقلت بكمال إصرارك: إنك تحترق 28 في النار وتغرق في الماء، ولا يمسني ضر لو دخلتهما وأُحفظ من البلاء.أما الجواب..فاعلم أيها الكذاب أنك رأيت كل ذلك بعد المباهلة الأولى، وأغرقت وأُحرقت يا فُضلةَ النُّوكَى فأنبئنا أين خرجت من الماء؟ بل مت في ماء التندم كالأشقياء.وأين نُجِّيت من النار؟ بل احترقت بنار الحسرة التي تطلع على الأشرار، وما صارت النار عليك بردًا وسلامًا، بل أكلتك نار إخزاء الله ولقيت آلاما ، وكذلك يُخزي الله المفترين.إن الذين يتكبّرون بغير الحق هم الفاسقون حقا ولو حسبوا أنفسهم من الصالحين.والذين وجدوا فضل ربّهم يُعرفون بأنوارهم، ويمشون على الأرض هونًا لانكسارهم، ولا يمشون مستكبرين.وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
۲۲۹ قصيدة من المؤلف إنِّي صدوق مصلح متردّمُ سم مُعاداتي وسِلْمِي أَسلم إني أنا البستان بستان الهدى تأتي إلي العين لا تتصرّم لتقديس العلي حمامة روحي أو عندليب غارِدٌ مترنم ما جئتكم في غير وقت عابنا قد جئتكم والوقت ليل مظلم صارت بلاد الدين من جدب عتا أقْوَى وأقفَـرَ بعد روض تعلَمُ هل بقي قوم خادمون لديننا أم هل رأيت الدين كيف يُحطَّمُ فالله أرسلني لأُحيى دينه حق فهل من راشد يستسلم جهد المخالف باطل في أمرنا سيف من الرحمن لا يتثلمُ في وجهنا نور المهيمن لائح إن كان فيكم ناظر متوسم اليوم يُنقض كل خيط مكائد لَيْن سَحيلٌ أو شديد مُبْرَمُ من كان صَوّالاً فيُقطَع عِرْقهُ يُرديه عالية القنا أو لَهْـدَمُ الله آثرنا وكفَّل أمرنا فالقلب عند الفتن لا يتجَمْجَمُ ملك فلا يُخزى عزيز جنابه إن المقرَّب لا أبا لك يُكرَمُ كفر وما التكفير منك ببدعة رسم تقادم عهده المتقدم قد كفرت من قبل صحب نبينا قالوا لنام كفرةٌ، وهُمُ هُمُ أنظر إلى المتشيعين ولعنهم ما غادروا نفسا تُعَزُّ وتُكرَمُ جاءتك آياتي فأنت تكذِّبُ شاهدت راياتي فأنت تُكتم يا من دنا منى بسيف زجاجة فاحذر فإني فارس مستلئِمُ 28 يُدريك من شهد الوقائع أنني بطل وفي صف الوغى متقدّمُ
۲۳۰ كم من قلوب قد شققت جذورها كم من صدور قد كلمتُ وأكلُمُ وإذا نطقت فإن نطقي مفحم سيف فيقطع من يكيد ويجدمُ حاربت كل مكذب وَبَآخَرٍ للحرب دائرة عليك فتعلَمُ يا لائمي إن المكارم كلّها في الصدق فاسْلُكُ سُبُلَ صدق تسلَمُ إن كنت أزمعت النضال فإننا نأتي كما يأتي لصيدٍ صَيغَمُ هلا أريتَ العِلم يا ابنَ تصلُّفٍ إن كنتَ عَلامًا بما لا أَعلَمُ قد ضاع عمرك في السفاهة والعمى طوبى لمن بعد السفاهة يحلُمُ قد جاء إن الظن إثم بعضُهُ فارفق ولا يُضْلِلْ جَنانَكَ مَاثَمُ الكبر يُخزي أهله العاتي ومَنْ الله يصغر فالمهيمن يُعظِمُ يا أيها الناس اذكروا آجالــكم إن المنايا لا تُرَدّ وتهجُمُ يا أيها الناس اعبدوا خلاقكم توبوا وإنّ الله ربِّ أَرحَمُ إني أرى الدنيا تمر بساعة غيم قليل الماء لا يتلوَّمُ فلهذه لا تسخطوا معبودكم توبوا وطوبى للذي يتندّمُ توبوا وإن العُذر لغو بعدما كُشِفَت سرائركم وأُخِذَ المحرم إنا صرفنا في النصيحة رحمةً حمل حسن بياننا وتكلم والله إني قد بُعثتُ لخيركم والله إني مُلهم ومُكَلَّمُ إن كنت تبغى حربنا فنحارب بارز فإني حاضر متخيمُ 健
۲۳۱ القصيدة الثانية لك الحمد يا تُرسي وحِرْزي وجَوْسَقي بحمدك يُرْوَى كلُّ مَن كان يستقي بذكرك يجري كل قلب قد اعتقى بحبك يحـ كل ميت ممزق وباسمك يُحفظ كل نفس من الرَّدَى وفضلك يُنجى كلِّ مَن كان يُرْبَقِ وما الخير إلا فيك يا خالق الورى وما الكهف إلا أنت يا مُتَكَةَ التَّقِى وتعنو لك الأفلاك خوفا وهيبة وتجري دموع الراسيات وتثبق وليس لقلبي يا حفيظي وملجائي سواك مُريح عند وقت التأزق يميل الورى عند الكروب إلى الورى وأنت لنا كهف كبيتٍ مُسَردَق وإنك قد أنزلت آيات صدقنا فويل لغمر لا يراها وينهق ألم يرَ عِجْلاً مات في الحي داميا أهذا الرحمن أو فعل بندقي؟ مفسد وتعرفها عين رأت بالتعمق من أرى الله آيته بتدمير وما كان هذا أوّل الآي للعدا بل الآي قد كثرت فأمعن وحقق والله آيات لتأييد دعوتي فأنس بعين الناظر المتعمق ألا رُبَّ يوم قد بدت فيه آينا ولا سيما يوم علا فيه منطقى إذا قام عبد الله عبد كريمنا وكان بحسن اللحن يتلو ويعق من الحضار صار عند بيــــانه كمثل عطاشى أهرعوا أو كأعشق وقاموا بجذبات النشاط كأنهم تعاطوا سُلافا فكل من رحيق مُزَهْزق يشير حضرته العليا هنا إلى أحد كبار صحابته وهو المولوي عبد الكريم السيالكوتي.الذي قام بإلقاء محاضرته الله على مسامع الناس في المؤتمر الأعظم للأديان بلاهور عام ١٨٩٦م.(الناشر)
۲۳۲ ومالت خواطرهم إليه لذاذة كمثل جياع عند خبز مُرَقِّقِ فأخرج حيواتِ العدا من جحورها وأنزَلَ عُصْماً من جبال التعرق وكانوا بهمس يحمــدون كأنه حفيف طيور أو صداء التمطق حداهم فلم يترك بها قلب سامع ولا أذنًا إلا حدا مثلَ غَيْهَق كأن قلوب الناس عند كلامه على قلبه لفت كنبت معلق وكان كسمْطَي لؤلوء وزبرجد وكان المعاني فيه كالدرر تبرق إليه صِبَتْ رَغَبًا قلوبُ أولي النهى إذا ما رأوا دُرَرًا وسِمْطَ التريق ومن عجب قد أخذ كل نصيبه وفي السمط كانت درره لم تُفرق إذا رفعت أستارها فكأنها عذارى أَرَيْنَ الوجهَ مِن تحت بُخْنُق فظل العذارى ينتهبن بجلوة بعاعَ قلوب المبصرين بمأزق فشبر من الإيوان لم يبق خاليا لِمَا ملأ الإيوان عشاق منطقي وكان الأناس لميلهم نحو كلمتي بأقطاره القصوى كطير مرنق الخدمة وقوفا بهم صحي دينهم يرون عجائب رهم من تعمق وكم من عيون الخلق فاضت دموعها إذا ما رأوا آيات رب موفق وكانوا إذا سمعوا كلاما كلؤلؤ وكَلِما تُفرحهم كمسك مدقق يقولون كررها وأرو قلوبنا وهُنَّ علينا من عُذيقك وانتق هنالك لاحت آية الحق كالضحى فهل عند أمر واضح مِن مُبَرِّق؟ وإني سُقيتُ الماء ماء المعارف وأعطيت حكما عافها قلب أحمق يمانية بيضاء درر فكان بكلماتي يجر كأنها واهر سيف قد فداها لموبق قلوبهم إليه ولم يسحر ولم يتملق وأضحى يسح الماء ماء فصاحة على كل قلب مستعد مُجَعْفِق
۲۳۳ وكل أراؤوا من أسارير وجههم سرورًاً وذوقا ما ينافي التأزق ومن سمع قولا غير ما قرأ فاشتكى كما تشتكي إبل عُقيب التبرق وكان كمَمْحُو بعالم سكتةٍ فيا عجبًا من ميلهم كالتعشق وكم حكم كانت بلف كلامنا و کم درر كانت تلوح وتبرق جرائد أقوام تصدت لذكرها لما رغبوا في وصف قولي كمنشقى ترى زمر الأدباء في أخبارهم أشاعوا كلامي للأناس كمشفق وكانت مضاميني كغيد بلطفها فأصبت بحسن ثم لحن كيلمق ولما رآها أهل رأي تمايلت عليه عيون قلوبهم بالتومُّق доя ومرَّ على الأعداء بعض رشاشها فنفيانها قد غسل أوساخ حُنْبَقِ جزی الله قیامه يوم إلى هذه الأيام لم يُنْسَ ذكرها وكل لطيف لا محالة يُرمق عني مخلصي حين قرأها فصارت مضامين العدا كالممزق وكان الأناس غداة حراصًا إليه كمثل طفل لِبَلْعَق وأخبرني من قبل ربّي بوحيه وقال سيعلو ما كتبت ويبرق فشهدت جذور قلوبهم أنها علت وفاقت و راقت كل قلب كصَمْلَق تراءى بعين الناس حسن نكاتها وكلماتها كأنها بيضُ عَقْعَقِ فوقعت مضاميني على كل منكر كعضب رقيق الشفرتين مُشقق وكل من الأحرار ألقوا قلوبهم إلينا بصدق غيرَ مَن كان مُمْحَق فصدنا بكلم كل صيد معظم كأسد ونمر غير فأر وخرنق وتركوا لقولي رأيهم فكأنهم خذول أتت ترعى خميلة منطقي على السُن قد دارَ ذكرُ كلامنا وقد هنأونا كالحبيب المشوق "I هكذا ورد في الأصل سهوا والصحيح كمنتقي كما تدل عليه الترجمة.(الناشر) *
٢٣٤ وسَرَّ عيون الناظرين صفاؤه کوردٍ طَرِي الجسم لم يتشقق ولما بدت روض الكلام تضعضعت قلوب العدا وتواردوا بالتأنق وقد جَدَّ شيخ المبطلين لمنعهم فهل عند شوق غالب مِن مُعوّق تسلت عمايات الهنود بسمعها وما قل بخل الشيخ فانظُرْ وعَمق ففاضت دموعي من تذكر بخله أهذا هو الرجل الذي كان يتقى إذا قام للإسماع شيخ "بطالة" ففرّت جموع كارهين كجورق ولما تلا الشيخ المزور ما تلا فكان الأناس يرونه كيف ينطق وكان يَعُتُ الكلِمَ مِن غير حاجة ويأتي بألفاظ كصخر مُدَمْلَق ومن سمع قولي قبله ظن أنه لدى ثمرات العذق نافضُ عِسْبق وقال أرى الإسلام كالجو خاليًا وما إن أرى الآيات من صالح تقي فصال على الإسلام في جمع العدا وقد كان يعلم أنه يتخلق كبراء الهنود ودينهم وداهن من وجه النفاق كمنفق أراد ليُخزي ديننا من عداوتي فأخزاه ربِّ قادر حافِظُ الحق فلما رأوا سِيَرَ الغراب بنطقه فقالوا لك الويلات إنك تنعق وقالوا له يا شيخ! وقتك قد مضى فأحسن إلينا بالسكوت وأطرق ولما أصرّ على القيام وما نأى فقيل: على عقبيك إنك تدمق فما طاوع الأحرار حمقا وما انتهى فقالوا إذا صَهْ صَهْ! ولا تكُ مُقلِق فلما أبي فنفاه صدر المنتدى بزجر يليق بذي مكائد أَفْسَق أهان المهيمن من أراد إهانتي فرمق وميض الحق إن كنت ترمق يد الله تحمي نفس من هو صادق وإن المزوّر يضمحل ويزهق وتبقى رجال الله عند نهابر على النار تفنى الكاذبون كزيبق وحمد
إذا ما بدت نار الله فتنة فكل كذوب لا محالة يُحرق من ومَن يُحرق الصدِّيقَ حِب مهيمن؟ فطوبى لمن يصلى بنار التومق كذب الصديق خبثا وفرية فيسفيه إعصار ويُخزي ويَسفُق ومهما يكُنْ حقٌّ من الله واضح وإن ردَّها زُمْرُ من الناس يبرق ومن ومن كان مفتريا يُضاع بسرعة ويهلك كذاب بسم التخلق و ترى قوله من كل خير فيُقطع نبت لا مُريح وجوده وكل نخيل لا محالة يَسمق وإني من المولى عُذيقٌ مُرَجَّبٌ فيُعرَقُ قاطع شجرتي كلِّ مَعْرَقِ حسبتم قتال الصادقين كهين وإن سهام الصادقين سيخزق تقدمت "عبد الحق" في السب والهجا فأقريك ما أهديت لي كالمشوق وسميتني كلبًا وقد فُهْتَ شائما وجاوزت حدّ الأمر يا أيها الشقي وما الكلب إلا صورة أنت روحها فمثلك ينبح كالكلاب ويزعق رميتك إذ عرضت نفسك رمية ومَن أكثر التفسيق يوما يُفسق فأسقيك مما قلت كأسًا روية وذلك دينٌ لازم كيف يُمحَق فذق أيها الغالي طعام التبادل صفيف شواء بالجبيز المرقق لطمناك تنبيها فألغيت لَطْمَنا فليتَ لنا النعلين من جلدِ عَوهَق وتسمع مني كل سب تريده وإن ترفُقَنْ في القول والصول أرفق أطلت لسانك كالبغايا وقاحة ظلمتك جهلا يا أخا الغُول فاتق وأعلم أن جموعكم أيها الغوي عليَّ حِراصٌ لو تُسرون موبقي فأقسمت جهدًا بالذي هو ربنا سأصلي قلوب المفسدين وأُخرق أكف لساني كل كفَّ فَإِنْ تَرُم بخُبثِ فإني دامغ هامة الشقي خاليا كنبتِ خبيث الريح مُر سَنَعْبَقِ ۲۳۵
٢٣٦ وأشرَاك ما قُلْنا وقد فُهْتَ بالهجا بكلم أسالتني إليك فأغلق ولا خير في رفق إذا لم تكن به مواضع رفق تطلب الرفق كالحق ولو قَبْلَ سَبِّ الْمُكْفِرِين سبتهم لكنتُ ظلوما مسرفا غير متقي ولكن هجوا قبلى فأوجَبَ لي الهجا هجاهم فما عدوان عبد مُسبق وقد كفرون وفسقون وإنهم كذئب سطوا أو مثل سيف مُشَقق وما كان قصدي أن أكلم مثلهم ولكنهم قد كلفوني فأُقلق لهم صولُ كلب والتحوي كحيّة وعادات سرحان وقلب كخِرْننِ وأرسلني ربي لكفء سيولهم وغيض مياه قد علت من تدفق وإني من المولى وعُلّمتُ سلَهُ وأُعطيتُ حِكمًا مِن خبير مُوفِّقِ فنجيتُ مِن بدع الزمان وفتنه أناسا أطاعوني وزادوا تعلقي ألم تر كيف يشقُ فُلْكِي حَبابَها وتجري على راس العدا كالمصفّق وأعطيتُ مِن علم الهدى وتأفقت بنا شمس جلوته فصرتُ كمشرق ولي آية كبرى فمَن غض بصرَهُ عنادًا فَمَن يعطيه عين التأنق ألم تر فتن الدهر كيف تكتفت وهبت رياح لا كهيجانِ سَوْهَقِ فجئت من الرب الذي يرحم الورى ويرسل غيما عند قحط مُعَنْزق أنا الضيغم البطل الذي تعرفونه تمال الصدوق مُبيدُ أهل التخلق على موطن يخشى الكذوب هلاكه نقوم بصمصام حديد وأذلق فمن جاءنا في موطن الحرب والوغى يُداسُ ويُسحق كالدواء المدقق والله ألقيت المراسي للعدا وقمت لسلم أو لحرب ممزق فإن جنحوا للسلم فالسلم ديننا وإن نُدْعَ في الهيجاء لم نتأبق أراهم كآرام وعين بصورهم وإن القلوب كمثل حجر وواد مُدَملق
وإن تبغيني في ندوة السلم تُلْفِني وإن تَدْعُني في موطن الحرب تلتق ونخضع للأعداء قبل خضوعهم ونرحل بعد الخصم من كل مأزق فإن أسلموا خير لهم ولئن عصوا فنكلّمهم من بعده كالمشقق وقد جئتكم من نحو عشرين حجة ففكر أهذا مدة المتخلق عجبت عماءً أن أكون ابن مريم وإن شاء ربي كنتُ أعلى وأسبق وتذكرُ لَعْنَ الخَلق في أمر "آتم" وقد لعن الأبرار قبلي فحقق وإن الورى عُمي يسبّون عجلةً فليس بشيء لعنهم يا ابن أحمق بل الله لعن كل مزوّر إليه فيمسي بالملاعين مُلحق فدَع عنك ذكر اللعن يا صيد لعنة ألم تر ما لاقيت بعد التلقلق أتزعم يا مَن لَعَنَني بالجفاء أن تخلص مني بل تُدق وتُسحق كحَبِّ إذا ما وقع في مِطْحَنِ الرَّحِى فيعرُكُه لعنتم وإن الله يلعن وجهكم ولا لَعْنَ إلا لعن رَبِّ ممزق وكنت أغض الطرف صبرًا على الأذى فلما انتهى الإيذاء ذقتم تخفقى وإن كان صلحاء الزمان كمثلكم فلا شك أني فاسق بل كأفسق وما إن أرى في نفسك العلم والتقى تصول كخنزير وكالحمر تشهق رقصت كرقص بغية في مجالس وفَسقتَي مع كون نفسك أفسق وما نكره المضمار إن كنت أهله ونأتيك يوم نضالكم بالتشوق ومهما يكن حق من الله واضح وإنْ ردَّها زمر من الناس يبرق فذرني وربي إنني لك ناصح وإن أكُ كذابًا فَأُرْدَى وَأُوبَق دعوت علي فردَّه الله ساخطا عليك فصرت كمثل ثوب مُخَربَق تعالوا نناضل أيها الزمر كلكم ليهلك من أرداه سم التخلق دور الرحى ويدقق ۲۳۷
۲۳۸ أراكم كذئب أو ككلب بصولكم وضاهَى تكلُّمكم حمارًا ينهق لقد ذاق منا قومنا غير مرّة حسامًا جراحته إلى الفرق ترتقي وإن كنتَ في شَكٍّ فَسَلْ شيخَ فَجرةٍ غويًّا غبيًّا في البطالة مُوبَقِ لكل امرئ عزم لأمر، وعزمه إهانة دين الله فاذهَبْ وحقق ألا أيها الشيخ الشقي تعمق وفكر كإنسان إلى ما تنهق أكفّرت قوما مسلمين خباثة؟ ظلمتك جهلا فاتق الله وارفق وتُقطَع أيدي السارقين لدرنهم فقل ما جزاء مكفر ومفسق صبرنا على طغواك فازددت شقوة و خادعت أنعاماً بقول ملفق وإن شئت بارزني وإن شئت فاستتر فإني سأمحو كل ما كنت تنمق وجدتك من قوم لئام تأبطوا شرورا وسبوا الصالحين كحذلق سببت وأغريت اللئام خباثة علي فأذوني ككلب يحرق فأقسم لو لا خشية الله والحيا لأزمعتُ أن أُفنيك سبا وأَدهَق وقد ضاقت الدنيا عليك كما ترى ودينك هذا فاتق الله وارفق وإن كنت قد سرتك عادة غلظة فمَزَّق ثيابي، من ثيابك أمزق لم تر شمل الدين كيف تفرّقت فليت كمثلك جاهل لم يُخلَقِ وكذبت نبأ الله في خائر فنى وقلت بخبث أنه لم يصدق وتنحت بهتانا علي كفاسق وتعزي إلى نفسي جرائم موبق أتر مى بريئا يا خبيث بذنبه ألا تتقى الديان يا أيها الشقى فطوراً تشير إلي خبثا وتارة تشير إلى حزبي بكذب تخلق ووالله إن جماعتي في جموعكم كشجرة عَذق عند نبت السَنَعْبَق هو سهو من الناسخ، والصحيح "الدرهم" كما تدل عليه الترجمة.(الناشر) *
و ومثل الذي يتبعنى بعد سلمه كمثل ذُرَى سِرٌ مُرَبِّي بأودَق وس فلما عراه المَحْلُ رَبِّي ثانيا فصار كمَوْلِي الأَسرَّةِ مُورق أتنكر أي الله خبثا وشقوة وآية ميت بالدم المندفق جاءتني العلماء من غير مقلق؟ أَذَلَّتْ لي الأعناق من غير آية؟ أ إلى الله نشكو من ظنون مكذب وإن المكذب سوف يُخزى ويُسحق أتنكر آية خالق الأرض والسماء أ أنت تحارب قَدْرَه أيها الشقى أ تذعرنا كالذئب يا كلب جيفة وإنا توكلنا على حافظ يقي رضينا برب يُظهر الخير والهدى رضينا بعُسر إن قضى أو تَفَنَّق أأنت تؤيد فاسقا غير صالح؟ أَحَلْتَ يجهلك أيها الغول فاتَّقِ وإني إذا ما قمتُ لله مخلصا فايدني ربي معيني موفقي وكان لي الرحمن في كل موطن فمَزَّقتكم بالله كل الممزق و أعطيتُ قلما مثل منجرد الوغى فيُسعر نيرانا وكالبرق يخفق مِكَرٌ مِفَر مُقبل مدير معًا كدأب أجاردَ عند موقدِ مأزق وإن يراعي صارم يحرق العدا کنار وما النيران منه بأحرق وإن كلامي مثل سيف مقطع يجد رؤوس المفسدين ويفرق يَجُذُ وإني إذا حاولتُ كَلِما فصيحة فناولني ربي أفانين منطقي وأعطيتُ في سبل الكلام قريحةً كحوجاء * مرقال ترج وتدبق ود - ونَزَّهها الرحمن عن كل أَبْلَةٍ وصير غيري كالحقير الحبلق و علونا ذُرَى قُنَن الكلام وقولنا زلال نميرٌ لا كماء مُرَبِّق يبدو أنه سهو والصحيح كعوجاء أو كهوجاء.(الناشر) يبدو أنه سهو والصحيح: تدلق.(الناشر) ۲۳۹
٢٤٠ فلو جاءنا بالزمر سحبان وائل لفرَّ من الميدان خوفًا كخرنق وفاضت على شفتي من الله رحمة فقولي ونطقي آية للمحقق و کلم كسمطَي لؤلوء قد نظمتها وجمل كأفنان العُذيق الأسْمَق إذا ما عرضنا قولنا كالمناضل كميت سقطم * أو كثوب مُحَرَّق فما كان يوم الجمع إلا لذلكم ليبدي ربي شأن رجل رجل موفق أبادكم الرحمن خزيا وذلة وأيدني فضلاً ففكر وعمق ألا رُبَّ خصم كان أكوى كمثلكم مصرا على تكفيره غير مُعتقي فلما أتاه الرشد من واهب الهدى أتاني وبايعني بقلب مصدق رأيتُ أولي الأبصار لا ينكرونني وينكر شأني جاهل متحرق لهم أعين لا يبصرون بها فمَنْ يريهم إذا فقدوا عيون التأنق ألا أيها الغالي إلامَ تُفسِّقُ؟ فدونك نصحي واتق الله وارفق وما جئتكم من غير آي وحُجّةٍ وقد أشرقت آيات ربي وتُشرِقِ فما وقع منها خُذْ كمَنْ يطلب الهدى وما لم يقع فاترك هواك ورنق رأيت كثيرا من لئام وإنني كمثلك ما آنست رجلا زَبَعْبَق تستر لبك تحت كبر ونخوة كلب عفا في بطن جوزٍ مُرَصَّقِ أراك كفَدَّانِ تخاذل رجله فلا بد من رجل يسوق ويزعق وما أنت إلا كالعصافير ذلة وتحسب نفسك مِن عَماء كسوذق فتُرجَم يا إبليس ثم بحربةٍ تُمزَّق تمزيقا كتوب مُشَبْرَق ورثت لئاما قد خلوا قبل وقتكم تشابهت الأطوار يا أيها الشقي وساءتك ما قلنا فعينك قد عمت كمثل خفافيش إذا الشمس تشرق هذا سهو الناسخ، والصحيح "سقطتم".(الناشر) *
٢٤١ ومن لم يكن في دينه ذا بصيرة يكُن أمره تكذيب أمر محقق قفوتم أمورا لم يكن علمها لكم فإني عليكم يا عدا الحقِّ أُشفق وتنكر ما أبدى المهيمن عزّتي ولا تنتهي بل كالمجانين تشمق وبون بعيد بين شلق وقرشنا قنبلعكم كالقرش يا أهل عَمْلَق ونحن بحمد الله نلنا مدارجًا وصرتم كميت أو كخشب مُدَهْدَق أحاطت بنا الأنوار من كل جانب ومن أفقنا شمس المحاسن تشرق وينمو من الرحمن حق مطهر وما كان مِن غُولٍ فَيَفْنَى ويُمحَقِ ووالله إني مؤمنٌ ومُحِبّهُ أأنت علينا باب ذي المجد تُغلق وتذكرني كالمفسدين محقرًا تقول فقير مفلس بل كمُدْحَق أتفخر يا مسكين من بمال وأولاد وجاه وتستق وما الفخر إلا بالتقاة وبالهدى ولا مال في الدنيا كقلب يتقي تسب وقد شاهدت صدقي وآيتي وإن الفتى بعد البصيرة يعتقي على رأس مائةٍ بُعث رجل مجدد حديث صحيح لا كقول مُلفّق أتعزو إلى الافتراء خباثة وقد عصمني ربُّ الورى مِن تخلق نشأت أحِبُّ الصدق طفلا ويافِعًا وكهلاً ولو مُزّقت كل الممزق شربنا زُلالاً لا يُكدر صفوه وذقنا شرابا محييا من تذوق عجبت لعقلك يا أسير ضلالة! تركت نمير الماء مِن حُبِّ عَلفَق قلة النهى 28 جذل عتا تتشقق عُذَيْق مُلبق أتبصر في عيني مخالفك القذى وعينك من تموت بوادٍ ذي حِقافَ عَقَنْقَل وتكره روضا من على الهدى والشمس نضت نقابها وأنت كخفاش الدُّجى تتأبق وسميتني أشقى الرجال تعصبا فتعلم إن متنا غدًا أينا الشقي
٢٤٢ ولا يستوي المرءانِ هذا محقق وآخر يتبع كل قول مُلفّقِ أرى رأسك المنحوس قفرا من النهى وقلبًا كموماة ونفسا كسَلْمَق متى ضلَّ عقلُ المرء ضلت حواسه فلا يُؤنس الوحل المزل ويزمق كذلك متم من عناد ونقمة فأنى لكم تأييد رَبِّ مُوفِّق أفي الكفر أمثال جفاء وغلظة لكم أيها الرامون رمي التخلق أهذا هو التقوى الذي في جموعكم أتلك الأمور ومثلها شأن متقى وقلتُ لكم توبوا وكفوا لسانكم فما كان فيكم من يتوب ويتقي والله آيات لتأييد أمرنا وإنا كتبنا بعضها للمحقق على قلب أهل الله نزلت سكينة وقلبك يا مفتون يعوي وينهق أيا لاعني إن السعادة في التَّقَى فخَفْ قهر ربِّ حافظ الحقِّ وَاتَّقِ إذا كتب أن الموت لا بد تُدرك فموت الفتى خير من تخلق ولا يفلح الإنسان إلا بصدقه وكل كَذُوب لا محالة يُوبَقِ وما انفتحت شدقاك بالسب والهجا وتكذيب أهل الحق إلا لِتُمْلَق وإن سقام الجسم ملتمس الشفا وليس دواء في الدكاكين للشقى ووالله لو لا حربي لم تكد ترى نَهِيكًا تَحُطُّ ضلالةً حين تَسْمُق له وإني كتبتُ قصيدتي هذه لكم فمِن حَيِّكُم مَن كان حيًّا لِيَنْمُق كَبُكم أراكم أو كأَحْمِرَةِ الفلا غدَا طَلْقُ السُنكم كزوج تُطلَّقِ أتحسب أن القول قول الأجانب وقد صُبَّ مِن عيني فما هي كماء مُدَغْفِق إلا كلمة قيل مثلها فقالوا أعان عليه قوم كمشفق ففَكِّرْ أَتَعلَمُ مُنشَئًا لي كتَمْتُه يبدو أنه سهو، والصحيح: "فيملي".(الناش) فيملو القصائد لي بحجر التأبق
= أتنحت كذبا ليس عندك شاهد عليه وتنبح كالكلاب وتَزْعَق رضيت بحكاكات إبليس شقوةً وآثرت سبل الغي يا أيها الشقي أتنكر آياتي وقد شاهدتها أتعرض عن حق مبين مُزَوَّق وقد مات "آتم" عمك المتنصر وقد حُقَّ أَن تُمحَى لحاكم وتُخْلَق رأيتم جوازيكم من الله ربنا ومتم كموت المفسد المتخلق وقد قطع ربّي أنف الجمع كلّهم وأخزى العدا وأباد كلاً بمأزق تكثف قلبك صدأ ظلمات الشقا فما إِنْ أَرَى فيك الهداية تشرق وقد ضاع ما عُلِّمت إن كنتَ عالما كزبر إذا حُمِلت على ظهر زهْلِق أراك ومن ضاهاك رَبْرَبَ جهلةٍ تلا بعضُكم بعضا كأحمق أَنْزَق رأيتم عواقبكم بترك سفينتي وضاعت خلاياكم ومتم كمُغْرَقِ وعندي عيون جاريات من الهدى هنيئا لرجل قد دناها ليستقي وأعطيتُ علمًا يملأ العين قُرّةً ونورا على وجه المخالف يبرق وإني أرى العادين في تيهة الشقا ومن جاءني صدقا فقد دخل حَوسَقِي ولو كنتُ دجالا كذوبا لضرني عداوة من يدعو عليَّ لِأُوبَق دعوا ثم سبوا ثم كادُوا فَخُيّبوا لما حفظتني عينُ ربِّ مُرَمق ينازع أقوام ويشتد حربهم فيُعلى المهيمن كلَّ مَن كان أصدق فليت عقول الزمر قبل افتضاحها يَصِلْنَ إلى حق مبين محقق وما أنا إلا منذر عند فتنة وقد جئت من ربي كراعٍ مُعفقِ ولى قربة شدُّوا على عِصامَها لأروي أقواما بماء أغدق فمن يأتني صدقا كعطشان ساعيًا يجد كاهلي هذا ذلولاً لمستقي شاهدًا لله إن كنت خاشعا وأكرم ناس عنده فاتك تقي ٢٤٣
٢٤٤ وقد كنتُ الله الذي كان ملجائي وذلك سر بين روحي ومُزعِقي رأيت وجوها ثم أثرتُ وجهه فواها له ولوجهه المتألق أحِبُّ بروحي فالِقَ الحب والنوى وإني لأَوَّلُ مَن نَوَى كُلَّ مُلْرَقٍ والله أسرار بعاشق لِحِبي خواص في الوصال وفُرقةٍ ففى القرب يحييني وفي البعد يوبق وأعطيتُ مِن حبي قميص خلافةٍ قميص رسول الله أبيض أَمْهَقِ وأُعطيتُ عَلَمَ الفتح عَلَمَ محمدٍ ) وأعطيتُ سيفا جَذَّ أصل التخلق فتلك علامات على صدق دعوتي فإن كنت تطلبها ففَتِّش وعمق وإن صراطي مثل جسر على اللظى حفافاه نار فَأْتِني أيها التقي إذا ما تحامتني الأراذل كلهم فأيقنت أن شريف قومى سيلتقي وجهه فسَلْ مَن يشاهد بعض هذا التعلُّق أرى الله يُخزي الفاسقين ويصطفي عبادا له قتلوا بسيف التعشق يَجُد رؤوس المفسدين ويفرق إليها مقلة المتأنق ويأتي زمان إنّ ربي بفضله وقد صقلت كَلِمي كمثل سَجَنْجَلِ فتر نو أرى غِيْدَ أسرار نَضَضْنَ لِرَمْقِنا ومن غيرنا باعَدْنَ كالمتأبق إذا ما خرجن من الغبيط بزينة فأصبى رشاقتهنَّ قلب مُرمق إذا ما تجلى حسنُهن بنوره فرحلت كجالية ظلامٌ يَغْسق وقل من الأخدانِ مَن كان حسنه كحسن عذارانا وحَدٌ أبرق فجُعِلت به ذات الكسور لنا السُّوَى وانست وَهْدَ الجائرين كصَمْلَق وليس كشرح الصدر للمرء نعمة ومن أردء الأوقاتِ وقت التأزُّق ونفس كموماة السباع مُبيدة بها الذئب يعوي كالأسير المخنّق فما خفتُ صولتهم وحقرتُ أمرهم بما صانني ربي بعين التومق
* وكإن ترى مِن مفسد هو صائل علي فيدفعه الحفيظ ويَغْفِق تحلت من الرحمن أنوار حجتي فما الخوف إن تُعرض وإن تتعرق سينصرني ربي ويُعلى عمارتي فهدُّوا ورُضُوا مِن أَكُفِّ وأَسْوق تبصر خصيمي هل ترى من علامة بما يُعرف الكذاب عند المحقق إذا ما نقول هلم لا تنبري لنا وفي بيتك المنحوس تهذي وترتقي دعوت فأكثرت الدعاء لنكبتي فوالله زدنا بعده في التفنُّقِ عرضنا عليكم رحمةً أمر ربنا فلم تحفِلوا كبرا وقد كنتُ أُشفق وقلتُ لكم توبوا ولا تتركوا الحيا فردتم عنادا واعتديتم كأفسق وإني حبست النفس عند فضولكم صَبورًا على سب وشتم مُحرِّقِ والله لا يُخزى الصدوق بقولكم أيُرْهِقُ قتَر وجهَ مَن كان أصدق فتوبوا إلى الرب* الورى واستغفروا ولا تشتروا بالحق عيشا مرمق وواد سهو، والصحيح: "رب الورى".(الناشر) ٢٤٥
٢٤٧ خاتمة الكتاب إن كتابي هذا آخر الوصايا للعُلماء، الذين تصدوا للتكذيب والاستهزاء.يا حسرة عليهم وعلى ما أروا من حالةٍ! إنّهم فتحوا على الناس أبواب ضلالة، في زمن تطايرت فيه الفتن كشعلةٍ جَوّالةٍ، والناس كانوا تائهين في موماة بطالة، فألقاهم العلماء في وهدٍ مُغتالة، وجمعوا لهم قذائف جهالة، ثم أوقدوا قذائفهم بقبس وذبالةٍ، وصاروا لهم كضغْتَ على إبالةٍ، واختارُوا مَدرَج اليهود، وسلكوا مسلك الغي والعنود، وما كانوا منتهين.فغلّظتُ عليهم بعد ما أكدى الاستعطاف، و لم ينفع التملق والائتلاف، و لم أر فيهم أهل قلب صاف ولا فتًى مُصاف.وإنهم رغبوا من العلم في المشوف المعلم، ومن الدر في الدرهم، وتركوا طوائف أسرار فاقت في السناعة، كرجُلٍ يتخطّى رقاب نُخب الجماعة، أو كائرة تتحرّى طرق الشناعة، وكانوا يعرفون شأني ومقامي، ورأوا آياتي وسمعوا كلامي.وإني أكثرتُ لهم وصيّتي حتى قيل إني مكثارٌ، وما عُفْتُ أن يسبني أشرار، فما نفعهم كلامي ومقالي، وما انتفعوا بتفصيلي وإجمالي، وكان هذا أعظم المصائب على الإسلام، لو لا رحمة الله ذي الجلال والإكرام.فالحمد لله على ما رحم وأرسل عبده بالآيات، وأنزل من البينات المفحمات وقطع دابر المفسدين.إنه أحسن إلى الخلق وأتم ،حُجّتي، وأظهر لهم ،آيتي، وأعلا لهم رايتي، وأماط جلباب الشبهات، وما بقي إلا جَهام التعصبات.وأبدى في تأييدي أنواع العُجاب، ونجى أولي الألباب من حُحُب الارتياب.وحان أن أطوي البيان وأقص جناح القصة، وأعرض عن قوم لا يبالون الحق بعد إتمام الحجة، فاعلموا
٢٤٨ أنني من أهان، الآن أصرف وجهي عن كلّ من الظالمين المتجاهلين، وأُبعِدُ نفسي من المنكرين الخائنين، وأعاهد الله أن لا أخاطبهم من بعد وأحسبهم كالميتين المدفونين، ولا أكلم المكفّرين المكذبين، ولا أسُب السايين المعتدين، ولا أضيع وقتي لقوم مسرفين، إلا الذين تابوا وأصلحوا وجاءوني مسترشدين، دقوا باب طلب الهداية، واستفسروا لثلج القلب لا كأهل الغواية، وآمنوا مع المؤمنين.وهذا آخر ما كتبنا في هذا الباب، وندعو الله أن يفتح لعباده سبل الصدق والصواب، والحمد لله في المبدأ والمآب.وعليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإياه نستعين.رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ، آمين.سر تمت الراقم ميرزا غلام أحمد القادياني ٢٦ مئي سنة ١٨٩٧م