Language: AR
قد أُلِّف هذا الكتيب ردًا على كتاب مسيحيّ بعنوان: "ينابيع الإسلام" من تأليف حضرة ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود والمهدي المعهود عليه السلام
ينبوع المسيحية صورة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول الحمد لله والمنت ہ ہر سال ایک عیسائی کی کتاب من این اسلام کے جواب میں تکلیف ہوکر اس کا ماہنامہ ذیل کھاگیا لینے چشمی اور یہ مطیع میگرین قاریان میں با تمام مورد دری المداد صاحب مارچ شام کو طبع ہوکر شائع ہوا تعداد جلد ۷۰۰ قیمت فی جلد ۳ ١٤٩
ينبوع المسيحية ترجمة صفحة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتيب الحمد لله والمنة على أن هذا الكتيب قد أُلف ردًّا على كتاب مسيحي بعنوان: "ينابيع الإسلام" وسُمّي بالاسم التالي أعني "ينبوع المسيحية" وطبع في مطبعة ميغزين بقاديان تحت إشراف شودهري إله داد بتاریخ ۹ آزار مارس ١٩٠٦م.۱۹م.عدد النسخ: ۷۰۰ ثمن نسخة واحدة: ٣ آنات 101
ينبوع المسيحية ١٥٣ بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم الإعلان واجب الإظهار من قبلي أنا العبد المتواضع عن نبوءة بحدوث الزلزال "أفيقوا أيها الأصدقاء فإن الزلزال على وشك الحدوث ثانية، وإن الله يكاد يُري قدرته قريبا مرة أخرى.الزلزال الذي عهدتموه في شباط استيقنوا أنه كان زجرا فقط من أجل التنبيه عالجوه أيها الأصدقاء بماء العيون، فإن السماء موشكة على أن تمطر نارا أيها الغافلون كيف لا تقع الزلازل وقد فُقدت التقوى، وبقي المسلمون مسلمين بالاسم فقط ؟ من يؤمن بي خشية الله ومن تخلّى عن البغض والضغينة؟ كأن حياتي كلها ستنقضي في سماع الشتائم منهم يسمونني جميعا كافرا ودجالا ،وفاسقا، ولا يكاد أحد يؤمن بي بالصدق والإخلاص؟ من تراه تجده قد تجاوز الحدود في سوء الظن، لو سأله أحد لعدد مئة ترجمة قصيدة أردية.(المترجم)
مرة ينبوع المسيحية إنهم يهجرون الدين ويحبون الدنيا، ولا يكادون يندمون وقد نصحناهم مئة روعي يكاد قلبي ينخلع نظرا إلى مصائب الدين، ولكن يد الله تهدئ الآن ستريكم الآن غيرته تجليها، لأن هذه المصيبة تكاد تصل كل مكان سوف ينال الدين شيئا من النصرة بواسطة الموت، وإلا فسيقضى على يوما من الأيام، أيها الأحبة الدین كان عالما من الناس جاهزا للتضحية من أجل هذا الدين في زمن مضى، أما الآن فإن عبد العبد أيضا جاهز لتكذيبه.المعلـــــــــن ميرزا غلام أحمد القادياني، المسيح الموعود في ١٩٠٦/٣/٩م
001 بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم الكتاب الذي سميته في العنوان: "ينبوع "المسيحية هو الكتاب نفسه الذي أنوي تأليفه فيما يلي.ما كان واجبا علي أن أكتب شيئا عن معتقــــدات القساوسة، لأن العمل الذي كان علي إنجازه قد أخذه أكابر محققيهم في أوروبا وأميركا على عاتقهم في هذه الأيام ويؤدون حق هذه الخدمة على أحسن وجه ويوضحون ماهية الديانة المسيحية وحقيقتها ولكن وصلتني مؤخرا رسالة من مسلم يسكن في مدينة "بانس بريلي" لا يعرف حقيقة الأمر وقد ذكر في رسالته الضرر المهيب من كتاب "ينابيع الإسلام" لمؤلف مسيحي.من المؤسف أن معظم المسلمين لا يقرأون كتبي لغفلتهم، لذا يجهلون تماما البركات التي أنزلها الله تعالى عليّ.وإن تكفير المشايخ الأغبياء لنا بالاستمرار قد أقام حاجزا بينــــا وبين عامة المسلمين فلا يدرون أن الزمن الذي انطلت فيه مكايد المسيحية وحيلها قد ولى.والآن أوشكت الألفية السادسة من ولادة آدم على نهايتها حين يكون الانتصار في نصيب الجماعة الربانية وهذه الحرب هي الأخيرة" بين أنها هذه التسمية لا تعني ينبوع المسيح العلي، لأن تعليم المسيح الذي من الدنيا لم يعلم المعتقدات السائدة حاليا، بل التعليم السائد حاليا هو ما أوجده المسيحيون بأنفسهم، لذلك سميته.منه.فقد "".يجب ألا يُفهم من كلمة الحرب هنا أن هذه الحرب ستكون بالسيف أو البندقية.والسبب في ذلك أن الله تعالى قد ألغى هذا النوع من الجهاد، لأن إلغاء هذا النوع من
النور والظلمة، وسيكون النور فيها مظفرا ومنصورا ويُقضى على الظلمة.لم یکن ضروريا أن أكتب شيئا عن أفكار القساوسة البالية هذه، ولكن اضطررت لتأليف هذا الكتيب الوجيز بسبب إصرار الشخص الذي ذكرته آنفا.بارك الله فيه وجعله مدعاة لهداية الناس، آمين.وليكن معلوما أننا نحترم عيسى ال ونؤمن به نبي الله ، ونعارض اعتراضات العليا اليهود التي تنشر في هذه الأيام.ولكني أريد أن أُبين أنه كما يهاجم اليهود عيسى اللة وإنجيله بمحض التعصب كذلك تماما يهاجم المسيحيون القرآن الكريم والنبي.ما كان يليق بالمسيحيين أن يحذوا في هذا الطريق السيئ حذو اليهود ولكن من المعروف أنه عندما لا يستطيع الإنسان أن يهاجم دينا من منطلق الصدق والعدل يكون هناك كثيرون يبدأون بالتهجم بتهم باطلة.والهجمات الواردة في "ينابيع "الإسلام" هي من هذا القبيل.هذه العادات السيئة بسبب حب الدنيا، وإلا فالدين السماوي والمذهب السماوي في هذا الزمن هو الإسلام وحده الذي توجد فيه بركات متجددة.إنه لمن بركات ينبوع الإسلام المقدس أنه يوصل إلى الله الحي، وإلا فإن الإله الزائف المدفون في سرينغر، حارة خانيار في كشمير، لا يستطيع أن يأخذ بيد أحد.والآن أؤلف كتيبا وجيزا موجّها إلى الذي كتب إلي من "بريلي"، والله الموفق.الراقم تنشأ ميرزا غلام أحمد القادياني، المسيح الموعود في ١٩٠٦/٣/١م منه.الجهاد في زمن المسيح الموعود كان ضروريا كما أخبر القرآن الكريم بذلك سلفا، وقد ورد في صحيح البخاري أيضا عن المسيح الموعود حديث: "يضع الحرد ا كل ما خرج من قلمي بما لا يليق بشأن عيسى ال إنما هو من باب الجواب الإلزامي، بل هو ما نقلته في الحقيقة مما قاله اليهود.لو التزم القساوسة بمقتضى التحضر وتقوى الله و لم يشتموا نبينا الهلال الالتزم المسلمون أيضا بدورهم بالأدب أكثر منهم بعشرين مرة.منه.
١٥٧ بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم ونبيه العظيم السلام عليكم، أما بعد، فليتضح أني قرأت بأسف شديد رسالتك التي كتبتها بعد قراءة كتاب مسيحي بعنوان "ينابيع الإسلام إنني لأستغرب حقا كيف وقعت في حيص بيص بقراءة كتاب قوم إلههم ميت ودينهم ميت، وكتابهم ميت، وهم بأنفسهم ميتون إذ تعوزهم عين ،روحانية، وارتبت في الإسلام بسبب كذبهم وافتراءاتهم؟ إنا لله وإنا وإليه راجعون.فلتعلم أن هؤلاء قوم لم يحرفوا كتب الله فقط بل سبقوا الأمم كلها في الافتراء وفي كتاباتهم المفتريات بغية تطوير دينهم.فلما لم يكن لديهم نور ينزل من السماء ليؤيد الصدق ويميز الدين الحق بصراحة تامة في العالم بشهاداته المتواترة، لذا اضطروا لاستخدام أنواع الافتراءات والمكايد والأباطيل والخداع والأقوال الزائفة المزوّرة ليصرفوا الناس عن الدين الحي، أي الإسلام.فيا عزيزي، إن هؤلاء القوم قلوبهم مسودة ولا يخافون الله، وإن مساعيهم منصبة ليل نهار على أن يحب الناس الظلام بأي حال ويهجروا النور.إنني أستغرب بشدة كيف تأثرت بكتابات مثل هذا الشخص.إن هؤلاء القوم سباقون على السحرة الذين حولوا الحبال إلى ثعابين أمام النبي موسى ال.ولكن لما كان موسى الله فقد ابتلعت عصاه تلك الثعابين كلها.كذلك إن القرآن الكريم هو عصا الله تعالى التي يبتلع بها ثعابين الحبال يوما إثر يوم.وسيأتي يوم بل هو قريب حين لن يبقى لثعابين الحبال هذه أي أثر أبدا.إذا كان صاحب "ينابيع الإسلام" قد حاول الإثبات بأن القرآن دون من قصص أو كتب كذا وكذا، فإن سعيه هذا لا يساوي حتى جزء من الألف مما سعی إليه
101 عالم يهودي لاكتشاف حقيقة الإنجيل.وقد أثبت هذا العالم بحسب زعمه أن الأخلاق في الإنجيل مأخوذ من كتاب اليهود "التلمود" ومن بعض كتب تعلیم بني إسرائيل الأخرى.وقد تمت هذه السرقة بصراحة تامة بحيث نُقلت عبارات عديدة بعينها.وقد بين ذلك العالم أن الإنجيل مجموعة مال مسروق في الحقيقة.والحق أنه أخرج كل ما كان في جعبته وأثبت بوجه خاص أن موعظة الجبل التي يعتز بها المسيحيون كثيرا مأخوذة من "التلمود" حرفا حرفا، وأثبت أنها عبارات وفقرات من التلمود.كذلك نقل عبارات مسروقة من كتب أخرى وترك الناس في حيرة من أمرهم، حتى توجه إلى هذا الأمر الباحثون من أوروبا أيضا برغبة عارمة.لقد قرأت مؤخرا كتابا لمؤلف هندوسي حاول أن يثبت أن الإنجيل مسروق من تعليم بوذا، وسعى لإثبات ذلك بتقديم تعليم بوذا عن الأخلاق.واللافت في الموضوع أن القصة نفسها التي تقول بأن الشيطان ذهب به هنا وهناك ليبتليه ويجربه، معروفة بين البوذيين أيضا.فلكل الحق بأن يفكر أن هذه القصة أُدخلت في الإنجيل سرقةً بعد تغيير بسيط فيها.وثابت أيضا أن عيسى اللي جاء إلى الهند حتما وقبره موجود في سرينغر بكشمير، وقد أثبتنا ذلك بالأدلة.ففى هذه الحالة يحق أكثر من ذي قبل للمعترضين - مثل الذي سبق ذكره أن يقولوا بأن الأناجيل الحالية نسخة من الديانة البوذية في الحقيقة.لقد نُشرت هذه الشهادات بكثرة لدرجة لا يمكن إخفاؤها الآن.والأمر اللافت الآخر هو أن كتاب يوز" آسف" القديم - الذي يرى معظم الباحثين الإنجليز أيضا أنه كان قد نشر قبل ولادة عيسى ال وترجم في كافة بلاد أوروبا؛ فيه توارد مع الإنجيل في معظم الأماكن بحيث تتطابق الكثير من عباراتهما.وبعض الأمثال التي توجد في الأناجيل توجد نفسها في هذا الكتاب أيضا بالكلمات نفسها، فحتى الجاهل والأعمى يستيقن نظرا إلى ذلك الكتاب بأن الإنجيل مسروق منه.ويرى بعض الناس أنه كتاب بوذا، وقد كان باللغة السنسكريتية بداية ثم تُرجم إلى لغات أخرى.
إن بعض الباحثين الإنجليز أيضا يقولون ذلك، ولكن لا تقوم للإنجيل قائمة بعد قبول هذا الكلام، ويثبت أن عيسى ال سارق في كافة تعاليمه، والعياذ بالله.الكتاب المذكور موجود فليقرأه من أراد أما رأيي فهو أنه إنجيل عيسى ال الذي كتب في أثناء سفره إلى الهند.ولقد أثبتُ أيضا بأدلة كثيرة أنه إنجيل العلمية لا في الحقيقة وهو أطهر وأصفى من الأناجيل الأخرى.ولكن بعض الباحثين الإنجليز الذين يعدّونه كتاب بوذا، يبحثون عن حتفهم بظلفهم إذ يحسبون العليا سارقا.وليكن معلوما أيضا أن مجموعة الكتب الدينية لدى القساوسة هي ذخيرة رديئة ومخجلة جدا.إنهم يعدّون بعض الكتب سماويةً ويحسبون بعضها الآخر زائفا، تخمينا من عند أنفسهم فقط.فالأناجيل الأربعة هي الأصلية عندهم، والبقية التي يقارب عددها ٥٦ إنجيلا زائفة كلها، ولكن هذه الفكرة مبنية على الظن والشك فقط وليست مبنية على دليل محكم ولأن هناك تناقضا كبيرا بين الأناجيل الرائجة ،وغيرها، لذا اتخذوا هذا القرار من عند أنفسهم.ويرى الباحثون أنه لا يمكن الجزم هل هذه الأناجيل زائفة أم تلك.لذا قدم القساوسة في لندن كل تلك الكتب التي يرونها زائفة في مجلد واحد مع الأناجيل الأربعة المذكورة إلى الملك إدوارد "قيصر" تبريكا له بمناسبة احتفال اعتلائه العرش.وعندنا أيضا نسخة هذا المجلد.من يجب التدبر في هذا المقام أنه إذا كانت تلك الكتب نجسة وزائفة وقذرة في الحقيقة فما أكبره من ذنب ضمُّ المقدس والنجس في مجلد واحد! بل الحق أنهم لا يستطيعون أن يقولوا بالجزم وبقلوب مطمئنة بأن الكتاب الفلاني زائف والكتاب الفلاني أصلي، بل لكل واحد رأيه الشخصي.وبسبب التعنت المفرط يعدّون الأناجيل التي تطابق القرآن الكريم زائفة.لذلك فقد عُد "إنجيل برنابا" الذي فيه نبوءة عن نبي آخر الزمان زائفا، لأن فيه نبوءة واضحة وبينة عن النبي.وقد أورد "سيل" أيضا في تفسيره قصة أن راهبا مسيحيا أسلم بقراءة هذا الإنجيل.
١٦٠ باختصار، يجب الانتباه جيدا إلى أن سبب اعتبارهم إياه كتابا زائفا أو القصة الواردة فيه كاذبة يعود عادةً إلى أمرين اثنين: (۱) إما أن تكون تلك القصة أو ذلك الكتاب معارضا للأناجيل المتداولة.(٢) أو أن تكون القصة أو الكتاب موافقا بعض الشيء للقرآن الكريم، فيحاول بعض الأشرار وذوو القلوب المسودة أن يُثبتوا أولا كمبدأ مسلّم به أن تلك الكتب زائفة، ثم يقولون إن القصة الواردة فيها مذكورة في القرآن، وبذلك يخدعون السذج من الناس.والحق أن إثبات زيف الصحف من ذلك الزمن أو صدقها لم يكن بوسع أحد سوى وحي الله تعالى.فإذا توارد وحي الله تعالى مع قصة فهي صادقة وإن كذبها بعض الجهال والقصة التي كذبها الوحي الإلهي فهي كاذبة وإن صدقها بعض الناس.والزعم بأن القرآن الكريم جُمع من القصص المشهورة والحكايات أو المخطوطات أو الأناجيل لجهل مخجل للغاية.أليس ممكنا أن يورد كتاب الله موضوعا سابقا؟ فكثير من حقائق فيدات الهندوس التي كانت خافية في ذلك الزمن موجودة في القرآن الكريم.فهل لنا أن نقول بأن النبي ﷺ قرأ الفيدا أيضا؟ إن ذخيرة الأناجيل وغيرها التي وُجدت الآن بسبب المطابع لم يعرف عنها أحد شيئا في بلاد العرب حينذاك، وزد على ذلك أن العرب كانوا أميين.وإذا كان في بلادهم أحد من المسيحيين على سبيل الندرة فلم يكن مطلعا على دينه اطلاعا شاملا ثم الاتهام بأن النبي سرق هذه المضامين من تلك الكتب فكرة ملعونة تماما.كان النبي ﷺ أميا وما كان يقرأ العربية أيضا عنك دع اليونانية أو العبرية، فعلى معارضينا تقع مسؤولية تقديم كتاب من زمن قديم كل نوع من الافتراء والكذب لتأييد الدين جائز بل مدعاة للثواب في الديانة المسيحية، انظروا إلى ما قاله بولس.منه.لقد قبل القسيس "فندل" في كتابه "ميزان" "الحق" بأن المسيحيين العرب كانوا كالوحوش وجهلاء.منه.
أخذت ١٦١ منه تلك المفاهيم.فلو كان في القرآن الكريم مضمون مسروق على سبيل الافتراض المحال لأثار المسيحيون العرب الذين كانوا أعداء الإسلام، ضجة فورا وقالوا بأن مضمون كذا وكذا منقول منا.وليكن معلوما بأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي ادعى أنه معجزة، فقد ادّعى بكل قوة وشدة بأن كل ما ورد فيه من أخبار وقصص مبني على الغيب، ووردت فيه أخبار المستقبل أيضا إلى يوم القيامة، وأنه معجزة في فصاحته وبلاغته أيضا.فكان سهلا على المسيحيين في ذلك الزمن أن يُخرجوا بعض القصص ويقدّموها على أن القرآن الكريم سرقها من كتاب كذا وكذا.وفي هذه الحالة كان أمر الإسلام سيفتر كله أما الآن فليس الأمر إلا كالصراخ والعويل بعد الممات.لا يقبل العقل بحال من الأحوال أن يسكت المسيحيون العرب عن فضح الأمر إذا كانت عندهم في الحقيقة كتب يمكن الظن أن القرآن الكريم أخذ منها بعض القصص سواء أكانت تلك الكتب خيالية أو حقيقية! فلا شك أن مضمون القرآن الكريم كله من وحي الله تعالى.وذلك الوحي معجزة عظيمة لم يستطع أحد أن يأتي بنظيره.يجدر بالتدبر في هذا المقام أن الذي يسرق من كتب أخرى ويختلق المضمون من عنده ويعلم أنه أخذه من كتاب كذا وكذا ولا يحتوي على أمور غيبية أنى له أن يتشجع على أن يدعو العالم كله للمبارزة، ولا يبارزه أحد ولا يقدر أحد على فضح أمره؟ لقد أثبت القرآن الكريم نزاهته بادعاء أنه معجزة وعديم النظير؛ إذ أعلن بصوت عال أنه إذا كان في العالم أحد يحسبه كلام الإنسان فليجب، ولكن جميع المعارضين التزموا الصمت.أما الإنجيل فقد عدَّه اليهود في ذلك الزمن نفسه مسروقا.ولم يدع الإنجيل أن الإنسان ليس قادرا على اختلاق إنجيل مثله.إذًا، فإن أظلال الشكوك بكونه مسروقا تقع على الإنجيل لا على القرآن الكريم، لأن القرآن يدعي أن الإنسان لا يقدر على الإتيان بقرآن مثله.وقد أثبت المعارضون جميعا صدق هذا الادعاء بصمتهم.منه.
١٦٢ الحق أن المسيحيين ساخطون على القرآن الكريم كثيرا، وسبب سخطهم عائد إلى أنه كسر شوكة المسيحية وأوهن قوتها كلها، وأبطل ألوهية إنسان، و مزّق عقيدة الصلب إربا وأثبت أن تعليم الإنجيل الذي يعتز به المسيحيون كثيرا ناقص للغاية وبلا جدوى.فكان ضروريا أن يثور هياج المسيحيين نتيجة الأنانية، لذا فما بالغوا مهما افتروا والذي يريد أن يتنصر بعد ما كان مسلمًا فمَثَله كمثل الذي يولد من بطن أمه ويبلغ أشده ثم يريد أن يدخل بطنها ثانية ويتحول إلى نطفة كما كان من قبل.إنني لأستغرب بماذا يعتز المسيحيون، إذا كان لهم إله فهو ليس إلا الذي مات قبل مدة وقبره موجود في حارة خانيار بمدينة سرينغر في كشمير، وإذا كانت له معجزات فهي لا تفوق معجزات الأنبياء الآخرين.بل معجزات النبي إلياس أكثر منها بكثير.وبحسب بيان اليهود لم تصدر منه معجزة قط بل كانت كلها زيف وخديعة فقط.أما نبوءاته فكانت معظمها باطلة.هل أُعطي ١٢ حواريا ١٢ كرسيا بحسب الوعد؟ أرجو أحد يجيبني من القساوسة؟ هل نال عيسى العليا بحسب نبوءته حكومة دنيوية اشتريت الأسلحة من أجلها؟ فليقل لي أحد هل نزل المسيح ال من السماء بحسب وعده؟ أقول : لم يحظ بالصعود إلى السماء أصلا عنك دع النزول - هذا هو رأي الباحثين الأوروبيين أيضا بل نجا من الموت في حالة شبيهة بالموت، ووصل إلى كشمير خفية هاربا عبر الهند ومات هنالك".أن لا إن قول المسيح الله نفسه يصدق بيان اليهود هذا، لأنه يقول في الإنجيل: جيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ.فمن الواضح أنه إذا كان المسيح أرى اليهود معجزة من قبل لأشار إليها عند طلبهم هذا.منه.إن الذين يقولون مع كونهم مسلمين، بصعود عيسى العلي إلى السماء حيا بجسده المادي يتفوهون بكلام لغو يخالف القرآن الكريم القرآن الكريم يبين موت عيسى في الآية: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني (المائدة: (۱۱۸) ويجعل صعود الإنسان إلى السماء بالجسد المادي مستحيلا في الآية: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (الإسراء: ٩٤) فأي جهل أن يعتنقوا اعتقادا يعارض كلام الله ما من جهل أكبر من أن يُستنبط من "التوفي"
١٦٣ أما التعليم فإن تعليم الإنجيل بغض النظر عن التهمة أنه مسروق - يركز على جانب واحد من كافة جوانب قوى الإنسان؛ أي على جانب الحلم والعفو، ويقضي على الجوانب الأخرى كلها.مع أن كل إنسان يستطيع أن يفهم جيدا أن كل ما رزقه الله القادرُ ليس فيه لغو أو عبث.بل كل قوة خُلقت في الإنسان بحكمة بالغة وفي مكانها المناسب تماما.فكما يُعدّ الحلم والعفو من الأخلاق المحمودة في وقتها ومحلها المناسب كذلك تُعَدّ الغيرة والانتقام ومعاقبة المجرم أيضا من الأخلاق الفاضلة في وقتها ومحلها المناسب.ليس العفو والصفح من الحكمة دائما ولا تُعدُّ المعاقبة والانتقام حكمةً دائما.هذا هو تعليم القرآن الكريم كما يقول تعالى: جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى إذا، هذا هو تعليم الإسلام، وأما الإنجيل فيحض على العفو في كل الأحوال دون أي شرط، ويدوس تحت الأقدام مصالح الإنسان الأخرى التي تجري عليها سلسلة التمدُّن كلها، ويؤكد على نمو فرع واحد فقط من فروع القوى الإنسانية كلها ويهمل رعاية الفروع الأخرى كليا.واللافت في الموضوع أن عيسى ال لم يعمل بنفسه بهذا التعليم الأخلاقي؛ إذ وجد شجرة تين دون ثمر فدعا عليها، بينما علم الآخرين الدعاء بالخير، وأمر الآخرين ألا يُطلقوا كلمة "أحمق" على أحد، بينما أكثر من سوء الكلام لدرجة أنه أطلق على كبار اليهود عبارة أولاد "الزنا أيضا، وكال لعلماء اليهود شتائم الله الصعود إلى السماء بالجسد المادي.أولا، لم يرد في أي قاموس أن معنى التوفي هو الصعود إلى السماء بالجسد المادي.ثم ما دامت الآية: ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني تتعلق بالقيامة أي سيجيب ال الله تعالى بهذا الجواب يوم القيامة، فهذا يستلزم أن تحل القيامة دون أن يموت عيسى، بل سيمثل أمام الله تعالى بجسده المادي قبل الممات.وإن تحريف القرآن بهذه الطريقة خطوة تسبق اليهود أيضا.منه.عیسی الشورى: ٤١.القرآن الكريم لا يجيز الصفح والعفو اللذين لا يجديان نفعا، لأن ذلك يؤدي إلى فساد أخلاق الإنسان والإخلال بالنظام، بل سمح بالعفو الذي يسفر عن الإصلاح.منه.
بمعنى قاسية في كل وعظ ونابزهم بالألقاب، بينما يجب على معلم الأخلاق أن يُبدي أخلاقه الفاضلة قبل غيره.فهل يمكن أن يكون من الله تعالى هذا التعليم الناقص الذي لم يعمل به عيسى اللة بنفسه ؟ التعليم الطاهر والكامل هو تعليم القرآن الكريم الذي يربّي كل فرع من فروع شجرة البشرية.فالقرآن لا يركز على جانب واحد فقط بل يعلم العفو والصفح تارة ولكن بشرط أن يكون العفو أقرب إلى الحكمة ويأمر تارة أخرى بمعاقبة المجرم في المكان والزمان المناسبين.فالحق أن القرآن الكريم صورة لقانون الله تعالى السائد في الطبيعة الذي نراه أمام أعيننا دائما.ومن المعقول تماما أن يكون هناك تطابق بين قول الله تعالى وفعله.أنه يجب على كتاب الله الصادق أن يعلم ما يطابق تماما الأسلوب والنمط الذي يُرَى عليه فعلُ الله تعالى في العالم لا أن يظهر من الفعل شيء ومن القول شيء آخر.نرى أن فعل الله ليس مبنيا على اللين والعفو دائما وفي كل الأحوال، بل يعاقب أيضا المجرمين بأنواع العذاب، وقد ذكرت أنواع العذاب من هذا القبيل في الكتب السابقة أيضا إن إلهنا ليس حليما فقط بل هو حكيم أيضا، وإن غضبه أيضا عظيم.الكتاب الصادق هو ذلك الذي يطابق الله في الطبيعة، وقول الله الصادق هو الذي لا يعارض فعله.لم نشاهد قط أن الله عامل خلقه بالحلم والصفح دائما و لم ينزل عليهم عذاب قط.ففي هذا العصر أيضا أنبأ الله تعالى بواسطتي عن ذوي الطباع النجسة بزلزال عظيم ومهيب سيهلكهم كما لم يتوقف الطاعون أيضا إلى الآن.ما الذي واجه قوم نوح من قبل؟ وماذا واجه قوم لوط؟ فاعلموا يقينا أن مغزى التخلق بأخلاق الله.هذا هو كمال النفس.وإذا أردنا أن يتولد فينا خلق أفضل من الله فهذا إلحاد ورجس ووقاحة بشعة، واعتراض على الأخلاق نوامیس الشريعة هو الإلهية.ثم فكروا في شيء آخر أن من سنة الله القديمة أنه يغفر الذنوب بالتوبة والاستغفار، ويجيب دعاء الصالحين على سبيل الشفاعة أيضا.ولكن ما رأينا قط في قانون الله أن يضرب زَيدٌ رأسه بحجر ويزول صداع بكر.فلا ندري
بحسب أي قانون يزول مرض الآخرين الباطني نتيجة انتحار المسيح؟ وبأية فلسفة يمكننا أن نعلم أن موت المسيح يمكن أن يزيل رجس غيره الباطني؟ بل التجربة تُثبت نقيض ذلك، لأن خصلة السلوك السوي وعبادة الله كانت موجودة في المسيحيين ما لم ينو المسيحُ الانتحار ثم ثارت الأهواء النفسانية لدى المسيحيين بعد حادث الصلب كانهيار سد على نهر وانتشار مائه في كل حدب وصوب.لا شك أنه إذا قام المسيح بهذا الانتحار قصدا فقد قام بعمل غير مناسب تماما، لأنه لو بذل الحياة نفسها في الوعظ والنصيحة للناس لاستفاد منه خلق الله، ولكن ماذا استفاد الآخرون من هذا السلوك غير السوي؟ غير أنه لو عاد المسيح إلى الحياة بعد الانتحار وصعد إلى السماء على مرأى من اليهود لآمنوا به.أما الآن فإن صعوده إلى السماء ليس إلا قصة واهية وكلام فارغ فقط عند اليهود وغيرهم من العقلاء كافة.ثم إن عقيدة الثالوث عقيدة غريبة حقا، هل سمع أحد مرة أن يكون الثلاثة واحدا والواحد ثلاثة دائما وبوجه كامل؟ أي أن يكون الواحد إلها كاملا والثلاثة أيضا إلهًا كاملا؟ المسيحية ديانة غريبة فعلا إذ فيها خطأ في كل أمر وزلة في كل خطوة.وعلى الرغم من كل تلك الظلمات قد ختم فيها على الوحي والإلهام في المستقبل.لذا لا يمكن الحكم في أخطاء الأناجيل بوحي جديد بحسب اعتقاد المسيحيين، لأن الوحي في المستقبل مستحيل بل انقطع في غابر الأزمان بحسب اعتقادهم.والآن المدارُ كله على رأيهم الذي ليس بريئا من الجهل والظلمة.إن أناجيلهم مجموعة أمور سخيفة لا يمكن إحصاؤها؛ مثل تأليه إنسان ضعيف وجواز صلبه من أجل ذنوب الآخرين وإدخاله جهنم ثلاثة أيام.ثم تأليهه من جانب وعزو الضعف وعادة الكذب إليه من جانب ثان.توجد في الأناجيل كلمات كثيرة تثبت كذب المسيح والعياذ بالله.فمثلا وعد لصا بأنك ستفطر اليوم معي في الفردوس ولكن المسيح دخل جهنم في اليوم نفسه على النقيض من وعده وبقي فيها ثلاثة أيام كذلك ورد في الأناجيل أن الشيطان ذهب بالمسيح إلى هنا وهناك ليبتليه ويجربه.ولكن اللافت في الموضوع أنه لم
ينج من ابتلاء الشيطان مع كونه إلها بل تجاسر الشيطان ليبتلي الإله.الفلسفة الإنجيلية هذه غريبة حقا ومختلفة عن العالم كله إذا كان الشيطان جاء إلى المسيح فعلا فكان لدى المسيح فرصة سانحة ليُريه اليهود عيانا لأنهم كانوا ينكرون نبوته العليا بشدة، لأنه قد وردت في سفر النبي ملاخي علامة النبي الصادق أن النبي إلياس سيعود إلى الدنيا قبله.ولما لم يأت النبي إلياس إلى الدنيا ثانية لذا يعدّ اليهودُ عيسى المفتريا ومكارا إلى يومنا هذا.وهذه حجة قوية في أيدي اليهود لا يطيق المسيحيون جوابا عليها.إن مجيء الشيطان إلى المسيح ليس إلا زعم المجانين بحسب رأي اليهود لأن المجانين هم الذين يرون الرؤى من هذا القبيل عادة.وهذا المرض ضرب من الكابوس.وفي هذا المقام أوَّلَ باحث إنجليزي أن المراد من مجيء الشيطان هو أن المسيح تلقى إلهاما من الشيطان ثلاث مرات ولكن المسيح لم يتأثر بها.ومن جملة الإلهامات الشيطانية أن ألقى الشيطان في روع المسيح أن يهجر الله تعالى ويتبع الشيطان فقط.ولكن اللافت في الموضوع أن الشيطان سيطر على ابن الله وأماله إلى الدنيا مع أنه يُدعى ابن الله ثم مات أيضا على عكس مقتضى الألوهية.هل الإله يموت أيضا؟ إذا مات الإنسانُ فقط فلماذا الادعاء بأن ابن الله ضحى بحياته من أجل الناس؟ ومع كونه إلها لم يعرف عن يوم القيامة شيئا، كما جاء إقرار المسيح نفسه في الإنجيل بهذا الشأن أنه لا يعرف متى ستقوم الله.أي سخف القول بأنه كان يجهل علم القيامة مع القيامة مع كونه ابن أنه عیسی كان اليهود في ذلك الزمن ينتظرون عودة النبي إلياس إلى الدنيا ونزوله من السماء كما ينتظر المشايخ السذج في عصرنا الحالي نزول العلية لا من السماء.ولكن عيسى العليا اضطر ليؤول نبوءة النبي ملاخي هذه، لذلك لا يصدقه اليهود إلى الآن لأن إلياس لم ينزل من السماء، ووصل اليهود إلى جهنم نتيجة هذا المعتقد، ويعتنق المسلمون الآن المعتقد الخاطئ نفسه هذا تقليد لليهود تماما، ولكنه أدى إلى تحقق إحدى نبوءات النبي ﷺ على أية حال.منه.
١٦٧ يسمى إلها! بل عندما مشى إلى شجرة التين لم يعرف أنها لا تحمل ثمراً، دع عنك علم القيامة.حي أعود الآن إلى صلب الموضوع وأقول بالإيجاز بأنه إذا جاء وحي الله مطابقا لقصة قديمة أو كتاب ،سابق، أو لم يطابقهما تماما، أو إذا افترضنا جدلا أن تلك القصة أو الكتاب قصةٌ أو كتاب خيالي في نظر الناس، فهذا لا يبرر الهجوم على الله.الكتب التي يسمّيها المسيحيون كتب التاريخ أو وحيا سماويا فهي كلها بلا أصل ولا يقوم عليها دليل ولا كتاب من كتبهم يخلو من رجس الشكوك والشبهات.الكتب التي يعُدّونها زائفة أو خيالية يمكن ألا تكون كذلك، والكتب التي يحسبونها صحيحة قد تكون زائفة.إن كتاب الله ليس بحاجة إلى موافقة كتبهم أو معارضتها.ليس معيار كتاب الله الصادق أن ينظر المرء إلى موافقة كتب مثل كتبهم أو معارضتها.إن عد المسيحيين أي كتاب زائفا ليس بالأمر الذي ثبت بالتحقيقات القانونية كما لا يُبنى عدّهم كتابا صحيحا على مبدأ ثابت، بل ليس ذلك إلا تخريصا منهم وأفكارا بحتة.لذا فإن أفكارهم الواهية هذه لا يمكن أن تكون معيارا لكتاب الله، بل المعيار هو أن يرى المرء هل يُثبت ذلك الكتاب كونه من الله تعالى بحسب سنته الجارية في النواميس الطبيعية وبالمعجزات القوية أم لا؟ لقد ظهرت على يد سيدنا ومولانا أكثر من ثلاثة آلاف معجزة، أما النبوءات فلا تُعَدّ ولا تحصى، ولكننا لسنا بحاجة إلى أن نقدم المعجزات السابقة بل من معجزاته العظيمة أن وحي الأنبياء الآخرين قد انقطع، واندثرت معجزاتهم وصارت أممهم صفر النبي جميع القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي أثبت وجودَ الله وصفاته بحسب قانون الطبيعة، وهو الملحوظ في العالم المبني على فعله تعالى، والمنقوش في فطرة الإنسان وضميره.أما إله المسيحيين فمحبوس في أوراق الإنجيل فقط.والذي لم يبلغه الإنجيل فهو يجهل ذلك الإله.ولكن الإله الذي يقدمه القرآن الكريم لا يمكن أن يجهله أحد من أهل الفطنة.لذا فالإله الحق هو ذلك الذي قدمه القرآن الكريم وتشهد له فطرة الإنسان والنواميس الطبيعية.منه.
١٦٨ اليدين وخاوية الوفاض و لم تبق في أيديهم إلا القصص.أما وحي النبي ﷺ فلم ينقطع ولم تنقطع معجزاته، بل تتجلّى دائما بواسطة الكمّل من الأمة الذين ينالون شرف اتباعه.لذلك فإن الإسلام هو دين حي وإلهه إله حي.فهذا العبد الضعيف الله تعالى جاهز لتقديم هذه الشهادة في العصر الراهن أيضا.وقد ظهرت على يدي إلى الآن آلاف الآيات التي تصدق رسول الله وكتابه الله.وأتشرف بمكالمة الله تعالى المقدسة كل يوم تقريبا.انتبهوا الآن وفكروا جيدا أنه ما دامت آلاف الأديان في العالم تُنسب إلى الله تعالى فما السبيل إلى الإثبات أنها عند الله من في الحقيقة؟ لا بد أن يكون هناك ما يميّز الدين الحق عن غيره.وإلا فإن مجرد ادعاء المعقولية لا يمكن أن يكون دليلا على كون دين من عند الله، لأن الإنسان أيضا يستطيع أن يأتي بكلام معقول والإله الذي يتولد بأدلة يخترعها الإنسان فقط ليس بإله في الحقيقة بل الإله الحق هو ذلك الذي يُثبت وجوده بآيات قوية.الدين الذي يكون من عند الله يجب أن ترافقه لإثبات ذلك آيات من الله وخاتمه الله حتى يُعلم أنه صادر عن يد الله فقط.فهذا الدين هو الإسلام.الإله الذي هو خفي ومستور تماما يُعرف وجوده بواسطة هذا الدين.وحده.فهو لا يتجلى إلا على أتباع هذا الدين الحقيقيين.إن يد الله تكون فوق الدين الصادق، وبواسطته يُثبت الله تعالى بأنه موجود فعلا.والأديان التي بني أساسها على القصص البحتة ليست أقل من الوثنية ولا توجد فيها روح الصدق.إذا كان الله حيا الآن أيضا كما كان من قبل، وإذا كان يتكلم ويسمع كما كان يتكلم ويسمع من قبل، فلا يوجد لأن يلزم الصمت في هذا العصر وكأنه ليس موجودا.وإذا كان لا يتكلم في هذا العصر فلا شك أنه لا يسمع أيضا؛ فكأنه لم يعد شيئا الآن.فالدين الحق هو الذي يُثبت كلام الله وسماعه في العصر الراهن أيضا.ففي سبب الدين الحق يُثبت الله تعالى وجوده بنفسه من خلال مكالمته ومخاطبته.إن معرفة الله صعبة جدا وليس بوسع حكماء الدنيا وفلاسفتها أن يصلوا إلى معرفة الله تعالى؛ لأن كلّ ما يثبت بالإمعان في الأرض والسماء هو أنه يجب أن يكون
١٦٩ لهذا التركيب المحكم والأبلغ صانع، ولا يثبت أن هذا الصانع موجود في الحقيقة.والفرق بين "يجب أن يكون وموجود فعلا واضح.فالمخبر بوجوده في الحقيقة هو القرآن الكريم وحده الذي لا يؤكد على معرفة الله فقط بل يُريه أيضا.وليس تحت أديم السماء كتاب بوسعه أن يُطلع على ذلك الوجود المستور.ما هو الهدف من وراء الدين؟ هو ليس إلا أن ينال المرء إيمانا بوجود الله وصفاته الكاملة على وجه اليقين ويتخلص من الأهواء النفسانية ويتولد فيه لله تعالى، لأن تلك هي الجنة التي ستتجلى في عالم الآخرة بأساليب مختلفة.وعدم معرفة الله الحق والبعد عنه وعدم حبه حبا صادقا هو الجحيم الحقيقي الذي سيظهر في عالم الآخرة بأساليب مختلفة.والغاية المتوخاة في هذا حب ذاتي السبيل هي أن يتسنى للمرء اليقين الكامل بوجود الله تعالى ثم الحب الكامل.والآن يجب التأمل: بواسطة أي دين أو أي كتاب يمكن أن تتحقق هذه الغاية؟ يقول الإنجيل بكل صراحة بأن باب المكالمة والمخاطبة موصد تماما، وسبل اليقين مسدودة.قد حدث ما حدث ولن يحدث ذلك في المستقبل.ولكن ما يثير الاستغراب هو أن الإله الذي يسمع في هذا العصر أيضا كيف عجز الآن عن الكلام؟ هل يمكننا أن نطمئن باعتقاد أنه كل كان يتكلم ويسمع في أزمنة سحيقة ولكنه الآن يسمع فقط ولا يتكلم؟ ما الفائدة من إله تعطلت بعض قواه نتيجة امتداد الدهر كما تتعطل لدى شخص يبلغ من العمر عتيا؟ كذلك ما فائدة الإله الذي لا يستطيع أن يغفر الذنوب لعباده ما لم يعلق على خشبة ويُجلد، وما لم يُبصق في وجهه، وما لم يُزج به في السجن لبضعة أيام وما لم يعلق على الصليب في نهاية المطاف؟ نحن براء بشدة من إله غلبه قوم اليهود الأذلاء الذين كانوا قد فقدوا حكومتهم أيضا نحن نؤمن بصدق إله بعث شخصا فقيرا عديم الحيلة من مكة نبيا وأرى العالم كله تجلي قدرته وغلبته في ذلك الزمن لدرجة أنه حين أرسل كسرى الفرس جنوده للقبض على
۱۷۰ نبينا الأكرم الله أمر ذلك الإله القادرُ رسوله أن يقول لهم: إن ربي قد قتل ربَّكم الليلة.الآن، يجب التدبر كيف أن شخصا يدعي الألوهية، وتكون النتيجة النهائية أن يقبض عليه جندي من جنود حكومة الروم ويضعه في السجن في غضون ساعة أو ساعتين ولا تُجاب أدعيته أيضا التي دعاها طول الليل.ومن جانب آخر هناك شخص يدعي النبوة فقط ويهلك الله تعالى ملوكا يتصدون له.إن المثل القائل: "كن صديق الغالب لتكون غالبا" مفيد جدا للباحث عن الحق.ماذا نفعل بالدين الميت؟ ماذا نستطيع أن نستفيد من كتاب ميت؟ ما الذي يمكن أن يفيدنا إله ميت؟ أقسم بالله الذي نفسي بيده أنني مشرف بمكالمة ربي القدوس القطعية واليقينية، وأتشرف بها كل يوم تقريبا.الإله الذي قال له يسوع: "لما شبقتني؟" أرى أنه لم يتركني.لقد شنت عليّ أيضا صولات كثيرة كما شنت على المسيح ال ولكن خاب أعدائي في كل هجوم.لقد نُسجت المكايد لشنقي أيضا ولكن لم أعلق على الصليب على غرار المسيح، بل أنقذني ربي عند كل بلاء.وأظهر لي معجزات عظيمة وأرى أيادي قوية وأثبت لي بواسطة آلاف الآيات أن الله هو الإله الذي أنزل القرآن الكريم وبعث النبي.لا أرى أن عيسى المسيح اللي يفوقني في هذه الأمور بشيء قط؛ بمعنى أنه كما نزل كلام الله عليه كذلك نزل علي، وكما تُنسب المعجزات إليه كذلك أرى نفسي مصداقا لها بل أكثر على وجه اليقين.وقد نلتُ هذا الشرف كله ببركة اتباع ذلك النبي الذي لا تعرف الدنيا مدارجه ومراتبه أي سيدنا محمد المصطفى.ما أشنع الظلم أن يقول الجهال والأغبياء من الناس أن عیسی العلة حي في السماء مع أنني أرى علامات الحياة في سيدنا رسول الله ! الإله الذي لا تعرفه الدنيا قد رأيناه بواسطة ،نبيه وإن باب الوحي الإلهى منه و الذي هو مسدود على الأمم الأخرى قد فتح علينا ببركة هذا النبي فقط.والمعجزات التي تسردها الأمم الأخرى كالقصص والحكايات فقط، رأيناها بأم
۱۷۱ أعيننا بواسطة هذا النبي.وقد اطلعنا على مرتبة هذا النبي التي ليست فوقها أية مرتبة.ولكن من الغريب أن الدنيا غافلة عنه يقولون لي: لماذا ادعيت أنك المسيح الموعود؟ ولكني أقول صدقا وحقا بأنه يمكن للمرء أن يفوق أيضا عيسى ال نتيجة الاتباع الكامل لهذا النبي.يقول العمهون بأن هذا كفر.ولكني أقول: ما دمتم أنتم محرومون من الإيمان، فما أدراكم ما الكفر؟ الكفر فيكم.لو علمتم معنى الآية: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ لما تفوهتم بهذا الكفر.إن الله تعالى يرغبكم في أنكم تستطيعون ببركة الاتباع الكامل لهذا النبي الله أن تجمعوا في نفوسكم كمالات جميع الأنبياء المتفرقة، وأنتم تحسبون نيل كمالات نبي واحد فقط كفرا!! فعليكم أن تفكروا جيدا كيف يمكن معرفة الدين الحق الذي هو من فاعلموا أن الدين الحق هو ذلك الذي بواسطته يمكن الحصول على معرفة الأديان الأخرى تقدم مساع إنسانية فقط كأنها منة الإنسان على الله تعالى أنه أخبر بوجوده.أما في الإسلام فيكشف الله تعالى وجوده بنفسه في كل عصر بصوته القائل: أنا الموجود، كما ظهر عليّ في هذا العصر أيضا.إذا، آلاف السلامات والبركات على هذا الرسول الذي بواسطته عرفنا الله تعالى.وفي الله.الله.وفي الأخير أقول مرة أخرى بأسف شديد بأن قولك بأنك تأثرت سلبيا بالقول إن مريم كانت أُخْتَ هَارُونَ، يبين قلة علمك بشدة في رأبي.لقد كتب حول هذا الاعتراض السخيف العلماء القدامى أيضا بكثرة.ولكن ما وجه استغرابك إذا عد الله تعالى مريم أخت هارون على سبيل الاستعارة أو لسبب آخر؟ بينما قال القرآن الكريم مرارا وتكرارا بأن النبي هارون كان في زمن موسى، ومريم هذه كانت أم عیسی العليا التي ولدت بعد هارون بـ ١٤٠٠ سنة.فهل يثبت من ذلك أن الله تعالى يجهل هذه الأحداث، وأخطأ، والعياذ بالله، في بيانه بأن مريم أخت هارون؟ ما أخبث هؤلاء القوم الذين يفرحون بإثارة اعتراضات بذيئة.من الممكن أن يكون لمريم أخ اسمه هارون.إن عدم
۱۷۲ العلم لا يستلزم عدم وجود الشيء.ولكنهم لا يحاسبون أنفسهم ولا يرون كم هو الإنجيل عرضة للاعتراضات.انظروا كم هو كبير الاعتراض أن مريم نذرت للهيكل لتخدم بيت المقدس للأبد ولا تتزوج طول العمر، ولكن عندما لوحظ لديها حمل ستة أو سبعة أشهر أنكحها كبار القوم من نجار اسمه يوسف وهي حامل، وبعد شهر أو شهرين من وصولها إلى بيته أنجبت صبيا وسمي عيسى أو يسوع.الاعتراض هنا هو أنه إذا كان ذلك الحمل على سبيل المعجزة فلماذا لم يتم الانتظار إلى الإنجاب؟ والاعتراض الثاني هو أن العهد كان أن تخدم مريم الهيكل طوال العمر، فلماذا فصلت عن خدمة بيت المقدس خلافا للعهد وزوجت من يوسف النجار؟ والاعتراض الثالث هو أنه كان حراما وغير مسموح تماما بحسب التوراة أن تنكح المرأة أثناء حملها، فلماذا إذًا عُقد قرانها مع يوسف في حالة الحمل خلافا لتعليم التوراة؟ مع أن يوسف كان مستاء من هذا النكاح وكانت زوجته الأولى موجودة.الذين ينكرون التعدد لعلهم ليسوا مطلعين على زواج يوسف الأول.باختصار، هنا يحق للمعترض أن يظن أن السبب وراء هذا النكاح عائد إلى أن كبار القوم شكوا في أن مريم حملت حملا غير شرعي.مع أننا نعتقد بحسب تعليم القرآن الكريم أن الحمل كان بقدرة الله فقط ليعطي الله اليهود علامة القيامة.وما دامت آلاف الحشرات تتولد في موسم الأمطار تلقائيا، وكان آدم ال أيضا بدون أب وأمّ فإن ولادة عيسى بهذه الطريقة لا تثبت أفضليته.بل الولادة بغير أب تدل على الحرمان من بعض القوى.فلباب الكلام، إن نكاح مريم كان بسبب الشك والريبة، وإلا فأية حاجة اقتضت إلى تزويج المرأة التي نُذرت لخدمة بيت المقدس؟ من المؤسف حقا أن هذا النكاح قد أسفر عن فتن جمة، منها أنّ اليهود الأشقياء أشاعوا شبهات حول علاقات غير شرعية إذا إذا كان هناك اعتراض يقتضي حلا فهو هذا، وليس عدُّ هارون أخ مريم.ولم ترد في القرآن الكريم كلمة تفيد أن مريم كانت
۱۷۳ أخت هارون النبي.قد ورد هناك اسم هارون فقط دون ذكر لفظ "نبي".من المعلوم أنه كانت عند اليهود عادة أن يستخدموا أسماء الأنبياء تيمنا.فمن الأقرب للفهم أن يكون لمريم أخ اسمه هارون، وعد هذا البيان محلا للاعتراض حمق بحث.أما إذا وُجدت قصة أصحاب الكهف وغيرها في كتب اليهود والنصارى القديمة، وإذا افترضنا جدلا أنهم كانوا يحسبونها قصصا خيالية أيضا فما الضرر في ذلك؟ فلتعلم أن كتبهم الدينية والتاريخية حتى كتبهم السماوية أيضا مستورة في حُجب الظلام.ولا تعلم بمدى المأتم الجاري في أوروبا في هذه الأيام حول هذه الكتب، وأن الطبائع السليمة تتوجه إلى الإسلام من تلقائها، وتؤلف كتب كثيرة في تأييد الإسلام فهناك عديد من الإنجليز في أميركا وبلاد أخرى قد انضموا إلى جماعتنا.إلامَ يُخفى الكذب؟ 28 والجدير بالتأمل أيضا: لماذا احتاج الوحي الإلهي للاقتباس من تلك الكتب أصلا؟ اعلموا يقينا أن هؤلاء الناس عميان وكتبهم أيضا عمياء كلها.من الغريب حقا أنه ما دام القرآن الكريم قد نزل في جزيرة كان الناس فيها يجهلون كتب اليهود والنصارى بوجه عام، أما النبي الله فكان أميًّا؛ فإن توجيه الاتهام إذًا للنبي في هذه الحالة ليس إلا فعل الذين لا يخافون الله أدنى خوف.إذا أمكن توجيه مثل هذه الاعتراضات إلى النبي الله فكم من اعتراضات ستُوجَّه إلى عيسى الذي تعلم التوراة على يد عالم إسرائيلي درسا درسا، وقرأ كتب اليهود كلها مثل التلمود وغيره؟ والذي نجد أن إنجيله مليء في الحقيقة بعبارات مستقاة من التوراة والتلمود حتى إننا لنؤمن به بناء على أمر من القرآن فقط، وإلا فهناك شبهات كثيرة تنشأ عن الأناجيل.وللأسف الشديد ليس في الأناجيل ولو شيء واحد ليس موجودا بلفظه في الكتب السابقة.ثم إذا جمع القرآن الكريم حقائق الكتاب المقدس المتفرقة في مكان واحد فأي استبعاد عقلي في ذلك، وأية مصيبة حلت بسبب ذلك؟ فهل محال عندكم أن تكون قصص القرآن كلها مستقاة من الوحي ما دام ثابتا بأدلة
١٧٤ قاطعة أن النبي كان يتلقى وحيا من الله تعالى؟ وما دامت أنوار نبوته الحقة وبركاته لا تزال تظهر إلى الآن، فلماذا يُفسح مجال لتتطرق إلى القلب وساوس شيطانية بأن قصة من قصص القرآن نُقلت من كتاب أو لوح سابق، والعياذ بالله؟ أتشك في وجود الله تعالى أم لا تحسبه قادرا على علم الغيب؟ لقد قلتُ قبل قليل بأن عدَّ اليهود والنصارى كتابا ما أصليا أو خياليا قول لا أصل له إذ لم يطلع أحد على حقيقة الأصل ولم يلق أحد القبض على مزيف ومخادع.وعندنا شهادات الباحثين الأوروبيين أنفسهم بهذا الصدد.إنهم قوم عُمي لم يبق فيهم نور الإيمان.أما المسيحيون الذين درسوا الفلسفة والعلوم الطبيعية وأضاعوها فإن حالتهم تبعث على الأسف الشديد فمن ناحية، ينكرون وجود السماء، ومن ناحية أخرى يُصعدون عيسى ال إلى السماء.والحق أنه إذا كانت كتب اليهود السابقة صادقة فلا تثبت حتى نبوة عيسى العليا بناء عليها.فمثلا كان ضروريا - بحسب سفر النبي ملاخي - للمسيح الموعود الصادق، الذي ادعى عيسى ال أنه هو ذلك المسيح الموعود، أن يعود النبي إلياس قبله إلى الدنيا ولكنه لم يأت إلى الآن.إنها حجة قوية فعلا في يد اليهود لم يستطع النصارى أن يردوا عليها بوضوح.إنها لمنة القرآن الكريم على عيسى ال إذ أعلن نبوته.أما مسألة الكفارة فقد دحضها عيسى اللي بنفسه حين قال بأن عیسی مماثلته مثله كمثل النبي يونس الذي بقي حيا في بطن الحوت لثلاثة أيام.فإذا كان الله قد مات على الصليب حقيقة فما مع يونس وما وجه هذا المثل بوضوح تام أن عيسى لم يمت على مماثلة وجه " يونس معه؟ يتبين من الصليب بل أغمى عليه فقط مثل يونس.ووصفة مرهم" عيسى" المذكورة في كتب الطب كلّها تقريبا مكتوب في عنوانها أنها أُعدَّت لعيسى اللة، أي لمعالجة الجروح التي أصابته على الصليب.وهذا القدر يكفي للمتفهمين.
۱۷۵ خاتمة الكتيب في بيان النجاة الحقيقية أرى مناسبا أن أقول شيئا عن النجاة الحقيقية في نهاية هذا الكتيب، لأن هدف أهل الأديان من اتباع كل دين وغايتهم المتوخاة دين وغايتهم المتوخاة هي الحصول على النجاة.ولكن من المؤسف حقا أن معظم الناس يجهلون معنى النجاة الحقيقي.إن معنى النجاة عند المسيحيين هو الخلاص من عقوبة الذنب.ولكن ليس هذا النجاة في الحقيقة، إذ من الممكن أن شخصا لا يزني ولا يسرق ولا يُدلي معنی بشهادة كاذبة ولا يسفك الدماء ولا يرتكب ذنبا آخر بحسب علمه، ومع كل ذلك، يكون محروما من النجاة، لأن المراد من النجاة هو السعادة الدائمة التي أودعت فطرة الإنسان جوعًا وعطشًا لها، وهى لا تنال إلا بعد حب الله ذاتيا ومعرفته الكاملة والعلاقة المتينة معه، ولكن بشرط أن يتدفق الحب من كلا الجانبين.ولكن في بعض الأحيان يتحرى الإنسان سعادته هذه، خطأ منه، في أشياء تزيد في معاناته وعدم سعادته في نهاية المطاف.فكثير من الناس يتحرون سعادتهم في ملذات النفس فيشربون الخمر ليل نهار ويشبعون أهواءهم النفسانية ويصابون بأمراض فتاكة مختلفة، وفي نهاية المطاف يرحلون من هذه الدنيا بالإصابة بالسكتة أو الفالج أو الرعشة أو الكزاز أو الخراجات في الأمعاء أو الكبد أو بالإصابة بأمراض مخجلة مثل الزهري وما شابهه.وبسبب ذلك تتحلل قواهم قبل الأوان فيُحرمون من بلوغهم العمر الطبيعي.وفي الأخير يدركون أن الأشياء التي اعتبروها سببا لراحتهم كانت في الحقيقة سببا لهلاكهم.وبعض الناس يرون سعادتهم في الازدياد في العزة والشهرة الدنيوية وفي نيل المراتب والمناصب، ويجهلون الهدف الحقيقي من حياتهم ولكنهم أيضا يموتون في آخر الأمر بالحسرة الشديدة.والبعض يجمعون أموال الدنيا للهدف نفسه ظانين أنها
١٧٦ ربما تؤدي بهم إلى السعادة، ولكن تكون عاقبتهم أنهم يشربون كأس الممات بكل مرارة وألم ومعاناة تاركين وراءهم كل ما ادخروه.دقيقة وهي فالسؤال الجدير بالتأمل للباحث عن الحق هو: كيف يمكن نيل السعادة الحقيقية التي تنتج عنها راحة وسعادة دائمة؟ والحق أن علامة الدين الحق أن يوصل إلى تلك السعادة المتوخاة.فبواسطة هدي القرآن الكريم نتوصل إلى نكتة أن السعادة الأبدية تكمن في معرفة الله الحقة، والحب الكامل والمقدس والذاتي لله الواحد الأحد، وفي الإيمان الكامل الذي من شأنه أن يخلق في القلب لوعة العشق إن هذه الكلمات الوجيزة قليلة على اللسان ولكن بيان كيفيتها طويل جدا بحيث لا يسعه دفتر كامل.فليكن معلوما أنه لمعرفة الله جل شأنه علامات كثيرة، من جملتها ألا توصم قدرته وتوحيده وعلمه وميزاته وصفاته بوصمة أي عيب أو نقص، لأنه إذا كان الذي يحكم كل ذرة ويتصرف في أفواج الأرواح وهيكلية الأرض والسماء ناقصا في قدراته وحكمه وقواه، فلا يمكن أن يسري نظام هذا العالم المادي والروحاني.الله وإذا اعتنق المرء اعتقادا، والعياذ بالله، أن الذرات وكافة قواها وكذلك الأرواح وكل قواها جاءت إلى حيز الوجود من تلقائها، فلا بد من الاعتقاد أيضا بأن علم وتوحيده وقدرته كلها ناقصة.والسبب هو أنه إن لم تخلق الأرواح والذرات كلها بيد الله، فلا سبب لنا لليقين أنه عمل مطلع على أحوالها الباطنية.وما لم يكن هناك دليل على علمه هذا بل وُجد الدليل على عكس ذلك، لكان ضروريا أن الله أيضا يجهل مثلنا كنه هذه الأشياء، وعلمه لا يحيط بأسرارها الخفية.من المعلوم أنه عندما نصنع دواء ما بيدنا أو يُصنع شراب أو تُصنع حبات دوائية أو عصير لتركيب بعض الأدوية الأخرى أمام أعيننا، فبما أننا قد صنعنا تلك الوصفة بأيدينا نكون على علم جيد بالأدوية ونعرف جيدا أنه دواء كذا وكذا وقد صُنع بوزن كذا لهدف كذا وكذا.ولكن إذا كانت حبات دوائية أو عصير أو شراب دوائي مجهول الكنه ولم نصنعه نحن ولا
۱۷۷ تماما نستطيع أن نفصل أجزاءه، فسنجهل تماما ماهية تلك الأدوية.ومن البديهي أنه لو آمنا بأن الله هو خالق الذرات والأرواح فلا بد من الإيمان إلى جانب ذلك بأنه يعلم حتما القوى الكامنة في الذرات والأرواح كلها وقدراتها.والدليل على ذلك أنه لا هو خالق هذه القوى والقدرات، والخالق لا يجهل خلقه.ولكن إذا لم يكن الله خالق هذه القوى والقدرات فلا يمكن أن يقوم برهان على أنه يعلم كافة تلك القوى والقدرات وإن قلتم ذلك بغير دليل أن الله تعالى يعلم بها فليس ذلك إلا تعنت وادعاء محض.ولكن كما نملك دليلا على أن الصانع يعلم حتما بما صنعه ولكن أي دليل تملكه مقابل ذلك على أن الله تعالى يعلم كافة القوى والقدرات الكامنة في الأشياء التي لم يخلقها بيده؟ فتلك الأشياء ليست عين وجود الله حتى يكون مطلعا عليها كاطلاع المرء على وجود نفسه، بل كل تلك الأشياء – بحسب معتقد الآريين- آلهة نفسها وهي قديمة وأزلية بذاتها، ولأنها غير مخلوقة وأزلية لذا لا علاقة لها بالإله قط، بحيث لو افترضنا موت الإله أيضا لما تضررت بذلك شيئا، لأنه ما دام الإله ليس خالق هذه الأشياء فهي ليست محتاجة إليه من أجل بقائها أيضا كما لم تكن محتاجة في خلقها.بذاته ويهب إن الله تعالى اسمين اثنين، الحي والقيوم.ومعنى الحي أنه الحياة للآخرين أيضا والقيوم معناه: قائم بذاته، وبسنده يقيم الأشياء الأخرى التي خلقها.مي فالأشياء التي استفادت من قبل من اسم الله "الحي" التي يمكن أن تستفيد من اسمه "القيوم" لأن الله تعالى يقيم بسنده الأشياء التي خلقها وليس التي مستها يده.فمن يؤمن بالله حيًّا أي خالقا هو الذي يحق له أن يؤمن به قيوما أيضا، أي الذي يقيم بسنده ما خلقه.ولكن الذي لا يؤمن بالله حيًّا، أي خالقا، لا يحق له أن يعتقد بأنه وعن يساندها لبقائها، لأن المساندة معنى هو أنه لولا هذا السند لانقرضت هذه الأشياء كلها والمعلوم أن الأشياء التي ما أتت
۱۷۸ إلى حيز الوجود بیده ليست بحاجة إليه لبقائها أيضا.وإذا كانت محتاجة إليه من أجل بقاء وجودها فهى محتاجة إليه من أجل خلقه ذلك الوجود أيضا.فالحاصل أن هذين الاسمين الله تعالى أي الحى والقيوم مرتبطان ببعضهما من حيث تأثيراتهما ولا ينفصلان بحال من الأحوال.فالذين يعتقدون أن الله تعالى ليس خالق الأرواح والذرات لو استخدموا العقل والفهم لاضطروا للاعتراف بأنه تعالى ليس قيوما لها أيضا.أي لا أقول بأن الذرات أو الأرواح خُلقت الله، بسند من بل الأشياء التي خلقها الله وعل التي تحتاج إلى سنده.فكيف إذا ستحتاج إلى سنده الأشياء الأخرى التي ليست بحاجة إلى سنده من أجل هي وجودها؟ إنه ادعاء بدون دليل.وقد كتبت قبل قليل بأنه إذا اعترف بكون الذرات والأرواح أزلية وجاءت إلى حيز الوجود من تلقائها فلا يقوم دليل على أن الله يعلم خواصها الخافية وقواها وقدراتها الدقيقة.أما القول بأنه ما دام الله تعالى إلهها لذلك هو مطلع على خواصها وقدراتها الخفية فهذا ادّعاء بحت ما أقيم عليه دليل وما قدم برهان وما أثبتت علاقة العبودية والألوهية، بل هو ليس إلهها أصلا.فالذي ليس لديه أدنى علاقة مع الذرات والأرواح كخالق لها، فما معنى كونه إلها لها؟ وبأي معنى يمكن القول بأنه إله الذرات والأرواح ؟ ولأي سبب تجوز هذه الإضافة والقول بأنه إله الذرات والأرواح ؟ لأن الإضافة تكون إما إضافة الملكية كما نقول: عبد زيد، فيجب أن تكون هناك أسباب لكونه مملوكا له.ولكن لا يوجد سبب لأن تكون الأشياء المستقلة التي لها قدرات وقوى من تلقائها ملكا للإله.كذلك تكون الإضافة بناء على علاقة قرابة كقولنا: ابن زيد.ولكن لما لم تكن للأرواح والذرات مع الإله علاقة العبودية أو الربوبية فلا تجوز هذه الإضافة أيضا.وفي هذه الحالة يصح القول تماما بأن وجود الإله لا يفيد تلك الأرواح التي لا علاقة لها به أصلا ولا يضرها عدم وجوده.بل تصبح في هذه الحالة النجاة التي يسميها الآريون "مُكْتي" في مصطلحهم- مستحيلة تماما، لأن مدار النجاة هو على حب الله الذاتي والمراد من الحب الذاتي هو ذلك
۱۷۹ الحب الذي خلقه الله تعالى في فطرة الأرواح فما دام الإله لم يخلقها أصلا فكيف يمكن أن يكون لها حب فطري تجاه الإله؟ ومتى أدخل الإله هذا الحب بيده في فطرتها؟ هذا مستحيل، لأن المراد من الحب الفطري هو الحب الذي يلازم الفطرة دائما ولا يلحقها فيما بعد، كما يشير الله تعالى إلى ذلك في القرآن الكريم في قوله: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى، أي سألتُ الأرواح: ألست أنا خالقكم؟ قالوا: بلى.المراد من هذه الآية هو أن هذه الشهادة موجودة في فطرة روح الإنسان بأن الله تعالى هو خالقها.فالروح تحب خالقها بطبيعتها وفطرتها لأنها خلقه.وقد أشير إلى الأمر نفسه في آية أخرى كما يقول فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.أي أن عطش الروح من أجل الله الواحد الذي لا شريك له، وعدم نيلها السعادة الحقيقية بأي شيء دون وصاله ول إنما هو من فطرة الإنسان، أي قد وضع الله تعالى في روح الإنسان أمنية أنها لا تطمئن ولا تهدأ إلا بوصال الله تعالى.إذا كانت هذه الأمنية موجودة في روح الإنسان فلا بد من الاعتراف بأن الله تعالى هو خالقها الذي أودعها هذه الأمنية، ولكن هذه الأمنية موجودة في الروح أصلا.فثبت من ذلك أن الله الذي خلق روح الإنسان في الحقيقة.ومن الواضح تماما أنه كلما كانت العلاقة هو الذاتية بين الشيئين متينة، تقوّى الحب بينهما بسبب هذه العلاقة، فكما تحب الأم ولدها كذلك يحب الولد أمه لأنه ولد من دمها وتربّى في رحمها.فإن لم تكن للأرواح علاقة الخلق مع الله تعالى وكانت أزلية وجاءت من تلقائها فلا يُعقل أن يكون حب الله تعالى في فطرتها.ولولا حب الإله في فطرتها لما حازت النجاة بأية طريقة.الحقيقة المتحققة والينبوع الحقيقي للنجاة هو الحب الذاتي الذي يؤدي إلى وصال الله تعالى.والسبب في ذلك أن المحب لا يستطيع أن يبقى منفصلا عن الأعراف: ۱۷۳ الروم: ٣١
۱۸۰ حبيبه.ولما كان الله تعالى نورا بنفسه فإن حبه يؤدي إلى نشوء نور النجاة.والحب الموجود في فطرة الإنسان يجذب حب الله تعالى.وبذلك يبعث حب الله حماسا ذاتيا خارقا للعادة في حب الإنسان الله، وبالتقاء هذين الحبين تنشأ حالة الفناء أولا ثم يتولد نور البقاء بالله.أما القول بأن التقاء الحبين يؤدي إلى نتيجة حتمية أن تكون عاقبة مثل هذا الشخص هي الفناء في الله ويصبح هذا الوجود (وهو حجاب) كالرماد، وتفنى الروح في حبّ الله تعالى كليا؛ فمَثَله كمثل صاعقة عندما تنزل من السماء على الإنسان تخرج نار الإنسان الداخلية للعيان دفعة واحدة بجذب النار السماوية فتكون نتيجتها فناء الجسد.إذا، فعلى غرار ذلك يقتضي الموت الروحاني أيضا نارا من نوعين: نار سماوية ونار داخلية.وبالتقائهما ينشأ الفناء الذي لا يتم السلوك بغيره.وعلى هذا الفناء ينتهي سلوك السالكين، وهو النقطة الأخيرة لمجاهدات الإنسان.وبعد هذا الفناء ينال الإنسان مرتبة البقاء فضلا من وموهبة منه عل.وهذا ما أشير إليه في الآية: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، وملخص هذه الآية أن الذي ينال هذه المرتبة ينالها كإنعام من الله، أي بفضله المحض وليس كأجر على عمل.وهذه هي النتيجة الأخيرة لحبّ الله تعالى الذي بسببه تتسنى له الحياة الأبدية من الموت.الحياة الأبدية ليست من حق أحدٍ سوى الله تعالى، فهو الحي إلى الأبد.فلا ينال هذه الحياة الأبدية من الناس أحد إلا من قطع علاقة الحب مع الله تماما وينال نصيبا من هذه الحياة الأبدية بصورة ظلية، فانيا في بحبه الذاتي.ولا يجوز أن يقال لمثل هذا الشخص أنه ميت لأنه أُحيي بعد الفناء في الله.والأموات هم الذين ماتوا ببقائهم بعيدين عن الله.فالكفار أشد الكفر غير الله وينجو الله تعالى ما دام الإنسان لا يستطيع بسبب ضعفه البشري، أن يكسب أعمالا يستحق بناء عليها نعما غير محدودة وغير متناهية، وبدون الحصول عليها لا يستطيع أن ينال النجاة الحقيقية والصادقة، فعندما يكمل مجاهداته ويبذل مساعيه كلها بقدر استطاعته، تأخذ رحمة الله بيده بمحض فضله وترحما على ضعفه وتعطيه مجانا نعمة وصال الله التي أُعطيها الصادقون من قبل.منه.
۱۸۱ يسمي الله والملحدون والمشركون هم أولئك الذين يعتقدون بأزلية جميع الأرواح وبحياتها منذ القدم دون نيل الحب الذاتي والوصال الإلهي.بل الحق أنه لا حياة لأي شيء سوى الله تعالى فالله وحده اسمه "الحي".ثم تنال أرواح الواصلين الحياة الحقيقية في ظله وبالفناء في حبه ولا تُنال الحياة بدون وصاله.لذلك تعالى الكفار في القرآن الكريم أمواتا ويقول عن أهل جهنم: إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيا ) أي لن يموت لأنه خلق للتعبد الأبدي فلا بد من بقاء وجوده ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نقول بأنه حي، لأن الحياة الحقيقة تُنال بوصال الله.والحياة الحقيقية عين النجاة ولا تنال دون حب الله ووصاله..لو علمت الأمم الأخرى فلسفة الحياة الحقيقية لما ادعوا قط أن الأرواح جاءت إلى حيز الوجود من تلقاء نفسها منذ القدم وهي حائزة على الحياة الحقيقية.الحق أن هذه العلوم سماوية وتتنزل من السماء فقط، ولا يعلم حقيقتها إلا الناس السماويون، والدنيا غافلة عنها.أعود الآن إلى صلب الموضوع وأقول بأن ينبوع النجاة الأبدية هو وصال الله.ولا ينال النجاة إلا من يشرب ماء الحياة من هذا الينبوع.وهذا الوصال لا يتيسر ما لم تتسنّ المعرفة الكاملة والحب الكامل والصدق الكامل والإيمان الكامل.العلامة الأولى لكمال المعرفة الله الكامل بوصمة قط.هي ألا يُوصَم علم ولقد أثبتُ قبل قليل بأن الذين يعدّون الأرواح وذرات الأجسام أزلية وقديمة لا يؤمنون بالله عالما بالغيب بالكامل.لذلك إن الفلاسفة الإغريق الضالين الذين كانوا يعتقدون أن الأرواح أزلية كانوا يعتقدون أيضاً أن الله تعالى لا يعلم الجزئيات، لأنه ما دامت الأرواح وذرات العالم قديمة وأزلية وجاءت إلى حيز الوجود من تلقائها و لم يخلقها الله تعالى فلا يقوم دليل على أن الله يحيط علمًا بقدراتها وقواها الدقيقة وأسرارها الكامنة من المعلوم أن العلم الكامل الذي طه: ٧٥
۱۸۲ يمكن لأحد الحصول عليه عن الأسرار الكامنة مع جميع كيفياتها وتفاصيلها بما خلقه المرء بيده لا يمكن الحصول على مثله بالتمام والكمال عن الأسرار الكامنة للأشياء الأخرى.بل هناك إمكانية الخطأ في العلوم الأخرى.ففي هذا المقام يضطر القائلون بأزلية الأرواح والذرات إلى الاعتراف بأن العلم بالأرواح والذرات هو الذي يليق بالله تعالى؛ أي يجب أن يكون ذلك العلم أيضا كاملا ككمال الله تعالى، ولكنه ليس حاصلا لإلههم بحسب هذا المعتقد (القائل بأزلية الأرواح والذرات).وإذا قال أحد بأن هذا العلم حاصل فعليه تقع مسؤولية أن يُثبته ببرهان بين وألا يكتفي بالادعاء فقط.والمعلوم أنه إذا كانت الأرواح أزلية وخالقة لنفسها بنفسها فستكون وكأنها تسكن مستقلة في حارة تحت سيطرتها، ويسكن الإله منفصلا دون أن تكون بينهما أية علاقة ولا يمكن لهم أن يبينوا السبب الذي جعل الأرواح والذرات كلها تحت تصرف الإله مع كونها أزلية وكونها جاءت إلى الوجود من تلقاء نفسها.هل حدث ذلك بعد حرب أو معركة أو قبلت الأرواح الإذعان تلقائيا نظرا إلى حكمة ما؟ مع أن الإله رحيم وسخي وعادل حتما بحسب معتقدهم ولكنه مع ذلك لا يرحم ولا يعدل في الحقيقة لأنه لا ينجي الأرواح الناجية إلى الأبد، وذلك ليستر ضعفه.والسبب في ذلك أنه إذا وهبها نجاة أبدية لاستلزم ذلك أن تتحرر كل الأرواح في وقت من الأوقات بعد مجيئها إلى الدنيا مرة بعد أخرى بعد نيلها النجاة.بينما يود الإله أن تبقى سلسلة الدنيا جارية لتبقى حكومته قائمة، لذا لا يريد أن يهب أيَّ روح نجاة أبدية.بل يوقعها في سلسلة التناسخ المتكرر حتى لو بلغت درجة قديس أو ولي أو كامل ولكن هل لنا أن ننسب إلى الله القادر الكريم صفات رذيلة يفرح بإيذاء عباده دائما ولا يريد أن سعادة دائمة؟ لا يمكن أن يُنسب هذا البخل إلى الله القدوس.ولكن مع الأسف الشديد يوجد تعليم البخل هذا في كتب المسيحيين أيضا؛ إذ يعتقدون أن الذي لا يؤمن بعيسى إلها سيدخل جهنم أبدية.ولكن الله تعالى لم يعطنا هذا التعليم بل علم أن الكفار سيواجهون العذاب إلى مدة طويلة ولكنهم سينالون نصيبا كأن يهبهم
۱۸۳ من رحمته في نهاية المطاف كما جاء في الحديث يأتي على جهنم زمان ليس فيها أحد ونسيم الصبا تحرك أبوابها.كذلك هناك آية في القرآن الكريم: إلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَالٌ لِمَا ريدُ أي أن أهل النار سيبقون فيها إلى مدة طويلة ولكن الله سيُخرجهم منها حين يشاء، لأنه قادر على أن يفعل ما يشاء.وهذا التعليم يطابق صفات الله الكاملة، لأن صفاته جلالية وجمالية أيضا.فهو الذي يُجرح ثم يُضمد أيضا الجراح بالمرهم".ورحمه ومن غير المعقول تماما ويناقض صفات الله و الكاملة أن تتجلى دائما صفات غضبه فقط بعد إلقاء أهل الجحيم في النار ، ولا تتجلى صفة رحمته وعفوه وتبقى صفات لطفه معطّلة إلى الأبد.بل يتبين مما قاله الله تعالى في كتابه العزيز أنهم سيبقون في جهنم إلى مدة طويلة أطلق عليها "الأبد" على سبيل الاستعارة من منطلق ضعف البشر.ثم تتجلى صفة الرحم واللطف ويضع الله تعالى يده في جهنم ويُخرجون منها بقدر ما يقع منهم في قبضة يده.ففي هذا الحديث إشارة إلى نجاة الجميع في نهاية المطاف، لأن قبضة يد الله تعالى غير محدودة كمثله عل فلن يبقى أحد خارجها.وليكن معلوما أنه كما تطلع النجوم تباعا كذلك تماما تتجلى صفات الله تعالى.فتارة يكون الإنسان تحت ظل صفات الله الجلالية واستغنائه الذاتي، هود: ۱۰۸ من غير المعقول أصلا أن يعاقب الإنسان عقوبة أبدية ليبقى أهل جهنم فيها إلى الأبد كأبدية الله تعالى، إذ إن في تقصيراتهم دخلا لله أيضا إلى حد ما لأنه هو الذي خلق قوى كانت فيهم ضعيفة.فمن حق أهل النار أن يستفيدوا من الضعف الذي أودع الله فطرتهم.منه.النجاة لا تستلزم أن يحتل جميع الناس درجة واحدة بل الذين اختاروا الله تعالى في الدنيا وفنوا في حبه واستقاموا على الصراط المستقيم سيحتلون مراتب خاصة لن يبلغها غيرهم.منه.
١٨٤ والرحم وتارة أخرى يقع عليه ظل صفاته الجمالية.وهذا ما أشير إليه في قوله تعالى: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ.من الخطأ الفادح الظن بأن صفات الله مثل الحلم ستحجب بعد أن يُلقى المجرمون في جهنم، ولن تتجلى بعدها أبدا، لأن تعطل صفات الله مستحيل.بل الحق أن صفة الله الحقيقية هي الحب والرحم، وهي أمّ الصفات وهي التي تتجلى أحيانا بصورة الجلال والغضب لإصلاح الناس، وعندما يتم الإصلاح يتجلى الحب بأسلوبه الخاص ويدوم إلى الأبد كهبة من الله تعالى إن الله ليس كإنسان عصبي الطبع حتى يحب التعذيب دونما سبب، فهو لا يظلم أحدا، بل الناس أنفسهم يظلمون.ففى حبه النجاة كلُّها وفي تركه العذاب كله.هذا هو مبلغ تعليم الآريين عن معرفة الله، ولا بد من الاعتراف بحسب هذا التعليم بأن كل من ينال مكانة محترمة في حضرة الله سواء أأصبح رسولا أو نبيًّا أو ذلك الذي نزلت عليه الفيدات فإن مكانته ليست جديرة بالثقة بل يُسقط عن كرسي الإكرام آلاف المرات، إذ يكون في وقت من الأوقات محببا عند الإله ومقربا إليه حتى كان رسولا ونبيا، ولكنه يتحول فيما بعد إلى حشرة حقيرة بعد تعرضه لدوامة التناسخ، ولا تكون النجاة الأبدية في نصيبه قط، إذ لا بد من خوف الموت في هذه الدنيا ثم خوف التعرض لعذاب التناسخ بعد الممات.فهكذا أدّوا حق الله تعالى إذ جعلوا الأرواح والذرات شريكة له من حيث كونها أزلية ومن حيث كونها جاءت إلى الوجود من تلقائها، ومن ناحية ثانية عدّوا الإله بخيلا بحيث لا يهب أحدا نجاة أبدية مع كونه يملك القوة كلها وقادرا على كل شيء! وتتبين حقيقة ما علمت الفيدا الناس عن التطهر من خلال فكرة الـ "نيوك" التي تتلخص في أنه يجوز للآري أن يسمح لزوجته أن تضاجع شخصا آخر بغية الرحمن: ٣٠
110 الحصول على الأولاد فتستطيع أن تضاجعه كل يوم ما لم تنجب ۱۱ ولدا من هذا العمل "المقدس"! والآن أعود إلى صلب الكلام بعد هذه الجملة الاعتراضية أن إله الآريين ليس عالما بالغيب بحسب مبدئهم، وليس لديهم دليل على كونه عالما بالغيب.ليس الله عالما بالغيب بحسب معتقد المسيحيين، لأنه ما دام عيسى مع أنه أقرّ بنفسه بأنه أي ابن الله لا يعلم عن القيامة شيئا، فماذا يُستنتج من ذلك إلا أن الله لا يعلم متى ستقوم القيامة؟ اتخذ إلها عسى أن والفرع الثاني للمعرفة الصحيحة هو معرفة قدرة الله الكاملة، فمن هذا المنطلق أيضا يصمُ الآريون والقساوسة إلههم بالعيب.أما أتباع آريا سماج فلأنهم لا يحسبون إلههم قادرا على خلق الأرواح وذرات العالم، ولا يؤمنون بأنه قادر على أن يهب الروح نجاة أبدية.كذلك لا يؤمن القساوسة أيضا بأن إلههم ،قادر لأن إلههم قد عُذب على يد معارضيه، وأُدخل السجن وجلد وعلّق على الصليب.لو كان قادرا لما تحمل هذه الإهانات كلها قط مع كونه إلها.وكذلك لو كان قادرا لما كانت به حاجة ليفكر في أن يموت بنفسه لينال العباد النجاة بهذه الطريقة.من المخجل تماما ومما يجب الشكر عليه أن إلهنا يرينا نماذج قدرته دائما ليتجدد إيماننا باستمرار، كما أخبرني بوحيه في أربع فترات مختلفة قبل الأوان عن زلزال وقع في ١٩٠٥/٤/٤م أن زلزالا شديدا سيضرب البنجاب قريبا.فضرب ذلك الزلزال الشديد صباح ١٩٠٥/٤/٤م يوم الثلاثاء وكان الفصل ربيعا.ثم أنبأني الله القادر على أن زلازل شديدة أخرى سوف تقع في فصل الربيع.فضرب زلزال شديد في ١٩٠٦/٢/٢٨م في فصل الربيع تماما.فكانت هزته في "جبال منصوري" شديدة جدا تركت الناس مذهولين.وفي الأيام نفسها ضرب زلزال شديد بعض مناطق أميركا أيضا وهلكت به مدن كثيرة.فالإله الحق هو ذلك الذي يُظهر علينا قدراته المتجددة بوحيه الآن أيضا هذا، وهناك آلاف النبوءات التي تحققت الله الذي نزل علي.منه.
١٨٦ ذكر قدرة من ظل ميتا ثلاثة أيام مع كونه إلها واللافت في الموضوع أن الإله مات ثلاثة أيام بقى عباده عائشين دون إله إلى ثلاثة أيام.ثم حالة توحيدهم هي أن الآريين يحسبون كل ذرة والأرواح كلها شريكة إلههم من حيث وجودها من تلقاء نفسها وينسبون وجودها وبقاءها إلى قوتها وقدرتها فقط، وهذا شرك بحت.أما المسيحيون فيعتقدون بما يخالف التوحيد صراحة أي يعتقدون بثلاثة آلهة: أي الآب والابن، وروح القدس.وجوابهم على ذلك بأنهم يعتقدون أن الثلاثة واحد، هو لغو وعبث للغاية ولن يقبل عاقل جوابا سخيفا كهذا.فلما كان لكل واحد من الآلهة الثلاثة وجود مستقل ومنفصل وكل واحد منهم إله كامل بحد ذاته فكيف يمكن أن يصبحوا واحدا في الوقت نفسه؟ في أية مدرسة أو كلية يُعلّم هذا الحساب؟ هل يمكن لفلسفة أو لمنطق أن توضح كيف أصبح الثلاثة المستقلون واحدا؟ وإذا قلتم بأن هذا سر يفوق عقل الإنسان فهذه خديعة محضة، لأن العقل الإنساني يدرك جيدا أنه إذا اعتبر الثلاثةُ ثلاثة آلهة كاملين فلا بد من أن تُعَدّ ثلاثة في كل الأحوال وليس واحدا وليس القرآن الكريم وحده الذي يدحض معتقد الثالوث هذا بل تفنّده التوراة أيضا، لأن التوراة التي أُعطيها أعطيها موسى 28 المعتقد الذي علّمه القرآن الكريم هو أنه كما خلق الله الأرواح كذلك هو قادر على إهلاكها.وروح الإنسان تنال حياة أبدية كهبة من الله ورحمة منه فقط وليس بقوتها الذاتية.لذا فإن الذين يحبون إلههم حبا كاملا ويطيعونه طاعة كاملة ويخرّون على عتباته بكل صدق ووفاء يُعطون حياة كاملة بوجه خاص وتشحذ حواسهم الفطرية أيضا بشدة متناهية، وتوهب فطرتهم نورا بسببه تهيج فيهم روحانية تفوق العادة.وجميع القوى الروحانية التي ملكوها في الدنيا يوسع فيها كثيرا بعد موتهم.ويُرفعون إلى السماء بعد الممات بسبب علاقتهم مع الله تعالى التي وهبهم الله تعالى إياها.هذا ما يسمى "الرفع" في مصطلح الشريعة ولكن الذين ليسوا بمؤمنين وعلاقتهم مع الله تعالى ليست نزيهة لا يوهبون هذه الحياة ولا يحظون بهذه الصفات، فيكونون في حكم الأموات.فلو لم يكن الله خالق الأرواح لما استطاع أن يُظهر هذا الفرق بين المؤمن وغيره بتصرفاته الاقتدارية.منه.
۱۸۷ منهم لم يرد فيها ذكر الثالوث قط ولو بأدنى تلميح.وإلا فمن الواضح تماما أنه لو كان في التوراة تعليم عن هؤلاء الآلهة لما أمكن بحال من الأحوال أن ينساه اليهود.لأن اليهود نُصحوا بشدة أن يتذكروا تعليم التوحيد أولا لدرجة أن أمر كل واحد أن يحفظه ويكتبه على قوائم أبواب بيوته ويعلمه أولاده.ثم تواتر أنبياء الله في اليهود لتعليمهم التوحيد نفسه وظلوا يعلمون التعليم نفسه.فكان من غير الممكن ومن المستحيل تماما أن ينسى اليهود تعليم الثالوث مع كل هذا التأكيد وتواتر الأنبياء إلى هذا الحد، ويكتبوا بدلا منه تعليم التوحيد في كتبهم ويعلموه أولادهم أيضا، وأن يجدد مئات الأنبياء القادمون تعليم التوحيد نفسه.إذا، إن هذه الفكرة تتعارض مع العقل والقياس تماما.لقد بذلت جهد المستطاع في هذا الصدد واستحلفتُ بعض اليهود: ما هو التعليم الذي أُعطيتموه عن الله تعالى في التوراة؟ هل أعطيتم تعليم الثالوث أم غيره؟ فبعث إلي هؤلاء اليهود رسائل وهي مازالت بحوزتي- قالوا فيها بأنه لا يوجد في التوراة أدنى ذكر لتعليم الثالوث، بل تعليم التوراة عن الله هو التعليم نفسه الذي جاء في القرآن فالأسف على هؤلاء القوم الذين يصرون على معتقد لا يوجد تعليمه في التوراة ولا في.القرآن بل الحق أن تعليم الثالوث ليس مذكورا في الإنجيل أيضا.حيثما ذُكر التعليم في الإنجيل لم يُذكر الثالوث فيه ولو بإشارة خفيفة بل جاء فيه التعليم عن إله واحد لا شريك له.وقد اضطر كبار القساوسة المعاندون أيضا للقبول أنه لا يوجد في الإنجيل تعليم الثالوث.هنا ينشأ بطبيعة الحال سؤال: كيف تطرقت فكرة الثالوث إلى المسيحية؟ لقد رد عليه الباحثون المسيحيون بأن الثالوث مأخوذ من اعتقاد الإغريق الذين كانوا يعتقدون بثلاثة آلهة كما يعتقد الهندوس بثلاثة أوثان.ولما توجه بولس إلى اليهود - لأنه كان ينوي أن يُدخل الإغريق في المسيحية في كل الأحوال- أوجد في المسيحية لإرضاء الإغريق ثلاثة أقانيم بدلا من ثلاثة أوثان.وإلا لم يبدو أنه سهو، والصحيح: "الإغريق" كما تدل عليه الجملة التالية.(الناشر)
۱۸۸ يعرف حيي عیسی العليا قط ما هو الأقنوم.بل إن تعليمه عن الله تعالى كان تعليما بسيطا مثل بقية الأنبياء أجمعين أنه واحد لا شريك له.اعلموا أن هذه الديانة التي تُشاع باسم المسيحية إنما هي دين بولس وليست دين المسيح ال، إذ لم يعلم المسيح الثالوث في أي مكان قط، بل ظل يدعو ما إلى الله الأحد الذي لا شريك له.ثم بعد وفاته ظل أخوه يعقوب- الذي كان خليفته وكان رجلا صالحا يعلم التوحيد.وقد بدأ بولس يعارض هذا الرجل الصالح بدون داع، وأخذ يعلم الناس ما يتنافى مع عقائده الصحيحة، وتطرف بولس في عقائده أخيرا لدرجة تلفيق دين جديد، وأبعد جماعته عن العمل بالتوراة كلية، وعلم الناس أنه لا حاجة للعمل بالشريعة في الديانة المسيحية بعد فداء المسيح، وأن دم المسيح يكفي لغفران الذنوب، ولا حاجة للعمل بالتوراة.ثم أدخل نجاسة أخرى في هذا الدين إذ أحلّ لهم أكل لحم أن المسيح اللي عده نجسا في الإنجيل، لذلك ورد في الإنجيل قوله: "لا تطرحوا دُرَرَكم قُدّامَ الخنازير".ولما سمى المسيح ال التعليم الطاهر در را، فثبت صراحة بهذه المقارنة أنه قد أطلق على النجس خنزيرا.والحق أن شعب اليونان كانوا يأكلون لحم الخنزيز كما يأكله كل الأوروبيين اليوم فأحل بولس لحمه لجماعته تأليفا لقلوب اليونانيين، مع أنه قد ورد في التوراة أن الخنزير حرام مطلقا، حتى إن لَمْسَه أيضًا غير جائز.الخنزير، مع خلاصة القول؛ كل المفاسد والعيوب تطرقت إلى هذا الدين بواسطة بولس.أما المسيح ال فكان إنسانا بسيطا للغاية لدرجة أنه لم يُحب أن يدعوه أحدٌ صالحا أيضا، ولكن بولس جعله إلها.لقد جاء في الإنجيل أن شخصا قال للمسيح ال: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ....فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ وما أدلّ على التوحيد كلمته التي تفوه بها بكل تواضع عندما علق على الصليب! أي: إيلي، إيلي، لِمَا شَبَقْتَني ؟ الذي يدعو الله تعالى بهذا التواضع ويقر بأن الله أن أنه ادعى الألوهية في الحقيقة؟ الحق أن الذين هم على صلة هل لعاقل يزعم الحب الذاتي مع الله يجعلهم الله تعالى يقولون أحيانا على سبيل الاستعارة
۱۸۹ أنت مني بكلمات يريد قليلو العلم أن يُثبتوا بها ألوهيتهم.فقد قيلت بحقي فقد قيلت بحقي كلمات من هذا القبيل أكثر من المسيح ال.كما خاطبني الله وقال: "يا قمر، يا شمس، العلية وأنا منك".فليفسر هذه الجملة من شاء وكما شاء، ولكن معناها الحقيقي هو أن الله جعلني قمرا أولا لأني ظهرتُ كالقمر من خلال تلك الشمس الحقيقية، ثم صار الله وعل قمرا بنفسه لأن ضوء جلاله عل ظهر وسيظهر بواسطتي أنا.كان يعقوب بن مريم أخو عيسى ال - رجلا صالحا في الحقيقة، وكان - يعمل بالتوراة في كل شيء ويؤمن بالله واحدا لا شريك له وكان يعدّ لحم الخنزير حراما.وكان يصلي مستقبلا بيت المقدس كاليهود، وكان يعد نفسه يهوديا كما ينبغي غير أنه كان يؤمن بنبوة عيسى اللي.ولكن بولس خلق النفور تجاه بيت المقدس أيضا، فبطشت به غيرة الله تعالى في نهاية المطاف وصلبه أحد الملوك، وهكذا كانت نهايته ولما كان عيسى العلا صادقا ومن عند الله نجا من الصلب إذ أنقذه الله تعالى منه حيا.ولكن لأن بولس ترك الحق والصدق فقد علق على خشبة.= ليكن معلوما أن بولس كان عدو عيسى العلم اللدود في حياته، وكان السبب وراء تنصر -بولس بعد وفاته اللي تحقيق أهدافه الشخصية كما ورد في تاريخ اليهود.ولما لم تتحقق تلك الأهداف بواسطة اليهود تنصر لإلحاق الضرر بهم وقال بأن المسيح اللي قابله في الكشف فآمن به.وغرس غرسة رأيت في الكشف ذات مرة أني خلقتُ أرضا جديدة وسماء جديدة، ثم قلتُ: تعالوا الآن تخلق الإنسان.فأثار المشايخ الأغبياء ضجة على ذلك وقالوا انظروا إلى هذا الشخص أنه يدعي الألوهية، مع أن المراد من ذلك الكشف كان أن الله تعالى سوف يُحدث على يدي تغييرا وكأن السماء والأرض ستكون جديدة، وسيولد الناس الحقيقيون.كذلك خاطبني الله مرة وقال: "أنت مني بمنزلة أولادي.أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق".عندها شق المشايخ جيوبهم وقالوا: أي شك في كفره الآن؟ ونسوا الآية: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ (البقرة: ٢٠١) منه.
۱۹۰ الثالوث السيئة في دمشق أولا، فبدأ الثالوث البولسي من دمشق.فقد قيل في الأحاديث النبوية بالإشارة إلى ذلك بأن المسيح المقبل سينزل شرقي دمشق، أي بمجيئه سيُقضى على الثالوث وستميل قلوب الناس إلى التوحيد رويدا رويدا.وفي نزول المسيح في الشرق إشارة إلى غلبته لأنه عندما يظهر النور يتغلب على الظلام من الواضح تماما أنه لو كان مقدرا أن يظهر بولس كرسول بعد المسيح العليا، كما ظن، لأخبر المسيحُ الله بذلك حتما.وكان الإخبار عنه ضروريا بوجه خاص لأن بولس ظل منحرفا بشدة عن عيسى طول حياته العليا.وظل يكيد أصناف المكايد لإيذائه، فكيف كان ممكنا أن يُعَدِّ شخص مثله أمينا بعد أنه مماته العلة إلا أن تكون بحقه نبوءة المسيح البينة التي تصرّح بكل وضوح سيكون رسولا من ويصبح شخصا مقدسا جدا بعدي وإن كان يعاديني في أشد المعاداة ويؤذيني، ولا سيما حين قدم بولس تعليما جديدا من عنده حياتي الله على عكس توراة موسى، إذ أحلّ لحم الخنزير وكان الأمر بالختان تقليدا مؤكدا عليه بحسب التوراة، وقد ختن جميع الأنبياء أيضا بمن فيهم المسيح الليلة نفسه، ولكن بولس أبطل هذا الأمر الإلهي القديم، وأقام الثالوث بدلا من توحيد التوراة، وجعل العمل بأحكام التوراة غير ضروري وانحرف عن التوجه إلى بيت المقدس.فكان لا بد أن تكون هناك نبوءة عن شخص قلب الشريعة الموسوية رأسا على عقب.فلما لا توجد في الإنجيل نبوءة عن كون بولس رسولا، وعداوته لعيسى العليا ثابتة متحققة وكان يعارض أوامر التوراة الأبدية، فلماذا اتخذ زعيما دينيا؟ هل على ذلك من دليل؟ والأمر المهم الآخر للنجاة، بعد المعرفة، هو حـ الله.من البديهي تماما أنه لا أحد يريد أن يعذب محبه بل الحب يجذب الحب ويجلبه إليه.فإذا كان أحد يحب الجدير بالذكر أن مسكني قاديان يقع شرقي دمشق بالضبط.فقد تحققت اليوم ما تنبأ به النبي منه.
يجتمع ۱۹۱ المحب أحدًا بصدق القلب فليستيقن أن حبيبه أيضا لن يعاديه قط، بل لو لم يخبر حبيبه بحبه الذي يكنه له في قلبه فلا بد أن يظهر تأثير حبه على الأقل بألا يعاديه حبيبه.لذلك قيل: "من" القلب إلى القلب دليل".هناك قوة الجذب في أنبياء الله ورسله وينجذب إليهم آلاف الناس تلقائيا ويحبونهم لدرجة أنهم يفدونهم بحياتهم، وسبب ذلك عائد إلى حبهم للبشر ومواساتهم التي تزخر بها قلوبهم حتى إنهم يحبون الناس أكثر مما تحب الأم أولادها.ويودّون راحتهم ولو بإلقاء أنفسهم في معاناة وألم.وفي نهاية المطاف يبدأ جذبهم الصادق بجذب سليمي الفطرة إليهم رويدا رويدا.فما دام الإنسان، مع عدم كونه عالما بالغيب، يطلع على الحب الكامن عند شخص آخر فكيف يمكن أن يبقى الله تعالى وهو عالم الغيب غافلا عمّن يحبه حبا خالصا؟ الحب شيء غريب، إن ناره تحرق نار الذنوب وتُخمد شعلة المعصية.لا يمكن قط أن العذاب مع الحب الصادق والذاتي والكامل.ومن جملة علامات الحب الصادق أن يُنقش في فطرة صاحبه خوف شديد من أن يقطع حبيبه علاقته به، ويحسب نفسه هالكا نتيجة أدنى تقصير أو خطأ، ويرى معارضة حبيبه سما زعافا له، ويكون مضطربا بشدة من أجل وصال حبيبه، ويذبل بتصور الفراق والبعد عنه كأنه يكاد يموت.لذا لا يرى ذنبا فقط تلك الأمور التي يراها كذلك عامة الناس، وسفك الدم والزنا والسرقة وشهادة الزور، بل يرى أدنى نوع من الغفلة عن الله، وأدنى التفات إلى غير الله من الكبائر.لذا فالدوام في الاستغفار في حضرة حبيبه الأزلي يكون ورده.ولما كانت طبيعته لا ترضى بالانفصال عن الله تعالى في وقت من الأوقات، فإن صدرت منه غفلة مثقال ذرة بمقتضى البشرية لرآها ذنبا هائلا كالجبل.هذا هو السر الذي بسببه يظل أصحاب العلاقة الكاملة والمقدسة مع الله تعالى يستغفرونه دائما، لأن من مقتضى الحب أن يقلق المحب الصادق من سخط حبيبه عليه، ولأن قلبه يُجعل عطشا ليرضى الله عنه كليا، فإذا أخبره الله تعالى أنه راض عنه، فلن يصبر على هذا القدر، لأنه كما أن شارب الخمر يشرب
۱۹۲ الخمر مرة ثم يعاود طلبها كذلك عندما يهيج ينبوع الحب في الإنسان يقتضي هذا الحب بطبيعة الحال أن ينال رضا الله تعالى أكثر فأكثر.فبسبب شدة الحب يكثر من الاستغفار أيضا لهذا السبب يتخذ الذين يحبون الله حبا كاملا الاستغفار وردا لهم في كل لحظة وآن وأكبر علامة للمعصوم هي أنه يستغفر أكثر من غيره قطعا.و المعنى الحقيقي للاستغفار هو الاستعانة بالله تعالى لدرء كل زلّة وتقصير يمكن أن يصدر من الإنسان بمقتضى بشريته، ولكي لا يظهر ذلك الضعف للعيان بل يبقى مستورا ومخفيا نتيجة فضل الله.ثم وُسع معنى الاستغفار لعامة الناس، وضُمّ إليه مفهوم آخر، وهو أن الله تعالى- في الدنيا والآخرة- يحمي من العواقب السيئة والتأثيرات السامة لزلّة أو قصور صدر من قبل.إذًا، فإن مصدر النجاة الحقيقية هو حب الإنسانِ الله وعمل الذي يجذب حب الله تعالى بواسطة تواضع العبد وتضرعه وابتهاله واستغفاره الدائم.وحين يوصل الإنسان حبه مرتبة الكمال ويحرق أهواءه النفسانية بنار حب الله، ينزل حب الله له على قلبه دفعة واحدة كشعلة، ويُخرجه من أدران الحياة السفلية.فيتصبّغ بصبغة طهارة الله الحي والقيوم بل ينال نصيبا من كافة صفات الله تعالى بصورة ظلية.عندها يصير مظهرا لتجليات الله تعالى.وتكشف في الدنيا بواسطته الأسرار المستورة والمكتومة في كنز الربوبية الأزلي.ولأن الله الذي خلق هذا العالم ليس بخيلا بل فيوضه دائمة، وأسماؤه وصفاته لا تتوقف ولا تبطل أبدا، لذا يعطي و الآخرين أيضا بشرط تقواهم ومجاهداتهم - ما أعطي الأولون، كما علّم بنفسه في القرآن الكريم دعاء: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.معنى هذه الآية أن الأفضال والإنعامات التي أنعم بها على جميع الأنبياء والصديقين من قبل، أنعم بها علينا أيضا ولا تحرمنا من أي فضل.لقد أُعطيت الأمة في هذه الآية أملا عظيما لا تشاركها فيه أمم سابقة، لأن كمالات جميع الأنبياء كانت متفرقة فيما مضى، وتلقوا بركات وإنعامات متفرقة.أما الآن فقد علّم الله تعالى هذه الأمة دعاء أن
۱۹۳ يطلبوا منه تلك الكمالات المتفرقة كافة.فمن الواضح أنه عندما تجتمع الكمالات المتفرقة في مكان واحد فإنها ستفوق بمجموعها كثيرا الكمالات المتفرقة.فبناء على ذلك قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، أي أنكم أفضل من جميع الأمم من حيث كمالاتكم.وليكن معلوما أيضا هنا سبب الوعد بجمع الكمالات المتفرقة في هذه الأمة؟ السر في ذلك أن نبينا الأكرم الهلال والجامع الجميع الكمالات المتفرقة كما يقول الله في القرآن الكريم: فبهداهم اقتده...أي اقْتَدِ بكل نوع من الهدى الذي أعطيه الأنبياء السابقون كلهم.والبديهي أن الذي سيجمع في نفسه تلك الهدايات المتفرقة جميعها يكون وجودا جامعا وأفضل من الأنبياء كلهم.والذي يتبع هذا النبي، جامع الكمالات، لا بد أن يكون هو أيضا جامع الكمالات يصبح كلها بصورة ظلية.فالسر في تعليم هذا الدعاء في سورة الفاتحة أن هو الكاملون في الأمة الذين يتبعون النبي الجامع الكمالات هم الآخرون أيضا جامعي الكمالات.فالأسف على الذين يعتبرون هذه الأمة أمةً ميتة.إن الله تعالى يعلمهم دعاء ليصبحوا جامعي الكمالات ولكنهم يريدون أن يبقوا ميتين.ومن الذنب العظيم عندهم أن يدّعي أحد أن وحي الله ينزل عليه كمثل المسيح ابن مريم"، فهذا ۱ آل عمران: ۱۱۱ الأنعام: ۹۱ إن هؤلاء الذين يُدعون مشايخ يسيئون إلى سيدنا ومولانا خير الرسل وأفضل الأنبياء ﷺ حين يقولون بأنه لا يمكن أن يأتي في هذه الأمة مثيل عيسى بن مريم، لذا سیعید الله تعالى عيسى الإسرائيلي نفسه إلى الدنيا في وقت من الأوقات ناقضا ختم النبوة.وبهذا الاعتقاد لا يرتكبون إثما واحدا بل إثمين.(١) لأنهم يضطرون للاعتقاد أن عبد الله الذي اسمه عيسى ويُدعى في العبرية "يسوع" قد تبع شريعة موسى رسول الله إلى ثلاثين عاما فصار مقربا إلى الله وحاز مرتبة النبوة، ومقابل ذلك إذا اتبع أحد النبي ﷺ ولو إلى خمسين عاما بدلا من ثلاثين عاما لن ينال تلك المرتبة، وكأن اتباع النبي له لا يهبه أي كمال قط، ولا
١٩٤ الشخص كافر عندهم لأن باب مكالمة الله ومخاطبته مسدود إلى يوم القيامة.من الغريب أن هؤلاء القوم يقولون بأن الله تعالى يسمع الآن أيضا كما كان يسمع يفكرون أن ذلك يستلزم أن يكون تعليم الله تعالى الدعاء صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ خديعة محضة.ويعتقدون أيضا أن العليا عیسی هو خاتم الأنبياء بسبب مجيئه الثاني، وهو القاضي والحكم الأخير، ولا يفقهون أن الله تعالى يقصد من هذه النبوءة أنه كما سيولد في هذه الأمة أمثال اليهود كذلك يخلق فيها مثيل عيسى ال أيضا الذي يكون فردا من الأمة من ناحية، ونبيا من ناحية أخرى.لا يمكن لعيسى بن مريم أن يجمع في شخصه كلا الاسمين، لأن الفرد من الأمة ليس إلا الذي ينال الكمال باتباع نبيه المتبوع فقط، أما العليا فقد حازه من قبل.عیسی عن ذلك يوم كلمة (۲) إثمهم الثاني هو زعمهم أن عيسى ال ما زال حيا على النقيض من النص القرآني الصريح.لقد جاءت في القرآن الكريم آية صريحة: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ويستنتجون منها معنى: فلما رفعتني إلى السماء بالجسد المادي.هذه لغة غريبة تخص عيسى فقط! من المؤسف أنهم لا يفكرون أن العليا سيسأل القيامة كما هو مصرح مصرح به في القرآن الكريم.إن المعنى الذي يستنبطونه من مُتَوَفِّيكَ يستلزم أن يمثل اللي قبل موته أمام الله جل شأنه يوم القيامة.وإن قلت بأن المراد من فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني هو : فلما أمتَني ما أدراني ما فعلته أمتي بعد مماتي؟ فهذا المعنى أيضا غير صحيح بحسب اعتقادهم.يمكن لله تعالى أن يقول لعيسى ردا على عذره الباطل من منطلق كلا المعنيين ويقول: لماذا تكذب أمامي بقولك إنك لا تعرف شيئا إذ قد عدت إلى الدنيا ومكثت فيها أربعين عاما، وحاربت النصارى وكسرت الصليب.وإضافة إلى ذلك يستلزم هذا المعنى أن النصارى لم يفسدوا ما بقي عيسى حيا بل فسدوا بعد مماته.وبذلك لا بد من الاعتراف أن النصارى ما زالوا على حق لأن العلا ما زال حيا في السماء وا أسفاه، فلتموتوا ندما!! وأخيرا يجب أن تتذكروا أيضا أن الفرد من الأمة الذي ينال شرف الوحي والإلهام والنبوة نتيجة اتباع النبي فقط، إذا أكرم باسم "نبي" فهذا لا ينقض ختم النبوة، لأنه.أمته من وليس له أي وجود في حد ذاته.وإن كماله ليس إلا كمال نبيه المتبوع.وهذا الأخير لا يسمَّى نبيا فقط بل يُدعَى نبيا وفردا من الأمة أيضا.أما عودة أي نبي ليس من فيتنا في مع ختم النبوة.منه.العلمية الا أمته
۱۹۵ من قبل، ولكنهم لا يؤمنون بأنه يتكلم أيضا كما كان يتكلم من قبل.مع أنه إذا كان لا يتكلم في العصر الراهن فلا دليل على سماعه أيضا.ما أشقى أولئك الذين يُبطلون صفات الله تعالى والحق أنهم أعداء الإسلام، إذ يستنتجون من ختم النبوة معنى يُبطل النبوة أصلا هل لنا أن نستنتج من ختم النبوة معنى أن جميع البركات التي كان نوالها واجبا ببركة أتباع النبي ﷺ قد انقطعت كلها؟ ولا جدوى الآن من الأمل في مكالمة الله ومخاطبته؟ لعنة الله على الكاذبين.هل يمكنهم أن يوضحوا ما الفائدة من أتباع النبي الله في هذه الحالة؟ والذين ليس في أيديهم إلا القصص السابقة فإن دينهم ميت وباب معرفة الله موصد في وجههم.ولكن الإسلام دين حى، وقد جعل الله تعالى المؤمنين في سورة الفاتحة في القرآن الكريم ورثة الأنبياء، وعلمهم دعاء يطلبوا فيه نعما أعطيها الأنبياء الذين خلوا.ولكن الذي ليس في يده إلا قصص أنَّى له أن يُدعى وارثا؟ الأسف كل الأسف على هؤلاء القوم إذ قد فتح عليهم ينبوع البركات كلها ولكنهم لا يريدون أن يغترفوا منه ولو غرفة واحدة.والآن أعود إلى كلامي السابق وأقول: إن ينبوع النجاة، هو الحب والمعرفة كما ذكرتُ.آنها كلما ازدادت المعرفة ازداد الحب معها، لأن السبب وراء تدفق الحب هو إما الحسن أو الإحسان وبسبب هذين الشيئين يتدفق الحب.عندما يطلع الإنسان على حسن الله وإحسانه ويشاهد ما أجمل ربنا بسبب صفاته الحسنى الذاتية واللامحدودة، وكيف تحيط بنا إحساناته غير المحدودة، فهذه المعرفة تهيج بالطبع الحب المودع في فطرته منذ الأزل.ولأن الله تعالى يتحلى بالجمال والكمال أكثر من غيره ويتصف بصفة الإحسان والإفاضة المتواصلة، لذا فالعبد الذي يبحث عنه يحبه بعد معرفة هذه الصفات إذ لا يرى ا كما قلت مرارا وتكرارا بأن معرفة الله التامة لا تنال إلا بوحي الله ومكالمته ومخاطبته وآياته العظيمة التي تظهر بواسطة الوحي الإلهي وتدل على قدرته التي هي آية الوهيته وجبروته البينة.هذه هي المعرفة التي يتعطش ويتجوع لها الباحثون عن الحق.وهذه هي
١٩٦ أحدا نظيرا ولا مثيلا له فيراه ولا واحدا لا شريك له، ليس باللسان فقط بل بصورة عملية، ويعشق صفاته الحسنة وأخلاقه.مع أن بذرة حب الله تعالى قد بذرت في فطرة الإنسان منذ الأزل، ولكن المعرفة هي التي تسقي هذه البذرة، لأنه ما من حبيب يستطيع أن يجذب محبه إلى نفسه بدون المعرفة وتجليات الحسن والجمال والأخلاق والوصال.وعندما تتسنى المعرفة التامة عندها تهبط الله الساطعة على قلب الإنسان وتجذبه إليه ول دفعة واحدة.عندها روح الإنسان على عتبة الحبيب الأزلي بتواضع العشق وتغوص في بحر الله تعالى الذي لا شاطئ له، وتتطهر وتتنزّه لدرجة تزول عنه الكثافات السفلية كلها، ويحدث فيها تغير نوراني؛ فتشمئز الروح من الأمور الخبيثة كما يشمئز الله منها.فيصبح رضا الله رضا العبد، ومرضاة الله مرضاته.شعلة حب تخر ولكن كما كتبتُ قبل قليل من الضروري لتدفق هذا الحب من الدرجة العليا أن يطلع السالك الباحث عن الله على حسن الله وإحسانه اطلاعا شاملا، وأن تترسخ في قلبه حقيقة أن الله تعالى يملك صفاتِ وحسنا وجمالا لا نهاية لها.كذلك قد أحسن إلى الإنسان، كما هو مستعد للإحسان إليه الآن أيضا إلى درجة قصوى.ونشكر الله تعالى على أن هذه الأمة قد أعطيت هذه المعرفة الكاملة بوجه كامل ولسنا خجلين أمام الله تعالى في بيان صفاته الحسنة.المعرفة التي يكادون يموتون إن لم ينالوها.أفلا توجد هذه المعرفة في الإسلام؟ وهل الإسلام دين جاف وميت؟ لعنة الله على الكاذبين.بل الإسلام وحده هو الدين الحي في العالم ويهب الحياة لأتباعه، وهو الذي يُرينا الله في هذا العالم، وببر الله، ركته أتلقى الوحي من وببركته تظهر مني آيات عظيمة.لقد ماتت أديان العالم كلها، ولم يبق فيها أية بركة ولا نور، ولا يمكننا الكلام مع الله تعالى بواسطتها، ولا نستطيع أن نرى بواسطتها أعمال الله المعجزة.هل من أحد يبارزني في هذه البركات؟ منه.كم يتعرض المسيحي للندم والخجل في نفسه عند قوله بأن إلهه ظل ميتا إلى ثلاثة أيام في زمن من الأزمان وإلى أي مدى تدينه روحه قائلة هل الإله أيضا يموت؟ والذي مات مرة كيف يمكن التأكد أنه لن يموت مرة أخرى؟ إذا، لا دليل على حياة إله مثله، ومن
۱۹۷ وبقدر ما يمكن تصور المحاسن نؤمن بوجودها في ذات الله وصفاته.لا نعتقد مثل الآريين بأن الله ليس قادرا على خلق روح أو ذرة، ولا نقول مثلهم بأنه بخيل - والعياذ بالله - لدرجة أنه لا يريد أن يرزق أحدا نجاة أبدية، ولا نقول بأنه ليس قادرا على ذلك ولا نقول مثل الآريين بأن باب الوحي الإلهي مسدود، ولا نقول مثلهم بأن الله قاسي القلب لدرجة أن لا يقبل توبة أحد بل يُدخله في عملية التناسخ بلايين المرات عقوبةً على ذنب واحد.ولا نقول بأنه ليس قادرا على قبول التوبة.ولا نقول مثل المسيحيين بأن إلهنا مات في زمن من الأزمان، واعتقل بيد اليهود وسُجن وعُلِّق على الصليب أيضا، وولد من بطن امرأة وكان له إخوة آخرون ولا نقول مثل النصارى بأنه دخل جهنم أيام لأداء كفارة الذنوب، والعياذ بالله، ولم يكن قادرا على أن ينجي عباده من الذنوب ما لم يمت ويدخل جهنم لثلاثة أيام عوضا عنهم.ولا نقول مثل المسيحيين بأنه قد ختم على الوحي والإلهام بعد نبينا الأكرم ، وبأن باب مكالمة الله ومخاطبته مسدود الآن تماما.لأن الله تعالى جعلنا في سورة الفاتحة ورثة نعم جميع الأنبياء المتفرقة وقد عدّ هذه الأمة خير الأمم.فلا شك أننا حظينا أكثر من غيرنا بالإيمان بحسن الله وإحسانه الذي هو منبع الحب.والأكثر سفاهة وشقاوة من بين المسلمين هم الذين ينكرون كمال حسنه وإحسانه.فمن ناحية يصمون وحدانية الله تعالى بإشراكهم خلقه في صفاته الخاصة'، ثلاثة الممكن أن يكون قد مات سابقا إذ لا توجد فيه علامات الأحياء الآن.فهو لا يستطيع أن يرد على الذين ينادونه قائلين: يا إلهي يا إلهي، ولا يقدر على أن يُري معجزة.فاعلموا يقينا أن ذلك الإله قد مات وقبره في سرينغر، حارة خانيار.أما الآريون فلا خالق لأرواحهم أصلا، بل هي موجودة منذ الأزل ومن تلقائها، فهي أزلية!! منه.إن المسلمين، ولا سيما أهل الحديث منهم يتشدقون كثيرا بادعاء التوحيد، ولكن من المؤسف أنه ينطبق عليهم أيضا القول: "يُصَفُّونَ الماءَ ويَبْتَلِعُونَ الْجَمَلَ"، فهل يسعنا أن نسميهم موحدين إذ يعدون عيسى الا واحدا لا شريك له مثل الله تعالى، إذ هو الذي صعد إلى السماء بالجسد المادي، وهو الذي سينزل منها إلى الأرض بالجسد المادي في
۱۹۸ ويحولون نور جمال وحدانيته إلى ظلام بإشراك غيره معه، ومن ناحية أخرى يحسبون أنفسهم محرومين من بركات النبي له الأبدية وكأنه ليس بسراج حي بل هو سراج منطفئ لا يمكن أن يُشعَل به سراج آخر.ويقرون أيضا أن كان سراجا حيًّا وقد صار مئات الأنبياء سُرُجًا نتيجة اتباعه.وقد أكرم المسيح ال بإنعام النبوة نتيجة اتباعه إلى ثلاثين عاما والعمل بأحكام التوراة، وحمل نير شريعة موسى على عنقه.أما اتباع سيدنا ومولانا محمد ﷺ أحدا إنعاما روحانيا ملحوظا، بل من جانب كان محروما من النبي موسى فلا يعطي الأولاد الذكور الذين هم تذكار مادي له بحسب منطوق الآية: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ومن جانب آخر لم يحظ بأولاد روحانيين أيضا ليرثوا كمالاته الروحانية، وكان قول الله تعالى: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبيِّينَ بلا معنى المعلوم أن "لكن تفيد الاستدراك في العربية، بمعنى أن الأمر الذي لم يتحقق بأسلوب، فيُخبر بتحققه بأسلوب آخر.فمن هذا المنطلق يكون معنى الآية بأنه لم يكن للنبي الأولاد ذكور من الناحية المادية، ولكن سيكون يوم من الأيام.وهو الذي خلق الطيور.لقد طلب الكفار من نبينا الأكرم حالفين بالتكرار بأنك لو صعدت إلى السماء بالجسد المادي لآمنا بك فورا، فردَّ عليهم: قُلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا) (الإسراء: (٩٤ أي قل لهم: سبحان ربي أن سُبْحَانَ رَبِّي هَل يخلف وعده، فلا أستطيع أن أصعد إلى السماء بالجسد المادي لأن ذلك ينافي وعده.والسبب في ذلك أنه تعالى يقول: قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ (الأعراف: ٢٦) ويقول أيضا : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ (الأعراف: (٢٥) فهل نفهم أنه ل لم يتذكر وعده هذا عند رفعه عيسى اللة إلى السماء؟ أو نفهم أن عيسى لم يكن بشرا؟ لو صعد عيسى إلى السماء بجسده المادي لاستلزم ذلك بحسب بيان القرآن الكريم بأنه ما كان بشرا.ومن ناحية ثانية ينسب مدعُو الإسلام هؤلاء إلى الدجال صفات تستلزم ألوهيته.هذا تصورهم عن التوحيد وهذا ادعاؤهم، وا أسفاه !! منه الأحزاب: ٤١
۱۹۹ له أولاد روحانيون بكثرة هائلة، وقد جُعِل له خاتم النبيين.أي لن ينال أحد أي كمال من كمالات النبوة في المستقبل إلا بخاتم اتباعه.هذا هو معنى الآية الذي قلبوه رأسا على عقب وأنكروا إنعام النبوة في المستقبل، مع أن هذا الإنكار يستلزم إهانة النبي ﷺ ومنقصته بكل ما في الكلمة من معان.لأن كمال النبي هو أن يمتع شخصا آخر أيضا بكمالات نبوته بصورة ظلية، ويربيه تربية كاملة في الأمور الروحانية.الأنبياء يأتون لهذه التربية وحدها ويُرضعون الباحثين عن الحق حليب معرفة الله حاملين إياهم في حضنهم كالأم.فإن لم يملك النبي لا لا ل ذ ذلك الحليب فلا تثبت نبوته أصلا، والعياذ بالله.ولكن الله تعالى سماه الله في القرآن الكريم سراجا منيرا ينير الآخرين بنوره ويلقي بتأثير ضيائه على الآخرين ويجعلهم مثله.وإن لم يملك النبي فيضا روحانيا، والعياذ بالله، تصبح بعثته في الدنيا عبثا.ومن جانب آخر يُصبح الله و أيضا خادعا إذ علم دعاء أن اطلبوا كمالات جميع الأنبياء، ولكنه ما كان يقصد في قرارة قلبه قط أن يعطيهم إياها، بل كان ينوي أن يُتركوا عميانا إلى الأبد.ولكن انتبهوا أيها المسلمون هذه الفكرة ليست إلا جهلا وغباوة مطبقة.إذا كان الإسلام دينا ميتا على هذا النحو فأي قوم تستطيعون أن تدعوه إليه؟ هل تذهبون بجثة هذا الدين إلى اليابان أو تقدمونها إلى أوروبا؟ وأي سفيه سيعشق هذا الدين الميت والمحروم من كل بركة وروحانية مقابل الأديان السابقة؟ ففي الأديان السابقة تلقت النساء أيضا إلهاما مثل أم موسى ومريم.ولكنكم لا تساوون هؤلاء النساء أيضا وأنتم رجال!! افيقوا يا قليلي العقل، ويا أيها العمهون، واعلموا أن سيدنا ومولانا، عليه آلاف السلامات سبق الأنبياء أجمعين من حيث إفاضته، لأن إفاضة الأنبياء السابقين انقطعت عند بلوغها نقطة معينة، وتلك الأقوام والأديان ميتة الآن لا حياة فيها.أما فيض نبينا الروحاني فمستمر إلى يوم القيامة.لذا ليس ضروريا لأمته أن يأتيها مسيح من الخارج مع وجود فيضه المذكور.بل
الحق أن من شأن التربية في كنفه وتحت ظله الا الله أن تجعل الإنسان الأدنى مسيحا كما جعلتني أنا العبد الضعيف.والآن أعود إلى صلب الكلام وأقول بأن فلسفة طريق النجاة التي قدمها القرآن الكريم هي أن فطرة الإنسان قد أُودعت منذ القدم من ناحية سما غبه في الذنوب، ومن ناحية ثانية وُضع في فطرته منذ القدم ترياقه أيضا وهو الله تعالى.فهاتان القوتان تجريان جنبا إلى جنب منذ أن خُلق الإنسان.القوة السامة تعِدّ للإنسان أسباب العذاب وقوة الترياق التي هي قوة حب الله تحرق الذنوب كما تحرق النار الخشب والكلأ.ليس صحيحا قط أن قوة الذنب تعد دواعي العذاب قد وُضعت في فطرة الإنسان منذ القدم وأما أسباب النجاة من الذنوب فقد نشأت قبل فترة وجيزة فقط، أي منذ أن علّق المسيح على الصليب لن يقبل هذا الاعتقاد إلا الذي ليس فيه شيء من العقل السليم.بل الحق أن هذين الأمرين قد وضعا في فطرة الإنسان منذ يوم خلقه وليس أن وضع الدوافع إلى الذنب في فطرة الإنسان منذ البداية و لم يتذكر الدواء للنجاة في الأيام الأولى بل خطر بباله بعد أربعة آلاف عام.التي الله والآن أنهي المقال هنا وأنصحكم لوجه الله بأنكم إن كنتم تبغون البركات الحية فلا تتوجهوا إلى المسيح الذي مات منذ أمد بعيد و لم يبق من بركاته الحية ولا مثقال ذرة، وسبق قومه جميع الأقوام في سكر الخمر بدلا من نشوة حب الله وبدلا من أن يقتنوا ثروة سماوية عشقوا أموالا دنيوية ولو بواسطة القمار.بل عليكم أن تنضموا إلى جماعة المسيح المحمدي الذي هو "إمامكم منكم"، ويقدم بركات متجددة، والخيار في يديكم.الراقم: ميرزا غلام أحمد القادياني، المسيح الموعود *******************************
۲۰۱ المناجاة في حضرة البارئ عزّ اسمه (من المؤلف) "يا ذا الجلال، إن روحي وقلبي وكل ذرة من كياني لك الفداء، افتح على قلبي برحمتك جميع أبواب معرفتك الفيلسوف الذي يبحث عنك بالعقل غبي، لأن سبيلك المكنون بعيد عن إدراك عقولهم لم يطلع أحد منهم على عتبات بيتك، وكل من اطلع عليها كان نتيجة إحسانك اللامتناهي إنك تعطي عشاق وجهك كلا العالمين، ولكن لا أهمية لهما في أعين عبادك انظر برحمة وتحنن حتى تنتهي الحرب والجدال، فالخلق بحاجة إلى برهانك أظهر آية حتى يسطع نورك في العالم، ولكي يصبح منكر الملة من الذين يحمدونك لو انقلبت الأرض رأسا على عقب لما حزنت قط، ولكني سأحزن إذا فقد سبيلك المنير النقاش والجدال في الدين قد يسببان الدوخة، فاحسم في القصة بآياتك الباهرة هر طبائع الأغيار بالزلازل حتى يأتوا إلى عتباتك خاشعين أخر ينبوع الرحمة في لباس الزلزال، حتّامَ يحترق كمدا عبدك الباكي؟ ترجمة قصيدة فارسية.(المترجم)