برکاتُ الدُّعا

برکاتُ الدُّعا
Author: Hazrat Mirza Ghulam Ahmad

Language: AR

AR

Book Content

Page 1

بركات الدعاء صورة صفحة الغلاف، الطبعة الأولى برکا تالیا سید احمد خان صاحب کے سی ایس آئی کے خیالات کے رومین جسکو مجدد زمان و مسیح دوران مرزا غلاها احمد صاحئے تالیف کر کے بغرض فائدہ عام مطبع سرما خو هنده قاریان مین با تمام شیخ نوراحمد صاحب طبع که اگر بماه رمضان المبارک ہ شایع کیا

Page 2

Page 3

بركات الدعاء ترجمة صفحة غلاف الطبعة الأولى "بركات الدعاء" في تفنيد أفكار سيد أحمد خان، كي الذي سي ایس آئی ألّفه محدد الزمان ومسيح العصر، مرزا غلام أحمد لفائدة عامة الناس، ونشره في شهر رمضان ۱۳۱۰ هـ بعد طبعه في مطبعة رياض هند" بقاديان تحت إشراف شيخ نور أحمد صاحب المطبعة.

Page 4

Page 5

بركات الدعاء نموذج دعاء مستجاب اعتراض جريدة "أنيس هند" الصادرة في مدينة "ميرته" على نبوءتي وصلني العدد الصادر في ١٨٩٣/٣/٢٥م للجريدة المذكورة وفيه شيء من الطعن في نبوءتي التي نشرتها عن ليكهرام الفشاوري.وعلمت أن كلمة الحق هذه قد شقت على بعض الجرائد الأخرى أيضا.والحق أنه من دواعي سروري أن تلك النبوءة لا تزال تنتشر وتشتهر على أيدي المعارضين.فأرى في هذا المقام كفاية في أن أكتب ردًّا على هذا الطعن أن الله فعل كما أراد وشاء، وليس لي دخل في ذلك.أما القول بأن نبوءة كهذه لن تكون مفيدة بل ستبقى فيها بعض الشبهات؛ فأعرف جيدا أن هذا الاعتراض سابق لأوانه.لقد أقررتُ وأكرر إقراري أنه لو كان مآل هذه النبوءة - كما يزعم المعترضون- الإصابة بالحمى العادية أو بعض الآلام أو الهيضة العادية، ثم استعيدت الصحة المعهودة، لن يُعدّ ذلك نبوءة، ولثبت أنه ليس إلا مكرًا ودجلا، لأنه لا يسلم أحد من مثل هذه الأمراض، فإننا جميعا نمرض بين حين وآخر.وحينئذ أستحق حتمًا العقاب الذي ذكرتُه.ولكن إذا تحققت النبوءة بشكل ظهرت فيه آثار غضب الله بكل وضوح وجلاء، فافهموا أنها من الله.والحق أن عظمة النبوءة وهيبتها الذاتية عل.ليست بحاجة إلى تعيين اليوم والساعة بل يكفي تعيين حد أقصى لنزول العذاب.ثم لو ظهرت النبوءة بهيبة عظيمة في الحقيقة لجذبت القلوب إلى نفسها تلقائيا، وبذلك تتلاشى نهائيا كل هذه الشبهات والمطاعن التي تتطرق إلى القلوب قبل الأوان فيتراجع المنصفون وأصحاب الرأي السديد عن رأيهم منفعلين.وبالإضافة إلى ذلك فأنا أيضا خاضع لقانون الطبيعة، فلو كان أساس نبوءتي التي نشرتها قائما على تخمين وتخريص سخيف معتمد على بعض الأمراض المحتملة فقط، لكان بوسع الشخص الذي أنبأت بحقه أن يتنبأ بحقي أيضا بناء على التخمين والتخريص نفسه بل أنا راض بأن ينشر نبوءة بحقي

Page 6

بركات الدعاء محددًا ميعادها بعشر سنوات بدلا من ستة أعوام كما حددتها أنا.إن ليكهرام يبلغ حاليا من العمر ثلاثين عاما على أكثر تقدير وهو شاب ضخم وقوي ويتمتع بصحة جيدة، أما عمري فيربو على خمسين عاما، ثم إني ضعيف ومصاب بالأمراض بشكل دائم وأعاني من أعراض مختلفة؛ ذلك كله ومع سوف يتبين عند المواجهة تلقائيا أي الأمرين من صنع الإنسان وأيهما من تعالى.الله أما قول المعترض بأن العصر الراهن ليس مناسبا للإدلاء بمثل هذه الأنباء فإنه مجرد كلام يطلقه الناس على عواهنه ويتفوهون بمثله جزافًا.إنني أرى أنه قد لا يوجد للعصر الراهن نظير في الأزمنة الخالية من حيث قبول الحقائق القوية والكاملة.غير أنه لا يمكن أن يخفى عن أعين هذا العصر مكيدة أو خطة ماكرة، وهذا مدعاة لسعادة الصالحين أكثر لأن الذي يقدر على التمييز بين الحق والباطل هو الذي يقدِّر الحق من الأعماق ويقبله مسرعًا ومسروراً.إن في الصدق جذبًا يجعل الناس يقبلونه تلقائيا.والمعلوم أن العصر الراهن يقبل باستمرار مئات الأمور الجديدة التي لم يقبلها آباء الناس وأجدادهم.إذا لم يكن الدهر ظاما للحقائق فلماذا بدأ فيه انقلاب عظيم؟ فمما لا شك فيه أنه يحب الحقائق الثابتة ولا يعاديها.أما القول بأن العصر الراهن هو عصر التعقل والفطنة وقد مضى وقت البسطاء، فهو ذمّ له بكلمات أخرى؛ وكأنه عصر سيئ لا يقبل الحقائق حتى بعد أن يجدها حقائق فعلا ولكني لا أقبل هذا الكلام لأني أرى أن معظم المقبلين علي والمستفيدين مني هم فئة المثقفين الجدد الذين حاز بعضهم على شهادات البكالوريوس أو الماجستير.وأرى أيضا أن هذه الفئة من المثقفين الجدد تقبل الحقائق بكل شوق ولهفة وليس ذلك فحسب بل إن هذه الفئة من المسلمين المثقفين الجدد الإنجليز الأوروآسيويين الذين يسكنون حول مدينة "مدراس" قد انضموا إلى جماعتنا ويؤمنون بالحقائق كلها.28

Page 7

أرى أني قد كتبتُ كل ما كان ضروريًا ليفهم من يخشى الله.وللآريين خيار في أن يضيفوا إلى مقالي هذا ما يحلو لهم من الحواشي، ولا أبالي بذلك لأني أعرف أن مدح هذه النبوءة أو شجبها في الوقت الحالي سيان؛ فإذا كانت النبوءة من الله تعالى، وأعرف جيدا أنها منه ، فلا بد أن تتحقق بآية مهيبة تهز القلوب.أما إذا لم تكن من عنده فستظهر ذلتي وهواني.ولو قمت عندها بتأويلات ركيكة لكان ذلك مدعاة لخزيي أكثر من ذي قبل.إن ذلك الإله الأزلي والقدوس الذي بيده القوة كلها لا يُكرم الكاذب أبدا.وليس صحيحا بتاتا أنني أعادي ليكهرام لأسباب شخصية، ولا أكنّ عداوة شخصية تجاه أي شخص قط.بل الحق أن هذا الرجل قد عادى الحق، وأساء بالكلام إلى الكامل والمقدس الذي هو نبع الحقائق كلها، لذلك قضى الله تعالى أن يُظهر شرف حبيبه في العالم.والسلام على من اتبع الهدى V

Page 8

Page 9

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم نظرة على كتيبى "الدعاء والاستجابة" و"التحرير في أصول التفسير" لسيد أحمد خان کي سي ايس آئي، كي "يا أسير العقل لا تعتز بنفسك، فإن السماء ذات العجائب جاءت بكثير من أمثالك لا شريك لله في صفاته ،قط، والذي يأتي من السماء يأتي معه بأسرار ذلك الحبيب إن فهم المرء القرآن بنفسه فكرة زائفة، ومن فسره برأيه فقد أتى بنجاسة وجيفة." لقد بين سيد أحمد المحترم اعتقاده في الدعاء في الكتيب المذكور آنفا، وقال بأن الاستجابة لا تعني أن يُعطى المرء كل ما يسأله في الدعاء لأنه لو عُني من استجابة الدعاء أن يُعطى المرء كل ما يسأله في كل الأحوال لبرزت مشكلتان.أولا: هناك آلاف الأدعية التي يدعو بها المرء بكل تواضع وتضرع وفي حالة اضطرار ولكن مطلبه لا يتحقق؛ فمعنى ذلك أن الدعاء لم يُستَجَب مع أن الله تعالى قد وعد باستجابته.ثانيا: الأمور المزمع حدوثها على أرض الواقع مقدرة مسبقا، والتي لن تحدث مقدرة كذلك، ولا يمكن أن يحدث شيء بخلاف تلك المقدرات.فإذا جزمنا أن المراد من استجابة الدعاء هو تلبية كل ما سُئل فلا ينطبق وعده تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ على أمور غير مقدرة الحدوث، بمعنى أن وعد ا ترجمة أبيات فارسية (المترجم) غافر: ٦١

Page 10

الله الاستجابة العامة يبطل من حيث هذا المعنى، لأن الدعاء لا يستجاب إلا ما كانت استجابته مقدَّرة سلفا، ولكن وعد استجابة الدعاء وعد عام لا استثناء فيه.فما دامت بعض الآيات تبين أن الذي يكون إعطاؤه غير مقدر لا يُعطَى قط، ومن ناحية ثانية يثبت من بعض الآيات الأخرى أنه لا يُرَدِّ أي دعاء بل تُستجاب كلها، وليس ذلك فحسب بل يثبت أيضا أن الله تعالى قد وعد باستجابة كافة الأدعية كما يتبين من الآية: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، فكيف يمكن الخلاص من التناقض والتعارض بين الآيات إلا إذا استُنتج من استجابة الدعاء قبول العبادة فقط؟ أي أن يُستنبط منها أن الدعاء عبادة وقد وعد تعالى بقبولها إذا أدّاها المرء بإخلاص القلب وبخشوع وخضوع، فلا حقيقة لاستجابة الدعاء إلا أن يُعتبر عبادة يترتب عليها الأجر.أما إذا كان الحصول على شيء مقدرا ودعا له المرء صدفة فيناله، ولكنه لا ينال نتيجة الدعاء، بل لأن الحصول عليه كان مقدَّرا.والفائدة الكبيرة للدعاء هي أنه عندما يرسخ المرء في ذهنه فكرة عظمة الله وقدراته اللامتناهية عند الدعاء تتحرك تلك الفكرة وتتغلب على كافة الأفكار التي أدّت إلى الاضطرار، فيحظى الإنسان بالصبر والصمود.ونُشوء هذه الكيفية في القلب نتيجة حتمية للعبادة، وهذا هو المراد من استجابة الدعاء.ثم يقول سيد أحمد في نهاية كتيبه بأن الذين يجهلون حقيقة الدعاء ولا يدركون الحكمة الكامنة فيها يمكن أن يقولوا بأنه ما دام من المسلم به أنه لن يحدث إلا ما كان حدوثه مقدرا فما الفائدة من الدعاء أصلا؟ بمعنى أنه لا بد أن ينال المرء في كل الأحوال ما هو مقدَّر له سواء أدعا له أم لم يدعُ، وما ليس مقدرا نيله فلن تنفع الأدعية مهما دعوتم بإلحاح، وبالنتيجة يصبح الدعاء عبثا.ثم يقول سيد أحمد في الجواب: إن الرغبة في طلب العَوْن عند الاضطرار صفة مودعة في فطرة الإنسان، فهو يدعو بمقتضى فطرته دون أن يفكر في أن ذلك سيتحقق أم لا.ولقد أُمِر، بحسب مقتضى فطرته أن يسأل الله تعالى وحده كلّ ما يريد سؤاله.

Page 11

۱۱ فقد ثبت مما لخصناه آنفا أن مذهب السيد المحترم هو أن الدعاء لا يمكن أن يكون سببا لنيل المرام ولا تأثير له قط في الحصول على المطلوب.فإذا كان الداعي يهدف من الدعاء إلى أن يُعطى سُؤله نتيجة دعائه فإنها فكرة عابثة، لأنه لا فائدة من الدعاء لما كان حدوثه مقدَّرًا، وما لم يُقدَّر حدوثه لا فائدة من التضرع والابتهال من أجله.فتبين من هذا البيان بصراحة أن الدعاء قد وضع للعبادة فقط، وإن اعتباره وسيلة لنيل هدف دنيوي فكرة باطلة.فليكن واضحًا هنا أن السيد المحترم مُخطئ بشدة في فهم الآيات القرآنية، وسأبين كيفية هذا الخطأ بالتفصيل في نهاية المقال، غير أنني أقول هنا بكل أسف إنه إذا كان السيد المحترم لا يملك فهمًا مُتَّقدا للقرآن الكريم فهل غاب أيضا عن ناظريه عند تأليف هذا المقال قانون الطبيعة الذي يدّعي اتباعه ويراه هديَ الله الفعلي ومُفسراً لأسرار القرآن الكريم الغامضة؟ ألم يدر أنه على الرغم من عدم خلوّ شيء في الدنيا من الخير أو الشر المقدَّر فيه إلا أن الله ل وضع للحصول عليه أسبابًا ووسائل ولا يشك عاقل في تأثيرها الثابت المتحقق؟ فمثلا: إن مثل التداوي وعدمه نظرا إلى القدر المقدور كمثل الدعاء أو تركه تماما، ولكن هل للسيد المحترم أن يقول بأن علم الطب باطل تمامًا؛ وأن الطبيب الحقيقي ل لم يودع في الأدوية أي تأثير؟ وإذا كان السيد المحترم يعترف-مع إيمانه بالقدر- بأن الأدوية لا تخلو من التأثير فلماذا إذا يوقع الفتنة والتفريق بين هذا القانون وقانون الله الذي يوازيه ويشابهه تماما؟ هل يتبنى السيد المحترم مذهبًا بأن الله قادر على أن يضع في "التُربد" و"السقمونيا" و"السنا" و"حب الملوك" تأثيرًا قويًا فتؤدي جرعة واحدة منها إلى الإصابة بالإسهال فورًا، أو يودع مثلا في سُم الفأر والبيش أو سمومًا فتاكة أخرى تأثيرا قويا يهلك الإنسان في بضع دقائق إذا تناولها؛ ولكنه لا يترك تركيز الصالحين وعزيمتهم وأدعيتهم المليئة بالتضرعات كجثة هامدة دون أن يكون فيها أي تأثير مطلقًا؟ هل يمكن أن يكون هناك خلاف في نظام الله وأن ما أراده الله تعالى لخير عباده في الأدوية لا يراعيه في الأدعية؟ كلا، ثم كلا، بل الحق أن السيد المحترم بنفسه يجهل فلسفة الدعاء

Page 12

۱۲ الحقيقية، وليس لديه خبرة شخصية بتأثيراته السامية.وإن مثله كمثل الذي يستعمل إلى مدة من الزمن دواءً مسلوب الفاعلية أكل عليه الدهر وشرب ويجده غير فعّال ثم يُطلق عليه حكمًا عامًا أنه ليس فيه أي تأثير.الأسف كل الأسف أن السيد المحترم قد بلغ من العمر عتيا ذلك ما ومع زالت هذه السلسلة من قانون الطبيعة خافية عليه لأنه لم يعلم كيفية الربط بين القضاء والقدر وبين الأسباب المادية، ومدى قوة وعمق ووثوق العلاقة بين الأسباب والمُسببات، لذا وقع في خطأ إذ ظنّ أنه يمكن أن يحدث شيء بدون الأسباب الروحانية والمادية التي وضعها الله تعالى.لا شك أنه لا يخلو من القدر شيء في الدنيا، وكل ما يستفيد منه الإنسان مثل النار والماء والهواء والتراب والغلال والنباتات والدواب والجمادات يندرج تحت قائمة المقدرات.ولكن لو ظن جاهل أن الحصول على شيء ما دون وساطة الأسباب التي وضعها الله تعالى، وبدون الطرق التي حددها الله وبغير الوسائل المادية أو الروحانية ممكن فهو يريد أن يُبطل حكمة الله تعالى.لا أخال بيان السيد المحترم يفيد شيئا سوى أنه لا يرى الدعاء من جملة الأسباب المؤثرة التي يتشبث بها بقوة وشدة، بل قد تجاوز في هذا السبيل الحدود.فمثلا لو ذكر عند السيد المحترم تأثير النار لما أنكره قط، ولن يقول على الإطلاق بأنه إذا كان الاحتراق مقدرا لأحد لاحترق بغير النار أيضا.فمما يثير استغرابي كيف ينكر مع كونه مسلما تأثير الدعاء الذي يضيء الظلام أحيانا كالنار تمامًا ويحرق أحيانا أخرى يد الوقح المتطاول.هل يتذكر القدر عند ذكر الدعاء، وينساه عند ذكر النار وما شابهها؟ ألا يحيط القدر نفسه بكلا الشيئين؟ فما دام يؤمن بهذه الشدة إيمانه بالقدر - بالأسباب المؤثرة حتى اشتهر بالغلو في هذا الموضوع، فما السبب إذا أنه لم يتذكر في أمر الدعاء، نظام الطبيعة الذي يسلّم به؟ إذ يزعم أن للذبابة أيضا تأثيرا إلى حد ما ولكن لا يوجد في الدعاء إلى هذا الحد أيضا.فالحقيقة أنه يجهل هذا الموضوع نهائيًا إذ لم تتيسر له التجربة الشخصية ولم تتسن له صحبة أصحاب التجربة في هذا المجال.مع

Page 13

۱۳ والآن أذكر شيئا من حقيقة استجابة الدعاء للفائدة العامة.فليكن واضحا أن استجابة الدعاء في الحقيقة فرع لقضية.الدعاء ومن المسلم به أن الذي لا يفهم الأصل يواجه تعقيدات في فهم الفرع ويخطئ في كل خطوة.فهذا هو أن هناك الفهم الذي وقع فيه السيد المحترم.إن ماهية الدعاء بب سوء هي علاقة تجاذب بين العبد السعيد ،وربه بمعنى أن رحمانية الله تعالى تجذب العبد إليها أولا ثم يتقرّب الله تعالى إلى العبد نتيجة مساع صادقة من العبد.وفي حالة الدعاء تبلغ تلك العلاقة مبلغًا خاصا وتظهر خواصها العجيبة.فحينما يخضع العبد الله تعالى باليقين الكامل والأمل الكامل والحب الكامل والإخلاص الكامل والعزيمة الكاملة، بعدما كان في مواجهة مصيبة شديدة، ويتيقظ إلى أقصى الحدود ويتقدم في مجالات الفناء ممزّقًا حُجب الغفلة فإذا به أمام عتبات الله الذي لا شريك له.عندها تضع روحه رأسها على عتباته ل وقوة الجذب المودعة فيه تجذب ألطاف الله تعالى عندها يتوجه الله عل إلى إتمام ذلك الأمر ويلقي بتأثير الدعاء على الأسباب المبدئية التي تؤدي إلى خلق أسباب ضرورية أخرى لنيل ذلك المطلوب.فمثلا إذا دعا لنزول المطر نشأت بتأثير الدعاء بعد استجابته أسباب طبيعية ضرورية لنزول المطر، وإذا كان الدعاء على قوم لحلول القحط بهم خلق الله القادر على كل شيء أسبابا معادية لذلك القوم.لذا فقد ثبت عند أهل الكشف والكمال من خلال تجارب عظيمة أن قوة التكوين تودع في دعاء الإنسان الكامل، أي يتصرف دعاؤه في العالم العلوي والعالم السفلي بإذنه تعالى، ويجذب العناصر والأجرام الفلكية وقلوب الناس إلى ما يؤيد المطلوب.ونظائره في كتب الله تعالى المقدسة ليست قليلة.بل الحق أن حقيقة بعض أنواع الإعجاز ليست إلا استجابة للدعاء في الحقيقة.وآلاف المعجزات التي ظهرت على أيدي الأنبياء أو الكرامات العجيبة التي أظهرها أولياء الله منذ القدم كان مصدرها الحقيقي هو الدعاء وحده.إن أنواع الخوارق التي تُري تجليات قدرة الله القادر على كل شيء تكون نتيجة تأثير الدعاء في معظم الأحيان.الحادث العجيب الذي جرى في برية العرب؛ حيث

Page 14

12 بعث مئات الألوف من الموتى في أيام معدودات وتحلى بالصبغة الإلهية أولئك الذين فسدت أخلاقهم على مرّ الأجيال، وأصبح العُمي يبصرون، والبكم بالمعارف الإلهية ينطقون، وحدث في العالم دفعة واحدة انقلاب لم تره عين، ولم تسمع به أذن قط، أتعرفون كيف حدث ذلك؟ إن هو إلا نتيجة تلك الدعوات التي دعا بها في جوف ليال حالكة عبد متفانٍ في الله، هي التي أحدثت ضجة في الدنيا، وأظهرت العجائب التي يبدو صدورها مستحيلا على يد ذلك الأمي ضعيف الحيلة.اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله بعدد همه وغمه وحزنه لهذه الأمة، وأنزل عليه أنوار رحمتك إلى الأبد.لقد وجدتُ من خلال تجربتي الشخصية أن تأثير الدعاء أنفذ تأثير الماء من والنار، بل ليس في سلسلة الأسباب الطبيعية شيء ذو تأثير عظيم مثل الدعاء.ولو أثيرت شبهة أن بعض الأدعية تذهب سدى ولا يُعرف لها أي تأثير لقلتُ: هذا الوضع تماما ينطبق على الأدوية أيضا، فهل أوصدت الأدوية باب الموت؟ أو هل يستحيل أن تخطئ الأدوية الهدف؟ ومع ذلك هل لأحد أن ينكر تأثيرها؟ صحيح تماما أن القدر محيط بكل شيء، ولكن القدر لم يُبطل العلوم ولم يستخف بها، ولم يعدّ الأسباب شيئا عبثيا بل لو تأملتم في الموضوع لوجدتم أن الأسباب المادية والروحانية أيضا لا تخرج عن نطاق القدر.فمثلا لو قدر الخير لمريض لتيسرت له أسباب العلاج كلها ويكون الجسم أيضا مستعدا للانتفاع بها عندها يؤثر الدواء كما يصيب السهم الهدف.هذا هو القانون في الدعاء أيضا، بمعنى أن جميع الأسباب والشروط لاستجابة الدعاء لا تجتمع إلا إذا كانت الاستجابة من مقتضى مشيئة الله.لقد ربط الله تعالى نظامه المادي والروحاني بسلسلة واحدة من المؤثرات والمتأثرات، فمن خطأ السيد المحترم الفادح أنه يقرّ بالنظام المادي وينكر النظام الروحاني.وفي الأخير أرى من الضروري القول هنا بأنه لو لم يتب السيد المحترم من أفكاره الخاطئة وظل يُصرّ على المطالبة بتأثير الدعاء، فليعلم أنني مأمور بإصلاح مثل هذه الأخطاء، أتعهد بإطلاعه على استجابة بعض أدعيتي قبل الأوان.ولن

Page 15

أقتصر على إطلاعه فحسب بل سأنشرها أيضا، ولكن يجب على السيد المحترم أيضا أن يقرّ بالتراجع عن أفكاره الخاطئة بعد ثبوت ادّعائي.إن قوله بأن الله تعالى وعد في القرآن الكريم باستجابة الأدعية جميعها مع لا تستجاب كلها ناتج عن سوء فهم شديد.والآية: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ أنها لا تخدم هدفه قط، لأنه ليس المراد من الدعاء الذي أمر به في هذه الآية الأدعية العادية، بل المراد هو العبادة التى فُرضت على الإنسان، لأن فعل الأمر الله هنا يفيد الوجوب ومعلوم أن الأدعية ليست كلها واجبة؛ فقد وصف تعالى جلّ شأنه الصابرين في بعض الآيات وقال بأنهم يكتفون بالقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون.والقرينة القوية على فرضية هذا الدعاء هو أنه لم يُكتف بالأمر فقط بل ذكر بلفظ العبادة وألحق به الوعيد بعذاب جهنم في حالة العصيان.والمعلوم أن هذا الوعيد لا يرافق الأدعية الأخرى، بل وبخ الأنبياء عليهم السلام أحيانا على الدعاء، كما تشهد عليه الآية: ﴿إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ.فقد تبين من ذلك بكل وضوح أنه إذا كان كل دعاء عبادةً ﴾ لما وبخ نوح اللي بالقول: لا تسألن.وفي بعض الأحيان الأخرى حسب الأولياء والأنبياء الدعاء من سوء الأدب؛ فقد عمل الصلحاء بـ "استفت قلبك" في مثل هذه الأدعية؛ بمعنى أنه لو أفتى القلب عند المصيبة بالدعاء توجهوا إليه وإذا أفتى بالصبر صبروا وأعرضوا عن الدعاء.وبالإضافة إلى ذلك لم يَعِدِ الله الله باستجابة الأدعية الأخرى، بل قال بوضوح تام بأنه سيستجيب منها ما يشاء ويرُدُّ ما يشاء كما تنص عليه الآية القرآنية بجلاء: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ.وإذا قبلنا تنازلا أن المراد من لفظ " أدعُوا" هنا هو عموم الدعاء، فلا مناص من القبول أيضا أن المراد من الدعاء هنا هو هود: ٤٧ الأنعام ٤٢

Page 16

الدعاء بجميع شروطه وإن جمع الشروط كافة ليس بوسع الإنسان ما لم يحالفه توفيق من الله تعالى.والجدير بالذكر أيضا أن التضرع وحده لا يكفي في الدعاء، بل لا بد من التقوى والطهارة وصدق المقال واليقين الكامل والحب الكامل والتركيز الكامل، ولا بدّ كذلك أن لا يتنافى مع حكمة الله ما يدعو به الإنسان لنفسه أو الذي يُدعى له من حيث دينه ودنياه؛ فقد تجتمع في معظم الأحيان في الدعاء الشروط كلها ولكن يكون المطلوب منافيا لمصلحة الطالب عند الله بحسب حكمته ولا خير في تحقيق مطلبه، فمثلا لو أن ولدا عزيزا جدا على أمه طلب منها بإلحاح شديد وبكاء مرير أن تعطيه جذوة من النار أو حيّةً، أو تطعمه سما يبدو جميل المنظر في الظاهر فلن تحقق الأمّ مطلب الولد أبدا.ولو فعلت ثم نجا الولد صدفةً بحياته وأُتلف عضو من أعضائه فسيشكو بشدة أمه الغبية بعد بلوغه الرشد حتما.وإلى جانب ذلك هناك شروط أخرى كثيرة إن لم تجتمع كلها لما عُدّ الدعاء دعاء أصلا.وما لم تصحب الدعاء روحانية كاملة، وما لم تكن هناك علاقة كعلاقة القربى بين الداعي وطالب الدعاء لكان أمل التأثير في الدعاء وَهما بحثا.وما لم تكن مشيئة الله لإجابة الدعاء فلا تجتمع هذه الشروط كلها، وتبقى الهمم عاجزة عن التركيز الكامل.يعترف السيد المحترم أيضا أن سعادة الدار الآخرة ونعيمها ومتعتها وراحتها التي عبر عنها بالنجاة إنما هي نتيجة الإيمان والأدعية الناتجة عن الإيمان.فما دام الحال على هذا المنوال فلا بد للسيد المحترم من التسليم بأن أدعية المؤمن تحمل في طياتها تأثيرا حتما وتتسبب في إزالة الآفات والحصول على المرادات وإلا كيف تكون كذلك يوم القيامة؟ فكروا، ثم فكروا جيدا، إذا كان الدعاء شيئا لا تأثير له في الحقيقة ولا يمكن أن يكون سببا لزوال آفة في الدنيا فكيف يصير كذلك يوم القيامة؟ من الواضح جدا أنه إذا كان في أدعيتنا في الحقيقة تأثير يُنجي من الآفات فلا بد أن يظهر ذلك التأثير في هذه الدنيا أيضا لكي يتقوى يقيننا وأملنا، لندعو للنجاة في الآخرة بحماس أكثر.

Page 17

۱۷ أما لو لم تكن الأدعية بشيء يُذكر في الحقيقة ولن يصيب الإنسان إلا ما هو مقدر له لكان الدعاء عبثا بشأن الآخرة أيضا كما هو عبث بشأن اجتناب آفات الدنيا حسب قول السيد المحترم، وأن الأمل في الدعاء طمع باطل! لا أريد الإسهاب في هذا الموضوع لأن القراء المنصفين يستطيعون أن يدركوا جيدا بعد قراءتهم بياني هذا بإمعان أني قد رددت على سوء فهم السيد المحترم بما فيه الكفاية.وإن لم يتراجع السيد المحترم عن تعنته بعد ذلك أيضا فقد كتبت طريقا آخر أيضا لإقامة الحجة عليه وإذا كان باحثا عن الحق لما أعرض عنه.وإن كتيبه الثاني بعنوان: "التحرير في أصول التفسير"، يناقض وينافي كتيبه الأول أيما منافاة، وكأنه ألّف الكتيبين في حالة سكر لأنه يقدم القدر في كتيب "الدعاء والاستجابة" ويرى الأسباب العادية شيئا تافها، وبناء على ذلك ينكر استجابة الدعاء لأن الدعاء من جملة الأسباب العادية التي ظل يشهد عليها أكثر من مئة ألف نبي وعشرات الملايين من الأولياء ثم ماذا كان في أيدي الأنبياء سوى الدعاء؟ حاشية: أنقل فيما يلي لفائدة العامة ما كتبه القطب الرباني والغوث السبحاني السيد عبد عبد القادر الجيلاني الله في كتابه "فتوح الغيب" عن تركيز الكاملين وتأثير الدعاء بناء على تجاربه الشخصية.والهدف من نقل هذه العبارة أنه لا تُقبل في مجال معين شهادة إلا ممن كان باحثا ومحققا في ذلك المجال.فبحسب هذا المبدأ لا يمكن أن يطلع على فلسفة استجابة الدعاء بصورة صحيحة إلا من كان على صلة حقيقة مع الله تعالى مبنية على الصدق والحب.وإن مثل استفسار المرء السيد المحترم عن هذه الفلسفة المقدسة كمثل استفساره البيطري عن مرض الإنسان.فلو أدلى السيد المحترم ببيان عن علاقات الحكومة الدنيوية مع رعيتها فهو أهل لذلك دون شك.أما الإلهيات فلا يعلمها إلا أهل الله.ففيما يلي تلك العبارة: "فاجعل أنت جملتك وأجزاءك أصناما مع سائر الخلق ولا تطع شيئا من ذلك ولا تتبعه جملة، فتكون كبريتا أحمر فلا تكاد تُرى فحينئذ تكون وارث كل نبي ورسول، وبك تختم الولاية وتنكشف الكروب وبك تسقى الغيوث، وبك تنبت الزروع، وبك تدفع

Page 18

۱۸ أما في الكتيب الثاني فلا يرى السيد المحترم القدرَ شيئا يُعتد به على الإطلاق لأنه قد حسب الأشياء كلها قائمة بذاتها، وكأنها قد فلتت كلها من يد الله تعالى فلم يعد قادرا على إحداث أي تغيير أو تبدل فيها، وكأن ألوهيته محدودة في دائرة ضيقة جدا وأن قدراته لم تعد سارية المفعول في الزمن الحاضر أو المستقبل بل انحصرت في الماضي فقط.وكأن حالة الأشياء التي هي عليها لا البلايا والمحن عن الخاص والعام وأهل الثغور ، وتُقلبك يد القدرة ويدعوك لسان الأزل وتنزل منازل من سلف من أولي العلم ويرد عليك التكوين، وخرق العادات.وتؤمن على الأسرار والعلوم اللدنية وغرائبها." ومعناه أنه إذا كنت تريد أن تكون عبدا مقبولا عند الله فأيقن أن يديك وقدميك ولسانك وعينيك وكيانك وأجزاءه كلها أصنام في سبيلك.والأشياء الأخرى من الخلق أيضا أصنام في سبيلك.إن أولادك وزوجك وكل مراد من مرادات الدنيا التي تبتغيها، وأموال الدنيا وعزتها وشرفها ورجاءها وخوفها والتوكل على زيدٍ أو بكرٍ أو خوف التضرر من خالدٍ أو وليد كل هذه الأشياء أصنام في سبيلك، فلا تتبع أَيَّا هذه الأصنام، ولا تغرق كليًّا من في اتباعها.أي يجب أن تهتم بها بقدر الحقوق المشروعة وبحسب سنن الصالحين.فلو فعلتَ ذلك لكنت كبريتا أحمر ولارتفعت مكانتك جدا فلا تكاد ترى.وسيجعلك الله تعالى وارث أنبيائه ورسله أي ستُعطى من جديد علومهم ومعارفهم وبركاتهم التي اختفت وغابت وبك تُختم الولاية أي لن يكون بعدك من هو أكبر منك.وبدعائك وعزيمتك وبركتك تُزال كروب الناس القاسية، وتنزل الأمطار من أجل المصابين بالقحط، وتنبت الزروع.ونتيجة أدعيتك وتركيزك تُدفع البلايا والمحن عن الخواص والعوام حتى الملوك.وتكون يد القدرة معك وتتقلب حيثما تقلبت.ويدعوك لسان الأزل، أي كل ما سيجري على لسانك سيكون من عند الله، وفيه توضع البركة.وتجعل وارثا لجميع الصالحين الذين أعطوا العلم قبلك.ويُردّ عليك التكوين أي يتصرف دعاؤك وتركيزك في العالم.ثم إذا أردت أن تجعل المعدوم موجودا والموجود معدوما سيكون كذلك.وستظهر منك أمور خارقة للعادة، وتُعطى الأسرار والعلوم اللدنية والمعارف الغريبة التي تُحسب أمينا مستحقا لها منه.

Page 19

۱۹ مثل قدره ، بل هي خاصية المخلوقات الذاتية غير القابلة للتغير والتبدّل، لأن مفهوم القدر يستلزم خيار المقدر.فواضح أن الخواص التي لا قدرة الله عليها لا يمكن اعتبارها قدراً من الله.وإذا كان له الخيار فيها فإن إمكانية التبديل ما زالت قائمة.باختصار، لقد رفع السيد المحترم في كتيبه الثاني حُكم المقدر الحقيقي من كل شيء بحيث لم تعد تابعة لمرضاة المالك بحسب (قوله من حيث خواصها.إن ذلك يشابه الفقرة الخامسة من قانون المزارعين كابرا عن كابر، الذي رفع به البريطانيون حقوق المزارعين منذ أجيال إلى درجة فقدان أي سيطرة للمالك عليهم.فالسيد المحترم يعتبر النار وغيرها من الأشياء بمنزلة المزارع منذ أجيال بل إن قانون السيد المحترم أكثر صرامة من القانون البريطاني لأن في الفقرة الخامسة من ذلك القانون هناك بند ينص على السماح بطرد المزارع منذ أجيال إن لم يدفع ما يترتب عليه لمدة عام حتى وإن كان المبلغ يساوي قرشين، ولكن السيد المحترم قد اغتصب حقوق المالك نهائيا، وهذا ظلم عظيم.أما مطالبة السيد المحترم خصمه بمعيار لتفسير القرآن الكريم فأود أن أخدمه قليلا في هذا المجال أيضا لأن من واجبي قبل غيري أن أرشد من يضل الطريق.فليكن معلوما أن المعيار الأول للتفسير الصحيح هو شواهد من القرآن الكريم نفسه يجب الانتباه جيدا إلى أن القرآن الكريم ليس مثل بقية الكتب العادية التي تحتاج إلى غيرها لإثبات حقائقها أو كشفها.بل هو كبناية متناسقة بحيث لو أزيلت لبنة واحدة من مكانها لفسدت البناية كلها.ليس في القرآن صدق أو حق إلا وعليه عشرة أو عشرون شاهدا من القرآن نفسه.فإذا استنبطنا معنى من آية قرآنية لا بد أن نرى أولا هل توجد شواهد أخرى من القرآن الكريم نفسه لتصديق هذا المعنى أم لا.وإن لم تتيسر شواهد مؤيدة بل إذا عارضته الآيات الأخرى التي تتحدث عن الموضوع نفسه فلنعلم أن ذلك المعنى باطل كليًا لأن الاختلاف في القرآن محال وعلامة المعنى الصحيح هي يصدقه فوج من الشواهد القرآنية البينة.أن

Page 20

المعيار الثاني: هو تفسير رسول الله له ولا شك في أن حبيبنا ونبينا الأكرم كان أكثر الناس فهما للقرآن الكريم.فإذا ثبت تفسير من النبي ﷺ وجب على المسلم أن يقبله دون أدنى توقف أو تردّد وإلا سيكون فيه عرق من الإلحاد والتفلسف.الله عليهم عظيما المعيار الثالث : هو تفسير الصحابة.لا شك أن الصحابة اقتبسوا من أنوار النبي الله ولو كانوا أول الوارثين لعلوم النبوة.وكان فضل وكانت نصرته تعالى حليفة قوتهم المدركة دائما، لأنهم لم يكونوا محظوظين بالقال بل بالحال.المعيار الرابع: هو التدبر في القرآن الكريم بالنفس المطهَّرة، لأن للنفس المطهَّرة إِلَّا انسجاما مع القرآن الكريم.يقول الله تعالى في القرآن الكريم: لا يَمَسُّهُ الْمُطَهَّرُونَ أي أنّ حقائق القرآن الكريم لا تنكشف إلا على الذين هم أطهار القلوب، لأن معارف القرآن الكريم المقدسة تنكشف على مطهر القلب بسبب انسجامه معها فيعرفها ويشمّها ويعلن قلبه أن هذا هو الطريق الحق.وإن نور قلبه معيار أمثل لاختبار الصدق فما لم يكن الإنسان صاحب حال وما لم يمر من ذلك الطريق الضيق الذي مرّ منه الأنبياء عليهم السلام، فحري به ألا يُنصب نفسه مفسرا للقرآن الكريم تجاسرا واستكبارا منه وإلا سيكون تفسيره تفسيرا بالرأي الذي منع النبي منه وقال : من" فسر القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ".المعيار الخامس هو لسان العرب.لقد أقام القرآن الكريم وسائل كثيرة بنفسه بحيث لا يعود المرء بحاجة إلى البحث والتفتيش في القواميس كثيرا، إلا أنها مدعاة لازدياد البصيرة على أية حال، بل في بعض الأحيان يتوصل الإنسان إلى أسرار القرآن الكريم الخافية عند البحث اللغوي، ويطلع على كلمة سر.المعيار السادس لفهم السلسلة الروحانية هي السلسلة المادية، لأن هناك تطابقا تاما بين السلسلتين اللتين خلقهما الله تعالى.الواقعة: ۸۰

Page 21

۲۱ المعيار السابع هو وحي الأولياء وكشوف المحدثين، وهذا المعيار غالب على بقية المعايير كلها لأن صاحب وحي المحدثية يكون منصبغًا بصبغة نبيه المتبوع الحاشية على المعيار السابع: لم يعتبر السيد المحترمُ الوحي معيارا للصدق في أي كتاب من كتبه ولا يريد ذلك.يبدو أن السبب وراء ذلك هو أنه لا ينظر إلى الوحي بنظر الاحترام والإجلال سواء أكان وحي الأنبياء أم وحي الأولياء بل يحسبه ملكة فطرية فقط.فأرى من الحكمة أن أقول هنا شيئا عن رأيه هذا أيضا.وحي الله فليكن واضحا أن رأيه هذا خطأ فادح وموجب فتنة كبيرة ومبعد عن الحق إذ يحسب موهبة فطرية فقط.من الواضح تماما أن في فطرة الإنسان مواهب عديدة وإن كيفية إحداها تشهد على كيفية غيرها.فمثلا إن طبيعة بعض الناس تنسجم مع علم الرياضيات والهندسة وبعضهم يميلون بطبيعتهم إلى علم الطب وطبيعة بعضهم تطابق علم المنطق والكلام.ولكن هذه الملكات الكامنة لا تجعل أحدا محاسبا أو مهندسا أو طبيبا أو عالما بالمنطق تلقائيا.بل صاحب هذه المواهب يحتاج إلى تعليم من المعلم.وعندما يجد المعلم الحاذق طبيعته منسجمة مع مجال معين من العلم يرغبه في دراسته.فينطبق عليه بيت الشاعر الذي تعريبه: لقد خُلق كل شيء لعمل معين، فتُودَع طبيعته ميلا إلى ذلك العمل بوجه خاص.وبهذا الصدد هناك بيت بالفارسية وتعريبه: "كلّ من يُخلق لمهمة معينة يوضع في طبعه ميل إليها".وبعد تلقي هذا التعليم تتنشط تلك الملكة التي كانت كامنة كالبذرة فتخطــــر بـــال صاحبها دقائق مختلفة تتعلق بذلك العلم.وما ينشأ في قلبه من قبل الله تعالى مــــن أمــــور جديدة لو سميناها إلهاما أو إلقاء فهذا ليس مستبعدا لأنه مما لا شك فيه أن جميع الأمور الجيدة التي تنفع الناس تُلقى في القلوب من قبل الله تعالى كما يقول جل شأنه مشيرا إلى هذه الحقيقة: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (الشمس (۹) أي أنّ الأفكار السيئة والحسنة التي تنشأ في قلوب الناس فإنها تُلهم من قبل الله.الصالح يستحق بناء على صلاح طبعه أن تنشأ في قلبه أفكار حسنة، وأما الطالح فيستحق بناء على سوء طبعه بأن تنشأ في قلبــــه أفكار سيئة.والحق أن الصالح يملك ملكة حسنة من حيث طبعه لتلقي هذا النــــوع مـــن الإلهامات، أما الطالح فيملك ملكة سيئة من حيث طبعه.فبسبب هذه الملكة الفطرية ترك كثير من الناس وراءهم مؤلفات حسنة وسيئة وملفوظات طيبة وخبيثة كثيرة تذكارا لهم.ولكن السؤال هو: هل هذه أيضا هي حقيقة وحي الأنبياء أنه أيضا ليس إلا ملكة فطرية

Page 22

۲۲ تحظى بهذا النوع من الإلقاء الذي تناولت تفصيله قبل قليل؟ إذا كان الأمر كذلك فـــــلا بأس، فقد علمنا حقيقة الأمر!! لأنه لو اعتبر وحي الأنبياء ملكة فطرية فقط لتعذر التفريق بينهم وبين غيرهم.لعل السيد المحترم يقول في هذا المقام بأنه يؤمن بالوحي المتلو أي أنّ القرآن الكريم وحي بكلماته.ولكني أفهم سياسته جيدا بأنه لا يؤمن قط بالوحي المتلو الذي نؤمن به نحن من الواضح أنه لا يكون هناك إلقاء بدون الألفاظ ولا يمكن أن تتطرق إلى الذهن معانٍ تخلو من الألفاظ ثم هناك فرق بين الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم أيضا.وبناء على هذا الفرق لا نعتبر كلمات الأحاديث صادرة عن الينبوع نفسه الذي خرجت منه كلمات القرآن الكريم، وإن كانت كلمات الأحاديث أيضا من الله تعالى نظرا إلى مفهوم عام للإلقاء والإلهام، كما تشهد عليه الآية: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَـنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (النجم: ٤-٥).أذكر مرة أخرى أنه أيا كان نوع الإلقاء فلا بد أن يكون مصحوبا بالكلمات.فمثلا إذا كان هناك شاعر يبحث عن الشطر الثاني لبيته فحين يُلقى في قلبـه مـن الله تعالى فسيكون الإلقاء بالكلمات حتما.الآن، وقد تقرر بالتأكيد أن الحكماء والعرفاء والشعراء أيضا يتلقون إلقاء من ويكون إلهاما متلوا ، ويُعطى الصادقون منهم مَلكة الصدق ويُعطى الأشرار ملكة الشر، كذلك يتلقون الإلهام أيضا بين حين وآخر بحسب ملكتهم، فمثلا إن الذي اخترع القطار قد تلقى إلقاء، والذي أوجد نظام البرقية كان ملهما أيضا بهذا المعنى.ففي هذه الحالة يقع على السيد المحترم الاعتراض نفسه الذي ذكرته.ولو ردّ على ذلك بأن الأنبياء والحكماء بل الكفار والمسلمين سواسية من حيث الإلقاء، والفرقُ هو أن إلقاء الأنبياء يكون صائبا دائما، لاضطر إلى الاعتراف بناء على هذا الجواب أنه ليست في وحي الأنبياء مزية ذاتيــــة مقارنة بإلهام الكفار، إلا فالأمر الإضافي هو أن وحى الأنبياء يكون بريئا من الخطأ، أما وحي أرسطو وأفلاطون وغيرهما من الحكماء فلم يكن بريئا من الأخطاء.ولكـــن هــذا الادعاء يعوزه دليل وهو تعنت لأننا نضطر في هذه الحالة إلى أن نحسب جزءا كبيرا من مواعظ الحكماء ونصائحهم وتعليماتهم الأخلاقية التي هي بريئة من الأخطاء وتطابق القرآن الكريم كلام الله ومساويا للقرآن الكريم دون شك ونضطر إلى أن نؤمن به وحيا متلوا.والجزء الثاني الذي فيه الأخطاء فنصنفه في قائمة الأخطاء الاجتهادية كما تصــــدر محض الله تعالى

Page 23

۲۳ أخطاء اجتهادية من الأنبياء أيضا أحيانا.ومن منطلق هذا المبدأ يجب أن نعد الحكماء من هذا القبيل بل الكفار أيضا أنبياء.من الواضح طبعا أن من شأن هذه الفكرة أن تؤدي إلى ضياع إيمان السيد المحترم بـــل يمكنه أن يعتبر في حين من الأحيان وحي العلماء مثل نيوتن أفضل مــن وحـــي القـــرآن الكريم.لو جعل السيد المحترم القرآن الكريم نفسه معيارا لفهم القرآن ولأنقذ نفسه مــــــن السقوط في هوّة الهلاك.لم يضرب القرآن الكريم مثل وحيه في أي مكان أنه كمثل ينبوع يتدفق من الأرض بل بين دائما أن مثله كمثل غيث ينزل من السماء.ولو سأل السيد المحترم عند تأليفه الكتيب أحدا من أصحاب الحال: ما هو وحي الله وكيف ينزل؟ لسلم من هذه الزلة.والحق أنه قد أهلك جماعة كبيرة من المسلمين نتيجة هذه العثرة، وقربهم إلى الإلحاد، وفرّط في حق وحي الأنبياء اء وحصره في الملكة الفطرية التي يشارك فيها الكفــــار والملحدون أيضا.كما والآن أقدم إلى السيد المحترم شهادتي الشخصية لوجه الله لعل الله يرحمه.فيا أيها السيد المحترم، أقسم بالله جل شأنه أنه صحيح تماما أن الوحي ينزل من السماء على القلب ا تقع أشعة الشمس على الجدار.ألاحظ كل يوم أنه كلما يحين وقت مكالمة الله تعالى تسيطر على أولا حالة غيبوبة ثم أشعر وكأني تحولت إلى شيء مبدل.وأجد نفسي وكأن كائنا شديد القوة أخذ كياني كله في قبضته، وإن بقي حسي وإدراكي في الظاهر وأشعر عندئذ بأن جميع عروق وجودي في يده.وكل ما كان لي لم يعد لي بل صار كله لتلك الذات شديدة القوة.حينما تستولي علي هذه الحالة يعرض علي أولا أفكار القلب التي أن يلقي عليها أشعة كلامه.عندها تمثل أمام عيني تلك الأفكار واحدة بعد أخرى يريد الله بصورة غريبة.فحين تخطر بالبال فكرة معينة عن زيدٍ مثلا ويمر بالقلب هل سيشفى من ذلك المرض أم لا؟ ينزل عليه دفعة واحدة جزء من كلام الله كشعاع.وفي معظم الأحيان يهتز لنزوله الجسد كله فيبت في تلك القضية ثم تمثل أمام عيني فكرة أخرى.فمن ناحية تمثل لي فكرة ومن ناحية ثانية ينزل جزء من الإلهام كما يُطلق الصياد سهاما على التوالي كل مرة عندما يخرج صيده للعيان وفي تلك اللحظة بالضبط يبدو أن سلسلة الأفكار هذه تتولد من ملكة ،فطرتي، وأن الكلام الذي ينزل عليها إنما ينزل من الأعلى.مع أن الشعراء وأمثالهم أيضا يتلقون الإلقاء بعد التأمل والتدبر ولكن اعتباره وحيا من الله إساءة الأدب من أقصى الحدود لأن ذلك الإلقاء يكون نتيجة التأمل والتدبر ويأتي

Page 24

٢٤ تلك كليا، ويُعطى كل ما يعطاه النبي إلا النبوة وتجديد الأحكام، ويظهر عليه التعليم الصادق على وجه اليقين.وليس ذلك فحسب بل تنزل عليه جميع الأمور كالإنعامات والأفضال التي تنزل على النبي المتبوع.فلا يكون بيانه مبنيا على التخمينات بل يقول بعد أن يرى ويتكلم بعد أن يسمع.وهذا السبيل مفتوح لهذه الأمة.ولا يمكن أن ينعدم وجود أي وارث حقيقي، وأن يرث علم في حالة يكون فيها الإنسان بكامل قواه العقلية وفي حدود البشرية تماما.أما إلقاء الوحي فيحدث حين يكون وجود الإنسان كله تحت تصرف الله تعالى، ولا دخل لوعي الإنسان وتدبره في ذلك.عندها يبدو اللسان كأنه لم يعد لسانه، بل هناك قوة عظيمة أخرى تستخدمه.ويُفهم بجلاء من هذا الوضع الذي ذكرته آنفا ما هي السلسلة الفطرية وما الذي ينزل من السماء.وفي الأخير أدعو الله تعالى أن يغسل قلوب المسلمين من مذهب الطبيعة النجس بحيث لا يبقى له أي أثر أبدا لأن العين التي بها ترى بركات الإسلام لن تفتح ما لم يزل هذا الدخان من أمامها.ترجمة قصيدة فارسية: "يا متبع مذهب الطبيعة والمتحذلق ما هذا الإيذاء؟ قد أثرت الفتن بيدك في كل جانب من اختار طريقك المعوج ما اختار اطا مستقيما قط صر ولكن عندما نفكر ونتأمّل يتبين لنا أن مصيبتنا هذه إنما هي بسببنا نحن لقد تراكمت البلايا من اليوم الذي ترك فيه الناس قراءة القرآن الكريم إن أصل الطبيعة ما كان سيئا ولكن بفقدان الدين تضاءل نور العقول لقد مال الناس إلى قطرةٍ دفعة واحدة وأعرضوا عن جانب البحر يسخرون من الجنة والحشر والبعث قائلين بأن هذه القصة بعيدة عن العقل عندما يُذكر الملائكة يقولون إن هذا الأمر يناقض عقول أولي الألباب ألا يا أيها السيد، يا زعيم هذا القوم، إن قدمك ليست على الصراط المستقيم ما هذا الذي خطر ببالك في السن المتقدم اذهب وتُب، فإن طريقك ليس طريق التقوى أخشى أن تقول يوما بناء على هذه الأفكار بأن فكرة وجود الله أيضا خاطئة يا صاحبي، اترك هذه الأمور فإن التدخل في أمور الألوهية نوع من الجنون لا تستقيم الأمور بالقياس وحده، فاجلس بهدوء فإن ذلك ليس مقام الشغب والضجيج يا رجل، أطلب البصيرة من الله لأن أسرار الله ليست مالا يقع في اليد بالمجان".

Page 25

٢٥ النبوة من كان غارقا في الدنيا ومبهورا بجاهها وجلالها لأن الله تعالى قد وعد أنه لن يُعطى علم النبوة إلا للمطهرين.بل الحق أنه لسخرية مع هذا العلم المقدس أن يدعي كل فلان وعلان أنه وارث النبي مع حالته الملوثة.ومن الجهل الشديد أيضا أن ينكر المرء وجود هؤلاء الورثة ويعتقد أن أسرار النبوة مجرد قصص قديمة لا وجود لها أمام أعيننا ولا يمكن أن تكون، ولا يوجد لها نموذج.إن الأمر ليس هكذا لأنه لو كان كذلك لما أمكن أن يُدعى الإسلام دينا حيا، بل لكان ميتا مثل الأديان الأخرى.وفي هذه الحالة يكون الاعتقاد بالنبوة أيضا مجرد قصة يُضرب بها المثل من القرون السابقة.ولكن الله تعالى لم يرد ذلك لأنه كان يعلم جيدا أنه لا يمكن إثبات أن الإسلام دين حي، وإثبات حقيقة النبوة اليقينية التي يمكن أن تُفحم منكري الوحي في كل زمان إلا إذا استمر الوحي دائما بصبغة المحدثية، ففعل الله كل ذلك تماما.المحدثون هم أولئك الذين يُشرفون بمكالمة الله، وجوهرُ نفوسهم يماثل جوهر نفوس الأنبياء أشد مماثلة.ويكونون كآيات باقية لخواص النبوة العجيبة لكيلا تصبح قضية نزول الوحى الدقيقة دون إثبات في أي زمن أو تبقى مجرد قصة.وليس صحيحا القول قط بأن الأنبياء عليهم السلام خلوا من هذه الدنيا من دون ورثة ولا أهمية للحديث عنهم الآن أكثر من قصص وحكايات بل الحق أنه كان لهم ورثة في كل قرن بحسب مقتضى الحال.أما في القرن الحاضر فأنا العبد المتواضع.لقد أرسلني الله تعالى لإصلاح هذا العصر لتزال من أفكار المسلمين أخطاء كانت إزالتها مستحيلة دون تأييد الله لا اله الخاص، وأن يقدم للمنكرين دليل على وجود الله الحق والحى، وأن تُثبت عظمة الإسلام وحقيقته بالآيات الحية.وهذا ما يحدث؛ إذ تتبين معارف القرآن الكريم وتنكشف لطائف كلام ودقائقه، وتظهر الآيات السماوية والخوارق ويُجلي الله تعالى جمال الإسلام وأنواره وبركاته من جديد.فلينظر من كانت له عينان تبصران، وليطلب من كان يملك حماسا صادقا فلينهض من كان فيه شيء من الله والرسول 28 الله

Page 26

الأكرم وليختبر ولينضم إلى هذه الجماعة الإلهية المرضية عنده التي وضع الله لبنتها الأساسية بيده الطاهرة.أما القول إن طريق وحي الأولياء مسدود الآن، ولا يمكن أن تظهر الآيات أو تستجاب الأدعية فهو طريق الهلاك وليس سبيل السلام.لا تردوا فضل الله فانهضوا وجربوا واختبروا، وإذا وجدتموني كإنسان ذي عقل عادي وفهم عادي يأتي بكلام عادي فلا تقبلوني.ولكن إذا رأيتم تجليات قدرة الله تعالى ورأيتم بريق يده و التي ظلت تظهر في الذين يؤيدهم الله تعالى ويكلمهم فأقبلوا.واعلموا يقينا أن أعظم منة الله على عباده هي أنه لا أن يُبقي الإسلام دينا ميتا بل يريد أن يجعل طرق اليقين والمعرفة وإدانة الخصم مفتوحة دائما.يريد فكروا بأنفسكم أنه إذا أنكر أحد وحي الأنبياء وقال: إن فكرتكم هذه وهم بحت فأي دليل يمكن أن يُفحمه إلا إراءة نموذجه؟ هل هذه بشارة سارة أم محزنة أن البركات السماوية بقيت في الإسلام لبضع سنوات فقط ثم صار دينا يابسا بل ميتا؟ هل هذه هي علامات الدين الحق؟ إذًا، هذه هي معايير التفسير الصحيح.ولا شك في أن تفسير السيد المحترم محروم من هذه المعايير السبعة في معظم الأماكن، ولكني لا أريد أن أخوض في ذلك الآن.كان السيد المحترم معتزاً جدًا بقانون الطبيعة ولكنه تخلى عنه أيضا في تفسيره.فمثلا كم يخالف قانون الطبيعة الذي وضعه الله تعالى اعتقاد السيد القائل بأن وحي الأنبياء ليس إلا ملكة فطرية، وليست بينه وبين وساطة الملائكة! إذ نرى بكل وضوح وصراحة أننا بحاجة إلى توسط سماوي لتكميل قوانا الجسدية، وقد سخر الله وعل لنا الشمس والقمر والنجوم والعناصر الأخرى لبقاء سلسلة أجسادنا المادية وإيصالها إلى الأهداف المطلوبة.ويصلنا فيضه الذي هو علة العلل بوساطة عدة وسائل ولا يصل دون وساطة قط.فمثلا: عيوننا تنال النور من الله تعالى دون شك لأنه لا علة العلل، ولكنه يوصل الضوء إلى العيون بوساطة الشمس لا نرى في هذا النظام المادي حتى شيئا واحدا بحيث يمد الله يده ويناولنا إياه مباشرة دون وساطة، بل ننال كل الله

Page 27

أن يصح ۲۷ شيء من خلال الوسائط.ثم نرى أيضا أن خلقة قوانا الظاهرية ليست كاملة، بمعنى أنها ليست منيرة بصورة مستقلة ودائمة وتكون فيها ملكة كمثل ملكة الوحي بحسب زعمك - تغنينا عن وساطة الشمس.ففى هذه الحالة كيف يمكن كلامك الذي لا أصل له ويخالف هذا النظام؟ وبالإضافة إلى ذلك إن شهادة التجارب الشخصية التي تفوق الشهادات كلها أيضا تكذب رأيك هذا بشدة، لأنني أنا العبد الضعيف مشرف بشرف مكالمة الله تعالى منذ نحو إحدى عشرة سنة وأعرف جيدا أن الوحي ينزل من السماء في الحقيقة.وإذا أردنا أن نضرب مثل الوحي بشيء من أشياء الدنيا فلعله يكون شبيها إلى حد ما بنظام البرقية الذي يخبر بنفسه بالتغييرات الحادثة فيه.لقد لاحظت عند نزول الوحي علي- وهو ينزل كوحي الأولياء- أنني أشعر بتصرف خارجي وشديد التأثير.وفي بعض الأحيان يكون ذلك التأثير من القوة بحيث تغشيني أنواره فأشعر بأني قد جُذبت إليه لدرجة لا تقدر قوة من قواي على مواجهته.وفي أثناء هذا التصرف أسمع كلاما مبينًا وجليًّا.وفي بعض الأحيان أرى الملائكة، وألاحظ التأثير والهيبة التي يمتلكها الصدق.ويكون الكلام في معظم الأحيان محتويا على أمور غيبية.ويكون هذا التصرف والأخذ خارجيا يثبت به وجود الله وإنكاره بمنزلة قتل حقيقة بينة.الأنسب أن يعترف السيد المحترم بهذه الحقيقة الآن، قبل الممات، ولا من يستخف بالوحي السماوي من الغريب حقا أنه ينظر إلى النظام المادي ولا يقيس عليه النظام الروحاني.ولا يدرك أن الله جعل نظامنا المادي بأسلوب أن نورا ظاهريا ينزل لنا من السماء وأن المؤثّر الحقيقي ينزل فيضه على قوانا الجسدية بوساطة الوسائط السماوية، إذ ليس من سنته أن ينزل فيضا بغير وساطة العلل، فكيف يمكن إذا أن يحرمنا ذلك الإله من سلسلة الوسائط هذه ملاحظة: لا يقتصر الأمر على أنني أرى الملائكة أحيانا فقط، بل في معظم الأحيان يؤكد الملائكة كونهم وساطة في الكلام منه.

Page 28

۲۸ في نظامنا الروحاني؟ هل نحن منقطعون عن هذه السلسلة من الناحية المادية؟ أو مربوطون في الحقيقة في سلسلة الوسائط التي تبدأ من علة العلل وتصل إلينا؟ ولمزيد من التعمق في هذا البحث ينبغي قراءة كتابي "توضيح المرام" و"مرآة کمالات الإسلام"، وخاصة البحث المستفيض عن ضرورة الملائكة الذي الله ستجدونه في مرآة كمالات الإسلام ولن تجدوا نظيره في أي كتاب آخر.أما للاطلاع على مدى معرفة السيد المحترم بالله فتكفي أقواله إذ قد حرّر المخلوقات من تصرّف المؤثر الحقيقي وحكمه عليها.ولا يدري أن ألوهية مرتبطة بقدرته الكاملة.والمراد من القدرة أن يكون تصرفه في مخلوقاته غير محدود في كل حين وآن.صحيح تماما دون أدنى شك أنه عل إذا كان هو الذي خلق المخلوقات كلها فلا بد أن يكون قد ترك المجال مفتوحا لتصرفاته غير المحدودة عليها مثل ذاته غير المحدودة لكيلا يستلزم إبطال ألوهيته في أية مرحلة.فإذا صح قول الآريا الهندوس بأن الله ليس خالق الأرواح والذرات، حاشية: إن أثير اعتراض أنه لو اعترفنا أن حكمة الله غير المتناهية قادرة على سلسلة التغيّر غير المتناهية إلى أشياء أخرى لارتفع الأمان من حقائق الأشياء، فمثلا لو قلنا أن الله قادر على أن يسلب من الماء شكله الفيزيائي ويُحِلّ محله وضع الهواء النوعي، أو يسلب وضع الهواء النوعي ويُحِلّ محله وضع النار النوعي، أو يسلبه من النار ويحوله إلى وضع الماء النوعي لأسباب خفية لا يعلمها إلا هو ، أو يحوّل التراب في جوف الأرض إلى ذهب نتيجة تصرفاته الدقيقة أو يحوّل الذهب ترابا لارتفع الأمان ولضاعت العلوم والفنون.فجوابه أن هذه الفكرة باطلة تماما لأننا نرى أن الله تعالى يُدخل العناصر وغيرها في مئات أنواع التغيرات نتيجة حكمه الكامنة.فانظروا إلى الأرض مثلا كيف تحدث فيها تغيرات مختلفة نتيجة أنواع من التغييرات، فمنها يخرج سم الفأر والترياق، ومنها يخرج الذهب والفضة وغيرهما من الجواهر الثمينة المختلفة.ومنها تصعد الأبخرة فتتكون أشياء مختلفة في جو السماء ومن تلك الأبخرة يهطل الثلج ومنها يتكوّن البَرَد، ويتولّد البرق والصواعق.وقد ثبت أن رمادًا أيضا يسقط من جوّ السماء أحيانا فهل تبطل العلوم بسبب الأحداث أو يُرفع عنها الأمان؟ وإذا قلت: لقد أودع الله تعالى طبيعة هذه الأشياء قدرة هذه على هذه التغيرات كلها سلفا لقلتُ في الجواب: متى وأين قلتُ بأن الأشياء المتنازع فيها

Page 29

۲۹ قد وضع ما أُودعت هذه القدرة المشتركة؟ بل المذهب السليم والصادق هو أن الله الذي هو واحد في ذاته قد خلق الأشياء كلها كشيء واحد لتدل على وحدانية خالق واحد.فباختصار، الله تعالى فيها بحسب الوحدة نفسها قدرة على التغيّر بمقتضى قدرته غير المحدودة فلا نرى شيئا من المخلوقات سَلِم من التحوّل إلى حالة أخرى إلا الأرواح التي جعلت مصداقا لـ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا بناءً على سعادتها أو شقاوتها وقد حدد لها وعد الله تعالى خلقة لا تتبدّل.بل لو تعمقتم في الموضوع أكثر لوجدتم أن مبدأ التغير يعمل عمله باستمرار في كل جسم أيضا.وقد أثبتت البحوث في علوم الطبيعة أن الإنسان يتغير جسم تماما في غضون ثلاثة أعوام، وكأن الجسم السابق يتبخر ذرات خذوا الماء أو النار مثلا، فهما أيضا لا يخلوان من التغيّر ويحكمهما نوعان من التغير أولا: تخرج بعض الجزيئات وتضاف إليها أخرى جديدة.ثانيا : الجزيئات التي تخرج تتولد ولادة جديدة بحسب قدراتها.فباختصار، إن من سنة الله أن يبتلي هذه الدنيا الفانية بدورات التغيرات.ويتبين بنظر دقيق أن هذه الأشياء كلها وحدة واحدة من حيث ماهيتها الحقيقية بسبب وحدانية الله مبدأ الفيض، وإن كان الإنسان لا يستطيع أن يكون خالقها بوجه كامل.وأنى له أن يكون كذلك لأن الله تعالى الحكيم القدير لم يخوّل أحدا ليحيط بأسرار حكمته غير المتناهية.وإذا قلت: أين التغيّر في الأجرام السماوية لقلتُ : لا شك أنها أيضا تتضمن مادة التغيّر والتحلل وإن لم ندركها نحن لذلك فإنها معرّضة للزوال والفناء في يوم من الأيام.وبالإضافة إلى ذلك يثبت بالنظر إلى ظاهرة التغيّر في آلاف الأشياء أنه ما من شيء يخلو منه، لذا عليك أن تنكر أولا التغيرات الأرضية ثم يمكن أن تتوجه إلى السماء.يقول شاعر فارسي ما تعريبه هل أنجزت كل شيء على الأرض على ما يرام حتى تريد الآن التدخل في أمور السماء"؟ فما دمنا نشاهد أنواع التغيرات كل يوم-كما تقتضي وحدانية الله تعالى أيضا أن يكون هذه الأشياء ومبدؤها ،واحدا وكذلك لا تقوم ألوهية الله التامة إلا إذا كان له تصرُّف تام في كل ذرة فإن استبعاد هذه التغيرات والاعتراض بأنه سيُرفع الأمان بسببها وتضيع العلوم ليس إلا خطأ فادحا.أما قولنا بأن الله جل شأنه قادر على أن يستخدم مكان النار، ويستعمل النار مكان الماء فلا ذلك أنه لا يستخدم في ذلك حكمته غير المتناهية وأنه يستعمل الاستبداد، لأنه من المعلوم أن فعل الله لا يخلو من الحكمة، ويجب ألا منبع يعني الماء

Page 30

يخلو منها بالفعل، فنقصد من هذا القول أنه عندما يريد الله استخدام الماء مكان النار أو العكس سيفعل ذلك بالحكمة التي تحكم كل ذرة في العالم سواء أأدركناها أم لم ندركها.والمعلوم أن العمل المبني على الحكمة لا يضيّع العلوم بل يؤدي إلى تطويرها.انظروا مثلا إلى صناعة الثلج الاصطناعي أو الضوء من الكهرباء فهل يُرفع بهما الأمان أو تضيع العلوم؟ هنا يجدر الانتباه إلى سرّ آخر أيضا وهو أن الخوارق التي تظهر على أيدي الأولياء أحيانا كأن لا يُغرقهم الماء أو لا تضرهم النار، فالسر في ذلك أن الله الحكيم القدير - الذي لا يمكن للإنسان أن يحيط بأسراره اللامتناهية- يُري أحيانا تجلّي قدرته عند تركيز أوليائه وأحبائه ومقربيه فيتصرف تركيزهم في العالم.فالأسباب الخفية التي يمكن أن يؤدي اجتماعها إلى منع حرارة النار من تأثيرها، سواء أكانت تلك الأسباب تتمثل في تأثيرات الأجرام العليا أو تكون هناك مثلا خاصية كامنة للنار نفسها أو ميزة مكنونة في جسد الإنسان أو تكون مجموعة من تلك الخواص؛ فتتنشط تلك الأسباب نتيجة ذلك التركيز والدعاء، فيبدو للعيان أمر خارق للعادة ولكن هذا لا يؤدي إلى رفع الثقة عن خصائص الأشياء ولا يسفر عن ضياع العلوم بل الحق أن ذلك علم بحد ذاته من جملة العلوم الإلهية، فهو في محله.فمثلا إن امتلاك النار صفة الإحراق بحد ذاتها في محله تماما.بل قولوا إن شئتم إنها مواد روحانية تتغلب على النار وتظهر تأثيرها وهي بوقتها وبمحلها.إن عقل الدنيا المادية لا يقدر على استيعاب حقيقة أن الإنسان الكامل يكون مهبطًا لتجلّي روح الله.وعندما يأتي على الإنسان الكامل وقت ذلك التجلي تماما يخشاه كل شيء كخشية الله.فألقوه عندئذ إن شئتم أمام وحش كاسر أو في النار فلن يصاب بضرر، لأن روح خاصة الله تعالى حينئذ تكون غالبة عليه.وقد عاهد كل شيء أن يخشاه إن هذا آخر أسرار المعرفة الإلهية الذي لا يمكن استيعابه بدون صحبة الكاملين وحيث إنها ظاهرة دقيقة المأخذ ونادرة الوقوع فليس كل فَهم مطلعا على هذه الحكمة.ولكن تذكروا أن كل شيء يلبي نداء الله تعالى، وكل شيء تحت تصرف الله تعالى، وخيوط كل شيء مطوية بيد الله.إن حكمته لا تعرف الحدود، وتبلغ كنه كل ذرة، وفي كل شيء خواص بقدر قدرات الله تعالى.ومن لا يؤمن بذلك فهو من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ (الأنعام: (۹۲).ولأن الإنسان الكامل يكون أَتَمَّ مَظْهَر للعالم كله، لذا ينجذب إليه العالم كله بين فينة وفينة.إنه عنكبوت العالم الروحاني، والعالم كله خيوطه.وهذا هو سر الخوارق.

Page 31

۳۱ والعياذ بالله، فلا شك أن إلـها ضعيفًا مثله سيحكم في هذه الحالة حكومة ضعيفة نوعا ما إلى فترة وجيزة ثم يتنازل عنها وسيُفتضح أمره بالخزي والهوان.ولكن إلهنا القادر على كل شيء ليس هكذا، بل هو خالق ذرات العالم كلها والأرواح كلها والمخلوقات كلها.وإذا أثير سؤال عن قدرته فالجواب هو أنه مع قادر على كل ما لا يتنافى صفاته الكاملة ومواعيده الصادقة.أما القول بأنه لا يريد القيام ببعض الأمور وإن كان قادرا فهي تهمة سخيفة للغاية فمن صفاته: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ.وما دام سلبه من الماء البرودة أو إزالته من بمحض النار خاصة الإحراق لا ينافي صفاته الكاملة ومواعيده الصادقة فلماذا يقال التعنت بأنه قد أصبح لزاما عليه إلى الأبد ألا يتصرف في خواص هذه الأشياء؟ ما الدليل على هذا اللزوم، وما السبب وراءه؟ وما حاجة الله إلى هذا الالتزام غير المبرر الذي يعيب ألوهيته تعالى أيضا؟ يبدو أن السيد المحترم أيضا قد أدرك في أثناء تأليفه كتيبه وهن هذه الفكرة البالية فقدّم عذرًا ركيكا آخر للمحافظة على قوله الركيك السابق، وهو أن الله في تعالى قد أشار في بعض الآيات في القرآن الكريم إلى حرارة النار، وأومَاً آيات أخرى إلى برودة الماء، وقال في آية أن الشمس تجري من المشرق إلى المغرب، فهذه البيانات كلها التي بينت الواقع هي في رأي السيد المحترم وعود لا تقبل التبديل ولا التغيير.ولكن لو كان هذا هو طريق استنباط الأدلة لواجه السيد المحترم صعابًا كثيرةً ولاضطر إلى قبول أن جميع بيانات القرآن الكريم تدخل في الوعود.فمثلا، قد بشر الله تعالى زكريا اللي قائلا: إِنَّا نُبَشِّرُكَ بغُلام ، فكان واجبا بحسب مبدأ السيد المحترم أن يبقى يحيى ال غلاما إلى ترجمة بيت فارسي: "في نظام هذا العالم تأثير لمئات العارفين، فماذا رأى من الدنيا من لم ير هذه الحالة".منه.الرحمن: ٣٠ ۲ مريم: ۸

Page 32

۳۲ الأمثلة الأبد لأن الله تعالى قد سمى يحيى غلاما، إذ كان ذلك وعدا!! وهناك عشرات من هذا القبيل وإن بيانها كلها مضيعة للوقت فقط.وإذا كان بيان الأحداث الحاضرة يستلزم وعدا إلى الأبد في رأي السيد المحترم فيجب أن نخافه لأنه قد يتهم الناس في كل صغيرة وكبيرة وسيعتبر بيان الحادث الواقع وعدًا مستديما.فأرى من الأنسب أن يتذكر السيد المحترم يومه الأخير ويمكث في صحبتي لبضعة أشهر.ولأنني مأمور ومبشّر فأعده بأنني سأركز من أجل طمأنته، وآمل أن يُري الله تعالى آية تقضي في لمح البصر على نواميس الطبيعة التي يتمسك بها.ولقد ظهرت إلى الآن أمور كثيرة تخالف نواميس الطبيعة في رأي السيد المحترم، ولكن بيانها يخلو من الفائدة لأنه سوف يعدّها قصة وحكاية فقط، إذ ينكر أيضا النبوءات التي يتلقاها أولياء الله إلهاما.وهي في نظره تخالف نواميس الطبيعة كتخلي النار عن صفة الإحراق.كذلك يرى السيد المحترم تأثيرات الدعاء أيضا مخالفة لقانون الطبيعة، أي التأثيرات التي ينال المرء بسببها مقصوده الذي يدعو من أجله.فإذا كان السيد المحترم لا يستطيع أن يأتيني فليعد بقبول الحق في كلتا الحالتين وليسمح لي أن أتوجه في حضرة الله بحقه وأنشر ما أتلقاه بشأنه لأن ذلك سيفيد عامة الناس.إذا كان رأي السيد المحترم صائبا فلن أُفلح 6 في مرامي وإلا فسينجو العاقلون من معتقداته الفاسدة وسيعرفون ربهم العظيم وسيرجعون إليه بالحب ولن ييأسوا من رحمته عند الدعاء، وسينالون عند رفعهم الأيدي متعة ولذة.إن فائدة وجود الله تعالى هي أن يسمع تضرعاتنا ويُطلعنا على وجوده بنفسه، وليس أن نصنع في قلوبنا بآلاف التكلّفات إلها افتراضيا کالوثن الذي لا نستطيع أن نسمع صوته، ولا نستطيع أن نرى تجلّي قدرته الواضحة.فاعلموا يقينا أن ذلك القادر موجود وهو على كل شيء قدير.وما غلت أيديه بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ويفعل ما يريد، وهو على كل شيء قدير.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Page 33

۳۳ "وجه الحبيب ليس خافيا على الطالبين، فهو يلمع في الشمس ويسطع في القمر أيضا، ولكن ذلك الوجه الجميل محجوب عن الغافلين يجب أن يكون هناك عاشق صادق حتى يُرفع الحجاب من أجله.لا يمكن الوصول إلى ذاته الطاهرة بالكبر، فلا سبيل إليه إلا التواضع وإظهار الألم والاضطراب.السبيل إلى ذلك الحبيب الأزلي خطير جدا، فإذا كنت تريد سلامتك فاترك العصيان والتمرد.إن فهم الأغبياء وعقلهم لا يصل إلى كنه كلامه، ولا يهتدي إلى هذا الصراط المستقيم إلا تارك الأنانية.إن أهل الدنيا لا يقدرون على أن يَحلُّوا عُقدة فهم القرآن الكريم، ولا يدرك طعم هذه الخمرة إلا الذي يشربها.يا من لا تعلم أنوار العلوم الباطنية لا نعتب عليك مهما قلت عنا.لقد قلنا هذا موعظة ونصحا لك ليندمل ذلك الجرح الفاسد بهذا المرهم.بالدعاء عالج مرض إنكار الدعاء كما يُعالَج سُكر الخمر ونشوتها بالخمر نفسها.يا من تقول: أين تأثير الدعاء إذا كان فيه تأثير؟ بادر إلي، سأريكه كالشمس الساطعة.ألا، لا تنكر أسرار قدرات الله، واقصر الكلام ولاحظ الدعاء المستجاب عندنا".ترجمة قصيدة فارسية.(المترجم)

Page 34

٣٤ نبأ آخر عن ليكهرام الفشاوري في أثناء غفوة خفيفة صباح اليوم، ٢ أبريل/نيسان ١٨٩٣م الموافق ١٤رمضان ١٣١٠ من الهجرة، رأيتني جالسا في حجرة كبيرة مع بعض صحابتي، فإذا برجل عملاق مرعب الشكل وكأن الدم يقطر من وجهه، يدخل ويقف أمامي.فلما رفعتُ نظري إليه أدركت أنه كائن ذو خلقة وملامح غريبة، كأنه ليس إنسانا، بل أحد الملائكة الغلاظ الشداد.كان مظهره يثير الفزع والرعب في القلوب وبينما أنظر إليه سألني: "أين ليكهرام؟" وذكر أيضا اسم شخص آخر وسأل عن مكانه.وحينئذ فهمت أن هذا الرجل قد أُسندت إليه مهمة عقاب ليكهرام والشخص الآخر، ولكني لا أذكر الآن اسم ذلك الشخص الآخر ، غير أني أذكر أنه واحد من الذين نشرت عنهم إعلانا.وكان هذا في يوم الأحد الساعة الرابعة صباحا، فالحمد لله على ذلك.

Page 35

بسم اقرأوا ما يلي بتدبّر ففيه بشرى لكم إلى الحكام الأمراء والرؤساء والمنعمين ذوي المقدرة والولاة وأهل الحكومة والمنزلة الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم ٣٥ يا صلحاء الإسلام: خلق الله في قلوبكم نيات طيبة أكثر من جميع الفرق، وجعلكم خدامًا صادقين لدينه الحبيب في هذا الوقت الحرج، أُطلعكم لوجه الله مهم منه على أمر أن الله تعالى أرسلني على رأس القرن الرابع عشر مأمورا لتجديد دين الإسلام المتين ،وتأييده لكي أظهر في هذا الزمن الحرج محاسن القرآن الكريم وعظمة رسول الله ، وأردُّ بالأنوار والبركات والخوارق والعلوم اللدنية التي أعطيتها على جميع الأعداء الذين يهاجمون الإسلام.فهذه العملية تجري على قدم وساق منذ عشر سنوات ولكن لما كانت كافة الحاجات التي نواجهها لنشر الإسلام بحاجة إلى نصرة مالية رأيت من المناسب أن أبلغكموها.فاسمعوا أيها الكرام، نواجه في سبيل الله ورسوله مشاكل أننا بحاجة إلى أموال طائلة للمؤلفات التى يجب نشرها بين مئات الآلاف من الناس.بينما الوضع الراهن هو أنه لا توجد أموال لإنجاز هذه الأهداف العظيمة، ثم إذا نُشر

Page 36

٣٦ كتاب نتيجة عزيمة وبمساعدة من بعض أبطال الدين المتحمسين فلا يُباع إلا بضع نسخ منه لقلة اهتمام الناس وغفلتهم، فإما تبقى معظم نسخه في الصناديق إلى عدة سنوات أو توزع مجانا لوجه الله، وذلك يؤدي إلى حرج كبير في سبيل نشر الدين.ومع أن الله تعالى يزيد في عدد هذه الجماعة يوما فيوما ومع ذلك ليس معنا من الأثرياء من يستطيع أن يأخذ على عاتقه أكبر جزء من خدمة الإسلام هذه.ولأني جئت مأمورًا من الله بتجديد الدين وبشرني الله جل شأنه بأنه سيدخل في جماعتي بعض الأمراء والملوك أيضا وقال لي أيضا: سوف أباركك بركة تلو بركة حتى إن الملوك سيتبركون بثيابك، لذا خطر ببالي اليوم أن أحث ذوي الثروة والمقدرة على نصرة مهمتي.ولأن مهمة نصرة الدين هذه مهمة عظيمة الشأن، والإنسان لا يخلو من شكوكه وشبهاته ووساوسه، وبدون المعرفة لا يتولّد الصدق الذي بسببه يتشجع الإنسان على نصرة عظيمة من هذا القبيل؛ لذا أكتب إعلانًا عاما لجميع الأثرياء بأنهم إذا كانوا مترددين في هذه الخدمة قبل الاختبار فعليهم أن يكتبوا إلي بعضا من مقاصدهم ومهماتهم ومشاكلهم لأدعو لتحقق مناهم.ولكن عليهم أن يكتبوا بصراحة إلى أي مدى سيساعدونني مساعدة مالية في سبيل الإسلام في حال تحقق مبتغاهم؟ وهل عقدوا في قلوبهم العزم والوعد القاطع أنهم سينصرون بقدر كذا وكذا.وإذا وصلتني رسالة بهذا الموضوع من أحد " فسأدعو له، وإنني على يقين أن الله تعالى سيجيب دعائي حتما بشرط ألا يكون ا المراد من أبطال الدين المتحمسين هنا هو حي في الله المولوي حكيم نور الدين البهيروي الذي بذل جُلّ ماله في هذا السبيل، ويليه حبيب قلبي السيد حكيم فضل الدين المحترم والنواب محمد علي خان المحترم من "مالير كوتله" ويليهم الإخوة المخلصون الآخرون بحسب مراتبهم الذين يضحون في هذا السبيل.منه.يجب أن تُرسل الرسالة مختومةً بكل حذر بالبريد المسجل، ويجب عدم البوح بهذا السر قبل الأوان.وسأحتفظ أنا أيضا بهذا السر مكنونا بأمانة.وإذا جاء مندوب من الأثرياء بدلا من الرسالة لكان الأمر أكثر تأثيرا.منه.أحد

Page 37

۳۷ الله وعل القدر مبرما، وسيُخبرني إلهامًا.فلا تيأسوا نظرًا إلى تعقيد أهدافكم لأن الله تعالى قادر على كل شيء بشرط ألا تُعارض مشيئته الأزلية.وإذا جاءت تلك الطلبات من الإخوة بكثرة فسنخبر فقط أولئك الذين نتلقى البشارة من بحل مشاكلهم.وستكون هذه الأمور آية للمنكرين أيضا، وقد تكثر هذه الآيات حتى تجري كالأنهار.وفي الأخير أقول للمسلمين جميعا نُصحا الله: استيقظوا من أجل الإسلام فإنه في فتنة كبيرة.أنصروه فإنه عاد غريبًا، وقد جئت لهذا الغرض.لقد أعطاني الله علم القرآن وكشف علي حقائق كتابه ومعارفه، وأعطاني الخوارق، فتعالوا إلي لتنالوا نصيبا من هذه النعمة.أقسم بالذي نفسي بيده أن الله تعالى أرسلني.ألم يكن ضروريًا أن يأتي مجدد بإعلان واضح على رأس هذا القرن عظيم الفتن وواضح الآفات؟ فستعرفونني عما قريب من خلال أعمالي.كلّ من جاء مِن فقد سدّ علماء ذلك العصر طريقه بعدم تعقلهم، وحين عُرف أخيرًا فقد عُرف بأعماله لأن الشجرة المرّة لا يمكن أن تحمل أثمارا حلوة.والله تعالى لا يُعطي الأغيار بركات يُعطاها الخواص.الله يا أيها الناس، لقد ضعف الإسلام كثيرا وحاصره أعداء الدين من كل حدب وصوب، وزاد عدد الاعتراضات على أكثر من ثلاثة آلاف، فأظهروا إيمانكم بمواساتكم في هذا الوقت العصيب وكونوا من أبطال الله، والسلام على من اتبع الهدى."صار دین أحمد بلا حيلة، فلم يعد له حبيب ولا نصير، كل شخص منهمك في أشغاله وليس أحد مهتما بدين أحمد.لقد جرف سيلُ الضلال مئات آلاف من الناس في كل حدب وصوب، ويل للعين التي لم تنتبه إلى الآن.قصيدة فارسية مترجمة.(المترجم)

Page 38

٣٨ يا أيها الأثرياء لماذا كل هذه الغفلة؟ هل أنتم سكارى من شدة النوم أم أن حطّ الدين قد نام؟ يا أيها المسلمون بالله عليكم ألقوا على الدين نظرة واحدة لوجه الله، ولا حاجة إلى بيان ما أراه من بلايا.الهضوا أيها الأبطال فإن النار تحرق لباس الدين فلا يليق بأهله أن يتفرجوا من بعيد إن قلبي يتمرغ في الدم حزنًا على الدين، ولا يدرك ألمنا سوی بالأسرار الله العليم من يدرك سوى الله الألم الذي نمر به؛ نتجرع السُمّ ولكن لا نقدر على أن نقول شيئا كل شخص يواسي أهله وعياله ولكن للأسف الشديد لا مواسي للدين المسكين أرى دم الدين يسيل كقتلى كربلاء، ولكن من المؤسف أن هؤلاء الناس لا يحبون هذا الحبيب قط حين أرى سخاءهم في أمورهم النفسانية تصيبني حيرة على أن هذا السخاء لا يوجد في سبيل الله يا من يملك القدرة وينوي أيضا نصرة الدين، أنفق بقدر ما تستطيع فإننا لا ننظر إلى القليل أو الكثير انظر كيف يتمرغ في التراب بسبب ظلم الجهال دين لا مثيل له تحت السماء ليس في يدنا نحن المساكين حيلة إلا الدعاء والبكاء في الأسحار ربِّ لا تُفرح أبدا قلبا أسود لا يفكر بدين أحمد المختار ﷺ يا أخي إن أيام الرفاهية والرونق معدودة، فإن البساتين ورونقها وبهاءها لا يدوم.الراقم مرزا غلام أحمد من قاديان محافظة غور داسبور، البنجاب طبع في "رياض هند، بقاديان

Page 39

۳۹ إعلان للراغبين في كتاب "مرآة كمالات الإسلام " لقد ألفت مؤخرا كتابا بعنوان: "مرآة كمالات الإسلام"، وبينت فيه بعد التحقيق والتدقيق الكبيرين محاسن الإسلام والقرآن الكريم وكمالاتهما.وبالإضافة إلى ذلك فيه رد على العقائد الباطلة لأعداء الدين، وكذلك استأصلتُ من جذورها الأفكار الباطلة لأتباع مذهب الطبيعة.يقع الكتاب في أكثر من ٦٥٠ صفحة وثمنه روبيتان إضافة إلى رسوم البريد.وكذلك هناك كتب أخرى مثل: فتح الإسلام، وتوضيح المرام، وإزالة الأوهام.كان ثمن كلِّ من: فتح الإسلام وتوضيح المرام نصف روبية من قبل ولكن خفضناه الآن إلى ربع روبية، وذلك إضافة إلى رسم البريد.المعلن مرزا غلام أحمد، قاديان محافظة غورداسبور، البنجاب

Page 40

٤٠ اللهم بسم الله الرحمن الرحيم صل على محمد وآل محمد أفضل الرسل وخاتم النبيين إعلان لقد ألفت كتاب "البراهين "الأحمدية مُلهما ومأمورًا من الله بهدف إصلاح الدين وتجديده، وملحق به إعلان جائزة قدرها عشرة آلاف روبية، ويتلخص الإعلان في أن الدين الصادق من الله الذي بواسطته يؤمن الإنسان بالله تعالى إيمانًا بريئا من كل عيب ونقيصة ويؤمن بكافة صفاته المقدسة والكاملة بصدق القلب هو الإسلام وحده الذي تشع بركات صدقه كالشمس، ويلمع فيه نور الصدق كالنهار الساطع.أما الأديان الأخرى فبديهية البطلان بحيث لا تثبت صحة مبادئها وصدقها على محك التحقيق العقلي، والتي باتباعها لا تُنال بركة روحانية ولا قبول عند الله قط، بل إن الالتزام بها يجعل الإنسان عَمِها وأسودَ القلب إلى أقصى الحدود وتبرز للعيان بوادر شقاوته في هذه الدنيا.لقد أثبت صدق الإسلام في هذا الكتاب بطريقتين: من أنه (۱) بثلاثمئة دليل عقلي قوي ودامغ تتبين عظمتها وشأنها وشوكتها قد أُلحق بالكتاب إعلان جائزة عشرة آلاف روبية لمن استطاع نقض هذه الأدلة من معارضي الإسلام وإذا أراد أحد فله أن يأخذ إقرارًا خطيا مسجلا عند المحكمة اطمئنانا لقلبه.(۲) من خلال الآيات السماوية التي لا بد منها لإثبات صدق الدين الحق بصورة كاملة.وبُغية إظهار صدق الإسلام كالشمس في كبد السماء قمت في هذا البند الثاني بتقديم ثلاثة أنواع من الأدلة أولا: الآيات التي رآها المعارضون في زمن النبي تظهر على يده المباركة نتيجة دعائه وتركيزه وبركته، وقد سجلتها في الكتاب وفق تسلسلها التاريخي بدعمها وإفرادها بأدلة قوية.ثانيا:

Page 41

٤١ الآيات التي توجد في القرآن الكريم نفسه بصورة دائمة وأبدية منقطعة وهي النظير، قد بينتها للجميع ببيان جامع ومفصل ولم أترك لأحد مجالا للعذر.ثالثا: الآيات التي يرثها أحد من الأتباع نتيجة اتباعه كتاب الله وطاعته الرسول الحق.ولإثبات ذلك قدّمتُ أنا العبد الضعيف بفضل الله القادر على كل شيء دليلا بديهيا أن كثيرًا من الإلهامات الحقة والخوارق والكرامات والأخبار الغيبية والأسرار اللدنية والكشوف الصادقة والأدعية المستجابة قد تحققت على يدي أنا الخادم للدين الحنيف، ويشهد على صدقها كثير من معارضي الدين - مثل الآريين وغيرهم- شهادة عيان وقد سجّلتها في الكتاب المذكور.وقد أخبرت أيضا أنني مجدّد العصر وأن كمالاتي تماثل كمالات المسيح بن مريم من حيث الروحانية، وهناك مماثلة ومشابهة قوية بيننا.وأنني قد فُضّلت-على غرار الأنبياء والرسل الخواص، ببركة اتباع سيدنا خير البشر وأفضل الرسل فقط- على كثير من أكابر الأولياء الذين سبقوني.وأن التأسي بأسوتي مدعاة للنجاة والسعادة والبركة وأن معاداتي تسبب البعد والحرمان.فكل هذه الإثباتات تتبين بقراءة البراهين الأحمدية الذي نُشر نحو ۳۷ قسما منه من أصل ٣٠٠ قسم.وإني جاهز دائما لإقناع الباحث عن الحق إقناعا تامًا.وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولا فخر.والسلام على من اتبع الهدى.وإن لم يشأ أحد كطالب صادق بعد هذا الإعلان أيضا أن يحل ما يخالج قلبه ولم يحضر إلي بصدق القلب فقد تمت حجّتنا عليه وهو مسؤول عنها أمام الله تعالى.وفي الأخير أنهي هذا الإعلان على دعاء اللهم اهد قلوبًا مستعدة من جميع الأمم ليؤمنوا برسولك الحبيب، أفضل الرسل محمد المصطفى ﷺ وبكلامك الكامل والمقدس، القرآن الكريم، ويعملوا بأوامره كي يحظوا بكافة البركات والسعادات والبحبوحة الحقيقية التي ينالها المسلمون الصادقون في كلا العالمين، ويحظوا بالنجاة والحياة الأبدية - التي لا تُنال في العقبى فقط بل ينالها الصالحون الصادقون في هذه الدنيا - ولاسيما قوم الإنجليز الذين لم ينالوا إلى الآن نورا من شمس الصدق هذه والذين جعلتنا حكومتهم المؤدبة والمتحضرة

Page 42

٤٢ والمتعاطفة ممتنين لها بإحسانها ومعاملتها المبنية على النزاهة ونفخت فينا حماسًا قلبيًا أن نبتغي لها أمنًا وسلامًا في الدين والدنيا لتكون وجوههم البيضاء منوَّرة في الآخرة أيضا كما هي جميلة في الدنيا.فنسأل الله تعالى خيرهم في الدنيا والآخرة اللهم اهدهم بروح منك واجعل لهم حظا كثيرًا في دينك واجذبهم بحولك وقوتك ليؤمنوا بكتابك ورسولك ويدخلوا في دين الله أفواجًا.آمين ثم آمين، والحمد لله رب العالمين.المعلن العبد الضعيف مرزا غلام أحمد من قاديان محافظة غورداسبور البنجاب (نشر هذا الإعلان بعدد عشرين ألفا) (طبع في مطبعة رياض هند، أمرتسار، البنجاب)

Page 43

٤٣ TRANSLATION OF THE VERNACULAR NOTICE ON REVERSE Being inspired and commanded by God, I have undertaken the compilation of a book named "Barahin-i-Ahmadia," with the object of reforming and reviewing the religion, and have offered a reward of Rs.10,000 to anyone who would prove the arguments brought forward therein to be false.My object in this Book is to show that only true and the only revealed religion by means of which one might know God to be free from blemish, and obtain a strong conviction as to the perfection of His attributes is the religion of Islam, in which the blessings of truth shine forth like sun, and the impress of veracity is as vividly bright as the day- light.All other religions are so palpably and manifestly false that neither their principles can stand the test of reasoning nor their followers experience least spiritual edification.On the contrary those religions so obscure the mind and divest it of discernment that signs of future misery among the followers become apparent even in this world.That the Muhammadan religion is the only true religion has been shown in this book in two ways: (1st), By means of 300 very strong and sound arguments based on mental reasoning (their cogency and sublimity being inferred from the fact that a reward of Rs.10,000 has been offered by me to any one refuting them, and from my further readiness to have this offer registered for the satisfaction of any one who might ask for it): (2), From those Divine signs which are essential for the complete and satisfactory proof of a true religion.With a view to establish that Muhammadan religion is the only true religion in the world, I have adduced under this latter head 3 kinds of evidences: (1), The miracles performed by the Prophet during his life time either by deeds or words which were witnessed by people of other persuasions and are inserted in this book in a chronological order (based on the best kind of evidences): (2), The marks which are inseparably adherent in the Al-Quran itself, and are perpetual and everlasting, the nature of which has been fully expounded for facility of comprehension (3), The signs which by way of inheritances devolve on any believer in the Book of God and the follower of the true Prophet.As an illustration of this, I, the humble creature of God, by His help have clearly evinced myself to be possessed of such virtues by the achieving of many unusual and supernatural deeds by foretelling future events and secrets, and by obtaining from God the objects of my prayers to all of which many persons of different persuasions like Aryas, & c., have been eye-witness (A full description of these will be found in the said book).

Page 44

٤٤ I am also inspired that I am the Reformer of my time, and that as regards spiritual excellence, my virtues bear a very close similarity and strict analogy to those of Jesus Christ, in the same way as the distinguished chief of Prophets were assigned a higher rank than that of other Prophets, I also by virtue of being a follower of the August Person (the benefactor of mankind, the best of the messengers of God) am favored with a higher rank than that assigned to many of the Saints and Holy Personages preceding me.To follow my footsteps will be a blessing and the means of salvation, whereas any antogonism to me will result in estrangement and disappointment.All these evidences will be found by perusal of the book which will consist of nearly 4800 pages of which about 592 pages have been published.I am always ready to satisfy and convince any seeker of truth."All this is a Grace of God He gives it to whomsoever He likes, and there is no bragging in this." "Peace be to all the followers of righteousness!" If after the publication of this notice any one does not take the trouble of becoming earnest enquirer after the truth and does not come forward with an unbiassed mind to seek it then, my challenging (discussion) with him ends here and he shall be answerable to God.Now I conclude this notice with the following prayer: Oh Gracious God! guide the pliable hearts of all the nations, so that they may have faith on Thy chosen Prophet (Muhammad) and on Thy holy Al-Quran, and that they may follow the commandments contained therein, so that they may thus be benefited by the peace and the true happiness which are specially enjoyed by the true Muslims in both the worlds, and may obtain absolution and eternal life which is not only procurable in the next world, but is also enjoyed by the truthful and honest people even in this world.Especially the English nation who have not as yet availed themselves of the sunshine of truth, and whose civilized, prudent and merciful empire has, by obliging us by numerous acts of kindness and friendly treatments, exceedingly encouraged us to try our utmost for their numerous acts of welfare, so that their fair faces may shine with heavenly effulgence in the next world.We beseech God for their well being in this world and the next.Oh God! guide them and help them with Thy grace, and instil in their minds the love for Thy religion, and attract them with Thy power, so that they may have faith on Thy Book and Prophet, and embrace Thy religion in groups.Amen! Amen!" "Praise be to God the supporter of creation!" (Sd.) MIRZA GULAM AHMAD Chief of Qadian, District Gurdaspur, Punjab, India.Ripon Press, Lahore, Punjab.

Page 44