انوارالاسلام

انوارالاسلام
Author: Hazrat Mirza Ghulam Ahmad

Language: AR

AR

في نهاية مناظرة "الحرب المقدسة" التي قام بها سيدنا المسيح الموعود عليه السلام مع المناظر المسيحي القس المتنصِّر عبد الله آتهم، تنبأ عليه السلام أن آتهم سوف يلقى به في الهاوية خلال 15 شهرا بشرط ألا يرجع إلى الحق. ألَّف سيدنا المسيح الموعود عليه السلام كتاب أنوار الإسلام في 5/9/1894 فور انتهاء ميعاد 15 شهرا. ثم في مايو 1895 ألَّف كتيب "ضياء الحق" حول الموضوع نفسه، وبين حضرته عليه السلام في هذين الكتابين بالتفصيل كيفية تحقق هذه النبوءة بحقّ عبد الله آتهم.


Book Content

Page 1

العالم الإسلامية ضياء الحق حضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي العلمية ترجمة محمد أحمد نعيم

Page 2

ISLAM INTERNATIONAL PUBLICATIONS LTD اسما الكتابين أنوار الإسلام، ضياء الحق الطبعة الأولى : ١٤٤٣هـ الموافق لـ ٢٠٢٢م An Arabic rendering of Anwarul-Islam (The Light of Islam) & Diyā'ul-Haqq (The Torch of Truth) Written by: Hadrat Mirza Ghulam Ahmad, on whom be peace, The Promised Messiah and Mahdi, Founder of the Ahmadiyya Muslim Jama'at Translated from Urdu by: Muhammad Ahmad Naeem First Published in UK in 2022 O Islam International Publications Ltd.Published by: Islam International Publications Ltd.Unit 3.Bourne Mill Business Park Guildford Road, Farnham, Surrey, UK, GU9 9PS Printed in the UK at: Raqeem Press Farnham, Surrey GU9 9PS For further information please contact: Phone: +44 1252 891330 Fax: +44 1252821796 www.islamahmadiyya.net ISBN: 978-1-84880-799-0

Page 3

سلسلة الحربية

Page 4

Page 5

أ ٢٤ ۳۳ ٤٠ ٤٤ ۰۸ ۷۱ ۸۱ ٨٥ ۹۳ مقدمة الناشر فتح الإسلام فهرس المحتويات أنوار الإسلام نكتة لطيفة حاشية رقم 1 حاشية رقم ٢ - تنبيه ذكر أشباه النصارى الفرحة الكاذبة لميان عبد الحق الغزنوي والغزنويين الآخرين والنصح لهم الله والنتيجة الأخيرة لمباهلتهم تتمة متعلقة بنتيجة مباهلة ميان عبد الحق الغزنوي الأمر تسري الرد على بعض اعتراضات العامة وهدية لميان عبد الحق الغزنوي أقسام اللعنة التي يجهلها ميان عبد الحق الغزنوي وهي تحل عليه كيف ستكون عاقبتنا ضميمة أنوار الإسلام الإعلان الثاني بجائزة ألفي روبية ستسلم ألفا روبية لعبد الله آتهم فور حلفه

Page 6

۱۰۲ ۱۲۷ ۱۳۲ 101 ١٦٣ ١٦٧ ۲۲۹ ۲۳۸ الإعلان الثالث بجائزة ثلاثة آلاف روبية الجزء الثاني لهذا الإعلان وهو مرسل إلى السيد آنهم خصيصا كرسالة الإعلان الرابع بجائزة أربعة آلاف روبية الشيخ محمد حسين البطالوي ضياء الحق إعلان عن كتاب منن الرحمن ضياء الحق بقية مباهلة عبد الحق الغزنوي

Page 7

مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم مقدمة أنوار الإسلام وضياء الحق يسعدنا أن نقدم لقراء العربية ترجمة كتابين آخرين لسيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي اللي أحدهما أنوار الإسلام في نهاية مناظرة "الحرب المقدسة" التي قام بها لسيدنا المسيح الموعود مع المناظر المسيحي القس المتنصر عبد الله آتهم، تنبأ اللا أن أتهم سوف يلقى به في الهاوية خلال ١٥ شهرا بشرط ألا يرجع إلى الحق.فلما انقضى ميعاد ١٥ شهرا و لم يمت آتهم – حيث أمهله الله بسبب رعبه وخوفه الشديد وتوقفه عن الإساءة للإسلام وانطوائه على نفسه طوال هذه المدة، الذي كان بمنزلة نوع من الرجوع إلى الحق أي إلى الإسلام بحسب النبوءة- فرح المسيحيون وأقاموا الاحتفالات، واعتبروا عدم موته انتصار المسيحية، وقادوا مسيرة في أمرتسر في ١٨٩٤/١٢/٦.كانت هذه المناظرة في الحقيقة مواجهة بين الإسلام والمسيحية، كما كتبت جريدة "نور" أفشان" المسيحية تأكيدا على ذلك: "لم يخض المرزا المحترم هذه المناظرة مع المسيحيين لإثبات دعواه بكونه ملهما ومثيل المسيح، بل قد ناظرهم لكي يثبت أن المحمدية (الإسلام) هي

Page 8

رب مقدمة الناشر الدين الحق وأن القرآنَ كتاب الله، ولكي يدحض المسيحية.وكان قد نشر النبوءة عند نهاية المناظرة إثباتا أن المحمدية هي الدين الحق من أفشان ١٨٩٤/١٢/٢٠) الله." (نور ورغم ذلك، فقد تحالف بعض المشايخ عديمي الغيرة وأتباعهم مع المسيحيين وشاركوهم في أفراحهم واستهزائهم وأثاروا الضجيج والشغب مدعين عدم تحقق النبوءة، ونشروا نشرات وإعلانات بذيئة قذرة مليئة بالشتائم والإساءات الشنيعة.فردَّ عليهم سيدنا المسيح الموعود الله ردا سريعا وذكر أنهم في الحقيقة أعداء الإسلام، إذ قال: "بعض المسلمين بالاسم، الذين ينبغي أن يوصفوا بأشباه النصارى، أبدوا فرحا كبيرا على أن عبد الله آنهم لم يمت خلال خمسة عشر شهرا، فلم يتمالكوا فرحتهم العارمة فنشروا إعلانات ملأوها بذاءة وخبثا بحسب عادتهم وهاجموا الإسلام بسبب عنادهم الشخصي لي، إذ كانت مناظراتي دفاعا عن الإسلام لا إثباتا لدعواي بالمسيح الموعود.وكنت في رأيهم كافرا أو شيطانا أو دجالا إلى أقصى حد غير أن المناظرة كانت تتمحور حول صدق النبي ﷺ وأفضلية القرآن الكريم." (أنوار الإسلام، الخزائن الروحانية ج٩ ص٢٤) الخلاصة أن سيدنا المسيح الموعود ال قد ألف كتاب أنوار الإسلام في ١٨٩٤/٩/٥ فور انتهاء ميعاد ١٥ شهرا.ثم في مايو ١٨٩٥ ألف

Page 9

مقدمة الناشر كتيب "ضياء الحق" حول الموضوع نفسه، وذكر فيهما تحقق هذه النبوءة بالتفصيل، فمما كتب في هذين الكتابين: "قد أكد الله لي في الوحى أن عبد الله آنهم نال حظا من الرجوع الله بتسليمه بعظمة الإسلام وهيبته، الأمر الذي أخر عنه وعد الموت والدخول في الهاوية كاملا.فمن المؤكد أنه وقع في الهاوية إلا أنه نجا لأيام من الهاوية العظمى التي تُسمَّى الموت." (أنوار الإسلام الخزائن الروحانية ج۹ ص٢) ولقد سجل في أنوار الإسلام الإلهامات التي تلقاها حضرته عن رجوع آتهم، وأثبت رجوع آتهم إلى الحق بقرائن قوية، ثم نشر أربعة إعلانات متتالية، حيث أعلن أن آتهم إذا حلف بالكلمات التالية فسوف يقدم له ألف روبية جائزة ثم رفع هذا المبلغ شيئا فشيئا إلى أن وصل إلى أربعة آلاف روبية.ونص الحلف كالآتي: "إني لم أرجع إلى الإسلام في أيام النبوءة قط، ولم تؤثر في عظمة الإسلام، وإن كنت كاذبا في هذا البيان فأَمِتْني خلال عام أيها الإله القادر، لأفتضح في كذبي".(ضياء الحق، الخزائن الروحانية ج٩ (۳۱۲-۳۱۱ ثم قال حضرته العلي: "الآن إذا أقدم أتهم على هذا الحلف فموعد هلاكه خلال عام واحد محتم وليس معه أي شرط والقضاء مبرم.وإذا لم يحلف فلن يترك الله مثل

Page 10

مقدمة الناشر هذا المجرم بدون عذاب الذي أراد خداع العالم بإخفاء الحق." (أنور الإسلام، الخزائن الروحانية ج ٩ ص ١١٤) وأضاف إلى ذلك فقال: "..إذا بقي حيا سالما سنةً واحدة بعد القسم فسيكون هذا المبلغ حقه.وبعد ذلك فلتعاقبني كُل هذه الشعوب كما تريد، وإذا أرادوا أن يمزقوني إربا إربا بالسيف فلن أشتكي، وإذا عاقبوني بأشد العقوبات في هذا العالم فلن أرفض.كما أنه لن يكون هوان أشدّ على من أن يظهر كذبي بعد حلفه الذي كان بناءه على إلهامي." (ضياء الحق، الخزائن الروحانية ج٩ ص ٣١٦-٣١٧) لكن أنهم أصرّ على الامتناع عن الحلف و لم يحلف.فثبت كذبه وتبين صدق إلهام الله بأن آتهم رجع إلى الحق، ولذلك نجا من هاوية الموت.ثم بعد ذلك الإعلان الأخير الذي دعا فيه المسيح الموعود اللة أتهم للحلف والحصول على جائزة أربعة آلاف روبية لقي آتهم أخيرا مصيره المحتوم لأنه حاول إخفاء الحق، ومات بعد ستة أشهر من ذلك الإعلان، وبذلك تحققت النبوءة عن آتهم بكل جلاء وتألق.ولقد سجلت تفاصيل هذه النبوءة في مقدمة المجلد ۱۱ للخزائن الروحانية.لقد حظي بتعريب هذا الكتاب الداعية الإسلامي الأحمدي محمد أحمد نعيم وصدر بإشراف المكتب العربي المركزي بتعاون عدد من الإخوة العرب الذين أسهموا في أعمال المراجعة والتدقيق، ونخص بالذكر المهندس خالد عزام، والدكتور وسام البراقي المحترمين.

Page 11

مقدمة الناشر يجزيهم نتقدم بخالص الشكر لكل من ساهم في نشر هذا الكتاب داعين أن الله أحسن الجزاء ويجعله في ميزان حسناتهم، كما نسأل الله تعالى أن يوفق القراء الكرام للاستفادة من هذا الكنز ويجعله سببا لهداية الباحثين عن صراط الله المستقيم، آمين.الناشر

Page 12

Page 13

صفحة غلاف الطبعة الأولى لهذا الكتاب ٹائیٹل بار اول جاء الحق وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُو قَاءِ otor انوار الاسلام تعداد اشاعت (۳۰۰۰)

Page 14

Page 15

ترجمة صفحة غلاف الطبعة الأولى جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا أنوار الإسلام حضرة مرزا غلام أحمد القادياني المسيح الموعود والإمام المهدي الليلة طبع بإشراف العبد المتواضع غلام قادر فصيح في مطبعة بنجاب في سيالكوت عدد النسخ ٣٠٠٠

Page 16

Page 17

أنوار الإسلام محمد العربي سيد العالمين كليهما وكل من لا يكون ترابا في سبيله فعلى رأسه التراب فتح الإسلام لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ليتضح أن النبوءة التي صدرت في ٥ يونيو حزيران ۱۸۹۳ إثر المناظرة مع نصارى أمرتسر وكان ميعادها ينتهي في ٥ سبتمبر/أيلول ١٨٩٤، قد تحققت بمشيئة الله الله هو إذنه بجلاء في الميعاد بحيث لا يجد أي منصف ولبيب بدا من التسليم بذلك، غير أن المتعصب والأحمق أو المتسرع الذي لا يريد أن ينظر بنظرة شاملة إلى الوقائع والأحداث التي صدرت من الفريق الخصم بعد صدور النبوءة ولا يتبع كلمات الوحي بل يتبع أماني قلبه فلا علاج لغبائه.وإن تعثر فبسبب طبعه السافل وحمقه وسذاجته، وإلا فليس ثمة شك في أن الإسلام قد انتصر، وأن النصارى قد لقوا الهوان ترجمة بيت فارسي.(المترجم)

Page 18

أنوار الإسلام والهاوية.فقد كان نص النبوءة كالآتي: أن الفريق الذي يختار الباطل عمدا هذا النقاش من بين الفريقين ويؤله الإنسان الضعيف، فمصيره أنه سيُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا أي شهرا مقابل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلا وهوانا كبيرين، بشرط ألا إلى الحق.أما يرجع الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق فستظهر بذلك عزته وإكرامه.وحين تتحقق هذه النبوءة سوف يُبصر بعض العميان، وسيمشي بها بعض العرج وسيسمع بعض الصم." ومما يجدر بالملاحظة هنا أن المراد من الفريق الخصم الذي وعد بالهاوية أو الذلة، جماعةٌ لها علاقة بهذه المناظرة سواء كان المناظر نفسه أو مساعده أو مؤيده أو منظم المناظرة.غير أن "دبي عبد الله آتهم" كان على رأسهم لأنه هو الذي انتخبه النصارى ليمثلهم في هذه المناظرة، فظل يخاصم خمسة عشر يوما، أما الشركاء في هذه الكلمة في الحقيقة فكانوا مساعديه ومحرضيه وزعماءهم أيضا.لأن الفريق في العرف يضم جماعة الخصوم بما فيهم المساعدون أو مؤسس هذا العمل أو مقترحه أو مؤيدوه، ولم يصرّح نص النبوءة بأن "المراد من الفريق عبد الله آتهم حصرا"، إلا أن المعنى الذي فهمته للإلهام هو أن المراد من الهاوية - بحق الشخص الذي يناظرني شخصيا تأييدا للباطل- هو الموتُ، لكن الكلمة الواردة في الإلهام هي "الهاوية" فقط.وكان معه شرط أيضا بأن لا يرجع إلى الحق.وإن شرط عدم الرجوع إلى الحق هذا إلهامي، كما قد كتبتُ هذا الشرط بكلمات واضحة

Page 19

أنوار الإسلام في النص الإلهامى، وهذا الأمر حق تماما ومؤكد وموافق للإلهام، بأنه لو ثبت قلب عبد الله أتهم على الإساءة إلى الإسلام واحتقاره كسابق العهد، وما نال نصيبا من الرجوع إلى الحق متأثرا بهيبة الإسلام، لقضي عليه في الميعاد حتما.إلا أن الله قد أكد لي في الوحي أن عبد الله آنهم نال حظا الله من الرجوع بتسليمه بعظمة الإسلام ،وهيبته الأمر الذي أخر عنه وعد الموت والدخول في الهاوية كاملا.فمن المؤكد أنه وقع في الهاوية إلا أنه نجا لأيام من الهاوية العظمى التي تُسمّى الموت.وواضح أن أي كلمة أو شرط في كلمات الوحي وشروطه لم يكن عديم التأثير أو مما لا يؤدي تحققه إلى أي نتيجة لهذا كان من الضروري أن يستفيد عبد آتهم بقدر ما آمن الله على همه بقلبه بعظمة الحق، وهذا ما فعله الله وأوحى إلي قائلا: اطلع الله وغمه، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تعجبوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.وبعزتي وجلالي إنك أنت الأعلى، ونمزق الأعداء كل ممزق، ومكر أولئك هو يبور.إنا نكشف السر عن ساقه يومئذ يفرح المؤمنون ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وهذه تذكرة، فمن شاء اتخذ ربه سبيلا.أي لقد اطلع الله على هم آتهم وغمه وأمهله إلى أن يميل إلى التجاسر والبذاءة والتكذيب وينسى المنة الإلهية، (وهذه المعاني للوحي المذكور بتفهيم إلهي).ثم قال : هذه هي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا وتغييرا، والمعنى الذي فُهمتُه من الله لهذه الجملة أن من عادة الله الله أنه لا يُنزل العذاب على أحد حتى تظهر أسباب كاملة تثير غضب الله، وإذا إلى

Page 20

أنوار الإسلام كان شيء من خشية الله يكمن في أي زاوية من القلب وظهر فزع فلا ينزل العذاب ويتأجلُ إلى وقت آخر.ثم قال: لا تعجبوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.فالخطاب فيه موجه إلى جماعي.ثم قال: وبعزتي وجلالي إنك أنت الأعلى، فالخطاب فيه لهذا العبد المتواضع).ثم قال: نمزق الأعداء كل ممزق، أي ستصيبهم ذلة، ومكر أولئك هو يبور، وفهمت أنني أنا سأنال الفتح لا العدو وأن الله لن يتوقف ولن يكف حتى يفضح الأعداء في كل مكرهم ويجعله يبور ، أي سيكسر المكر الذي صنعوه وجسموه وسيذره ميتا وسيري جثمانه للناس.ثم قال: إنا نكشف السر عن ساقه..أي نكشف الستر عن الحقيقة ونبين الشواهد البينة للفتح، ويومئذ يفرح المؤمنون، الأولون والآخرون أيضا.ثم قال: إن تأجيل عذاب الموت بالسبب المذكور هو من سنتنا وقد ذكرناها.والآن من أراد اتخذ السبيل إلى ربه.ففي هذا زجر ولوم لمسيئي الظن، كما فهمت أن السعداء الذين يحبون الله وحده وليس في طبعهم ظلامُ العناد والتعصب والتسرّع أو سوء الفهم سيقبلون بياني هذا ويجدونه موافقا للتعليم الإلهي.أما الذين يتبعون نفوسهم وعنادها أو لا يعرفون الحقيقة فلن يقبلوه بسبب التجاسر والظلمة النفسانية.لقد شرحت الإلهام الإلهي بتفهيم إلهي ، وملخصه أن سنة الله منذ القدم أنه ما دام الكافر أو المنكر لا يخلق بيده أسباب الهلاك بمنتهى التجاسر والتمادي في التباهي فلا يهلكه الله ، بعذاب، وحين يحين نزول العذاب

Page 21

497 هو أنوار الإسلام على أي منكر تتولد فيه تلك الأسباب فيُكتب له الهلاك بموجبها.هذا القانون القديم لنزول العذاب الإلهي، وهذه هي السنة المستمرة، وهذه القاعدة غير المتبدّلة التي ذكرها الكتابُ الإلهي.وسيتبين بالتدبر أن الشرط في الإلهام بدخول عبد الله أتهم الهاوية هو في الحقيقة بحسب هذه السنة الإلهية.لأنه ينص على بشرط ألا يرجع إلى الحق"، لكن السيد عبد الله آتهم قد أثبت بتصرفاته الناجمة عن الاضطراب أنه نظر بتعظيم إلى هذه النبوءة التي صدرت لإثبات صدق الإسلام، كما أن الوحي الإلهي أنبأني بأنه قد اطلع على همه "وغمه أي قد واجه الخوف والذعر من النبوءة الإسلامية واستولى عليه الرعب وأثبت بأفعاله أن هيبة النبوءة الإسلامية قد أثرت في قلبه، واستولى على قلبه الاضطراب والجنون والذهول وسحقت قلبه هيبة النبوءة الإلهامية حتى أصابه الاضطراب المتناهي وظل يتنقل من مدينة إلى مدينة وفي كل مكان خائفا متوجسا.و لم يبق توكله على الإله المصطنع الذي كان اتخذه إلها بأفكاره الزائغة وظلمة الضلال، فخاف الكلاب وفزع من الثعابين كما أبدى الخوف من الأماكن الداخلية في البيت، فاستولى عليه الخوف والوهم والحرقة القلبية وأصابته الهيبة الكاملة للنبوءة وشعر بتأثيرها قبل تحققها.وظل ينتقل من مدينة إلى مدينة خائفا مذعورا بدافع القلق والاضطراب دون أن يُخرجه أحد من أمرتسر، وسلب منه راحة قلبه وظل يتشرد ويهيم في كل الله مكان كالفزعين المذعورين متأثرا بهيبة النبوءة بشدة.واستولت على قلبه

Page 22

أنوار الإسلام هيبة الإلهام الإلهى وتأثيره بحيث امتلأت لياليه هولاً وأيامه اضطرابا وظهرت فيه جميع علامات الفزع والقلق التي تظهر من الشخص الذي يتأكد أو يظن بأن عذابا إلهيا سينزل عليه لمعارضته للحق، فقد ظل يبدي قلقه واضطرابه في كل مكان بأسلوب عجيب، بحيث ألقى الله في قلبه خوفا مذهلا وفزعا لدرجة أن كان يفزع من تحرك الباب، وكان يتذكر ملك الموت برؤية الكلب ولم يهدأ له بال في أي مكان، وقضى أيامه بمنتهى الاضطراب، وأحاط بقلبه الاضطراب والقلق والذعر والفزع، واستولت عليه الوساوس المخيفة ليل نهار و لم ترفض أفكاره القلبية العظمة الإسلامية بل قد قبلتها.فلم يجده الله الرحيم الكريم والمتمهل في إنزال العذاب والمطَّلع على أفكار الإنسان والذي يعامله بحسب تصوراته القلبية- في الحالة التي كان يمكن أن تنزل فيها عقوبة الهاوية الكاملة..فورا..أي الموت الفوري.وكان من الضروري أن يتأجل العذاب الكامل حتى يخلق لنفسه أسباب الهلاك بيده بالتجاسر والتجرؤ.كما كان الإلهام الإلهي قد أشار إلى ذلك لأن وعد حلول عذاب الموت في العبارة الإلهامية كان مشروطا غير مطلق فرأى الله أن عبد الله آتهم قد قبل عظمة الإسلام بتصورات قلبه وبأفعاله وتصرفاته وبخوفه الشديد وبقلبه المذعور والفزع وهذه الحالة تعد نوعا من الرجوع، وتتعلق بجملة تفيد الاستثناء في الإلهام، لأن الذي لا يرفض عظمة الإسلام بل يستولي عليه خوفُها فهو يُثبت رجوعا ما إلى الإسلام.صحيح عنه أن

Page 23

أنوار الإسلام الرجوع من هذا النوع لا يُنجي من العذاب في الآخرة، غير أنه يؤجل العذاب في الدنيا حتمًا حتى يعود إلى التجاسر.وهذا هو الوعد المذكور في القرآن الكريم والكتاب المقدس.وإن ما بيناه عن عبد الله آتهم وحالة قلبه ليس بدون إثبات، بل إن عبد الله أتهم قد أثبت بمنتهى الجلاء- بإظهار تعرّضه لمصاب جلل، وتجشمه مشاق الانتقال من مدينة إلى أخرى، وبارتدائه زي الحداد وبإصداره التصرفات الناجمة عن الهلع والفزع كل يوم، وبإبدائه القلق والاضطراب للعالم أنه اعترف بصدق الإسلام وعظمته من صميم فؤاده فهل من الكذب القول إنه حقق في شخصه المدلول المهيب للنبوءة كاملا ؟ وقد هابَ هذه النبوءة كما يخاف المرء البلاء الحقيقي، ولم يطمئن قلبه بوسائل الحماية الظاهرية، وأصابته هيبة الحق بنوع من الجنون.فلم يُرد الله الله أن يُهلكه في هذه الحالة لأن ذلك ينافي قانونه القديم وسنته القديمة، كما أنه يناقض وينافي الشرط في الإلهام.فإذا تحقق الإلهام على عكس شروطه بصورة أخرى، فيمكن أن يفرح به الجاهلون لكن هذا النوع من الإلهام لا يكون من الله المستحيل أن ینسی الله شروطه التي وضعها لأن التقيد بالشروط ضروري جدا للصادق، وإن الله هو ومن أصدق الصادقين.غير أن عبد الله آتهم إذا أبطل فيه هذا الشرط وأهمله وخلق لنفسه أسباب الدمار بالتجاسر والعناد فسوف تقترب تلك الأيامُ وتظهر عقوبةُ الهاوية بالكمال وتظهر النبوءة مفعولها بنوع عجيب.

Page 24

أنوار الإسلام الكلمات ومما يجدر الانتباه إليه بتركيز أن الإلقاء في الهاوية التي هي الأصلية للوحي قد حققه عبد الله آتهم بيده، فالمصائب التي واجهها والأسلوب الذي أصابته به من الاضطرابات وأمسك بقلبه الهولُ والهلع فإنما هي الهاوية في الحقيقة، وإن الموت هو إكمال لها، وهو غير مذكور في النص الإلهامي.فمن المؤكد أن المصيبة التي واجهها عبد الله آتهم بأوضاعه تمثل هاويةً، لكن الهاوية الكبرى التى عُبر بها عن الموت، قد أُجّلت عنه لفترة، لأن هيبة الحق أثرت فيه، فاستحق في نظر الله الانتفاع نوعا ما هذا الشرط المذكور في عبارة.الإلهام ومن الضروري أن يتحقق كلُّ أمر على الوجه الذي ذكر في الإلهام الإلهي، وإنني أوقن بأن أحدا لن يعارضنا في هذا البيان إلا الذي لم يطلع على جميع أحداث عبد الله آتهم أو من الذي يحب كتمان الحق بدافع التعصب والبخل وسواد القلب.وإذا أصر النصارى على الخصومة والنزاع واعتبروا تصرفاتهم الماكرة شيئا يعتد به أو شك أحدٌ غيرُهم في ذلك، فللتأكد من هو المنتصر؛ أَأَهْلُ الإسلام كما هو الحق أو النصارى كما يزعمون ظلما؟ فإنني مستعد لأباهلهم لإفضاحهم، وإن لم يكفّوا عن الكذب والمكر فستكون المباهلة بحيث نجتمع نحن الفريقان في ميدان في موعد محدد وليعلن فيه عبد ثلاث مرات قائما بالكلمات التالية "لم يخطر ببالي رعب النبوءة الإسلامية طرفة عين خلال ميعادها إذ قد رأيت ولا أزال أرى الإسلام وني الإسلام على الباطل، ولم يدر بخلدي قط أنه صادق، وكنت ولا أزال أؤمن الله آتهم

Page 25

۱۳ أنوار الإسلام بأن عيسى ابنُ الله وإله كما يؤمن بذلك المسيحيون البروتستانت، وإذا هذا خلاف الواقع وأخفيتُ الحقيقة فأنزل عليَّ عذاب الموت كان تصريحي أيها الإله القادر خلال عام "واحد فسنقول آمين" عند هذا.وإن لم يظهر تأثير الدعاء خلال سنة ولم ينزل العذاب الذي ينزل على الكاذبين فسوف نقدم ألف روبية غرامةً لعبد الله آتهم.وإذا أراد فيمكن أن نودعها عند أحد سلفًا، لكنه إذا لم يتقدم بهذا الطلب" فاعلموا يقينا بأنه كاذب، وسيواجه العقوبة عند التعنت.لقد عرفنا في الإلهام بوضوح أن سبب تأجيل الموت عن عبد الله أتهم حتى الآن أنه- بقبوله عظمة الحق من خلال إظهار الخوف - قد أحرز مماثلته نوعًا ما بالذين يعودون إلى الحق.فصار من الضروري أن ينتفع من الشرط لحد ما.وإن الذين تدبّروا أوضاعه ودرسوا بدقة اضطرابه وقلقه البالغ يستطيعون أن يدركوا هل كان ذلك هاويةً أم شيئا آخر.وإذا أنكر أحدٌ بدون حق فقد كتبتُ ذلك الحكم الفيصل لإفهامه لكي يسود وجه كل من أصرَّ على الكذب.نحن نؤكد لمعارضينا أن هذا هو الحق، أجل هذا هو الحق.ونؤكد مكررا أن السيد آتهم قد نال نصيبا من الهاوية، وليس ذلك فحسب بل قد أصاب عبد الله ملحوظة: نحن نعلن هنا أننا سنقدم له سلفا ألف روبية بعد استلام التصريح الموثق رسميا.هذا إقرار حاسم.منه ملحوظة: لتقديم الطلب مدة أسبوع، أي اعتبارا من يوم النشر، أي بعد استلامه المنشور.منه

Page 26

أنوار الإسلام دماغه أعراض "قطرب" و"مانيا" أيضا التي أشار إليها الإلهام الإلهي والتي ستظهر نتائجها عن قريب ولا يمكن أن تختفي بإخفاء أحد.فاعلموا يقينا يا طلاب الحق أن نبوءة الوقوع في الهاوية قد تحققت وانتصر الإسلام، وواجه النصارى الذلة والهوان.فلو استطاع عبد الله آتهم أن لا يظهر منه آثار الجزع والفزع وأبدى استقامته بأفعاله وأثبت أنه لم يكن ينتقل من مكان إلى مكان هائما ولم يَدَع الوهم والخوف والقلق يستولي على قلبه، بل قد قضى جميع تلك الأيام بفرحة دون اضطراب كالمعتاد، لكان يمكن أن يقال إنه نجا من الوقوع في الهاوية.غير أن وضعه الحالي ينطبق عليه المثل القائل: "لقد رأيتُ القيامة قبل القيامة".فقد وقعت عليه جبال الفارس رسي الهم التي لم يجد نظيرها في حياته السابقة كلها أفليس من الحق أنه خلال هذه الأيام كلها قد واجه الهاوية في الحقيقة.فلو قرأتم من ناحية كلمات الوحي في نبوءتنا ودرستم من ناحية أخرى المصائب التي حلت به لما بقي لكم أي شك في أنه قد وقع في الهاوية حتما.فمن المؤكد أنه وقع في الهاوية، وقد أصاب قلبه الهم والغم وفقدان الصواب لدرجة لا نراه أقل من أن النتيجة القصوى التى حسبناها للهاوية- الواردة عذاب النار.وصحيح في شرحنا أعني الموت لم تصبه حتى الآن حقيقةً، وذلك لأنه رسخ في قلبه عظمة الإسلام ،وهيبته فاستفاد بمقتضى الشرط الموجود في نص الإلهام وفقا هما اسما مرضين نفسيين: فالقطرب نوع من الماليخوليا.والمانيا الاكتئابي.(المترجم) مي الهوس

Page 27

أنوار الإسلام للسنة الإلهية، مع ذلك قد أشرف على الموت، ووقع في هاوية الألم والقلق حتما وانطبقت عليه كلمة الوقوع في الهاوية، فاعلموا يقينا أن الإسلام انتصر وصارت يد الله هي العليا وتعالت كلمة الإسلام، وتردت المسيحية.فالحمد لله على ذلك.هذا ما آل إليه مآل السيد عبد الله ،آتهم أما أصحابه الآخرون الذين تشملهم كلمة "فريق "الحوار" وكانت لهم علاقة بـ "الحرب المقدسة" سواء أكانت في الإعانة أم في تنظيم الحوار أو في اقتراحه أو تأييده أو زعيم منهم من تأثير الهاوية.وكل واحد منهم تذوق رئاسته، فلم يسلم أحد طعم الهاوية في الميعاد بحسب أوضاعهم، فأولا أخذ الله الله القس "رايت" الذي كان هذه الجماعة في الحقيقة نظرا لمكانته فقد خلا ومنصبه، من هذا العالم الفاني بموت مفاجئ في عز شبابه.وبموته المفاجئ قد أصاب الله الدكتور مارتن كلارك ومثله جميع أصدقائه وأعزائه ومرءوسيه بصدمة شديدة وألبسهم لباس الحداد.فقد سبب لهم موته المفاجئ حزنًا وألماً لم يكن أقل من الهاوية بحال من الأحوال.وكذلك القس "هاول" أصيب بمرض شديد مدة طويلة ونجا منه بعد أن أوشك على إن كلمة أحد المبشرين المسيحيين التي ألقاها في حفل تأبين أقيم في الكنيسة عند وفاة القس "رايت" تبين لنا اضطراب المسيحيين وفزعهم وما صدر من قلبه المفجوع الفزع المغضوب عليه آنذاك، حيث صرح : هذه الليلة أصابتنا عصا غضب الله الله في غير وقت وقتلنا حسامه الخفي في غفلة، فقط.كان "رايت" مبشر الشرف في أمر تسر ، وقد مات القس "فورمين" في لاهور.منه

Page 28

أنوار الإسلام الهلاك.كما أن القس عبد الله قد وقع في هاوية أنواع الأمراض الشديدة ولا نعرف هل قد نجا منها أو قد قضت عليه.وبحسب معلوماتنا لم يسلم ولا واحد منهم من الحداد أو المصيبة أو الذلة والهوان، وليس ذلك فحسب بل قد أصابهم الله في الأيام نفسها ذلة وهوانا بوجه خاص قد نکست به رءوسهم ولم يعودوا صالحين لمواجهة المسلمين، لأنني ألفتُ كتاب "نور الحق" باللغة العربية الفصيحة بتوفيق من لافتضاح القساوسة في ادعائهم العلم ولتبيان أن الاعتراض على القرآن الكريم والإسلام يتطلب إتقان اللغة العربية وأن هؤلاء لا إلمام لهم باللغة العربية، وأرسلت الرسائل إلى عماد الدين وسائر القساوسة بالبريد المسجل أن يؤلفوا كتابا مقابله باللغة العربية إذا كانوا يدعون معرفة آية الله الله وطلبت منهم اللغة العربية التي لا بد منها لتدبّر المسائل الإسلامية والتأمل فيها والطعن في فصاحة ،القرآن وينالوا مني جائزة خمسة آلاف روبية، ولو كان لديهم شك في الجائزة فيمكنني إيداع هذا المبلغ سلفا.وكتبت أيضا أن هذا يمثل على صدق الإسلام وإن أبطلوها وأعدوا مثله كتابا بليغا من وفصيحا باللغة العربية فسوف تُسلَّم لهم الجائزة دون أي تردد، ويمكن إيداع المبلغ لقناعتهم حيثما شاءوا، وإذا استطاعوا إعداد كتاب مثله فلن يستلموا الجائزة على ذلك فحسب بل سوف يُعترف في المستقبل بأنهم مشايخ بحسب ما يزعمون ويحق لهم الاعتراض على فصاحة القرآن الكريم وبلاغته، كما سوف يُبطلون إلهامنا أيضا بسهولة بإعداد كتاب

Page 29

أنوار الإسلام مثله، لكنهم إذا لم يستطيعوا فسوف يثبت أنهم يتسمون مشايخ كذبا وافتراء وهم جاهلون وأغبياء في الحقيقة وستحل عليهم في هذه الحالة ألف لعنة كتبتها في أربع صفحات، بل أكثر من كتاب نور الحق، لمجرد الهدف أنه إذا كان هؤلاء القساوسة لم يقدروا على إعداد كتاب مقابله ولم يكفّوا عن ادعائهم بأنهم مشايخ ومتمكنون من اللغة العربية، ولم ير تدعوا عن الهجوم على فصاحة القرآن الكريم الإعجازية فعليهم ألف لعنة هذه إلى يوم القيامة.لكنه رغم هذه اللعنات العنيفة التي هي أسوأ من الموت بمئات الملايين من الدرجات، فقد عجز القس عماد الدين وجميع المتنصرين من البنجاب والهند كلها الذين يتسمون بالمشايخ ويدعون معرفة اللغة العربية، عن تأليف الردّ ومع ذلك لم يكفّوا عن هجماتهم الغاشمة، بل قد نشر القس عماد الدين ترجمة القرآن في الأيام نفسها متجردا عن كل حياء وخجل وكتب الحواشي عليه وجعل نفسه أول وارث لهذه اللعنات الألف.وكما كان قد ورد في نبوءة المناظرة، أن الذلة الشديدة ستصيب الفريق الذي يختار الكذب عن عمد ويتخذ الإنسان الضعيف إلها، فقد كسب جميع هؤلاء القساوسة الأغبياء تلك الذلة كلها ولم يعودوا صالحين لمواجهة أحد مستقبلا.وقد سبق أن كتبنا أن كلمة الفريق تشمل كل هؤلاء الذين كانوا يساعدون السيد عبد الله آتهم ويؤيدونه، بل قد ظلوا يسودون أعمدة الجرائد خيانة حتى بعد المناظرة.فليتدبر العاقل هنا هل قد وجد كل واحد منهم الهاوية أم قد

Page 30

أنوار الإسلام بقي شيء منها؟ ونحن نجعل كل عاقل ومنور القلب حكما للعدل، ونسأله هل هذا القدر من الذلة والخزي يمثل نموذجا من الهاوية أم لا، فهل قد نجا هؤلاء من الذلة الموعودة في نص الوحي أم قد نالوا نصيبا کاملا منها، فمن فعل الله تعالى أنه بعد النبوءة قد أقام الحجة على هؤلاء من كل ناحية.وجعل النبوءة تحيط بالجميع كشبكة، فدفع بعضا منهم إلى هوة الخوف والتوجس والهول ليل نهار كعصاة بني إسرائيل، مثل السيد عبد الله الهم، الذي جعل الله الوهم يستولي على قلبه وظل يهيم هنا وهناك خوفا من الموت كاليهود، وظهرت عليه آثار الجنون وطار صوابه، وأوتي حظا كبيرا من مرض قطرب ومانيا، ومرض دماغه و اختلت حواسه ورأى الموت ماثلا أمامه كل حين وآن، ورسخ في قلبه الخوف والهول والفزع بحيث ختم على عظمة الإسلام وظل ينتقل مع خوفه هذا من مدينة إلى مدينة، وأشهد الألوف على أنه بقلبه قد قبل عظمة الإسلام وصدقه، فليس من الصحيح القول إنه ظل يتنقل من مدينة إلى أخرى خوفا من أن يغتاله المسلمون، وذلك لأن نظام الشرطة في أمرتسر لم يكن ناقصا لكي يلجأ إلى شرطة لدهيانة، ثم لم يشن عليه الهجوم أحد في لدهيانه حتى يضطر للهروب إلى فيروزبور.ملحوظة: من الثابت أن هذا العبد المتواضع لم يكن ملكا من الملوك بل كان مهجور القوم وفي نظر المسلمين كافرا، كما لم أكن بحسب سيرتي وسلوكي سفاكا وقاطع طرق، فمن أين أصابه هذا الفزع والرعب؟ فما الذي كان يخافه إن لم يكن هناك خوف من الحق؟ منه.

Page 31

1970 ألف أنوار الإسلام فالحقيقة أنه صار خائفا من هيبة الإسلام كالمصاب بمرض قطرب، وأثرت في قلبه عظمة الحق تأثيرا كبيرا لم يقاومه، ووجده الله بهذا الغم كالمجنون فأمهله بحسب وعوده الإلهامية حتى يركن إلى البذاءة والإساءة والتجاسر عودا إلى التجرؤ ويخلق لنفسه بيده أسباب الهلاك بالتمادي في أعمال الوقاحة وعدم الحياء، ويثير الغيرة الإلهية.وإذا أنكر ذلك أحد وقال إنه لم يخف عظمة الإسلام فعليه أن يحث السيد عبد الله آتهم- برهانا على ذلك على الإقرار والحلف الذي سيفوز معه بألف روبية أيضا، وإن لم يفعل ذلك فبأي اسم غير المتعصب الغبي نسميه؟ ألا يكفي لإظهار الحق أننا لم نقدم أوضاع عبد الله آتهم فقط بل قد نشرنا الإعلان بمنح روبية؟ وتذكروا جيدا أنه لن يتوجه إلى هذا الإعلان، لأنه كاذب ويعرف جيدا في قلبه أن نفسه كادت تزهق بسبب هيبة النبوءة.ولا يغيبن عن البال أن لبنة أساسية للعذاب الكامل قد وُضعت في السيد عبد الله آتهم، وستظهر بعض الدوافع عن قريب.إن جميع أفعال الله المبنية على الاعتدال والرحمة وهو لا يتسرّع عبئًا كالإنسان الذي يكن الحقد، ولا يَسلُ سيفه على القلب الفزع وإنما يصيب الجلف المتجاسر، وهو يراعي كل كلمة له.فلما كان النص الإلهامي يفيد أن الموت لن يرد عليه في حالة ركونه القليل إلى الحق، بل سيصيبه الموتُ إذا تمادى في الوقاحة والتجاسر، فكيف كان يمكن أن يصاب السيد عبد الله أتهم بموت في أيام كان قد أرى العالم من خلال تصرفاته الناجمة عن الاضطراب أن عظمة الإسلام قد

Page 32

أنوار الإسلام رت فيه أشد تأثير فليس من شك في أن القلب الذي استولت عليه عظمة النبوءة الإسلامية كثيرا حتى لو لم يُرد التخلي عن دينه بسبب العلاقات النفسانية، لكنه من المؤكد أنه بتعظيم الإسلام بقلبه قد جعل نفسه في عداد العائدين، بل قد خاف خوفا لا يخافه حتى الكثير من الله عنه المسلمين، فقد جعله الخوف- المستولي عليه كالمجنون، فلم يمنع هذه الفائدة البسيطة بكمال رحمته، إذ أجل عنه عقوبة الوقوع في الهاوية بالكامل وفقا للشرط الموجود في الإلهام.فقد نجا من العقوبة الكاملة للهاوية وإن لم يسلم من وقوعه في الهاوية أصلا، فالخوف الذي جعله الله مسيطرا على قلبه لا نجد له مثيلاً في صفحات تاريخ هذا العصر.نحن نكتب هنا مكررا أنه برهن على ذلك شخصيا بخوفه، ولو كان أحد المتعصبين ما زال يشك في ذلك، فالمقياس الثاني هو ذاك الذي تكلمنا عنه آنفا، ونحن نقول بكل قوة إن السيد عبد الله أتهم لن يتوجه إلى المواجهة لأنه لا يغفل عن حالة قلبه، وإن قلبه ليشهد أن إلهامنا صادق وإنْ لم يُصرّح بذلك علنا، غير أن قلبه يصدق هذا البيان.أما إذا تصدى لهذه المواجهة بدافع الرياء الدنيوي فسيعود إليه العذاب الإلهي على وجه كامل.ونحن على حق وسوف يتبين للعالم هل أقوالنا هذه صادقة أم كاذبة.وقد كتبنا أن الله الله قد أثبت أن كل من كان داخلا في الفريق الخصم، من المناظر أو مساعدوه أو المنظم أو المقترح، لم يسلم أحدهم من مس العذاب، كما قد كتبنا تفصيل ذلك قبل قليل فهذا فعل الله الله، فمبارك

Page 33

أنوار الإسلام من تدبروا جميع جوانب هذا الفعل و لم يظلموا أنفسهم.نحن لا نريد أن تكره أحدا بدون إثبات، بل إن هذه الأحداث تتلألأ كالشمس ونعرضها للجميع ليتدبروها.ولو كان أحد أعمى لا يفهم شيئا أصلا، فقد وضعنا له في هذا الإعلان معيارا جديدا يمكن أن يُقنعه بمنتهى النقاء، بشرط أن يكون لديه نصيب من العدل والفهم الفطري، ولا يكون دفينا تحت ظلام التعصب ولا يكون محروما من العقل.وينبغي أن يخشى الله المعارضون المسلمون ولا يشاركوا الأمم الأخرى في التعصب والإنكار، لأن الأمم الأخرى تجهل سنن الله وعاداته ولا علم لها بابتلاءاته واختباراته، أما الذين تلقوا التعليم الإسلامي فهم يعرفون جيدا كيف يراعي الله الله شروطه في نبوءاته، بل إن يراعي أحيانا شروطا لم تصرح في النبوءات، لكي يمتحن عباده، وأحيانا يكون هذا الامتحان دقيقا جدا، بحيث يشبه عدم الإيفاء بالوعد، كما قد بين هذا البحث السيد عبد القادر الجيلاني الله في المقال التاسع عشر لكتابه "فتوح الغيب" صفحة ١١٥، وفي مواضع أخرى أيضا.وقد تناول هذا البحث السيد الشاه ولي الله رحمه الله أيضا في كتابه "فيوض الحرمين" بإسهاب في صفحة ٧٤، فليراجع الباحثون هذه المواضع ويتدبروها، غير أن هذه النبوءة تتضمن آثار الفتح الواضحة.يجب أن يتدبر الناس بعيدا عن التعصب، ما أكثر الآثار البينة التي قد ظهرت لهذه النبوءة.فهل يمكن لأحد القولُ إن الحوادث التي تعرض لها الفريق الخصم، هذه الجماعة كلها كانت وليدة المصادفات و لم تكن بإرادة الله ؟ أي

Page 34

۲۲ أنوار الإسلام أيها المسلمون الله تدبروها ولا تكونوا من الذين عميت أبصارهم من التعصب والذين فسدت قلوبهم بالعناد، لقد حقق الله نبوءتنا بمنتهى الجلاء بحسب عبارة الوحى وبحسب شروطها والآن ذلك الحبل الذي اقترحنا وضعه في رقبتنا في حالة الكذب قد أصاب رقاب النصارى الذين حل عليهم هذا القضاء والقدر الإلهي، ويشاركهم في هذا الحبل أولئك السفهاء الذين لا يملكون قلوبا يفقهون بها، وقد أعماهم التعصب.لا شك أن الإسلام قد انتصر وأن النصارى واجهوا الذلة والهوان من كل ناحية، وقد جلّى النداء الإلهي هذا الفتح وسيزيده إشراقة أكثر مستقبلا بفضله وكرمه، غير أن النصارى يحبون بمكرهم الشيطاني وصوتهم الشيطاني أن يدعوا الفتح، لكن الله سيحطم مكرهم.فكان مقدرا أن يدَّعوا ذلك؛ لأن النبي ﷺ قد أنبأ قبل ثلاثة عشر قرنا من اليوم بما ملخصه ومغزاه أن في زمن المهدي المعهود الذي سيُبعث في الزمن الأخير، ستكون مناظرة بين جماعة المهدي والنصارى، وسيثبت من صوت سماوي- أي بآيات سماوية وبعلامات وقرائن أن الحق مع آل محمد أي مع رجال محمد الله الله الذين هم ورثته وبمنزلة آله.بينما سينبعث الصوت من كل مكان من جراء المكايد الشيطانية أن الحق مع آل عيسى، أي أن الذين يُدعَون رجال عيسى هم على الحق، لكن الله ال سيبين أخيرا أن آل محمد حصرا على الحق.وأن دين الإسلام هو المنتصر حصرا.فيا أيها المعارضون لا تُهلكوا أنفسكم عن عمد، فالحق

Page 35

۲۳ أنوار الإسلام مع الإسلام وسيكون معه في المستقبل أيضا، فمباركة تلك القلوب التى تحوز الفهم اللطيف، ولا تسقط في هوة التعصب والعناد.والسلام على من اتبع الهدى المعلن العبد المتواضع غلام أحمد من قاديان، غورداسبور بتاريخ ٥ سبتمبر/أيلول ١٨٩٤

Page 36

٢٤ أنوار الإسلام حاشية رقم 1 إن المطلعين على عادات الله القديمة وسننه والذين يدركون مدلول الكتب الربانية ومغزاها، لا يستطيعون أن ينكروا أن الله الله يتقيد في نبوءاته بجميع الأمور التي تندرج في عاداته وسننه غير المتبدلة، سواء ذكرت في أي نبوءة صراحة أو إجمالا وإشارة فقط، أو لم تذكر أصلا، لأن الأمور التي تقررت من السنن غير المتبدلة لا يمكن أن تتبدل بشكل من الأشكال، ولو فرضنا عدم ذكرها في أي نبوءة، مع ذلك من المستحيل أن تتحقق أي نبوءة بدونها، لأن سنة الله لا تتغير.فمثلا نعلم من القرآن الكريم والكتب الإلهية الأخرى أن جميع الذين أصابهم الموت أو الهلاك عقابا في هذا العالم لم يكن سببه ينحصر في كونهم على الباطل، أي كانوا عبدة الأوثان مثلا أو كانوا عبدة النجوم أو النار أو خلقا آخر، لأن المحاسبة على الضلال الديني تكون في يوم القيامة، ولا ينزل العذاب على أحد في هذا العالم لمجرد كونه على الباطل أو الكفر؛ فقد جعل لهذا العذاب جهنم والدار الآخرة، بل إن هذه الدنيا بمنزلة الجنة للكافرين.أما المؤمنون فيها فغالبيتهم يتعرضون للألم والأذى فيها الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، فهنا ينشأ السؤال بالطبع أنه إذا كانت الدنيا جنةً للكافر ويشهد المشاهدة أيضا، على أن الكفار سباقون في كل نعمة دنيوية وثروة، والقرآن الكريم هو الآخر يصرح في مختلف الآيات أن أبواب النعم الدنيوية كلها تفتح على

Page 37

أنوار الإسلام الكفار، فلماذا نزل العذاب على بعض الأمم الكافرة ولماذا أهلكهم الله بالأحجار والريح والطوفان والوباء؟ فجواب هذا السؤال أن كل هذه العذابات لم تكن بسبب الكفر وحده، بل إن الذين حلت عليهم هذه العذابات كانوا قد تمادوا في تكذيب المرسل إليهم والاستهزاء به والسخرية منه ،وإيذائه وكان فسادهم في نظر الله وفسقهم وظلمهم واضطهادهم قد بلغ منتهاه، وكانوا قد هيأوا الوسائل لهلاكهم بأيديهم فثار عليهم الغضب الإلهي، وأهلكهم بأنواع العذاب.ومن هنا تبين أن سبب العذاب في الدنيا ليس الكفر، وإنما الشر و التمادي في الاستكبار هو ما يستنزل العذاب.فالإنسان الذي يتجاوز حدود الظلم والإيذاء والاستكبار وينسى عظمة الله فسوف يتوجه إليه العذاب حتما حتى لو كان مؤمنا، وإذا تمسكن الكافر وأصابه الفزع والذعر فلن يصيبه العذاب في هذه الدنيا وإن كان يجدر دخوله جهنم الفلسفة القديمة والمحكمة لنزول العذاب بسبب هي ضلاله الديني.فهذه في الدنيا وهذه هي السنة الإلهية التي نجدها في جميع الكتب السماوية كما يقول الله في القرآن الكريم : وَإذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا أمرنا مترفيها...أي نلفت انتباه الأغنياء والمترفين إلى أن يتجاوزوا حد الاعتدال في ارتكاب السيئات.فيحق عليهم القول أي يوصلون مظالمهم منتهاها فندمرهم الإسراء: ۱۷

Page 38

أنوار الإسلام تدميرا.ويقول في آية أخرى: ﴿وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ لا يغيين عن البال أن الشرك هو أيضا من الظلم، بل هو ظلم عظيم، لكن المراد من الظلم هنا في هذه الآية التمرد المتجاوز للحدود، وأعمال الفساد المتناهية.وإلا إذا كان مجرد شرك دون أن يكون معه معه إيذاء واستكبار وفساد ولم يتجاوز الحدود بحيث يهاجم المشركون الوعاظ، ويعزمون على قتلهم، أو انكبوا على ارتكاب المعاصي كلية، وأفرغوا القلب من خشية الله؛ فلهؤلاء المشركين أو المذنبين عذاب في الآخرة.أما العذاب الدنيوي فلا ينزل إلا بالاعتداء والتمرد وتجاوز الحدود كما قال في آية أخرى: وَلَقَدِ اسْتَهْزِئَ بِرُسُلِ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَاب..عقاب: أي رأى الناس كيف حل بهم عقابنا.ثم يقول : (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أَي مكر الكفار للقضاء على الإسلام ومكرنا نحن أيضا، أي تركناهم يتمادون في المكر حتى يصلوا الدرجة التي ينزل فيها العذاب بحسب سنة الله.ففى هذا الموضع من ترجمة القرآن ملحوظة من شاه عبد القادر رحمه الله في موضح القرآن" ونسجل هنا تعريبها وهو: "كانت أسباب هلاكهم كاملة، لكنهم لم يهلكوا ما لم تصل شرورهم وفتنتهم الحدود" تمت 1 ۲ القصص: ٦٠ الرعد: ٣٣ النمل: ٥١

Page 39

أنوار الإسلام عبارته.راجع صفحة ٥٢٨ في القرآن الكريم المطبوع في مطبعة فتح الكريم.فثبت من جميع هذه الآيات أن العذاب الإلهي لا ينزل على أحد في الدنيا ما لم يوصل شره وظلمه واستكباره وعلوه وغلوّه منتهاها.فلا يحدث أن يكون الكافر يهلك خوفا ومع ذلك تحل عليه الصاعقة عذابا من الله، ويكون المشرك يكاد يهلك خوفا من العذاب ومع ذلك لا ينجو من مطر الأحجار.إن الله رحيم وحليم، فهو لا يهلك أحدا بعذابه في هذه يا الله الدنيا إلا من هيأ أسباب هلاكه بيده.فإذا كانت هذه هي السنة الإلهية وهذا هو قانون الإلهي، فيجب أن تُختبر أوضاع عبد الله أتهم على هذا المقياس بمنتهى الحذر والاحتياط؛ كيف كانت حالته خلال هذه الخمسة عشر شهرا، فهل سمع أحد أنه ظل خلال هذه المدة يبدي نوعا من الوقاحة أو التجاسر أو الإساءة إلى الإسلام؟ أو هل صدرت منه أعمال التكبر والفتنة أو ألف الكتب المسيئة إلى الإسلام أو فتح لسانه بالتحقير والإساءة؟ كلا، فهو خلال هذه المدة لم ينشر ولا سطرا واحدا إساءة إلى الإسلام، بل على عكس ذلك أصابه الخوف الشديد من الهلاك، وقبل عظمة الإسلام قبولا لا نجد مثيله في النصارى الآخرين، فقد أعرب عن الخوف والفزع، فعامله الله الله بحسب سنته المعاملة التي يجدر بها القلب الخائف، وهذا الشرط نفسه كان في الإلهام أيضا، لأن الركون إلى الحق، وقبول عظمة الإسلام بحالة من الخوف الشديد، في الحقيقة شيء واحد.إن الذين يستعدون لقتل الحق ويتوجهون لعنادهم إلى كتمان الحق فلا أحد يقدر

Page 40

أنوار الإسلام الأحداث على لجمهم وهم لم يخرسوا قط.أما الذين سينظرون إلى هذه النبوءة حياء وخجلا بقلب مفكّر ويُبدون رأيهم - واضعين في الحسبان جميع بقلب نزيه غير منحاز، فلن يجدوا بدا من الاعتراف بأن النبوءة بحسب مضمونها قد تحققت، وقد أظهرت آثارا لم تكن موجودة من قبل، فلا يزعمن أحد في ضوء تصريحنا هذا أنه قد حدث ما كان سيحدث، ولا شيء للمستقبل.لأن البشارات التي تخص المستقبل في الإلهام هي "ونمزق الأعداء كل ممزق، يومئذ يفرح المؤمنون، ثلة من الأولين وثلة من الآخرين" أي سيتمزق الأعداء بهزيمة نكراء إربا إربا، ويومئذ سيفرح المؤمنون الأوائل منهم والآخرون أيضا.فاعلموا يقينا أن الأيام التي تتحقق فيها جميع الأمور مقدمة ذله الواردة في الإلهام الإلهى قريبة سيخجل العدو، وسيواجه المعارض وسيتبين الفتح من جميع النواحي، واعلموا يقينا أن هذا أيضا فتح، وهو للفتح القادم ألم يواجه النصارى الذلة بافتضاحهم في جهلهم، ألم يحل الموت ببعض مؤيدي المناظرة وزعمائها في عين الميعاد، ألم يُصب بعضهم في الميعاد نفسه بأمراض شديدة حتى أشرفوا على الموت؟ ألم يتعرض السيد عبد الله آتهم منهم لمدة خمسة عشر شهرا لمصيبة تملكه كل حين وآن فبات بسببها مضطربا أشد الاضطراب وظل غارقا في الهموم والمخاوف المتتالية، وأبدى للعالم صورة عجيبة لوضعه المخيف.وإلى الآن قد جعلته هيبة الحق كالميت ألم تتحقق النبوءة مع كل هذه الأحداث العجيبة جدا؟ فهل من قدرة الإنسان أن يجعل الخوف الهائل والفزع

Page 41

۲۹ أنوار الإسلام مستوليا على أحد، وهل إصابة أحد من الناس بالمرض الخطير والقضاء على أحد من عمل الإنسان؟ ليت معارضينا ولا سيما مارتين كلارك تأمل في ذلك وأدرك، واستعاد برقيته التي أرسلها إلينا، وتدبر بعقل لدقيقة واحدة أن أي فريق واجه المصائب بشكل عام والذلة في الميعاد؟ فهل يستطيع يحلف حاملا الإنجيل في يده أن النصارى لم تحلّ عليهم مصائب لم يكن لها أي أثر في السابق.فهل هناك شك في أن الله الله ألقى عليهم ذلة ألف لعنة وأصابهم بموت ومرض وسلط عليهم الخوف والفزع الشديد؟ ألم تُسوَّد وجوه القساوسة للأبد إثر الذلة التي لا راد لها والتي كشفت على العالم أن هجومهم على القرآن الكريم كان بمجرد حمقهم لا ببصيرة علمية؟ فهل من القساوسة قدر على الرد على كتاب نور الحق؟ وإن لم يقدر فرقبة أي منا أصاب حبلُ ذلة ألف لعنة، أرقبتنا أم رقاب فريق الدكتور أحد مارتن كلارك؟ نحن لا نقول شيئا، بل عليهم أن يحكموا بأنفسهم أهذه ذلة أم لا، ألم يثر دموعكم موتُ القس "رايت" المفاجئ في الميعاد؟ ألم تذب قلوبكم على تعرض السيد عبد الله آتهم لأنواع المصائب وتنقله خائفا من مدينة إلى مدينة، هل سقط السيد آتهم في هذا الوضع في الأتون الحارق أم في الجنة؟ لا أحد يدع هيبة الخصم الذي يراه كاذبا تستولي على قلبه ما لم يُلق الله بنفسه تلك الهيبة في قلبه فأناب الله ذلك الخوف مناب الموت فأجل الموت المادي بحسب سنته القديمة إلى وقت آخر، لأن السيد عبد الله آتهم بإبدائه الخوف الهائل مذيب الروح قد حقق الشرط المذكور في الإلهام

Page 42

أنوار الإسلام الذي كان مانع الموت.والجدير بالذكر جيدا هنا أنه قد نال كل فرد من عشر الفريق المسيحي نصيبا من الهاوية في الميعاد حصرا؛ ميعاد خمسة شهرا.أما السيد عبد الله آتهم فقد واجه نوعا من الهاوية، ونجا من الجزء الأكبر من الهاوية أي الموتِ بجعل أفكاره تابعة لعظمة الحق وعودته إلى الحق، فقد عصمه منه الشرط الإلهامي.فكما كان شرط خمسة عشر شهرا مذكورا في الإلهام، فإن الشرط الذي يصير به الميعاد غير مؤثر كان موجودا في الإلهام نفسه.وأخيرا نود أن نقول إننا الآن عشية كتابة هذه الحاشية تلقينا إعلانا من نصارى أمرتسر والدكتور مارتن كلارك قد نشره محمد سعيد المرتد، ومع أن إعلاننا هذا يضمُّ الرد المفحم المسكت لهذا الإعلان، غير أننا نريد أن تطلع القراء على الخبث الكبير للقساوسة وخيانتهم التي بدونها لم يكونوا ليكتبوا هذا الإعلان، وتلك الخيانة أن الشرط الذي كتبناه في النص الإلهامي لتفادي الوقوع في الهاوية والموت أي "بشرط ألا يعود إلى "الحق" قد شطبوه متعمدين في هذا الإعلان من باب الخيانة والتحريف، لأنه قد نشأ في قلوبهم فزع أن هذا الشرط يخيب خطتهم بحذافيرها، وكانوا يعرفون جيدا أن السيد عبد الله آنهم قد أثبت بأعماله انتفاعه بهذا الشرط.وهذا الذي ربطناه بالأعمال فإنما هو للذين يتمسكون بالظاهر، وإلا فإن الرجوع الباطني الذي تولد فيه والتوجه إلى الحق سرا فإن قلب السيد عبد الله آتهم أدرى به.باختصار، حين شطبوا في إعلانهم شرطنا الإلهامي عن عمد فقد

Page 43

۳۱ أنوار الإسلام تبين جليا من ارتكابهم هذه الخيانة الإجرامية أن الفريق المسيحي يعترف بأن السيد عبد الله آلتهم قد انتفع من هذا الشرط بإظهار نفسه مصابا منكوبا وإيراد الفزع الشديد على قلبه من هيبة الإسلام.صحيح أنه واجه شيئا من الهاوية وحقق النص الإلهامي، غير أنه بالشرط نفسه نال مهلة من الموت، فنحن نشهد على دعوانا هذه قلب السيد عبد الله آتهم لا غيره، وإذا لم يقتنع أحد من الاطلاع على أوضاعه وأغمض عينيه من أحداثه كالعميان، فنحن نحلفه بالله أنه إذا لم يكن رأيه هذا مبنيا على الفتنة والشر والخيانة بل هو صادق في هذا الرأي، فعليه أن يحث السيد عبد الله آتهم على الإقدام الذي ذكرناه قبل قليل وهو لا يكلفه شيئا، بل سينال بذلك ألف روبية مجانا.فإذا كان قد تيقن بأني كاذب فأي مشكلة يواجهها في كتابة كلمتين لهذا التصريح ؟ بل نحن مستعدون للحضور إلى أمرتسر بعد الاطلاع على أنه جاهز ومن لم يسوِّ القضية بهذه الطريقة وظل يكذبنا فهو نفسه كاذب ويستحق "لعنة الله على الكاذبين".سنسلم المبلغ لهذا الشخص نفسه ليودعه حيث يشاء بعد أن يقدم لنا هذا التصريح الرسمي، وإن لم نودع المبلغ بعد وصول مثل هذا الطلب لمدة ثلاثة أسابيع فسنكون من الكاذبين بلا شك، لكن هذا الطلب يجب أن يصلنا خلال أسبوع من صدور هذا الإعلان، ليهلك من كان كاذبا نحن نقول مرارا وتكرارا ووالله نقول حقا، إن السيد عبد الله آتهم قد نجا بقبوله عظمة الإسلام والرجوع إلى الحق.والآن يرى العالم كله أن تصريحنا هذا إذا لم يكن

Page 44

۳۲ أنوار الإسلام صادقا في نظر السيد عبد الله آتهم فسوف يقبل هذه المعركة الأخرى أيضا، فلماذا يخاف المواجهة؟ فالصدق لا يُخشى عليه وحين شطب القساوسة الجملة الإلهامية في إعلانهم خبثا، فلا نبدي الأسف على ذلك لأن آباءهم منذ القدم انشغلوا في التحريف فكانوا مضطرين لهذا التحريف بطبعهم، وكان يجب أن يحرفوا لكي يقتفوا آثارهم.والسلام على من اتبع الهدى.

Page 45

أنوار الإسلام حاشية رقم ٢ نكتة لطيفة ۳۳ من سنة الله أيضا أنه عزوجل يحقق نبوءاته وآياته على نحو يفيد فئة معينة تتدبر أفعاله وتتأمل فيها، وتتوصل إلى أعماق حكمه ومصالحه وهم عاقلون وأطهار ولطيفو الفهم وأذكياء وأتقياء وسعداء الفطرة ونبلاء ونجباء، ويحرم منها تلك الفئة التي تتضمن سفلة المزاج والمتسرعين وذوي الأفكار السطحية والعاجزين عن معرفة الحق والميالين إلى سوء الظن بعجلة و المتلطخين بعار الشقاوة الفطرية.وهو لا يلقي رجسا على قلوب عديمي الفهم، أي يلقى عليها نوعا من الحجاب فيتراءى لهم النور ظلاما، ويتبعون أمانيهم ويريدون تحقيقها ولا يتمتعون بالتدبر، وإن الله لا يقصد من فعله هذا منع الخبيث من الاختلاط بالطيب ويلقي على آياته ستائر تمنع خبيثي الطبع من الانضمام إلى الطيبين وتزيد الأطهار إيمانا وعلما ومعرفة، وتجعلهم يزدادون صدقا وثباتا وتظهر على العالم ذكاءهم ومعرفتهم للحق، وتحميهم من من الشأن والإساءة المحتملة حين ينضم إلى جماعتهم معوج الطبع ورديء الأفكار ومتبع النفس والسفيه ويجالسهم.ولما كان الله الله يريد أن لا تختلط أي نجاسة بمائه الزلال لجماعته، لهذا يُظهر آياته بميزة لا يدركها الغبي وخبيثُ الطبع، وإنما يدرك الآية رفيعة الشأن رفيعو الشأن فقط، فيزدادون بها إيمانا.وكان الله الله قادرا على أن يُظهر آية يتمكن من

Page 46

أنوار الإسلام رؤيتها بوضوح كل ذي عقل سطحي وسافل الطبع المصفد في مئات قيود النفس بحسب أهوائه النفسانية، لكن ذلك لم ولن يحدث أبدا على أرض الواقع.فلو حدث مرة واقتنع جميع الذين في قلوبهم زيغ برؤية الآية بحسب أهوائهم، وكان الله قادرا على إظهار مثل هذه الآية وكان قادرا على أن يجعل جميع الرقاب تخضع لها وتسجد كل أنواع الطبائع لرؤيتها؛ إلا أن تلك الآية لم تكن لتفيد الإيمان في هذا العالم الذي يتوقف الأمر كله فيه على الإيمان بالغيب وينحصر الفوز بالنجاة في الإيمان بالغيب.بل كانت تؤدي إلى الخلل في نظام الإيمان كله بكشف وجود البارئ تماما، ولا تترك أحدا يستحق الثواب على الإيمان بالله وذلك لأن الإيمان بالبديهيات لا يُكسب الثواب.فلو دخل في الجماعة جميع الأشقياء والسافلين وذوي الأفكار السطحية وذوي السيرة الخبيثة بإثارة الغوغاء والشغب إثر رؤيتهم هذه الآية الجوفاء لشكل انضمامهم وصمة عار على جماعة الأطهار، ولأثار رجوعُ خلق الله المفاجئ هذا وإثارة أنواع الفتن ضجةً لحكومات البشر.لهذا لم ترد حكمة الله ومصلحته منذ البدء أن تدع العامة يثيرون الضجيج بخصوص إظهار الآيات.إن أقواله لا تتبدل بل تتحقق كلُّها وستتحقق لكن على نحو يوافق سنة الله منذ القدم.

Page 47

أنوار الإسلام ۳۰ تنبيه إننا تطلع جميع المسلمين لوجه الله نصحا لهم أننا بفضل الله جل شأنه وكرمه أحرزنا الفتح المبين مقابل فريق النصارى، فالسيد عبد الله آتهم من فريق النصارى الذي انتخب للمناظرة، قد أثبت اضطرابه الممتد على أشهر وخوفه الغالب وهمه المستولي عليه أنه قبل عظمة الحق.وكل ما تعكسه أوضاعه ينوب مناب الإقرار، بل هو أوضح من الإقرار من ناحية وأجدر بالقناعة، لأن الإقرار أحيانا يكون ناجما عن النفاق أيضا؛ فعدد من نصارى أوروبا يعلنون إسلامهم في البلدان الإسلامية بالنفاق، أو كما يتنصر بعض عبدة الدنيا لنيل أهدافهم المادية لمجرد النفاق ويبدأون القول "ربنا المسيح"، ويُدعون عبدة عيسى، غير أن ما يترشح من وجه المصاب والخائف فلا يكون فيه أي نفاق، بل هو إقرار بالفعل والحال.فلا شك أن السيد عبد الله آلهم قد أبدى نموذجا لحالة المتضرر ووضع الخائف المذعور لا يتصور أكثر منه.ثم إعلاننا بمنح ألف روبية يمثل شاهدا ناطقا على إقراره، وإذا كان أحدهم ما زال يشك في إقراره فبم نصفه غير الغباء وفكر فاسد؟ ثم بالإضافة إلى ذلك من خطئهم الفادح أنهم لا يذكرون مرارا سوى هذا الرجل الذي انتخب ملحوظة: في بلدة جنديالة بالذات، حيث بدأت المناظرة، قد مات الدكتور يوحنا- الذي وكلت إليه أثناء المناظرة مهمة كتابتها لكونه يعدّ مسيحيا بارزاً نظرا لخدماته- أثناء الميعاد تحقيقا لهذه الآية ذات الهيبة.منه

Page 48

أنوار الإسلام للمناظرة بتشاورهم وإجماعهم من ضمن أعضاء الفريق.أما الأعضاء الآخرون من هذا الفريق فلا أحد يذكرهم! فنحن نسأل هؤلاء هل صرح إلهامنا بتعرض السيد عبد الله آتهم فقط للهاوية والذلة؟ أو كان يضم كلمة الفريق بصفة عامة؟ فإذا كان النص الإلهامى يذكر كلمة الفريق فلماذا يفهم منها عبد الله آنهم حصرا؟ ولماذا لا ينظرون إلى جميع الأحداث بنظرة واحدة معا.فهل كان السيد عبد الله آتهم قد ناظر وحده من تلقاء نفسه دون أن يكون هناك أي فريق و لم يكن له أي مساعد أو رئيس؟ أما إذا كان الفريق الخصم قد تشكل وكان قد انتخب السيد عبد الله أتهم للمناظرة، فلماذا لا يُذكر هذا الفريق مع كونه مذكورا في نص الإلهام ،صراحة يجب على كل منصف أن يتبع النص الأصلي للإلهام لا أن يخترع من عنده إلهاما جديدا.فنحن نستغرب كثيرا من هؤلاء الذين يحصرون النبوءة الإلهامية في السيد عبد الله آتهم بغير حق و دونما سبب، ولا يتدبرون كلمة الفريق ولا يعدّون النصر الكامل كاملا لغفلتهم وقلة تدبرهم.لكن الحق لا يقاوم فلن يجدوا مناصا من قبوله حتى بعد كل نزاع وخصومة شديدة، ولن يجدوا بدا من الاعتراف بعد قراءة أوراق المناظرة بأن السيد عبد الله آتهم كان عضوا فقط من أعضاء الفريق الخصم الذي انتخبه للمناظرة بقية الأعضاء، فكانوا قد وزّعوا أعمالهم، وكان السيد عبد الله آنهم قد انتخب للمناظرة لخبرته الطويلة بالكتابة وتمكنه من اللغة 1 منذ ما يشغل منصب النائب الإضافي للمفوَّض.ملحوظة : الإعلان الذي صدر الآن أيضا من قبل النصارى بعد خمسة عشر شهرًا

Page 49

أنوار الإسلام الآن افتحوا العيون ولا تتعاموا وأمعنوا النظر وقولوا صدقا هل تذوّق الفريق بأسره طعم الهاوية والذلة أم ما زالوا سليمين ومحفوظين منه كليا؟ وإذا كان كثير من أعضاء هذا الفريق قد تذوّقوا شيئا من طعم الهاوية، فما الذي يمنعهم من الإقرار بعظمة هذه النبوءة؟ فأخبروني أي منهم لم يتذوّق هذا الطعم؟ لا تستعجلوا وتدبروا بفكر عميق وإنني أتأسف أكثر على أولئك الذين لم يُبدوا انبساطا كاملا على هذا الفتح المبين.فها أنا أُخبر هؤلاء أن هذا فتح بل هو فتح كامل ولن يكفر به أحد غير خبيث القلب.الصادقون يثبتون حتى في الابتلاءات ويعرفون أن الله أخيرا سيؤيدهم حصرا.أشكر الله تعالى أنا العبد ،المتواضع أنه وهبني أصدقاء مخلصين، غير أني أؤمن إيمانا جازما بأنه لا خطر علي البتة حتى لو تخلى عني الجميع و لم يبق معي فرد واحد.إنني أعلم يقينا أن الله معي.إنني وإن سُحقتُ وقُطِّعتُ وصرتُ أحقر من ذرة وتلقيتُ الإيذاء والسباب واللعن من كل جانب، فسوف أكون أنا المنتصر في نهاية المطاف.لا يعرفني إلا الذي هو معي.إني لن أضيع أبدا.إن جهود الأعداء عبث، ومكر الحساد بلا طائل.أيها السفهاء والعميان! هل ضاع صادق قبلي حتى أضيع أنا؟ هل أهلك الله صادقا مخلصا بالخزي قبلي حتى يهلكني؟ ألا اسمعوا وعُوا، إن بروح هالكة، وليس في طبيعتي شائبة الفشل والإخفاق.لقد لیست ينص على "نتيجة الحرب المقدسة بين المسيحيين والمحمديين".منه

Page 50

أنوار الإسلام أعطيتُ من العزيمة والصدق ما تتقاصر دونه الجبال.إني لا أبالي بأحد.لقد الأعداء سيصبح كنت وحيدا، و لم أكن ساخطا على عُزلتي.هل سوف يخذلني الله؟ كلا، لن يخذلني أبدا.هل سيضيعني الله؟ كلا، لن يضيعني أبدا.أذلاء، والحساد ،نادمين وسيكتب الله لعبده الفتح في كل موطن.إنني معه وهو معي، لا يمكن لشيء أن يقطع صلتنا.وبعزته الله وجلاله، ليس في الدنيا ولا في الآخرة شيء أحب إلي من أن تتجلى عظمة دينه ويلمع جلاله ويعلو اسمه.إني بفضله تعالى لا أخاف الابتلاء ولو حل بي ملايين المرات.لقد أُعطيتُ قوةً لشق براري الابتلاء وفلوات الآلام."لستُ بالذي يمكن أن تراه يولي دبره يوم القتال، بل أنا ذلك الذي ترى رأسه مضرجًا بالدماء."" فإذا كان منكم من لا يريد السير معي فلينفصل عني.لا أدري كم من الغابات المخيفة والبراري الشائكة علي أن أمر بها، فلِمَ يُرهق أصحاب أبدا الأقدام الناعمة أنفسهم معي عبيًّا؟ إن الذين هم مني لن ينقطعوا عني بسبب سباب الناس وشتائمهم ولا بسبب المحن والبلايا السماوية، أما الذين ليسوا مني فهم عبثا يدعون صداقتي، لأنهم سيُفصلون عني قريبا، وسيكون مآلهم أسوأ من حالهم.فهل يمكن أن نرتعب من الزلازل وهل يمكن أن نخاف الابتلاءات في الله؟ هل لنا أن ننقطع عن إلهنا الحبيب لابتلاء ما منه؟ كلا لن ننقطع سبيل عنه، بفضله المحض ورحمته فلينفصل عني من يريدون الانفصال، وعليهم ترجمة بيت فارسي (المترجم).

Page 51

۳۹ أنوار الإسلام سلام الوداع.لكن ينبغي أن يتذكروا أنهم لو رجعوا يوما من الأيام بعد سوء الظن وقطع العلاقة، فلن تكون لذلك الرجوع عند الله عزة ينالها الأوفياء، لأن وصمة سوء الظن والغدر شنيعة جدا." ولو قدمت الآن ألف عذر فلن تُعدّ إلا كادعاء سيدة متزوجة أنها ما زالت عذراء." ترجمة بيت فارسي.(المترجم)

Page 52

أنوار الإسلام ذكر أشباه النصارى بعض المسلمين بالاسم الذين ينبغي أن يوصفوا بأشباه النصارى أبدوا فرحا كبيرا على أن عبد الله آتهم لم يمت خلال خمسة عشر شهرا، فلم يتمالكوا فرحتهم العارمة فنشروا إعلانات وملأوها بذاءة وخبثا بحسب عادتهم وهاجموا الإسلام بسبب عنادهم الشخصي لي، إذ كانت مناظراتي دفاعا عن الإسلام لا إثباتا لدعواي بالمسيح الموعود.وكنت في رأيهم كافرا أو شيطانا أو دجالا إلى أقصى حد غير أن المناظرة كانت تتمحور حول صدق النبي له وهو أفضلية القرآن الكريم ، وقد كُتب في وصف الصادق والكاذب أن الذي يؤمن بصدق القلب بأن سيدنا محمدا خاتم الأنبياء وأن القرآن الكريم كلامُ الله الله فهو صادق، أما الذي يؤمن بأن المسيح إله ويكفر بنبوة سيدنا خاتم الأنبياء الله فهو كاذب وللبت في هذه القضية قدمتُ إلهاما، غير أننا قلنا متأوهين اضطرارا إن المشايخ الخصوم لم يبالوا بعزة الله وشرف النبي أي مبالاة ليثبتوا كذبي، وزعموا بأني كنت مغلوبا في هذه المناظرة، و لم يخافوا من نتيجتها الصريحة التي يحظى بها الفريق الخصم في حال كوني مغلوبا.فحين سلَّم ميان ثناء الله الحق وغيرهم بأن النصارى قد غلبوا فلماذا يبدون الأسف في إعلاناتهم على وضع النصارى بأنهم احتجوا بذلك لتكذيب الإسلام؟ فلما كانت المناظرة لبيان صدق أو كذب الإسلام والمسيحية، ولم تكن تخص عقيدةً و سعد الله وعبد

Page 53

أنوار الإسلام معينة لي، ففى هذه الحالة إذا كنت مغلوبا والعياذ بالله فيحق للعدو أن يدعي بصدق مسيحيته.يجب التأمل في الأمور التى تناقش في المناظرة لا إلى من فئة المناظر.فمثلا لو باهل المسيحيين - دفاعا عن الإسلام- شخص اجتماعية منحطة لا علاقة له بالدين لكان من المستحيل أن يحالف الفتح النصارى حتى في هذه الحالة لأن الله الا الله لن ينظر إلى كون المباهل منحطا أو لئيما بل سيدافع عن شرف دينه ولن يعرضه للفضيحة والنكسة.لعلكم تعرفون أن بعض الكفار وعبدة الأوثان كانوا يعقدون وثيقة الصلح مع النبي الله وكانوا يشاركونه في القتال ضد الكفار الآخرين.فلما كانوا في هذه الحالة يدعمون الإسلام، كانوا ينتصرون على الأعداء.فلتفترضوا أني في نظركم أسوأ من جميع الكفار وأن الكفار سيدخلون جهنم خالدين فيها أما أنا فأستحق أكثر من ذلك في رأيكم، لأنكم لم تسموني كافرا بل أكفر، مع ذلك كان حريا بكم أن تفكروا أنه لا علاقة لهذه الأمور بالتي نوقشت في هذه المناظرة، التي بموجبها تسموني كافرا وأكفر ودجالا، بل كان موضوع الحوار ينحصر في الأمور التي يجب أن تكون عند كل مسلم غيرة لها، والأغرب من ذلك أنهم يصفونني مغلوبا والنصارى غالبين فهذه كذبة بيضاء لا يمكن كتمانها.كان للنبوءة جزءان يخصان عبد الله آتهم وليس جزء واحد فقط، فترك الله الجزء المشكك فيه أي الموت لأن موت عبد الله آتهم اعتبر أمرا عاديا وواردا في ضوء احتمالات معينة.أما الجزء الثاني فكان يتعلق برجوعه إلى الحق فقد حققه

Page 54

٤٢ أنوار الإسلام الله الله من خلال تصرفات عبد الله آتهم وإذا قال أحد المشايخ إنه غير ثابت- وإذا كان صادقا في هذا القول وكان ابن حلال- فليشجع عبد الله آتهم على الحلف الذي كتبنا عنه، فإذا حلف عبد الله آتهم فسوف نسلّم له ألف روبية بل ألفي روبية فورا بعد أخذ الكتاب الرسمي منه.ثم إذا لم يمت خلال سنة فسيكون المشايخ على حق في أن يسموني ما أرادوا، غير أن الذي لا يُقر بهذا الفتح المبين قبل الحكم على هذا المنوال بهذا، سواء كان الأمرتسري أو الغزنوي أو اللدهيانوي أو الدهلوي أو البطالوي، فهو يرتكب ظلما محضا.فليعلم أن لعنة الله على الظالمين والكاذبين.فما دام آتهم لا يؤكد باستلام ألفي روبية على عدائه للإسلام لهذا الحد عبد الله - ولا يُقر بأنه يؤمن بألوهية المسيح ثم لا يمضي على ذلك عام بعافية، فلا يمكن أن تعد من الكاذبين.فقد أكد لنا الله له في الوحى الله أن أتهم قد استفاد من الشرط الإلهامى بقبوله لعظمة الإسلام وهيبته ومواجهته الهم والغم بسبب النبوءة الإسلامية.والآن إذا قال أحد إنني كاذب، وعَدَّني مغلوبا قبل هذا الاختبار، فهو كاذب ومحل "لعنة الله على الكاذبين"، آتهم ويتوسل إليه ويتملقه ليشجعه على استلام ألف روبية مني بالشرط المذكور ويُبرزه للحكم الحاسم، وإلا فليتذكر هؤلاء جيدا سواء كان ميان عبد الحق الغزنوي أو ميان ثناء الله أو سعد الله أو غلام رسول أو أحد آخر أن اعتبارهم النصارى غالبين دونما سبب ووصفهم إياهم بالفاتحين بظلم وعديم الحظ من الفطرة السليمة.وعليه أن يتوجه إلى عبد الله

Page 55

٤٣ أنوار الإسلام محض رغم كونهم مسلمين، ليس من شيمة أبناء الحلال.عليهم أن يفهموا الآن وليتأكدوا يقينا وتدبرا أن النصارى غُلبوا في هذه المناظرة، فقد ألقى الله على فريقهم الآفة والذلة من كل جهة، فمات قس من هذا الفريق ونجا اثنان آخران بعد إشرافهم على الهلاك، وأصاب رقاب بعضهم حبلُ ذلة ألف لعنة و لم يقدروا على تحريرها منه الآن قولوا ايمانا من الذي حالفه الفتح ومن الذي تعرض لعواقب المباهلة الوخيمة؟! اتقوا الله ولا تعتدوا فإن الله لا يحب المعتدين.توبوا لتتمتعوا بنتائج التوبة.ومما يثير التعجب والغرابة أن الله الا الله قد أنزل العذاب والموت والمرض والخوف على كل فرد من الفريق الخصم وأصابه بالذلة بعد صدور هذه النبوءة، ومع ذلك يقال إن النصارى هم الغالبون أيها الناس ألن تموتوا يوما؟ لكم أن تؤيدوا النصارى وتتركوا الحق؟ فرب العرش ينظر ماذا تعملون.فهل تقدرون على أن تهينوا من فاز بالعزة في الحقيقة؟ يا جماعة الغزنوي، يا مسلمي أمرتسر أعداء الإسلام، ويا مشايخ لدهيانة قساة القلوب والكتبة، تأملوا جيدا ماذا تعملون ويا أيها الغزنويون، افتحوا العيون لتتأكدوا أن مباهلتكم انقلبت عليكم اخجلوا من إعلانات كاذبة واقرأوا كتيبي هذا بتدبر لعلكم تعلمون والسلام على من اتبع الهدى.

Page 56

أنوار الإسلام الفرحة الكاذبة لميان عبد الحق الغزنوي والغزنويين الآخرين والنصح لهم الله والنتيجة الأخيرة لمباهلتهم لقد سمعنا أن ميان عبد الحق وميان عبد الجبار ورجال جماعتهم يحتفلون بأفراح لجيشان عنادهم وقلة تدبرهم أن عبد الله آتهم لم يمت خلال خمسة عشر شهرا وعاد إلى أمرتسر حيًّا، فلم يفرحوا بحياة عبد الله آتهم فحسب بل قد عدُّوها نتيجة مباهلة ميان عبد الحق.فكأن هؤلاء المنخدعين يعدونها خسارة لنا في المباهلة.فأوّلا نزوّد هؤلاء السادة الذين ما زالوا يرقدون غافلين ويضحكون بخصوص الفرحة الكاذبة ونتيجة المباهلة بخبر يفني الأعداء أن بأن الإلهام لم يتحقق وأن النصارى نالوا الفتح، حمق ما بعده حمق، فلو بحثتم في الأمر أولا لما واجهتم الندم زعمهم ملحوظة: هناك غبي من سلالة الهندوس حديث الإسلام، مسلم بالاسم فقط، ويدعى "سعد الله" يبذل لشيطنته الطبعية قصارى جهده لإثبات انتصار النصارى وكأنه يكاد يموت بهذا الغم، حيث يقول لي في إعلان له من لدهيانة بأن في زمن

Page 57

أنوار الإسلام هذه المناظرة التي حدثت لاختبار صدق أو كذب المسيحية أو الإسلام، إذا كان الفريق المسيحي واجه المصائب، أفَلَم يمت * الابن الرضيع للمولوي الحكيم نور الدين من مبايعيك؟ لكن هذا الغبي عدو الدين لم يفهم أن ذلك الولد الرضيع الذي كان مريضا من يوم ولادته وضعيف البنية لا تشمله كلمة "الفريق".فهل ذهب هو أيضا لمناظرة النصارى حتى يعد موته دليلا على صدق الدين المسيحي، وثانيا هذا الإلهام كان منا بأن النصارى سيواجهون هذه الآفات، وقد شرحنا مرارا أن هذا الإلهام يخص أولئك النصارى الذين شاركوا في المناظرة، مناظرا أو مؤيدا، أما النصارى فلم ينشروا أي إلهام أن الولد الرضيع لأحد مبايعينا سيموت.فلما كان الإلهام يخص أعضاء الفريق الخصم بحسب التفهيم الإلهي ولم يكن هناك أي إلهام من قبل النصارى، كما لم ندعُ علينا كمباهلة ولم يكن هناك أي دعاء علينا من قبل النصارى، وإنما كان إلهام بحق النصارى فقط.إذن فهل موت ولد رضيع يشكل دليلا على أن الدين المسيحي على حق، فهل كان النصارى أيضا أعلنوا أي إلهام أو دعوا علينا؟ بل كنا نحن فقط نشرنا الإلهام وأعلنا أنه يخص النصارى.أما القول بأن بعض المسلمين تنصروا بعد هذا الإلهام واعتباره دليلا على صدق النصارى لمجرد خبث == حاشية على حاشية بعد كتابة هذه العبارة غلبني النوم فنمت ورأيت في الرؤيا أن أخي المولوي الحكيم نور الدين مستلق في موضع، وفي حضنه يلعب ولد هو ابنه وهو جميل اللون والمظهر وله عينان واسعتان، فقلت للمولوي المحترم لقد رزقك الله عوضا لمحمد أحمد هذا الولد الذي هو أفضل منه كثيرا لونا وشكلا ،وقدرة، وقلت في نفسي يبدو أن هذا الولد من زوجة أخرى، لأن الأول كان ضعيف البنية وكان مريضا وهزيلا، أما هذا فقوي البنية وجميل اللون.ثم دارت بخلدي هذه الآية ولا أذكر أني قرأتها عليه وهي نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ تُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة : ۱۰۷) وأنا أعلم أنه ردّ من الله على عدو الدين هذا ، لأنه هاجم الإسلام مؤيدا للنصارى خيانة ودون مبرر، وبقي جزء من هذه الرؤيا وهو أني رأيت على جسم ذلك الولد البثور أو شيء من الثآليل، وسمعت أحدا يقول : إن علاجه الكركم وشيء آخر.والله أعلم.منه

Page 58

أنوار الإسلام والخجل الآن، فاعلموا أيها السادة كلكم أن الإسلام قد نال الفتح في الحقيقة وأن النصارى واجهوا هزيمة نكراء ونزلت على الفريق الخصم أنواع الآفات، فأحدهم أصيب بالموت وآخر كان مؤبنا له، والثالث واجه آلام المرض الشديدة، وبعضهم تعرض للذلة والهوان وبعضهم صار هدفا لألف بسبب لا أكثر، فيا أيها الغبي عدو الله، إذا كان عدد من الفساق المسلمين بالاسم فقط قد تنصروا طمعا في الدنيا الميتة، والذين كنا قد طردناهم من جماعتنا سلفا وقاحتهم ونذالتهم، فنثبت لك مقابل ذلك أن مئات النصارى أسلموا خلال هذه العشرة أشهر خالصةً لوجه الله.والاتهام الأخير لسليل الهندوس هذا يقول: إذا كان القسان أصيبا بمرض شديد بعد المناظرة فلا يشكل دليلا كافيا، لأنك أنت أيضا دائم المرض.فجواب ذلك: إني لو كنت مرضت في هذه الخمسة عشر شهرا، فأي شيخ ألف جميع هذه الكتب باللغة العربية خلال هذه الخمسة عشر شهرا التي صدر معها إعلان جائزة خمسة آلاف روبية للنصارى، والتي لن يتمكنوا من الإتيان بمثيلها أبدا حتى لو مات جميع القساوسة في بذل المساعي في سبيل ذلك.كُفَّ عن الافتراء والكذب يا عدو الله ، ألا تعلم كم من كتب عظيمة صدرت مني باللغة العربية خلال هذه الخمسة عشر شهرا؟ فقد ألفت خلال هذه المدة القصيرة قرابة عشرة كتب تأييدا للإسلام وقد نُشرت، فهل يقدر على ذلك أي مريض؟ فمتى تكتب كرامات الصادقين؟ ومتى صدر سر الخلافة؟ من الذي أعدَّ نور الحق بجزأيه، ومتى؟ متى نُشر تحفة بغداد؟ أفلم يتم تأليف هذه الكتب خلال ميعاد النبوءة الممتدة على خمسة عشر شهرا؟ وإذا كان أي شيخ معارض ومكفر كالبطالوي وغيره ألف لنا مثل هذه الكتب حتى خلال خمسة عشر عاما فسوف نعترف بأننا واجهنا المرض خلال هذه الخمسة عشر شهرا، وإلا لا نستطيع الآن سوى القول: لعنة الله على الكاذبين.منه

Page 59

أنوار الإسلام لعنة، وبعضهم واجه الفزع والذعر الشديد حتى فقد صوابه بحيث لم يكن يموت ولا يحيا، ولم يسلم من الهاوية ولا واحد منهم.فمما يؤسف له أن الذين فرحوا بحياة السيد عبد الله آتهم أشد غباء، فمن أين وممن سمعوا أن النص الإلهامي تنبأ بموت السيد عبد الله آتهم وحده وأنه لم يكن هناك أي شرط وكان ينحصر في الموت ولم يكن هناك أي أمر آخر، فهذه عقوبة العناد والتعصب والتسرع بحيث سيواجه أعداؤنا الندم على أفراحهم الكاذبة الذي هو أسوأ من الموت.أيها السادة إن نص الإلهام لا يتضمن كلمة الموت، إلا أنها موجودة في شرحنا لكلمة الهاوية حسبما فهمنا بحق عبد الله آنهم.ومع ذلك كان في الإلهام شرط أيضا أنه سيقع في الهاوية إذا لم يعد إلى الحق، وقد كشف الله علي أنه قد عاد إلى الحق، وخاف و رسخت هيبة الإسلام في قلبه فأجل الله عنه عذاب الموت وفق سنته القديمة إلى أيام التجاسر فهل قرأتم القرآن الكريم بتدبر مرة أو أنتم عاكفون على الأكل والشرب فقط؟ ألا تذكرون أن الله الله قد قال في آيات كثيرة إنه لا يعذب الخائفين في هذه الدنيا، فالكفر وحده لا يكفي لنزول العذاب في هذه الدنيا، بل التجاسر وإثارة الفتن والاستكبار والاستعلاء وإيذاء المؤمنين وتجاوز الحدود ضروري لنزول العذاب، أما عبد الله آتهم فخلال هذه الخمسة عشر شهرا لم يبد أي تجاسر وتكبر، و لم يسئ إلى الإسلام قط، ولم يصدر أي كتاب استهزاء وإساءة، بل قد ظل يواجه مصيبته وأظهر بأعماله أنه فزع كثيرا وتراءت له هيبة الإسلام كسيف برّاق.

Page 60

أنوار الإسلام فقد حقق شرط العودة إلى الحق بقدر أخر عنه العذاب الكامل.ونقول هذا نظرا إلى ظاهر أوضاعه، أما تحسينه لأوضاعه الداخلية وتضرعه وجعله نفسه مصداق وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فعلم ذلك عنده أو عند الله.فذلك الرحيم والكريم لا يضيع مثقال ذرة من عمل أحد، فما انفك عبد الله آلهم حائزا على فرصة للتخلص من الموت، وإن أوضاعه المسفرة عن فزعه وذعره، التي قضى فيها هذا الزمن لتكشف بوضوح أنه استغل هذه الفرصة.أما إذا كان هذا الاستغلال كاملا أو ناقصا فهو أدرى بذلك، فما الذي كان يمنعه من الانتفاع هذا الإقدام وشيء من الإصلاح.وحتى لو كانت العودة بمثقال ذرة كان من الضروري أن يؤجل عنه الموت على أقل تقدير، لأن الله الله يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ فقد انتفع من العودة بحسب السنة الإلهية من وبموجب الشرط المذكور في الإلهام.فما ذنب الإلهام؟ ألم يكتب في الإلهام أنه 28 سيقع في الهاوية بشرط ألا يعود إلى الحق؟ ولا يغيين عن البال أن العودة فعل قلبي وليس من الضروري أن يطلع عليها خلق الله، غير أن المطلعين على حالته الفزعة يستطيعون التوصل إلى الحقيقة.باختصار؛ قد اطلع الله على همه وغمه وعد ذلك عودةً ومن ثم حقق الشرط المذكور.ومما أجمع عليه جميع الأنبياء أن العذاب لا ينزل على الخائف في هذه الدنيا، وإنما ينزل على المتجاسر والمعتدي، فقد راجعنا جميع الكتب وقرأنا القرآن الكريم من أوله إلى آخره، الأنفال: ٣٤ الزلزلة: ۸

Page 61

٤٩ أنوار الإسلام فلم نجد في أي كتاب ذكر سقوط الأحجار على كافر خائف أو أصابت صاعقة منكرا فزعا مذعورا، بسبب إنكاره، بل لعقوبة الكفر هناك دار الآخرة.أما في هذا العالم فينزل العذاب فقط على المتجاسرين والمنكرين والمؤذين والظالمين عند تجاوزهم للحدود واعتدائهم والآن ينبغي النظر بفتح العيون؛ لماذا يجب أن ينزل عذاب الموت على عبد الله آتهم رغم سنة الله القديمة هذه وتحقق الشرط؟ أما إذا ادعيتم أن عبد الله أتهم لم يعد إلى الحق مثقال ذرة ولم يخف فلاستئصال هذه الشبهة هناك معيار سوي ونقي وهو أننا نقدم لعبد الله آتهم ألفي روبية نقدا، على أن يحلف ثلاث مرات على أنه لم يمل إلى الإسلام مثقال ذرة و لم ترسخ هيبة النبوءة الإسلامية في قلبه بل ظل متعصبا وعدوا للإسلام وظل يؤمن بألوهية المسيح دون انقطاع.وإذا لم نقدم له ألفي روبية فورا فلعنة الله علينا وسنكون كاذبين وسيكون إلهامنا كاذبا.أما إذا لم يحلف عبد الله آتهم أو حلف وواجه عقوبة الحلف الكاذب في الميعاد فنحن صادقون وإلهامنا ،صادق، ومع ذلك إذا أصر أحد على تكذيبنا و لم يلتفت إلى هذا المعيار وأراد كتمان الحق بظلم، فمن المؤكد أنه ليس ابن حلال وليس صالح الطبع إذ يُعرض عن الحق عبثا دونما سبب ويسعى لشيطنته أن يُعدّ الصادقون كاذبين.فأي حكم أوضح من أننا جاهزون لتقديم ألفي روبية بالذهاب إلى أمرتسر شخصيا مقابل نطقه بكلمتين؟ وإذا كان السيد عبد يعتبرني في الحقيقة كاذبا ويعلم أنه لم يعد إلى هيبة الإسلام مثقال ذرة، الله آتهم

Page 62

أنوار الإسلام فسوف يُقرَّن فورا بحسب النص المذكور آنفا حتما، لأنه قد علم الآن من تجربته أني كاذب وتأكد من حماية المسيح له، فلماذا يخاف هذه المواجهة؟ فهل كان المسيح في السابق أي أثناء خمسة عشر شهرا ماضيا- حيًّا وكان قادرا على حماية السيد عبد الله ،آتهم والآن لا يقدر على ذلك لأنه قد مات؟ لقد نشر النصارى في إعلانهم أن ربهم المسيح قد أنقذ السيد عبد الله آتهم، فمن المؤكد أن ربهم المسيح سيحميه الآن أيضا، ولا مبرر لنشوء الشك والتردد عند السيد عبد الله آتهم في كون المسيح إلها قادرا الآن إذ لم يكن يشك في ذلك سابقا.بل يجب أن يكون يقينه الآن أكثر لأنه قد جرب ألوهيته وقدرته كما اختبر كذبَنا لكن تذكروا أن السيد عبد الله آتهم يعرف في قلبه جيدا أن كل هذه الأمور أكاذيب في أن المسيح أنقذه، فكيف لمن مات أن يخلّص الآخرين؟ كذلك من مات كيف يعتبر قادرا، وإلها؟ بل الحق أن خوفه من الإله الحق والكامل هو الذي أنقذه، فإذا تجاسر الآن بحث النصارى الأغبياء فسينال جزاء التجاسر من ذلك الإله الكامل.باختصار قد بينا الآن الطريق السوي للحكم وقدمنا محكا لاختبار الصادق والكاذب، فمن تكلم بوقاحة ضد هذا الحكم الواضح فتنةً وعنادا وكرَّر قوله خبثا ودون أي خجل وحياء بأن النصارى هم الذين حالفهم الفتح في هذه المناظرة ولم يكفّ عن الإنكار وسلاطة اللسان دون أن يردّ على حكمنا هذا بإنصاف، و لم يعترف بفتحنا، فسيفهم منه بوضوح أنه ليس ابن حلال ويتشوق لأن يدعى ولد الحرام لأنه إذا كان يعتبرني كاذبا

Page 63

أنوار الإسلام والنصارى فاتحين ،منتصرين فكان واجبا عليه إن كان ابن حلال - أن يبطل على أرض الواقع حجتي هذه التي قدمتها.فحرام عليه الأكل والشرب إذا لم يتوجه إلى السيد عبد الله آنهم بعد قراءته هذا الإعلان.فليبذل قصارى جهده خوفا من هذا اللقب القبيح على الأقل إذا لم يكن يخاف الله الله في حثه على الإقرار بكلمات مذكورة، ويستلم ثلاثة آلاف روبية بالإقدام على هذا العمل.ثم إذا نجا عبد الله أتهم خلال الميعاد المحدد فلينشر في العالم بأن النصارى هم الفاتحون، وإلا فإن من علامة ابن الحرام أنه لا يتخذ الطريق السوي ويحب طرق الظلم والإجحاف.إذا كان أحد يبغض الإسلام لهذه الدرجة ويميل إلى المسيحية ويريد أن يجعل النصارى فاتحين في كل حال، فجميع الطرق غير هذا الطريق مسدودة لذلك نحن لا نسمي أحدا ابن حرام ولا نصفه بأنه ولد غير شرعي، غير أن الذي لا يكف عن الإساءة وسلاطة اللسان تاركا طريق الحكم السوي والواضح هذا، فهو يتبنى كل هذه الأسماء لنفسه.إن الله يعلم أن الإسلام قد حالفه الفتح بدون شك وأن الدين المحمدي هو الذي كان منتصرا وأن النصارى واجهوا الذلة والهوان وإن الذي لا يعترف بهذا الفتح فعليه أن يقيم علينا الحجة بهذا الأسلوب للحكم ويعتبرنا كاذبين ومغلوبين بموجب هذا الحكم، وإلا ماذا نقول غير الخطأ مرة أو مرتين، أما الذي يخطئ مرة ثالثة فهو ولد الحرام.ترجمة مثل فارسي (المترجم)

Page 64

أنوار الإسلام ونحن نتعجب من عقل هؤلاء المعارضين أنهم لا ينظرون مطلقا إلى أوضاع الأعضاء الآخرين من الفريق الخصم الذين كانت تشملهم كلمة "الفريق" الواردة في النبوءة، ليتأكدوا هل هم أيضا تعرضوا لأي ذلة أم لا؛ ألم يهلك القس رايت؟ ألم يُشرف اثنان من المساعدين على الهلاك؟ ألم يُصب حبلُ ألف لعنة رقبة القس عماد الدين الذي لم يستطع أي مخلص كاذب تخليصه منه؟ أو لم يثبت أنه لا إلمام له باللغة العربية؟ ألم يتردَّ شرفه المزور بهذا الإثبات؟ بلى قد واجه الخزي الشديد ولم يبق له أي شيء، وقد وقع شرفه العلمي في هوة النجاسة النتنة المليئة بالروائح الكريهة، فلو كان ذا غيرة لانتحر إثر مواجهته هذه الذلة.فتبا لإيمانكم وفهمكم وأمانتكم إذ كذبتم النبوءة الصادقة لهذه الدرجة، هل ستواجهون الموت يوما أم لا؟ أم قد وصلكم خبر هذا هو البيان عن النبوءة التي صدرت ضد النصارى وحققها الله تعالى بحسب المراد، لكن كثيرين يسألون عن نتائج المباهلة مع عبد الحق الغزنوي أن أي فريق واجه الذلة؟ فنحن نعلن لكل واحد- ردًّا على ذلك في ضوء أسباب بديهية أن عبد الحق وجماعته أصيبوا بالذلة، فكل ما ظهر بعد هذه المباهلة جلب لنا شرفا وعزَّا وتسبب في ذلتهم.الخلود؟...(1) أحدها ظهور الخسوف والكسوف آيتين لنا وبرؤيتهما انضم إلى جماعتنا آلاف الناس، وهذا الخسوف والكسوف جلبا لنا الفرح والسرور وللخصوم ذلة.فهل يمكنهم أن يحلفوا أنهم كانوا يحبون أن يظهر الخسوف والكسوف في وقت أعلنت فيه دعواي بكوني المهدي الموعود

Page 65

۰۳ أنوار الإسلام ولا يكون لهما أثر في البلاد العربية، ثم حين ظهر خلافا لرغبتهم فلا شك أن قلوبهم تأذت بذلك واعتبروه مدعاة لذلتهم.(۲) ثانيا: حين انطلقنا إلى المباهلة كان ابننا الأكبر يعاني مرضا شديدا وخرجنا للسفر غير مبالين به أي مبالاة فمن الله عليه بالشفاء بعد المباهلة، فهل يحلفون على أن هذا الشفاء حصل بحسب رغبتهم؟ (۳) ثالثا : من المعلوم البين أننا طلبنا من جميع المشايخ المكفرين اختبارًا لمشيختهم أن يُعدّوا مقابلى الكتب العربية خلال هذه الخمسة عشر شهرا ليواجهوا الخزي والهوان، فجعلنا الله بعونه ناجحين في ذلك، وثبت عجزهم كالقساوسة من تأليف نظائر كتاب نور الحق وكرامات الصادقين وسر الخلافة فأصابتهم ذلة لم يبق معها أي أثر للمشيخة.كنا قد نشرنا بجلاء أنهم إذا تمكنوا من إعداد الكتب مقابلها فليستلموا مني جائزة ٦٠٢٧ روبية وليبطلوا الإلهام وينجوا من ألف لعنة.أخبرني حقا الآن أيها المولوي عبد الحق مكفر المسلمين، أي كتيب الفته مقابلي؟ وإن لم تؤلف فقل صدقا من الذي أصابته الذلة إيانا أم إياكم؟ (٤) رابعا: الذلة التي أصابتك الآن لكبيرة إذ تحققت هذه النبوءة.فكما بينا سابقا: اعرضوا على أي منصف هذه الذلات الأربع والهوانات، وهذه الأمور التي كتبناها عن شخصنا في الأخير، ثم إذا حلف على أنها زادتكم شرفا و لم تصبكم بعار ، فنحن نحلف على أننا سنقدم لك 1.0 روبية جائزة.ونجعل الشيح محمد حسين البطالوي حكمًا، وعنده يمكن

Page 66

أنوار الإسلام يصرح أن نودع هذا المبلغ بعد استلام وثيقة رسمية.وإنما المطلوب منه أن قائما ثلاث مرات أن جميع أسباب الذلة المذكورة آنفا ليست صحيحة البتة، وأن هذه الأمور التي ظهرت بعد المباهلة لم تتسبب في ذلة عبد الحق وجماعته بل قد جلبت لهم عزا، وإذا كنتُ كاذبا في هذا البيان فأنزل عليّ أيها الإله القادر عذابك أمام عيني على جسمي وشرفي وأولادي عاجلا جدا خلال سنة، وسنقول آمين عند كل إقرار له، وستعطى له فورا خمسمائة روبية بكفالة الشيح محمد حسين.ثم إذا سلم الشيخ محمد حسين البطالوي من هذه الآفات خلال عام فسيكون المبلغ ملكا له، وإذا لم تتخذوا هذا المنهج و لم تكفوا عن الإساءة فمدعاة للخجل فعلكم.فلا يغيبن عن البال أن الله قد أنزل علينا بركة تلو بركة في أثناء سنة واحدة من المباهلة'، وبتوفيقه الخاص وتأييده ألفتُ أروع الكتب، وانكشفت مئات معارف القرآن الكريم ودقائقه، ووصلتنا ألوف مؤلفة من الروبيات لنشر الكتب وإنجاز أعمال الجماعة وانضم ألوف مؤلفة من المبايعين الجدد المخلصين المضحين بأموالهم وأنفسهم، وسيتعين على الشيخ محمد حسين عند الحلف أن ينكر كل هذه الأمور إجمالا.لقد ثبت من سنة الصلحاء منذ القدم أن ميعاد المباهلة سَنة واحدة على أكثر تقدير، وعندنا إثبات واضح أن البركات التي ذكرناها قد نزلت علينا خلال سنة واحدة، وفي المقابل حين مرت سنة ميان عبد الحق في النحس والشؤم والآفات، فأراد بعد مرور سنة- وذلك في الشهر الخامس عشر - أن يدّعي أن آتهم لم يمت في ٥ فهذه هي نتيجة المباهلة، لكنه بشقاوته قد ثبت كذبه في ذلك أيضا.منه 61198/9/0

Page 67

أنوار الإسلام أيها الغزنويون توقفوا وارعَوُوا فهو خير لكم، وخافوا الله ولا تحاربوه، فلا يسعكم إطفاء المصباح الذي أضاءه بيده، فلا تصطدموا بالحصن الفولاذي، إذ لن ينهدم باصطدامكم به بل سوف تتحطم رءوسكم أخيرا، ألا تخافون أي خوف تكفير المسلمين وتسمية الناطقين بالشهادتين ملحدين أخبروني ما هو الفرق بيننا وبينكم في الحالة العملية، فهل نرتكب أعمال الشرك، أم هل قد تركنا الصلوات أو جحدنا الصيام وأركان الإسلام الأخرى، أم حللنا الحرام وحرمنا الحلال؟ تكلموا شيئا ما هو الفارق بيننا وبينكم في ممارسة شعائر الإسلام والعقائد الأساسية، غير أنكم إذا كنتم تكفّروننا لاعتقادنا بوفاة المسيح فكفّروا الإمام مالك أيضا فكان هو الآخر يعتقد بذلك و لم يثبت رجوعه عنه، كما كان الإمام البخاري أيضا يعتقد بذلك.فلو لم يكن يعتقد به لما أدرج قول ابن عباس "متوفيك: مميتك" تأييدا للحديث في شرح آية فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي " فمن هذا المنطلق ثبت كفر الإمام البخاري أيضا.والعقيدة نفسها أبداها ابن قيم في كتابه مدارج السالكين فقد الآخر بحسب زعمكم والمعتزلة أيضا يعتقدون بالعقيدة نفسها کفر هو فكلهم صاروا كفارا.ملحوظة: لقد ورد في "مجمع البحار" وهو كتاب موثوق به عند أهل الحديث: "وقال مالك إن عيسى مات"، وتفصيل ذلك موجود في كتيبنا "إتمام الحجة".منه المائدة: ۱۱۸

Page 68

أنوار الإسلام أما إذا كانوا يكفروننا لأننا لا نؤمن بنزول الملائكة بحيث تخلو منهم السماوات بل نؤمن بأنهم يبقون في السماء بوجود خلقه الله لهم بقدرته، وينشأ لهم وجود كخلق جديد في الأرض في صورة إنسان أو صورة أخرى.فهذا السبب أيضا سيضطركم لتكفير كثير من أكابر العلماء، وهذا المذهب نفسه اتخذه الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتاب مدارج النبوة.وليس عندكم أي إثبات أن السماوات ،تخلو، وإنما هو عناد أفغاني يؤدي إلى مفاسد كثيرة ويفرض إنكار الآيات والأحاديث الكثيرة.فلم لا نقول إنهم ينزلون إلى الأرض خرقاً للعادة وينزلون ويصعدون ومع ذلك يبقون في السماء والله على كل شيء قدير.أما إذا كان اعتراضكم على أنني أعلنت بأني نبي وهو كفر فماذا نقول سوى لعنة الله على الكاذبين المفترين.وإذا اعترضتم أني أسأت إلى أي نبي وهو كفر، فردا على ذلك أيضا نقول: لعنة الله على الكاذبين.فنحن نؤمن بجميع الأنبياء وتجلّهم، غير أن بعض النصوص التي وردت بمقتضى المحل ليست بنية الإساءة بل هي تأييد للتوحيد، وإنما الأعمال بالنيات.فالعقلاء أمثالكم قد كفروا للسبب نفسه مؤلف "تقوية "الإيمان" أيضا حيث وجدوا في هذا الكتاب كلمات ظنوا بناء عليها وكأنه يسيء إلى الأنبياء ويراهم يستوون درجةً مع اللصوص والمنبوذين فردّ عليهم مثلى بالقول: إنما الأعمال بالنيات، وهذا هو أول حديث في البخاري، وإذا كنتم قد نسيتموه فما الذي حفظتم؟ أما إذا كان سبب كفرنا أننا آمنا بأن النجوم تؤثر في العالم الأرضي بإذنه

Page 69

Lov أنوار الإسلام تعالى، فتعسا لفكرتكم هذه نحن نؤمن بأن لكل شيء خصائص ومزايا، حتى الذبابة، لكن بإذن الله تعالى، وبدون إذنه لا نعتبر أي شيء ذا قيمة.أما تأثير النجوم فيعتقد به السيد شاه ولي الله أيضا، راجعوا "حجة الله البالغة" و"فيوض الحرمين"، فمما يثير التعجب لماذا لم يكفر حتى الآن.فالأفغان في الحقيقة شجعان جدا إذ لا يخافون حتى محاربة الله ! فمن العجيب أن الله تعالى يقول: لَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا، أما الأفغان فيكفّرون أناسا يستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل الإسلام ليل نهار.فبعد الموت ستفصل كل هذه الأمور.فالله الله مطلع على قلوبنا فإنما نقول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله، آمنا بالله وملائكته ورسله وكتبه والجنة والنار والبعث بعد الموت، وآثرنا القرآن كتابا ومحمدا نبيا، ولا ندعي النبوة ولا ندعي نسخ القرآن بعد محمد ﷺ ونشهد أنه خاتم النبيين وخير المرسلين وشفيع المذنبين ونشهد أن الحق كله في القرآن وحديث النبي ، وأن كل بدعة في النار، وإنا مسلمون، والله يعلم ما في قلوبنا، عليه توكلنا وإليه أنيب والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ربنا ورب العالمين".*********

Page 70

تتمة متعلقة بنتيجة مباهلة ميان عبد الحق الغزنوي الأمر تسري أنوار الإسلام أرى من المناسب الآن أن أردّ على بعض الأقوال من إعلان عبد الحق الغزنوي "نتيجة المباهلة" في صيغة "قال وأقول".قوله: قل يا سيادة المرزا هل قد أصابتك لعنة المباهلة جيدا أم هناك نقص فيها، وهل اسود وجهك أم بقي منه شيء..الخ.أقول: يا رجل! لقد بينا الآن بوضوح جدا في إعلاننا من الذي أصابته اللعنة ووجه من قد اسود، فالبدهي أن اللعنة تصيب الكاذب حصرا، فانظر الآن بفتح العينين من الذي ثبت كذبه؟ ما زلت تدعي أن النصارى انتصروا وقد أثبتنا أن النجاح كان حليف الإسلام، فقد رأيت بأم عينيك أن أنواع الآفات قد أصابت فريق النصارى مقابلنا في المناظرة سواء كان المساعد أو كان شريكا في المشورة أو كان زعيما، فقد نال كل واحد منهم عقابه في هذه الحرب المقدسة.فبعضهم قتلوا في هذه الحرب، وبعضهم أصيبوا بجروح وبعضهم اعتقلوا بحبال ألف لعنة وبعضهم هربوا ليلجأوا تحت راية عظمة الإسلام وكل ذلك حدث خلال خمسة عشر شهرا حصرا.وهؤلاء الناس هم كانوا أعضاء الفريق المسيحي باعترافهم الشفهي والخطي.فالذين ماتوا منهم أو سلموا بعد إشرافهم على الهلاك أو اعتقلوا بحبل ألف لعنة فكل هؤلاء هم الذين انتخبوا آتهم من فريقهم

Page 71

4097 أنوار الإسلام ليمثلهم في المناظرة، وكانوا مساعديه ومشمولين بكلمة الفريق.وإذا قيل: صحيح أن المساعدين والمؤيدين أصيبوا بالموت والحزن والذلة غير أن آتهم لم يمت فجواب ذلك أن موته تأخر بموجب الشرط في الإلهام إذ قد أقر قلبه بهيبة الإسلام عند الخطر، فاستحق الانتفاع من الشرط الإلهامي، فهل قد ورد في أي عبارة أن الشرط الإلهامي ألغي؟ أو لم يعد قابلا للثقة؟ فحين وضع الشرط مرة فإن عدم اعتباره في العبارات العامة من عمل الحمار لا عمل الإنسان.لقد تقدمنا بقول صريح بين جدا للإمالة إلى الحق ولتحقيق انتصار الحق وبقصد كشف الحقيقة الخفية، بأن أتهم إذا لم يكن قد قبل عظمة الإسلام في أيام الخوف وأننا نكذب في قولنا بأنه قبلها، فليأخذ منا ألفي روبية بل ثلاثة آلاف روبية مقابل إعلانه فقط بأنه ظل متمسكا بعقيدة ألوهية المسيح في أيام الخوف و لم يقبل عظمة الإسلام و لم يعتبر النبوءة الإسلامية صادقة يوما.أما إذا لم يُدل بهذا الإقرار أو غادر هذا العالم بعد إدلائه خلال مدة محددة فالفتح الكامل حليفنا.حاشية: إذا سأل هنا أي سفيه من النصارى أن هذا النقاش ليس صحيحا الآن، لأنه من المحتمل أن يموت السيد عبد الله آتهم هذه المرة مصادفة، فنسأله في هذه الحالة: من سيُميتُه؟ أربُّه المسيح أم غيره؟ أم هل سيموت بنفسه دون أن يُهلكه أحد؟ فإذا كانت الحياة والموت في الحقيقة بيد إلههم المصطنع أي المسيح، فكيف يمكن له أن يُثبت كذب جميع عابديه بإماتته عبد الله آتهم؟! فهل الذي كان يحيي الموتى بقدرته وإمكانيته والذي هو خالق السماوات والأرض بحسب زعمكم، لا يقدر على أن يبقي السيد عبد الله أتهم حيا لمدة سنة أخرى؟ فكثيرون يعيشون مائة عام مع أن

Page 72

أنوار الإسلام تأملوا الآن لتتأكدوا من الذي أصابته لعنة المباهلة ووجه من قد اسود؟ وجهك أنت أو أحد غيرك؟ وإن قلت بأنه أن بقية أعضاء فريق صحيح آتهم قد تعرضوا للموت والذلة والألم لكن آتهم لم يصدر بحقه الحكم النهائي، فحسنًا ؛ فلتعترف بهذا القدر أن ثلاثة أرباع اللعنة قد أصابتك أما الجزء الرابع فلم يظهر حتى الآن كاملا، فقد واجه آتهم هاوية الهم والغم لخمسة عشر شهرا غير أنه لم يواجه الهاوية الكاملة، لهذا أصابتك نصف عمر عبد الله آتهم كما ورد في جريدة نور أفشان ٦٤ عاما فقط، وهو يكبرني بست سنين أو سبع فقط، غير أنه إذا كان لم يعد يثق بقدرة المسيح وكان يثق به قبل هذا أو قد مات الآن وكان حيا من قبل فليعترف بذلك بوضوح لكي نجعل الميعاد أقصر د في إعلانكم أن السيد أتهم قد نجا بفضل الإله المسيح وقدرته؟ فلم من عام.ألم يرد لن يتزل الإله المسيح فضله عليه في مناسبة الحكم بين الصادق والكاذب؟ فمن سوف يسلب منه فضله وقدرته الآن؟ فحين نعلن متوكلين على إلهنا الحق الكامل إنا لن نموت قبل تحقيق المهمات المعهودة إلينا من الله مع أن عمرنا بلغ ٦٠ عاما بل سنعيش بفضله إلى أن ننجز الخدمة الدينية.وإذا اجتنب عبد الله آتهم الحلف خوفا من الموت فسيتحتم جليا أنه لا يؤمن بذلك الإله المصطنع المذكور فضله في إعلانهم.فقانون الطبيعة للموت نافذ للجميع على السواء، فكما أن أتهم يخضع له لسنا نحن أيضا بعيدين عن متناوله فكما أن أسباب الخلق والفناء في هذا العالم تؤثر في حياته فهي تؤثر مثل ذلك في حياتنا أيضا، ونحن نقول حلفا وبكل تأكيد إن آتهم إذا حلف فإن إلهنا الحق سيميته خلال سنة ويحمينا من الموت.فإن كنتم تتوكلون على الإله الزائف الذي خرج من بطن مريم فادعوه جماعةً أن يُبقي السيد آنهم حيا لمدة سنة بعد هذه المباهلة.أما إذا امتنع عن الحلف فسوف يؤكد بذلك أنا قد أحرزنا الانتصار.فماذا نقول أكثر من هذا؟ والسلام على من اتبع الهدى.منه

Page 73

أنوار الإسلام لعنة 4117 من حسابه.لكنك إذا أمعنت النظر فستجدها أيضا كاملة، لأنه تبين بصراحة بعد أن قررنا أننا سنقدم له ألف روبية ثم ضاعفنا المبلغ لكن آتهم لم يتوجه إلى هذا، فتبين بجلاء أن أتهم كاذب في بيانه هذا وثبت أنه في الحقيقة مال سرًّا إلى الإسلام في أيام الخوف وبذلك ثبت جليا أنا قد أحرزنا الفتح، وأن الإسلام غلب.ومع ذلك إذا أصر أحد ذلك إذا أصر أحد على أن يصدح بأغاني النصر بحق النصارى فنحلّفه أن يُعِدّ آتهم للحلف لينيله ثلاثة آلاف روبية منا وبعد مضي الميعاد فليسمنا لعينا دجالا مسودّ الوجه، وإن كنا قد افترينا عليه فمن المؤكد أنه سيبارزنا وستظهر ذلتنا.لكن يا ميان عبد الحق، إذا لزمت الصمت بعد سماع هذا الخطاب فأخبرني من الذي أصابته اللعنة الحقيقية، ووجه من قد اسود في الحقيقة.واعلم أننا نضطر للقول بحسرة قلبية بحق الذين يصفون النصارى بالغالبين ويرون أن هذه النبوءة قد بطلت أنهم إذا لم يكونوا أولاد الحرام وكانوا أبناء الحلال فلينهضوا فور قراءة هذا الإعلان فإذا حلف أتهم بتشجيعهم ثم سلم خلال الميعاد المحدد فإن وجهنا بلا شك قد اسود وأننا ملعونون وبطلت جميع إلهاماتنا.أما إذا امتنع عن الحلف فأخبرني هل سيسود وجهك بالكامل أم لا؟ وإن كانت ثلاثة أرباع وجهك قد اسودت سلفا نظرا لتحقق نبوءتنا بحق بقية أعضاء الفريق، فسوف يسود الآن الجزء المتبقي منه أيضا حتما.لاحظ أنا قد أعلنا بمنح ألفي روبية فورا، فما الذي نفعل أكثر من هذا، والآن نرى أي من معارضينا يسعى لهذا الحكم فورا، ومن الذي يرضى بأن يُعَدَّ ولد الحرام.

Page 74

أنوار الإسلام من المؤسف أن هؤلاء لم يتدبروا أن الله إذا كان يريد أن يسود وجهنا فهل كان أسلوب ذلك أن يفعله في مناظرة لا علاقة لها بدعاوينا الشخصية؟ بل كان موضوع المناظرة "هل الإسلام صادق أم المسيحية"؟ وهل القرآن الكريم والنبي على حق أم تعليم النصارى واتخاذ عيسى إلها؟ من المؤسف أنهم لم يفكروا أن عدنا مغلوبين في هذه المناظرة يسيء إلى الدين، والتفكير في الأمور التي كانت المناظرة حصلت بناء عليها يعرض الإسلام للطعن والهزيمة.لكنهم لم يبالوا بالإسلام بسبب عنادهم لي، الآن ستدركون من الذي حلّت عليه هذه اللعنة، فقد حلت عليك بلا شك يا عبد الحق وبالإضافة إلى هذه هناك لعنات أخرى - كما ذكرنا- ليست بقليلة.فالحق أن وجهك لم يسود مرة واحدة بل مرارا، فحين مات زعيم الفريق المناظر خلال خمسة عشر شهرا قد اسود وجهك، ثم ثبت على وجهك سواد اللعنة مرة أخرى حين أصيب "تومس هاول" بمرض شديد قد أشرف على الهلاك بسببه، ثم بصق في وجهك الخسوف والكسوف، ثم تراكم السواد على وجهك بسبب المرض الشديد للقس عبد الله، ثم بلغ سواد الوجه هذا قمته بذلة ألف لعنة أصابت جميع القساوسة والمكفرين، وقد سود وجهك آتهم أيضا وسيسوِّده في المستقبل أيضا.أما البركات التي نزلت على ميان عبد الحق بعد المباهلة فلم يبرهن عليها، غير أنه قد ذكر رائعة من البركات وهي أن شقيقه قد مات وتزوج أرملته، فهل هذه هي البركات وهذه هي ثمار المباهلة ؟ يا للخجل فليفكر المفكرون.لو كان قد

Page 75

أنوار الإسلام نال نصيبا من المعارف الدينية في هذه الفترة، فلمَ لم يردّ على "كرامات هي الصادقين" ولماذا ترك ألف لعنة تصيبه؟ فالبركات المادية هذه التي لا نجد نظيرها في العالم؛ لا أن يتزوج المرء أرملة مسنة بخدعة، ثم يعلن أنه قد نال البركات؛ فلم يحسب أي حساب لموت شقيقه وإنما ذكر فوزه بأرملته، فمن كان يريد أن يشاهد البركات الحقيقية فليأت هنا لمشاهدتها.لاحظوا كيف أطلق الله بفضله لسان أمّي في تمكنه من اللغة العربية وأجرى على لسانه نكات القرآن ورزقه بلاغة وفصاحة قد اسود بها وجهك ووجوه أمثالك من المعارضين وعجزوا عن المواجهة.لقد أمال الله آلاف الناس إلينا فينصرون بألوف مؤلفة من الروبيات، حتى لو كنا بحاجة إلى خمسين ألف روبية لأحضروها فورا، فهم يضحون بأموالهم وأرواحهم مئات الزوار يأتون وتبقى جماعة كبيرة حاضرة هنا، 1 فأحيانا يجتمع هنا مائة إنسان وأحيانا مائتا إنسان.فهل هذه هي التأييدات الإلهية أم أن يتزوج المرء أرملة شقيقه المسكينة ويظل محروما من الزواج من البكر طول الحياة؟ فواها لهذه البركات ويا للخجل و لم ينجب حتى الآن من هذه الأرملة لكنه يدّعي بأنه سينجب حتما.ومن الآن قد عَدَّ قصور الأحلام ثمرة المباهلة، واها لك أيها الأخ ملحوظة: لم يقدم ميان عبد الحق أي إلهام عن ذرية وإنما ظل يعلق الأمل الطويل، غير أننا قد تلقينا إلهاما في هذا الصدد أيضا وبشرني الله جل شأنه وقال إنا نبشرك بغلام.منه

Page 76

أنوار الإسلام الأكبر لجحا كان من واجبك أن تبذل قصارى الجهود ليل نهار للإنجاب، ثم إذا ولدت حتى بنت ميتة فيمكن أن تعتبرها ثمرة المباهلة، فسيُسمع لك في المحكمة الشعبية الأفغانية أما بقية الاعتراضات فأرد عليها قائلا إن الله تحقيقا لنبوءتي بولادة الابن قد رزقني ولدين أحدهما قد بلغ من العمر سبع سنين تقريبا.أما إذا قلت لماذا لم يولد صبى من الحمل الأول فعليك أن تذكر لنا إلهامًا أكدنا فيه أن الصببي سيولد من الحمل الأول، وإلا لعنة الله أنا قد أخبرنا في ١٨٩٤/٤/٨ أنه سيولد لنا ولدٌ، فها قد ولد ولم نكن سمينا ذلك الولد مولودا موعودا وإنما تنبأت بولادة الولد، وإذا كنا قد سميناه مولودا موعودا في أي إلهام فحرام عليك الأكل ما لا تقدم لي ذلك الإلهام، وإلا لعنة الله على الكاذبين.على الكاذبين.من الصدق أما القول بأن ميعاد صهر أحمد بيك قد مضى فهو الآخر من الحمق والجهل.فما لم يبق عندكم علم القرآن الكريم لذا قد صار دأبكم إثارة اعتراضات سخيفة فاخجلوا قليلا لأنه إذا كان أحمد بيك نفسه قد مات في الميعاد بحسب النبوءة نفسها وكان أول هدف للنبوءة، فلماذا تشكون في مضمون النبوءة؟ إذ قد تحققت بعض أجزاء النبوءة في الميعاد بحيث لا ينكرها أحد ثم لو افترضنا أن موت صهره حصل بعد مضي الميعاد فلن يكون معارضا للسنة الإلهية الموجودة في الكتب السماوية وهي أن تاريخ النبوءات بنزول العذاب وميعادها ليس من القدر المبرم بل يمكن أن

Page 77

أنوار الإسلام يتأجل ذلك الميعاد حتى بالتوبة والاستغفار الذي لا يثبت عليه الإنسان فيما بعد.وقد أثبتنا سبب تأخير موت "سلطان محمد" في إعلان منفصل، ولا أرى أن أي مؤمن سينكره، أما الملحد فليقل ما أراد.تذكروا أن النبوءة قد تحققت بكل عظمة لا يسع أي عاقل إنكارها.باختصار؛ إن دواعي هذه الاعتراضات الخيانة والحمق.إنما الاعتراض الصحيح هو ما يوافق الكتب الربانية، لا ذلك الذي يقع على جميع الأنبياء والرسل، فإثارة مثل هذه الاعتراضات من فعل الخونة الملعونين.فمن هذا البيان كله تبينت جميع حقيقة إلهامات ميان محيي الدين أيضا، انتهى.والسلام على من اتبع الهدى *********

Page 78

أنوار الإسلام الرد على بعض اعتراضات عامة الناس وهدية لميان عبد الحق الغزنوي الاعتراض الأول: إذا كان أنهم قد عاد إلى الحق فلماذا لم تظهر فيه أمارات ذلك؟ الجواب: كان هذا الرجوع في الحقيقة يشبه رجوع فرعون و لم يكن يوافق رجوعا حقيقيا.فكان فرعون كلما رجع كشف عنه العذاب وهذه هي عادة الله وتصدقها الآية: ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ويقول له في جوابه: إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ أي سنكشف العذاب قليلا لكنكم ستعودون وتكفرون.فهذه الآية تدل صراحة على أن الله الله يكشف العذاب قبولا لضراعة المرء، مع علمه أنه سيعود إلى الكفر والفسق.من المسلم ومن ذا وإن كشف العذاب نتيجة التضرع والاستغفار من سنة الله القديمة.الذي يقدر على رفضه، إلا من قد أعماه التعصب الكامل؟ وعلاوة على ذلك به والمشهود أنه حين تتجلى الهيبة الإلهية يتغير وضع الفاسق، ثم حين تنقضي الهيبة يعود بسبب شقاوته الطبعية إلى وضعه الأصلي.وربما شاهدتم الكثيرين الذين حين ترفع عليهم أي قضية يخشون أن تؤدي إلى السجن الشاق الشديد أو الشنق أو الإعدام وإن كانوا في الوقت نفسه الدخان: ۱۳ الدخان: ١٦

Page 79

أنوار الإسلام يتوقعون أن يُفرج عنهم، فهم يغيرون سلوكهم الفاسق بمشاهدة تلك الهيبة ويصلّون ويتوبون ويطيلون الدعاء لله، ثم حين ينجيهم الله الله من ذلك البلاء رحمة عليهم بسبب ضراعتهم، يخطر ببالهم فورا أن هذا الخلاص لم يكن من بل كان وليد المصادفة فيزدادون فسقا أكثر من ذي قبل، ويعودون إلى عاداتهم السابقة خلال بضعة أيام فهناك أمثلة أخرى على ذلك، لكن هنا يكفي الكلام الإلهي حيث يقول الله : وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ثم يقول الله في آية أخرى: (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ".فلما أنجاهم الْحَقِّ.فلما أنجاهم...أي عندما ينجيهم من العذاب يعودون إلى الظلم والفساد الذي اعتادوه سابقا.الاعتراض الثاني: إن السيد آتهم لم يمت خلال خمسة عشر شهرا، فثبت أن ميرزا غلام أحمد القادياني قد افترى على الله.الجواب: هل كان النبي يونس أيضا قد افترى على الله، والعياذ بالله، إذ قد تخلف وعده المحدد؟ أما إلهامنا فكان يتضمن شرطا واضحا وهو عدم ا يونس: ١٣ ٢ يونس: ٢٣-٢٤

Page 80

أنوار الإسلام عودته إلى الحق.لكن وعد يونس بنزول العذاب لم يكن يتضمن أي شرط، بل كان ينص على أن العذاب سينزل على قومه خلال أربعين يوما بدون أي شرط.وكان الله قد أخفى شرط الإيمان أخفى شرط الإيمان ابتلاء ليونس العليا، فتعرض لابتلاء قد ذكره القرآن والحديث فلو كان يونس العلا مطلعا على هذا الشرط لبحث عن هذا الشرط، كما لم يخبره الله وحسب أن أيضا في الإلهام، لأنه كان يقصد ابتلاءه.ففرّ من ذلك البلد الكفار سيكذبونه ويستهزئون به فقد استنبط كبار العلماء كثيرا من هذه " القصة، فقد كتب السيد عبد القادر الجيلاني الله في كتابه "فتوح الغيب أن رجال الله الذين هم عباده المتميزون يتلقون من الله أحيانا الوعد الذي لا ينجزه.ونفس هذا المبحث أثاره الشاه ولي الله المرحوم في "فيوض الحرمين" وسجل بعض الأحداث للأنبياء مثالا على ذلك، فاستنتج أخيرا أنه ليس لزاما على الله أن يكشف على الملهم جميع الشروط في الوحي والإلهام، بل إنه يخفي بعض الشروط ابتلاء كما فعل في حادث يونس ال فأي شك في أن نبوءة يونس ل كانت حاسمة وعظيمة، لكن الله تعالى لم يُطلعه على شرط الإيمان مما سبب له ابتلاء كبيرا.كما لم ينج من هذا الابتلاء المسيحُ ال أيضا لأن النبوءة القديمة التي كان يتوقف عليها صدق نبوته، لم تتحقق بظاهر الكلمات؛ أي عودة النبي إيليا إلى هذا العالم.فلجأ أخيرا إلى التأويلات.ومما سبب له المشاكل الكثيرة أن تأويلاته كانت تعارض إجماع علماء اليهود تماما و لم يكن أي واحد منهم يتفق

Page 81

أنوار الإسلام 197 معه، فكان المسيح قد قال إن المراد من إيليا هو يحى، وأن صفات إيليا قد تحلت في يحيى، فكأن إيليا نفسه قد نزل لكن تأويله هذا رفض بشدة، ووصف المسيح الملحدا والعياذ بالله وأتهم بأنه يؤول بعكس ما ورد في الكتب السابقة والنصوص الصريحة لهذا مما يقتضي الأدب من المسيحي أو المسلم أن لا يستعجل في تكذيب الملهم إذا لم يشاهد تحقق النبوءة حرفيا في صورتها الظاهرة.فبعض نبوءات المسيح الا لم تتحقق في ميعادها؛ أي قد ذكر لها موعد وتحققت في زمن آخر، كما فُسِّر اليوم بعام.فالحقيقة أن الله الله يقصد أحيانا من اليوم أو الأسبوع أو الشهر فترةً معينة من الزمن لتشابه أحداثها ووقائعها.ثم حين يأتي زمن آخر يختلف ويمتاز عن الزمن الأول، يقال إنه اليوم الآخر أو الأسبوع الآخر أو الشهر الآخر.فمثلا إن المراد من اليوم فترة زمنية بين تغيرين أي ما بين طلوع الشمس إلى غروبها.كذلك سيكون المراد من اليوم روحانيا فترة زمنية معينة تحدث بين تغيرين روحانيين.كما كان هناك وعد بيوم لفتح بدر وكتب أن هناك ميعاد يوم فقط، وبعده يظهر الفتح.مع أن المراد من ذلك اليوم كان عاما وكان يُشبه يوما لأن ذلك الفتح كان بين تغيرين.فالتغير العظيم الأول منهما أن النبي خرج من بلد آبائه مهاجرا، بلد آبائه مهاجرا، وتوجه سراج الصدق ذلك إلى المدينة والثاني أن طلوع هذا السراج في المدينة قد صار بمنزلة الغروب لأهل مكة.فهكذا قد تحقق الطلوع والغروب أيضا، مثلما هو طلوع الشمس في أميركا بمنزلة غروبها عندنا.فلما غرب ذلك

Page 82

أنوار الإسلام السراج من مكة غير الليلة المظلمة، فلم تبق هناك تلك الأنوار ولا البركات، فقبل ذلك كانت صفوف الملائكة قد أحاطت بمكة وبعد ذلك أحاطت بها زُمر الشياطين إذ خرج النور وحل الظلام.وإلى ذلك أشار الله الله في قوله ما كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ لأنه كان ،سراجا، ومن المستحيل أن تحل ظلمة العذاب بحضور السراج.باختصار ؛ حين طلع ذلك السراج في المدينة طلع النهار على أهل المدينة وظهرت علامات الغروب في مكة وظهر التغيران العظيمان اللذان ينحصر فيهما النهار.لكنه إذا حدد يوم معين أو تاريخ معين بالتأكيد والتكرار فالمراد من ذلك أيام وتواريخ إنسانية قطعا ويقينا، وإلا تظهر أحيانا المصطلحات الربانية ابتلاء.ومع ذلك لا يتأثر مضمون النبوءة، فهذا هو التحقيق الكامل الذي أجمع عليه الأنبياء والأولياء بخصوص النبوءة.ثم ما حالة إيمان أولئك الذين يطلقون ألسنتهم متسرعين مكة وخرج ذلك العاشق الإلهي من تلك الأزقة، لم تبق في ولا ينتظرون انكشاف الحق؟ الأنفال: ٣٤

Page 83

أنوار الإسلام أقسام اللعنة التي يجهلها ميان عبد الحق الغزنوي وهي تحل عليه (۱) هي اللعنة الأولى أنه أيد النصارى ودعمهم في المناظرة التي كان الهدف منها إثبات صدق الله ورسوله وأعلن بأنهم غلبوا فقد أثبتنا أن هؤلاء القساوسة هم الدجال، ثم إن الذين وافقوا الدجال هم أولئك اليهود الذين ورد بحقهم حديث في صحيح مسلم أن سبعين ألفا منهم تقريبا سيوالون الدجال فالموالاة هي تصديق أقوالهم والحديث يصرّح بأن هؤلاء اليهود سيكونون في الحقيقة مسلمين، لكنهم سيتمسكون بأخطائهم على شاكلة اليهود ويلتزمون بظاهر النص ولهذا سُيُدعون يهودا، ويتبين لنا بقراءة الأحاديث بإمعان أن هؤلاء اليهود سيتبعون الدجال عند ظهور فتنة وستكون مواجهة بين المسلمين والنصارى، حيث يقول النصارى بمكرهم أنهم فاتحون، بينما سيقول المسلمون إن الفتح حالفهم، وستشهد السماء بحق المسلمين ويُسمع نداء من السماء- أي الإلهام الإلهي بأن الحق في آل محمد، كما يُسمع نداء الشيطان بحق النصارى.أي أن هؤلاء بمكرهم ودجلهم- وهو طريق الشيطان سيخدعون الناس أشنع خداع كأن ذلك الصوت هو نداء الشيطان، ومضمونه أن الحق في آل عيسى.وعندئذ سيميل يهوديو الطبع

Page 84

۱۲ أنوار الإسلام إلى نداء الشيطان وسيصبحون بمداراتهم من أتباع الدجال، وإن الله سیحكم أخيرا حيث تظهر لصدق الإسلام آيات بينات، وعندئذ سيعود بعض أتباع الدجال بذلة.وهذا هو ملخص عبارات الأحاديث وإشاراتها التي ينبغي أن يتدبروها كثيرا.(۲) هي اللعنة الثانية لعنة الخسوف والكسوف وهي أيضا ليست مما يستهان به لإخزاء معارضينا بشرط أن يكون عندهم حياء، فالشهادة السماوية هي شهادة إلهية، لقد تحققت النبوءة الواردة في الحديث.فهل إنكارها يشكّل لعنة أم لا؟ وإن لم تكن لعنةً فقدموا أي نظير لاجتماع الخسوف والكسوف لمدَّعٍ في رمضان منذ خلق العالم.(۳) اللعنة الثالثة هي أطلقت فيها اللعنة تترتب على عجزهم عن منافسة الكتب التي اللعنات بصراحة على الذين لا يقدرون على مواجهتي مع تكفيرهم وإنكارهم الدين، وهذه اللعنة أيضا في الحقيقة ليست بسيطة، بل إنها تضم ألف لعنة إذا صُفت في طابور شكل حبلا طويلا يكفي لتصفيد جميع المكفرين.ثم يقولون- بوقاحتهم الغريبة إنه حتى الآن لم تحلّ عليهم أي لعنة، أفلا يشكّل لعنةً تأييدهم للنصارى في هذه المناظرة التي عقدت خالصة من أجل إعلاء كلمة الله ورسوله؟ ألا يساوي هذا الحبل الطويل

Page 85

أنوار الإسلام لألف لعنة شيئا يُذكر؟ أفلم يجلب لهم أي ذلة؟ من هنا يثبت أن شرف مكفرينا قوي متين لا يتأثر بشيء رغم تعرضهم لضربات متتالية.(٤) اللعنة الرابعة تتمثل في تحقق النبوءة ضد الفريق المسيحي وقد مر بيانه، وهذه اللعنة في الحقيقة تشكيلة لعنات كثيرة، ولا داعي لذكر تفاصيلها.(°) اللعنة الخامسة توشك أن تحل عليهم وهي أنهم رغم هذا الفتح المبين الذي أحرزناه بفضل الله ضد الفريق المناظر من المسيحيين فقد مات أحدهم والثاني أشرف على الهلاك ونجا، والثالث أُصيب بصدمة الحداد، والرابع تعرّض للعنة الذلة، والخامس أصيب بفزع لم يتركه يموت ولا يحيا.إن لم يعترف بفتحنا هؤلاء الغزنويون والمكفّرون الآخرون حتى الآن ولم يشجعوا آتهم على أن يحلف ويستلم ألفي روبية ستكون له بعد مرور سنة، فلا شك أن لعنة الله عليهم.فقد مُسخوا ولحقوا بالخنازير واتخذوا عن عمد موقفا يؤدي إلى الإساءة إلى الله ورسوله ولن نكتب بهذا الخصوص أكثر، وبهذا ننهي.يجب أن لا ينزعج ميان عبد الحق من هذا الجواب، ذلك لأن: "هذا هو الحجر نفسه الذي رشقت به رأسي \ 11 وأفوض أمري إلى الله، هو نعم المولى ونعم النصير.ترجمة مثل فارسي (المترجم)

Page 86

أنوار الإسلام إعلان حاسم بمنح ألف روبية جائزة لاختبار إيمان ميان رشيد أحمد الكنكوهي وغيره الذين نشروا عن هذا العبد المتواضع إعلانا أن هذا الرجل كافر ودجال وشيطان، ومن الثواب أن يداوم المرء على لعنه وسبّه وشتمه وأوجه الخطاب في إعلاني إلى جميع المكفّرين الذين لا يكفون عن وصفي بكافر وأكفر، سواء كان اللدهيانوي أو الأمر تسري أو الغزنوي أو البطالوي أو الكنكوهى أو كان أحدهم من البنجاب أو من أي موضع من الهند.ألا لعنة الله على الكافرين المكفّرين الذين يكفّرون المسلمين.ومن الواجب على كل هؤلاء الآن أن يشجعوا زميلهم المولوي محمد حسن اللدهيانوي على الحلف ويأخذوا منا ألف روبية، وإن لم يفعلوا فليتذكروا أنهم سيدخلون جهنم جميعا مع الشياطين بسبب تكفيرهم المسلم وإصابتهم باللعنة الأبدية المترتبة على إنكارهم للحق.ولا يغيبن عن البال أن الحلف يجب أن يكون بحسب المضمون الوارد في هذا الإعلان أيها المشايخ المكفّرون، ماذا تقولون عن الآثار والأخبار التي سجلها الإمام عبد الوهاب الشعراني والآخرون من أكابر المتقدمين في كتبهم ملحوظة: إنه في غير محله القول بأن هذه الأحاديث ضعيفة أو بعض الروايات مجروحة أو إن الحديث منقطع أو مرسل لأن الحديث الذي تحققت نبوءته على أرض

Page 87

أنوار الإسلام بإسهاب، وقد كتب جزءا منها المولوي صديق حسن خان البهو بالوي في كتبه الفارسية مثل حجج الكرامة وغيره باختصار، إن المهدي الموعود يتميز بأربع آيات لا يشاركه فيها غيره: (۱) إن المشايخ سيكفّرونه ويسمونه كافرا ودجالا وملحدا وسيكذبونه مجتمعين، ويشدون العزم على احتقاره وسبه وشتمه ويربون حقدا كبيرا تجاهه ويعدونه ملحدا ومرتدا، وسيشيعون عنه من هذا المهدي الذي يستأصل الإسلام، ويعتبرون لغنه وتكفيره مدعاة الثواب والأجر، ولن يقبله مشايخ عصره أبدا.لكنه في الأيام الأخيرة حين يكون قد تبينت حقيقته سيؤمنون به بمحض النفاق، لا بصدق القلب، وسيكون غالبية المؤمنين بالمهدي من العامة أو المنقطعين المنعزلين أو الزهاد ذوي القلوب الطاهرة، الذين يتمكنون من معرفته من خلال مكاشفاتهم الصحيحة.أما المشايخ فلن يكسبوا شيئا إلا أن يسموه ملحدا وكافرا ودجالا، وسيكون المشايخ في زمنه شر من تحت أديم السماء.سترتفع فراستهم ولباقتهم، وعندما سيسمعون المعارف الدقيقة ينكرونها فورا قائلين إنها تنافي عقائدنا القديمة.(۲) الآية الثانية للمهدي الموعود أنه سيحدث في زمنه الخسوف والكسوف في رمضان، ولن يكون قد اجتمع هذان الكسوفان في رمضان- كما يفصح منطوق الحديث بوضوح في زمن أي رسول أو نبي أو محدث.الواقع فهو في الحقيقة أرفع من الصحاح درجةً، لأن صدقه تبين ببداهة.باختصار؛ إذا تحققت النبوءة الواردة في أي حديث فإن الشك في روايته من الإلحاد الصريح.منه

Page 88

أنوار الإسلام فلم يحصل اجتماع الخسوف والكسوف في رمضان منذ خلق العالم في زمن أي مدعي الرسالة أو النبوة أو المحدثية قط.ولو قال أحدهم بأنهما اجتمعا فعليه أن يُثبت ذلك.غير أن الحديث لا يفيد بأن اجتماع الكسوفين سيحدث في رمضان قبل ظهور المهدي، لأن في هذه الحالة كان من المحتمل أن يدعى كل مفتر بأنه المهدي الموعود إثر رؤية اجتماع خسوف القمر وكسوف الشمس في رمضان ويلتبس الأمر.لأن الدعوى بعده سهلة، ثم حين ظهر المدعون الكثر لم يتبين من منهم صادق، بل يفيد الحديث أن هذه الآية لن تظهر بعد دعوى المهدي الموعود فحسب بل بعد مضي مدة على ذلك تأييدا له كما يدل على ذلك بجلاء حديث: "إن لمهدينا آيتين" أي لتأييد دعوى مهدينا آيتان، وهذه الصيغة لا يستطيع أي مفتر أن يستغلها و لم تكن لتنجح أي مكيدة له لأن المهدي قد ظهر سلفا ثم حدث انكساف الشمس تأييدا لدعواه، لا أن يظهر المهدي بعد رؤيتهما.ومثل هذه الآيات المؤيدة كانت قد كتبت في الكتب السابقة بحق سيدنا ونبينا الله أيضا ، وتحققت بعد دعوى النبي تصديقا وتأييدا لدعواه فغاية القول إن مثل هذه الآيات قبل الدعوى مهملة وعديمة الجدوى، لأن فيها مجالا كبيرا للافتراء.وهناك بالإضافة إلى هذا قرينة أخرى وهي أن وجود الخسوف والكسوف والمهدي في رمضان خارق للعادة، أما مجرد اجتماع الخسوف والكسوف فليس خارقا للعادة.(۳) الآية الثالثة للمهدي الموعود أن في زمنه ستظهر فتنة ويحدث نزاع بين النصارى ورجال المهدي، وسينادي الشيطان للنصارى بأن الحق في آل

Page 89

أنوار الإسلام عيسى؛ أي أن النصارى هم نالوا الفتح كما سينزل النداء من السماء لرجال المهدي؛ أي ستنزل الشهادة الإلهية بالآيات والتأييدات أن الحق في آل محمد، أي أن الحق في جماعة المهدي.وبعد ذلك النداء ستنقشع ظلمة الشيطان أخيرا وسيعرف الناس إمامهم.(٤) العلامة الرابعة للمهدي أن في زمنه كثير من المسلمين أشباه اليهود سيحالفون الدجال، أي سيُدعون مسلمين في الظاهر لكنهم سيوافقون الدجال، أي سيصدقون ادعاء النصارى بالفتح.فهذه العلامات الأربع تخص المهدي.صحيح أن كثيرا من أهل الله والصالحين قد كُفّروا قبل هذا أيضا، غير أن كلمة الآية تفيد بأنه سيصدر تكفير المهدي بشدة ووصفه بالدجال لن يكون له نظير في الماضي.فهكذا حدث إذ سميت أنا العبد المتواضع كافرا بل أكفر، كذلك من المحتمل أن يكون الخسوف والكسوف قد اجتمعا في الشهر الواحد غير أنه لم يحدث منذ خلق العالم أن اجتمع الخسوف والكسوف في رمضان في زمن أي أن مدعي الرسالة أو النبوة أو المحدثية قبل زمني هذا.كذلك من الصحيح المناظرات الدينية مع النصارى حدثت في الماضي أيضا، غير أن تصرفات التجاسر التي قاموا بها الآن في هذا الزمن بحيث أذاعوا في البلد كله نداء الشيطان راكبين على الحمير وتنكّروا واستهزأوا فلم يصدر منهم نظيرها في الماضى، كما لم يظهر الردُّ عليه من الله - أي النداء الإلهي - الذي سيظهر الآن، فليتذكر السامعون.وكذلك من الصحيح أن بعض المسلمين المنافقين

Page 90

VAD أنوار الإسلام ظلوا يداهنون القساوسة في الماضي، غير أن المداراة التي ظهرت الآن من قبل المشايخ وأتباعهم ناقصى العقل للقساوسة الدجالين وزعمهم بأن النصارى فاتحون، ومشاركتهم في احتفالات الأفراح ونشرهم مئات الإعلانات مكرا وتجاسرا ولعنهم أهل الحق طمعا في نيل مرضاة النصارى ووصفهم غالبين، فليس له أي نظير في أي قرن من القرون الثلاثة عشر؛ فهذا تحقق هذه النبوءة الواردة في الحديث بأن سبعين ألف مسلم سينضمون إلى الدجال، فليخبر المشايخ المكفرون الآن هل قد تحققت هذه الأمور أم لا؟ بل إن هاتين العلامتين أي الإصرار على تكفير مدعي المهدوية ووصفه دجالا، وتأييد النصارى والزعم بأنهم انتصروا - قد حققهما المشايخ بأيديهم بحيث لا يوجد له نظير في الأزمنة السابقة.فلم يتشاوروا أولا بغبائهم أنهم يحققون هاتين العلامتين بأيديهم، فكما كفّروني بشدة وقسوة لم يكفروا بها أي مدعي المهدوية قبلي، وإذا كان هناك من أمطروا عليه اللعنات مثلي ووجهوا إليه المطاعن وأعلنوا بأنه كافر ودجال ومدمر الدين واتفق جميع مشايخ البلد على ذلك ونشره في البلاد فليقدِّموه، وهذا المثال ينبغي أن يكون مصداق طابق النعل بالنعل وإن لم يستطيعوا فقد حققوا العلامة المتميزة للمهدي بأنفسهم، وإذا كانوا قد وافقوا النصارى من قبل أيضا ووصفوهم غالبين فأتوا بنظيره.وإذا كان اجتماع خسوف القمر وكسوف الشمس في رمضان قد حصل في زمن من ادعى بأنه المهدي في السابق أيضا فقدموا نظيره.وإذا كان قد حصل النزاع بين أتباع أي مهدي والنصارى وأصدر

Page 91

أنوار الإسلام النصارى النداءات الشيطانية بأنهم الفاتحون فقدموا له المثيل.فنحن نعلن جائزة ألف روبية لمن يأتي بهذه النظائر الأربعة.ولا نضع أي شرط لتقديم هذا المبلغ، وإنما نقول إن هذه الألف روبية ستودَع عند المولوي محمد حسن اللدهيانوي خلال ثلاثة أسابيع بعد وصول أي طلب بهذا الموضوع.وسيحلف المولوي المذكور بصوت مرتفع ثلاث مرات أمام الفريقين في بيته في موعد يحدده، ويقول: "إنني أقسم بالله جل شأنه أن هذه الأحداث التي ذكرت ليست منقطعة النظير، وأن النظائر التي ذكرت لصحيحة وواقعية وفي محلها ويقينية وقطعية ووالله إن الذي يدعي أنه مصداق هذه العلامات لكافر في الحقيقة وإنني أقول بكامل البصيرة أنه كافر حتما، وإن كنت كاذبا في بياني هذا فلينزل عليَّ العذاب والغضب الإلهي الذي ينزل على الكاذبين." وسنقول "آمين" في كل مرة.وليس هناك شرط في استعادة المبلغ ولا نحدد الميعاد لنزول العذاب، وإنما يكفينا أن يمتنع المولوي من الله، أو يحلف بصفته ممثلا لجميع المكفرين ويلاحظ نتائجه.ونحن خشية من الحلف نلتمس هنا من علماء العصر بأدب أن لا يتسرعوا في التكفير والإنكار، أليس من المحتمل أن يكون الذي يكذبونه صادقا في الحقيقة؟ فلم يكسبون سواد الوجه عبثا بالتسرع؟ فهل تنزل الآيات السماوية لكاذب؟ أم هل أمهل الله أي كاذب ظل يدعي تلقي الإلهام والكلام من الله ليل نهار افتراء اثني عشر عاما على التوالي و لم يبطش به الله؟ فإن كانت له نظائر فأرجو أن تذكروا واحدا على الأقل.وإن لم تستطيعوا فاتقوا ذلك المنتقم على

Page 92

أنوار الإسلام القادر الذي غضبه أشد من غضب الإنسان بكثير جدا.ولا تفرحوا بوجود الاختلاف في بعض المسائل، وتأملوا قليلا في أنه لو كان المهدي الموعود متفقا مع مشايخ الزمن في جميع المسائل من الغث والسمين فلماذا صرح في الأحاديث سلفا أن العلماء سيكفرونه ويزعمون أنه يقضى على الدين؟ فيتبين من هنا أن العلماء سيحوزون بعض الدلائل لتكفير المهدي بحسب فهمهم، وبناء على ذلك سيصفونه كافرًا ودجالا.فاتقوا الله يا أولي الأبصار والسلام على من خشي الرحمن واتقى واتبع الحق واهتدى.

Page 93

أنوار الإسلام >> من كيف ستكون عاقبتنا ذا الذي يمكن أن يخبر عن عاقبة أحد غيرُ الله ومن ذا الذي عنده علم بالأيام الأخيرة سوى ذلك العلام الغيوب، إن العدو يزعم أن الخير في أن أهلك بهوان، والحاسد يتمنى أن يصيبني عذاب لا يُبقي ولا يذر.والحقيقة أن كلّ هؤلاء عميان ويوشك أن تنقلب أفكارهم عليهم وأن يحيق مكرهم السيئ بهم لا شك أن المفتري يهلك عاجلا جدا، ومن ادعى كذبا أنه من الله ومشرّف بإلهامه وكلامه، يموت موتا خبيثا، وتكون عاقبته سيئة جدا وعبرة للآخرين.أما الذين هم صادقون ومن الله فهم يحيون حتى بعد موتهم لأن يد فضل الله عليهم وتكون روح الصدق في نفوسهم.فلو مُزقوا بابتلاءات وسُحقوا وسويت بهم الأرض، وأُمطرت ت عليهم أمطار اللغن والطعن من الجهات الأربعة، وتآمر العالم بأسره على إبادتهم وخططوا لذلك فهم لا يهلكون أبدا.لماذا لا يهلكون؟ إنما لبركة علاقتهم الصادقة بحبيبهم الحقيقي، إن الله يصبّ المصائب أكثر من الجميع لا لكي يهلكوا وإنما ليزدهروا ويثمروا أكثر فأكثر، وهذه هي السنة الإلهية منذ القدم بحق كل مقرب ومقبول، أنه يُجعل عرضة للصدمات أولا.فانظروا إلى الأرض مثلا حين يحرثها الفلاح ويقلبها عدة أشهر ويشق صدرها بالمحراث حتى تنسحق التربة كانت صلبة وقاسية كالحجر وتصير كالكحل تذروها الرياح هنا عليهم التي

Page 94

أنوار الإسلام وهناك، وتبدو ناعمة ومكسورة وضعيفة ويظن عديم الخبرة أن الفلاح أفسد الأرض الطيبة عبثا إذ لم تعد صالحة للجلوس أو الاستلقاء عليها، غير أن فعل الفلاح العاقل لا يكون عبثا فهو يعلم جيدا أن خيرات هذه الأرض لا تُنال إلا بشقها وتعريضها للصدمات لهذه الدرجة، ثم ينشر الفلاح فيها أفضل الحبوب عند بذره لها.وتلك الحبوب تصير ترابًا تقريبا هيئة ووضعا بالاختلاط مع التراب ويزول لونها ورونقها، إلا أن الفلاح العاقل لا يرميها في الأرض لكونها هيئة عديمة القيمة في نظره..كلا بل إن لتلك الحبوب قيمةً كبيرة في نظر الفلاح بل تكون غالية ونفيسة جدا في نظره، وإنما يرميها في الأرض لتنتج كل واحدة منها ألف حبة، وتنمو وتزدهر وتتبارك وتنفع عباد الله.فكذلك تماما يرمي ذلك الفلاح الحقيقي عباده الخواص في التراب أحيانا بحيث يمشي الناس عليهم ويدوسونهم بأقدامهم وتظهر ذلتهم من كل وجه، ثم تنبت تلك الحبوب بعد أيام قليلة في صورة خضرة، وتظهر بلون ولمعان غريب ويتعجب منها الناظر.فهذه هي السنة الإلهية تجاه عباده المقربين منذ القدم، أنهم يُلقون في ورطة عظيمة لكن لا ليُغرقوا وإنما ليرثوا اللآلئ القابعة في قعر نهر الوحدانية، ويُلقى بهم في النار لكن لا ليُحرقوا وإنما لتظهر قدرة الله، ويُستهزأ بهم ويُلعنون ويؤذون بأنواع الأذى ويضطهدون ويقال عنهم شتى الأقاويل وتزداد الظنون السيئة فيهم، حتى لا يخطر ببال الكثير من الناس أنهم صادقون بل كل من يؤذيهم ويلعنهم

Page 95

أنوار الإسلام يزعم في نفسه أنه يقوم بعمل يُكسبه ثوابا عظيما، وهذا يستمر لمدة.وإذا طرأ على ذلك المقرب شيء من القبض بمقتضى البشرية فإن الله له يطمئنه بقوله أن يصبر كما صبر الأوائل، ويقول له: إني معك أسمع وأرى.فلا يزال يصبر حتى يبلغ الأمر المقدر ميعاده، فتجيش غيرة الله لذلك المسكين فتمزق الأعداء كل ممزق بتجل واحد.فالنوبة الأولى للأعداء، وأخيرا تأتي ،نوبته، كذلك قد أفهمني الله الكريم مرارا أنني سأتعرض للسخرية والاستهزاء واللعن والإيذاء الشديد لكن نصر الله سيحالفني في نهاية المطاف، فسوف يجعل الله أعدائي مغلوبين ويُخجلهم، فكثير من الإلهامات الواردة في البراهين الأحمدية تبشر بذلك، كما أن الكشوف هي الأخرى تنبئ بذلك.فقد رأيت في أحد الكشوف ملكا أمامي وقال لي: إن الناس يُعرضون فسألته: من أين أتيت؟ فقال أحد، باللغة العربية "جئتُ من حضرة الوتر" أي قد أتيت من الذي هو فأخذته إلى جانب على انفراد وسألته: إن الناس يرتدون، وهل أنت أيضا قد ارتددت؟ فقال أما نحن فمعك.ثم زالت عني تلك الحالة.لكن كل هذه الأمور عابرة، أما العاقبة التي قد قُدِّرت لي فهي أن الله قد أظهر لي في الإلهامات المتكررة وفي الكشوف البالغ عددها ألوفا مؤلفة وهي واضحة وضوح الشمس قائلا: إني سوف أمكنك من الفتح أخيرا و أبرئ ساحتك من كل تهمة وإنك أنت الأعلى، وإن جماعتك ستبقى فوق أعدائها إلى يوم القيامة.وقال: إني سوف أظهر صدقك بصولات

Page 96

أنوار الإسلام عنيفة.والجدير بالانتباه أني لم أكتب هذه الإلهامات ليقبلها أحد بل لأن لكل أمر موسما وموعدا، وعندما يأتي أوان تحقق هذه الإلهامات فستزيد هذه العبارة القلوب المستعدة إيمانا وطمأنينة ويقينًا.والسلام على من اتبع الهدى.*********

Page 97

أنوار الإسلام ضميمة أنوار الإسلام نبذة موجزة عن فتح الإسلام النبوءة التي أعلناها في المناظرة التي حدثت مع النصارى في أمرتسر كان لها جزءان ۱ – الفريق الخصم الذي ليس على حق سيقع في الهاوية وسيصيبه الذلة والهوان.۲ - إذا رجع إلى الحق فسوف يسلم من الذلة والهاوية.سنتكلم لاحقاً عن أحوال الجماعة التي لم تناظر بنفسها من الفريق الخصم بل كانوا يُعدّون من الفريق بصفتهم مساعدين أو مؤيدين أو زعماء.ونبين أولا وبإيجاز أحوال السيد عبد الله آتهم الذي كان قد انتخب من الفريق الخصم للمناظرة شخصيا، وكنا قد فسرنا كلمة الهاوية- الواردة في الجملة الإلهامية - أن المراد منها الموت، بشرط ألا يعود إلى الحق.والآن قد كشف الله علينا في إلهامه الخاص أنه بخوفه من هيبة الإسلام وإيراد الهم والغم على قلبه قد أحرز نوعا من العودة إلى الحق، مما أخر عنه الموت، لأنه كان من الضروري أن يراعي الله ذلك في نفسه، فقد قال ذلك

Page 98

أنوار الإسلام الرحيم الكريم الذي قد قال في كتابه المقدس: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ أي لن يضيع عمله وسينال أجره حتما، فقد نال السيد عبد الله آتهم أجر عودته إلى عظمة الإسلام نوعا ما بحسب الشرط في الإلهام، غير أنه من المؤكد أيضا أنه إذا عاد إلى التجاسر وسلاطة اللسان والإساءة فسوف يتحقق فيه ذلك الوعد.وصحيح أن السيد عبد الله آتهم قد صدق تحقق وعدنا بفزعه وأوهامه وذعره وتنقله من مدينة إلى مدينة، غير أننا للحسم بأن الفتح حالفنا ولإراءة العالم كله بأننا أحرزنا الفتح المبين، نقدم أسلوبا سهلا يسيرا للتسوية وهو أن السيد عبد الله آتهم إذا كان يرى تصريحنا هذا مجرد كذب وزور وافتراء فليبرز كالشجعان وليخبرنا بقبوله اقتراحنا المفصل المذكور في الأسطر التالية خلال أسبوع من نشر هذا الإعلان.والاقتراح أنه إذا كانت فكرة صدق الإسلام لم تخوف قلبه خلال خمسة عشر شهرا، ولم تُلقه عظمة الإلهام وصدقه في دوامة الهم، ولم يُقرّ أمام الله بالتوحيد الذي قدمه الإسلام ولم يخش النبوءة الإسلامية مثقال ذرة، ولم ينحرف عن عقيدته في الثالوث مثقال ذرة فلينكر كل هذه الأمور أمام الفريقين ثلاث مرات قائلا: لم أفعل أيا من ذلك قط، إذ لم تستول عظمة الزلزلة: ٨ ٢ ملحوظة : إن ميعاد أسبوع ليس قليلا بل هو كاف، لأن الرسالة تصل من قاديان إلى أمرتسر في اليوم التالي، وإن إعطاء هذه المهلة مخالف للحكمة، لأن الفريق الذي قد انهزم في الحقيقة يمكن أن يخدع آلاف البسطاء في بضعة أيام هذه ويلقيهم في هوة الضلال، إلا أن هذا الميعاد وسع فقط إتماما للحجة.منه

Page 99

أنوار الإسلام الإسلام على قلبي لحظة واحدة وظللت أتمسك بعقيدة ألوهية المسيح وكونه ابن الله بشدة، وما زلت أتمسك بها وأعادي الإسلام، وإن كنت في هذا كاذبا فليصبني خلال عام واحد الموتُ بذلة ودمار يؤكد للخلق أني أخفيت الحق.وعندما يعلن السيد عبد الله آتهم هذا الاعتراف ستقول جماعتي في كل مرة آمين، فعندئذ ستقدم له فورا صرة ألف روبية بعد استلام الوثيقة الرسمية، وستكون تلك الوثيقة الرسمية من الدكتور مارتن كلارك والقس عماد الدين كضمان وسيكون مضمونها أن هذه الألف روبية أودعت عند السيد عبد الله آتهم أمانةً، فإن مات خلال عام واحد بحسب تصريحه فسوف نعيد هذا المبلغ فورا بصفتنا ضامنين، ولن نقدم أي عذر أو حجة في إعادة المبلغ.أما إذا لم يمت خلال عام واحد بحسب التقويم الميلادي فسيكون هذا المبلغ ملكا له ويعد علامة فتحه، وإذا لم يرسل طلبا لهذه المواجهة خلال أسبوع من استلامه إعلاننا المسجل باسمه واسم الدكتور مارتن كلارك، فسيفهم أنه أكد على أن الفتح حالف الإسلام.وأن إلهامنا صادق.هذا هو الحكم الذي سيُصدره الله البيان صدق عباده، وسيدمر مكايد الزور ويمزق الكذب كل ممزق.ولا نكلف السيد عبد الله الهم عناء الحضور إلى بيتنا في أمرتسر لهذا التصريح بل سوف نذهب إلى بيته مع روبية بعد دعوته، وبعد دعوته سيكون لنا الخيار أن نحضر عنده مع مع ألف روبية في أي يوم خلال ثلاثة أسابيع بعد دعوته.ألف جماعتنا

Page 100

أنوار الإسلام وسيكون لزاما عليه أن يرسل لدعوتنا رسالة مسجلة، ثم إذا لم نحضر بعد مخلفي استلامنا رسالة مسجلة مع ألف روبية خلال ثلاثة أسابيع فستعد الوعد وكاذبين، وسوف نحضر إلى بيته شخصيا ولن نزعجه بأن يحضر هو، بل لن نضايقه بطلب القيام أو الجلوس لإدلاء هذا التصريح بل يمكن أن يبقى مستلقيا على السرير بكل سرور.فليدل بالتصريح المذكور ثلاث مرات، ونذكر القراء مكررا، أن لنبوءتنا بحق السيد عبد الله أتهم كان جانبان، أي إما موته وإما عودته إلى الحق.والجدير بالانتباه أن العودة فعل قلبي لا يطلع عليها الخلق، لكن الله يعلمها.أما اطلاع الخلق فقد قدمنا هذا الحكم لذلك.وإن حكمة الله ومصلحته قد منعت السيد عبد الله آتهم من توفير أسباب الموت بإبلاغ الإساءة والبذاءة منتهاها في هذه المدة، بل قد ألقت في قلبه هيبة عظمة الإسلام، ليستفيد من الشرط المذكور في نص الإلهام بحق العائدين.وكان الله يريد أن يمهل الله النصارى لفترة قصيرة ليفرحوا بفرحة مزورة، ثم يصدر الحكم الذي يبصر به العميان ويتمكن الصم من السمع ويحيا الأموات، ويتبين للعنيدين والحساد أنهم ارتكبوا خطأ فادحا.فقد كتب نصارى أمرتسر في إعلانهم أن ربهم المسيح قد أنقذ ،آتهم، فالآن إذا كانوا يعتبرون أنفسهم صادقين فيجب عليهم ألا يخافوا من المواجهة لأنه إذا كان إلههم المصطنع منقذا في الحقيقة فسوف يحميهم أيضا حتما عند هذا الحكم الحاسم.فإذا حل الموت فيجلب لجميع النصارى سواد الوجه، يجب أن يتوكلوا على إلههم

Page 101

أنوار الإسلام الزائف ولا يتولوا، وليتذكروا أنهم لن يحرزوا الفتح.فمن مات أنى له أن يدرأ الموت عن الآخرين، فالمانع الوحيد هو الحي القيوم الذي نعبده.هذا ما بيناه من أوضاع السيد عبد الله آتهم الذي انتخب للمناظرة من الفريق الخصم.وهنا ينشأ التساؤل ما الذي آل إليه مصير أعضاء الفريق الخصم الآخرين من المساعدين أو المؤيدين أو المنظمين فهل قد تذوقوا شيئا من طعم الهاوية أم لا؟ فالجواب أنهم بالتأكيد تذوقوه، وكل واحد منهم تذوقه كاملا خلال الميعاد فالقس "رايت" الذي كان زعيما، قد غادر هذا العالم في عز الشباب، أما السيد عبد الله أتهم فقد تعرض للمصائب وربما لم يستطع حضور جنازته أيضا، والدكتور مارتن كلارك أصيب بموته المفاجئ بصدمة جرحته.أما المساعدون من الفريق الخصم فأحدهم القس تامس هاول- الذي جرح حلقه وأزعج الناس كثيرا بقراءة الكتب المحرفة على الناس مرارا تم البطش به بعد المناظرة عاجلا بحيث أصيب بمرض عضال كاد يقضي عليه، وكان منهم المساعد القس عبد الذي كان يُري آيات القرآن خلسة، وكان يقرأ بعض الكلمات العبرية المكسرة ، فهو الآخر قد أصابه مرض أشرف به على الموت، ولا نعرف هل قد شفي أو قد خلا.أما القس عماد الدين فأصاب رقبته الحبل الطويل لذلة "ألف لعنة"، إذ قد عجز عن الإتيان بمثل "نور الحق" وشاركه في هذه اللعنات جميع إخوته الآخرين، الآن أخبرني أي من الفريق الكامل نجا من الهاوية، دلني على واحد منهم على أقل تقدير، نحن الله

Page 102

السيد عبد الله أنوار الإسلام قد سجلنا شواهدنا.ونكتب أخيرا أنه إذا كان أي شيخ معارض يؤيد بشقاوته الدين المسيحي حتى الآن أو لم يعترف بفتحنا المبين أي مسيحي أو هندوسي أو آري أو سيخي- مطلق الشعر غير محلّق فله أن يشجع السيد عبد الله أتهم على الحلف المذكور سابقا، ويُكسبه ألف روبية نقدا.ونحن نؤكد أننا لن نتأخر عن أدائها له حتى دقيقة واحدة بعد حلفه، وإن لم يفعل وظل يستهزئ على شاكلة الأوباش والسوقيين الأنذال فسنحسبه من غير النبلاء، وأن الخلل قد أصاب طبعه فإذا أصر على التكذيب فهو كاذب ومصداق لعنة الله على الكاذبين.وإذا كان مضطرا للسفر إلى آتهم بهذا الصدد فنحن نعد أننا سنهيئ له على حسابنا العربة أو البرذون أو المحفة أو ما أراد وإن كان هندوسيا أو سيخيا طويل الشعر أو من أتباع أي دين آخر، فنقدم له النقود لطعامه أيضا.فطريق الحكم هذا سوي ودقيق، ولا يجدر بأي ابن حلال أن يعتبرنا كاذبين أو مهزومين أو يسخر منا في الأسواق أو يفرح ويمرح، دون اللجوء إلى طريق الحكم هذا غير أن الذين يناصبونني العداء بغير حق فهم يعادون الإسلام بظلم بالصاق التهم المتراكمة الباطلة لكن يجب أن يتذكروا أن إله الإسلام إله حق ،صادق، فلم يخرج قط من بطن أي امرأة و لم يتعرض قط للجوع والظمأ وهو منزّه عن أن يظن أحد في حقه أن نظام ألوهيته فسد واختل لمدة معينة إذ لم يجد سبيلا ولا طريقا للخلاص، فخطر بباله بعد مضي العمر كله أن ينجب ابنه من مريم، و لم تخطر بباله فكرة

Page 103

4917 أنوار الإسلام الكفارة قبل ولادة مريم، كما لا نستطيع القول بحق الإله الكامل بأنه إله بالاسم فقط، وإن الأرواح والأجسام قديمة أزلية من تلقاء نفسها، كلا بل هو القادر المقتدر وخالق كل شيء.وإذا سأل سائل ما هو السر في أن الله عمل بالجزء الثاني من جزأي النبوءة و لم يتوجه إلى موت السيد عبد الله آتهم؟ فالجواب أن جانب الموت كان قد صار ملتبسا ومحل اعتراضات إذ قال بعضهم هل الموت أمر جديد؟ فقد تنبأ طبيب سلفا بموته خلال ستة أشهر، وبعضهم قالوا إنه سن وبعضهم قالوا إنه ضعيف فالموت محتمل وإذا مات فلا آية فيه؟ كما قال بعضهم بحقي: إنه ساحر متمرس وسيقتله بسحره.فرأى الله الحكيم العليم أن هؤلاء المعترضين جعلوا هذا الجانب هينا ومشكوكا فيه، فأزالوا أثره عن الأفكار، فاختار الهلال الجانب الثاني وبذلك سيُخجل الذين كانوا يعدونني من السحرة، لأن السحرة لا يقدرون على إمالة القلوب إلى الحق، وإنما هو فعل الله وأنبيائه ورسله، فقد أخر الله الله الموت عن السيد عبد الله آتهم لهذه الأسباب وعرَّضه للجانب الثاني يجعل هيبة الإسلام تستولي على قلبه، لكن النصارى بدلوا طرقهم وتذكروا ربهم المسيح المنسي فبدأوا يزعمون أن الرب المسيح إله قادر، الذي أنقذ السيد عبد الله آتهم؛ فتحتم أن يكشف الله لا حقيقة ذلك الإله الباطل على العالم هل يقدر هذا الإنسان الضعيف - الذي يقال بحقه: "ربنا المسيح"- على إنقاذ أحد من الموت.فقد حان ظهور جانب الموت وسنرى الآن ما مدى قدرة إله

Page 104

۰۹۲۰ أنوار الإسلام النصارى؟ وما هو مدى توكلهم على ذلك الإله الباطل؟ وهنا ننهي هذا الموضوع وننتظر ردهم.والسلام على من اتبع الهدى المعلن: العبد المتواضع غلام أحمد من قاديان في محافظة غورداسبور ١٨٩٤/٩/٩ *******

Page 105

أنوار الإسلام ۹۳ فتح الإسلام فتح الإسلام فتح الإسلام الإعلان الثاني بجائزة ألفي روبية ستسلم ألفا روبية هذه لعبد الله آتهم فور حلفه نشرت ۱۰۰۰۰ نسخة إعلان ألفي (روبية) بسم الله الرحمن الرحيم (إعلان ألفي روبية) الحق مع آل محمد لقد كتبنا في إعلان ١٨٩٤/٩/٩ أنه من المؤكد أن السيد آتهم مال إلى الحق في أيام ميعاد النبوءة وأثرت في قلبه عظمة الإسلام، وإذا كان قولنا هذا ليس صحيحا فعليه أن يحلف على أنه لم يعد إلى الحق في أيام الخطر، ويأخذ منا ألف روبية فورا.ولكشف هذه الحقيقة على خلق الله قد أرسلنا ثلاث رسائل مسجلة إلى "آتهم والدكتور مارتن كلارك والقس عماد الرسالة إلى السيد عبد الله آتهم أيها السيد آتهم! أنت تعلم أن الكاذبين الخونة من المسلمين بالاسم فقط أو المشايخ أو النصارى قد أشاعوا الخبر الزائف بكثرة أنك نجوت من وعيد الموت رغم أنك لم تعد مطلقا إلى دين الله الحق الطيب الإسلام.وأن النصارى غلبوا وبطلت النبوءة.بينما أخبرني الله جل شأنه الذي ترتجف الأرض والسماء من هيبته وعظمته، أنك عُدت إلى الإسلام في الخفاء في أيام الخوف مصابا

Page 106

أنوار الإسلام بمنتهى الهم والغم.أي قد رسخت عظمة الإسلام في قلبك، لكنك تخفي ذلك، لذلك والشرط من قد أنقذك علام الغيوب والمطلع على أفكار الإنسان العميقة والخفية بحسب الوعد العذاب الذي كان سينزل إذا لم تصلح نفسك مطلقا بحسب هذا الشرط و لم تُخف عظمة الإسلام.وإذا كان هذا الإلهام الإلهي في نظرك غير صحيح والعياذ بالله فأحلفك بذلك القدوس الذي خلقك والذي سترجع إليه أن تكذب هذا في اجتماع عام بالقسم ثلاث مرات أمامي وتقول بوضوح إن هذا الإلهام كاذب، فأقسم ثلاث مرات بصراحة: «إن هذا الإلهام كاذب، وإذا كان الإلهام صادقًا وكذبتُ أنا فأصبني أيها الإله القادر الغيور بعذاب بئيس وأمتني بهذا العذاب» وعندئذ سأقول "آمين" مع بعض مخلصي المتواضعين الذين يتعرضون لهذه اللعنات.وسألتمس من رب العرش أن يفتح بيني وبينكم فتحا حاسما.إن الإلهام الذي أسمعتك إياه لا يعلمه أحد غير الله إلا نحن الاثنان فأناشدك بذلك المالك أنه إذا كنت تكذب إلهامي فأرجو أن تفتح باب الحكم السماوي بالتصريح المحلف المذكور أمامي.لقد اضطهدنا وأوذينا وأُصبنا بالحزن والألم وتعرضنا للعنات واعتبرنا كاذبين.لذا أحلفك مرة ثالثة مضطرا بالله القادر القوي الذي يرتجف من تقسم أمامي في اجتماع عام بحسب ما بينت في الإعلان لتحسم القضية معي، لكي يهلك الكاذب ويباد المزور.وإن لم تفعل ذلك فقد ختمت على صدقي وكوني على حق.وأثبت كذب أولئك المسلمين والنصارى الأشرار وسودت وجوههم؛ الذين ينهقون كالحمار بشدة ويقولون إن النصارى هم المنتصرون.والآن أنهي على الدعاء جلاله حتى الملائكة أن أن اكشف الحق يا حي يا قيوم وأهلك الكاذبين بحسب وعدك.(آمين).منه ملحوظة: لم تكن النبوءة الإلهامية تخص السيد آتهم وحده بل كانت تتعلق بجميع أعضاء الفريق الخصم الذين عُهدت إليهم مهمات مختلفة للحرب المقدسة.أما آتهم فقد سُلّم بيده السيف المفلول المكسور الذي لم يكن يقدر على قطع شعرة للصدق.أما بقية أعضاء الفريق فكان بعضهم مساعدا وبعضهم مستشارا وبعضهم زعيما، وكانت نهاية هذه الحرب أن بعضهم قتل في خمسة عشر شهرا وبعضهم أصيب

Page 107

907 أنوار الإسلام الدين وبالأمس تلقينا من الدكتور مارتن كلارك بصفته ممثلا لاتهم رسالة أننا رفض تبين منها جليا أن أتهم غير مستعد للحلف في أي حال.ورغم حددنا له موعد أسبوع بدءا من ۱۸۹٤/٩/١٠ فقد مضى الموعد لكننا لم الله نتلق منه غير رسالة الرفض الوحيدة.أفلم يثبت حتى الآن أن السيد عبد آتهم قد عاد إلى الحق حتما بترسيخ عظمة الإسلام في قلبه في زمن النبوءة؟ لكن بعض المتعصبين ناقصي الفهم لا يزالون يشكون في ذلك، فالآن ننشر هذا الإعلان الثاني ونضاعف مبلغ الجائزة لألفي روبية، ونقول إن آتهم إذا صرح ثلاث مرات مقسما بالله في اجتماع عام أن عظمة الإسلام لم في قلبه خلال ميعاد النبوءة وأنه ظل يعادي الإسلام، وظل يتمسك بعقيدة أن عيسى ال إله وابن الله وبالكفارة، فسوف تُسلم له فورا ألفا روبية نقدا بحسب الشروط الواردة في إعلان ١٨٩٤/٩/٩.وإذا تأخرنا بعد حلفه دقيقة واحدة عن تقديم ألفى روبية فسنستحق جميع اللعنات التي يوجهها إلينا المعارضون السفهاء، وسنعتبر كاذبين بلا شك ونكون بالتأكيد جديرين بأن نُعدَم وأن تُشعل النار في كتبنا وتلعن، وإذا أعرض الأحبة آقهم عن القسم مع هذا المبلغ الكبير جائزةً حتى الآن فليتذكر جميع والأعداء أنه أخفى الحق لمجرد خوفه من النصارى وأن الإسلام غالب ومنتصر.قبل هذا كان شاهد وحيد على عودته إلى الحق أي وضعه بجروح وبعضهم اعتقل بسلسلة لعنة ذات ألف حلقة، ووُضع في سجن المذلة للأبد، أما آتهم فقد هرب خائفا ولجأ تحت راية عظمة الإسلام.منه

Page 108

أنوار الإسلام المضطرب نتيجة الخوف والهيبة التي قضى بها خمسة عشر شهرا.أما الشاهد الثاني فهو أنه رفض الحلف رغم إغرائنا له بألف روبية نقدا، والشاهد الثالث الذي ظهر الآن هو إعلاننا هذا بمنح ألفي روبية، وإذا أصر على الرفض هذه المرة فقد ثبتت عودته.فهل يمكن لأي صادق أن يرفض خوفا من الموت؟ أليست كل نفس بيد الله بينما يقول النصارى بأن المسيح أنقذه ونحن نقول كلا ثم كلا، بل قد نجا نتيجة ترسيخه عظمة الإسلام في قلبه بحسب الشرط في الإلهام.وأنى لهذا النزاع أن يُحسم دون حلفه! وإذا كان من الحق أن المسيح فقط أنزل عليه فضله فمن المؤكد أنه سينزل عليه الفضل في هذه المعركة الحاسمة التي لا شرط فيها أيضا.أما إذا كان من الحق أنه كان قد عاد إلى الإسلام سرا في أيام الخطر في الحقيقة، فالآن بعد حلفه بأنه لم يخف سيحل عليه الموت حتما دون أي تأخر واستثناء شرط.باختصار؛ سيصدر هذا الحكم حتما ولا يمكنه الهروب منه، وإذا رفض الحلف حتى بعد صدور إعلاننا بمنح ألفي عقد ملحوظة: كان السيد عبد الله آتهم قد أكد لي خلال أيام تحديد شروط المناظرة في خطي- وهو مازال محفوظا عندي أنه بعد رؤية الآية سيُصلح عقائده حتما، أي سيقبل الإسلام، وهذه الرسالة أيضا تشهد على حالته الباطنية حيث تفيد بأنه كان مستعدا سلفا لقبول الحق.ثم حين نزل هذا الإلهام الفياض بالرعب في حقه وتحقق ضده، وكان قد تنبأ بموته الذي يشق بالطبع على كل واحد، إذ كل واحد من البشر يحب حياته القصيرة، وكان قد وعد باعتناقه الإسلام في وقت لم يكن يخطر بباله أن الآية المطلوبة ستتعلق بموته بشرط ألا يعود إلى الحق، وكان قد قرئ عليه

Page 109

أنوار الإسلام ۹۷ ذلك الإلهام بمنتهى التأكيد والقوة وبكلمات قوية غاية في الوضوح.أفليس من المحتمل إذن أن يؤثر ذلك الخطاب القوي في القلب المستعد والنادم بشدة، وأنه حتما مال إلى إصلاح نفسه سرا متأثرا بذلك الإلهام المنذر ، كما تشهد على ذلك تصرفاته الأخرى الناجمة عن منتهى الاضطراب والخوف.وهذه الرسالة تفيد أيضا أنه لم يكن مقتنعا أبدا بعقائد الثالوث ودم المسيح والكفارة، لأن الذي يقتنع بعقائده بصدق القلب لا يمكنه أبدا أن يصرح بأنه سيتخلى عن تلك العقائد بعد رؤية بعض الآيات، إن رسالته الأصلية بخط يده موجودة عندنا، ويمكن أن يطلع عليها من كان يشك فيها.منه حل الإشكال: لقد أثار بعض المشايخ المعارضين اعتراضا بأن وصفي المشايخ المعارضين وأتباعهم الذين لا يكفّون من ناحية عن إشاعة الكلمة الباطلة بأن الفتح حالف النصارى في مناظرة المسلمين والنصارى ، ومن ناحية أخرى لا يشجعون السيد آتهم على الحلف بأبناء الحرام وغير الشرعيين نوع من الشتائم والسباب، محتجين بأن أتهم لا يخضع لسيطرتهم حتى يُكرهوه عبثا على الحلف.فأردّ على ذلك وأقول: أيها الخونة وعميان القلوب وأعداء الإسلام، هل يُستنبط من امتناع آتهم عن الحلف بطلان النبوءة أم رجوع أتهم إلى الإسلام سرا في الحقيقة؟ ولذلك امتنع عن الحلف الكاذب، بينما تستنزفون الجهود بصفتكم أشباه النصارى- على أن يصرح أتهم في أي حال من الأحوال أنه في الحقيقة ظل يعادي الله ورسوله الله ، وظل يؤمن بأن الإنسان العاجز إله، وإذا كان أتهم في الحقيقة مسيحيا قويا وعدوّ الإسلام فمن ذا الذي يمنعه من هذا الحلف الذي إذا أقبل عليه كسب ألفي روبية أيضا؟ أما في حالة امتناعه عنه فيثبت أن هيبة الإسلام رسخت في قلبه حتما، وأن عقائد المسيحية الباطلة صارت حقيرة وكريهة في نظره.يا أشباه النصارى، استنهضوا هممكم أكثر وخِرُّوا على قدمي أتهم لعله يوافق فتزول عنكم هذه اللعنة القذرة.يا أسفا عليكم إذ تصرون على حدوث أمر ينكره النصارى، فعجيب طبعكم يا أشباه النصارى.فقد حققتم اليوم نبوءة النبي حيث تنبأ بأن سبعين ألفا من أمته سيتبعون الدجال.فاليوم قد وافقتم الدجالين

Page 110

أنوار الإسلام روبية نقدا التي سيكسبها بلا أي إزعاج كثمرة ناضجة، فليشهد العالم بأسره على أننا أحرزنا الفتح الكامل، وأن النصارى منوا بهزيمة نكراء علنا كان من حقنا أن نكتفي بإعلان أول لأنه حين لم يحلف رغم إعلان ألف روبية جائزة له فقد أقيمت عليه الحجة بصراحة، غير أننا أصدرنا هذا الإعلان مكررا بمنح ألفي روبية كشاهد ثالث على صدقنا رحمةً على ذوي العقول السطحية والحساد والمتعصبين.فليقنعه جميع المشايخ المكفرين الذين يتمنون الفتح للنصارى من أعماق قلوبهم بأن يحلف مراعاةً لكرامتهم وكرامته أيضا.فبناء الحكم القطعي على الحلف أو الامتناع منه، لا على الإلهام المشروط صراحة بشرط العودة إلى الحق فقط، وقد أثبت أتهم بنفسه أنه استفاد من ذلك الشرط بإظهاره خوفا شديدا، فقد ورد تصريحه في السطر الأول من العمود الأول للصفحة رقم ١٢ من جريدة نور أفشان ليتحقق ما جرى على ذلك اللسان المقدس.لقد نسيتم ذلك الحديث أيضا الذي يفيد بأن فتنة ستظهر وسوف يدّعي النصارى بأنهم أحرزوا الفتح وسيعلن رجال المهدي أن الفتح حليفهم، وإن الشيطان سيشهد للنصارى بأن الحق في آل عيسى أما رجال المهدي فسيشهد لهم الرحمن الله بأن الحق في آل محمد.فتدبروا الآن فقد حان ذلك، فلم يدخر النصارى أي مكيدة شيطانية في البنجاب والهند، وهذا هو صوت الشيطان فانتظروا الآن نداء الرحمان والسلام على من اتبع الهدى منه فليفهم يقينا إن اطلاعنا بالإلهام - على أوضاع أتهم الخفية المؤكّدة أنه عاد إلى الحق وعظمة الإسلام، يشكل آيةً لآتهم.وسواء أدرك ذلك أحد أم لا، إلا أن قلب آتهم ليشهدن على أن هذا الأمر الخفي كان في قلبه، وأن الله العليم الحكيم قد أطلع عبده على ذلك وأنبأه بِهَمه وغمه الناتج عن قبوله هيبة الإسلام وصدقه ولم يكن لهما سبب غير ذلك.ولهذا السبب لن يواجهني أبدا لأنني صادق والإلهام صادق..منه

Page 111

0997 أنوار الإسلام الصادرة في ١٨٩٤/٩/١٤ حيث قال فيه: كنت أظن أني سوف أقتل.وقد ورد في العمود نفسه أنه بكى عندما تحدَّث عن هذه الأمور، وأفاد ببكائه أنه ظل يعاني ألما كبيرا.فبكاؤه أيضا يشكل شهادة على أن تأثير النبوءة الإسلامية كان فيه قويا، وإلا إذا كان يعتبرني كاذبا فأي آفة واجهها التي بذكرها ما زال يبكي؟ وأكبر شهادة ظهرت الآن وهي أنه لم يستعدّ للحلف حتى بعد إغرائنا إياه بألف روبية وإلا فالمرء الذي جرب كذبه على مدى خمسة عشر شهرا متتالية كان يجب عليه أن يتحمس لافتضاح كذبه المحض، وكان ينبغي أن يستعد للحلف ألف مرة وليس مرة واحدة فقط.لأنه كان يرى نفسه صادقا ويعتبرني من الكاذبين صراحة.امتناعه على كل حال ننفق ألف روبية أخرى لإقامة حجة تلو أخرى عليه، فنصدر إعلان ألفي روبية هذا الذي يشكل شاهدا ثالثا على صدقنا.وليتذكر معارضونا أن أتهم لن يحلف هذه المرة أيضا، لماذا؟ لأنه كاذب، أما القول بأن عن الحلف ناجم عن أنه يشك أن الموت خلال عام محتمل.ونتساءل: من سوف يميته ؟ أإلههم المسيح أم غيره؟ والآن إذا كانت معركة بين إلهين أحدهما إلهنا الذي هو الإله الحق والثاني هو الإله المصطنع الذي اتخذه النصارى، وفي هذه الحالة إذا كان آتهم يؤمن بألوهية المسيح وقدرته بل قد جربه سابقا، فليلتمس منه أن يبقيه حيًّا لا محالة في هذه المعركة الحاسمة.من الطبيعي أن كل واحد عرضة للموت.إذا كان عمر أتهم ٦٤ عاما فقد بلغتُ أنا ٦٠ عاما تقريبا من العمر وكلانا نخضع لقانون الطبيعة على

Page 112

أنوار الإسلام حد سواء.فإذا طُلب منا هذا القسم لإثبات الحق، فنستطيع أن نحلف أننا وه سنعيش عشرة أعوام ناهيك عن عام واحد، لأنا نؤمن يقينا أنه الا الله سینصرنا حتما في المواجهة الدينية، أما من ساوره الشك في مثل هذه المناظرة الدينية أن من المحتمل أن يموت مصادفة فهو عديم الإيمان وملحد جدا، أليس الإماتة والإحياء بيد إلهه؟ وهل يموت الناس مصادفة دون حكم الحاكم؟ وثانيا إن الاحتمال والمصادفة تشمل جانبي الموت والحياة كليهما.بل إن جانب عدم الموت أقوى وأغلب لأن الموت حادثة جديدة لم تحدث بعد، بينما الحياة أمر عادي موجود سلفا.فالخوف من الموت يؤكد بصراحة أنه لا يؤمن بإلهه كامل القدرة المقتدر فيا صاحبي، هذه معركة بين إلهين، فسوف يغلبن الإله الصادق الحق حصرا.وإننا نعلن أن قدرة ربنا هذه ستظهر حتما ولن نموت في عام ،الحلف أما إذا أقدم أتهم على الحلف الكاذب فليهلكنَّ حتما مما يجدر التأمل أي مصيبة تحل على إله آتهم إذ لن يقدر على حمايته ويستقيل عن منصب المنجي المنقذ؟ باختصار؛ لم يبق أي سبب للهروب؛ فإما أن يتخلى عن الإيمان بأن المسيح إله قادر وإما يحلف أجل إذا أعلن هذا التصريح في اجتماع عام أن مسيحه ابن الله غير قادر على أن يبقيه حيا لمدة سنة وإنما هو قادر على إبقائه حيا ثلث العام أو ثلاثة أيام فهو يستطيع أن يطيل عمر عابده لهذا القدر من الوقت، فسوف نقبل بعد هذا التصريح بأربعة أشهر أو حتى ثلاثة أيام.وإذا تولى حتى بعد تلقي إعلان ألفي روبية فسوف تدق طبول فتحنا الكامل في كل مكان

Page 113

أنوار الإسلام وسيُخزى النصارى وأشباه النصارى كلُّهم ويتردون، ونحن نحدد لآتهم موعدا لذلك مدة أسبوع بعد نشر هذا الإعلان وبقية الشروط هي هي كما أعلناها بصراحة في إعلان ۱۸۹٤/٩/٩.والسلام على من اتبع الهدى المعلن میرزا غلام أحمد القادياني ١٨٩٤/٩/٢٠ طبع في مطبعة "رياض هند" بأمرتسر

Page 114

۱۰۲۰ أنوار الإسلام نحمده ونصلي..ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين الإعلان الثالث بجائزة ثلاثة آلاف روبية في هذا الإعلان حددت لآتهم ثلاثة آلاف روبية جائزة ستسلم له فور إقدامه على الحلف بعد أخذ ضمان خطى بصفة رسمية من اثنين من الأثرياء الموثوق بهم.أو يمكن أن يسلم المبلغ لهما أو لرجلين يختارهما هو بنفسه، وإذا أعرضنا عن تسليم المبلغ بحسب الشروط المذكورة آنفا فستعتبر من الكاذبين.ويجب أن يصلنا الطلب خلال أسبوع من يوم نشر هذا الإعلان وسيكون لنا الخيار في أن نَحضُر عند آتهم مع المبلغ في أي يوم خلال ثلاثة أسابيع.وإن لم نحضر عند السيد آتهم في أمرتسر أو فيروزبور أو في مدينة يقترحها آتهم من مدن البنجاب مع ثلاثة آلاف روبية خلال هذه الأسابيع الثلاث بعد تلقي رسالة مسجلة منه، فسوف نعتبر من الكاذبين بلا شك.ولن يكون لنا حق فيما بعد لإقامة الحجة عليه، بل سوف نعتبر نحن مدانين و مغلوبين وكاذبين للأبد.لعبارتنا هذه جزءان أولهما يتعلق بالمشايخ وعديمي المعرفة من : المسلمين والنصارى الذين يعتبرون النصارى فاتحين دون مبرر، ويعدون

Page 115

أنوار الإسلام البراهين الساطعة على فتحنا ضعيفةً، ولا يفهمون لخبثهم الباطني وعنادهم وغبائهم الأمر القويم السديد السوي الذي هو بديهي جدا وواضح.والجزء الثاني يضم رسالة إلى السيد آتهم أقمنا فيها حجة الله عليه.الآن نسجل فيما يلي اعتراضات المشايخ البخلاء وعديمي المعرفة من المسلمين والنصارى ونرد عليها.(۱) الاعتراض الأول: لقد بطلت النبوءة فالآن يُلجأ إلى التأويلات.فالجواب: تمسكوا بأهداب العدل وتأملوا واتقوا الله وافتحوا العيون واقرأوا الإلهام الذي تم إملاؤه عند نهاية المناظرة، هل كان له جانبان أو جانب واحد فقط؟ ألم يرد فيه صراحة وجلاء بأنه سيلقى في الهاوية إذا لم يعد إلى الحق؟ والآن قولوا مقسمين بالله هل هذا تأويل أو يوجد هناك شرط صريح، ألم يكن الله الله خيار في أن يحقق ما أراد من الجانبين، هل قد أولنا لاحقا أم كان الإعلان يضم شرطا واضحا صريحا سلفا؟ (۲) الاعتراض الثاني: صحيح أن الشرط موجود لكن كيف ثبت أن آتهم كان قد عاد إلى الإسلام في أيام الخوف وكان قد رسخ عظمة الإسلام في قلبه؟ فهل أحد سمعه ينطق بالشهادتين أو رآه يصلي؟ بل على عكس ذلك ما زال ينشر في الجرائد أنه كان ولا يزال مسيحيا.الجواب: إن تصريح السيد آتهم مطلوب بصفته شاهدا لا بصفته المدعى عليه.فكل ما يقوله السيد آتهم أو ينشره في الجرائد دون الحلف المؤكد الذي نطالبه به والآن نقدم له مقابله ثلاثة آلاف روبية فورا - هو بصفته المدعى عليه.-

Page 116

أنوار الإسلام والواضح أن الإنسان حين يمثل أمام المحكمة بصفته المدعى عليه فهو يستعد للكذب لحماية مصالحه الشخصية ومصالح المجتمع آلاف المرات وليس مرة واحدة فقط.لأنه يعلم أنه في هذا الوقت لا يرتكب جريمة الحلف الكاذب.وكل إنسان يعرف قانون الطبيعة هذا أن الله لا يبطش بالكاذب عند حلفه لهذا عندما يُطلب من أي كاذب وخائن حلفٌ مؤكد، بحيث يُشترط عليه مثلا أن يقول عند الحلف بأنه إذا كذب فليهلك ابنه مثلا، فهو يخاف حتما وتستولي عليه هيبة الحق.ولهذا السبب لا يحلف السيد آتهم وإنما يكتفى بالإنكار بصفته المدعى عليه فقط، فليتفرج الناس على هذه التمثيلية العجيبة بحيث نريد حسم قضية هذا الإلهام بتقديمه شاهدا فقط ونطلب منه الحلف المؤكد، لكنه يرفض ذلك ويُظهر تمسكه بالمسيحية دوما بصفة المدعى عليه، ما أكبره من خداع يخدع به الناس.لاحظوا ما أدق مكايد هذه الفرقة الدجالية! إنما نقصد منه أنه إذا لم يكن متأثرا في الحقيقة بعظمة الإسلام وصدقه في أيام الخوف، حيث كان يهيم كالمجانين وكانت قد استولت عليه الهيبة، فلماذا لا يحلف بصفته شاهدا ولماذا يمتنع عن أسلوب الحكم الحاسم، ولأي سبب تزهق روحه عندما نطالبه أن يحلف على الوجه ملحوظة: الحلف هذا القبيل يسمى من الحلف الآميني، أي يحلف حلفا مؤكدا بعذاب الموت وسنقول آمين فالحكم الحاسم يتوقف على الحلف.ولذا جعل الحكم عند الضرورة متوقفا على الحلف في القانون الإنجليزي أيضا للمسيحيين وغيرهم من الأمم.منه

Page 117

£1.0] أنوار الإسلام الذي بيناه صراحة في إعلاننا بألف روبية ثم في إعلان ألفى روبية وهو أن يحلف بحضورنا في اجتماع عام بالكلمات الواضحة الصريحة على أنه أثناء ميعاد النبوءة لم يعد إلى الإسلام قدر ذرة، و لم يؤثر في قلبه صدق الإسلام وعظمته تأثيرا مهيبا و لم تُمسك بقلبه الهيبة الروحانية للنبوءة الإسلامية قدر ذرة.بل ظل يوقن بألوهية المسيح وكونه ابن الله وبالكفارة يقينا تاما.وإذا كان كلامي هذا خلاف الحقائق، وكنت أخفي الحقيقة فيا أيها الإله القادر، أهلكني خلال عام بعذاب الموت الذي ينزل على الكاذبين.فهذا هو الحلف الذي نطالبه به، والذي نشرنا لإغرائه الإعلانات ورفعنا المبلغ حتى اليوم إلى ثلاثة آلاف روبية.نحن نقول مقسمين بالله بأننا سندفع له ثلاثة آلاف روبية هذه بعد استلام الوعد الخطى الرسمى قبل أن يحلف؛ أي بحسب الشروط المذكورة في إعلان ١٨٩٤/٩/٩ ، وبعد ذلك نطالبه بالحلف.فلماذا يُغشى على أتهم بعد سماع هذا القول، فهل قد مات الآن إلههم المصطنع نجاه سابقا أو قد سُلبت منه القدرة على الخلاص؟ نحن لا نفهم أبدا ما الذي هذا التجاسر والدجل، فالسيد آتهم من ناحية يتكلم كثيرا بصفة المدعى عليه حتى لا يتورع عن اعتبار الإسلام دينا كاذبا ويتكلم بتجاسر، لكنه حين يُطلب منه الحلف بصفته شاهدا بحسب الأسلوب المذكور آنفا- فيلزم الصمت لدرجة كأنه لم يبق في هذا العالم.ألا يثبت من أسلوبه هذا أيها القراء أن الأمر مريب.ومما يثير التعجب أنا أعلنا بمنح ألف روبية وأرسلنا إليه الإعلان بالبريد المسجل، لكنه لزم الصمت ثم أعلنا ألفي روبية وأرسلنا

Page 118

21.70 أنوار الإسلام إليه الإعلان في البريد المسجل ولم نتلق منه أي رد ومضى الميعادان كلاهما، والآن تصدر هذا الإعلان الثالث، فهل أحد يتوقع أن آتهم سيبرز إلى الميدان للحلف هذا المرة؟ كلا لن يبرز.فقد مات بموت الزور فكيف يخرج من القبر الآن؟ فهو يُغشى عليه عند سماع هذه الكلمات، وهو كاذب ويتخذ إنسانا ضعيفا من تراب إلها ويعبده.عندما خرج من قيد الميعاد في أول الأمر لم يكن يتكلم شيئا، وكان يمشي مطأطئ الرأس، ثم قسا قلبه تدريجيا بالعيش في المجتمع الشيطاني والمحيط الدجالي وتناسى منة الله فمثله كمثل قاسي القلب محب الدنيا، اشتبك في قضية خشي أن تؤدي به إلى الإعدام أو السجن المؤبد فظل يدعو الله الله في نفسه، وكفّ عن أعماله السيئة وحين أطلق سراحه اعتبره حظا ومصادفة ونسي منن الله تعالى.اقرأوا القرآن الكريم لتعلموا كم أورد الله الا الله فيه أمثلة لأناس فيهم خصلة من خصال فرعون، فمنها مثال أهل السفينة التى توشك على الغرق.فلا يفتخرنّ السيد آتهم الآن بخيانته، فليحلف ليرى عن قريب أن الله موجود وهو الإله الذي قدمه الإسلام حصرا، لا ذلك الذي خرج من بطن مريم العاجزة بعد عشرات الملايين من السنين، ثم اندثر كفقاعة.(۳) الاعتراض الثالث : قد لوحظ كثيرا أنه إذا تكهن أي بانديت أو برهمن أو رمال أو جفري بموت أحد فإنه يخافه حتما، ويتولد في قلبه فزع وخوف منه بسبب بشريته، فإذا أصاب آتهم هذا الفز بسبب النبوءة الإسلامية فلماذا لا ننسبه إلى البشرية؟ الجواب: إن البشر لا ينفصل عن

Page 119

ينجي أنوار الإسلام البشرية أبدا، غير أن عظمة النبوءة الإسلامية وصدقها أثر في قلب آتهم فأصابه حينها بخوف شديد بحسب قولك.فهذا أيضا نوع من الرجوع مقتضى البيان القرآني، لأن تصديق النبوءة الإسلامية في الحقيقة تصديقُ الإسلام نفسه.فلا يخاف من المنجم إلا الذي يعد النجوم شيئا مهما، كذلك لا يخاف نبوءة الرمال إلا الذي يعد علم الرمل من الحقائق، كذلك لا يرتعب من النبوءة الإسلامية ويرتجف بهيبتها إلا الذي لم يعد يكذب الإسلام بل يصدقه.وقد كتبنا مرارا أن النجاة في الآخرة لا تترتب على الاعتراف بعظمة الإسلام وصدقه لهذا الحد لا تترتب عليه، إلا أنه من العذاب في الدنيا، كما ضرب القرآن الكريم أمثلة كثيرة على ذلك وقال مرارا وتكرارا بأنه نجى الكفار من العذاب عند الخوف والضراعة رغم علمه بأنهم سيعودون مرة أخرى إلى الكفر.فبموجب هذا المبدأ القرآني نجا آتهم من الموت عددا من الأيام بعد تعرضه للخوف الشديد لأنه في ذلك الوقت اعترف بعظمة الإسلام وصدقه ولم يرده.كما شهد اضطرابه أيضا على حالته الداخلية بالإضافة إلى إلهامنا.وإن لم تكن هذه الأمور صحيحة وأن إله الإسلام ليس في نظره إلها صادقا فلماذا يفر من الحلف؟ وأي جبل سيقع عليه ويمزقه؟ ألم يكن قد جرب كذبنا في السابق؟ إذن عليه أن يتصدى للكاذبين بجرأة أكبر من ذي قبل.لكن الحقيقة أنه 1 حاشية: بعض المشايخ المعارضين المسلمين بالاسم فقط- وأتباعهم يقولون بأن النصارى حين تحقق لهم الفتح ،مرة، فليس من الواجب عليهم إنصافا أن يبرزوا مرارا

Page 120

V.أنوار الإسلام كاذب ودينه كاذب وأقواله كلها كاذبة وكفى برهانا على ذلك أن الكاذبين جبناء وخائفون ومذعورون، ويخافون في الحقيقة أن يقضي عليهم كذبهم.وهذا هو حال آتهم، فلو كان قد تأكد من كذبي خلال خمسة عشر شهرا لكان أشجع الناس مقابلي ولا ندفع إلى الميدان بكل حماس للحلف بمنتهى الجرأة، كما ينقض العُقاب على العصفور ليصيده.كان يجب أن يفرح كثيرا عند مطالبتنا بالحلف زعما منه بأن العدو الكاذب صار في قبضته الآن لكن أي كارثة حلت به؟ لماذا يمتنع عن المواجهة بعد التجربة؟ فإنما سبب ذلك أنه أدرك حقيقة إلهامي.إن غيره من النصارى الحمقى والمسلمين لا يعرفون، لكنه يعرف جيدا.أيها القراء! أتظنون أنه سيبرز في الميدان للحلف؟ كلا لن يبرز أبدا.ألا تعرفون أن مثل هذه الشجاعة المبنية على قوة الإيمان لا يصدر من الكاذبين.لقد ظل يرتجف خوفا ويتعرض لإغماءة تلو إغماءة.فقد عامله الله - الممهل في إنزال العذاب وهو أرحم الراحمين- بحسب الشرط للمواجهة.فجواب هذه الشبهة يا أيها الخونة أشباه النصارى ويا رفاق الدجال وأعداء الإسلام، ألم يكن للنبوءة جانبان أو لم يقو آهم نفسه احتمال الجانب الثاني أي رجوعه إلى الحق- من خلال أفعاله وأقواله؟ ألم يظل يفزع؟ ألم يعترف بالخوف بلسانه؟ فإذا كان ذلك الخوف من السيف الإنساني لا من السيف السماوي فلماذا يمتنع عن الحلف لإزالة هذه الشبهة ولا سيما إذا كان هناك وعد بمنح جائزة آلاف الروبيات نقدا، لكنه مع ذلك ظل يرفض الحلف ويمتنع عنه، فأي فتح أحرزه النصارى؟ فهل بإثارتكم الشغب فقط؟ منه

Page 121

۱۰۹۰ أنوار الإسلام المذكور في الإلهام.فأنى لعصفور قد خرج من شَرَك أن يعود مرة أخرى 6 إليه؟ فأيها القراء الأعزة: ألا تقرأون عباراتنا بتدبّر ألا تجدون فيها شوكة الحق.ألا يشهد نور فراستكم على أن هذه القوة الإيمانية والشجاعة وهذا الثبات لا يتأتى من أي كاذب ومزور؟ فهل قد جننت أو فقدت صوابي إذ قد استعددت لدفع ثلاثة آلاف روبية عبثا دون أن أزود بعلم قطعي؟ تدبروا قليلا ووظفوا وجدانكم الصحيح.أما القول بأنهم لا يلاحظون أي أثر في آتهم، فكم هو قاتل للحقيقة، لأنه إذا لم يؤثر فيه شيء فلماذا ظل يهرب ويهيم هنا وهناك كاللصوص؟ ولماذا لا يخرج إلى الميدان للحلف لإثبات صدقه؟ فقد أرسلنا إليه رسائل متتالية مسجلة وهو لا يتكلم كأنه مات.(٤) الاعتراض الرابع: كتب أحدهم في إعلانه موجها الخطاب إليَّ وقال: "لقد قلت في خطابك لآتهم أثناء المناظرة: إنك تُخفي الحق عن عمد.فثبت أنه بحسب زعمك كان يرى الإسلام على حق حتى في ذلك الوقت.فأي جديد صدر منه في ميعاد النبوءة"؟ فالجواب: فليكن معلوما أن إخفاء الحق في أيام الأمن تأييدا لكفره والإصرار على أدلته المعادية في أثناء المناظرة حتى بعد الإيمان بأنها ضعيفة، والإعراض عن البراهين الإسلامية عن عمد إخفاء للحق مع العلم بأنها ساطعة وقوية جدا أمر، وتوجس الخوف من صدق الإسلام في الحقيقة في أيام الخطر حتى يكون المرء مجنونا فاقد الصواب لشدة الخوف والذعر أمر

Page 122

أنوار الإسلام آخر تماما وشتان بينهما.إنما يترتب تأخير العذاب على الشق الثاني لا على الشق الأول.(٥) الاعتراض الخامس: أي داع لتحديد سنة واحدة للميعاد إذ يمكن أن يُهلك الله الكاذب خلال يوم واحد فقط فالجواب: لا شك أن الله القادر ذا الجلال يقدر على الإهلاك في طرفة عين ناهيك عن يوم، غير أنه حين أظهر مشيئته بتفهيم الإلهام فيجب اتباعها لأنه حاكم، فهو يقدر على أن يجعل نطفة الإنسان ولدا في يوم واحد فقط، إلا أنه حين بين لنا بسنته المستمرة أنه قد قرر خلق الولد في تسعة أشهر، فمن المكر والدهاء والإساءة بعد ذلك أن نثير مثل هذا الاعتراض.فهل يجب علينا أن نتبع مشيئة الله وأوامره أم يجوز لنا أن نتبعه مشيئتنا.فهو من قدرته قادر على الأمرين إذ يمكن أن يهلك أحدا في طرفة عين، وإذا أراد أهلكه بعد مدة وبعد سنة مثلا.ثم حين علمنا من تفهيمه أنه حدد عاما واحدا لإظهار قدرته، فمن العبث جدا القول بأن هذه المشيئة تعارض قدرته فهو يقدر على إنجاز مئات الأفعال في لحظة واحدة، لكنه لا ينجز.فقد خلق الكون في ستة أيام، كما قد حدد لنضج الحرث والزرع ميعادا، ويُنضجها في ذلك الميعاد.ولكل شيء في سنته أجل محدد؛ فقانون الإلهام أيضا يُظهر الصفات الإلهية مثل قانون القدرة.فلماذا يثير هذه الضجة أناس يؤمنون بأن المسيح قادر مقتدر، أفلم يكن إلههم المصطنع ينجي آتهم لمدة سنة واحدة، علما أن عمره أيضا ليس طويلا جدا فهو يكبرني ببضعة أعوام فحسب، فأي ضعف سيطرأ على

Page 123

أنوار الإسلام ذلك الإله المصطنع حتى لا يقدر على إنقاذه لمدة سنة واحدة؟ فمن الخطر جدا الإيمان بهذا الإله الذي يعجز عن الحماية لمدة سنة واحدة من أجل النجاة، أما نحن فقد أكدنا لكم أن إلهنا سيحمينا من الموت خلال هذا العام، ويجعل أتهم يغادر هذا العالم، لأنه هو ذلك الإله القادر والحق الذي ينكره النصارى الأشقياء واتخذوا عبدا مثلهم إلها.ولذلك يجبنون ولا يستطيعون التوكل عليه حتى لمدة سنة واحدة وبالطبع فأنى لإنسان أن يتوكل على الآلهة الباطلة وكيف يُقنع نور الفطرة على أن هذا المعبود العاجز سيقدر على الإنقاذ لمدة سنة؟ وليس ذلك فحسب بل قد نشرنا في إعلان ۱۸۹٤/٩/٢٠ أن آتهم إذا كان قد أيقن بأن إلهه الصناعي ضعيف وعاجز لهذه الدرجة فليصرّح أن الإله الذي يسميه ابن الله لا يقدر على حمايته لمدة سنة، فسوف نقبل منه بعد هذا التصريح مدة ثلاثة أيام فقط، لكنه لن يبرز إلى الميدان أبدا، لأن الكاذب يخشى افتضاح كذبه ويرى مواجهة الصادق كأنه يواجه الموت.(٦) الاعتراض السادس هل كان يمكن أن يؤخر نتيجة عودة أتهم الناجمة عن النفاق اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ؟ الله وعده المؤكد أنها بنفسه يقول: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ مع الجواب: لقد سمعت أن ذلك الوعد لم يكن مؤكدا وقطعيا في الإلهام الإلهي و لم يكن حكما نافذا، بل كان مشروطا بشرط، وكان الشرط في حال تحققه يعد ضمن الوعد.فمن المؤكد أن اتهم عاد إلى الحق أيام الخوف المنافقون: ۱۲

Page 124

۱۱۲۰ أنوار الإسلام و لم يكن ذلك الرجوع ناتجا عن أي نفاق، فأخر الله عنه الموت بحسب وعده.والمؤسف أن السفهاء لا يدركون أن من طبع الإنسان أنه يعود إلى الله تخلصه من في شدة الخوف والهول مع كونه شقيا أزليا، غير أن قلبه يقسو بعد البلاء لشقاوته، كما ظل قلب فرعون يقسو بعد كل تخلص من العذاب، فلم يسم الله مثل هذه العودة في كلامه الطاهر "العودة بدافع النفاق"، لأن الخوف الحقيقى لا يحلّ في قلب المنافق ولا تؤثر في قلبه هيبة الحق، غير أن الخوف الحقيقي يسري في كل ذرة من قلب الشقي عند تصوره عظمة الحق، واستماعه إلى النبوءة.لكن لما كان شقيا فقد لازمه ذلك الخوف ما دام يخشى نزول العذاب فالأمثلة على ذلك كثيرة في القرآن الكريم والكتاب المقدس أيضا، وقد سجلناها بالتفصيل في كتاب أنوار الإسلام.باختصار؛ إن العودة بالنفاق لا تجدر بأن تسمى عودةً في الحقيقة.أما الخوف والفزع الذي يتولد في قلب الشقي فعلا عند الخطر تأخر فقد سماه الله الله نوعا من العودة، ووصفته السنة الإلهية سبب العذاب في الدنيا.وصحيح أن هذه العودة لا تلغي العذاب في الآخرة، لكن العذاب في الدنيا ظل يتأخر على الدوام بسببها، تدبروا القرآن ولا تتكلموا بجهل واعلموا أن آية: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا لا تمت لهذه القضية بصلة، وإنما تعني هذه الآية أن القدر المبرم حين يأتي فلا راد له، لكن القضية هنا تتعلق بالقدر المعلق المشروط بشروط.فإذا كان الله الله نفسه يقول في المنافقون: ۱۲

Page 125

۱۱۳ أنوار الإسلام القرآن الكريم بأن سنته أنه يؤخر العذاب عن الكفار بالاستغفار من والتضرع واستيلاء الخوف عليهم وقد فعل ذلك مرارا في الماضي، فأي شاهد أصدقُ منه؟ وشهادة من غيره أجدر بالقبول؟ وا سر (۷) الاعتراض السابع: إذا كان العذاب يتأجل بالعودة، وعاد آتهم بعد الحلف فيجب أن يتأخر العذاب هذه المرة أيضا، ففي هذه الحالة هناك فرصة كبيرة للشرير وسوف تزول الثقة بالنبوءات الإلهية نهائيا.6 الجواب: لقد وعد الله الله هذا المرة أن اتهم إذا حلف فسوف يحسم القضية ولن يقبل العودة السرية من هذا المكار لأن في ذلك دمار العالم، فكان الحلف من أجل التوصل إلى الحكم.وإذا لم يتحقق الحكم وتمكن أي مكار من إخفاء الحق بالعودة السرية فسوف ينتشر الضلال في العالم، لهذا تعقد مشيئة الله بعد الحلف العزيمة على أن يميز الباطل من الحق، لكي تنحسم القضية المشبوهة.(۸) الاعتراض الثامن: إذا كان مجرد الإقبال على الصدق أو الاعتراف به يكفي لتأخير الموت فيجب أن لا نموت نحن المسلمين أبدا، لأننا أتباع الحق، لأنه إذا كان عدو الله يمكن أن ينجو من الموت حتى بسبب عودته الخفية بالنفاق، فنحن الذين قد عدنا على رءوس الأشهاد نستحق الخلود والحياة الأبدية.الجواب: عزيزي، إن الذين يقولون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بصدق القلب ثم لا يرتكبون أعمالا منافية لهذه الكلمة بل يرسخون في

Page 126

أنوار الإسلام قلوبهم التوحيد ويقومون تحت راية الرسالة المحمدية بثبات بحيث لا يحركهم من هناك أي صوت مخيف لبندقية أو مدفع، ولا يبهر عيونهم بريق السيوف القاطعة، فلا يبرحون من تحت تلك الراية حتى لو مزقوا كل ممزق، فمن المؤكد أن هؤلاء الناس سيفوزون بحياة خالدة، وأي خبيث يرفض ذلك ؟ بل سيرثون الحياة الأبدية ،حتما وأي ملعون ينكر ذلك؟ أما نجاة الكافر أو الفاسق من العذاب في أيام الخطر لمدة فهي مهلة من الرحيم لعله يؤمن أو تُقام عليه الحجة.أما إذا أراد الله الله أن يهلك كافرا بنار غضبه فسنة الله في ذلك منذ القدم أنه يؤجل العذاب عند العودة أيام الله الناجمة عن منتهى الخوف سواء كانت تلك العودة دائمة بعد مضي الخطر أم لا، لكن موت المؤمنين إذا جاء أجله فلا يكون عذابا، بل هو جسر يوصل الحبيب بالحبيب، فهم يرثون بعد الموت اللذة والراحة التي لا مثيل لها في هذا العالم، أما الكافر فالموت هو الدرجة الأولى إلى جهنم، فبدخوله فيه يصل إلى الهاوية.(۹) الاعتراض التاسع: إذا مات القس "رايت" من الفريق الخصم خلال ميعاد النبوءة، فمقابل ذلك قد تنصر كثير من مريديك.الجواب: يا سيدي، استمع بأذن صاغية ونحن نقول صدقا وحقا ولعنة الله على الكاذب بأنه لا أحد من مقربينا أو مبايعينا الصادقين تنصر.أن اثنين من سيئي السيرة وفاسدي الباطن والعميان اللذين لم وصحيح يكن لهما أي علاقة بالدين كانا قد انضما إلى جماعة المبايعين نفاقا، ولكننا

Page 127

أنوار الإسلام طردناهما من البيت وجماعة المبايعين بعد الاطلاع على سلوكهم السيئ وفساد باطنهم.والآن أخبرنا أي علاقة لهما بنا وأي هم وقلق يمكن أن يصيبنا بارتدادهما؟ ومن شقاوة القسوس أنهم قبلوهما، وأخيرا سيرون العواقب، فآكل الجيفة لا يُعَدّ مدعاة للفخار لأي قوم، وإذا كنت في شك من قولي هذا فتعال إلى قاديان واطلب منا الإثبات الكامل.أما "رايت" فلم يكن قد أُقيل من منصبه وزعامته، وهو الذي كان قد كتب شروط المناظرة باللغة الإنجليزية قبيل المناظرة، فلماذا تذرون الرماد على الصدق البين البراق؟ فمن الجلي البدهي أن هذه المعركة التي سماها النصارى أنفسهم الحرب المقدسة قد واجه فيها النصارى عبده الإنسان الهزيمة من أربع نواح؛ إذ مات بعضهم وأصيب بعضهم بجروح ، أي أصيب بمرض عضال ونجا بعد إشرافه على الهلاك، واعتقل بعضهم بسلاسل اللعنة وبعضهم فر وأنقذ نفسه باللجوء إلى راية الإسلام.فإنكار هذه الهزيمة الواضحة النكراء ليس من الحمق فحسب، بل إنه من الإلحاد السافل والعناد، أما إذا كنت تريد أن تصف القساوسة المغلوبين المهانين غالبين دونما سبب فنحن لا نستطيع أن نمسك بلجامك، وإلا فإنما الصدق أن القساوسة قد انهمرت عليهم المتناهية بعد هذه النبوءة، فقد نودي القس رايت في عز شبابه من هذا العالم في ميعاد النبوءة ليكون زينة لجهنم.وعند موته شوهد الصراخ والعويل الأليم وأقيم الحداد لدرجة قد اعترف النصارى بأنفسهم بأن الغضب نزل عليهم في غير وقته ثم لاحظوا ذلة ثانية أصابت "عماد الدين" الذلة

Page 128

- أنوار الإسلام البلاد الذي على ادعائه المشيخة من خمسين سنة والذي بناء عليه كان يُعدّ على صواب في اعتراضه على تعليم الإسلام، افتضح في كذبه وانبعثت منه رائحة الكذب الكريهة كما تنبعث من النجاسة، وانهار دفعة واحدة كالبنيان البالي.وإلى الأبد، أصاب حبلُ ألف لعنة رقاب جميع القساوسة الذين كان يدعون تمكنهم من اللغة العربية، فهل يمكن أن تخفى هذه الذلة والهوان بإخفاء أحد، فهذه ليست ذلة أولى نالها القساوسة في الهند والبنجاب والتي أشيعت بالنشرات المطبوعة في أوروبا وأميركا وجميع وافتضح هؤلاء القساوسة الذين كانوا يدعون مشايخ- في الجهل والكذب، ولصقت بجبينهم وصمة عار لا تغسل إلى الأبد.فهل لاحظت مثال هذه الذلة في فريقنا أيضا بعد النبوءة؟ فنرجو أن تذكرها لنا بعد النطق بالشهادتين لنسمع نحن أيضا ، ثم هذه المذلات والهوانات لم تنته بعد، فنحن نشرنا إعلانا تلو إعلان حتى قد أعلنا بمنح ثلاثة آلاف روبية مقابل حلف آتهم، لكنه أبدى فزعا شديدا من الحلف أفلم تتحقق من ذلك كله هيبة الإسلام وصدقه بالبداهة؟ وهل بقي أي نقص في ظهور ذلة النصارى وكذبهم، أما قولك بأن دعواتي ليلا لهلاك آتهم أيضا نوع من العذاب، فسبحان الله كم تتكلم بهراء وبذاءة على ادعائك بالإسلام! فالمسلمون الصادقون دوما يدعون لغلبة الإسلام ويتهجدون وتصيبهم رقة في الصلاة أيضا، وهم مصداق آية: ﴿يَبيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وإذا كان ذلك الفرقان: ٦٥

Page 129

۱۱۱ أنوار الإسلام عذابا في نظرك فنحن ندعو الله الا الله أن لا يفارقنا هذا العذاب حتى في الآخرة.فالدعاء من سنة الأنبياء والصلحاء وهو عين العبادة، ولا يسميه عذابا إلا الذين هم ديدان الدنيا وغافلون عن العالم الروحاني.إنني أقول صدقا وحقا إن المؤمن الصادق يصيبه الحزن والعذاب حين تفوته الرقة في الصلاة والدعاء الفياض بالخشوع أيها الغافلون إن الدعاء جنة أهل الدين والصادقين وليس ،عذابا كما يقول الشعر الفارسي: إن العشاق يحترقون ويلتاعون كل حين للوصول إلى حبيبهم، فمن لم يشاهد هذا العالم فما الذي رأى في هذا العالم؟ (۱۰) الاعتراض العاشر: ان القس عماد الدين رجل جاهل ولا إلمام له باللغة العربية، فكيف يمكن لذلك المسكين أن يكتب الرد على الكتب العربية؟! الجواب: كان هذا الجاهل يسمى شيخًا منذ مدة طويلة وكان يعده آلاف السفهاء شيحا، أفلم يواجه الذلة والهوان بسبب تأليفي هذه الكتب؟ أو لم يستحق لعجزه عن الرد ألف لعنة كتبت في أربع صفحات من كتاب نور الحق؟ أيها السادة، إضافة إلى ذلك إن "عماد الدين" لم يفتضح وحده بل قد افتضح بذلك جميع القساوسة الذين كانوا يُدعون مشايخ في الماضي وكانوا يؤثرون في الجهلة سلبيا لكونهم ينخدعون من لقب المشيخة.فهل تعرضت جماعتنا أيضا لمثل هذه الذلة واللعنة الثابتة؟ لقد حالفت النصارى فنرجو أن تردّ على أسئلتنا ردا وافيا.

Page 130

أنوار الإسلام (۱۱) الاعتراض الحادي عشر إن سليل الهندوس الذي يدعى "سعد الله" كتب في إعلانه في ١٨٩٤/١٢/١٦ من الدهيانه أن مجرد قبول المرء عظمة الحق في نفسه سرا واعتباره عقائده باطلة وخاطئة لا يعد من عمل الخير، وإنه لمن فعل الدجال القادياني حصرا أن يسميه عودةً إلى الحق.الجواب: أيها الأحمق أعمى القلب، إنما أنت الدجال الذي يتكلم ضد القرآن الكريم، كما قد نسخت تصريحنا محرَّفا بدافع خيانتك القديمة.فمتى وفي أي وقت قلنا إن المرء إذا عاد إلى الحق في أيام الخطر ثم تخلى عنه فهو يفيده لنيل النجاة في الآخرة؟ وإنما نقول مرارا وتكرارا إن العودة من هذا النجاة في الآخرة أبدا، ومتى وصفنا أتهم أكل نجاسة الشرك بأنه من أهل الجنة؟ إنما هو افتراؤك وخيانتك، إنما تكلمنا وفقا لتعليم القرآن الكريم بأن أي كافر أو فاسق حين يورد على قلبه عظمة الإسلام وصدقه في أيام الخطر من العذاب ويصلح نفسه بشيء من التراجع عن إساءاته وتباهيه، فإن الله يؤجل وعد العذاب في الدنيا.وبهذا التعليم امتلأ القرآن الكريم كله، كما قد سجل الله جل شأنه قول الكفار : ربَّنَا النوع لا تمكن من اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ...وقال ردًّا عليهم: وقال ردًّا عليهم: ﴿إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ، ومن هاتين الآيتين والتي ورد فيها ذكر الفُلك الموشكة على الغرق يثبت منطوق القرآن صراحةً أن العذاب الدنيوي يُكشف عن الكفار الذين يعودون إلى الحق والتوحيد في أيام الدخان: ١٣-١٦

Page 131

أنوار الإسلام الخوف حتى لو كفروا بعد أيام الأمن.وإذا كان تصريحى هذا ليس صحيحا فقل لمعلمك الشيخ البطالوي أن بذلك خطيا مقسما بالله يصرح أن قولي هذا خطأ لأنك جاهل وليس بوسعك أن تفهم ذلك أبدا.لكنه سيفهم، وبالتالي لن يقسم؛ لأنه يرى نور الصدق في قولنا ويجده متفقا مع القرآن الكريم.فأخبرني الآن هل ثبت أن الدجال هو اسم لك أم لغيرك؟ استمر في محاربتك للحق على الدوام أيها الميت فسترى في نهاية المطاف ما هو مصيرك.يا عدو الله، أنت لا تحاربني وإنما تحارب الله ، ووالله إني الآن في هذا الوقت- في ١٨٩٤/٩/٢٩- قد تلقيت فيك الوحي التالي: "إن شانئك هو الأبتر." لم نبين عودة آتهم إلى الحق دون إثبات، ألا تتأمل أنه إذا كان صادقا فما الذي يمنعه من الحلف؟! إذا كان صادقا فأي جبل سيقع عليه إثر الحلف ليندفن تحته؟ وقد سبق أن بينا أن إصرار آتهم على الرفض بصفته المدعى عليه لا يساوي شيئا، فالكذب من طبع النصارى، وإن لم يكذب عبدة الإنسان فمن سيكذب؟ إنما نريد منه أن يقوم كشاهد في اجتماع عام ويحلف بحسب المضمون الذي ذكرناه مرارا.فهل أقسم حتى الآن؟ كلا لم يحلف، ومما يثير التعجب أنا قد كتبنا سابقا أن الذي هو ابن حلال ويعتبر الديانة المسيحية غالبة في هذه المناظرة فعليه أن يأخذ منا ألفي روبية ويحث آتهم على الحلف بحسب ما نريد، وبعد ذلك فليظل يتكلم بحقنا ما يريد، وإلا ليس من فعل أي ابن حلال أن يهاجم المناظرة الإسلامية بعداء ويعلن

Page 132

۱۲۰۰ أنوار الإسلام إسلامه باللسان فقط، لكن ميان سعد الله حتى اليوم لم يجهز السيد أتهم للحلف وظل يعتبر النصارى فاتحين واستحق عن عمد اللقب الذي لا يقبله أي سعيد.ومع ذلك يقول هذا الغبي، بأنه إذا كان الموت علامة العذاب فسوف يتعرض القادياني أيضا لهذا العذاب لا محالة يوما من الأيام.أيها الأحمق، لماذا فقدت عقلك ؟ ألا تقرأ القرآن الكريم، فقد مات الأنبياء أيضا، بل كان بعضهم استشهدوا، ومات أو قتل أعداؤهم أمثال فرعون وأبي جهل وغيرهما.غير أن الموت الذي يصيب الأشقياء نتيجة دعاء أهل الحق في المواجهة أو نتيجة إيذائهم لأهل الحق أو تحقيقا لنبوءة أهل الحق، فهو موت العذاب؛ لأنه يوصل إلى جهنم أما أهل الحق فيدخلون بفضل الله الجنة حتى لو استشهدوا.(۱۲) الاعتراض الثاني عشر هذا الاعتراض أيضا لسليل الهندوس نفسه حيث يقول في حقى حين لم تتحقق النبوءة اختلق عذرا بأن آتهم كان قد عاد إلى الحق.الجواب : نعم يا سليل الهندوس، قد ثبت الآن أنك ابن حلال حتما! إذ قد حققت شرطنا حيث كنا قد نبهنا أن لا يكذب أحد قبل أن يحلف آتهم، فواها لك! أحسنت! فقل لي صدقا هل قد اختلقتُ العذر الآن أم كان الشرط موجودا في الإلهام سابقا؟ أفلم يكن من الضروري لحسم هذه القضية أن يحلف آتهم؟ فهل يصعب على الصادق أن يتفوه بكلمتي الحلف ويستلم ثلاثة آلاف روبية نقدا!!!

Page 133

۱۲۱۲۰ أنوار الإسلام (۱۳) بعض الشبهات مثارة من أولئك الذين عندهم إخلاص لكنهم غير مطلعين بسبب قلة العلم، فنفند هنا أوهامهم أيضا في صورة قوله وأقول.وبقي قوله: لقد أنكر أتهم صراحة ركونه إلى الإسلام في رسالته المنشورة، أن يحلف ويستلم المبلغ.أقول: هذا الإنكار ليس في صورة الشهادة، بل هو من نوع يقوم المدعى عليهم السيئون، فمثل هذا الإنكار لا يمكن أن ينقض الادعاء الذي هو ثابت من شهادة آتهم المحترم الحالية.فهل ثمة أي شك في أن آتهم قد أثبت حتما بملعه واضطرابه ليل نهار وبكائه وصراخه وبعيشه مهموما حزينا على الدوام، أنه ظل يخاف هذه النبوءة حتما، بل قد أقر آتهم شخصيا باكيا في المجالس أنه ظل يخاف الموت حتما بعد صدور هذه النبوءة، فقد نشر إقراره هذا في جريدة نور أفشان في سبتمبر/ أيلول ١٨٩٤ والآن يؤوله أن خوفه لم يكن ناجما من النبوءة و لم تؤثر فيه عظمة الإسلام، بل كان يخاف أن يقتله أحد، إلا أنه بعد إقراره الصريح بالخوف لم يُثبت أن خوفه هذا الذي كان قد حوَّله إلى الحيوانات كان ناجما من الوهم أن لا يقتله أحد، فلما كان ذلك الخوف كله الذي اعترف به شخصيا- بعد صدور نبوءتنا، والذي ذكره الآن أيضا لا يزال يثير بكاءه المر، كان من حقنا أن ندرج تأويله هذا ضمن غير المسلم به" ونطالبه بالإثبات المقنع، لأنه لما كان يعترف بالخوف شخصيا، فيحق لنا إنصافا وقانونا، أن نطلب

Page 134

۱۲۲۶۰ أنوار الإسلام منه القسم الغليظ المؤكد الذي يجبره على بيان الحق، وإن تصريحاته دون الحلف لاغية وعبثية، وذلك لأن هذه الأقاويل كلها بصفته المدعى عليه.قوله : إن الإنصاف لا يوجب على أهم أن يحلف على هذا النحو.أقول: إن الأوضاع التي تعرض لها آتهم في ميعاد النبوءة وصار بخوفها شبه مجنون تصرخ بأعلى صوت أن تأثيرا مخيفا أصاب قلبه حتما، وبعد ذلك نشر في جريدة نور افشان إقراره أيضا وأكد فيه بلسانه أنه عاش فترة الميعاد خائفا وفزعا، و لم يقدر على إثبات أسباب الخوف التي ذكرها.ففي هذه الحالة كان يتطلب منه الإنصاف والقانون أن يبرئ ساحته بالحلف من الشبهة التي ترد عليه في ضوء أفعاله وتصريحه.فبراءته من هذه الشبهة التي ولدها بيديه هو نفسه تكمن في الحلف الذي من شأنه أن يقنعني كمدع، أي أن يكون بحسب مشيئتي في اجتماع عام.ولا يغيبن عن البال أن التصرفات التي تدل على خوفه وقلبه الفياض بالذعر على مدى خمسة عشر شهرا كما يتبين قطعا من تصريحه بخصوص تلك الفترة الذي أدلى به باكيا ونشره في جريدة نور افشان في سبتمبر/ أيلول ١٨٩٤- تشهد على أنه ظل يخاف حتما فترة ميعاد النبوءة.لقد ادعى بأنه لم يخف هيبة الحق بل خاف القتل ! كان يجب عليه قانونا وإنصافا أن يُثبت هذا الادعاء، لكنه إلى الآن لم يستطع ذلك لهذا من حقنا قانونا أن نُجبره على الحلف ليتوفر إثبات مقنع.ويجب عليه بمقتضى القانون أن لا يُعرض -حسما للقضية- عن الطريق الذي يبرئ ساحته تماما من الشبهة التي ذكرناها ونتهمه بها.

Page 135

۱۲۳۰ أنوار الإسلام وهذا هو الطريق الذي يقتضيه القانون والإنصاف أيضا، فاسأل الآن أى محام أو قاض لتتأكد من ذلك.أما إذا حلف آتهم الآن بحسب الأسلوب الذي قررناه فسوف تتحقق براءته بلا مراء، ثم إذا سلم من عواقب الحلف فسوف يثبت أنه فعلا لم يخف النبوءة الإسلامية مثقال ذرة؛ بل ظل يخاف طول الميعاد لتجربته السابقة أني أنا العبد المتواضع رجل سفاك من قديم بحيث ظللت أقتل الناس بدون حق، لهذا سوف أقتله هو أيضا حتما! قوله: التحدي من هذا النوع ثم إثباته بأساليب خفية.أقول: إن العاقل لا يرى هذا الأسلوب خفيا، فقد اشتهرت في العالم أحداث ذعر آتهم وفزعه على مدى خمسة عشر شهرا، ثم اعترف بلسانه باكيا وأكد أنه ظل يخاف.لكنّه أن خوفه كان من السيوف فكأن يزعم الراجا أو الحاكم أو أي قاطع طريق كان قد هدده بالقتل! وحين يُطالب بأن يحلف على أن خوفه الرهيب كان بسبب السيوف والاغتيال ولم يكن ناجما عن عظمة دين الحق والغضب الإلهي، لأن سرّ قلبه هذا لا يدرك إلا بالحلف، فإنه يرفض الحلف ولا يكسب ألف روبية ولا ألفي روبية والآن نشرنا الإعلان للهدف نفسه بمنحه ثلاثة آلاف روبية، لكننا لا نتوقع منه الحلف هذه المرة أيضا.فقل إنصافا هل ما زال أسلوب إثباتنا خفيا؟ فالعدو قد ألقي عليه القبض حين رفض الحلف بعد إقراره بالخوف، لعلك تتذكر أن الله الله قد وصف حادث الحديبية بالفتح المبين وقال إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لكن 1 الفتح: ٢

Page 136

أنوار الإسلام ذلك الفتح أيضا كان خفيا على غالبية الصحابة بل قد تسبب في ارتداد بعض المنافقين.لكنه كان فتحا مبينا في الحقيقة، وإن كانت مقدماته نظريةً وعميقة، فهذا الفتح أيضا فتح مبارك جدا مثل فتح الحديبية ومقدمة لفتوحات كثيرة، فهو جالب ابتلاء للبعض واصطفاء للبعض، وهو يحقق النبوءة التي تنص على "الحق في آل محمد" و "الحق" في آل عيسى" وإن الذين أصيبوا بابتلاء فلم يتدبروا لشقاوتهم - جميع جوانب هذه النبوءة، وقبل أن يمعنوا النظر فيها لمجرد الجهل والسذاجة فضحوا قلة عقلهم وزعموا أن النبوءة لم تتحقق قط، فلو كان لهم علم بسنة الله الواردة في القرآن الكريم حيث يقول : فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُتُونَ ، لما ألقوا بأنفسهم متسرعين في هوة الندامة، لكنه كان متحتما أن يتحقق كل ما تنبأ به رسول الله ﷺ بخصوص زمننا هذا.كما انخدع هؤلاء المعترضون السخيفون أنهم حصروا عظمة النبوءة وكمال تحققها في هذا الحد، الإلهام الذي يفيد تحقق هذه النبوءة يضم جُملا: "اطلع الله على همه وغمه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تعجبوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.وبعزتي وجلالي إنك أنت الأعلى، ونمزق الأعداء كل ممزق، ومكر أولئك هو يبور.إنا نكشف السر عن ساقه يومئذ يفرح المؤمنون.ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وهذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا".(أنوار الإسلام، صفحة ٢) مع أن الزخرف: ٥١

Page 137

۱۲۰ أنوار الإسلام الجدير بالانتباه أن السنة الإلهية المذكورة في القرآن الكريم هي إمام ومهيمن وقائد بخصوص كل إلهام، ومن المستحيل أن يتحقق أي إلهام خلافا لهذه السنة، لأن ذلك يستلزم إبطال الصحف المقدسة، ثم حين أكد لنا التعليم القرآني أن مجرد العودة القلبية يكفي لتأجيل العذاب في هذا العالم وإن كانت ناقصة لدرجة أنها لا تستمر في أيام الأمن، فكيف كان ممكنا أن لا ينتفع آتهم بعودته هذه؟ بل حتى لو لم يكن هذا الشرط في الإلهام كان يجب الانتفاع بهذه السنة الإلهية؛ فلا يمكن لأي إلهام أن يبطل السنن الإلهية الواردة في القرآن الكريم، بل لا بد من الإقرار بأن الشرط الخفي كان موجودا في الإلهام في مثل هذا الوضع وهو ما اتفق عليه جميع الأصفياء والأولياء.(١٤) الاعتراض الرابع عشر: الحقيقة أن السيد أتهم كان قد فقد صوابه وحتى الآن هو مصاب بالذعر والخوف، لهذا لا يستطيع القساوسة أن يُقنعوه بأن يحلف خوفا منهم بأنه قد يقرّ بالإسلام عند الحلف.الجواب: إذا كانت حواس السيد آتهم مختلة فينشأ السؤال: هل كان هذا الخلل موجودا قبل النبوءة أم حدث بعد النبوءة؟ فإن كان موجودا قبلها فالفكرة بديهية البطلان؛ إذ كيف تم اختياره للمناظرة وهو في هذه الحالة؟ ومن الطريف أن الدكتور نفسه كان قد اختاره، فلا بد من القول إن حواس الدكتور مارتن كلارك أيضا كانت مختلة.أما إذا كان هذا الخلل حدث بعد النبوءة فيجب أن يعتبر تأثيرا من تأثيرات النبوءة، ويعتبر جزءا من العذاب المقدّر.وفي هذه الحالة لا بد من الإيمان بأنه كما يظن غالبية

Page 138

أنوار الإسلام الناس أن العبارات التي نُشرت في جريدة نور افشان من قبل آتهم أو رسائله التي وصلت إلى البعض هي أمور لم تصدر من قلبه ودماغه، بل قد تم استصدارها من لسانه كالببغاء أو أُمليت عليه، وإلا فهو لا يعرف شخصيا ما الذي خرج من فمه وماذا تكلم وماذا كتب قلمه، لأنه إذا كانت حواسه مختلة فلم تبق ثقة بأي قول يقوله.

Page 139

أنوار الإسلام الجزء الثاني لهذا الإعلان وهو مرسل إلى السيد أتهم بوجه خاص كرسالة وهي : ۱۲۷ من عبد الله الأحد أحمد عافاه الله وأيد.فلتعلم يا سيد آتهم أني قد قرأت رسالتك التي نشرتها في الصفحة ۱۰ من نور أفشان الصادرة في ١٨٩٤/٩/٢١ لكن من المؤسف أنك في هذه الرسالة بذلت قصارى جهدك أن لا يظهر الحق، أما أنا فقد عرفت بتلقى الإلهام الصادق المقدس من الله الله قطعا ويقينا كرؤية الشمس في وضح النهار أن هيبة الإسلام وعظمته في ميعاد النبوءة قد أثرت في قلبك تأثيرا قويا، فاستولى على قلبك الهم والغم الكاملان من تحقق النبوءة.إنني أقول مقسما بالله جل شأنه بأن هذا صواب تماما، وقد علمت بذلك من خلال كلام الله، فقد أنبأني ذلك القدوس الخبير بأفكار قلوب الإنسان والمطلع على أفكاره الخفية.وإن لم أكن على حق في هذا التصريح فأدعو الله تعالى أن يميتني قبلك، ولهذا أردت أن تحلف في اجتماع عام ملحوظة : يقول بعض السفهاء: لماذا لم أنشر هذا الإعلان خلال خمسة عشر شهرا؟ فليتضح أن هذا الإلهام كان قد نزل خلال خمسة عشر شهرا، ثم لما أثبت الإلهام صدقه، فإنكار الأمر الثابت المتحقق إلحاد.منه

Page 140

۱۲۸۰ أنوار الإسلام حلفا غليظا مؤكدا بعذاب الموت بحسب الأسلوب الذي بينته سابقا لكي تنحسم قضيتنا ولا يبقى العالم في الظلام، وإذا أردت فسوف أحلف أنا أيضا لميعاد عام أو عامين أو ثلاثة أعوام، وذلك لأني أعلم طلب مني أن الصادق لن يباد، بل سوف يهلك من أهلكه الكذب سلفا.فلو الحلف على صدق الإلهام أو الإسلام فلن أطلب منك حتى مليما واحدا، أما إذا حلفت فسأقدم لك ثلاثة آلاف روبية عند الحلف، أو تُسلم لك سلفا بعد أخذ مكتوب خطي رسمي.وإذا تلكأت في تقديم المبلغ مثقال ذرة فسأعدُّ في المجلس نفسه كاذبا، لكن المبلغ سيبقى أمانة عند كفلائك لمدة سنة، وإذا عشت بعد ذلك فسيكون ملكا لك.أما في حالة كذبي فإذا قررت عقوبة الإعدام فأنا والله جاهز لذلك أيضا، لكنني أقول متأسفا إنك إلى الآن لم تتجهز للحلف فإن كنت صادقا وتعتبرني كاذبا حصرا، فلماذا لا تحلف أمامي في اجتماع عام حلفًا مؤكدا بعذاب الموت؟ أما عباراتك التي تنشرها في الجرائد أو الرسائل فتعادي الحق والصدق تماما، لأن هذه الأقوال تصدر منك بصفتك المدعى عليه وليست جديرة بالثقة أبدا، وإنني أريد أن تتقدم كشاهد في اجتماع عام أو في اجتماع يحضره أشخاص معينون ويُحدد عددهم باتفاق الفريقين.أنت تعلم جيدا أن الحلف هو الطريقة الأخيرة لحسم القضية وإن لم تتوجه إلى طريق الحكم هذا فلا يحق لك أن تتسمَّى مسيحيا أبدا في المستقبل، إنني

Page 141

۱۲۹ أنوار الإسلام مصاب بحيرات متتالية من أنك إذا كنت في الحقيقة صادقا وأنا مفتر فلماذا تمتنع من طريق الحكم السماوي الذي سيؤيد الصادق فقط ويُهلك الكاذب؟! أما قول بعض النصارى الأغبياء أنه قد حدث ما حدث، فهو من الحمق العجيب ،والإلحاد، وأنى لهم إخفاء الأحداث الواقعية أن النبوءة الأولى كان لها جزءان، وإذا أرادوا الحكم بناء على جزء واحد فقط فأي إلحاد أكبر من ذلك؟! أما أسلوب اختبار الجزء الثاني فهو حصرا ما فهمني الله إياه وهو أن تحلف الحلف المؤكد بعذاب الموت.والآن إذا لم تحلف وظللت تدعي تمسكك بالمسيحية كالمدعى عليهم المتكلمين بهراء، فمثل هذه التصريحات لا تُعتبر شهادة بل تعتبر ناجمة من التعصب وكتمان الحق.فإن كنت صادقا فأحلفك باسم ذلك القدوس القادر ذي الجلال أن تحدد موعدا لاجتماع عام أو لتحلف فيه القسم المؤكد بعذاب، وذلك بأسلوب شرحته سابقا خاص لكي يصدر الحكم من الله بين الحق والباطل.الآن أكشف حقيقة خطابك الغامض الذي نشرته في نور أفشان في ۱۸۹٤/٩/٢١ ولا معنى له فهل هو يمثل شهادة تفيد في الحكم؟ كلا وإنما هو تصريح من طرف واحد على شاكلة المدعى عليه، ولم تتردد فيه في الكذب وإخفاء الحق أي ،تردد لأنك كنت تعرف جيدا أن هذا التصريح لم تدل به شاهدا وهو ليس مؤكدا بعذاب، وإنما هو تعليل أمام الجهلة، ثم أنت تشير بخجل فيه إلى أنك لا تتفق مع عامة

Page 142

۱۳۰۰ أنوار الإسلام النصارى في عقائد البنوّة والألوهية، ولا أنت مع أولئك النصارى الذين أساءوا إلي.ثم تقول إن عمرك سبعون عاما تقريبا، علما أنك قد نشرت في عدد من جريدة نور افشان نفسها في هذا العام أن عمرك ٦٤ عاما تقريبا، فأنا أستغرب ما الذي تستفيده من ذكر هذا؟ فهل تخاف أن تموت بسبب كبر سنك؟ لكنك لا تعرف أن أحدا لا يمكن أن يموت دون مشيئة القادر المقتدر، ما دمت قد حلفت أنا وستحلف أنت أيضا فسوف يُنقل من هذا العالم الكاذب منا هداية الناس، إذا كنت قد بلغت ٦٤ عاما من العمر فأنا الآخر بلغت ستين عاما تقريبا، والآن هذه المعركة بين إلهين؛ إله الإسلام وإله النصارى.ومن المؤكد أن الإله الحق القادر سيحمي عبده حتما، فإذا كانت في قلبك أي عزة للمسيح الذي ولد من بطن مريم الصديقة فإنني أحلفك بإلإله القادر المقتدر نظرا لتلك العزة أن تحلف بحسب مضمون هذا الإعلان حلفا مؤكدا بعذاب الموت في اجتماع عام أي ينبغي أن تقول: "إنني أقسم بالله أن هيبة الإسلام وصدقه لم يؤثر في قلبي أي تأثير في ميعاد النبوءة، و لم تستول على قلبي هيبة النبوءة الإسلامية بحق، كما لم يؤمن قلبي بأن الإسلام دين حق، بل قد ظللت في الحقيقة أؤمن بأن المسيح ابن الله وأنه إله وبقيتُ أوقن يقينا كاملا بالكفارة.وإذا كنت كاذبا في قولي هذا فأنزل علي - أيها الإله القادر العليم بأفكار القلوب - عذاب الموت بمنتهى الذلة والألم خلال سنة عقابا على هذا التجاسر."

Page 143

۱۳۱ أنوار الإسلام ويجب أن تُكرر ذلك ثلاث مرات، وسنقول آمين" ثلاث مرات.الآن نرى هل تراعي أي إكرام للمسيح أم لا، فماذا أكتب أكثر من هذا.والسلام على من اتبع الهدى.الراقم: ميرزا غلام أحمد من قاديان محافظة غورد اسبور ٥ أكتوبر/تشرين الأول ١٨٩٤ ملحوظة: أناشد هنا الدكتور مارتن كلارك والقس عماد الدين المحترم وغيره من السادة القسس بالله القادر ذي الجلال باتخاذ كرامة المسيح ابن مريم ووجاهته شفيعا وسيطا لقولي هذا أن يشجعوا آتهم على الحلف بحسب مشيئتي، وإلا سيثبت أن قلوبهم لا تعظم المسيح ال ولا تراعي عزته وكرامته أي مراعاة.منه

Page 144

۱۳۲ نحمده ونصلى على رسوله الكريم أنوار الإسلام الإعلان الرابع بجائزة أربعة آلاف روبية أربعة آلاف روبية هذه ستُسلم للسيد آتهم فور حلفه بحسب الشروط المذكورة في إعلانات ١٨٩٤/٩/٩ و ١٨٩٤/٩/٢٠ و١٨٩٤/١٠/٥ أيها القراء، اقرأوا هذا المقال بتدبر فقد نشرنا قبل هذا ثلاثة إعلانات بمنح جائزة بمبلغ كبير أي إعلان جائزة ألف روبية وإعلان جائزة ألفي روبية وإعلان جائزة ثلاثة آلاف روبية للسيد آتهم إذا حلف، وكتبنا مرارا أن السيد آتهم إذا كان يرفض إلهامنا الذي كشف الله فيه علينا أن آتهم لم يمت في ميعاد النبوءة بعذاب إلهى لأنه عاد إلى الحق فليحلف في اجتما عام على أن هذا التصريح افتراء محض.وإذا لم يكن من الافتراء بل كان حقا ومن الله وهو كاذب فأنزل عليَّ أيها الإله القادر، عقوبة هذا الكذب

Page 145

أنوار الإسلام بحيث أموت خلال عام بمنتهى الأذى.فهذا الحلف الذي نطالبه به، كما قد كتبنا بوضوح أن قانون العدل يفرض على أنهم أن يحلف حتما لحسم القضية على أنه خلال ميعاد النبوءة لم يخف صدق الإسلام بل ظل طوال الميعاد عابد البشر، لأنه إذا كان يُقر بنفسه بالخوف وقد أعرب عن هذا 1 ད ملحوظة : لقد نشر آتهم ردا على مطالبتنا بالحلف في نور أفشان في ١٨٩٤/١٠/١ أنه إذا كنتُ أريد منه الحلف فلأطلب منه المثول في المحكمة.أي لا يستطيع الحلف دون تدخل المحكمة، فكأن إيمانه يتوقف على جبر المحكمة، غير أن الذين لا يحلفون لإظهار الحق فسوف يبادون ويقضى عليهم.(إرميا ١٤: ١٤).منه ملحوظة: إن النصارى هم عبدة البشر لأن عيسى المسيح الذي هو عبد ضعيف نفسه إله في نظرهم.أما قولهم بأنهم يعدُّون عيسى بشرا وإنما يعتقدون بأن أقنوم كان له علاقة به، فهو مبني على مجرد السخف والنفاق وقول الزور؛ لأن المسيح لم يدَّع في الإنجيل قط: إن لي علاقة خاصة بأقنوم الابن، وذلك الأقنوم حصرا ابن الله ولستُ أنا.بل يفيد الإنجيل أن نفسه كان المسيح الله، ابن يدعي فحين سأله رئيس الكهنة محلفا إياه : هل أنت ابن الله؟ فلم يجب: إني لست ابن الله الابن يسمى بل إني إنسان تشاهدونه من ثلاثين عاما.وإنما ابن الله أنه أقنوم هو ثان اتصل بي الله منذ يعني سنتين تقريبا.بل قال لرئيس الكهنة نعم إنني كما تقول.فإذا كان ابن حصرا كما يقول النصارى، فثابت حتما أنه ادَّعى الألوهية.فلماذا يقولون إنهم يعتبرون المسيح إنسانا، فهل مجرد الجسم والعظم يسمى إنسانا؟ يا أسفا على النصارى الجهلة في هذا الزمن الذين يقولون إن القرآن الكريم لم يفهم عقيدتهم مع أنهم يقرون بألسنتهم بأن المسيح ادعى بنفسه أنه ابن الله.فالبين أن رئيس الكهنة كان يقصد من سؤاله "أأنت ابن الله أن يثبت كيف يسمى ابن الله مع كونه بشرا.لأن رئيس الكهنة كان يعرف جيدا أنه إنسان وابن لزوجة يوسف النجار من قومه.

Page 146

أنوار الإسلام الاعتراف عدة مرات باكيا، فالآن عليه أن يثبت أن خوفه لم يكن من النبوءة الإلهامية وصدق الإسلام بل ظل يخاف لتجربته السابقة أن هذا العبد المتواضع قد قتل الآلاف من الناس قبل نشر هذه النبوءة، وأنني حتما سأقتله أيضا لتحقيق النبوءة بحقه.مستبعد من أنه أن زعمتم فتحتم أن يردّ المسيح على سؤال رئيس الكهنة ردا يلائم سؤاله وقصده القلبي، لأنه شأن النبي يرد على السؤال خلاف ما سُئل.فكان يجب أن يردّ حسب مبادئ النصارى المختلقة بالقول إن ما خطأ، لأني لا أُدعى ابن الله أبدا لكوني بشرا وإنما ابن الله الأقنوم الثاني المذكور في كذا وكذا من المواضع في كتبكم.لكن المسيح لم يرد هذا الرد، بل قد قال في موضع آخر إن صلحاءكم دُعُوا آلهة.فثبت أن المسيح سمي ابن الله كالأنبياء الآخرين مع روحه الإنسانية.وللتدليل على استخدم الكلمة في محلها الصحيح قد ذكر أنبياء آخرين.ثم لاحقا زعم النصارى لسوء فهمهم أن المسيح في الحقيقة ابن الله، وحرموا الآخرين من البنوة.وقد شهد القرآن الكريم حصرا على أن هذا الحادث صحيح.وإن قال أحدهم إن الأقنوم الثاني كان قد تعلق بروح المسيح الإنسانية بحيث صارا في الحقيقة كيانا واحدا، ولهذا ادّعى المسيحُ الألوهية بسبب كون الأقنوم الثاني جزءا لا يتجزأ فهذا القول أيضا يفيد أن المسيح حتما ادعى الألوهية بحسب زعم النصارى، لأنه حين صار الأقنوم الثاني جزءا من كيانه، والأقنوم الثاني هو إله؛ فيستنتج منه أن المسيح أيضا صار إلها، فهذا طريق الضلال الذي أهلك النصارى الأولين والآخرين، وأصاب القرآن الكريم في قوله: إنهم يعبدون البشر.منه إن أتهم اتهمني أنا وبعض أتباعي المخلصين في كتاباته العديدة بأنه ظل يخاف الموت زعما منه بأني أنا وبعض أتباعي كانوا قد صمموا على اغتياله، فكأنه شاهَدَ شَنَّ الهجوم مرارا بالحراب ،والسيوف ففي هذه الحالة إذا لم يتمكن من إثبات اتهاماته الباطلة فهو على الأقل قد ارتكب جريمة شرحت في بند رقم ٥٠٠ من قانون منه ،

Page 147

صدور أنوار الإسلام لهذا السبب من حقنا بموجب القانون والإنصاف أن نطالب آتهم بالحلف لنكشف على الشعب الحقيقة الأصلية، فالبديهي أنه إذا ألقي القبض على أحد متلبسا أثناء اقتحامه البيت بغير حق فلن يقبل منه العذر بأنه كان قد جاء للحصول على ماء أو نار لنارجيلته، بل إن تبرئة ساحته تتطلب شهادة وكذلك حين أكد أتهم بأوضاعه خلال خمسة عشر شهرا بالإضافة إلى إقراره بأنه ظل يخاف حتما في ميعاد النبوءة، فمن المؤكد أن هذا التصرف غير اللائق منه ينافي تمسكه بعقائد المسيحية، ولما صدر هذا التصرف أثناء الميعاد بل قد صدر بعد ملاحظته بعض الآثار، فحق لنا أن نقول إن هيبة النبوءة قد أثرت فيه وجعلته في هذه الحالة، وأنه حتما ارتعب من عظمة الإسلام.ولهذا يفرض عليه الإنصاف والقانون معا أن يبرئ ساحته من هذا الاتهام بالحلف حسب مشيئتنا، لكنه يقدم عذرا و اهيا باطلا؛ إذ يزعم أن الحلف ممنوع في دينه، كمثل اللص الذي حين يلقى عليه القبض أثناء اقتحامه بيت أحد دون أي مبرر، ويُطلب منه شهود للدفاع عنه، يقول للقاضي إن تقديم الشهود أو الحلف لتبرئة ساحته ممنوع في دينه فيلتمس منه متوسلا إليه أن يطلق سراحه دون ذلك.فكما فمثله عقوبات الهند.فكان يعرف جيدا أني لم أتهم قط بأني قاطع الطريق أو قاتل.وكان والدي زعيما ذا سمعة جيدة في الدوائر الحكومية.فهل ما زال لا يستحق الإدانة على اتهامه في غير المحل، وهل يمكن أن يبرئ ساحته لمجرد زعمه أن الحلف لا يجوز في دينه اتهام يُعتبر جريمة في القانون؟ علما أن نبوءة الموت بحقه كانت بطلب منه لا من من لأنه هو نفسه كان قد طلب آية إلهامية.منه عند نفسي،

Page 148

أنوار الإسلام يتمنى ذلك اللص الأحمق عبثا بحديثه المخالف لقانون المحكمة أن يتحرر ويطلق سراحه دون تبرئة ساحته، كذلك يقدم آتهم الإنجيل مرارا بسذاجته، ولا يهتم ببراءته من اتهام قد ثبت عليه نتيجة إقراره وتصرفه.كان يعلم جيدا، قبل صدور هذه النبوءة ضده، أن النبوءة التي صدرت بموت أحمد بيك وكان قد نشرها رئيس تحرير نور أفشان، وأشيعت إعلاناتها الكثيرة أيضا، قد تحققت بمنتهى الجلاء والوضوح.لعله يتذكر أنه برسالة أخبر بتحقق تلك النبوءة في أيام المناظرة بالذات لهذا قد استولى على قلبه هم تلك النبوءة، إذ كان قد لاحظ تحقق نبوءة سلفا كمثال.أما سيرتي كقاتل فلم يكن عنده أي مثال من ذلك ولا إثبات.فهل كان عنده أي إثبات على أني أقتل شخصيا من أنشر النبوءة ضده؟ ثم هل يقبل أي عاقل أن الأمر الذي كان عنده نموذج ومثال بين عليه وكانت الجريدة المسيحية على ذلك، لم يؤثر في قلبه ذلك الأمرُ المجرب أي تأثير، ولكن استولى عليه خوفُ القتل الذي لم يكن عنده أي مثال لتصديقه، و لم يكن أي سبب للشك؛ فهل يمكن أن يُثبت أحد أني ارتكبت أي تصرف غاشم شاهدةً من ملحوظة : بعض الفلاسفة الذين يقولون إن الله رحمة ومحبة يمكن أن يفهموا هم أيضا هذا الموضع أن إنسانا إذا كان في زمن ما في حالة التمرد المتناهي والظلم والإلحاد والتجاسر، ثم صار نفسه في زمن آخر في حالة خوف متناه وضراعة ورجوع، فلا يمكن أن تكون نتيجة كلتا الحالتين واحدة فكيف يمكن إذن أن يبقى حكم نبوءة العقاب الصادرة في حالة التمرد والتجاسر قائما في حالة الانصياع والخوف أيضا، وأن لا يصدر أمر مليء بالرحم بحسب حالة الانصياع والخوف منه

Page 149

أنوار الإسلام أو رفعت ضدي قضية بأني ضربت أحدا؟ فإذا كانت أفعالي السابقة لا تولّد احتمال الشر، بينما كان احتمال تحقق النبوءة قويا في نظر آتهم لعدة أسباب لأنه كان قد سمع مني تحقق نبوءتي ضد أحمد بيك، وكان قد قرأ تفاصيل ذلك في إعلاناتي وفي جريدة نور أفشان، وليس ذلك فحسب بل حاشية: كانت نبوءة واحدة ضد مرزا أحمد بيك الهوشيار بوري وصهره وكان الجزء المتعلق بأحمد بيك من النبوءة قد نشر في جريدة نور افشان.باختصار؛ قد مات أحمد بيك في الميعاد، وكان موته مدعاة للهم الشديد والحزن العنيف لصهره وأقاربه الآخرين، فوصلت منهم رسائل التوبة والرجوع، كما قد ذكرنا ذلك بالتفصيل في إعلان ١٨٩٤/١٠/٦ الذي كتب خطأ أنه في ١٨٩٤/٩/٦، أما الجزء الثاني من النبوءة المتعلق بوفاة صهر أحمد بيك فقد أُخر بحسب سنة الله.** وكما بينا مرارا وتكرارا أن هذه هي سنة الله في نبوءات الإنذار والتخويف؛ لأن الله كريم، وإن تأجيل تاريخ الوعيد إلى زمن آخر نظرا للتوبة والرجوع هو من الكرم، فلما كان هذا التأخير سنة الله بحسب وعده الأزلي، وهي موجودة في جميع كتبه المقدسة، لذا ذلك إخلاف الوعد بل هو إيفاء الوعد، لأن وعد سنة الله يتحقق بذلك، يسمى وإنما كان يمكن أن يعد إخلافا إذا أخلف وعد الله العظيم في سنته، لكن ذلك مستحيل، لأن ذلك يستلزم إبطال جميع الكتب الإلهية.منه ملحوظة: كان ذنب صهر أحمد بيك أنه قرأ إعلان التخويف ولم يبال به، فأرسلت إليه رسائل متتالية فلم يخفها، ثم فهم بإرسال رسالة شفهية، فلم يلتفت أحد إلى ذلك بشيء، ولم يرد قطع العلاقة بأحمد بيك، بل قد شاركوا جميعا في التجاسر والاستهزاء، فكان ذنبهم أنهم رغم سماع الإنذار رضوا بعقد القران.أما قول الشيخ البطالوي أنه طلب منهم أن يطلقوها بعد عقد القران، فافتراء محض، بل كنت قد أطلعتهم على الحقيقة يوم لم تحدث حتى الخطبة، أما الإعلانات فقد نشرت قبل عدد لا ** من السنين.منه

Page 150

۱۳۸ أنوار الإسلام كان مطلعا على الهيبة والشوكة والدعوى القوية التي صدرت بها النبوءة بحقه، فمن البديهي الآن أن تؤثر كل هذه الأمور مجموعةً في القلب الذي لاحظ النموذج حديثا.فلما كانت هذه الأسباب للخوف والفزع موجودة من ناحية، وكان يُؤكد بلسانه من ناحية ثانية بأنه ظل يخاف في ميعاد النبوءة؛ أفلم يثبت حقنا حتى الآن في أن نطالبه إقناعنا بالحلف بأن الخوف الذي كانت أسبابه ودوافعه ونماذجه موجودة أمام نظره لم يستول على قلبه قط، بل قد خوفته السيوف والحراب التي لم تكن موجودة في الواقع؟ على كل حال من واجبه إثبات الادعاء بأن الخوف من خطر الهلاك الذي اعترف به مرارا لم يكن ناجما عن عظمة الإسلام وهيبة النبوءة، بل كان بسبب آخر.لكن من المؤسف أن أتهم رغم صدور ثلاثة إعلانات منا لم يلتفت إلى هذا الجانب حتى الآن، ولم يتخذ لتبرئة ساحته هذا الأسلوب المقنع، الذي يمكن أن يطمئنني أنا المُطالب للحق.فهل من شك في أنه يحق لي قانونا وإنصافا وعرفا بسبب إلصاقه التهم الباطلة بي أن أطلب منه الإثبات؟ وهل هناك أي التباس في أن من واجبه تبرير الخوف في أثناء خمسة عشر شهرا.وقد بينت آنفا أن أسبابا ثابتة للخوف تؤيد إلهامي بصراحة، ذلك لأن هيبة النبوءة وشوكتها كانت قد رسخت في قلبه من خلال كلماتي القوية، كما أن موت مرزا أحمد بيك كان يمثل نموذجا لصدق النبوءة، وكان صدقها قد تجلى له بوضوح، بينما لم يكن أمامه مثال لمحاولتي لقتل أحد بالسيوف، فكان من الواجب على السيد أتهم أن

Page 151

۱۳۹ أنوار الإسلام يبطل هذه التهمة عليه بالحلف غير أن خيانة المسيحية القديمة لم تسمح له بالتوجه إلى هذا الجانب، بل قد قدم عذرا واهيا باطلا، بأن الحلف ممنوع في ديانتهم، فكأن الشهادة المقنعة التي تحصل عبر الحلف وتحسم القضية وتبرئ من التهمة وتوفّر الأمن والسلام، والتي تشكل الوسيلة الأخيرة لإظهار الحق وتذكّر في المحاكم الدنيوية رعب المحكمة السماوية وتفحم الكاذب، هي حرام بحسب التعليم الإنجيلي، وينبغي أن تتجنبها المحاكم المسيحية، لكن كل عاقل يدرك أن ذلك اتهام على عيسى ال.فلم يرد العليا قط سدّ أبواب الشهادة ولوازمها وكان عيسى الا يدرك جيدا، أن الحلف روح الشهادة، وإن الشهادة التي لا يؤكدها الحلفُ لمجرد زعم المدعي لا الشهادة.فمتى كان يمكنه أن يسد طريق الحلف الضرورية الذي يتوقف عليه نظام التحقيق وتقصي الحقائق، إن سنة الله في الكون وفطرة الإنسان وضميره يشهد على أن الحلف يشكل الحل الأخير لحسم الخصومات والنزاعات، وحين تلصق أي تهمة أو شبهة بصالح بار، ولا يستطيع تقديم شهادة إنسانية مقنعة، فبالطبع يستعين بشهادة على صدقه، وإنما الشهادة الإلهية أن يبرئ ساحته من خلال القسم بذلك العالم الله ليس في وسع أي تعليم حق وصادق أن يؤوي المجرمين.فلما قدم آتهم عذرا كالمجرمين- بعد اعترافه بالخوف الذي لا يستطيع إخفاءه بأي حال أن ذعر الموت استولى على قلبه لأن هذا العبد المتواضع قد أقدم على القتل عدة مرات في الماضي.فهل ينجيه الإنجيل والحالة هذه من السؤال أنه لماذا ألصق تهمة باطلة؟ ثم كيف يمنعه الإنجيل من حلف يبرئ ساحته.منه

Page 152

أنوار الإسلام الغيب، ويعرض نفسه للعنة في حالة الكذب، فهذا هو الأسلوب الأخير لحسم القضية، وهو ثابت في صحف الأنبياء.غير أن آتهم يقول إن القسم ممنوع وينافي الإيمان، الآن نريد أن نلاحظ هل عذره هذا أيضا صحيح أم لا؟ فإذا كان صحيحا فهو معذور في امتناعه عن القسم، لكن لا أحد ينكر أن المسيحيين سواء كانوا رجال الدين أو من أهل الدنيا حين يُدعون للإدلاء بالشهادة فهم يقسمون حاملين الإنجيل، وحين يدعى أي قس مهما كان عظيما لإدلاء الشهادة في المحكمة فلا يمتنع من ذلك عذرا منه بأن القسم ممنوع بحسب تعليم الإنجيل، بل يُقدم على الحلف بطيب الخاطر.وليس ذلك فحسب بل إن جميع المسئولين وذوي المناصب في الحكومة الإنجليزية وأعضاء البرلمان حتى الحاكم العام يؤدون اليمين عند تكليفهم بأي منصب، فماذا نقول بحقهم؟ فهل كل هؤلاء لا يؤمنون بالإنجيل وأن آتهم وحده يتمتع بإيمان كامل بتعليم عيسى اللي في العالم المسيحي كما كان يؤمن الحواري بطرس وبولص الرسول، بل إذا كان الزعم في الحقيقة حقا بأن القسم ممنوع بحسب تعليم الإنجيل فإن إيمان آتهم يفوق إيمان بطرس وبولص بكثير، لأنه يرى القسم من الإلحاد، بينما ثابت من إنجيل متى إصحاح ٢٦ عدد ٧٢ أن الحواري بطرس صاحب مفاتيح الجنة لم يتورع من هذا الإلحاد وأقسم دون أن يطلب منه أحد القسم بإصرار.أما إذا قال آتهم بأن بطرس لم يكن رجلا صالحا، لأن المسيح الا منحه لقب الشيطان أيضا، وأن آتهم صالح، وأفضل من بطرس، لهذا يرى القسم من

Page 153

أنوار الإسلام الإلحاد، فأقول: إن رسوله بولص الذي يعتبره النصارى أفضل من موسى العلي درجة أيضا أقسم، وإذا وصفته هو الآخر بعديم الإيمان فهذا شأنك.وإذا سألتني عن إثبات ذلك فراجع رسالة بولص لأهل كورنثوس صحاح ١٥ عدد ٣١ حيث يقول بولص أنا أقسم بفخركم الذي هو ربنا يسوع المسيح بأني أموت كل يوم.فليتدبر القراء هنا جيدا وصف آتهم بأن الحلف من الإلحاد أي عده من الممنوع شرعا وارتكابه يعد من الإلحاد المؤكد وقد حلف بطرس وبولص الرسول - أفلا من ذلك أنه بحسب قول آتهم كان جميع حواربي المسيح وبولص الرسول الإنجيل وتجاوزوا حدود الإيمان، لأن بعضهم أقسموا عنه يستنتج ارتكبوا ما نهى وبعضهم الآخرون شاركوا في أعمال الإلحاد بحيث لم ينفصلوا عن المقسمين و لم يأمروهم بالمعروف و لم ينهوهم عن المنكر، لكن أي مسيحي لا غير أتهم لم ينشر إلى اليوم هذا الاعتقاد بأن جميع حواربي المسيح ال حتى بولص كانوا محرومين وعديمي الحظ من ثروة الإيمان وكانوا يرتكبون ما نهى عنه الإنجيل.وبعد ۱۸۰۰ عام فقط رُزق آتهم وحده هذا الإيمان.إنني أستغرب من مآل كذب هذه الأمة وخيانتهم بحيث يصفون أسلافهم بالمحرومين من الإيمان لنجاة أنفسهم.فلو قدم آتهم عذرا لتخليص نفسه من الموت أنه يخشى أن يموت خلال سنة لفكر الناس في أن إيمانه بقوة المسيح وقدرته ضعيف، وأنه في الحقيقة لا يؤمن في قرارة نفسه بأنه قادر، غير أن عذر آتهم في امتناعه عن القسم يفضح خيانته ووضعه التعيس بجلاء، لأنه لا

Page 154

أنوار الإسلام أحد يقبل هذا العذر أن جميع حواريي المسيح وبولص الرسول ظلوا محرومين من ثروة الإيمان بارتكابهم ما نهى عنه الإنجيل وإن أتهم وحده رزق هذا الإيمان.بالإضافة إلى ذلك أرى أن الادعاء بأن آتهم لم يؤد اليمين في أي محكمة حتى الآن هو الآخر مجرد كذب، إذ كان جميع الحكام يقبلون منه بأن يسجل تصريحه دون الحلف عند إدلائه بشهادة.كما لا أستطيع أن أوقن بأن آتهم إذا دعي لإدلاء أي شهادة فسيقدم العذر بأنه لما كان إيمانه أقوى من إيمان أعضاء البرلمان وجميع المسئولين النصارى حتى من الحاكم العام، فمن ثم لن يؤدي اليمين أبدا.إن أنهم يعرف جيدا أن أحلاف الأنبياء مسجلة في الكتاب المقدس، وقد تمسك المسيح نفسه بالحلف.انظر إنجيل متى إصحاح ٢٦ عدد ٦٣، و{أَقْسَمَ اللهُ أَعْمَالُ الرُّسُل (: (۱۷، وإنّ حلف الله بموجب عقيدة النصارى بمثابة حلف المسيح، لأنهما بحسب زعمهم شخص واحد، وإن الذي لا يتأسى بأسوة المسيح في الأخلاق والعادات فليس من المسيح.أما بحسب تعليم إرميا فقد عد الحلف من العبادة، انظروا سفر إرميا إصحاح ٤ عدد ٢.وقد ورد في سفر المزامير أن الكاذب حصرا لا يُقسم، راجع المزامير إصحاح ٦٣ عدد ١١.فهكذا قد شهد النبي داود جدُّ المسيح ال على كذب آتهم، كما أن الملائكة أيضا يُقسمون انظروا رؤيا يوحنا اللاهوتي ١٠ : ٦.ثم يقول معلم النصارى في إصحاح ٦ عدد ١٦ من الرسالة إلى العبرانيين أن القسم هو آخر حل لحسم كل قضية، أي ينحسم كل نزاع بالحلف أخيرا.في

Page 155

أنوار الإسلام التوراة أقسم الله للبركة، انظروا سفر التكوين ٢٢: ١٦، ثم أقسم بحياته.باختصار؛ إلام أكتب وأطيل المقال؟! فالكتاب المقدس يضم أحلاف الله الله وأحلاف الملائكة وأحلاف الأنبياء، والإنجيل يضم قسم المسيح وقسم بطرس وقسم بولص، ومن هذا المنطلق قد أفتى علماء النصارى بجواز القسم.راجع) تفسير الإنجيل للقس كلارك والقس عماد الدين طبعة ١٨٧٥م).وإن المسيح لم ينه في أي موضع عن القسم الصادق بالله تعالى، بل قد نهى عن أن يحلف أحد بالسماء أو بالأرض أو بأورشليم أو برأسه.ومن زعم أن القسم الصادق بالله عند الإدلاء بالشهادة ممنوع فهو أحمق لأقصى الحدود، ولم يفهم قصد المسيح قط.فلو كان المسيح قصد النهي عن الحلف الصادق بالله تعالى لذكر ذلك في عبارته المفصلة، غير أنه في إصحاح ه عدد ٣٣ من إنجيل متى أراد أن يشرح فقط باستخدام كلمة "لأن" أن لا تقسموا بالسماء والأرض وأورشليم وأنفسكم، فلم يذكر القسم بالله تعالى بتاتا.إن قول المسيح يضم تركيزا إضافيا- إلى تعليم موسي اللي على أن الحرام ليس اليمين الكاذب فقط، بل القسم بغير الله أيضا من الحرام حتى لو كان صادقا لهذا السبب لم يمتنع حواريو المسيح بعد هذا التعليم عن القسم، والجلى أن الحواريين كانوا يفهمون قصد الإنجيل أكثر من آتهم.ومن البداية إلى اليوم قد اتفقت معظم الفرق المسيحية على أن القسم جائز ، فمما يدعو إلى التفكير الآن أنه إذا كان ملحوظة: لقد قال: أقسم بالله الذي أقف أمامه.الملوك الثاني ٥: ١٦.منه

Page 156

012270 أنوار الإسلام بطرس قد أقسم وبولص أقسم وإله النصارى أقسم والملائكة أقسموا والأنبياء أقسموا وجميع القساوسة يحلفون على أبسط القضايا في المحاكم وأعضاء البرلمان يؤدون اليمين وكل حاكم عام يؤدي اليمين، فما الذي يمنع أتهم من الحلف في مثل هذه القضية المهمة.إن إقراره الشخصي بأنه ظل يخاف الموت بعد صدور النبوءة قد أقام الحجة عليه ولا يبرئ ساحته من التهمة إلا القسم، لأن الخوف الذي هو نوع من الرجوع قد ثبت باعترافه، وبعد ذلك لم يستطع أن يثبت أن خوفه ذلك كان من القتل فقط.فلم يُلق القبض على أي قاتل أثناء شنّه الهجوم عليه، ولم يُثبت أن هذا العبد المتواضع قد قتل عددا من الناس في السابق مما ولد في قلبه الخوف بأنه هو الآخر سيُقتل.بل إذا كان في نظره أي نموذج فإنما هي نبوءتي بموت ميرزا أحمد بيك الهوشيار بوري التي تحققت أمامه.فلذا من المؤكد أنه خاف عظمة النبوءة حتما كما كشف ذلك الإلهام الإلهي.أما القول بأنه لم يخف صدق النبوءة المؤكد، بل خاف من كوني سفاكا بالتأكيد بحيث كان قد تأكد من ذلك بالتجربة، فيناقض أوضاعه الراهنة تماما ولا يبرئ ساحته من هذا الاتهام إلا الحلف.كشاهد وعليه أن يحكم في هذا الأمر المشكوك فيه بموجب قول بولص الرسول بأن كل قضية تحسم بالحلف أخيرا، غير أنه من المكر الشنيع والخيانة أن لا يتوجه إلى الحلف ويرسل ملحوظة : الخوف من عظمة النبوءة الإلهامية يعد من الرجوع بحسبما به صرح القرآن الكريم والكتاب المقدس، وإن الرجوع يؤخر العذاب، وقد اتفق على ذلك القرآن الكريم والكتاب المقدس كلاهما.منه

Page 157

أنوار الإسلام الرسائل هنا وهناك وينشر في الجرائد - إخفاء للحق- أنه ما زال مسيحيا كما كان مسيحيا ".رجع المتهم ملحوظة: يقول شخص من بيشاور أنه إذا كانت نبوءة العذاب يمكن أن تلغى بالرجوع القلبي فلا تعتبر معيارا أبدا لاختبار الصدق، ولا يصح التحدي بها.المؤسف أنه لا يفهم أن امتناع المرء عن القسم إذا كان قد وجب عليه القسم بمقتضى الإنصاف - يعتبر عند الله نوعا من معيار الصدق ووثق به كتاب الله لإصدار الحد الشرعي على المنكر.ثم إن الذي لم يتجرأ على القسم مقابل استلام أربعة آلاف روبية إتماما للحجة أفلم يؤكد من خلال أعماله أنه إلى الحق حتما؟ ألا تشكل المطالبة القانونية أي القسم الذي امتنع عنه بشدة- معيار صدق؟ وهل كان ذلك الرجوع إلى الآن بدون دليل؟ أما القول بأنه ما زال يرفض فسوء فهم من أقصى حد، فلو كان رافضا في الحقيقة لما امتنع عن الحلف الذي كان قد وجب عليه إنصافا، فامتناعه عن الحلف بمترلة الإقرار ويدركه العقل السليم.أما الزعم بأن هذا الرجوع لم يسبق له نظير فسوء فهم ثان فقد بينت نظائر المماثلة؛ فتدبر أما القول بأن الكاذب أيضا يمكن أن يتنبأ بموت أحد وعند عدم تحقق نبوءته يمكن أن يقول إن العذاب تأجل بسبب الرجوع القلبي، فهذا أيضا بعيد عن الإنصاف والتدبر، بل الحق والإيمان أن أحدا آخر إذا تنبأ بمثل هذه النبوءة وظهرت الأوضاع المماثلة، فمن البعيد عن مبدأ الإنصاف أن نعده كاذبا، وهو الذي ظهر صدقه خلال من امتناع المتهم عن الحلف.بل الكاذب من يمتنع عن الاستجابة لطلب يجب عليه إنصافا، أي امتنع عن الحلف، ثم إن الله لم يترك هذه النبوءة إلى هذا الحد، ففي أفعاله حكم عميقة ،ومصالح وإنما العاقبة تتوقف على الفتح المبين، فالأسف على الذين يضيعون إيمانهم وعقباهم متسرعين، ولا ينتظرون كما ينتظر الفلاح بعد زرع البذور لموعد الحصاد.منه

Page 158

أنوار الإسلام أيها السيد! لماذا تخدع خلق الله؟ فلن يقبل بادعاءاتك في خطبك إلا الذين يحبون بطبعهم الشيطاني سلفا أن لا يظهر الحق؛ وإلا فكل عاقل منصف يدرك جيدا أن تصريحك بصفتك شاهدا فقط هو المقبول والجدير بالثقة لا بهذه الأقاويل السخيفة التى تنشرها إن المسيحية تحتل المركز الأول في قول الزور في العالم كله؛ فالمسيحيون لم يتورعوا حتى عن الخيانة في الكتب الإلهية، وقد اخترعوا مئات الكتب الزائفة.فهل يمكن أن يقبل أي نبيل أقواله كمدع؟ كلا لا يمكن، بل لا يجدر حتى بالصادق أبدا إذا كان فريقا في القضية بأن يُقبل منه قوله بصفة المدعي أو المدعى عليه كما يُقبل أقوال الشهود.فلو حدث كذلك لما احتاجت المحاكم إلى شهود، فما أروع ما قد كتبه أحد الإنجليز في قانون الشهادة أن التاجر الفلاني الذي يتمتع بشرف مئات الملايين من الروبيات ويتصدق بمئات الروبيات يوميا إذا رفع الدعوى ضد أحد ولو بقرش واحد فلن يكتفى بقوله مهما الأسخياء والأثرياء والأجواد، بل سوف يطلب منه الشهود، ولن يُقضى لصالحه دون أن يقدم شهادة كاملة.عد من فأخبروني الآن، كيف لنا أن نقبل تصريح أتهم الصادر من جهة واحدة فقط وهو بمنزلة ادعاء محض وزاخر بالأهواء النفسانية ويخالف الوضع الراهن، وأي محكمة يمكن أن تثق به؟! فمن فضل الله الله أن الأمر لم يتوقف على إلهامنا فحسب بل قد نشر آتهم نفسه إقراره بأنه خاف الموت في الجرائد، واعترف بذلك في الرسائل المتعددة.فمن واجب آتهم أن

Page 159

أنوار الإسلام يثبت إقراره، بل ينبغي أن يُقنعنا بالقسم الذي هو طريق سهل وقطعي ويقيني في نظرنا بأنه لم يخف هيبة النبوءة.بل كان يخاف إيمانا بأني بشيء رجل سفاك في الحقيقة وكان يلاحظ بريق سيوفنا.ونحن لا نكلفه بل تهدي له أربعة آلاف روبية بحسب الشروط المذكورة في إعلان 6 ١٨٩٤/٩/٩ و ١٨٩٤/٩/٢٠، وقد أثبتنا آنفا أن عذره القائل بأن الحلف ممنوع للنصارى عناد بشع وإلحاد.أفلم يكن بطرس وبولص وكثير من النصارى الصالحين الذين خلوا في الزمن الأول مسيحيين أم كانوا ملحدين؟ فهل يستطيع السيد أتهم أن يذكر لي أي مسيحي نبيل في هذه الحكومة قد رفض الحلف عند إدلائه بالشهادة؟ ومن المناسب الآن أنه إذا كان آتهم يحب الاحتيال والمكر في كل حال ولا يريد أن يحلف في أي حال، فليترك العذر السخيف أن الحلف ممنوع، لأننا قد فندنا هذه الفكرة تماما، بل ينبغى أن يستشير أصحابه الدجالين ليقدم عذرا جديدا لنجاة نفسه.وليتذكر أشباه النصارى أن أتهم لن يحلف أبدا، بل سوف يخترع بدجله حيلة أخرى، لأنه يتأكد في نفسه أننا على حق وأن إلهامنا صادق، لكنه لن يقبل له أي عذر ما دام لا يبرز إلى الميدان ليحلف أمامنا وجها لوجه من المؤكد أن اتهم بامتناعه عن القسم يسود وجوه جميع القساوسة وأشباه النصارى.ملحوظة: سترسل أربعة آلاف روبية هذه إلى آتهم خلال خمسة أسابيع من وصول طلبه.منه

Page 160

أنوار الإسلام تلكأنا لقد كتب أحد النصارى أن تقديم المبلغ مجرد ادعاء وكلام فارغ، أي أن أتهم يخاف أنه لن يستلم المبلغ بعد الحلف.فليتذكر أن هذا هذيان السكارى وهراء على شاكلة الوقحين المنحطين.فنحن نتعهد بأننا سنسلّم المبلغ لضامنين له قبل حلفه بعد استلام العهد الخطي الرسمي منه بحسب الشروط الواردة في إعلان ۱۸۹/۹/۹۲ و ١٨٩٤/۹/۲۰ ونتقبل أن يتقدم صهرا آتهم اللذان يشغلان مناصب مرموقة ضامنين لاتهم.وإذا استلام هذا العهد الخطي لحظة واحدة في تقديم المبلغ فلا شك أننا سنعتبر كاذبين، وسيكون من صلاحية الضامنين أن لا يسمحا لنا بتخطي عتبة آتهم ما لم يستلما مني المبلغ بعد تقديم التعهد الخطي.وسيسلم المبلغ بحضور عشرة شهود نبلاء كرام وبوساطتهم ويؤخذ التعهد الخطي، وسوف يوقعون على ذلك التعهد، كما سوف يُنشر ذلك التعهد الخطي في عدد من الجرائد، وفي ذلك التعهد سيكون تصريح من قبل الضامنين أنه إذا لم تتحقق النبوءة خلال سنة من التعهد الخطي وبقي آتهم سالما معافى فسوف يكون المبلغ كله ملكا لآتهم.وإلا سيعيد الضامنان المبلغ كله لي دون تأخير.وأخيرا نناشد آتهم بعزة عيسى المسيح ونستحلفه بالإله الحي- العليم بالصادقين والكاذبين أن لا يرفض هذا الأسلوب للحكم.فقد جرب شخصيا كذبَنا وبطلان إلهامنا وعون المسيح ونصره له! فلماذا بعد هذه التجربة يكاد يهلك ويقول مرارا إنه قد بلغ من العمر ٦٤ أو ٦٨ عاما؟ يا سيد، إنك ما زلت فتيا بحسب التعبير القائل إن الرجل يكون

Page 161

أنوار الإسلام الله الله رغم قوي الجسم حتى بلوغه ستين عاما، فلم تكبر كثيرا.ثم نحن نسألك: أليس هو الذي يحيي؟! ما أكبر خيانة هذه الأمة التي لا تتوكل على ادعائها بأنها على حق.انظروا لقد أشرف عمري أنا أيضا على الستين، ونحن وآتهم كلانا نخضع للسنة الكونية نفسها، وإنني أعلم يقينا أن الله الله عند المواجهة سيُبقيني حيًّا، لأن إلهنا قادر وحي وقيوم، وليس مثل ابن مريم العاجزة، وسوف ننتظر أسبوعا بعد صدور هذا الإعلان.أيها العميان أشباه النصارى من قومنا ألم تدركوا من الذي حالفه الفتح ؟ هل أمارات أهل الحق تظهر من آتهم أم تتجلى من إعلاناتي المتتالية ذات الهيبة هذه؟ فهل يتمتع أي كاذب بمثل هذه الاستقامة ما لم يكن الله معه؟ وإن قلتم إن ما تقوله صحيح وصدق لكن ما هي الآية التي ظهرت؟ فقد رددنا على هذه الشبهة مرارا أن الفريق الخصم تعرض لتأثير قوي لهذه النبوءة حتما وهو يشكل آية وواجهوا الوضع البئيس في الحرب المقدسة كالمنهزمين الخائبين، فأصابهم ذلة ودمار بأنواعه الأربعة، وما زال الأمر لم يتوقف لهذا الحد، لأن الله يقول إنه لن يتوقف حتى يري يده القوية ويكشف ذلة الفريق المنهزم على الجميع غير أنه وفق عادته وسنته الواردة في كتبه المقدسة مهَّل آتهم، لأن ذلك هو وعدٌ أزلي في الكتب الإلهية بخصوص المجرمين ولا يجوز إخلافه، وهو أنهم يُمهلون شيئا عند إبدائهم الخوف، وحين يُصرّون مرة أخرى فيُبطش بهم، وكان لزاما على الله أن يراعي هذا الوعد الوارد في كتبه، لأنه لا يجوز أن يخلف الوعد.أما

Page 162

أنوار الإسلام التواريخ المحددة في النصوص الإلهامية فلا تتحقق أبدا خلافا لوعود سنة الله المذكورة في القرآن الكريم، لأنه لا يمكن أن يخالف أي إلهام الشروط المحددة في الوحى الإلهى.الآن إذا أقبل آتهم على هذا الحلف فموعد هلاكه خلال عام واحد قطعي وليس معه أي شرط، والقضاء مبرم.وإذا لم يحلف فلن يترك الله مثل هذا المجرم بدون عذاب، الذي أراد خداع العالم بإخفاء الحق، لكننا نقول بخصوص هذا الجزء المذكور أخيرا إن الله قد أراد إظهار آيته بأسلوب عجيب لتنفتح بها عيون العالم ويزول الظلام، والأيام قريبة غير بعيدة، غير أن ذلك الموعد سيُنشر بعد انكشافه.والسلام على من اتبع الهدى.

Page 163

أنوار الإسلام الشيخ محمد حسين البطالوي 1017 لقد علمنا عن طريق أحد المخلصين أن السيد البطالوي قد أثار بعض الاعتراضات على هذه النبوءة وعلى إعلان ١٨٩٤/١٠/٦ الذي نشرناه بخصوص صهر أحمد بيك، وأسجل هنا نص الاعتراض وأرد عليه في التالي: قوله: إن عبد الله آتهم المسيحي مسكين، حيث يمنع في دينه الحلف والطمع.الجواب: إذا كان الحلف ممنوعا فلماذا حلف بطرس وبولص ولماذا تمسك المسيح نفسه بالحلف، ولماذا حددت المحاكم الإنجليزية الحلف للنصارى؟ بل إن القانون يطالب النصارى بالحلف، أما الآخرون فيكفيهم الإقرار الصالح.إن التحريف والتدليس من عادات اليهود والنصارى لكننا لا نعرف لماذا اتخذ هؤلاء المشايخ هذه العادات؟ فيا أعداء الإسلام كفوا عن هذه الخيانات، فهل كانت عاقبة اليهود حسنة حتى تكون عاقبتكم حسنة؟ إن الجشع هو رغبة تعادي الدين والأمانة، فنحن نقدم المبلغ كجائزة من تلقاء أنفسنا، وآتهم لا يطلبه منا بهواه النفسي وإنما نحن نقدمه له ومعلوم أن الحلف في دينه ليس ملحوظة : :: إذا كان ميان محمد حسين البطالوي يرى، دفاعا عن آتهم، بأن الحلف في الدين المسيحي ممنوع، فمن الواجب عليه الآن أن يثبت هذيانه هذا إثباتا وافيا تأييدا للمسيحيين ويملي الرد على هذا الإعلان، وإلا فماذا نقول غير لعنة الله على الكاذبين.منه

Page 164

أنوار الإسلام جائزا فحسب، بل قد ورد أن الذي لا يقسم فهو كاذب.إذن كيف يعد من الجشع الحصول على هذا المبلغ الذي ليس بدافع الطمع في نفسه؟ قوله: لم يرد في القرآن أن وعد حلول العذاب صدر ثم زال العذاب بخوف قليل.الجواب: إن القرآن الكريم بأكمله مليء بهذا التعليم؛ أي أن التوبة والاستغفار إذا كان قبل نزول العذاب فيتأخر نزول العذاب، كما ورد في الكتاب المقدس بحق ملك من بني إسرائيل أن الوحي كان قد نزل بجلاء أنه قد بقيت من حياته خمسة عشر يوما فقط وأنه سيموت بعدها حتما، لكن الله بدل - إثر دعائه وضراعته- وعد خمسة عشر يوما بخمسة عشر عاما، فأخر عنه الموت.لقد أدرج المفسرون أيضا هذه القصة، بل ثمة أحاديث كثيرة بهذا الموضوع والتي إدراجها هنا يسبب الطول، بل إضافة إلى تأخير الوعيد- الذي هو من الكرم الإلهي- فإن من مذهب أكابر الصوفية أن الوعد أيضا يؤخر أحيانا، وإن تأخره يعد سبب تقدم الكمّل في الدرجات.انظروا "فيوض الحرمين" لشاه ولي الله، و"فتوح الغيب" للسيد عبد القادر الجيلاني رضى الله عنهما".وإن تأخر الأوقات أنه راجع سفر الملوك الثاني، الإصحاح٢٠.(المترجم) ملحوظة: هؤلاء الصلحاء حين رأوا عدم إيفاء الله وعده جائزا فإنما المراد منه المحتمل أن يكون الأمر الذي اعتبره الإنسان بعلمه الناقص وعدا لا يكون وعدا في الحقيقة في علم البارئ، بل يكون معه شروط خفية يكون عدم توفرها واجبا لعدم تحقق الوعد.أما العلّامة الباحث السيد علي بن سليمان المغربي فقد من

Page 165

أنوار الإسلام والمواعيد سنة إلهية لا يرفضها غير جاهل عنيد.انظروا أن موسى العلبة قد وعد بدون أي شرط بأن التوراة ستنزل خلال ثلاثين ليلة، لكن ذلك الوعد لم يبق قائما بل زيدت عليه عشرة أيام، وابتلي بنو إسرائيل خلال ذلك بفتنة عبادة العجل، فحين ثبت من هذا النص قطعا أن الله لا يلغى خروج من كان يؤمن كتب في كتابه "وشي الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، الصفحة ١٢٦" في تفسير حديث يخشى أن تكون الساعة" { فإنه الله لكمال معرفته بربه لا يرى وجوب شيء عليه تعالى ككون الساعة لا تقوم إلا بعد تلك المقدمات، أي الدجال وغيره، وإن وعد به} أي لم يكن النبي ﷺ لكمال معرفته بربه يرى ظهور هذه العلامات قبل القيامة ضروريا، ولم يكن يرى واجبا على الله أن يحقق بحسب وعده علامات ظهور الدجال ودابة الأرض والمهدي الموعود وغيرها العلامات ثم تقوم القيامة.بل أنه يمكن أن تأتي القيامة دون أن تظهر أي من هذه العلامات.وقد كتب الإمام العلامة محمد ابن عبد الباقي في "المواهب اللدنية" ما يتفق معه لحد ما، حيث أشار إلى جواز نسخ الأخبار.انظروا الصفحة ٤٥ من الشرح المذكور.لكنني أرى أن هؤلاء الصلحاء لم يقصدوا قط أن النبي ﷺ كان يؤمن بجواز عدم الإيفاء بالوعد بعد اعتباره الوعد وعدا حقيقيا، ذلك لأن إخلاف الوعد عيب، وهو لا يجوز في حال من الأحوال بحق الله الله بل من المحتمل أن يكون النبي الله يظن أن جميع الوعود مثل خروج الدجال وظهور المهدي وعود حقة في الحقيقة لكن من المحتمل أن يكون ظهورها مشروطا بشروط، وتبقى في حالة عدم توفرها عديمة التحقق.أو من المحتمل أن تتحقق بأسلوب لم نطلع عليه، وذلك لأنه ليس هناك أسلوب موحد في سنة الله لتحقق النبوءات، فهي تتحقق أحيانا حرفيا وأحيانا مؤولة.وثبت من طريق اتقاء النبي هذا كم قد انحرف المشايخ في هذا الزمن وابتعدوا من طريق التقوى شرح هذا.منه

Page 166

أنوار الإسلام حتى الوعد الذي ليس معه أي شرط فإن تأخير تاريخ تحقق الوعيد عند الرجوع لمن الكرم، وقد كتبنا أن تاريخ العذاب إذا تأخر بتوبة أحد و استغفاره فلا يعد إخلافا للوعد.لأن الوعد الأكبر هو السنة الإلهية، وإذا تحققت السنة الإلهية فقد تحقق الوعد و لم يخلف.۱ حاشية: إذا كان الشيخ البطالوي المسكين يتوجس خوفا زعما منه بأن الله الله يقول إنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (آل عمران : (۱۰) وأن تقديم الموعد المحدد وتأخيره نوع من إخلاف الوعد فليتذكر أن المراد من الوعد ذلك الأمر الذي قد تقرر في العلم الإلهي وعدا، لكنه ليس ذلك الأمر الذي يراه الإنسان على حد زعمه وعدا حاسما، ولذلك فإن إضافة "ال" على "ميعاد" تفيد العهد الذهني، أي الأمر الذي قد وعدا في الإرادة القديمة سواء اطلع الإنسان على تفاصيله أم لا لن يتبدل، المحتمل أن تكون البشارة التي يراها الإنسان وعدا مشروطة بشرط خفي يكون عدم تحققه ضروريا لعدم تحقق تلك البشارة، لأن كشف الشروط ليس واجبا الله جل شأنه.فهذا هو البحث الذي كتبه الشاه ولي الله بإسهاب، كما تحدث عنه المولوي عبد الحق الدهلوي في شرح "فتوح الغيب" بأسلوب رائع جدا، وكتب أن دعاء النبي وضراعته في معركة بدر كان بهذا الاعتقاد، إذ كان المحتمل أن من يكون تحقق المواعيد الإلهية والبشارات مشروطا بشرط خفي، وسبب هذه السنة سمي وإلا من على الإلهية هو أن تبقى هيبة الله وعظمته الا الله مستولية على عباده الخواص.فملخص الكلام أنه صحیح أن الله الله لا يخلف مواعيده ؛ فهي تتحقق بحسب علم الله، لكن الإنسان ناقص العقل أحيانا يظنها قد أخلفت لعدم اطلاعه على بعض الشروط الخفية، التي بسببها تتغير طبيعة النبوءة، وقد كتبنا أن من الجدير بالانتباه بخصوص النبوءات الإلهامية أنها تتحقق دوما بحسب الشروط المندرجة في السنة الإلهية وكتاب الله، سواء صُرِّح بها في إلهام أي ولي أم لا.منه

Page 167

أنوار الإسلام قوله: إذا كان عذاب الموت يتأخر بالاستغفار فقدم نظيره.علمه الجواب: أيها السفيه، لقد ذكر القرآن الكريم نفسه في الجزء ١١- نظير ذلك كما يقول: لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.فمن البين أن هذه الآيات تفيد أن الله يا الله حين يخلق الطوفان في النهر الذي تجري فيه سفينتهم غضبا منه لإهلاك بعض المذنبين، فهو ينجيهم أنهم سيعودون مرة أخرى إلى أعمال الفساد، فهل يُقصد بذلك الطوفان أن يصاب أهل السفينة بكدمات وجروح خفيفة دون أن يهلكوا، يا شيخ! استح قليلا، لماذا فقدت صوابك لهذه الدرجة بحيث تصر على إنكار النصوص البديهية.عند قوله: هل كان وعد يونس أيضا شرطيا؟ رجوعهم وضراعتهم مع الجواب: راجع فتح البيان وتفسير ابن كثير ومعالم التنزيل، أي اقرأ تفسير سورة الأنبياء وسورة يونس وسورة الصافات.واقرأ بتدبر الصفحة ١٨٨ من التفسير الكبير ليتبين لك سبب الابتلاء، ألا إنما السبب أن يونس العلي كان قد زعم أن العذاب سينزل حتما.فلو كان هناك أي شرط من الله لما تعرض لهذا الابتلاء.فقد كتب صاحب التفسير الكبير "إنهم لما لم يؤمنوا أوعدهم بالعذاب، فلما كشف العذاب منهم بعدما توعدهم، خرج منهم مغاضبا." أي قد أنذر قومه بالعذاب حين كان قد يئس من إيمانهم.يونس: ٢٣-٢٤

Page 168

أنوار الإسلام فلما رفع عنهم العذاب التفاسير أن يونس البذل جهودا كثيرة أولا ليؤمن به قومه، فلما رأى خرج غاضبًا.فقد تبينت الحقيقة الأصلية من هذه الله جهوده عديمة الجدوى ويئس منهم نهائيا وعَدَهم بعد تلقي الوحي من بأن العذاب سينزل عليهم خلال ثلاثة أيام، وإن القول الأول الذي سجله صاحب التفسير الكبير قد أساء الشيخ الغبي فهمه، و لم يفكر أن بعده في الصفحة ۱۸۸ وردت عبارة تؤكد أن نبوءة عذاب الموت كانت بلا أي شرط.وهذا القول الأخير هو قول المفسرين وابن مسعود والحسن والشعبي وسعيد بن جبير ووهب.ونقول مرة أخرى إن تأخر موعد تحقق الوعد ثابت من نصوص القرآن القطعية اليقينية كما تشهد على ذلك بقوة آية: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً.فتأخر مواعيد الوعيد التي تدل على نزول العذاب وإلغاء العذاب بالتوبة والاستغفار والصدقات ثابت باتفاق جميع الأنبياء عليهم السلام، فقد ثبت تأخر هذه المواعيد بدرجة أولى، وإنكار ذلك من عمل السفيه الغبي لا أهل البصيرة.ويقول صاحب التفسير الكبير في صفحة ١٦٤ من تفسيره: "إن ذنبه- يعني ذنب يونس- كان لأن الله تعالى وعده إنزال الهلاك بقومه الذين كذبوه، فظن أنه نازل لا محالة، فلأجل هذا الظن لم يصبر على دعائهم، فكان الواجب عليه أن يستمر على الدعاء لجواز أن لا يهلكهم الله بالعذاب".فتكلم الآن أيها الشيخ بأي جلاء ثبت أن يونس ١ الأعراف: ١٤٣ النبي

Page 169

LOVE أنوار الإسلام كان يظن أن وعد الإهلاك نافذ لا محالة وهذا ما جلب له الابتلاء إذ تأخر الموعد.وإن لم تكتف بهذا فراجع تفسير "الدر المنثور" للإمام السيوطي لسورة الأنبياء قال : أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما دعا يونس على قومه أوحى الله إليه أن العذاب يصبحهم....فلما رأوه جاروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان، ورغت الإبل و فصلانها، وخارت البقر وعجاجيلها ولغت الغنم وسخالها، فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم، وغضب يونس- زعما منه أن الله كان قد وعد بإنزال العذاب قطعا ، فلماذا أخلف - فقال: كذبت، فهو قوله: إذ ذهَبَ مُغَاضِبًا." انظروا قد ابتلي يونس لدرجة أن خرج من فمه "كذبتُ.." أي لماذا نزل على الوحي الذي لم يكن لتتحقق نبوءته.فلو كان هناك شرط لهذا الوعد لما تفوَّه يونس بجملة : " لم تتحقق نبوءتي" مع أنه كان قد اطلع على رجوع قومه إلى الحق.وإن قلتم إن يونس لم يكن قد وصله خبر إيمانهم ورجوعهم، وكان يشك أنهم رغم كفرهم نجوا من العذاب لهذا قال: " لم تتحقق نبوءتي" فأردّ على هذه الشبهة ردا مفحما قد سجله السيوطي في تفسير آية: وإن يونس..الخ وهو: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما بعث الله يونس العلة إلى أهل قريته، فردوا عليه ما جاءهم به، فامتنعوا منه، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه : إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم.فأعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم، فقالوا:

Page 170

أنوار الإسلام ارمقوه فإن هو خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم.فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم، فحذروا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم، وفرقوا بين كل دابة وولدها.ثم عجوا إلى الله، وأنابوا واستقالوا فأقالهم وانتظر يونس عليه السلام الخبر عن القرية وأهلها.حتى مر مار فقال: مافعل أهل القرية؟ قال: فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض، ثم فرقوا بين كل ذات ولد ،وولدها، ثم عجوا إلى الله، وتابوا إليه فقبل منهم، العذاب.فقال يونس ال عند ذلك: لا أرجع إليهم كذابًا وأخر عنهم أبدا، ومضى على وجهه.أي قد بعث الله يونس إلى قرية فلم يؤمنوا به، وتوقفوا.فأوحى الله إلى يونس أنه سينزلنّ عليهم العذاب في يوم كذا، فأخبر يونس قومه جيدا أن عذاب الله سيأتيهم في يوم كذا، ثم خرج من عندهم.فلما حل عليهم الليل الذي كان العذاب سينزل عليهم بعدها صباحًا رأى القوم آثار الخطر فخافوا وخرجوا إلى ميدان واسع في حدود أراضيهم، وفصلوا عن كل حيوان ولده أي قد اخترعوا هذه الحيلة لإثارة رحمة الله الرحيم ليتوب عليهم بحيث أبعدوا الرضع عن الأمهات سواء كانوا للبشر أو الحيوانات ورموها بمعزل عنهن.فترتب على ذلك الفراق ضجة القيامة في ذلك الميدان، حيث أصابت الأمهات رقةً

Page 171

أنوار الإسلام متناهية بسبب فصل الرضع عنهن وتركهم في الغابة بمعزل.كما قد أثار الأولاد هم الآخرون ضجة مؤلمة نتيجة انفصالهم عن الأمهات الحبيبات وإحساسهم أنهم بعيدون عنهن.وبذلك امتلأت قلوب الجميع تألما ورفعوا أكف الضراعة إلى الله، وسألوه العفو فعفا عنهم الإله الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء- إثر ملاحظة حالهم البئيس.بينما يونس كان في الطرف الآخر ينتظر مآل تلك القرية وأهلها، حتى مرَّ به مسافر فسأله كيف حال هذه القرية؟ فقال له إنهم قد خرجوا إلى ميدان واسع في أراضيهم وفصلوا كل ولد عن أمه وفي هذه الحالة رفعوا هتافات الضراعة والبكاء وتابوا إلى الله 1 فسمع الله ضراعتهم وأخر عنهم العذاب.فقال يونس بعد سماع هذا القول: ما دامت توبتهم قد قبلت وأُخر عنهم العذاب فلن أتوجه إليهم كذَّابا.فخرج من ذلك البلد خشية التكذيب.ملحوظة: إن كتاب يونان أي يونس- النبي الموجود في الكتاب المقدس قد ورد في إصحاحه : { فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ أي) نينوى) مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى».فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادَوْا بِصَوْمِ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ...فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِم الرَّدِينَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ } (يونان ٣ : ٤ ، ٦ ، ١٠) وورد في الإصحاح ٤ فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمَّا شَدِيدًا، فَاغْتَاطَ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «فَالآن) يَارَبُّ خُذْ نَفْسِي مِنِّي ، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي»} (يونان ٤ : ١-٣)

Page 172

أنوار الإسلام قل لي أيها الشيخ هل اقتنعت أم ما زال هناك نقص؟ فالبديهي أنه إذا لم يكن الوحي بنزول العذاب قطعيا وكان قد أخبر القوم جانبا آخر للإيمان لما خافوا وما تألموا في الميدان هكذا، بل ظلوا مطمئنين بوعد تأخر العذاب نتيجة إيفائهم بالشرط وكذلك لو كان يونس ال على علم من الله أن العذاب سيتأخر نتيجة الإيمان لما قال: لن أرجع إلى القوم إذ قد صرت كذابا في نظرهم، مع أنه كان قد القوم تابوا وآمنوا فلو كان وحيه يتضمن هذا الشرط أيضا لكان عليه لأن النبوءة تحققت لا أن يخرج من وطنه ويعرض نفسه سمع أن أن يفرح لطامة كبرى.فكل كلمة من القرآن تدل على أنه ابتلي ابتلاء شديدا، انظر الآن أيها الشيخ بفتح العينين، كيف ثبت من سفر النبي يونس قطعا أن عذاب الموت ،تأخر، كما ثبت يقينا أنه لم يكن مع تلك النبوءة أي شرط.ولهذا كان يونس قد تمنى الموت حزينا.أيها الشيخ قد ألقي عليك القبض من كل طرف، لقد تعهدت في اجتماع عام بلاهور أنك ستحلف على أن عذاب الموت لا يتأخر، فأقسم الآن لكي يُدخل الله الكاذب في جهنم، وإلا سيكون من خيانتك الوقحة أن تتعهد بالحلف ثم تنقض.وإن لم تقسم فسيفهم منه حصرا أن الطمع النفساني في نيل مائتي روبية فقط كان قد ولد فيك الحماس، وحين لم تجد أي سبيل للحلف فقد تحلل في داخلك ذلك الحماس وحل محله الندم على سفهك.ومع ذلك ليس من العجب أن تقدم على الحلف، لأن عديم الإيمان لا يبالي بالصحف المقدسة مطلقا، وبخصلة الإلحاد لا يفكر في عاقبته ولا يغيبن عن البال أن بهذا العفو قد استؤصلت عقيدة كفارة النصارى أيضا، لأن قوم يونس كانوا قد نجوا بالتوبة والاستغفار فقط.أما يونس فقد كان يريد أن ينزل عليهم العذاب حصرا.منه

Page 173

أنوار الإسلام والحديث فسر تفصيل الابتلاء.وإذا كان أي شيخ أو شاب ما زال ينكر فهذا تمرده صراحة.ننهي هذا القول بأنه إذا كنا صادقين فسوف يحقق الله هذه النبوءات، مع أما إذا لم تكن من الله فسوف يكون مصيرنا وخيما جدا، ولن تتحقق هذه النبوءات رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ وإنني أدعو أخيرا يا أيها الإله القادر العليم، إذا كانت نبوءاتي عن تعرض آتهم لعذاب مُهلك واقتراني بالأخت الكبرى لأحمد بيك في نهاية المطاف منك، فحققها بحيث تكون حجة على خلق الله ويخرس الحاسدون العمهون.أما إذا لم تكن هذه النبوءات منك يا إلهي فأهلكني بذلة وخيبة أمل.وإذا كنتُ في نظرك مردودا وملعونا ودجالا كما اعتبرني ،المعارضون وليست معي رحمتك التي كانت عبدك إبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب وموسى وداود والمسيح ابن مريم ومع خير الأنبياء محمد الله ومع أولياء هذه الأمة الكرام، فأفنني وأهلكني بأنواع الذلة والهوان واجعلني محط اللعنات الأبدية، وأفرح جميع أعدائي وأجب أدعيتهم.أما إذا كانت رحمتك معي وأنت الذي خاطبتني قائلا: "أنت وجيه في حضرتي اخترتك لنفسي" وأنت الذي خاطبتني قائلا: "يحمدك الله من عرشه" وأنت الذي خاطبتني قائلا: "يا عيسى الذي لا يضاع وقته" وأنت الذي خاطبتني قائلا: "أليس الله بكاف عبده" وأنت الأعراف: ۹۰

Page 174

أنوار الإسلام الذي قد قلت لي مخاطبا : "قل إني أُمرت وأنا أول المؤمنين" وأنت الذي تقول لي كل يوم تقريبا "أنت معي وأنا معك" فانصرني وقم لتأييدي فإني مغلوب فانتصر.الراقم العبد المتواضع غلام أحمد من قاديان محافظة غورداسبور ٢٧ أكتوبر/تشرين الأول ١٨٩٤ (عدد النسخ ٤٠٠٠) مطبعة "رياض هند" بأمرتسر

Page 175

صفحة غلاف الطبعة الأولى للكتاب ٹائیٹل بار اول الجزو نمبر اسورة النمل ضاحق الاسلام ایا تا تیم فضل بن سبا بہتیری مالک مطبع مطبوع ہوا

Page 176

Page 177

ترجمة صفحة غلاف الطبعة الأولى أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ﴾ (النمل: ٨٥) ضياء الحق طبع في مطبعة ضياء الإسلام بقاديان، با هتمام الحكيم فضل دین البهيروي صاحب المطبع، في ١٨٩٥م

Page 178

Page 179

ضياء الحق لغات نحمده ونصلي إعلان عن كتاب منن الرحمن هذا الكتاب عجيب وغريب جدا قد لفت إليه انتباهنا بعض آيات القرآن الكريم الحكيمة، فمن منة القرآن الكريم العظيمة على العالم أنه بين الفلسفة الحقيقية لاختلاف اللغات، وأطلعنا على حكمة دقيقة، وهي معدن و منبع بني البشر، وكيف انخدع الذين لم يقبلوا أن أساس اللغة هو تعليم الله وليتضح أنا قد أثبتنا في هذا الكتاب من منطلق البحث في الألسنة أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في العالم الذي نزل في لغة أم الألسنة وإلهامية ومنبع جميع اللغات ومصدرها، فواضح أن زينة الكتاب الإلهي كلها وفضيلته تكمن حصرا في كونه منزلا في لغة هي من وتفوق جميع اللغات في مزاياها ومحاسنها، وكونها كاملة النظام، وحين نجد في أي لغة ذلك الكمال الذي تعجز عن خلقه قدرات الإنسان وطباعُ هي الله 28 البشر، ونجد فيها مزايا حُرمت منها اللغات الأخرى وقصرت عن نيلها، ونلاحظ الخصائص التي يعجز عن إيجادها دماغ أي مخلوق بدون علم الله الصحيح القديم، فلا بد لنا من الإيمان بأن تلك اللغة من الله.وتبين من

Page 180

ضياء الحق خلال البحوث الكاملة الدقيقة أنها اللغة العربية، وكثيرون قد أنفدوا اللغات هي أعمارهم في هذه البحوث وبذلوا جهودا مضنية ليتوصلوا إلى أي من أم الألسنة.فلما لم تكن جهودهم تسير في اتجاه مستقيم كما لم يكونوا موفقين من الله، فلم ينجحوا في مساعيهم.وأحد أسباب فشلهم أنهم لم يهتموا باللغة العربية اهتماما ،لائقا، بل كانوا يعادونها.فحُرموا من معرفة الحقيقة.والآن نحن قد اهتدينا من كلام الله المقدس القرآن الكريم إلى أن اللغة الإلهامية وأمّ الألسنة التي ادعى الفرس وأصحاب اللغة العبرية والشعب الآري أن لغتهم هي أم الألسنة- هي عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ).وسائر المدعين على خطأ.لم نعلن هذا الرأي عابرا، بل قد أجرينا البحث التام وأكملنا البحوث وتوصلنا بمقارنة آلاف الكلمات من سنسكريتية وغيرها، وبعد الاستماع إلى كتب جميع المتخصصين في اللغات وبإلقاء نظرة عميقة على أن اللغات مثل السنسكريتية وغيرها مقابل اللغة العربية لا تتضمن خيرا.بل إن مفردات هذه اللغات تشبه مقارنة مع مفردات اللغة العربية العُرج والمعاقين والعميان والصم والبرص والمجذومين، إذ قد فقدت النظام الطبعى نهائيا، وليست عندها ذخيرة كافية من الكلمات التي تشكل شرطا مهما لكون اللغة كاملة.وإذا كنا على خطأ في نظر أي آري أو مسيحي وإن بحوثنا هذه ليست صحيحة في رأيهم بحجة أننا لا نتقن تلك اللغات؛ فأولا نردّ على ذلك بأن النهج الذي حسمنا به هذه القضية لم يكن يستلزم أن

Page 181

ضياء الحق 1797 نتمكن من الإملاء والإنشاء في السنسكريتية وغيرها من اللغات الأخرى، فكنا بحاجة إلى مفردات سنسكريتية وغيرها فقط.وقد جمعنا ذخيرة كافية للكلمات ونقحنا معاني تلك المفردات عن طريق البانديتات وجماعة المتخصصين الأوروبيين في اللغات قدر الإمكان، واستمعنا إلى كتب الباحثين الإنجليز أيضا باهتمام وناقشنا كل هذه الأمور.ثم طلبنا شهادة علماء السنسكريتية وغيرها من اللغات مرة أخرى فأيقنا بأن هذه اللغات مثل السنسكريتية لغة الفيدا عارية من هذه المحاسن التي ثبتت في اللغة العربية وعديمة الحظ منها.والردّ الثاني على هذه الشبهة، أنه إذا كان أحد الآريين أو المعارضين الآخرين لا يقبل بحوثنا هذه فتخبرهم من خلال هذا الإعلان أننا قد سجلنا في كتابنا هذا بالتفصيل فضائل اللغة العربية وكمالاتها ودلائل كونها فوق الألسنة، وتفصيلها كالتالي: ١- نظام المفردات في اللغة العربية كامل.٢- إن اللغة العربية تحتوي على أسباب التسمية السامية الخارقة للعادة.٣- هناك نظام كامل وتام لاطراد المواد في العربية.- إن تراكيب اللغة العربية قليلة الكلمات غزيرة المعاني.- إن اللغة العربية قادرة قدرةً تامة على رسم كل ما يختلج في ضمير الإنسان.

Page 182

ضياء الحق والآن لكل واحد خيارٌ أن يثبت هذه الكمالات والمزايا في السنسكريتية أو أي لغة أخرى إذا أمكنه بعد نشر كتابنا هذا.أو يخبرنا عن نيته بعد وصول هذا الإعلان كيف وبأي طريقة يريد أن يقتنع؟ أو إذا كان يعترض على هذه الفضائل، أو يريد بيان فضائل خاصة للسنسكريتية ،وغيرها فليتقدم للبيان فسوف نستمع إليه باهتمام، فلما كان كل شعب يضم بشكل عام ،متوهمين تبقى في قلوبهم شبهة أنه قد تتضمن السنسكريتية وغيرها من اللغات كمالات مخفية لا يعرفها إلا الذين يدرسونها، فقد نشرنا مع هذا الكتاب إعلانا بجائزة خمسة آلاف أي روبية.وهذا ليس ادعاء فقط بل سوف نودعها عند تلقي الطلب من آري أو غيره عند أحد يطمئن إليه جيدا ويثق به.وليتأكدوا أنهم في حالة نجاحهم سيستلمون المبلغ دون أي نقص، لكن لا يغيبن عن البال أن طلب إيداع المبلغ يجب أن يأتي بعد صدور كتاب بحث الألسنة منشورا.وسيكون واجبا على طالب إيداع المبلغ أن يقدم عهدا خطيا أنه إذا هرب من المسابقة بعد إيداعنا خمسة آلاف روبية أو لم ينجز ما يباهي به ويدعيه، فسوف يدفع جميع الخسائر المترتبة على توقف هذا المبلغ في مشروع تجاري لمدة.والسلام على من اتبع الهدى.

Page 183

ضياء الحق ۱۷۱ بلها الحالي الحمد والشكر لذلك الإله الخالق الذي ظهر من وجوده كل موجود هذا العالم مرآة تعكس وجهه ل و كل ذرة تهدي إليه لقد أظهر وجهه عديم المثيل في مرآة الأرض والسماء كل ورقة من الأعشاب والكلاً ،تعرفه كما أن غصن كل شجرة يبين الطريق إليه إن نور القمر والشمس لمن فيوض نوره، وكل شيء يظهر بحسب أوامره 28 كل رأس سر من أسراره، وكل قدم تبحث عن بابه العظيم إن جمال وجهه غاية منشودة لكل قلب، وإذا كان أحد ضالا فهو الآخر يبحث عن سبيله لقد خلق القمر والشمس والنجوم والأرض، وخلق مئات الألوف من الصنائع مصنوعاته هذه كلها كتاب أفعاله، وفيه أسراره التي لا حصر لها لقد وضع أمام عيوننا هذا الكتاب لكي نتذكر به طريق الهدى لكي تعرف ذلك الإله القدوس الذي لا يماثل الدنيا وأهلها بأي وجه فتحقق ما أراد الله وصار فعله شاهدًا لكلامه لكي يكون معيارا لوحي الله لتعرف أي من آلاف الكلم منه ترجمة قصيدة فارسية.(المترجم)

Page 184

۱۷۲۰ ولكي لا تبقى أي سبيل للخيانة ولكي يتميز الظلام عن النور هذه الشهود تمزق بالسهام الأعذار التي يقدمها المشركون ضياء الحق إذا وصفت أحدا غير الله بالرحمن بصقت في وجهك السماء والأرض وإذا اتخذت لذلك الأحد ابنا فسوف تنزل عليك اللعنات من تحت وفوق يقول هذا العالم بلسان حاله إن ذلك الإله وحيد وفريد وقيوم لا أبا له ولا ابن ولا ،صاحبة ولم يطرأ عليه أي تغير من الأزل إذا خفَّ غيثُ فيوضه لحظة فسد العالم وهلك الخلق كله ألق نظرة واحدة على قانون الطبيعة لكي تتمكن من معرفة عظمة رب العالمين لا دوام لمتاع الدنيا حتى تترك الحق من أجله فالعابد من هو متفانٍ في الله، والعارف من يقول إنه لا مثيل له الله تخل عن الكذب وخلق الأعذار ، لماذا ترى الرغبة إلى الحق حراما لقد عددت طريق الباطل صحيحا ! هداك الله يا لخطأ فهمك! إن ذلك الإله الأحد يري وجهه بنفسه، لكنك ترسم صورته كالأولاد الوجه الذي جلاه فعلُ الله هو في الحقيقة وجه الله أما ما اخترعته بنفسك فهو وثن في طريقك، وأنت تعبد الأوثان صباح مساءً يا من أغمضت عينيك عن نوره لماذا لا ترى وجهه من خلال فعله ا لماذا تفتري بكثرة؟ ربما تنكر تلك الذات التي لا مثيل لها

Page 185

ضياء الحق ۱۷۳ لماذا تحب هذه الدنيا الدنيئة التي سوف ترحل منها بغتة فقطع العلاقة بالله من أجل الدنيا إنما هو علامة الأشقياء عندما يحب الله أحدا فلا يرغب قلبه في الدنيا كثيرا إلا أن ترك النفس أيضا ليس سهلا، فالموت والتخلي عن الأنانية سيان لقد أظهر الله نفسه من خلال أفعاله وجعلها شاهدة على صدق كلامه والجمال الذي كان في نفسه، بالإضافة إلى هذا، فقد من خلال كلامه رسم ملامحه أيضا إنك تحاول أن ترسم صورته أمامك، وتريد أن تكون أنت أيها الشقي خالقه فالذي يجلي نفسه من خلال أفعاله هو وحده ،إله، لا ذلك الذي خلقته أيدينا أيها الظالم، إن مولانا حصرا هو ذاك الذي مدحه القرآن الكريم في كل مكان إن ما قاله القرآن هو حصرا تقولُه السماء أيضا، فافتح العين لترى هذا النور إنما من مفخرة الإسلام أنه يقدم ذلك الإله الكامل فهو يقول ما يظهر من صنعه ولا يخترع من عنده ولا يخترع من عنده إلها كالآخرين فغير المسلم يخترع وجود الله بنفسه، وينحت بنفسه قامته وقدمه ورأسه لكن هذا الوجود المنحوت لا يمكن أن يكون إلها، بل هو لعبة الأطفال وزور لقد هلك عالم بسبب هذا الاختراع، و لم يجد أحد سبيلا إلى الإله الحق

Page 186

ضياء الحق إذا لم تكن أعمى فافتح العينين وانظر ما تظهره السماء والأرض فاسمع من كل طرف نداء الإله القدير ذي الجلال والعلى، الذي هو نور منير لا تتخذ أي مخلوق إلها لك، فمتى يمكن أن تساوي دودة ذلك القدير! فالسماء والأرض ترتجفان من هيبته، فلا تعد حفنة من التراب مثيلا له لو اعتبرت أي مخلوق ضعيف إلها، لقال لك قلبك نفسه بأنك كذاب وأعمى القلب لا يسلم بأن يكون أحد إلها غير ذلك الإله الحق، وهذه هي الفطرة الإنسانية من الأزل اترك سبيل التعصب والحقد وتدبّر بصدق وكن نير القلب فالحقد والتعصب يدمران رياض العقل، ويجعلان العاقلين ضالين وسفهاء فكيف يمكن أن يكون الإنسان إلها غير فان؟! فلا تختصم يا صيد الضلال يا عزيزي، بيدك ماء ملح أجاج؛ فلا تتبجح إن كنت تملك شيئا من الأدب إذا لم تبحث عن ذلك الإله الحق الذي تريه السماء والأرض، فسوف تهلك فاقرأ في القرآن أيضا حُسنَ ذلك الإله القدير؛ فقولُ الله وفعله ماءان صافيان من الحوض نفسه لقدمت حزنا على أنه لماذا لا يطلب الخلق هذا النبع إن القرآن الكريم يهدي إلى سبيل الدين ويسد حاجات الدين كلها فأهل الحق الذين هم متفانون، يُسقون من مناهل الفرقان

Page 187

ضياء الحق فهم VOX أغنياء عن السمعة والشرف ،والمرتبة كما يستغنون عن عمامة الرأس بعد أن ضحوا بالقلب غير فهم بعيدون عن الأنانية، واتصلوا بالله وتخلوا عن عزّهم وشرفهم من أجله فهم يبدون أجانب ،وغرباء، إلا أن قلوبهم عامرة بحب الحبيب، فلا أحد الله يعرف أسرارهم الله فالإنسان برؤيتهم يذكر الله ، فهم قد تحلوا بالصدق والوفاء الله كان الفرقان مرشد كلهم، وببركة الدخول من هذا الباب أصبح كل واحد منهم كلؤلؤة كلهم فازوا بالحياة من ذلك الحبيب وحده وليست الحياة فقط بل قد فازوا بذلك الحبيب نفسه فقد تطهر نظرهم من الشرك والفساد وصار قلبهم مسكن رب العالمين إن سيد هؤلاء هو الذي اسمه "المصطفى " ، فهو هادي أهل الصدق والوفاء كلهم إن و جه الله الله يتجلى في وجهه ، ومن أبواب بيته وجدرانه يفوح عطر الله لقد ختمت عليه كمالات الرشد والهدى، فهو مقدس بل إمام المقدسين يا ربنا، ويا علاج آلامنا ومعاناتنا هب لنا شفاعته في شئوننا إن الذي يدخل في روحه وقلبه حبُّه، فإيمانه ينتعش فجأةً ويتمتع بالحيوية أنى لغراب يهرب من مشرق الصدق والصواب أن يخرج من الظلام

Page 188

فالذي قد أحاط به الظلامُ فلا شمس له ولا قمر غير وجه أحمد ضياء الحق إن تابعه يصبح بحر المعارف، وينقلب من أرضي إلى سماوي فكل من سلك في دروب محمد الله صار ذلك المحترم مثيل الأنبياء أنت تستغرب من الفوز بهذا المقام لأنك تعبد نفسك كل حين وآن يا أيها الذي تفتخر وتتباهى بعيسى إنك ترى بزعمك عبد الله الضعيف ذلك إلها لقد نسيت الله الودود وخررت لعيسى ساجدا لا أعرف من أي نوع هذا العقل والذكاء أن يُتخذ العبد ربَّ السماء أي نسبة للعباد الفانين بالله الذي من صفاته الكمال والأبدية إنه لا الله كفيل العباد وقادر، ولا يأتي عليه الفناء أبدا فهو حافظ وستار وجوّاد وكريم وهو مُعين المساكين ورحمن ورحيم أنى لك أن تعرف ذلك الإله القدوس إذ قد أعطيت جلاله لإنسان من تراب إنك تتكلم عن الكفّارة كل حين وآن، فلست رجلا بل أقل شأنا حتى من امرأة إنها لوصفة سهلة جدا أن يعاقب زيد ويتطهر بكر من الذنوب لكنك لن تعثر على أثر لهذه الوصفة في أوراق السماء والأرض فالظالمون أيضا يجدون عارا من هذا الفساد منذ خلق الله هذا العالم فإذا كان الفاسق أيضا يكره هذا الأمر، فكيف يمكن أن يرضى به الله القدوس العلي!

Page 189

ضياء الحق نحن عصاة ونشتكي أيضا، لكنه غيور ورحمن أيضا السم والترياق كلاهما يكمن فينا، فذاك يقتل وهذا يهب الحياة لقد رأيت السم و لم تر علاجه الذي يكفّر عنه من الأزل أيها الغافل، ما دمت قد وهبت عينين فلماذا تستر إحداهما عند الرؤية! ألق نظرةً على هذه الدنيا الدنيئة، فكيف تميم وراءها! كل ما عندك من متاع ومكانة لم تحرزه دون بذل المساعي فأكلُك الخبز من حقلك يتطلب جهدا طويلا فإذا كان ذلك يلاحظ في قانون الطبيعة، فيجب أن تتذكر القاعدة نفسها في مزرعة الآخرة أيضا واها لقول ذلك القادر ربِّ الورى: لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وبنفس المعنى قد ورد الموضوع في المثنوي أيضا، الذي هو ذكرى للمولوي أنه "لا ينبت من بذرة القمح غيرُ القمح، فلا تغفل عن جزاء العمل" فالذي أحب الكفارة وأُعجب بها فقد دمر العقل والدين كليهما وهو دفعة واحدة فالدين والدنيا كلاهما يتطلب الجهد والبحث فاذهب وجاهد في سبيله ولا تكن سفيها"

Page 190

ضياء الحق أما بعد فليتضح أن سبب تأليف هذا الكتيب أني قد نشرت أربعة إعلانات بخصوص السيد آتهم في الماضي، وفهمت فيها السادة القساوسة جيدا أن تلك النبوءة التي نشرناها بحق السيد عبد الله آنهم قد تحققت في الحقيقة، لكن من المؤسف أن القساوسة لم يقرأوا إعلاناتنا تلك بتدبر ولا يكفون عن البذاءة والوقاحة والسب والشتم إلى الآن، ويركزون مرارا على هراء بأن النبوءة لم تتحقق، غير أننا قد أدّينا واجبنا وهو أن أتهم إذا لم يرجع إلى الحق بموجب الشرط اللازم والمهم للنبوءة، فليقسم على ذلك في اجتماع عام وليأخذ منا أربعة آلاف روبية تعويضا.لكن آتهم رفض الحلف، وقد أثبتنا في إعلان جائزة أربعة آلاف روبية أن عذره بأن الحلف ممنوع في دينه لكذب محض لا أصل له من الحقيقة، وأن أسلافهم ظلوا يُقسمون على الدوام.وإن آتهم لم يفند كل هذه الإثباتات، غير أن الدكتور مارتن كلارك قد نشر من أمرتسر إعلانا وسخا- يشكل مثالا لطبعه كريه الرائحة ومفاده بإيجاز أن الحلف في دينهم ممنوع كما أن تناول لحم الخنزير حرام على المسلمين.لكن من المؤسف أنه لم يخطر بباله أن الحلف إذا كان يساوي أكل الخنزير فقد ظل يتناول بولص هذا الحرام طول الحياة، كما تناوله بطرس أيضا.فكيف صار حراما على آهم؟ فمن ذا الذي يجهل أن القسم ليس حلالا للمسيحيين فحسب بل من واجبهم في بعض المناسبات، فالمحاكم الإنجليزية التي لا تجبر أحدا على عمل يخالف دينه هي الأخرى لم تستثن النصارى من القسم، كما أن

Page 191

۱۷۹ ضياء الحق حلف آتهم نفسه في المحاكم ثابت معروف لهذا كان يجب على السادة القساوسة أن يجبروا آتهم على القسم أو يدفعوه إلى أن يرفع القضية لكي هو يُطلب منه في أثناء ذلك القسم أيضا، أو ينشروا إعلانا عاما بأن آتهم الكاذب لكنهم بدلا من ذلك بدأوا يسبون عنادا وقدموا عذرا سخيفا واهيا؛ أن آتهم لم يُسلم صراحة ،وعلنًا إلا أن سليم الطبع يمكن أن يدرك أن الشرط المذكور في النبوءة لا ينص على أن آتهم سينجو من الموت إذا أعلن إسلامه بجلاء وإلا فلا.وإنما النبوءة تتضمن شرط الرجوع، وإن الرجوع يدل على قبول الحق سرًّا ،أيضا، فمطالبة إثبات اعتناق الإسلام علنا حمق محض.ومما يجدر بالتأمل أن الله حين أهمل في إلهامه كلمات "أن آتهم سيعتنق الإسلام علنا" واستخدم مقابلها كلمة الرجوع الذي يمكن أن ينطبق على أدنى الالتفات إلى الحق، فهذا الأسلوب يدل صراحة على أن اعتناق الإسلام علنا لم يكن غاية قصوى للنبوءة.فلو كانت هذه الغاية لما هي تركت الكلمات الأصلية التي تفيد ذلك بوضوح، فهذا الأمر يتطلب التدبر من كل منصف.وأنا لا أثق بأن أي زكي القلب يمكن أن يصاب بالشكوك والشبهات بعد إمعان النظر فيه لحظة، وإنما شغب المعارضين يرتكز على عدم إعلان آتهم باعتناق الإسلام بلسانه في عامة الناس.لكن ملحوظة: لم يذكر الله العليم الحكيم في شرط النبوءة اعتناق أتهم الإسلام علنا وكان فيه إشارة إلى أن آتهم سيرجع إلى الحق سرا..منه

Page 192

ضياء الحق السؤال هنا هل كانت النبوءة تتضمن شرط اعتناق الإسلام بجلاء ووضوح؟ وهل وردت في العبارة التي وقع عليها الفريقان يوم المناظرة، أن عدم حلول العذاب مشروط باعتناق آتهم الإسلام علنا؟ إن تلك العبارة لا تتضمن كلمة "الإسلام" أصلا، ناهيك عن اعتناقه علنا، وإنما تضمنت شرط الرجوع إلى الحق والبديهي أن كلمة الرجوع كما يصح إطلاقها أحيانا على اعتناق الإسلام علنا، يجوز إطلاقها أحيانا على القبول السري أيضا.فمن هنا ثبت أنه لم يكن أي شرط قطعي لاعتناق آتهم الإسلام علنا، وإنما كان أحد الاحتمالين على أقصى تقدير فهل كان الإصرار على ذلك من الإيمان في شيء؟ إذا كان آتهم نفسه قد أثبت صدق النبوءة بانطوائه وخوفه بحسب أحد الاحتمالين أفليس من الوقاحة كتمان النتيجة التي ترتبت على انطوائه وحالة الفزع التي كان يعيشها- بحق النبوءة؟ متى وفي أي وقت أدرجنا شرط إسلام آتهم علنا؟ ثم إن الذين حسبوا إسلامه العلني ضروريا ألم يُخفوا الحق بمحض الخيانة؟ ألم يرتكبوا خيانة إجرامية بتجاهلهم كلماتنا؟ أفليس من الصدق أن مدلول جملة "بشرط أن يعتنق الإسلام علنا أمام الناس" يختلف عن مدلول جملة "بشرط أن يعود إلى الحق"؟ أما القول: "إن زيدا المسيحي قد قام بالرجوع إلى الحق" فلا يساوي أبدا مدلول جملة "إن زيدا تشرَّف باعتناق الإسلام علنا"، بل إن خبر رجوعه إلى الحق يتضمن احتمال أن اعتناقه الإسلام قد استنتج ببعض القرائن القوية.وأن زيدا لم يكن قد أسلم علنا بعد.ولهذا السبب فإن

Page 193

ضياء الحق متلقي هذا الخبر، سيسأله مرارا هل قد أسلم صراحة أمام الملأ أو ما زال إسلامه خفيا؟ ويتلقى الجواب مرارا أنه لم يُسلم علنا وإنما علم رجوعه من خلال بعض القرائن القوية.فثبت أن كلمة الرجوع لا تدل دلالة قاطعة على اعتناق الإسلام علنا بل تتضمن كما ذكرنا كلا الاحتمالين وحصرها في جانب واحد خيانة لا يرتكبها أي نبيل بل يرتكبها خبيث النفس فقط.غير أن من حق المعارض في مثل هذه الأوضاع أن يطالب بالقرائن القوية، التي تفيد وتؤكد أنه قام بالرجوع إلى الحق سرا.وإن لم يصرح به بلسانه.فهنا لا بدّ أن يُطرح السؤال: ما هي القرائن القوية التي أظهرها أتهم على رجوعه إلى الحق ويُستنبط منها تحقق النبوءة؟ فجواب ذلك أن امتناع آنهم عن رفع قضية ضدي – مع أن النصارى طلبوا منه بإصرار ملح، والتي إذا رفعها تطلبت منه الحلف أيضا استجابة لطلبنا يشكل أول قرينة على رجوعه إلى الحق.وإن اعترافه بعد ذلك بلسانه باكيا بأنه ظل يخاف ويفزع باستمرار يشكل قرينة ثانية، ثم تنقله من مدينة إلى أخرى خائفا مذعورا يمثل قرينة ثالثة ثم تصريحه بأن ملائكة دمويين شنت عليه ثلاث هجمات في ثلاثة مواضع قرينة رابعة، ثم امتناعه عن رغم عرضنا عليه أربعة آلاف روبية يمثل قرينة خامسة، وتفصيل هذه القرائن كالتالي: الحلف (۱) الأولى: أثبت آتهم بوضوح باعترافه شخصيا أنه ظل يخاف هيبة النبوءة في الميعاد حتما، كما نُشر هذا الاعتراف في جريدة نور أفشان، أي

Page 194

۱۸۲ ضياء الحق قد أثبت من خلال تصرفاته وأفعاله الناتجة عن الاضطراب والقلق أن هما هائلا أحاط به وأن خطر الموت أحدق به كل حين وآن والذي تمثلاته المخيفة دفعته أخيرا إلى الخروج من أمر تسر.وليتضح أن من طبع الإنسان أنه حين يستولي على قلبه خوف شديد أو يصيبه اضطراب هائل وقلق متناه، فإن مشاهد مروعة لذلك الخوف تمثل أشكال مختلفة وتدفعه أخيرًا إلى التصرفات المضطربة والفرار، وإلى في ذلك يشير سفر التثنية في التوراة، حيث قيل للشعب الإسرائيلي أنه حين يعصون الله ويخالفون قوانين الله وحدوده فسوف تصبح حياتهم سخيفة في نظرهم، وأن الله سيصيبهم بخوف وحزن النفس وأن أخمص أقدامهم لن يهدأ، وسيظلون يهيمون، هنا وهناك.فقد مثلت أمام عيون بني إسرائيل مشاهد مروعة مراراً، كما رأوها في رؤاهم، مما ولد فيهم اليأس من حياتهم، وظلوا يفرون من مدينة إلى أخرى هائمين مشردين.باختصار؛ من سنة الله منذ القدم أن بعض الأشياء المخيفة تمثل أمام المرء واجهته خوفا شديدا، وحيثما يزداد الاضطراب والخوف تمثل أمامه تلك الأشباح بشدة وخوف أكبر.فاعلموا يقينا أن آلهم قد أصيب بهذه الحالة عند سماعه النبوءة الإنذارية.عند مو لا يخفى على حضور المناظرة المتفرسين أنّ أثَرَ الخوف ظهر على وجه آتهم فور سماعه النبوءة، ولوحظ فقدان صوابه في نفس اللحظة التي قرئت هذه العبارات مأخوذة بالمعنى مما ورد في سفر التثنية :۲۸: ١٥-٦٨.(المترجم)

Page 195

ضياء الحق ۱۸۳ عليه النبوءة، ثم بدأ يتزايد تدريجا يوما بعد يوم، ويؤثر في قلب آنهم ودماغه وحين بلغ الكمال - كما نشر ذلك آتهم نفسه في "نور أفشان" بدأت تظهر له مشاهد مخيفة وكانت بدايتها بأن بدأ آتهم يرى الحيات من السامة.فصار من المستحيل أن يقيم في أرض الحيات، لأن فزع الحية أيضا لا يقلّ عن فزع الأسد.فرأى الحكمة - مضطرا- الانتقال من المنطقة التي تراءت له فيها الحيّة التي كانت قد جاءت للدغه خصيصا إلى مدينة نائية، أو يمكن أن تقولوا بتعبير آخر بأن النبوءة بعد أن تتراءى له الحية مثلت أمامه ببريق لم يقاومه ،آتهم وأجبره القلق الداخلي على الهروب.أما زعم آتهم بأن تلك الحية كانت مروضة وكان بعض أفراد جماعتنا أطلقوها للدغه فسوف نشرحه ببيان مستقل.مبدئيا أرى من الضروري البيان أنه بموجب اعتراف أتهم كانت الحية التي ظهرت له بصورتها المخيفة هي حصرا سبب مغادرته لأمرتسر وأجبرته على تجسّم وعثاء السفر في فصل الصيف وأوصلته باضطراب شديد إلى لدهيانة بعيدا عن زوجته وأولاده.لكن من المؤسف أنها لم تُقتل، و لم يُلقَ القبض على من أطلقها.ذلك لأنها كانت تخيّلا فحسب ولم يكن لها أي جسم مادي.باختصار؛ إن ترك آنهم لأمرتسر إثر رؤيته الحية الغاضبة أمر تنحل عقد الباحث عن الحق بإنصاف.فالعالم كله ليس أعمى، فيمكن أن يدرك كل ذي فهم سليم عقلا ما هي حقيقة الاتمام الذي أُلصق بنا بأنا قد أطلقنا تلك الحية المروضة في منزل آتهم للدغه.باختصار؛ هذه به جميع

Page 196

ضياء الحق هي التهمة الأولى، أو يمكن أن يقال إنها هي الهجمة الأولى الغيبية التي يخالفنا النصارى في معناها ويؤيدهم معارضونا المشايخ وأتباعهم الأوباش.والجدير بالانتباه أن أتهم لم يُثبت حتى الآن أنه كان هناك حية مروضة وأننا كنا أطلقناها، وقد بينا آنفا بالعقل أن تلك الحية لم تأت إليه من الخارج حتما، بل كانت قد خرجت من قلب آتهم ودماغه حصرا.فلما كان خوف النبوءة الشديد قد استولى على قلب آنهم، وكان خوف شديد ماثلا أمامه كل حين وآن فكان من الضروري أن يمثل أمام عينيه مشهد مروع فرأت مخيلته المذعورة الثعبان السام الذي يسمّى باللغة العربية حيةً، لأن الحية عدو أول وبدائي لنسل البشر، وتقول بلسان حالها، حيَّ على "الموت" فنظرا إلى ذلك يقال لها الحية.ایک فلما كانت الحية مظهر الموت فقد رآها آتهم أولا، وقد اعترف بذلك آتهم باكيا في "نور أفشان"، بأنه ظل يخاف الموت حتما.فمثل هذا الخائف إذا تراءى له الثعبان فلا يتعجب منه أى عارف بالحقائق، ورؤية مثل هذا المشهد لا تخص آتهم فقط، بل يؤكد قانون الطبيعة الشائعة أن المشاهد الغريبة تتجلى عند اشتداد الخوف.إن ما ظهر لآتهم كان حية فقط، ومعلوم أن بعض الناس عند شدة الخوف حين يمرون في الليلة المظلمة وحدهم، يرون الغول أيضا، والحقيقة أن الخوف حين يستولي على قلب الإنسان أثناء مروره وحيدا من قفر مقبرة، وتحوم التخيلات المفزعة كألسنة

Page 197

ضياء الحق ۱۸۰ النار، يتراءى أمام عينيه فوراً غول مهيب المنظر، ويخيل إليه أن غُولا أسود اللون يجري إليه من بعيد وهيئته مخيفة جدا كأنه جبل ورقبته قصيرة ورأسه الأسود يمتد إلى السماء وقدماه في الأرض وشفتاه سميكتان وكبيرتان وأسنانه صفراء طويلة وناتئة والأنف أفطس والجبين مضغوط، والعيون حمراء بارزة، وعلى رأسه قرنان طويلان ويقذف فمه النار.فإذا كان الإنسان في مثل هذا الوضع يرى حتى الغول فما الغرابة أن يرى آتهم حية! من سوف يرفض رؤية هذه الحية.إنما الاعتراض على أن أحدا من البشر كان قد أطلق حية مروّضة، وكانت تعرف أتهم بملامحه معرفة تامة.ويؤسفنا أن آتهم لم يثبت ذلك، ليته أقسم على الأقل ليبرئ ساحته من الاتهام الذي يرد عليه نتيجة أقواله المختلقة، إلا أننا حتى الآن لا نكذبه كليا، وإنما نؤمن أنه رأى الحية حتما، غير أن تلك الحية كانت وليدة أفكاره، وكانت تبرهن قطعا على أن عظمة النبوءة أثرت فيه تأثيرا كثيرا.أو يمكن أن نقول بأنه كما رأى قوم يونس ملائكة العذاب ماثلين أمامهم، كذلك رأى أتهم الحية ماثلة ومع ذلك لا بد من الإيمان حتما أن الإنسان الذي وصل خوفه من النبوءة الدينية لدرجة أن تتراءى له الأجسام المخيفة كالحية، مما يجعله يتنقل من مدينة إلى أخرى خائفا ومضطربا وقلقا وهائما، ويظل يتيه متخبطا كالفزعين المذعورين، فمن المؤكد أن مثل هذا الرجل أصبح يُصدِّق - ظنا أو يقينا- الدين الذي صدرت تلك النبوءة تأييدا له.وهذا هو الرجوع إلى الحق.وهذه الحالة متوج جسا

Page 198

ضياء الحق الجديرة بأن تعتبر درجة من درجات الرجوع.أنا أعلم أنه بسبب خوف آتهم لهذا الحد من النبوءة التي صدرت لإثبات صدق الإسلام وكانت تتضمن شرط الرجوع إلى الحق تراءت له الحية وتمثل له المسلحون بالسيوف والرماح، وهذه أمورٌ تقود كل عاقل رآها في مكان معا إلى الاعتقاد الحتمي بأن كل هذه الأمور تجليات قوية للنبوءة.وهذه التجليات لا تظهر أبدا ما لم يستول على قلب أحد خوف كامل.هل يمكن أن يخاف النبوءة الإسلامية لهذه الدرجة من كان يكذب الإسلام ويؤمن بأن الوحي قد انقطع عند عيسى ال إلا أن يكون قد تولد في قلبه شك في دينه ومال إلى عظمة الإسلام.وإذا لم يُدَنْ آنهم حتى بعد هذه القرائن القوية على إخفائه الحق وعومل بلطف كبير فقد أقيمت عليه الحجة بمقتضى الإنصاف أنه لم يستطع أن يثبت أسباب خوفه، أي الهجمات الثلاث بحيث تعتبر تلك الهجمات قد شُنت من قبل البشر.فالآن اجتنابا من هذا السؤال أنه لماذا لا نزعم أن مشاهداته البعيدة عن القياس التي رأى في أولاها الحية- كانت نتيجة تخيلاته الناجمة عن الخوف، وأنها تمثلت له الخائف، وكان من الواجب عليه أن يُقسم على أقل تقدير لتبرئة ساحته من دماغه من هذا الاتهام؟ أي كان يجب عليه أن يقسم في اجتماع عام أن سبب خوفه لم يكن إيمانه بأن إلهامي الله كان من وأنه لم يرسخ في قلبه صدق الإسلام، بل

Page 199

ضياء الحق كانت الهجمات الثلاث المتتالية شنت عليه من قبل جماعتنا في الحقيقة بدءا من هجوم الحية المروضة إلى الأخير، فظل يخافها ويرتعب منها.فوضع هذه القضية هو من نوع بحيث لا يقيم عليه الحجة إلهامنا فقط بل تُدينه أقواله وأفعاله أيضا.بیده ولا يغيين عن البال أن أتهم هذا نفسه الذي صرح في مكتوب موقع سلَّمَناه قبل المناظرة بأنه سيصلح دينه حتما إذا رأى آية.ونستنتج منه أنه كان يملك جرأة ما على إصلاحه نوعا ما فالمشاهد المخيفة التي كانت بمنزلة الآية له شجعته على الرجوع الخفي.(۲) والقرينة الثانية أن أتهم حين هرب من أمرتسر خائفا من الحية المروضة، ولجأ إلى صهره في لدهيانة تمثل له هناك أيضا عند إصابته بنوبة الخوف الشديد المشهد نفسه الذي يتجلى للمرء عند استيلاء الخوف عليه.غير أنه في هذه المرة لم يشاهد الحية بل قد نشأت له حالة أكثر خوفا، أي تراءى له المسلحون بالرماح وخيل إليه أنهم قد اقتحموا عليه المنـزل واقتربوا منه جدا وقد صمموا على قتله.لقد عرفنا من الوسائل الموثوق بها أن آتهم بعد هذه الهجمة ظل يبكي في بيته كثيرا، و لم يصرح عند أحد أن أحدًا هاجمه بل كان خوف اليد الخفية يتجلى على وجهه، وظل يتزايد ذلك الخوف وعدم الراحة والاضطراب، وزاد حزن قلبه واضطرابه، حتى أظهر أخمص قدميه اضطرابًا كاليهود المغضوب عليهم.وخيل إليه المنزل أيضا مخيفا، وكان حقا له أن يخاف لأن المنزل الذي دخله المسلحون

Page 200

ضياء الحق المشاة أو الركبان رغم الاهتمام المركز والحرس المشدد من قبل الشرطة التي لم تكن تبرح ذلك البيت ليل نهار لم يُلقَ القبض عليهم، ولم تُعرف ملامحهم، ولم يُعثَر من أي باب دخلوا ومن أي طريق خرجوا.فمتى كان ممكنا لآتهم العيش في ذلك المنزل المخيف؟ فمن طبع الإنسان أنه إذا خاف مرة مكانا فلا يطيق أن يبيت فيه حتى ليلة واحدة، فاضطر آتهم نظرا لهذه الأسباب لمغادرة لدهيانة.لكن النقاش هنا هل كانت جماعة المسلحين بالرماح والسيوف قد اقتحمت بيت آتهم في لدهيانة في الحقيقة؟ فيمكن أن ننهي هذا النقاش بكلمتين اثنتين فقط، وهو أنه إذا كانت حية مروضة قد هاجمت آتهم في أمرتسر في الحقيقة، فمن المحتمل جدا أن يكون المسلحون بالسيوف والرماح قد اقتحموا بيته هناك أيضا.وإذا كان آتهم صادقا في زعمه الأول عن تعرُّضه للهجوم فلا بد أن يكون صادقا في زعمه الثاني أيضا.لكن من المؤسف أنه كما فشل آتهم في إمساك الحية في أمرتسر و لم يتمكن من قتلها قد مُني بالفشل نفسه هنا أيضا مع أن اهتمام الشرطة كان أكبر وأن تدابير صهره والحذر كان أكثر مما كان في أمرتسر.ويزداد أسفُنا أكثر حين نفكّر أن مسئولا حكوميا محنكا متقاعدا كآتهم الذي شغل منصب مساعد المفوض الإضافي لمدة طويلة هل كان يجهل القانون الجنائي؟ إذا كان الأمر قد بلغ محاولة القتل وجب عليه أن يطلب

Page 201

ضياء الحق من 41197 المحكمة رسميا أن تطالبني تعهدا خطيا بأني إذا أخللت بالأمن فسوف يلقى القبض على ليقيم في لدهيانه آمنا.فليس مما يستهان به أن آتهم بحسب قوله الذي اختلقه لاحقا- تعرّض لمحاولة القتل لكنه لم يتمكن حتى من نشر خبر هذا الحادث الجائر في عدد من الجرائد، بل قد صرح بهذه الأمور بعد مضي الموعد، وانقضاء ميعاد خمسة عشر شهرا، ويصدق عليه المثل "إن اللكمة التي يتذكرها المرء بعد المعركة يجدر بها وجهه".ومع ذلك قد ضغط عليه رفاقه كثيرا أن يرفع القضية حتى بعد مضي الموعد، غير أنه لما كان أدرك في قرارة نفسه أن هذه الأمور كلها سماوية، وكان متأكدا من أن رفعه القضية بمنزلة توفير أسباب الهلاك له بيده، كما أن التجاسر على إخفاء خوفه ورجوعه ونسيانه منة الله أيضا بحد ذاته خطير جدا!!! فلم يرفع القضية رغم إصرار ملح من الدكتور مارتن كلارك، كما كان يعرف أنه لو رفع القضية فسوف يطالب بالقسم أيضا، فامتنع عن القضية التي كان تجلب الخطر على حياته.إلا أن هذا الامتناع لن يفيده شيئا لأن الله لا يترك المجرم دون عقاب.فهراء القساوسة السفهاء وبذاءتهم كلها على رقبة آتهم.صحيح أن آنهم بامتناعه عن القسم ورفع القضية أحد بجلاء على أنه قام بالرجوع إلى الحق حتما، كما صرح بنوعية حدوث الهجمات الثلاث أنها لم تكن إنسانية، ومع ذلك إن آتهم غير بريء من جريمة عدم إفصاحه عن الحق بلسانه علنا، وإنما الحقيقة انكشفت على العاقلين بتدبر أفعاله.

Page 202

۱۹۰۰ ضياء الحق (۳) القرينة الثالثة: حين شاهد آتهم المسلحين السماويين في لدهيانة انكسر فؤاده من الإقامة هناك أيضا، وأفقدته هيبة الحق صوابه فاندفع إلى صهره الثاني في فيروزبور.ولعل الغرض من ذلك أنه كان يعتبر هذه الزيارات الأخيرة لأحبائه تحسبا منه أن الرجوع الخفي قد لا يُعتد به، وربما كان قد رسخ في قلبه أنه إذا لم ينج بالتوبة القلبية والرجوع فعلى الأقل ينبغي أن يزور بناته وأعزاءه مرة أخيرة على كل حال قد وصل إلى فيروزبور بتجشم وعثاء السفر، وهيبة النبوءة جعلته يترشح من جبينه الفزع والخوف والقلق كل حين وآن وظهرت منه جميع علامات القلق والفزع التي تظهر من شخص يوقن أو يظن عند تخوفه من الحق بأن العذاب الإلهى سينزل عليه.فحين بلغ الخوف منتهاه هناك أيضا تجلى أمام عينه المشهد نفسه الذي رآه في لدهيانة أيضا كالمصاب بمرض يعاوده مرة بعد أخرى- غير أن تحلّي القدرة هذه المرة كان جلاليًّا جدا وأثر في قلب آنهم تأثيرًا قويًّا.فقد كتب "ثم رأيت في فيروزبور عددًا من المسلحين بالسيوف أو الرماح قد انقضوا علي".باختصار؛ قد عرفنا من الوسائل الموثوق بها أن خوفا خطيرا أصابه هذه المرة وظل يخاف في المنام أيضا ولم يتفوه ولا بكلمة واحدة ضد الإسلام، كما لم يشتكِ عند أحد أنه تعرّض للهجوم للمرة الثالثة.

Page 203

ضياء الحق ۱۹۱۰ كل من يمعن النظر في كل هذه الهجمات يقتنع أن الحجة قد أقيمت على آلهم من كل النواحى لأنه رغم تصريحه بأنه تعرض للهجمات الثلاث التي أولاها هجمة الحية المروضة، إلا أن آتهم لم يُلق القبض على المهاجمين و لم يسجل الشكوى رسميا في أي مركز شرطة، ولم يرفع القضية في أي محكمة، ولم يستصدر منا تعهدا خطيًّا بواسطة المحكمة لتأمين سلامته بأني لن أقوم بتصرف يضرُّه.كما لم تساعده الشرطة العمياء للقبض على المجرمين و لم يذكر هذا في المجالس، و لم ينشر خبر هذه الهجمات الثلاث في الجرائد قبل انقضاء الميعاد ولم يبين ملامح المجرمين و لم يمسك بقطعة من ثيابهم عند هروبهم.كل هذه الأمور تقيم الحجة على آلهم الذي ظل يشغل منصب المساعد الإضافي للمفوض حتى شاخ، وتتطلب منه أنه كان أن ينبغي يرفع الشكوى لتبرئة ساحته من هذه التهم حتى لاحقا، إن لم يستطع في حينها، وبعد إثبات هذه الهجمات الثلاث في المحكمة كان يمكن أن يستصدر من المحكمة عقابي على أني نشرت نبوءة باطلة، ولا يدعني أتخلص من عقاب محاولة قتله، لكنه لزم الصمت ولم ينبس بكلمة واحدة.وبعض الجرائد أيضا قد أثارت ضجة وصراخا وألحت عليه، إلا أنه لأحد.الدكتور مارتن كلارك بذل أقصى جهوده غیر آن آتهم ردّ لم يسمع عليه بوضع يديه على أذنيه مع أن ساحته لم تكن لتتبرأ عقلا وإنصافا

Page 204

۱۹۲۶۰ ضياء الحق وقانونا إلا بإثبات ادعاءاته التي برّر بها خوفه عن طريق رفع القضية أو بطريقة أخرى يريدها.وإن حالاته الثلاث هذه حيث أكد خوفه الشديد بإقراره وأفعاله وتصرفاته في الميعاد من ناحية، ومن ناحية ثانية برر هذا الخوف بتعرضه للهجمات الثلاث التي لا تجدر بالقبول عند أي عاقل دون إثباتها كما تبعد عن العقل والقياس أيضا.ومن ناحية ثالثة لم يُثبت هذه الهجمات الثلاث والتهم الباطلة أيما إثبات لا عن طريق المحكمة ولا بأي وسيلة أخرى؛ فهذه الحالات الثلاث كانت تفرض عليه أن يُثبت ذلك بالقسم إذا لم يكن عنده أي إثبات آخر لهذه التهم الباطلة.(٤) القرينة الرابعة على كونه كاذبا وعلى الباطل أنه امتنع عن القسم أيضا، وعرضنا عليه أربعة آلاف روبية نقدا فورا إذا حلف لكنه لم يتجرأ خوفا.إنما هدفنا من مطالبة آتهم بالقسم أن يُثبت أن الخوف الذي أقرّ به ثم برره بعذر مخالف للواقع والقياس، إذ زعم أن ذلك الخوف كان بسبب الهجمات الثلاث، لكنه لم يثبت هذا العذر غير المعقول.كما لم يستطع حتى الآن أن يثبت أني قاطع طرق مشهور وسفاك قد سبق أن قتلتُ الكثيرين قبله.فكان يتحتم عليه إنصافا أن لا يمتنع عن القسم بعد هذه التهم الباطلة التي تعتبر جريمة كبيرة حتى في القانون فلو كان القسم ممنوعا في دينه فعلا لفهمنا أن دينه حرمه من القسم الذي تتوقف عليه تبرئة

Page 205

ضياء الحق ۱۹۳۰ ساحته.غير أننا قد فتحنا له كتابهم المقدس في إعلاننا الرابع، وأثبتنا أن عامة أسلافهم ظلوا يقسمون حتى رسولهم بولص الذي يُعتبر الإعراض عن اجتهاده وطريقه كفرا وإلحادا للنصارى، هو الآخر لم يجتنب القسم.(كورنثوس؛ إصحاح ٥ ١٥، عدد ٣١) ولتفصيل هذه الأحلاف ينبغي قراءة إعلاننا الرابع الصادر في ١٨٩٤/١٠/٢٧ ليتبين كم قدمنا من الشواهد على جواز القسم، ولم نقدم مقتبسات من الإنجيل فحسب بل من الكتاب المقدس كله.لكن آتهم لم يبال بإنجيله أي مبالاة، فالسبب الوحيد أن الرعب السماوي الذي أظهرته له مَشاهد ثلاث هجمات قد استولى على قلبه، فاضطرب القساوسة وزعموا أن آتهم قد سوَّد وجوههم فنشر الدكتور كلارك - لمجرد اتخاذ طريق الخيانة - إعلانا وسخا جدا، يتلخص في أن القسم في الدين المسيحي حرام حُرمة أكل لحم الخنزير عند المسلمين.إلا أن عدو الحياء هذا لم يبال بكرامة الإنجيل وبطرس وبولص شيئًا، و لم يفكر أنه إذا كان قد قدم هذا المثال حقا؛ فاعتبار بولص الذي تناول هذه النجاسة قبل الجميع- مؤمنا باطل.فكما أن الفرق الإسلامية كلها مُجمعة على كفر المسلم الذي يعتبر لحم الخنزير حلالا، ويسمى آكله فاسقا وآثما من الدرجة القصوى، فليخبرنا الدكتور كلارك في كل حال أي من هذين اللقبين يُعجبه أكثر بحق حضرة بولص؟

Page 206

ضياء الحق إن كتمان الحق عمل الخونة والملعونين.أفليس من الحق أن بولص أقسم وبطرس أقسم، وقد ورد في الزبور أن الكاذب وحده يمتنع عن القسم.(راجع المزامير ٦٣، عدد ١١) فهل نقبل أن أتهم وحده اجتنب القسم بينما ظل جميع أكابر النصارى يتناولون خنزير القسم، ولا يمكن لأي مسيحي حتى في هذا العصر أن يوقع عقدا لنيل وظيفة مرموقة دون تناول هذا النوع من الخنزير.ومن الطريف أنه قد ثبت أن أتهم أقسم في المحكمة مرتين في الماضي، وإذا أنكر فسوف نقدم نسخة.فالحق أن من النادر جدا أن لا يكون أي مسيحي قد واجه مناسبةً تفرض عليه القسم، بل قد فرض القانون الإنجليزي على النصارى أن يُقسموا، أما الآخرون فيكفيهم الإقرار الصالح".الآن نسأل المنصفين أن الذين أخفوا سيرتهم اجتنابا للقسم وهم يعرفون أنهم قد أقسموا مرارا في السابق لكنهم أخفوه عن عمد، وكذبوا كذبا شنيعا حيث قالوا إن القسم في دينهم حرام كما حرم الخنزير على المسلمين، وهكذا وصفوا بأنفسهم صالحيهم بالفساق والفُجار..ألم يثبت حتى الآن من وتيرتهم أنهم لو كانوا على الحق لما اختاروا لأنفسهم هذه الذلة والهوان قط؟ الإقرار الصالح أن المرء بأمر واضعا في البال وإيمانا منه يصرح بأن الله يراه ويسمع.(المترجم)

Page 207

ضياء الحق ۱۹۰ (٥) القرينة الخامسة أن هؤلاء شبهوا رسولهم بولص- كتمانًا للحق- بشخص يتناول لحم الخنزير رغم إعلانه بأنه مسلم.فمن هذا الأمر وحده يمكن أن يدرك العاقل أي رعب أكل آتهم وأصحابه سرًّا إذ لجأوا إلى احتيال منكر ومكر شنيع واتخاذ طريق الهوان والخزي.لكن آتهم خاف القسم كأنه ذئب مفترس سيلتهمه إذا أقدم عليه.ينبغي أن يتأمل العقلاء في هذه الأمور مرة بعد أخرى لماذا أقر أنهم أولا باكيا بأنه ظل يخاف أثناء ميعاد النبوءة حتما، ثم ينبغي أن يتأملوا ما معنى الخوف إلى هذه الدرجة من النبوءة التي اعتبرت سخيفة.فالإنسان يسمع أقوالا سخيفة كثيرة ولا يبالي بها أي مبالاة ولا يقيم لها أي وزن.ثم لو افترضنا أن حية مروضة هاجمته في أمرتسر ،فعلا فهل كان من الضروري أن يبدي هذا الفزع والذعر وفقدان الصواب والاضطراب لهذه الدرجة وينتقل من مدينة إلى أخرى، بل كان يجب عليه أن يتخذ تدبيرا قانونيا، ويبقى في أمرتسر آمنًا.هل كانت شرطة أمرتسر غير كافية، أم كانت جميع الحلول القانونية مسدودة حتى يترك سكنه المريح في الشيخوخة ويتحمل تبعات السفر في الطقس الحار جدا؟ ومن الطريف أن ذلك كله لم يُفده أي فائدة، إذ قد رأى الحية في أمرتسر، ورأى في لدهيانة مسلحين بالرماح، وفي فيروزبور هوجم بالسيوف.فكل هذه التصريحات جديرة بالتأمل والتدبر الكثير.أيها القراء، لا تنظروا إلى هذه الهجمات الثلاث بنظرة عابرة بل تدبروها جيدا، فهل من الحق أن ما رآه أولا كان في الحقيقة حية مروضة

Page 208

ضياء الحق لم يقدر أحد على قتلها بعصاه.أما ما تراءى له في المرات القادمة فكانوا جنودا مقاتلين محنكين من جماعتنا و لم يقدر أتهم على القبض عليهم ولم يستطع أصهاره أيضا أن يمدوا أيديهم إليهم للإمساك بهم و لم يتجرأ رجال الشرطة المقصّرون على مقاومتهم.ومما يثير التعجب الكثير أن هؤلاء المسلحين ركبوا القطار مرارا بأسلحة غير مرخصة، ومروا من الأسواق، وظلوا يتجولون في منزل آتهم هنا وهناك و لم يشاهدهم أحد غير آتهم! ألا يثبت من كل هذه القرائن أن ذلك كله كان في الحقيقة مشهدا روحانيا، دفع قلب آتهم إلى الرجوع إلى الحق، فامتلأ قلبه رعبا، وختم على لسانه كان من واجبه أن يسجل القضية في الشرطة عند الهجمة الأولى ويرفع الشكوى إلى الحكومة ويسجل الملامح والزي ويُطلع الحكام على جميع القرائن، لكي تعتقل الحكومة أمثال هؤلاء المجرمين الأنذال بنشر الإعلان ويذيق المجرمين الأشرار العذاب الذي يستحقونه.كان يجب عليه على الأقل أن يرفع الطلب باستشارة المحامين لعقوبة المجرمين، أو يطالب هذا العبد المتواضع من باب الحذر والحيطة بتعهد خطي عن طريق المحكمة بمضمون أنه إذا قتل آتهم في الميعاد فإني سأدان بجريمة القتل عن عمد.وإلا هل كانت الحكومة تتردد في إدانة من قد نشر سابقا النبوءة الباطلة بموت آتهم ثم شُن من قبل جماعته ثلاث هجمات؟ أليس مما يثير العجب أن أتهم وقع في التنور المحرقة طوال مدة خمسة عشر شهرا ومزق مرارا بالهجمات المخيفة، ومع ذلك لم يطلب التحقيق

Page 209

ضياء الحق ۱۹۷۰ بشكل رسمي في أي موضع.فقد تسلّل من أمرتسر عند تعرضه لهجوم الحية، فلما وصل إلى لدهيانة لحق به المهاجمون أيضا، و لم يدخروا جهدا في محاولتهم قتله، ومع ذلك لم يرفع آتهم الشكوى عند الحكومة أن هؤلاء الرجال قد عزموا على اغتياله، إذ قد اقتحموا بيته مسلحين، فلتطلب الحكومة منهم تعهدا خطيا عن طريق المحكمة، وتنقذه من شرهم.بل كان يجب عليه أن يصرخ عند هجوم الحية المروضة ويقول للناس: انظروا أيها الناس قد تبينت حقيقة النبوءة.فيا قرائي ويا رؤساء تحرير الجرائد و يا ناشري المجلات! لقد واسيتم آتهم وتعاطفتم معه كثيرا، بل قد كتب بعضكم أن آتهم إذا رفع القضية ضد هذا الكذاب واستصدر عقوبته فسوف يُحسن إلى خلق الله كثيرا، لكن انظروا الآن بفتح العيون من الذي تكذبه القرائن القوية؟ نحن لا نطلب منكم مواساة الإسلام ولا نشتكي منكم تأييدكم للقساوسة دون مبرر رغم كونكم سلالة المسلمين، لأن الذي سيقول لكم هذا ويطالبكم به أحد ، فهو لن يترك الظالم دون عقاب يوم الدين.نحن لا ننزعج من شتائمكم ولعناتكم، لأن الأذى الذي أصابنا منكم قليل جدا بالمقارنة مع الذي أوذي به الصالحون السابقون.إن ما يؤسفنا هو أنكم تركتم تأييدا صادقا للدين ووافقتم وداريتم القساوسة.لكن في النتيجة الأخيرة لكم نصيب من الندم الذي هو بتعبير آخر "خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ".ويؤسفنا نحن أيضا أنكم رغم أنكم رميتم الدين كما يرمى

Page 210

۱۹۸۰ ضياء الحق القش عليم الفائدة مع ذلك لم تستحقوا مدحا يعده أي عاقل صائب الرأي مدحا بل واجهتم الإساءة والخجل، الذي يواجهه المتسرعون المستعجلون دوما.الحقيقة أن الذي بثورته النفسية أو تسرعه لا يبالي بالله ورسوله أي مبالاة، فهو يواجه هذه الأيام.الالالالة هل سمعتم مرة أن أي قسيس أيَّد المسلمين في مناظرة يواجه فيها الدين المسيحي الضرر، أو يتحقق القضاء على هذا الدين في نظر أي شخص؟ كلا بل إنهم لا يدعون ريحهم تذهب رغم مئات الاختلافات الداخلية بينهم.فالأسف عليكم أنكم باتباع عدد من المشايخ المغرضين قد أيدتم القساوسة في قضية دينية وأطلقتم على أهل الحق شتائم بحيث لا يوجد لهذين الأمرين نظير في أي أمة فأنا حتى الآن أنصحكم بأن تتوبوا وتنظروا إلى هذه النبوءة بقلب طاهر ونظرة عفيفة وتُبدوا بالتأمل في كل هذه الأمور مجتمعة- رأيا صادقا يكفّر عن جميع تسرُّعاتكم السابقة.اعلموا يقينا أن الدين الحق هو الإسلام فقط، وكل إنسان سيُسأل عن كل أفكاره التي لا يُخرجها من صدره رغم تأكده بأنها رديئة وخبيثة.ولا يبتعد عن العناد والتعصب.فقوموا واستيقظوا وتأملوا مرة أخرى في النبوءة بحق أتهم بقلب الباحث عن الحق والمتدبر، أنه لم يكن في النبوءة أي غموض، وإنما بظلام نفوسكم وعقولكم السطحية وتسرّعكم قد خلقتم ظلاما.وأهملت عيونكم الشرط الصريح الذي ضمَّنَه الحكيم الأزلي النص

Page 211

ضياء الحق ۱۹۹۰ الإلهامي سلفا لابتلائكم.وهذا الفعل أيضا لذلك الحكيم المطلق ليفحصكم ويختبركم ويكشف عليكم كم ابتعدتم عن التدبر والتقوى والمؤاخاة الإسلامية.أيها الإخوة سارعوا إلى التوبة لئلا تهلكوا.لأن كل عمل سيئ سيؤاخذ عليه وليس هناك أي خيانة لا يؤاخذ عليها الإنسان.فمن خرب دينه بنوع من أنواع العناد وترك الحق بتعصب فهو دودة لا إنسان ووحش لا بشر.أما الإنسان الصالح فيتأمل بالتفكير الطاهر، ويتسم كلامه بالحق والحكمة لا بالسخرية والاستهزاء، وينطق الله بجاذبية الصدق والعدل الطيبة لا بدافع الغضب والغيظ.لذا يعينه ويلقي روح القدس نورا على قلبه، لكن صاحب القلب الخبيث والطبع النجس لا يبذل أي جهد للوصول إلأى الصدق.ويظل يتبع الخداع الذي يلازمه من أول يوم ثم يسلبه الله نور قلبه بسبب تعصبه ونقاشه العقيم بحيث تكون عقباه أسوأ من أولاه.أما الطيب سليم الفطرة الذي حين يدرك أنه أخطأ في تكذيب حقيقة فلا يخاف أبدا تغيير رأيه ويقشعر جسمه وتغرورق عيناه، ويخاف قتل الحق أكثر من المجرم الذي قد قتل طفلا بريئا بغير حق، فيقبله الله الكريم الرح في القلوب.عظَمَته ويلقي ولهذا السبب حين نرى رجلا قد قام في مجلس بقلب شجاع وتكلم بصوت عال: أيها السادة، لقد أخطأت في أمر كذا، وإن النقاشات التي خضتها لمدة أو أبديتُ المعارضة فكان كل ذلك خطأ، والآن أتوب عنه

Page 212

ضياء الحق كله الله فقط.فهيبة هذا الرجل تصيب القلوب ويتجلى على وجهه نور الولاية وينطق قلب الإنسان أن هذا الرجل تقى وجدير بالتعظيم.يقول الله : إنني أحب أولئك الذين يتقدمون إلى الحق تاركين طريق الذنب والخطيئة، فمن أحبه الله فسوف يحبه جميع العباد الصالحين أيضا، لأن حب الأرواح الطيبة تابع لحب الله ال فطوبى لمن يتحرى سبل مرضاة الله ولا يبالي بهراء زيد وبكر أي مبالاة.لاحظوا يا أصدقائي، واستفتوا ضميركم وقلبكم اللين وأجيلوا نظركم وأعملوا فكركم بحذر وحلم لتتأكدوا هل نهج آتهم وأسلوبه يدلان على صدقه؟ هل تقبل عقولكم هذه الأمور بأن حية مروضة كانت قد هاجمت آتهم حتما في أمرتسر وأن بعض أفراد جماعتنا اقتحموا منزله في لدهيانة وفيروزبور بالسيوف والرماح ليقتلوه؟ هل تقبل أرواحكم أنه رغم القضية الدينية التي على أساسها بدأت هذه المناظرة..أقصد امتناع شخص اسمه إسماعيل عن التنصر، وعقد النصارى المناظرة مشتعلين بذلك، ثم تأويلاتهم الكاذبة لكتمان صدق النبوءة بأن الطبيب قد أبدى رأيه القاطع بأن آتهم سيموت حتما خلال ستة أشهر.إن الذين بدأوا بتقديم التأويلات الباطلة ظنا منهم سلفا بأن الجدال الديني سجال، وظلوا يطمعون في الفتح، سيرون فعلا ثلاث هجمات من قبل جماعتنا وخاصة بنية قتل إنسان يتزعم الفريق المسيحي! ثم هؤلاء السادة النصارى يبقون صامتين، ولا يشتكون هذه الهجمات إلى

Page 213

ضياء الحق الحكومة ولا يرفعون الشكوى في مركز الشرطة، ولا يرفعون الشكوى إلى حاكم المحافظة ولا يستصدرون ضدنا تعهدا خطيًّا من المحكمة، ولا ينشرون بذلك إعلانا في الجرائد في الميعاد ولا يستصدرون العقوبة بحقنا بالقسم رغم عرضنا عليه أربعة آلاف روبية نقدا.تأملوا الله أيها السادة، أنكم ستموتون أخيرا وتغادرون هذا العالم ،الشقى، تدبروا قليلا أن الذي أوذي قلبه بالتنبؤ بموته ظلما، ولا يتوقف الأمر عند الأذى فحسب بل شنت عليه هجمات ثلاث متتالية، وكانت القضية دينية بحيث يزداد التعصب بالطبع؛ فهل تقبلون في هذه الحالة أن كل ذلك قد حدث لكن آتهم وأصحابه لم يريدوا السيئة مقابل السيئة؟ ثم اعلموا أيها السادة، أن أي دعوى في هذه الدنيا لا تجدر بالقبول بغير إثبات، ثم إذا كانت هذه الدعوى غير عقلانية ومخالفة للقياس والتي احتاج النصارى لافترائها، فلماذا تُقبل دون تقديم الإثبات؟ إن أتهم يمتنع عن رفع القضية لأن ذلك في رأيه يناقض السعادة، ويحجم عن القسم بحجة أن القسم حرام في دينه مثلما لحم الخنزير حرام على المسلمين، ولا يقدم أي إثبات ويقولون إنهم لا يريدون الخصومة والنزاع أكثر.فهل سوف تقبلون أقوال آتهم هذه كلها بدون إثبات، وهل ترون أن كل ما نقوله كذب وأن قصص آتهم هذه كلها صادقة؟ إذا كان هذا هو الأمر فنحن نُعرض عنكم حتى يأتي يوم نقوم فيه جميعا أمام رب العرش.

Page 214

۲۰۲۰ ضياء الحق أيها السادة، أقول لكم صدقا وحقا إن هذه الخصومة لو رفعت إلى جلسة المحكمة العليا كالخصومات الدنيوية لصدر الحكم لصالحنا بعد التدبر وإمعان النظر في القضية.أيها الأعزة، كان يتحتم عليكم أن تتدبروا موظفين نور الإيمان الذي متع الله به كل مؤمن صادق بواسطة سيدنا ومولانا محمد المصطفى - مكيدة آتهم هذه في زعمه أنه تعرض لثلاث هجمات، وتقيموا عليه الحجة بأنه ما دام لا يكتشف الحية المروضة والقاتلين المسلحين ولا يرفع القضية في المحكمة ولا يقسم فسوف يعدّ في نظر القانون كاذبا وكاتم الحق.أما أبناء جماعتنا فقد زادهم الاتهام بشنّ ثلاث هجمات إيمانا ويقينا وتأكيدا بأن اتهم كاذب بالبداهة.لأن كل فرد من أبناء جماعتنا يعرف بيقين القلب أنه لم يتلق توصية بشن مثل هذه الهجمات و لم تكن قط في الجماعة الاستشارة الخبيثة في هذا الخصوص.إننا نخاطب كل فرد من أبناء جماعتنا الآن أن يعلن هل وُجّه إليه الأمر بأن يربي حية سوداء سامة ويروضها جيدا ثم يطلقها في بيت آتهم لتلدغه، وإن لم يتسن له ذلك فليتوجه إلى لدهيانة، وإن لم يستطع ذلك هناك أيضا فليصل إلى فيروزبور ويغتاله؟ نقول مرة أخرى بأننا إذا كنا قد أمرنا بذلك أحدا فمن خيانته الوقحة إن لم يصرح بذلك.فمن الجلي البديهي أن اعتقاد المريدين الصادق لا يستقيم بالمرشد ما لم يوقنوا بأنه صالح وصادق ويتكلم بحق ولا يثبت كذبه وفتنته ومكره، وإذا كان الأمر كذلك فليفكر كل واحد من أبناء جماعتنا

Page 215

ضياء الحق ۲۰۳ لكان جميع في نفسه ويقول هل أحدهم توجه إلى أمرتسر أو لدهيانة أو فيروزبور من تلقاء نفسه أو بأمر منا للهجوم على آتهم؟ فالبديهي أن كل واحد يجيب بأنه لم يذهب ولم يتلق أي توصية خبيثة مني من هذا القبيل.كما من البين الجلي أنه لو كان مثلُ هذا الاقتراح الخبيث نوقش في هذه الجماعة الصغيرة أبناء الجماعة أو معظمهم على علم بذلك حتما- خاصة وأن كثيرًا من أحبة الجماعة الأفاضل يجتمعون هنا وأحيانا يبلغ عددهم مائة تقريبا وأحيانا أخرى يزيد على ذلك، فهم على الأقل كان يجب أن يطلعوا على هذا السر ولتابوا كثيرا مرة بعد أخرى أنهم أضاعوا إيمانهم ببيعة هذا المكار، إذ قد نشر النبوءة من الله أولا والآن يطلب من أحد منهم أن يتقدم لقتل أتهم لتتحقق نبوءتُه في أي حال صديقنا الفاضل المولوي الحكيم نور الدين الذي هاجر من وطنه منذ سنين عدة مع أفراد العائلة واستقر عندي في جزء من بيتي وهو حائز على مكان الصدارة في كل اقتراح طيب، ولظنه الحسن بي حاضرٌ عندي بنفسه وماله نسأله مخاطبا : هل ذكر لك مثل هذا الاقتراح الخبيث؟ وكذلك نوجه الخطاب إلى جميع الأحبة ونسألهم: هل شاركتم أنتم أيضا في مثل هذا الاقتراح غير اللائق؟ أو هل أحدكم أُرسل لقتل آنهم؟ ستنطق قلوبكم حتما بأن عزو هذه الأمور إليكم افتراء محض.ومن المؤكد أنكم ستزدادون إيمانا باطلاعكم على هذه المكيدة التي لا أصل لها، إلا أن الآخرين لا يتمتعون بحق اليقين هذا بسبب كونهم ليسوا من الجماعة.

Page 216

ضياء الحق وإنما المؤسف أنهم يُعرضون عن القرائن القوية التي تدين آتهم بصراحة وتقيم عليه الحجة.فلا يتدبرون أنه حين حصر آتهم سبب خوفه في ثلاث هجمات ورفض أن تكون هيبة الإسلام قد سببت له الخوف والبكاء، وجب عليه إثبات تلك الهجمات الثلاث، لأن القرائن لعزو الخوف إلى النبوءة موجودة، وذلك لأن النبوءة صدرت بكل قوة وهيبة و لم تؤثر في ذلك المجلس في آتهم فقط، بل قد لوحظ تأثيرها في جميع النصارى في ذلك المجلس وكانوا قد بدأوا يقولون في نفس اللحظة من باب الاحتياط إن الطبيب قد سبق أن تنبأ بموت آتهم خلال ستة أشهر.فالجلى أن كل هذه الأمور قد خرجت من فمه بعد التأثر من هيبة النبوءة، وكان مؤكِّرٌ قوي يفعل في قلب آتهم.وكل هذه القرائن، تتطلب أن تصدر من آتهم جميع تلك التصرفات التي تظهر عادة من الخائف المذعور.وأن يرى المشاهد التي تظهر عند شدة الخوف.فمتى أثبت الهجمات البشرية التي يدَّعي أن خوفه كان بسببها؟ فحين لم يقدم أي إثبات فهل كانت مطالبتنا بالقسم لتبرئة ساحته في غير محلها؟ فليجبنا الآن أولئك المشايخ عبدة الدنيا الذين يدعمون النصارى ويوافقونهم في الرأي، لماذا سوَّدوا وجوههم بدافع عدائنا، فكيف سيقابلون غدا بهذه الوجوه النبي ﷺ الذي شاركوا في تكذيب دينه بغير حق ودونما سبب؟ فهل يمكنهم أن يقسموا على أن أتهم صادق؟ إن امتناعه عن القسم عند مطالبتنا لحسم القضية بمنزلة موت قد أصابه، فمن المؤكد أنه قد هلك عن بينة ولم يتمكن من إثبات ما كان واجبا عليه.

Page 217

ضياء الحق ۲۰۰ والجدير بالذكر أن الموت المادي هو الآخر لا يمكن أن يلغى بعد تباهيه لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ.من المؤسف أن بعض المشايخ المعاصرين وأتباعهم السفهاء المسلمين بالاسم فقط، قد كذَّبوا الحق مرارا بطبعهم الوقح، ولم يقل هؤلاء المشايخ الأشرار ذوو القلوب المسودة عن النصارى في عدائهم للإسلام، إذ قد بذلوا قصارى الجهود أن يسيئوا إلى سمعة الإسلام ورسخوا في قلوب عامة المسلمين الجهلة الذين هم كالأنعام أن هذا الرجل أي هذا العبد المتواضع قد أساء إلى الإسلام وجلب له الهزيمة.أيها القراء، هذه القضايا والأحداث كلها أمام أعينكم الآن، ولا نطلب منكم أن تصدقونا لمجرد التأييد الديني وبدافع العناد فقط وتكذبوا النصارى والمشايخ أشباه النصارى الذين هم من طينتهم، بل ينبغي أن تلقوا النظرة بإمعان على القضايا الراهنة ثم استنتجوا ما ينبغي أن يكون بإعمال العقل ومقتضى العدل.نحن نقبل ونؤمن أن أتهم لو ظل يجلس في مكانه باستقامة بعد هذه النبوءة، ولم يُظهر خوفه وذعره بتجواله هائما هنا وهناك، ولم يتكلم بعد انقضاء الميعاد بأن بعض أفراد هذه الجماعة اقتحموا منزله ثلاث مرات في ثلاث مدن مع الرماح والسيوف والحيات، ولم يقرّ بلسانه باكيا بأنه ظل يتوجس خوفا خلال الميعاد، ثم تقدَّم للقسم عند مطالبتنا فورا، لظهر كذبنا بلا الأنعام: ٣٥

Page 218

ضياء الحق شك في نظر كل مخالف وموافق ولتبيَّن للجميع أن إلهامنا الأخير الذي أفاد بأن العذاب الإلهي رفع عنه بتحقق شرط الرجوع- مجرد عذر أو تأويل باطل.أيها القراء الأعزة، إنكم تعلمون أن هذه النبوءة كانت تتضمن شرطا صريحا أن العذاب سينزل حصرا في حالة عدم رجوعه إلى الحق، وقد كتبتُ في هذا المقال أن كلمة الرجوع لا تساوي- درجة اعتناق الإسلام علنا، بل يعلم حتى الإنسان البسيط أيضا أن هذه الكلمة يمكن أن تطلق أحيانا على اعتناق الإسلام علنا، وأحيانا حين يقوم الإنسان بإصلاح نفسه نوعا ما سرا يمكن أن يقال بأنه رجع إلى الحق.والسنة القديمة تلاحظ في النبوءات منذ القدم؛ أنه إذا كانت كلمة لها معنيان، فالمعنى الذي يظهر بعد تحقق النبوءة هو الذي يؤخذ حصرا بعين الاعتبار.فالأحداث تكشف أن هيئة الإسلام استولت على قلب آتهم سرا، وأنه عن تعصبه المسيحي سرا، ورجع إلى الحق في سريرة نفسه، فتحقق الشرط المانع لنزول العذاب.أفلم يكن من الضروري أن.يراعي الله له شروطه؟ عنه لما كان إلهامنا هذا يتضمن شرطا صريحا جليا أن العذاب سيُرفع برجوعه إلى الحق، وإن تصرفات آتهم المذكورة آنفا حققت مدلول الرجوع، فقد تحققت النبوءة حقا وصدقا.بأنه كان آتهم قد صرح صحيح أنه ظل يخاف إلا أن ذلك الخوف لم یكن نتيجة صدق النبوءة بل لأنه قد تراءى له مرارا الملائكة الدمويون مع

Page 219

ضياء الحق ۲۰۷ الرماح والسيوف.فمن فضل الله الله أن اعترافا صريحا بالخوف قد صدر من آتهم نفسه، لكنه لم يُثبت أبدا أن أبناء جماعتنا قد شنوا عليه ثلاث هجمات في الحقيقة بالرماح والسيوف والحيات.وكان الجانب الثاني للخوف مبنيا على أن يثبت أتهم من خلال الشهادات الموثوق بها أن فلانا وفلانا من أفراد جماعتنا قد اقتحموا بيته في المدن الثلاث مسلحين بالرماح والسيوف.أو يثبت ذلك عن طريق الحكومة، ويرفع القضية ضدنا بهذا الخصوص، لكن أتهم لم يتمكن من هذا الإثبات.بل قد سمعنا أن بعض أصدقائه أيضا قالوا بأن من المحتمل أن أخيلته الشخصية قد تمثلت له عند غلبة الخوف حيةً أو مهاجمين ركبانا أو مشاة، وإلا فإن ظهورهم ثلاث مرات في المدن المختلفة الثلاث وعدم تمكن أحد من إلقاء القبض عليهم بل عدم العثور عليهم، ومشاهدة أتهم لهم وحده دون أن يشاركه في الرؤية غيره، لأمر لا يستسيغه العقل السليم.فهذه الأمور قد ذكرها بعض أتباع دينه وأفراد بيته في مجالسهم، وسخروا من مخاوف آتهم وضحكوا منها.وهناك أخبار أعظم من هذه قد اشتهرت من رواية سيدة إنجليزية من فيروزبور وانتشرت في لاهور، لكننا نريد أن نعرض على القراء أن أتهم باعترافه بالخوف بل بتصرفاته الناجمة عن الفزع والذعر، لم يُثبت أن تلك الهجمات الثلاث التي يبرر بها خوفه كانت قد شنت عليه من قبل جماعتنا، وإذ لم يقدر حتى على إثبات صدور أي تصرُّف سيئ سابق من هذا القبيل منا، فلا بد أن ينسب ذلك الخوف إلى هيبة النبوءة ، لأن النبوءة كانت قد

Page 220

ضياء الحق صدرت بقوة وشدة لا يقاومها أبدا أي مسيحي يتخذ المخلوق إلها.إن الله يعلم جيدا أن أتهم كان قد خاف هيبة النبوءة فقط، فلم يذهب إلى بيته أي رماح أو حامل سيف من جماعتنا قط.فلما كان الخوف ثابتا من اعترافه ومن خلال أقواله وأفعاله، كما أن خوف أي مشرك عابدِ المخلوق من النبوءة شديدة الهيبة أيضا أقرب إلى القياس فالعذر بأن جماعتنا شنت عليه ثلاث هجمات بالرماح والسيوف والحيات إنما هو كذب عقيم؛ إذ لم يثبته آتهم مثقال ذرة.ثم حين طلبنا من آتهم ولمصلحته القسم لهذا الإثبات، هرب باللجوء إلى كذب آخر بأن القسم ممنوع في دينه منعا باتا.باختصار؛ لم يُثبت برفع القضية- إذ كان بيانه يقتضي ذلك أن سبب الخوف كان ثلاث هجمات، ولم يقدم عددا من الشهود لإثبات هذا السبب، ولم يلتفت إلى القسم استجابة لطلبنا وكان لإظهار صدقه فقط، رغم أننا عرضنا عليه أربعة آلاف روبية.فأيها المؤمنون، أيها المنصفون يا عباد الله المتقين، يا أصحاب العقل السليم، تأملوا قليلا، هل ثبتت براءته من تهمة عدم الإثبات حتى الآن؟ فهل بعد الإقرار بالخوف الذي كان يؤيد شرطنا، قد أثبت أن خوفه كان ناتجا عن الهجمات التي شنت عليه بحسب زعمه؟ ثم أيها الأعزة، ألم يتحقق حتى الآن الشرط الذي تضمَّن بكلمات لينة الرجوع إلى الحق، ولم يصرح باعتناق الإسلام علنًا؟ يا محبي الصدق، ألم يؤد إظهار أتهم الخوف بقوله وفعله إلى أي نتيجة ؟ إذ لم يستطع أن يثبت سبب الخوف؛

Page 221

ضياء الحق أي لم يقدر على أن يُثبت برفع القضية ولا بإدلاء الشهادة ولا بالحلف- أن جماعتنا شنت عليه ثلاث هجمات.كان من الأفضل أن يُجلس في بيته الشيخ البتالوي أو صاحبه اللدهيانوي سليل الهندوس الذي بسواد قلبه قد اقترب جدا إلى المسيحية، ليريهما الحية المروضة عند لدغها إياه أو عند هجوم المسلحين بالرماح والسيوف عليه، لئلا يضيع إيمان هذه الفرقة الشقية عبثا بتأييد النصارى ولكي يتمكنوا من التصريح مقسمين فخرا جالسين في تلك المنازل المشئومة بأن هذا المكار أي هذا العبد المتواضع قد عرض الإسلام في الحقيقة للخجل والهزيمة.فقد رأينا بأم أعيننا دخول الحية المروضة التي أطلقتها جماعته في بيت أتهم لتلدغه، فلو لم نكن هناك لابتلعته حتما.فنحن قد خلصنا أخانا آتهم مراعاة لعلاقات الأخوة لكوننا أشباه النصارى ثم رأينا في بيته المولوي الحكيم نور الدين والمولوي السيد محمد أحسن الأمروهي والحكيم فضل الدين والشيخ رحمة الله التاجر والمنشي غلام قادر والمولوي عبد الكريم السيالكوتي والحاج السيتهـ عبد الرحمن التاجر من مدراس، والمولوي حسن علي البها غلبوري ومير مردان على الحيدر آبادي وكذلك كثيرا من الأبطال من هذه الجماعة حاملين الرماح والسيوف بأيديهم فهاجم هؤلاء المتسلحون اتهم ثلاث مرات لا مرة واحدة فقط.أما آتهم المسكين فظل يخاف تلك الهجمات ويهرب منها وصار نتيجة الخوف الشديد "أتهم" أي صار شيئا ليس له قرار في أي مكان.

Page 222

ضياء الحق فلو قام المشايخ بذلك فلا شك أن شهادتهم أفادت آتهم.لكن من المؤسف أن إيمان بائعي الدين الأشقياء ضاع عبثا، وصدق على آتهم القولُ: خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ.ومما يثير الأسف أنهم هكذا يقتلون الصدق والحقائق، فهم يعرفون جيدا أن أتهم كان قد وجب عليه قانونا وشرعا، وكان جديرا بأن يطالب- بعد تصريحه بأنه لم يخف هيبة النبوءة، بل كان خوفه ناجما عن هجمات جماعتنا بإثبات ادعائه هذا؛ إما برفع القضية أو بالشهادات، أو يبرئ ساحته أخيرا بالقسم، لكنه حين اعترف بالخوف باكيا مرات عديدة ولم يثبت الهجمات الثلاث، فهل ما زال آتهم في نظرهم بريئا طاهر الذيل؟ فهل تصدق عقولهم أن بعض أفراد جماعتنا خرجوا مسلحين ثلاث مرات لقتل آتهم هل ضميرهم يصدّق أننا أطلقنا حيَّة مروضة في بيت أتهم لتلدغه؟ أنا متأكد بأن قلوبهم لا تصدق ذلك أبدا، ولا نتوقع منهم أن يتخلوا عن البذاءة بألسنتهم إلى آخر لحظة من حياتهم.غير أن قلوبهم تعتبر هذه الأمور مكرا باطلا، لأن مثل هذا الكذب الشنيع لا يقبله حتى أخبث الناس.فالآن؛ إن الاعتراف بالخوف موجود وثبت أن أسباب الخوف التي بينها آتهم باطلة.أن تضعوا إيمان معارضينا المشايخ في كفة الميزان لتزنوه ينبغي ففي هذه الحالة ليتبين عليكم هل تصديق الكذب الصريح لمسيحي وتأييد القساوسة و مداراتهم وتأييد المسيحية رغم ادعائهم الإسلام هو من عمل السعداء الطيبين أم يليق ببائعي الدين في الزمن الأخير؟

Page 223

ضياء الحق ۲۱۱ أيها المشايخ الأشرار وأتباعهم وأيها السفهاء الخبثاء من غزني، أسف على حالتكم فلو متّم قبل هذا لكان خيرا لكم.لقد كفرتم المسلمين وصدقتم النصارى وأيدتم القساوسة وثبت كذبكم في كل قضية أخيرا واسودت وجوهكم.هل كان ذلك كله من العقل والدماثة والإيمان في شيء؟ لقد أثبتنا في إعلاناتنا السابقة من الآثار النبوية أن هذا المكر والفتنة التي صدرت من النصارى علامة من علامات المهدي الموعود، وكان يجب أن يتحقق.إن كلمات الحديث تشير بوضوح إلى أن مناظرة ستحدث بين المسلمين والنصارى في زمن المهدي وستكون أولا خفيفة لكنها ستطول وتصير فتنة عظيمة وسيُسمع نداء من السماء أن "الحق في آل المهدي" كما سينادي الشيطان أيضا بأن "الحق في آل عيسى" أي أن النصارى هم الصادقون.فهذا الحديث يصرح بجلاء أن الذين يؤيدون النصارى عند هذه الفتنة كلهم ذرية الشيطان، وأن صوتهم صوت الشيطان.كما يشير هذا الحديث أيضا إلى أنه في تلك الأيام سيحدث الخسوف والكسوف في رمضان، فظهر الخسوف والكسوف مرة بعد المناظرة وظهر مرة أخرى في رمضان في أميركا بعد هذه الفتنة.فظهور الخسوف والكسوف هذا كان يشكل آية قطعية لظهور المهدي؛ إذ لم يجتمع الكسوف والخسوف في رمضان آيةً لأي مدّع منذ خلق السماوات والأرض.وهذا هو الصوت السماوي مصدقًا للمهدي الموعود.

Page 224

۰۲۱۲ ضياء الحق فليستح الآن البطالوي واللدهيانوي سليل الهندوس ويقولا هل أصواتهما التي صدرت تأييدا للنصارى وأثبتنا أنها باطلة هي شيطانية أم لا؟ فقد أثبتنا أنهم في هذه الأصوات قد تركوا الصدق واقترفوا الظلم والخيانة في كل كلمة لهم وأيدوا النصارى فلا شك أنهما صارا مصداقي هذا الحديث.باختصار؛ يشهد على صحة هذا الحادث الحديث الذي ورد في الكتب من أحد عشر قرنا.وبالمناسبة هناك شاهد آخر أي إلهامنا المسجل في البراهين الأحمدية الذي قد مر عليه ١٦ عاما تقريبا ونصه: ولن" ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا أحد.ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.الفتنة ههنا، فاصبر كما صبر أولو العزم.تبت يدا أبي لهب وتب، ما كان له أن يدخل فيها إلا خائفا، وما أصابك فمن الله." أي أن اليهود (والمراد هنا المشايخ يهوديو الخصال والنصارى الذين ختمت عليهم فتنة في الزمن الأخير لن يرضوا عنك حتى تتبع أفكارهم قل هو أحد؛ فلا شريك له في الذات ولا في الصفات، لا كما يقول النصارى، ولا كما يقول المسلمون يهوديو الصفات مغالين في المسيح.فلم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد سيمكر بك هؤلاء المسلمون يهوديو الصفات والنصارى في المستقبل، ويمكر الله بهم أيضا، والله خير الماكرين..أي أن مكره ناجح.وعندئذ ستظهر فتنة باتفاق المسلمين منهم الله

Page 225

ضياء الحق ۲۱۳ سعی جاهدا يهوديّي الصفات والنصارى.فاصبر عندئذ كما ظل يصبر الرسل أولو العزم.هلكت يدا أبي لهب وهلك هو نفسه ما كان له أن يدخل في هذه الفتنة إلا خائفا.فالمراد من أبي لهب الرجل الذي أشعل نار الفتنة في المسلمين وكفر أهل الإسلام وأيد النصارى، فلما كانت مهمته إشعال النار وخداع المسلمين فقد سمي أبا لهب لأن اللهب هو لسان النار، كما يسمى مكتشف شيء أباه في اللغة العربية.فلما ظهر لسان نار الفتنة من هذا الرجل الذي هو مذكور في النبوءة، فقد صار أبًا للسان النار، فسمي أبا لهب.وحسبما أرى إن المراد من "أبو لهب" هنا هو الشيخ محمد حسين البطالوي والله أعلم - لأنه لإشعال نار الفتنة.أما ما قيل "ما كان له أن يدخل فيها إلا خائفا"، ففيه إشارة إلى أنه إذا لم يفهم أحدٌ أي قول لمجدد الزمان فلا بأس أن يناقشه في هذه المسألة خائفا بقلب طاهر ونية صادقة.لكن يجب أن لا يوصل الأمر إلى العداء والبذاءة، لأن ذلك يؤدي إلى سلب الإيمان ولقب "أبو لهب".ثم قال بأن الأذى الذي تواجهه في هذه الفتنة لمن الله، وهو مبني على حكمته؛ لأن الرقي في الدرجات دوما يتوقف على الابتلاء حصرا.فمن الضروري أن يُبتلى المؤمن ويؤدى وتُوجَّه إليه أنواع الأقوال ويُسخر منه ويُستهزأ به حتى يبلغ القدر أجله.فلينظر الآن السادة المنصفون إلى هذه النبوءة فهي منشورة في البراهين الأحمدية منذ ما يقارب ١٦ عاما، ونُشرت في البنجاب والهند بأسره، وقد

Page 226

۲۱ ضياء الحق بلغت البلاد العربية أيضا ألا تنبئ بجلاء وكلمات صريحة بهذا الحادث الذي مكر فيه المشايخ يهوديو الصفات؟ ألا تفصح هذه النبوءة عن هذا الحادث العظيم الذي أشار إليه الحديث النبوي؟ فالآثار النبوية وهذا الإلهام يوصل العاقل إلى حق اليقين، وإن الشرط الذي ذكر في الإلهام مقابل آتهم كان من الله بقصد أن يختبر القلوب ويبتلي ويكسر غطرسة عقول البشر، ولكي تتحقق النبوءة التي تنبأ بها سيدنا ومولانا النبي ﷺ قبل ثلاثة عشر قرنا من هذا الزمن، ويتحقق الإلهام الذي سجل ونُشر في البراهين الأحمدية قبل ١٦ عاما من اليوم.فكان مناسبة سعيدة للعقلاء أن النبوءة التي نُشرت مقابل آتهم قد تحققت بها نبوءة النبي أيضا.أيها المنصفون، أجيلوا النظر مرة أخرى وتدبروا أنه لما كانت النبوءة تتضمن الشرط الصريح بالرجوع إلى الحق، ثم صدر من أتهم الفزع والذعر والاضطراب والهلع لدرجةٍ قد فرضت عليه التبرير أنه لماذا أبدى هذا القلق والكرب الكبير.فاشتهر خبر ذعره وفزعه في كل مكان لدرجة أنه خاف بعد انقضاء الميعاد عدم القدرة على كتمان هذا الخوف والبكاء والجزع والفزع الذي ظل يصدر منه خلال الميعاد بأي شكل؛ فاعترف بالخوف مضطرا لا عن طيب خاطر وحرية، فقد صدق حين صرح بأنه رأى ثلاثة مشاهد، لكنه فيما بعد كذب في بيانه خوفا من الناس أنها كانت هجمات بشرية، و لم يُثبت هذا المكر الكاذب.

Page 227

ضياء الحق فلو كان عند مشايخنا وصحفيينا شيء من الأمانة والحماس لتأييد الدين لأمسكوا به عند الهامه هذا الذي لم يُثبته وفطنوا إلى أن هذا المكار عابد الدنيا إنما لجأ إلى هذا الكذب المحض ليكتم بهذه التأويلات الخوف الذي لم يكن بوسعه كتمانه في أي حال.لكن هؤلاء المشايخ العميان والصحفيين الجهلة قد انبروا لهدم بيوتهم كالوحوش المجنونة، فلو نظروا قليلا إلى الشرط في الإلهام بوعي ودرسوا بقلب متفرس أوضاع آتهم التي أبداها في الميعاد لانكشف عليهم أن النبوءة تحققت حتما.إلا أن الشقي يتسرع دوما فيسيء عاقبته.من المؤسف أنهم لم يتدبروا هل الأمة المسيحية صالحة وصادقة لدرجةٍ ينبغي عندها الإيمان بكل ما يقولون؟ فحين شن الهجوم على آتهم في أمرتسر على حد زعمه، أي حين أرادت الحية المروضة لدغه، لم يشتكِ هذا الهجوم عند الحكومة بحجة أن النصارى يتصفون بمنتهى الصلاح وصدق الطوية.ولم يرفع أي قضية في المحكمة بل قد ترك المجرمين عن عمد وقصد، لأن الحلم المسيحي يتطلب هذا العفو والتسامح.ثم هاجمه بعض أفراد جماعتنا كما يزعم- في لدهيانة بالرماح في المرة الثانية، لكن صفاء قلبه الذي ورثه من بولص الرسول قد منعه من إلقاء القبض على المجرمين والانتقام هذه المرة أيضا كما يزعم.لهذا أطلق سراح المجرمين الدمويين عن عمد وقال لا بأس إذا كانوا قد أساؤا إلي فأنا لا

Page 228

ضياء الحق أسيء إليهم.إلا أن الأعداء الأشقياء مع ذلك لم يتركوه و لم يراعوا الحسنة العظيمة لذلك المسنّ السعيد المحسن أي مراعاة بل حين انتقل إلى معسكر فيروز بور لاحقوه إلى هناك أيضا ولازموه كالظل واقتحموا بيته بالسيوف للقضاء عليه.فلما كان ذلك العجوز المسن طاهر القلب جدا وعديم الضرر و كان في صدره صورة كاملة لبولص الرسول، لم يُلق القبض عليهم هذه المرة أيضا، ولم يُخبر الشرطة لتقبض عليهم، وقال أنا لست على شاكلة المسلمين، فلن أردّ السيئة بسيئة أبدا.وكم كان حظ أولئك الأوباش سعيدا إذ لم يشاهدهم أحد في السوق أو المارة في وضعهم الإجرامي أثناء تجولهم في السوق مسلحين ذهابا وإيابا.أما آتهم فرحيب الصدر لدرجة أنه لم ينشر في الجرائد خبر تعرضه لهذه الهجمات في الميعاد، لأنه قد يكون ذنبا، ناهيك عن رفعه الشكوى لدى الحكومة ضد هؤلاء الأعداء الدمويين أو أن يسجل قضية جنائية في المحكمة رسميا ويستصدر مني تعهدا خطيا بأني إذا قمت بتصرف إجرامي ضده فسوف يلقى علي القبض.أيها السادة المشايخ والصحفيون، هل تزعمون أن جماعة المرتدين المتنصرين صالحة ومؤمنة لدرجة أنهم لم يكذبوا قط ولا يعرفون ما هو المكر والمكيدة وما الذي يسمَّى الزيف والخدعة والاحتيال؟ لكنني أعلم أن كل هي من الإيمان إن الذين باعوا دينهم طمعا في قروش أو رغبة في النساء وأساءوا إلى منبع الصدق والصلاح بارتدادهم عن الإسلام فإن أمانة اعتبارهم صالحين من فعل ذوي الطباع النجسة جدا.

Page 229

ضياء الحق أيها الأعزة، إنكم تعلمون هذه الأمة ومكرها جيدا ولأي مدى هم حائزون على الكمال في التزوير والكذب.فقد كتب السيد بورت في ألف كتابه "مؤيد الإسلام" نموذجا لمكايد القساوسة، أن قا كبيرا كتابا حول سيرة النبي وذكر فيه والعياذ بالله أنه كان قد روض حمامة وكانت تضع منقارها على أذن النبي ، وقد قام بذلك ليعلم الناس أنها روح القدس تنزل بالوحي وتنقل له رسالة إلهية.لكن حين اعترض الناس على ذلك القس بشدة وسألوه عن مصدر هذا الخبر اعترف بصراحة أنه كذب متعمدًا.ويبدو أن ذلك القس الشرير كان يشك في تلك الحمامة التي ورد ذكرها في الإنجيل والتي نزلت على المسيح مرة واحدة فقط طوال الحياة.ثم لم تنزل عليه قط، ويقول: إنها لم تكن في الحقيقة حمامة بل كانت روح القدس.على كل حال لسنا بصدد الخوض في هذا النقاش وإنما يهمنا الإظهار أن هذا القس السيئ الطوية قد اختلق هذا الافتراء من تصور تلك القصة الإنجيلية.فلو نشأت لديه هذه الفكرة بحق عيسى لما كانت في غير محلها، لأن هذه القصة السخيفة بحق عيسى اللي موجودة في الأناجيل ولم يُثبتها حتى اليوم أي مسيحى و لم يحفظوا تلك الحمامة.ولا يتوقف اختلاق القساوسة عند هذا الحد بل إنهم هم السادة الذين اخترعوا عددا من الأناجيل دون أن يخافوا الافتراء على الله وقد اكتشف مسيحي كبير إنجيلا جديدا من مناطق التيبت ويُشترى بحماس كبير.وقد قال أحد

Page 230

۲۱۸ ضياء الحق كبار مقدسيهم بأن الكذب لرقي الدين وتأييده ليس جائزا فحسب بل هو ذريعة النجاة.إن حب هذا الشعب للكذب يتحقق من عادة كذبة أول نيسان أيضا، فهم يقولون إنه لو نُشرت في الكتابات والجرائد الصادرة في إبريل / نيسان أمورٌ منافية للحقائق وبعيدة عن القياس فلا حرج في ذلك.وهذا يؤكد لنا أن جزءا كبيرا من الإنجيل قد كتب على الأغلب في إبريل فحسب، وإن أساس مسألة الثالوث أيضا هذا الشهر الذي يُكذب فيه دون أي خوف وتردد، وتُنشر أمور منافية للقياس.باختصار؛ إن اللجوء إلى الكذب عند الضرورة في رأي هؤلاء غير مكروه.فحين يخشون أي فضيحة يلجأون إلى الكذب فورا.ما أكذب قصة "عبد المسيح" و"عبد الله الهاشمي" التي اختلقوها، فهل كان في زمن هارون والمأمون أي أثر للبروتستانت التي كتبت مناظرة باللغة العربية بين شخصين افتراضيين تأييدا لهم؟ إن الذين يخترعون كل يوم أكاذيب جديدة كما تبتكر الأجهزة والآلات كيف لا يكذبون عند مواجهتهم لأي معضلة؟ فمن الحقائق الثابتة أن الكذب ظلما ميزة هؤلاء فقط.انظروا في عدد "نور" أفشان" الصادر في ١٨٩٥/١/٢٥ كيف تم و "أكبر مسيح المسكين بسب بسبب التعصب الديني فقط.فقد نُشر في الجريدة المذكورة أن "أكبر مسيح" عدو الثالوث قُتل في حادث القطار، وعند الوفاة تاب بتوجيه من أحد القساوسة، وآمن بألوهية المسيح قبيل الموت راجع رومية ٣ : ٧.(لمترجم)

Page 231

ضياء الحق ۲۱۹۰ وأحرق كتبه المعادية وتاب وبكى كثيرا، وصرح بأنه الآن أدرك أن المسيح في الحقيقة إله !!! أنه مع لم يصدمه أي قطار ولم يمت ولم يتب ولم يحرق كتبه و لم يؤمن بألوهية المسيح بل ما زال حيا يعادي الثالوث حتى الآن.وإنما مسيحي وقح عرضه وعائلته وأصدقاءه للفجيعة بغير حق.من المؤسف أنه لم يخطر ببال مشايخنا العنيدين أن اتهم هذا أيضا من الشعب المختلق الأكاذيب نفسه.وهذا الخبيث الطبع هو نفسه الذي وصف أولا سيدنا ومولانا محمدا المصطفى الله بالدجال في كتابه والعياذ بالله، ولعنة الله على قائله إلى يوم القيامة.فمن صدق هذيانه الباطل فهو لا يقل شأنا عن الدجال.أما أقيمت عليه الحجة عقلا وإنصافا أنه رغم اعترافه بالخوف أثناء الميعاد لم يقدر على إثبات هذه الأكاذيب بأن خوفه ذلك كان بسبب هجمات الحيات وغيرها و لم يكن بسبب هيبة النبوءة؟ و لم يُثبت هذه الادعاءات برفع القضية، و لم يُرد أن يبرئ ساحته من الاتهام بالقسم.وحين أصررنا وركزنا على أنه لماذا لا نعتبر عند تقديم هذه الأعذار الواهية بأن قصة تعرضه لهجمات ثلاث قد اخترعت لمجرد كتمان الخوف والجزع والفزع الذي كان أتهم بسببه ظل يستيقظ صارخا في المنام، فقد صرخ في شدة المرض بأمرتسر أيضا، وقال ها قد بُطِش بي، فلم يقدم أي رد مقنع على ذلك.فظهرت حاجة إلى القسم، لكنه هرب من القسم بعذر كاذب، فلو كان المشايخ والصحفيون يحوزون على شيء من تأييد الحق لاستنتجوا وجوب القسم تأييدا للدين حين كان آنهم قد بين أنه ظل يخاف بسبب

Page 232

۲۲۰۰ ضياء الحق الهجمات الثلاث، وإن لم يقتنعوا بذلك أجبروه على القسم.لأنه ما دام آتهم قد اعترف بالخوف الشديد بقوله وفعله وجب أن يطالب قانونا وشرعا بأن يُثبت أن ذلك الخوف لم يكن بسبب هيبة النبوءة، ولا سيما حين ثبت أن الأسباب التي بينها للخوف كانت مزورة وسخيفة ومكروهة ومختلقة.فرغم أن القرائن القوية كانت تكذبه وكان قد استحق الإدانة بالجريمة بسبب أعذاره غير الثابتة، وحين طالبناه بالقسم فإنما كان مراعاة له لأقصى حد، ووعدناه بأنا سنعده صادقا إن لم تظهر النتائج الوخيمة للقسم.وليس ذلك فحسب بل سنقدّم له أربعة آلاف روبية نقدا.لكنه هرب وامتنع عن القسم.كان يجب على المسلمين أن يدقوا طبول الفتح عند امتناعه الواضح وهروبه لا أن يدعموا النصارى، لكن الإنسان إذا لم يخلُ من العناد تماما يبقى أعمى في الحقيقة.إن أوضاع النصارى مدعاة للعجب الكبير إذ قد أثاروا الشغب والضجيج بقصد الفتنة عند تحقق هذه النبوءة التي تحققت بمنتهى الجلاء حسب الشرط، وأساءوا وسبوا وأطلقوا شتائم شنيعة وأظهروا مظاهر شيطانية في الأزقة والأسواق وكشفوا جميع ستائر طبعهم.مع أن النبوءة كانت تتضمن شرطا واضحا وقد تحقق ذلك الشرط بقرائن قوية.وكانت الحجة قد أقيمت على آتهم من كل النواحي، وثبت من كلامه أنه مكار وكذاب.فيا أسفا عليهم ! قد أنكروا هذه النبوءة الواضحة ونسوا نبوءات المسيح اللة التي لم تتحقق حرفيا بل قد ظهر بطلانها بحيث لم يكن أي

Page 233

ضياء الحق ۲۲۱ مجال للتأويل.انظروا بأي قوة تنبأ المسيح بأنه سيعود مرة ثانية في حين يكون بعض الناس في ذلك الزمن ما زالوا أحياء لكنهم ماتوا جميعا وقد مضى على ذلك ۱۸۰۰ عام إضافي، وإلى الآن لم يعد بحسب زعم النصارى.ثم الأعجب من ذلك أنه كانت نبوءة عن المسيح اللي في الكتب السابقة "أنه من الضروري أن ينزل قبله إيليا" أي النبي إيليا الذي قد مات قبله ،بزمان، فلم ينزل إيليا وأقام اليهود حجة على المسيح بأنه لا يسعهم اعتباره صادقا لأن إيليا لم ينزل من السماء بعد؛ فلم ير على ذلك المسيح أي رد سوى أن قال إن يحيى ابن زكريا هو إيليا نفسه".لكن من الجلي أن هذا الجواب تأويل يخالف تماما كلمات النبوءة الظاهرة.فإذا كانت أي نبوءة تتحقق بمثل هذا التأويل فكل واحد يمكن أن يقوم بالتأويل.ومما يثير التعجب أن يحيى رفض كونه إيليا.فبهذا الرفض ثبت أن التأويل عديم الجدوى.فلما كان صدق المسيح ال يتوقف كليا على تحقق هذه النبوءة التي لم تتحقق، فقد خسر المسيح حتى النبوة ناهيك عن ألوهيته.بل ثبت أنه كان كاذبا ومفتريا لأن الذي يدعي قبل نزول إيليا مسيح فدعواه هذه ليست صحيحة.فاليهود حتى اليوم يقدمون هذه الحجة، ونصوص كتاب الله بظاهرها تؤيد موقفهم.فهم يحتجون بأنه إذا كان المراد من إيليا شخصا آخر، فلم خدع الله عباده؟! بل قال بكلمات أنه ا ملاخي ٤ : ٥ ۲ متی ۱۷: ۱۰-۱۳

Page 234

۲۲۲۰ ضياء الحق صريحة إن إيليا لن ينزل من السماء بل سوف يولد ابن لزكريا باسم يحيى فاعتبروه إيليا.فهذه النبوءة تُسبب للدين المسيحي حرجا كبيرا.فلو لم يعدّ القرآن الكريم حضرة ابن مريم من الأنبياء بتصديقه لما اقتنع أي عاقل بأنه كان في الحقيقة نبيا.لأن النص الصريح من كتاب الله يؤيد اليهود، وبسببه لا يتحقق صدق المسيح بأي حال.يقول بعض المسلمين جهلا بأنه من المحتمل أن تكون تلك النبوءة قد حرفت، غير أن أصحاب هذه الفكرة سفهاء وحمقى.لا شك أن تحريف بعض المواضع من الكتاب المقدس قد حصل، غير أن الموضع الذي وصفه المسيح نفسه بغير المحرف فهو بلا شك باتفاق المسيح ال واليهود منـزه من التحريف.أما القرآن الكريم والحديث فلم يتناولا هذه القصة أصلا حتى نقول إن هذه القصة تخالف بيان القرآن الكريم والأحاديث.فلا يجوز لنا بأي حال تكذيب هذه القصة، ويلزمنا القول بأن نص كتاب الله وإن كان في الظاهر يؤيد عذر اليهود، ولو تم اتخاذ القرار بموجب ظاهر النص، فلا تثبت نبوءة المسيح العلي حتما، بل يثبت كذبه وافتراؤه.وحتى الكذب السافر لدرجة أن مَن اعتبر إيليا هو يرفض كونه إيليا ويصدق المثل الأردي القائل: "المدعي مقصر والشاهد نشيط".لكن لما كان القرآن الكريم قد صدق المسيح اللة في دعواه بالنبوة، لذا نؤمن على كل حال بأن حضرة المسيح نبي صادق، ونعد إنكار نبوته كفرا بواحا.نفسه

Page 235

ضياء الحق ۲۲۳ أما حجة اليهود في قصة إيليا بأنه إذا كان هذا الرجل في الحقيقة مسيحا موعودا، فلماذا خد خدع الله عباده بنبأ نزول إيليا مرة أخرى فلم لم يقل في نبأه بأنه يجب أن يبعث يحيى ابن زكريا قبل المسيح؟ فلما كان الإيمان بظاهر نصوص كتاب الله ضروريا واجبا فإن اللجوء إلى التأويل في مثل هذه المناسبات كفر، فما زال اليهود يقدمون هذه الحجة على إنكار المسيح.أما الآن حيث تحقق صدق نبوة المسيح بنزول القرآن الكريم فنستطيع أن نقول مستمدين القوة من معارف القرآن الكريم أنه مهما كانت عبارة النبوءة مخالفة فعلينا أن نؤولها.فلما كانت النبوءات تضم مجازات واستعارات في كثير من الأحيان بقصد ابتلاء خلق الله فما الذي يمنعنا من اعتبار نبوءة نزول إيليا من قبيل الاستعارات.لم يكن اليهود يدركون جيدا سنن الله بأن النبوءات الإلهية تضم استعارات أيضا بحيث يُذكر إنسان ويكون المراد منه إنسانًا آخر في ضوء القرائن.لكن القرآن الكريم قد أحسن إلى هذه الأمة بحيث فهمها كل هذه المعارف والسنن الإلهية، وشرحها جيدا باختيار هذه الأساليب بنفسه في آيات متعددة.انظروا كيف أقام الحجة على اليهود في زمنه أنهم عصوا موسى، وبارَزوا هارون مع أنهم لم يرتكبوا هذه الجرائم بل فعلها آباؤهم.كما فهم جيدا مرات متعددة أن الذي يموت لا يعود إلى الدنيا مرة أخرى، لكن اليهود لم يكونوا فُهموا هذا الفهم.كما أن أسلوب التوراة كان قد ولد لديهم

Page 236

نفسه ضياء الحق الشك في القيامة، و لم يكن قد تبين لهم من نصوص التوراة الصريحة- كما يتبين من القرآن الكريم - أن الذي يغادر هذا العالم لا يعود إليه مرة أخرى.لهذا قد وقعوا في هذه الدوّامة وأصروا على نزول إيليا الكلية من السماء مرة أخرى قبل بعثة المسيح، وكان هذا حمقا محضا.و لم یكن عندهم أي مثال لبعثة أحد بعد الموت مرة أخرى، وإنما كانوا يصرون على ظاهر النص كمشايخ العصر الراهن المتمسكين بالنصوص الظاهرة.وكانت حجة اليهود في نبوءة نزول إيليا مرة أخرى تبدو قوية في نظر الغبي، وكان تأويل عيسى الله يبدو ركيكا وسخيفا نوعا ما.لأن ظاهر النص كان يؤيد اليهود، أما بإمعان النظر في سنة الله المبينة في القرآن الكريم فتنكشف هذه المسألة بجلاء.لأن هذا الكتاب يبين صراحة بخصوص البعثة الثانية لأحد إلى هذا العالم وسكنه فيه من جديد أنها تنافي سنة الله.صحيح أن فحين ثبت امتناع البعثة الثانية في هذا العالم فإن نزول إيليا الا من السماء وإصلاح قلوب اليهود قبل المسيح صار بديهي البطلان.هذه المسألة لا تتبين دون الإيمان بالقرآن الكريم، أما إذا كان الاعتماد على التوراة حصرا فيتحتم علينا الاعتقاد بأسف بأن المسيح لم يكن نبيا صادقا قط.فهذه مصيبة أولى بخصوص المسيح، والثانية أن النصارى الظالمين بأنفسهم قد حرموا المسيح نهائيا من سنة الأنبياء الصادقين وشأنهم باعتبارهم إياه مصداق إصحاح ١٣ من التثنية.

Page 237

ضياء الحق ۲۲۰ ولا يغيبن عن البال أننا حين نمعن النظر في تأويل المسيح الا نجده غالبا على تمسك اليهود بظاهر النصوص.وإن كان أحد المتسرعين والمنخدعين يسخر من تأويل المسيح اللي ويضحك عليه أنه لجأ إلى تأويلات ركيكة لإثبات نبوته، إلا أن الذي عنده علم القرآن الكريم وينظر إلى سنة الله المستمرة فيدرك جيدا أن الوعد الإلهي الصارم الحاسم هو أن الذين يموتون لا ينزلون من السماء من جديد؛ فلن يقبل تأويل المسيح اللة فحسب بل سوف يستمتع بهذا التأويل أيضا.لأن ذلك التأويل يتفق مع العهد القديم.وإن كان اليهود الأشقياء يبكون حتى الآن ويشتكون بأن المسيح ترك النصوص الظاهرة لكتب الله المقدسة لإقناع الناس بنبوته الباطلة.وحين يتكلم معهم أحدٌ بمصادفة يقدمون هذا العذر الخادع.وحين يسمع حجتهم غير مطلع ينشأ لديه التردد في نبوة المسيح حتما، ومن المحتمل جدا أن يهلك بعد المسيح مكارا و كاذبا ولعل ملحدي العصر الراهن أخذوا هذا الاعتراض من اليهود حيث يقولون بأن المسيح إذا كان يُحيي الموتى بل قد عاد ذات مرة جميعُ الموتى وجميع الأنبياء المقدسين أحياء إلى المدينة.فلماذا لم يحسم القضية بإحياء إيليا الليلة أمام اليهود تصديقا لنبوته، الذي بسبب امتناعه عن البعثة الثانية لجأ المسيح إلى تأويلات ركيكة مضطرا، فلماذا عرض نفسه لمشكلة تأويلات ركيكة؟ فالإنسان الذي كان يقدر على إحياء الميت شخصيا كان يجب عليه أن يحيي تصديقا للنبوءة أو يُنزله من راجع متى ٢٧: ٥١-٥٣.(المترجم)

Page 238

ضياء الحق السماء.فأفعال الله تتحقق نتيجة كُن فَيَكُونُ).أما هذا الإله فأي مصيبة أصابته إذ قد سيطر عليه اليهود الأشرار، و لم يستطع تفنيد حجتهم.فلماذا عرّض العالم للدمار والفتنة بتركه ظاهر النص ثم تأويله لكي يكون مسيحا موعودا بأي شكل كان فالذي كان يقدر على الإحياء بل كانت معجزته إحياء الموتى فما الذي كان يصيبه لو أحيا إيليا فورا أو أنزله من السماء ليقيم الحجة على اليهود بحسب ظاهر النص.لكن هذا الاعتراض لن يثيره إلا من كان يؤمن جهلا أن الموتى يعودون إلى هذا العالم من جديد.فالمشايخ بالاسم فقط في العصر الراهن الذين يقولون- رجما بالغيب- بأن قصة نزول إيليا مرة أخرى قد تكون محرفة.فهذه مجرد خيانتهم؛ فالقصة التي صدقها عيسى ال وأجمع عليها اليهود كلهم كيف يمكن أن تكون محرفة؟ ثم نقول على سبيل التنازل أن الله ورسوله لم يخبرانا بكونها محرفة.فبموجب الحديث الصحيح لا يجوز لنا تكذيبها.فإذا كان الحديث يقول "لا تصدقوا" ففي الوقت نفسه يقول "لا تكذبوا" أيضا.أما في هذه المسألة فقد خاف مشايخنا أنهم إذا قبلوا تأويل عيسى اللة هذا وصدقوا القصة، فلن يجدوا بدا من الانسحاب من فكرة عودة العليا شخصيا مرة أخرى لأن القضية التي قد حُسمت فإن إثارتها من جديد تجعل المرء يهوديا.فالمؤمن من يتعظ بغيره.فإذا وُجدت في الحديث- بحق عيسى- كلمة "نزول" فإن كلمة "توفّى" بحق عيسى موجودة في القرآن الكريم والحديث كليهما.ولم يثبت من النبي والصحابة معنى التوفي غير

Page 239

ضياء الحق ۲۲۷ معنى فلن الإماتة.فإذا كانت هذه هى الحقيقة للمسألة الأصلية، فالنزول فرعُها، ولا بد أن نشرحه بشرح ينسجم مع أصل القضية.فإذا أراد مشايخ العالم بأسره متفقين على أن يثبتوا من كلام النبي ﷺ أو أي صحابي آخر غير الإماتة لـ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) وآية (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني ) ٢ يتمكنوا من ذلك أبدا حتى لو ماتوا في هذا الهم.ولهذا كان مذهب الإمام ابن حزم والإمام مالك والإمام البخاري وكثير من كبار العلماء العظام بأن عيسى اللي قد مات في الحقيقة.فالمؤسف أن المشايخ الجهلة أثاروا شغبا بغير حق وأخيرا ثبت موتُ عيسى ال فخجلوا من هذا الإثبات وكأنهم قد ماتوا.فقد أصابتهم كل هذه المصائب لقلة اهتمامهم بالوحي الإلهي.فلم يفكر المشايخ بأن الله قد سماني أنا المتواضع بعيسى قبل ١٦ عاما من اليوم في الوحي المسجل في البراهين الأحمدية.فهل يستطيع الإنسان أن يخطط لافتراء سيتقدم به بعد ١٦ عاما؟ ثم مهد الله الله لذلك قبل هذه المدة حيث أعطاني المهلة الطويلة التي لم يسبق لها نظير منذ خلق العالم.والسلام على من اتبع الهدى.١ آل عمران: ٥٦ المائدة: ۱۱۸

Page 240

۲۲۸ ضياء الحق إن وحي الله مليء بالإشارات، وإن لم يفهمه جاهل وذو قلب زائغ "إن فهذا محتمل إن وحي الله منبع الفيوض ، لكن لا يفهمه غيرُ المهتدي إن وحي القرآن يفيض بالأسرار، ولفهمه يجب أن يكون في الإنسان كفاءة في الدين يجب أن تكون علاقة وانسجام، لأنه بدون ذلك لا يستقيم الأمر فالسعيد الذي اسمه أبو بكر كانت له صلة بخير الأنام فلذا لم يحتج إلى بحث طويل، فقد عرف المقدس بوجهه أيها السعيد، إن النظرات متفاوتة، فما رآه هارون لم يره قارون كان هارون إنسانا طاهرا بينما قارون كان دودة خبيثة، فمتى يمكن أن يكون يزيد مثل "بايزيد" إذا كان أحد لا يعرف غايته المنشودة فهو يتعثر ويتخبط عند كل خطوة أحدهم يرى القمر ،واضحا، أما الثاني فقد أعماه السحاب وأصمه فأحدهما جالس عند الحبيب، والثاني يتورط في المعارضة والإنكار العماية فالقمر لا يُرى في الطقس الغائم، وكذلك لا يرى الكافر الصديق يا أخي، يجب أن تبحث بصبر ولا تتصرف كالمتمرد، بل امش هونا يا من عقدت العزم على تكفيري كيف تهتم بالآخرين وبيتك خراب! ترجمة أبيات فارسية.(المترجم)

Page 241

ضياء الحق ۲۲۹ فمئات الألوف من أوجه الكفر تكمن في نفسك، فلماذا تبكي على كفر الآخرين فانهض وأصلح نفسك أولا ؛ إذ يجب على الناقد أن يُصلح عينه أولا إذا كان أي لعين يلعننا فهو لا يضرنا، بل يهين نفسه فلعنة الظالمين هينة سهلة، إنما اللعنة هي التي تنزل من الله الرحمن" الراقم: العبد المتواضع مرزا غلام أحمد القادياني شهر مايو/أيار ١٨٩٥

Page 242

۲۳۰ ضياء الحق ضياء الحق إن لم ير الخفاش في النهار فأي ذنب للشمس في ذلك؟ كنا نريد بخصوص كتيب "ضياء الحق" أن ننشره مع "منن الرحمن" ونجعله جزءا منه، إلا أننا رأينا من المناسب حاليا أن ننشر عددا من النسخ منه لأننا لاحظنا أن بعض غير المطلعين والمتعصبين ما زالوا مصابين بسوء الفهم بأن النبوءة بحق آنهم بطلت.فالآن نرسل نُسَخ ضياء الحق بأيدينا، ولن نرسل بعدها أي نسخة له عند أي طلب إلا أن يشتري الطالب منن الرحمن أيضا.لأن هذا الكتيب قد جُعل جزءا من ذلك الكتاب، وإن كتاب منن الرحمن سيُنشر إلى ديسمبر/ كانون الأول ١٨٩٥ بإذن الله.وعند صدوره سيصدر هذا الكتيب أيضا باعتباره جزءا منه، وحاليا ننشر عددا من النسخ الذي لا يقدَّر بأكثر من خمسين، بهدف أن ننتشل عاجلا من هوة سوء الفهم أولئك الذين يقولون إن نبوءة أنهم لم تتحقق.لأن معارضينا العميان حتى الآن لم يتمكنوا من رؤية الحق الذي يسطع في النبوءة.فقبل بضعة أيام قرأنا مقالا من جريدة "بمارت سدهار" ١٨٩٥/٨/٢٤ في جريدة "نور" "أفشان الصادرة في ١٨٩٥/٩/١٣، الذي ترجمة بيت أردي.(المترجم)

Page 243

ضياء الحق ۲۳۱۰ كتب فيه صاحب المقال بأن عاما آخر قد مضى وعبد الله آنهم ما زال حيًّا يرزق.انتهى كلامه كنا إن الذين ينشرون مثل هذه الأفكار فإما أنهم لم يقرأوا حتى الآن كتيبنا "أنوار الإسلام" الذي يضم ردًّا مفصلا على هذه الوساوس، وإما أنهم اطلعوا عليه وربما اطلعوا على الإعلانات الأخرى كلّها أيضا- لكن التعصب الذي يُعمى العيون ويُظلم القلوب قد جعلهم لا ينظرون حتى بعد أن قد نظروا.فيا أسفا على عقول هؤلاء الذين لطخوا البشرية بالعار.فليسألهم أحد متى وفي أي ساعة قلنا إن عبد الله آتهم سيموت خلال عام حتما رغم امتناعه عن القسم أمامنا بحسب طلبنا في العبارة التي نشرناها مرات عديدة في إعلاناتنا ؟ فحين لم ننشر أي إعلان من هذا النوع، بل قد صرحنا بأنه إذا أقسم فسيموت خلال عام، ففي هذه الحالة إذا لم يمت خلال عام فبه يتبين صدقنا حصرا.لأنه استفاد جليا من هذا الهروب الذي كان يشكل دليلا واضحا على رجوعه إلى الحق.لو كان قد خرج إلى الميدان مقابلنا وأقسم بحسب العبارة التي طلبناها منه ثم لم يمت خلال عام، لكان هذا الاتهام في محله.أما نحن فكنا قد صرحنا له بوضوح بعرض أربعة آلاف روبية وخولناه بأن يطالبنا بإيداع المبلغ المشروط، ثم يقسم في اجتماع عام ثلاث مرات إني لم أرجع إلى الإسلام في أيام النبوءة قط، ولم تؤثر في عظمة الإسلام وإن كنتُ كاذبا في هذا البيان فأَمِثْني خلال عام أيها الإله القادر لأفتضح في كذبي هذا الموضوع قد نشرناه مرات

Page 244

ضياء الحق كثيرة لا مرة واحدة ورفعنا المبلغ من الألف إلى أربعة آلاف روبية.وأعلنا مرات كثيرة، بأن هذا ليس تصريحا باللسان فقط بل يمكن أن يطالب بإيداع المبلغ سلفا ثم يقسم.وإن لم نودع المبلغ وتبين أنه كان كلاما فارغا فقط، فليس ثمة حاجة لأي دليل لكذبنا فليفهمنا أحدٌ بم ردّ آتهم على كل هذه الأمور.فهل برز إلى الميدان، وهل أقسم؟ هل طالبنا بالمبلغ؟ وهل قدم إثباتا كاملا أن خوفه الذي اعترف به في ميعاد النبوءة لم يكن بسبب هيبة النبوءة بل كان ناجما عن تعرضه لثلاث هجمات بالبنادق والسيوف؛ حيث كانت أولاها بالحية المروّضة التي أخرجته من أمرتسر؟ إنكم تعرفون أن المراد الواضح من الإلهام أن آتهم سوف يلقى به في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا فقط في حالة عدم رجوعه إلى الحق.ومن الواجب عليكم عقلا وإنصافا الاعتراف بأنه إذا كان صحيحا أنه رجع إلى الحق لكانت النتيجة الحتمية لذلك أن يُنجى من الموت.لأنه لو مات حتى بعد الرجوع لما بقي أي شك في بطلان شرط النبوءة، بل لبطلت النبوءة نفسها.وذلك لأن النبوءة بمدلولها كانت تتطلب أن يعيش آتهم حتما بعد مضي الميعاد في حالة تحقق الشرط.الآن ثبت أن النبوءة لم تكن تتنبأ بالموت فقط، بل كانت تبشِّر بالحياة أيضا بموجب الجانب الثاني.وإن عدم وفاته عند ظهور الشرط يدل على تحقق النبوءة، كما كانت وفاته ستدل عليه في حالة ظهور الشرط.فمن أي نوع هذا العناد بحيث يُهمَل شرط النبوءة؟ فهم لا يخافون الله ولا يخافون الذلة التي تصيب المرء كلعنة عند تركه الإنصاف.أيها

Page 245

ضياء الحق ۲۳۳ السادة، إذا لم تفهموا قبل هذا، فافهموا الآن أنه كان لهذه النبوءة جانبان في الحقيقة، إذ لم يكن تأثيرها ينحصر في الموت فقط، بل كانت الحياة والنجاة من الموت أيضا من تأثيرها المحتم.فلو كان في قلوب معارضينا والمتسرعين أي إنصاف لما أثاروا الشغب على عدم وفاته، بل لاعتبروا مفهوم الشرط جديرا بالتنقيح؛ أي هل رجع آتهم إلى الحق أم لا؟ ثم لو وجدوا أن أوضاعه التي أظهرها في ميعاد النبوءة والتصرفات التي أبداها عند مطالبتنا بالقسم لا تُثبت الرجوع، لكان من حقهم أن يثيروا الشعب كما يريدون.لكن المؤسف أن هؤلاء الظالمين سيئي الطباع لم يتوجهوا إلى هذا الأمر بتاتا.يا عقلاء العالم أعملوا العقل قليلا الله وتدبروا أنه لما كانت النبوءة تتضمن شرطا، وأن آتهم لم يُثبت بتصرفاته الناجمة عن الاضطراب بأنه تخلّى تماما عن تمسكه بالمسيحية خلال الميعاد وأن هيبة الإسلام كانت جعلته كالمجنون فحسب بل كان قد اعترف بلسانه - واعترافه منشور في نور أفشان- بأنه حتما ظل يخاف أثناء الميعاد إلا أن خوفه لم يكن من عظمة الإسلام، وإنما لأنه قد شُنت عليه ثلاث هجمات متتالية، أي في أمرتسر ولدهيانة وفيروزبور، إلا أنه لم يُثبت هذه الهجمات، بل حين أصرّ عليه مارتن كلارك وغيره أن يرفع القضية وركزوا عليه، رفض بوضوح وبدا كأنه قد مات فإن كان صادقا وجب أن يكون فيه الحماس لبيان الحق.وكان يجب عليه أن يُثبت حتما كرامةً واحتراما لدينه- إن لم يكن من أجله الشخصي - أنَّ خوفه الذي اعترف به كان بسبب الهجمات

Page 246

٢٣٤٥ ضياء الحق الثلاث فقط وليس بسبب هيبة الإسلام ويمكن أن يدرك صاحب الكفاءة العادية أنه لم يثبت ادعاءه هذا الذي قدم من قبله كمانع بل كان خوف هجمات ثلاثة اختلافًا دون إثبات، وإنما قدَّم مانعا سخيفا كتمانا على الخوف الحقيقي.فلو كان صادقا لأثبته حتما برفع القضية، أو بأي وسيلة أخرى.فلما اعترف بالخوف ولم يثبت هذه الأسباب التي وصفها أساس الخوف، فلم يكن بد من اعتبار الخوف ناجما عن عظمة النبوءة وهيبة الإسلام.وفي هذه الحالة لم تكن لنا أي حاجة لنشر إعلان الجائزة أو إجباره على القسم، لأن القرائن التي أبداها بأقواله وأفعاله وتصرفاته كانت قد أثبتت بالتأكيد أنه ظل يخاف هيبة الإسلام.وكان يكفي الرجوع بحسب القرآن الكريم وكتب النصارى أن قلبه آمن بهيبة الإسلام.إلا أننا لم نكتف بهذه القرائن بل نشرنا أربعة إعلانات متتالية بمنح المبلغ الكبير جائزةً له، وكتبنا فيها أن القرائن التي هيأها بأفعاله وأقواله وتصرفاته تقيم عليه الحجة بأنه بالتأكيد قد حقق شرط الخوف من العظمة الإسلامية الوارد في النبوءة.مع ذلك إذا راعيناه كثيرا وافترضنا القضية الثابتة مشكوكا فيها، فإن إزالة الشبهة التي خلقها بنفسه كانت واجبة عليه قانونا وشرعا.ويمكن يا آتهم- إزالتها بأن تقسم أن الخوف الذي اعترفت به لم يكن بسبب هيبة الإسلام بل كان بسبب آخر، وبذلك ستكسب أربعة آلاف روبية جائزة، وبعد ذلك إذا عشت سالما سنة واحدة فسوف يكون المبلغ ملكا لك، لكنه مع ذلك لم يقسم قط.أنا قد حلّفته بربه إلا أن هيبة الحق كانت

Page 247

۲۳۰ ضياء الحق قد رسخت في قلبه لدرجة أنه كان يجد التوجه إلى هذا بمنزلة الموت.فقد أثبتنا له أن القسم لتسوية أي نزاع ليس ممنوعا في الديانة المسيحية بل هو واجب، إلا أن آتهم لم يلتفت إلى ذلك أي التفات.فتأملوا الآن إيمانا أن هذا الأمر الجدير بالتنقيح الذي كان يتوقف عليه إظهار الرأي الصحيح، بحق من صدر القرار ومن الذي هرب؟ أيها المعارضون أليس منكم رجل مفكّر؟ ألم يعد أحدكم يخاف الله؟ أليس أحدكم يتدبر في هذا الحادث بقلب سليم؟ فلم كل هذا الافتراء لهذا الحد؟ لم انسدلت على قلوبكم حُحُبِّ لا تفهمون بسببها أمرا بسيطا.لم لا عند زعمكم بأن النبوءة بطلت؟ لم لا ترتجف قلوبكم؟ فهل ما تخافون الله زلتم أناسا أم قد مسختم نهائيا؟ أين العيون التي تبصر الحق؟ أين اختفت القلوب التي تدرك الصدق فورا ؟ فليست ثمة خيانة أكبر من اتخاذ الحق باطلا، لا وقاحة أسوأ من الإصرار على الكذب عبثا.وهل بقيت هناك أدلة أخرى حتى نعرضها عليكم، وهل بقي أي نقص في الإثبات حتى نزيله؟ يا إلهي كم عمى هؤلاء الذين ينسون شرط النبوءة عند تصريحهم بأن النبوءة لم تتحقق! يا إلهي كم من الإلحاد والوقاحة إذ نؤذى مرارا بغير حق، ولا يسأل أي نبيل آتهم لماذا هرب من هذا القسم الضروري؟ ولماذا سود وجه الدين المسيحي ولم لم يتقدم للقسم المهم الذي كان قد وجب عليه عقلا وإنصافا وقانونا؟ ملحوظة : إن آتهم لم يُزِل بالحلف هذه الشبهة التي ظهرت بسبب اعترافه بالخوف، بل قد ولد شبهة أخرى بامتناعه الملح عن الحلف.منه

Page 248

ضياء الحق أيها الناس كفّوا عن هذا الغلو واتقوا، لأن الذي نسيتموه حق.وإن ذلك القدوس الذي لا تبالون به أي مبالاة في هذا التعصب حق، فخافوه؛ لأن كل بذاءة وإساءة ستحاسبون عليها.فأنا أُقسم بالذي نفسي بيده أن ثلاث آتهم لو أراد أن يقسم حتى الآن بالعبارة التي بينتها فليقسم أمامي مرات في اجتماع فسنقول آمين فسوف أقدم له أربعة آلاف روبية فورا، ثم إذا بقي حيا سالما سنة واحدة بعد القسم فسيكون المبلغ حقه.وبعد ذلك فلتعاقبني كل هذه الشعوب كما تريد، وإذا أرادوا أن يمزقوني بالسيف كل ممزق فلن أشتكي، وإذا عاقبوني بأشد العقوبات في هذا العالم فلن أرفض.كما أنه لن يكون هوان أشدّ علي من أن يظهر كذبي بعد حلفه الذي كان بناءه على إلهامي.فيا أيها البذاءون، تخلوا عن المكايد الوقحة وشجعوا آتهم على القسم بأي طريقة ممكنة ليصدر القرار بحق الصادقين بحسب السنة الإلهية الدائمة.أما إذا كنتم تريدون الشتائم فقط فلا يسعنا كم أفواهكم، ولا يُهمنا ذلك في شيء.لأن من سنة الله منذ القدم أن الأشقياء وسيئي الطوية يشتمون أهل الحق، وأن أهل الحق دوما يؤذون من كل جهة، إلا أن العاقبة لهم في نهاية المطاف.إني لم أظهر فيكم اليوم فحسب بل أدعو إلى الحق منذ ١٦ عاما، أفلا تعرفون أن المفتري يضاع عاجلا وأن الذي يكذب على الله يُفنى كالزبد.إن الذين كان الناس يعتبرونهم مجدّدي هذا القرن قد ماتوا منذ

Page 249

ضياء الحق ۲۳۷۰ ما مدة.أما الذي في نظرهم كاذب فهو ما زال حيا حتى بعد مضي ١٢ عاما من القرن.فيا أيها المعارضون المسلمون الذين تعتبرون أنفسكم مسلمين، ارحموا أنفسكم لأن الإسلام ليس الذي يظهر منكم.لقد ذكركم القرن الجديد حديث بعثة مجدّد فلم تبالوا به أي مبالاة، وبشركم الخسوف والكسوف بظهور المهدي لكنكم أهملتموه أيضا كأمر سخيف، وسمعتم قاله الصلحاء بفراستهم وكشوفهم كإجماع على ظهور المسيح الموعود في القرن الرابع عشر فرفضتموه أيضا.لقد هجرتم القرآن وتركتم الأحاديث التي توافق القرآن الكريم، فاعلموا أنكم كاذبون.كان من الضروري أن تكذبوا هذا الصادق الأخير لأنه كان من الواجب أن يتحقق كل ما قاله النبي المقدس ﷺ في حقكم.يقول بعض الناس بمنتهى السذاجة أي فائدة حصلت بتحقق النبوءة على هذا النحو، وأي فيض كسبه طلاب الحق؟ فعليهم- إذا كانوا عاقلين أن يقرأوا معًا جميع النبوءات التي تحققت عن طريق أنبياء الله المقدسين ليتبين لهم أن الله الله لا يتوخى بها غاية معينة بل يقصد أحيانا إظهار القدرة، وأحيانا تكون الغاية الإلهية إظهار العلوم والأسرار التي لها ١ ملحوظة: كان الشيخ محمد حسين البطالوي قد اعتبر المولوي نواب صدیق حسن خان مجددا للقرن الرابع عشر، فقد مات مع طلوع القرن، كما اعتبر بعض المشايخ المولوي عبد الحي اللكهنوي مجدد هذا القرن، لكنه هو الآخر أخجل أصدقاءه هؤلاء بوفاته من قبل.منه

Page 250

ضياء الحق علاقة بالنبوءات ولا يدركها العامة وأحيانا تكون النبوءة الدقيقة لابتلاء في الناس لكي يكشف الله عليهم مدى عقولهم وقد كتبنا أنه قد قصد هذه النبوءة بحسب الحديث النبوي امتحان أمثال هؤلاء الذين زاغت قلوبهم، لهذا قد تحققت على نحو لطيف ودقيق، غير أن لها لوازم أخرى أيضا ستظهر في المستقبل، كما تشير إلى ذلك النبوءة "كشف الساق".والسلام على من اتبع الهدى الراقم ميرزا غلام أحمد عفى الله عنه قادیان غورد اسبور مؤلفاتنا الجديدة: قول الحق الديانة الآرية

Page 251

ضياء الحق بقية مباهلة عبد الحق الغزنوي ۲۳۹ قد اختلق عبد الحق الغزنوي بعد تفكير طويل وتدبر وسيلة للفوز في المباهلة في إعلانه البذيء، أنه سيفوز بأرملة أخيه، وأشار إلى أنه يتوقع ولادة الولد.فكنا قد نشرنا ردًّا على ذلك في كتيب "أنوار الإسلام" أن اقترانه بأرملة أخيه الضعيفة بعد وفاته ليس من تحقيق الأمل في شيء.بل إن مجرد ذكره مدعاة للخجل، فقد تحمل عبد الحق نفقاتها اليومية عبثا بعقد القرآن بها بعد أن قضت تلك الضعيفة معظم شبابها.وربما قد أدرك الآن أنه بهذا الزواج الفاسد اشترى الحزن لا الفرح.أما ولادة الولد فإلى الآن لم ينشر عبد الحق أي إعلان بذلك، ربما قد ضاع الولد داخل البطن أو قد ولدت أنثى، فظل وجهه مسوداً بحسب الآية القرآنية.إذ قد بشرنا الله ال مقابل هراء عبد الحق بأنه سيرزقنا ولدا.وقد نشرنا هذه البشارة في كتاب أنوار الإسلام نفسه.فالحمد لله والمنة على أنه بموجب هذا الإلهام قد وُلد في بيتي في ۲۷ ذي القعدة ۱۳۱۲ الموافق ١٨٩٥/٥/٢٤ ابن سميته شريف أحمد.والسلام على من اتبع الهدى.الراقم العبد المتواضع غلام أحمد عفي عنه

Page 251